Jump to content
منتدى البحرين اليوم

مذكرات مخطوبه قصه بحرانيه متسلسله


Recommended Posts

الفصل الثالث و العشرون

 

في صباح اليوم التالي، فتحت عيني على صوت الهاتف المحمول و هو يتعالى ينبئني بورد مكالمة ما ،..

و لم أكن لأركز على رقم الهاتف الوارد ، و النعاس بسلطانه كان لا يزال عالقا على أهداب عيني .. فقط رفعت السماعة و همهمت بصوت ناعس

 

" نعم ؟؟!! "

" ... "

" من هناك؟! "

" ... "

" فلتنطقي! من معي ؟! "

 

و لكن دون جدوى.. فلا من مجيب سوى صمت مطبق، و صوت تنفس أحدهم أو إحداهن .. و هي تزفر بعمق .. و تتنهد بألم !

 

هي نفسها تلك التي كانت تتصل في.. و تتهمني بأني خاطفة الرجال بلا شك..

 

و مع هذا .. عاودت النوم مجددا..لا أنكر أن ذلك كان بصعوبة .. و قد أطارت تلك المجنونة النوم من عيني ..

و لكن لم تمر سوى ربع ساعة إلا و قد عاود الهاتف الصياح مرة أخرى !!

 

" نعم ؟؟.. من ؟؟ .. فلتتكلمي أيتها المجنونة !! من معي !! "

" ... "

و ما من مجيب هذه المرة أيضا !!

لذا أغلقت السماعة ، و قد ارتفع ضغط دمي لدرجة أني كنت أشعر بحرقة شديدة في أعماقي .. و ثوران غاضب في شراييني !

 

رميت برأسي على الوسادة مجددا .. و رفعت كذلك البطانية أغطي بها وجهي و كلي إصرار على مواصلة النوم .. فالساعة لا تزال عند التاسعة صباحا !!

 

بعدها بقليل.. رفعت السماعة للمرة الثالثة .. و قد ارتفع صياح ( موبايلي ) مجددا .. و قد أخذ مني الغضب مأخذه ..

لذا و دون أن ألمح من هو المتصل هذه المرة .. فقط رفعت السماعة لأجيب ، و كلي غضب و حقد على من سلبني النوم في هذا الصباح الباكر، و يحاول سلبني سعادتي في أحلى أيام عمري ..

 

" هييييي.. يا قليلين الأدب ! ردوا.. و إلا بيصير إليكم شي عمركم ما شفتونه!"

 

و لم أكن لأكمل سلسلة شتائمي المشبعة بالغضب .. و قد ارتفع صوت الطرف الآخر مذهولا ليقاطعني !

 

" صباح الورد يا أحلى مرام ! "

 

" ها؟!! هذا أنت يا عصام ! "

 

و لكم فقط أن تتخيلوا مقدار الحرج الشديد و اللون الأحمر الذي انطبع في وجنتاي في تلك اللحظة !

 

" عصام.. آسفة .. لم أكن أقصدك بالطبع ! "

 

" خير عزيزتي..

ما الأمر ؟! .. ماذا هناك ؟! "

 

" هو هاتف من مجهولة.. تكرر كذا مرة .. دون أن تتكلم ، فقط تسمعني صوت بكائها حينا .. أو تنهداتها و زفراتها حينا آخر .. ! "

 

و الصدمة الكبرى كانت هي حين أمليت الرقم على عصام ..

 

فقد كانت هي من أخشاها .. ابنة العمة المحترمة !!

 

" يا الهي ،،

ماذا تريد مني؟! لماذا لا تتركني وشأني ؟! لماذا هي مصرة على تحطيم حياتنا! "

 

" هوني الأمر عليك حبيبتي ،

لن تستطيع هي أو حتى غيرها أن يضروك .. و أنا معك !"

 

طمأنني عصام بنبرته الحانية ،

 

" أروع ما في خطيبي هي قدرته العجيبة في امتصاص ثورة غضبي مهما كانت ! "

 

و لم يكن عصام ليتركني قبل أن يسمع مني ضحكة قصيرة عقبت بها على نغزته المازحة و هو يقول ..

