Jump to content
منتدى البحرين اليوم

ابي تقرير عرب 202 بلييييييييز


Recommended Posts

هلا شلونكم أعضاء المنتدى ؟ شخبار المدرسة وياكم؟ :D:P:ssm9:

 

 

انزين ابيى تقرير عن عرب 202 ويفضل ان يكون عن الغزل الجاهلي والغزل الحديث ويفضل ايضا ان يكون من اكثر من مصدر :D

 

مع كتابة اسم المصادر واكون شاكرة لكم.

 

يالله خودافز :bahflag::b2dflg:

Link to comment
Share on other sites

بحث لمقرر عرب 202

 

 

المقدمة:

 أهمية الموضوع ومبررات اختياره:

 توفيق الحكيم من اكبر المؤلفون العرب والمصريين واكثرهم تعارفا لدى الشعوب العربية.

 توفيق الحكيم له دور فعال في نشر الثقافة العربية والاجتماعية منذ بداياته التاليفية

 لتوفيق الحكيم صلة باكثر من مساق دراسي من مساقات التعليم .

 

 أهداف الورقة:

على ضوء اهمية الموضوع يمكن تحديد اهداف الورقة البحثية كالاتي:

التعرف على هذا الاديب والمؤلف الكبير وبدايته.

 توضيح دور توفيق الحكيم في تطوير النهضة الثقافية في العالم العربي.

رصد ابرز المراحل الانتقالية للمسرح التي عاشها توفيق الحكيم.

 تحليل المشكلات والصعوبات التي واجهها توفيق الحكيم في مسيرته الادبية.

 

أبعاد الورقة وحدودها:

 مراعاة جانب التاريخ من خلال الرجوع الى بدايات توفيق الحكيم الادبية ومراحلها الانتقالية.

 التعرف على مجالاته الادبية وتسلسلها في الموضوع.

 التعرف على ابرز المحاور التي ستتناولها ورقة العرض.

 التعرف على اقسام مسرح توفيق الحكيم الثلاثة: الذهني, الامعقول, الاجتماعي.

 

 

 

 

العرض:

- "ابرز مراحل حياة توفيق الحكيم"

 

المرحلة الاولى: "التعريف بالاديب ونشاته"

توفيق الحكيم الرائد الأكبر للمسرح الـحديث ، والكاتب الفنان العظيم الذي حاول أن ينقض مقولة كبرت بريفر القائلة: " إلى يومنا هذا لا توجد دراما عربية، بل توجد فقط دراما باللغة العربية. لأن جميع المسرحيات التي ظهرت في لغة محمد ليست إلا ترجمات، وعلى أحسن الفروض تقليدات تحاكي الأعمال الأوروبية ". إنه توفيق الحكيم الذي غذى الفن الدرامي و جعله فرعا هاما من فروع الأدب العربي ؛ وخير دليل على ذلك أعماله المسرحية التي تربو على الخمسين باختلاف أنواعها وشخصياتها ، لذا كان جديرا أن يطلق عليه اسم ( والد المسرح العربي ).

أمـا عن السيرة الذاتيـة للحكيـم فنعرف أنه ولـد فـي مدينـة الإسكندريـة عـام 1898 مـن والـد مصـري فـي قريـة (الدلنجـات ) إحـدى قـرى مركـز ( ايتاي البـارود ) بمحافظـة البحـيرة.

لكنَ هناك من يـؤرخ تاريخاً آخر لولادة توفيـق الحكيـم ـ رغم تأييد الحكيـم نفسه لهذا التاريخ ـ وذلك حسبما أورده الدكتور إسماعيـل أدهـم والدكتور إبراهيـم ناجي فـي دراستهمـ‏ا عـن الحكيـم حيث أرَخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية ( الرمل ) فـي مدينة الإسكندرية. لكنَ أرجح الآراء تأكد على أنّ تاريخ مولده كان عام 1898.

اشتغل والد الحكيم بالسلك القضائي، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، وكانت أمه سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي لذا كانت صارمة الطباع، تعتز بعنصرها التركي أمام زوجها المصري، وتشعر بكبرياء لا حد له أمام الفلاحين من أهله وذويه.

وكثير ما أقامت هذه الأم الحوائل بين الطفل توفيق وأهله من الفلاحين، فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي، وبدأت تختلج في نفسه أنواع من الأحاسيس والمشاعر نتيجة لهذه العزلة التي فرضتها والدته عليه، فنشأت في نفسه بذور العزلة منذ صغره ، وقد مكّنه ذلك من أن يبلغ نضجاً ذهنياً مبكراً.

 

المرحلة الثانية : " بداياته التعليمية"

وقضى الطفل مرحلته الابتدائية بمحافظة البحيرة، ثم انتقل إلى القاهرة ليواصل دراسته الثانوية. وكان لتوفيق عَمّان بالقاهرة، يعمل أكبرهما معلماً بإحدى المدارس الابتدائية، بينما الأصغر طالباً بكلية الهندسة، وتقيم معهما أخت لهما. ورأى الوالد حفاظاً على ابنه أن يجعله يقيم مع عمّيه وعمتـه. لعل هؤلاء الأقارب يهيئون له المنـاخ المناسب للدراسة والتفرغ للدروس وتحصـيل العلم والتفرغ له.

