Jump to content
منتدى البحرين اليوم

وفاة الإمام محمد الباقر (ع ), تعزية


Recommended Posts

اللهم صلي على محمد وآل محمد

أقدم أسمى آيات التعازي الى إمام الأمة الإمام المهدي (عج ) والى علماء الأمة الإسلامية والأمة جمعاء بوفاة الإمام محمد الباقر (ع ).

إنا للّه وإنا إليه راجعون وعظم اللّه أجورنا وأجوركم

 

الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)

 

جده: الإمام الحسين (عليه السلام).

 

أبوه: الإمام علي بن زين العابدين (عليه السلام).

 

أمه: فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام) فهو (عليه السلام) هاشمي من هاشميين، وعلوي من علويين، وفاطمي من فاطميين.

 

ولادته: ولد عليه السلام يوم الجمعة ـ أو الإثنين ـ غرة رجب سنة 57هـ(1).

 

صفته: كان يشبه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لذا لقب بالشبيه، وكان ربع القامة، رقيق البشرة، جعد الشعر، أسمر، له خال على جسده، ضامر الكشح، حسن الصوت، مطرق الرأس.

 

حياته: عاش مع جده الحسين (عليه السلام) أربع سنين، وشهد واقعة كربلاء.

 

كنيته: أبو جعفر.

 

ألقابه: الباقر، الشاكر لله، الهادي، الأمين، الشبيه.

 

نقش خاتمه: العزة لله جميعاً.

 

أشهر زوجاته: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أم حكيمة بنت أسد بن المغيرة الثقفية.

 

 

 

•• نسبه

 

هو الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

 

 

 

•• أمه

 

فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) تكنى أم عبد الله، قال أبو الصباح: وذكر أبو عبد الله جدته أم أبيه يوماً، فقال: كانت صديقه لم تدرك في آل الحسن (عليه السلام) امرأة مثلها(2).

 

أسماؤه وكناه

 

 

سماه جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمحمد و(كناه) بالباقر قبل أن يخلق.

 

 

 

•• كنيته

 

أبو جعفر، كنى بولده الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

 

 

 

•• ألقابه

 

باقر العلم، والشاكر لله، والهادي، والأمين، والشبيه لأنه (عليه السلام) كان يشبه رسول الله (صلى الله عليه وآله)(13).

 

وقال الأربلي: وأشهرها الباقر وسمي بذلك لتبقره في العلم وهو توسعه فيه(14).

 

 

 

•• العلة التي من أجلها سمي أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام) الباقر

 

عن عمرو بن شمر، قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي، فقلت له: لم سمي الباقر باقراً؟ قال: لأنه بقر العلم بقراً أي شقه شقاً وأظهره إظهار ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر فإذا لقيته فأقرأه مني السلام، فلقيه جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة فقال له: يا غلام من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال له جابر يابني إقبل فأقبل، ثم قال له: ادبر فأدبر: شمائل رسول الله ورب الكعبة، ثم قال: يابني رسول الله يقرؤك السلام فقال: على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) السلام ما دامت السماوات والأرض وعليك جابر بما بلغت السلام فقال له جابر: يا باقر يا باقر أنت الباقر حقاً أنت الذي تبقر العلم بقراً، ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه وربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيرد عليه ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله وكان يقول يا باقر يا باقر يا باقر أشهد بالله أنك قد أوتيت الحكم صبياً.

 

 

زوجاته

 

 

•• السيدة فاطمة بنت القاسم أم الإمام الصادق (عليه السلام)

 

فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ـ أم فروة ـ (أم الإمام الصادق عليه السلام ):

 

أم الصادق عليه السلام أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة، كان أبوها القاسم من ثقات أصحاب علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وكانت أم فروة من الصالحات القانتات، ومن أتقى نساء أهل زمانها عليها السلام.

 

قال أبو عبد الله عليه السلام: كان سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبو خالد الكابلي، من ثقات علي بن الحسين عليه السلام، ثم قال: وكانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت،و الله يحب المحسنين(1).

 

وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه: الأنوار البهية ص 127 و 128 أن أم الإمام السادس ينبوع العلم أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هي النجيبة الجليلة المكرمة فاطمة المعروفة بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.

 

قال المسعودي في إثبات الوصية: وكان أبوها القاسم من ثقات أصحاب علي بن الحسين عليه السلام، وكانت من أتقى نساء زمانها، وروت عن علي بن الحسين عليه السلام أحاديث:

 

منها قوله لها: يا أم فروة إني لأدعو لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة مئة مرة، يعني الإستغفار، لإنا نصبر على ما نعلم، وهم يصبرون على ما لا يعلمون.

 

ولأمَّ فروة أخت تعرف بأم حكيمة، كانت زوجة إسحاق العريضي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ولدت له القاسم، وهو رجل جليل، كان أميراً على اليمن، وهو أبو داود بن القاسم المعروف بأبي هاشم الجعفري البغدادي، العالم الورع، الثقة الجليل، الذي أدرك الرضا وبقية الأئمة عليهم السلام، وكان من وكلاء الناحية المقدسة، ولم يكن في آل أبي طالب مثله في علو النسب، فإنه ينتهي إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بأبوين، القاسم بن اسحاق، توفي في جمادي الأول سنة 261، وكان قبره مشهوراً يزار، ما على صرح به المسعودي.

 

ونقل المحدث الكبير الشيخ المازندراني في كتابه نور الأبصار عن أم الإمام الصادق (عليه السلام)، النجيبة الجليلة المكرمة، فاطمة المعروفة بأم فروة، بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر.

 

وفي أعيان الشيعة: أم فروة وقيل أم القاسم واسمها قريبة أو فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وهذا معنى قول الصادق عليه السلام: أن أبا بكر ولدني مرتين، وقي ذلك يقول الشريف الرضي:

 

وفـــرناً عتــيقاً كان غــاية فخركم***بمـــولد بـــنت القــاسم بـن محمد

 

وروى الكليني في الكافي بسنده عن عبد الأعلى: رأيت أم فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكرة، فاستلمت الحجر بيدها اليسرى، فقال لها رجل ممن يطوف: يا أمة الله أخطأت السنة، فقالت: إنا لأغنياء عن علمك.

 

وفي تنقيح المقال: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، هي أم مولانا الصادق عليه السلام، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان الصادق عليه السلام يقول: ولدني أبو بكر مرتين.

 

ونقل العلامة الشيخ محمد حسين الأعلمي في كتابه: أن فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، المعروفة بأم فروة زوج أبي جعفر الباقر عليه السلام.

 

أبناؤه وبناته (عليه السلام)

 

أبناء الإمام الباقر:

 

أما أبناء الإمام الباقر فكانوا من حسنات الأسرة النبوية، ومن مفاخر أبناء المسلمين في هديهم وصلاحهم وابتعادهم عن مآثم هذه الحياة، قد رباهم الإمام بمكارم أخلاقه، وغرس في نفوسهم نزعاته الكريمة، ومثله العليا فكانوا امتداداً مشرقاً لذاته العظيمة التي طبق شذاها العالم..

 

أما ذريته الطاهرة من الذكور فهم:

 

1- إبراهيم:

 

ابن الإمام الباقر (عليه السلام) وأمه أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي(1).

 

2- الإمام جعفر:

 

هو سيد ولد أبيه، ووصيه، والإمام القائم من بعد وكان من مفاخر هذه الدنيا، وفي طليعة عباقرة العالم، وذلك بما حققه على الصعيد الفكري والعلمي من التطور الهائل في الميادين العلمية والتي كان منها الإبداع في علم الكيمياء الذي ألقى بحوثه على جابر بن حيان مفخرة الشرق العربي، ويعتبر هذا العلم الأداة الخلاقة للتقدم التكنولوجي في العالم، ولا تزال الكثير من النظريات التي أدلى بها الإمام في هذا الفن لم تكتشفها العلوم الحديثة وما توصل لمعرفتها الاختصاصيون(2).

 

أما البحوث الفلسفية والكلامية فيعتبر الإمام الصادق من الرواد الأوائل فيها وقد تخرج على يده فيها هشام بن الحكم الذي يعتبر الأنموذج الرائع في هذه البحوث.

