Jump to content
منتدى البحرين اليوم

رواية #مزرعة_الحيوان للكاتب #جورج_اورويل


فهد مندي

Recommended Posts

مزرعة الحيوان1.jpg

مزرعة الحيوان 2.jpg

 

كتاب رقم: 08 لسنة 2021

اسم الكتاب: مزرعة الحيوان

الكاتب: جورج اورويل

ترجمة: محمد حسن علاوي

الناشر: دار الرافدين

عدد الصفحات: 112صفحة

مكان الشراء: مكتبة الوقت - المنامة

تاريخ الشراء/الإهداء: 14 سبتمبر 2020

سعر الشراء:2.300دينار بحريني 

الطبعة: الثانية - مارس 2019

تاريخ بداية القراءة: 21 مارس 2021

تاريخ الانتهاء من القراءة:  22 مارس 2021

التقييم: 5/4 

الملخص:

جورج أورويل

هو النّاقد والرّوائي، والكاتب الإنجليزي، إريك آرثر بليك، المعروف باسمِه المُستعار جورج أورويل، وُلد في البنغال سنة 1903م، وتوفّي في عام 1950م، وهو صاحب الرواية الشهيرة مزرعة الحيوان، نشأ جورج أورويل في عائلة فقيرة، وأُرسل عام 1911م إلى مدرسة داخلية، فتميز بين زملائه بفقرِه وحاجته لكنّه عُرف إذ ذاك بتألّقه الفكريّ، وفي كبره تميّز بأعماله الأدبية والتي منها ما أنتجه حول النقد الأدبي، والشعر، والصحافة الجدلية والخيال، ومن أعماله رواية ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون، وكتاب الطريق إلى رصيف ويغان، وهو ليس عملًا روائيًا، إذ إنّه بمثابة سيرة ذاتية عن المؤلف، حيث وثّق جورج أورويل في هذا الكتاب تجربته في حياة الطبقة العاملة في إنجلترا، وسرد فيه بعض خبراته الحياتيّة، وكتب الكثير من المقالات حول الأدب، والسياسة، والثقافة، واللغة، وفي عام 2008م صنفت صحيفة التايمز جورج أورويل في المرتبة الثانية من بين أهم كاتب بريطاني عام 1945م، فهو ما يزال مؤثّرًا قويًّا في الثقافة الشعبية وفي الثقافة السياسية.

وصف رواية مزرعة الحيوان مزرعة الحيوان

هي الرواية المجازية والرمزية التي نشرت في إنجلترا عام 1945م، تصف رواية مزرعة الحيوان الحياة الطبيعية التي تعيشها الحيوانات كافة، وقد استعان المؤلف في سرده ببعض الأساليب الفنية والأدبية التي استفادها من أساليب الفن الرمزي ودهاليزه، إذ حَضَر هذا الفنّ جليًا في تصرف الحيوانات كونها عبارة عن القناع الذي يتخفّى خلفه المؤلف، فينقل من خلال هذا القناع آراءه، واقتناعاته، ومعتقداته، وأفكاره، تلك الأفكار التي كانت الظروف المحيطة بجورج أورويل هي السبب في ولادتها، وهي الظروف نفسها التي دفعت به إلى كتابة رواية مزرعة الحيوان، فكانت الرواية عبارة عن إسقاط الأحداث الواقعية، فكتب مزرعة الحيوان التي كانت بمثابة الرمز الدال على الثورة الروسية عام 1917م، والحيوانية هي الرمز الدال للحركة الشيوعية، أمّا عن مكان المزرعة فهي رمز لروسيا، والمزارع سيد جونز هو القيصر الروسي، وكانت أحداث الرواية تشير إلى عالم متخيّل أسوأ بكثير من الواقِع، فوضع المزرعة هو ديستوبيًا "المدينة الفاسدة"، على عكس اليوتوبيا "المدينة الفاضلة" التي تعبّر عن المكان والحياة المثالية، وبذلك فقد تلاعب المؤلف باللغة من أجل مصلحته الخاصة، وهي المصلحة التي تعبر عن أفكاره التي يرفضها وعن واقعه الذي يحاربه.
وصفت رواية مزرعة الحيوان ظواهر التمرّد والقوة في الدولة آنذاك، فعرضت بعض القضايا السياسيّة والتي تدور حول أحداث روسيا، وخيانة القضية من قبل جوزيف ستالين، فوصفت الرواية المطاردات البشرية الاستغلالية للحيوانات، وفي الختام كانت النتيجة أن جميع الحيوانات متساوية ولكن بعض الحيوانات متساوية أكثر من غيرها، فتمرد الحيوانات من أجل المساواة انتهى بالفشل، وكانت هذه الأحداث الروائية الخيالية تعكس قدرة الأسلوب الأدبي والفني للروائي، في أن ينقل موضوعًا واقعيًّا بإطار عمل أدبيّ خياليّ، نهض بالقضية وبالأفكار التي سعى إلى البوح بها، فأظهرها في الرواية.

