Jump to content
منتدى البحرين اليوم

نهضة قطر توازن بين القيم التراثية والتطورالعمراني


Recommended Posts

آخر تحديث: الأحد21/11/2010 م، الساعة 02:02 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة الصفحة الرئيسية /محليات

 

 

نهضة قطر توازن بين القيم التراثية والتطورالعمراني

الدوحة تتبوأ مكاناً بارزاً على المسرح العالمي للمدن الجاذبة

البيئة المعمارية انعكاس مادي للواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي.

العمارة التقليدية القطرية تعبر عن قيم دينية واجتماعية

نهضة العمارة القطرية تنبع من فهم معاصرللعمران مع الحفاظ على الهوية

كتبت هناء صالح الترك :

 

اختارت منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في اجتماعها المنعقد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة في أول نوفمبرالجاري الدكتور علي عبد الرؤوف من جامعة قطر ليكون مؤلفا وباحثا رئيسيا في كتاب حالة المدن العربية والذي يصدر عن المنظمة بمناسبة مؤتمر العمران العالمي World Urban Forum في مملكة البحرين عام 2012، وستكون مسؤولية د. عبد الرؤوف تقديم تحليل متكامل عن تنمية وتطور المدن في كل من دولة قطر ومملكة البحرين، وقد وقع الاختيار على الدكتور عبد الرؤوف لتعدد دراساته البحثية النظرية والتطبيقية والتي تناول فيها إشكاليات عمارة وعمران المدن الخليجية المعاصرة وخاصة في إطار حقبة الاقتصاد المعرفي وتحديات عصر ما بعد البترول.

 

والجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها الأمم المتحدة كتابا شاملا عن المدن العربية مما يعطيه أهمية كبرى وخاصة مع التحديات المتعددة التي تواجه المدينة العربية.

 

حول هذا الموضوع التقت الراية بالدكتور علي عبد الرؤوف للوقوف على مختلف الجوانب العمرانية في اطارها التاريخي والحضاري .حيث يفخر بهذا الاختيار ويؤكد ان انتماءه لجامعة قطر العريقة كان سببا جوهريا في هذا الاختيار حيث تقدم الجامعة مناخا أكاديميا وبحثيا نموذجيا يحفز الباحث والأكاديمي ويضعه تحت سلسلة من التحديات الايجابية التي تطلق طاقاته وقدراته.

 

ويقول انه في إطار مسؤولية الأستاذ الجامعي للتواصل مع المجتمع وأهمية تفاعله مع قضاياه وتحدياته وتطلعاته ، وفى إطار الحركة التنموية المتسارعة الممتدة لتشمل جميع أرجاء دولة قطر فانه من الجوهري الحرص على رصد وتحليل مجموعة من التأملات والمشاهدات المعمارية والعمرانية في نطاق تنموي حديث تتغير ملامحه على مستوى يومي.

 

موقع قطر العالمي

بداية يطرح د. عبد الرؤوف نقطة جوهرية وهي التأكيد على ان قطر من أكثر الدول العربية نموا وتقدما وقد ساهمت البيئة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية الايجابية والمستقرة في خلق تجربة تنمية متميزة على صعيد الشرق الأوسط بأكمله .

 

ولا يمكن ان يتجاوز منصف النهضة العمرانية والمعمارية غير المسبوقة التي تشهدها قطر وتلك النهضة التي توازن بين القيم التاريخية للتراث والطموحات اللامحدودة للتطور والنمو الكمي والنوعي بلورت مكانا جديدا لقطر ومدنها وخاصة الدوحة لتؤسس مكانا بارزا على المسرح العالمي للمدن الجاذبة والمشجعة على أنماط متميزة من الحياة والأكثر أهمية ان هذا الطرح يندمج مع زيادة مستمرة في الوعي البيئي وأهمية تحقيق تنمية مستدامة مبشرة للأجيال القادمة.

 

ويضيف من البديهي أن تبدأ أي قراءة جادة للعمارة والعمران المعاصر في قطر من خلال دراسة الخصوصية الجغرافية والتأصيل التاريخي لهذا البلد المتفرد وذلك بإلقاء الضوء على العوامل الحضارية والتاريخية والجغرافية بهدف تحقيق شمولية هذه القراءة ووضعها في إطارها التاريخي والحضاري. ولذلك تعتمد تلك القراءة على طرح شمولي لمختلف الظروف والعوامل التي ساهمت في تشكيل أو ظهور طرز أو أنماط معمارية مؤثرة في حقبات زمنية معينة. فالبيئة المعمارية والعمرانية بايجابياتها وسلبياتها هي تجسيد وانعكاس مادي للواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي.

