Jump to content
منتدى البحرين اليوم

قصص


Recommended Posts

دمـوع ملك الموت

 

 

 

 

 

هذه القصه جاتني عبر الايمل واحببت ان تقروها وتستفيدوا منها دمعت عيون ملك الموت سبحان الله

 

ورد في بعض الآثار أنَّ الله عز وجل أرسل ملك الموت ليقبض روح

 

امرأة من الناس

 

فلماأتاها ملك الموت ليقبض روحها وجدها وحيدة مع رضيعاً لها ترضعه وهما في صحراء قاحلة ليس حولهما أحد ،

 

عندما رأى ملك الموت مشهدها ومعها رضيعها وليس حولهماأحد وهو قد أتى لقبض روحها،

 

هنا لم يتمالك نفسه فدمعت عيناه من ذلك المشهد رحمة بذلك الرضيع،

 

غير أنه مأمور للمضي لما أرسل له، فقيض روح الأم ومضى كما أمره ربه:

 

(لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)

 

 

بعد هذا الموقف- لملك الموت - بسنوات طويلة أرسله الله ليقبض روح رجل من الناس،

 

فلما أتى ملك الموت إلى الرجل المأمور بقبض روحه وجده شيخاً طاعناً في السن متوكئاً على عصاه عند حداد

ويطلب من الحداد أن يصنع له قاعدة من الحديد يضعها في أسفل العصى حتى لاتحته الأرض ويوصي الحداد بأن

تكون قوية لتبقى عصاه سنين طويلة،

 

عند ذلك لم يتمالك ملك الموت نفسه ضاحكاً ومتعجباً من شدة تمسك وحرص هذا الشيخ وطول أمله

 

بالعيش بعد هذا العمر المديد ،ولم يعلم بأنه لم يتبقى من عمره إلا لحظات

 

فأوحى الله إلى ملك الموت قائلاً : فبعزتي وجلالي إن الذي أبكاك هو الذي أضحكك.

 

 

سبحانك ربي ماأحكمك سبحانك ربي ماأعدلك سبحانك ربي ماأرحمك

 

 

 

نعم!! ذلك الرضيع الذي بكى ملك الموت عندما قبض روح أمه هو ذلك الشيخ الذي ضحك ملك الموت من شدة حرصه وطول أمله

Link to comment
Share on other sites

انها المخدرات ...... انها التى انهت حاية اسرة

 

 

 

 

