Jump to content
منتدى البحرين اليوم

يوسف الحمدان - للفن في نفس رئيس الوزراء مكانة مثلى


فهد مندي

Recommended Posts

للفن في نفس رئيس الوزراء مكانة مثلى..

يوسف الحمدان

 

yossaf-alhmadan.png

 

إن المكانة الكبيرة والمهمة التي أولاها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، أولاها الفنانين أثناء افتتاحه معرض البحرين السنوي التاسع والثلاثين للفنون التشكيلية في متحف البحرين الوطني، تسلط المجهر على دور سموه في إنعاش الحراك الفني الوطني في المملكة، وإدراك أن الفن قيمة مثلى من شأنها أن تعزز وتعمق قيم الولاء والانتماء للوطن متى ما تم استغلالها واستثمارها بمسؤولية والتزام من قبل الفنانين أنفسهم ومن قبل القائمين عليهم وعلى أنشطتهم وفعالياتهم ..

لقد استوقفني بقوة تأكيد سموه أن «الفن بمختلف وسائله أحد أوجه التواصل الاجتماعي ولا يقل في تأثيره إن أحسن توجيهه عن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة السائدة»، فقد لامس سموه الأثر الحقيقي والفاعل للفن بشكل عام وليس التشكيلي فحسب، في نفوس من يتعاطونه وينتجونه، وقدرته على منافسة، بل وتحدي وتجاوز الخطابات البرقية التي أفرزتها وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومنها، بل وأكثرها تأثيرا، وسائل التواصل الاجتماعي ..

إن هذه الرؤية الفاحصة والشاخصة التي آمل سموه أن يكون عليه تأثير الفن، واتصاله عمقا بكل تفاصيل وتضاريس قيم المواطنة والوطن، لم تتشكل عبر آنية لحظوية اقترن أمرها بافتتاح سموه المعرض السنوي الأخير فحسب، إنما تشكلت عبر رعاية ومتابعة ومواكبة من لدن سموه ربت على التسعة والثلاثين عاما، خلالها أسهم سموه في رفعة مكانة الفن والفنانين في الوطن، وهيأ سبل تطوير هذا الفن عبر الجوائز الثمينة وأهمها الدانة التي تصاحب افتتاح سموه للمعرض سنويا، هذا إلى جانب فسح سموه المجال واسعا أمام الفنانين للعرض المتميز وخلاصات التجارب الفنية المغايرة التي أنتجها وشكلها أبناء الوطن، لعرضها خارج خارطة الوطن، لتحصد بالمقابل جوائز عالمية ترفع راية البحرين في سماء الفن في العالم، وهنا لا يفوتني أن أشير إلى الدور الفني الوطني الفاعل الذي يضطلع به الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية وسعيه الدؤوب في ترجمة طموحات سموه على أرض الواقع وفتح الآفاق أمام هذه الفنون لتجد موقعها المميز كما يتطلع سموه إلى تحققه ..

إن مواكبة رؤية سموه للتحولات السريعة التي تحدث في العالم وتطرأ عليه، ومن هذه التحولات الثورة التكنولوجية، دعت سموه إلى أن يحث أبنائه الفنانين على التواصل أكثر مع معطيات الحياة الواقعية التي إن لم ينتبه الفنانون إلى تحولاتها البرقية وفق معطيات التكنولوجيا الحديثة ستكون تجاربهم في هامش الحياة وأبعد من أن تحقق دورها ومرادها الوطنيين إذا ما قيست بالتأثير البرقي النووي السريع لوسائل التواصل الاجتماعي، وعليه ينبغي أن يعي الفنانون المهمة المناطة إليهم في المرحلة التي تقتضي منهم جعل هذا الفن رسالة وطنية تبرز حقيقة ما يحدث في الوطن من إنجازات تنقض تهاويل دعاة فتك الحقيقة وتشويه صورة الوطن، إذ لا ينبغي أن يقتصر توصيل صورة الوطن فقط على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك وسائل أخرى ممكن أن تسهم في إبراز صورة الوطن، ومنها الفن بمختلف تنويعاته وألوانه واتجاهاته ..

إن إدراك سموه لهذا الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الفن، يجاور في أهميته الشأن السياسي والوطني، بل ويعتبر مكملا له، ومؤثرا مثله، لأنه يأتي ضمن حلقات التعاطي مع الشأن العام في الوطن، فلكل شأن مهمته الوطنية التي ينبغي أن ينطلق منها ويشكل أفضيته فيها وعبرها، وما حرص سموه على افتتاح هذا المعرض سنويا وتشجيعه للفنانين واستقباله لهم والإشادة بجهودهم الفنية وإسهاماتهم المحررة والموثقة التي تهدى لسموه، إلا تأكيدا على ذهابات سموه نحو إعلاء قيمة هذا الفن وتعزيز مكانته وطنيا وعالميا ..

وهنا لا يفوتني أن أقف عند احتفاء سموه الكبير بالفنان القدير والمبدع عبدالله المحرقي عندما نال جائزة الجامعة العربية وحظى بتكريمها وتكريم كل الفنانين العرب، حينها كنت رئيس تحريرالنشرة الثقافية الإخبارية بتلفزيون البحرين، وقد قمت بتغطية هذا اللقاء الإحتفائي الرائع، فما أشد سعادة سموه بهذا الإنجاز الفني العربي، سعادة غامرة ارتسمت على محيا سموه، وعبرت بصدق عن مدى اهتمام سموه بالفنانين وبإنجازاتهم الإبداعية المميزة، وربما يكون هذا الإنجاز في حينه اللغة الفنية التي كان سموه يتطلع إلى تحققها عبر إمكانات قدرتها على التأثير أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة وأن هذا الفنان القدير المبدع عبدالله المحرقي قد استطاع عبر فنه ورسومه الكاريكاتيرية الساخرة محليا وعربيا أن يحدث تأثيرا على الصعيد العربي وعلى أهم منظماته العربية أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي التي يحتاج الكثير من فنانينا إلى استيعابها وتوظيفها عبر فنونهم وجمالياتهم لإبراز صورة الوطن المشرفة بعيدا عن ترك المساحة واسعة أمام من يستثمرها بشكل شره لتشويه هذه الصورة..

ما ذكرته نموذج من نماذج فنية كثيرة احتفى بها سموه وقدم من أجل تجليها وسطوعها كبير الدعم والاهتمام ..

إن وقفة سموه الشاخصة عند دور الفن الوطني وفي هذه المرحلة بالذات، دعوة لكل الفنانين بمختلف اهتماماتهم ومشاربهم للوقوف جليا أمام ما ينبغي أن يكون عليه الفن، ودعوة للقائمين على شؤون الثقافة والفنون في فسح مساحة أكبر أمام الثقافة والفن اللذين يعكسان الصورة المثلى للوطن، وهو أقل ما ينبغي أن نكرم به سموه ..

 

 

المصدر

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...