Jump to content
منتدى البحرين اليوم

مسرحية «هدير السَّراب» لمسرح جلجامش تجريبية غرائبية مبتكرة


فهد مندي

Recommended Posts

Local-04-05-2022-59.jpg

كتب‭ ‬علي‭ ‬باقر‭: ‬

السبت ٠٧ مايو ٢٠٢٢ - 02:00

مسرح‭ ‬جلجامش‭ ‬ناهض‭ ‬بالأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬المبتكرة‭ ‬التي‭ ‬تصبُّ‭ ‬في‭ ‬الحداثة،‭ ‬فنراه‭ ‬متطلعا‭ ‬إلى‭ ‬العطاء‭ ‬بما‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬موهوب‭ ‬مهووس‭ ‬بحبِّ‭ ‬المسرح‭ ‬لإيمانهم‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬حدِّ‭. ‬شباب‭ ‬هذا‭ ‬المسرح‭ ‬الفتي‭ ‬قبل‭ ‬أشهرٍ‭ ‬قليلةٍ‭ ‬مضتْ‭ ‬وقفتُ‭ ‬متسمراً‭ ‬ومدهوشاً‭ ‬أمام‭ ‬تدريباتهم‭ ‬الجادة‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬وهم‭ ‬يستعدون‭ ‬لتمثيل‭ ‬فناني‭ ‬البحرين‭ ‬بمسرحيتهم‭ ‬‮«‬هدوء‭ ‬تام‮»‬‭.‬

هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬يتملَّكهم‭ ‬الحماس‭ ‬وعشق‭ ‬المسرح‭ ‬حيث‭ ‬يقودهم‭ ‬الفنان‭ ‬فهد‭ ‬مندي‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬الذي‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬إنتاجهم‭ ‬الفني‭ ‬الجديد‭ ‬لتدشين‭ ‬مسرحيتهم‭ ‬الحداثية‭ ‬الجديدة‭ ‬‮«‬هدير‭ ‬السراب‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬الحمدان‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬وأخرجها‭ ‬الفنان‭ ‬الكوروكراف‭ ‬المبدع‭ ‬الشاب‭ ‬عبدالله‭ ‬البكري‭ ‬بمساعده‭ ‬الفنان‭ ‬حسن‭ ‬فلامرزي‭. ‬المسرحية‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬الفنانين‭ ‬عمر‭ ‬السعيدي،‭ ‬سودابة‭ ‬خليفة،‭ ‬نجم‭ ‬مساعد،‭ ‬إيمان‭ ‬سليم،‭ ‬ناصر‭ ‬نبيل،‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الجراح،‭ ‬كمال‭ ‬نبيل‭ ‬وليال،‭ ‬مدير‭ ‬الإنتاج‭ ‬حمد‭ ‬الدوسري‭ ‬ومتابع‭ ‬الإنتاج‭ ‬حمد‭ ‬الخجم‭.‬

لقد‭ ‬تشرفتُ‭ ‬بلقاء‭ ‬بعض‭ ‬الإخوة‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬مسرحهم‭ ‬وشاهدتُ‭ ‬مسرحيتهم‭ ‬الجديدة‭ ‬‮«‬هدير‭ ‬السراب‮»‬‭ ‬مصورة‭ ‬عبر‭ ‬الفيديو‭ ‬في‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الموافق‭ ‬23‭ ‬أبريل‭ ‬2022م‭.‬

