Jump to content
منتدى البحرين اليوم

~ آيات في أهل البيت عليهم السلام ~


Recommended Posts

تحية عبقة تفوح شذى ,, بذكر محمد و آل بيته العترة الأطهار

 

اللهم صلي على محمد و آل محمد ,,

 

أحبتي في الله :: حوارية عقائدية قصصية خفيفة هادفة يمكن لمختلف الفئات العمرية المشاركة بها ,,

فلتتلاقح حصائلنا الفكرية العقائدية ولنسطر أزكى الكلمات بهذه الصفحة الالكترونية ,,

 

و الفكرة تتلخص بأن نساهم معاً في جمع الآيات القرآنية التي تتحدث عن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة و السلام ,, مع ضرورة شرح هذه الآية أو الحادثة التي تتحدث عنها ,, و تبيان دلائلها

 

كأن يطرح أحدنا هذه الآية ,,

"إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"

و يشير إلى دلالاتها وعظيم معانيها ,,

 

نريد للموضوع أن يكون هادفاً و هدفيته تكتمل بوضع الآية مع قصتها ,, لا الآية فحسب

رجائي كل الرجاء أن نلتزم بذلك ,,

 

و افتتح حواريتنا المثمرة إن شاء الله بهذه الآية من سورة الرحمن

 

"مرج البحرين يلتيقان ,, بينهما برزخ لايبغيان ,, فبأي ألاء ربكما تكذبان ,, يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"

 

 

يقصد بمرج البحرين علياً و فاطمة و ما بينهما من برزخ خير خلق الله المصطفى محمد "ص"

يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان :: الحسن والحسين "عليهما السلام"

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 24
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

 

مشكوووووووووووره اختي العزيزه على طرح هذا الموضوع الجميل والمفيد ..

 

بالنسبة للآيات:

 

﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) [ سورة الرحمن الآيات 17 - 27]

 

 

فهذا اختصارات من شروح بعض علماء السنة في شأن هذه الآيات المباركه ...

 

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ أي أرسل البحر والملح والبحر العذب يتجاوران ويلتقيان ولا يمتزجان ﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ أي بينهما حاجزٌ من قدرة الله تعالى لا يطغى أحدهما على الآخر بالممازجة، قال ابن كثير: والمراد بالبحرين: الملح والحلو، فالملح هذه البحار، والحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس، وجعل الله بينهما برزخاً وهو الحاجز من الأرض لئلا يبغي هذا على هذا فيفسد كل واحد منهما الآخر ﴿فَبِأَيِّ ءالاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ أي فبأي نعم الله تكذبان؟ ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ أي يُخرج لكم من الماء اللؤلؤ والمرجان، كما يخرج من التراب الحب والعصف والريحان، قال الألوسي: واللؤلؤ صغار الدُر، والمرجان كباره قاله ابن عباس، وعن ابن مسعود أن المرجان الخرز الأحمر، والآية بيانٌ لعجائب صنع الله حيث يخرج من الماء المالح أنواع الحلية كالدر والياقوت والمرجان، فسبحان الواحد المنَّان ﴿فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

وواضح من الآيات وترتيبها وسياقها يدل على اعجاز وقدرات الله عز وجل في ملكوته وخَلقه ..

 

 

اما التأويل الذي ذكرتيه فهو في رأيي ضعيف جداً قابل للسقوط .

 

:)

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلاوات الله علية وعلى اّلة وأصحابة أجمعين

 

 

السلام على من اتبع الهدى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

 

سورة الرحمن

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرَّحْمَنُ

 

عَلَّمَ الْقُرْآنَ

 

خَلَقَ الْإِنسَانَ

 

عَلَّمَهُ الْبَيَانَ

 

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ

 

وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ

 

وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ

 

أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ

 

وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ

 

وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ

 

فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ

 

وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ

 

وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ

 

بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ

 

وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ

 

يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

ذَوَاتَا أَفْنَانٍ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

مُدْهَامَّتَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

 

تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ

 

 

 

 

اللهم انى أشهد انك لا اله الا انت وأشهد ان محمدا عبدك ورسولك الكريم

 

 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تفسير سورة الرحمن

 

اللهم وفقنا بعونك ومددك ان شاء الله

 

 

‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{‏الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ * وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

 

هذه السورة الكريمة الجليلة، افتتحها باسمه ‏"‏الرَّحْمَنُ‏"‏ الدال على سعة رحمته، وعموم إحسانه، وجزيل بره، وواسع فضله، ثم ذكر ما يدل على رحمته وأثرها الذي أوصله الله إلى عباده من النعم الدينية والدنيوية ‏[‏والآخروية وبعد كل جنس ونوع من نعمه، ينبه الثقلين لشكره، ويقول‏:‏ ‏

 

‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

فذكر أنه ‏{‏عَلَّمَ الْقُرْآنَ‏}‏ أي‏:‏ علم عباده ألفاظه ومعانيه، ويسرها على عباده، وهذا أعظم منة ورحمة رحم بها عباده، حيث أنزل عليهم قرآنا عربيا بأحسن ألفاظ، وأحسن تفسير، مشتمل على كل خير، زاجر عن كل شر‏.‏

 

‏{‏خَلَقَ الْإِنْسَانَ‏}‏ في أحسن تقويم، كامل الأعضاء، مستوفي الأجزاء، محكم البناء، قد أتقن البديع تعالى البديع خلقه أي إتقان، وميزه على سائر الحيوانات‏.‏

 

بأن ‏{‏عَلَّمَهُ الْبَيَانَ‏}‏ أي‏:‏ التبيين عما في ضميره، وهذا شامل للتعليم النطقي والتعليم الخطي، فالبيان الذي ميز الله به الآدمي على غيره من أجل نعمه، وأكبرها عليه‏.‏

 

 

 

‏الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ‏}‏

 

 

أي‏:‏ خلق الله الشمس والقمر، وسخرهما يجريان بحساب مقنن، وتقدير مقدر، رحمة بالعباد، وعناية بهم، وليقوم بذلك من مصالحهم ما يقوم، وليعرف العباد عدد السنين والحساب‏.‏

 

 

 

 

‏وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ‏}‏

 

 

أي‏:‏ نجوم السماء، وأشجار الأرض، تعرف ربها وتسجد له، وتطيع وتخشع وتنقاد لما سخرها له من مصالح عباده ومنافعهم‏.‏

 

‏{‏وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا‏}‏ سقفها للمخلوقات الأرضية، ووضع الله الميزان أي‏:‏ العدل بين العباد، في الأقوال والأفعال، وليس المراد به الميزان المعروف وحده، بل هو كما ذكرنا، يدخل فيه الميزان المعروف، والمكيال الذي تكال به الأشياء والمقادير، والمساحات التي تضبط بها المجهولات، والحقائق التي يفصل بها بين المخلوقات، ويقام بها العدل بينهم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ‏}‏ أي‏:‏ أنزل الله الميزان، لئلا تتجاوزوا الحد في الميزان، فإن الأمر لو كان يرجع إلى عقولكم وآرائكم، لحصل من الخلل ما الله به عليم، ولفسدت السماوات والأرض‏

 

 

 

 

‏{‏وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ‏}‏

 

 

أي‏:‏ اجعلوه قائما بالعدل، الذي تصل إليه مقدرتكم وإمكانكم، ‏{‏وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ‏}‏ أي‏:‏ لا تنقصوه وتعملوا بضده، وهو الجور والظلم والطغيان‏.‏

 

‏{‏وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا‏}‏ الله على ما كانت عليه من الكثافة والاستقرار واختلاف ‏[‏أوصافها و‏]‏ أحوالها ‏{‏لِلْأَنَامِ‏}‏ أي‏:‏ للخلق، لكي يستقروا عليها، وتكون لهم مهادا وفراشا يبنون بها، ويحرثون ويغرسون ويحفرون ويسلكون سبلها فجاجا، وينتفعون بمعادنها وجميع ما فيها، مما تدعو إليه حاجتهم، بل ضرورتهم‏.‏

 

 

 

