Jump to content
منتدى البحرين اليوم

عيسى السادة

VIP
  • مشاركات

    810
  • انضم

  • آخر زيارة

Everything posted by عيسى السادة

  1. من الطرق السهلة التي يمكنك بها هندسة التأثير أن تستفيد من شخص مؤثر ، وذلك بالالتصاق به والاستفادة من علمه وموقعه ومهاراته وحماسه والفنون التي يجيدها وكذلك من آرائه واقتراحاته، فالصاحب ساحب،"والمرء على دين خليله". قال رسول الله : ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) . وقيل : "الناس: رجل، ونصف رجل، ولا شيء، فالرجل من له رأي صائب ويشاور، ونصف الرجل من له رأي صائب ولا يشاور أو يشاور ولا رأي له، ولا شيء هو من لا رأي له ولا يشاور". ولقد كان لرسول الله كثير من الأصحاب الذين تربطهم به علاقات قوية، ولكن نفراً منهم التصق به التصاقاً قوياً حتى كان بعضهم لا يفارقه إلا حين النوم، ولذا كانت أكثر الأحاديث التي وردت عن النبي رواها هؤلاء الملتصقون به كأبي هريرة وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عمر وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ! وتقولون: ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله! .. وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرءاً مسكيناً من مساكين الصفة، ألزم رسول الله على ملء بطني ، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله في حديث يحدثه يوماً: ( إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه ، إلا وعى ما أقوله ) فبسطت نمرة عليَّ، حتى إذا قضى مقالته، وجمعتها إلى صدري ، فما نسيت من مقالة رسول الله تلك من شيء". وهذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه الذي كان من أكثر الصحابة التصاقاً برسول الله وهو من السابقين الأولين، ومن النجباء العالمين، شهد بدراً، وهاجر الهجرتين، ومناقبه غزيرة وروى علماً كثيراً. عن مسروق قال: قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه. وهناك كثير من العلماء من جمهور التابعين وتابعيهم كانوا أشد الناس حرصاً على الالتصاق بشيوخهم، ليأخذوا عنهم الحديث والفقه واللغة والأدب وغيرها من العلوم والفنون. فقد وصل عدد شيوخ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الذين كتب عنهم (1080) شيخاً ، منهم أحمد بن حنبل، ومحمد بن عيسى الطباع ، وإسحاق بن منصور. وأما عن تلاميذه الذين التصقوا به فعلى رأسهم الإمام مسلم ، والترمذي ، وابن خزيمة ، والبغوي والنسفي. تنبيه : ورغم أهمية الاتصال بهؤلاء المؤثرين والالتصاق بهم إلا أنه ينبغي لصانع التأثير ألا يذوب فيهم ، وألا يفقد شخصيته عندهم ، وألا يكون كالميت بين يدي المغسِّل، وألا ينسى هدفه الرئيس الذي من أجله التصق بهم ، وإنما عليه أن يستثمر صلته بهم من أجل تفعيل مشروعه التأثيري النافع وتسريعه وإنجازه بيسر. لما قدم السلطان عبدالعزيز مصر، وزار الجامع الأزهر، صحبه الخديوي إسماعيل فلحظ الخديوي على شيخ بالجامع كأنه غير مهتم ، فهو مسند ظهره ، ماد رجله ، فأسرع بالسلطان عنه، ثم كلف أحد رجاله أن يذهب له بصرة، يريد أن يعرف حاله ، فلما جاء الرسول ليعطيه قبض الشيخ عنه يده، وقال له: قل لمن أرسلك: إن من يمد رجله لا يمد يده. ويقول روبرت غرين: ابق مترفعاً وسيأتي الناس إليك، إذ سيصبح كسب عواطفك نوعاً من التحدي لهم ، وما دمت تقلّد الملكة العذراء وتذكي آمالهم فإنك ستظل مغناطيساً يجتذب الاهتمام والرغبة . وعند حديثنا عن هذا النوع من الاستثمار فإننا لا نقصد به استغلال هؤلاء المؤثرين لمصالح شخصية محدودة وإنما استثمارهم لمصلحة الأمة، خاصة ونحن عندما نتكلم عن صناعة التأثير وهندسة الحياة فإننا نقصد به التأثير الإيجابي النافع لا التأثير السلبي الضار . فإذا أردت أن تكون خطيباً مؤثراً فالتصق بخطيب مؤثر واستفد من أسلوبه وأخلاقه وحماسه، ولكن لا تكن نسخة طبق الأصل منه ، لأن الناس لا يحترمون التقليد وإنما يحترمون الأصل ويقدرونه ، ولذا يحسن بك تجنب نواقص هذا الخطيب وأخذ أفضل ما عنده ، ومن ثمَّ إضافة شيء من عندك لتتميز به عنه ، فيكون لك طعمك الخاص ولونك الفاقع ورائحتك المميزة ، وقس على ذلك بالنسبة للالتصاق بالأنواع الأخرى من المؤثرين.
  2. الحج أكبر مؤتمر إسلامي يحضره المسلمون من أنحاء العالم في فترة محدودة، وفي مكان معين فيترك كثيرًا من الآثار الحسنة في الحجاج؛ لكونه مدرسة إيمانية يفترض أن يتعلم فيها الحجاج كثيرًا من أمور دينهم وآدابهم الشرعية. لذا نجد الحج في كل عام يثمر ثمارًا يانعة من الأخلاق الفاضلة التي ينبغي أن يتصف بها الحجاج بسبب وجودهم في المشاعر المقدسة، وأداء مناسك الحج وفق السنة المطهرة مما يجعل الحاج يتحلى بالسلوك الحسن والخلق الفاضل المستمد من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم القائل: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، والقائل عليه والصلاة والسلام: "خذوا عني مناسككم". ويمكن القول: إن من أبرز الأخلاق الفاضلة التي ينبغي أن يتحلى بها الحجاج في موسم الحج ما يلي: 1 - التآلف والتآخي رغم قصر المدة فكأنهم أبناء رجل واحد لما نرى بينهم من التعاون والتآزر والتكافل والإيثار مع تعدد جنسياتهم وتباعد بلادهم، وهذا من حكمة الله في العبادات وما تتركه من الأثر في النفوس، فالله تعالى يقذف في قلوب الحجاج العطف والشفقة والرحمة، وهذا ما يجب أن يتحلى به كل حاج فعليًّا. 2 - النصح لكل مسلم، فالدين النصيحة، فالحاج إذا رأى أخاه المسلم على خطأ أو معصية أو مخالفة شرعية بادر بنصحه وبيان الحق والصواب، خصوصًا وهو يؤدي مناسك الحج والعمرة تنزيهًا لتلك العبادة مما ينقص أجرها. 3 - البعد عن مواطن الرفث والفسوق والجدال؛ لأن الحاج يحرص على أن يكون حجه مبرورًا والحج المبرور هو الخالي من ذلك كله. 4 - التذلل والخشوع والانكسار بين يدي الله تعالى وهذا هو خلق المسلم في أداء العبادات، فلا يليق بالمسلم أن يتكبر أو يتعالى على الله أو يمنّ عليه بهذه العبادة، فالله هو المنان؛ إذ هدانا إلى هذا الدين القويم. 5 - المواساة والمساواة، وهما من الأخلاق السامية بين المسلمين، فالحاج ينفق على أخيه المحتاج، وخصوصًا إذا كان من بلد بعيد فهو من أبناء السبيل الذين تحل لهم الصدقة وأجرها عند الله عظيم وما أكثرهم في موسم الحج أولئك الذين يأتون من بلاد فقيرة ينتظرون العون من الله، ثم من إخوانهم الحجاج الذين هم يد واحدة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. 6 - الإيثار: وهو أفضل خلق يتحلى به المسلم، قال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9]، فنجد الحاج يؤثر أخاه على نفسه في أكله وشربه ومركبه ولباسه، وهذا معنى كون المسلمين كالجسد الواحد، ذلك بفضل الله، ثم بفضل الإسلام الذي جعل بين المسلمين مودة ورحمة، فلله الحمد والمنة. فما تجده بين المسلمين من تعاون وتكافل وتعارف وتآخ، كل ذلك ناتج عن آثار تلك المحافل الإسلامية التي يلتقي فيها المسلمون كل يوم أو كل أسبوع أو كل عام، وصدق الله العظيم؛ إذ يقول: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: 10].
