Jump to content
منتدى البحرين اليوم

ملف تقارير المسرحية ( الساعة 12 ليلا )


وهج من نور

Recommended Posts

بالتعاون مع الأخ الفاضل والمصور الفنان (مفرفش) .. هذه بعض من صور المسرحية .. ان شاء الله تنال اعجابكم ...

 

<<<< بصراحه صور حلوة وايد ... تسلم يدك اخوي بو راشد -_-

 

 

DSCN4740.jpg

 

DSCN4741.jpg

 

DSCN4783.jpg

 

DSCN4784.jpg

 

DSCN4785.jpg

 

DSCN4786.jpg

 

DSCN4789.jpg

 

DSCN4790.jpg

 

DSCN4791.jpg

 

DSCN4792.jpg

 

DSCN4793.jpg

 

DSCN4794.jpg

 

DSCN4795.jpg

 

DSCN4796.jpg

 

DSCN4798.jpg

 

DSCN4799.jpg

 

DSCN4801.jpg

 

DSCN4805.jpg

 

DSCN4808.jpg

 

 

تحيـــــــــــــــــــــــــاتي للجميــــــــــــــــــــــــــــع

 

:):):)

Edited by النورس
Link to comment
Share on other sites

  • Replies 29
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

يعطيك الصحه والعافيه

 

حرام عليكم كنت بموت لو مااحد جاب الصور

 

كفايه ضيعت حلقة باب البحرين

Link to comment
Share on other sites

الساعة الثانية عشر ليلاً..

ما الذي يدفعنا لخلق سياج من التورية حينما نصوغ حكاياتنا؟

 

7-11-2004_p16-1.jpg

 

رؤى: علي القميش

 

هكذا هي على الدوام العروض المسرحية التي يقدمها عبدالله السعداوي إشكالية.. لاشك في ذلك، لكن ثمة ما يجب الحديث عنه، وهو أن ثمة مسافة انفصال بين العرض المسرحي والمتلقي في أحايين كثيرة، هذا الإنفصال يبعث في المتلقي حالة من القلق، حالة من الامتعاض، حالة من المتعة ربما، للبحث عن خيط هنا وخيط هناك لينال من قيمة العرض الذي أمامه، يعيش المتلقي حالة من اليأس أحايين كثيرة لأنه دائما ما يحكم على مكتشفاته بالفشل، ذلك لأن مسار العرض محموم بالتحولات، والانعطافات الحادة التي تشي في العمق بتلك الأبعاد الفكرية والسيكولوجية المعقدة والمتأزمة في آن، إذ ليس في العرض كما في الواقع ما يبعث إلا على اليأس. أثناء العرض كنت أتساءل عن السبب الذي يدفعنا نحو خلق سياج سميك من التورية حينما نكتب، حينما نقدم على صوغ حكاياتنا، ما الذي يدفعنا لقتل لحظة الحقيقة الماثلة أمام شرفة أعيننا ولماذا نكون عاجزين عن تسمية الأشياء بأسمائها؟ وهل يمكن أن تكون التورية في العرض أبلغ مما يقوله النص؟ هذه الأسئلة راودتني وأنا أتوسط الجمهور في قاعة العرض المسربلة بالعتمة، كان العرض أشبه بفضاء جمجمة الرأس التي يحملها السعداوي على كتفيه، ربما جماجمنا المأخوذة بالسقوط في التيه دون رأفة، وكأن الممثلون أشبه بأفكار تتصارع فيما بينها، مأخوذة بشحذ نصال أسألتها حول ما هي عليه وما يمكن أن تفعله حيال وقاعها الذي لم يعرف سوى خط الرجعة الصفر. فضاء العرض كان يشي بتلك الحرية المثخنة بالخطوط الحمر، ودقات الساعة التي كان الممثل يتحرك على صوتها كانت تبعث على حالة من الرعب، حالة من الخوف من كل الأشياء التي تحيط بنا، الخوف من ذلك الكرسي الذي حمل في مدلولاته مشنقة للأفكار الناطقة، مشنقة لكل الأمل المحمول على أكتاف مسيرات هؤلاء البشر.

