Jump to content
منتدى البحرين اليوم

الملاحظة والتجربة ومشكلة البحث في مناهج البحث الاعلامي


Recommended Posts

مفهوم الملاحظة:- عملية مقصودة لا تتم بمحض الصدفة كما انها ليست مجرد المشاهدة لما يحدث وتسجيل ماقد يطرأ او يظهر عن تحول او تبدل في الظاهرة او الموقف فهي عملية حسية وعقلية وهي محاولة عقلية لتفسير الظواهر وفهمها الى حد ما .


أنواع الملاحظات :-


1- الملاحظة العابرة :- هي التي يقوم بها الفرد العادي ولاتنطوي على أية ارتباطات علمية وتحدث بصورة سريعة يقوم بها الانسان في ظروف حياته العادية ولاتستهدف الكشف عن حقائق علمية محددة .


فهي التي تسعى الى الشخص دون ان يسعى هو اليها اي انها تتم دون قصد وتختلف من شخص الى اخر فهي لاتعني أية دلالة عند الشخص العادي الذي لايمتلك الحس البحثي وبالتالي لاتثير الملاحظة العابرة لديه أي إثارة غير طبيعية وقد اوحت الملاحظة العابرة في مرحلة سابقة لبعض ذوي العبقرية بالكشف عن بعض القوانين الكبرى في الطبيعة كقانون سقوط الاجسام وقانون الجاذبية .


2- الملاحظة العامة :- هي الملاحظة التي يقوم بها الباحث في مراحل بحثه الاولى دون التقيد بنظام معين حيث تستلفت انتباهه بعض المواقف او الظواهر التي تثير في ذهنه اسئلة محيرة قد تقوده الى التعرف على مشكلة علمية او موقف غامض .


3- الملاحظة العلمية :- هي الملاحظة المنهجية التي يقوم بها الباحث مستهدفا الكشف عن تفاصيل الظواهر والعلاقات الخفية التي يحتمل ان توجد بين عناصرها او بينها وبين الظواهر الاخرى والشرط الرئيسي الذي يحكم الملاحظة العلمية ان تتم بموضوعية وحيدة وتجرد وان تبتعد عن الذات والخلفيات الشخصية .


تمثل اسلوبا من اساليب جمع البيانات والمعلومات في مختلف انواع البحوث كما ان دورها يمتد الى ابعد من ذلك الى كونها اسلوبا من اساليب البحث العلمي وركنا من اركان المنهج العلمي .


خصائص الملاحظة العلمية :-


1- انها ملاحظة مقصودة يقوم بها الباحث معتمدا الكشف عن عناصر او مكونات في داخل الظاهرة او متغيرات تربط الظواهر او المواقف بعضها البعض .


2- انها تتسم بعنصري الوضوح والغرضية لان الباحث هنا يكون واضحا في الكشف عن هدفه بالتالي يحدد غرضه من البحث .


3- انها ملاحظة منظمة تتم بشكل دقيق ومرتب استنادا الى تسلسل وقوع الظاهرة او حدوث الموقف او السلوك بشكل موضوعي .


4- انها ملاحظة مضبوطة يقوم بها الباحث تحت ظروف محددة بوضوح حيث يمكن للاخرين اعادتها ومراجعة نتائجها .


5- انها ملاحظة موضوعية يتم رصدها وتسجيلها ووصفها وتفسيرها دون تدخل من الباحث .



أنواع الملاحظة العملية :-


1- الملاحظة الساكنة :- وهي الملاحظة التي تقتصر على معاينة الظواهر او المواقف في وضعها الطبيعي دون التدخل في حالتها او محاولة تغييرها او تعديلها يصلح هذا النوع في الدراسات الاعلامية شبه التجريبية وخاصة الدراسات السببية المقارنة ودراسات تحليل المحتوى .


2- الملاحظة النشطة :- الملاحظة التي تحاول اعمال الفكر لتجاوز دراسة الظاهرة بالمعاينة في وضعها الطبيعي الى تكوين فكرة عنها واستخلاص نتائج حولها .


3- الملاحظة بالمشاركة :- تتم عن طريق مشاركة الباحث او تفاعله او اندماجه في الظاهرة او مجتمع البحث الذي يشكل اطارا للظاهرة او الموقف المراد دراسته بحيث يصبح الباحث جزء من الظاهرة التي يلاحظها ويلجأ لهذا النوع خاصة في الدراسات الاجتماعية .


انواع المحلاحظة بالمشاركة :-


1- ملاحظة مقيدة :- وتتجه المشاركة فيها لجمع بيانات وصفية بسيطة وتحتاج الى اطار وتظيم فكري يحدد نوع المعلومات المطلوبة .


2- ملاحظة مفتوحة :- وتتجه المشاركة فيها لجمع بيانات متشبعة حول السلوك او الموقف وخاصة اثناء اجراء الدراسات الميدانية ويتمتع فيها الباحث باختيار مضمون ملاحظته بعكس الملاحظة المقيدة .


مزايا وعيوب الملاحظة :-


1- قد تؤدي بالباحث الى نتائج غير دقيقة من الناحية العلمية .


2- الباحث الذي يقوم بالملاحظة هو بشر ذو طاقات وقدرات محدودة ومعرض لاخطاء التحيز والاهواء الشخصية والمعتقدات والاراء الخاصة .


3- من الصعب على الملاحظ الوقوف على جميع الظروف المحيطة بالظاهرة وتفاصيلها نظرا لشدة تركيب الظاهر الاجتماعية كما ان هناك بعض الموضوعات التي يصعب ملاحظتها .


4- الباحث يلاحظ ما يريد ملاحظته في الغالب والاعم وهذا هو جوهر التحيز لانه خاضع لافكار مسبقة تتعلق بأفكار بحثه وهذا قد يعطي للباحث نظرة جزئية للظاهرة بينما المفروض ان يكون الباحث مصورا للواقع كما هو .


5- تعاطف الباحث مع المجموعة التي يدرسها مع صعوبة التخلص من هذا الشعور من شأنه ان يفقد الباحث القدرة على كتابة ملاحظاته بالدقة المطلوبة فالاندماج الكلي يجعل الباحث يحس بأن كل شي اصبح عاديا لايستحق التسجيل .


6- وجود الباحث امام المبحوثين يؤثر على سلوكهم الاعتيادي وربما يمارس المبحوثون امام المبحوث نوعا من العند او المبالغة .



