Jump to content
منتدى البحرين اليوم

دمـوع

الاعضاء الفعالين
  • مشاركات

    435
  • انضم

  • آخر زيارة

Everything posted by دمـوع

  1. بطاقة الهوية: الإسم: الحسين اللقب: سيد الشهداء الكنية: أبو عبد الله اسم الأب: علي بن أبي طالب اسم الأم: فاطمة بنت محمد الولادة: 3 شعبان 4 ه الشهادة: 10 محرم 61 ه مدة الإمامة: 10 سنوات القاتل: يزيد وجيشه مكان الدفن: كربلاء الحسين قبل الإمامة: دخلت السنة الرابعة من الهجرة لتشهد الولادة المباركة للإمام الحسين في بيت علي وفاطمة في المدينة المنورة. وتدرّج الإمام الحسين في كنف جدّه رسول الله ينهل من منبع علمه الفياض ويقتبس من أنوار أخلاقه ومعارفه. وشملته الرعاية المحمدية ست سنوات "حسين مني وأنا من حسين" ثم انتقل إلى مدرسة والده العظيم علي بن أبي طالب مقتدياً بنهجه مدّة ثلاثين سنة في حفظ الدين وإدارة شؤون الأمة ومشاركة والده في حروب الجمل وصفين والنهروان. وبعد ذلك عايش أخاه الحسن أحداث إمامته بما فيها صلحه مع معاوية وكان جندياً مطيعاً لأخيه منقاداً له في جميع مواقفه التي اتخذها في مدّة إمامته التي استغرقت (10 سنوات). المخطط الأموي الجاهلي: في المدينة المنوّرة كان الإمام الحسين يراقب المخطط الأموي الارهابي الذي عمل معاوية على تنفيذه بدءاً من إشاعة الإرهاب والتصفية الجسدية لأتباع علي أمثال حجر بن عدي ورشيد الهجري وعمرو بن الخزاعي.. مروراً بإغداق الأموال من أجل شراء الضمائر والذمم وافتراء الاحاديث الكاذبة ونسبتها إلى الرسول للنيل من علي وأهل بيته . وإثارة الأحقاد القبلية والقومية للعمل على تمزيق أواصر الأمة وإلهائها عن قضاياها المصيرية. وانتهاءاً باغتيال الإمام الحسن تمهيداً لتتويج يزيد ملكاً على الأمة من بعده واتخاذ الخلافة طابعاً وراثياً ملكياً. وقد تمّ كل ذلك فعلاً بمرأى ومسمع الإمام الحسين . فكان لا بد من اتخاذ موقف الرفض والمواجهة لاستنهاض الأمة وحملها على مجابهة المشروع الأموي الجاهلي الذي بلغ الذروة بتولي يزيد للسلطة وحمل الناس على مبايعته بالقوة عقب وفاة معاوية سنة 60 للهجرة. حركة الإمام الحسين : تحرّك الإمام الحسين من المدينة إلى مكة التي كانت أكبر قاعدة دينية في الإسلام ومحلاً لتجمع الشخصيات الإسلامية الكبيرة. وذلك في سنة 60 للهجرة. وكان بصحبته عامة من كان بالمدينة من أهل بيته إلاّ أخاه محمد بن الحنفية. وحدّد بذلك موقفه الرافض للبيعة: "إنَّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحط الرحمة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله" والهدف من تحركه هذا: "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً. وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي أريد أن امر بالمعروف وأنهى عن المنكر..". أحداث الكوفة: ترامت إلى مسامع أهل الكوفة أخبار تحرك الإمام الحسين فبدأوا تحركهم الثوري. وما لبثت رسائلهم أن توالت على الإمام بالبيعة والموالاة طالبة إليه الحضور إلى الكوفة. تريث الإمام الحسين لهذا الطلب فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الأجواء في الكوفة ويأخذ له البيعة منهم. فاستقبله الناس بالحفاوة والطاعة. ولكن مجريات الأحداث تغيّرت في الكوفة بتولي عبيد الله بن زياد الذي أشاع في أرجائها الرعب والإرهاب. مما جعل ميزان القوة ينقلب لصالح الأمويين وفرّ الناس عن مسلم الذي قضى شهيداً وحيداً في تلك الديار. في طريق