Jump to content
منتدى البحرين اليوم

حل مشاكل الطفل المدلل


Recommended Posts

الدلال يغرس الانانية في نفس الطفل لذالك ينبغي على الأم أن تخفي عن ابنها حبها الشديد له لكي لا يتخذه وسيلة لارتكاب أفعال غير مرضية ، و كثيرا ما يؤدي حرص الأم إلى شدة التضييق على الطفل ، حتى إذا ذهبت به في نزهة جعلته إلى جانبها، فلا هو يلهو و لا هو يكف عن تبرمه.

ويتميز سلوك الطفل المدلل بالفوضى و التلاعب ، مما يجعله مزعجا ، و ببلوغه السنة الثانية أو الثالثة من العمر يكون لديه الكثير من الصفات، فهو لا يتبع قواعد التهذيب ولا يستجيب لأي من التوجيهات ، ويحتج على كل شيء ، و يصرّ على رأيه، ولا يفرق بين احتياجاته و رغباته، ويطلب من الآخرين أشياء كثيرة أو غير معقولة، ولا يحترم حقوقهم و يحاول فرض رأيه عليهم ، وهو قليل الصبر و التحمل عند التعرض للضغوط، و يصاب بنوبات البكاء أو الغضب بصورة متكررة ، ويشكو دائما الملل .

السبب الرئيسي وراء إفساد الأطفال بكثرة تدليلهم هو تساهل الوالدين و عدم تحكمهم في الأطفال، و استسلامهم لبكائهم و غضبهم و عدم تمييزهم بين احتياجات الطفل الفعلية ( كطلبه للطعام ) و بين أهوائه ( مثل طلبه للعب )، فهم يخافون جرح مشاعر الطفل و يخشون بكاءه ، و من ثم يلجؤون إلى أسرع الحلول و أقربها ، و يفعلون أي شيء لمنع الطفل من البكاء ، و لا يدركون أن ذلك قد يتسبب في بكاء الطفل بصورة أكبر على المدى البعيد .

و إذا ما منح الوالدان الطفل قدرا كبيرا من الحرية والسلطة فسوف يكون أكثر أنانية ، و قد يقوم الوالدان مثلا بتجنيب الطفل حتى ضغوط الحياة العادية ( كانتظار دوره في طابور أو مشاركة الآخرين في شيء )، وفي بعض الأحيان قد تفسد الحاضنة الطفل - الذي يعمل كلا والديه خارج المنزل - بتدليله و تلبية طلباته بصفة مستمرة ، حتى و إن كانت غير معقولة .

ويخلط الكثيرون بين الاهتمام بالطفل و الإفراط في تدليله ، و بوجه عام فإن الاعتناء بالطفل شيء جيد و ضروري لعملية نموه الطبيعية ، غير أنه إذا زاد هذا الاهتمام عن الحد أو جاء في وقت غير مناسب كانت له أضرار بالغة ، كأن يتعارض الاهتمام به مع تعلمه كيف يفعل الأشياء لنفسه ، و كيف يتعامل مع ضغوط الحياة ، و كذلك إذا استسلم الوالدان لطلب الطفل أثناء انشغالهما أو في أعقاب تصرفه تصرفا خاطئا يستحق عليه العقاب بالإهمال .

يواجه الطفل المدلل مشاكل كثيرة وصعوبات جمة إذا بلغ السن الدراسي دون أن يتغير أسلوب تربيته، ذلك أن مثل هؤلاء الأطفال غالباً ما يكونوا غير محبوبين بالمدرسة لفرط أنانيتهم وتسلطهم، كما أنهم قد يكونوا غير محبوبين من الكبار أيضاً أو من والديهم نتيجة لسلوكهم وتصرفاتهم، ومن ثم يصبح هؤلاء الأطفال غير سعداء، الأمر الذي يجعلهم أقل تحمساً واهتماماً بالواجبات المدرسية، ونظراً لافتقارهم إلى السيطرة على أنفسهم قد يتورطون في سلوك بعض تصرفات المراهقين الخطرة كتعاطي المخدرات، ناهيك بأن الإفراط في تدليل الطفل يجعله غير قادر على مواجهة الحياة في عالم الواقع.

ولنتجنب تدليل الطفل علينا

أولاً تحديد قواعد التهذيب المناسبة لسنه، وهذه مسؤولية الوالدين، إذ عليهما وضع قواعد تهذيب السلوك الخاصة بطفلهم. وتهذيب الطفل يبدأ عند بلوغه السن التي يحبو فيها، ففي بعض الأحيان قد يكون مفيداً للطفل إذا رفضنا طلبه بكلمة لا . فالطفل بحاجة إلى مؤثر خارجي يسيطر عليه حتى يتعلم كيف يسيطر على نفسه ويكون مهذباً في سلوكه، وسيظل الطفل يحبك حتى بعد أن ترفض طلبه، فحب الطفل لك ليس معناه أنك أب جيد أو أم جيدة التربية.

