Jump to content
منتدى البحرين اليوم

الحقوق السبعة


Recommended Posts

 

إخواني الأفاضل أخواتي الفاضلات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أحبتي في الله : إعلموا أن للأخوة في الله حقوق كثيرة سوف أتعرض في هذه المشاركة لسبع ٍ منها ، وهي على النحو التالي

 

 

الحق الأول : الحب في الله والبغض في الله : ففي الحديث قال ( من أحبَّ لله ، وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) صححه الألباني .

وقال : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) متفق عليه.

وعن أبى هريرة أن النبي قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) وذكر منهم ( ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه ) متفق عليه .

وعن أبى هريرة أن النبي قال: ( إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته، ملكاً فلمَّا أتى عليه قال : أين تريد؟ فقال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبّها؟ قال: لا. غير أنى أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ) رواه مسلم .

وقال : ( قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ ) .

وقال : ( والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم .

والمرء يوم القيامة يحشر مع من يحب ، فعن أنس بن مالك : ( أن رجلاً سأل النبي عن الساعة. فقال: يا رسول الله متى الساعة قال : ( وما أعددت لها؟ ) . قال: لا شيء ، إلا أنى أحب الله ورسوله. فقال: ( أنت مع من أحببت ) قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ( أنت مع من أحببت ) ، قال أنس " فأنا أحب النبي وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بُحبِّي إياهم وإن لم أعمل بعملهم " متفق عليه .

ونحن نشهد الله أننا نحب رسول الله وأبا بكر، وعمر، وعثمان وعليّ وجميع أصحاب الحبيب النبي ، وكل التابعين لنهجه ودربه المنير ، ونتضرع إلى الله بفضله لا بأعمالنا أن يحشرنا معهم جميعاً بمنّه وكرمه ، وهو أرحم الراحمين .

ومن السُّنَّة إذا أحب الرجل أخاه أن يخبره كما قال النبي : ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ) صححه الألباني.

وعن أنس : أن رجلاً كان عند النبي فمر به رجل فقال : يا رسول الله! إن لأحب هذا. فقال له النبي : ( أعلمته؟ ) قال: لا .

قال : ( أعلمه ) قال: فلحقه ، فقال : إني أحبك في الله .

فقال : أحبك الذي أحببتني له . حسنه الألباني .

وعن معاذ بن جبل أن النبي أخذ بيده وقال : ( يا معاذ والله إني لأحبك ) .

فقال معاذ : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فوالله إني لأحبك. فقال : ( أوصيك يا معاذ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنى على ذكرك وشكرك ، وحسن عبادتك ) صحيح الجامع.

 

الحق الثاني : أن لا يحمل الأخ لأخيه غلاً ولا حسداً ولا حقداً:

أحبتي في الله : المؤمن سليم الصدر، طاهر النفس، نقى، تقي القلب ، لا يحمل ذرة حقد، أوغل، أو حسد لمسلم على وجه الأرض البتة ، والنبي يقول : ( لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانا ) متفق عليه .

إن الحقد والحسد من أخطر أمراض القلوب والعياذ بالله، فيرى الأخ أخاه في نعمة، فيحقد عليه ويحسده ، فليتق الله وليعد إلى الله تعالى ، وليردد مع هؤلاء الصادقين : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .

وردد مع هؤلاء بصفاء، وصدق ، وعمل ، فقد قال الله فيهم : { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .

وعن أنس قال كنا جلوساً عند النبي فقال : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه ، قد تعلق نعليه فى يده الشمال ، تكرر ذلك ثلاثة أيام .

ثم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكان عبد الله يحدث أنه بات معه ليالي ، فلما مضت الثلاث ليالٍ وكدت أن أحتقر عمله، قلت يا عبد الله إني سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرات: ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلعت أنت الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك، فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذى بلغ بك ما قال رسول الله ؟! قال: ما هي إلا ما رأيت. قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهى التي لا نطيق .