كيفية حل لبعض عيوب الملاحظة :-


العيوب في مجملها تجعل الباحث يقع في خطأ التحيز ويضعه موضع الشك العلمي ويمكن التغلب على هذا الامر من خلال ان يتولى اكثر من باحث تسجيل الملاحظات حول الموقف او الظاهرة محل البحث ثم يعقدون اجتماعات فردية وجماعية لتنقية النتائج التي تم الاتفاق عليها من اي اتجاهات متحيزة .


ولمحدودية قدرات الانسان ووطاقاته وامكانيات الحواس عنده وسد هذا النقص يمكن للباحث ان يستعين في الملاحظة بعدد من الاجراءات والوسائل التي تساعده على الوصول الى اكبر قدر من الدقة العلمية ومن امثلة هذه الوسائل :-


1- المذكرات التفصيلية .


2- استمارة جمع البيانات .


3- الات التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني والسينمائي .


4- الصور الفوتوغرافية والرسوم ووسائل الايضاح والخرائط .


5- الشاشة البصرية .


6- الات التسجيل والاجهزة الاخرى المخصصة لتسجيل التفاعل .


استخدامات الملاحظة في مجال البحث العلمي :-


1- التعرف على المشكلات والظواهر .


2- وسيلة من وسائل جمع البيانات والمعلومات .


3- اسلوب من اساليب دراسة الظواهر .


دور الملاحظة في التعرف على المشكلات العلمية في بحوث الاعلام :-


الملاحظة في هذه المرحلة الاولية تقودنا الى تكوين فكرة بحثية او بلورة مشكلة علمية هذه الفكرة تحتوي ضمنا على فرض او تصور او اتجاه ونجاح الملاحظة في هذه المرحلة الاولية لاتعتمد على المعطيات التي تنتجها ولكن تعتمد على المشكلة التي تثيرها .


من امثلة الملاحظة التي تقود الى التعرف على المشكلات العلمية :-


1- يقول الباحث من خلال الملاحظة تبين لي ان الصحف الليبية لاتتقيد او لايتفق اسلوب اخراجها مع ماهو متعارف عليه من اسس نظرية للاخراج الصحفي وهذا من شأنه ان ينعكس على المضمون .


2- يقول باحث اخر اتاحت لي ظروف عملي للاطلاع اليومي على محتويات البرنامج المرئي الذي يقدم للمشاهدين لفت نظري الكم الهائل من البرامج غير الليبية التي تبث على القناة الاولى وهذا جعلني ابحث عن الاسباب التي تكمن وراء ذلك .


3- تقول باحثة ثالثة اكدت جملة من الملاحظات الموضوعية ان هناك قصور في معرفة طبيعة الدور العلمي الذي ترتكز عليه العلاقات العامة داخل المؤسسات الاجتماعية وتضيف اتاح لي عملي في ميدان الاعلام داخل الهلال الاحمر الليبي كمؤسسة اجتماعية ذات وضعية خاصة للتعرف على عدد من المشكلات التي تواجه العملي في هذا الميدان وتبينت بوضوح نقص الوعي المؤسسي حول ماهية العلاقات العامة .


وتضيف من خلال ملاحظاتها الاولية فإن ماسبق ذكره قد يعود الى :-


· عدم فهم المؤسسة للطبيعة العلمية للعلاقات العامة .


· صعوبة العمل الاعلامي في مؤسسة غير اعلامية .


· الاهتمام بالجوانب اخرى في المؤسسة على حساب تنفيذ برامج العلاقات العامة .


· عدم وضوح الصلة بين دور ومهام العلاقات العامة ووسائل الاعلام المختلفة .


كل ماسبق ذكره جعل الباحثة تنتبه ان هناك موقف مشكل يحتاج الى البحث او الدراسة للتعرف على العوامل التي ادت اليه .


الملاحظة كوسيلة من وسائل جمع البيانات في بحوث الاعلام :-


الملاحظة تفيد في جمع بيانات ومعلومات يصعب جمعها عن طريق الاستبانة او المقابلة او في جمع بيانات في الاحوال التي يبدي فيها المبحوث نوعا من المقاومة او الكذب او رفض الاجابة على اسئلة الباحث .


أهمية الملاحظة في جمع البيانات :-


1- يمكن جمع البيانات والمعلومات حول المشكلة المراد دراستها بما يتضمنه من عوامل في نفس الوقت الذي يتم فيه فيقل بذلك احتمال تدخل عامل الذاكرة لدى الملاحظ .


2- يمكن عن طريق الملاحظة الحصول على البيانات والمعلومات من الاشخاص موضع الملاحظة دون ان يدركو انهم موضع ملاحظة .


3- يمكن عن طريق الملاحظة تسجيل ملاحظات من ذلك النوع الذي يصعب التحدث فيه او وصفه شريطة ان تكون رؤيتها متاحة للمشاهد الخارجي .


4- يمكن عن طريق الملاحظة جمع المعلومات والبيانات عن الحياة الشخصية للناس ومشاكلهم وطرق حياتهم والتي غالبا لايسمح الافراد بأعطائها الا لشخص قريب منهم .


5- يمكن عن طريق الملاحظة ان يتزود الباحث بالشواهد الميدانية التي تفيده في تعزيز نتائج الدراسات الميدانية بصفة خاصة .


الملاحظة كأسلوب للدراسة او كطريقة للبحث في بحوث الاعلام :-


هناك من يرى صعوبة استخدام الملاحظة كطريقة لدراسة الظواهر او المواقف مدللا على جه نظره بأن ذلك بسبب العجز عن الوصول الى قاعدة قياسية للمعلومات التي جمعها عن طريق الملاحظة وكذلك فأنها مقيدة بفترة حدوث الظاهرة الذي قد لا تتكرر بعض جوانبه مرة اخرى فإذا اراد باحث اخر دراسة نفس المشكلة عن طريق الملاحظة فقد تختلف رؤيته للنتائج عن الباحث الاول .


باحثي الاتصال لم يستخدموا اسلوب الملاحظة بكثرة الا ان ذلك الاسلوب يبدو ملائما لدراسة عمليات التفاعل في بعض الاوساط الاعلامية مثل غرفة الاخبار واجتماع المحررين والبرامج التي تعتمد على عدسة الكاميرا .


بعض النماذج التي اعتمدت على الملاحظة كطريقة للبحث :-


1- البحث الميداني الذي قام به والتر ستايجلمان عن العلاقة بين عناوين الصحف ومبيعات اكشاك الصحف .


2- الدراسة التي قام بها الباحثان لويد وارنر وبول لانت حول الطبقة الاجتماعية في مدينة امريكية حيث استعان الباحثان بتسجيل عدد الناس الذين اشتروا المجلات والصحف واسماء هذه المجلات والصحف التي اشتروها وكذلك استعان الباحثان بمساعدين امام السينما لملء بيانات تتصل بالملاحظة .


3- البحث الذي قامت به الباحثة ميلدرن بارتن عن الاستماع الى الراديو فقد اتفقت مع احدى شركات سيارات الاجرة على اجراء الدراسة وطلبت من السائقين تسجيل رد فعل الراكبين اتجاه تشغيل او عدم تشغيل الراديو لدى دخولهم السيارة .


4- تعد دراسة فرانك ستانتون عن ملاحظة قراء المجلات في المحلات العامة ودراسة د.ب.لوكاس عن اهتمام القارئ بالمنشورات التي تعطي لرواد المسرح نماذج لبحوث الاتصال اعتمدت على ملاحظة سلوك الجمهور .


5- الدراسة التي قام بها الباحثان والتر جيبر و والتر جونسون عن مصادر الاخبار وحارس البوابة والتي استخدما فيها اسلوب الملاحظة الى جانب المقابلات المفصلة للتعرف على العلاقة بين المحررين ومصادر الاخبار في حكومة المدينة .


6- دراسة تشالز سوانسون وجيمس جنكيز و روبرت جونز في الدراسة التي اجروها عن حادث اتصال هام (خطاب الرئيس) حيث عملوا على وضع مراقبيين في قاعة الاجتماعات للخطاب الحي والخطاب المذاع على التلفزيون لمراقبة اداء المحررين في القاعتين .


7- الدراسة التي قام بها باحث الماني على نزلاء احد السجون في المانيا الشرقية للتعرف على مدى حاجة النزلاء الى وسائل الاعلام ومدى تأثرهم بوجودها من عدمه اتبع الباحث اسلوب الملاحظة بالمشاركة الذي جعله يعيش بين النزلاء كواحد منهم .


موضوعات لبحوث يمكن دراستها باستخدام طريقة الملاحظة :-


· ملاحظة سلوك الاطفال وتصرفاتهم اثناء مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية او الافلام السينمائية عن طريق استخدام الشاشة البصرية .


· ملاحظة العادات المتصلة بقراءة الصحف في اماكن العمل .


· مراقبة حركة الشراء لسلعة معينة بعد تكثيف حملة اعلانية عنها .


متطلبات منهجية في استخدام الملاحظة كطريقة للبحث :-


Ø مشكلة البحث .


Ø الفروض او التساؤلات التي تثيرها مشكلة البحث .


Ø المفاهيم والمصطلحات الواردة في المشكلة والفروض .


Ø الادوات والوسائل المناسبة لتسجيل بيانات الملاحظة .


Ø اسلوب تحليل بيانات الملاحظة وتفسيرها .


على الباحث ان يضع هذه الاعتبارات نصب عينه حتي يتمكن من اجراء الملاحظة في دقة وحيدة وموضوعية :-


1- ان يحدد المجال الزماني والمكاني لاجراء الملاحظة وخاصة في البحوث الميدانية بما يتفق مع ظروف موضوع الملاحظة لا بما يتفق مع ظروف الباحث الشخصية .


2- ان يعلم ان الملاحظة تتأثر بالبيئة او المجتمع الذي يجري فيه .


3- ان يتأكد من مدى ثبات واستمرار حدوث الحالة المراد ملاحظتها والظروف المحطية بها .


4- ان يحدد منذ البداية الوقائع او الحالات التي يجب ملاحظتها وكيفية تسجيلها والاجراءات التي يجب اتخاذها للتاكد من دقة الملاحظة (وهناك طريقتان لتسجيل الملاحظة)


§ التسجيل الزمني للحوادث اي ترتيبها بزمن حدوثها .


§ تنظيم المادة الملحوظة في موضوعات او فئات فرعية وان يتم اعداد هذه الفئات قبل البدء في الملاحظة .


5- ان يتأكد من الاجراءات التي يجب اتخاذها لشمول الملاحظة ودقتها وذلك عن طريقة الموضوع الاساسي ويفضل ان يكون هناك اكثر من ملاحظ يستخدمون نفس النظام في التسجيل .


6- ان يستعين بالاجهزة والالات والمعدات الحديثة التي تساعده على دقة الملاحظة .


7- ان يفرق عند استخدام بين نوعين من انواع الملاحظة كطريقة بحث هما ملاحظة الكم (تستخدم في العلوم التي تعتمد على تصنيف الاشياء الى اجناس او فصائل كالعلوم الطبيعية) وملاحظة الكيف (تستخدم في معرفة العلاقات بين العناصر التي تتألف منها ظاهرة معينة و التعبير عن هذه العلاقات كما هو الحال في العلوم الاجتماعية) . وهذا لايعني استبعاد ملاحظة الكم في بحوث الاعلام وغيرها من مجالات العلوم الاجتماعية .


8- ان يعي ان استخدام الملاحظة كأسلوب للبحث يتطلب ان يتمتع الباحث بقدر من المهارة الى جانب القدرة السريعة على تغيير الادوار وبسرعه .


9- ان يعلم ان استخدام الملاحظة كطريقة بحث يتطلب الصبر والاناة لان اخذ بيانات واقعية في بداية الملاحظة غالبا ما تأتي متبعثرة وغير مترابطة .


10- ان يدرك ان العبرة في استخدام الملاحظة كوسيلة للبحث ليس تسجيل بيانات الملاحظة وانما العبرة بالقدرة على تنسيقها وربطها وادراك العلاقات الخفية .


11- ان يحدد عدد مرات الملاحظة والفترة الزمنية لكل مرة والفقرة الزمنية التي تفصل بين الملاحظة والملاحظة التي تليها .


Link to comment
Share on other sites

التجربة في البحث الاعلامي

 

يرجع تأخر الاستعانة بالمنهج التجريبي في مجال العلوم الاجتماعية الى سبب رئيس وهو وجود معظم العلوم الاجتماعية ولفترة طويلة ضمن فروع الفلسفة الامر الذي جعلها تعتمد على ماتعتمد عليه الطرق الفلسفية كالتأمل لبلوغ الحقيقة .

وسائل البحث العلمي :- التخمين / الملاحظة / التصنيف / التحليل / الارتباط / المقارنة / الاستنتاج .

