Jump to content
منتدى البحرين اليوم

خيري بشارة في حوار خاص وصريح منشآت الحي الثقافي وترايبيكا سيخدمان واقع الفنان والمثقف القطري


Recommended Posts

خيري بشارة في حوار خاص وصريح

منشآت الحي الثقافي وترايبيكا سيخدمان واقع الفنان والمثقف القطري

 

بكيت أثناء فيلم "طبيب في الأرياف" بعدما شاهدت حاجة الناس وأنا اشتري أغلى الماركات

 

كانت البداية الطبيعية من خلال السينما

التسجيلية خاصة مع إنشاء المركز القومي

للأفلام التسجيلية عام 1967 ، وبعدها

أصبحت الفرصة متاحة للإعلان عن جماعة

السينما الجديدة التي كان أحد أعمدتها.

" وقد اعتبر النقاد فيلمه الثاني "العوامة 70

عام 1982 هو بداية للواقعية الجديدة في

السينما المصرية.. تأثر بالعوامل السياسية

والاقتصادية المحيطة به وأهم التقنيات

التي يفضلها خيري والتي من خلالها رصد

الواقع المرير الذي شكل رؤاه وأحلامه، هي

الخروج بالكاميرا إلى الشارع وإلى المواقع

الحقيقية للحدث واهتمامه بمعالجة

المهمشين العشوائيين. انه المخرج خيري

بشارة الذي جاء إلى قطر من أجل مشروع

عمل تاريخي تتحول معه مدينه الزيارة

إلى عمل تلفزيوني، فهو يؤمن ان بها

الكثير من الاماكن والمواضيع التى تضفي

عليها أهميه أخرى إلى جانب أهميتها

التاريخية، "الشرق" استعرضت معه الكثير

من الموضوعات التى تتعلق بعمله ورؤيته

كمخرج عملاق له مكانته الفنية في السينما

العربية، يؤكد بشارة على أن أكبر جريمة

ارتكبت في حق الشعب المصري هي اغتيال

ثقافته، كما يرفض مداعبة الجمهور بإثارة

الغرائز لديه، ويؤكد أيضا على أهمية

استضافة حدث مهم كمهرجان ترايبيكا

في الدوحة، وما يمكن ان تحدثه منشآت

الحي الثقافي من انعكاس على شكل

الحياة في قطر، حاورناه في أكثر من مجال

واستطلعنا رأيه حول عدد من القضايا

والموضوعات التى تجدونها في سياق

حوارنا التالي:

 

◄ زيارة قطر

 

بداية نود أن نتعرف على سبب الزيارة الحالية

لقطر، وهذه هي زيارتك الأولى لها؟

 

زرت قطر قبل 25 عاماً وقدمت فيها فيلماً توثيقياً عن الحركة التشكيلية في قطر،

وكرمت عنه العام الماضي من وزارة الثقافة

القطرية، أما سبب الزيارة الحالية فهناك

مشروع لعمل تلفزيوني كتب مادته الخبير

التراثي الدكتور محمود رمضان التي

قدمته بالتعاون معه العام الماضي عملا

مميزا حمل عنوان المجالس، وخلال الزيارة

الحالية نستعد لتحويل قصة مدينة الزبارة

الاثرية إلى عمل تلفزيوني يؤكد حقيقتها

التراثية والاثرية وطبيعة شعبها وعلمائها

وشيوخها وما زلنا في مرحلة الاستعداد

لكتابة السيناريو، وسيكون العمل عند

عرضه شيئاً مختلفاً تماماً، سنحرص على

أن نقدم فيه الكثير: المخرج والمؤلف من

الجوانب التراثية والتاريخية والاجتماعية

برؤية مشتركة بيننا.

 

◄ الغياب عن السينما

 

نود أيضا أن نتعرف على أهم أسباب غيابك

عن السينما بعد تجربة رائدة مع سينما الواقع؟

 

نعم فقد ابتعدت عن السينما بعد مشوار طويل معها قدمت خلاله مجموعة من

الأعمال المهمة التي مازالت باقية حتى الآن،

لكنني في عام 1996 وبسبب تغير الظروف

في السينما هجرت الساحة الفنية وخرجت

بعيداً خارج الاقليم كله، وكنت انوي أن

أتفرغ لحال السينما من بعيد كمراقب

أو مشاهد لكنني في المرحلة السابقة لم

استطع أن أواصل تمردي، فقدمت بعض

أعمال السينما الواقعية وأخرى كانت

خارج هذا النطاق، ولكنها كانت كلها صيغاً

مختلفة لأعمال سينمائية مثل (كابوريا)

ولن أقدم إلا ما أقتنع به واشعر انه يضيف

إلى ويترك بصمة قوية.