المسرحية‭ ‬غرائبية‭ ‬حداثية‭ ‬مبتكرة‭ ‬تجريبية‭ ‬مازجت‭ ‬بين‭ ‬الفنون‭ ‬في‭ ‬قوالب‭ ‬فنية،‭ ‬فقد‭ ‬خضعت‭ ‬للتجريب‭ ‬والتركيب‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬الجمالية‭ ‬التي‭ ‬نستشفُ‭ ‬منها‭ ‬دلالات‭ ‬وتأويلات‭ ‬جمَّة‭ ‬والمخرج‭ ‬البكري‭ ‬خرج‭ ‬بها‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬سائد‭ ‬فقد‭ ‬رسمها‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬بأشكال‭ ‬ٍحداثية‭ ‬مبتكرة‭ ‬اتسمت‭ ‬بها‭ ‬مشاهدها‭ ‬السردية،‭ ‬فجمعت‭ ‬بين‭ ‬التعبير‭ ‬الجسدي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حركة‭ ‬الجسد‭ ‬الذي‭ ‬يؤديه‭ ‬الممثلون‭ ‬والذي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الوجع‭ ‬المعاصر‭ ‬الذي‭ ‬يعترينا‭ ‬ويدخلنا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬ونحن‭ ‬نتعايش‭ ‬عالمنا‭ ‬الضعيف‭ ‬المنهك‭ ‬المستغيث‭ ‬وتراثنا‭ ‬الماضي‭ ‬المتنوع‭ ‬الغنائي‭ ‬الشعبي‭ ‬والبحري‭ ‬الذي‭ ‬خاضه‭ ‬الأجداد‭ ‬نستذكر‭ ‬منه‭ ‬تراثنا‭ ‬العربي‭ ‬التاريخي‭ ‬بموشحاته‭ ‬الأندلسية‭ ‬والذي‭ ‬نستلهم‭ ‬منه‭ ‬قوتنا،‭ ‬ذلك‭ ‬التراث‭ ‬الذي‭ ‬يتخمَّر‭ ‬في‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬كإرث‭ ‬مليء‭ ‬بالجمال‭ ‬والعنفوان‭.. ‬أدى‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬الغنائية‭ ‬التي‭ ‬تتمازج‭ ‬مع‭ ‬الأداء‭ ‬التعبيري‭ ‬الفنانان‭ ‬راشد‭ ‬العميري‭ ‬وأحمد‭ ‬محفوظ‭. ‬كما‭ ‬امتزجت‭ ‬المشاهد‭ ‬الفنية‭ ‬بالرسم‭ ‬بواسطة‭ ‬الرمال‭ ‬الذي‭ ‬يشعل‭ ‬الصورة‭ ‬المشهدية‭ ‬التعبيرية‭ ‬ويفسر‭ ‬مضمون‭ ‬الفعل‭ ‬المسرحي،‭ ‬تلك‭ ‬الصور‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تتدفق‭ ‬أيضاً‭ ‬بالرسم‭ ‬المباشر‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬الفنانة‭ ‬زهراء‭ ‬الناصر‭ ‬والذي‭ ‬يفسر‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬الحوار‭ ‬الخفي‭ ‬لتلك‭ ‬التعبيرات‭. ‬صور‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬المبتكر‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬تتماهى‭ ‬فنيتها‭ ‬فتلتقطها‭ ‬أبصارنا‭ ‬ونحللها‭ ‬بفكرنا‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬نحس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ألم‭ ‬ومرارة‭ ‬نتعايشها‭ ‬واقعاً‭ ‬مريراً‭ ‬وكذلك‭ ‬السينوغرافيا‭ ‬البصرية‭ ‬التي‭ ‬أذابها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬مهندس‭ ‬الديكور‭ ‬حمد‭ ‬المرباطي‭ ‬ومساعده‭ ‬أمير‭ ‬صليل‭ ‬وأيضاً‭ ‬الموسيقى‭ ‬والمؤثرات‭ ‬الصوتية‭ ‬التي‭ ‬ألفها‭ ‬الفنان‭ ‬سالم‭ ‬الجارح‭ ‬لتدخلنا‭ ‬مع‭ ‬عوالم‭ ‬الصرخات‭ ‬المبحوحة‭ ‬ووجع‭ ‬المنهكين‭ ‬المستغيثين‭ ‬الذين‭ ‬تتشكل‭ ‬أجسادهم‭ ‬النحيلة‭ ‬وهم‭ ‬يتطلعون‭ ‬من‭ ‬سجنهم‭ ‬إلى‭ ‬الخلاص،‭ ‬وقد‭ ‬شدَّني‭ ‬المكياج‭ ‬والأزياء‭ ‬باللون‭ ‬اللَّحمي‭ ‬الموحد‭ ‬الذي‭ ‬أبدعت‭ ‬في‭ ‬تشكيله‭ ‬وتصميمه‭ ‬الأستاذة‭ ‬دانة‭ ‬الحمدان‭ ‬لتقارب‭ ‬أذهاننا‭ ‬كمتلقين‭ ‬لتدلل‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬بتنا‭ ‬عراة‭ ‬في‭ ‬الشَّكل‭ ‬والمضمون‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬الخلاص‭.‬