شخصيات رواية مزرعة الحيوان

ضمّت أحداث رواية مزرعة الحيوان مجموعة من الشخصيات التي توزّعت على البشر والحيوانات، وكانت هذه الشخصيات تحمل دلالة خاصة، فهي بمثابة الرمز في العمل الأدبي، ومن الأمثلة على توزع الشخصيات في الرواية:
الخنازير:

ميجر العجوز: وهو صاحب فكرة الثورة، التي تدعو الحيوانات إلى بناء المجتمع المثالي من خلال القضاء على البشر، وفي الحقيقة عكست هذه الشخصية مؤسس الماركسية وهو كارل ماركس في الواقع.

نابليون: هي الشخصية الرئيسة في الرواية، وكان دورها بأنها الشخصية الطاغية والشريرة، فطغى على الحيوانات الأخرى وجعل الجراء الصغيرة تخدمه في سبيل السيطرة، لينفرد بالسلطة، وفي نهاية الرواية تمكن نابليون ورفاقه الخنازير أن يتصرفوا كالبشر بعد أن ثاروا عليهم.

سونوبول: كما يسمّى بكرة الثلج، وهو الرئيس الأصلي للمزرعة أي فهو عدو وخصم نابليون، إذ كان يسعى لتحقيق العدالة لجميع الحيوانات، والعمل لصالح المزرعة، فنال ثقة حيوانات المزرعة ومحبتهم، مما دفع نابليون إلى طرده من المزرعة، أما سينوبول ففي الواقع ربما كان إيماء إلى شخصية أندرياس نن وهو قائد حزب عمال الإتحاد الماركسي، الذي وقع ضحية التطهير الشيوعي، وذلك أثناء الحرب الأهلية الإسبانية.

سكويلر: وهو الذراع الأيمن لنابليون، ووزيره الذي يعظم أفعاله ويبرر أفكاره، ولديه أساليبه الخاصة في المجادلة والحوار مع حيوانات المزرعة، فدائمًا ما كان يهدّدهم بعودة جونز، وهو مالك المزرعة المطاح به سابقًا، وهو مستوحى في الواقع من القائد السوفيتي فياتشسلاف مولوتوف.

مينيمس: وهو الخنزير الكاتب والشاعر في الرواية، الذي يستمر بكتابة النشيد الوطني لمزرعة الحيوان، وتمثل هذه الشخصية في الواقع الأديب الماركسي مكسيم غوركي.

العُفو: وهم مجموعة من الجيل الحديث الذين نشأوا وهم يؤمنون بعدم تحقيق فكرة المساواة بين الحيوانات وهم أبناء نابليون المعادلين للجيل الذي نشأ تحت حكم لينين.

الخنازير المتمردون: وهم عبارة عن أربعة خنازير، تمردوا على الدولة ورفضوا قوانينها فكان مصيرهم الإعدام، وتم إعدامهم من خلال تهديدهم وأخذ أقوال كاذبة من أفواهم لتُتخذ أدلة ضدهم في المحاكمة، فقد اعترفوا بذنوب لم يقترفوا منها شيئًا، فشنقوا ظلمًا في المزرعة.