 

ثم ذكر ما فيها من الأقوات الضرورية، فقال‏:‏ ‏{‏فِيهَا فَاكِهَةٌ‏}‏ وهي جميع الأشجار التي تثمر الثمرات التي يتفكه بها العباد، من العنب والتين والرمان والتفاح، وغير ذلك، ‏{‏وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ‏}‏ أي‏:‏ ذات الوعاء الذي ينفلق عن القنوان التي تخرج شيئا فشيئا حتى تتم، فتكون قوتا يؤكل ويدخر، يتزود منه المقيم والمسافر، وفاكهة لذيذة من أحسن الفواكه‏.‏

 

 

 

{‏وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ‏}‏

 

 

أي‏:‏ ذو الساق الذي يداس، فينتفع بتبنه للأنعام وغيرها، ويدخل في ذلك حب البر والشعير والذرة ‏[‏والأرز‏]‏ والدخن، وغير ذلك، ‏{‏وَالرَّيْحَانُ‏}‏ يحتمل أن المراد بذلك جميع الأرزاق التي يأكلها الآدميون، فيكون هذا من باب عطف العام على الخاص، ويكون الله قد امتن على عباده بالقوت والرزق، عموما وخصوصا، ويحتمل أن المراد بالريحان، الريحان المعروف، وأن الله امتن على عباده بما يسره في الأرض من أنواع الروائح الطيبة، والمشام الفاخرة، التي تسر الأرواح، وتنشرح لها النفوس‏.‏

 

 

 

 

ولما ذكر جملة كثيرة من نعمه التي تشاهد بالأبصار والبصائر، وكان الخطاب للثقلين، الإنس والجن، قررهم تعالى بنعمه، فقال‏:‏ ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏ أي‏:‏ فبأي نعم الله الدينية والدنيوية تكذبان‏؟‏

 

وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه السورة، فما مر بقوله‏:‏ ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏ إلا قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد، فهذا الذي ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه، أن يقر بها ويشكر، ويحمد الله عليها‏.‏

Link to comment
Share on other sites

السلام على من اتبع الهدى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

 

تابع لتفسير سورة الرحمن

 

اللهم وفقنا بعونك ومددك يارب العالمين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

‏ ‏{‏خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

وهذا من نعمه تعالى على عباده، حيث أراهم ‏[‏من‏]‏ آثار قدرته وبديع صنعته، أن ‏{‏خَلَقَ‏}‏ أبا الإنس وهو آدم عليه السلام ‏{‏مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ‏}‏ أي‏:‏ من طين مبلول، قد أحكم بله وأتقن، حتى جف، فصار له صلصلة وصوت يشبه صوت الفخار الذي طبخ على النار ‏.‏

 

 

 

 

‏وَخَلَقَ الْجَانَّ‏}‏ أي‏:‏ أبا الجن، وهو إبليس اللعين ‏{‏مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ‏}‏ أي‏:‏ من لهب النار الصافي، أو الذي قد خالطه الدخان، وهذا يدل على شرف عنصر الآدمي المخلوق من الطين والتراب، الذي هو محل الرزانة والثقل والمنافع، بخلاف عنصر الجان وهو النار، التي هي محل الخفة والطيش والشر والفساد‏.‏

 

 

 

 

 

ولما بين خلق الثقلين ومادة ذلك وكان ذلك منة منه ‏[‏تعالى‏]‏ على عباده قال‏:‏ ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

 

 

 

 

 

[‏17ـ 18‏]‏ ‏{‏رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

أي‏:‏ هو تعالى رب كل ما أشرقت عليه الشمس والقمر، والكواكب النيرة، وكل ما غربت عليه، ‏[‏وكل ما كانا فيه‏]‏ فهي تحت تدبيره وربوبيته، وثناهما هنا لإرادة العموم مشرقي الشمس شتاء وصيفا، ومغربها كذلك

 

 

......................................................................................................................................................................................