 

أما الفقه الإسلامي فإنه المؤسس له والواضع لقواعده وأصوله بعد آبائه الطاهرين، وقد عنى بهذا العلم عناية بالغة، فوجه جل اهتمامه نحوه وقد حفلت الموسوعات الفقهية بما أثر عنه بحيث يعد معظم أبواب الفقه وفروعه قد روي عنه.

 

وإذا نظرنا إلى سائر العلوم الإسلامية الأخرى كعلم الحديث والتفسير والأخلاق وغيرها فنجد أكثرها قد أخذ عنه.. ولا يعرف التاريخ الإنساني من هو أعظم منه علماً وفضلاً عدا آبائه (عليهم السلام) أما الحديث عن نواحي شخصيته مفصلاً فإنه يستدعي موسوعة كبيرة.

 

3- عبد الله:

 

ابن الإمام الباقر (عليه السلام) وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر(3) قام بتربيته أبوه وعنى بتهذيبه فكان من أفاضل العلويين، وأنبههم، وقد توفي شهيداً سقاه السم رجس من أرجاس بني أمية، يقول المؤرخون إنه دخل عليه، فأوجس منه عبد الله خيفة فقال له: (لا تقتلني أكن لله عليك عيناً، وأكن لك على الله عوناً)(4).

 

فلم يعن به الأموي وأجبره على تناول السم، فلما سقي تقطعت أمعاؤه، ولم يلبث إلا قليلاً حتى فارق الحياة(5)، لقد مضى إلى الله شهيداً شأنه شأن آبائه الذين أجهزت عليهم القوى الشريرة والنفوس الآثمة الحاقدة على ذوي الأحساب الأصيلة التي رفعت منار الكرامة الإنسانية.

 

علي:

 

ابن الإمام الباقر (عليه السلام) عاش في كنف أبيه، وتربى على هديه، وسلوكه فنشأ مثالاً للفضل والكمال، لقلب بالطاهر لطهارة نفسه وعظيم شأنه توفي بالقرب من بغداد في قرية من أعمال الخالص، أدلى بذلك محب الدين ابن النجار في تاريخه قال: (مشهد الطاهر يقع في قرية من أعمال الخالص قريبة من بغداد يظهر فيها قبر قديم عليه صخرة فيها مكتوب:

 

(بسم الله الرحمن الرحيم هذا ضريح الطاهر علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)) وقد انقطع باقي الصخرة فبنى عليه قبة من لبن، ثم عمره بعد ذلك شيخ من الكتاب يقال له علي بن نعيم كان يتولى كتابة ديوان الخالص، فزوقه وزخرفه، وعلق فيه قناديل من الصفر، وبنى حوله رحبة واسعة، وصار من المشاهد التي تزار)(6).

 

ونقل عن صاحب رياض العلماء أن قبره في (كاشان) وعليه قبة رفيعة عظيمة وله كرامات ظاهرة(7).

 

5- عبد الله:

 

وأمه أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية(8) توفي في حياة أبيه(9) ولم نعثر له على ترجمة وافية في المصادر التي بأيدينا.

 

 

 

السيدات من بناته:

 

أما السيدات من بناته فهن: السيدة زينب، وأمها أم ولد، والسيدة أم سلمة(10) وأمها أم ولد، وهي أم إسماعيل بن الأرقط وقد مرض ولدها إسماعيل فهرعت إلى الإمام الصادق فزعة، فأمرها أن تصعد فوق البيت، وتصلي ركعتين، وتدعو الله بهذا الدعاء:

 

(اللهم إنك وهبته لي، ولم يك شيئاً، اللهم إني استوهبكه فاعرنيه..)(11).

 

ففعلت ذلك فعافاه الله.

 

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن السادة الأبرار من أبناء الإمام (عليه السلام).

 

النصوص الدالة على إمامة محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)

 

 

••• النصوص الدالة على إمامته على قسمين:

 

أحدهما: النصوص المروية من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في جملة الإثني عشر وهي كثيرة، مثل خبر اللوح الذي هبط به جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الجنة فأعطاه فاطمة (عليها السلام)، ومثل ما روي أن الله تعالى أنزل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً مختوماً بإثني عشر خاتماً وأمره أن يدفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ويأمره أن يفض الخاتم الأول فيه فيعمل بما تحته، ثم يدفعه عند وفاته إلى الحسن (عليه السلام) ويأمره بفض الخاتم الثاني، ويعمل بما تحته، ثم يدفعه عند حضور وفاته إلى الحسين فيفض الخاتم الثالث ويعمل بما تحته، ثم يدفعه عند وفاته إلى ابنه علي بن الحسين ويأمره بمثل ذلك ثم يدفعه إلى ابنه محمد بن علي ويأمره بمثل ذلك ثم يدفعه إلى ولده حتى ينتهي إلى آخر الأئمة عليهم السلام(1)

 

ثانيهما: الأحاديث الواردة في إمامته خاصة بعد أبيه علي بن الحسين عليهما السلام:

 

 

• روى المفيد بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً من الحسين (عليه السلام) يقال له محمد يبقر علم الدين بقراً فإذا لقيته فاقرأه مني السلام(2).

 

 

• وروى بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام، قال: دخلت على جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم قال لي: من أنت؟ وذلك بعد ما كف بصره، فقلت: محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، فقال: يا بني ادن مني، فدنوت منه فقبل يدي، ثم أهوى إلى رجلي يقبلهما فتنحيت عنه ثم قال لي: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقرأك السلام، فقلت على رسول الله ورحمة الله وبركاته، وكيف ذلك يا جابر؟ فقال: كنت معه ذات يوم فقال لي: يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلاً من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام يهب الله له النور والحكمة فاقرأه مني السلام(3).

 

 

• روى الخزاز بإسناده عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام وهو جالس في محرابه، فجلست حتى انثنى وأقبل علي بوجهه يمسح يده على لحيته، فقلت: يا مولاي أخبرني كم يكون الأئمة بعدك؟ قال: ثمانية قلت: وكيف ذلك؟ قال: لأن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين، وأنا الرابع، وثمان من ولدي أئمة أبرار، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلى، ومن أبغضنا وردنا أو رد واحداً منا فهو كافر بالله وبآياته(4).

 

الإمام الباقر (عليه السلام)

 

 

علمه عليه السلام بحر لا ينفذ، وجبل لا يرقى إليه الطير، طأطأ كل عالم لعلمه، وخضع له كل شريف.

 

 

• قال عبد الله بن عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم(1) عنده كأنه متعلم(2).

 

 

• قال ابن أبي الحديد: كان محمد بن علي بن الحسين سيد فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلم الناس الفقه، وهو الملقب بالباقر باقر العلم لقبه به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(3).

 

 

• روى أبو نعيم عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: كنت جالساً عند خالي محمد بن علي، وعنده يحيى بن سعيد وربيعة الرأي إذ جاءه الحاجب فقال: هؤلاء قوم من أهل العراق، فدخل أبو إسحاق السبيعي وجابر الجعفي وعبد الله بن عطاء والحكم بن عينية، فتحدثوا فأقبل محمد على جابر، فقال: ما يروى فقهاء أهل العراق في قوله عز وجل: (ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه) ما البرهان؟ قال: رأى يعقوب عليه السلام عاضاً على إبهامه، فقال: لا، حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه)، أنه هم أن يحلّ التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه فقال: أي شيء تصنعين؟ فقالت: أستحيي من إلهي أن يراني على هذه الصورة، فقال يوسف عليه السلام: تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسب، ثم قال: والله لا تنالينها مني أبداً فهو البرهان الذي رأى(4).

 

عبادته

 

 

عبادة أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)

 

• قال الذهبي: كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة(1).

 

• قال أبو نعيم: قال عبد الله بن يحيى: رأيت على أبي جعفر محمد بن علي إزاراً أصفر، وكان يصلي كل يوم وليلة خمسين ركعة بالمكتوبة(2).

 

وروى بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه إنه كان في جوف الليل يقول: أمرتني فلم أئتمر وزجرتني فلم أزدجر، هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر(3).

