Jump to content
منتدى البحرين اليوم

][ أطلب أي بحث أو تقرير هنااااا فقط ][


Recommended Posts

  • Replies 710
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

السلام عليكم

 

ابقي منكم طلب

انشاءالله تنفذونه لي

 

ابقي تقرير حق مقرر اجا 102 عن البحر مورد غذائي واقتصادي

يشمل المقدمة

العرض

الخاتمة

بأي عدد من الصفحات

بلييييييييز ضروري

 

طلب ثاني اذا ممكن وهو اهم من السابق بس السابق هم مهم

 

ابي حق مقرر انج 104

 

عن احد هالمواضيع

 

لعبة رياضية

( كرة قدم, سلة,................)او

رحالة ( ابن بطوطة,ماجلان,..)

أو

عن الحرب

( تاريخ الحرب, ومعلومات,.............)

 

انشا الله تساعدوني

حق يوم السبت مهم

 

ولكم الأجر من الله

:n10::n10::n10:

Link to comment
Share on other sites

السلام عليكم

 

ابقي منكم طلب

انشاءالله تنفذونه لي

 

ابقي تقرير حق مقرر اجا 102 عن البحر مورد غذائي واقتصادي

يشمل المقدمة

العرض

الخاتمة

بأي عدد من الصفحات

بلييييييييز ضروري

 

طلب ثاني اذا ممكن وهو اهم من السابق بس السابق هم مهم

 

ابي حق مقرر انج 104

 

عن احد هالمواضيع

 

لعبة رياضية

( كرة قدم, سلة,................)او

رحالة ( ابن بطوطة,ماجلان,..)

أو

عن الحرب

( تاريخ الحرب, ومعلومات,.............)

 

انشا الله تساعدوني

حق يوم السبت مهم

 

ولكم الأجر من الله

:n10::n10::n10::aq16:

Link to comment
Share on other sites

السلام عليكم

 

هلا بيج اختي

 

انا اول مرة اطلب منج واتمنى انج تساعديني لاني ابي التقاير ابسرعه

 

اذا ماعليج امر بغيت

 

بنك211

 

وسفر312

 

وانج 105

 

وعساج على القوة

Link to comment
Share on other sites

سلام

 

 

 

 

ابي تقريرين << مقدمة + خاتمة + عرض

لـــ :

جيو 111 <<<< ( الصخور اوالمعادن او اي كارثة طبيعية حدثتْ )

 

تقرير واحد <<< مقدمة + عرض + خاتمة

لــــ :

 

كيم 111 <<< عن اي شي عدا عنصر الزئبق

 

حيا 111 <<<< عن اي شي

 

وسأكون شاكرة لكم

 

 

ويتنغ :&amp;quot;(

 

 

امبي مشروع عن الدين 104

 

 

عن الاستنساااااااااااخ بليز ساعدوني

 

 

خيو عندي تقرير 30 صفحة عجييييييييييب

 

 

بس ما اعرف شلون اخليه في المنتدى لان فيه صور

Edited by كيمياء المحبة
Link to comment
Share on other sites

hi menoo yaaaby takreer Ajaa tawjihi

 

 

 

إدارة استغلال الثروة السمكية

المقدمة

الثروة السمكية هي إحدى الثروات المائية الحية وهي من المصادر الطبيعية المتجددة، التي لها القدرة على تجديد نفسها عاماً بعد عام من خلال عمليات التكاثر الطبيعية. ولهذه المصادر أهمية متفاوتة بين البلدان المختلفة.

العرض

تعتبر هذه المصادر من أهم المصادر الطبيعية الحية المتوفرة في المياه ، والتي تعتبر مصدراً هاماً للغذاء البروتيني، ومصدراً لرزق كثير من أبناء البلاد العاملين في مهنة صيد الأسماك والمهن الأخرى المرتبطة بها.

وتؤدي عمليات الصيد إلى تقليل المخزون الطبيعي من الأسماك، بحيث يتم صيد كميات من المخزون تختلف في حجمها تبعاً لوفرة المخزون، وجهد الصيد (عدد القوارب، أو عدد المعدات، أو طول مواسم الصيد).

وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على المخزون السمكية، منها العوامل الطبيعية، والعوامل التي يتسبب فيها الإنسان.

ومن العوامل الطبيعية عوامل خصائص المياه، والحرارة والملوحة وغيرها، أما العوامل التي تنشأ عن فعل الإنسان فأهمها هو جهد الصيد الذي يمارس لاستغلال هذه الثروات، ويمكن أن نعتبر جهد الصيد محصلة لكل ما يمارسه الإنسان من آثار على المخزون عن طريق صيدها.