  3. إخواني الأفاضل أخواتي الفاضلات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أحبتي في الله : إعلموا أن للأخوة في الله حقوق كثيرة سوف أتعرض في هذه المشاركة لسبع ٍ منها ، وهي على النحو التالي الحق الأول : الحب في الله والبغض في الله : ففي الحديث قال ( من أحبَّ لله ، وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) صححه الألباني . وقال : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) متفق عليه. وعن أبى هريرة أن النبي قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) وذكر منهم ( ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه ) متفق عليه . وعن أبى هريرة أن النبي قال: ( إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته، ملكاً فلمَّا أتى عليه قال : أين تريد؟ فقال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبّها؟ قال: لا. غير أنى أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ) رواه مسلم . وقال : ( قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ ) . وقال : ( والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم . والمرء يوم القيامة يحشر مع من يحب ، فعن أنس بن مالك : ( أن رجلاً سأل النبي عن الساعة. فقال: يا رسول الله متى الساعة قال : ( وما أعددت لها؟ ) . قال: لا شيء ، إلا أنى أحب الله ورسوله. فقال: ( أنت مع من أحببت ) قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ( أنت مع من أحببت ) ، قال أنس " فأنا أحب النبي وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بُحبِّي إياهم وإن لم أعمل بعملهم " متفق عليه . ونحن نشهد الله أننا نحب رسول الله وأبا بكر، وعمر، وعثمان وعليّ وجميع أصحاب الحبيب النبي ، وكل التابعين لنهجه ودربه المنير ، ونتضرع إلى الله بفضله لا بأعمالنا أن يحشرنا معهم جميعاً بمنّه وكرمه ، وهو أرحم الراحمين . ومن السُّنَّة إذا أحب الرجل أخاه أن يخبره كما قال النبي : ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ) صححه الألباني. وعن أنس : أن رجلاً كان عند النبي فمر به رجل فقال : يا رسول الله! إن لأحب هذا. فقال له النبي : ( أعلمته؟ ) قال: لا . قال : ( أعلمه ) قال: فلحقه ، فقال : إني أحبك في الله . فقال : أحبك الذي أحببتني له . حسنه الألباني . وعن معاذ بن جبل أن النبي أخذ بيده وقال : ( يا معاذ والله إني لأحبك ) . فقال معاذ : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فوالله إني لأحبك. فقال : ( أوصيك يا معاذ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنى على ذكرك وشكرك ، وحسن عبادتك ) صحيح الجامع. الحق الثاني : أن لا يحمل الأخ لأخيه غلاً ولا حسداً ولا حقداً: أحبتي في الله : المؤمن سليم الصدر، طاهر النفس، نقى، تقي القلب ، لا يحمل ذرة حقد، أوغل، أو حسد لمسلم على وجه الأرض البتة ، والنبي يقول : ( لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانا ) متفق عليه . إن الحقد والحسد من أخطر أمراض القلوب والعياذ بالله، فيرى الأخ أخاه في نعمة، فيحقد عليه ويحسده ، فليتق الله وليعد إلى الله تعالى ، وليردد مع هؤلاء الصادقين : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } . وردد مع هؤلاء بصفاء، وصدق ، وعمل ، فقد قال الله فيهم : { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } . وعن أنس قال كنا جلوساً عند النبي فقال : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه ، قد تعلق نعليه فى يده الشمال ، تكرر ذلك ثلاثة أيام . ثم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكان عبد الله يحدث أنه بات معه ليالي ، فلما مضت الثلاث ليالٍ وكدت أن أحتقر عمله، قلت يا عبد الله إني سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرات: ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلعت أنت الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك، فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذى بلغ بك ما قال رسول الله ؟! قال: ما هي إلا ما رأيت. قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهى التي لا نطيق . إن سلامة الصدر من الغل والحسد بلغت بهذا الرجل أن يشهد له رسول الله بالجنة، وهو فى الدنيا..يا لها من كرامة. الحق الثالث : طهارة القلب والنفس : إن من حقوق الأخوة في الله أنك إن لم تستطع أن تنفع أخاك بمالك فلتكف عنه لسانك ، وهذا أضعف الإيمان ، فإن تركنا الألسنة تُلقى التهم جزافاً دون بينة أو دليل ، وتركنا المجال فسيحاً لكل إنسان أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ، فإنما ينتشر بذلك الفساد والحسد، والبغضاء، فإن اللسان من أخطر جوارح هذا الجسم، قال الله جل وعلا : { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ؛ وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } . تورع عن إخوانك ، أمسك عليك لسانك ، قال رسول الله : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) متفق عليه. وعن أبى موسى قال : قلت : ( يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده ) متفق عليه . وفى حديث ابن عمر أن النبي قال : ( الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربا الربا استطالة الرجل في عِرْضِ أخيه ) صححه الألباني . وأختم هذه الطائفة النبوية الكريمة بهذا الحديث الذي يكاد يخلع القلب ، قال : ( من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ) صححه الألباني . وردغة الخبال: عصارة أهل النار . والله لو نحمل في قلوبنا ذرة إيمان ونسمع حديث من هذه الأحاديث للجم الإنسان لسانه بألف لجام قبل أن يتكلم كلمة . الحق الرابع: الإعانة على قضاء حوائج الدنيا على قدر استطاعتك : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أن رجلاً جاء إلى النبي فقال : يا رسول! أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله : ( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربه، أو يقضى عنه دينا، أو يطرد عنه جوعاً، ولأن أمشى في حاجة أخي المسلم أحب إلىّ من أن اعتكف في المسجد شهراً ، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه رضي يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تَزِلُّ الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) حسنه الألباني . فمن حق المسلم على المسلم إن استطاع أن يعينه في أمر من أمور الدنيا أن لا يبخل عليه ، فأنت يا مسلم لئن مشيت في حاجة أخيك المسلم أفضل عند الله تعالى من أن تعتكف في المسجد شهرا. يقول النبي : ( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...) رواه مسلم . وبالمقابل يجب على المسلمين، أن لا يكلفوا إخوانهم بما لا يطيقون ، وإن كلفوهم فعجزوا فليعذروهم قال تعالى: { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }البقرة. الحق الخامس: بذل النصيحة بصدق وأمانة : عن تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله قال: ( الدين النصيحة ) قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم . لكن أتمنى من الله أن يعي إخواني الضوابط الشرعية للنصيحة. قال الشافعى: من نصح أخاه بين الناس فقد شانه، ومن نصح أخاه فيما بينه وبينه فقد ستره وزانه. والذي بُذِلَ له النصيحة عليه أن يحسن الظن بأخيه الناصح ولا تأخذه العزة بالإثم، وأن يتقبلها منه بلطف، وأدب، وتواضع، وحب، ويشكره عليها، ويدعو له بظاهر الغيب. ورحم الله الفاروق ورضي الله عنه القائل : رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي. الحق السادس : التناصر : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) ، فقال رجل: يا رسول الله أنصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ فقال : ( تأخذ فوق يديه ) رواه البخاري . انصر أخاك في كل الأحوال، إن كان ظالماً خذ بيده عن الظلم، وإن كان مظلوماً وأنت تملك أن تنصره انصره، ولو بكلمة، وإن عجزت فبقلبك ، وهذا أضعف الإيمان. الحق السابع: أن تستر عيب أخيك المسلم وتغفر له زلاته : وهذا من أعظم الحقوق: فالأخ ليس مَلَكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، فإن زل الأخ فى هفوة فهو بشر، فاستر عليه . قال : ( يا معشر من آمن بلسانه، ولما يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، يفضحه في بيته ) صححه الألباني .
