Jump to content
منتدى البحرين اليوم

خليفة بن سلمان لـ"السياسة": ما فعله المتآمرون قوَّى عضد شعب وقيادة البحرين


Z 2 2

Recommended Posts

الأشرار استقووا بالأجنبي لينقلبوا على النظام ويعلنوا جمهورية إسلامية مرتبطة بإيران

حين التقيت خادم الحرمين طلباً للعون قال: إنني كنت في انتظاركم لماذا تأخرتم?

دعوة جلالة الملك حمد بن عيسى إلى الحوار غايتها تنقية الاجواء مما طرأ عليها

يجب تعزيز قوات درع الجزيرة ... ولا يمكن أن ننسى فضل اخواننا في دول مجلس التعاون

وزراء وبعض فئات المجتمع فقدوا الرحمة بمواطنيهم ووطنهم وراحوا يحاسبون الناس على هويتهم

كتب - أحمد الجارالله:

شدد صاحب السمو الملكي رئيس وزراء البحرين الامير خليفة بن سلمان آل خليفة على ضرورة" توسيع اطار التحرك الخليجي المشترك بعد انكشاف كل فصول المؤامرة التي كانت تستهدف دول مجلس التعاون من خلال الانقلاب الذي أفشلته البحرين", وفيما اعتبر ان"الشرخ الذي تسببت به الاحداث يمكن معالجته بحكمة عقلاء المملكة من السنة والشيعة", رأى ان" ما جرى قوى عضد الدولة البحرينية, ووحد الشعب", واوضح ان" هناك بعض التقصير لكنه لا يعالج بالتخريب والانقلاب, واعمال القتل التي مارسها الارهابيون".

وقال في حديث الى"السياسة" ان : "نحن الان نتعافى مما حدث وما حدث يفطر القلب, لانه كان مؤامرة كبيرة غايته الغاء الوطن وتهجير اهله". واضاف:" كانت عندي مخاوف حيال تحرك البعض للقيام بعمل مشبوه, ونبهت اليها منذ زمن, ولكن هناك من تعامل مع الامر بحسن النوايا, اذ لم يتوقعوا ان يحدث في البحرين ما حدث, وقد اكتشفنا ان كل ذلك مخطط له منذ زمن طويل, بعلم ومساعدة دول اجنبية, ومن المقرر له ان ينفذ في العام 2017, لكن ما عجل به ما شهدته كل من تونس ومصر".

وعن المخطط الذي كانت تسعى فئة قليلة الى تنفيذه قال:" كان الاشرار يخططون لثورة يليها انقلاب عسكري واسقاط النظام وقتل اركانه, تصور ما أبشع ما كانوا يخططون له".

سمو الامير خليفة بن سلمان آل خليفة اكد ان" الاشرار الذين رفعوا مطالب حق ارادوا بها باطلا تعلموا الدرس, ولذلك لن يكرروا فعلتهم ثانية, بالاضافة الى ان مسيرة الاصلاح مستمرة", وفي ما يأتي نص الحديث:

 

سمو الامير خليفة بن سلمان آل خليفة.. هل اجتازت البحرين أحزانها؟ وما الذي حدث فيها؟

نحن الان نتعافى مما حدث وهو في الحقيقة حدث يفطر القلب, لانه كان مؤامرة كبيرة غايته الغاء الوطن البحريني وتهجير اهله, وخصوصا اهله الذين احبوه وعاشوا في كنفه, وتربوا على ارضه وبادلهم حبا بحب. لقد اراد بعض الاشرار وبمعونة اجانب مثلهم بيع الوطن, وهذا جعلنا نكابد غصة يعلم الله وحده كم كانت موجعة, لا سيما ان الاذى اتى من ذوي القربى, وهو أذى أكثر غضاضة.

 

هل كنتم سموكم تتوقعون ان يحدث ما حدث في المملكة؟

كانت عندي مخاوف, ونبهت اليها منذ زمن, ولكن هناك من تعامل مع الامر بحسن النوايا, اذ لم يتوقعوا ان يحدث في البحرين ما حدث, وان نكتشف ان كل ذلك مخطط له منذ زمن طويل, بعلم ومساعدة دول اجنبية, و كان مقررا له ان ينفذ في العام 2017, لكن ما عجل به ما شهدته كل من تونس ومصر. في الاصل كان الاشرار يخططون لثورة يليها انقلاب عسكري واسقاط النظام وقتل اركانه.

في الاحداث الاخيرة تكشفت لنا امور كثيرة مهولة, تقشعر لهولها الابدان, لقد اكتشفنا ما كان يخطط له من اعمال قتل وترويع, تصور ما ابشع ما كانوا يخططون له.

