Jump to content
منتدى البحرين اليوم

2021-30- رواية آلموت للكاتب فلاديمير بارتول


فهد مندي

Recommended Posts

ALMOOT1.jpg

ALMOOT2.jpg

 

كتاب رقم: 30 لسنة 2021

اسم الكتاب: رواية آلموت

الكاتب: فلاديمير بارتول

ترجمة: فاطمة النظامي

الناشر: منشورات الجمل

ISBN: 9789933351946

عدد الصفحات: 624

تاريخ الشراء:  09/03/2021

سعر الشراء: 6.400 دينار بحريني

مكان الشراء: المكتبة الوطنية- الرفاع

الطبعة: الثانية - 20111

تاريخ بداية القراءة: 25/08/2021

تاريخ الانتهاء من القراءة: 03/10/2021 

التقييم: 5/5

الملخص:

 

“آلموت”، يحمل العنوان اسم القلعةِ الَّتي نَقلت إلينا الرِّواية أسطورتها العجيبة، تلك الَّتي دارت أحداثها بين جدرانِ حصونها المنيعة.  أسطورة الحسن ابن الصباح كما صوَّرها الكاتب، وقد اعتمد في نسج حبكته على أسس ووقائع تاريخيَّة، سرعان ما تنصهرُ في خياله السَّردي، لتَحُول قطعة من الأدب التَّاريخيِّ الثَّريِّ.

آلموت.. أو قلعة آلموت.. أو عش النسر، كلها مُسمّيات لقلعة شامخة حصينة بناها ملوك الديلم، قلعة استعصى فتحها على الكثير ممن حالوا ذلك. ورغم حصانتها استولى عليها الحسن بن صباح شيخ الجبل أو الزعيم الروحي لطائفة الإسماعيليين، بشكل يحسبه المرء نكتة من نكات الحياة. مهّد بن صباح لأول جماعة اغتيالات مُنظّمة، وقام بعمل المستحيل بإخضاع القلاع المحيطة به، وتحدّي ملوك السلاجقة، انتشر نفوذه إلى بغداد وسوريا وأنهى نفوذ السلاجقة في إيران.
 

ينتقل بنا الكاتب ببراعةٍ، بين جوانب القلعةِ الخفيَّةِ، فتارةً يُحدِّثنا عن حريمها، وسيرورة الحياة فيه، وتارةً أخرى ينقلنا للحديثِ عن الجنود والفدائيِّين وأهل الأمر في الأمر، ونظام الحياةِ الشَّاقِ الذي يلتزم به الأفرادُ، والكلُّ في هذه وتلك يلتزم أوامر شيخ القلعة، ذاك الَّذي تحوطه هالةٌ من الأسرارِ، تحُولُ الهيبةُ والرُّعب دون الاقتراب منها.

ثمَّ أنَّ الكاتبَ يوحي لنا أثناء سفرنا معه في رحلة الكتاب، بأنَّ بعض الشَّخصياتِ محوريَّةٌ، سيتمركزُ العمل أو الحبكةُ حولها، لكنَّ تتابعَ الصَّفحاتِ سينفي عن القارئ كلَّ إيمانٍ بغيرِ الفكرة الشَّائِكة التي يحملها صاحب الأسطورة، حتَّى يترَّقبَ تمام إدراكِ فلسفتها. تلك الفكرةُ الَّتي جعلت من شيخ القلعةِ، يحرِّكُ الجميع، ونفسه نحوها في انسياق جنونيٍّ، وفي دهاءٍ سياسيٍّ واجتماعيٍّ فذَّين.

الخناجر الحيّة، هو السلاح الفتّاك الذي اخترعه حسن بخطة جهنّمية لمدة عشرون عاماً، مُستخدماً الجهل في إقناع شباب مُغرر بهم كي يعلو بإيمانهم لدرجات عالية جداً، تجعلهم في طاعة عمياء لهذا الرجل، بإقناع خبيث بامتلاكه مفتاح الفردوس، والتي هي رياض القصر المُختفية وراء الجبل العظيم، والتي بها كل وسائل الإبهار من أنهار وخمر ولبن مُصفّى ونساء يحسبها من لم يختلط بالنساء من قبل حوريات.