السعداوي... تودوروف ما الذي يمكن أن يجمع بينكما؟

في ثنايا العرض مثلت أمامي تلك التفاصيل الشائكة التي عاشها توزفتن تودوروف حينما كان يسرد جزء من سيرته، سيرته الثقافية والسياسية، حكاياته عن شخصيتة المركبة أثناء الحكم اللستاليني وما بعده، كان تودوروف يتحدث عن نفسه بحالة من الخضوع لسلطة معرفية، وثقافية تفكيكية لواقعه المعاش، وهذا يتجسد في مقولاته بصورة مباشرة وغير مباشرة، فيسرد مثلاً بعض تفاصيل واقعه المعاش بالقول » لم أكن أبداً ضحية مباشرة لأي سلطة أو نظام أيديولوجي، إذ أن ردة فعلي، كردة فعل كثير من مواطنيّ على كل حال، لم تكن في الاعتراض، أو في الانخراط بنزاع، وإنما بالتحلي بشخصيتين: إحداهما علنية وخاضعة طيعة، والأخرى خاصة لا تفعل إلا ما يروق لها، غير أنني وبمعنى آخر للكلمة كنت فعلاً ضحية رغم كل شيء، تماماً كأي قاطن لبلدي، إذ لم تكن شخصيتي الخاصة، كما أتخيل، نتاجاً صرفاً لإرادتي، فقد كانت تتشكل كردة فعل على ما كان يحيط بي« عندها تسائلت في نفسي: السعداوي وتودوروف ما الذي يمكن أن يجمع بينهما؟ ما الذي يدفعهما نحو عدم التوضح والاستتار خلف مفاعيل انقسام الشخصية أو التورية بأشكالها المختلفة؟ على كل حال البحث عن الإجابات المغلقة لا يعنيني، كما إنني لست معنياً بذلك.

كان العرض قد بلغ مرحلة من التصاعد، مرحلة الانتشار والتشتيت التي كان السعداوي يتقصدها، هذا التشتيت يمكن أن يؤخذ بالمعنى المعقد، أقصد ذلك المعنى المتكاثر والآخد في الإنتشار بطريقة يصعب ضبطها والتحكم بها. هذا التكاثر المتناثر - بحسب دريدا - ليس شيئا يستطيع المرء إمساكه والسيطرة عليه، وإنما يوحي بـ»اللعب الحر« وهذا ما كان العرض يشي به، على الأقل بالنسبة لي لا أكثر، كما أن هذا اللعب لا يتصف بقواعد تحد هذه الحرية التي يمكن التأكيد عليها من خلال شخصية السعداوي المأخوذة دائما بمتعة التنكيل بكل أوجاعها المصلوبة على نصال الواقع المعاش، هذه الحرية التي يعتمدها السعداوي في منهجيته الإخراجية تتسم بالحركة المستمرة التي تبعث على المتعة وتثير عدم الاستقرار والثبات وتتسم بالزيادة المفرطة في تعقيد العرض، بحيث يستعصي على المتلقي أن يكون ساكناً دون شحذ مخيلته في افتراض حقيقة ما يتقصدها العرض، فالممثلين كما أشرت سلفاً عبارة عن مجموعة أفكار تتصارع في جمجمة السعداوي، فضاء العرض، هذه الأفكار خاضعة للسلطة ما، لا يمكن للجسد أن يتحرر منها حتى وإن أمعن في حركته الزائدة، حتى وإن حاول الخروج على نفسه، فالحقيقة التي يحملها مفروضة عليه بالقوة، هذه القوة التي تجردك من نزاهة الأفكار التي يمكن لك أن تحملها، تجردك من تلك القيمة الفاخرة للحرية، فتكون فاعليتها في التحريض على خضوعك للواقع الذي تريده هي لك، لا للحلم الذي كنت تنتظره وجاهدت من أجله، لهذا كان العرض وكان السعداوي وجهان لعملة واحدة يحدوهما الانتظار الطويل، إنه اليوم الآخر الذي لا يأتي..

