Jump to content
منتدى البحرين اليوم

الله يالحد


فهد مندي

Recommended Posts

بقلم خليل الذوادي

العدد 9446 الاربعاء 18 فبراير 2015 الموافق 29 ربيع الآخر 1436
 

كانت لحظات من مغرب أحد الأيام حيث قادتني قدماي إلى فريجنا الذي عشنا فيه أيام الطفولة والصبا والشباب، وهو ليس ببعيد عن جامع «شناف» والذي ارتبط أسمه أيضا بإمامه في ذلك الوقت سيد حيدر، وما أدراك ما سيد حيدر، الرجل التقي الورع، الذي لم نحظ بشرف رؤيته؛ فقد اختاره الله سبحانه إلى جواره قبل أن نعي الدنيا، وفريجنا ليس ببعيد عن مسجد الصباح وما تحظى به هذه العائلة الكريمة من مكانة في نفوس الحديين. وفريجنا في قلب موقع جامع شناف البوفلاسة وكذلك بالقرب من بيوت عائلة السويدي والذين نقدرهم بحكم العلاقة الوثيقة بين أهلنا وأهلهم، فبيوتنا وبيوتهم مشرعة أبوابها لتنقلنا ولعبنا بين بيت هلال بن راشد بن عيسى الذوادي، وأخيه جاسم بن راشد بن عيسى الذوادي وبيت جاسم بن علي الذوادي وأخيه إبراهيم بن علي الذوادي وبيت جاسم بن محمد الذوادي، وبيت جاسم بن جاسم الذوادي وبيت أحمد البدر ليستقر بنا المقام في بيت النوخذة عبدالله بن عيسى الذوادي حيث البيت الفسيح بحجراته المتعددة وغرفه العلوية الشامخة متنقلين ما بين البيت إلى «الميدف»، ونمتع أنظارنا بصناعة السفن التقليدية «الجلافة» ونتسلق «الفناطيس» الفارغة الكبيرة التي يوضع فيها الماء عندما تبحر سفن الغوص على اللؤلؤ، وفي فرح طفولي نرمي أنفسنا في البحر، وبعد مدة نذهب إلى عين الذوادي للاستحمام بالماء وتنظيف ما علق بنا من ملح ورمال البحر. رجال ونسوة يقضون أوقاتهم بين البحر والعين ونخل الذوادي. وكان بيت النوخذة حسن بن راشد الذوادي مكانا اخر للعب ورؤية السفن الكبيرة المرتاحة على شاطئ البحر من جهة الغرب من الحد، لنلعب في بيت الوجيه راشد العبسي ويهولنا مدخل البيت، حيث يتجمع الناس في العصاري عند المدخل ولا يسمح لنا بالجلوس معهم؛ فبيت بوسالم العبسي من الاتساع بحيث يكون ملائما لنا للعب مع أولادهم وأحفادهم، أما إذا ما أردنا أن نشتري الحلويات فأمامنا دكان علي بن يوسف الذوادي، أو دكاكين آل محمود المتعددة والتي تتمركز على جانبي الشارع الرئيسي للحد شرقاً وغرباً في فريج آل محمود الذين ولله الحمد جمعوا أباً عن جد بين العلوم الشرعية والتجارة ونتجه شمالاً وإذا دكان أحمد على أكبر العمادي ودكان الحاج عباس بن أحمد العمادي وابنه إبراهيم بن عباس العمادي، ودكان الأستاذ محمود يوسف المحمود وأخيه محمد صالح يوسف المحمود. وإذا شاقك التلذذ بكباب الحد فعليك بكباب «مقديم» عند ابنها إبراهيم العسيري وكون الحد شمالها وجنوبها وشرقها وغربها الساكنين فيها هم أهل وعشيرة وأخوة وأصدقاء تربطهم ببعضهم بعضاً أواصر القربى، فقد تعارفوا وتعاونوا وكان الاحترام والتقدير بينهم يؤصل ويوطد هذه العلاقات ويزيدها متانة وقوة ومنعة، وبانطلاقتنا الطفولية نذرع الحد جيئة وذهاباً فنصل إلى بيوت الوجيه جبر بن محمد آل مهنا المسلم ويسمح لنا