الثورة: مضى الإمام الحسين في طريق الثورة ولم يستمر طويلاً حتى اعترضته طلائع الجيش الأموي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي. واضطر الإمام إلى النزول بأرض كربلاء في الثاني من المحرّم سنة 61ه وتوافدت رايات ابن زياد لحصار الحسين وأهل بيته حتى تكاملوا ثلاثين ألفاً بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص. وفي اليوم الثامن من المحرّم أحاطوا بالحسين وأهل بيته ومنعوهم من الماء على شدّة الحر ثلاثة أيام بلياليها رغم وجود النساء والأطفال والرضع معه . في ليلة العاشر من المحرَّم اشتغل الإمام الحسين وصحبه الأبرار بالصلاة والدعاء والمناجاة، والتهيؤ للقاء العدو. ثم وقف الإمام الحسين بطرفه الثابت، وقلبه المطمئن، رغم كثافة العدو، وكثرة عدده وعدَّته... فلم تنل تلك الجموع من عزيمته، ولم يؤثر ذلك الموقف على قراره وإرادته، بل كان كالطود الأشم، لم يفزع إلى غير الله.. لذلك رفع يديه للدعاء والمناجاة وقال: "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدَّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدَّة، كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمَّن سواك، ففرّجته وكشفته، فأنت وليّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة...". وفي اليوم العاشر من المحرم وقعت حادثة كربلاء المروعة والتي شكّلت فيما بعد صرخة مدوية في ضمير الأمة تزلزل عروش الطواغيت على مرّ العصور. نتائج الثورة: لم تكن المشكلة التي ثار لأجلها الإمام الحسين مشكلة تسلّط الحاكم الجائر فحسب بل كانت مشكلة ضياع الأحكام الشرعية والمفاهيم الإسلامية. فكان المخطط الأموي يقضي بوضع الأحاديث المدسوسة وتأسيس الفرق الدينية التي تقدّم تفسيرات خاطئة ومضلّلة تخدم سلطة الأمويين وتبرِّر أعمالهم الإجرامية، ومن هذه المفاهيم الخاطئة التي روّج لها المشروع الأموي: الاعتقاد بأن الإيمان حالة قلبية خالصة لا ترتبط بالأفعال وإن كانت هذه الأفعال إجرامية.. لأنه لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. الاعتقاد بالجبر: لذا قال معاوية عن بيعة يزيد مبرّراً: "إن أمر يزيد قضاءٌ من قضاء الله وليس للناس الخيرة من أمرهم". الاعتقاد بأن التمسك بالدين في طاعة الخليفة مهما كانت صفاته وأفعاله. وأنّ الخروج عليه فيه شقّ لعصا المسلمين ومروق عن الدين.. لذلك أدرك الإمام الحسين خطورة المشروع الأموي على الاسلام. فكان لا بد له من القيام بدوره الالهي المرسوم له لينقذ الأمة من هذا المخطط المدمّر. فوقف في وجه يزيد فاضحاً أكاذيب الدولة الأموية حتى قضى شهيداً في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى. وقد تركت شهادته بما تحمله من طابع الفاجعة صدمة قوية في نفوس المسلمين أيقظتهم من غفلتهم وأعادت الأمور الى نصابها ولم يعد يزيد ومن جاء بعده سوى مجرمين مغتصبين للخلافة لا يمثلون الاسلام في شيء. للمطالعة راية الحسين لا تزال قائمة! هناك عامل رئيسي لما حصل في كربلاء، وهو خذلان الناس للحسين وقلة الناصر والمعين. لو كان مع الحسين أنصار وأعوان وجنود حاضرون للشهادة بين يديه، لما قُتِل، لما ذُبح طفله الرضيع، ولما سُبيت أخته زينب، ولما أُحرقت خيامه. ولو كان للحسين أعوان وأنصار هل هناك شيء ما يقال؟! هذه كل القصة. مشكلة الناس مع الحسين لم تكن نقص الوعي السياسي ولا مشكلة خبرة أبداً. مشكلة الناس مع الحسين حتى الذين قاتلوه وقتلوه وحاربوه وحاصروه كانوا يعرفون من هو وكانوا يخيرون أنفسهم بين الجنة والنار، واحد اثنين ثلاثة، أعداد قليلة جداً اختارت الجنة على النار كالحرّ بن يزيد الرياحي فلحق بالحسين بن علي ، واستشهد بين يديه وكثيرون اثروا دنياهم على الحسين. لماذا تركوه؟ هذا خاف على بيته، وهذا خاف على ابنه من القتل )إذا لحق بالحسين يقتلوه(، وهذا خاف على أمواله، وهذا خاف على وجاهته، وهذا خاف على منصبه، أليس كذلك؟! هناك أناس خافوا، وهناك أناس طمعوا بزينة هذه الدنيا، مناصب وجاه ومال وذهب وفضة والدرهم والدينار الذي وعدهم به عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية هذا هو العامل الأساسي، المسألة الرئيسية التي أدت إلى أحداث كربلاء أن مجموعة قليلة من الناس زهدت في هذه الدنيا فنصرت الحسين ، وأن مجموعة كبيرة وهائلة من الناس أحبَّت الدنيا ولم تزهد بها وتعلَّقت بها فقتلت الحسين فخسرت الدنيا وخسرت الاخرة. إذا لم نمتلك هذه الروح، لو كنا نحن الحاضرين هناك، لو كنا في تلك السنة الهجرية في ساحة كربلاء في محرم ولم نكن من أهل الزهد في الدنيا، يقيناً سنكون في صف عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد والعياذ بالله. وهذا يمكن أن يتكرر كما قلت في البداية. ألسنا نحن الذين نقول: نحن حاضرون أن نجاهد ونقدم من أجل الأهداف الإلهية العظيمة التي قُتل من أجلها أبو عبد الله الحسين ؛ وهل هذه المعركة توقفت في يوم من الأيام؟ هل هذه الراية الحسينية وقعت إلى الأرض في يوم من الأيام، هل سقطت في يوم من الأيام؟ هذه الراية كما يقول سماحة السيد القائد كانت دائماً تنتقل من كف الى كف، ومن كتف الى كتف، وستبقى مرفوعة الى يوم القيامة إن شاء الله. هذه الراية بحاجة إلى من يحملها، إلى من يدافع عنها، إلى من يفديها بأهله وماله وولده ونفسه. الذين كانوا مع الحسين كانوا مع الله، وتبعاً لذلك كان الحسين أحب إليهم من أهليهم فطلَّقوا النساء وأرسلوهنّ إلى عشائرهنّ، وكان الله، وتبعاً له كان الحسين، أحب إليهم من أموالهم فتركوها، وأحب اليهم من أبنائهم فدفعوا أبناءهم ليُقتلوا بين يدي أبي عبد الله. وكان أحب اليهم من أنفسهم فقاتلوا وقُتلوا دون أبي عبد الله الحسين. هذه الراية الحسينية ما زالت خفَّاقة. عنوان المعركة الذي ما زال حاضراً، أهداف الصراع التي ما زالت قائمة، ما زالت تحتاج الى هؤلاء الصالحين الزهَّاد الذين يكون ربهم واخرتهم ودينهم والأهداف الإلهية أحب اليهم من دنياهم وأهليهم وأبنائهم وأموالهم وأنفسهم. (السيد حسن نصر الله، خطاب عاشوراء، ص250 249). قصة وعبرة بدل الدموع.. دماً! يروي العالم الواعظ الحاج ملا سلطان علي التبريزي قائلاً: تشرفت في عالم الرؤيا برؤية حضرة بقية الله أرواحنا له الفداء. فقلت له: مولاي: يذكر في زيارة الناحية المقدسة أنكم تقولون في مخاطبة جدكم الغريب الامام الحسين : فلأندبنَّك صباحاً ومساءً، ولأبكينّ‏َ عليك بدل الدموع دماً، فهل هذا صحيح؟ فقال : نعم هذا صحيح. فقلت: أي مصيبة هي التي تبكي عليها بدل الدموع دماً؟ أهي مصيبة علي الأكبر؟ فقال: لا... لو كان علي الأكبر حياً، لبكى هو أيضاً على هذه المصيبة دماً. قلت: أهي مصيبة العباس؟ قال: لا.. بل لو كان العباس حياً، لبكى دماً عليها أيضاً. قلت: هي مصيبة سيد الشهداء إذن؟ قال: لا.. لو كان سيد الشهداء حياً، لبكى دماً عليها أيضاً. قلت: إذن أي مصيبة هذه؟ قال: إن هذه المصيبة هي، سبي زينب عليها السلام.
