قبل الغروب تغط شمس معلنة وداع يوم، ليظهر ليل دامس قبل أن تشرق شمس يوم آخر.."هذيان"
الرفق بي يا من عبثتِ بداخلي،
ومزقتْ أحشاءَ قلبي دائما..
الصبرُ كان مصيبتي دون الفرج،
والحزنُ خيم غيمـُهُ فوق السما..
الرفق بالوجد المـُعنى بالهوى،
لم ترحمي من في غرامك هائما..
أنا مستباحٌ وكلُ جرح ٍ بي دمل،
وتمخضت قطراتُ دمي توأما..
لا تفرحي فالله حسبي ونعمه،
حسبٌ يثيبُ مكاسباً ومغانما..
الدمعُ يأبى أن يسيلَ لخزيك،
والدمُ إنِ سالَ فنهرُهُ بلسما..
هي عادتي إن حزَّ قلبي خنجرٌ،
أن ينزف الشريان دماً غائما..
طيرُ السنونو في الرياح ِ يشقها،
والعشُ إذ يبنيه ستراً وحمى..
إني كتبتُ الشعر حتى تختفي،
يحذوا قصيدي حمائماً وتمائما..
خيرٌ لي أن أمشي طريق حافياً،
من أن أكون فوق نعالك نادما..
***************
بنتُ الذين نسوا إلهاً في السماء،
عبثوا وعاثوا الأرضَ لهواً وفساد..
حرقوا قلوبَ الناس ِ دون تردد،
وتجبروا في الأرض ِ كبراً وعناد..
جعلوا المعاصي زينةً في جيدهم،
ونسوا بأن الله لا ينسى العباد..
وازتانت الدنيا وزادوا معاصياً،
ضنوا بأنهم لن يُمسوا رماد..
الموتُ حقٌ وكل إنس ٍ ميت ٍ،
ولله لا يهملُ حتى في المداد..
خيرٌ لها أن تستميح إلهاها،
فالله إن زاد العـُصاة أزاد..
اليوم أرثو فوزنا في حربك،
خضنا الغمار بدون أي عتاد..
ثم انتشى جندي بنصر فوقك،
ورأيتك تمشين دون جواد..
هي مكرماتُ الشعر ِ تكتبُ قصتي،
والمكرمات من الكرام تـُجاد..
مسكينة بنت الذين علوا بلا،
شأنٍ وشأنهم تمرغ في السواد..
*****************
ندبُ الجروح ِ ليس من عاداتنا،
لكننا للشعر دوما جاهزين..
علي طعنتُ وصار نزفي ماجناً،
والجرحُ لا يبرأ ولا تشفي السنين..
فتساقط الدمُ مدراراً،
وكان مخضبٌ وجهي،
وقلبي لا يلين..
لكن فخري الجرح ليس خناجراً،
والصحبُ في الضنكِ المـُحيقِ يـُعين..
إن كان عندك واحداً في عالمك،
فالكلُ حول ضلالنا نعم الأمين..
اليومُ لا بيت لك لا دارَ عندي،
فلتغربي عن أفقي كوني المستكين..
لم يمسي أمر هواك شيئاً موجعاً،
عـَلَّقت فوق جراحي طوق الياسمين..
أنا دائماً في الحزنِ أفخرُ دائماً،
فالشعرُ سلواي وربي لا يـُهين..
أشكوه أمري وأدعو علني،
أن استفيق وطعنك أن لا يبين..
إن كنت ذي دين فدين غائب،
مذ كتبت الشعر صرتي لي مدين..
السحرُ مردود وخلك خائنٌ،
فلتفرحي دون طبول أو رنين..
بالأمس زفوك وكنت لوحدك،
تترقبي عين العدا والشامتين..
الطير يطربني وموجات البحر،
والنخل غازلني بلا تكفين..