بالدخول إلى نخل المسلم وأخذ ما لذ وطاب ومن هناك نعرج على «الزمة» ويشوقنا لوزها، ورطبها، وكنارها ونسبح في بركة الزمّة والأساطير تحوم من حولنا، إذ من المفروض أن نتركها قبل مغيب الشمس، الله يا الزمّة التي ارتبطت مقبرة الحد بها وكانت تضم رفات والدتي «مريم» يرحمها الله ويسكنها فسيح جناته وكان يطلب منا عند المرور بمقبرة الزمّة بعد نخل ابن أمين ونخل المؤيد قراءة الفاتحة على أرواح ساكنيها من أهالي الحد عليهم جميعاً الرحمة والرضوان. ونتبرك بدعوات رجل الدين الملا عيسى الشتي الذي اعتبرنا من أبنائه الذين يحنو ويعطف عليهم ويباركهم. وفي أيام الأعياد نلجأ إلى الخيايط حاجي حسين وعبدالله عبدالسلام، ومحمد حاجي العلي للبس الجديد من الخام. وفي وسط الحد بيوت اليوشع والسادة حيث يحلو اللعب في هذه البيوت الكبيرة والعامرة بأهلها، لنتواصل مع ساكني شرق الحد؛ حيث بيت خليفة هزاع الكعبي وبيت المطوعة يرحمها الله السيدة آمنة الزايد التي تعلمنا على يديها القرآن الكريم ولم يكن جنوب الحد بالمتعذر علينا، فعلى جانبي الطريق «دكاكين» و«خبابيز»، ودكان سليمان العماني بائع الحلوى، ودكان عبدالله عبدالكريم وأخوه محمد عبدالكريم، ودكان حاجي علي بن حسين، ودكان سعود الخثلان، ودكان أحمد محمد يوسف العسيري، ودكان عبدالله الأحمد، ودكان عبدالله الغريب، ودكان غلوم حاجي حسين، ودكان على عسكر العمادي، ودكان محمد حسن بوعلي، ودكان حسين أحمد العمادي. لندخل فريج الشروقي، وفريج البورشيد، وعيوننا تتطلع إلى جزيرتي «أم الشجر» و«العزل». عائلات كثيرة تضمها مدينة الحد أيضاً؛ البنعلي، والراشد، وخادم، وبوعلي، وزمان، وبخش، والحمادي، والمالكي، والكواري، والكبيسي، والمالود، وهديب، والعامر، والبوفلاسة، والقاسمي، والأنصاري، والجنيد، والأحمد، وجبارة البنفلاح، والنعيمي، وعبدالغفار، والخثلان، والفضالة، ومندي التميمي، والموسى، والماجد، والسليطي، ويتيم وغيرهم من العائلات المرتبطة بهم قرابة وصهرا ونسبا. شريط من الذكريات، شخوص، وحكايات وأماكن، لكن تبقى الحد تفوح طيباً وألفة ومحبة، وتاريخ من الغوص على اللؤلؤ، والتجارة، والعلوم الشرعية والمدارس والكتاتيب ونادي ثقافي ورياضي ومستشفى ولادة، وسوق للسمك وآخر للحم ومجالس لا حصر لها وأجيال تشربت من حياة أرض البحرين وعشقت ترابها وناسها، أسهم أبناؤها في ميادين شتى؛ فكانوا رسل خير ومحبة ووفاء وولاء، من يعيش منهم مازال يتذكر ما كانت تزخر به الحياة في هذه المدينة الجميلة؛ تغيرت الظروف وتطورت الحياة واتسعت رقعة الحد وتواصلت مع جيرانها ولكن تبقى الحد هي الحد برجالها ونسائها وأطفالها وشبابها وفية لمن يزورها مخلصة لترابها ومن يحمي ويذود عن حماها؛ ففي قلبها محبة الآخرين وهي جزء عزيز من هذا الوطن الكريم المعطاء. وعلى الخير والمحبة نلتقي

المصدر

https://www.alayam.com/Article/courts-article/391232/الله-يا-الحــــــــد.html#.XbmvurxGhyI.whatsapp

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...