البشر:

السيد جونز: وهو المالك السابق للمزرعة، فكانت الأحداث حوله تصور على أنه مفرط في شرب الخمر، مما دفع الحيوانات إلى التمرد عليه، فإفراطه بالشرب أدى إلى عدم رعايتهم وإطعامهم، وتمثل الشخصية في الواقع ملك فرنسا لويس السادس عشر.

السيد فردرك: وهو المالك للمزرعة المجاورة لمزرعة الحيوان، وهي مزرعة مثالية من حيث العناية اللازمة، بيد أن فردرك صاحب المزرعة يشتري احتياجاته من الحيوانات مقابل أموال مزيفة، وهاجم الحيوانات ذات مرة، فحطّم طاحونتهم، إلا أنه هزم فسميت هذه المعركة بمعركة الطاحونة، التي تشير بالواقع إلى معركة موسكو، كما ورد في الرواية أن فردرك كان يسيء معاملة حيوانات مزرعته وفي ذلك رمز واقعي يعادل تعامل الحزب النازي مع كل معارض سياسي.

السيد بلكنغتن: وهو المالك للمزرعة الأخرى في الرواية، وهي مزرعة وصفت بأنها مليئة بالأعشاب فتغشاها النباتات البرية، ويدخل السيد بلكنغتن هو ونابليون بخوض لعبة الورق، التي تنتهي بالشجار، والنزاع، والصياح، وتلك اللعبة كانت تمثل في الواقع التوتر الحاصل بين الشرق والغرب.

السيد وبمر: وهو الرجل الذي استأجره نابليون من أجل أن يكون النائب عنه في علاقاته مع البشر، وهو في الواقع يمثل المفكر الغربي جورج برنارد شو.

الأحصنة والحمير:

بُكسر: وهو الرمز الدال على الطبقة العاملة في المجتمع، وبُكسر هي من إحدى الشخصيات الرئيسية، ومن صفاته التي كان يتمثل بها، هي أنه كان مخلصًا وخلوقًا، ومتقنًا جادًّا لعمله، وطيبًا ومحترمًا وساذجًا، ولكنّه رغم ذلك فقد وصَفَ بالرّواية بأنه من أقوى الحيوانات جسمًا، وكان يضرب به المثل، فهو قدوة للكثير من الحيوانات الذين يحتذون به.

كلوفر: وهي رفيقة بُكسر، فكانت تعطف عليه، وتقف بجانبة في أبشع حالاته.

مولي: وهي الشخصية والمهرة الأنانية في الرواية، تتصف بالغرور والترفع، مما جعلها تمثل الطبقة العليا في المجتمع.

بنجمين: وهي الشخصية التي تبقى إلى نهاية الرواية، وبنجمين هو الحمار العجوز الحكيم، وهو يعلم بالكثير من أمور الظلم في المزرعة، ولكنه يبقى صامتًا، وهو في الواقع يمثل المتهكمين في المجتمع.

حيوانات أخرى:

مربيل: وهي العنز العجوز والحكيمة.

الجراء: وهم النسل الذين رباهم نابليون فخضعوا له.

موسى الغراب: الطير العجوز.

الخراف: وهم يمثلون الجموع المطيعين لنابليون والذين يحركهم كما شاء.

الجرذان: يمثلون الشعوب البدوية.

القطة: تمثل المنافقين في المجتمع.

ملخص رواية مزرعة الحيوان تتلخّص رواية مزرعة الحيوان بعرضها لأحداث مجموعة من الحيوانات داخل إحدى المزارع، فتتمرد هذه الحيوانات على المزارع فتسعى إلى بناء مجتمعها الخاص، فيبدأ أحد الخنازير بتشجيع الحيوانات للتمرد ضد البشر، فتعقد هذه الخنازير التي وصفت بالرواية بأنها أذكى الحيوانات بعقد الاجتماعات الأسبوعية لتعليم الحيوانات على التمرّد، فأصبحت الخنازير هي القادة وحرمت الحيوانات من المساواة وهددتهم بعودة المزارع إذا لم يتم إعطائهم ما يحتاجونه من أجل الإدارة، وبعد فترة قصيرة عاد المزارع صاحب المزرعة وهو السيد جونز في محاولة لاستعادة مزرعته،ولكن الخنازير تبقى في موقعها القيادي، وفي نهاية الرواية يسيطر الخنزير نابليون على بيت المزارع ويبدأ بتقليد البشر، كالتدخين، وشرب الخمر، ومحاولة المشي على القدمين، وفي التتمة فقد اعتنت اللغة الروائية بمفاهيم الحرية والعدل، وفيما يأتي بعض الجمل المقتبسة من الرواية:

أربع أرجل جيدة، وساقان سيّئتان.