 

العمق التراثي وطموحات المستقبل

ويرى د. عبد الرؤوف ان التوثيق التاريخي التحليلي للعمارة التقليدية القطرية في إطارها المحلي والإقليمي والتأكيد على المؤثرات التي أفرزتها وأثرت على تشكيلها وخاصة العقيدة الإسلامية ثم الإبعاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية يوضح لنا أهمية وخصوصية التراث المعماري والعمراني القطري ، أن العمارة التقليدية القطرية مثل باقي أنماط العمارة الإسلامية هي تعبير عن قيم دينية واجتماعية وبيئية وثقافية فالعمران على مستوى المدينة او العمارة على مستوى المبنى تأثرت بمفاهيم الخصوصية والعائلة الممتدة مما جعل البيت القطري يتميز بحيويته واستمراريته حيث أصبح منزلا لا ينتهي يستجيب في نموه الدائم لمتطلبات أجيال جديدة ، وبصفة خاصة تميزت العمارة الخليجية في عنصرين جوهريين هما المناخ والمواد المستعملة في البناء فقسوة المناخ أفرزت مباني تميزت بحوائطها السميكة وقلة الفتحات والاهتمام بالفراغات الداخلية لتحمي ساكنيها كما كان النسيج العمراني متضاما ومتداخلا ليقاوم كله ككيان عضوي قسوة المناخ المحيط.

 

وبالتالي فمن المنطقي التحذير من الاندفاع نحو التحديث وإهمال جهود الحفاظ على التراث المعماري والعمراني . والملاحظ ان النمو العمراني للمدن والمستقرات القطرية الرئيسية للعمران في قطر وهي الدوحة والوكرة والخور يمكن من خلال استقراء مجموعة من الخرائط والوثائق التاريخية ان نرصد الكيفية التي من خلالها تطورت الكتل العمرانية في تلك المراكز وكيفية نمو النسيج العمراني بها ثم يتناول المتغيرات والأحداث التاريخية والاقتصادية التي أدت الى تحولات ملموسة وواضحة على عمارة وعمران تلك الأعمدة الفقرية للعمران القطري.

 

 

التراث المعماري رافداً إبداعياً .

ومن هنا تأتي أهمية التأصيل التاريخي للتراث العمراني والمعماري القطري والخليجي في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ دول الخليج فالدكتور علي عبد الرؤوف لا يقدم فقط توثيقا تاريخيا لماض ذي قيمة ولكن والأكثر أهمية انه يطرح هذا التاريخ ليكون رافدا إبداعيا ورصيدا ملهما لممارسة المعمارية والعمرانية المعاصرة في الخليج ودولة قطر على وجه الخصوص ، ولذا فان د. عبد الرؤوف متيقن من قدرة العمارة التقليدية القطرية عند فهمها وتحليلها بعمق على تقديم حلول معاصرة ومبدعة تتلاءم مع طبيعة المجتمع القطري وتطلعاته ونمط حياته فهو ببساطة يدعو إلى حقبة جديدة وعصر نهضة جديد للعمارة القطرية التقليدية تنبع من فهم جديد وحداثي ومعاصر للعمارة والعمران التقليدي بهدف الحفاظ على الهوية المحلية والوطنية ولتحقيق تنمية مستدامة للمدينة وللمجتمع وبأولوية قصوى للإنسان.

 

رياح التغيير في عمارة قطر

يتناول د. عبد الرؤوف هنا حقبة هامة في عمارة وعمران قطر وتعبر هذه الحقبة من تاريخ العمارة المعاصرة ونمو المدن فى قطر عن التغير العميق في التوجه الفكري المعماري والعمراني والتخطيطي منتقلا من الارتباط بالطرح التقليدي التراثي إلى التلهف والاندفاع ناحية عمارة الحداثة الوافدة بتياراتها وأفكارها المعمارية والعمرانية المختلفة. وبصفة خاصة فان العوامل الاقتصادية الحاكمة في تلك الفترة تركت بصماتها الملحوظة على البناء الاجتماعي التقليدي بشقيه العائلي والقبلي وخاصة مع التغير الكامل للقاعدة الاقتصادية حيث تحول العديد من القطريين إلى العمل في قطاع النفط تاركين مهنة صيد اللؤلؤ للاندثار خاصة مع كفاءة عمليات إنتاج اللؤلؤ الصناعي وأسعاره التنافسية.

