شيماء سبت: المنتج المنفذ دمر الدراما الخليجية

[اسيرة جرح]

 

تغيب البحرينية شيماء سبت كوجه فني مميز عن الدراما الإماراتية، فهي تعتبر نفسها “بنت الإمارات”، تعشق الأرض والناس، لذا شاركت في عدة مسلسلات محلية منها “نص درزن”، و”وجه آخر”، و”عمى ألوان”، و”شمس القوايل”، و”الدريشة”، وخلال رمضان الماضي شاركت في “للأسرار خيوط” مع المؤلف الإماراتي محمد سعيد الضنحاني .

 

التقيناها في هذا الحوار الذي تحدثت خلاله عن مشوارها الفني، ورؤيتها لما يدور في الساحة الفنية، وكيف ترى الدراما الخليجية في الوقت الراهن؟ كما تتحدث عن الشهرة، وماذا تضيف للفنان وتأخذ منه وحكايتها مع الوحدة وأمنيتها في العثور على الإنسان الذي يفضلها لذاتها، وفيما يلي نص الحوار .

 

على غير عادة الفنانات الخليجيات، يكتشف المتابع لك من خلال صفحتك عبر “الفيس بوك” تعليقاتك التي لا تنقطع، واهتمامك بوضع أخبارك وصورك وردك على جمهورك؟

 

- بدأ التواصل بشكل عام مع الإنترنت، من خلال فهد مندي، وهو شاب بحريني أدخلني إلى عالم المنتديات، من خلال منتدى “البحرين اليوم” الذي أسسه وهو في عمر 18 عاماً وضم للمنتدى كل فناني البحرين، واستقطب فنانين من الخليج، ثم انتشرت الفكرة عبر منتديات شبيهة .

 

وكيف تطور الأمر بالنسبة لك؟

 

- مع ظهور “الفيس بوك” والهواتف المتطورة جداً، أصبحت مدمنة انترنت لابد لي من ساعة يوميا على الأقل معه، فهذه الشبكة صارت الوسيلة الأهم للتواصل مع الجمهور، هواتف “بلاك بيري” جننت العالم ففي أي مكان معك الإنترنت، والعالم تحول لأخبار .

 

وماذا عن تأثير ذلك في عملك الفني؟

 

- أدقق أكثر في اختيار الأعمال، لأن جمهور الإنترنت لا يجامل، فترى فيه الشفافية، فضلا عن كونها دعاية سريعة للأعمال الفنية، لم أحصل على أعمال من خلال الانترنت، ولكن تعرفت إلى كثير من الصحافيين، ودعيت إلى كثير من المهرجانات، وظهرت في عدة لقاءات تلفزيونية من خلال تواصلي مع بعض الإعلاميين عبر صفحتي على “الفيس بوك” .

 

وماذا عن جديدك؟- انتهيت من مسلسل “أوراق الحب” للمخرج إياد الخزوز، وسيعرض قريباً على تلفزيون أبوظبي، وحاليا يعاد على شاشة “إم بي سي” مسلسلي الرمضاني “رحمة” والذي تغير اسمه إلى “الماضي يعود”، وقريبا سيعاد عرض مسلسلي “إلى متى؟” و”للأسرار خيوط” .

 

هل تبدل موقفك بشأن ترتيب الدراما الخليجية بين أخواتها العربية؟

 

- أعلنت في أكثر من وسيلة إعلامية أن الدراما الخليجية هي الثانية في الترتيب على مستوى الدراما العربية، وذلك بناء على دراسات تؤيد كلامي، في التسعينيات كنت أحضر مهرجانات، وكانت الدراما السورية وما زالت هي الأولى عربياً .

 

لكن البعض يرى أن الدراما الخليجية تعاني من السرد والرتابة والتكرار والجمل الطويلة والمط؟- رغم وجود مثل هذه المسلسلات إلا أن لدينا العديد من الأعمال القوية التي وضعتنا في مصاف الدراما الجيدة التي تتابع عربياً، مثل “بعد الشتات”، و”نيران”، وسلسلة أعمال نفذها أحمد المقلة مع عبد العزيز جاسم، ومن الإمارات مسلسلات مثل “عمى ألوان” و”الدريشة” وبالبحرين أيضا لنا أعمال . لقد وصلت الدراما الخليجية في 2003 لمرتبة عالية، ووضعت بصمتها عربياً بسبب انتشار الفضائيات والاهتمام الإنتاجي .