»ليل يطول ولا ينحدر إلا بالانتظار لقدوم شخص ما أو حلم ما أو شيء ما..

حمام يفيض وفئران تهاجم وزمن يعبر على رصيف الأجساد.. شخصان يبدوان بانتظار مهمة تسند إليهما.. رسالة غير مكتوبة مجرد ورقة بيضاء..م .ظروف لا يوجد بداخله شيء.. طفل لا نعرف له أماً ولا أباً.. اتصال عبر الهاتف.. شخص أول.. شخص ثاني.. وثمة لعب في دائرة الانتظار.. سبقنا إليها بكيت..تبعنا خطوات الغبار ولعبنا في الوقت الضائع..

مسرحية ربما تقول شيئاً أو لا تقول.. ليس مهما أن تقول أو لا تقول..

أن ننتظر..

ونترك للغبار الصراخ حتى يبح صوته الآثم (السعداوي)«.

 

من صحيفة الايام

رؤى

04/11/07

Link to comment
Share on other sites

عندما تنتصف الثانية عشر ليلا... ويستيقظ الصواريون

 

7-11-2004_p16-1.jpg

رؤى: خليل عبدعلي خليل

 

كانت بمثابة الحلبة. خطوط سوداء وحمراء مشتعلة، أشبه بحواف نارية يُمنع الإقتراب منها، تُشكل غرفة مُختنِقة بالعذابات والآهات، وصراخ ممثلين يغرقان في الألم والوحل.

الصواريون، قدموا في عرضهم الأخير، في منتصف شهر رمضان الجاري، مسرحية (الساعة ٢١ ليلا)، وهي محاولة تسير في فلك التجريب والخروج من دائرة المألوف والكلاسيكي، نهجت عليها فرقة مسرح الصواري منذ مطلع التسعينات، في تغيير بيّن لنسق المرادفات البديهية في مخيلة المسرحيين والمتعاطين مع فن المسرح عموما.

إنهم في عرضهم الأخير، يوجهون صرخة، يُستباح فيها المشهد الإجتماعي، من واقع حياة الرجل العربي، مفادها، أن علامات الزلزال تقترب، ولحظة الإنفجار والطوفان تسبق المجهول، وما هو مستتر ومخفي من حصيلة التضادات والمحرمات المجتمعية.

العرض من تأليف وإخراج الفنان عبدالله السعداوي، وتمثيل حسين عبدعلي ونجيب جلال، سينوغرافيا محمود الصفار، وسامي بوحسن. ومتابعة الإنتاج لإسحاق عبدالله، والمؤثرات الصوتية لمحمد الحداد ونادر أمير الدين.

وطاقم العمل بدا متآلفا ومتجانسا إلى حد كبير، بحكم خبرة العمل السابقة، واقتراب وجهات النظر والرؤى التي تحرك العمل المسرحي بين أفراده، وانطلاقا، أيضا، من قراءة عميقة ومتشعبة، تستند على ما هو فلسفي ومنطقي، للواقع الذي نعيشه.

وفي وسط الغرفة المجهولة الزمن، ومركز الحدث الرئيسي، تُخلق قوتان جبارتان، تتشبه في شكل البشر، حيث يُعرى الجزء العلوي وينكشف الصدر، ليواجه احتدامات نفسية عميقة، تتشبث بالخيوط، وتلامسه حين تزأر.

تتنفس القوتان، وتتصارعان من أجل البقاء (حسين ونجيب)، ويدور بينهما حوار يمتد على هيكل عائم، يحاول أن يزيل حجاب غامض مركب، أصله اجتماعي وفكري، وأزمة تبدو أنها غائرة في كيان مثقف حينا، وأحيانا أخرى، داخل إنسان بسيط يبحث عن قوت يومه.

ويتطور الحوار في أشكال عديدة، بالاعتماد أساسا على لغة الجسد الصامتة الناطقة، والحوار المركز الكثيف الذي يحاول أن يعالج أزمة الإختناق وسط الغرفة المحاطة بالأسلاك الكهربائية.