 

المرحلة الثالثة: " حياته العاطفية"

وفي أواخر دراسته الثانية من تعليمه الثانوي عرف الحكيم معنى الحب فكان له أكبر الأثر في حياته. وقصة هذا الحب أنه أحب فتاة من سنه كانت ابنة أحد الجيران، الذي اتصلت أسباب الصلة بين عائلتها وبين عمة توفيق، ونتيجة لزيارة هذه الفتاة لمنزل عمته فقد تعلق الحكيم بها إلى درجة كبيرة، إلا أنه للأسف فإن نهاية هذا الحب هو الفشل، حيث أن هذه الفتاة ساءت علاقتها بعمة توفيق أولاً، كما أنها أحبت شخصاً آخر غير توفيق. وكانت لهذه الصدمة وقعها في نفس الحكيم، الذي خرج بصورة غير طيبة عن المرأة من خلال هذه التجربة الفاشلة.

وقد عاصر هذه العلاقة العاطفية بين الحكيم وفتاته اهتمامه بالموسيقى والعزف على آلة العود، وعنيّ بالتمثيل وراح يتردد على الفرق المختلفة التي كانت تقيم الحفلات التمثيلية في المسارح، ومن أهمها: ( فرقة عكاشة ) التي قدّم لها الحكيم العديد من أعماله.

 

المرحلة الرابعة: " توفيق و ثورة 1919م"

وفي هذه المرحلة انفجرت ثورة 1919. وكان لها الأثر الكبير في نفوس الشباب لأنها تعادي الإنجليز الذين يستغلون بلادهم، وكانت بزعامة سعد زغلول، لذا اشترك فيها الكثير من الشبان آنذاك. ورغم أنها فشلت وتم القبض على سعد زغلول وعلى الحكيم ـ الذي هو أيضاً اشترك فيها ـ وغيرهم، إلا أنها كانت ينبوعاً لأعمال الكثير من الأدباء والفنانين، لأنها أشعـلت الروح القومية في قلوبهم فأسـرعوا يقدمون إنتاجهم الذي يفيـض بالوطنيـة، فكانت أولى أعمال الحكـيم " الضيف الثقيل ". وبعد انقضاء فترة السجن في المعتقل درس الحكيم القانون بناءً على رغبة والده الذي كان يهدف من تعليم ابنه أن يحصل على الدكتوراه في القانون.

ونتيجة لاتصال الحكـيم بالمسرح العربي فقد كتب عدة مسرحيات كانت مواضيعها شرقية ويدل على ذلك عناوينها: "المرأة الجديدة " و" العريس " و " خاتم سليمان " و" علي بابا ".

 

- "انتقال توفيق الحكيم الى باريس":

بعد ذلك عزم الحكـيم على السفر إلى فرنسا لدراسة الحقوق، فأرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسـرح والتمثيل ويتفرغ لدراسة القانـون هناك. وكان سفره إلى باريس عام 1925. وفي باريس تطلـع الحكـيم إلى آفاقٍ جديدة وحياةٍ أخرى تختلف عن حياة الشـرق فنهل من المسرح بالقدر الذي يروي ظمأه وشوقه إليه.

وفي باريس عاصر الحكيم مرحلتين انتقاليتين هامتين في تاريخ المسرح هناك، وكان ذلك كالتالي:

1) المرحلة الأولى: وعاصر الحكيم فيها مرحلة المسرح بعد الحرب العالمية الأولى. عندما كانت ( المسارح الشعبية ) في الأحياء السكنية، أو (مسارح البوليفار) تقدم مسرحيات هنري باتاي، وهنري برنشتن، وشارل ميريه، ومسرحيات جورج فيدو الهزلية. وكانت هذه المسرحيات هي المصدر الذي يلجأ إليه الناقلون في مصر عن المسرح الغربي.

 

2) المرحلة الثانية: وتتمثل في الحركة الثقافية الجديدة التي ظهرت شيئاً فشيئاً في فرنسا. وتعتمد على مسرحيات ابسن وبراندللو وبرنارد شو وأندريه جيد وكوكتو وغيرهم .

وكان هناك أيضاً مسرح الطليعة في مسارح ( ألفييه كولومبييه، والايفر، والاتلييه ). فاطّلع الحكيم على هذه المسارح واستفاد منها لمعرفة النصوص المعروضة وأساليب الإخراج فيها. وحاول الحكيم خلال إقامته في فرنسا التعرف على جميع المدارس الأدبية في باريس ومنها اللامعقول، إذ يقول الحكـيم عن ذلك: " إن اللامعقول والخوارق جزء لا يتجزأ من الحيـاة في الشرق ".

وخلال إقامة الحكيم في فرنسا لمدة ثلاث سنوات استطاع أن يطلع على فنون الأدب هناك، وخاصة المسرح الذي كان شغله الشاغل، فكان نهار أيامه يقضيه في الإطلاع والقراءة والدراسة، وفي الليالي كان يتردد على المسارح والمحافل الموسيقية قاضياً فيها وقته بين الاستفادة والتسلية.

وفي فرنسا عرف الحكيم أن أوروبا بأكملها أسست مسرحها على أصول المسرح الإغريقي. فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم وقام بقراءة المسرحيات اليونانية تراجيدية كانت أو كوميدية التي قام بكتابتها الشعراء المسرحيون اليونانييون. كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة.

 

وإضافة على اطلاعه على المسرح الأوروبي انصرف الحكيم إلى دراسة القصة الأوروبية ومضامينها الوطنية مما حدا به إلى كتابة قصة كفاح الشعب المصري في سبيل الحصول على حريته، فكتب قصة " عودة الروح " بالفرنسية، ثم حولها فيما بعد إلى العربية ونشرها عام 1933 في جزأين.

وفي عام 1928 عاد الحكـيم إلى مصر، وعيّن وكيلاً للنيابة عام 1930، وفي عام 1934 نقل مفتشاً للتحقيقات بوزارة المعارف، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم مديراً للدعاية والإرشاد بوزارة الشؤون الاجتماعية. وخلال هذه الفترة لم يتوقف الحكيم عن الكتابة في مجالات المسرح والقصة والمقال الأدبي والاجتماعي والسياسي، إلى أن استقال من عمله الحكومي في عام 1944 وذلك ليتفرغ لكتاباته الأدبية والمسرحية.

وفي نفس العام انضم إلى هيئة تحرير جريدة أخبار اليوم، وفي عام 1954 عيّن مديراً لدار الكتب المصرية، كما انتخب في نفس العام عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية. وفي عام 1956 عيّن عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي عام 1959 عيّن مندوباً لمصر بمنظمة اليونيسكو بباريس، وبعد عودته عمل مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971، كما ترأس المركز المصري للهيئة الدولية للمسرح عام 1962 وحتى وفاته.

 

- الجوائز التي نالها توفيق الحكيم:

وفاز توفيق الحكيم بالجوائز والشهادات التقديرية التالية:

1) قلادة الجمهورية عام 1957.

2) جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.

3) قلادة النيل عام 1975.

4) الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975.

كما أطلق اسمه على فرقة ( مسرح الحكيم ) في عام 1964 حتى عام 1972، وعلى مسرح محمد فريد اعتباراً من عام 1987.

وخلال حياة الحكيم في مصر ظهرت لنا كتاباته أدبية كانت أو مسرحية أو مقالات أو غيرها. وترك لنا الحكيم الكثير من الآثار الأدبية المتنوعة في أساليب كتاباتها، كما ترك لنا ذلك الرصيد الهائل من المسرحيات التي تنوعت بين ذهنية واجتماعية وأخرى تميل إلى طابع اللامعقول.

 

 

 

- مسرح توفيق الحكيـم:

بالنسبة للمسرح فقد كانت أول أعمال الحكيم المسرحية هي التي تحمل عنوان " الضيف الثقيل ". ويقول عنها في كتابه سجن العمر ما يلي:

" … كانـت أول تمثيليـة لي في الحجـم الكامل هي تـلك التي سميتها " الضيف الثقيل " … أظن أنها كتبت في أواخر سنة 1919. لست أذكر على وجه التحقيق … كل ما أذكر عنها ـ وقد فقدت منذ وقت طويل ـ هو أنها كانت من وحي الاحتلال البريطاني. وأنها كانت ترمز إلي إقامة ذلك الضيف الثقيل في بلادنا بدون دعوة منا " .

وبالنسبة للمسرح عند الحكيم فقد قسم الحكيم أعماله المسرحية إلي ثلاثة أنماط رئيسية:

 

 

أولاً: المسرح الذهني ( مسرح الأفكار والعقل )

كتب الحكيم الكثير من المسرحيات الذهنية من أشهرها:

 

1) مسرحية " أهل الكهف ". ونشرت عام 1933.

تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق. وقد لاقت نجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.

والجدير بالذكر أن المسرح القومي قد افتتح بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضة فيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسه الذي عزا السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرض عملياً.

إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذا الصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل. وكانت لكل منهم علاقات وصلات اجتماعية تربطهم بالناس والحياة، تلك العلاقات والصلات التي كان كلاً منهم يرى فيها معنى حياته وجوهرها. وفي حينها وعندما يستيقظون مرة أخرى يسعى كل منهم ليعيش ويجرد هذه العلاقة الحياتية، لكنهم سرعان ما يدركون بأن هذه العلاقات قد انقضت بمضي الزمن؛ الأمر الذي يحملهم على الإحساس بالوحدة والغربة في عالم جديد لم يعد عالمهم القديم وبالتالي يفرون سريعاً إلى كهفهم مؤثرين موتهم على حياتهم.

 

2) مسرحية " بيجماليون ". ونشرت عام 1942.

وهي من المسرحيات الذهنية الشهيرة للحكيم، وهي من المسرحيات التي اعتمد فيها الحكيم على الأساطير، وخاصةً أساطير الإغريق القديمة.