مفهوم التجربة :- إجراء يستهدف تحليل الظواهر بدقة وموضوعية عن طريق التركيب بين عدة متغيرات على ارض الواقع مع امكانية اجراء التعديل على احد المتغيرين لقياس مايطرأ على المتغير الاخر .

المتغير المستقل :- هو المتغير الذي يفترض انه السبب في حدوث المتغير التابع .

متغيرات وسيطة :- تقع في منطقة وسط بين المتغيرين المستقل والتابع وقد تؤثر في كليهما بحيث يصعب تجاهلها عند ضبط العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع .

في حالات كثيرة لايستطيع الباحث معالجة المتغيرات في اطار التجربة ومع هذا فهو يدرس المتغيرات بدقة وباتباع الاسلوب التجريبي حيث يكتفي الباحث بالملاحظة والقياس كما يحدث في علم الفلك وكذلك الحال في الدراسات البيولوجية مثال العلاقة بين التدخين وبين الاصابة بسرطان الرئة فمن الواضح ان الدراسة مستحيل اجرائها بالتجربة بتعريض بعض من البشر لدخان التبغ لاجراء دراسة عليهم بعد ذلك لذلك يلجأ العلماء الى اجراء تجربة علمية غير معملية تحكموا فيها في المتغير المستقل (التدخين) ودرسوا علاقته على المتغير المعتمد (الاصابة الرئوية) .

مستويات التجربة في بحوث العلوم الاجتماعية :-

المستوى الاول :- التجربة الاستطلاعية : ملاحظة علمية تتم تحت الضبط الناتج عن التحكم من جانب الباحث فالقائم بالتجربة يستطيع ان يعدل في الظاهرة التي يقوم بدراستها بحيث تبدو في انسب وضع يصلح لدراستها .

الغرض من التجربة الاطلاع بهدف التعرف على العلاقات القائمة او المفترضة بين العناصر المختلفة التي تتكون منها الظاهرة .

ومن الصعب في هذا المستوى من مستويات التجربة التمييز بينا وبين الملاحظة او وضع حدود فاصلة بينهما فالملاحظة تعني ملاحظة الظاهرة في حالتها الراهنة والتجربة تعني محاولة الباحث لتبديل الظاهرة وإبرازها في وضع غير وضعها الطبيعي للتثبت من دقة الملاحظة .

الحالات التي يستعين بها الباحث بالتجربة الاستطلاعية :-

1- لمعرفة عما اذا كانت الظاهرة موضع الملاحظة تتكرر دون ان يحدث فيها تغيير اذا وجدت في نفس الظروف التي ظهرت فيها اول مرة .

2- اذا لم تمكن الملاحظة الباحث من تحديد العلاقات القائمة بين عناصر الظاهرة وخاصة اذا كانت هذه العلاقات غامضة او غير واضحة .

3- عندما تكون الملاحظة التي توصله الى الفروض غير جاهزة اي ينبغي استحداثها .

4- عندما يعجز الباحث عن ترتيب العناصر التي تشكل متغيرات في الظاهر ة من حيث اهميتها .

الملاحظة بالمشاركة نوع من انواع التجربة الاستطلاعية : هي معايشة بالتجربة حيث يقوم الباحث بالمعايشة الفعلية لمجتمع البحث بالمشاركة في نشاطاته الاجتماعية اليومية حتى يحصل على القبول الاجتماعي والنفسي من قبل المبحوثين .

المستوى الثاني :- التجربة التخطيطية : نوع من التجارب تجري لتحديد نطاق التجربة الرئيسة فإذا كنا بصدد معرفة انسب وسيلة اعلامية لتوجيه حملة اعلامية عن مضار التدخين فاننا نختار عددا من الوسائل الاعلامية لتحديد اي هذه الوسائل انسب لهذا النوع من الحملات الاعلامية وذلك عن طريق توجيه جرعات مدروسة للحملة بغرض التعرف على الوسيلة التي احدثت ردود فعل افضل من غيرها حول الرسالة الموجهة .

المستوى الثالث :- التجربة الانتقائية : تجرى لانتقاء بعض المتغيرات او العوامل التي تم الكشف عنها في التجربة الاستطلاعية على اعتبار انها عوامل تحتاج الى المزيد من الدراسة اما لاستبعاد او الابقاء عليها بدلا من ان تكون العوامل او المتغيرات في التجربة الحاسمة كثيرة للغاية .

الهدف من اجراء التجربة الانتقائية استبعاد العوامل التي لا تتفاعل مع المتغير المستقل في احداث الموقف الذي يستهدف الباحث دراسته وهنا تكون نتائج التجربة الانتقائية عزل واستبعاد العوامل او المتغيرات التي يثبت عدم تاثيرها في الموقف المراد دراسته .

المستوى الرابع:- التجربة المعملية : برزت فكرة المعمل اصلا لضمان خلق ظروف مناسبة يتم فيها التحكم في التأثيرات الخارجية وعزلها عن المتغيرات التي يجري تجريبها وهنا يجب على الباحث الا يتردد في اجراء التجربة المعملية اذا كانت المتغيرات التي يدرسها قابلة للمعالجة داخل المعمل .

المستوى الخامس :- التجربة الحاسمة : التجربة التي يقوم بها الباحث بغرض البرهنة او اقامة الدليل الذي يمكنه من اثبات صحة فروضة او نفيها . يستخدم هذا النوع من التجارب بصفة اساسية في بحوث المنهج التجريبي .

هدفها بناء نظرية على ان يكون مفهوما انه لاتوجد في العلوم الاجتماعية حقائق مطلقة لان المطلق لايخرج عنه شئ .

الحكم على نتائج التجربة بغرض الاطلاع تختلف عن الحكم على نتائج التجربة بغرض اقامة الدليل ففي الاطلاع يلاحظ الباحث نتائجها دون فكرة مسبقة وفي اقامة الدليل يسجل الباحث ملاحظاته وهو على علم مسبق بانه باحث عن دليل الا ان كلا منهما يقومان على فكرة المنهج العلمي .

المستوى السادس :- التجربة الفكرية : تأخذ التجربة طابعا ذهنيا كعملية عقلية استنتاجية ترافق البحث العلمي باستمرار منذ ان كان احساسا حتى مرحلة الوصول الى النتائج . وهي تسمح بتحليل مفهوم معين من نواحيه المختلفة اي إجراء تجارب فكرية عليه ولكن في ذهن الباحث .