 

 

[‏19ـ 21‏]‏ ‏{‏مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

المراد بالبحرين‏:‏ البحر العذب، والبحر المالح، فهما يلتقيان كلاهما،

فيصب العذب في البحر المالح، ويختلطان ويمتزجان، ولكن الله تعالى جعل بينهما برزخا من الأرض، حتى لا يبغي أحدهما على الآخر، ويحصل النفع بكل منهما، فالعذب منه يشربون وتشرب أشجارهم وزروعهم، والملح به يطيب الهواء ويتولد الحوت والسمك، واللؤلؤ

والمرجان، ويكون مستقرا مسخرا للسفن والمراكب، ولهذا قال‏:‏

 

 

 

 

......................................................................................................................................................................................

 

 

‏[‏24ـ 25‏]‏ ‏{‏وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

أي‏:‏ وسخر تعالى لعباده السفن الجواري، التي تمخر البحر وتشقه بإذن الله، التي ينشئها الآدميون، فتكون من كبرها وعظمها كالأعلام، وهي الجبال العظيمة، فيركبها الناس، ويحملون عليها أمتعتهم وأنواع تجاراتهم، وغير ذلك مما تدعو إليه حاجتهم وضرورتهم، وقد حفظها حافظ السماوات والأرض، وهذه من نعم الله الجليلة، فلذلك قال‏:‏ ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

 

 

 

‏[‏26ـ 28‏]‏ ‏{‏كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

أي‏:‏ كل من على الأرض، من إنس وجن، ودواب، وسائر المخلوقات، يفنى ويموت ويبيد ويبقى الحي الذي لا يموت ‏{‏ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ‏}‏ أي‏:‏ ذو العظمة والكبرياء والمجد، الذي يعظم ويبجل ويجل لأجله، والإكرام الذي هو سعة الفضل والجود، والداعي لأن يكرم أولياءه وخواص خلقه بأنواع الإكرام، الذي يكرمه أولياؤه ويجلونه، ‏[‏ويعظمونه‏]‏ ويحبونه، وينيبون إليه ويعبدونه، ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

 

 

 

[‏29ـ 30‏]‏ ‏{‏يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

أي‏:‏ هو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته، وهو واسع الجود والكرم، فكل الخلق مفتقرون إليه، يسألونه جميع حوائجهم، بحالهم ومقالهم، ولا يستغنون عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك، وهو تعالى ‏{‏كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏}‏ يغني فقيرا، ويجبر كسيرا، ويعطي قوما، ويمنع آخرين، ويميت ويحيي، ويرفع ويخفض، لا يشغله شأن عن شأن، ولا تغلطه المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين، ولا طول مسألة السائلين، فسبحان الكريم الوهاب، الذي عمت مواهبه أهل الأرض والسماوات، وعم لطفه جميع الخلق في كل الآنات واللحظات، وتعالى الذي لا يمنعه من الإعطاء معصية العاصين، ولا استغناء الفقراء الجاهلين به وبكرمه، وهذه الشئون التي أخبر أنه تعالى كل يوم هو في شأن، هي تقاديره وتدابيره التي قدرها في الأزل وقضاها، لا يزال تعالى يمضيها وينفذها في أوقاتها التي اقتضته حكمته، وهي أحكامه الدينية التي هي الأمر والنهي، والقدرية التي يجريها على عباده مدة مقامهم في هذه الدار، حتى إذا تمت ‏[‏هذه‏]‏ الخليقة وأفناهم الله تعالى وأراد تعالى أن ينفذ فيهم أحكام الجزاء، ويريهم من عدله وفضله وكثرة إحسانه، ما به يعرفونه ويوحدونه، نقل المكلفين من دار الابتلاء والامتحان إلى دار الحيوان‏.‏

 

وفرغ حينئذ لتنفيذ هذه الأحكام، التي جاء وقتها، وهو المراد بقوله‏:

 

 

 

 

 

 

‏[‏31ـ 32‏]‏ ‏{‏سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

‏{‏سَنَفْرُغُ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان‏}‏ أي‏:‏ سنفرغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكم التي عملتموها في دار الدنيا‏.‏

 

:)

Link to comment
Share on other sites

تابع

 

 

 

 