  4. إخواني أخواتي أبنائي بناتي أشكركم جميعاً على هذا المرور الرائع ويسلموا
  5. أحبابي الأعزاء أشكركم جميعا على مروركم ، وربي يعطيكم العافية
  6. جزا الله الجميع على المرور كما أشكر أبنتي الغالية BanoOota211 على كلماتها الرقيقة ، والتي ترحب بها الأخ الرائع " الإسلام حياتي " وأضم صوتي إلى صوتها بالترحيب به ، ويا هلا .
  7. إحواني وأخواتي أبنائي وبناتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أشكركم جميعاًَ على هذا المرور الرائع وجزاكم الله خير على هذه التعليقات ، والإضافات الرائعة وربي يعطيكم العافية
  8. ابنتي العزيزة عاشقة الإخوة جزاك الله خير على مرورك وربي يعطيع العافية
  9. ابنتي الغالية عاشقة الإخوة مشكوووورة وربي يعطيع العافية
  10. ابنتي العزيزة عاشقة الإخوة شكرا على مرورك وربي يعطيع العافية .
  11. أما بعد قال تعالى: يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . الذي يرى حالنا لا يكاد يصدق أن هذه آية في قرآننا نزلت علينا نحن المسلمين بكل ما تحمل من تحذير ونهي شديد عن هذه السلوكيات الذميمة . ولا يكاد يصدق أننا نتلوها فلا نتأملها وتطرق أسماعنا ولكن لا نعيها بكل أسف . لا يكاد يصدق وهو يرى ما نحن فيه من مخالفة صريحة لهذا النهي الإلهي فهاهم المسلمون يسخر بعضهم من بعض وينتقص بعضهم بعضاً ، كل أهل بلد يرون أنهم أفضل من أهل البلاد الأخرى ، وكل أبناء قبيلة يرون أنهم أفضل من بقية القبائل الأخرى . ومن هنا تنشأ السخرية والتعالي والنظرة المتنقصة . وكثيرا ما نسمع كلمات الهمز واللمز والنكت والتعليقات الجارحة تطلق على قبيلة أو قبائل معينة أو على جنسية من الجنسيات ، فجماعة تسخر من جماعة أخرى ويطلقون عليهم النكات والتعليقات التي يتهمونهم فيها بالغباء ، وآخرون يعتبرون أنفسهم أفضل من أهل البلد الفلاني لأنهم أغنى منهم وأولئك فقراء . وأولئك يسخرون من هؤلاء بأنهم بدو جهلة غير متعلمين وآخرون ينتقصون أقواماً بسبب أنهم يرون أنهم أفضل منهم حسباً ونسباً وآخرون يسخرون من أناس بسبب ألوانهم وغيرها من المسببات الواهية التي لا تولد إلا الكره والبغض والحقد والحزازيات التي تزيد الفرقة وتشق الصف وتورث البغضاء بين المسلمين الذين ينبغي أن يكونوا أمة واحدة على قلب رجل واحد يسعى بذمتهم أدناهم. ونظراً لأن هذا الأمر خطير وأن عاقبته سيئة فقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى منه ونادانا بنداء الإيمان { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } نداء تلطف ورحمة أي يا من اتصفتم بهذه الصفة العظيمة التي اجتمعتم عليها وانضويت تحت لوائها صفة الإيمان لا الحسب ولا النسب ولا المال ولا الجاه ولا اللون ولا غيرها . { لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ } أي لا يهزأ جماعة بجماعة ، ولا يسخر أحد من أحد . { عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ } فقد يكون المسخور منه خيراً عند الله من الساخر . { وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ } وأيضا لا يسخر نساءٌ من نساءٍ فعسى أن تكون المحتقرة خيراً عند الله وأفضل من الساخرة . { وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } أي ولا يعب بعضكم بعضا ولا يدع بعضكم بعضاً بلقب السوء . وإنما قال { أنفسكم } لأن المسلمين كنفس واحدة . { بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } أي بِئس أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن صار مؤمناً . قال البيضاوي وفي الآية دليل على أن التنابز فسق وأن الجمع بينه وبين الإيمان مستقبح وفي الحديث : ( يا من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ‘ فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتّبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته ) أخرجه الحافظ . وختم الآية بقوله تعالى: { وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } أي ومن لم يتب عن اللمز والتنابز فأولئك هم الظالمون حيث أنهم قد ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بسبب إقحامها في معصية الله وارتكاب ما حرم عليها. السخرية بالأطفال ومن السخرية المنتشرة في مجتمعاتنا السخرية من عيوب الطفل ونقائصه الجسدية والعقلية , أو تشبيهه بمخلوقات الله الأدنى , أو اتهامه في عقله وأمانته وكرامته . استأذن طفل في الرابعة من عمره لدخول الحمام في بيت خالته ..فرفضت الأم ..وتكرر طلب الإذن .. وتكرر الرفض إلى أن بال الصغير في ثيابه , فما كان من الأم إلا أن دعت أطفال البيت ، وطلبت منهم الضحك على الصغير المسكين .. حسبي الله ونعم الوكيل . فنجد الكثير من الآباء والمربين للأسف يسيئون إلى أبنائهم.. عندما يخطئون فينعتونهم بصفات قبيحة ، من الصعب على الأطفال نسيانها فيما بعد , بل هي تسري كالسهام المسمومة في تشكيل شخصياتهم ، لتعمل على اضطرابها وضعفها. والسبب أن الإنسان مخلوق بقدرة فطرية هي الإحساس ، ومن الطبيعي أن يشعر الطفل الذي يصفه والده بأنه غبي أو قبيح بالقهر والظلم وأحيانا بالكره ، لما يسببه له من الم نفسي , وقد يرد عليه في البداية بأنه غير أحمق أو غبي . لكن الخطورة للأسف أنه سيصدقها فيما بعد عندما يكرران عليه هذه الكلمات , وسيبدأ في التفكير بنفسه على أساس أنه غبي ولا يصلح لشيء على الإطلاق , وسيبتعد عن أي تجربة أي شيء لأنه يخاف الفشل أي أنه سيبتعد عن أي جهد عقلي يبذله لكي يتطور . وفيما يلي بعض العبارات المهينة للطفل والتي يجب على المربي أن يتجنبها ويتجنب مثيلاتها : * أنت أسوأ ما رأيت * عمرك ما تفيد نفسك. * أنا لا أفتخر بأنك ابني. * لماذا تأخرت يا كلب........الخ * أنت غبي........الخ * أنت حمار ما تفهم.. * اسكت يا ابله. * تعال يا كلب , أو يا قليل الأدب ....الخ * أنا خجل من تصرفاتك , ولن آخذك معي . * لا أريد أحد يعلم أنك ابني. * لا تتصرف كالحيوان . * لا وقت لدي الآن لا تضايقني . * إن فكرتك سخيفة جدا. * أعتقد أن تصرفاتك سخيفة لشخص مثل ذكائك . * إني لا أستطيع فهم تصرفاتك هذه الأيام * هل كنت نائما عندما كنت أشرح لك الموضوع. * انك أناني لا تفكر إلا بنفسك. * إن هذه الفكرة ليست بجديدة إن هذه العبارات ومثيلاتها قاتله , لذا يجب تجنبها . لأنها تحول دون تمتع الطفل بالتعامل الطبيعي مع من حوله إذا سمعها باستمرار فهي تخبر الطفل بطريقة ، أو بأخرى بأنه غير معترف به كإنسان أو كفرد وأنه لا يتمتع بالكفاءة اللازمة وهذا من شأنه أن يوقف عملية نموه الانفعالي والنفسي ويجعله عرضة للانطواء والانكماش العاطفي وعدم الشعور بالأمان . والشعور بعدم الرضا عن النفس وعدم الثقة بعلاقته بالآخرين. أحيانا البعض لا يقصد تجريح الطفل ولكن من غير تفكير ولا شعور تحت ضغط الغضب والتوتر قد يستعمل بعض العبارات الجارحة التي تهدد الثقة والتعبير الحقيقي عن الشعور لدى الطفل . وهنا يجب عليهم توضيح الإحساس الدافع لهذه العبارة والاعتذار عنه , فإن اعتذار الكبير للصغير وإبداء الفهم حتى بعد فوات الأوان هو المثل للأخذ والعطاء وتبادل الاحترام والثقة بمشاعر الآخرين . إن الجرح الذي تسببه هذه العبارات المحطمة لنفس الطفل لا يندمل بسرعة , بل يترسخ في نفسه ويحفر أخاديد عميقة في أحاسيسه . وبالتالي لنحذر من تحقير شخصية الطفل عند انتقاده ولنركز حديثنا على ما فعله الطفل من تصرف خاطئ أو تقصير وحول ما كان يجب القيام به لكي يتفادى الخطأ.. إننا بهذا الأسلوب البناء في الانتقاد سنساعد على تقوية ثقة أبنائنا بأنفسهم , وسنجعلهم راغبين ذاتيا في تطوير شخصياتهم .. ملخص من كتاب للمؤلف أحمد ديماس علم نفس ملحوظة هذا الكلام يشمل كل المربين من آباء وأمهات ومعلمين ومعلمات وكل من يحيط بالطفل من أقارب ومعارف ، فهم بشكل أو بآخر لهم تأثير على شخصيته ....
