Jump to content
منتدى البحرين اليوم

نظرة حب !


Recommended Posts

  • Replies 236
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

اشرقت شمس الصباح على الدنيا.. وتطهرت الارض باشعتها المباركة.. رحمة من الله عليهم تلك الشمس التي تقشع كل ظلمات الليل.. وتنير الدروب كلها ..

 

تدخل وتطل وتزور كل البيوت من النوافذ والفتحات والزجاج.. مشرقة مبتسمة عكس ما يجيش في صدور الناس من الاحزان... كما يحدث في بيت ابو جراح

 

مضى على وفاته الاسبوعين وما زالت غيوم الاسى حائمة لا تقشعها حتى اشعة الشمس الصارخة..

كانت فاتن جالسة في المطبخ وهي عاقدة يديها امامها على طاولة الطعام والاحزان تتضارب فيها.. جلابيتها السوداء لم تكن خفيفة اطلاقا.. كانت صوفية ومتينة تجلب العرقات من اقصى المسام بجسدها.. لكن نظرة البؤس كانت تعلن احتضار تلك البسمات وتلك الافراح التي علىوشك ان تغيب عن محياها.. امها التي مرضت وهي راقدة بغرفتها.. اخذت فجر اليوم الى المستشفى مع خالد واخيها جراح..

 

كانت فاتن جالسة وهي طارحة ما بفكرها بين يديها بكل هدوء.. وكانها تعد نفسها لفاجعة اخرى.. ولكن.. ما فاجعه مثل فاجعه والدها.. مازالت الاسالة تتداور في بالها.. لم والدي؟؟ ولم ذلك اليوم؟؟ ولم لم تكن هناك دلائل كثيرة..؟؟

 

يقال ان المرء عندما يحس بقرب منيته.. تتغير افعاله وتصرفاته.. لكن والددها لم يتغير البتة.. كان كما هو.. الا ان بعض تصرفاته تغيرت قبيل انتهاء المدرسة.. كان حنونا عليها اكثر من اللازم.. وكان دائم التامل في وجهها.. وكان دائما.. دائما..

 

جهشت فاتن بالبكاء وهي تهتز بنبراتها العميقة.. والدمعات السخية التي ابدت دورا كبيرا في الظهور بهذه الايام..

 

اااااااااااااهٌ عليك يا ابتاه.. لمن تركتا في هذه الدنيا؟؟ اامٌ ثكلى ترعانا؟؟ ام اخٌ لم يبلغ المبلغ من عمره ليعتني بنفسه ام يعتني بنا؟؟ يا حسرة هذا العمر من بعد يا ابتاه..

 

مسحت فاتن دمعاتها عندما انفضتها دقات خفيفة على جرس منزلهم.. كان الجرس له رنين كرنين الكناري .. ويثير الجلبة في انحاء المنزل عندما يدق بقوه.. اما رنينه الان يبين مدى حزن الكناري ايضا على رحيل والد المنزل..

 

تحركت الهزيلة ناحية الباب وهي تغطي شعرها بشال ابيض حريري وفتحته... لتجد امامها صبية نضرة كالثمر فوق الشجر.. اعادت ذاكرتها للخلف وتذكرتها بعمق.. انها سماء اخت مشعل..

 

ابتسمت فاتن بكل حنان: هلا والله؟؟

سماء بخجل والدمعات تلمع بعينيها .. هي الاخرى كانت محتدة على اب جراح: ه ه هلا فيج..

فاتن: تفضلي.. (وهي تعيد الباب للخلف كي توسع الفوهة) حياج..

سماء تقدمت بكل خجل وهي تفرك راحتها بفخذها النحيل.. : الله يحيج...

عندما دخلت فاتن واقفلت الباب من خلفها تكلمت الفتاة الصغيرة..

سماء: انا ادري ان جيتي غريبة شوي.. بس.... ما حسيت انج بتزعلين ..

فاتن وهي مازالت بابتسامتها المذوبة للقلوب: لا افا عليج حياج.. هذا بيتج..

سماء: الله يخليج...

 

وانتقل بصرها الى كل قطع الاثاث القديمة المتزاحمة في تلك الصالة المريحة.. كان جو المنزل يوحي بالدفء والحنان.. على الرغم من قدمه ومن منظره البالي قليــلا .. عكس منزلهم تماما.. الا ان منزلهم يفتقر الكثير مما يمتلكه هذا المنزل..

 

بقيت سماء تتمنظر بالمنزل وفاتن واقفة خلفها تراقبها.. تبدو كالشخص الذي يدخل مكانا عجيبا لم يره مثله قبلا.. لابد وانها معتادة على الاماكن الفارهة.. لذا يبدو منزلنا باليا بعينها.. ما احلاها هذه الصغيرة..

 

التفتت سماء الى فاتن وهي تجاهد دمعها الساخن وفمها مفغور.. لا تعرف ماذا تقول.. قطعت نياق قلب فاتن بمنظرها الساحق ذاك.. وما كان منها الا ان ارتمت في حظنها الساخن وهي تبكي بحرقة..

 

استعجبت فاتن سبب بكاء هذه الطفلة.. ولكن.. ارتاحت وهي تحضنها.. اتصدقون ان احدا لم يحضن فاتن منذ وفاة ابيها الا اخاها جراح بالمستشفى.. وهي كانت بامس الحاجة لاحد الاحضان.. ولذا تركت العنان لنفسها.. لتجدد البكاء على ابيها الفقيد..

 

تحركت سماء عنها لتواجهها: انا ماعرفج.. ولا اعرف هلج.. لكن والله... والله اني ما بجيت على احد كثر ما بجيت على فقدكم الغالي..

مسحت فاتن على شعر تلك الصبية بحنان وهي تبتسم وسط دمعاتها الخاشعة.. : ما عليج

سماء وهي تشيربيديها يمنه ويسرة لا تعرف كيف تصف مشاعرها المبعثرة: مادري... مادري.. (تشير الى وسط صدرها) هني الم قوي.. يعصررررني.. بطريقة ميننتني ..( تمسك راسها) راسي مصدعني وماني عارفة شلون ابعده... ساعديني فاتن... حلفتج.. قوليلي.. ليش انا جذي؟؟

 

امسكتها فاتن وهدأت من روع الصبية المسكينة.. لابد وانها قد رات ما رايناه في المستشفى ولم تتحمل ذلك المنظر ولم يهدئها احد.. ولذا هي مرتبكة وخائفة هكذا

امسكتها فاتن واجلستها بجنبها على احد الكراسي الوثيرة.. وضعت راس سماء على صدرها الحنون و اسكتتها بعبارات متفرقة: اوش... اسم الله عليج...اعوذ بالله منك يا بليس... اسم الله عليج..

 

وبعد لحظات من الصمت ...

 

مسحت فاتن على راس سماء وهي تبتسم .. هدأت انفاسها المتلاحقة.. ولابد انها قد استكانت قليلا..

فاتن: هدأتي..

لم تتكلم سماء بل هزت راسها مجيبة.. بنعم..

فاتن بهمس حنون..: خليني اروح ازهب لج لقمة تاكلينها..

سماء تبتعد قليلا: لا خلج ... مابي اكل..

فاتن: زين انا يوعانه كلي وياي..

سماء تبتسم: عشانج انتي بس.. ولا ان مب يوعانه

فاتن: اوكي تعالي وياي زين....

 

رفقة من الصباح... الحمد لله. هذا ما كانت تحتاجه فاتن بحق.. ان تكون برفقة احدهم .. يونسها ويبعد عنها الحزن قليلا.. وان كان شخصا متوجع اكثر منها.. مع ان الطعام كان اخر ما تريده الا انها رأته الشي الوحيد الذي سيبعد الهم والغم عن تلك الفتاة الصغيرة..

 

كانت فاتن تفتح وتغلق في الثلاجة وهي تخرج الاغراض المتعددة وسماء جالسة على الطاولة تقلب الشرشف المطاطي الابيض بين يديها بسرحان..

 

الى ان انتهت فاتن من اعداد ذلك الفطور الخفيف المشهي للنفس.. وقدمته لسماء التي امتعضت

سماء: مابي اكل..

فاتن بحنق الام: لا يبا ليش ما تاكلين.. اكلنا مو عاجبج؟

سماء تبتسم: لا الا عاجبني .. بس .. مالي نفس

ترفع فاتن يد سماء النحيلة لا بل الهزيلة بيدها وتعلقها في الهواء: يعني عاجبج هالجسم؟؟ جلد على عظم.. يبا الرياييل ما يبون جلد على عظم.. يبون وحدة متروسة وهاه فيها عافية.. عيل هيكل عظمي

سماء بغرور: اصلا يحصل لهم.. هالرشاقة وهالاناقة.. (تقف لتستعرض) والا هالطول..

 

عندما وقفت سماء بدت فاتن قصيرة بعض الشي امامها.. لان سماء كانت بالفعل طويلة ورشيقة.. لكنها كانت هزيلة امام فاتن.. وفاتن لا تحب الهزيلات ابدا.. بل تشمئز منهن.. وهي دارية بأنها أصبحت مثلهن ..

 

فاتن: أيـــه.. قعدي قعدي بس. . ههههههههههههه

جلست فاتن وجلست معها سماء.. وبدأت فاتن الاكل ببسم الله.. واكلت امام سماء التي سرعان ما فتحت شهيتها لرائحة البيض العطرة واللذة التي بدت بها القشدة .. وأكلن الاثنتان بهدوء.. الى ان انتهت سماء اولا..