وتذكرني هذه الأشواك، من زواية بصرية بحتة، بمشاهد عديدة في أفلام سينمائية من إنتاج هوليود للتقنية الأمنية المتقدمة التي تحيط غرف الخزينة في البنوك، والفضاءات التي تحوي أشياء قيمة وثمينة، تتشكل في حزم ليزر غير مرئية يصعب اختراقها، ومن يجرؤ على ذلك، عليه أن يتحمل الموت.

»سالم وحميد«، الشخصيتان الوحيدتان في العرض، يغلفهما اللامرئي، وجدار قوي وصلب، لا يكاد المرء يفكر أبدا في اختراقه، وأن حدوث ذلك هو ضرب من الخيال، أو الانتحار البطيء، في تجسيد حي للحواجز الصلبة والتراكمات التي يبنيها الأفراد على مستوى شخصي أو جماعي.

لقد آثر مؤلف ومخرج العرض، أن يسير في بناء منظومة التجريب التي بدأها مع مؤسسيها في الفرقة، وأن يطور من أدواته، ويضيف عليها أبعادا واقعية، وقراءة متفحصة ربما لم يجهر بها في عروض سابقة.

العرض يرتكز على الإيماءات الجسدية، والتكثيف البصري، كصناعة دقيقة، ليست مرتجلة أو عفوية، وبطبيعة الحال ترتكز إلى أسس وأحكام الفن المسرحي، لدرجة التحام الخطاب اللساني بمكنونات الجسد، وخصائصة، وفسيولوجيته.

إن التعبير عن جذوة الألم والخلاص، في عقدة مفككة ظاهريا، مرداف يسبر دهاليز غير مكتشفة حسيا على مستوى اللاوعي. أعني أن التجرد من لغة الاتصال في مستواها الأول (الشفوي)، يكون لخدمة تفضيل المعنى باتحاد ما هو مادي، جلي وواضح، يبان في عضلات الممثل، وقدرته على الخروج من فخ ألاعيب الكلمة المنطوقة.

وفلسفة السعداوي، لا تنفك عن تجميع أجزاء المشهد المفكك أصلا، فهو يكرر التجريب، ولا يمل أو يكل عن ذلك، في بناء نظام مفتوح لا يعرف القواعد المعروفة في فن المسرح أو الارتكاز إلى هياكل جاهزة، تُنمط ما دُرج عليه.

إنه، السعداوي، يحطم مرافئ السفن التي ستنطلق من بحره، ومن شاطئ التجريب، كي يضمن عدم رجوعها، مبقيا عليها مُبحرة. يؤسس لعقدة تبدأ ولا تنتهي، تتأجج وتتعاظم في نظامها، ولكن ليس بعيدا عن الأنظمة الأخرى التي تتشارك معها، وتعيش وتحيا بها.

وهذه الرؤية، المنطلقة من مبادئ التجريب (النظام المفتوح القابل للاتساع والتمدد) تُغرق العمل في مساحات مضيئة، واتجاهات تنخلق وتجدد داخل العمل نفسه، تكررت في أعمال سابقة لمسرح الصواري مثل مسرحية (الكارثة). وفي الوجه المقابل، فضاء يسبح في فضاءات غير معلومة أو محددة المعالم، أشبه بعالم ثلاثي الأبعاد، يدور حول نفسه، وبمحور ٠٦٣ درجة.

واستنادا على ما تقدم، يُشارك المشاهد في صنع أحداث وتطورات النص، وعمليات التأويل الباحثة عن مخرج لما هو متأزم، وضمن قواعد وأسس معاكسة ومشاكسة لاتجاه المسرح التقليدي، من وجود عناصر فعالة ومؤسسة لانتاج العمل المسرحي، كوجود خسبة أو دور محدد للمخرج أو المؤلف أو الممثل أو طاقم العمل.

إن العمليات هنا تتداخل، وتنسجم، بحيث لا يفقد نظام العمل جوهره.

لك أن تفسر معطيات العرض، حسب المنظومة المعرفية التي تنتمي لها. فهاتان القوتان ربما ترمزان إلى قوى الخير والشر، السلطة والشعب، الضعيف والقوي، التضادية المجتمعية في هشاشتها لدى الأفراد.

