فعتقدت اني لن اشتاق إليها...
لم اعتقد انها في يوم من الايام ستزيل قناع الحنان وستريني وجهها الآخر الذي حاولتُ مسحه من حياتها, لم اعتقد انها ستدمي بقسوتها تلك اليد التي كانت تمسح عليها بحنان لتنسيها احزانها, وها قد اتى اليوم الذي تقول لي ارحل من حياتي وتركني لأعيش حياتي دون قيود حبك, دعني اعيش واختار واكأن قلبها لم يحبني يوماً, لم تهتم ولم تحسب حساب لمشاعري ودقات قلبي التي بدأت تنطفأ شئ فشئ لهبوب ريحها القاسيه لأتركها ترحل, واعتقد حينها انها انتهت حياتي بل انتهت الحياة بأسرها, فعتقدت اني لن اشتاق إليها...
تركتها لترحل وتبحث عن السعاده التي تريدها مع ان سعادتي ظننت انها حاملتها , لكني تركتها لترحل لاذرف في كل يوم دمعه تطفي النار التي اشعلتها داخلي لفقدانها, وأجد نفسي في كل يوم ابحث عنها داخلي لتسلا نفسي عن احزانها ولأكتشف انها كانت ترحل حتى من اعماقي, لكني لم استطع ان اقف امام سعادتها لاتركها ترحل,واستمر في ذرف الدموع والبحث, فعتقدت اني لن اشتاق إليها...
لم استطع احتمال غيابها عني بهذه الصوره, لم استطع ان ابقى وحيد وانتظر عودتها, فذهبت ابحث عنها لاجدها في عالم آخر بصحب حميمه, واقف انظر لها من بعيد, أهي الفتاة التي احببتها فعلاً, أهي
الإنسانه التي تمنيت ان اكون إليها وتكون لي؟ لم استطع التصديق فحاولت الحراك لكني من استطع...
لمحتني وقدمت لي وفي وجهها ابتسامه لتقولها لي وبكل برود,(( احببته اكثر منك واعلنت حبي له امام الجميع,انت مدعو لحفل الزفاف فلم انسى بطاقتك)), فرحلت وانا امسك جرحي العميق, فعتقدت اني لن اشتاق إليها...
كان الحزن عليها يعذبني ويقتلني بهدوء, ولكن لا اعلم ما تغيرفجأه بت لا أأبه لأمرها ولم أأبه لاي شيء ولم اشعر حتى بالألم وكأني فقدت الاحساس في هذه الحياة من بعد ماكُنت ملك للأحساس, اصبحت حياتي كومة من الذكريات التي باتت لا تعني لي شيأً, فعتقدت اني لن اشتاق إليها...
تركت كل الأحلام المرتبطه بها لاعيش من جديد وأبدا بأحلام جديده تصيغ حياتي من دونها, واحرق جميع مايذكرني بها في حديقة مملكتي لتطاير الرماد الى البعيد مثلما رحلت بعيداً عن مملكتي, فلم يعد هناك شي يستحق للذكر ولم يعد هناك مجال لذكرياتي الضائعه التي ستوطنت روحها ثناياها, ليصبح لون العالم كلون الليل الدامس, وتصبح حياتي في ذلك العالم كالنور الذي يشع ويتمازج ضوءه مع ظلامه ليرسم لونه الفضي على سطح نهر الأحلام, وتبدأ حياتي بصياغة ألوانها دون لونها الأحمر الدموي الذي كانت تحملة زهورها النرجسية والتي كانت تطيل التأمل فيها وكأنها ترسم صورة عشيقها الذي رسمت صورته في أحلامها ولم تستكن ألا برحيلها وإيجادها له, فعتقدت اني لن اشتاق إليها...
بقيت اسير في طرقات المدينة لجد نفسي تائه وحيد ألاحق شي من الماضي لكني لا اعلم ماهو, لابقى احتظن روحي التي مازالت تنادي روحها,مازالت تعشق نضراتها وبتسامتها الساحرة لاني لم استطع ان اكرهها لكني حاولت تناسيها, فعتقدت اني لن اشتاق إليها...
فشممت عبق الياسمين الذي اختلط مع دمعات عيني لتزداد دقات قلبي حين ألتقاء عيني بعين تلك الفتاة الساحرة, وأشعر وكأن روحي تخرج مني وتهيمن إليها, لأسير نحوها وابدأ حياتي من جديد, فأنا لن اشتاق إليها...
مع تحياتي:
عاشقة وجه القمر