سماء: ااااااااااااااااااااااااااااه.. مادريت اني يوعانه جذي..

فاتن: يقولون الحمد لله ليمن يفضون اكل

سماء بحياء: الحمد لله..

فاتن تبتسم: الحمد لله.. ( وقامت وهي ترفع الصحون للمغسلة)

سماء: فاتن..

فاتن: هلاا...

بدت سماء محتارة قليلا: بسالج سؤال؟

فاتن تلتفت لها وهي تغسل الصحون: سألي؟

 

استندت سماء الى الكرسي واولت ظهرها لفاتن.. وصمتت.. يبدو ان السؤال لم يتكون في ذهنها بعد.. واستغربت فاتن منها ..

فاتن: امممممممممم سؤال بليغ؟

سماء: هههههههههههههههههههههههه ما سالت للحين

 

فاتن وهي تغسل الصحون: من جذي بليغ... لانه للحين ما طلع بصورته الاخيرة في مخج عشان تسالينه.. اكييييييد فيه شي..

سماء بتفكير: يمكن؟؟

 

انتهت فاتن من الصحون ونشفت يديها في المنشفة المعلقه عند المغسلة.. وعادت للجلوس مع سماء

فاتن: علامج سماء... حايس مخج بهالسؤال؟

سماء: انتي وايد طيبة معاي مع ان هذا يمكن ثاني مرة اشوفج فيها

فاتن: ايه.. ليش.. فيها شي؟

سماء بحيرة: لا..(تلعب بالشرشف) بس.. انا مو متعودة على اني احب الناس مثل ماحبج جذي.. انا احس اني اعرفج من زمان.. زمان زمان يعني.. وان رفجتج معاي وكل اللي يصير معاج.. شي عادي ومو غريب

فاتن بابتسامة: وليش لازم يكون غريب؟ اصلا حلاوة الصداقة او الرفجة اللي الانسان يقدر يكون على طبيعته فيها.. والا شرايج؟

سماء: انا من رايج... بس...

فاتن تمسك بيدها: تكلمي.. قولي اللي في قلبج.. انا بتقبله؟

سماء احتارت.. ولكنها افرغت ما بصدرها:... فاتن.. انتي تحبين اخوي مشعل.؟

 

بهت لون فاتن من سؤال سماء المباغت...

ما الذي جلب هذا السؤال اليها في هذا الوقت؟ ولم تسألني إياه؟

لم تجب فاتن وارتبكت.. وخافت ان يكون ارتباكها الايجاب لسؤال سماء

 

سماء: اسفة فاتن مو قصدي اسالج هالسؤال..(اشاحت بوجهها حزينة) انا كنت عارفة اني راح اخلق مشاكل بهالسؤال.. ما عليج.. تصرفي جنج ما سمعتي هالسؤال..

 

وهمت سماء بالخروج ولم تمنعها فاتن بذلك الا بسؤال اخر

فاتن وهي تمسك بالكرسي: ليش سألتي هالسؤال سماء؟

التفتت لها سماء الواقفة عند باب المطبخ.. والتفتت: مادري.. حسيت ان بينج وبين اخوي مشعل شي.. شي اكبر من الناس كلها.. واكبر من العلاقات كلها.. وماظن لو كان بينج وبين اخوي شي راح يكون غير الحب..

 

صمتت فاتن حرجا من كلام اخت حبيبها.. ان يكون هذا الكلام لها فلا شي امام كونه صادرا عن اخته.. يا ويلتي.. أ لهذه الدرجة انا مفضوحة بين الناس.. أ لهذا الحد علاقتي مكشوفة امام العلن...

 

سماء وهي تبتسم: بس حطي هالشي في بالج.. اني ما كنت راح ارضى في حبيبة لاخوي غيرج.. لانج غير عن كل البنات.. وهذا الشي يفرحني ما يزعلني ..

 

بابتسامة الرضا التي غادرت بها سماء.. دبت الحياة من جديد في جسد فاتن.. واحمرت خدودها بعد ذلك اللون الاصفر المرعب الذي اجتاح بشرتها.. ولاول مرة... فرحت بعد وفاة والدها..

 

عندما غادرت سماء كانت تسير بكل هدوء وصمت.. الا ان رات تلك السيارة القديمة الخربة تقترب من منزل فاتن.. وتوقفت ليخرج منها شابٌ هزيل حنطي.. انه.. انه ذلك المتعجرف الذي استوقفها وسالها عن ملابسها.. لا اراديا جالت انظار سماء على ملابسها ولكنها انتهبت لنفسها.. وغادرت عنه..

 

انتبه خالد لها ايضا.. ولكنه لم يعرها اهتمام.. لكنها عادت من حيث ذهبت لتناديه

سماء: هي انت

التفت اليها خالد وهو ممتعض.. من هو الهي: من هي؟؟

سماء وهي تقف مكانها: انت..

خالد: انا لي اسم يا بنت الناس.. جان ما تعرفينه اقول لج اياه

سماء بغرور: مابي اعرفه..

 

والتفتت عنه وغادرت.. وظل خالد مكانه يهز راسه حسرة على تلك الفتاة

خالد: الحمد لله والشكر.. بنت يمكن ما طافت ال16 ومينونة.. (يرفع يديه بالدعاء) يالله الدنيا مو ناقصة ميانيــــن عقلها يا رررررررررب..

 

ودخل خالد الى المنزل وهو يضحك .. وفاتن تسمع ضحكته وهي تغطي شعرها..

 

فاتن: محلى الضحكة

خالد: احم احم... (بنبرة رومانسية) صباح الخير فتونتي

فاتن وكأنها لم تسمع كلمة صباح الخير: يبت اللي طلبته منك

خالد بصدمة: اول مرة اعرف.. ان رد صباح الخير اهو يبت اللي طلبته منك.. (تضحك فاتن) .. تضحكين أي اكيد ضحكي مو انا خالد ال.....

صمت خالد قليلا عن الكلام.. وعاد بفكره.. فاتن تضحك؟ هل هي من ضحك امامه الان؟ هل هي سبب هذا الرجفة المعتادة عندما يسمعها تضحك؟

خالد: فتون

تسحب فاتن الكيس من يده وهي خجلى: جب..

 

ودخلت عنه المطبخ ..

 

وقف خالد مكانه وهو غير مستوعبا.. إنها تضحك؟؟ يا ويلي.. تضحك معي..

دخل خلفها في المطبخ: فتووون

فاتن تبتسم وهي تفرغ ما بالكيس: جب

وقف وهو صامت: شنو؟

فاتن وهي تلمحه بهدوء: جب..

خالد: انا جب؟

فاتن: أي انت جب...

خالد يبتسم: لكن بعد.. اظل ضحكتج...

فاتن وهي تدخل الاغراض في الثلاجة: على حسب؟

خالد بحيرة: حسب شنو؟

فاتن وهي تقفل الباب وتتوجه ناحية المغسل: ولا شي..

 

صمت خالد لفتر ة.. ولكن.. هذه هي فاتن.. عميقة.. دفينة .. وسرية .. ولابد وانها تحمل معنى اخر في قلبها .. احبها.. احبك يا فاتن.. احبك...

**********

في بيت ابو مساعد..

 

مريم كانت جالسة مع امها

في صمت امام التلفاز.. واخاها مساعد لم يكن موجودا.. كانت تنظر الى المسلسل وهي مندمجة به والقصة بدت تستسيغ مزاجها.. وامها جالسة وهي تضع يدها على خدها..

 

ويدخل مساعد.. او المارد الجبار..

بصوته الاسر: السلام على اهل البيت..

الام التي كانت يدها على خدها ابتعدت وحلت محل التكشيرة ابتسامة حب وامومه رائعة: يا هلا بوليدي

مريم تبتسم لامها المسكينة.. تحب اخي كثيرا.. لكنه لا يطيعها بشي.. وخصوصا في المسألة التي تريدها بشغف.. زواجه الذي يبدو معضلة العالم..

مساعد وهو يجلس بجنب مريم: هلا فيج يمه.. ها .. شخباركم.. شمسويين..

ترد مريم وهي فكرها في التلفاز: اوكي بس لحظه المسلسل عجيب..

مساعد: انتي كله بالتلفزيون؟ انا ما شفتج الا لازقه فيه طول هالعطلة.. والجامعة والدراسة كلش مو طايفة على بالج؟

مريم وهي ترفع صوت التلفاز: مو الحين مساعد بعدين بعدين

يسحب مساعد جهاز التحكم عن يدها: لا والله.. يالله ( يغلق التلفاز)

مريم: لااااااااااااااااااا .. مسساعد حرام والله المسلسل جريب بيخلص خلني اشوفه

مساعد: مرده بينعاد في قناة ثانية.. يالله قوليلي.. شنهي خططج عن الجامعة..

مريم وهي ممتعضة: انا مابي اروح الجامعة

مساعد: شن.......

لم يكمل مساعد فقد جال الدخان عند راسه من الغضب واسكتته مريم: لا لا مو قصدي مابي اروح الجامعة .. بس مابي .. مابي أي جامعة؟

مساعد الذي بدى راضيا بعد ان كان ثائرا: زين أي جامعة تبين تروحين؟

مريم وهي تمسك بجهاز التحكم: مب الحين مساعد

 

مريم كانت الوحيدة التي تتمرد على مساعد.. اما الكل .. فقد كان يسير على هواه

مساعد يسحب الجهاز من يدها: مريم والله بتندمين

مريم وهي مثارة: اوووه مساعد والله مو وقته انا مافكر بالدراسة الحين.. افكر اني اوقف دراسة لي السنة الياية.. ابي ارتاح والله 13 سنة وانا ادرس ابا ارتاااااح ياخي..