 

" حبيبتي .. أو لن تعزميني على غداء من صنع يديك اليوم ، فأنا أود حقا الاطمئنان على مستقبلي ! "

 

و قبل أن يغلق عصام الخط مودعا .. ذكرته بالعقد .. فخطيبي مصاب كغيره من أبناء هذا الجيل .. بداء النسيان ..

 

" عصام.. لا تنسى أن تمر في طريقك على العقد لتحضره .. "

 

" أووه.. كدت أنساه .. جيد أنك ذكرتني ! "

 

" أو لم أقل لكم !! .. إلا خوفتي يوم من الأيام ينساني ! "

 

سرعان ما تنشطت همتي ، و قد أنعشني صوت خطيبي المبجل و حديثه الرائع بنبرته الحانية !

لذا أسرعت اتجاه والدتي أطلب منها المساعدة في المطبخ ،

 

بل أقصد أن أخبرها أن عصام سيتناول معنا الغداء اليوم.. و أنا من يتحتم علي مساعدتها .. لا العكس ..

 

حضرنا ما حضرناه من أطباق و سلطات و عصائر و حلويات ..

 

" يا بختك يا عصام .. ما راح تطلع من بيتنا إلا زايد وزنك كم كيلو .. ! "

 

و في الواقع ، كان جل همي و أنا أساعد أمي أن أرى ردة فعل عصام و هو يضع اللقمة الأولى مما صنعته يدي ..

 

أووه أقصد والدتي .. و لكن تحت إرشاداتي .. و لكن لا تخبروه بذلك .. و ليكن هذا سر ٌ بيني و بينكم حتى حين ..

 

بعد أن تناولنا الغداء في ذلك اليوم ، و الذي نال بالطبع رضا خطيبي الكامل ..

و الدليل على ذلك أننا رفعنا جميع الأطباق من على المائدة .. فارغة تماما !

أصر خطيبي المبجل على رؤية صوري القديمة و التي ترجع إلى أيام الطفولة المنصرمة ..!!

 

" لا مستحيل .. وا فشيلتاه !!

 

في صور واجد اتخرع ، و صور مخيفة جدا .. و صور مرعبة جدا ! و صور ما إليها طعمة ! و من غير أي سالفة ! "

 

و لكن و لأن أخي محمد لم يدع لي أي فرصة للتهرب.. و قد قفز فجأة ملبيا طلب عصام !

لم يكن أمامي حينها سوى الإذعان.. و محاولة التستر على ما وراء الصور من حكايات .. و مشاغبات الطفولة البريئة و ذكريات و إن كانت قديمة .. فهي و بالتأكيد جميلة .. بل رائعة !

 

" آآه .. يا ليت الطفولة تعود يوما .. فقط لأخبرها بما فعل بي الشباب ! "

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 180
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

الفصل الرابع و العشرون

 

أمي كانت معنا و هي تقلب أمامنا الألبومات القديمة.. بما فيها من ذكريات جميلة و رائعة ..

و كنت أرى على عينيها و اللتان أغرورقتا بالدمع..مشاعر هي أعمق من أن أتمكن من ترجمتها مزدانة بالحب..الأمومة .. الحنان .. و بل ربما الفخر و الاعتزاز ..

 

فمن ذا الذي يصدق أن تلك الطفلة الصغيرة في الصور .. و التي نراها بشعرها المنفوش .. و دموعها المنسابة بسبب و دونما سبب..

قد أصبحت عروسا.. و عريسها ماثل أمامنا.. يشاركنا ضحكنا.. و تعليقاتنا على الصور القديمة ..

 

" يا سبحان الله ..

 

لكم هي الأيام تمر بسرعة.. أو لا تشعرون معي بمثل هذا الشعور ؟! "

 

اختار خطيبي واحدة من أحلى صوري .. و أصر على الاحتفاظ بها في محفظته .. مع أني حاولت إقناعه بأني سأصور لأجله صورة أخرى في (الاستيديو).. تكون رائعة بالفعل .. لكنه و كما كان يقول أنه يرى في هذه الصورة .. أن من فيها ملاك رائع..

 

" خلاص هذا أهم شي .. أن أكون في نظر خطيبي ملاك رائع ! "

 

و أنا أيضا أريد له صورة !! واحدة بواحدة ! و لم أكن لأنفك أطلبها منه و لو بطريقة غير مباشرة .. حتى وعدني بإحضار صورة شخصية له غدا ..