لقد كان الامر مروعا, ورافق كل ذلك اعلام أجنبي يستعد منذ سنوات, وتدفع ايران به, فيما تتلقفه بعض الدول الاخرى, واعتقد المخربون والمتآمرون للوهلة الاولى ان الامور سانحة لهم, وانهم باتوا على مقربة من تحقيق اهدافهم, و مسح البحرين من على الخريطة واعلان قيام جمهورية اسلامية مرتبطة بايران.

للاسف, الامر كان مروعا, وزراء وبعض فئات اجتماعية فقدوا الرحمة بمواطنيهم و وطنهم, ومن ذلك: اثناء الاحداث فرض الاشرار على الناس الذين يريدون الدخول الى المستشفيات ابراز هوياتهم, وكان الدخول على الهوية حسب الانتماء, فمن هم من غير هوية المسيطرين على مستشفى السليمانية, مثلا, لم يكن يسمح لهم بالدخول, والمعالجة فمواطن اتصل بالمستشفى وطلب الإسعاف ولما عرف من رد عليه من الصوت أنه ليس من الهوية ذاتها تركوه يموت, ورجال الشرطة يتعرضون للدهس بسيارات عناصر من المشاغبين عمدا, وتسحل جثثهم, وكانت هناك عمليات بقر بطون في بعض المستشفيات صورت وارسلت صورها الى الخارج على انها جرائم ارتكبها رجال الامن البحريني فيما هو تمثيل بشع اجراه هؤلاء الذين اجرموا بحق بلدهم واخوانهم من مواطني البحرين, واستقووا بالاجنبي في خيانتهم لاهلهم وبلدهم, كانوا يمارسون الاجرام ويرمونه على الدولة واجهزتها واهل البحرين.

 

سمو الامير.. اراك متألما جدا, بل اشعر ان حزنك عميق?

ابعد كل ما حدث في البحرين تريدني ان افرح?

كنا امام مؤامرة كبيرة, وبعون الله افشلناها, لكننا لا نزال نشعر بالالم والحزن مما جرى, وهنا لا يمكننا ان ننسى فضل اخواننا في دول"مجلس التعاون" الذين ساعدونا على تخطي هذه الازمة, واخص بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, الذي عندما قابلته لاشرح له ما يجري ولطلب العون ضمن اتفاقيات" مجلس التعاون", قال لي:" انني كنت في انتظاركم لماذا تأخرتم?" الملك عبدالله هو رجل العون والشهامة.

ولابد من التوضيح هنا ان قوات درع الجزيرة التي دخلت الى البحرين جاءت ضمن اتفاقيات "مجلس التعاون", بهدف حماية ظهر الجيش البحريني, فجيشنا وقواتنا الامنية قادرة على فرض النظام وتحقيق الاستقرار الامني, لكننا لم نكن نريد تحقيق الامن وترك ظهر الجيش مكشوفا, لان المؤامرة كانت كبيرة جدا, بل ان المتآمرين كانوا يستعينون بقوى اجنبية, الا ان شعبنا افشل المخطط, ورغم ذلك فان التهديد لا يزال قائما ولا بد من حماية ظهر الجيش بقوات درع الجزيرة. وهذا حق للبحرين بصفتها عضو في مجلس التعاون واتفاقات المجلس تتضمن المساعدة في الدفاع عن الدول الأعضاء من خلال قوات درع الجزيرة.

واستطرد سموه قائلا:" في هذا الشأن القيادة تحركت ضمن الدستور, وذلك من اجل ان يعلم الذين ارادوا الشر بالبحرين انها ليست بمفردها او صيدا سهلا , وهي بالاضافة الى انها دولة ذات سيادة محمية ايضا من شقيقاتها دول المجلس, وليس من السهل لاحد ان يعيث فسادا وتخريبا في اي من دوله من دون محاسبة".

واضاف سموه: "العالم تابع صرخات شعب البحرين المستنجدة بمليكه وقيادته لحسم هذا الامر, كما لاحظ تحرك شعبنا من اجل حماية وطنه ووحدته وهو ما اذهل الجميع, الا ان القيادة طولت بالها كثيرا, خصوصا وان الدفع الاعلامي الخارجي غير العادل كان يمارس تعبئة جائرة ضد الدولة والمملكة عموما, ويدفع بالمزيد من الشحن الى تنفيذ المخطط التدميري الناتج عن تحرك الذين باعوا وطنهم وانفسهم للشيطان, لا سيما ان بعض مؤسسات في المجتمع المدني العالمي, كبعض جمعيات حقوق الانسان مثلا, وقعت في فخ ذلك الشحن الاعلامي, ولذلك تركت القيادة الامر حتى يرى العالم الحقيقة بأم العين...ارادت اخذ الامر بالحلم والتريث اولا من اجل شرح الحقيقة للعالم حتى لا يقال اننا وقفنا ضد المطالب التي رفعها اولئك الذين سعوا الى التخريب, وهي مطالب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, انها مطالب حق يراد بها باطل, وهذا ما تكشف للعالم اجمع, فتيقن من حجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد البحرين". وأدرك هذا العالم ان البحرين ضحية مؤامرة كبرى نجاها الله منها.