ويعتبر جهد الصيد، سواء كان ممثلاً بعدد القوارب، أو عدد الصيادين، أو عدد معدات الصيد، أو أطوالها، أو أحجامها، أو فترات الصيد، هو العامل الأكبر أهمية في التأثير على المخزون السمكي. بحيث يعزى انخفاض كميات الأسماك المصادة والإنتاج من المصايد في كثير من بلدان العالم إلى تنامي جهد الصيد بشكل غير منظم لا يتناسب مع طاقة المخزون وقدرته الإنتاجية. وينتج ازدياد جهد الصيد غالباً من استمرار تنامي جهد الصيد الموجه لصيد أسماك من نوع معين، بحيث يؤدي الاستمرار في ذلك إلى صيد أعداد كبيرة من الأسماك حتى في مراحل نضوجها، وحرمانها من فرصة التكاثر وإثراء المخزون الطبيعي. ويؤدي الاستمرار في ذلك، في حالة عدم وجود تنظيم لعمليات الصيد من أي نوع، إلى التأثير على صغار هذه الأسماك والبدء بصيدها حين تقل أو تختفي الأحجام الكبيرة منها، مما يؤدي لتدهور حالة المخزون، إلى مستويات قد يصعب فيها استعادة حجمه الطبيعي بعد ذلك.

ورغم أن الثروة السمكية من الثروات الحية المتجددة، إلا أنه ورغم أن هذه الموارد تستغل من قديم الزمان، إلا أنها استمرت في التجدد عاماً بعد الآخر. ويتم تجديد الموارد السمكية عن طريق عاملين اثنين:

1- تكاثر الأسماك في مواسمها وإنتاجها لأفراد جدد في التجمعات السمكية.

ونمو الأسماك عاماً تلو الآخر بشكل طبيعي بحيث يزدادا وزن الأسماك وكتلتها الحيوية في المحيط المائي الذي تعيش فيه.

2- وللحفاظ على الثروة السمكية، تسعى الإدارات المعنية بالثروة السمكية، وبناء على دراسات مستفيضة للمخزون السمكي، وعن طريق توفر البيانات المختلفة المتعلقة بهذا القطاع، إلى تحقيق التوازن بين حجم المخزون، وجهد الصيد الذي يمارس عليه، بحيث يتم صيد الأعداد أو الوزن الزائد في كل عام.

ويأتي تحقيق هذا التوازن من خلال عملية تسمى "إدارة استغلال المخزون السمكي"، التي تتخذ شكل قرارات تصدرها الجهات المعنية بالثروة السمكية، وتنفيذ تلك القرارات بالتعاون بين تلك الجهات وبين عدد آخر من الأجهزة العاملة في الدولة.

وتتناول قرارات إدارة استغلال المخزون السمكي عدداً من الأمور التي تهدف بشكل عام للحفاظ على المخزون السمكي من الاستغلال الجائر، والذي يؤدي على المدى البعيد إلى تدني قدرة المخزون السمكي على تجديد نفسه، وبالتالي تناقصه إلى مستويات يخشى معها من انقراضه، أو عدم قدرته على المحافظة على حجم يناسب جهد الصيد الذي يمارس عليه.

لاستغلال المخزون بالقدر الذي يتناسب مع طاقته الإنتاجية، ومن أهم تلك الأشكال:

أ- منع صيد الأحجام الصغيرة من أنواع الأسماك التي لها قابلية لمزيد من النمو

ويمنع صيد هذه الأسماك لتوفير الفرصة لها لتصل إلى حجم يمكن معه أن تصل إلى مرحلة النضوج، ووضع البيض والتكاثر. بالإضافة إلى أن كثير من الأسماك التي لها قابلية للمزيد من النمو، وعند صيدها وهي صغيرة الحجم، تكون قيمتها متدنية جداً، وهي بذلك تحرم هذه الأسماك من النمو إلى حجم تجاري، يعود بربح مناسب على الصياد.

ب- منع الصيد في مواسم معينة

ويمنع صيد الأسماك في مواسم معينة تكون في الغالب مواسم تكاثر وإخصاب أنواع تلك الأسماك، وذلك لتعطى الفرصة للأسماك للتكاثر وطرح بيوضها في تلك المواسم.

ويساعد منع صيد الأسماك في هذه المواسم على المحافظة على قاعدة مناسبة من المخزون السمكي من نوع معين للقيام بالتكاثر ووضع البيض، وبالتالي تجديد المخزون.

