Jump to content
منتدى البحرين اليوم

تجربتي في تربية أولادي (ضرب الأولاد)


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أولا، ضرب الأولاد محرم، سواءا فعلوا أشياء سيئة أم لم يفعلوا. وسواءا كان الوالد غضبانا أم لا.

 

ثانيا، يجوز هذا المحرم في عدة حالات أخص منها بالذكر:

 

قاعدة أخف الضررين:

إذا ثبت بأن عدم الضرب سيؤدي إلى شيء أعظم ضررا من الضرب نفسه. وطبعا هذا يحتاج إلى فهم وعلم في ضرر الضرب وفي الأضرار الأخرى التي ستحصل من عدم الضرب. وضرر الضرب يختلف من طفل لآخر. ومن هذا المبدأ أستعمل الضرب. وسأبين الحالات التي استعملت فيها الضرب.

 

الأمر بالصلاة:

إذا بلغ الطفل عامه السابع، فعليك أن تعلمه الصلاة، فإن بلغ العاشرة، فعليك أن تضربه إن لم يلتزم بها.

 

 

من المبادئ المهمة التي اعتمدت عليها في كل الكلام الذي سأكتبه هنا هي قاعدة أصالة الجهل. يعني الإنسان يختلف عن الحيوان في أشياء كثيرة، من أهمها أنه عندما يولد يكون جاهلا بكل شيء. يجهل كيف يمشي، ويجهل كيف يأكل، ويجهل كيف يشرب ويجهل كيف يفعل أي شيء. وكل الأمور التي يقوم بها الطفل الرضيع لا تأتي من الإدراك، وإنما من الجمل العصبية الانفعالية. بما في ذلك ظاهرة مص الطفل لحليب أمه عندما تضع أمه ثديها في فمه.

 

 

تجربتي مع تربية أولادي:

 

فترة الرضاع:

 

عندما يلد الطفل يكون إدراكه للأشياء معدوما، وقد يقوم بأفعال كثيرة تضر به، مثل أن يخدش وجهه بأظافره التي قد تنسى الأم أن تقصها له كل فترة، أو أن يعض ثدي أمه، أو أن يشرب حليب أمه بسرعة فيختنق به.

 

والطريقة الأفضل لتعليمه الأشياء في ذلك العمر هي نفس طريقة تعليم الحيوانات. والتشابه في شيء لايعني التماثل في كل شيء. ولذلك لا يعتقد أحد منكم بأن التعامل مع الطفل الرضيع كالحيوانات يعني أن الطفل الرضيع مرتبته مثل مرتبة الحيوان، بل عليه أن يتذكر دائما بأنه يتعامل مع أفضل المخلوقات عند الله تعالى. ولكن بسبب عدم الإدراك، فهو يشبه الحيوان في هذا الوقت أكثر من شبهه بالإنسان.

 

وطريقة تدريب الحيوانات على أي شيء يكون بالتعامل بنظام المكافأة والعقاب الجسدي الرمزي.

 

مثلا، إذا أردت أن تدرب قطتك على أن تتبول في الحمام، فعليك أن تعطيها وجبة الطعام بعد أن تغصبها على أن تبقى في الحمام. ودرجة ذكاء الحيوان تختلف من حيوان لآخر حتى من نفس الفصيلة. ولذلك، فقد تفهم قطة ذلك من أول ثلاث مرات، وقد لا تفهمها إلا بعد عشرة مرات، ولكن في الغالب ستفهمها. وعندي خبرة جيدة في التعامل مع القطط :).

 

الموضوع يشبه تجربة بافلوف المشهورة، والتي أثبت العالم بافلوف من خلالها وجود استنتاجات إحصائية غير إرادية ضمن جميع الحيوانات، وطبعا الإنسان أفضلها من حيث قدرته على الاستنتاج الإحصائي الفطري.

 

وكمثال على طريقة الاستفادة من هذه الطريقة مع الرضع، هو أن تعود الرضيع على أن يرضع الرضعة الكبيرة بعد أن يقوم بتوسيخ نفسه. وبهذه الطريقة، تستطيع أن تعوده من صغره على أن يتحكم في توسيخ نفسه. فعندما يجوع، يحاول أن يوسخ نفسه، وبالتالي يحصل على الرضعة الكبيرة، وعندما يبلغ السنة ونصف تجده جاهزا للإقلاع عن توسيخ نفسه بشكل أفضل.

 

وكمثال آخر، لو استعملت الألم الخفيف، فستستطيع أن تعود الرضيع على أن لا يعض ثدي أمه. وهذه الطريقة ينصح بها الأطباء أنفسهم. وذلك بالاستمرار بدون توقف عن جعل هذا الألم يحصل له بعد كل مرة يعض فيها ثدي أمه وبدون استثناء، حتى لو كان يبكي. يجب أن يعلم الطفل داخليا بأن هذه قاعدة، والالتزام بها بشكل دائم سيسرع فهمه لها، وبالتالي عدم قيامه بسببها.