وقتلت أخي أنهى " سامي " امتحان السنة الأولى المتوسطة بتفوق .. وقبل أن يعرف نتيجة امتحانه سأل والده قائلاً : ما هي الهدية التي ستهديني إياها إذا نجحت هذا العام ؟".. قال والدة بسعادة : عندما تحضر الشهادة وتكون ناجحاً سأوافق على سفرك مع خالك إلى الحبشة لتقضي إجازة الصيف هناك .. لقد كان سامي أكبر الأولاد .. وقد أنجبته أمه بعد طول انتظار.. فنشأ بين والديه حبيباً مدللاً .. الجميع يسعون لإسعاده وتحقيق مطالبه وإدخال السرور على نفسه .. لم ينم سامي تلك الليلة من الفرحة فقد كانت الأحلام الوردية تداعب مخيلته وفكره الطفولي البريء .. كيف لا ؟" .. وهو سيسافر لأول مرة إلى الحبشة وسيقضي فيها ثلاثة أشهر هي فترة الإجازة المدرسية .. وسيتمتع خلالها بكل جديد .. وفي صباح اليوم الثالث لانتهاء أعمال الامتحانات .. خرج سامي بصحبة والده إلى المدرسة ليحضر الشهادة .. غاب" سامي " داخل المدرسة دقائق .. بينما كان والده ينتظره في السيارة ..ثم عاد وهو يحمل الشهادة في يده .. وعلامات البشر تنطق من وجهه البريء .. وهو يهتف قائلاً : أبي " أبشرك لقد أخذت الترتيب الثاني على زملائي .. ابتسامة عريضة سكنت على محيا والده .. وبدا الفرح جلياً في عينيه .. فحضنه الأب بفخر وفرح شديد وهو يقول : ألف ألف مبارك يا سامي "".. بل مليون مبارك يا سندي ".. الحمد لله على توفيقه لك .. وحان موعد السفر .. ودع سامي والديه وهو في غاية الزهو والسعادة .. وفي الطائرة التي ركبها سامي لأول مرة رأى علما جديداً .. ومتعة لم يتذوقها من قبل .. متعة فيها خليط من الخوف والبهجة معاً خصوصاً عندما سمع هدير الطائرة وهي تقلع عن أرض المطار لتحلق في الفضاء الواسع ..لقد كان كل شيء يشاهده و يسمعه جديداً بالنسبة له .. وشيئاً غريباً لم يألفه من قبل .. وفي الحبشة رأى "سامي " بصحبة خاله عالماً جديداً آخر .. ومر هناك بعدة تجارب مثيرة .. وشاهد أشياء لم يشاهدها من قبل .. ولكنه كان يلاحظ بين الفترة وأخرى .. وفي أوقات معينة أن خاله تنتابه حالة غريبة .. يضعف فيها جسده وتوازنه أحياناً .. يراه سعيداً ضاحكاً أحياناً .. ويراه في أحيان أخرى يتمتم بكلمات غير مفهومة ".. وتوصل سامي إلى السر في هذه التصرفات الغريبة .. إن خاله مدمن على شرب الخمر ".. ونمت في نفس سامي "غريزة "حب التقليد " .. ثم تحولت إلى رغبة في التجربة الفعلية .. فكان يحدث نفسه قائلاً :سأفعل مثله لأرى ما يحدث لي ؟" وبم يحس ؟" وكيف يكون سعيداً ؟".. وشرب سامي الخمرة لأول مرة .. في البداية لم تعجبه .. ولكن رؤيته لخاله وحب التقليد الأعمى دفعاه إلى أن يجربها مرة وثنتين وثلاث حتى تعود عليها .. وأصبح مدمناً لها وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره .. وانتهت فترة الإجازة وعاد سامي بصحبة خاله إلى جدة .. وكان تفكيره منصباً على كيفية الحصول على الخمر والتمكن من تناوله .. ولكنه لم يستطع الحصول عليه بسهولة .. فقرر في النهاية أن الامتناع عنه نهائياً هو الحل الوحيد للمحافظة على نفسه ومستقبله فهو ما يزال طفلاً .. كما أنه فعل مشين حرمه الله ووضع عقابا ًصارماً لفاعله .. وعاد سامي إلى حياته الطبيعية ونسي الخمر ..ومرت عليه ثلاث سنوات دون أن يفكر في شربه.. وفي نهاية السنة الرابعة قرر أهله السفر إلى الخارج .. لقضاء عطلة الصيف في إحدى الدول الأوربية .. وهناك في تلك الدولة .. استيقضت الرغبة الكامنة في نفسه لشرب المسكر .. وتجددت ذكريات أيام الحبشة ..فمضى الشيطان يزين له شرب الخمر .. فكان سامي ينتهز فرصة غياب أهله للخروج .. أو وقت نومهم .. ليتناول الخمر خفية .. واستمر على تلك الحال حتى أدمن الخمر من جديد .. وأصبح لديه كالماء لا يستغني عنه.. وفي إحدى الليالي خرج "سامي " مع " فوزي " ابن خاله .. لقضاء السهرة في إحدى النوادي الليلية الأوربية .. وجلسا معا يحتسيان الخمر بعد أن أكلا ما طاب لهما من الطعام .. وهما ينصتان للموسيقى الصاخبة .. وبينما هما على تلك الحال إذ أخرج "فوزي " من جيبه قطعة صغيرة سوداء وأخذ يستنشقها بهدوء ولذة .. وكأنه يقبل طفلاًَ رضيعاً .. وكان بين آونة وأخرى يتمايل يميناً وشمالاً .. سأله سامي في فضول : ما هذه القطعة ؟" .. ولماذا تفعل ذلك ؟" .. فضحك فوزي وقال : ألا تعرف ما هي ؟" إنها الحشيشة السوداء " .. إنها قمة اللذة العارمة .. قال سامي هل من المعقول أن هذه القطعة تفعل كل هذا ؟" .. قال " فوزي " إن ما قلته لك هو جزء من الحقيقة .. وعليك أن تجرب حتى تعرف الحقيقة بنفسك ..خذ .. جرب .. ومد يده إلى سامي بالحشيشة السوداء ".. تناول سامي الحشيشة وأخذ يستنشقها .. وانتقل معها إلى عالم آخر من الزيف والوهم والضياع .. لم يكن سامي يعلم أن هذه الحشيشة الصغيرة ستكون له بالمرصاد.. وإنها موت يطرق بابه كل يوم .. ويهدد مستقبله وصحته .. لم تمض أيام حتى أصبح سامي مدمناً للحشيش.. فانقلبت حياته وساءت صحته واعتل فكره بسببها .. ونفدت نقوده وانتهت من أجلها .. وعندما أنهى سامي تعليمه وحصل على الوظيفة .. بدأ يشعر بكراهية للناس وحب للابتعاد عنهم .. لقد كان يشعر في قرارة نفسه أن الجميع يعرفون سره .. وأن أحدا لم يعد يثق به .. أصبح عصبي المزاج .. كثير الانطواء .. ومضت ثمانية عشر عاما وهو أسير حشيشته السوداء رغم تقلبه في عدة وظائف للحصول على راتب أكبر يساعده على مصاريف الحشيش .. وكثرت مشاكله حتى مع أهله .. وكان " سامي " يحس في قرارة نفسه أنه بحار ضائع في بحر لا ساحل له.. ولا سبيل للنجاة منه .. عزم سامي على أن يبوح بالسر لأحد أصدقائه الأعزاء لعله يجد عنده ما يخلصه من هذا الجحيم الذي لا يطاق 00 وبالفعل ذهب إلى أحد أصدقائه القدامى 00 استقبله صديقه بفرح كبير وعاتبه على انقطاعه عنه .. وأخبر سامي صديقه بكل ما جرى ويجري معه بسبب هذه الحشيشة السامة .. وطلب منه المساعدة في التخلص من هذه الحشيشة القاتلة .. ولما انهى سامي حديثه بادره صديقه قائلاً عندي لك ما ينسيك كل آلامك ؟" فقط عليك أن تمد يدك وتغمض عينيك وتنتظر لحظات .. قال سامي باستغراب : ما ذا تقول ؟" .. أنا في حالة سيئة لا تستدعي المزاح و السخرية منك .. قال الصديق أنا لا أمزح .. افعل ما قلته لك وسترى النتيجة .. مد سامي يده وأغمض عينيه .. فتناول ذاك الصديق عضده وحقنه بحقنة .. حين فتح سامي عينيه كان صديقه ( الناصح ) قد انتهى من تفريغ حقنة " الهيروين" في جسمه .. ومع بداية حقنة الهيروين كانت بداية رحلة ألم وعذاب جديدة بالنسبة لسامي .. ومن يومها أدمن " سامي " على الهيروين ولم يعد يستغني عنه .. وكان حين يتركه يشعر بآلام تنخر عظامه لا سبيل إلى تحملها .. وصرف " سامي " كل ما يصرفه على الهيروين واستدان من أهله وأصدقائه وهو لا يعلمون عن الحقيقة شيئاً .. بل ورهن بيته .. وعندما ساءت حالته الصحية دخل المستشفى .. وخرج منه بعد فترة ليعود للإدمان من جديد .. لقد دخل المستشفى أكثر من مرة ولكن دون جدوى .. وفي ذات ليلة لم يستطع مقاومة الآلام في جسمه بسبب الحاجة إلى الهروين .. ولم يكن لديه مال ليشتري به هذا السم القاتل .. ولكن لا بد من تناول الهيروين هذه الليلة مهما كان الثمن .. وكان والده آنذاك مسافرا ً وكانت تصرفات سامي في تلك الفترة يغلب عليها الطابع العدواني .. الذي أفقده آدميته وإنسانيته .. وكانت تلك الليلة الحزينة ليلة مقمرة بعض الشيء .. فخرج سامي من غرفته وقد عزم على أمر ما .. لقد عزم على سرقة شيء من مجوهرات أمه ليشتري بها الهيروين .. فهو لم يعد يطيق عنه صبرا .. تسلل سامي بهدوء إلى غرفة والدته .. فتح دولا بها .. سرق بعض مجوهراتها ليبيعها ويشتري بها الهيروين .. استيقظت الأم على صوت الدولاب .. رأت شبحاً يتحرك فصرخت بكل قوتها حرامي .. حرامي .. اتجه ناحيتها وهو ملثم.. وأقفل فمها الطاهر بيده الملوثة بالخطيئة .. ثم قذف بها على الأرض .. وقعت الأم على الأرض وهي مرتاعة هلعة .. وفر سامي هارباً خارج الغرفة .. وفي تلك الأثناء خرج أخوه الأصغر على صوت أمه .. رأى شبح الحرامي فلحق به ليمسكه .. وبالفعل أمسكه ودخلا الاثنان في عراك وتدافع .. لقد كانت اللحظات صعبة والموقف مريراً وعصبياً .. سينكشف أمر سامي لو أمسك به أخوه .. وطعن سامي أخاه بالسكين في صدره ليتخلص منه ومن الفضيحة .. وفر هارباً بالمجوهرات .. وكانت سيارة الشرطة تجوب الشارع في ذلك الوقت .. في دورية اعتيادية فلا حظه الشرطي وهو يخرج من البيت مسرعاً .. يكاد يسقط على الأرض وفي يده علبة كبيرة .. فظنه لصاً .. فتمت مطاردته وألقي القبض عليه .. نقل الابن الأصغر إلى المستشفى .. ولكنه فارق الحياة وأسلم الروح إلى بارئها متأثراً بتلك الطعنات الغادرة التي تلقاها جسده الطاهر من أقرب الناس إليه .. من أخيه الأكبر .. الذي طالما أكل معه وشرب معه ونام معه وضحك معه .. أهذا معقول ؟" وعند فتح ملف التحقيق كانت المفاجأة المرة والحقيقة المذهلة .. المجرم السارق القاتل هو الابن "سامي " .. والضحية هما الأم والأخ .. والبيت المسروق هو بيتهم جميعاً .. لم تحتمل الأم هذه المفاجاة والصدمة .. فسقطت مريضة على فراشها تذرف الدموع .. دموع الحسرة والندم والألم معا .. على ابنها " سامي " المدلل .. الذي ضاع مستقبله الدنيوي .. وأصبح في عيون الناس ابناً عاقاً ومجرماً ضائعاً ولصاً محترفاً .. بكى سامي كثيراً .. وتألم وتحسر على ماضيه .. لقد خسر كل شيء بسبب المخدرات .. خسر دينه .. خسر وظيفته .. خسر صحته .. خسر أسرته .. قتل أخاه .. خسر سمعته .. نقل سامي إلى المستشفى للعلاج من الإدمان .. ولكنه مع ذلك سيظل متذكراً أنه قتل أخاه الأصغر .. وحطم حياته كلها بسبب المخدرات .. فاعتبروا يا أولي الأبصار "