ج- منع الصيد في أماكن معينة

وقد تتخذ قرارات إدارة استغلال المخزون السمكي شكل منع الصيد في أماكن معينة، وهي الأماكن التي يعتقد بأن الأسماك تلجأ إليها في أوقات التكاثر والإخصاب، أو المناطق التي تتواجد فيها صغار الأسماك ويرقاتها في أطوار حياتها الأولى. ويمنع الصيد في هذه الأماكن للحفاظ على الأسماك في وقت الإخصاب والتكاثر في تلك الأماكن، وللحفاظ على صغار الأسماك من التعرض لمعدات الصيد في مراحل عمرها المبكرة وقبل أن تصل إلى الأحجام التجارية المناسبة.

 

 

د- منع استخدام معدات الصيد الضارة

ويعتبر تنظيم استخدام معدات الصيد، ومنع المعدات المضرة منها بالبيئة أو بالثروة السمكية شكلاً آخر من القرارات التي تلجأ إليها الإدارات لمعنية بإدارة استغلال الثروة السمكية. فالملاحظات والدراسات تبين مدى تضرر المخزون السمكي أو البيئة البحرية بنوع معين من المعدات، ولذلك يمنع استخدامه بشكل دائم، أو في مناطق أو مواسم معينة.

ومن المعدات التي حظر استخدامها في دولة الإمارات العربية المتحدة، حسبما جاء به القانون الاتحادي رقم (23) لسنة 1999 بشأن استغلال وحماية وتنمية الثروات المائية الحية في مياه الدولة كل مما يلي:

1. شباك الهيال (أو الشباك الهائمة) Drift Nets ، التي تسهم في صيد أعداد وكميات كبيرة من الأسماك دون تمييز، وتؤدي حين قطعها نتيجة لحركة الملاحة أو غير ذلك من الأسباب لاستمرارها في صيد الأسماك بشكل يؤثر سلباً على المخزون، ودون فائدة تعود على المجتمع. وذلك لأن طريقة استعمال هذه الشباك تعتمد على تركها هائمة على سطح الماء دون تثبيت، مما يؤدي لانجرافها مع التيار البحري.

2. الشباك المصنوعة من النايلون كلياً، نظراً لأثرها على الأسماك التي تصاد بحيث تقتلها ويصعب تخليص الأسماك منها.

3. شباك الجرف القاعي Bottom Trawling nets، وذلك لما لها من أثر مدمر على القيعان البحرية والشعاب المرجانية التي تعتبر موطناً للكثير من أنواع الأسماك الصغيرة والكبيرة، ولما تمثله من قيمة بيئية عالية في الحياة البحرية وما تحويه من مختلف أنواع الحيوانات البحرية.

4. شباك المنصب القاعي، والتي تتسبب في صيد الكثير من الأسماك الكبيرة الحجم، التي تساهم في مد المخزون السمكي بالبيض في فترات التكاثر وعدم الاستفادة من تلك الأسماك وخاصة في فصل الصيف الحار.

كما نظم القانون استخدام معدات الصيد الأخرى، وبينت اللائحة التنفيذية للقانون مواصفات معدات الصيد التي يمكن استخدامها، ومن ذلك:

1. حظر استخدام القراقير، وهي أفخاخ معدنية مختلفة الأحجام لصيد الأسماك، التي تقل فتحاتها عن 2 × 2 بوصة، لترك المجال أمام الأسماك الصغيرة الحجم للخروج من القراقير.

2. وضع مواصفات للشباك الساحلية المستخدمة في صيد العومة والبرية (السردين والأنشوجة)

3. وضع مواصفات لمعدات الصيد الثابتة مثل الحظر، والسكار.

ه- تحديد جهد الصيد:

والذي يمكن له أن يأخذ شكل حظر تسجيل قوارب صيد جديدة، أو حظر إصدار رخص صيد جديدة، أو تحديد العدد المسموح به من معدات الصيد.

ويساعد ذلك في تخفيض الجهد المبذول في الصيد ليتناسب مع الطاقة الإنتاجية للمخزون، بحيث يتم استغلال ما يزيد على حاجة المخزون من الأعداد مبقياً في الوقت ذاته على أعداد كافية منه لتقوم بمهمة تجديد النوع والتكاثر عاماً بعد عام.

 

 

 

ومن الضرورة التشديد في هذا المقام على ضرورة أن استمرار جمع المعلومات والإحصائيات والبيانات المتعلقة بصيد وإنتاج الأسماك، لتكون بمثابة مؤشر على وضع المخزون السمكي ومدى حاجته لوضع ضوابط جديدة، تأتي عادة عن طريق قرارات تتخذ على مستوى الإدارات والهيئات المعنية بإدارة الثروة السمكية.

الخاتمة

ومن ذلك نلمس مدى أهمية القرارات التي تتخذها الإدارات المعنية بإدارة وتنظيم عملية صيد الأسماك، والتي إن طبقت بشكل صحيح ستساهم في حماية البيئة البحرية، والثروة السمكية، ثروة الأجيال الحالية وأجيال المستقبل، من الاستنزاف، والانقراض.