مساعد: شنو هالمنطقة الغبي.. انتي ما تقولين لي من وين تفكرين.. شلون توقفين دراستج شلون؟؟ (يقف مساعد وهو محتار) انا والله ابي افهم هالشي

 

تمسك مريم بالجهاز مرة اخرى: هذا الصج.. وانا مابي اجذب..

مساعد يمسك بالجهاز بيده ويرميه على الجدار بعصبية..

 

انتفضت مريم وفتحت عيناها بوسعهما.. يا ويلي.. لقد ثار البركان

مساعد: انتي حمارة ولا حمارة... الحين انا اكلمج مثل الاوادم اثريج ما تفهمين لمنطقهم.. افهمج بمنطق البهايم.. اشووووف شنو اخرتها معاج..

مريم صمتت واستمعت..بخوف الى الرعد المزمجر

مساعد: انا ما تعبت.. ولا شقيت.. ولا انتظرتج تكبرين عشان تقعدين لي في البيت حالج من حال الخايبين.. انتي نسبتج ما اتصدق.. ليش تبين تقهريني بس يعني بهالتمرد؟؟ واي جامعة انتي تبينها انا ما راح اردج..

مريم وهي تلوي بشفتيها: يعني لو اقول لك ما تردني؟؟

مساعد: اللهم طوللللج يا روووح

مريم وهي تسكت اخاها: زين زين... بقول لك.. واحملك المسؤولية..

مساعد : مريم

مريم وهي تضحك: هههههههههه امزح شفيك انت ما اتعرف شي اسمه مزاااااح.. جوكينغ.. انا بقول لك بصراحة

مساعد وهو يضع يده على خده وامهما شاهدة لحوارهما: حياج..

مريم وهي تمسك بكفيها في حضنها: بصراحة يا اخي العزيز والحبيب.. انا ما عرف ادرس من غير فتون...

مساعد وهو يفكر: فتون؟

مريم: فاتن بنت عمي عبد الله الله يرحمه.. انا ماعرف ادرس من دونها مساعد.. لو شنو تسوي فيني.. ترى اهي اللي تسوي وياي التقارير والبحوث والتحضير والاختبارات.. والا انا ماعطة المدرسات فناقر واقنورات على كيف كيفك؟

مساعد: وتعترفين

تمسك بيده وهي تضحك: هههههههههههه مو الحين.. اقصد مو من زمان بس باخر الفترة

مساعد: اهم فترة؟

مريم: ياه.. ( بعصبية مصطنعة) خلني اكمل يااخي علامك انت..

مساعد وهو يكاد يفتك بها: كملي لا والله..

ممريم: بس بس.. ههههههههههههههههه.. وين وصلت و.. وين وين... أي.. الزبدة يا اخي الحبيب.. انا من غير ويه فتووون ومن غير تواجدها اللي يجرجني ماعرف ادرس.. اهي تهيء لي الجو الدراسي المناسب عشان ادرس.. والا ان جان علي هاهاهاي.. انا مادرس.. ولا اشتهي الدراسة.. ولا اعابلها.. بس اهي ماشاء الله عليها..تحبب الواحد في كل شي تسويه ويصير خاطرك تسويه معاها..

 

جلس مساعد وهو يستمع لاخته ولطريقة كلامها عن فاتن... لا يعرف لما.. بدأت هذه الفتاة تتغلغل في اعماقه.. لا كعالية.. وانما كفاتن نفسها.. بها شي لم يتواجد بعالية على الرغم من كمالها..

 

مريم: وفاتن مثل ما تعرف اهي مثال والله لازم كل بنت تقتدي فيه بالدراسة

ام مساعد: يعني اللي تبينه انج تروحين وياها جامعة وحده

مريم: اكساكتلي ماما.. حبيبتي انتي والله..

مساعد: بس انتي تدرين وين بتروح فاتن؟

مريم: كنت وياكم هذاك اليوم لايكون ناسي؟

مساعد: وانتي نسبتج ما تساعدج على منحة لجامعة ييل الاميركية..

مريم: لا والله.. (تضع يديها على خصرها اعتراضا) فتون تروح انا ماروح؟

مساعد وهو يكاد يغلي منها: انتي... بتييبين لي القرحة.. انتي نسبتج زين توديج جامعة في الخليج.. لا تحطين عيونج على اميركا ..

الا ولؤي يدخل المنزل : السلام عليكم؟؟؟

 

لؤي.. ماذا يمكن ان يقال عن لؤي؟؟ انه نسخة مختلفة تمام الاختلاف عن اخيه مساعد... ذاك يمتاز بالبنية الضخمة اما هذا فهو لا يكاد يطء على الارض من خفته.. مساعد لديه كل الشخصية البارزة او المسيطرة .. اما لؤي.. فهو الفتى الذي يرفض ان يكبر.. ويعامل كالكبار..

 

مكانه المفضل هو حضن امه.. او الجلوس عند رجليه.. رفاقه كثر.. الا ان جراح وخالد ابناء الياسي.. هم احباب قلبه.. كان مسافر اثناء عزاء ابو جراح.. وعندما سمع الخبر بعودته.. المه هذا كثيرا.. لا بل ابكاه...

 

لؤي لا يحب الفتيات.. ولكنه يعشقهن.. ويحبهن جميعا.. لذا هو لا يستطيع ان يكرس قلبه لفتاة واحدة.. حب الفتيات جميعا هي رسالته في هذه الدنيا... محلاك يااااا لؤي..

 

الكل: وعليكم السلام

ام مساعد بابتسامة: حيا الله اوليدي...

ويجلس عند مكانه المعتاد .. عند رجليها: فدييييييييييت هالعجينه الملائكية.. شلونج امي..(يقبل يديها) شخبارج؟

ام مساعد: ابخير يا حبيبي وانت شخبارك..؟

لؤؤي يلقي بنظرة علىجسده: للحين ضعيف وللحين جميل وللحين وسيم.. وللحين احبج... اوكيه؟

ام مساعد تضمه: فديت عمره

 

مريم: هيييي انتووو.. شنو فلم رومانس.. شوف مساعد يخربوني؟؟

مساعد وهو يبتسم بخفة: موبس انتي كلنا..

لؤي: شنو محترين...(يكلم امه) يمه حياتي حكي ظهري.. والله حاس انه فيه شي..

ام مساعد: وي بسم الله عليك تعال عمري

لؤي يبتعد قليلا عن امه التي رفعت قميصه: وي طاع هذي.. تموووووت على الرياييل.. وين ابوي عنج انتي..؟

تبتسم ام مساعد: خانت حيلي قاعد ويا عمك في بيتهم..

لؤي يقلد على صوت امه: أي والله خانت حيلي.. مسكين بو مساعد.. اربع وعشرين ساعة هايت ولا يرد البيت

مساعد: لؤي؟؟

لؤي: ههههههههههههههههههههههههههههههه .. شفيك مساعد طايح في جبد اختي... سوري. سوري.. طايحة مريم في جبدك جذي؟

مريم: اخوك يبي يخربني ويحطني في جامعه باميركا( تغمز لاخاها الكبير) ها مساعد؟

لؤي بصدمة: اميركا مرة وحده؟؟ شصاير؟؟؟ نازله عليكم المائدة؟

مساعد: ما عليك منها

لؤي: لا انا اصدق.. انت كل شي تسويه عشانها هالقرقة.. وانا ليش ان شالله ما خذتوني اميركا فيني قصور؟؟؟؟ ها شحليلي.. اشقر والخصلات ذهبية والعضلات مفتولة شمعنه؟

مريم: ههههههههههههههههههه ناس وناس.. الحين انت ياي تحط روحك ويا بنت العز والدلال.. فشر

لؤي: ليمن يفشررررج..

مساعد:بس

لؤي: أي بس ياخوي تراك اتفرق مو زين جذي مو زين اعلمك انا اعلمك

مساعد وقد فرغت اعصابه: ياخي مااااااااااا افرق ولا شي.. كل الي صاير اني ياي اكلم اختك عن سالفة الدراسة تراها كلش مو حاطة الشي في بالها لو ما احد يدزها جان مدرسة ما كملتها الله يخلي امي.. وياي اقول لها أي جامعة تبي تروحها الا قالت لي تبي تروح جامعة ييل الاميركية..

لؤي وهي يفتح عينيه صدمه: الله؟؟ اميركا مرة وحده... شعنننننننننننننننننننه ممن حلات المعدل الحين؟

مريم: انت مالك شغل

لؤي: ليش تبي النابغة تروح اميركا؟؟

مساعد: لان ارفيجتها بتروح هناك

لؤي: انتي ربعج كلهم مدقات وفقارة وين هالغنية اللي طالعة من تحت الارض

مريم: احترم نفسك الفقر مو عيب.. واللي بتروح اهي فاتن بنت عمي عبدالله الله يرحمه

لؤي: عمي عبدالله؟؟.. (يلتفت لامه) يمه ابوي عنده اخو ميت وانا مادري

مريم: ههههههههههههههههههههههههههههههههههاي دقم هذا

ام مساعد: عمك عبد الله الله يرحمه عبدالله الياسي.. ابو ارفيجك جراح

لؤي: اييييييييييييييييييييييييييه الله يرحمه عمي ... أي بنت عالية؟

مريم: شنو انت شفيك تخربط؟

مساعد عندما جاء اسم عالية في الكلام ظاقت نفسه...

