كلّ القوى الطبيعيّة تبقى.. في نهاية المطاف .. غامضة الفهم ومستعصية على الإدراك الإنساني لأن ظواهرالجامعة الطبيعة والقوى المسيّرة لها، ليست إلاّ " درجة معيّنة من تموضع الإرادة " أو ما نعتبره نحن جوهرنا الخاصّ .. أي أن هذه الإرادة التي تحملها في جعبتك في ذاتها تقبع خارج الزمان والمكان .. على هذا الأساس تغدو المعرفة الإنسانية غير قادرة على المسك بتلك الإرادة الكونية .. التي هي الشيىء في ذاته .. انا لم أندم على دخولي عالم الهندسة ولكن الأمر كان يتحتم علي لميولي له ولعدم اهتمامي به أصبح صعبا .. لا أريد أن أختزل فلسفة معقدة وثريّة .. ولكن إذا اطّلع شابّ في مقتبل العمر على كتاب فيه أفكار من هذا القبيل مركّزة في جزء كبير منها على التّشكيك في قدرة العلم على إدراك حقيقة الوجود .. وإذا كان ذاك الشاب صفحة بيضاء لم ينهل بعد من الفلسفة ولم يتعمّق في أغراضها فمن السهل حدس الأثر البالغ الذي تخلّفه فيه والأفكار التي تتجذر في ذهنيّته مكوّنة نظرته للعالم .. وبالأخصّ إذا لم تكن له ميول علميّة ولا إلمام ببعض دقائقها .. أما انت وعلى غرار ماخطت يداك .. تقول العكس بأن اصرارك سوف يمحي كل المعوقات .. سر للأمام دائما ..