Link to comment
Share on other sites

حب في الجامعة

لمحها في المدرج … وأعجب بها … جمالها الهادئ … مكياجها البسيط الذي لا غلو أو مبالغة فيه … و سرح بخياله بعيداً … كم هي فتانة تلك الفتاة … قوامها … عينيها … تسريحة شعرها وتلك الخصل… شعرها الأسود المنسدل على كتفيها يضفي للونها المائل الى الإصفرار كثيراً من الرونق والحيوية ويزيدها تلألأً وإشراقاً …

لم يفهم من المحاضرة شيئا … كل الذي فهمه أنه معجب بتلك الفتاة حتى النخاع … كل جوانحه خفقت بشدة حينما رآها وزميلتها تتحدثان …

ذهب الى بيته لا يعي شيئاً فقد كان عقله وقلبه مشغول بتلك الفتاة … ويحلم بأن يراها أمامه الآن وفي كل لحظة … أصبح لا يأتي الجامعة إلا من أجلها فقط … يكحل عينيه التي لا تكل من النظر إليها … وأصبح قلبه يتعلق بها وتزداد محبتها عنده يوماً بعد يوم وصار يفكر كيف يلفت نظرها إليه وسط هذا العدد الهائل من الطلاب والطالبات … فكر في أن يوقفها في أي سانحة ويعرض عليها صداقته … أو أن يرسل لها واحدة من صديقاته لتخبرها بأنه معجب بها … أو …. أفكار كثيرة تدور في رأسه ولكنه إستبعدها جميعاً خوفاً من رد فعلها فقد يجوز بأنها مرتبطة وقد يجوز بأنها لا تؤمن بهذا الكلام وقد تصده عنها و…

توصل أخيرا الى أن يبعث لها برسالة يبثها فيها حبه وأشواقه وإعجابه بها … وكتب لها كل ما يجيش بخاطره من أعزب الكلمات ووصف لها الليالي الطوال التي مر بها وهو يحلم بها وتغزل فيها وفي جمالها الخلاب الذي سلب لبه وقلبه وأن إشارة واحدة منها ستعيده الى الحياة لأنه الآن حي ميت … إنتهى من كتابة الرسالة وظل يفكر كيف يوصلها لها … فكر في إحدى صديقاته ولكنه كان خائفاً بأن تستهزأ به أو تتلاعب بعواطفه فإستبعدها وقرر بينه وبين نفسه بأن يسلمها لصديقتها وهي بدورها تعطيها لها وظل يترقب ويتحين الفرص عله يجد صديقة حبيبته لوحدها حتى يعطيها الرسالة فأصبح يتعقب صديقتها لأيام طويلة وكانت في أحياناً كثيرة تراه خلفها ولكنها لم تكن لوحدها … لفت إنتباهها هذا الشاب الذي يتبعها في ذهابها وإيابها وأدركت بأن لديه ما يقوله لها وإستنتجت بأنه يريدها منفردة فأعطته هذه الفرصة عندما رأته من بعيد تنحت جانباً في كافتيريا الجامعة تحتسي كوباً من الشاي … لم يتردد عادل لحظة واحدة فهذه هي اللحظة المناسبة التي كان يحلم بها وأن الرسالة مكتوبة عنده منذ زمن طويل كل يوم يحضرها معه ويرجعها وها هي معه الآن … ذهب عادل الى صديقة حبيبته وسلم عليها وقال لها بخوف وتردد: أنا زميلك عادل بنفس الكلية ونفس السنة الدراسية

ردت عليه بإبتسامة : مرحب بيك وأنا إنتصار … هل هناك خدمة أستطيع أن أقدمها لك

عادل : في الواقع لدي أمانة أريد منك إيصالها الى صديقتك التي تجلس بجانبك في المحاضرات .

تغيرت تعابير إنتصار وشحب وجهها بصورة ملحوظة للجميع وردت عليه بعصبية حاولت تقليلها : تقصد إيمان ؟

قال لها : هي إسمها إيمان ؟ يا له من إسم جميل … نعم هي التي أقصدها

قالت : وما هذه الأمانة

قال : رسالة

قالت : أين هي لأني تأخرت ويجب علي الذهاب الى المنزل .