  2. الله يصلح حال الجميع ويهديهم مشكور اخوي بارك الله فيك
  3. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين شكرا قمر الليل بارك الله فيج مع التحيه،،
  4. وآنه بعد اقول ليش تقول بكرا شدراها يمكن يطلع اليوم اكيد في شي
  5. يالله في النهايه المهم ان احمد صلاح للحين في الاكادميه و ان شاء الله ليه اخر اسبوووع قولوو امييييييييييييين....
  6. بحريني يعافيك اخوي شكرا عالرد مع التحيه،،
  7. ريحانة يسلمج حبيبتي شكرا على التواجد
  8. أمر عبيد الله بن زياد بإحضار الأسرى وكان يتوقّع أن يرى آثار الذلة على وجوههم. وفوجئ بنظرات كلها استصغار واحتقار رغم منظر الجلاّدين حولهم التفت ابن زياد إلى الإمام زين العابدين عليه السلام وقال: ما اسمك؟ أجاب الإمام: "أنا عليّ بن الحسين". فقال ابن زياد بخبث: أولم يقتل الله عليّا؟ قال الإمام بثبات: "كان لي أخ أكبر منّي يسمّى عليّا قتله الناس" قال ابن زياد بغضب: بل الله قتله. قال الإمام بدون اكتراث: "الله يتوفّى الأنفس حين موتها وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله". فاسشتاط ابن زياد غضبا وأمر بقتل الإمام. وهنا تدخّلت عمّته زينب وقالت: "حسبك يابن زياد من دمائنا ما سفكت وهل أبقيت أحدا؟ فان أردت قتله فاقتلني معه". وقال السجّاد بشجاعة: "أما علمت بأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ". فتراجع ابن زياد وأصدر أمره بترحيل الأسرى إلى الشام. إلى الشـام: وصل الأسرى إلى الشام في حال يرثى لها وكان زين العابدين عليه السلام مازال مقيّدا بالسلاسل. كان يزيد بن معاوية قد أمر بتزيين مدينة دمشق وإظهار الفرح احتفالا بقتل الحسين عليه السلام وكان أهل الشام قد خدعهم معاوية ورسم لهم صورة مشوّهة عن أولاد علي عليه السلام . وعندما وصل الأسرى دمشق تقدّم شيخ إلى الإمام زين العابدين وقال له : الحمد لله الذي أهلككم وأمكن الأمير منكم. أدرك الإمام أن هذا الرجل يجهل الحقيقة فقال له بهدوء: "يا شيخ أقرأت القرآن؟" قال الشيخ: بلى. قال الإمام: "أقرأت قوله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى" وقوله تعالى: "وآت ذا القربى حقّه" وقوله تعالى: "واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى". فقال الشيخ: نعم قرأت ذلك. فقال الإمام: "نحن والله القربى في هذه الآيات". ثم قال الإمام: "أقرأت قوله تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا". قال الشيخ: نعم. فقال الإمام: "نحن أهل البيت يا شيخ". قال الشيخ مدهوشاً : بالله عليك أنتم أهل البيت. فقال الإمام: "نعم وحق جدّنا رسول الله نحن هم من غير شك". هنا ألقى الشيخ بنفسه على الإمام يقبّله وهو يقول: أبرأ إلى الله ممّن قتلكم. وعندما وصل الخبر إلى يزيد أمر بإعدام الشيخ. الإمام و يزيد: أمر يزيد بإدخال الأسرى مربوطين بالحبال وكان منظرهم مؤلما. قال زين العابدين عليه السلام: "ما ظنّك يا يزيد برسول الله وأنا على مثل هذه الحالة". فبكى الحاضرون. وصعد أحد الجلاوزة على المنبر بأمر يزيد وراح يسبّ عليا والحسن والحسين عليهم السلام ويثني على معاوية ويزيد. فالتفت الإمام وخاطبه غاضبا: "ويلك أيها المتكلّم لقد اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوّأ مقعدك من النار". ثم التفت إلى يزيد وقال: "أتسمح لي أن أصعد هذه الأعواد وأتكلّم