»عليكم أن تخرسوا«، »اسكت، اسكت...!«. تجاذبات متنافرة في الحوار، كان تتقاذفها كتلتي العرض.لقد حاول الممثلان أن ينجوا بنفسيهما من مستنقع الفئران، وانهمار سيل مياه المجاري العفنة. فتارة يتحول الأول إلى مركز القوى المسيطرة، تأمر وتنهي، والآخر منفذ، وتارة أخرى في تناسق وانسجام وتعاون من أجل الخروج من أزمة الغرفة.

الحكايا تتعدد، وتتغير الأدوار حسب الدور الذي يتلبسه الممثل. سمعنا أصوات الخنازير، ولهث الكلاب، والصدران الشرهان للحظة الانفلات، ودور المنقاد، الإنهزامي، والمسيطر، وصوت الشعب (حين يريدان لقمة لسد جوعهما، ويفآجأن أن المطبخ مسكون بالجرذان).

وتُطرح قضايا الاتصال في عالمنا، وهيمنة الإعلام على مجريات الأحداث، وأن أخبار الصحيفة وجبة يومية روتينية، لا تخلو من الدسم والشحم، ثقيلة على القلب ولكنها ضروية. وحين يرن التلفون، يحدث التشابك ويكاد يقترب النظام من نهايته.

أدى الممثلان أداء لائقا، لم يحد عن المضمون الذي بناه المؤلف، وفي تناغم جسدي يتحول إلى اتحاد وانصهار، ثم ابتعاد وتفكك.

الممثل حسين عبدعلي لم نشاهده في أعلى مستويات طاقته التمثيلية، كما شاهدناه في عروض أخرى له، حيث يجيد التعامل، بطبيعة تكوينه، مع تعبيرات الوجه، وايماءات الجسد، وتمثيله للشخصيات الجادة والمتأزمة.

بدا حسين، بصوته المشحون اعتصارا والمخترق دوما لهدوء الغرفة، محاولا التأقلم مع أجواء التدريبات القاسية التي تعطى للمثل لتهيئته لإجادة مثل هذه الأدوار، وتطبيق ما هو مطلوب منه. وبظني أن إعطائه مساحة أكبر للتجريب داخل ذاته، من دون وجود محددات مسبقة ومُلزمة، ستجعله أكثر انتصارا في المرات القادمة.

أما الممثل، نجيب جلال، وهو طاقة تمثيلية شُحذت جيدا، فقد ظهر أكثر توازنا والتحاما مع النص، ومكررا بشكل نسبي الشخصيات التي أجادها مسبقا. إنه يعتمد على الخامة الصوتية التي يمتلكها، وقدرته على المراوغة الجسدية. وكان نجيب سيبدو أفضل، لو تخلى عن تلبس الشخصية الواحدة التي يجيدها بتفنن.

اتجاهات وصنع الحركة عند الممثليَن بتقديري، كانت تتكرر وتطول في بعض الأحيان أكثر من المطلوب، مثل تجاذبات الممثلين حول ظرف ينزل من الخارج غير معروف المصدر، أو تكرارهم لكلمات يتشبع منها المشاهد في مساحة زمنية طويلة نسبيا.

الإضاءة، بقيادة محمود الصفار، كانت متجانسة إلى حد كبير مع العرض، ولكنها تخفق في بعض الأحيان، حين يزيد التهاب الممثل، أو تعقد الأحداث، وتداخلها. والتكنيك المُستخدم في الإضاءة به شيء من الابتكار، حيث تكون عمودية تلازم موقع الممثل وجسده ومركزه على الوجه، وقد استخدمت في أعمال سابقة لمسرح الصواري.

الموسيقى والمؤثرات الصوتية كانت طبيعية، إلى درجة الخوف والإبهار، وتتكامل مع النظام المُؤسس، وتتحد مع تصاعد وهبوط الحالات النفسية العاصفة التي تتملك الممثلان. أبدع الموسيقيان محمد الحداد ونادر زين الدين، في رسم مشاهد موسيقية متقنة تقوم على أصوات الطبول المملوءة بالماء، وسعف النخيل، والفلوت.