هي تجربة غير مباشرة تتم داخل العقل الذي به الادراك وهي اساس مايسمى بعلم النفس التحليلي كما ان الاستدلال هو في واقع الامر تجربة فكرية تقوم على الملاحظة ثم استنباط النتائج ثم الملاحظة للتأكد من صحة النتائج .

وفي مجال الدراسات الاعلامية لعبت التجربة الفكرية دورا في الوصول الى العديد من نظريات الاتصال الشهيرة . واشهرها نظرية وضع الاجندة والتي اعتمدت على التجربة الفكرية في مقاييس الاهتمامات عند الجمهور .

انواع بحوث التجربة في مجال الاتصال :-

النوع الاول :- البحوث الارتباطية : تهتم الدراسات الارتباطية ببحث العلاقة بين متغيرات الظاهرة وتحليلها وتحديد حركتها وتقدير ابعادها واهميتها في التأثير الكلي على الظاهرة .

كما ان وجود علاقة ارتباطية بين متغيرين لايعني ان احد هذين المتغيرين هو السبب في حدوث المتغير الاخر وبمعنى اخر انه لاتوجد علاقة سببية بين المتغيرين في حالة وجود علاقة ارتباطية بينهما .

الدراسة الارتباطية تهدف الى معرفة :-

1- العلاقة الارتباطية بين متغيرات الظاهرة محل البحث .

2- اتجاه هذه العلاقة الارتباطية طردية او عكسية .

3- درجة الارتباط بين المتغيرين وقوتها سلبا او ايجابا .

الدراسة الارتباطية تفيد في معرفة العلاقة بين المتغيرات في مجالات كثيرة ومتعددة منها :-

1- العلاقة بين فئات السن ودرجة المشاهدة للبرامج التلفزيونية ونوعية البرامج .

2- العلاقة بين مستوى التعليم ودرجة الاقبال على قراءة صحف معينة .

3- العلاقة بين خصائص الوسيلة وطبيعة الدور الذي تقوم به .

النوع الثاني :- بحوث الدور : تستهدف التعرف على الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام في ترسيخ القيم والمفاهيم والسياسات وتغيير الاتجاهات هي بحوث تعتمد على اسلوبين من الاساليب العلمية

1- تحليل المحتوى :- للتعرف على محتوى مادة الاتصال بمختلف جوانبها الكمية والكيفية بغرض التوصل الى صورة موضوعية وكمية ومنتظمة لمحتوى مادة الاتصال يمكن اقامة التجربة الاستطلاعية للتعرف على الفئات التي ستخضع لعملية الكيفية كما يمكن استخدام التجربة التخطيطية للتأكد من صلاحية هذه الفئات عن طريق الاستعانة بمحللين اخرين .

2- مسح الجمهور :- بإجراء بحث ميداني عن طريق طرح استبيان معتمدا في محتوياته على نتائج تحليل المحتوى التي توصل اليها الباحث من خلال الاسلوب الاول اي تجسيد وبلورة نتائج تحليل المحتوى في استبيان يطرح على جمهور معين لمعرفة طبيعة الدور الذي قامت به وسائل الاعلام في الموضوع التي اخضعها الباحث لتحليل المحتوى في وسائل الاتصال مقروءة او مسموعة او مرئية . يمكن الاستعانة بالتجربة الاولية (التمهيدية) لاستمارة البحث الميداني وذلك بتطبيقها في حدود ضيقة علة عينة صغيرة ممثلة لعينة البحث للتأكد من مدى صلاحية الاستمارة لبحث ميداني .

النوع الثالث :- بحوث الأثر : وتنصب اهتمامات هذا النوع من البحوث على دراسة الاثار التي ادت اليها عملية الاتصال ويعد هذا النوع من البحوث المجال الاساسي للمنهج التجريبي في بحوث الاتصال من خلال التجربة الحاسمة بعد اجراء التجارب الاخرى كالاستطلاعية والانتقائية .

بعض الدراسات في هذا النوع :-

* البحث باستخدام التجربة لامكانية الاذاعة المرئية كوسيلة تعليمية :

· قياس درجة الاستيعاب والفهم .

· في محو الامية .

· في التوجيه والارشاد .

· في توسيع دائرة المعارف والمعلومات العامة .

· في الدعوة للافكار جديدة .

* البحث باستخدام التجربة لدراسة تأثير الوسائل المرئية كالسينما والتلفزيون والفيديو على المشاهدة .

* اثر برامج الاطفال على سلوك الطفل .

متطلبات التجربة في بحوث العلوم الاجتماعية :-

1- قبل اجراء التجربة ينبغي اولا التأكد من ان الظاهرة قيد البحث تسير بانتظام .

2- عند اجراء التجربة ينبغي توفر قدر كبير من الموضوعية والحيدة العلمية بحيث لايتأثر الباحث بذاتيته فينبغي ان يركز الباحث اهتمامه على ملاحظة الظاهرة دون ان يتدخل فيها .

3- عند اجراء التجربة الانتقائية ينبغي مراعاة الموقف الكلي الذي تتداخل في اطاره العناصر المكونة للظاهرة قيد البحث عناصر الموقف الكلي تؤثر هي الاخرى على متغيرات الظاهرة أثناء البحث عن السبب والعلة فينبغي ان لايتم استبعاد اي من المتغيرات بدعوى انها لاتؤثر على الظاهرة الا بعد التأكد من ذلك فعلا .

4- تحديد المتغيرات التي تم الابقاء عليها ووضع تعريفات اجرائية لها بصورة دقيقة تبين حدود استخدامها وموقعها عند التجربة الحاسمة .

5- قبل اجراء التجربة الحاسمة يجب العمل على توحيد الظروف والمتغيرات بالنسبة للمجموعات التجريبية والمجموعات الضابطة قدر المستطاع وتوحيد الظروف يقتضي تساوي المجموعتين في كل الظروف المحيطة باستثناء المتغير المستقل .

6- تحديد الادوات المطلوبة للتجربة واعدادها شريطة ان تستوفي هذه الادوات الجوانب المختلفة للفرض التجريبي وتأثيراته المتوقعة .

7- المقابلة بين الفرض التجريبي ونتائج التجربة من خلال الوقائع التي ادت اليها للتعرف على المتغيرات التي كانت سببا في حدوث الظاهرة حتى يمكن اعادة تكرار التجربة اذا دعت الضرورة لذلك .

انواع العلاقة بين المتغيرات :-

1- علاقة متناظرة : وجود علاقة بين متغيرين او اكثر دون ان يؤثر احدهما على الاخر لكن مرتبطان مع صعوبة تشخيص المتغير المستقل عن المتغير التابع .