والأساطير إدراك رمزي لحقائق الحياة الإنسانية التي قد تكون قاسية. وهدفها خلق نوع من الانسجام بين الحقائق الإنسانية حتى تستطيع أن تستجمع إرادتنا وتوحد قوانا ويتزن كياننا المضطرب.

وحسب هذا المفهوم استغل الحكيم الأساطير وخاصةً الأساطير اليونانية، فكتب ثلاث مسرحيات أحداثها مستوحاة من التراث الإغريقي الأسطوري وهي: " براكسا " و" بيجماليون" و" الملك أوديب ". ولكنه بثّ في هذه المسرحيات أفكاره ورؤيته الخاصة في الموضوع الذي تتحدث عنه كل مسرحية.

 

3) مسرحية " براكسا " أو " مشكلة الحكم ". ونشرت عام 1939

وهي أيضاً مستقاة من التراث الإغريقي. ويظهر الحكيم من خلال هذه المسرحية وهو يسخر من الإطارالإغريقي من النظام السياسي القائم في مصر وهو الديموقراطية التي لم تكن في تقدير الحكيم تحمل سوى عنوانها. وفي هذه المسرحية التي تحمل الطابع الأريستوفاني جسدّ الحكيم آراؤه في نظام الأحزاب والتكالب على المغانم الشخصية والتضحية بالمصالح العامة في سبيل المنافع الخاصة.

 

4) مسرحية " محمد ". ونشرت عام 1936.

لم تتجلى الموهبة العبقرية للحكيم كما تجلت في مسرحيته " محمد " وهي أطول مسرحياته بل أطول مسرحية عربية. وربما بسبب طولها فإنه من الصعب وضعها على المسرح. وقد استقى الحكيم مادتها من المراجع الدينية المعروفة. والمسرحية بمثابة سيرة للرسول عليه السلام، إذ أنها تشمل فقرات من حياة الرسول تغطي أهم جوانب تلك الحياة.

وهناك الكثير غير هذه المسرحيات الآنفة الذكر كتبها الحكيم، ومن أشهر مسرحياته: " شهرزاد " و " سليمان الحكيم " و " الملك أوديب " و " إيزيس " و " السلطان الحائر" … وغيرها.

 

ثانياً: مسرح اللامعقول

يقول الحكيم في مجال اللامعقول:

" … إنّ اللامعقول عندي ليس هو ما يسمى بالعبث في المذاهب الأوروبية …ولكنه استكشاف لما في فننا وتفكيرنا الشعبي من تلاحم المعقول في اللامعقول … ولم يكن للتيارات الأوروبية الحديثة إلا مجرد التشجيع على ارتياد هذه المنابع فنياً دون خشية من سيطرة التفكير المنطقي الكلاسيكي الذي كان يحكم الفنون العالمية في العصور المختلفة… فما إن وجدنا تيارات ومذاهب تتحرر اليوم من ذلـك حتى شعرنا أننـا أحـق من غيرنا بالبحث عـن هـذه التيارات في أنفسنا … لأنها عندنا أقدم وأعمق وأشد ارتباطاً بشخصيتنا ".

 

ولقد كتب الحكيم في هذا المجال العديد من المسرحيات ومن أشهرها:

1) مسرحية " الطعام لكل فـم ".

وهي مزيج من الواقعية والرمزية. ويدعوا الحكيم في هذه المسرحية إلى حل مشكلة الجوع في العالم عن طريق التفكير في مشروعات علمية خيالية لتوفير الطعام للجميع، فهو ينظر إلى هذه القضية الخطيرة نظرته المثالية نفسها التي تعزل قضية الجوع عن القضية السياسية. فالحكيم لا يتطرق هنا إلى علاقة الاستعمار والإمبريالية والاستغلال الطبقي بقضية الجوع ولا يخطر بباله أو أنه يتناسى عمداً أن القضاء على الجوع لا يتم إلا بالقضاء على الإمبريالية التي تنهب خيرات الشعوب نهباً، ولا يتم ذلك إلا بالقضاء على النظام الرأس مالي الاستغلالي وسيادة النظام الاشتراكي الذي يوفر الطعام للكل عن طريق زيادة الإنتاج والتوزيع العادل.

 

2) مسرحية " نهر الجنون ".

وهي مسرحية من فصل واحد، وتتضح فيها أيضاً رمزية الحكـيم. وفيها يعيد الحكيم علينا ذكر أسطورة قديمة عن ملك شرب جمـيع رعاياه من نهر كان ـ كما رأى الملك في منامه ـ مصدراً لجنون جميع الذين شربوا من مائه، ثمّ يعزف هو ورفيق له عن الشرب، وتتطور الأحداث حتى ليصّدق رعاياهم فعلاً أن هذين الاثنين الذين لم يشربا مثلهم ـ بما فيهما من اختلاف عنهم ـ لا بدّ وأنهما هما المجنونان إذاً. وعلى ذلك فإنّ عليهما أن يشربا أيضاً مثلما شربوا. وقد جردّ الحكيم مسرحيته من أي إشارة إلى الزمان والمكان. وهكذا فإننا نستطيع أن نشعر بصورة أكثر وضوحاً لاعترض الحكيم ضد هذا القسر الذي يزاوله المجتمع على الإنسان فيجبره على الإنسياق و التماثل.