 

وأهم شيء على الإطلاق حتى تنجح هذه الطريقة هي المداومة عليها بشكل مستمر، وعدم تضييع الفرصة أبدا.

 

فكلما كانت العلاقة بين الشيئين قوية، كلما كانت مؤكدة في عقل الطفل، وبالتالي يعتمد الطفل عليها في حصول ما يريده هو، وبشكل غير مباشر، في حصول ما نريده نحن.

 

ولكن هناك تحذير مهم جدا، هذه الطريقة تسمح للأبوين أن يتلاعبا بأطفالهم. ولذلك، أحذرهم أشد الحذر من أن يرغبا بشيء يضر بالطفل جسديا أو عقليا. ولذلك، لا تستعمل هذه الطريقة إلا بعد أن تستشير طبيبا وعالم دين حكيم لتعلم منهما فائدة وضرر ما تريد لطفلك أن يتعود عليه.

 

ومن المهم أن تفهم الأم تحديدا بأن طفلها هذا في هذا الوقت إنما هو آلة، يعني عبارة عن جسد بدون إدراك، يتعامل مع الأشياء بردة فعل، ويستنتج الأشياء الجديدة ببطء. ويجب عليها أن تراقب طفلها بشكل مستمر، حتى تحس منه بالتطورات التي تحصل في طريقة استجابته لكل شيء حوله. وللأسف، قلما تجد أما تستطيع أن تفهم كل هذا الكلام وتطبقه وتلتزم بتطبيقه. ولكن في الغالب تستطيع كل أم أن تستفيد من هذه الطريقة في تعليم طفلها الذي لا يفهم شيئا بعد كل ما تريده من الأشياء البسيطة.

 

بعد الأشهر الثالثة الأولى، وتحديدا بعد إظهار الطفل قدرته على الاستجابة للأصوات، عليكم أن تضيفوا شيئا آخرا قبل الضرب أو الألم. وهو الصوت.

 

يعني، عندما تريد من طفلك أن يتوقف عن فعل شيء ما، فعليك أن تصدر صوتا محددا بشكل مستمر قبل كل مرة تريد أن تسبب له الألم بضرب أو قرص أو ما شابه (مرة أخرى، ألم رمزي، بدون أن تسبب له الضرر الجسدي).

 

في الفترة الأولى لن يستجيب الطفل للصوت، وإنما للألم فقط. ولكن مع الزمن، حتى لو كان طفلك بعمر أربعة أشهر، فإنه سيستجيب للصوت. وبالتالي، بعد فترة من تعويده على سماع الصوت قبل الضرب، ستجده يمتنع عن الشيء الذي يفعله بمجرد الصوت. ولكن هذه القاعدة ستختفي من فكرة كل فترة، ولذلك، لا بد من ربطها بشكل مستمر مع الألم في كل مرة لا يستجيب للصوت. ومن تجربتي وجدت بأن هذه الطريقة وفرت على زوجتي تسعين بالمئة من حالات الألم الرمزي. يعني كل عشرة مرات أصدر فيها الصوت، لا يستجيب الطفل مرة واحدة، ولكن عندها لا أترك الألم أبدا، مهما كنت مشفقا عليه ومهما كانت حالته الصحية أو النفسية. لأن الالتزام بهذا مهم جدا لتحويله عنده في هذا العمر إلى قاعدة. ومن المهم أن تعلموا بأن هذه القواعد لا تبقى في العقل بعد فترة من تركها، بسبب نعمة النسيان، ولذلك فهي آمنة ولن تسبب له أي عقد نفسية. وخاصة عندما ننتقل في الأعمار التالية إلى الطرق الأخرى الإدراكية. وهذه الطريقة تشبه قاعدة الألم الذي ينتج عن وضع اللسان تحت الأسنان أثناء الأكل، والتي بسببها يتعلم الطفل شيئا فشيئا كيف يمضغ بدون أن يعض لسانه، بدون أن يدرك هو نفسه كيف يحصل هذا.

 

 

في عمر سنة وما فوق:

 

تبدأ هنا في تربية أولادك ليس عن طريق الترهيب بالضرب أو الترغيب بالأكل، فهذه عادة سيئة جدا عند الناس. وغالبا ما تنتج شخصا شهوانيا لا يفهم إلا بالضرب. عليك أن تبحث عن الأشياء الأخرى التي يحبها طفلك أو يكرهها غير الضرب و الأكل. مثلا القذف في الهواء، أو اللعب معه أو إصدار صوت ما يحبه، أو عمل دغدغة له. أي شيء يحبه الطفل. وبنفس الوقت تبحث عن الأشياء التي يكرهها غير الضرب. وتبدأ باستعمالها. مثلا، تعبس في وجهه، أو أن تبكي أمامه، أو أن تنزله عن حضنك أو أي شيء آخر. أو أن تطلب في عمر أكبر منه أن يقف على الجدار، ويرفع يديه أو يرفع قدمه.