:bahflag::bahflag::bahflag:

Link to comment
Share on other sites

and hatha wahed thany deeeen B) B)

 

وجوب الإيمان بالملائكة عليهم السلام:

 

 

إن الإيمان بالملائكة من الواجبات الإعتقادية، قال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].

فالمؤمن عليه أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله خلق عالماً سماه الملائكة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور المتضمن أسئلة جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم ما الإسلام والإيمان والإحسان: قال - أي جبريل عليه السلام - فأخبرني عن الإيمان، قال - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال - أي جبريل عليه السلام -: صدقت.

ومن أنكر وجود الملائكة، كان إنكاره كفراً وضلالاً لأنه أنكر ما هو ثابت ثبوتاً صريحاً في القرآن الكريم والسنة الشريفة قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا} [النساء: 136].

 

-2 حقيقة الملائكة:

الملائكة عليهم السلام عالم خلقه الله من نور، لهم قدرة على التمثل بأمثال الأشياء بإذن الله تعالى، لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجانُّ من مارج(1) من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم(2) " رواه مسلم.

فالملائكة نوع من خلق الله تعالى مغاير لنوع الإنس والجن فالإنس والجن يتناسلون ويتناكحون ويوصفون بذكورة وأنوثة بخلاف الملائكة عليهم السلام لا يتناسلون ولا يتناكحون ولا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة.

قال الله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} [الزخرف: 19].

______________________

(1) لهب صاف لا دخان فيه.

(2) أي كما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز في مواضع متعددة : بأنه من تراب وماء أي طين قال تعالى: {وبدأ خلق الإنسان من طين} [السجدة : 7] بأنه من طين لازب أي يلتزق بعضه ببعض أي : طين مستقر على حالة من الاعتدال ليصلح لقبول التصوير قال تعالى: {إنا خلقناهم من طين لازب} [صافات: 11] وبأنه من صلصال أي طين يابس كالفخار من حمأ مسنون، أي طين أسود مصوَّر صورة إنسان أجوف، قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون}[الحجر: 26] وبأنه قد نفخ فيه الروح قال الله تعالى: {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقوا له ساجدين} [الحجر: 29].

 

-3 حكمة وجود الملائكة عليهم السلام والإيمان بهم:

إن في وجود الملائكة والإيمان بهم حكماً متعددة منها:

أولاً: أن يعلم الإنسان سعة علم الله تعالى وعظم قدرته وبديع حكمته، وذلك أنه سبحانه خلق ملائكة كراماً لا يحصيهم الإنسان كثرة ولا يبلغهم قوة وأعطاهم قوة التشكل بأشكال مختلفة حسبما تقتضيه مناسبات الحال.

ثانياً: الإيمان بالملائكة عليهم السلام هو ابتلاء للإنسان بالإيمان بمخلوقات غيبية عنه، وفي ذلك تسليم مطلق لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: أن يعلم الإنسان أن الله تعالى خلق ملائكة أنقياء أقوياء لكلٍ منهم له وظيفة بأمر من الله تعالى إظهاراً لسلطان ربوبيته وعظمة ملكه، وأنه الملك المليك الذي تصدر عنه الأوامر، من الوظائف التي أمروا بها: نفخ الروح في الأجنة ومراقبة أعمال البشر، والمحافظة عليها وقبض الأرواح وغير ذلك... .

رابعاً: أن يعلم الإنسان ما يجب عليه تجاه مواقف الملائكة معه وعلاقة وظائفهم المتعلقة به، فيرعاها حق رعايتها ويعمل بمقتضاها وموجبها.

مثال ذلك: أن الإنسان إذا علم أن عليه ملكاً رقيباً يراقبه وعتيداً حاضراً لا يتركه، متلقياً عنه ما يصدر منه، فعليه أن يحسن الإلقاء والإملاء لهذا الملك المتلقي عنه والمستملي عنه الذي يدون على الإنسان كتابه ويجمعه ثم يبسطه له يوم القيامة وينشره ليقرأه قال الله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].

خامساً: وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل ملائكة كراماً وسطاء سفرة بينه وبين أنبيائه ورسله عليهم السلام قال الله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِي} [النحل: 2].

وفي ذلك تنبيه إلى عظم النبوة والرسالة، ورفعة منزلة الشرائع الإلهية وشرف العلوم الربانية الموحاة إلى الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وإن شرائع الله تعالى مجيدة كريمة، لأن الذي شرعها هو العليم الحكيم الذي أحكم للناس أحكامها ووضع لهم نظامها على وجه يضمن مصالح العباد وسعادتهم وعزتهم الإنسانية وكرامتهم الآدمية.