  12. أخطر آفات السلوك التسرع والاندفاع في الحكم على الآخرين ، وأن ننصب من أنفسنا قضاة نحكم باستحقاق هذا أو ذاك رحمة الله أو لعنته . والمتأمل يجد أن مجافاة الإسلام لهذه الآفة تنبع من منافاتها لطبيعة الإيمان الصادق الذي من أخص خصائصه الرفق بالخلق ، فالمؤمن قلبه معلق بالله يرتشف من رحيق رحمته ما يرحم به الآخرين ، ومن عذب رأفته وعطفه ما يبر به من حوله وبهذا ينسجم الإيمان مع كل معاني الرفق والعطف وينفر من كل غلظة وفظاظة وجحود . واللعنة بمعناها الشامل المتضمن الطرد من رحمة الله تعالى تمثل أحد مظاهر هذا الاندفاع المذموم الذي تصدى له النبي صلى الله عليه وسلم في منهجه التربوي بالعديد من المناهي والتوجيهات فيقول صلى الله عليه وسلم : ( إني لم أبعث لعانا و إنما بعثت رحمة ) رواه مسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ) صحيح الجامع ( لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا ) رواه مسلم ( لا يكون المؤمن لعانا ) صحيح الجامع ( لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار ) صحيح الجامع . أي لا تدعوا على الناس بما يبعدهم الله من رحمته إما صريحا كما تقولون [ لعنة الله عليه ] أو كناية كما تقولون [ غضب الله عليه ] أو [ أدخله الله النار ] وقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تلاعنوا ) من باب عموم المجاز لأنه في بعض أفراده حقيقة وفي بعضها مجاز وهذا مختص بمعين ، لأنه يجوز اللعن بالوصف الأعم والأخص كلعن الكافرين وبالأخص كلعن اليهود والمصورين والكافر المعين الذي مات على الكفر كفرعون وأبي جهل . وعن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد [ جمع نجد وهو متاع البيت الذي يزينه من فرش ونمارق وستور ] من عنده فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فلعنه فلما أصبح قالت له أم الدرداء سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته ، سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) رواه مسلم ( شفعاء ) أي لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار ( ولا شهداء ) أي لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات ، وقيل لا يرزقون الشهادة في سبيل الله . وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لعن المؤمن كقتله .. ) رواه البخاري . أي في التحريم أو العقاب أو الإبعاد ، إذ اللعنة تبعيد من الرحمة والقتل يبعد من الحياة الحسية . ولعل في هذه الكثرة من الأحاديث النبوية ما يؤكد على خطورة أمر اللعنة ، وضرر المجازفة الحمقاء في طرد الآخرين من رحمة الله في غرس معاني الكره والنفرة في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه المجتمع الإيماني متماسكا برباط المودة والحب ، أفراده كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا بل تتجلى جدية الرسول صلى الله عليه وسلم في نزع جذور هذه الآفة من النفوس في أكثر من موقف مع أصحابه الكرام فتارة مرشدا وتارة مستنكرا وتارة معاقبا فعن جرموزا الهجيمي قال : قلت يا رسول الله أوصني قال ( أوصيك أن لا تكون لعانا ) صحيح الجامع . ‌أي أن لا تلعن معصوماً فيحرم لعن المعصوم المعين فإن اللعنة تعود على اللاعن وصيغة المبالغة هنا غير مرادة . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها ) صحيح الجامع . ‏ قال المناوي ( إن العبد إذا لعن شيئاً ) آدميا أو غيره بأن دعى عليه بالطرد والبعد عن رحمة اللّه تعالى ( صعدت اللعنة إلى السماء ) لتدخلها ( فتغلق أبواب السماء دونها ) لأنها لا تفتح إلا لعمل صالح { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} فاطر 10( ثم تهبط ) أي تنزل ( إلى الأرض ) لتصل إلى سجين ( فتغلق أبوابها دونها ) أي تمنع من النزول ( ثم تأخذ يميناً وشمالاً ) أي تتحير فلا تدري أين تذهب ( فإذا لم تجد مساغاً ) أي مسلكاً وسبيلاً تنتهي إليه لمحل تستقر فيه ( رجعت إلى الذي لعن إن كان لذلك ) أي اللعنة ( أهلاً ) رجعت إليه فصار مطروداً مبعوداً فإن لم يكن أهلاً لها ( رجعت ) بإذن ربها ( إلى قائلها ) لأن اللعن طرد عن رحمة اللّه ، فمن طرد ما هو أهل لرحمته عن رحمته فهو بالطرد والإبعاد عنها أحق وأجدر ، ومحصول الحديث التحذير من لعن من لا يستوجب اللعنة والوعيد عليه بأن يرجع اللعن إليه{ إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} النور 44 . وعن ابن عباس أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( لا تلعن الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ) صحيح الجامع ، وعن زيد بن خالد الجهني قال : لعن رجل ديكا صاح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة ) أي إلى قيام الليل بصياحه فيه ومن أعان على طاعة يستحق المدح لا الذم ، وقال الحليمي : فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ولا يستهان به ، بل حقه الإكرام والشكر ويتلقى بالإحسان ، وليس في معنى دعاء الديك إلى الصلاة أنه يقول بصراحة صلوا أو حانت الصلاة بل معناه أن العادة جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره اللّه عليها فيذكر الناس بصراخه الصلاة ولا تجوز الصلاة بصراخه من غير دلالة سواه إلا ممن جرب منه ما لا يخلف فيصير ذلك له إشارة . وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد ) رواه مسلم .
