Jump to content
منتدى البحرين اليوم

البهائية في قطر.. ومحنة العمال الأجانب


فهد مندي

Recommended Posts

البهائية في قطر.. ومحنة العمال الأجانب
 

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقال – ضمن مقالات الشؤون الدينية- تناولت فيه معاناة الأقلية البهائية، وأيضا العمال الوافدين في قطر حيث تمارس الدوحة ما يعرف بالتطهير الديني ضد اتباع الطائفة البهائية.
 
وتناول المقال الذي كتبه باهر سيوشانسيان- مهندس من أصول إيرانية، كان قد ولد وترعرع في قطر، لكنه اجبر بشكل مفاجئ، وتعسفي على الحرمان من وظيفته في السفارة الامريكية في الدوحة، ومغادرة قطر للابد، وهو يقيم الآن في ميرلاند- في الولايات المتحدة- المعاناة التي يعيشها بشكل مستمر البهائيون ومن بينهم شقيقه «اوميد» الذي يعيش في قطر منذ 60 عاماً. حين راجع مؤخراً شؤون الهجرة في الدوحة ليتفاجأ بانه قد تم ادراجه على القائمة السوداء قبل ترحيله عن البلاد بشكل نهائي.
 
يقول الكاتب : في يناير ، ذهب شقيقي «أوميد» إلى ادارة الهجرة في الدوحة قطر، وذلك للتحقق من التجديد الروتيني لتصريح إقامته. كان في حالة صدمة. لقد ولد في قطر منذ ما يقارب من 60 عامًا وترعرع هناك، فهو قطري، سواء في ثقافته او لغته او محيطه الاجتماعي، لكن بموجب القوانين الصارمة المتعلقة بمنح الجنسية القطرية، والتي تمنح فقط بـ صلة القربى. فإن شقيقه «اوميد» لن يحمل جواز سفر قطري أبدًا. لكن تمديد الإقامة جعله مقيمًا بشكل شرعي في قطر، وان كان بشكل غير مثالي، الى ان اخبرته إدارة الهجرة هناك انه قد تم وضعه على القائمة السوداء، وسيتعين عليه مغادرة البلاد، وعندما سأل عن سبب ذلك، اخبر انه ليس من حقه معرفة الأسباب!
 
للأسف، هو وأنا نعرف سبب حدوث ذلك، أوميد ، مثلي ، بهائي.
 
العقيدة البهائية هي - دين تأسس في إيران العام 1844 يؤمن بالمبادئ الأساسية لجميع الديانات الكبرى في العالم ، فضلاً عن مبادئ مثل وحدة الجنس البشري ، وتوافق الحقيقة العلمية والدينية ، والمساواة بين الرجل والمرأة، لكن البهائيين يتعرضون للاضطهاد المزمن في ايران، وكذلك في اليمن، وذلك لإيمانهم بدين تأسس بعد الإسلام.
 
اما في قطر، فتعتبر مشاكل البهائيين هناك جديدة، اذ يتعرضون للطرد التعسفي، فقد تعرض اوميد، وغيره من عشرات البهائيين للطرد التعسفي من قطر في السنوات الأخيرة، لقد بدأنا نلاحظ، بشعور متزايد بالخطر ظهور نمط متكرر بالتعامل مع البهائيين، فإنه سيعرض وجود الأقلية البهائية – التي تراجع عددها- الى الخطر.
 
ما حدث لأوميد حدث لي أيضًا. ففي العام 2005، وعلى الرغم من انني كنت اعمل في الدوحة بشكل قانوني، وحصلت على التصريح الأمني الخاص بالعمل، فقد تلقيت اشعاراً بالترحيل!. لقد كنت محظوظًا لأن صاحب العمل الجديد الذي كنت قد انتقلت للعمل لديه هو سفارة الولايات المتحدة الامريكية في الدوحة، وقد دافعت عني، لكن دافعها لم ينجح بـإبقائي في الدوحة، الا انها قد رتبت لي المغادرة الى الولايات المتحدة بدلا من ايران – التي احمل جنسيتها- كي لا يتم ترحيلي الى ايران حيث سوف اتعرض للاضطهاد لكوني بهائيًا.
 