مريم الجاهلة عن مسالة اخيها وعالية تتكلم الاخرى بطلاقة: عالية ماتت من زمان وثانيا اهي مو بنته اهي اخته...( ام مساعد تنظر الى ابنها التي بانت جروحه من غير ادراكه بشفقة كبيرة.. مسكين انت يا ولدي) انا اتكلم عن فاتن؟

لؤي: فتون؟؟؟ اييييييييييييييه فتووون.. والله واكبرت وصارت حرمة وبتروح القامعة..

مريم: عشلون عيل.. وانا بروح معاها.. صح مساعد

مساعد الذي ظاقت به الدنيا: ها...

مريم: مو انا بروح اميركا ويا فاتن..

مساعد: على راحتج.. روحي وين ما تبين.... عن اذنكم شوي؟؟

 

وغادر مساعد المكان الى الاعلى.. غرفته.. بعيد عن العيون التي راقبت تغيره بكل اهتمام؟

Link to comment
Share on other sites

لؤي: علامه؟؟

ام مساعد بصوت خافت: اللي علامه من زماااان..

لؤي: ها؟؟

مريم: شنو يمه

ام مساعد: ها... ولا شي ولا شي.. اقول مريم.. يمه روحي دقي على ابوج شوفيه بيتعشى هني ولا فبيت عمج..

مريم: اكيد هناك تعرفين عمي سعد سماج وابووي يموت على السمج

لؤي: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههاي بيت عمي سعد كله سمج.. غداهم سمج عشاهم سمج وريوق سمج بس على هيئة اومليت

مريم: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

 

تنهض ام مساعد لترى ابنها الكبير.. مع انه لن يسمح لها بان تشفق عليه.. لكن هذه كانت القشة التي قصمت ظهر تلك الوالدة الحزينة على حال ابنها...

 

عندما غادرت...

 

لؤي: ونوروووو هذي ما تقر في البيت..

مريم: ماخذها ريلها بيت اخته.. عازمينها هناك

لؤي: كل يوم عزيمة اختج ما تستحي ما تقول ان ظرفنا مايسمح مو جنه ابو جراح متوفي من فترة..

مريم: بعد شنسوي يا لؤي.. تبيها تتم جذي؟؟ قاعدة وحاطه يدها على خدها .. ما يصير بعد ريلها وله حقوق عليها ..

لؤي: اصلا انتووو يالبنات...( وهو يهم بالقيام) ماعندكم مذهب.. مو ضلع عوي.. لكن هالقلب هالاعمى مادري ليش ميت عليكم

مريم: روح زين.. عوى الله ضل....

لؤي بنظرة

تكمل مريم: ضلع العدووووووووووووووو

 

وعندما خرج لؤي من المنزل عادت مريم لكي تفتح التلفاز.. لكن بعد ماذا؟؟ انتهت الحلقة منذ زمن... اااااااااه ضاع نصف عمري.. يا الله.. صبرك وعونك... الى متى ستبقى قصه حياتي بلا نهاية معينة... دعوني اذهب لغرفتي اختلي هناك واجن افضل من بقائي هنا لاجن امام الملاء..

 

نهضت مريم من مكانها الى غرفتها.. واثناء صعودها الدرج سمعت صوت والدتها يخرج بخفاء من غرفة اخيها مساعد... ولم تستمع واحترمت الخصوصية وسارت ناحية غرفتها.. لكنها توقفت فجأة

 

طرأ اسم تعرفه..

عالية...

عمة فاتن المقربة المرحومة..

لم تذكرها امي ؟؟؟

ولم عند اختي مساعد...

 

كان هذا لسبيلا كي تبتعد عن بابها وتقف عند باب غرفة اخيها..

 

ام مساعد بصوت شبه الباكي: يا اوليدي.. لي متى بتظل جذي.. حرام عليك تخليني اضرب الجف حامي عليك وانت ابد مو حاس فيني... يا ولدي انت شيبك طلع.. لي متى بتظل جذي.؟

 

مساعد صامت ولم يتكلم.. لربما هذه المرة الالف التي تتكلم امه معه عن هذا الموضوع..

 

ام مساعد: انا ابي اشوف عيالك.. ابي اشوف مرتك اللي ترد لك روحك اللي مادري وين ضاعت من راحت عنك عالية.. يا اوليدي.. عالية راحت خلاص.. ما بترجع.. حرام انك تضيع حياتك جذي

مساعد: يمه تكفين... عن هالكلام.. تعرفين زين اني ماحبه

ام مساعد وهي تبكي: حتى انا يا يمه ماحبه.. بس .. انت مو صغير.. انت ريال كبير وبسن الزواج..وانا ماظل لي عمر..

مساعد: لا تقولين جذي يمه.. انتي بس فيج دلع

ام مساعد: انا مافيني دلع... انا فيني حمية عليك.. ابي اشوف اعيالك.. ابي الاعبهم.. ابي اتونس .. ابي ارتاح عليك قبل لا اموت..

مساعد: يمه خلاص تكفين ماحب اسمع هالطاري..

ام مساعد: عيل فرحني

مساعد يتحرك بعصبيه: شتقولين يمه...

ام مساعد: انت ليش كاره العرس

مساعد: مو كاره والله مو كارهه يمه تكفين... بس... (يبتعد وهو مغضن الحاجبين).. مااابي الحين

ام مساعد وهي محتارة: انا مادري... ليش مو الحين.. انت مفكر ان الوقت توه.. انت عمرك 27 سنة.. بتذبح عمرك يعني على خوانك... لي متى بظلون معتمدين عليك

مساعد وهو يشيح وجه فاتن الذي يزعجه بهذه اللحظه: ليما يقدرون يوقفون على ريلهم...

ام مساعد: وفاتن ....

مساعد انصدم والتفت الى امه: علامها فاتن؟

ام مساعد: ليش بتاخذها الى اميركا

مساعد: مو انا اللي باخذها.. شركتنا اهي اللي بتاخذها .. في بعثه ابوها الله يرحمه مقدم اوراقها لها

ام مساعد: بسالك؟؟؟ انت ليش متعبل بالبنت؟

مساعد باستغراب: يمه هذي انتي اللي تقولين جذي؟؟ انتي ناسية بو جراح شنو بالنسبة لنا ..؟

ام مساعد تشيح بوجهها عن ابنها: مو معناته يستغلونك..

مساعد: افا يمه.. انتي الي تقولين جذي؟

ام مساعد وهي منزعجة: اوووه مادري مادري... بس انا اقول لو تنتبه لنفسك يكون احسن

مساعد: ان شالله يمه...

 

عندما احست مريم ان احد منهما سيخرج تراجعت بسرعة ودخلت لغرفتها واغلقت الباب.. وبالفعل خرج احدهم من الغرفة.. كان مساعد.. ذهب ليتنشق الهواء المنعش عن هواء المنزل العكر..

 

وظلت مريم تتصارع بافكارها....

 

تجمع الاسماء في مخيلتها..

 

مساعد.. عالية.. ابو جراح.. و .. فاتن...

لم تدور هذه الاسماء بحياة اخي مساعد...؟؟

ما علاقته بعمة فاتن المتوفاة؟؟

وما كانت طبيعة العلاقة بين اخي وابو جراح لكي يكن له كل هذه المحبة وكل هذه المودة؟

كان طيبا صحيحا.. كان محبا للخير معروفا... لكن.. هذه المحبة غريبة من نوعها قليللا

 

لكن تظل كل هذه الشخصيات وتبقى فاتن!!!!

ما هي طبيعة مشاعر أخي ناحية فاتن..

أنا أحسست انه يميل إليها قليلا ولكن.. هذا شي معتادا مع فتاة كفاتن فهي تجذب الناس لها كالنحل.. ولم يكن لها أعداء في حياتها.. لكن.. أخي مساعد؟؟؟

 

ظلت مريم تفكر بعمق .. وبصمت وهي تقضم ظفر إبهامها وتعمق تفكيرها لدرجة التخيل اللا معقول وبدأت تنسج افكارها بشبكات معقدة.. وتوصلت الى تخيل.. ان مساعد اخاها مغرم بفاتن..

 

ضحكت مريم على هذه الفكرة: مساعد يحب فتون؟ هههههههههه والله اني صاحية.. لو مساعد يحب فتون شيسوي عيل معزب طول هالفترة.. اصلا مافي ولا دليل يبين شي جذي بين مساعد ولا فتون... يمكن اهو أي.. لكن اهي تحب مشعل.. او يمكن تحبه؟؟ او .. يمكن لاء..

 

 

كان مساعد جالس عند البحر.. والجو لم يكن بذلك المنعش الذي قد يبقيه عنده.. فاستغنى عن الجلوس خارجا وبقي في السيارة وهو يريح رأسه على كرسي القيادة..

يفكر بكلام امه المؤلم.. لم عليها ان تؤلمه هكذا.. لم عليها ان تكون قاسية الى هذه الدرجة.. ايعتقدون بانه لا يحس لكلامهم.. اليست بقلبهم أي حرمة لما يؤلمه وما يؤذيه.. ذكرى عالية تشجب قلبه وتحزنه والناس لا عليها منه.. ترميه بالكلام كما تريد.. وهو.. يستمع لهم وفقط..

ااااه يا عالية... ليتك اخذتني معك... ليتني رحلت معك ولم اعد.. لم كان علي العودة.. لم كان لابد لي من العودة.. اخوتي لم يكونو بحاجتي.. فما الذي ارجعني...