فالجدير بالشرائع الإلهية وحكمة أحكامها وبديع انتظامها أن تتنزل بها أشراف الملائكة وساداتها على أشراف الخليقة الإنسانية وساداتها ألا وهم الأنبياء عليهم السلام.

 

-1 عصمة الملائكة عليهم السلام من المعصية:

-إن الملائكة عليهم السلام معصومون عن المعصية والذنوب، فقد عصمهم الله وحفظهم من ذلك.

- فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويأتمرون بأوامر الله تعالى، وكل من كانت صفاته كذلك فلا يقع في معصية أو ذنب قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

-وهم لا يتقدمون بقول إلا بعد أن يأذن الله تعالى لهم في ذلك ولا يتحركون لعمل إلا بأمره. قال الله تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 26-27].

-وهم في مقام الخشية والخوف من الله، ودأبهم فعل ما يؤمرون به من ربهم قال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 49 - 50].

فمن كان مقامه الخوف من الله وعدم المخالفة لأوامره فهل يقع منه معصية؟

-وهم يسبحون الله ليلاً ونهاراً، ولا يتعبون ولا يملون من عبادة ربهم. قال الله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ(1) عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (2)} [الأنبياء: 19 - 20].

ومن كان هذا دأبه، فأنى تتأتى منه المعصية؟

-وهم المطيعون الصادقون، وقد وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: {كرام بررة(3) } فمن كان باراً مطيعاً فهل يخالف؟

-فمن ذلك الآيات يتبين أن الملائكة عليهم السلام محفوظون بحفظ الله عن المعصية والذنوب.

ويجب تنزيه مقامهم الرفيع عن كل ما يحط من رتبتهم ومنزلتهم عن جليل مقدارهم.

تنبيه: ليس في قصة هاروت وماروت في القرآن الكريم ما يخلُّ في عصمة الملائكة عليهم السلام.

_________________

(1) لا يكلون ولا يعيون.

(2) لا يسكنون عن التسبيح والعبادة.

(3)وهم المطيعون لربهم.

قال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].

والقصة: أن اليهود نبذوا كتاب الله واتبعوا كتب السحرة والشعوذة التي كانت تُقْرَأ في زمن ملك سليمان عليه السلام. وذلك أن الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلى الكهنة، وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليه السلام، حتى قالوا إن الجن تعلم الغيب، وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السلام، وما تمَّ لسليمان ملكه إلا بهذا العلم وبه سخر الجن والإنس والطير والريح، فأنزل الله هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وبين كلام السحرة.

وما يُعلِّم هاروت وماروت من أحدٍ حتى ينصحاه، ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله، فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل به كفر، ومن تعلَّم وتوقَّى عمله ثبت على الإيمان.

فيتعلم الناس من هاروت وماروت علم السحر الذي يكون سبباً في التفريق بين الزوجين، بأن يخلق الله تعالى عند ذلك النفرة والخلاف بين الزوجين، ولكن لا يستطيعون أن يضروا بالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى، لأن السحر من الأسباب التي لا تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه.

فيتعلم الناس الذي يضرهم ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا العلم لمضرة الأشخاص.

ولقد علم اليهود أن من استبدل الذي تتلوه الشياطين من كتاب الله ليس له نصيب من الجنة في الآخرة، فبئس هذا العمل الذي فعلوه.

والخلاصة: أن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي جاء به سليمان وأتم له الله به ملكه، وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.

وإن ورد غير ذلك في شأن هذه القصة فلا يبعد أن يكون من الروايات الإسرائيلية.

 

-5 مرتبة الملائكة عند الله عزَّ وجلَّ:

قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

هذه الشهادة هي أعظم الشهادات وأقومها وأعلاها، إنها شهادة الله بأنه لا إله إلا هو عز وجل.

ففي هذه الآية الكريمة أن الله تعالى قرن شهادة الملائكة وأولي العلم بشهادته سبحانه وتعالى التي سجلها في جميع كتبه.

وفي ذلك وجوه من العز والشرف والكرامة وعلو المكانة والمرتبة للملائكة الكرام والعلماء المخلصين الذين قرنهم الله تعالى بملائكته:

أولاً: إن الله تعالى استشهد بشهادة نفسه سبحانه وهو أجلُّ شاهد، وكفى بالله شهيداً، ثم بخيار خلقه وهم الملائكة وأولوا العلم، وحسبهم بذلك رتبة عالية وفضلاً عظيماً، وشرفاً كريماً على غيرهم من المخلوقات.

ثانياً: إنه تعالى لا يستشهد من خلقه إلا الشهود العدول المطيعين، فهذه الآية تدل على عدالتهم وثقتهم وأمانتهم وصونهم وتزكيتهم وتنقيتهم.