وهناك العديد من المسرحيات الأخرى المتسمة بطابع اللامعقول، ومن أهمها: " رحلة إلى الغد " و " لو عرف الشباب ". وفي المسرحية الأولى منهما يسافر رجلان خمسمائة سنة في المستقبل. وفي الثانية يسترد رجل مسن شبابه. ويحاول هؤلاء جميعاً التكيف مع حياتهم الجديدة ولكنهم يخفقون.

ويخرج الحكيم من هذا بأنّ الزمن لا يقهر، والخلود لا ينال، لأنهما أبعد من متناول أيديّنا. وإلى جوار فكرة الزمن يشير الحكيم إلى النتائج الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن البحث العلمي والتقدم فيه.

 

ثالثاً: المسرح الاجتماعي

خصائص مسرح توفيق الحكيم:

يمكن أن نجمل أهم مميزات مسرح توفيق الحكيم فيما يلي:

1) التنوع في الشكل المسرحي عند الحكيم. حيث نجد في مسرحياته: الدراما الحديثة، والكوميديا، والتراجيوكوميديا، والكوميديا الاجتماعية.

2) جمع الحكيم بين المذاهب الأدبية المسرحية في كتاباته المسرحية. حيث نلمس عنده: المذهب الطبيعي والواقعي والرومانسي والرمزي.

3) نتيجة لثقافة الحكيم الواسعة واطلاعه على الثقافات الأجنبية أثناء إقامته في فرنسا فقد استطاع أن يستفيد من هذه الثقافات على مختلف أنواعها. فاستفاد من التراث الأسطوري لبعض هذه الثقافات، ورجع إلى الأدب العربي أيضاً لينهل من تراثه الضخم ويوظفه في مسرحياته.

4) استطاع الحكيم في أسلوبه أن يتفادى المونولوج المحلي الذي كان سمة من سبقه. واستبدله بالحوار المشع والحبكة الواسعة.

5) تميزت مسرحيات الحكيم بجمال التعبير، إضافة إلى حيوية موضوعاتها.

6) تزخر مؤلفات الحكيم بالتناقض الأسلوبي. فهي تلفت النظر لأول وهلة بما فيها مـن واقعية التفصيلات وعمق الرمزية الفلسـفية بروحها الفكهة وعمق شاعريتها… بنزعة حديثة مقترنة في كثير من الأحيان بنزعة كلاسيكية.

7) مما يؤخذ على المسرحيات الذهنية عند الحكيم مسألة خلق الشخصيات. فالشخصيات في مسرحه الذهني لا تبدوا حيةً نابضةً منفعلة بالصراع متأثرةً به ومؤثرةً فيه.

8) تظهر البيئة المصرية بوضوح في المسرحيات الاجتماعية. ويَبرُز الحكيم فيها من خلال قدرته البارعة في تصوير مشاكل المجتمع المصري التي عاصرتها مسرحياته الاجتماعية في ذلك الوقت. وأسلوب الحكيم في معالجته لهذه المشاكل.

9) ظهرت المرأة في مسرح توفيق الحكيم على صورتين متناقضتين. كان في أولاهما معادياً لها، بينما كان في الأخرى مناصراً ومتعاطفاً معها.

10) يمكن أن نستنتج خاصية تميز مسرح الحكيم الذهني بصفة خاصة ومسرحه الاجتماعي ومسرحه المتصف بطابع اللامعقول بصفةٍ عامة وهي النظام الدقيق الذي اتبعه في اختياره لموضوعات مسرحياته وتفاصيلها، والبناء المحكم لهذه المسرحيات الذي توصل إلى أسراره بعد تمرس طويل بأشهر المسرحيات العالمية

 

 

- وفاته:

وفي يوليو من عام 1987 غربت شمس من شموس الأدب العربي الحديث ورمز من رموز النهضة الفكرية العربية، شمس سيبقى بريقها حاضراً في العقلية العربية جيلاً وراء جيل من خلال ذلك الإرث الأدبي والمسرحي الذي أضافته للمكتبة العربية. فقد رحل نائب الأرياف توفيق الحكيم عن عمر يزيد على الثمانين، بعد حياة حافلة بالعطاء عمادها الفكر وفلسفتها العقل وقوامها الذهن.

 

 

 

الخاتمة:

- بعد مرور ما يقارب خمس عشرة سنة من رحيل المؤلف الكبير توفيق الحكيم , فان مؤلفاته ومسرحياته ما زالت تتشر عطاؤها للناس على اختلاف اجناسهم واعمارهم.

 

- لقد استطاع توفيق الحكيم خلال الاعوام التي عاشها في مصر وفي اوروبا نشر الثقافة العربية وتلوينها بالوان جميلة تهيئ القارى لقرائتها كما انه علم من اعلام الادب العربي والتاريخ يشهد له بذلك من خلال مؤلفاته وحياته التي عاشها بين العمل والادب والمسرحيات التي ما زالت تخلد وتذكر باسم توفيق الحكيم فهو ساهم في الارتقاء بهذه الامة وجعلها من الامم الراقية المثقفة ورفعها وجعلها بين الامم المتقدمة المتحضرة.