  13. أشكر الجميع على المرور الرائع . وأقول الأخت الفاضلة دموع الألم : يظهر من اختيارك لهذا الإسم (دموع الألم ) تأثير على شخصيتك . أحتي أولاً : لا أعلم أحد من جميع طوائف المسلمين ، يسب أو يبغض ويلعن آل البيت ، أقوا من طوائف المسلمين . وأما إن كان قصدك اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر ، فبتأكيد ، لا أحد منهم يمر على منتدانا . ثانيا ً : لماذا دائماً وفي أي موضوع حتى لو نتكلم عن الرحمة والمحبة ، أو الإبتسامة ، لا بد أن تأتون بمثل هذه العبارات ، التي لانجني من وراءها نفعاً ، لا يوجد دين على وجه الأرض أصوله السب ، واللعن فلماذا تلصقون بأنفسكم مثل هذه الخصلة الذميمة . وقي الختام أذكرك بقوله صلى الله عليه وسلم : ( إني لم أبعث لعانا و إنما بعثت رحمة ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء )وقوله ( لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا ) وقوله صلى الله عليه وسلم لا يكون المؤمن لعانا ) وأرجوا متابعة مشاركتي القادمة حول هذا الموضوع ، ولكِ مني ألف تحية ، أخوكِ عيسى السادة
  14. معادن الناس التي تتالف منها مجتمعات المسلمين اليوم خاصة، تتكون من ثلاث فئات من الناس، ولا يمكن أن يخرج فرد من الأفراد عنها بحال وهذه الفئات هي: 1 - الفئة المصلحة الداعية إلى الخير. 2 - الفئة المفسدة الداعية إلى الشر. 3 - فئة الأتباع والمقلدة. ولا يمكن لأي فرد منا إلا وهو واقف تحت مظلة، من هذه المظلات الثلاث . أما المعدن الأول: وهم الفئة المصلحة الداعية للخير فهؤلاء هم أشراف المجتمع وأحسنهم قولاً، وأثراً على الناس، وأنبلهم غاية وأسماهم هدفاً، وهؤلاء هم الذين عناهم الله عز وجل بقوله: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين . وهم الذين عناهم الله في قوله: التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين وهم الذين عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى)). هذا المعدن، هو أشرف المعادن بحق، كيف لا، وهم يحملون أعظم رسالة، وأنبل غاية ألا وهي تعبيد الناس لرب العالمين. وإخراجهم بإذن الله من ظلمات شهوة الحيوانيين وشبهات العلمانيين إلى نور الهداية والدين. كيف لا يكون معدن هؤلاء أنفس معدن، وهم الذين يضحون بأوقاتهم وأموالهم وراحاتهم، في سبيل إنقاذ الناس من عذاب الله تعالى في الدنيا، وعذابه الأليم في الآخرة. لاشك أن هذا الصنف من أنفس المعادن. المعدن الثاني: الفئة المفسدة الداعية إلى الشر والصادة عن الخير، وهؤلاء هم سفلة المجتمع وهم أراذل الناس وهم أخس المعادن، لأنهم خانوا ربهم وخانوا أمتهم، وظلموها وعرضوا الناس للشقاء والنكد في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة، وهؤلاء هم الذين عناهم الله عز وجل بقوله: وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون . إن هذه الفئة هي التي تحارب الدعوة، وهي صاحبة المكر والكيد، لكنهم مساكين لأن الله تعالى يقول في نهاية الآية: وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون إن الذي يكره انتشار الخير - ويبغض أهله، وينشر الفساد، ويصد عن سبيل الله، إنما هو بين أمرين لا ثالث لهما: إما أنه لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. وما الحياة عنده إلا هذه الدنيا فهو يسعى ليجمع ويظلم ويبطش. فهذا كافر مرتد قولاً واحداً. وإما أن يكون ممن يؤمن بالله واليوم الآخر، لكن الدنيا بزخارفها ومناصبها أسكرت عقله، وغطت لبه فأصبح في قمة الغفلة، حتى استمرأ الفساد وصارت الدنيا أكبر همه، يلهث وراءها، ويجمع حطامها ولو كان عن طريق الفساد والإفساد، فهذا يؤمن بالآخرة لكن لا عقل له. كما أن الأول لا إيمان له وقد يخسر إيمانه في النهاية. وما علم هؤلاء بأن العاقبة للمتقين، وبأن المستقبل للإسلام، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. المعدن الثالث: فئة الأتباع وعامة الناس وهم الذين لم يصلوا في أخلاقهم وأهدافهم إلى مستوى الفئة الشريفة المصلحة، ولم يهبطوا إلى مستوى الفئة المفسدة الوضيعة، إنما هي بين الفئتين، ولديها الاستعداد للخير الذي تدعوا إليه الأولى، كما أن لديها الاستعداد لتلقي الشر والفساد الذي تسعى لنشره الفئة الثانية. وهذا يؤكد عليكم يا أهل الخير، ويا شباب الدعوة، ويا بغاة الإصلاح، يؤكد أهمية الدعوة إلى الله، وقطع الطريق على الفئة المفسدة حتى لا ينحرف الناس عن الجادة. والملاحظ أن هذه الفئة هي السواد الأعظم من المسلمين. ولهذا يقوم التدافع بين عناصر المعدن الأول وعناصر المعدن الثاني على الفئة الثالثة، وهو ما يسمى بالصراع بين الحق والباطل قال الله تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين . فينبغي على الفئة الأولى أن تجتهد في الخير وأن تسعى في نشره بكل وسيلة، وأن تأتي بالجديد المرغّب، لكسب أكبر عدد من الفئة الثالثة.لتندحر المعادن الخسيسة، وتدخل في جحورها، وهي خاسئة مندحرة بإذن الله عز وجل. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أخي الحبيب هل عرفت الآن من أي المعادن أنت ؟؟؟ !!!!
  15. إخواني وأخواتي ، أبنائي وبناتي ، أشكركم على هذا المرور الرائع .
  16. أخي في الله ، الغالي جدس الباس أسأل الله العظيم أن يجزيك بكل حرف خطته يمينك في ذكر السيرة العطرة لِأمنا الحبيبة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق ، أقول بكل حرف حسنة ، وبكل قطرة حبر يرفعك بها درجة ، وبكل لحظة أمضيتها في كتابة هذا الموضوع يحط بها عنك خطيئة . فما أروعك وما أروع ماتكتب ، وما أروع من تكتب عنهم . اخوك عيسى السادة
  17. الأخ جدس البأس جزاك الله خير على هذا الموضوع ، وهذه السيرة العطرة لمجدد القرن الثاني عشر ، وأسال الله العلي القدير ، أن تجد حبك ونصرتك لأهل التوحيد ، في الدنيا ، والآخرة ،، وأبشر يا حبيبي . أخي : جدس البأس ،، وأخي النرجسي أحبكم في الله .