 

ويمكن لنا أيضا في هذه الفترة أن نرصد تحولا اجتماعيا ومؤسسيا من مجتمع تقليدي بسماته القبلية والعرقية والعائلية إلى مجتمع مؤسسي تنظم علاقات أفراده الهيئات والمؤسسات واندفعت الحكومة في الدعم الرسمي لمشاريع الخدمات والبنية التحتية مما اثر ايجابيا على كم وكيف التوسع الحضري والتنمية العمرانية.

 

المدينة القطرية وحقبة الاقتصاد المعرفي

يطرح د. عبد الرؤوف أيضا تساؤلات شديدة الأهمية عن التحولات المعاصرة في مدن الخليج عامة وقطر خاصة مع التوجه نحو التنوع الاقتصادي وتجاوز حقبة الاعتماد الكامل على النفط كركيزة اقتصادية جوهرية وظهور تصورات جديدة في العمارة والعمران في عصر ما بعد النفط وعصر الاقتصاد المعرفي الإبداعي. وعلى مستوى التأثير العالمي يتوقف د. عبد الرؤوف هنا بصورة خاصة أمام ثلاث ظواهر جوهرية وشمولية التأثير وهي بالترتيب: العولمة والتنمية المتواصلة والحقبة الرقمية الناتجة عن ثورة المعلومات التي ساهمت في ظهور تصنيف جديد من المشروعات في قطر وهي المشروعات ايقونية الطابع التي لا تؤثر فقط على التطور والتشكيل المعماري والعمراني لدولة قطر وإنما يمتد تأثيرها إقليميا وعربيا مثل مشروع اللؤلؤة العقاري ومدينة لوسيل ومشيرب قلب الدوحة. وتعتمد الرؤية البحثية للدكتور عبد الرؤوف على التركيز على المدن الهامة في الخليج العربي وطموحاتها في تحدي النقص المعرفي وعبور الفجوة الرقمية ومحاولات إنشاء مجتمعات المعرفة Knowledge Communities التي ترتكز على ان المساهمة في إبداع مستقبل الكيان الإنساني ومستقبل البشرية هو ركيزة التطور فى الاقتصاد المعتمد على المعرفة Knowledge Economy .

 

وما يميز هذه المدن، تبعا للأدبيات المعاصرة، ملامح هامة منها توافر الرصيد البشري المتميز معرفيا والذي أصبح موردا هاما وحيويا للتنمية الاقتصادية المعرفية الجديدة. يضاف إلى ذلك أن توافر وكفاءة البنية الأساسية في مجال الاتصالات والتعامل مع المعلومات أصبح المفهوم الأكثر ملائمة لتنمية وتخطيط المدينة المعاصرة في إطار تحولاتها المعرفية وهو ما يتجاوز المفهوم التقليدي للبنية الأساسية في القرن العشرين التي كانت تعني فقط الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمطارات.

 

ومن ثم أصبحت البنية الأساسية التي تسهل التعامل مع المعلومات وتدفقها هي العمود الفقري لمدن القرن الواحد والعشرين. من هذا المنظور أيضا أصبح من الهام للمدينة الراغبة في الاندماج مع الاقتصاد المعرفي من إعادة صياغة مراكز إنتاج المعرفة من جامعات ومعاهد ومراكز بحثية. في هذا السياق فان المدينة التي تتفاعل ايجابيا مع متطلبات حقبة الاقتصاد المعرفي هي التي يمكن تعريفها أو وصفها بأنها مدينة المعرفة وهي تلك المدينة التي تملك اقتصادا له منتجات ابتكاريه معلوماتية تعتمد على البحث العلمي والإبداع والكفاءات البشرية والبنية التقنية الفنية ومن أهم صفات تلك المدن كما يحصرها هي تبني فكر الإبداع والابتكار كأحد الدعائم الأساسية للتنمية يؤكد د. عبد الرؤوف ان الكثير من تلك الملامح أصبحت تميز مدينة الدوحة العاصمة القطرية التي تقفز بوضوح في اتجاه هويتها الجديدة كمدينة معرفية محفزة على الابداع.

 

عمارة وعمران قطر

يؤكد د. عبد الرؤوف في تحليله لنمو العمارة والعمران في قطر انه منذ الأربعينيات وحتى يومنا هذا تطورت العمارة والعمران في قطر بشكل متسارع متأثرة وعاكسة للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمهنية وشهد هذا التطور تعددية في الاتجاهات المعمارية والتوجهات الإبداعية من المرحلة التقليدية المحافظة مرورا بمراحل انتقالية الطابع ومتطلعة إلى الحداثة كمشروع إقليمي وعالمي ووصولا إلى العقد الأخير المحمل بالتحديات وخاصة العولمة والثورة الرقمية وتداعيات عصر ما بعد النفط وظهور الاقتصاد المعرفي.. وبصفة عامة فان تأثر العمارة والعمران القطري المعاصر بالعديد من التيارات والتوجهات أنتج مزيجا معماريا وعمرانيا خاصا يستحق المزيد من التحليل لبلورة ايجابياته وسلبياته.

 

من جهة أخرى تتعاظم مسؤولية المعماري المحلي فى تطوير التراث المعماري والعمراني في إطار يرتكز على فهم عميق وتحليل دقيق للعمارة المحلية التقليدية واعتبارها مصدرا للإلهام والتجديد ، كما يتحمل المعماري المحلي أيضا مسؤولية التوازن بين الارتباط بتراثه وبين التطلع المتزن للتطورات والتوجهات الحاكمة للعمارة العالمية.

 

إن الممارسة المعمارية والعمرانية تستحق المزيد من التحليل والبحث والتفسير كما انها تستوعب تماما أن قطر بصفة خاصة ودول منطقة الخليج بصفة عامة تشهد متغيرات تنموية واستثمارية ذات انعكاسات معمارية وعمرانية غير مسبوقة وتستحق يقظة الباحث والمحلل والمصمم ومتخذ القرار. ويعتقد د. عبد الرؤوف أن الحركة المعاصرة في عمارة وعمران قطر لا تزال فى مرحلة التكوين والتشكيل ، والنتاج المعماري في السنوات الأخيرة يستحق التقييم والتفاعل المستمر كما أن النظرة الناضجة إلى تراث قطر التقليدي في مدن الدوحة والوكرة والخور تستحق الدعم والاستمرارية ومن ثم خلق تيارات متعددة ومتنوعة.

 

والجدير ذكره، ان الدكتور عبد الرؤوف معماري ومصمم عمراني ومخطط وأكاديمي وكاتب حصل على الدكتوراه عام 1996 في الإبداع المعماري والعمراني من جامعتي القاهرة وكاليفورنيا بيركلي وحصل على درجة الماجستير وبكالوريس العمارة من جامعة القاهرة. وقام د.عبد الرؤوف بتدريس العمارة والتصميم العمراني في جامعات القاهرة، البحرين، كاليفورنيا بيركلي، العلوم الحديثة والفنون، المعهد العالي للعمارة كما اشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه في جامعات القاهرة والاسكندرية والفنون الجميلة وبيرمنجهام بانجلترا وميونخ بألمانيا. ويعمل منذ سبتمبر 2009 في جامعة قطر حيث يدرس التصميم العمراني ونظريات التخطيط .

 

والمجالات البحثية الرئيسية للدكتور عبد الرؤوف تشمل العملية الإبداعية في العمارة ، النقد المعماري ، نمو مدن الخليج، عمارة وعمران الطفل، عمارة وعمران عصر ما بعد العولمة، مدن المعرفة والإبداع والحفاظ الايجابي على النطاقات ذات القيمة وقد فاز بجائزة التميز البحثي بجامعة البحرين عام 2009 وفاز بجائزة أحسن بحث على مستوى العالم العربي في الندوة الدولية العاشرة للتخطيط العمراني بالجامعة الامريكية - الشارقة عام 2008، كما فاز بجائزة وزارة البحث العلمي في مصر عام 2000. ويتعدد النشاط البحثي للدكتور عبد الرؤوف ليشمل اكثر من 60 ورقة بحثية ومقالات منشورة في المؤتمرات الدولية والدوريات العالمية ودعي د. عبد الرؤوف لمحاضرات وندوات في اكثر من 20 دولة كما انه مؤلف مشارك في عدة كتب باللغة العربية والانجليزية بالإضافة إلى كونه كاتبا منتظما في العديد من المجلات المعمارية والثقافية

-----------------------------------------------------------

الموضوع: منقول من جريدة الراية القطرية

المصدر: http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=578423&version=1&template_id=20&parent_id=19

Link to comment
Share on other sites

  • 4 months later...

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...