 

روى الكليني بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول وهو ساجد: أسألك بحق حبيبك محمد إلا بدلت سيئاتي حسنات وحاسبتني حساباً يسيراً، ثم قال في الثانية: أسألك بحق حبيبك محمد إلا كفيتني مؤونة الدنيا وكل هو دون الجنة، وقال في الثالثة: أسألك بحق حبيبك محمد لما غفرت لي الكثير من الذنوب والقليل، وقبلت مني عملي اليسير، ثم قال في الرابعة: أسألك بحق حبيبك محمد لما أدخلتني الجنة وجعلتني من سكانها ولما نجيتني من صفعات النار برحمتك وصلى الله على محمد وآله(4).

 

وروى بإسناده عن إسحاق بن عمار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إني كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتى يأتي فإذا أوى إلى فراشه ونام قمت إلى فراشي، وإنه أبطأ علي ذات ليلة فأتيت في طلبه بعد ما هدأ الناس فإذا هو في المسجد ساجد وليس في المسجد غيره فسمعت حنينه وهو يقول: سبحانك اللهم أنت ربي حقاً حقاً، سجدت لك يارب تعبداً ورقاً، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك وتب علي إنك أنت التواب الرحيم(5).

 

 

عــلمـــــه

 

علم الإمام الباقر (عليه السلام)

 

 

علمه عليه السلام بحر لا ينفذ، وجبل لا يرقى إليه الطير، طأطأ كل عالم لعلمه، وخضع له كل شريف.

 

 

• قال عبد الله بن عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم(1) عنده كأنه متعلم(2).

 

 

• قال ابن أبي الحديد: كان محمد بن علي بن الحسين سيد فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلم الناس الفقه، وهو الملقب بالباقر باقر العلم لقبه به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(3).

 

 

• روى أبو نعيم عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: كنت جالساً عند خالي محمد بن علي، وعنده يحيى بن سعيد وربيعة الرأي إذ جاءه الحاجب فقال: هؤلاء قوم من أهل العراق، فدخل أبو إسحاق السبيعي وجابر الجعفي وعبد الله بن عطاء والحكم بن عينية، فتحدثوا فأقبل محمد على جابر، فقال: ما يروى فقهاء أهل العراق في قوله عز وجل: (ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه) ما البرهان؟ قال: رأى يعقوب عليه السلام عاضاً على إبهامه، فقال: لا، حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه)، أنه هم أن يحلّ التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه فقال: أي شيء تصنعين؟ فقالت: أستحيي من إلهي أن يراني على هذه الصورة، فقال يوسف عليه السلام: تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسب، ثم قال: والله لا تنالينها مني أبداً فهو البرهان الذي رأى(4).

 

احتجاجات الإمام الباقر (عليه السلام)

 

 

• سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر قال: أخبرني عن الله عز وجل متى كان؟ قال(عليه السلام): متى لم يكن حتى أخبرك متى كان؟ سبحان من لم يزل ولا يزال فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً(5).

 

 

• روى عبد الله بن سنان عن أبيه قال: حضرت أبا جعفر (عليه السلام) وقد دخل عليه رجل من الخوارج فقال له: يا أبا جعفر أي شيء تعبد؟ قال: الله، قال: رأيته؟ قال: بلى، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف بالقياس، ولا يدرك بالحواس، موصوف بالآيات، معروف بالدلالات لا يجور في حكمه، ذلك الله لا إله إلا هو، قال: فخرج الرجل وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته(6).

 

 

• روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال في صفة القديم: أنه واحد صمد، أحدي المعنى، ليس بمعان كثيرة مختلفة. قال: قلت: جعلت فداك أنه يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر، ويبصر بغير الذي يسمع، قال: فقال كذبوا وألحدوا، وشبهوا الله تعالى أنه سميع بصير، يسمع بما يبصر، ويبصر بما يسمع، قال: فقلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقله، قال: فقال: تعالى الله إنما يعقل من كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك(7).

 

 

• وروي أن عمرو بن عبيد دخل على الباقر عليه السلام فقال له: جعلت فداك! قول الله (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) ما ذلك الغضب؟ قال: العذاب يا عمرو، وإنما يغضب المخلوق الذي يأتيه الشيء فيستفزه، ويغيره عن الحال التي هو بها إلى غيرها، فمن زعم أن الله يغيره الغضب والرضا، ويزول عن هذا، فقد وصفه بصفة المخلوق(8).

 

 

• قال حمران بن أعين: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وروح منه) قال: هي مخلوقة خلقها الله بحكمته في آدم وفي عيسى

 

أصحابه ورواة حديثه

 

وكان من أهم ما عنى به الإمام أبو جعفر (عليه السلام) نشر العلم وإذاعته بين الناس، وقد جهد على تربية جماعة فغذاهم بفقهه وعلومه، فكانوا من مراجع الفتيا في العالم الإسلامي، ومن مفاخر هذه الأمة، وقد عهد إلى ولده الإمام الصادق (عليه السلام) القيام بنفقاتهم ليتفرغوا إلى تدوين الحديث الذي سمعوه منه، وتعد الكوكبة من العلماء التي تخرجت على يده من خيار أصحاب الأئمة (عليهم السلام) من عيون الفقهاء والعلماء وقد أشاد بهم الإمام الصادق (عليه السلام) وفضلهم على أصحابه،فقد خاطب أصحابه قائلاً:

 

(كان أصحاب أبي والله خيراً منكم، كان أصحاب أبي ورقاً لا شوك فيه، وأنتم اليوم شوك، لا ورق فيه)(1).

 

ونلمح فيما يلي إلى ذكرهم، وإعطاء صورة موجزة عن تراجم بعضهم:

 

 

 

( أ )

 

1/ أبان بن تغلب:

 

أبان بن تغلب الربعي الكوفي من ألمع علماء الإسلام، ومن أبرز فقهاء المسلمين، ونتحدث عن بعض شؤونه.

 

ولادته ونشأته:

 

وُلد بالكوفة ولم تعين المصادر التي بأيدينا سنة ولادته، وقد نشأ بالكوفة عاصمة الشيعة وبها ترعرع وقد تغذي بولاء أهل البيت (عليهم السلام) ونشأ على حبهم.

 

مكانته العلمية:

 

كان من أبرز علماء عصره وأنبههم، وقد روى عن الإمام علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام)، وكانت له عندهم حظوة وقدم، قال له الإمام أبو جعفر (عليه السلام): أجلس في مسجد المدينة، وأفت الناس، فأني أحب أن أرى في شيعتي مثلك(2).

 

وكان أبان مقدماً في كل فن من العلوم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو(3).

 

ولاؤه لأهل البيت:

 

وأخلص أبان في ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) كأعظم ما يكون الولاء فتحمل علومهم وآدابهم وأذاعها بين الناس، في وقت كان حبهم من أشد المحن وأعظم الخطوب، فقد جهد الأمويون على التنكيل وإنزال أقسى العقوبات بمن يحبهم ويذيع مآثرهم وفضائلهم، ولكن أبان قد وطن نفسه على ذلك وتحمل صنوفاً من الأذى والمكروه في سبيلهم، وكان حبه لهم قائماً على الفكر والدليل، وليس عاطفياً، وكان يرى فضل الصحابة وسمو مكانتهم، بمدى اتصالهم بأهل البيت (عليهم السلام) فقد روى عبد الرحمن بن الحجاج قال:

 

كنا في مجلس أبان بن تغلب فجاء شاب فقال له:

 

(يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)؟...).

 

وأدرك أبان مراده فانبرى قائلاً:

 

(كأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟).

 

(هو ذلك..).

 

فأجابه أبان جواب العارف بحق الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً:

 

(والله ما عرفنا _أي الصحابة_ إلا باتباعهم إياه)(4).

 

ومر أبان على قوم فأخذوا يعيبون عليه لأنه روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) فسخر منهم قائلاً: كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 

وثاقته:

 

وكان أبان على جانب كبير من التقوى والحريجة في الدين، قال الجلي: إنه ثقة(5) ووثقه أحمد بن حنبل، وأبن معين وأبو حاتم، وبما يدلل على عظيم وثاقته إشادة الأئمة (عليهم السلام) به، فقد روى سليم بن أبي حبة قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فلما أردت أن أفارقه ودعته، وقلت له: أحب أن تزودني، فقال ائت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثاً كثيراً، فما روى لك فأروه عني(6).