  18. بعض الناس يحتج لمخالفاته ، إفراطه أو تفريطه في جنب الله بقوله ، الإيمان في القلب ، أو يقول كلمات مرادفه لهذه الكلمة . وهذه الكلمة ، كلمة حق أريد بها باطل . نعم الإيمان في القلب لكن يصدقه نطق باللسان ، وعمل بالأركان . ولكي تتضح هذه المسألة بشكل جلي : أقدم بين يديك أخي الكريم مقال في منتهى الروعة للدكتور حسن إبراهيم بعنوان ( التلازم بين الظاهر والباطن ) . فيقول : فلابد من التلازم بين الظاهر والباطن ، وهذه - التلازم بين الظاهر والباطن - قاعدة قطعية في الشريعة الإسلامية ، ولا شك أن لهذه القاعدة أهمية كبرى في إزالة ( التميُّع ) وفي ضبط الرؤية في كثير من القضايا الشرعية . الظاهر تابع للباطن : يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب . ويعقب ابن تيمية على هذا الحديث بقوله : ( إن الإيمان قول وعمل : قول باطن وظاهر وعمل باطن وظاهر ، والظاهر تابع للباطن ، لازم له ، متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد فسد ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلي العابث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ! ) . الظاهر دليل على الباطن : يقول الشاطبي : (.. فمن التفت إلى المسببات من حيث كانت علامة على الأسباب في الصحة أو الفساد لا من جهة أخرى - فقد حصل على قانون عظيم يضبط به جريان الأسباب على وزان ما شُرع أو على خلاف ذلك .. ومن هنا جعلت الأعمال الظاهرة في الشرع دليلاً على ما في الباطن ، فإن كان الظاهر منخرماً حكم على الباطن بذلك أو مستقيماً حُكم على الباطن بذلك أيضاً . وهو أصل عام في الفقه وسائر الأحكام العاديات والتجريبيات . بل الالتفات إليها من هذا الوجه نافع في جملة الشريعة جداً . والأدلة على صحته كثيرة جداً . وكفى بذلك عمدة أنه الحكم بإيمان المؤمن وكفر الكافر وطاعة المطيع وعصيان العاصي وعدالة العدل وجرح المجرّح ، وبذلك تنعقد العقود وترتبط المواثيق إلى غير ذلك من الأمور ، بل هو كلية التشريع وعمدة التكليف بالنسبة إلى إقامة حدود الشعائر الإسلامية الخاصة والعامة ) . فانظر كيف جعل الظاهر دليلاً على الباطن ثم انظر كيف جعل ذلك أصلاً عاماً نافعاً أدلته كثيرة وحكم به على إيمان المؤمن وكفر الكافر . ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( قال الله - تعالى : [ مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إيمَانِهِ إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ ولَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ ولَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ][النحل : 106] . فإنه من كَفَر من غير إكراه فقد شرح بالكفر صدراً وإلا تناقض أول الآية وآخرها ( ولو كان المراد بَمن كفر هو الشارح صدره - وذلك يكون بلا إكراه - لم يُستثنَ المكره فقط بل كان يجب أن يستثنى المكره وغير المكره إذا لم يشرح صدره ، وإذا تكلم بكلمة الكفر طوعاً فقد شرح بها صدراً وهي كفر . وقد دل على ذلك قوله - تعالى - : [ يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِءُوا إنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) ولَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وآيَاتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ ] [التوبة : 64-65] . فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب ، وبيَّن أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام . ولو كان الإيمان في قلبه لمنعه أن يتكلم بهذا الكلام ) . فتأمل قوله : ( وإذا تكلم بكلمة الكفر طوعاً فقد شرح بها صدراً ) وقوله : ( ولو كان الإيمان في قلبه لمنعه أن يتكلم بهذا الكلام ) ويقول في موضع آخر : ( التصديق بالقلب يمنع إرادة التكلم وإرادة فعل فيه استهانة واستخفاف كما أنه يوجب المحبة والتعظيم ، واقتضاؤه وجود هذا وعدم هذا - أمر جرت به سنة الله في مخلوقاته ) .. ويقول : ( إن سب الله أو سب رسوله كفر ، ظاهراً وباطناً ، سواء كان السابّ يعتقد أن ذلك محرماً أو كان مستحلاً له أو كان ذاهلاً عن اعتقاده .. هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل) . فانظر أيضاً كيف حكم بالظاهر على الباطن ولم يرتب الحكم على الاعتقاد فقط . ويتضح التلازم بين الظاهر والباطن أيضاً في قوله - تعالى - [ ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ][المائدة : 81] . فتأمل كيف جعل الله - سبحانه - فساد الظاهر دليلاً على فساد العقيدة والباطن . الرد على شبهات يقول بها البعض : لا يقال إن المنافق يظهر غير ما يبطن فإن للمنافق ظاهراً آخر يتفق تماماً مع باطنه ، وأيضاً فقد قال الله -تعالى - : [ ولَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ ][محمد : 30] وكذلك لا احتجاج بالمكره على نقض هذه القاعدة ؛ فإن المكره قد ظهر من ظروف الإكراه أنه لم يرد ولم يقصد هذا الظاهر إنما قصد دفع الإكراه . فمَن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة - التي دخلت على المرجئة وعلى بعض المنتسبين إلى العلم في زماننا هذا - من أن المرء قد يكون مؤمناً كامل الإيمان في الباطن وإن كان في الظاهر يشرع من دون الله ويعادي المؤمنين ويوالي الكافرين . وهؤلاء هم سبب اللبس الذي تعانيه أجيالنا المعاصرة منذ أن زحفت العلمانية بغزوها الفكري على أراضينا وشريعتنا وفكرنا .
  19. الأخ الفاضل الموحد النرجسي سلمت يداك ، وجزاك الله الف خير ، وقبل أن أضيف إلى ما سطرت يمداك ، أو أن أشكرك واسمحي لي أن اسمي مشاركتك بالفاضحة ، نعم فإنك بالفعل بهذا المقال فضحت القوم فضيحة ما بعدها فضية ، ويكفي أن أستدل على هذه الفضيحة بمرور سريع على تعليقاتهم : فإما أن تجده ينقل ما كتب غير من أمثال منامية الهوى ، والتي في الحقيقة ذكرتنا بالمثل القائل تمخض الفيل فولد فأراً . فأنت تستشهد وكعادة أهل التوحيد بالآيات المحكمات ، وهذه تقول قال رجل في الحج ، بالله عليكم ، هذا استشهاد ، في أمر من أعظم الأمور . وإلا الأخرى فتقول استدلالً بدعاء الأموات من الأنبياء والصالحين ، بقولها : نحن ملطخون بالذنوب ، فلانستطيع أن ندعوا بمباشرة - هذا معنى كلامها – والله سبحانه وتعالى ينادي المسرفين على أنفسهم بالمعاصي والذنوب وينسبهم إليه نسبة تشريف فيقول : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } واسمع الأعجب الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو علي – استغفر الله العظيم – سوف أورد الكلام بدون تعليق فإنه لا يحتاج إلا أي تعليق ، : تقول : نحن نقول ياعلي اقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث انه صلوات الله عليه وآله كان ينادي علي في كل موقف وفي كل شدة يوم احد ويوم الخندق ودائما عند كل داهية تصيب الاسلام ينادي يا علي ومن هنا اقتدينا به صلوات الله عليه وآله وقلنا كما قال في كل حال وزمان ومكان يا علي أخي الكرم سوف أبدأ حديثي بتفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، من كتاب التوحيد : وقول الله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً [الإسراء:57] وقوله: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:26-28] وقوله: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31] وقوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ [البقرة:165] ' تفسير قوله تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ } هذه هي الآيات ، ونشرع الآن في تفسير وبيان الآية الأولى، وبيان دلالتها على معنى لا إله إلا الله. يقول الله تبارك وتعالى قبلها: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً [الإسراء:56-57]. فيوضح الله في هذه الآية معنىً عظيماً جداً، ويرد رداً جامعاً مانعاً على الذين عبدوا من دون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أي معبود كان، وكما تعلمون أن أعظم من عبد من دون الله هم الصالحون: إما الملائكة أو الأنبياء أو من دونهم من الصالحين من عباد الله الأتقياء ممن يسمون أولياء، وهذا أكثر شرك وأول شرك وقع في بني آدم. فإن الله خلق بني آدم جميعاً على التوحيد: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ [البقرة:213] وقد فسرها علماء التفسير ومنهم ابن عباس رضي الله عنه وبعض تلاميذه، قال: [كان الناس أمة واحدة على التوحيد فأشركوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ]. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: [ كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون كلها على التوحيد ] وفي الحديث الصحيح حديث عياض بن حمار رضي الله عنه: ( وإني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين ) . فالأصل في الإنسانية جميعاً هو التوحيد، وقد خلق الله تعالى آدم على التوحيد، فهو نبي مؤمن موحد، وبقيت ذريته عشرة قرون على التوحيد، والأصل أيضاً في كل إنسان أنه يولد على التوحيد: ( كل مولود يولد على الفطرة ) حتى وإن ولد في أمريكا أو الصين أو الهند بين البوذيين، أو اليهود أو النصارى، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كل مولود يولد على الفطرة ) وفي بعض الروايات، قال: ( على هذه الملة ) أي: على الإسلام: {فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ولم يقل في أي رواية من الروايات: أو يمسلمانه أبداً، لأنه مولود على الفطرة. والفطرة هي الإسلام، وإنما يكون التغيير والتبديل بصرفه عن الفطرة، قال: ( كما تنتج البهيمة البهيمة جمعاء هل ترون فيها من جدعاء ) فعندما تلد البهيمة بهيمة، تلدها كاملة سوية الخلقة، ولكن الذي يجذعها ويقطع أذنها أو يشقها بعلامة معينة هم الناس، فلا تُولد بهيمة مجذوعة مشقوقه بعلامة معينة كما كان يفعل الجاهليون. وكذلك الناس لا يولد أحد مشرك أبداً، وإنما يولد على هذه الملة، ويولد على الفطرة والتوحيد. فيأتي الذين كتب الله عليهم الشقاوة والشرك، والأبوان هم أهم شيء في ذلك، لكن قد يكون غير الأبوين، مثل المجتمع أو دعاة الضلال، فالتربية هي التي تحرف الطفل وتصرفه وتجرفه عن التوحيد إلى الشرك، ولذلك كان ما بين آدم وبين نوح على التوحيد، حتى وقع الشرك في قوم نوح.