2- علاقة غير متناظرة : امكانية تحديد اي المتغيرين مسنقل وايهما التابع وهذا هو هدف اصحاب التحليل السببي .

3- علاقة تبادلية : العلاقة التي تحدث بين المتغيرين عندما يتبادلان موقعيهما بحيث يصبح المتغير المستقل تابعا ويصبح المتغير التابع مستقلا .

مراحل لتحقيق السيطرة على الظروف او المتغيرات :-

المرحلة الاولى :- العشوائية : يتم اختيار وتوزيع افراد الجماعة التجريبية والضابطة من خلال الجدول العشوائي الذي يعطي الفرض المتكافئة لكل فرد من افراد مجتمع الدراسة .

المرحلة الثانية :- المضاهاة : تتم عملية المقارنة بين وجود المتغيرات بين افراد المجموعتين الضابطة والتجريبية ومن المحاذير التي ينبغي تجنبها عدم الاعتماد على المتوسط الحسابي لاجراء المضاهاة لانه لايعطي توزيعا تكراريا متعادلا للمجموعتين .

المرحلة الثالثة : التحكم الدقيق : تتم المقارنة بين متغيريين في ان واحد عند فرد واحد في جماعة التجريب مع نفس المتغيرين عند فرد واحد من مجموعة الضبط كما يتم التأكد من ان جميع المتغيرات المراد استبعادها قد توفرت عند المجموعتين بدرجة كبيرة او متشابهة تماما .

المرحلة الرابعة : التوزيع التكراري :- تتم مراجعة توزيع المتغيرات في الجماعتين الضابطة والتجريبية للتأكد من عزلها بدرجة كبيرة يمكن للباحث في هذه المرحلة اعادة توزيع افراد المجموعتين التجريبية والضابطة من جديد وبطريقة التوزيع التكراري .

Link to comment
Share on other sites

المشكلة العلمية في بحوث الاعلام

 

مفهوم المشكلة العلمية :- موضوع او مسألة يحيط بها الغموض او موقف او ظاهرة تحتاج الى تفسير او تحيليل او قضية تكون موضع خلاف بحيث يمكن استخدام وتطبيق المنهج العملي عند دراستها .

أهمية تحديد مشكلة البحث :-

1- من المسائل الجوهرية التي لاغنى عنها في مختلف انواع البحوث .

2- اكتشاف مشكلة جديرة بالبحث يحتاج الى صبر و روية كما انها تحتاج الى دقة متناهية .

3- تحديد وتركيز للجهد الذي يقوم به الباحث في دراسته .

4- مرشدا وموجها للباحث للسير بسلام في طريق البحث العلمي لانه عرف من البداية مالذي يسعى اليه من الدراسة التي يقوم بها .

تحديد المشكلة يساعد الباحث على :-

1- نوع الدراسة واهميتها واهدافها .

2- الفروض او التساؤلات التي تستند اليها .

3- طرق البحث المناسبة لدراستها .

4- نوعية البيانات والمعلومات المطلوبة لها .

5- الوسائل والادوات اللازمة لجمع وتحليل البيانات .

عوامل تؤثر في تحديد مشكلة البحث :-

*عوامل تتصل بالدافع العلمي لدى الباحث : هي عوامل تثصل بالاهداف والمسائل الاكاديمية للبحث الذي تولاه او يقوم به .

1- اختيار نظرية من نظريات الاعلام للتأكد من صدقها وخاصة تلك النظريات التي تم التوصل اليها في مجتمعات اخرى للتاكد من مدى صلاحيتها وفاعليتها في المجتمع الذي ينتمي اليه الباحث .

2- الوصول الى مجموعة من الحقائق التي يمكن على اساسها بناء نظرية جديدة تضاف الى مكونات البناء المعرفي النظري لدراسات الاعلام والاتصال .

3- اعادة دراسة نتائج بعض بحوث الاتصال التي اجريت في ظروف مختلفة للمجتمع الذي يعيش فيه الباحث ولكن بعد مضي فترة زمنية طويلة نسبيا نتيجة تغير الظروف .

*عوامل تتصل بالدافع العملي لدى الباحث : وهي عوامل تتعلق بالمسائل التطبيقية او الخبرات اليومية التي يعمل الباحث في اطارها .

1- الرغبة في التوصل الى بناء نموذج عملي او تطبيقي جديد يتصل بالممارسة المهنية في مجال من مجالات الاعلام .

2- الرغبة في تحسين وتطوير الاساليب المتبعة في تطبيق الاسس العلمية في انتاج واخراج البرامج الاعلامية

*عوامل تتصل بذاتية الباحث : تتصل هذه العوامل بالامكانيات التي يجب توافرها في الباحث لدراسة المشكلة التي وقع الاختيار عليها لذا يجب على الباحث مراعاة هذه العوامل عند تحديد مشكلاتهم .

1- توفر الامكانيات المادية اللازمة لتمويل البحث اذا كانت طبيعة الدراسة تتطلب توافر امكانيات مالية كبيرة لاجرائها .

2- توفر الامكانيات العلمية وغير العلمية عند الباحث كضرورة لاجراء الدراسة كمصادر المعلومات وادوات القياس وغيرها .

3- توفر الخبرة الشخصية المهنية عند الباحث والتي قد تحتاجها مشكلة البحث .

*عوامل اخرى تؤثر بطريقة مباشرة او غير مباشرة على دراسة مشكلة البحث :

1- توجيهات المجتمع وسياساته وخاصة اذا كان لذلك علاقة بمشكلة البحث او بسياسة المجتمع في مجال البحث العلمي .

2- القيم الفكرية التي تتناولها المشكلة ومدى توافقها مع الاتجاهات السائدة في المجتمع .

كيفية تحديد مشكلة البحث :-

*الا يتناول الباحث في اطار مشكلة بحث واحدة جوانب متعددة بل عليه ان يقصر مشكلة بحثه في زاوية معينة .

*تحديد الهدف من البحث العلمي كطريق يقودهم الى تحديد مشكلة البحث .

*وضع المشكلة في صيغة سؤال او مجموعة من الاسئلة حيث ان عرض المشكلة وتحديدها في صورة استفهامية يتطلب بالضرورة اجابة محددة وتصبح الاجابة عندئذ هي هدف الدراسة .