 

وروى صفوان بن يحيى عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أبان بن تغلب روى عن ثلاثين ألف حديث فأروها عني(7).

 

وروى أبان بن محمد بن أبان قال: سمعت أبي يقول: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما بصر به أمر بوسادة له وصافحه، وأعتنقه وساءله ورحب به(8).

 

وكان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق، وأخليت له سارية النبي (صلى الله عليه وآله)(9).

 

وقال الذهبي: إنه شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه، وعليه بدعته(10) وجرحه جماعة لحبه لأهل البيت (عليهم السلام) فقال الجوز جاني: إنه زائغ مذموم المذهب مجاهر(11) وعند هؤلاء أن حب أهل البيت انحراف عن الحق ومما لا شبهة فيه أن ولاءهم من صميم الإسلام وجزء لا يتجزأ من رسالته الخالدة فمن أنكرهم فقد أنكر الإسلام ومن والاهم آمن بالإسلام.

 

مؤلفاته:

 

أما مؤلفاته فهي تدل على مدى سعة علومه ومعارفه وهذه بعضها:

 

1: تفسير غريب القرآن ذكر شواهده من الشعر وجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السايب الكلبي وابن رواق بن عطية بن الحرث كتاباً واحداً.

 

2: الفضائل(12).

 

3: الأصول في الرواية على مذهب الشيعة(13)، وهذه بعض مؤلفاته.

 

وفاته:

 

توفي سنة (264هـ)(14) وهو اشتباه والصحيح أنه توفي سنة (141هـ) ولما بلغ الإمام الصادق (عليه السلام) خبر وفاته حزن عليه حزناً عميقاً، وراح يؤنبه قائلاً:

 

(أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان)(15) وقال أبو البلاد:

 

(عض ببظر أم رجل من الشيعة في أقصى الأرض وأدناها يموت أبان لا تدخل مصيبة عليه)(16).

 

لقد كان أبان من أعظم رجال الإسلام علماً وجهاداً وتفانياً في خدمة الدين، وكان وموته من أعظم النكبات التي رزء بها الإسلام.

 

ثوير بن أبي فاختة:

 

قال النجاشي: ثوير بن أبي فاختة أبو جهم الكوفي، واسم أبي فاختة سعيد بن علاقة يروي عن أبيه، وكان مولى أم هاني بنت أبي طالب(20) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ومن أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)(21) وقد روى ثوير ما يلي: قال: خرجت حاجاً فصحبني عمرو بن ذر القاضي، وابن قيس الماصر، والصلت بن بهرام، وكانوا إذا نزلوا قالوا: أنظر الآن فقد حررنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر (عليه السلام) عنها عن ثلاثين كل يوم وقد قلدناك ذلك، فقال ثوير: فغمنى ذلك، حتى إذا دخلنا المدينة فافترقنا، فنزلت أنا على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك إن ابن ذر، وابن قيس الماصر والصلت صحبوني، وكنت أسمعهم يقولون: قد حررنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عنها، فغمنى ذلك فقال أبا جعفر:

 

ما يغمك؟ فإذا جاءوا فأذن لهم، فلما كان من غذ دخل مولى لأبي جعفر (عليه السلام) فقال: جعلت فداك إن بالباب ابن ذر ومعه قوم، فقال لي أبو جعفر: يا ثوير قم فأذن لهم، فقمت فأدخلتهم، فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم يتكلموا فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر يستفتيهم الأحاديث، وأقبلوا لا يتكلمون، فلما رأى ذلك أبو جعفر قال لجارية له: يقال لها سرحة هاتي الخوان فلما جاءت به فوضعته قال أبو جعفر: الحمد لله الذي جعل لكل شيء حداً ينتهي إليه، حتى أن لهذا الخوان حداً ينتهي إليه فبادر ابن ذر قائلاً:

 

-ما حده؟

 

إذا وُضع ذكر الله، وإذا رفع حمد الله.

 

وأمرهم الإمام بتناول طعام الغداء، وأمر (عليه السلام) الجارية أن بسقيه فجاءته بكوز من أدم، فقال (عليه السلام): الحمد لله الذي جعل لكل شيء حداً ينتهي إليه.

 

قال ابن ذر: ما حده؟

 

الإمام: حده أن يذكر الله عليه إذا شرب، ويحمد الله إذا فرغ ولا يشرب وعند عروته، ولا من كسر إن كان فيه.

 

ولما فرغوا من تناول الطعام أقبل عليهم الإمام (عليه السلام) يستفتيهم الأحاديث وهم صامتون، ولما رأى ذلك منهم الإمام التفت إلى ابن ذر فقال له:

 

(ألا تحدثنا ببعض ما سقط من حديثنا؟)

 

(بلى يا ابن رسول الله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وأهل بيتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا).

 

قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): يا بن ذرفإذا لقيت رسول الله (عليه السلام) فقال ما خلفتني في الثقلين؟ فماذا تقول له؟

 

فبكى ابن ذر وقال: أما الأكبر فمزقناه _يعني الكتاب_ وأما الأصغر _يعني العترة الطاهرة_ فقتلناه.

 

فقال أبو جعفر: إذن تصدقه يا بن ذر، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتى تسأل عن ثلاثة: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.

 

وانصرفوا من منزل الإمام وأمر (عليه السلام) غلامه بمتابعتهم ليسمع ما يقولون فرجع الغلام وقال له: لقد سمعتهم يقولون لابن ذر على هذا خرجنا معك؟ فقال: (ويلكم اسكتوا ما أقول إن رجلاً يزعم أن الله يسألني عن ولايته، وكيف أسأل رجلاً يعلم حد الخوان، وحد الكوز...)(22).

 

82/ جابر بن عبد الله:

 

ابن عمرو بن حزام الأنصاري الخزرجى الصحابي العظيم من الأصفياء وخيار المسلمين، وفي طليعة المنقطعين لأهل البيت (عليهم السلام) وهو آخر من بقي من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) وقد روى عنه أبو زبير المكي قال:

 

سألت جابر بن عبد الله فقلت له: أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال: فرفع حاجبيه عن عينيه_ وقد كانا سقطا على عينيه_ فقال: ذلك خير البشر أما والله كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم إياه(23).

 

وبلغ من عظيم ولائه للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه كان يتوكأ على عصاه ويدور في سكك المدينة ومجالسها وهو يقول: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر... يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي(24) ومما يدل على عظيم ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) ما رواه الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه، قال: لما نزلت هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أيها الناس قد فرض لي عليكم فرضاً هل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد منهم فانصرف، فلما كان اليوم الثالث تكلم بمثل ذلك، ثم قال: أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم، ولا مشرب، قالوا: فالقه إذن قال: إن الله تبارك أنزل قوله:

 

(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) فقالوا: أما هذه فنعم قال أبو عبد الله (عليه السلام)، فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود وجابر بن عبد الله الأنصاري، ومولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيد بن أرقم(25).

 

وشهد جابر مع النبي (صلى الله عليه وآله) ثمان عشرة غزوة، وشهد مع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) صفين(26) وهو الذي حمل تحيات النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الإمام الباقر وقد تقدمت الأخبار في ذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب.

 

وقد استغفر له النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الهر ير خمساً وعشرين مرة(27) وكانت له حلقة في المسجد يؤخذ عنه العلم(28) توفى وله من العمر 94 سنة(29).

 

/ حمران بن أعين:

 

الشيباني، مولاهم يكنى أبا الحسن، وقيل أبو حمزة تابعي من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) ومن أعيان العلماء، وأجلاء الرواة، وكان من العارفين بالحق، والصادعين بأمر الله، ونلمح إلى بعض شؤونه:

 

مكانته العلمية:

 

كان حمران من كبار العلماء الذين حملوا رسالة الإسلام، ووقفوا على دقائقها وواقعتها أخذ علومه من أئمة أهل البيت (عليه السلام) الذين هم معدن العلم والحكمة وخزائن الوحي، تتلمذ عن الإمام الباقر (عليه السلام) ومن بعده لازم الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وأخذ الكثير من علومه، وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يدلل على وفور علمه وفضله، ويقول الرواة إن رجلاً من أهل الشام وفد على الإمام الصادق (عليه السلام) ليمتحنه، فقال له (عليه السلام):

 

_(ما حاجتك؟).