 

وماذا عن السنوات القليلة الماضية؟

 

- منذ بدء تجربة المنتج المنفذ قبل 3 سنوات، بدأت الدراما الخليجية تتراجع قليلاً، ويمكن أن ترجعها لنقطة الصفر ثانية، المنتج المنفذ دمر كل ما بنته الدراما الخليجية .

 

وما أبرز ملاحظاتك على التجربة؟

 

- أرى التجربة متمثلة في شخص كان يصب القهوة والشاي للفنانين في “بلاتوهات” التصوير، ثم أصبح بين يوم وليلة منتجاً منفذاً، كيف لشخص بهذه “القدرات” أن يقرر مدى صلاحية نص للعرض التلفزيوني، بل كيف يقرأ النص ويختار النجوم .

ولكنها تجربة فاعلة في الإمارات؟- لا أتحدث عن الإمارات، فتجربة المنتج المنفذ فيها ناجحة وجيدة، لأن من يقومون عليها نخبة من الفنانين، كما أن التجربة هنا عمرها قصير للحكم عليها، ولا أظن فيها عيوب التجربة الموجودة في السعودية والكويت، فالدراما في كلتا البلدين تعاني من ظاهرة المنتج المنفذ، في حين المفترض وجود لجنة أو شركة كبيرة متخصصة في الإنتاج تختار المنتج المنفذ الفنان، ولا تجعل من أي شخص كفيلا على مجال بهذا الشكل . في البحرين الظاهرة غير موجودة لأن الحصول على سجل شركة إنتاج يمثل صعوبة كبيرة .

وما أهم المآخذ العملية على تجربة المنتج المنفذ؟- الأمر أصبح مثل “سوق السمك” والكل يريد تنزيلات، متناسين أن التخفيضات لها موسم، فلماذا يصبح العام كله موسماً مفتوحاً، التلفزيونات تمول بعض المسلسلات بميزانية ضخمة، ولكن القضية هي أن البعض يمول مسلسلات من خلال المنتج المنفذ ب18 مليوناً، والمنتج غير الفنان يعنى بالربح فينفق مليونين فقط من ال18 على العمل، فنرى ضياع الحقوق والمساومات الرخيصة .

 

وكيف كان تقييم أجور الفنانين في الماضي؟

- قبل التسعينات كان لدينا تصنيف لأجورالفنانين، هذا التصنيف اختفى، والقاعدة الآن حسب النجومية، وبات الأمر يشبه الأسهم في البورصة .

 

وهل ترين أن لذلك علاقة بالأزمة المالية؟

 

- لا شك للأزمة تأثير، فالأعمال قلت، والأجور ثبتت، وهذا لا يدفعني لقبول عمل بأقل مما أتقاضاه فعلياً، فالكويت تنتج سنوياً نحو 25 مسلسلاً، والسعودية تنتج من 30 إلى 50 مسلسلاً سنوياً، وتخيل هذا الزخم من العروض، ولكني اختار من هذا الكم عرضين أو ثلاثة على الأكثر سنوياً .

مع من تتمنين العمل؟- أتمنى العمل في المسلسلات التاريخية السورية، والتي تقنعني بلهجتها الفصحى، جاءتني بعض العروض غير رسمية، ولكنها لا تزال أحاديث مجالس .

 

لو جاءتك الفرصة التي تمثل طموحك، هل يدفعك ذلك للتنازل عن اجرك؟

 

- حينها، اشتري الدور . قبل وفاة المخرج يوسف شاهين، تمنيت المشاركة ولو في مشهد في أفلامه، أريد فقط أن أتعلم، هناك فنانون العمل معهم يضيف للممثل خبرة تفوق سنوات الدراسة الأكاديمية .

 

الفنانات الخليجيات معروفات يظهرن بملابس فخمة دون النظر للشخصية الدرامية؟

 

- كنت من المتمردات وحاولت أن أثبت عكس ذلك، فزعم البعض أن أغلب الفنانات يعتمدن على جمالهن، رددت عليه بأن ظهرت في أعمال دون مكياج، وأحيانا كنت أظهر بملابس بالية رثة، وكلامي مثبت بمسلسلات موجودة اليوم ونشاهدها، وفي مسألة الظهور غير القوي للمرأة مثلت في مسلسل “عذاري” دور فتاة يغتصبها زوج أمها فتتحول إلى لصة وضائعة وتعيش حياة العصابات مع شباب .