 

واخذ يفكر بفاتن... يتذكر وجهها وهي جالسة امامه في منزلهم.. لم يستطع ان يتمالك نفسه فما كان به الا ان سار امامها يمينا ويسار بلا هوادة.. لم يستطع ان يبقى وهو يتمنظر بوجهها.. فهي تربك سنه الكبير.. وتزعج هدوء باله .. كم هي استفزازية.. على الرغم من سكوتها ونظراتها الساذجة..الا انها تثير حفيظتي.. يا ويلي.. ماذا افعل بقلبي هذا.. الذي عشق هذه الصغيرة..

 

ااااه يا عالية.. اكان لك ان ترجعي في هذه الفتاة.. انها لا تشبهك.. على الرغم من تواجدك بها .. الا انها مختلفة عنك تماما.. انتي لم تخجليني قط.. ولم ترميني بتلك النظرات القاتلة.. . لم تربكني نظرات احدهم كما فعلت تلك العينان الداكنتان.. ما عرفته ان عيناها شفافتين.. لابد وانها دكنت بسبب الحزن... لم تعرفي يا عالية.. كانت تبدو مثلك وانتي حزينة.. لكن اخفائها لحزنها كان معجزة.. اعرف مدى حبها لاخيك.. لكنها كانت.. مذهله.. ومخيفة..

 

اهي هكذا.. ام قله معرفتي بها ما اوصلني لهذه الفكرة.. اااااه يا قلبي

 

خرج من السيارة وهو يحرك يديه للاعلى والاسفل.. ويتمطط.. قميصه الذي كان صبحا مكويا ومرتبا اصبح الان خربا ويتدلى من اعلى البنطلون الاسود.. جلس عند الرمل وهو يرفع في بنطلونه من الاسفل..يفكر بالدخول الى تلك الموجات ليكسرها.. لا بل يحطمها كما هو محطم بتلك اللحظة.. وبالفعل..

دخل الى الماء وتصارع معه.. احس بالروح القتالية به عنيفة وسبح في تلك الغياهب العميقة المظلمة.. غير عابئ بشي..

وبعد فترة خرج.. وتوجه ناحية السيارة وهو مبلبل تماما من راسه لاخمص قدميه.. ورفع جهازه المحمول ليجد 5 مكالمات لم يرد عليها.. من يا ترى؟؟

اذا بها مريم اخته تتصل..

مساعد يرد: هلا مريم

مريم: هلا مساعد.. امي تسالك بتيي على العشا

مساعد بظيق وهو يذكر كلام امه السابق: انا برد البيت الحين وبنام ما بتعشى..

مريم: اوكيه... مساعد؟؟

مساعد: هلا

فكرت مريم انه لربما من الخطأ ان تخبر اخاها ما تود قوله.. ولذا فكرت بشيء سريع: ييب لي بريد معاك..

مساعد: واللي في البيت؟

مريم بدلال: اللي انت تييبه غير.. بليز.

مساعد: اوكيه.. يالله باي

مريم: بايات..

بحث في قائمة الارقام التي لم يرد عليها ليجد رقما هلل وجهه.. انه جراح ابن العم عبدالله رحمه الله.. ما الذي دفعه الى الاتصال بي..

واتصل فورا به..

جراح: هلا مساعد

مساعد: هلا فيك بو محمد.. شخبارك.. عساك ابخير؟

جراح: الحمد لله ابخير شخبارك انت شمسوي؟؟

مساعد: والله هاه عايشين... وانتو شخباركم وشخبار البيت معاكم والوالدة

جراح بنبرة ملئ بالالم: للحين على حالها.. والبيت.. الله يخلي فاتن مو مخليتنا محتاجين لاحد غريب..

 

دقاته عادت الى الانحراف عن المسار والتشتت.. لم .. لم عليها ان تظهر في كل دقيقة في بالي لم.. وكان شغل الامواج ضاع هباءا بمجرد ان يذكر اسمها..

 

مساعد: الله يخليها لكم ان شالله.. خير جراح متصل فيني

جراح: الخير بويهك بس.. بس حبيت اقعد معاك واسولف وياك اكثر عن البعثة للي شركتكم مقدمتها لاختي.. اذا ما كان عندك مانع

مساعد: لا ابد والله أي وقت تبي انا حاظر لك.. ولو تبي اكثر اييب لك المسؤولة عن هالبرنامج والمنظمة له عشان تشرح لك ولفاتن اكثر عن الموضوع..

جراح: لالا في الوقت الحالي انا اللي ابيك اتكلمني وتقول لي عن هالموضوع لاني ابي ارعى مصلحة اختي وابي اوفي حقوقها وما اظلمها... مثل.. مثل ما كان الوالد يتمنى .. الله يرحمه

 

ابتسم مساعد من كلمة جراح.. انه فعلا لرجل.. صحيح ان المصائب تخلق الرجال..

 

مساعد: عيني عليك باردة.. خلك جذي سند وعون لاخوانك.. ترى مالهم الا انت ..

جراح: الله يخليك هذا واجبي واقل من واجبي لو فيني اسوي اكثر... بسويه

مساعد: يعطيك العافية وانا باجر العصر راح ازورك في بيتكم...

جراح: ايصير خير بنتظرك و الي فيه الخير الله يجدمه

مساعد: على قولتك.. يالله تامرني بشي؟

جراح: سلامتك ياخوي ما يامر عليك عدو... يالله مع السلامة

مساعد: الله يسلمك..

 

اغلق مساعد عن جراح وهو شبه سعيد.. لكن سرعان ما تعكر صفوه وهو يتذكر اصرار فاتن برفض البعثة.. تلك الفتاة لن تقبل بها ولو كانت اخر رمق في هذه الدنيا...

 

لم يجد فائدة من ان يبقى هكذا مبللا وسط الشارع.. اذا وضع ما يحمي الكرسي عن بلله وعاد للمنزل وهو يتمطط مللا...

 

جراح الذي كان جالسا في الصالة يفكر فيما قاله له مساعد عن البعثة.. كان يبدو مهتما فعلا بامرها.. ولكن السؤال الذي يحيرني.. لم فاتن اختي؟؟؟ لم هي بالذات..

غدا سيجيبه مساعد على كل أسالته.. قام من مكانه وهو على تلك الفكرة.. واثناء سيره ناحيه الدرج رن جرس الهاتف.. من ي ترى... وذهب ليرى من يتصل بهم..

 

جراح بصوت تعب: الووو

مريم بصدمة من الصوت: الوووو..

جراح: من معاي

مريم: اول شي السلام

عرفها جراح.. وابتسم في داخله لاتصالها: والله الناس يومنا تسمع الو تقول السلام ما ترد بالو

مريم: اسلام عليكم

جراح: وعليكم السلام يا هلا

مريم: فاتن اهني؟

متجاهلا سؤالها: أي بخير الحمد لله نسال عنج شخبارج انتي

مريم: ويييييو سوري.. شخباركم عساكم طيبين؟

جراح:الحمد لله ابخير طيبين طاب حالج.. وانتي شعلومج؟

مريم: عن الهذرة الزايدة وهات فاتن

جراح: ههههههههههههههههههههه

 

امسكت مريم على قلبها لضحكته.. كم تبدو ناعمة ورقيقه... وفجاه غاب نفسه عن الهاتف.. لابد وانه ذهب لينادي فاتن.. ليته بقى اكثر..

 

واذا بصوت فاتن الجميل: يااااااااا هلا وغلا..

مريم: هلا فيج ومسهلا بيج يا الغالية شلونج شخبارج

فاتن: ويه ويه ويه .. كل هالترحيب عشاني.. ماقدر..

مريم: لا قدري يباااااااا قدري.. هذي مريم مو أي وحده..

فاتن: هههههههههههه ماقدر عليج صراحة لا تحاولين معاي.. قدرليس (معناتها بلا قدرة عرب ماجلز..) معااج..

مريم: وي مالت عليج هههههههههههههههه

 

بعد الضحك والترحاب

 

مريم: ابقول لج؟

فاتن: سمي...

مريم: انتي متى تكونين فاظية؟

فاتن باستغراب: انا الحين فاظية .. ليش؟؟؟

مريم بمرح: لا بس حبيت ازورج واسال عن احوالج

فاتن: زين منج فكرتي يعني عمى بالعدو ما تخيلين انتي صار لج شهرين ما ييتي بيتنا

مريم باندهاش: عنبوووو الجذب.. مو قبل اسبوعين كنت معاج

فاتن: كانو سبوعين؟. والله ما هقيت.. والاسبوعين يعني وايد ويا ويهج هذا؟

مريم: ههههههههههههههه فديت معجباتي انا .. خلاص حبيبتي ولا يهمج انتي نقشي وانا عندج

فاتن: شنو.. عربي لو سمحتي مافهم تايلندي

مريم: خس الله بليسج.. امتى انتي فاضيه؟

فاتن: والله انا اليوم فاضية لن خالتي بتاخذ مناير وعبد العزيز معاها ويا عيالها..

مريم: ليش بعد؟

فاتن وهي ترفع رجليها عن الارض الى داخل الكرسي الكبير: تكشتهم شوي.. وتنفس عنهم...( بنبرة خائفة) والله اني خايفة على عزوز

مريم: ليش شفيه؟

فاتن بقلق: مادري.. بس من يوم... من يوم توفى.. ابوي.. الله يرحمه واهو مو طبيعي... يعني مو مثل عزوز اللي اعرفه.. وكانه مرحه مات.. ولا .. ولا كابت المشاعر كلها فيه.. ما يتكلم .. والاكل زين منه يبلع لقمتين..

مريم: اخوج فيه كل هذا ولا اتصرفين..