 

فقال الشامي: بلغني أنك عالم بكل ما تسأله عنه، فصرت إليك لأناظرك.

 

فتبسم الإمام وقال له:

 

(بماذا؟).

 

(في القرآن، وقطعه وإسكانه،وخفضه، ونصبه ورفعه).

 

والتفت الإمام (عليه السلام) إلى حمران فقال له:

 

(دونك الرجل).

 

فثار الشامي وقال:

 

(إنما أريدك أنت لا حمران).

 

وقابله الإمام ببسمات فياضة بالبشر قائلاً:

 

(إن غلبت حمران فقد غلبتني).

 

وأقبل الشامي على حمران فجعل يسأله عن مسألة، وحمران يجيبه، والتفت الإمام إلى الشامي فقال له:

 

(كيف رأيته؟).

 

(رأيته حاذقاً، ما سألته عن شيء إلا أجابني)(30).

 

وكشفت هذه البادرة عن سعة علومه ومعارفه، ويقو أبو غالب الرازي: كان حمران من أكبر مشايخ الشيعة، المفضلين الذين لا يشك فيهم، وكان أحد حملة القرآن ومن بعده، يذكر اسمه في القراء، وروي أنه قرأ على أبي جعفر (عليه السلام) وكان مع ذلك عالما ًبالنحو واللغة.(31)

 

لقد كان حمران في طليعة علماء عصره، وقد ساهم مساهمة إيجابية في نشر الوعي الثقافي والعلمي في ذلك العصر.

 

منزلته عند الأئمة:

 

وكانت لحمران منزلة كريمة عند أئمة الهدى (عليه السلام) وقد أثرت عنهم كثير من الأحاديث في الإشادة به وفيما يلي بعضها:

 

1/ روى بكير بن أعين قال: حججت أول حجة فصرت إلى منى فسألت عن فسطاط أبي عبد الله فدخلت عليه فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر في وجوههم فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم فقال: هلم إلي، ثم قال: يا غلام أمن بني أعين أنت؟ قلت: نعم جعلني الله فداك، قال: أيهم أنت؟ قلت: أنا بكير بن أعين فقال لي: ما فعل حمران؟ قلت: لم يحجج العام على شوق الشديد منه إليك، وهو يقرأ عليك السلام، فقال: عليك وعليه السلام حمران مؤمن من أهل الجنة لا يرتاب أبداً لا والله.

 

2/ روى زيد الشحام قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما وجدت أحداً أخذ بقولي، وأطاع أمري وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله: عبد الله بن أبي يعفور وحمران بن أعين إما إنهما مؤمنان خالصان من شيعتنا أسماؤهما عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمداً (صلى الله عليه وآله).

 

3/ روى أبو خالد الأخرس عن حمران قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إني حلفت أن لا أبرح المدينة حتى أعلم ما أنا؟ قال (عليه السلام): تريد ماذا يا حمران؟ قال: تخبرني ما أنا: قال (عليه السلام): أنت لنا شيعة في الدنيا

والآخرة.(32)

 

وروى الكشي طائفة أخرى من الأخبار تدلل على سمو مكانته وعظيم منزلته عند أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

 

شدة ولائه للأئمة:

 

كان حمران يكن في أعماق نفسه أعظم الولاء والحب للأئمة الطاهرين ويقول الرواة: إنه كان إذا جلس مع أصحابه فلا يخوض حديثاً لا يتناول فضائل أهل البيت فإن خلطوا ذلك بغيره ردهم إليه، فإن أبوا تركهم وانصرف عنهم(33) وكان حقاً هذا منتهى الولاء والحب

188/ سد يف المكي:

 

ابن إسماعيل المكي مولى بني هاشم، عده الشيخ من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)(37) وروى الشيخ المفيد بإسناده عن حنان بن سدير عن سد يف المكي قال: حدثني محمد بن علي (عليه السلام)، وما رأيت محمدياً قط يعد له، قال: حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: نادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المهاجرين والأنصار فحضروا بالسلاح، فصعد (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد لله وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر المسلمين من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهودياً(38).

 

كان سد يف من عظماء الشيعة، ومن أصلب المدافعين عن أهل البيت (عليهم السلام) وكان شاعراً ملهماً، من كبار شعراء عصره، وقد نظم الكثير من شعره في مدح أهل البيت (عليهم السلام) وهجاء خصومهم الأمويين وقد تعرض لنقمتهم وسخطهم مما اضطره إلى الاختفاء عنهم، ولما تم الانقلاب على الحكم الأموي، وتشكلت الحكومة العباسية برئاسة السفاح، خف سد يف إلى الكوفة لمقابلته ولما انتهى إلى البلاط العباسي طلب منه حاجب السفاح أن يعرفه ليأذن له بالدخول فأبى، ومضى الحاجب إلى السفاح فقال له:

 

( يا أمير المؤمنين رجل حجازي أسود، راكب على نجيب متلثم يستأذن، ولا يخبر باسمه، ويحلف أن لا يحسر اللثام عن وجهه حتى يراك!!).

 

فعرفه السفاح، فقال لحاجبه: هذا مولاي سديف فليدخل، ودخل سديف فرأى بني أمية قد جلسوا على النمارق والكراسي، وكانوا قد جاءوا لطلب الأمان من السفاح، وتميز سديف غضباً وغيظاً حينما رآهم فاندفع يخاطب السفاح بحرارة قائلاً:

 

أصبــــح الملــــك ثابـت الأساس بالبهاليــــل مـــن بني العباس

 

بالــــصدور المقــــدمين قــــديماً والرؤوس القــــماقم الرواس

 

يا أميــر المطهرين من الذم ويا رأس منـــــتــــهى كــــل رأس

 

أنــــت مهــــدي هـــاشم وهداها كــــم أنــاس رجوك بعد أياس

 

لا تقــــيلن عــــبد شـمس عثاراً واقطعــــن كــل رقلة وغراس

 

أنــــزلوها بحــــيث أنـــزلها الله بــــدار الهــــوان والإتعــــاس

 

خــــوفهم أظهــــر التــودد منهم وبهم منكــــم كحــــر المـواس

 

واذكروا مصرع الحسين وزيداً وقتــــيلاً بجــــانب المــــهراس

 

والإمام الــــذي بحـــران أمسى رهــــن قبــر ذي غربة وتناس

 

وألهبت هذه الأبيات مشاعر السفاح وعواطفه، وتغير حاله، وبدت الانفعالات على سحنات وجهه، وأحس بالخطر بعض الأمويين، فاندفع بذعر قائلاً (قتلنا والله العبد) وأمر السفاح الخراسانيين أن يضربوهم بالدبابيس، فضربوهم ضرباً قاسياً، فسقطوا على وجوههم صرعى،وأمر السفاح أن يمد عليهم خوان الطعام، ففعل غلمانه ذلك وجلس السفاح مع حاشيته يتناولون الطعام، وهم يسمعون أنينهم حتى هلكوا عن آخرهم والسفاح مسرور، والتفت إلى حاشيته فقال لهم:

 

(ما أكلت في عمري أكلة أهنأ من هذه الأكلة).

 

ورفع عنهم ما بقي من الطعام، وقد هلكوا عن آخرهم، وسحبت جثثهم فرميت بالطرق فأكلت الكلاب أكثرها وأطل عليهم سديف وهو مثلوج القلب، قد استوفى ثأره منهم، وراح يقول:

 

طعمت أمية أن سيرضى هاشم عـــنها ويذهب زيدها وحسينها

 

كـــــلا ورب محــــمد وإلهــــــه حتــــى يـبـيـد كفورها وخؤونها

 

وكان سديف يحث السفاح على استئصال الأمويين وقتلهم دخل عليه وكان سليمان بن هشام بن عبد الملك، فثار سديف وخاطب السفاح:

 

لا يغــــرنك مــــا تــرى من رجال إن تحــــت الضلــــوع داءً دويــا

 

فضع السيف وارفع السوط حتى لا تــــرى فــــوق ظهـــرها أمويا

 

وصاح هشام: قتلتني يا شيخ، وأمر به السفاح فضربت عنقه.