 

سمو الامير.. قلت ان لهؤلاء مطالب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, ماذا قصدت?

دعني اشرح لك الامر بالتفصيل, ان بعض هؤلاء يعيش هاجس المظلومية وهو هاجس باطنه مطالب سياسية وظاهره مطالب إنسانية وهو في الواقع هاجس غير صحيح, ولا اساس له, ويعتقد ان المظالم وقعت له, ويتحدث عن تقصير بحقه وتمييز, وانتقاص بالحقوق السياسية, بل يتحدث عن ضنك العيش, ومع الاسف ان هذه الهواجس تحولت الى اجندة يعملون وفق اوهامهم على رفعها, ولا يقبلون ان يتعاطوا مع الواقع بعقلانية او يروا الجوانب الايجابية التي تسمح لهم بالتعبير عن انفسهم ضمن القانون والدستور, ولذلك حين رحبنا بالحوار مع هذا البعض والبحث في المطالب واجراء حوار وطني حقيقي معهم, واصلوا رفع سقف مطالبهم, بل انهم كلما رأوا القيادة تتقدم خطوة نحوهم كانوا يرفعون سقف مطالبهم الى درجة التعسف, ثم بدأوا ممارسة العنف وخوض معارك استجرار لحرب وجدنا معداتها وادواتها في دوار اللؤلؤة, وفي مستشفى السليمانية الذي احتلوه, ومن تلك الادوات قنابل مولوتوف واسلحة وسيوف وخناجر, وحتى السموم. وتسويق إعلامي كاذب وتعاون مدروس بينهم واتصالات خارجية مع معاونيهم في دول مجلس التعاون ومع أبواقهم في الخارج.

لقد خاض هؤلاء حربا بشعة بالسيارات التي حولوها ادوات لقتل رجال الامن ودهسهم وسحلهم, انها حرب لم نشهد لها مثيلا, وكانت توحي وكأنهم يتعجلون الوصول الى مبتغاهم, وهو المبتغى الذي اعلنه احد الارهابيين, اي اقامة جمهورية اسلامية, و لا اكشف سرا اذا قلت اننا وجدنا في دوار اللؤلؤة رسومات لعملة تلك الجمهورية وعلمها, وبياناتها, بعد كل ذلك ما هي المظالم التي يتحدثون عنها?"

وقال:" منذ العام 1970 حين استقلت البحرين وانسحبت القوات البريطانية منها ارتضينا, بكل فئاتنا وشرائحنا وطوائفنا العيش حسب امكانيات البلاد وقدراتها, وحققنا الكثير ضمن ذلك, وباتت لنا دولة جميلة وعاصمة متقدمة, ولا نبخسها حقها اذا قلنا انها اصبحت ملتقى سياحيا وماليا ونقطة عبور دولية, هذه هي البحرين التي حفرنا الارض بأظافرنا لتصبح كما هي الان, و وضعنا الدستور وعملنا على تطويره في مراحل عدة, و هذا لا يمكن ان نقبل بتدميره تحت وطأة اوهام يعيشها البعض,ولا يقبل بالتخلي عنها".

واستدرك:" نعم نعترف ان هناك تقصيرا, لكن اصلاح الخلل لا يتم برفع السيوف وقتل الناس, وتخريب البلاد, ولا بالاستقواء بالاجنبي, وربما استدعاء جيش ذلك الاجنبي لاحتلال البحرين, اليست هذه هي الخيانة بعينها?

هناك قنوات للتعبير عن الرأي وشرح مكامن الخلل والتقصير, وهي الصحافة ومجلس النواب ومجلس الشورى, وحتى التظاهرات السلمية الراقية التي لا يعتدي المشاركون فيها على الامن ولا يخربون الاملاك العامة, او يعطلون مصالح البلاد والعباد, هذه هي القنوات الطبيعية التي يمكن للمواطن ان يعبر فيها عن نفسه ويطالب بحقوقه إن نقصت, وهي تعبر ايضا عن ثقافة ورقي وديمقراطية حقيقية.