 

 

 

 

المصادر:

 

1. د . نادية رءوف فرج . "المسرح المصري الحديث" , مكان الطبع : مصر , الناشر: مؤسسة الكتاب الاسلامي, سنة الطبعة:1995م.

 

2. د . شوقي ضيف . "الأدب العربي المعاصر" , مكان الطبع : بيروت / لبنان , الناشر: دار الفكر العربي , سنة الطبعة: 1991م.

 

3. توفيق الحكيم . "سجن العمر" , مكان الطبع : بيروت / لبنان, الناشر : دار المعارف اللبنانية , سنة الطبعة: 1995م.

 

4. أحمد شوقي قاسم . "المسرح الإسلامي روافده ومناهجه", مكان الطبع : القاهرة / مصر , سنة الطبعة :1992م.

 

 

 

 

 

 

 

 

وان شاء الله تستفيدن منه .. وادري يمكن خارج الموضوع بس اكيد في شى ينفع

 

 

ومني لكم الف تحية وسلام

القلب الحزين

Link to comment
Share on other sites

تقارير عرب 202

 

محمد مهدي الجواهري

 

ولد الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري سنة 1900 للميلاد، و قد توجه في حداثته – رغم معارضة والده – إلى الشعر بحكم ثقافة بيئته و عصره ، فقد نشأ في مطلع القرن العشرين نشأة علم وسط عائلة تقول الشعر القديم و تتصدر النوادي الأدبية في النجف ، فيرتادها الشاعر ، و فيها سمع أصوات أبي تمام و المتنبي و البحتري و الشريف الرضي ، و ربما صوت أبي نواس ... فنشأ في تلك الظروف الفارغة و الأمة المتهدمة و الأدب المزعوم فتعاطى بصدر من الأدب القديم ، و تتلمذ على تلك النوادي .

 

و يتبارى مع لداته في ما كان يسمى في النجف ب )حلبة الأدب( مستعرضاً ملكاته في معارضة قصائد أشهر شعراء العرب القدامى. ثم يجلس إلى الزهاوي – في بغداد – سنوات ثلاثاً فيلذ و يفيد و يحرص الزهاوي على تلميذه ، فيكتب في مقدمة ديوانه الأول ( .. إني كنت أتوسم فيه هذا النبوغ كلما قرأت ما كانت تنشره له الصحف قبل سنوات ، و قد حقق ديوانه ظني فيه .. ) . و لا ينكر الجواهري هذه الأستاذية للزهاوي ، فهو يسميه في إحدى قصائده ( حامي الأدب العراقي ) و يدعوه إلى حمايته ضد أعدائه.

 

يكشف لنا ديوان الجواهري الأول عن اعتماده على مخزون ثقافي تجمع عنده من قراءاته للشعر القديم و اطلاعه الواسع على اللغة و النحو و البلاغة ، و ما حفظه من شعراء عصره المشهورين كشوقي و حافظ و الزهاوي و الرصافي . و من أحسن ما يجده القارئ في قصائده المبكرة ، قصيدته ( الثورة العراقية ) التي كتبها الشاعر عام 1921 ، و وصفت بأنها من قصائد الحرب الفريدة التي قيلت في ذلك القرن .

 

اشتهر الجواهري بمحاكاة الموروث ، فالمحاكاة كثيراً ما تأتي متماثلة في المناسبة ، مع بعض التغيير ، و في الصور ، من تشبيه و استعارة في الوزن و القافية بطبيعة الحال . و لا يجد قارئه كبير عناءٍ في إرجاع معظم قصائده في ديوانه الأول إلى مصادرها في التراث ، و إعادة أغلب صوره إلى الشعراء القدامى .

 

في عام 1935 أصدر الجواهري مجموعته الشعرية الثانية . و قد ضمّ هذا الديوان بعضاً من قصائد ديوانه الأول مؤكداً بذلك استمرار خط التقليد و المحاكاة مع خط بعض القصائد الجديدة التي كتبها بعد صدور ديوانه الأول . في هذه القصائد نلمس مجموعة من المتغيرات طرأت على روح الشاعر و مواقفه ، و من ثم تركت بعض آثارها على نسيجه و حرفية الشعر عنده ، مما يمكن أن تزحزح الشاعر عن موقعه الأول ، و تقلل من شدة تمسكه بمواصفات الاتجاه الكلاسي ، فتقرب – أحياناً – ما بينه و بين واقعه و خصوصياته ، و تمهد له لإستشراف موقف جديد .

 

نتلمس بوضوح اضطرابا و تناقضا حادا في مواقف الشاعر من الحياة العامة ، سواء في قيمه السياسية ، أو قيمه الاجتماعية ، فإذا كنا قد رأينا الشاعر في ديوانه الأول – و هو في سنواته العشرين – متمسكا بصفات البطولة متشحا بشخصية المتنبي في غضبه و تعاليه ، فإننا نرى في هذه الفترة ، شخصا آخر علمته الأحداث و الأيام تجاربا و عبرا ، فإذا بالحكمة ليست هي الحكمة القديمة ، و لم يعد الدهر مشجبا يعلق عليه الشاعر سلبياته . بل نحن نقرأ اعترافات ذاتية و كثيرة و غريبة .