 

وواصل سديف جهاده ضد الأمويين لأنهم أبادوا عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانتهكوا حرمة الرسول (صلى الله عليه وآله) في أبنائه، ولما وقف الجلاد المنصور الدوانيقي ضد العلويين، وأباد أعلامهم أعلن سديف العداء له، وهجاء، وعامله معاملة الأمويين، وأوعز المنصور إلى شرطته بقتله، فقتل، فمضى إلى الله شهيداً منافحاً عن آل النبي (صلى الله عليه وآله) ومدافعاً عنهم

 

أدعيته

 

وفي أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تراث رائع، ومناجم أخاذة تكمن فيها جواهر الحكم والآداب وهي تمثل مدى اتجاه الأئمة (عليهم السلام) نحو الله، واتصالهم به، وانقطاعهم إليه، كما تمثل الرصيد الروحي الذي يملكونه من النسك والتقوى والحريجة في الدين، وبالإضافة لذلك فإنها من الثروات الكبرى للأخلاق والفلسفة وعلم الكلام.. وقد أثرت عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) كثير من الأدعية، وهذه بعضها:

 

1- روى هذا الدعاء أبو حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر، وكان يسميه بـ(الجامع) وقد جاء فيه بعد البسملة (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، آمنت بالله وبجميع رسول الله وبجميع ما أنزل به رسل الله، وإن وعد الله حق، ولقاءه حق، وصدق الله، وبلغ المرسلون، والحمد لله رب العالمين، وسبحان الله كلما سبح الله شيء، وكما يحب الله أن يسبح، والحمد لله كلما حمد الله شيء، وكما يحب الله أن يحمد، ولا إله إلا الله كلما هلل الله شيء، وكما يحب الله أن يهلل، والله أكبر كلما كبر الله شيء، وكما يحب الله أن يكبر.

 

اللهم إني أسألك مفاتيح الخير، وخواتمه، وشرايعه وسوابقه، وفوائده وبركاته، وما بلغ علمه علي، وما قصر عن إحصائه حفظي، اللهم انهج لي أسباب معرفته، وافتح لي أبوابه، وغشني بركات رحمتك، ومنّ عليّ بعصمة من الشيطان الرجيم وما يريدني عن الإزالة عن دينك، وطهر قلبي من الشك، ولا تشغل قلبي بدنياي، وعاجل معاشي عن أجل ثواب آخرتي واشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله، وذلل لكل خير لساني وطهر قلبي من الرياء، ولا تجره في مفاصلي، واجعل عملي خالصاً لك.

 

اللهم: إني أعوذ بك من الشر وأنواع الفواحش كلها ظاهرها وباطنها وغفلاتها وجميع ما يريدني به السلطان العنيد مما أحطت بعلمه وأنت القادر على صرفه عني.. اللهم إني أعوذ بك من طوارق الجن والإنس وزوابعهم وتوابعهم، وبوائقهم، ومكايدهم، ومشاهد الفسقة من الجن والأنس وأن استزل عن ديني فتفسد علي آخرتي، ويكون ذلك منهم ضرراً عليّ في معاشي، أو بعرض بلاء يصيبني منهم لا قوة لي به، ولا صبر لي على احتماله، فلا تبتلني يا إلهي بمقاساته فيمنعني ذلك من ذكرك، ويشغلني عن عبادتك، أنت العاصم المانع، والدافع الواقي من ذلك كله، وأسألك اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني في معيشة أقوى بها على طاعتك، وأبلغ بها رضوانك، وأصير بها منك إلى دار الحيوان غداً، ولا ترزقني رزقاً يطغيني، ولا تبتلني بفقر أشقى به مضيفاً علي أعطني حظاً وافراً في آخرتي، ومعاشاً واسعاً هنيئاً مريئاً في دنياي، ولا تجعل الدنيا عليّ سجناً، ولا تجعل فراقها علي حزناً، اخرجني من فتنها مرضياً عني، واجعل عملي فيها مقبولاً، وسعي فيها مشكوراً.

 

اللهم من أرادني بسوء فأرده بمثله ومن كادني فيها فكده، واصرف عني همّ من أدخل عليّ همه، وأمكر بمن مكر بي فأنك خير الماكرين، وافقأً عني عيون الكفرة والظلمة، والطغاة الحسدة، اللهم وأنزل علي منك السكينة والوقار، وألبسني درعك الحصينة، واحفظني بسترك الواقي، واجعلني في عافيتك النافعة، وصدق قولي وفعالي، وبارك لي في ولدي وأهلي، ومالي، وما قدمت وأخرت، وما أغفلت، وما تعتمدت، وما توانيت، وما أسررت، فاغفر لي برحمتك يا أرحم الراحمين..)(1).

 

ويكشف هذا الدعاء عن مدى انقطاع الإمام إلى الله، وشدة اتصاله به، فقد ألجأ جميع أموره إليه، واستعاذ به من فتن الدنيا، وغرورها، خوفاً أن تصده عن ذكره تعالى.

 

2- روى الربيع عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال له:

 

(ألا أعلمك دعاءً لا ندعو به نحن أهل البيت إذا أكربنا أمر، وتخوفنا من شر السلطات إلا قبل لنا به..).

 

(بلا بأبي أنت وأمي..).

 

(قل: يا كائناً قبل كل شيء، ويا مكون كل شيء، ويا باقي بعد كل شيء صل على محمد وأهل بيته.. ثم تذكر حاجتك..)(2).

 

وذكرت له أدعية أخرى، وهي تدلل على مدى روحانيته، وعظيم اتصاله بخالقه.

 

الحث على الدعاء:

 

وحث الإمام (عليه السلام) على الدعاء إلى الله، قال (عليه السلام): (إن الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحب ذلك لنفسه جل ذكره أن يسأل، ويطلب ما عنده..)(3).

 

 

 

حكمه

 

وأثرت عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) روائع الحكم القصار الحافلة بالقيم الكريمة والحكم الصائبة والتجارب النافعة، وهذه بعضها:

 

1- قال (عليه السلام): (إن استطعت أن لا تعامل أحداً إلا ولك الفضل عليه فافعل..).

 

2- قال (عليه السلام): (صانع المنافق بلسانك، واخلص مودتك للمؤمن، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته..).

 

3- قال (عليه السلام): (ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم..).

 

4- قال (عليه السلام): (قم بالحق، واعتزل ما لا يعنيك، وتجنب عدوك، وأحذر صديقك من الأقوام، إلا الأمين من خشي الله، ولا تصحب الفاجر، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله..).

 

5- قال (عليه السلام): (صحبة عشرين سنة قرابة..).

 

6- قال (عليه السلام): (في كل قضاء الله خير للمؤمن..).

 

7- قال (عليه السلام): (من لم يجعل الله له من نفسه واعظاً فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً..).

 

8- قال (عليه السلام): (من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه).

 

9- قال (عليه السلام): (كم من رجل لقى رجلاً فقال له: أكب الله عدوك، وما له من عدو إلا الله).

 

10- قال (عليه السلام): (ما عرف الله من عصاه، وانشد:

 

تعصي الإله وأنت تظهر حبه***هذا لعمرك في الفعال بديع

 

لو كان حبك صادقاً لأطعته***إن المحب لمن أحب مطيع

 

11- قال (عليه السلام): (إنما مثل الحاجة إلى من أصاب مالاً حديثاً - يعني به مستحدث النعمة - كمثل الدرهم في فم الأفعى أنت إليه محوج، وأنت منها على خطر..).

 

12- قال (عليه السلام): (إعرف المودة في قلب أخيك بما له في قلبك..).

 

13- قال (عليه السلام): (الإيمان حب وبغض..).

 

14- قال (عليه السلام): (أربع من كنوز البر كتمان الحاجة، وكتمان الصدقة، وكتمان الوجع، وكتمان المصيبة..).

 

15- قال (عليه السلام): (من صدق لسانه زكى عمله، ومن حسنت نيته زيد في رزقه، ومن حسن بره في أهله زيد في عمره..).

