Jump to content
منتدى البحرين اليوم

..::][ التوأم الــــروحي ][::..


Recommended Posts

SALAAAAM321435.gif

 

 

التوأم الروحي

 

قررت أن اخوض تجربة جديدة مع هذا الخاطب الجديد الذي رشحته لي زميلتي، لقد دفعني حديثها عن آرائه وعقله وطريقة تفكيره إلى أن افكر بفكرة كانت جريئة بعض الشيء فقلت لها: اسمعي لن اطيل التفكير ولن اتردد في الرد عليه فيطفش كما فعل غيره معتقداً بأن ترددي فيه اهانة له، لن افعل هذا وانما سأطلب ان اتحدث معه عبر الهاتف كي اتعرف إلى شخصيته قبل ان تتم الاجراءات الرسمية للخطبة، فما هو رأيك؟ قالت: نعم الفكرة، فما الضرر في ان تتحدثي مع الإنسان الذي ستمضين معه بقية حياتك، خصوصاً وانه لا يعرف حتى اسمك وأنت لا تعرفين اسمه فسأختار لكما اسمين مستعارين تناديان بهما بعضكما وسأمنحكما اسبوعاً واحداً للتحدث بعدها سيعطينا كل منكما رأيه بالآخر وستنتهي المسألة على خير إن شاء الله·

 

مضى الاتفاق على خير وجه وقد احضرت لي رقم هاتفه لاتصل به أنا أولاً، بالطبع كانت تلك الخطوة صعبة جداً عليّ ولم اعتدها من قبل ولكن هذا التصرف هو بالتأكيد افضل من أن اتزوج رجلاً لا انسجم بأفكاري معه فتكون نهايتنا هي الطلاق كما حدث لي في المرة الأولى· لم يكن صوته غريباً عليّ، انه يحمل نبرة دافئة قريبة إلى قلبي وكأنني قد سمعته منذ زمن بعيد، ان زميلتي محقة، فهذا الإنسان هو التوأم الروحي لي، تحدثنا عن اشياء كثيرة، عني وعنه، ماذا نحب وماذا نكره وكلما عرفت عنه شيئاً جديداً تأكد لي ما قالته زميلتي فصرت اناديه يا توأمي·

 

سألني عن تجربتي السابقة في الزواج، تحسرت حسرة طويلة احرقته كما قال، وسكت ثم قلت له بمرارة: تزوجته وانا في الخامسة عشرة من عمري كنت صغيرة ولا افهم حقيقة الحياة الزوجية ولم اعرفه جيداً، كانا شاباً جميلاً ووسيماً ولكنه لم يكن معي ابداً، كان مشغولاً طوال الوقت، يخرج صباحاً فلا يعود إلا بعد منتصف الليل، الاصدقاء والمشاريع الشبابية كانت تلهيه وهو شاب مدلل لم يحس بي ولا بمسؤوليته نحوي، كنت اتمنى ان يجلس معي ويستمع إلى معاناتي ولكنه لم يفعل، كان يتركني لأهله، امه واخواته يتلاعبن بي كما يشأن، لقد كنت وحيدة وضعيفة بينهن، كنت احس وكأنني اسيرة أو سجينة لدى عصابة شريرة لا تعرف الحب والرحمة، بعد سنة واحدة من الزواج هربت إلى منزل أهلي وطلبت منهم ان يخلصوني من جحيم ذلك الاسر فتفهموا وضعي واعانوني على الطلاق بعد ان يئسوا من اقناع زوجي بفكرة المنزل المنفصل فطلقني غير آبه لي وغير مكترث لفقداني· مررت بفترة غير قليلة من التعب النفسي ثم تماسكت وعدت لدراستي فنجحت وتفوقت وأكملت الجامعة ثم عملت بوظيفة حكومية واصبح لي كيان مستقل وفهم وإدراك ولكنني صرت اخاف من التورط بزواج جديد وكأنها عقدة نفسية كما يقولون، فكلما تقدم لي شخص اظل اسأل واسأل واسأل عنه حتى يمل ويغضب لكثرة سؤالي وعدم ردي فينصرف عني إلى غير رجعة·

 