فاتن: مريم عزوز جذي ليمن يكون متظايق نفسه نفس جراح ما يحبون ايتكلمون.. طالعين على امي..

مريم: بعد فاتن لزم ما تخلين اخوج ايسوي جذي وتسكتين.. عنبوووووو هذا ياهل ماهووو ريال كبير اكبر عنج .. روحي له سايسيه وشوفيه شمنه يشكي..

فاتن: انا اليوم بخليه يطلع ويا خالتي ولي رد بسويلهم احلى عشا .. ابي ارد البهجة لبيتنا.. من زود الهدوء احس انه صار مقبرة..

مريم بحزن: معليه حبيبتي.. قدر الله وما شاء فعل.. وهذي بغيه ربج.. اقبلي فيها وتحمدي.. غيرج مصايبهم اكبر..

 

فاتن وهي تبلع غصة حارة مرت بحلقها.. أي مصيبة اكبر من مصيبتنا... لكن الحمد لله على كل حال..

 

فاتن التي غابت عن رفيقتها قليلا: شنو مريم؟

مريم: مو ماعطتني ويه يعني.. عيب يبا

فاتن تبتسم: لا بس كنت شوي سرحانه شفيج..

مريم: اقول لج شخبار اللي بيتهم بحذفة حصى؟

فاتن: شفيج تخربطين أي حذفه حصى؟

مريم: شعلة الحرية وشعلة المحبة والعشق والهيام

فاتن : مريم مو فاهمه عليج

مريم: وااااااي دقمة اقول لج اييج باجر ويصير خير

فاتن بحزن: ليش مو الحين تعالي بروحي بالبيت

مريم: مينونه انتي الناس ليل.. باجر اييج من الصبح لي الليل شرايج؟؟

فاتن بفرح: حلفي

مريم: ويييييييي ماصدقت بييج والله مشكله المعجبات.. هههههههههههههههه خلاص حبيبتي انا باجر عندج ..

فاتن: اوكيك.. بنتظرج

مريم: يالله بايووووووووووووووز

فاتن: باي..

 

انهت فاتن المكالمة عن مريم وهي تهب بالقيام... الا والهاتف يرن مرة اخرى..

 

فاتن: نعم؟

سماء بخجل: السلام عليكم

فاتن: وعليكم السلام يا هلا..

سماء: فاتن موجودة

فاتن: انا فاتن من معاي؟

سماء: وي فتووون هذي انتي والله ما عرفتج

فاتن: من؟؟ سماء؟؟

سماء بمرح: لا عمتها ههههههههههههه.. شخبارج؟

فاتن: ههههههههههههههههههههههه الله يحيج وانتي شخبارج؟

سماء: ملاااااااانه حدي حدي ..

فاتن: الحال من بعضه يا خويتي.. شرايج تيين بيتنا؟

سماء بفرح: صج والله.. عادي ايي بيتكم..

فاتن: لا والله اتصدقين.. خذي تصريح قبل..

سماء بسذاجة: من منوووو؟

فاتن: ههههههههههههههههههههه دقم ماقدر عليج.. تعالي أي وقت محد بيقول لج لاااء..

سماء: الوقت يعني مو متاخر؟

فاتن تنظر الى الساعة المحبوسة بمعصمها النحيل: والله توها الناس يعني وانتي بنت جيراننا .. عادي مافيها شي..

سماء: واااااااااااو الحين انا عندج...

فاتن: حياج الله هههههههههههه

 

اغلقت سماء عن رفيقتها الجديدة وهبت خارج غرفتها وهي مسرعة.. الا ومشعل على الدرج. وتصطدم به..

مشعل: هي شوي شوي.. يبا طقي بريك

سسماء: اوووبس.. سوري بس انا مستعيله؟

مشعل يبتسم لاخته الجميله: ليش ان شالله وين رايحة

سماء: بروح لارفيجتي اليديدة

مشعل بمفاجاه: اووووو مبروك انسه سمااء..

سماء بمرح: الله يبارك فيك..

مشعل: ومن صاحبة هذا الشـأن الرفيع الي لقت شرف صداقتج..

سماء: مو احد غريب.. (تغمز بعينها) اللي ساكنه بين ظلوعك..

 

انصدم مشعل من طريقة اخته في الكلام.. الساكنة بين ضلوعي؟؟ من ؟؟ فاتن؟؟ لحظه .. سماء تعرف بحبي لفاتن.. ؟؟ كيف.؟ ومن اخبرها..

 

غادرت سماء عنه وهو يتسائل ويوقفها وهي تجري: سمووووي

سماء: هلااا

ينزل لها مشعل بسرعة: انتي ليش قلتي اللي قلتيه

سماء وهي تضم ذراعيها وتقف على رجلها: يعني تبي تقول لي انك ماتحبها.. وان اللي قلته غلط؟؟

مشعل وهو محرج: ليش تكلميني جذي

سماء:coz boys are stupid (وهي تخرج لسانها) باي

 

لم يتسنى لمشعل ان يمسك اخته ويسالها عن الذي احضر هذه الافكار في بالها عنه وعن فاتن؟ الهذه الدرجة مشاعره تجاه فاتن مفضوحة.. وكيف حدث كل هذا.. لابد وانها لاحظت مشاعري ناحية فاتن بالمستشفى.. تلك الصغيرة الشقية.. وفاتن.. ياويلي لو تخبرها...

 

صحيح ان مشعل يحس بحب فاتن له.. ويعرف انها تحبه.. لكنه خائف لو حدث هذا الامر بالواقع وعرفت بالفعل انه يحبها.. لبلي بمصائب هو بغنى عنها.. اولها رفيقه جراح.. لا يريد ان يحدث شيئا بينه وبين فاتن كي لا تنهدم صداقته العريقة مع اخيها.. ولكن هو يحبها.. اتمنى ان لا تتفوه سماء بالتفااهات وتخرب كل شي..

 

كان خالد قادم للمنزل للتو وهو يحمل الادويه الخاصة بخالته من الصيدلية.. كان ينظر بما كان في الكيس يتاكد من احضاره لكل الادوية..فهو لايريد ان يوبخه جراح على نسيانه.. واصدم فجاة بشي رطم ما بيده في الارض...

 

سماء باحراج بالغ وهي واقفة ويديها على فمها.. وخالد بلغت منه العصبية القمة

خالد: عمية انتي ما تشوفين.. شلون تمشين وتضربين في الناس..

سماء باحراج: مادري... ما شفتك..

خالد: لا والله.. الحين كل هالجثه وما تشوفين.. سوي لعينج فحص اقول لج.. شوفي البربسةا للي سويتيها..

تنزل المسكينة وهي تجمع الكبسولات المتفرقة على الارض..: اسفه والله مادري...

انقرف خالد بطريقة غير معقولة منها وصرخ عليها بقوة: قومي .. انا بيمعهم..

 

انتفضت المسكينة ووقفت بعيدا عنه وهو جالس يجمع الحبوب من على الارض.. لم يصرخ عليها احدهم هكذا قط.. فمن هذا الصعلوك ومن الذي يعطيه الحق

 

سماء وهي تقضم انفاسها بغضب عارم لم تحس به قبلا.. غضبا ممزوج بالاحتقار لهذا الصعلوك النحيل..

 

بعد ان جمع خالد الادوية التي سقطت نظر اليها باحتقار: شتبين واقفتلي جذي..

لم تتمالك سماء نفسها الا وتهجمت عليه: انت واحد..... حقييييييييييييييييير ..

خالد وهو منصدم من هذه الكلمة.. لاول مرة بحياته ينادى بالحقير...

 

خالد: شنو شنو شنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا حقير؟؟؟؟؟؟

سماء وهي تكاد تنفجر وتخرج الكلمات منها ببطئ فضيع: انت حقير.... وبايخ..... وسخيف.... و قليل ادب..

خالد: هي انتيييييييييي ..

سماء: وانا ...( ترقرت الدموع بعينيها كالجليد المهشم) ... انا .. اكرهك....... يالحقير...

 

وقف الاخر كالصنم مكانه... لم تفوهت بكل هذه الكلمات.. صحيح انها مجنونة..

غادرت سماء عنه وهي باكية... ومتغيضة منه.. لكم تكرهه.. الحقير المستهتر..لكم استحقره كما استحقرني... بغيض سخيف...

دخلت المنزل وهي منفجرة بالبكاء.. الا وترتطم بالخادمة.. لتفرغ بها كل غضبها

 

سماء بغضب: انتي عميه ما تشوفيني طايفة وتدعميني جذي... ملعنج من خدامة.. ذلفي عن ويهي..

 

مشعل الذي كان جالسا في الصالة يقرا في كتاب يستمع لتلك المشادة العنيفة بين اخته والخادمة.. ما بالها سماء لتصرخ بتلك الطريقة.. للتو خرجت وهي فرحة. والان تصبرخ

 

يخرج خلفها ويه تصعد الدرج: سماااء.. علامج تصرخين جذي؟

تلتفت اليه سماء: ماحبكم.. اكرهكم.. كلكم...

 

وغادرت عنه لتتركه بحيرة من تصرفاتها المفاجأة.. هل حدث شيء بينها وبين فاتن لكي ... لكي تكون بهذه العصبية.. يا ويلتي.. لا اظن ان فاتن قد جرحتها باي شي.. ففاتن لا تستطيع ان تفعل شيئا بالدنيا.. فكيف باختي ..