بكلمات فيها لله رضا و لهؤلاء الجلوس أجرا وثواب؟". رفض يزيد وقال: إذا صعد المنبر لا ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان. وبعد إلحاح الناس وافق يزيد. فصعد الإمام المنبر وبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: "أيها الناس أعطينا ستا و فضّلنا بسبع : أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين وفضّلنا بأن منّا النبيّ المختار ومنّا الصدّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسد الله وأسد رسوله ومنّا سيّدة النساء ومنّا سبطا هذه الأمة . أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى". وراح الإمام يستعرض نسبه الطاهر حتى وصل إلى وصف تفاصيل مذبحة كربلاء. وفوجئ الناس بحقيقة ما يجري و ضجّ الناس بالبكاء. خاف يزيد أن تنقلب الأمور عليه فأشار إلى المؤذّن ليرفع الأذان ويقطع خطاب الإمام. هتف المؤذّن: "أشهد أن لا اله إلا الله". فقال الإمام بخشوع: "شهد بها لحمي ودمي". وعندما قال المؤذّن: "أشهد أن محمد رسول الله". التفت الإمام إلى يزيد وخاطبه قائلا: "محمد هذا جدّي أم جدّك؟ فان زعمت أنه جدّك فقد كذبت وإن قلت أنه جدّي فلم قتلت ذرّيته؟". وقد أثار الخطاب ثم الحوار الذي دار بين الإمام ويزيد رد فعل في أوساط الناس وغادر بعضهم المسجد احتجاجا على سياسة يزيد. خاف يزيد انقلاب الأوضاع في الشام فأمر بإعادة الأسرى إلى المدينة المنوّرة. ندم المسلمون على موقفهم من الإمام الحسين عندما رأوا ظلم يزيد الذي ظلّ مستمرا في فساده. وأغارت جيوشه على المدينة المنوّرة وأباحها جنوده ثلاث أيام يقتلون وينهبون وينتهكون الأعراض كما حاصرت قوّاته مكة وقصفت الكعبة بالمنجنيق وأشعلت فيها النار. وانتقم الله من يزيد وجنوده يمطرون الكعبة بقذائف المنجنيق. وتصدّى للخلافة بعد يزيد ابنه معاوية الذي تنازل عن الخلافة معترفا بظلم أبيه و جدّه الذي اغتصب الحق من أهله فأعلن مروان نفسه خليفة و بايعه أهل الشام. فيما أعلن عبد الله بن الزبير خلافه في الحجاز وظلّ معتصما بالكعبة. وفي سنة 73 للهجرة زحف عبد الملك بن مروان بجيش جرّار وحاصر مكة مرة أخرى وقصف الكعبة بالمنجنيق وقتل عبد الله بن الزبير. اتبع عبد الملك سياسة البطش بكل من يعارضه وسلّط على البصرة والكوفة واحدا من أكثر الحكّام دمويّة وسفكا للدماء وهو الحجّاج بن يوسف الثقفي فنفّذ المذابح بحقّ الأبرياء وملأ السجون بالرجال والنساء وكان عبد الملك يراقب الإمام زين العابدين مراقبة دقيقة و كان الجواسيس يتابعون كل حركاته وسكناته. ومع كل ذلك أمر بإلقاء القبض عليه وإرساله إلى الشام ثم أطلق سراحه فيما بعد. الإمام و هشام: توفي عبد الملك بعد أن وطّد الحكم لخلفه هشام وقد حجّ هشام هذا وطاف حول البيت وحاول استلام الحجر الأسود فأخفق من شدّة الزحام فجلس ينتظر ووقف حوله أهل الشام وفي هذه الأثناء أقبل الإمام زين العابدين عليه السلام وهو يفوح طيبا فطاف بالبيت فلمّا وصل إلى الحجر الأسود انفرج له الناس ووقفوا له إجلالا و تعظيما حتى إذا استلم الحجر الأسود وقبّله وانصرف عاد الناس إلى طوافهم. كان أهل الشام لا يعرفون الإمام وعندما رأوا ذلك المشهد تساءلوا عن هويّة ذلك الرجل فتظاهر هشام بأنه لا يعرفه وقال باستياء: لا أعرفه. وكان الفرزدق الشاعر حاضرا فارتجل قصيدة تعدّ من روائع الأدب العربي إذ قال