  20. السؤال الحادي عشر: هل سمى الحسين بن علي ابنه باسم (أبوبكر) ؟ ولماذا؟ الجواب: نعم سمى الحسين بن علي ابنه بالاسم (أبوبكر) نترك جواب (لماذا؟) لتفكيرك أخي الحبيب. السؤال الثاني عشر : ما اسم ابني موسى بن جعفر الكاظم رحمه الله. الجواب : أحدهما أبوبكر والثاني عمر . السؤال الثالث عشر : ما اسم بنت موسى بن جعفر الكاظم رحمه الله ؟ الجواب : اسمها عائشة . السؤال الرابع عشر : من أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه (محمد) . وكان له ولدان سمى أحدهما عبدالله وماذا سمى الآخر؟ الجواب : سماه عمر . السؤال الخامس عشر : من أبناء علي بن أبي طالب الحسن رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة . فما أسماء أبناء الحسن بن علي رضي الله عنه؟ الجواب: أبوبكر وعمر والحسن ويلقب الأخير بالمثنى. السؤال السادس عشر : تزوج مروان بن ابان أم القاسم بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ؟ فمن أبناء من يكون مروان هذا؟ الجواب : مروان بن ابان بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين. السؤال السابع عشر : تزوج آبان بن عثمان بن عفان أم كلثوم بنت عبدالله بن ........ أكمل؟ الجواب : أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر الطيار السؤال الثامن عشر : من هو زوج أسماء بنت أبي بكر؟ الجواب : زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين. السؤال التاسع عشر : من هي أم رقية بنت عمر بن الخطاب وزيد بن عمر بن الخطاب؟ الجواب : أمهم هي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. السؤال العشرون : تزوج زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان سكينة . فمن يكون أبو سكينة؟ الجواب : سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. السؤال الحادي والعشرون : من هي أم عبدالله بن عثمان بن عفان؟ الجواب: أمه رقية بنت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم. المراجع لهذه المشاركة والتي قبلها : الإرشاد للمفيد – مقاتل الطالبين الأصفهاني – التنبيه والإرشاد للمسعودي – كشف الغمة للأردبيلي – الفصول المهمة – معجم رجال الحديث للخوئي – جلاء العيوم للمجلسي – الكافي للكليني – عمدة الطالب – طبقات ابن سعد – نسب قريش للزبيدي – منتهى الآمال للقمي – النسب والمصاهرة بين أهل البيت والصحابة علاء الدين المدرس – فضائل الصحابة وعلاقتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وآلي بيته الأطهار للهيتي – جمهرة أنساب العرب لابن حزم نقلا عن نشرة الآل والأصحاب أصهار وأحباب فهل يعقل بعد هذا أن الآل والأصحاب كانوا أعداءً وهم الذين بايعوا جميعاً النبي تحت الشجرة فقال عنه الله عزوجل { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } الآية وهم الذين دافعوا جميعا عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحورهم في الغزوات والملمات وصبروا معه في الشدائد وهم جميعا من نقل القرآن الكريم بهذه الدقة وهذا الحرص وهم الذين نشروا الدين في أصقاع الأرض فماذا نقول بعد ذلك ؟
  21. السؤال : من هم أزواج بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ الجواب : فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب ورقية وزوجها عثمان بن عفان وأم كلثوم وزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين. السؤال الثاني : من هو زوج أم كلثوم بنت علي وبنت فاطمة الطاهرة بنت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟ الجواب : زوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. السؤال الثالث : من هي زوجة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه؟ الجواب : زوجته أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين. السؤال الرابع : من هو زوج بنت أبي بكر "عائشة" ؟ الجواب : زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطلقها إلى أن مات. رضي الله عنهم أجمعين. السؤال الخامس : من هي زوجة الحسين بن علي رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة. الجواب : زوجته حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر. رضي الله عنهم أجمعين. السؤال السادس : إلى من ينتسب جعفر الصادق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أمه ؟ الجواب : ينتسب جعفر الصادق من جهة أمه إلى أبي بكر الصديق (من جهة أم فروة بنت أسماء بنت حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر) السؤال السابع : هل سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أحد أبناءه بأبي بكر؟ ولماذا ؟ الجواب : سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه باسم ( أبوبكر ) أما لماذا .. فندع الجواب لذكائك وفهمك في التعرف على مقدار المحبة والود. السؤال الثامن : كم ابناً سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه باسم عثمان ؟ الجواب : سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه باسم (عثمان : عثمان الأكبر وعثمان الأصغر) السؤال التاسع : كم ابناً سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه عمر؟ ولماذا؟ الجواب : سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه باسم (عمر : عمر الأكبر وعمر الأصغر) ويكرم الإمام علي بن أبي طالب أن يسمي أبناءه بهذه الأسماء خوفاُ أو طمعاً .. وإنما هي المحبة والود. وإلا لماذا لم يسمي الرسول أو الآل أو الصحابة أبناءه بأبي لهب. السؤال العاشر : لا يختلف المسلمون شيعة وسنة في فضل الحسين بن علي رضي الله عنه .. فكم ابنا سمى الحسين بن علي رضي الله عنه من أبناءه بعمر؟ الجواب : سمى الحسين بن علي رضي الله عنه مرتين بالاسم (عمر وعمر الأشرف)
  22. الأخ العزيز جدس البأس أشكرك على هذا المرور ، وهذا التعليق ، وجزاك الله خيراً ابنتي الغالية BanoOota211 جزاك الله خير الجزاء على هذا التعليق الرائع ، وأسأل الله العلي القدير أن يجعله في موازين جسناتك
  23. ورد في صحيح مسلم (2128) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة : وهي نوع من الإبل ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة : بما يلففن عليهن من شعرهن أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل . وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ‏:‏ عن حكم مسح المرأة على لفة الرأس ‏؟‏ فأجاب بقوله ‏:‏ يجوز أن تمسح المرأة على رأسها سواءً كان ملفوفاً أو نازلاً ، ولكن لا تلف شعر رأسها فوق وتبقيه على الهامة ، لأني أخشى أن يكون داخلاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ ونساء كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ‏)‏ ‏.‏. من فتاوى ابن عثيمين - المجلد الحادي عشر . وسئل الشيخ ابن عثيمين : أيضا من الطرق التي تعملها المرأة للجمال والزينة قيامها بوضع الحشوى داخل الرأس بحيث يكون الشعر متجمعا فوق الرأس ـ فما حكم هذا العمل ‏؟‏ فأجاب رحمه الله : الشعر إذا كان على الرأس على فوق فإن هذا داخل في التحذير الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏:‏ ‏‏‏(‏ صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ‏)‏‏‏ وذكر الحديث ‏:‏ وفيه ‏: (‏ نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة‏ )‏ .. فإذا كان الشعر فوق الرأس ففيه نهى ، أما إذا كان علي الرقبة مثلا فإن هذا لا بأس به إلا إذا كانت المرأة ستخرج إلي السوق ، فإن في هذه الحال يكون من التبرج ، لأنه سيكون له علامة من وراء العباءة تظهر ، ويكون هذا من باب التبرج ومن أسباب الفتنة فلا يجوز ‏.‏ وقال الأستاذ الدكتور الشيخ بكر عبد الله أبي زيد : وهذا نص فيه وعيد شديد ، يدل على أن التبرج من الكبائر؛ لأن الكبيرة ‏:‏ كل ذنب توعد الله عليه بنار أو غضب أو لعنةٍ أو عذابٍ أو حِرمانٍ من الجنة ‏.‏ وجاء في صحيح مسلم : ‏( ‏رؤوسهن كأسنمة البخت ‏)‏ معناه يعظمن رأسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرؤوس حتى تشبه أسنمة الإبل .. وقوله‏ :‏ ‏( ‏رؤوسهن كأسنمة البخت ‏) ‏‏.‏. - البخت ضرب من الإبل عظام الأجسام ، عظام الأسنمة ؛ شبَّه رؤوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن على أوساط رؤوسهن ‏..‏ وهذا مشاهد معلوم ، والناظر إليهن ملوم‏ ..‏ قال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ‏)‏‏.‏ ‏"‏خرجه البخاري‏"‏‏.‏
