ياحلو المطر و يا حلو ريحتـه ..
شعور يصعب وصفه ..
كلنا من يسأل نفسه عن سر : رائحة التربة بعد المطر !
فيا ترى ما هو سر هذه الرائحة الزكية العطرية التي كثيرا
ما نشتاق إليها ونحنّ إليها
جعل الله في تكوين التربة من الأحياء الدقيقة ما تتكافل
جميعها في صناعة الحياة النباتية وحماية الحياة النباتية
وحماية الحياة البشرية على وجه الكرة الأرضية !
فحين تتفجر السحب إيذانا باقتراب ساعة الخير وتبدأ تلقي
على الأرض ( الجافة ) خيراتها بأمر ربها
وتبدأ تتشكل صور من أجمل الصور في الحياة راسخة في
الذاكرة يتتابع نظمها كتتابع العقد المنظوم
وتجري المياه تغنـي في الآفاق بأعذب الأناشيد وتتعلق حبا
البرد بالشجيرات الصغيرة لتكمل منظومة العناقيد ثم تفز الحياة !!
إيذانا بمصداق قول الله جل في علاه :
(وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج )
وقوله تعالى وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ )
في خضم ذلك كله
لا زلنا نبحث عن :سر تلك الرائحة الجميلة والرائعة ،، التي
كثيرا ما نشتاق إلى شمها وضمها في أعماق أفئدتنا !
السر يكمن في :بكتيريا الإكتينومايسيتات ( ACTINOMYCETE ) وعائلتها .
هذه البكتيريا الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة تتواجد
( رائحتها أو تفاعلاتها ) دائما في التربة الرطبة ولعلنا
نجد أمثلتها حينما نحفر بأيدينا في باطن الأرض ( ثلاثين سم
مثلا ) ونجد الأرض الرطبة ونشتم رائحة كمثل رائحة المطر !
هذه البكتيريا تنتشر رائحتها حينما يصاب أعلى التربة
بجفاف طويل يعقبه هطول الأمطار ..
واللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..