جوابا على سؤال الشامي من هذا: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلّهم هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا ابن فاطمة أن كنت جاهله بجـده أنبـياء الله قد ختـم وقد انزعج هشام لموقف الفرزدق فأمر بإلقائه في السجن ولكنه أطلق سراحه خوفا من لسانه. وقد أرسل الإمام هديّة إلى الفرزدق تثمينا لموقفه وقد قبلها الفرزدق تبرّكا بها. الصحيفة السجّاديّة: تبدو الصحيفة السجّاديّة كتابا صغيرا يتضمّن مجموعة من الأدعية ولكنها في الحقيقة مدرسة كبرى تعلّم الإنسان الخلق الكريم و الأدب الرفيع إضافة إلى المسائل الفلسفيّة والعلميّة و الرياضيّة وحتى السياسة، وهذه نماذج من أدعيته عليه السلام: "اللهم اني أعوذ بك من الكسل والجبن والبخل والغفلة والقسوة والذلّة". "سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار. سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر. سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور. سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك". وللإمام أدعية خاصة بالأيام ولكل أسبوع دعاء وخمس عشرة مناجاة تنساب كلماتها رقة وعذوبة وتدل على أدب رفيع ونفس خاشعة لله سبحانه. رسالة الحقوق: للإمام السجّاد رسالة تدعى رسالة الحقوق وهي تشمل على خمسين مادة توضّح ما يجب على الإنسان من حقوق تجاه ربه وتجاه نفسه وتجاه جيرانه وأصدقائه يقول فيها عن حق المعلّم من حقه عليك التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع ولا ترفع في وجهه صوتك وتستر عيوبه وتظهر مناقبه، وفي حق الأم يقول: "فحق أمك أن تعلم أنها حملتك و أطعمتك من ثمرة قلبها فرضيت أن تشبع و تجوع وتكسوك و تعرى و ترويك و تظمأ وتلذّذك النوم بأرقها". وفي حقوق الجيران يقول: "ومن الجار عليك حفظه غائبا و كرامته شاهدا ولا تحسده عند نعمة وأن تقيل عثرته وتغفر زلّته". وأهل الذمة: "فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله وكفى بما جعل الله لهم من ذمته و عهده فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :"من ظلم معاهدا كنت خصمه فاتق الله فيهم". شهادته: في 25 محرم سنة 95 للهجرة استشهد الإمام السجّاد بعد أن دسّ له هشام بن عبد الملك السم في طعامه وتوفّى وله من العمر 57 سنة ودفن في البقيع إلى جانب قبر عمّه الحسن بن علي عليهما السلام. من كلماته المضيئة: قال لابنه الباقر عليهما السلام: "يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم في الطريق.. إياك ومصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه يبيعك بأكلة وما دونها وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك فيما أنت أحوج ما تكون إليه وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضّرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله" "يا بني افعل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره". هوية الإمام: الاسم : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. اللقب : زين العابدين أو السجّاد. الكنية : أبو محمد. اسم الأم : شاه زنان. تاريخ الولادة : 5 شعبان سنة 38 للهجرة. تاريخ الاستشهاد : 25 محرم سنة 95 للهجرة. العمر : 57 سنة. مدة الإمامة : 10 أعوام. محل الدفن : المدينة المنوّرة – البقيع .
×
×
  • Create New...