الإنسان الجيّد الوحيد هو ميّت.

دعونا نواجه الأمر، حياتنا بائسة، ومرهقة، وقصيرة.

ألّا يمكنك أن تفهم أن الحرية تساوي أكثر من مجرد شرائط.

كان سيقول أنّ الله أعطاه ذيلًا لإبعاد الذباب، لكنه في وقت قريب لن يكون له ذيل ولا ذباب.

إذا كانت الحريّة تعني أيّ شيء على الإطلاق، فهذا يعني الحقّ في إخبار الناس بما لا يريدون سماعه.
 

Link to comment
Share on other sites

تحتل رواية «مزرعة الحيوان» (Animal Farm) الرمزية موقعا بالغ الأهمية في مجال الأدب السياسي، فهي كرواية رمزية مثّلت نظرة نقدية لأحد أهم الأنظمة السياسية في القرن العشرين، ألا وهو النظام السوفييتي، الذي كان قوة سياسية وعسكرية عظمى في العالم، واعتمد على فكرة نشر فكره الشيوعي، وبالتالي نفوذه، في جميع أركان الأرض. وصاحب نجاح الرواية لدى النقاد، رواجا لها غير عادي بين القراء، ما جعلها إحدى أكثر الروايات مبيعا في التاريخ الحديث.
تدور أحداث الرواية عن مزرعة في بريطانيا يملكها رجل كسول يعاقر الكحول، ويعاني من أزمة مالية. ويقوم خنزير عجوز بإخبار بقية الحيوانات بحلم يراوده حول ثورة تقوم بها الحيوانات ضد الإنسان والعيش بحرية. ولكن بعد وفاة الخنزير العجوز يقود اثنان من شباب الخنازير الثورة ضد صاحب المزرعة وتنجح في طرده والاستيلاء على المزرعة. ويختلف الخنزيران القائدان بينهما، فقد كان أحدهما أنانيا ومتآمرا، بينما كان الآخر مهتما بمصالح الحيوانات، وإصلاح المزرعة وأسس نظرية فلسفية حول مجتمعهم الحيواني. ولكن الخنزير الأناني ينجح بمكيدة عنيفة في التخلص من منافسه، الذي يفر من المزرعة خوفا على حياته. ويؤسس الخنزير الأناني نظاما ديكتاتوريا فاسدا، حيث ينصّب نفسه حاكما مطلقا ومستبدا، وأخذ يستحوذ على أرباح المزرعة، ويبيع الحيوانات كي يشتري لنفسه وبقية الخنازير التي تعاونه جميع وسائل الترفيه، تاركا بقية الحيوانات تعاني الحياة الشاقة وقلة الطعام. ويقتل الخنزير الحاكم على كل من يعترض على قراراته، بحجة أنه عميل للخنزير الهارب، الذي لا يظهر في المزرعة مرة أخرى.
وتكتشف الحيوانات أن تلك الخنازير، أخذت ترتدي الملابس وتمشي كالإنسان. وقام الخنزير الحاكم بدعوة أصحاب المزارع المجاورة على مأدبة للتوصل إلى اتفاق تجاري. وبعد الكثير من الكحول والطعام والمجاملات، بدا الجميع بالمقامرة، فاذا بمشاجرة عنيفة وصاخبة تنشب بينه وبين صاحب مزرعة مجاورة، حيث اكتشف كل منهما أن الآخر يغش. وفي هذه الأثناء كانت الحيوانات تراقب ما يحدث من خلال الشبابيك، بدون أن تستطيع أن تميز من هو الخنزير ومن هو الإنسان.

