الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
اعلم -أخي الحبيب - أعزك الله أن الطعن في صحابة رسول الله هو طعن في الإسلام وفي نبي الإسلام وفي القرآن الذي أنزل على نبي الإسلام أما كونه طعنا في الإسلام فلأن الصحابة هم الوسائط الذين نقلوا إلينا الإسلام والطعن في الوسائط طعن في الأصل والإزدراء بالناقل ازدراء بالنقل وأما كون الطعن في الصحابة طعنا في القرآن فلأن القرآن نطق بعد التهم والثناء عليهم فكان الطعن فيهم تكذيبا لهذه الآيات التي نطقت بفضلهم قال تعالى(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)التوبة الآيه100 فكيف يكون هذا الثناء والفوز العظيم لقوم خائنين لله ورسوله كما يصفهم بعض الجهال ،
وأما كونه طعنا في النبي عليه الصلاة والسلام فلأنه دلالة على أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يحسن إختيار أصحابه ولم يؤثر فيهم وهو أيضا تكذيب للنبي عليه الصلاة والسلام الذي بين فضائل الصحابة وحذر من إيذائهم ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام>> لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا مابلغ مد أحدهم ولانصيفه<< متفق عليه
وقال عليه الصلاة والسلام>>لعن الله من سب أصحابي<< رواه الطبراني وحسنه الألباني
وقال عليه الصلاة والسلام>>...وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي مايوعدون<<رواه مسلم
وقال النبي عليه الصلاة والسلام>> إذا ذكر أصحابي فأمسكوا<< رواه الطبراني وصححه الألباني
وقال النبي عليه الصلاة والسلام>> أبوبكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبدالرحمن في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة<< رواه أحمد والترمذي بسند حسن
ولما قيل لعائشة رضي الله عنها>ياأم المؤمنين نال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نالوا من أبي بكر وعمرقالت انقطعت عنهما الأعمال فأحب الله عزوجل ألا ينقطع عنهما الأجر
قال ابن الجوزي وإنما يعرف قدر الصحابة رضي الله عنهم وفضائلهم من تدبر أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان والمجاهدة لأعداء الله ورسوله فلولاهم ماوصل إلينا من الدين أصل ولافرع ولاحملنا من الشرائع سنة ولافرضا ولاعلمنا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخباره وسيرته وآثاره شيئا فمن طعن فيهم وسبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم