Jump to content
منتدى البحرين اليوم

المسرح البحريني يحتاج عيوناً أخرى


فهد مندي

Recommended Posts

المسرح البحريني يحتاج عيوناً أخرى

 

كتب ـ علي الشرقاوي:

كان الراحل جاسم شريدة يردد في أحاديثه كلما التقيته في إدارة الثقافة أو في مسرح أوال، إن المسرح عشق، ومن لا يعشق المسرح عشقه للحياة، لن يساعد في رقي صاحب الفنون السبعة.

وهذا ما يحصل الآن، لا يهمني ابتعاد الجمهور عن المسرح، فالجمهور أمامه خيارات وعلينا ألا نقف ضد خياراته، لا يهمني انشغال الممثلين والمخرجين بالتلفزيون، فمن حق أي فنان الانشغال بما يفرحه ويثريه فنياً ومادياً.. شيء من الشهرة وشيء من النقود المحدودة يحصل عليها الفنان البحريني بين فترات متقطعة لا ضير.

ما يهمني أن تكون رؤيتنا منفتحة وواسعة، بانورامية على طبيعة تغيرات الحياة وتطورات المجتمع وطبيعة الحصول على المعلومة، والمسرح في البحرين وصل ـ لمن لا يرى ـ إلى آفاق لم تكن موجودة من قبل.

المسرح بوابة اجتماعية

الدراسات المسرحية التي عمل عليها د.إبراهيم غلوم، وانشغاله بالدرس النقدي والقراءة والبحث والتأصيل للمسرح البحريني منذ أول مسرحية «القاضي بأمر الله» عام 1925، عبر المسرح المدرسي في مدرسة الهداية الخليفية، مروراً بالمسرح الشعري في البحرين والمسرح في دولة الكويت، رابطاً بين الحراك الوطني القومي وأطروحات المسرح التاريخي والاجتماعي.. كان المسرح بوابة فتحها للتواصل مع الحس الاجتماعي لإنسان منطقة الخليج.

ونصوص المسرحيات التي طرحت في البحرين منذ التسعينات فقط، تتجاوز كل ما طرح من نصوص مسرحية منذ بداية المسرح، نثراً وشعراً ومسرحيات أطفال وأوبريتات.

إضافة إلى الدخول في مجال جديد مغاير مختلف وهو إخراج الأفلام السينمائية القصيرة ـ ويشتغل عليها أكثر من 20 شاباً ـ يرى في السينما مساحة واسعة للإبداع لا يمكن أن يحققها في المسرح.

منذ بداية الحركة الأدبية الجديدة الشابة في البحرين، وإشهار أسرة الأدباء والكتاب ككيان أدبي عام 1969، كنا نسمع المفكر د.علوي الهاشمي وهو يطرح بوعي منقطع النظير، حيث أن طبيعة الأدب، كطبيعة الحياة إن تخلف الشعر في مرحلة من مراحله، تنهض أشكال أخرى للتعبير، فما سمي بعصر الانحطاط، على سبيل المثال لم يكن في واقعه كذلك، ففي تلك الفترة نما شكل أدبي مختلف عما هو سائد، نمت الملاحم العربية، مثل سيرة ذات الهمة وعنترة بن شداد وتغريبة بني هلال والظاهر بيبرس وألف ليلة وليلة.

والمسرحي الحقيقي، لا يهمه كثيراً اهتمام الوزارات المعنية بالثقافة والإعلام، ولا يهمه النقد، بقدر ما تهمه المتعة التي يحصل عليها، وهو يمارس عملاً يحبه ويعشقه.

إعادة إنتاج الأسئلة

يقول الكاتب والمخرج خالد الرويعي في أحد حواراته عن مسرحية «إيفا» التي أخرجها بشكل مغاير للمألوف «تجربة (إيفا) بالنسبة لي هي امتداد لتجارب سابقة وانقلاب على مفاهيم كنت أستند عليها في طريقة عملي، فبعد انقطاع دام 5 سنوات عن الإخراج، أرى الآن أنها كانت فترة مهمة على صعيد التجربة، على صعيد إعادة صياغة رؤية العالم، أرى فيها تجربة لابد من الوقوف عندها بالنسبة لي».

ويضيف «الخمس سنوات ـ وهي عمر توقفي البسيط عن الإخراج ـ كانت بمثابة إعادة إنتاج أسئلتي على التجربة ذاتها، ربما تجربة التمثيل على وجه التحديد، تجربة الخروج من أسر الخشبة والانطلاق لفضاءات حق لنا أن نتحاور معها، فالمسرحي في لحظات تجليه باستطاعته أن يملك الكون بأسره ولا حياة للمسرحي خارج ذلك كله، أنه يستنطق العالم عبر جسده ورؤياه تجاه ما يحدث في هذا العالم.. كانت ثمة أسئلة استدرجها وتستدرجني تجاه إعادة قراءتنا للنص المسرحي إعادة إنتاج أعيننا التي نرى بها الأشياء، إعادة تدمير تراكيب جاهزة تقمصناها غصباً نتيجة الحجر المعرفي اللاإرادي من جميع الجوانب، والبحث في ماهية عملية تمثيل نمارسها دون أن نطرح أسئلتنا».

ابتكار الوسائل

كان الشاعر الكبير قاسم حداد يعلمنا دائماً «ابتكروا الوسائل»، بمعنى إن انسد في وجهك باب، عليك أن تبتكر طرقاً جديدة لفتح أبواب أخرى، ربما ستكون أكثر اتساعاً مما تتصور.. هل نبتكر الوسائل كما يطرحها علينا حداد؟ هل نمارس عشقاً كان يغذي حياة الفنان الكبير جاسم شريدة؟ هل نقرأ تاريخنا المسرحي كما وصل إليها د.إبراهيم غلوم؟ كيف نستفيد من رؤية المفكر د.علوي الهاشمي وهو يقول إن الفن والأدب مثل الحياة، يمر بمراحل ولادة ومراهقة ورجولة ثم موت ـ تاركاً المجال أمام أشكال أخرى للتعبير؟.

كلنا شاهد الأعمال المسرحية المغايرة والمختلفة عما هو سائد في أعمالنا المسرحية البحرينية، والتي أنجزها مسرح الصواري في بداية تأسيسه، كان غير معني بالبحث عن الخشبة، غير معني بالبحث عن التمويل، كان حب أعضاء الصواري، بمثابة بحارة في مركب المسرح يقودهم الفنان المغامر عبدالله السعداوي، يواصلون تجديفهم اليومي للوصول إلى شواطئ لم يصلها أحد قبلهم، خشبتهم الخيمة والبيوت القديمة والمدارس ومقر المسرح.

الذين ينعون المسرح عليهم أن يتوقفوا عن الندب واللطم، ولينظروا بعيون القطط إلى متغيرات تحتاج إلى أنماط أخرى من الفن،

أنماط أخرى من التعبير، إلى الفعل اليومي في تحريك فن المسرح، أنماط أخرى من الفنانين يتعاملون مع مساحة الكون على اتساعه.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...