 

أدوار تعتبرينها أقرب للعمل السينمائي؟

 

- شاركت في عدة أفلام قصيرة، فضلاً عن السهرات التلفزيونية التي تشبه إلى حد كبير الأفلام الروائية، وإن كانت بكاميرا تلفزيونية، ومنها مشاركتي بسهرتين تلفزيونيتين من خلال سلسلة السهرات عبر شاشة “إم بي سي” وعددها 25 سهرة مدتها بين الساعة والساعة والنصف، بعنوان “الساكنات في قلوبنا” من إنتاج سعودي، وشاركت في بطولة سهرتين .

 

ماذا عن نظرة الأهل لعملك الفني؟

 

- والدي هو من أدخلني وشقيقتي شذى المجال الفني، ووالدتي الفنانة المعروفة فاطمة إسماعيل، ولكن أجد أن أكثر من يضحك عليّ ناس من أهلي يرون أن الفنانات ضائعات وفاشلات تعليمياً، وكتحد تخرجت في الجامعة، ومعي 3 شهادات أكاديمية في الهندسة المدنية، والإعلام والعلاقات العامة، وعلم النفس .

 

ما رأيك في من يسيئون للفن بمظهرهم وأخلاقياتهم؟

 

- الفن شيء جميل، والذين أعتبرهم فقاعات فنية هم من يسيئون للفن ولمظهره، فالمسرح علمني الاحترام والالتزام والعمل الجماعي، للأسف اليوم يحدث العكس . فنانون كبار يحضرون إلى “البلاتوهات” مبكراً وينتظرون بالساعات لحضور ممثلة “تافهة” تؤخرنا من دون احترام للوقت أو لزملائها، وهؤلاء يسيئون للفن، حتى أصبح عنواناً لعدم الالتزام .

 

نراك مقلة في المسرح، لماذا؟

 

- سنوياً في مواسم أعياد البحرين تكون لي مسرحية للأطفال أو مسرحية كوميدية خفيفة، وكانت بدايتي وشقيقتي مسرحية، وإن كانت شذى تميل أكثر للمسرح رغم نصائحي بضرورة الاتجاه للدراما .

 

ألا ترين أن للشهرة ضريبة لا بد من دفعها؟

 

- للشهرة مكاسب منها حب الناس والإقبال الذي نجده من كل من رآنا على الشاشة أو على خشبة المسرح، وبحساب الخسائر فهناك مأساة، وهي أنه من بين هذه الملايين تريد شخصاً وهذا الشخص لا تجده، هذا الشخص “حبيب”، حتى إذا وجدته لا يعطيك ما تريده، لا اعني بذلك أموراً مادية بل المشاعر، وأسخف كلمة تقال لشعور صادق لأي فنان: “أنت ممثل”، على قدر الجمهور حول الفنان، على قدر ما هو وحيد، فأغلب الفنانين يعانون الوحدة القاتلة .

 

وماذا عنك؟

 

- حالي حال غيري، وأحس بأنني وحيدة وأتقلب في إحساسي صعوداً وهبوطاً ولكن شعوري شعور غيري، جلست مع فنانة كان الملايين يسعون لنظرة منها وبكيت على الحالة التي وصلت إليها .

 

الصورة الذهنية عند الناس أن الفنان يتوفر له ما لا يتوفر لغيره؟

 

- لدينا المال ولكن لدينا التزامات كذلك، ولا بد أن يكون لي وضعي الاجتماعي الذي لا أستطيع النزول عنه، ولكن المشاعر أهم ما يعني الفنان .

 

لو جاءك الشخص الذي يحبك لذاتك هل تتركين الفن لأجله؟

 

- لو أحبني لذاتي سوف يحب كل ما أحبه وإذا طلب مني ترك التمثيل فهو لا يحبني.

Edited سبتمبر 14, 2010 by اسيرة جرح

[frashaa]

يعطيج العافية اسيرة ع الطرح

[اسيرة جرح]

ثانكس ع المرور

[نغــــــم]

يسلموو اسوره