أعطاها عادل الرسالة فأخذتها منه وودعها وشكرها على ذلك وذهبت إنتصار وظل عارف واقفاً مزهولاً من نفسه كيف جاءته هذه الجرأة التي لم يعهدها هو في نفسه ولم يعهدها الغير فيه خاصة وأنه خجول وإنطوائي بإجماع كل من يعرفونه وأصبح يفكر كيف سيكون رد إيمان على رسالته … وكيف ستتقبل الأمر … وماذا لو صدته … وهل إنتصار ستوصل الرسالة الى إيمان … ولماذا تغيرت تعابير إنتصار لما كلمها عن صديقتها … أسئلة كثيرة ظلت تدور في رأسه دون إجابة ولكنه كان متأكداً بأن الأيام القادمة ستحمل إليه كل الإجابات التي تحيره .

 

 

 

ظل عادل مترقباً … يحضر كل يوم الى الجامعة لعله يأتي إليه الرد الذي ينتظره ولكن

لا شئ جديد … كل يوم يحضر ويرجع كما أتى … ومرت الأيام و يزداد هو تلعقاً وحباً وهياماً بإيمان … ولما طال به الإنتظار قرر أن يسأل إنتصار ما الذي تم في الموضوع وأنه ما زال ينتظر … وأن الإنتظار قمة الشقاء وأصبح يقتفي أثر إنتصار لعله يغتنم سانحة تكون هي على إنفراد وقد كان … سلم عليها ودار بينهما حوار :

عادل : هل أوصلتي الرسالة

انتصار : نعم أوصلتها

عادل : وما الذي حدث ؟ ولماذا لم يأتيني منها رد ؟

إنتصار : لقد ثارت في وجهي ومزقت الرسالة قبل أن تقرأها

دارت الأرض بعادل ولم يدري أين هو عندما سمع منها ذلك وأصبح لا يدري كم من الوقت ظل واقفاً في مكانه فقد كانت صدمة مؤلمة جداً له فلم يتوقع أن يكون ردها في مثل تلك القسوة … بعد فترة من الوقت خالها دهراً إستطاع أن يلملم جراحه ويتمالك نفسه قفل عائداً الى منزله .

دخل عادل الى غرفته وتمدد في السرير وبدأ يسترجع تلك الأحداث لعله يستوعب ما لم يستطيع أن يستوعبه … الألم يعتصره بشدة … قلبه يكاد يتمزق من بين أحشائه … وبدأ في تفكير عميق لماذا هذه القسوة … لقد كان مفعماً بالأمل ولكنها أحبطته بكل ما تحمله الكلمة من معنى … أصبح يفكر في أن ينتقم لكبريائه … لكرامته الجريحة … يجب أن يلقنها درساً قاسياً حتى تتعلم كيف تتعامل مع الآخرين … يجب أن تعتزر عما بدر منها تجاهه ولكن كيف السبيل لتحقيق ذلك … أمسك الورقة والقلم وبدأ يكتب رسالة :

عزيزتي الغالية

كم كان فعلك قاسياً بأن تمزقي ما كتبت لك … كم كان ذلك مهيناً لي لدرجة اللا تصور … لم أفكر يوماً من الأيام بأن أقف مثل هذا الموقف الذي لا أستطيع وصفه لك … يا لك من قاسية عديمة الفؤاد … كم كنت أحمل لك بين جوانحي من مشاعر نبيلة عظيمة تفوق ما سطره أؤلئك العمالقة من معاني وأحاسيس … يجب أن تعلمي بأنني لست من أؤلئك الذين يتلاعبون بعواطف الفتيات … أحببتك بصدق وفكرت فيك كرفيقة درب طويل لتكوني زوجة المستقبل وأم أطفالي … ليست لدي مشاكل مادية وأستطيع الزواج الآن وأن أفتح بيت فالحمد لله أعمل في شركة والدي بعد الجامعة ولدي راتب يكفي ويزيد لفتح بيت … ولكنك قمت بعمل غير لائق … كيف تجرأين وتمزقين ما كتبت … أتمنى من المولى العزيز أن يوفقك في مسعاك وإنني أعدك بأن لا أتعرض لك مرة أخرى لا من قريب ولا من بعيد … كم كنت أتمنى أن أحدثك عن أشياء كثيرة بداخلي … عني … عن المستقبل … عن السعادة التي كنت أحلم بها ولكنك بتصرفك الأحمق ذلك يجعلني لا أستطيع إلا أن أقول لك أذكريني … أذكري هذا الغريب الذي أراد أن يمس الشمس ولكن الشمس أحرقته … أذكرى هذا الغريب الذي أراد أن يطول القمر ولكن القمر تكبر عليه وقال له أنت في الأرض وأنا في السماء . وأكرر لك وعدي مرة أخرى بأنني لن أتعرض لك مرة أخرى .

أتمنى لك حياة موفقة ودمت في رعاية الله وحفظه … عادل

 

غلف عادل رسالته و شعر ببعض الإرتياح لما كتبه فقد خيل إليه بأنه قد ثأر نوعا ما لكرامته الجريحة وكتب لها عما يدور في نفسه وأنه بهذا الخطاب قد أنهى ما كان يحلم به من أنها هي فتاة أحلامه التي يفكر بها .

ذهب الى الجامعة صباح اليوم التالي وذهب الى صديقته وأخبرها بالقصة التي حدثت وطلب منها إيصال تلك الرسالة لإيمان لأنه لم يعد واثقاً في صديقتها إنتصار … أخذت صديقته الرسالة وذهبت مباشرة الى إيمان حيث كانت تجلس في الصفوف الأمامية في المدرج بجانب صديقتها إنتصار … سلمت عليها وأخذتها جانباً وتكلمت معها وسلمتها الرسالة وإستأذنت منها … كل ذلك وعادل يراقب من بعيد الموقف …

بعد ثلاثة أيام وبينما عادل كان جالساً يتحدث مع أصدقائه خارج المدرج وإذا بفتاة تحضر إليهم وتسلم عليهم وتوجه السؤال إليهم من منكم عادل ويجيب أنا فإستأذنته بأن تتكلم معه على إنفراد فذهب معها على ناحية الكافتيريا فقالت له بأن لديها رسالة من إيمان له ومدت يديها إليه بالرسالة … إستلمها عادل وهو لا يكاد يصدق فقد ظن بأن الموضوع قد إنتهى وإلى الأبد وشرد بذهنه برهة من الوقت … ونظر حوله فلم يجد الفتاة التي سلمته الرسالة … وبإيدي مرتجفة وقلب يرتجف ويخفق بشدة بدأ في فتح الرسالة وبدأ يقرأ وكان فيها :