هذه هي حكايتي باختصار شديد وبصراحة ووضوح فهل يمكنك ان تحكي لي عن تجربة زواجك السابقة بنفس الصراحة والوضوح؟ قال نعم بكل تأكيد، وبدأ يحكي حكايته قائلاً: ربما انا فعلاً توأمك الروحي كما تقولين، فحكايتي مشابهة لحكايتك مع بعض الاختلافات البسيطة، فقد تزوجت وانا في الثامنة عشرة من عمري، زوجني أهلي لانني الولد الوحيد لديهم بين عدة بنات وقد كنت مدللاً ولكنني كنت متضايقاً جداً من هذا الدلال والاهتمام الزائد الذي يلغي شخصيتي، فلم اكن ارغب بالزواج اساساً ولكنهم زوجوني، وايضاً فانني كنت احب ان ادخل الجامعة وان اكمل دراستي ولكنهم لم يكترثوا لرغباتي، فالاختصاص الذي اردت دراسته لم يكن موجوداً في البلد وكنت اريد ان اسافر إلى الخارج لاتمام دراستي ولكنهم رفضوا ذلك وزوجوني ليربطوني اكثر، فهم لا يستطيعون فراقي كما يقولون، وهكذا فقد فرضت عليّ حياة لا احبها وزوجة لا اريدها، صحيح انها ليست المذنبة فيما حدث ولكنها اصبحت جزءا من المشكلة، كانت لطيفة وبريئة ولكنها غبية لم تعرف كيف تتعامل مع أهلي فلم تستطع كسبهم وحدثت مشاكل كثيرة بينها وبينهم وطالبتني بمنزل مستقل فلم استجب لها وكنت اتمنى من كل قلبي ان تطلب الطلاق لاطلقها واتفرغ لتحقيق حلمي باكمال دراستي فكان لي ما اردت فبمجرد ان طلبت مني الطلاق طلقتها وسافرت لادرس واكملت دراستي وعدت لبلدي لاعمل واحقق ذاتي، ثم وجدت بأنني مستعد للزواج فقررت البحث عمن تناسبني وهذه هي حكايتي بصراحة وصدق ووضوح كما اردت تماماً·

 

هذا الإنسان، انه معجزة لا يمكن ان اصدقها، احساسي تجاهه يكبر وينمو مع كل كلمة تنطلق من فمه نحو اذني، انه هو من انتظرته انه هو حلمي الوحيد، طريقة حديثه، طريقة تفكيره ضحكته، تنفسه، حتى سعاله، انه هو الرجل الذي اريده، بعد ثلاثة ايام من الحديث معه، اصبحت لديّ القناعة الكاملة بأنني اريده ويجب أن لا اخسره بترددي ولكني كنت خائفة من ان اعلن عن مشاعري هذه واصدم بأن مشاعره مختلفة، فلا ادري ما هو شعوره نحوي بعد ان استمع إلى قصتي وإلى بعض افكاري وآرائي، فهل يعقل ان اكون انا البادئة بالرد عليه؟ يجب ان انتظر حتى ينتهي الاسبوع فاعرف رأيه بي عندها اعلن عن موافقتي التامة للارتباط به·

 

مر الاسبوع وكان كحلم لذيذ لم اشعر بمثله في حياتي وكلما اقتربت النهاية كلما ازداد خوفي وقلقي من موقفه مني، احسست بانه لا يريد ان يتذكر الموعد النهائي المحدد بيننا فحسمت الامر وقلت له: انتهى الاسبوع المحدد لنا وسأقطع المكالمات بيننا لانني لم اتعود على خرق حاجز العادات والتقاليد بلا هدف محدد· كان يوماً عصيباً قضيته بعيداً عن صوته فكرهت نفسي لانني سمحت لها بالتعلق بذلك الصوت الذي لا اعرف لمن هو، كرهت كوني ضعيفة بهذا الشكل فما يدريني ان يكون هذا الإنسان هو من نصيبي أم لا؟ الدموع والحسرة ملأتا قلبي لأول مرة وتذكرت يوم طلاقي فبكيت بحرقة·

 

في اليوم التالي جاءتني زميلتي في العمل وقالت لي: ماذا فعلت بالرجل؟ هل رفضته؟ قلت لها: كلا ابداً·· انا لم ارفضه ولكنني رفضت ان نتحدث بالهاتف بلا اجراءات رسمية تتيح لنا الحديث بعمق اكبر وبلا خوف، شهقت بفرح وقالت: هل هذا يعني انك موافقة؟ قلت لها: نعم انا موافقة، احتضنتني بفرح وقالت: سيطير الرجل من الفرح فهو يعتقد بانك لم توافقي عليه وانك اعتذرت بلباقة منه لتنسحبي من الموضوع كله، عموماً لقد حصل خير إن شاء الله، سأخبر زوجي ليخبره وليتفقا على باقي الاجراءات· كنت متفقة معها على تناول الغذاء في بيتها منذ مدة فذهبت معها إلى هناك، بعد ان تناولنا الطعام وجلسنا لتناول الشاي اعلمتني بأن زوجها قد عاد من عمله وان صديقه الذي خطبني معه فاقترحت عليّ السلام عليه ليتسنى لكلينا ان نرى بعضنا فيكون زواجنا عن قناعة تامة لا تشوبها اية شائبة، كنت مترددة وخائفة ولكني تشجعت وقلت في نفسي: الأفضل ان اراه ويراني فالصوت لا يمكن ان يدل على الشخص والمشاهدة هي التي تؤدي إلى القناعة الكاملة وذلك الشيء هو الافضل في عملية الاختيار·