لكن ما شاهدناه كان افتعال تظاهرات من اجل التدمير والتخريب والقتل والانقلاب, ومحاسبة الناس على هويتهم, واثارة للنعرات والفتن".

 

سيدي رئيس مجلس الوزراء, لقد شعر الناس ان هناك قصورا رسميا وشعبيا في شرح وجهة نظر الدولة للعالم?

نعم, لقد كنا مشغولين في بناء الدولة, ورغم اننا منذ سنة 1970 نواجه تحركات سياسية لم تكن عفوية, الا اننا كنا الى جانب البناء قادرين على معالجة هذه التحركات, و كل قصدنا الا تؤثر على مشاريع التنمية والاصلاح السياسي التي كنا نعمل لها والذي كرسها وقتها جلالة الملك منذ ان تسلم زمام الحكم قبل عشر سنوات, فكان تطوير الاصلاحات يجري حثيثا الى جانب البناء والتنمية, والقيادة ومن خلال ضمير نقي افترضت حسن النوايا واعتبرت كل شيء يسير في مساره الى مستقره.

صحيح, وكما قلت اننا ننمي بلدنا ضمن قدراتنا المالية, لاننا لسنا دولة نفطية ذات مداخيل مرتفعة. فانتاج البحرين النفطي محدود, لكننا نخصص كل مداخيل الدولة, من كون البحرين مركزا ماليا دوليا, بالاضافة الى انها من ابرز الدول على خريطة السياحية العائلية, و معبر عالمي, وفي كل ذلك ما يؤمن مداخيل تشكل ميزانية الدولة التي تذهب الى تطوير البلد وانشاء المشاريع التنموية, وكنا نعتقد ان كل شعب البحرين يدرك ذلك, ويعرف طبيعة الوضع في بلده.

واضاف سموه:"صحيح ان هناك طموحات كبيرة لهذا الشعب لكن اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع, وهذا ما كنا نأمله من الجميع لاننا تعاملنا مع الامور بحسن النوايا, ولأن العلاقة بين القيادة والشعب على المكشوف, وتقوم على سياسة الابواب المفتوحة, وعبر مؤسسات المجتمع المدني والديمقراطية التي ارسى دعائمها جلالة الملك حمد بن عيسى لأن ليس لدى الدولة ما تخفيه عن شعبها, ولهذا لم تكن مشاعرنا او نوايانا تشك ان هناك فئات ولاؤها ليس للوطن وتبيت النية الشريرة للانقضاض على المؤسسات, ولذا كنا مستكينين في الوقت الذي كانت تعمل هذه الفئة وتستعد وتتحرك وتجري اتصالاتها وتتحدث عن مظالم وفساد وقصور في العدالة وما الى ذلك من اقاويل وترهات".

وقال:" مع الاسف وجدت تلك الفئة من يستمع اليها لحسابات سياسية, ففي اميركا اصغوا لها لحسابات لا نلومها عليها, وهي خشيتها على جيوشها في العراق من ان ينالها الضرر من المؤيدين لتلك الفئة. فهي فئة تؤيدها إيران والعراق بحكم الأيديولوجية الواحدة التي تجمعهم.

نعم, كان علينا ان نكون اكثر توجسا, ولكنني اعود واقول اننا افترضنا حسن النوايا.

تصور ان هؤلاء الاشرار تحركوا دوليا بمستندات وخطايا صنعوها بأنفسهم وادعوا ان الدولة البحرينية ترتكبها, ومع الاسف وجدوا في بعض الدول الكبرى مثل ايران والعراق تأييدا لهم, بالاضافة الى بعض مؤسسات المجتمع المدني الدولية, وهذا كله نتيجة لتحرك قديم ومخطط له بعناية, ليس وليد اللحظة, ولحسابات دولية كنا سنكون ضحيتها لكن الله لطف.

 

سمو الامير, برأيك ما علاج ذلك?

في يقيني ان ما حدث لم تكن اضراره تستهدف الدائرة البحرينية فحسب, بل ان شرره كان سيصيب كل دول "مجلس التعاون", وما اصابنا ارادوا به "مجلس التعاون" ولذلك قلت ان المؤامرة كبيرة, ومساحتها ليست حدود البحرين الجغرافية والسياسية فقط, لذا فان التحرك دوليا الان لا يجب ان يقتصر على البحرين بمفردها, بل على كل دول المجلس ان تتحرك بشكل مشترك لحماية مجتمعاتها حتى تضع العالم امام حقائق ما حدث وخصوصا العالم الذي غرر هؤلاء به وغيروا مفاهيمه وفكره.