ثالثاً: إنه تعالى جعل شهادة الملائكة وأولي العلم حجة على المنكرين، فالملائكة وأولوا العلم عند الله بمنزلة براهينه الدالة على توحيده سبحانه.

وقال تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ(1) عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ(1) * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ(2)} [الأنبياء: 19، 20].

وقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء : 26-27- 28].

 

وقد وصفهم الله في هذه الآيات بأنهم مقربون يداومون على عبادة الله كما أمرهم تعالى ولا ينثنون ولا يكلون ولا يتعبون بل دأبهم الطاعة والاستمرار عليها، وحالهم التسبيح في الليل والنهار فلا يتوقف نشاطهم عن التسبيح والتمجيد لله تعالى.

ووصفهم بأنهم عباد لهم شأن كريم ومقام عظيم ونعتهم بكمال الطاعة، والانقياد لأمره تعالى،وأنهم بأمره يعملون لا من تلقاء أنفسهم، فهم على مراقبة دائمة في جميع تقلباتهم وحركاتهم وسكناتهم، لأنهم يوقنون أن علمه سبحانه محيط بهم، وهم لا يشفعون إلا لمن أرتضى الله تعالى أن يشفعوا له، وأنزلهم مقام الخوف والخشية منه وكفى هذا المقام رتبة.

وقال الله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ(3) * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ(4)} [الأنبياء: 19-20].

 

:bahflag::bahflag::bahflag::de20::de20:

Link to comment
Share on other sites

البحرين وتطور التجارة قبل ظهور العملات المسكوكة

 

أنعم الله سبحانه وتعالى على جزر البحرين، منذ فجر التاريخ، بإمدادات وفيرة من المياه العذبة في منطقة من العالم تتميز بطبيعة صحراوية. وبفضل هذه النعمة، توفرت في هذه الواحة الواقعة في وسط البحر الظروف الملائمة للزراعة وتربية الحيوانات، والتي هيأت بدورها مستلزمات البقاء للإنسان عند وصوله إلى المنطقة لأول مرة. وقد سمحت إمدادات المياه بتطوير الزراعة ورعاية الحيوانات، إلا أن صغر البحرين ومحدودية مساحات الأراضي القابلة للزراعة أوجدت إمكانيات العيش لعدد محدد من السكان فقط. غير أن هذه القيود الطبيعية كانت لها محاسنها أيضاً، حيث ازدهرـ ضمن نطاق البحرين ـ مجتمع إنساني سعيد، يمثل وحدة مهمة في التركيبة الحضارية حول شواطئ الخليج العربي.

 

وقد يعطي اسم "البحرين" ــ كما هو واضح من معناه ـ إشارة إلى امتزاج المياه المالحة للخليج بالمياه العذبة التي كانت تتدفق إلى السطح سواء على اليابسة أو من ينابيع في وسط مياه البحر الضحلة المحيطة بالجزيرة. وقد ساعدت تلك المياه العذبة على غرس النخيل، وزراعة سائر أنواع النباتات المفيدة مثل الذرة والقطن، بينما كان البحر المحيط بالبحرين يوفر لأبنائها الثروة السمكية الهائلة واللؤلؤ الثمين.

 

من المؤكد تقريباً أن أوائل المقيمين في البحرين قد وصلوها أثناء العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 18000 سنة عندما كانت جزيرة البحرين متصلة بشبه الجزيرة العربية. إلا أنها انفصلت نتيجة لذوبان القمم الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحر في ذلك الوقت، وقد دفعت هذه العوامل المقيمين بالبحرين إلى تبني تقاليد مرتبطة بالبحر والسعي للعمل مع سائر المجتمعات التي كانت تعتمد على البحر في معيشتها وتقوم بتنمية المنطقة. ولكون الإنسان اجتماعيا، فضولياً ومغامراً بطبيعته، ويسعى لإقامة الاتصال مع جيرانه، فإن

 

 

رحلات الاكتشاف الأولى التي قام بها خارج نطاق المياه الساحلية لموطنه أدت إلى إقامة الاتصال بينه وبين بني جنسه، الذين كانوا بدورهم يغامرون خارج نطاق أماكن استيطانهم. ومع كل اتصال جديد أتيحت لهم فرصة لتبادل المعلومات عن مواطنهم. وما لبثوا أن تعلموا أن لكل منطقة مواردها الخاصة التي تفتقدها سائر المناطق، وبدأت اهتمامات كل منهم تزيد بما يتوفر لدى الأطراف الأخرى من موارد وإمكانيات. وأدركت الأطراف كلها مزايا تبادل المنتجات بين مركز وآخر، وأخذت عملية التبادل التجاري بينهم تنمو

وتتطور. وكان أوائل التجار يستبدلون المنتجات والسلع المتوفرة في أوطانهم بتلك التي كانوا يفتقدونها، وهكذا برزت طرق التجارة البحرية المنتظمة إلى الوجود تدريجياً. ومن المحتمل أن تكون هذه الطرق تربط في الأصل بين مستوطنة وأخرى قريبة منها، إلا أنها قد توسعت بمرور الزمن لتشكل سلسلة ممتدة من أعالي الخليج وعلى طول شواطئه ، عبر مضيق هرمز، وتمتد بعده على الشواطئ الشمالية لخليج عمان وبحر العرب لتصل إلى شبه القارة الهندية.