زميلي عادل

بعد التحية والإحترام … بداية دعني أعبر لك عن إعجابي الشديد بخطك الجميل وإسلوبك الرائع … أفيدك بأنني كنت أريد أن أمزق رسالتك هذه ولكن شيئا من الفضول دفعني لقراءتها وليتني ما فعلت فعندما قرأت رسالتك بكيت كما لم أبكي من قبل وعلمت كم أنا كنت مخطئة في ما فعلته برسالتك الأولى ولكني يعلم الله لم أعر الموضوع إهتمام في البداية لكثرة الخطابات التي كانت تأتيني من هذا النوع وأنا أعلم علم اليقين بأن الذي يجرى في الجامعات ما هو إلا مجرد إعجاب فقط من زميل نحو زميلته أو العكس … وأضرب مثال بك أنت إذ كيف تحب فتاة وأنت لا تعرفها ولا تعرف عنها وعن ظروفها شئ ولا عن أهلها أو أصلها وفصلها … ألا تتفق معي بأن ذلك مجرد إعجاب فقط سرعان ما يتبدد مع الأيام ؟ إنني لم أقلل من قدرك حيث أني لا أعرفك فكيف تصفني بما وصفت في خطابك لي …

لقد جلست أفكر طيلة الأيام الماضية في كلماتك التي وقعت على نفسي كوقع السهام هل أنا بهذه القسوة ؟ هل أنا عديمة الفؤاد ؟ وهل … وهل … أشياء كثيرة دارت في رأسي من أسئلة وعلامات إستفام …أصدقك القول بأني لم أذق للنوم طعماً منذ قراءتي لرسالتك تلك … وإلى الآن ما زالت كلماتك تنخر في دواخلي وتقيض مضجعي و تقلق منامي … لا أطيل عليك أكثر … ختاماً تقبل تحياتي ………… زميلتك إيمان

 

إنتهى عادل من قراءة الرسالة فأعاد قراءتها مرة ثانية وثالثة وقد عاوده الحنين إليها ولام نفسه كثيراً على تلك الرسالة فقد كان لا ينبغي له بأن يكون في مثل تلك القسوة التي آلمت حبيبته وحرمتها النوم وأبكتها … ليست هي من يبكي يجب أن تكون على الدوام مبتسمة وسعيدة … تلك الزهرة اليانعة يجب أن تظل على الدوام ندية لا شئ يعكر صفو بهائها ورونقها… يا له من قاسي معدوم الضمير هكذا كان يحدث نفسه وفجأة جاءه صوت من دواخله يذكره بأنها هي التي مزقت رسالته ويجب عليه أن لا يضعف وأن نفسه عزيزة جداً وكرامته فوق كل إعتبار ويجب أن يضع قلبه تحت رجليه ويدوس عليه إذا كان السبب في ذله ومهانته ولا يجب أن يضعف أمامها وأنه قد حسم أمرها نهائياً وإستبعدها من حياته نهائياً ووعدها بعدم التعرض لها و… و…

لعينة تلك التي تسمى بالكرامة فهي العقبة الكبيرة التي يشعر بها وتستشرى في نفسه … كم هي مقيتة … وهل يوجد ما يسمى بالكرامة وعزة النفس بين العشاق …

وظل في تنازع نفسي رهيب ما بين نسيانها وتهميشها وإعتبار الموضوع منتهي و بين قلبه الذي يتمزق حباً ولوعة وشوقا وهياماً بها ويدفعه دفعاً لقبول تلك الرسالة بمثابة إعتذار منها وعفا الله عن ما سلف ويجب عليه تجديد الدعوة مرة أخرى عله يفوز بحبها وتتوج قصة حبه لها بزواجه منها خاصة وأن والديه ألحا عليه بأن يتزوج من إبنة عمه وهما من حيث المبدأ مباركين خطوة زواجه و لن يمانعان في أن يرتبط بأي زوجة عندما يخبرهم بأن إبنة عمه تحب أخاه الأصغر وأنه يحبها … إنه لفي حيرة كبيرة كيف يتصرف في هذا الموقف الصعب الذي وجد نفسه فيه … كل تلك الأفكار ظلت تدور برأسه الى أن ناداه أحد أصدقائه وطلب إليه أن ينضم له لشرب كوب من الشاي … ولكنه إعتذر وذهب عائداً الى بيته فقد شعر ببعض التعب والإرهاق وآثر العودة لأخذ قسط من الراحة وبعدها يفكر ما الذي يجب عليه أن يفعله .

دخل عادل الى غرفته وشعر بأنه يحتاج الى سماع بعض الموسيقى الهادئة علها تهدأ من أعصابه المتوترة وتساعده على تهيئة جو من الهدوء حتى يستطيع التفكير بتأني وروية لإتخاذ أهم قرار في حياته … لم يجد لديه أي شريط لموسيقى هادئة فظل يعبث بقنوات الراديو عله يجد فيها ما يريد … ووجد أغنية ذات لحن هادئ حزين إستمع لمطلعها :

فرض الحبيب دلاله وتمنعا

وأبى بغير عذابنا أن يقنعا

ما حيلتي وأنا المكبل بالهوى

ناديته فأصر أن لا يسمعا

لم يكمل باقي الأغنية وأقفل الراديو حيث أن الأغنية لمسته في الوتر الحساس لديه … وتمدد في السرير يتقلب يمنة ويسرة في الفراش … وبدأ في تفكير عميق وظل يسأل نفسه لماذا أرسلت له إيمان تلك الرسالة … كان يجب عليها أن لا ترسلها له … لقد بلغتها بأنني حسمت الموضوع وبأنها خرجت من حياتي وأني لن أفكر فيها مجدداً … لماذا أرسلت لي رداً … لتعذبني بالتفكير فيها من جديد ؟ أم لتعتذر عن ما فعلته برسالتي الأولى وتتطلب مني طلباً خفياً أكاد أراه بين السطور بأن أكرر طلبي بأني ما زلت أحبها وأني ساكون غاية في السعادة إن بادلتني شعوري هذا … كيف لي أن أطلب منها ذلك مرة أخرى بعد الذي حدث … وماذا لو كان ظني خاطئاً فقد ذكرت لي بأن ذلك محض إعجاب مني تجاهها سرعان ما يتبدد مع الأيام … وماذا يكون ردها إيجابا أم سلبا ؟ ليتها تعلم كم أحبها … ليتها تدرك ما أحمله لها من مشاعر دفاقة وأحاسيس نبيلة تفوق الوصف والخيال … إنني أكاد أتمزقق لهفة وشوقاً لرؤيتها … ليتني أستطيع أن أقف أمامها أتأمل في عينيها العسليتين … أستمع الى صوتها الدافئ الذي لم أسمعه الى الآن … أحدثها عن نفسي … أسألها عن نفسها و… و…

آمال كثيرة راودته وتعب عادل كثيراً من التفكير ولم يصل الى نتيجة أو قرار حاسم ليحسم تلك المعضلة … وإستسلم لنوم عميق …

لم يذهب عادل في اليوم التالي الى الجامعة وظل مرابطاً في غرفته وتوصل بينه وبين نفسه أن يدع الأمور كما هي حتى اذا ما إستجد في الأمر شيئا جديداً يبني عليه قراره .