كما أن إلزام الطفل بالاستجابة لقواعد تهذيب السلوك التي تم وضعها يساعد في هذا الشأن، فمن المهم أن يعتاد الطفل الاستجابة بصورة لائقة إلى توجيهات والديه قبل دخوله المدرسة بفترة طويلة، ومن هذه التوجيهات: جلوسه في مقعد السيارة، وعدم ضرب الأطفال الآخرين، وأن يكون مستعداً لمغادرة المنزل في الوقت المحدد صباحاً، أو عند الذهاب إلى الفراش.. وهكذا، وهذه النظم التي يضعها الكبار ليست محل نقاش للطفل، إذا كان الأمر لا يحتمل ذلك.

غير أن هناك بعض الأمور التي يمكن أن يؤخذ فيها رأي الطفل، منها: أي الأطعمة يأكل، وأي الكتب يقرأ، وماذا يريد أن يلعب، وماذا يرتدي من الملابس... وعليه أن يميّز بين الأشياء التي يكون مخيّراً فيها وبين قواعد السلوك المحددة التي ليس فيها مجال للاختيار. كما أنه من المهم التمييز بين احتياجات الطفل ورغباته، فقد يبكي الطفل إحساساً بالألم أو الجوع أو الخوف، وفي هذه الحالات يجب الاستجابة له في الحال، أما بكاؤه لأسباب أخرى فلن يسبب أية أضرار له، وفي العادة يرتبط بكاء الطفل برغباته وأهوائه، والبكاء حالة طبيعية نتيجة حدوث تغير أو إحباط للطفل، وقد يكون البكاء جزءاً من نوبات الغضب الحادة فيمكن تجاهله ؛ وإنما نخبره أنه طفل كثير البكاء، وعليه أن يكف عن ذلك.

وعلى الرغم من أنه لا يجوز تجاهل مشاعر الطفل، فإنه يجب ألاّ نتأثر ببكائه، ولكي نعوض الطفل تجاهلنا لبكائه يمكن ضمّه ومعانقته وتوفير الأنشطة الممتعة في الوقت الذي لا يبكي فيه أو لا يكون غاضباً.

ومن المهم ألا نسمح لنوبات الغضب عند الطفل بالتأثير علينا ، فالطفل أحياناً تنتابه نوبات غضب حادة كي يجذب انتباهنا، أو لكي يثنينا عن عزيمتنا ونغير رأينا، ومن ثم يحصل على ما يريد، وقد تكون نوبات الغضب على شكل نُواح أو تذمّر أو شكوى أو بكاء أو كتم النفس، أو رتطام بالأرض. وما دام أن الطفل يبقى في مكان واحد، وليس متوتراً بدرجة كبيرة، وليس في وضع يعرضه للأذى، فيمكن أهماله أثناء هذه النوبات، ومهما كان الأمر يجب ألا نستسلم لنوبات غضبه.

ومن المهم أيضا ألا نغفل عن التهذيب حتى في وقت المتعة والمرح، فإذا كان كلا الوالدين يعملان طوال النهار فربما يرغبان في قضاء جزء من المساء بصحبة الطفل، وهذا الوقت الخاص يجب أن يكون ممتعاً، ولكن ليس معنى هذا أن يتهاونا في تطبيق قواعد التهذيب، فإذا أساء الطفل السلوك يجب تذكيره بالحدود التي عليه التزامها.

ويكون من المفيد استشارة طفلك بعد الرابعة من عمره، ولا تتحدث كثيراً عن قواعد السلوك مع الطفل إذا كان عمره بحدود العامين، فالأطفال في هذه السن لا يتقيدون بهذه القواعد، أما عندما يبلغ أربع أو خمس سنوات من العمر فيمكن أن تبدأ بشرح الموضوعات التي تتعلق بتهذيب السلوك، وإن كان مازال يفتقر إلى فهم هذه القواعد، فعليك إفهامه ومحاولة إقناعه، لا سيما قبل دخوله المدرسة الابتدائية، أما عندما يبلغ الطفل سن المراهقة فيمكن مناقشته كشخص بالغ، وفي تلك المرحلة يمكنك أن تسأله عن رأيه في أي من هذه القواعد والعقوبات.