“لاشيء صحيح، وكلُّ شيءٍ مباح” هذه العبارةُ كانت جوهر حقيقةِ تلك الفرقة الإسماعيليَّة، وكلُّ ما عداها من التَّفسيرات الَّتي تُقدَّم، كانت خيوطَ ابن الصباح لتحريك أنفس أتباعه، من العامَّة، ومن شبابٍ أغرار، يؤمنون به حدَّ الموت.

تمكَّن الكاتبُ، بشكلٍ يشدُّ الانتباه، من الخوض في أغوارِ مختلف الشَّخصياتِ بشكلٍ سريعٍ أحيانًا، ومسهبٍ أحيانًا أخرى، مستخدمًا في ذلك العودة لتاريخِ الفردِ الشَّخصِّيِّ، لإدراك منبع معاناته، أو منبتِ عقدتهِ!

وكعادة التاريخ... فإن كل فكرة سخيفة تحمل خلفها حلم مجنون تنجح في نهاية المطاف... هكذا نجح حسن ابن الصباح في إنشاء مملكة ضخمة تسيطر على إيران وأطراف الشام من لا شيء تماماً. تخطيط ذكي وخبث وتمسّك بجنون فكرة آمن بها.

كما أنَّ الكاتب وقد تعرَّض لحدثٍ تاريخيٍّ مستخدمًا إيَّاه، في حبكته وسرده، قد عرض الصُّورةِ خارجَ القلعة، بالطَّريقةِ التِّي يقدِّم فيها نقدًا لبعض فكرِ شيخها، فبدا بذلك كما لو أنَّه يعرضُ فلسفته الشَّخصيَّة التِّي يؤمن بها.

الروايةُ كعملٍ أدبيٍّ، كانت مُحكمة البناءِ إلى حدٍّ جيِّدٍ، قد تدفع القارئ للتفكيرِ، أو تستفزُّه لجدال داخليٍّ يفنِّد فيه بعض الأقوال، ويؤوِّلُ بعضها الآخر.

مع ضرورةِ الإشارةِ إلى أنَّ الرِّواية، لا تسردُ وقائعَ حدثت فعلاً، أو تطرحُ أفكارًا تبَّنتها الشَّخصياتُ الواردةُ فيها تاريخيًّا، إنَّما هي انعكاسُ خيالِ المُؤلِّفِ وفلسفتهِ وأفكاره.


بخصوص المغالطات التاريخية، فذلك يرجع بالأساس إلى أن الكاتب اعتمد بشكل تامً على مذكرات ماركو بولو، وتحديداً على الفصل الثاني والعشرين في الترجمة العربية لكتاب رحلات ماركو بولو- الجزء الأول، وهو من طباعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو متوفر لمن أراد قراءته. الفصل بعنوان "عن شيخ الجبل – وعن قصره وبساتينه- وعن أسره ومصرعه" - ملحوظة... شيخ الجبل هو حاكم قلعة آلموت وزعيم الجماعة، مهما اختلفت الأسماء.

ولمن لا يعرف ماركو بولو فهو من أشهر الرحالة في التاريخ، كان إيطالياً ورحل إلى الصين، وهو أول من سار في طريق الحرير إلى الصين... عمل كمبعوث لقوبلاي خان أكبر ملوك إمبراطورية المغول، وهو حفيد جنكيز خان، والذي أرسله إلى العديد من البلاد المجاورة في الصين والهند واليابان بالإضافة إلى إيران ومنطقة الاتحاد السوفيتي حالياً. شاهد العديد من العجائب في رحلاته، وعاد بعد 23 عاماً إلى البندقية ليُسجن فيحكي لمرافق له في السجن – رتيشيلو دو بيزا- عن حكاياته، ليقوم هذا الأخير بصيغتها في أسلوب أدبي ويجمعها في الكتاب المذكور أعلاه. مع العلم بأن هناك العديد من الحملات التي هاجمت كل المعلومات التي جاءت في رحلات ماركو بولو، لتتهمه بالتأليف وبأنه لم يذهب إلى الصين بل سمع هذه الحكايات والتفاصيل من مسافرين، بل أن هناك من ذهب إلى أن ماركو بولو نفسه مجرد خدعة ولا وجود له مثلما خلصت فرانسيس وود.