 

16- قال (عليه السلام): ( من استفاد أخاً في الله على إيمان بالله ووفاء بإخائه طلباً لمرضاة الله فقد استفاد شعاعاً من نور الله، وأماناً من عذاب الله وحجة يفلج بها يوم القيامة، وعزاً باقياً، وذكراً نامياً لأن المؤمن من الله عز وجل لا موصول، ولا مفصول، قيل له: ما معنى لا موصول، ولا مفصول؟ قال (عليه السلام): لا موصول به إنه هو، ولا مفصول منه، إنه من غيره..).

 

17- قال (عليه السلام): (كفى بالمرء غشاً لنفسه أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه أو يعيب غيره بما لا يستطيع تركه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه..).

 

18- قال (عليه السلام): (التواضع: الرضا بالمجلس دون شرفه، وأن تسلم على من لقيته، وأن تترك المراء، وإن كنت محقاً..).

 

19- قال (عليه السلام): (إن المؤمن أخو المؤمن، لا يشتمه، ولا يحرمه، ولا يسيء به الظن..).

 

20- قال (عليه السلام): (من قسم له الخرق(1) حجب عنه الإيمان..).

 

21- قال (عليه السلام): إن لله عقوبات في القلوب، والأبدان، ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب..).

 

22- قال (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة ناد مناد أين الصابرون؟ فيقوم فئام(2) من الناس، ثم ينادي مناد أين المتصبرون؟ فيقوم فئام من الناس، فقيل له:

 

(ما الصابرون والمتصبرون؟).

 

قال (عليه السلام): الصابرون على أداء الفرائض، والمتصبرون على ترك المحارم).

 

23- قال (عليه السلام): (يقول الله: يا بن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس..).

 

24- قال (عليه السلام): (أفضل العبادة عفة البطن والفرج..).

 

25- قال (عليه السلام): (الحياء والإيمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه..).

 

26- قال (عليه السلام): (إن هذه الدنيا تعاطاها البر والفاجر، وإن هذا الدين لا يعطيه الله إلا أهل خاصته..).

 

27- قال (عليه السلام): (إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي دينه إلا من يحب..).

 

28- قال (عليه السلام): (لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحداً، ولو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحداً..).

 

29- قال (عليه السلام): (إن لله عباداً ميامين مياسير يعيشون، ويعيش الناس في أكنافهم وهم في عبادة مثل القطر، ولله عباد ملاعين مناكيد لا يعيشون، ولا يعيش الناس في أكنافهم، وهم في عباده مثل الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه..).

 

30- قال (عليه السلام): (إن الله يحب إفشاء السلام..)(3).

 

31- قال (عليه السلام): (لكل شيء آفة، وآفة العلم النسيان..)(4).

 

32- قال (عليه السلام): (اللهم اعني على الدنيا بالغنى، وعلى الآخرة بالتقوى)(5).

 

33- قال (عليه السلام): (لا يزال الرجل يزداد في رأيه ما نصح لمن استشاره..)(6).

 

34- قال (عليه السلام): (سلام اللئام قبيح الكلام..)(7) ونظم بعض الشعراء هذه الحكمة الرائعة بقوله:

 

لقد صدق الباقر المرتضى***سليل الإمام عليه السلام

 

بما قال: في بعض ألفاظه***قبيح الكلام سلاح اللئام(8)

 

35- قال (عليه السلام): (الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن، ولا تصيب الذاكر)(9).

 

36- قال (عليه السلام): (أشد الأعمال ثلاثة ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك، ومواساة الأخ في المال..)(10).

 

37- قال (عليه السلام): (لا يكون المعروف معروفاً إلا باستصغاره وتعجيله وكتمانه)(11).

 

38- قال (عليه السلام): (إن من الصدق في السنة التجافي في الدين لأهل المروءات)(12).

 

39- قال (عليه السلام): (ما أحسن الحسنات بعد السيئات، وما أقبح السيئات بعد الحسنات..)(13).

 

40- قال (عليه السلام): (من أصاب مالاً من أربع لم يقبل منه في أربع، من أصاب مالاً من غلول أو ربا أو خيانة أو سرقة، لم يقبل منه في زكاة، ولا في صدقة ولا في حج، ولا في عمرة..)(14).

 

41- قال (عليه السلام): (لا يقبل الله عز وجل حجاً ولا عمرة من مال حرام..)(15).

 

42- قال (عليه السلام): (من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه..)(16).

 

43- قال (عليه السلام): (إن الكذب هو حراب الإيمان..)(17).

 

44- قال (عليه السلام): (كان لي أخ في عيني عظيماً، وكان الذي عظمه صغر الدنيا في عينيه..)(18).

 

45- قال (عليه السلام) لأصحابه: يدخل أحدكم يده في كيس صاحبه فيأخذ ما يريد؟ فقالوا له: لا، فقال (عليه السلام): لستم إخواناً كما تزعمون(19).

 

46- قال (عليه السلام): (شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط، وشر الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق..)(20).

 

47- قال (عليه السلام): (عظموا أصحابكم، ووقروهم، ولا يتهجم بعضكم على بعض..)(21).

 

48- قال (عليه السلام): (ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب..)(22).

 

49- قال (عليه السلام): (إن الله قضى قضاءً حتماً ألا ينعم على العبد نعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة..)(23).

 

50- قال (عليه السلام): (لو صمت النهار لا أفطر، وصليت الليل لا أفتر، وأنفقت مال في سبيل الله علقاً، علقاً، ثم لم تكن في قلبي محبة لأوليائه، ولا بغضه لأعدائه ما نفعني ذلك شيئاً..)(24).

 

51- سأل زرارة الإمام أبا جعفر (عليه السلام) قال له: ما الحنيفية؟ قال (عليه السلام): (هي الفطرة التي فطر الناس عليها.. فطرهم على معرفته..)(25).

 

52- قيل للإمام أبي جعفر (عليه السلام): أتعرف شيئاً خيراً من الذهب؟ قال (عليه السلام): نعم معطيه(26).

 

53- قال (عليه السلام): (بلية الناس علينا عظيمة، إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا..)(27).

 

54- قال (عليه السلام): (ما عبد الله بشيء أفضل من عفة بطن وفرج..)(28).

 

55- قال (عليه السلام): (أصبر للنوائب، ولا تتعرض للحقوق، ولا تعط أحداً من نفسك ما ضرره عليك أكثر من نفعه..)(29).

 

56- قال (عليه السلام): (شيعتنا من أطاع الله..)(30).

 

57- قال (عليه السلام): (بئس الأخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً..)(31).

 

58- قال (عليه السلام): (ليس في الدنيا شيء أعون من الإحسان إلى الإخوان)(32).

 

59- قال (عليه السلام): (من أعطي الخلق والرفق فقد أعطي الخير والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرمهما كان ذلك سبيلاً إلى كل شر وبلية إلا من عصمه الله..)(33).

 

60- قال (عليه السلام): (ما يضر من عرفه الله الحق أن يكون على قلة جبل يأكل من نبات الأرض حتى يأتيه الموت..)(34).

 

61- قال (عليه السلام): (إذا دخل أهل الجنة، الجنة بأعمالهم، فأين عتقاء الله من النار، إن لله عتقاء من النار..)(35).

 

62- قال (عليه السلام): (لا خير فيمن لا تقية له..)(36).

 

63- قال (عليه السلام): (إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله عز وجل، ويبغض أهل معصيته ففيك خير، والله يحبك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله، ويحب أهل معصيته فليس فيك خير، والله يبغضك، والمرء مع من أحب..)(37).

 

64- قال (عليه السلام): (إن من خطوات الشيطان الحلف بالطلاق، والنذر في المعاصي وكل يمين بغير الله تعالى..)(38).

 

65- قال (عليه السلام): (إذا شبع البطن طغى..)(39).

 

66- قال (عليه السلام): (ما من شيء أبغض إلى الله من بطن مملوء..)(40).

 

67- قال (عليه السلام): (من طلب الدنيا استعفافاً عن الناس، وسعياً على أهله وتعطفاً على جاره لقي الله عز وجل يوم القيامة، ووجهه مثل القمر ليلة البدر)(41).

 

68- قال (عليه السلام): (إن حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان..)(42).

 

69- قال (عليه السلام): (إني لأكره أن يكون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلاً على مقدار عقله..)(43).

 

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض كلماته الحكيمة التي تمثل أصالة الفكر والإبداع.