خطوة تحديد المشكلة تتضمن النقاط التالية :-

1- دراسة البعد التطوري للمشكلة او مايطلق عليه بالخلفية العلمية للمشكلة او الرصيد المعرفي لها وذلك بالاطلاع على الدراسات والبحوث والكتب والمراجع التي تتصل بمشكلة البحث فالباحث لايبدأ من فراغ وانما يبدأ من حيث انتهى الاخرون .ويعبر عنها فيرمان ( بخطوة مسح التراث الفكري للمشكلة وفصحة ) .

وتكمن اهمية هذه الخطوة للاسباب التالية :-

· توفر للباحث بيانات ومعلومات عن تطور واتجاهات دراسة المشكلة والحالة العلمية الحاضرة لها .

· تبين للباحث مدى توفر المراجع التي سيعتمد عليها في دراسته اللاحقة للمشكلة .

· تبعد الباحث عن الوقوع في خطأ تحديد المشكلة بصورة قد سبق دراستها .

· تساعد الباحث على تحديد السمات العلمية التي تميز مشكلة بحثه عن مشكلات البحوث السابقة ذات الصلة .

· تحدد للباحث نوع المعلومات الجديدة التي يسعى الى اضافتها للمعرفة الانسانية .

2- تحديد نوعية الدراسة للمشكلة محل البحث هل هي دراسة تحليلية ان ميدانية او تطبيقية ؟وهل هي دراسة شاملة ام بالعينة ؟ وغيرها من المسائل الاخرى وعلى الباحث مراعاة امور معينة في هذه الخطوة :-

· ان بحوث الدور في مجال الدراسات الاعلامية تتطلب ان يجمع الباحث بين اسلوبين من اساليب الدراسة المسحية هما تحليل المحتوى ودراسة جمهور الاعلام .

· ان بحوث الاثر في مجال الدراسات الاعلامية تتطلب ان يعمل الباحث اما بأسلوب الدراسة السببية المقارنة او باتباع المنهج التجريبي بحثا عن الاثر الذي يقدمه الباحث من خلال التجربة الحاسمة .

· ان الدراسات الوصفية التفسيرية في مجال الدراسات الاعلامية هي دراسة من جانب واحد اما تحليلي او ميداني او تطبيقي .

3- تحديد نطاق المشكلة من كافة الجوانب التي تتطلبها طبيعة المشكلة سواء اكانت هذه النطاقات جغرافية او بشرية او زمنية وذلك وفقا لطبيعة البحث .

4- صياغة مشكلة البحث صياغة علمية محددة تحدد مجال المشكلة بدقة واسلوب دراستها وحلها ومراعاة الا تكون الصياغة طويلة ومملة ولا قصيرة مخلة وهذا يتطلب مراعاة الاعتبارات التالية :-

· ان تصاغ مشكلة البحث في اسلوب علمي يستمد طبيعته من طبيعة المشكلة .

· ان تصاغ مشكلة البحث بوضوح حيث ان المشكلة المصاغة بطريقة مبهمة او غامضة تؤدي الى ارباك الباحث بدلا من ان ترشده الى مصادر المعلومات .

· ان تصاغ مشكلة البحث بدقة حيث ان المشكلة المصاغة بطريقة شاملة ومترهلة تفقد الباحث السيطرة الى مكوناتها فتقل كفاءة الدراسة .

5- تعريف المفاهيم والمصطلحات والمتغيرات الواردة في مشكلة البحث ففي ذلك توضح المشكلة في ذهن الباحث وكذلك بذهن القارئ الذي يتابع الباحث .

طرق تحديد مشكلة البحث :-

1- يقوم الاستاذ المشرف او القسم الذي يدرس فيه الطالب باقتراح المشكلة وهناك مزايا لهذه الطريقة اذ يكون الموضوع الذي يقترحه المشرف او القسم اكثر مناسبة للبحث فضلا عن ان نطاق المشكلة سيكون محددا بصورة جيدة الا ان البعض يرى ان تترك مهمة اختيار مشكلة البحث للباحث نفسه .

2- او ان يقوم الدارس باختيار ذلك بنفسه وقد يكون من الافضل على الطالب ان يتقدم بأكثر من موضوع الى القسم او المشرف على الطالب .

مراعاة الاعتبارات العلمية لمواصفات المشكلة الجيدة :-

1- الصياغة الجيدة للمشكلة من حيث الدقة والتركيز والوضوح بالصورة التي توضح ابعادها ومتغيراتها ونطاقها .

2- اصالة المشكلة من حيث :-

· فائدتها العلمية او قيمتها العملية .

· حداثة المشكلة وعدم تكرارها لموضوعات سبق دراستها .

· عدم اعتمادها على دراسة معلومات او وثائق متحيزة تضع الباحث موضع الشك العلمي .

3- قابلية المشكلة للدراسة او الحل او التفسير من حيث امكانات اجرائها سواء اكان الامر بالنسبة لطبيعة المشكلة او امكانات الباحث الشخصية والعلمية .

تحليل مشكلة البحث :- يتطلب تحليل مشكلة البحث التعرف على الاطار العام للمشكلة بأبعادها المختلفة من حيث :

1- المكونات الاساسية للمشكلة .

2- المتغيرات الاولية والمحتملة في اطار هذه المكونات .

عند تحليل المشكلة ينبغي التعامل مع عملية التحليل كجهد فكري يستند الى معلومات و وقائع والتفسيرات ذات صلة بالابعاد المختلفة لمشكلة البحث على اعتبار ان هذه الخطوة تمثل المرتكز الاساسي لبناء الفروض او التساؤلات التي تحكم مسار الدراسة فإن موضوعية هذه الخطوة تتطلب من الباحث ان يعمل على اجرائها مجردا عن الصور التي تشكل رأيه .

مثال توضيحي عن ( التحرك الاعلامي والدعاية الصهيونية ) كمجال توجد في اطاره مشكلة تستحق البحث من عدة زوايا تحليلة او وصفية تفسيرية من المستوى الثاني او تاريخية ... الخ

اولا :- حقائق واساسي تصل بالتحرك الاعلامي :

1- فلسفة التحرك الاعلامي :

· نظرية بافلوف .

· نظريةفرويد .

· فلسفة جون ديوي .

2- قواعد التحرك الاعلامي:

· التخطيط على المدى القريب والبعيد .

· توجيه التحرك الدبلوماسي والعسكري .

· المرونة والسرعة في التعامل مع المتغيرات .

3- اساليب التحرك الاعلامي :

· الاغراق .

· الشائعات .

· الاقناع .

· التحايل والمساومة .

· الضغط والاكراه .

4- اهداف التحرك الاعلامي :

· نقل المفاهيم وزرع المدركات .

