Jump to content
منتدى البحرين اليوم

مغامسيات


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"ثم قال الله: ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين )

هذهِ نختم بها.

الهمزة للاستفهام

 

والضرب في اللغة يُطلق على معانٍ:

 

• يطلق على الصنف من الأشياء, الصنف والنوع من الأشياء.

• ويطلق على الرجل الخفيف اللحم. الرجل الخفيف اللحم, قال طَرَفة:

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونني

خشاش كرأس الحية المتوقد

 

أنا الرجل الضرب – أي الرجل الخفيف البدن ،، هذا من حيث اللغة.

أما في القرآن فقد ورد الضرب على معانٍ عدة:

 

• ورد بمعنى السير في الأرض, قال الله جل وعلا: ( وآخـــرون يضربون في الأرض ) أي يسيرون في الأرض ( يبتغون من فضل الله ) .

وقال: ( لا يستطيعون ضربا في الأرض ) أي لا يستطيعون سيرا في الأرض.

• وجاء الضرب بمعنى الضرب المعروف سواء كان بالسيف كقوله جل وعلا : ( فاضربوا فوق الأعناق ) ويأتي بمعنى الضرب باليد كقوله جل وعلا: ( فاضربوهن ) في حق في حق ماذا؟ في حق النساء.

 

أما قول الله جل وعلا: ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين )

نحرر كلمة ( صفح ) الصفح التغافل عن الشيء. إما كبرا: تقول لويت لفلان صفحة عنقي.

أو أن يكون تجاهلاً بحيث يمر بك دون أن تدري عنه,.

أما الثاني فمنه قول الشاعر:

تمر الصَّبا صفحاً بساكنة الغضا

و يصدع قلبي أن يهب هبوبها

قريبة عهد بالحبيب وإنما

هوى كل نفس حيث حل حبيبها

ماذا قصد؟

الصبا ريح معروفة, فيقول هذه الصبا تأتي من ديار من أحب, فتمر على بني قومي الذين أعيش معهم صفحا: أي يتغافلون عنها, ليس كبرا, لأنه لا يوجد كبر مع الرياح لكن لأنها لا تعنيهم, أما أنا – يتكلم عن نفسه – ويصدع قلبي أن يهب هبوبها.

فهذا الصفح: هو الإعراض عن الشيء إما كبرا, وإما تغافلا.

 

( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين(

اتفقوا على أن المعنى: ليس إعراضكم بسبب مقنع لأن نترك إنذاركم ،، ليس إعراضكم بسبب مقنع أن نترك إنذاركم. لكن اختلفوا في معنى الذكر:

** فذهب ابن عباس في رواية عنه وبعض العلماء إلى أن الذكر هنا المقصود به: ذكرُ العذاب, فيصبح المعنى: أفيعقل أن نترك عذابكم لمجرد أنكم أعرضتم عن ذكر الله!

** وقال آخرون إن الذكر هنا بمعنى الوعظ والإرشاد, وهذا الذي أُرجحه, فيصبح المعنى: أنه كيف يسوّغ لكم أن تطالبون بأن نترك وعظكم وإرشادكم وبيان الحق لكم بسبب أنكم قوم بسبب أنكم قوم معرضون.

وهذه الآية قريبة من قول الرب تبارك وتعالى: ( أيحسب الإنسان أن يترك سُدى ) قريبة من قول الله جل وعلا: ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ).

هذان المعنيان رجحنا الآخر منهما.

( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ).

ثم قال الله: ( وكم أرسلنا من نبي في الأولين * وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون )

هذه ( كم ) خبرية. وقد مرت معنا كثيرا. والمراد بها: التكثير.

) كم ( هنا خبرية, وهي مضادة لـ ( كم ) الاستفهامية.

والفرق الجلي بينهما: أن الثانية تحتاج إلى جواب.

الأولي – أي الاستفهامية – تحتاج إلى جواب, أما ( كم ) الخبرية لا تحتاج إلى جواب.

قال الفرزدق يهجو جريرا:

كم عمة لك يا جرير وخالة

فدعاء قد حلبت عليَّ عشارِ

أراد الكثرة "

 

 

محاسن التأويل-الزخرف

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...