توفي محمد مهدي الجواهري سنة 1997 .

 

من أعمال الجواهري :

ديوان حلبة الأدب ، قصيدة الثورة العراقية ، قصيدة الحدث ، قصيدة معرض العواطف ، قصيدة الأنانية ، قصيدة النشيد الخالد ، قصيدة ما بين العراقين ، و غيرها الكثير .

 

نماذج من شعر الجواهري :

 

1- من قصيدة الثورة العراقية :

لعل الذي ولى من الدهر راجع *** فلا عيش إن لم تبق إلا المطالع

غرور يمنينا الحياة و صفوها *** سراب و جنات الأماني بلاقع

نسر بزهو من حياة كذوبة *** كما افتر عن ثغر المصافي مخادع

هو الدهر قارعه يصاحبك صفوه *** فما صاحب الأيام إلا المقارع

 

2- من قصيدة الحدث :

ألم تر أن الدهر صنفان أهله *** إخوة بطنة ، مما يعد و جائع

إذا أنت لم تأكل أكلت و ذلة *** عليك بأن تنسى و غيرك جائع

تحدث أوضاع العراق بنهضة *** ترددها أسواقه و الشوارع

و صرخة غيران لإنهاض شعبه *** و إنعاشه تستك منها المسامع

 

3- من قصيدة معرض العواطف :

نافقت إذ كان النفاق ضرورة *** متحرقا من صنعتي مترمضا

و لكم قلقت مسهدا لمواقف *** حكمت عليّ بأن أداري مبغضا

و لعنت رب الشعر فيما اختار لي *** و بما قضى و لعنت أحكام القضا

و صدعت فيها بالصراحة مرة *** زمرا تجود أن تقول فتغمضا

 

4- مدح الشيخ محمد تقي الشيرازي :

مدبر رأى كلف الدهر همه *** فناء بما اعيا به و هو ضالع

مهيب إذا رام البلاد بلفظة *** تداعت له أطرافهن الشواسع

ينام بإحدى مقلتيه و يتقي *** بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع

يحف به كل ابن هم إذا رنا *** إلى الحي ردت مقلتيه المدامع

 

5- من قصيدة الروضة الغنّاء :

باكرتها و النجم متقد السنا *** لهث و قد ضرب الدجى بسجافِ

و الطير يكتم نطقه متحذرا *** خوف انتباه الصبح للأسدافِ

حتى إذا ما الفجر حان نشوره *** وسطا الصباح بجيشه الزحافِ

فأخذت أنشدها و عندي هاجس *** أخذ الهموم عليّ من أطرافي

 

 

ابن الرومي

 

ولد ابن الرومي سنة 221 هجرية و نشأ في بغداد ، وليس في شعره ما يدل على أنه تركها طويلاً أو جاب الاقطار كما فعل أبو تمام و المتنبي و سواهما من الشعراء . و يستدل من بعض أخباره أنه سافر مرة إلى سامرّاء و طال مقامه فيها .

و الأرجح أنه قصدها طلباً للرزق و لكنه لم يوفق في طلبه فملّها ، و حمل على الغربة و طلب المال .

 

لم يكن لابن الرومي تلك الطبيعة المغامرة المجازفة في سبيل الحصول على الأماني.

و هو كما يتضح من لقبه و نسبه رومي الأصل و اسم جده جريج الرومي أو (جورجيوس) . و لا نعلم عن أسرته شيئاً يذكر ، إلا أن في بعض شعره تلميحاً إلى أن أمه فارسية الأصل كقوله :

كيف اغضي على الدنيّة و الفرس خؤولي و الروم هم أعمامي

و كان جده ، كما ذكر ابن خلكان ، مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر المنصور . فنشأ والده ، كما يستدل من اسمه ، مسلماً و ولد صاحب الترجمة كذلك ، و تثقف في بيئة إسلامية خالصة .

 

و يظهر أن ابن الرومي لم يكن موفقاً في حياته العائلية فقد مات والده على الأرجح و هو صغير ، و لم يبق له غير أخ أكبر كان يعوّل عليه في الشدائد . على أن هذا توفي و الشاعر لم يتجاوز الثلاثين كثيراً . و قد فقد أبناءه الثلاثة و زوجته فجزع عليهم جداً ، و كان لفقدهم تأثير عميق في نفسه . و ليس من الغريب أن يكون قد تزوج ثانية و هو شيخ كما يرجح الأستاذ العقاد ، على أننا لا نعلم شيئاً عن أمر الزواج .

توفي ابن الرومي سنة 283 هجرية .

 

 

 

مميزات شعر ابن الرومي :

1- طول النفس مع المحافظة على السلاسة عموماً .

2- استيفاء المعنى و تقصّي كل ما يقال فيه .

3- دقة الإحساس بالمؤثرات الطبيعية .

4- ميله إلى تشخيص ما لا يعقل .