ما قدمه السعداوي وجماعته هذه المرة، برأيي، هو استكمال نافذ ومؤسس لمشروع (تجريب التجريب). أي محاولة تخطي الصدمة الأولى، وتقديم صدمات فكرية وفنية، على مستوى فني أعلى، تجر المتابع لها إلى مناطق يصعب التنبؤ بها، أو التكهن بنتائجها.

 

صحيفة الايام

رؤى 16

04/11/07

Edited by shape
Link to comment
Share on other sites

  • 3 weeks later...

"الساعة 12 ليلاً" مسرحية عبثية... بلا فوضى

 

المنامة - إبراهيم بادي* الحياة 2004/11/22

"الساعة 12 ليلاً" أو "منتصف الليل" عرض لـ"مسرح الصواري"، من فصل واحد وعدد محدود من الشخصيات، قُدم في المنامة على مسرح "جمعية النهضة للفتاة".

 

شخصيتان (نجيب حلال وحسين عبد علي) تحدثتا عن قصة العزلة والانتظار، مهمةٌ غير معلومة حتى الآن، مكانٌ لا يمكن الخروج منه قبل تلقي الأوامر. ثمة كشافات، عُلقت على مواسير بلاستيكية، شكلت إضاءة العرض، وفي الوقت الذي كونت المواسير هيكل الشقة أو المكان الذي تعيش فيه الشخصيتان، أحاطت خيوط قطنية كثيرة بفضاء العرض، وتحركت وكأن عناكب تنسجها، قبل أن تسقط من بين المواسير في نهاية المسرحية.

 

القصة تنمو على إيقاع المقَصِّ والطبل وآلة تشبه الناي. التفاصيل تمر في المَشاهد بعض الأحيان، فالحمّام يفيض والفئران تحتل المكان الذي صار مهجوراً حيث تسكن الشخصيتان، وربما تتعرضان للهجوم من تلك الحيوانات المحتلة. طفل لا يعرفان له أباً أو أماً. مظروف لا يوجد في داخله شيء. رسالة غير مكتوبة ، مجرد ورقة بيضاء. الحكاية تشير أيضاً إلى اتصال عبر الهاتف، غير الموجود، يربك الحدث والشخصيتين عن قصد. وفي الوقت الذي يشعرهما هذا الاتصال بالأمل، يدفع بهما إلى الرهبة والخوف من المجهول.

 

اختار عبدالله السعداوي، كاتب النص ومخرجه، أن يلجأ إلى قوة الصورة وقدرتها النفاذة في اشغال عين المتلقي، فكان جسدا ممثليه وأطرافهما وتعابير وجهيهما أداته الرئيسة في ذلك. ليس سوى كرسي وحيوية عضلات الشابين المرنين والرشيقين، وكلها ساهمت في صوغ بلاغة مشهدية كانت بعض مفرداتها الحركية مبهمة وغير واضحة، ما جعل بعض معانيها ضبابية، إذا استثنينا الإشارة في الإيماء الجسدي إلى شخصيتين تعيشان حالاً نفسية سببها العزلة والانتظار، وتفاصيل حياتهما بداية من حلاقة الذقن وقص الشعر وانتهاء بقراءة الصحف.

 

وعلى رغم أن الصورة ولغة الجسد بدتا طاغيتين في العرض، بالنسبة إلى المتلقي، فإن أهم ما ارتكز اليه السعداوي في عمله هذا، مقارنة بأعماله الأخرى، حورا شخصيات ظهرت ساذجة، لا تجيد سوى لغة الحياة اليومية (الروتين)، تشبه كثيراً شخوص الحياة التي تنتظر من دون أن تدرك سبب انتظارها. لكن ذلك الحوار كان في "الساعة 12 ليلاً" مفككاً ومتناقضاً ويعبر بدوره عن معنى آخر للحياة، تمكن ملاحظته في تصريحات تلك الشخصيات الأكثر سذاجة منها.