 

" أيوه كذا .. علشان أشعر بأني مخطوبة .. و أفوشر بصورة بعلي على ربعي ! و أقول إليهم .. شوفوا اشكثر عصامي وسيم و يجنن ! "

 

 

ثم أني سرعان ما انتهزت لحظة تعذرت أمي فيها بالذهاب إلى المطبخ.. لشرب الماء .. و إن كنت أعلم أن غسل عبراتها و تجفيف دموعها.. هو السبب الحقيقي في انصرافها عنا ..

 

انتهزت الفرصة لأحادث خطيبي المبجل و بشيء من الدلال.. في رغبتي باستعارة سيارته.. للقيام بمشاويري اللازمة لحفلة الخطوبة المرتقبة !

 

و كانت عبارتي تلك .. هي الشرارة لأن أبدأ حربا معه .. استمرت لأكثر من ربع ساعة ،

و هو يحاول فيها عبثا إقناعي بأنه سيقوم بإيصالي إلى المكان الذي أريد ..

 

فهو و كما يقول .. أبدا لا يحبذ سياقة المرأة .. إلا فقط للضرورة القصوى !

 

" بس انتوا طبعا تدرون شنو ردة فعلي و رايي في هالموضوع !

 

و الله هذا اللي ناقص ! ياخذني و يحبسني و يمنعني من السياقة بعد ! "

 

و عندما لم يجدي المنطق في إقناع عصام بوجهة نظري .. لجأت كما عادة المرأة .. إلى سلاح العاطفة .. ليرضخ عصام و قد استعملت معه كل ما لدي من طاقة و قدرة في تمثيل دور ( الزعلانين ) و أنا أهمهم له ..

 

" إن كنت خائف على سيارتك لهذه الدرجة .. فأنا خلاص لم أعد أرغب في أخذها ! "

 

فما كان أمام عصام سوى أن يطرق رأسه قليلا.. و قد شرد بنظراته لبضع ثوان.. قبل أن يجيئني صوته راضخا ..

 

" حسنا .. حسنا عزيزتي ..

 

و لكن انتبهي لنفسك جيدا ! "

 

ثم مد يديه إلى جيبه ليناولني مفاتيح السيارة ..

 

اعتلت وجهي ابتسامة واسعة و أنا أمد يدي لأختطفها من بين يده .. إلا أن أصابع عصام كانت لا تزال عالقة .. تأبى أن تترك لي المفاتيح ..

 

" ها ؟!! هل غيرت رأيك ؟ ألن تناولني إياها ؟! "

 

" ليس قبل أن تعيديني أنك ستنتبهين لنفسك جيدا .. و أنك لن تكوني لوحدك ..

اصطحبي معك صفاء.. أو محمد .. أو حتى أسماء ! "

 

" حاضر .. عزيزي حاضر ! "

 

و لم أكن لأنتبه ما تفوهت به من شدة الفرحة التي كانت تغمرني.. في تلك اللحظة ..

و لكن ردة فعل خطيبي و ابتسامته الواسعة .. جعلتني أدرك ما قلته له للتو ..

 

و قد كانت هذه هي المرة الأولى التي أناديها فيها بعزيزي .. مع أنها جاءت عفوية بالفعل.. دون أن أخطط لها مسبقا !

 

" أعيدي ما قلتيه لي للتو .. "

 

تجمدت في مكاني .. و قد أصبح وجهي بلون التوت الأحمر ..

إلا أني سرعان ما تداركت الموقف بأن قلت ..

 

" لم أقل شيئا سوى حاضر عصام حاضر ! "

" لا.. كانت هناك كلمة أخرى .. أعيديها أرجوك !"

 

و لأنه كان قابضا بقوة على معصمي .. و في عينيه رسالة ترجي صادقة ..

 

" لاحقا .. لاحقا..

لا تكن طماعا .. ع ز ي ز ي ! "

 

و انفرجت أساريره.. و اعتلت وجهه ابتسامة طفل وديع.. قبل أن يسمح لي بالانصراف إلى خارج البيت.. حيث أستطيع المرور على صفاء لاصطحابها معي إلى السوق كما خططت ..

 

" لكم هي مشاعرهم مرهفة و حساسة ! هؤلاء الرجال في بعض الأحيان .. كما الأطفال تماما !! "

 

 

في داخل السيارة .. و قبل أن نتحرك .... طالعتني صفاء و هي تتساءل ..