تحليل الرواية

قال أورويل نفسه، إن الرواية هي نقد للنظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، والتشابه بين الرواية وتاريخ الاتحاد السوفييتي واضح للعيان، فمثلا مثلت ثورة الحيوانات ضد صاحب المزرعة الثورة البلشفية في روسيا، التي أطاحت بالنظام القيصري، فقد مثّل صاحب المزرعة في الرواية النظام القيصري الذي حكم روسيا قبل الثورة الشيوعية. أما الخنزير العجوز في بداية القصة، فقد مثل كارل ماركس ولينين في الآن نفسه، وكان لينين الذي قاد الثورة الشيوعية في روسيا، وكان كذلك من فلاسفة الثورة الشيوعية. وفي التاريخ الروسي كانت وفاة لينين، نقطة بداية صراع دموي على قمة السلطة في روسيا الشيوعية، أي الاتحاد السوفييتي (المزرعة في الرواية) بين ستالين (الخنزير الحاكم في الرواية) ومنافسيه، وكان أبرزهم تروتسكي (الخنزير الخاسر في الرواية) الذي لم يكن أقل شرا ووحشية من ستالين. وانتهى هذا الصراع بانتصار ستالين على منافسيه وهروب تروتسكي، فيلسوف الثورة وزميل لينين في النشاط الفكري، وهذا ما حدث كذلك في الرواية. وكما حدث أيضا في الاتحاد السوفييتي، قاد الخنزير الحاكم (ستالين) حملات تطهير داخل المزرعة للقضاء على كل أشكال المعارضة. واستمرت أوجه التشابه حتى النهاية المتمثلة في اجتماع الخنازير بمالكي المزارع المجاورة، حيث يبدو أن أورويل، كان يشير في اجتماع الخنازير بأصحاب المزارع المجاورة، باجتماع ستالين بزعماء الغرب في نهاية الحرب العالمية الثانية، وأن الطرفين كانا يفتقران إلى المصداقية في النية والتعامل.

ميزت الطبيعة الرمزية الرواية «مزرعة الحيوان» أشهر أعمال أورويل، إذ نجدها كذلك في رواية «1984»، ولكن ما يميز «مزرعة الحيوان» هو تناولها لحدث عاصر الكاتب بينما تطرقت الرواية الثانية إلى عالم خيالي قد يحدث، حسب أورويل، في المستقبل. ولكن «مزرعة الحيوان» افتقرت إلى العمق الذي ميز «1948». وبالتالي، نجد الرواية الثانية أكثر نجاحا من الأولى، وأعمق تأثيرا في الأدب السياسي العالمي، كما أنها الأكثر ذكرا من قبل الكتاب السياسيين والسياسيين المحترفين. وتشترك الروايتان في اختلاق تعابير دخلت اللغة الإنكليزية للطبقات المثقفة مثل «الجميع متساوون، ولكن البعض متساوون أكثر من الآخرين» (All are equal but some are more equal than others) الذي كان مصدره «مزرعة الحيوان» في وصف الخنازير المكونة للطبقة الحاكمة في المزرعة.
قد يعتقد القارئ أن أورويل كان معاديا للشيوعية، إلى درجة أنه نشر كتابا شهيرا ضدها، ولكن هذا غير صحيح، حيث أن الرواية لم تكن معادية للشيوعية، بل معادية لستالين وحسب. ولم ينتقد أورويل، كارل ماركس أو لينين وتأييده الواضح لتروتسكي، الذي شارك في صناعة القرار في العهد الشيوعي. ولم ينتقد كذلك الثورة الشيوعية البلشفية التي قتلت العائلة المالكة الروسية، وقامت بحملات تطهير واسعة في المجتمع الروسي، ووجهت ضربة موجعة للثقافة الروسية، ولكن أورويل، لم يأبه بهذا وخص ستالين بنقده، وقد تكلم أورويل بنفسه عن ضرورة إعادة المسار الاشتراكي إلى الطريق الصحيح. ومما هو جدير بالذكر أن أورويل كان قد شارك في الحرب الأهلية الإسبانية (1936 ـ 1939) إلى جانب الفصائل الجمهورية المؤمنة بأفكار تروتسكي، والمضادة لقوات فرانكو والتي كانت في الوقت نفسه في صراع عنيف مع الفصائل المؤيدة لستالين. وكان النجاح حليف الفصائل المؤيدة لستالين في هذا الصراع.