 

ولكن لا تصرخ في وجهه بشدة، فهذا يجعل الطفل ينفعل ولا يفكر ويستنتج.

 

 

في عمر ثلاث سنوات وما فوق:

 

عليك أن تبدأ بإظهار أو زرع القيم. وذلك يحصل بأن تربط كل ما يحبه الطفل بكلمة "جميل". وكل شيء جيد يفعله بكلمة "خير". يمكنك أن تختار الكلمات المناسبة لك. وعليك أن تربط بينهما بأن تفعل بعد كل مرة يفعل طفلك فعلا "خيرا" أن تفعل أنت له فعلا "جميلا"، وتلفظ هذه الكلمات حسب مكانها.

 

وكذلك بالمقابل، تقوم بوصف جميع الأشياء السيئة التي يفعلها طفلك بكلمة "سيء"، وتربط كل الأشياء التي يكرهها طفلك بكلمة "بشع". وكلما فعلت شيئا بشعا تقول كلمة بشع، وكلما فعل طفلك شيئا سيئا تقول سيء.

 

مثلا، إذا كان طفلك يحب أن تقذفه في الهواء، فاربط هذا الفعل مع الأشياء التي تريدها. مثلا، كلما أردت أن تصلي، اطلب منه أن يجلس بجانبك وقل له بأن هذا خير، فإذا أنهيت صلاتك، اعمل له شيئا يحبه وقل له كلمة أن هذا جميل.

 

وحول عمر خمس سنوات، تجلس مع طفلك وتسأله هل هذا الشيء خير أم شر؟ فمهما كان جوابه، قل له: كيف عرفت هذا؟ إذا كان ذكيا سيقول لك أنت قلت لي. عندها عليك أن تسأله: وكيف عرفت أنا أن هذا خير أو شر؟ غالبا لن يعرف، عندها تأتي بالقرآن، وتقول له: من هنا. وهذا طبعا لا يعني أن لا تعلمه حفظ القرآن قبل هذا السن، ولكن فهم الفائدة من القرآن يجب أن تبدأ من عمر يستطيع أن يفهم فيه الطفل كلمة خير وشر.

 

وتبدأ بالإشارة للقرآن بشكل مستمر، كلما قلت له أن هذا خير، تقول له أن القرآن ذكره. وكلما حصلت مناسبة، تذكر القرآن. وتطالب ابنك بشكل مستمر أن يتعلم قراءة القرآن من المصحف. وذلك ليعرف الخير من الشر مباشرة من مصدره. وتبدأ في هذه الفترة في مراقبة فهمها للقرآن، وتقوم أنت بتفسير الآيات التي تتكلم عن أشياء تحصل معه في كل يوم.

 

 

المرحلة التالية:

 

التشديد على العلم الدنيوي والأخروي على السواء. إياك أن تطلب منه أن يتعلم العلم الأخروي فقط، فهذا لا يرضي الله، لأن تعلم العلوم الدنيوية الضرورية فرض كفاية بعدة نصوص واضحة في القرآن والسنة.

 

 

قواعد عامة:

 

إياك أن تتشاحن مع طفلك، ولو لدقائق. بكلام آخر، إذا فعل طفلك شيئا سيئا، وعاقبته عليه، بعد العقاب مباشرة، بدون أي فاصل، تعود إلى معاملتك العادية معه. إياك أن تزعل منه فترة فتبتعد عنه أو تقول له أن يبتعد عنك. لأنك بمجرد أن تفعل هذا، وهو لازال طفلا، فإنت تفتح الباب له كي يبحث عن مصدر آخر للتربية. وغالبا ما تكون نفسه وأهواؤه وشهواته.

 

وأحذر كل أب وأم بأن لا يضربوا أولادهم وهم في حالة غضب. بل عليهم أن يتخلصوا من الغضب، ويفكروا في المصلحة والمفسدة، وبعدها يقرروا إن ضربه من عدمه.

 

من الجيد أن تحافظ على عادة العبوس قبل أي عملية عقاب. لأن تعابير الوجه بحد ذاتها تكفي عند كثير من الأطفال.

 

إذا قررت أن تضرب ابنك، فعليك أن تختار القوة المناسبة والطريقة المناسبة. وإذا لم تكن متابعا لحالة طفلك واستجابته، فأنا أنصحك بأن لا تضربه أبدا.

 

كثيرا ما تكون الأم سببا في أصل المشكلة، مثل عدم قدرتها على التحمل، أو أن هناك خلافات بينك وبينها مما ينعكس على الطفل. في هذه الحالة، إبدأ بالأم أولا. (طبعا ليس بالضرب :)، وإنما بالإصلاح، بما في ذلك أداءك لحقوقها التي لم تقم أنت بها)

 

وللكلام بقية بإذن الله

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...