 

 

" ما هي خطتنا في المشاوير مرام ! "

 

" سنمر أولا على الفستان .. ثم الباقة .. و من ثم الصالة لنحجزها ! "

 

" ما شاء الله .. الله يعينا على كل هالمشاوير ! "

 

" ها .. إذا ما إليج خلق .. قولي من الحين قبل ما نتحرك ! "

 

" لا.. ليش كم مرام أنا عندي .. أنا ما قلت شي .. بس انتبهي للطريق قبل ما تودينا في داهية .. "

 

" أشووه .. حسبت بعد ! "

 

 

بعدها بقليل .. ارتفع صوتي مخاطبا ابنة خالتي ..

 

" ناوليني الهاتف .. سأتصل بعصام ! "

" و لماذا يا ست الحسن و الجمال ! "

" ليصف لي أين يقع محل الأزهار ؟!! "

" و لكني أعرف جيدا أين ذا يقع !! "

" أعلم بذلك .. و لكني أرغب في أن يصف لي هو .. لا أنت !! "

 

بعدها بقليل.. أعدت الكرة أيضا .. و لكن لأننا كنا بالفعل ضائعين !

 

و من شدة ارتباكي ..لم أنتبه إلا و صوت صفاء يصرخ مدويا ..

 

" مراااااام.. انتبهي .. انتبهي !!!"

 

و تداركت الأمر .. بأن حرفت السيارة قليلا.. لأتجاوز حادثا كان على وشك أن يقع !!

 

" مرام حاسبي أرجوك .. كدت تصطدمين بالسيارة التي أمامنا ! "

 

" هي من توقفت فجأة .. ليس ذنبي أن غيري لا يعرف كيف يسوق ! "

 

و لأن الارتباك كان قد أخذ مني مأخذه .. لذا سرعان ما أوقفت السيارة جانبا .. و شرعت في البكاء ..

 

و ما زاد الطين بلة .. هو أن الموقف الذي أوقفت فيه السيارة .. كان من الممنوع الوقوف فيه ..

 

و قد لمحنا رجل مرور في تلك اللحظة .. و بالطبع فإن رجال المرور متفانين في الخدمة .. و بالقيام بواجبهم على أتم وجه ..

 

لذا فإنه فقط أعطانا مخالفة بالوقوف في ما هو ممنوع الوقوف فيه .. و أخرى لعدم ارتدائي الحزام !

 

و لم يقتصر يومي على هذه المفاجآت فقط.. بل أعدت السيارة لعصام في نهاية النهار.. بخدش صغير..صغير جدا !

حدث حينما حاولت إيقاف السيارة في زقاق ضيق بالقرب من الخياط !

 

و في واقع الأمر أنه لم يكن صغيرا جدا .. و لكن هذه هي الطريقة المتبعة في تهوين الأمور الجسام !

 

و مع هذا ..

.فقد كانت ردة فعل عصام هي فقط أن رفع يده واضعا إياها على رأسه .. فاغرا فاه .. لبرهة من الزمن و هو يتأمل الخدش و الذي امتد على جانب السيارة .. من بدايتها .. إلى نهايتها !

 

و لأني كنت بالفعل أشعر بشيء من تأنيب الضمير .. أسرعت أهمهم له بشيء من كلمات الاعتذار الصادقة ..و أنا أناوله مفاتيح السيارة .. و قد ترقرق الدمع في عيني يرجو سماحه..

 

 

" آسفة عصام .. أنا حقا آسفة .. لم يكن قصدي .. "

 

عملية استيعاب الموقف .. أخذت من عصام بضع ثوان قبل أن يجيئني صوته هادئا ..

 

" خيرا إن شاء الله .. أهم شيء أنك لم تصابي بسوء ..

 

إنها فقط قطعة من الحديد.. لا تهتمي بذلك ! "

 

ابتسمت و أنا أكرر أسفي له .. و قد تذكرت لحظتها ما قالته لي صفاء حينما خدشت السيارة ..

 

" في الحديد .. و لا فيني ! أليس كذلك ؟!! أهم شي سلامتي !! "

 

و أما عن موضوع المخالفات.. سأخبره بها لاحقا..