 

الا وجرس المنزل يدق لينفض افكاره

 

ما هذه التصرفات المفاجأة من سماء.. لم هذا الكره.. ماذا حصل في منزل ابو جراح لكي تتصرف سماء بهذه الطريقة الغريبة.. لم يحدث يوما وان راها هكذا قط..

 

فتح الباب ليجد خالد ابن خالة فاتن عند الباب

 

مشعل: هلا خااالد

خالد بحرج: هلا فيك مشعل.. شلونك شخبارك..

مشعل: الحمد لله ابخير انتو شخباركم

خالد: الحمد لله ابخير...

يتلفت خالد بحرج بالغ.. لا يعرف كيف يقول ما اتى لقوله.. يا فشيلتي..

احس مشعل ان االموقف به قليلا من الاحراج.. والاستغراب من حضور خالد اخرج من فمه هذه الكلمات

 

مشعل: خير خالد في شي

خالد بحرج: والله شاقول لك ياخوي بس.. انا مساعة وصلت بيت خالتي وكنت منرفز ومعصب.. وكانت في يدي الادويه (يرفع يده ليريه الكيس) و... و... على ماظن اختك كانت طالعة من بيت خالتي بسرعة ودعمتني وطاح الجيس مني وتنثروا الحبوب.. و... انا عصب عليها..

مشعل يضيق بعينيه مستغربا.. هل يحاول ان يقول لي انه تشاجر مع سماء؟

 

خالد : والله شاهد علي اني ما كنت اقصد بس .. انا زفيتها مثل ما ازف اختي الصغيرة؟

مشعل: شنوو؟

خالد بحياء بالغ: والله اسف يا مشعل واختك عصبتني شوي والله اهي مالها ذنب بس.. والله العصبية من ابليس..

مشعل: ليش انت شقلت لها

 

احتار خالد ماذا يقول له.. أأقول لك اني صرخت عليها ونعتها بالمجنونة وبالغبية والعمياء و. . و .. و تستمر القائمة..

خالد: تعرف.. زف الاخوان...

مشعل: بس انت ما يصير ترفع الكلافة جذي بينك وبين اختي يعني ماتعرف للاصول

 

ابتلع خالد وجهه او بقاياه بعد كلام مشعل.. وتمنى لو ان الارض تنشق وتبلعه

 

خالد: انا اسف ولو سمحت وصل اعتذاري لاختك وقول لها انا بحسبة اخوها.. والله لو ما كنت حاس اني غلطان جان ما ييت لعتبه باب بيتكم واستسمحت منها.. ابليس شاطر والرطوبة ما ترحم ( وهو يمسح جبينه بمعصمه)

ابتسم مشعل له: لا عادي يا خوي اهي بحسبه اختك وانا اعترف لك ان اختي قرقة شوي وما تنتبه لكن صدقني ما بتحمل في قلبها بقول لها انا وان شالله يصير خير..

ابتسم خالد وكانه تخلص من عبء ثقيل على قلبه: مشكور يا خوي وما تقصر ومرة ثانيه انا اسف على الازعاج و... رمضان كريم

مشعل: هههههههههههههههههههههههههههه تو الناس على ارمضان

خالد بمزح: عادي كل يوم ارمضان.. هههههههههههههههههههههههههه

مشعل:هههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسك

خالد: يالله حبيبي اخليك الحين.. لا تنسى تيينا بديوانية بيت خالتي اليوم..

مشعل: ولا يهمك بكون عندكم قبلك

خالد: هههههههههه حياك الله بيتك ... يالله فمان الله

مشعل: في وداعته...

 

وغادر خالد وهو مرتاح بعد ان كان الهم جاثم على صدره.. حمل هم الفتاة.. فلا فتاة تثور هكذا الا وقد طفح الكيل عندها .. مسكينة .. لا تستحق ما قلته.. يا ليتها تسامحني.. وان لم تفعل.. فتستطيع ان تنقع نفسها بالماء.. هههههههههههههههههاي

*************

 

يوم اخر وجديد بحياة عائلة ابو جراح.. لكنه كان يوم مختلف.. كانت الاشراقة تنتشر بانحائه على الرغم من الحداد الحزين.. فاتن التي اعتادت منذ وفاة والدها ان تنهض من الصباح الباكر وتعد وترتب في المنزل المرتب.. وتحضر الاطعمة وتضعها بالثلاجة لكي تكون جاهزة للتسخين ثم الاكل .. وهكذا تضمن ان الكل سيأكل والكل سوف يشبع..

 

كانت جالسه في الصالة وهي تستمع الى صوت الدعاء الصادر من المسجلة عندما طرق الباب..

نظرات الى الساعة فاذا بها قد اصبحت الحادية عشر وهي لم تنتبه ابدا.. مر الوقت بسرعة اليوم.. اتجهت ناحية هاتف الباب لترد...

 

فاتن: نعم؟؟

مساعد بصوته العميق: صبحكم الله بالخير

انتفض قلب فاتن من الصوت: الله بالنور.. من معاي؟

مساعد: هذا انا مساعد... وينه جراح؟؟

فاتن: دقايق بس واناديه..

مساعد: لا ما يحتاج بس بحط لج اوراق خذيهم له.. وقوليله اني بييه العصر..

 

فتحت فاتن الباب بعد ان اغلقت السماعة.. وكان مساعد يضع الاوراق على صندوق البريد الخشبي.. المسافة بينهما كانت بعيده فهو على بوابة المنزل الصدئة وهي واقفة عند باب المنزل الخشبي..

الا انه احسها قريبة لقلبه كحبل الوريد..

ارتفع ذلك العملاق ليوجه نظراته الى تلك الضئيلة الجميلة..

 

مساعد: صباح الخير..

فاتن بنظرة غريبة: صباح النور...

مساعد: هذول الاوراق اللي ابيج تعطينهم جراح... وخبريه اني بييه اليوم العصر..

فاتن: ان شالله..

 

اشاح ببصره عنها لان نظرتها ازعجته قليلا.. لم تنظر الي هكذا.. هل انا غريب الشكل لهذه الدرجة..

 

مساعد: يالله مع السلامة..

فاتن الباقية امام الباب: مع السلامة..

 

عندما غادر مساعد بسيارته تحركت فاتن ناحية الاوراق وهي تنظر الى تلك السيارةوهي تبتعد.. يا ترى؟؟ ماذا لديه مع اخي كي ياتيه في الصباح... لحظه..

سحبت الاوراق وغادرت الى الداخل..

 

اغلقت الباب وقلعت الشال الابيض عن راسها.. رمت بالاوراق على الطاولة وذهبت للمطبخ.. وتجمدت عند بابه

 

لم تصدق ما رأته عيناها..

 

ارادت ان تحكهما..

ان تخرج وتعيد الدخول للمكان..

 

لان ما كان امامها كان اشبه بالحلم..

 

كانت والدتها واقفة عند المغسلة وعيناها تطل من خارج النافذة الصغيرة.. التي تطفر بعض الاحيان غصون الاشجار الى داخل المنزل منها..

هربت الكلمات من فم فاتن الى امها الواقفة تناديها: يمـــه

 

التفتت ام جراح لابنتها بشكلها المريض.. كانت عيناها الجميلتان الشفافتان داكنتين ومحمرتين.. ويداها الحنونتان ترتجفان .. وشفتاها الناعمتان ترتعشان.. لكنها بتلك اللحظه نطقتا بكلمة ارجعت الحياة الى ذلك المنزل..

 

ام جراح: يمه فاتن... حبيبتي فاتن..

 

ركضت كالمجنونة الى حضن امها .. لترتمي بعنف هز تلك المريضة ولكنها لم تسقط.. وكان القوى كانت في جسد ابنتها المسكينة... لكم عانت لوحدها.. ولكم واجهت صعوبات.. فهي ام وتعرف كبر مسؤولية رعاية مراسم مناسبة كهذه.. هي الكبيرة وتتعب فما بال هذه الصغيرة..

 

فاتن تقبل كتف امها ويديها: حبيبتي يمه.. عمري يمه .. يا روح هالبيت يا يمة... الحمد لله انج رديتي..

ام جراح تبتسم لابنتها البارة وتسحبها الى حضنها: تعالي يا حبيبتي.. تعالي في حظني يا قطعة من فوادي .. تعالي خليني اعوضج.. ادري فيج .. ادري فيج تعبانة بس ما تقولين.. تعالي يا ريحة الغالي تعالي..

 

لم تستطع فاتن ان تتمالك نفسها فكانت فرحتها اوسع مما تخيلت.. فبكت في حظن امها لا بكل انتحبت بعمق.. ولم تعرف لم هرب شكرها الى ذلك الرجل الذي اتاها من الصباح.. لقد كانت زيارته بشرى خير علينا لهذا الصباح... بشرك الله بالخير يا مساعد.. على حضورك المبارك هذا الصباح..

 

بعد لحظات في الصالة والابنة والام جالستان معا..

 

ام جراح: ما يحتاج اسالج عن البيت.. اشوفه قايم على ريله واحسن عن قبل

فاتن: لا والله حاولت اني اخليه مثل ترتبيج لكن ما قدرت

ام جراح تلم ابنتها: لا يمه البيت مرتب جذي وتسلمين ويعطيج العافية

فاتن: الله يعافيج يمه..

ام جراح: وينهم خوانج مريت عليهم بدورهم ما لقيتهم..

فاتن: باتو عند خالتي عزيزة.. ما رضت الا تاخذها معاهم.. عشان يغيرون جو...

ام جراح: عزوز شخباره.. مادري عنه.. ؟

لم ترد فاتن ان تخيف امها لكن تواجدها هذه اللحظه معاها بكامل وعيها جعلها ترغب بان تزيح القليل من الخوف الجاثم على صدرها..