 

نماذج من شعر ابن الرومي :

 

1- ذكرى الشباب

كفى بالشيب من ناهٍ مطاع *** على كرهٍ و من داعٍ مجاب

حططت إلى النهي رحلي و كلّت *** مطيّة باطلي بعد الهباب

و قلت مسلّما للشيب: أهلاً *** بهادي المخطئين إلى الصواب

ألست مبشّري في كل يوم *** بوشك ترحّلي إثر الشباب ؟

 

2- في مدح علي بن المنجم :

شاب رأسي و لات حين مشيب *** و عجيب الزمان غير عجيب

قد يشيب الفتى و ليس عجيباً *** أن يرى النور في القضيب الرطيب

ساءها أن رأت حبيباً إليها *** ضاحك الرأس عند مفارق شيب

فدعته إلى الخضاب و قالت *** إن دفن المعيب غير معيب

 

3- رثاء ابنه الأوسط :

بكاؤكما يشفي و إن كان لا يجدي *** فجودا فقد أودى نظيركما عندي

ألا قاتل الله المنايا و رميها *** من القوم حبات القلوب على عمدِ

توخى حمام الموت أوسط صبيتي *** فلله كيف أختار واسطة العقدِ !

على حين شمت الخير من لمحاته *** و آنست من أفعاله آية المرشدِ

 

4- البصرة و ما حلّ بها يوم دخلها الزنج :

ذاد عن مقلتي لذيذ المنام *** شغلها عنه بالدموع السجام

أي نومٍ من بعد ما حلّ بالبصرة *** ما حلّ من هنات عظام

أي نومٍ من بعد ما انتهك *** الزنج جهاراً محارم الإسلام

أي هذا من الأمور لأمرٌ *** كاد أن لا يقوم في الأوهام

 

 

5- عتابه لأبي القاسم التوزي الشطرنجي :

يا أخي أين ريع ذاك اللقاء *** أين ما كان بيننا من صفاء

أين مصداق شاهدٍ كان يحكي *** أنك المخلص الصحيح الإخاء

كشفت منك حاجتي هنوات *** غطيت برهة بحسن اللقاء

تركتني و لم أكن سئ الظن *** أسئ الظنون بالأصدقاء

 

 

الجاحظ

 

هو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ من موالي كنانة . ولد سنة 159 للهجرة الموافق 775 للميلاد و توفي سنة 255 للهجرة الموافق 868 للميلاد .

كان قصير القامة ، جهم الوجه ، دميم الخلقة . لقب بالجاحظ لجحوظ عينيه أي نتوئهما . على ان خفة روحه و ظرف حديثه و حسن عشرته و فكاهته الطبيعية كانت تستر دمامة خلقه ، و تجعل الناس يقبلون على معاشرته للاستمتاع بأحاديثه و التفكه بنكاته الظريفة .

 

ولد الجاحظ في البصرة و نشأ فيها على رغبة العلم ، و كان يخالط المسجديين ، فأخذ العلم عن شيوخه المعتزلة و الأدب عن أئمته . قيل انه كان يكتري حوانيت الورّاقين و يبيت فيها للمطالعة .

 

و يظهر أن الجاحظ كان ضيق ذات اليد ، فاضطر الى بيع السمك في سيحون ، نهر بالبصرة ، و لعل هذه التجارة أفادته فاستطاع بما جمعه من مال أن ينصرف إلى مجالس علماء البصرة و يسمع من العرب الخلص في المربد .

 

ثم رحل إلى بغداد و اطلع على كل علوم المعرفة في عصره ، فاتسعت ثقافته و اجتمعت له علوم الدين و المنطق و الطبيعيات و الاجتماع و التاريخ و الجغرافيا ، و السياسة و الفلك و الحيوان و النبات و الموسيقى و الغناء. كل هذا جعل منه عالما ذا ثقافة شاملة و سعة اطلاع . يؤلف في كل شئ و لكنه لا يتعمق في شئ لقلة صبره و جلده و عدم تخصصه .

 

و يظهر من إجماع الروايات أن الجاحظ أصيب بالفالج و النقرس ، في أواخر حياته ، فكان هذان الداءان سبب موته، و قد توفي في البصرة بعد أن نيّف على الثمانين .

 

ترك الجاحظ كتباً كثيرة أربى عددها على المئة ، فيها مختلف الأغراض من أدب و شعر و ديانات و عقائد و فلسفة ، و سياسة و اقتصاد و غير ذلك من مواضيع تاريخية و اجتماعية و جغرافية و رياضية و طبيعية .

من أشهر كتبه (البخلاء ، الحيوان ، البيان و التبيين) . و من رسائله (مناقب الترك ، كتمان السر و حفظ اللسان ، فخر السودان على البيضان) .

Link to comment
Share on other sites

مشكورررررررررررررررة وايد القلب الحزين على هالمشاركة ويعطيج الف عافية و ما قصرتي بس ياريت باقي الاعضاء يدخلون ويعطوني عن الغزل الجاهلي والحديث او المدرسة اللاسلكية او الرومانسية ويعطيكم الف عافية :n7::n18:

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...