إرتاح لتلك الفكرة كثيرا وبدأ يقنع نفسه بذلك وأخذ باقي اليوم ينظم في دفاتر الجامعة ويحاول تلخيص ما فاته من محاضرات .

صباح اليوم التالي ذهب عادل الى الجامعة ودلف الى قاعة المحاضرات وأخذ مكاناً بين الجلوس وظل يبحث في الصفوف الأمامية عله يرى إيمان ولكنه لم يجدها وبدأ يدقق النظر في وجوه الطالبات ولكن لا أثر لها بين الحضور وفجأة لمح صديقتها إنتصار ولكنها جالسة لوحدها لم تكن إيمان بجانبها … يا له من يوم تعيس كان يمني نفسه بإفتتاح يومه بالنظر إليها ولكن خابت أمنيته.

إنتهى اليوم الدراسي ولم تحضر إيمان الى الجامعة … ولم تحضر اليوم الثاني والثالث وبدأ على عادل القلق والشحوب لعدم حضور إيمان الى الجامعة وكان يتساءل بينه وبين نفسه لماذا لم تحضر وهل هي مريضة أم تعمدت عدم الحضور … تمنى أن يسأل صديقتها إنتصار عنها ولكنه أبعد الفكرة من رأسه سريعاً وفي خلال هذه الأيام التي لم تحضر فيها إيمان الى الجامعة تأكد له بما لا يدع مجالا للشك بأنه يحبها حبا جما وأنه لا يستطيع العيش بدونها وأنه قرر بأنها مجرد عودتها الى الجامعة سوف يذهب إليها ويتكلم معها وسيقول لها ذلك وسيطلب منها إذا كانت تقبل به زوجاً لها والتذهب ما يسمى بالكرامة الى الجحيم … هكذا وجد عادل نفسه قد إتخذ القرار …

ترى ما الذي سيحدث

 

حضر عادل الى الجامعة مبكراً وكان قد إتخذ القرار النهائي وعلى أهبة الإستعداد لوضع النقاط على الحروف في أي لحظة يرى فيها إيمان حتى ينهي هذا الأمر الذي أخذ بعداً كبيراً وشغل تفكيره كثيرا من الوقت … وفكر عادل بأن يشرب كوبا من الشاي في الكافتيريا الى أن يحين موعد المحاضرة الأولى وبينما هو جالس واذا بفتاة تحضر وتسلم عليه

قالت : ممكن أتكلم معك

أجاب : هل تعرفينني

قالت : نعم أنت زميلنا عادل وأنا ميساء بنفس الكلية التي أنت فيها وقد سمعت عنك كثيرا .

قال : هل أنا مشهور لهذه الدرجة ؟ مرحب بك تفضلي تشربي إيه

قالت : لو ممكن شاي … وطلب لها الشاي

قال : كلي آذان صاغية هات ما عندك

قالت : انني صديقة إنتصار وتربطني بها علاقة صداقة منذ المرحلة الإبتدائية وهي تهمني شديد جدا ومعزتها عندي كمعزة أختي أو أكثر وقد قالت لي بأنها تحبك حباً شديداً ولا تتخيل العيش بجانب أحد غيرك وهي تعاني معاناة شديدة حيث أنها صديقة إيمان ولا تستطيع أن تخبرك أو تخبرها هي بذلك وقد حذرتني بأن لا أخبر أحداً وإلا ستكون نهاية صداقتنا … وأنا لم أستطيع أن أتحمل العذاب والحيرة التي فيها إنتصار وأتيت لأخبرك بذلك وكلي أمل في أن لا تخبر أحداً بما أخبرتك به وإلا ستتسبب في إنهاء علاقتي بإنتصار والتي أتمنى من الله أن تدوم مدى العمر … آمل أن تتفهم ما أقصده وإني آسفة إذا كنت قد أخبرتك بذلك ولكن حرصي على صديقتي وحرصي على مستقبلها العلمي والعملي وحيث أنها في الفترة الأخيرة أصبحت مهملة بعض الشئ وغير آبهة للمحاضرات وغير مهتمة بواجباتها وتدنى تحصيلها وصحتها فواجبي تجاهها يلزمني بأن أخبرك لتتخذ خطوة الى الأمام وآمل أن يلهمك الله لتتخذ الخطوة المناسبة … وأشكرك كثيراً على الشاي … ثم إنصرفت .

صعق عادل وهو يسمع ذلك الحديث … وإندهش حد الجنون … وفغر فاهه مثل التلميذ الغبي وكأنه لم يستوعب ما سمع وأخذته الحيرة حيث وجد نفسه في مأزق جديد هو في غنى عنه بالذات في هذه الأيام … ما الذي يجري حولي … الآن عرفت سبب تغير إنتصار عندما أعطيتها الرسالة لإيمان … لقد كانت تعتقد بأني أقصدها هي … يا لغبائي كم أنا قاسي … يا للهول كل الأمور آخذه في التعقيد … لقد كنت أفكر في حل مشكلة واحدة والآن أصبح هناك مشكلتان كل واحدة أصعب من الأخرى … والإثنتان ترتبطان ببعضهما وحل مشكلة واحدة منهما يعني إنتحار للثانية وكيف أتصرف وإيمان صديقة إنتصار … يا للمصائب التي لا تأتي فرادى … حدث نفسه كثيرا وتملكته الحيرة من كل صوب وأصبح لا يستطيع التركيز من كثرة التفكير فقد كانت مفاجأة له لم يكن ينتظرها أو يتوقعها أو حتى يتخيلها …