  24. تنبيه مهم جداً : يعتقد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ، وهذا الاعتقاد قامت به الأدلة من الكتاب ومن السنة الصحيحة الصريحة . وعلى هذا فأرجوا من القائمين على هذا المنتدى عدم القيام بما يخالف هذا المعتقد ورفع هذه المشاركة من منتدى أهل البيت . هي الصدّيقة بنت الصدّيق أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر بن قُحافة ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية ، ولدت في الإسلام ، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات. وعندما هاجر والدها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، بعث إليها بعبد الله بن أريقط الليثي ومعه بعيران أو ثلاثة للحاق به ، فانطلقت مهاجرة مع أختها أسماء ووالدتها وأخيها . وقد عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات ، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات. وقبل الزواج بها رآها النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام ، فقد جاءه جبريل عليه السلام وهو يحمل صورتها إليه ويقول له : ( هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ) رواه الترمذي وأصله في الصحيحين . ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها ، وهو شرفٌ استأثرت به على سائر نسائه ، وظلّت تفاخر به طيلة حياتها ، وتقول للنبي – صلى الله عليه وسلم - : " يا رسول الله ، أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةٌ قد أُكِل منها ، ووجدتَ شجراً لم يُؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ " قال : ( في التي لم يرتع منها ) ، وهي تعني أنه لم يتزوج بكراً غيرها ، رواه البخاري ، وتقول أيضاً : " لقد أُعطيت تسعاً ما أُعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران - ثم قالت - لقد تزوجني رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بكراً ، وما تزوج بكراً غيري " . وكان لعائشة رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –لم تكن لسواها ، حتى إنّه لم يكن يخفي حبّها عن أحد ، وبلغ من حبّه لها أنه كان يشرب من الموضع الذي تشرب منه ، ويأكل من المكان الذي تأكل منه ، وعندما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه : " أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ " ، قال له : عائشة ) متفق عليه ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يداعبها ويمازحها ، وربّما سابقها في بعض الغزوات . وقد روت عائشة رضي الله عنها ما يدلّ على ملاطفة النبي – صلى الله عليه وسلم – لها فقالت: ( والله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه أحمد . ولعلم الناس بمكانة عائشة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كانوا يتحرّون اليوم الذي يكون فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – عندها دون سائر الأيّام ليقدّموا هداياهم وعطاياهم ، كما جاء في الصحيحين. ومن محبتّه – صلى الله عليه وسلم – لها استئذانه لنساءه في أن يبقى عندها في مرضه الذي تُوفّي فيه لتقوم برعايته . ومما اشتهرت به عائشة رضي الله عنها غيرتها الشديدة على النبي – صلى الله عليه وسلم - ، التي كانت دليلاً صادقاً وبرهاناً ساطعاً على شدّة محبّتها له ، وقد عبّرت عن ذلك بقولها له : " وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ " رواه مسلم . وفي يومٍ من الأيّام كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بوعاء فيه طعام ، فقامت عائشة رضي الله عنها إلى الوعاء فكسرته ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع الطعام وهو يقول : ( غارت أمكم ) رواه البخاري . وكلما تزوّج النبي - صلى الله عليه وسلم – بامرأة كانت تسارع بالنظر إليها لترى إن كانت ستنافسها في مكانتها من رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وكان النصيب الأعظم من هذه الغيرة لخديجة رضي الله عنها بسبب ذكر رسول الله لها كثيراً . وعندما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – في إحدى الليالي إلى البقيع ، ظنّت أنّه سيذهب إلى بعض نسائه ، فأصابتها الغيرة ، فانطلقت خلفه تريد أن تعرف وجهته ، فعاتبها النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال لها : ( أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ ) رواه مسلم . والحديث عن فضائلها لا يُملّ ولا ينتهي ، فقد كانت رضي الله عنها صوّامة قوّامة ، تُكثر من أفعال البرّ ووجوه الخير ، وقلّما كان يبقى عندها شيءٌ من المال لكثرة بذلها وعطائها ، حتى إنها تصدّقت ذات مرّة بمائة ألف درهم ، لم تُبق منها شيئاً . وقد شهد لها النبي – صلى الله عليه وسلم – بالفضل ، فقال : ( فضلُ عائشة على النساء ، كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه . ومن فضائلها قوله - صلى الله عليه وسلم - لها : ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، فقالت : وعليه السلام ورحمة الله ) متفق عليه . وعلى الرغم من صغر سنّها ، إلا أنها كانت ذكيّةً سريعة التعلّم ، ولذلك استوعبت الكثير من علوم النبي - صلى الله عليه وسلم – حتى أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث ، ولا يوجد في نساء أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - امرأة أعلم منها بدين الإسلام . ومما يشهد لها بالعلم قول أبي موسى رضي الله عنه : " ما أشكل علينا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ قط فسألنا عائشة ، إلا وجدنا عندها منه علماً " رواه الترمذي . وقيل لمسروق : هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال : إي والذي نفسي بيده، لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يسألونها عن الفرائض " رواه الحاكم . وقال الزُّهري : لو ُجمع علم نساء هذه الأمة ، فيهن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كان علم عائشة أكثر من علمهنّ " رواه الطبراني . وإلى جانب علمها بالحديث والفقه ، كان لها حظٌٌّ وافرٌ من الشعر وعلوم الطبّ وأنساب العرب ، واستقت تلك العلوم من زوجها ووالدها ، ومن وفود العرب التي كانت تقدم على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – . ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب في نزول بعض آيات القرآن ، ومنها آية التيمم ، وذلك عندما استعارت من أسماء رضي الله عنها قلادة ، فضاعت منها ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بعض أصحابه ليبحثوا عنها ، فأدركتهم الصلاة ولم يكن عندهم ماءٌ فصلّوا بغير وضوء ، فلما أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ، فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير لعائشة : " جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً ، وجعل للمسلمين فيه بركة " متفق عليه . وعندما ابتليت رضي الله عنها بحادث الإفك ، أنزل الله براءتها من السماء قرآناً يتلى إلى يوم الدين ، قال تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي توَلى كبره منهم له عذاب عظيم ، لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين } (النور: 11-12). وقد توفّيت سنة سبع وخمسين ، عن عمر يزيد على ثلاث وستين سنة ، وصلّى عليها أبو هريرة ، ثم دفنت بالبقيع ، ولم تُدفن في حجرتها بجانب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فقد آثرت بمكانها عمر بن الخطاب ، فرضي الله عنهما وعن جميع أمهات المؤمنين.
×
×
  • Create New...