 

فأنا أخاف على زوجي .. من كثرة الصدمات !!

Link to comment
Share on other sites

 

مر الأسبوع بسرعة ..في خضم المشاوير الكثيرة التي كان يتحتم علي القيام بها .. لم أكن لأشعر بالوقت ..

 

و أحمد ربي كثيرا أنه قد أنعم علي بابنة خالة رائعة .. وقفت معي .. و إلى جانبي .. في أصعب لحظات عمري .. إلى أن حان موعد الحفلة المرتقبة أخيرا..

 

بعد أسبوع كامل من المعاناة .. ذكرتني مشاعري فيه بمشاعري أيام المقابلة .. حين التقيت بعصام لأول مرة .. و قد اعتلاني لحظتها مزيج من الخوف .. و القلق و الانبهار .. و بالطبع شيء من السعادة ..

 

في يوم المقابلة قبل شهرين تقريبا.. كنت لا أستطيع حتى رفع نظري إليه .. و كنت كلما سألني سؤالا .. أطرقت رأسي .. أبحث له عن إجابة قصيرة .. لا تكلفني الكثير من الجهد..

 

و حينما جاء دوري في الأسئلة .. بحثت له عن أسئلة عويصة .. تكلفه الكثير من الجهد للإجابة عليها..

 

فأنا كنت فقط أريده أن يتحدث و يتحدث .. لأرقب طريقته في الحديث.. أسلوبه في الطرح و النقاش .. تسلسل أفكاره ..

 

فهذا هو ما كان بالفعل يهمني في زوج المستقبل ..

 

و الحمد لله.. فقد ارتحت إليه كثيرا .. ليجيء بعد تلك المقابلة .. دور السهر و التفكير ..

إذ لم أكن أريد أن أتسرع في الارتباط بعصام .. خوفا من أن أندم فيما بعد ..

و كنت أعتبر قرار موافقتي بالارتباط به .. قرارا مصيريا .. أو فلنقل .. مسألة حياة أو موت ..

 

ما أسرع ما تتجدد الحوادث .. فها أنا في ذات الارتباك .. و ذات المشاعر..

 

حاولت إقناع عصام بإقامة بروفة للحفلة.. و لكنه تعذر قائلا ..

 

" بأنه لا داعي لمثل هذه البروفات .. فهي مجرد حفلة.. و ليس فيلم أو مسرحية ! و لا داعي لتهويل الأمور ! "

 

و لم يكن ليعلم أن حلم أي فتاة .. أن تكون حفلتها رائعتها .. تظل محور حديث الناس لبرهة من الزمن ..

 

 

و أخيرا.. حانت اللحظة المرتقبة ..

 

فها أنا ذا ..عروس بكامل زينتها و أناقتها .. و ثوبها البنفسجي الفاتح.. المزدان بالتطريز و الشك !

أدخل قاعة الحفلة .. يدي تتأبط ساعده .. بنشوة و فرح و سعادة لا نظير لهم .. أمشي معه جنبا إلى جنب .. و خطوة خطوة ..

 

" أي اشوه خطيبي صار يفهم أخيرا .. و يحليله خطوة خطوة ! "

 

في حين أن جميع الأنظار كانت قد تركزت علينا.. رقاب الجميع بلا استثناء مشرأبة ناحيتنا ..

كذلك كانت هناك بعض الإضاءات الملونة و المتتابعة و التي كانت لزوم التصوير .. قد تركزت علينا أيضا ..

 

إحداهن.. أطلقت عصفورين للحب صغيرين أمامنا .. ليحلقا قبل دخولنا مباشرة ..

و قد ارتفعت أنغام موسيقى شاعرية رائعة .. تسبق زفتنا .. قد اختارتها لي صفاء بعناية ..

و في الواقع لأول مرة أشعر أن ذوق صفاء رفيعا.. بل رائعا !

 

و سرعان ما ارتفع صوت الملاية و هي تدندن

 

الله يا زين اللي احضرت غطت على كل الحضور..

هلت علينا وأقبلت وماعقب هذا النور نور..

علمنا قول وش فيها زود ..ياناس ماهي من الوجود..

شبها يالله باختصار..ورده ولا كل الورود

..معذوره لو اتكبرت مغروره يابخت الغرور..