علّم الطفل كيفية التغلب على السأم، فإذا كنت تتحدث وتلعب مع الطفل عدة ساعات كل يوم، فليس من المتوقع أن تشاركه اللعب دائماً، أو تحضر له بصفة دائمة صديقاً من خارج المنزل ليلعب معه، فعندما تكون مشغولا تتوقّع من طفلك أن يسلّي نفسه بمفرده، فالطفل البالغ من العمر سنة واحدة يستطيع أن يشغل نفسه لخمس عشرة دقيقة متواصلة، أما عند الثالثة من العمر فمعظم الأطفال يستطيعون تسلية أنفسهم نصف الوقت، وعندما تصطحب الطفل خارج المنزل للتسلية فإنك تسدي له بذلك معروفاً، حيث إن اللعب الإبداعي والتفكير الجيد وأحلام اليقظة تقضي جميعها على الملل، وإذا كان يبدو لك أنك لا تستطيع ترويض نفسك كموجه اجتماعي للطفل فعليك أن تلحقه بروضة للأطفال.

وعليك أن تعلم الطفل كيفية الانتظار، فالانتظار يعلم الطفل كيف يتعامل مع الضغوط والمعاناة بصورة أفضل، فجميع الأعمال في عالم الكبار تحمل شيئاً من المعاناة، لذا فإن تأخير تلبية رغبات الطفل سمة يجب أن يكتسبها تدريجياً بالممارسة، لا تشعر بالذنب إذا جعلت الطفل ينتظر دقائق من حين لآخر، (فمثلاً يجب ألا تسمح للطفل أن يقاطع محادثاتك مع الآخرين) فالانتظار لن يضيره ما دام أنه لا يسبب له ضيقاً أو إزعاجاً، ومن ثم سوف يقوي ذلك مثابرته وتوازنه العاطفي.

ولا تجنّب الطفل مواجهة تحديات الحياة العادية، فحدوث التغيرات، مثل الخروج من المنزل وبدء الحياة المدرسية، يعد من ضغوط الحياة العادية، ومثل هذه الفرص تعلم الطفل وتجعله قادراً على حل مشاكله، كن دائما قريبا ومستعدا لمساعدة الطفل عند اللزوم، لكن لا تساعده إذا كان بمقدوره أن يفعل الشيء بمفرده، وعموماً عليك أن تجعل حياة الطفل واقعية وطبيعية بالقدر الذي يستطيع تحمله وفقا لسنّه، بدلاً من إجهاد نفسك بتوفير أكبر قدر من المتعة له، لأن قدرات الطفل على التكيف وثقته بنفسه سوف تنشط ويستفيد من خوض تلك التجارب.

ولا تفرط في مدح الطفل، علما بأن الطفل يحتاج بطبيعته إلى المدح، ولكن قد يسرف الوالدان في ذلك، امدح الطفل لسلوكه الحسن ، كذلك شجعه على القيام بأشياء جديدة وخوض المهام الصعبة، ولكن عوّده القيام بعمل الأشياء لأسباب يراها هو بنفسه أيضاً، فالثقة بالنفس والإحساس بالإنجاز يتأتّيان من القيام بالأعمال التي يفخر بها الطفل، أما مدح الطفل أثناء قيامه بالعمل قد يجعله يتوقف عند كل مرحلة رغبة في تلقي المزيد من المدح والإطراء.

وعلّم الطفل احترام حقوق والديه، إذ تأتي احتياجات الأطفال من حب وطعام وملبس وأمن وطمأنينة في المقام الأول، ثم تأتي احتياجاتك أنت في المقام الثاني، أما رغبات الطفل (مثل اللعب) أو نزواته (مثل حاجته إلى مزيد من القصص عند النوم) فيجب أن تأتي في المقام الثالث ووفقاً لما يسمح به وقتك، ويزداد هذا الأمر أهمية بالنسبة للوالدين العاملين الذين يكون وقتهما الذي يقضيانه مع أطفالهما محدوداً، والشيء المهم هنا هو مقدار الوقت الذي تقضيه مع أطفالك وفعاليته، فالوقت المثمر هو الذي تتفاعل فيه مع طفلك بأسلوب ممتع، ويحتاج الأطفال إلى مثل هذا النوع من الوقت مع والديهم يومياً، أما قضاؤك كل لحظة من وقت فراغك أو من عطلتك مع الطفل فإنه ليس في صالح الطفل أو في صالحك، حيث يجب أن يكون هناك توازن تحافظ به على استقرارك النفسي والذهني، بحيث يمنحك قدرة أكبر على العطاء، واعلم أن الطفل إذا لم يتعلم احترام حقوق والديه، فقد لا يحترم حقوق الآخرين

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...