 

◄ المدرسة الحقيقية

 

شكلت شبرا المدرسة الحقيقية لك في الحياة

فما أهم ما تعلمته أو أخذته منها؟

 

قضيت فيها مرحلة كبيرة من حياتي منذ أن كنت في الخامسة من عمري،

وفيها تفتحت عيناي وتشكلت مواهبي

وشخصيتي، ولم اتركها إلا في عام

1992 وكان من الطبيعي أن تشكل هذه

المدينة المصدر الأول للمخزون الثقافي

الذي أمتلكه، وما اكتسبته منها في حياتي

اليومية من ملاحظات وتجارب وبالطبع

ذهبت بهذا المخزون وهذه التجارب إلى

الآخر عبر منفذ السينما،

وكان هاجسي أن أنقل ما قرأته بين السطور

في شكل الحياة اليومية بشبرا، فأنا أؤمن

بقول اندريه بارزان الذي أطلق على الكاميرا

(الكاميرا القلم) بمعنى أن تقرأ الكاميرا ما

في وجوه الناس وواقعهم، بمعنى أن تكون

الكاميرا للتعبير الحر، وكان من أهم ما

تأثرت به في منهج عملي السينمائي هو

كيف اعبر بالكاميرا بحرية.. وعادة ما يعبر

الارتباط بالمكان عن نفسه بسبب التأثر

الداخلي الذي سيطغى على طبيعة الإنسان.

 

وما علاقتك بالتجديد في السينما وكيف ترى السبيل إليه؟

 

ربما تكون كل علاقتي بالتجديد

متعلقة بالمستجدات الاخيرة فيما يتعلق

بالتكنولوجيا أما علاقتنا كجيل بالسينما

كانت تكمن في أننا جيل مسيس وكان لديه

همومه ودوافعه التي تقتضي منه أن يقدم

أعمالاً ذات طبيعة معينة في مرحلة كان

لها سماتها الخاصة أما اليوم فالتعقيدات

أصبحت في نطاق ضيق والناس افتقدت

هذه التوجهات بسبب الانهيار الحضاري

والطغيان الاقتصادي على شعوبنا العربية

التي يعرف عنها أنها شعوب ليس لديها

فهم حقيقي للديمقراطية، كما أن لدينا

استعداداً داخلياً للقمع وهذه الأمور كلها

راسخة في سلوكنا وثقافتنا، وتبدو

واضحة من خلال ممارستنا اليومية.

والأفكار الرافضة للواقع ما زالت في إطار

نخبوي.

 

تفتحت كمخرج على صدمة 67 وأردت أنت

وآخرون أن تغيروا واقع مصر من خلال السينما

فماذا قدمت؟

 

في كل ما قدمته من أفكار كان واضحا

فيها إلى درجة كبرى أنني كنت مهموما

بالمجتمع، وكنت مهموماً أيضا بالتخلف

والبحث في أسبابه وجاءت كل اعمالى

محاولة لفهم الواقع ومحاولات متعددة

لفهم آلياته التي ساهمت في صنع التخلف،

وأعاقت حركات التقدم هذا، بالإضافة إلى

أننى معروف بانحيازي للفقراء، وبحثت

في كثير منها عن العدل الاجتماعي

بغض النظر عن أي انتماءات سياسية أو

أيديولوجية، فقد بدت هذه الانحيازات

واضحة في قلبي وعاطفتى حتى الآن.

 

ذكرت في أحد الأحاديث الصحفية أنك

وزملاءك أردتم أن تأخذوا البلد في اتجاه آخر،

وكان تركيزكم على الأشياء الصغيرة، ترى ما هي

هذه الأشياء الصغيرة التي تقصدها؟

 

هذه الفترة شهدت في المقابل مجموعة

كبيرة من الإنجازات وكانت الأفلام

التسجيلية معنية بهذه الإنجازات الكبرى،

أما همومنا كجيل فكانت منصبة على

التفاصيل الدقيقة للمواطن، وقد كنا نسعى

لمحاولة فهم هذا الإنسان وكيف يمكنه أن

يعبر عن نفسه وكيف لي أن أقدمه بشكل

صحيح، يظهر احتياجاته ومعاناته

ويتفهم دوافعه من خلال تصرفاته اليومية،

وكيف تمر به الأحداث الكبيرة والصغيرة

وبأيهما يتأثر.