 

هذا وقد توسعت التجارة تدريجياً فيما بعد، وأصبحت مهنة أكثر تخصصية عبر الأزمان. فالمراكز التي توفرت فيها الأخشاب، على سبيل المثال، تعلمت كيفية صنع السفن التي تنقل عليها البضائع في رحلات تزداد مسافتها يوماً بعد يوم. إلا أنه ونظراً لافتقاد المعرفة الفنية في الملاحة ـ في تلك المراحل المبكرة من التاريخ ـ فإن السفن نادراً ما كانت تخرج عن نطاق الرؤية من الساحل، كما أن قابلية فساد إمدادات الطعام كانت تجبرها على التوقف المتكرر للتزود بالطعام والماء. وأصبح بمقدور مستوطنات معينة

كالبحرين الإفادة من هذه الضروريات، مما أدى إلى نموها كمركز تجاري هام. حيث أدرك التجار مدى الفائدة التي يمكن جنيها عندما يجلب الناس من مختلف المناطق منتجاتهم إلى مركز تجاري مضياف يمكنهم من الحصول على ضروريات الحياة وتبادل السلع فيما بينهم.

 

وقد كان يتعين على الطرفين الاتفاق بشأن قيمة السلع المطلوب تبادلها على نحو ماهو معروف في عمليات التبادل السلعي. ولذا فإن كل معاملة كانت تتطلب التفاوض الشخصي بين الطرفين، لتقويم سلعة واحدة مقابل أخرى ـ كالجلود مقابل السمك المجفف، والثمر مقابل الخشب، والقماش مقابل المعادن، أو التوابل مقابل الحبوب. كما أن عملية التبادل المطلوب في كل حالة كانت شديدة التنوع، فلا يعتمد الأمر على مجرد استبدال سلعة بأخرى وحسب، بل للموسم دورة أيضاً وكذا العرض والطلب وأحدث التطورات التقنية. ومن الواضح أن مثل هذا النظام كان معقداً ومليئاً بالمتاعب، إلا أنه كان بالإمكان توظيفه بشكل فعال في نظام اقتصادي بدائي.

 

وقد كانت فطرة الإنسان تدفعه إلى السعي الدوؤب لإيجاد سبل جديدة لتسهيل عملية التبادل التجاري وجعلها أكثر ربحية للجميع. وقد أدى هذا السعي إلى ازدهار كافة المراكز التي كانت تنشط فيها التجارة. أما المراكز التي كانت عملية التبادل التجاري فيها أكثر سهولة وانتظاماً فقد شهدت المزيد من الازدهار. ومن حسن حظ البحرين أنها كانت في الموقع المناسب، وتوفرت لديها ما يكفى من المقومات لتتحول إلى مركز متميز للأعمال التجارية. وكان الازدهار الناجم عن التجارة في تلك الحقبة المبكرة من التاريخ هو السبب الكامن وراء تطور حضارة دلمون العظيمة. فبفضل ينابيع المياه المتدفقة فيها وأشجار النخيل الباسقة، صارت دلمون نقطة وصل رئيسة بين حضارتي ما بين النهرين والهند. ويقال إن قصة جنة عدن التي كان الناس يرددونها جيلا بعد جيل في سوريا وفلسطين ربما تكون مبنية على وصف البحرين من قبل المسافرين والرحالة.

لقد كانت السفن تتجمع في دلمون، وتحال حمولاتها عبر الوسطاء إلى التجار الذين يستطيعون الحصول على أفضل الأسعار والشروط لكافة الأطراف، وإتمام عمليات بيع تلك الحمولات. ومن أكثر آثار حضارة دلمون إثارة للاهتمام، والتي لها ارتباط مباشر بالممارسات التجارية في ذلك العصر، أختام دلمون المتميزة والمنقوشة على الأحجار والمحارات. ويعتقد أن هذه الأختام كانت تستخدم كعلامات رسمية للمجتمع التجاري الدلموني لحوالي 800 سنة امتدت ما بين عامي 2400 و 1600 قبل الميلاد. وخلال تلك الفترة التي شهدت ازدهارا تجارياً كبيراً، كانت هذه الأختام ـ التي يسهل التعرف عليها ـ تستخدم دون شك لتأكيد صلاحية العقود التجارية المبرمة بين بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب الهند.