دخل عادل الى قاعة المحاضرات ولم يجد مكانا للجلوس فأصبح واقفاً على رجليه في نهاية المدرج وبينما كان الجميع يتهيأ الى بداية المحاضرة … لمح عادل إيمان فخفق قلبه بشدة وإرتجفت يداه وأحس بالعرق يتصبب من وجهه رغم برودة الطقس نوعا ما الحمد لله لقد عادت سالمة … يا لها من رائعة الحسن والجمال … فيها شئ جديد وجذاب اليوم … لقد غيرت تسريحة شعرها … نعم جعلتها تبدو أجمل بألف مرة من المرات السابقة وقد إهتمت بهندامها وملابسها فصارت غاية في الأناقة … تلك البلوزة الوردية تضفي على لونها المائل للإصفرار روعة وبهاء ورقة وتزيدها إشراقا وتجعلها تبدو كوردة باهرة ندية تحملها أحلى وأجمل مزهرية … تلك العينان الواسعة العسلية تجعلك تبحر فيهما لتكتشف شفافيتها ورقتها ونفسها البيضاء النقية … وبينما هو كذلك إذ لمح بجانبها صديقتها إنتصار … تلك الفتاة السمراء ذات القوام الفارع الجميل وذات جمال صارخ يوقف كل من يراها ليتأمل في حسنها وقدها المياس وأناقتها المتقنة وبدأ عادل يتغزل في محاسن وجمال وأناقة إنتصار بلونها الأسمر الجذاب و… وبعد فترة من الوقت إنتبه الى نفسه وقال هل أنا جننت ؟ ما الذي يدور في رأسي وكيف لي أن أفكر في إنتصار وأنا أحب إيمان … ما هذه الحيرة والهواجس التي تنتابني … أعتقد بأني قد جننت ويجب علي إعادة التفكير من البداية علني أتوفق في إتخاذ قرار يرضي جميع الأطراف وإستبعد فكرة الإلتقاء بإيمان على الأقل في الوقت الراهن حتى يستفتي قلبه فيما جد من أحداث جعلت الموقف يذداد غموضا وتعقيدا … هذا ما أملاه عليه تفكيره …

وبدأ يتابع في المحاضرة

 

رجع عادل إلى منزله بعد إنتهاء محاضراته التى لم يفهم منها أي شىء … كان مشتت التفكير قليل التركيز فى ظل الأحداث التى مرت عليه وبالذات الحدث الذى لم يكن يتوقعه وهو موضوع إنتصار والذى كان بمثابة صاعقة نزلت عليه حيث أنه لم يكن يتوقع هذا الحدث خاصة وأن العلاقة التى كانت تربطه بها علاقة أكثر من عادية حتى أنه لم يقابلها لوحدها غير مرة واحدة وهى عند تسليمها الخطاب لتوصيلها لإيمان وراح فى تفكير عميق حتى قطعت والدته حبل أفكاره بصوتها وهى تناديه لتناول وجبة الغداء والذى بدوره إعتذر عن ذلك وحاول أن ينام ولكن دون فائدة حيث أن ذهنه كان مشغولاً وهيهات له أن ينام ……… أخيراً هداه تفكيره بالحديث مع إيمان خاصة وأنه يحبها حباً شديداً بالرغم من صدودها له فقرر أن يفاتحها فى الموضوع وجهاً لوجه دون أي وسيط حتى يستطيع تحديد مساره هذا بالرغم من أنه كان يهاب من هذا اللقاء حيث أنه كان لا يود قطع الأمل بكلمة منها كما وأن قلبه غير مستعد لأى صدمة خاصة وأنه قد وهن بحبها فلم يعد له ذلك القلب القوى النابض حيوية ونشاطاً كما فى السابق قبل رؤية إيمان ولكن لا بد من المواجهة مهما كانت عواقبها………. أما عن إنتصار فقد إتخذ قراراً تجاهها وهو أن يبعدها من تفكيره نهائياً حيث أنه لا تربطه أي عاطفة حب تجاهها حتى وإن رفضته إيمان فلا يود أن يظلمها إن حاول الإرتباط بها حيث لا محالة سوف تكون علاقة فاشلة خاصة وأن قلبه لم يختارها بالرغم من أنه كان يشفق عليها من هذا القرار خاصة وأنه يعيش نفس الموقف الذي تعيشه إنتصار ولكن كان صوت عقله يغلب صوت قلبه وهو أن مغبة النتائج سوف تكون أفضل مما ستكون عليه في المستقبل كما وأنه ليس من نوع الشباب الذين يقضون أوقاتهم مع أى فتاة وبعد ذلك يتهرب منها كل ذلك جعله يبعد إنتصار نهائياً من حياته …

بعد أن توصل إلى هذه النتائج إرتاح قليلاً حتى أن نوبات الصداع التى لاحقته بدأت تخف تدريجياً ولكنها لم تنقطع منه حيث أن التفكير أصبح الآن منصباً فى هدف واحد وهو مقابلة إيمان وكيف سوف يكون هذا اللقاء وكيف يبدأ حديثه معها وكيف يتصرف إن صدته أو إن أعطته أمل وكان السؤال الذى يؤرق مضجعه هل هى مرتبطه أم لا وماهو سر تغيبها من الجامعة كل إجابة من هذه الإستفسارات كفيله لسعادته أو تعاسته وكان همه الأكبر متى يأتى يوم غد…. ويا خوف فؤادي من غد … راح بعدها عادل فى سبات عميق …

إستيقظ عادل من نومه مفزوعاً فى تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل متوقعاً بأن الصباح قد أقبل ولكنه تفاجأ بالوقت … لم يستطيع عادل النوم بعدها فبالرغم من أنه لم يكون ليل شتاء إلا وأنه كان يمر على عادل وكانه سلحفاة تريد أن تقطع مسافة الألف ميل وبعد طول إنتظار أذن المؤذن لصلاة الفجر لم يتوانى عادل القيام والذهاب للمسجد وأدى صلاته وهناك دعا ربه أن ييسر له فى مهمته وأن يجعلها من نصيبه إن كانت فيها خير له وشعر بالطمأنينة والراحة ثم ذهب إلى منزله وإرتدى أجمل ما عنده من ثياب ثم ذهب قاصداً إلى الجامعة والتى كان الهدف من ذهابه إليها أكاديمى أما الآن فله هدف آخر تمنى أن يتحقق كل من الهدفين … لم يتوانى لحظة واحدة أن يجلس فى نفس المكان التى تجلس فيه إيمان وظل يراقب باب المدرج فى إنتظار طلة إيمان البهية ولم يطول إنتظاره فها هي إيمان بدراً في الأربعة عشر من عمره الشهرى