ما‭ ‬أدهشني‭ ‬أن‭ ‬المسرحية‭ ‬المعبرة‭ ‬عما‭ ‬يعتري‭ ‬عوالمنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مزج‭ ‬مبتكر‭ ‬نلمسه‭ ‬في‭ ‬نقلات‭ ‬سرديتها‭ ‬وأداء‭ ‬المؤدين‭ ‬الممثلين‭ ‬التعبيريين‭ ‬ومشاهد‭ ‬الرسم‭ ‬على‭ ‬الرمل‭ ‬بدلالات‭ ‬رمزية‭ ‬تتفسر‭ ‬بتعبيرات‭ ‬الجسدية‭ ‬في‭ ‬تكامل‭ ‬بصري‭ ‬يستعيض‭ ‬به‭ ‬المتلقي‭ ‬المشاهد‭ ‬عن‭ ‬الحوار‭ ‬فهو‭ ‬أشبه‭ ‬‮«‬بالبانتوميم‮»‬‭ ‬تمثيل‭ ‬واقعي‭ ‬حاضر‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬التسجيلي‭ ‬المصور‭ ‬المراقب‭ ‬لمجرى‭ ‬الأحداث‭ ‬

الذي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تتوالى‭ ‬المشاهد‭ ‬وتتوقف‭ ‬كأنَّه‭ ‬تسجيل‭ ‬الدَّرامي‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تأخذنا‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬إلى‭ ‬تأويلات‭ ‬ندرك‭ ‬منها‭ ‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬نخضع‭ ‬لقوى‭ ‬متحكمة‭ ‬وإعلام‭ ‬مسجل‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬المسرحية‭ ‬قد‭ ‬أبهرتني‭ ‬في‭ ‬شكلها‭ ‬ومضمونها‭ ‬الدلالي‭ ‬التعبيري‭ ‬الرمزي‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬بما‭ ‬تبوح‭ ‬به‭ ‬فإنني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التعبيرات‭ ‬الجسدي‭ ‬تداخلت‭ ‬بفنيتها‭ ‬وتشابهت‭ ‬في‭ ‬نسيج‭ ‬الحركة‭ ‬والصورة‭ ‬شكلاً‭ ‬ما‭ ‬أشعرني‭ ‬أحياناً‭ ‬بالسأم،‭ ‬لذا‭ ‬فإنني‭ ‬أدعو‭ ‬المخرج‭ ‬البكري‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تعبيرات‭ ‬حركة‭ ‬الجسد‭ ‬وتوظيفها‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬له‭ ‬دلالاته‭ ‬المستقلة‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تمتزج‭ ‬حركتهم‭ ‬بتكوينات‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬واقعنا‭ ‬بشكل‭ ‬جمالي‭ ‬وتؤدى‭ ‬بشكل‭ ‬تعاوني‭ ‬نقف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬بعض‭ ‬مشهد‭ ‬تعبيري،‭ ‬حتى‭ ‬ينتفي‭ ‬التَّشابه‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬التعبيرية‭ ‬والدلالات‭ ‬ولا‭ ‬يتَّهم‭ ‬العرض‭ ‬بتمطيط‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬والتكرار‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬والمضمون‭.. ‬ولذا‭ ‬اقترح‭ ‬على‭ ‬المخرج‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الممثلين‭ ‬الشباب‭ ‬المعبرين‭ ‬بأدائهم‭ ‬الجسدي‭ ‬ويحدد‭ ‬أشكالا‭ ‬مفصلة‭ ‬ومستقلة‭ ‬نقف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬تكوينات‭ ‬بصرية‭ ‬تستنطق‭ ‬‮«‬سراب‮»‬‭ ‬عوالمنا‭ ‬الذي‭ ‬تلاشى‭ ‬بريقه‭ ‬وأصبح‭ ‬متخيلا‭ ‬نأسف‭ ‬على‭ ‬فقده‭ ‬ولا‭ ‬نسمع‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬صوت‭ ‬هديره‭ ‬إن‭ ‬تبعناه‭ ‬لا‭ ‬نبلغ‭ ‬الخلاص‭ ‬فنعود‭ ‬إلى‭ ‬اجتراء‭ ‬آلامنا‭ ‬وأحزاننا‭ ‬التي‭ ‬تحاصرنا‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬الفنية‭ ‬كان‭ ‬للفنان‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬الحمدان‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الناقد‭ ‬الأدبي‭ ‬والمؤلف‭ ‬لهذه‭ ‬المسرحية‭ ‬رأي‭ ‬آخر‭ ‬حول‭ ‬الشكل‭ ‬التحليلي‭ ‬والإخراجي،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬البكري‭ ‬اشتغل‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬تكمن‭ ‬فيها‭ ‬دلالات‭ ‬كثيرة‭ ‬لو‭ ‬أخذناها‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الموسيقي‭ ‬والدلالي‭ ‬وكذلك‭ ‬الجانب‭ ‬الفني،‭ ‬وأنّها‭ ‬تحتمل‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة،‭ ‬فالنَّص‭ ‬مثقوب‭ ‬الشَّكل‭ ‬تناوله‭ ‬المخرج‭ ‬البكري‭ ‬فضخ‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬والصور‭ ‬الحيَّة،‭ ‬فأصبح‭ ‬كل‭ ‬الجسد‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬متتالية‭.‬

المسرحية‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬سريالي‭ ‬والواقعي‭ ‬والتكرار‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬أجده‭ ‬مبرراً‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تعليق‭ ‬المشهد‭ ‬بكلمة‭ ‬‮«‬كت‮»‬،‭ ‬فالتوقف‭ ‬يعطي‭ ‬عين‭ ‬المتفرج‭ ‬مساحة‭ ‬لتخيل‭ ‬ماذا‭ ‬سيحدث‭ ‬بعد؟

ويواصل‭ ‬الدكتور‭ ‬الحمدان‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬المخرج‭ ‬البكري‭ ‬اشتغل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬برؤيته‭ ‬وإخراجه‭ ‬وتصوره‭ ‬الجميل،‭ ‬ونصِّه‭ ‬المكتوب‭ ‬شكَّل‭ ‬منه‭ ‬حالة‭ ‬أخرى‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬العرض‭ ‬مغايراً‭ ‬وبرؤيته‭ ‬المختلفة‭. ‬

المخرج‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬لعب‭ ‬بالجسد‭ ‬بشكل‭ ‬مفتوح‭ ‬كلعبة‭ ‬البحر،‭ ‬تماطي‭ ‬الأجساد‭ ‬داخل‭ ‬التراب‭ ‬فحينما‭ ‬يتحرك‭ ‬الممثلون‭ ‬بأجسادهم‭ ‬يبتدئ‭ ‬الجهد‭ ‬اليائس‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الممثلة‭ ‬الفنانة‭ ‬سودابة‭ ‬خليفة‭ ‬ورؤيتها‭ ‬لليباب‭ ‬الأخير‭ -‬الخراب‭- ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ماثلا،‭ ‬فنجدها‭ ‬تتعرض‭ ‬للاختناق‭ ‬وهي‭ ‬تحاول‭ ‬سحبه‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يتجمدون‭ ‬بعد‭ ‬ذوبان‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬أما‭ ‬الغربان‭ ‬فقد‭ ‬بقت‭ ‬بين‭ ‬الخراب‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬أسبابه‭ ‬منها‭: ‬تحولات‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬التلوث‭ ‬مثلا‭ ‬فأنت‭ ‬أمام‭ ‬ارتحالات‭ ‬وظّفها‭ ‬المخرج‭ ‬في‭ ‬الإطارات‭. ‬

المخرج‭ ‬البكري‭ ‬لعب‭ ‬على‭ ‬الثيمات‭ ‬الفنية‭ ‬بلعبة‭ ‬الإضاءة‭ ‬الغرائبية‭ ‬والإضاءة‭ ‬الشاحبة‭ ‬التي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬لعبة‭ ‬السراب‭ ‬في‭ ‬بقعة‭ ‬لكي‭ ‬يعطينا‭ ‬كلَّ‭ ‬لحظة‭ ‬نراها،‭ ‬كما‭ ‬اشتغل‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متحولة،‭ ‬منطقة‭ ‬المتحرك‭ (‬الكوروكراف‭) ‬ومنطقة‭ ‬الصورة‭ ‬الجامدة‭ ‬في‭ ‬اللقطة،‭ ‬وقد‭ ‬استغل‭ ‬المخرج‭ ‬لعبة‭ ‬المونتاج‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬البصري‭ ‬للإطارات‭ ‬وقطَّعَ‭ ‬الاضاءة‭ ‬بالمونتاج‭ ‬لتغيير‭ ‬الحركة‭ ‬وهذا‭ ‬يحسب‭ ‬له،‭ ‬فأرى‭ ‬في‭ ‬إخراجه‭ ‬اشتغالاً‭ ‬حداثياً،‭ ‬كيف‭ ‬تمنتج‭ ‬اللقطة؟‭ ‬وكيف‭ ‬تظهر‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحكاية؟

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...