 

 

كل ما كان في الحفلة رائعا .. بل لكم هو شعور رائع بأن تشعر بأنك ملك الحفلة بلا أي منازع .. و أن هذه الحفلة الضخمة .. و أن حضور هؤلاء المعازيم .. ما هو إلا على شرفك ..

 

كادت بالفعل أن تكون حفلة أسطورية .. و لم يعكر صفوها أي شيء .. سوى و كما عادة الرجال..

أن عصام لم يحسن إلباسي العقد .. أو بالأحرى ( التركية ) !!

 

" آآآي .. أذوني .. أذوني يا عصام !! "

 

" قلت إليك يا عصام خلينا انسوي بروفة .. بس انت اللي ما طعتني !"

 

و تداركت سلمى الموقف .. و قد هبت لنجدتي .. و إنقاذ أذني من أصابع عصام..

 

"أووه .. لا بأس لا بأس .. لا داعي لأن تنحرج خطيبي العزيز ..

 

فهذا ما يحدث لجميع الرجال .. يعجزون عن إدخال تركية في أذن امرأة ! "

 

ثم جاء الموقف الآخر .. و هو قطع الكيك.. و قد كان يتحتم على عصام إطعامي قطعة من الكيك ..

فما كان منه إلا أن قطع قطعة ضخمة جدا .. يريد مني تناولها .. كلها مرة واحدة !!

 

" هيي عصام .. أصغر .. ! و إلا ناوي علي أغص و أموت في ليلة خطوبتي"

 

 

قطعها عصام إلى النصف.. و لكنها كانت لا تزال كبيرة .. !

 

فعاود قطعها .. إلى أن أصبح من الممكن تناولها ..

 

و مع ذلك .. كادت أن تكون الحفلة رائعة .. كنت أعيش فيها أحلى لحظات عمري .. سعادة خيالية .. بل حلم وردي رائع ..

 

إلا أن وصل إلى سمعي .. صوت إحداهن و هي تصرخ مولولة !! و بأعلى صوتها !! و قد لبست السواد و نشرت شعرها .. و عصبت جبينها !! ثم أخذت تولول صارخة باكية !

 

وقفت ببطء و أنا أرقب تلك المرأة السوداء .. و التي لم تكن بالطبع سوى ابنة العمة المحترمة !

 

ثم شرعت في البكاء .. و أنا أهذي ..على المسرح.. و قد أثارت حركتها تلك مشاعري .. و سخطي ..

 

"ماذا تفعل هذه هنا ..؟!!

 

ماذا تريد مني ؟!!

 

لما تصر على تعكير صفو حياتي .. و أحلى أيام عمري .. ! "

 

 

احتواني عصام بين ذراعيه .. و قد ضمني بقوة إلى صدره .. يهون الأمر علي ..

 

و قد وقف جميع من كان في الصالة .. يرقب تصرفات تلك المجنونة و التي كانت لا تزال تصرخ و بشدة .. !!

 

و الحمد لله أن تلك الكارثة انتهت سريعا .. و قد أخرجت أمي بمساعدة بعض النساء تلك المعتوهة إلى خارج القاعة ..ليستلمها مسئولي الأمن.. و يطردوها نهائيا من النادي .. !!

 

 

" يا ألله .. لكم أنا أشفق عليها .. مع أني لا أنكر أني أبغضها .. و أكرهها لما فعلته بي كثيرا ..!!

 

لكنها تثير شفقتي .. فمسكينة هي.. كانت ضحية لأم مستبدة ..! "

 

ما أعادني إلى الواقع.. إلا أصابع عصام .. و التي كانت في تلك اللحظة تمر على وجنتي ببطيء شديد..

تمسح عنهما الدموع !!

 

أووه.. يا خسارة المكياج!! راح تعب الكوافيرة و اتشوه منظري !!

 

 

" أوه عصام .. مو قدام الناس.. أستحي أني ! "

 

قلتها له.. و أنا أنتبه للتو أني كنت بين ذراعيه .. طيلة تلك المدة المنصرمة !!

Link to comment
Share on other sites

وووووووووواي رووعةة

 

عاد يدرب عصام انها تنشر مذكراتها معاه

 

هههههههههههه

 

ننتظر البقية بشغف لا تطوليين

 

اطيب التحايا والامنيات

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...