إذاً ماركو لم يدخل قلعة آلموت ليرى الجنان الذي كان حسن بن صباح – حسب روايته- يجعل أتباعه يظنون أنها الفردوس، ناهيك عن أن ماركو بولو قد ولد قبل سنتين من تدمير هولاكو للقلعة تماماً.

في رأيي أن ماركو – إن كان حقيقياً – قد سمع إلى هذه الإشاعات، والتي تتناغم مع الفكر الأوروبي عن العالم العربي أو الإسلامي القديم وهوسه بالنساء. للأسف لم يفطن فلاديمير بارتول – كاتب الرواية آلموت- بأن جماعة الفدائيين لم يكونوا في حاجة إلى جنّة مزورة كي يقوموا بالإيمان بها، والدليل على ذلك المسلمون في صدر الإسلام أثناء انتشار نفوذه ورغبتهم في الموت في سبيل الله، مروراً بالطائفة المغتالين، ونهاية بالإرهابيين الذين لا يتوانون حتى اليوم في تفجير أنفسهم. إنه الإيمان الأعمى بشيء ما سواء كان ذلك في طريق الحق أو في طريق الباطل. هذه هي المعلومة الخاطئة التي بُنيت عليها الرواية، وهذا لا يمنع روعة أحداثها بل ونسجها بحرفية عالية جداً مع الأحداث الحقيقية التاريخية، لتخرج الرواية بهيّة الجودة الجمالية.
بقى أن أنوّه إلى أن فكرة تناول فدائيي حسن بن الصباح للحشيش غير دقيق في مقصده، فالحشيش -الذي هو في الأصل الحشائش- في أيامها كانت له أسواقاً كبيرة وكانت تُباع نبتته على أنها أعشاب دوائية للمعالجة أو لتسكين الألم، من الممكن التصديق بأنهم كانوا يتناولون بعضه كمحاولة للسيطرة على القلق أثناء تنفيذهم عملياتهم، أو حتى كي يساعدهم على التركيز الشديد، حيث كانت هذه النبتة تشتهر ب هذا المفعول.

رغم استمتاعي بالرواية، فأنا لا أستطيع ترشيحها لأي شخص عام كي يقرأها، فهناك العديد من الأفكار الفلسفية المُقتربة من الكفر، ولا أظن أن الكثير يستطيع أن يتحمّل ثقلها على النفس والعقل. بهذا فهي ليست رواية للجميع.

نقاط ضعف الرواية في نظري، أن السرد جاء طويلاً للغاية، وممل في بعض الأماكن وأظن أن ربع الرواية قابل للحذف. وأيضاً ترجمة الجمل لهذه الرواية سيء، هناك بعض الجمل غير مُركّبة بشكل سليم، فتصبح غير مفهومة تماماً.

الرواية نصبت لي شركاً ويبدو أنني قد وقعت فيه، فمنذ أن انتهيت من قراءتها – بل لعلني قبل أن أنتهي- وأنا أبحث عن التفاصيل من خلال شبكة الانترنت، فأثار ذلك حماسي كي أظل أسيراً لهذه الحقبة الزمنية، ولهذا فسأعود قليلاً إلى الوراء لعلاقة حسن بعمر الخيام بقراءة رواية سمرقند لأمين معلوف، ثم سأقفز بعدها إلى حياة جنكيز خان وكيفية القضاء على شيخ الجبل وقلعته. وذلك بقراءة رواية ذئب السهول – وهو الجزء الأول في السيرة الملحمية الذاتية لجنكيز خان.
 

Link to comment
Share on other sites

  • فهد مندي changed the title to 2021-30- رواية آلموت للكاتب فلاديمير بارتول

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...