 

‏33‏]‏ ‏{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ‏}‏

 

أي‏:‏ إذا جمعهم الله في موقف القيامة، أخبرهم بعجزهم وضعفهم، وكمال سلطانه، ونفوذ مشيئته وقدرته، فقال معجزا لهم‏:‏ ‏{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ أي‏:‏ تجدون منفذا مسلكا تخرجون به عن ملك الله وسلطانه، ‏{‏فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ‏}‏ أي‏:‏ لا تخرجون عنه إلا بقوة وتسلط منكم، وكمال قدرة، وأنى لهم ذلك، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا‏؟‏‏!‏ ففي ذلك الموقف لا يتكلم أحد إلا بإذنه، ولا تسمع إلا همسا، وفي ذلك الموقف يستوي الملوك والمماليك، والرؤساء والمرءوسون، والأغنياء والفقراء‏.‏

 

 

 

‏35ـ 36‏]‏ ‏{‏يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

ثم ذكر ما أعد لهم في ذلك الموقف العظيم فقال‏:‏ ‏{‏يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شواظ من نار ‏ونحاس فلا تنتصران فبأي آلاء ربكما تكذبان‏}‏ أي‏:‏ [يرسل عليكما‏]‏ لهب صاف من النار‏.‏

 

‏{‏ونحاس‏}‏ وهو اللهب، الذي قد خالطه الدخان، والمعنى أن هذين الأمرين الفظيعين يرسلان عليكما يا معشر الجن والإنس، ويحيطان بكما فلا تنتصران، لا بناصر من أنفسكم، ولا بأحد ينصركم من دون الله‏.‏

 

ولما كان تخويفه لعباده نعمة منه عليهم، وسوطا يسوقهم به إلى أعلى المطالب وأشرف المواهب، امتن عليهم فقال‏:‏ ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

 

 

 

 

‏37‏]‏ ‏{‏فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ‏}‏

 

‏{‏فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ‏}‏ ‏[‏أي‏]‏ يوم القيامة من شدة الأهوال، وكثرة البلبال، وترادف الأوجال، فانخسفت شمسها وقمرها، وانتثرت نجومها، ‏{‏فَكَانَت‏}‏ من شدة الخوف والانزعاج ‏{‏وَرْدَةً كَالدِّهَانِ‏}‏ أي‏:‏ كانت كالمهل والرصاص المذاب ونحوه ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ‏}‏ أي‏:‏ سؤال استعلام بما وقع، لأنه تعالى عالم الغيب والشهادة والماضي والمستقبل، ويريد أن يجازي العباد بما علمه من أحوالهم، وقد جعل لأهل الخير والشر يوم القيامة علامات يعرفون بها، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ‏}‏

 

 

 

 

‏41‏]‏ ‏{‏يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ‏}‏

 

وقال هنا‏:‏ ‏{‏يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ‏}‏ أي‏:‏ فيؤخذ بنواصي المجرمين وأقدامهم، فيلقون في النار ويسحبون فيها، وإنما يسألهم تعالى سؤال توبيخ وتقرير بما وقع منهم، وهو أعلم به منهم، ولكنه تعالى يريد أن تظهر للخلق حجته البالغة، وحكمته الجليلة‏

 

 

 

‏43ـ 45‏]‏ ‏{‏هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏

 

أي‏:‏ يقال للمكذبين بالوعد والوعيد حين تسعر الجحيم‏:‏ ‏{‏هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ‏}‏ فليهنهم تكذيبهم بها، وليذوقوا من عذابها ونكالها وسعيرها وأغلالها، ما هو جزاء لتكذيبهم

 

‏{‏يَطُوفُونَ بَيْنَهَا‏}‏ أي‏:‏ بين أطباق الجحيم ولهبها ‏{‏وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ‏}‏ أي‏:‏ ماء حار جدا قد انتهى حره، وزمهرير قد اشتد برده وقره، ‏{‏فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏ ولما ذكر ما يفعل بالمجرمين، ذكر جزاء المتقين الخائفين فقال‏:‏

 

 

 