نشر الرواية

بدا أورويل بكتابة الرواية عام 1943 وانتهى في العام التالي، ولكن نشر الرواية لم يكن بسهولة كتابتها، فقد كتب أورويل، أنه عرض الرواية على أربعة دور نشر بدون نجاح. وكان سبب الرفض، حسبه سياسيا، إذ لم تكن الحكومة البريطانية راغبة في الإضرار بعلاقتها الجيدة مع حليفها آنذاك الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن دار «كنوبف» (Knopf) للنشر عللت الرفض باعتقاد الإدارة أن الرواية كانت غبية. أما دار فابر أند فابر (Faber and Faber)، فقد كان جوابها عن طريق أحد مديريها وهو الشاعر الشهير تي أس أليوت، الذي وجد الرواية غير مقنعة، وأنه طالما الخنازير في الرواية هم الأذكى بين الحيوانات، فلماذا لا يحكمون؟ وأضاف أليوت، أن الرواية ضد الاتحاد السوفييتي ومؤيدة لتروتسكي، ولذلك، فإن ظروف الحرب العالمية الثانية لا تشجع على النشر، حيث أن الاتحاد السوفييتي كان حليفا لبريطانيا. وقام مدير أحد دور النشر بالاتصال بوزارة الإعلام البريطانية، التي كانت موجودة أثناء الحرب العالمية الثانية، ونصحه موظف الوزارة بعدم النشر، وقيل إن ذلك الموظف كان على الأرجح عميلا للمخابرات السوفييتية، كان قد جُنّدَ من قبل الجاسوس البريطاني الشهير كيم فيلبي. ولم يكن أورويل متفاجئا، إذ توقع هذه المعضلة، وكتب عن مشاعر السخط تجاه ما سماه بالجبن الثقافي في بريطانيا. ولكن حظ أورويل تغير في نهاية المطاف، حيث قبلت دار نشر خامسة نشر الرواية عام 1945 قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية محققة نجاحا كبيرا، ما يزال مستمرا حتى الآن، حيث بيع أكثر من مئة الف نسخة من الرواية عام 2019 وحسب. وكان ذلك قرارا صائبا من قبل دار النشر، التي لم تكن متخصصة بنشر الروايات أصلا، وقامت لاحقا بنشر رواية أورويل الثانية «1984» التي حققت نجاحا أكبر من الأولى، وبيع منها عام 2019 فقط اكثر من 400000 نسخة. ولم يكن رفض عدة دور نشر للرواية شيئا غريبا في عالم النشر، فقد سبق أن رُفِضَت روايات حققت نجاحا باهرا، ومنها رواية «هاري بوتر» التي رفضتها ثمانية دور نشر في بادئ الأمر.
احتار الخبراء في تفسير سبب الشعبية الكبيرة لرواية «مزرعة الحيوان»، فقد يكون السبب شعورا خفيا في أعماق القارئ بأن الرواية في الحقيقة تعبر عن مشاعر الخوف التي تنتابه تجاه السلطة. وعلل البعض أن الرواية تمثل تحذيرا لما قد يحث في المستقبل، أو أن الرواية تعبر عن سعادة القارئ لكون حياته أفضل مما وصفته الرواية. وقد يكون السبب كون الرواية تمثل بالنسبة للبعض نوعا من أدب الأطفال بدون أي اعتبار أيديولوجي.
تستمر رواية «مزرعة الحيوان» في نجاحها النقدي والتجاري محققة أرقاما قياسية في عالم النشر. ومن المتوقع أن تزداد مبيعاتها قريبا بسبب انتهاء فترة حقوق عائلة جورج أورويل في النشر هذه السنة، ما سيزيد من عدد دور النشر التي تنشرها.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...