إن سلامة الصدر من الغل والحسد بلغت بهذا الرجل أن يشهد له رسول الله بالجنة، وهو فى الدنيا..يا لها من كرامة.

 

الحق الثالث : طهارة القلب والنفس : إن من حقوق الأخوة في الله أنك إن لم تستطع أن تنفع أخاك بمالك فلتكف عنه لسانك ، وهذا أضعف الإيمان ، فإن تركنا الألسنة تُلقى التهم جزافاً دون بينة أو دليل ، وتركنا المجال فسيحاً لكل إنسان أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ، فإنما ينتشر بذلك الفساد والحسد، والبغضاء، فإن اللسان من أخطر جوارح هذا الجسم، قال الله جل وعلا : { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ؛ وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } .

تورع عن إخوانك ، أمسك عليك لسانك ، قال رسول الله : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) متفق عليه. وعن أبى موسى قال : قلت : ( يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده ) متفق عليه .

وفى حديث ابن عمر أن النبي قال : ( الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربا الربا استطالة الرجل في عِرْضِ أخيه ) صححه الألباني .

وأختم هذه الطائفة النبوية الكريمة بهذا الحديث الذي يكاد يخلع القلب ، قال : ( من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ) صححه الألباني . وردغة الخبال: عصارة أهل النار .

والله لو نحمل في قلوبنا ذرة إيمان ونسمع حديث من هذه الأحاديث للجم الإنسان لسانه بألف لجام قبل أن يتكلم كلمة .

 

الحق الرابع: الإعانة على قضاء حوائج الدنيا على قدر استطاعتك : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أن رجلاً جاء إلى النبي فقال : يا رسول! أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله : ( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربه، أو يقضى عنه دينا، أو يطرد عنه جوعاً، ولأن أمشى في حاجة أخي المسلم أحب إلىّ من أن اعتكف في المسجد شهراً ، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه رضي يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تَزِلُّ الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) حسنه الألباني .

فمن حق المسلم على المسلم إن استطاع أن يعينه في أمر من أمور الدنيا أن لا يبخل عليه ، فأنت يا مسلم لئن مشيت في حاجة أخيك المسلم أفضل عند الله تعالى من أن تعتكف في المسجد شهرا.

يقول النبي : ( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...) رواه مسلم .

وبالمقابل يجب على المسلمين، أن لا يكلفوا إخوانهم بما لا يطيقون ، وإن كلفوهم فعجزوا فليعذروهم قال تعالى: { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }البقرة.

 

الحق الخامس: بذل النصيحة بصدق وأمانة : عن تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله قال: ( الدين النصيحة ) قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .

لكن أتمنى من الله أن يعي إخواني الضوابط الشرعية للنصيحة.

قال الشافعى: من نصح أخاه بين الناس فقد شانه، ومن نصح أخاه فيما بينه وبينه فقد ستره وزانه.

والذي بُذِلَ له النصيحة عليه أن يحسن الظن بأخيه الناصح ولا تأخذه العزة بالإثم، وأن يتقبلها منه بلطف، وأدب، وتواضع، وحب، ويشكره عليها، ويدعو له بظاهر الغيب.

ورحم الله الفاروق ورضي الله عنه القائل : رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي.

 

الحق السادس : التناصر : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) ، فقال رجل: يا رسول الله أنصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ فقال : ( تأخذ فوق يديه ) رواه البخاري .

انصر أخاك في كل الأحوال، إن كان ظالماً خذ بيده عن الظلم، وإن كان مظلوماً وأنت تملك أن تنصره انصره، ولو بكلمة، وإن عجزت فبقلبك ، وهذا أضعف الإيمان.

 

الحق السابع: أن تستر عيب أخيك المسلم وتغفر له زلاته : وهذا من أعظم الحقوق: فالأخ ليس مَلَكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، فإن زل الأخ فى هفوة فهو بشر، فاستر عليه . قال : ( يا معشر من آمن بلسانه، ولما يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، يفضحه في بيته ) صححه الألباني .

 

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...