في قطر تتكون الغالبية العظمى من القوى العاملة هي من العمال الأجانب. ويعد إنهاء عقد العمل وخرق القوانين أسبابًا طبيعية لمغادرة البلاد. لكن حالات إبعاد البهائيين مختلفة. فقد ولد معظمهم في قطر. ولم تتضمن أياً من حالاتهم انتهاكات للقانون أو الأعراف القطرية، بل جميعهم اما يعملون بأجر لدى أصحاب العمل، أو يديرون أعمالاً مع كفلاء قطريين ، -كما يقتضي القانون المحلي- اما البهائيون الذين تم ترحيلهم فقد جاءوا من مهن وجنسيات مختلفة، من بينهم أردنيون، بريطانيون، وامريكيون، وماليزيون، والهنود والكنديون. كان القاسم المشترك الوحيد بين هؤلاء الناس هو عقيدتهم البهائية.
 
ومهما كان السبب ، فإن استهداف البهائيين آخذ في الازدياد، مما أدى الى حالة نبذ اتجاه البهائيين وعائلاتهم وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره في الماضي. فليس من السهل انتزاع الناس من «الوطن» الوحيد الذي عرفوه على الإطلاق. لقد استغرق الأمر مني سنوات لاتصالح مع نفسي ومع حقيقة أنني لن أرى منزل عائلتي في الدوحة مرة أخرى ، ومكان استراحة والدي ، ومدرستي الابتدائية، والمستشفى الذي ولدت فيه.
 
وتتناقض سياسة محو البهائيين من قطر، مع جهود الدوحة لتعزيز وتسويق صورة التسامح الديني التي يروج لها «مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان». اذ من غير الواضح ما إذا كان برنامج الطرد المستمر يأتي من أعلى الحكومة أو من داخل بيروقراطية الحكومة.
 
ومع المناشدات التي قدمها المقررون الخاصون للأمم المتحدة في العام 2019، وكذلك البيان العام الصادر عن المجتمع البهائي الدولي في جلسة مارس 2021 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، فإن المشكلة باتت معروفة الآن للسلطات، لكن مع ذلك، فلم يتغير شيء، رغم رد الحكومة القطرية على المقررين الخاصين، وتأكيدها أن القوانين القطرية تمنع الحكومة من التمييز على أساس الدين. إلا أن الواقع يقول ان عمليات ترحيل البهائيين مستمرة من قطر، وما زالت أسباب الاستهداف غير معلنة.
 
لقد تركزت تغطية قضايا حقوق الإنسان المتعلقة بقطر على بطولة كأس العالم 2022 - التي مُنحت لقطر في ديسمبر 2010- وحتى المنتخبات الوطنية في بلدان عدة ، مثل منتخبات النرويج وألمانيا ، أعربت عن مخاوفها بشأن كيفية معاملة العمال الوافدين في قطر. على الرغم من أن هذه المسألة مختلفة ، إلا أن هذه المسألة تظهر أيضًا انه على الرغم من النوايا الحسنة المعلنة من قبل الحكومة، إلا أنها لم تثبت بعد قدرتها على حماية كل من يعيش داخل حدودها.
 
كمجتمع دولي، فإننا نتعامل مع استئصال الأقليات الدينية أو الأقليات الأخرى من ديارهم ومع تضاؤل التعددية والتنوع ، سواء في الشرق الأوسط أو مناطق أخرى. اذ يعتبر ذلك ما يمكن تسميته بـالسرقة المخفية للتنوع الديني في قطر والتي ظهرت بشكل حديث ومترابط وهي في حالة تزايد مما يتوجب ان تهم جميع العالم.
 
لقد وصل والدي إلى قطر في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. وتم الترحيب به حيث كانت قطر حينها تكافح للعثور على الأفراد المهرة الراغبين في العمل لدى ما كان آنذاك دولة تتكون من عدد قليل من القرى. ولقد ساعد والدي، حاله حال العديد من العمال الأجانب الآخرين ، الحكومة في بناء قطر حديثة.
 
وبعد مرور نحو خمسة عشر عامًا من إجباري على مغادرة قطر. الا انني ما زلت أفتقد دفء وكرم الأشخاص الذين أعتبرهم شخصيًا. مصير البهائيين الذين بقوا هناك. بالطبع إلى جانب جميع العمال الأجانب الآخرين الذين وهبوا الحياة لقطر. لذا يبقى سؤالاً مفتوحاً.
 
أتمنى أن أرى كأس العالم في قطر ناجحًا في شهر نوفمبر، ولكن الأكثر من ذلك ، أود أن أرى «وطن» يتذكر مدى اعتماد رفاهيته على أولئك الذين لا يحملون جواز سفر قطريًا!.
Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...