 

 

وصاياه القيمة

 

وأثرت عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) وصايا كثيرة، وجه بعضها لأبنائه، وبعضها لأصحابه وهي حافلة بالقيم الكريمة، والمثل العليا، وزاخرة بآداب السلوك، والتوجيه الصالح الذي يصون الإنسان من الانحراف والسلوك في المنعطفات، وفيما يلي ذلك:

 

وصاياه لولده الصادق:

 

وزود الإمام أبو جعفر (عليه السلام) ولده الصادق بجمهرة من الوصايا القيمة، ومن بينها:

 

1- قال (عليه السلام): (يا بني إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء: خبأ رضاه في طاعته، فلا تحقرن من الطاعة شيئاً فلعل رضاءه فيه، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئاً فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحداً فلعله ذلك الولي..)(1).

 

وحفلت هذه الوصية بمعالي الأخلاق، ففيها الترغيب في طاعة الله والحث عليها، وفيها التحذير من المعصية، والتشديد في أمرها، وفيها الحث على تكريم الناس وعدم الاستهانة بأي أحد منهم.

 

2- حكى الإمام الصادق (عليه السلام) إحدى وصايا أبيه إلى سفيان الثوري فقد قال له: (يا سفيان أمرني أبي بثلاث، ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني:

 

عود لسانك قول الخير تحظ به***إن اللسان لما عودت يعتاد

 

موكل بتقاضي ما سننت له***في الخير والشر فانظر كيف تعتاد(2)

 

وهذه الوصايا من روائع الحكم، ومن خيرة وصايا المصلحين لبنائهم فقد حفلت بجميع مقومات الآداب والفضائل.

 

وصيته لبعض أبنائه:

 

واوصى بعض أبنائه بهذه الوصية فقال له: (يا بني إذا أنعم الله عليك نعمة فقل: الحمد لله، وإذا أحزنك(3) أمر فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا أبطأ عنك رزقك فقل: استغفر الله

 

 

استشهاده

 

 

توفي الإمام الباقر عليه السلام، على أثر السم الذي دسه إليه إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك أيام خلافة هشام بن عبد الملك.

 

 

• قال أبو عبد الله عليه السلام: إن أبي قال لي ذات يوم في مرضه: يا بني أدخل أناساً من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، قال: فأدخلت عليه أناساً منهم فقال: يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورش بالماء، فلما خرجوا، قلت: يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد أن أدخل عليك قوماً تشهدهم، فقال: يا بني أردت أن لا تنازع(1).

 

 

• وقال عليه السلام: قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا كذا، للنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى(2).

 

 

• وقال: كتب أبي في وصيته أن أكفنه في ثلاثة أثواب: أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة، وثوب آخر، وقميص، فقلت لأبي: لم تكتب هذا؟ فقال: أخاف أن يغلبك الناس وإن قالوا: كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل، وعممني بعمامة، وليس تعد العمامة من الكفن إنما يعد ما يلف به الجسد

 

قبره

 

البقيع هو مقبرة المدينة المنورة في العهد النبوي الشريف وفيه دفن جمع كثير من الصحابة منهم ابن النبي إبراهيم وأم النبي وكذلك الأئمة الأربعة من أهل البيت عليهم السلام وهم:

 

1- الإمام الحسن المجتبى عليه السلام المتوفى 7/ صفر/50هـ.

 

2- الإمام الرابع زين العابدين عليه السلام المتوفى 25/ محرم/95هـ.

 

3- الإمام الخامس محمد الباقر عليه السلام المتوفى 8/ ذوالحجة/112هـ.

 

4- الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق عليه السلام المتوفى 25/ شوال/ 148 معهم فاطمة بنت أسد والدة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أو فاطمة الزهراء عليها السلام على قول.

 

كانت تعلو القبة على قبور أئمة أهل البيت النبوي كالقبة الموجودة على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد هدم الوهابيون في تاريخ 8 شوال/1343 جميع القباب ما عدا قبة النبي وذلك باعتقاد أن بناء القبة على القبر محرم شرعا وهذا تصرف غريب فإذا كان بناء القبة محرما فلماذا جاز البناء على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولماذا جاز نصب الضريح والمقصورة على قبره فقط فإن الحرام حرام على كل قبر ولا يفرق بين قبر النبي وقبر أهل بيته عليهم السلام.

 

في وفاء الوفاء(2/84)كان البقيع غرقدا فلما هلك عثمان بن مظعون دفن بالبقيع وقطع الغرقد عندي والغرقد اسم شجر لذلك كان يعرف بقيع الغرقد).

 

قال السمهوديدفن العباس بن عبد المطلب عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل).

 

والنصوص تشهد بأن البقيع في بداية الأمر كان أرضا مواتا فيها شجر الغرقد ولما دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنه إبراهيم رغب المسلمون في دفن موتاهم.

 

وقال أيضارغب الناس في البقيع وقطعوا الشجر فاختارت كل قبيلة ناحية).

 

وفي عام 95 قال السيد الأمين في الكشف/387ذكر المؤرخون وعلماء الأثر وكل من كتب في التراجم أن الأئمة زين العابدين والباقر والصادق دفنوا في قبة الحسن عليه السلام والعباس بالبقيع وكانت وفاة زين العابدين 95).

 

فيظهر من ذلك وجود القبة على قبر الحسن قبل هذا التاريخ.

 

وفي القرن الرابع: قالت الدكتورة سعاد ماهر عميدة كلية الآثار في جامعة القاهرة تحت عنواندفاع عن بنت النبوة)كان يوجد حتى القرن الرابع الهجري رخامة مكتوب عليها العبارة الآتيةالحمد لله مبيد الأمم ومحيي الرمم هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين والحسن بن علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين بن علي ومحمد بن علي وجعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين).

 

 

في الخلافة العثمانية:

 

1270هـ أمر السلطان عبد المجيد بتجديد عمارة المسجد والقبة النبوية الشريفة بالبناء الموجود- اليوم- واستمر في ذلك نحو أربع سنين… وكذلك أمر ببناء قبة أئمة البقيع بعين البناء الذي بنى به قبة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

قال السيد الأمين في كشف الإرتياب ص 407. (لما عمل في زماننا شباك لضريحهم الشريف بأصفهان من الفولاذ الدقيق الصنع وبأعاليه الأسماء الحسنى بالخط الجميل المذهب واستأذنت الدولة الإيرانية من الدولة العثمانية في وضعه على ضريحهم المقدس فأذنت لها ولما جاء به السيد علي القطب(ره) إلى جدة عارض أهل المدينة في وضعه على الضرائح المقدسة فبقي في جدة ثلاثة أعوام حتى بذل الإيرانيون مبلغا عظيما من المال لأهل المدينة ورضوا بنقله ووضعه ولما حمل إلى المدينة المنورة أرادوا إزالة الصندوق الخشب الموضوع على القبور الشريفة ووضعه مكانه فمنع أهل المدينة من ذلك بحجة أن الصندوق الخشب وقف لا يجوز تغييره فاضطروا إلى وضعه خارج الصندوق فنقصت ألواحه الفولاذية بسبب ذلك فاضطروا إلى إكماله بقطعة من الخشب بعد دهنها يقرب من لونه والكتابة عليها وقد رأيت القطعة الخشبية ظاهرة فيه مقصرة عنه في الرونق عند تشرفي بزيارتها من دمشق عام 1330 وبقى هذا الشباك حتى أزاله الوهابية عام 1343 حين استيلائهم على المدينة المنورة وهدمهم لقبة أئمة البقيع عليهم السلام وقبورهم المقدسة).

Link to comment
Share on other sites

عظم الله اجورنا و اجوركم

Link to comment
Share on other sites

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على رسول الله وآله الأطهار

 

عظم الله الأجر

 

ويالله نسألك بشفاعتهم

 

شكررا للموضوع

Link to comment
Share on other sites

 

عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب الامام الباقر عليه السلام

 

مشكووووة خيتووو على المجهود

 

الله يعطيج الف عافية

Link to comment
Share on other sites

مشكورين ع المرور

 

عظم الله أجورنا و أجوركم

Link to comment
Share on other sites

عظـم الله أجــورنــا وأجوركم بهــذا المصـــاب..،!!

مــأجورين جميــعاً..،!!

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...