 

لم تختلف عمليات التبادل التجاري في الماضي كثيراً عنها في الحاضر من حيث الأساس. فكما هو الحال اليوم، فقد كانت عمليات التبادل الصغيرة الحجم ضرورية لتلبية متطلبات الحياة اليومية للناس في ذلك العهد الذي سبق استعمال النقود للتبادلات التجارية، خاصة وإن تلك المتطلبات لم يكن بالإمكان تلبيتها بوساطة موارد الإنسان الخاصة والعمالة المباشرة، أو بوساطة المعاملات التجارية الكبيرة الحجم. وكانت الفئة الأولى تشمل ما يشار إليه اليوم بتجارة التجزئة، فعلى سبيل المثال كانت عائلة واحدة تصنع الأواني وتأخذها إلى السوق لمبادلتها باللحم أو الملابس. أما الفئة الثانية (تجارة الجملة) فكانت تتضمن تبادل المواد الخام مثل قوالب النحاس والقماش أو الجلود والخشب اللازم للبناء. كما أن القوة العاملة للإنسان كانت تتبادل بالسلع، حيث كان يقوم العامل بعمله مقابل الحصول على المنتجات التي يحتاجها هو وعائلته.

كان "اللؤلؤ" أشهر منتجات البحرين ـ منذ المراحل الأولى لتاريخها ـ حيث ينمو في قاع البحر داخل أصداف المحار المنتشرة بكثرة حول شواطئها. وكان اللؤلؤ المستخرج من تلك الأصداف، مثالاً مبكراً للمنتجات الفاخرة ذات القيمة العالية والطلب المتزايد من قبل التجار والأثرياء والمتمكنين من الصرف على الزينة الشخصية. وكانت حبات اللؤلؤ صغيرة الحجم وخفيفة وسهلة النقل، كما كانت تدَر عائداً مرتفعاً على أولئك الذين يتولون تنظيم حصادها. وإلى حد ما كان اللؤلؤ نوعاً مبكراً من النقود ذات العائد المرتفع لأن قيمته كانت ثابتة نسبياً، ويمكن مبادلته بكافة أنواع السلع الأخرى تقريباً.

غير أن اللؤلؤ مادة حساسة قابلة للكسر، ولم يكن متوفراً بكميات كبيرة تكفي لجعله قاعدة حقيقية لمخزون نقدي. حيث إن هذا الدور كان يضطلع به ـ بصورة أكبرـ معدنا الذهب والفضة. ولم يمض وقت طويل لكي يدرك الجميع بأن الذهب والفضة هما المصدر الحقيقي للثروة والقوة.

 

مما لاشك فيه أن الحضارة قد خطت إلى الأمام خطوة جبارة عندما تعلم الإنسان كيفية تشكيل المعادن ليصنع منها أدوات يستفيد منها في حياته اليومية. ويعتقد بأن النحاس هو أول معدن تم تشكيله، حيث كان متوافراً بكثرة ويمكن تحويله بسهولة الى برونز بإضافة كمية صغيرة من القصدير. وقد استخدم البرونز في صنع الأسلحة مما أحدث تحولاً كبيراً في الأساس التقني للحروب. كما كان من السهل قولبة البرونز لصنع تماثيل وأوعية من كافة الأنواع. ويرتبط معدنا الذهب والفضة الأكثر ندرة بالنحاس. وبالرجوع إلى ميزان الوفرة يتبين أن النحاس كان أكثر توافرا من الفضة بحوالي مائة ضعف، بينما كانت تتوافر الفضة بحوالي عشر أضعاف الذهب. وبناء على ذلك فقد أصبح بالإمكان تقويم السلع وفقا لوزن معين لأي من المعادن الثلاثة. ولما كان النحاس أفضل سلعة من حيث قابليته للتحول إلى أشياء مصنعة؛ فإنه كان الوسيلة المفضلة للدفع. في حين أن كمية صغيرة من الفضة أو كمية أصغر منها من الذهب، ربما كانت كافية لإتمام عملية الشراء. وبناء على اكتشاف رئيس للفضة المنقاة في صورة خردة، فقد انتشر استخدامها كإحدى وسائل التبادل المفضلة في البحرين. وقد تطلب الأمر خطوة واحدة فقط لتحويل تلك المعادن إلى عملة مسكوكة.

 

 

 

 

 

 

 

 

:ssm16::ssm16::ssm16::ssm16::bahflag::bahflag::bahflag:

 

 

 

 

:ssm16::ssm16::ssm16:

Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.

×
×
  • Create New...