· تشويه الافكار وخلق البلبلة لتدعيم عدم الثقة في القيادات .

· تحطيم الثقة في الذات القومية العربية .

· خلق تشققات في الجسد القومي العربي .

· خلق قوة ضاغطة على المستويات المحلية والعالمية .

5- ميادين التحرك الاعلامي :

· الاعلام الداخلي .

· الاعلام الخارجي الموجه .

· الاعلام المضاد .

ثانيا :- الدعاية الصهيونية "حقائق واساسيات":

1- مرتكزات الدعاية الصهيونية :

· التمييز بين الدعاية الداخلية والدعاية الخارجية .

· التمييز بين الدعاية والدعوة والحرب النفسية والاعلام المضاد واستخدام كل منها وفقا لطبيعة الموقف .

2- محاور الدعاية الصهيونية :

· فن التخاطب النفسي .

· الولاء والانتماء الروحي .

· عقيدة اليهودي المضطهد "عقدة الذنب " .

· الابعاد الانسانية للوجود اليهودي .

· شرعية الوجود الاسرائيلي الصهيوني .

· مبدأ اسرائيل في حاجة اليك .

· مبدأ انت بحاجة الى اسرائيل .

3- مراحل الدعاية الصهيونية :

· مرحلة الدفاع عن اليهودية .

· مرحلة الدعوة الصهيونية .

· مرحلة الاعتراف الدولي بإنشاء دولة اسرائيل .

· مرحلة الاعتراف الصريح بالوجود الاسرائيلي .

· مرحلة التقسيم السياسي وتحويل استراتيجية القتال الى استراتيجية سلمية اساسها الاتصال المباشر .

4- اساليب الدعاة الصهيونية :

*اسلوب الجوقة :- احد الاساليب الدعاية المضللة ويعني اصدار مفاهيم او اراء او تصريحات متنوعة ومتناقضة في نفس الوقت حول موضوع واحد بحيث يخدم كل منها وجهة نظر مختلفة ومن ثم فان المستقبل لابد وان يتعاطف مع احداها .

*اسلوب التعدد :-

· الاعلام الرسمي للدولة .

· الاعلام الصهيوني المنظم .

· اعلام المنظمات السياسية الصهيونية .

· اعلام رابطة الدفاع عن اليهودية .

· اعلام حركة اسرائي الكبرى .

مصادر المشكلات البحثية :-

1- المجال العلمي لموضوع البحث والذي يمكن الباحث من معرفة العديد من المشكلات التي يمكن ان تكون مجالا للبحث او الدراسة فالباحث المتخصص الذي يمتلك الحس البحثي يكون اكثر قدرة من غيره في التعرف على العديد من المشكلات غير المدروسة ذات الصلة بمجال تخصصه .

2- الملاحظات والخبرات اليومية التي يدركها الباحث في حياته اليومية او من خلال عمله والتي تزوده بالافكار التي يمكن من خلالها بلورة ملاحظاته في مشكلة بحثية تستحق الدراسة او الحل .

3- الدراسات والتقارير ونتائج البحوث والتي تعتبر مجالا خصبا للتعرف على مشكلات البحوث وللك فإن الباحثين المبتدئين مطالبون دائما بالقراءة المتأنية للبحوث والكتب والمراجع لما تمدهم من مشكلات بحثية جاهزة محددة المجال وبذلك توفر عليهم الكثير من الخطوات اللازمة للتعرف على مشكلة البحث وتحديدها .

4- الاحساس بالمشكلة يلعب دور كبير في التعرف على المشكلة فالمعرفة التي تأتي من هذا الاحساس تكون ناقصة لانها احساسات غامضة الا ان لهذا الاحساس قيمة معنوية تدفع الباحث الى تخطي هذا الشعور محاولا التعرف على حقيقة الموقف الغامض وبالتالي التفكير في كيفية تحديد المشكلة .

تقويم مشكلة البحث :-

1- التقويم الداخلي : يتصل التقويم الداخلي بمشكلة البحث نفسها ومايرتبط بها من جوانب مختلفة كالفروض مثلا ويأخد التقويم الداخلي شكل الاسئلة التي ينبغي على الباحث الاجابة عليها واهمها :-

· مامدى الدقة في صياغة المشكلة ؟

· هل المشكلة ممكنة التنفيذ ؟

· هل المشكلة محددة بوضوح ؟

· ماهي النقاط التي تتطلب طبيعة الدراسة ابعادها عن مشكلة البحث ؟ وماهي النقاط التي يجب الابقاء عليها ؟

· هل اغفل الباحث احدى المتغيرات خلال صياغته لفروض المشكلة ؟ وكيف يمكنه تدارك ذلك ؟

· ما مدى توفر المصادر الاولية لدراسة المشكلة ؟

· هل يمكن تكوين اطار نظري رصين للمشكلة ؟

· ما مدى صلاحية التعريفات التي وضعها الباحث لمصطلحات المشكلة ؟ وهل تفي بغرض الدراسة ام انها بحاجة الى تعديل ؟

· هل تتوفر ادوات القياس لنوع الفروض التي تبناها الباحث ؟

2- التقويم الخارجي : يتصل التقويم الخارجي لمشكلة البحث بتقييم الباحث نفسه حيث يطرح على نفسه بعض الاسئلة ليجيب عليها واهمها :-

· هل يمكن للباحث تناول المشكلة المطروحة وحلها ؟

· هل هي في مقدور الباحث وامكاناته العلمية والمادية ؟

· هل يستطيع الباحث الالتزام بالموضوعية اثناء دراسته للمشكلة دون ان ينزلق في متاهة التحيز والاراء الذاتية ؟

· هل توجد علاقة قوية بين ميدان تخصص الباحث ومشكلة البحث ؟ ام ان العلاقة سطحية بما يؤثر على سطحية النتائج وعدم جدواها ؟

· هل استجدت بعض الظروف والتطورات التي تمنع الباحث من استكمال دراسته ؟

· هل يمكن دراسة المشكلة في حدود الوقت المتاح او المطلوب لدراستها ؟

وبإجابة الباحث عن الاسئلة السابقة تمكنه من اصدار حكمه فيما يتصل بالاستمرار في دراسة المشكلة في صورتها الاولى ام انه بحاجة الى اجراء بعض التعديلات عليها ام انها غير جديرة بالدراسة وعليه ان يبحث عن مشكلة جديدة وعملية تقويم المشكلة هو اجراء وقائي تمنع الباحث من تبديد جهده

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...