‏46ـ 65‏]‏ ‏{‏وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُدْهَامَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏ إلى آخر السورة‏.‏

 

أي‏:‏ وللذي خاف ربه وقيامه عليه، فترك ما نهى عنه، وفعل ما أمره به، له جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما، إحدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات، والأخرى على فعل الطاعات‏.‏

 

ومن أوصاف تلك الجنتين أنهما ‏{‏ذَوَاتَا أَفْنَانٍ‏}‏ ‏[‏أي‏:‏ فيهما من ألوان النعيم المتنوعة نعيم الظاهر والباطن ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر‏]‏ أن فيهما الأشجار الكثيرة الزاهرة ذوات الغصون الناعمة، التي فيها الثمار اليانعة الكثيرة اللذيذة، أو ذواتا أنواع وأصناف من جميع أصناف النعيم وأنواعه جمع فن، أي‏:‏ صنف‏.‏

 

وفي تلك الجنتين ‏{‏عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ‏}‏ يفجرونها على ما يريدون ويشتهون‏.‏

 

‏{‏فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ‏}‏ من جميع أصناف الفواكه ‏{‏زَوْجَانِ‏}‏ أي‏:‏ صنفان، كل صنف له لذة ولون، ليس للنوع الآخر‏.‏

 

‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ‏}‏ هذه صفة فرش أهل الجنة وجلوسهم عليها، وأنهم متكئون عليها، ‏[‏أي‏:‏‏]‏ جلوس تمكن واستقرار ‏[‏وراحة‏]‏، كجلوس من الملوك على الأسرة، وتلك الفرش، لا يعلم وصفها وحسنها إلا الله عز وجل، حتى إن بطائنها التي تلي الأرض منها، من إستبرق، وهو أحسن الحرير وأفخره، فكيف بظواهرها التي تلي بشرتهم‏؟‏‏!‏ ‏{‏وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ‏}‏ الجنى هو الثمر المستوي أي‏:‏ وثمر هاتين الجنتين قريب التناول، يناله القائم والقاعد والمضطجع‏.‏

 

‏{‏فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ‏}‏ أي‏:‏ قد قصرن طرفهن على أزواجهن، من حسنهم وجمالهم، وكمال محبتهن لهم، وقصرن أيضا طرف أزواجهن عليهن، من حسنهن وجمالهن ولذة وصالهن، ‏{‏لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ‏}‏ أي‏:‏ لم ينلهن قبلهم أحد من الإنس والجن، بل هن أبكار عرب، متحببات إلى أزواجهن، بحسن التبعل والتغنج والملاحة والدلال، ولهذا قال‏:‏

 

‏{‏كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ‏}‏ وذلك لصفائهن وجمال منظرهن وبهائهن‏.‏

 

‏{‏هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ‏}‏ أي‏:‏ هل جزاء من أحسن في عبادة الخالق ونفع عبيده، إلا أن يحسن إليه بالثواب الجزيل، والفوز الكبير، والنعيم المقيم، والعيش السليم، فهاتان الجنتان العاليتان للمقربين‏.‏

 

‏{‏وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ‏}‏ من فضة بنيانهما وآنيتهما وحليتهما وما فيهما لأصحاب اليمين‏.‏

 

وتلك الجنتان ‏{‏مُدْهَامَّتَانِ‏}‏ أي‏:‏ سوداوان من شدة الخضرة التي هي أثر الري‏.‏

 

‏[‏66‏]‏ ‏{‏فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ‏}‏

 

أي‏:‏ فوارتان‏.‏

 

‏{‏فِيهِمَا فَاكِهَةٌ‏}‏ من جميع أصناف الفواكه، وأخصها النخل والرمان، اللذان فيهما من المنافع ما فيهما‏.‏

 

‏{‏فِيهِنَّ‏}‏ أي‏:‏ في الجنات كلها ‏{‏خَيْرَاتٌ حِسَانٌ‏}‏ أي‏:‏ خيرات الأخلاق حسان الأوجه، فجمعن بين جمال الظاهر والباطن، وحسن الخلق والخلق‏.‏