 

دخلت من باب المجلس بتردد وسلمت عليه فرد عليّ بكلمة واحدة ولم يكمل ثم قال: هذه أنت؟ نظرت اليه جيداً وشهقت قائلة: هذا انت؟ استغربت صديقتي وزوجها وبقيا ينظران إلى بعضهما وإلينا وهما لا يفهمان شيئاً، التفت إلى صديقتي وقلت لها: انه طليقي السابق، آخر من توقعته، صرخ زوجها يا للعجب·· من بين كل رجال العالم ومن بين كل نساء العالم تعودان مرة أخرى ليختار كل منكما الآخر؟ انها معجزة، والله انها معجزة·

 

تركت منزل صديقتي وأنا في وضع لا احسد عليه، بصراحة كان الوضع اصعب من ان اتحمله، لقد فوجئت بما حدث مفاجأة الجمتني فلم استطع التحدث أو الجلوس لمعرفة التفاصيل، بلا اعتذار ركضت خارجة من المنزل وأنا اتنفس بصعوبة وكأن الهواء الموجود لم يعد يكفيني، يا الهي·· كيف يحدث هذا لي؟ من بين كل رجال الدنيا لا اتعلق الا بنفس الرجل الذي فشلت في زواجي معه؟ وهل يعقل ان يكون هو نفسه ذلك الإنسان الذي لم استطع ان انسجم معه في حياتنا الزوجية السابقة؟ ان هذا عجيب· كيف لم اتعرف إلى صوته؟ كيف لم اتعرف عليه وهو يحكي لي عن قصته؟ هل سأسمح ان تتكرر مأساتي مرة أخرى هذا الإنسان هو نفسه ذاك الذي فشلت معه· فكيف اعود لتجربة فاشلة قد عشتها سابقاً؟ ومن يدري فهو ايضاً ربما لديه نفس مشاعري الآن فهل يمكنه ان يتقبلني أنا بالذات في حياته مرة أخرى لا ادري· بقيت اعاني من حالات التفكير المرهقة حتى اني لم اذهب إلى عملي في اليوم التالي وبقيت في سريري اتقلب بوجع على تلك الافكار المؤلمة لم ارد على رنين الهاتف ولم أرد أن اعرف شيئاً آخر اكثر مما عرفت، حاولت جاهدة ان اخرج من هذه الدوامة المتعبة فلم استطع فاستعنت بحبوب منومة تساعدني على النوم الثقيل للتخلص من هذا العناء وللتمتع بصفاء الذهن ولو لفترة بسيطة·

 

في المساء استيقظت وأنا اشعر بتعب وثقل فوجئت بأن زميلتي قد اتصلت واخبرت أهلي بأنها ستزورني بعد قليل، فهيأت نفسي لاستقبالها على قدر استطاعتي، ولكنها عندما جاءت قالت لي بأن شكلي يبدو متعباً للغاية· نعم هذه هي الحقيقة فأنا متعبة بسبب كل ما حدث صرخت المرأة: وماذا حدث يا مجنونة؟ فكري جيداً لقد اقتنعت به واعجبك وهو بادلك نفس الاعجاب فماذا يضر ان يكون هو نفسه زوجك السابق؟ لقد تزوجتما في ظروف مختلفة وكنتما صغيرين لا تدركان معنى الحياة الزوجية، وقد حدثت مشاكل بسبب الاهل ولم يحدث اي شيء بينكما شخصياً وهذا يعني انكما قد احببتما بعضكما بدون ان تحسا بذلك، وربما بسبب ذلك الحب لم يتزوج اي منكما إلى الآن، انه النصيب، لقد كتب لكما أن تعودا لبعضكما بعد ان يعرف كل منكما قيمة الآخر ان زواجكما هذه المرة سيكون ناجحاً مئة بالمئة· كان كلامها كله صحيحاً، فقد تزوجنا مرة أخرى وها نحن نعيش حياة زوجية ناجحة مئة بالمئة

 

قريتها بالايميل

وحبيت انقلها لكم

 

ان شاء الله تعجبكم..

 

:n10:

MA3ASAKAAW3R.gif

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 21
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

يسلمووو عالقصة

 

يعطيج العافيه

Link to comment
Share on other sites

يسلمووو عالقصة

 

يعطيج العافيه

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...