 

مسرحية مملوءة بالتوريات، أكثر ما يلفت فيها هذا الارتكاز إلى مسرح هارولد بنتر وصموئيل بيكيت، وتحديداً "الخادم الأخرس" و"بانتظار غودو"، تجعل المتفرج يطرح أسئلة عدة: ما هي المهمة التي كُلف بها الشابان؟ ممن ينتظرون الأوامر؟ هل ستصل؟ من هو الطفل الرضيع؟ من هي الفئران المحتلة؟... حتى تساؤلات هارولد بنتز في مقالاته عن الحرية لم تغب عن المسرحية، التي بدت فصلاً مقتطعاً من قصة طويلة لشاب أعمى وآخر مشلول، لا بداية لها ولا نهاية.

 

ربما يختلف مشروع السعدواي في "الساعة 12 ليلاً" عن كل أعماله السابقة، إذ يحاول أن يوفق في هذا العمل بين ولعه بصموئيل بيكيت الذي صاغ معظم أعماله الفائتة، وتنظيم ستانسلافسكي في الارتكاز إلى تدريب الممثل على كل ما سيؤديه في العرض وتثبيته بصورة نهائية قبل تقديمه. وبكلام آخر، كانت كل حركة في المسرحية مدروسة، إضافة إلى أن حركات جسدي الممثلين ونظراتهما لم تختلف في اليوم الأخير عن يوم العرض الأول. ممثلان يختبران أدواتهما ولغتهما المسرحية، ويبحثان عن مكانيهما ودوريهما في مجال المسرح بامتياز وإن كان حسين عبد علي الأبرز.

 

السعداوي معروف بعمله المرهق جسدياً وذهنياً بالنسبة إلى الممثلين في "مسرح الصواري"، فهو يختبر طاقتهم ويقدم أعمالاً تنطلق من أجسادهم وتعتمد الصورة وتفكيك الحركات. يعد الممثلين الذين يتطوعون، وهم ليسوا بالضرورة متخصصين في هذا المجال. يستدرجهم إلى تلك العبثية الهاذية التي تميز أسلوبه منذ اكتشفها الجمهور الخليجي معه مطلع التسعينات في مسرح "الصواري"، وانطلاقاً من هذه الفرقة تحديداً، على رغم أنه فدم أعمالاً من قبل، تشكلت فيها ملامح تجربته التي تعتبر رافداً مهماً في المسرح الخليجي.

 

وفي هذا العمل يثور عبدالله السعداوي ومسرح "الصواري" من جديد، على كل ما هو مألوف في المسرح الخليجي تحديداً، وعلى رغم أن الحضور لم يتجاوز الأربعين متفرجاً في أي من أيام العرض الستة، بل لم يصل إلى عشرة متفرجين في بعضها. لكن السعداوي يقول: "لا نملك إلا الصبر، والاحتفاء بمن يحضر ليشاهد ما نقدم". ربما هو كمسرحيته يعطي انطباعاً أو شعوراً بأن مصير المسرح في المنطقة كمصير الانسانية، غير معروف.

 

لم تكن تجارب السعداوي السابقة مع عدد الحضور الخجول، لتثنيه عن التمارين مع فريق عمله مدة تزيد عن ستة أشهر. ولا يزال السعداوي كما معظم أعمال "الصواري"، يترك العلبة الايطالية مستحدثاً فضاء عرضه المناسب في كل مرة، ربما ليثبت لكثيرين في الخليج يتذرعون ويبررون فشلهم بعدم وجود خشبة مسرحية جيدة وعدم توافر الامكانات، وغياب الدعم المرجو.

 

مسرح "الصواري" الذي تأسس في 1991 شارك في مهرجانات عربية وعالمية، وقدم مسرحيات عدة من اخراج خالد الرويعي ويوسف حمدان وإبراهيم خلفان، اضافة الى عبدالله السعداوي الذي حاز جائزة الاخراج عن مسرحيته "الكمامة" في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي 1994.

 

========

* كاتب ومسرحي سعودي ، عضو في نادي المسرح بجامعة البترول والمعادن .

 

 

تقبلوا تحياتي .

alone

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...