عندما تلبس السماء سوادها ، فيحتل القمر موقعه وبسمته الوضيئة التي تهمس في عبق الرياحين والأزهار وتثير الدفئ في القلب لتمنح الأيام لونا هدائا ، ينظر القمر في وجوهنا الحزينة هامسا لنا .. لست وحدك يا إنسان تبكي ، لست وحدك كائنا مطحونا تتنفس من رئة سوداء في هواء ملوث .. بين أناس ماتت قلوبهم وخمدت مشاعرهم ، اناس لا يشعرون بنور الصباح وبسمته الروحانية ...
أتساءل أنا يا من وهبتك كل ما املك فصار يوما عندي كل ما أملك ؟؟؟ لماذا كنت ألقي لك الحبال بلتعود لي فنكون معا في المقدمة .. لكن الحبال تعود لي خالية الوفاض ؟؟؟
أو بعد هذا أعرف أنك كنت واقفا ... تشحذ سيفك لتحكم الطعن ولقد طعنت ...وأي فؤاد جرحت ,, إنه القلب الذي كان يكسر في اليوم ألف مره من أجلك ، إنه القلب الذي كنت له أنشودة تُغرد كل صباح ... هذا الفؤاد الذي حلم بعش هانئ معك .. تمنى بوسادة حب تجمعنا ... إنه قلبي الذي تمنى أن يكسر الخبز كسرتين ... إنه من كان يتمنى زورقا يصلنا إلى حيث لا نعلم ... طعنته وتخليت عنه بعد كل هذا ...... وقطعت هذا القلب الصغير الذي لا زال ينمو بحبك إلى أشلاء صغيرة لا زلت أجمع حطامها .....
حتى اللون الأسود يتحول في عيني المحب إلى ألوان زاهية تخترق الوصال ....... فلماذا يتحول في عينيك إلى عباءة سوداء ....
غريبة كيف تذبل أوراق العمر ...ويطوي الزمان طويته ...فتعود بك الأيام من جديد ... لتمسك نهاية طرف ذلك الحبل لتطلب أن تسقى تلك الأوراق الذابلة .....
غريبة كيف تخذل إحساسي وتكسر أحلامي بقوة وعنف .... فيدور الزمان دروته الرتيبة ويعود بك ثانيا ...
لأصرخ بوجهك ... لقد تعلمت أن أجهر بقول لا ...
عذرا يا سيدي إذا ان المحاجر جف غيثها ولم يبق سوى ماء مسكوب مختلط بدموع امتزجت مع حطام ...
عذرا يا سيدي فأنا لا أرضى لك أن تأتي وتمسك بحطام .... عزيزي يبدو أنني لا زلت أحبك ولا أرضى لك بالقليل ... ولكني لا بد لي أن أسحب هذه الحبال خالية .. فأنت من علمتني ذلك .