فاتن: يمة عزيز اهو الي مخوفني اكثرهم.. صار ما ياكل ولا يتكلم وساكت وهادئ..ا

ام جراح بنظرة معبرة: اخوج كان يحب ابوج... ومدللـه .. مو سهل عليه يروح ابوه عنه وهو في هالعمر.. يحس انه ضايع..( جهشت الام بالبكاء) انا امج وما قدرت اشيل بعمري.. فشلون اخوج الصغير...

 

بكت الام بهدوء على روح زوجها الحبيب.. لكم تعشقه.. ولكم تحبه.. وها قد تركها في هذه الدنيا وحيدة بعد ان عاهدها بالبقاء معها طوال العمر.. أين الوعد يا ابا جراح.. أين الوعد!!

 

فاتن تمسح على خد امها: يمه لا تبجين.. تكفين.. بجينا كفاية.. خلينا انترحم عليه.. احسن..

ام جراح تمسح الدمع عن وجنتيها: ماقدر يمه... هذا ابووج.. هذا زوجي.. وهذا حبيبي... راح عني.. وخلاني...

فاتن: افا يمه.. واحنا .. انا وجراح.. مناير وعزوز.. وين رحنا عنج.. كلنا لج وحواليج..

ام جراح تمسح على ابنتها وتبتسم لها بحنان: الله يخليكم لي يا عيالي.. الله يخليكم لي..

 

لحظات تمر الا وجراح ينزل من على الدرج وهو فزع...

 

جراح: فتون وينها امي....؟؟؟

يلتفت الى تلك الملاك الجالس على الكرسي بجانب اخته.. فتتهلل عيونه وتتلألأ فرحا برؤيتها .. واذا به يطير من على الدرج الى حظنها الدافي..

 

جراح: يااااااااااااااااااا بعد هالدنياااااااااا ياام جراااااااح... يا حياااا شوفج يا امي يالغالية..

ام جراح تبتسم : يا بعد قلبي يا جراحي.. يا حياة امك..

فاتن تضرب امها بحنان: وانا يمه

تلمها ام جراح: ويييي يمه انتي قلبي وعيوني..

 

وكان الصدف شاءت ان تجمع العائلة بهذا اليوم السعيد.. فهاهي عزيزة قد حضرت ومعها مناير وعزيز.. وخالد الذي وصل معهم في نفس الوقت .. يدخلون المنزل.. لينصدمو بالجالسة في الصالة..

 

مناير بصراخ: يمـــــــــــــــــه

وتطير الى حظنها

 

ام جراح: عيوووووووووووووون يمه..

 

تقبل الاخرى امها وتلثم وجهها وتحظنها وتشم رائحتها: يا حبيبتي يا امي.. يا عمري يا مي.. تولهت تولهت علييييييييييييج يمه..

ام جراح: وهم انا تولهت عليكم يا حبايبي.. يا عزي في هالدنيا ويا دلالي...

 

عزيز لم يتحرك من مكانه بل بقي واقفا عند امه وخالد يدخل المنزل بعد ان كان جالسا في السيارة.. وعندما رأى خالته لم يصدق

خالد: ام جراح ما غيرها.. يا حيا.. يا حيااا الشوف يا هلا ومسهلا ... يا هالصبح المبارك ومن وين طالعة الشمس اليوم... تعالي بحضني يا حبيبتي دنتي وحشتيني اوي اوي

ام جراح: هههههههههههههههههههههه فديت ولد الغالية..

يقبل خالته ويبعد جراح عنها ويلتصق بها: فديت هالويه

جراح: قوم لا افججك اليوم..

خالد: روووووووووح يبا.. انا متوله عليها اكثر منكم.. انتو تنامون معاها انا اللي انام لحالي.. فديت هالويه خالتي.. سويلي فتوش

فاتن: صج رزيل..

خالد: مو شغلج تسوينلي خالتي صح؟

عزيزة: صج ما يستحي هالولد..

ام جراح: خلوووه.. اسويلك فتوش ومن عيوني هذي قبل هذي.. بس قبل قوم عني تراك خنقتني ..

خالد وهو يبتعد: ان شالله خالتي بس مو هاللون مو جدام العواذل

 

يخرج لسانه الى فاتن والاخرى تخرجه ايضا..

تهم ام جراح بالنهوض..

 

فاتن: وين رايحة يمة..

 

تربت على يد ابنتها الطيبة وتبتسم لها .. وتنهض بهدوء الى الشخص الوحيد الذي لم يستقبلها حتى الان..

 

ام جراح: ها عبد العزيز.. ما وحشتك؟؟

 

يهز الاخر راسه وهو ينفي هذا الشي.. والله اعلم لمدى شوقه الى امه..

 

ام جراح: افا.. ليش انزين.. عطنا ويه يالحبيب.. مانقدر عليك احنا..

عبد العزيز: مو شغلي...

ام جراح: زين تعال مسد ريلي.. تعورني من مساعة للحين..

عبد العزيز وهو يكاد ينفجر من البكاء: مابي..

ام جراح: تعال في حظني.. قلبي مشتاق لك.. تعال

 

تفتح الام الحنونة يديها وكانها اشارة انتظرها هذا المسكين منذ زمن.. ويهرج الى حظنها الدافئ ليبكي لاول مرة من بعد وفاة والده..

حظنته ام جراح بين يديها وكانها توثقه وتعطيه الاحساس بانه لن يفقدها كما فقد والده.. هي تعرف كم يعز على عبد العزيز ان يفقد والده.. على عكس جراح.. فعبد العزيز كان يفتخر بأبيه.. ويفخر بعمله حتى انه كتب تعبيرا في عيد العمال وهو يتغنى بعمل والده.. حتى انه تمنى لو انه يكبر ويستطيع ان ينفذ نصف ما ينفذه والده... لتلك القطعة النثرية تلقى ابنها جائزة من مدرسته تقديرا على المجهود الذي بذله..

*********

في منزل ابو مساعد..

 

مساعد ينادي اخته: يالله مريم مابي اتاخر على الريال

تلف مريم شالها باحكام وهي تنزل من على الدرج: والله انتوو يالرياييل ما عندكم سالفة ما تخلون الحريم يتكشخون والله حقوقنا ظايعة أمبينكم

مساعد: يالله جدامي وعن هالخرابيط...

لؤي الذي يخرج من المطبخ وهو يحمل الاطعمة المتخلفة: والله اختك هذي اكبر قرقة .. خاطري اعرف شنو فيها ومافينا الي مخليك تسوي لها كل هذا..

نورة الجالسة في الصالة: والله انا يوم بالثانوية اعجز منه خذني وصلني تعالي لي.. ابد .. ما كان حتى يرفع التلفون..

مساعد: انتي ولا مرة اتصلتي فيني.. والا انا جان ييتج.. وكل ما اتصل فيج اقول لج اذا تبين توصيلة قلتيلي لؤي بياخذني.. ولا ارفيجتي بتوصلني.. ولا عندي بحث ابي اخلصه..

لؤي: ههههههههههههههههههه وايد واثقه اني بوصلها مكان

تضربه على ذراعه: مو منك لكن مني انا اللي كنت ادبر لك وانت ما تحمد ربك

لؤي: يبراج عاد ويا هالتدبيرات.. كلهم جياكر .. طالعين عليج

نورة: أي بلى يهبووووووووووووون اييبون ظفر ( وترفع الخنصر) من هاليد..

لؤي يشير إليها ويكلم أخيه: مسكين والله فيصل.. بالشينا ويا هالبنيه

مساعد: هههههههههههههههههههههههههه (يكلم مريم) مريووووووم..

مريم: ويه كاااااااني يا ماردي العزيز.. (تلقي بنظرة فاحصة لاخيها) ويه ويه ... ماااقدر..يا ناس انعشوني بيغشى علي... انا اموت بالدخيليه كلهم دامك منهم..

مساعد بزهوو : شكرا اشكر شعورج يا الغالية

مريم: لا تشكرني هذي الحقيقة..

تكلم لؤي: الناس او البنات عموما لو يوو يحبون مايحبوون المعصقلين.. هاه.. هذول الدبيب اللي يعجبونهم..

لؤي:عارض ازياء انا علامج انتي.. وخل هالبنات اللي يبون الدببه..

مساعد: من صجكم انا دب؟

مريم: لااا اخوي انت مو دب..بس مشكلتك انك عملاق زيادة عن اللزوم ( تغمز له) لكن هذا هو المطلوب..

مساعد وكان المزاح اعجبه: شرايج عيل مريم انروح اليوم مجمع جذي بدل بيت بو جراح؟

مريم بابتسامة: يكووووووووووون احسن وناخذ معانا فتووون.. احلى واحلى..

مساعد: حلفي انتي بس.. حلفي... ما صدقت خبر.. يالله جدامي ماخرتني نص ساعة على الريال عنبو بليسج..

مريم: ها.. هذا انتو حسدتون زين جذي.. العواذل...

 

ضحكا الاثنان على اختهما الصغيرة.. وغادرت الاخيرة مع مساعد متوجهين الى بيت ابو جراح.. لمناقشة موضوع المنحة مع جراح.. وللتسالي مع فاتن...

 

ولكن.. هذه الزيارة... هل تخفي امورا اكبر من مجرد التسلية او المناقشة...

 

هل ستكون المستهل.. لبداية من الاحلام..

 

ام بداية العناء..

 

ام بدايه رحلة السفر... الى المستقبل القريب...

 

شرايكم

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...