( قمر أربعطاشر ) جمال لا يضاهيه جمال سبحان الله …………. خفق قلب عادل وكاد يقفز من مكانه … وإذادت دقات قلبه وكأنها لمتسابق فى سباق المارثون خاصة عندما رآها تتجه نحوه شعر بأن قلبه سوف يفضحه ولكنه تمالك نفسه وتماسك فهو قد صمم على شىء لا بد من بلوغه مهما كانت النتائج سلمت إيمان على عادل وجلست بجانبه الأمر الذى جعله يطمئن قليلاً جلسا برهة دون أن يحدث أحدهما الآخر كل واحد منهما يود الآخر أن يبدأ الحديث فهى لم تكن غبية فقد عرفت بمجرد جلوس عادل على نفس البنش الذى تجلس عليه دليل كافي بأنه يود أن يقول لها شيئاً وكانت في إنتظار أن يبدأ عادل بالكلام و عندما وجدها عادل صامتة بادر بالكلام وأوضح لها بأنه يريد التحدث معها ولكن لا الزمان ولا المكان مناسبين فهمت إيمان ما يرمى إليه وطلب منها بأن يلتقيا فى الكافتيريا عقب المحاضرة وأوضح لها بأنه سوف لن يؤخرها أو يضايقها

 

لم ترد إيمان بكلمة واحدة وإنما أوحى له صمتها بأنها موافقة ولم يخدع نفسه بأن يجلس للمحاضرة لأنه بكل الأحوال لن يفهم شىء وأستأذن منها وأوضح لها بأنه سوف ينتظرها بعد المحاضرة فى الكافيتريا ثم خرج فى وسط دهشة بدت على وجه إيمان عندها أحست بأن عادل يمر بمعاناة أليمة لم تتحمل إيمان هذا المنظر ودون أن تحس خرجت نحو عادل مسرعة حتى تلحقه وكانت تتعقبه دون أن يشعر بها حتى وصل الكافتيريا وجلس هناك ورأت علامات الحزن والهم تكسو عينيه لم تتردد لحظة فى أن تذهب إليه وما إن رآها حتى صاح بأعلى صوته إيمان ولكنه إنتبه لنفسه ثم جلس قائلاً ما الذى جعلك تتركين المحاضرة هل حدث شئ ؟

أجابت إيمان لا لم يحدث شىء ولكن شعرت بأنك مهموم أو حزين أنت ما الذى جعلك تترك المحاضرة

رد عادل حقيقة القول أنا إنسان واقعى جداً لم أريد أن أخدع نفسى لأننى لن أفهم شيئاّ من أي محاضرة حتى أستطيع مقابلتك والتحدث معك فى موضوع بالنسبة لى مصيرى وقبل أن أبدأ في طرح موضوعي أريد أن أطرح عليكى سؤالين ممكن ؟

قالت : تفضل أسأل

قال : لماذا تغيبت عن الجامعة ثلاثة أيام ؟

أجابت : والدتي كانت مريضة ولم أستطيع الحضور لمراعاتها ومراعاة إخوتي الصغار حيث أني الكبرى .

قال : هل أنت مرتبطة ؟

أجابت إيمان بكلمة واحدة لا…………………

إنفرجت أسارير وجه عادل ولاحظت إيمان ذلك

قال عادل إذن أسمعى منذ فترة ليست بالقصيرة أثرتى إعجابى وكنت من على البعد أراقبك خلسة عرفت مع من تذهبين ومع من تتحدثين وراقبت جميع تصرفاتك وكيف أنك كنتي تصدين أى شخص يتقرب منك على عكس بقية الفتيات كن يرضين طموحاتهن بانهن لديهن معجبين كثر وهذا ما زاد إعجابى بك وأنا آسف على مراقبتك ولكن كان لى هدف نبيل وقد تحول هذا الإعجاب إلى حب قاتل بل إلى نار أحرقتنى أولاً حتى أن حياتى أصبحت جحيما لا تطاق

حاولت أن أرسل لك خطاب لأننى لم أكن أملك الشجاعة الكافية وقتها لأواجهك ولكن حصل ما حصل منك الأمر الذى جعلنى أشعر بأن كرامتي خدشت وكتبت ما كتبت كرد فعل لإنسان مجروح وايضاً أتأسف عليه فأنا ليس عندى سوابق فى الحب ولا غيره وتصرفت بهذه الصورة وذلك لأننى كنت صادق فى حبك … كانت إيمان تراقب وتستمع إليه بكل إهتمام وأحست بأنها أمام شخص نبيل وقد ذرفت من عينها دمعة دون أن يراها عادل … واصل عادل بعد أن كتبت لك قررت بعدها أن أحاول نسيانك ولكن هيهات لم يكن بيدى كما وأن خطابك أعطاني بريق أمل وبعدها قررت أن أواجهك وأن أتحدث معك حتى لا أعيش فى وهم ولا فى خيال كما وأنني فى الفترة الأخيرة لم أكن أستوعب المحاضرات وحتى لا يضيع مستقبلى كان لا بد من وضع حد لهذا الموضوع كانت تود أن تقاطعه ولكنه لم يدع لها مجالاً فواصل حديثه قائلاً لمزيد من المعلومات عنى أنا إسمى عادل محمد أحمد علي أنتمي إلى أسرة ميسورة الحال والدى يعمل بالتجارة ووالدتي ربة منزل ولى ثلاث أخوات متزوجات وأخ أصغر مني بعام واحد تربينا فى ظل كنف أسرة ملتزمة لا نعرف الرياء ولا النفاق واضحين وضوح الشمس فى كبد السماء نخاف الله ونتقيه فى كل شىء هذا ما هو عنى ويمكنك التحقق من كل هذه المعلومات . أما عنك لا يهمنى أن أعرف فعرفت عن تصرفاتك الكثير وهى كافية لأن يتمنى أى شخص أن يرتبط بك……….. هذه قصتى … أكون فى قمة فرحى وسعادتي إن رضيت بى شريكاً لك فى الحياة وهو عرض صادق لا يحتمل أي نفاق أو تزييف ……

إبتدرت إيمان حديثها بالإعتذار عن سوء تصرفها معه وقالت له أرجو أن تجد لي العذر فى ذلك لأن هناك كثير من المضايقات مرت علي … أما عن رأيى بخصوص ما عرضت فأقول لك أنك إنسان نبيل ولم ألتقي فى حياتي شخص بهذا الوضوح ولن أقول لك دعني أفكر فى الموضوع وأصدقك القول عندما غبت تلك الأيام من الجامعة شعرت بشوق كبير لك وشعرت بأني أميل إليك وفكرت فيك كثيراً ولا أدري ماذا دهاني وإن كان هناك نصيب فسوف يتم المراد ………. وكانت يدها ترتجف برعشة خفيفة حينما وضعت يدها فى يده مودعة ضغط عليها عادل ضغطة خفيفة كانت تحمل في طياتها كل حنان الدنيا بما فيها من شوق ومشاعر وأحاسيس نبيلة جعلت وجهها يحمر خجلاً وحياءً … النهاية

Link to comment
Share on other sites

  • 2 years later...

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...