 

‏{‏حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ‏}‏ أي‏:‏ محبوسات في خيام اللؤلؤ، قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن، ولا ينفي ذلك خروجهن في البساتين ورياض الجنة، كما جرت العادة لبنات الملوك ونحوهن ‏[‏المخدرات‏]‏ الخفرات‏.‏

 

‏{‏لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ‏}‏ أي‏:‏ أصحاب هاتين الجنتين، متكأهم على الرفرف الأخضر، وهي الفرش التي فوق المجالس العالية، التي قد زادت على مجالسهم، فصار لها رفرفة من وراء مجالسهم، لزيادة البهاء وحسن المنظر، ‏{‏وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ‏}‏ العبقري‏:‏ نسبة لكل منسوج نسجا حسنا فاخرا، ولهذا وصفها بالحسن الشامل، لحسن الصنعة وحسن المنظر، ونعومة الملمس، وهاتان الجنتان دون الجنتين الأوليين، كما نص الله على ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ‏}‏ وكما وصف الأوليين بعدة أوصاف لم يصف بها الأخريين، فقال في الأوليين‏:‏ ‏{‏فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ‏}‏ وفي الأخريين‏:‏ ‏{‏عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ‏}‏ ومن المعلوم الفرق بين الجارية والنضاخة‏.‏

 

وقال في الأوليين‏:‏ ‏{‏ذَوَاتَا أَفْنَانٍ‏}‏ ولم يقل ذلك في الأخريين‏.‏ وقال في الأوليين‏:‏ ‏{‏فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ‏}‏ وفي الأخريين ‏{‏فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ‏}‏ وقد علم ما بين الوصفين من التفاوت‏.‏

 

وقال في الأوليين‏:‏ ‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ‏}‏ ولم يقل ذلك في الأخيرتين، بل قال‏:‏ ‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ‏}‏

 

وقال في الأوليين، في وصف نسائهم وأزواجهم‏:‏ ‏{‏فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان‏}‏ وقال في الأخريين‏:‏ ‏{‏حور مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ‏}‏ وقد علم التفاوت بين ذلك‏.‏

 

وقال في الأوليين ‏{‏هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ‏}‏ فدل ذلك أن الأوليين جزاء المحسنين، ولم يقل ذلك في الأخريين‏.‏

 

ومجرد تقديم الأوليين على الأخريين، يدل على فضلهما‏.‏

 

فبهذه الأوجه يعرف فضل الأوليين على الأخريين، وأنهما معدتان للمقربين من الأنبياء، والصديقين، وخواص عباد الله الصالحين، وأن الأخريين معدتان لعموم المؤمنين، وفي كل من الجنات ‏[‏المذكورات‏]‏ ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفيهن ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأهلها في غاية الراحة والرضا والطمأنينة وحسن المأوى، حتى إن كلا منهم لا يرى أحدا أحسن حالا منه، ولا أعلى من نعيمه ‏[‏الذي هو فيه‏]‏‏.‏

 

ولما ذكر سعة فضله وإحسانه، قال‏:‏ ‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ‏}‏ أي‏:‏ تعاظم وكثر خيره، الذي له الجلال الباهر، والمجد الكامل، والإكرام لأوليائه‏.‏

 

تم تفسير سورة الرحمن، ولله الحمد والشكر والثناء الحسن‏.‏

 

 

 

 

 

اللهم لك الحمد والشكر

 

 

 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

 

 

 

 

 

 

Mahmoud-El-Masry

Link to comment
Share on other sites

تفسير الميزان لدى الامامية

 

قوله تعالى: «مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان» المرج الخلط و المرج الإرسال، يقال: مرجه أي خلطه و مرجه أي أرسله و المعنى الأول أظهر، و الظاهر أن المراد بالبحرين العذب الفرات و الملح الأجاج، قال تعالى: «و ما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه و هذا ملح أجاج و من كل تأكلون لحما طريا و تستخرجون حلية تلبسونها»: فاطر: 12.