 

◄ طبيب الارياف

 

رصدت في فيلم "طبيب في الأرياف" واقعا

مغايرا لما كان عليه الحال في مصر آنذاك لماذا؟

 

لم يكن مغايرا ولكن ربما كان بعيدا عن

أعين البعض منا فقد تم تصوير هذا الفيلم

في المنيا عام 1975 لمجموعة من الأشخاص

في قرى معينة بعد أن نشرت عنهم

إحصائيات حقيقية تفيد بأنهم محرومون

من الكثير من أسباب الحياة، وذهبت لهذه

القرية وفوجئت عندما شاهدت الواقع

المرير هناك واجتهدت لأقدم الواقع الذي

رأيته ودمعت عيناي من الفارق الكبير بين

حياة المدينة وحياة أهل هذه القرية، لاننى

شاهدت هناك عذاب الأطفال، خاصة اننى

كنت دائما اشترى لابنائى اغلى الماركات،

ولذا خجلت من نفسي وأدركت يومها اننى

كنت واحدا ممن لا يشعرون بآلام هؤلاء.

 

◄ فيلم العوامة

 

لماذا اعتبر فيلم "العوّامة" البداية الحقيقية

للسينما الواقعية الجديدة؟

 

أنا ضد أن أقيم نفسي واذكر أن العوامة كان البداية الحقيقية للسينما الواقعية،

ربما هناك من يعدونه كذلك، وذلك لاننى

عندما قدمته كنت أقدم فكرة ولم انتظر

ما يقيم فيه، وما كان علي سوى الاجتهاد

والإخلاص،

وقد عملت بكل كياني وقدمت خلاصة

جهدي لكن اخطر ما يقع فيه المبدع هو

أن يقوم بدور الناقد لنفسه، وان يعظم

من أعماله وإسهاماته، فأعظم التقييم هو

ما يأتيك من الآخرين وتحديداً من الناس

المشاهدين البسطاء الذين يقبلون العمل أو

يرفضونه، كما أن هناك ما يسمى بالتقييم

وإعادة التقييم، فالأعمال تتلون حسب

الظروف التاريخية فما يمكن أن تنظر إليه

على انه عمل غير ناجح اليوم قد يكون

بمقاييس الغد من أفضل الأعمال.

ذكر الدكتور رفيق الصبان أنك وعاطف الطيب

ومحمد خان وداود عبدالسيد مؤسسو الواقعية

فهل هناك آخرون كانوا شركاء في هذا التأسيس؟

 

بالطبع فقد تجاهل دكتور رفيق الصبان

في حديثه مخرجاً رائعاً مثل علي بدرخان

ورأفت الميهي وغالب شعث، وعدد من

الأسماء التي كان لها بصمة واضحة في

هذا المجال، ومن الطبيعي أن تذكر بسبب

إنجازاتها وإسهاماتها المميزة.

اغتيال الثقافة

 

◄ أكبر جريمة

 

قلت قبل ذلك: إن اكبر جريمة ارتكبت بحق

الشعب المصري هي اغتيال ثقافته، ماذا تقصد

من ذلك؟

 

هناك قيم وصفت في عصر من العصور

بأنها كانت تعيش عصرها الذهبي في

مصر وليس في القيم وحدها ولكن في

جزء كبير من المنظومة الثقافية، وارى أن

هذه الثقافة والقيم أيضا تتراجع تدريجياً،

فمثلا كان هناك قيم معينة اهتم الناس

من خلالها بالوطن، وكل ما يمكن أن يكون

ايجابياً في حياتهم،

لكن التراجع الآن واضح، ربما كان مرجع

الأمر إلى انشغال الناس بالهموم الصغرى

عن الهموم الكبرى، فقد أصبحنا شعبا

منهكاً، والواقع تغير كما تغيرت الثقافة

ذاتها، وأعتقد أن ذاكرة الشعب شاخت ولم

يقتصر الأمر على مصر فقط فهناك الكثير

من الأزمات المشتركة بين العالم، لكن مدى

التأثر بها هو الذي يعكس قدرة الشعوب

ويختبر بقوة الأوضاع الثقافية السائدة.