 

و أمثل ما قيل في الآيتين أن المراد بالبحرين جنس البحر المالح الذي يغمر قريبا من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية من البحار المحيطة، و غير المحيطة و البحر العذب المدخر في مخازن الأرض التي تنفجر الأرض عنها فتجري العيون و الأنهار الكبيرة فتصب في البحر المالح، و لا يزالان يلتقيان، و بينهما حاجز و هو نفس المخازن الأرضية و المجاري يحجز البحر المالح أن يبغي على البحر العذب فيغشيه و يبدله بحرا مالحا و تبطل بذلك الحياة، و يحجز البحر العذب أن يزيد في الانصباب على البحر المالح فيبدله ماء عذبا فتبطل بذلك مصلحة ملوحته من تطهير الهواء و غيره.

 

و لا يزال البحر المالح يمد البحر العذب بالأمطار التي تأخذها منه السحب فتمطر على الأرض و تدخرها المخازن الأرضية و البحر العذب يمد البحر المالح بالانصباب عليه.

 

فمعنى الآيتين - و الله أعلم - خلط البحرين العذب الفرات و الملح الأجاج حال كونهما مستمرين في تلاقيهما بينهما حاجز لا يطغيان بأن يغمر أحدهما الآخر فيذهب بصفته من العذوبة و الملوحة فيختل نظام الحياة و البقاء.

 

قوله تعالى: «يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان» أي من البحرين العذب و المالح جميعا و ذلك من فوائدهما التي ينتفع بها الإنسان، و قد تقدم فيه الكلام في تفسير قوله تعالى: «و ما يستوي البحران» الآية،: فاطر: 12.

 

=========================

 

في الواقع كان الاولى من كاتب الموضوع ادراج مصدر التفسير بدل ان تؤخذ الامور على عواهنها

 

لم اطلع على هذا التفسير مطلقا ، فهل لكم ادراج المصدر

 

تحياتي

Link to comment
Share on other sites

الى من يهمه الأمر ,,,

 

هناك منتدى إسمه منتدى محرم ,, إذهبوا وحرفوا شرح القرآن الكريم هناك ,, وليس هنا

 

ترى طفح الكيل ,, هذا شيء كبير الصراحة ,, يعني تستفزونّا إهنيه بعد ,, لحد يشرح القرآن على كيفه ! :(

 

يا مشرفين يا عاميين ,, لو سمحتم القرآن الكريم كلام الله ,, وقد تم شرحه من قبل الرسول ( ص ) والصحابة الأطهار ( ر ) ,, والسلف الصالح ,, ويتعاملوون مع هذا الشرح مئات الملايين من المسلمين !!

 

يعني لااا نريد ,, شرح لاا يمد للحق بصلة ,, خافوا الله قليلااا

 

 

يعني اللي قاعد يصير في العراق ,, واللي قاعد يصير في لبنان ,, وبعد لكم عين تدخلون وتحرفون شرح القرآن

 

 

يا ناس يا هوو وين عايشين إحنا ,, عند الموت وسكراته , وفي القبر مع منكر ونكير ,, بتسوون وتقولن شنو ,, خلي ( ...... ) ينفعكم

 

 

حسبنا الله ونعم الوكيل

 

قبل ما يبتدي شهر محرم بكم يوم ,, لماّ صارت المشكلة اللي يعرفونها المشرفين ,, قالوللي هذا منتدى ناس معينة ( أقصد منتدى شهر محرم ) ,, وذااك منتدى ناس معينة ( أقصد المنتدى الديني " الإسلامي الحق " ) ,, يعني كل واحد يلتزم بالقوانين ,, وعن الإستفزاز ؟ ! ؟ ! ):

 

 

 

ولاااا تخلونني أكتب كلاااام في منتدى محرم أخلي فيه اللي ما يتكلم يتكلم ):

 

 

 

سلاااااااام الله على من إتبع الهدى والفرقان

 

 

تم تحذيرك اكثر من مرة بالتأدب في الكلام و في المنتدى ما عندنا ناس و ناس و لا يشرفنا ان امثالك يكونون اعضاء عندنا

Edited by Politskof
Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.

×
×
  • Create New...