 

لماذا بدأت بالفيلم التسجيلي واتجهت في

مرحلة لاحقة للفيلم الروائي؟

 

عندما بدأت لم يكن في ذهني أن أبدأ

بفيلم تسجيلي لأنتقل بعده إلى الفيلم

الروائي، ولكن عندما يتاح لي أن اعبر عن

نفسي في صورة معينة اتجه لهذا العمل،

وهذا التعبير بغض النظر عن صورته

وماهيته المهم أن تكون الوسيلة مناسبة،

وان تصل الفكرة للناس بالشكل الذي أردته

فعندما أنتجت الأفلام التسجيلية سهلت

لي عمل الأفلام الروائية، وكثيرا ما قدمت

الأفلام التسجيلية بروح روائية، والروائية

بروح تسجيلية.

 

ما رأيك بمهرجان ترايبيكا الذى ستقام نسخته الثانية في قطر الأيام القادمة، وما يمكن ان

يحققه من نفع للسينما العربية؟

 

يجب أن نعلم أن قطر حققت عدداً من

الانجازات المهمة على جميع المستويات

وليس بها سينما حتى الآن، ولكن اى

ممارسة من هذه الممارسات التي تهدف

إلى التعرف على التجربة والانخراط فيها

والاستفادة منها هي تحضير ثقافي بغض

النظر عن تقييم التجربة، التي لو أثمرت

خلال السنوات المقبلة مخرجاً قطرياً واحداً

اعتبر نابغة، وسيكون ذلك مكسبا كبيرا

حققته قطر، خاصة اننى أرى أن من حقها أن

تسعى إلى تعاظم دورها الثقافي بالتوازي

مع الدور السياسي، واستمرار التجربة لابد

أنها ستسفر عن مكاسب حقيقية ستترجم

فيما بعض لأعمال تخدم الواقع والهوية.

 

◄ افلام التيك اواي

 

هناك ما يعرف بأفلام التيك أواي بمعنى انها

لا تترك أثراً بعد فترة قصيرة من عرضها ولا

يتذكرها احد، فما السبب في وجود هذه النوعية

من الأفلام؟

 

من السوء أن نجد هذه النوعية من الأفلام، ووجدت هذه الأفلام في فترة من

الفترات، وان كان هناك توجه مضيء يتجه

نحو الأفضل، على يد مجموعة من الشباب

أما نوعية التيك اواى فهي نماذج موجودة

لكنها أشياء لا تعدو أن تكون للاستهلاك

اليومي الرخيص، وهذه الاستهلاكات طالت

الكثير من المنافذ الإعلامية، والكثير من

ألوان الفنون الأخرى.

 

هناك بعض الأعمال تسعى لجذب الجمهور

بوسائل رخيصة وتهدر الكثير من ثوابت

وأخلاقيات المجتمع ما تقييمك لهذا الأمر؟

 

أولا يجب ان نعلم ان اسوأ أنواع الفنون

هي تلك التي تحتوي على إدانات أخلاقية،

فالفن ليس له علاقة بالإدانة الاخلاقية

وإنما هو محاولة لفهم الواقع البشري

بعيدا عن أشكال الإدانات الصريحة،

والمخرج عادة ما يكشف عن إنحيازاته،

ولكن بشرط ألا تكون في صورة إدانات

أخلاقية، وانا مع مداعبة الجمهور لكن ليس

بإثارة الغرائز الرخيصة لديه كانسان.

 

هل شاهدت المنشآت القطرية الجديدة بالحي

الثقافي، وما رأيك فيها؟

 

في كل زيارة لي لقطر أجد ان هناك

طفرة كبيرة في حركة العمران والمنشآت

الجديدة بالحي الثقافي، جاءت من خلال

استراتيجية لها بعدها الثقافي ومنها

الجمع بين الأصالة والحداثة وبطريقة

معاصرة، وهذه المنشآت سيتم استغلالها

لاحقاً على أكمل وجه وسيكون لها

انعكاساتها الثقافية الكبيرة في فترة

قصيرة، خاصة ان بقطر مجموعة من

الكوادر الفنية التي التقيت بها، ووجدت

لديهم من الطموح والإمكانيات ما يؤكد

حالة النضج الثقافي التي تعيشها هذه

الكوادر لا سيما ان قطر تقودها رؤية

شابة ثاقبة من شأنها ان تؤسس لحياة

اجتماعية شاملة .

--------------------------------------------------------

الموضوع: منقول من جريدة الشرق القطرية

المصدر: http://www.al-sharq.com/pdfs/files/ALSHARQ_20101029.pdf

ملحق براحة الشرق صفحة 8 في ضيافة نجم

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...