لقد اعتقد هؤلاء الاشرار انهم وجدوا في البحرين حلقة ضعيفة منها يستطيعون النفاذ الى منظومة الخليجي كلها, فأقدموا على فعلتهم تلك, لكن كما قلت ان الله لطف, ولهذا يجب ان يكون التعاون حاليا بين دول المجلس اوسع بكثير من الماضي بعد وضوح ابعاد هذه المؤامرة على مملكة البحرين, كما يجب تعزيز قوات درع الجزيرة, والعمل على تقوية الروابط المصلحية بين شعوب المجلس حتى تصبح منظومة واحدة في درء المخاطر التي وضحت الآن.

ولا اخفيك اننا وجدنا التجاوب الكبير من اخواننا في المجلس, وكان احساسهم بالخطر كبيرا ايضا, ولكن مع كل ذلك لا بد من التحرك والاسراع بالتنفيذ, والتخلي عن حسن النية والحذر الشديد.

 

سيدي الامير, هل بدأتم تتعافون? وهل تعتقد ان هناك احداثا أخرى مقبلة?

نعم, نحن نتعافى واعتقد ان افشال المؤامرة قوى عضد الدولة, وكذلك وضع شعب البحرين امام مرئيات وحقائق كانت في الماضي تهمش وتعتبر لغوا. لقد شاهدنا شعب البحرين وهو يصرخ من اعماق قلبه في تظاهرة مسجد الفاتح يطلب من مليكه وقادته ان ينهوا هذا الاخلال الامني البشع الذي تسببت فيه فئة قليلة جدا استقوت, مع الاسف, بالاجنبي وروعت الابرياء.

من جانب اخر, ما حدث لفت نظر الدولة الى اشياء عليها ان تقوم بها وتستعجل انجازها, او تصلح من شأن مسارها, فهذا الشعب بأغلبيته التي وقفت في مسجد الفاتح يستحق منا ان نلبي رغباته وان نصلح من امورنا في اي اخطاء قد تكون غائبة عن الذهن او لم تصل الينا.

نحن الآن بعد هذا التعافي, قمنا بتحرك اقليمي ودولي, ووضعنا العالم امام حقائق ما حدث, وبالطبع هؤلاء كان لديهم بعض القناعات نتيجة ما سوقه بعض الاشرار لهم, ولعلنا ننجح في جعل العالم يرى الحقائق كما هي لا تلك الدعاوى الكاذبة التي صورت قيادة البحرين السياسية وغالبية الشعب على انهم وحوش كاسرة.

منذ 20 عاما يعمل هؤلاء على غسل ادمغة الناس في الخارج حتى يصلوا الى هذا الهدف, اما سؤالك عما اذا كان هناك احداث اخرى, وأظنك تقصد حوادث من نوع ما شهدته البحرين في الفترة الاخيرة, اظن ان علينا ان نكون متيقظين والا نسير سيرتنا الاولى, لان ليس بالامكان احسن مما كان, والنوايا الحسنة مسألة طيبة لكنها ليست كذلك في كل الاوقات.

بالطبع, ان ما حصل لن يتكرر, لان اولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة وارادوا بنا السوء تعلموا الدرس, كما ان اخواننا في "مجلس التعاون" ادركوا مخاطر ما حصل, واخذ الشعب البحريني, بسنته وشيعته, ايضا العبرة, وكل ذلك يعود بالفائدة على البلاد لان التجربة تعلم الناس, لكن دعني اكشف لك امرا, ان بعض الافراد الذين كانوا عونا لهذا الانقلاب من العاملين في الجهاز الحكومي او بعض النواب الذين استقالوا, عندما استتب الامر ودحر الانقلاب جاءوا الينا بعضهم يطلب العذر, وقالوا إنهم كانوا تحت طائلة ظروف ما, وان علينا ان نقدر تلك الظروف, ولا ادري ما هي هذه الظروف, أتسليم البلد الى الاجنبي ظروف تحتم عليهم ان يفعلوا ما فعلوه?!

شعب البحرين يصرخ ويقول لا نريد قاعدة عفا الله عما سلف, لقد عانى شعبنا باغلبيته من هذا العنت الذي احدث شرخا بين شرائح المجتمع وبعض مكوناته, وهو شرخ لم يكن في يوم من الايام موجودا, وانا متأكد ان الشعب, بعقلائه, من السنة والشيعة, سيجتاز هذه الازمة ويرمم الشرخ ولعل دعوة صاحب الجلالة للحوار غايتها تنقية اجواء طرأت علينا وما كنا نعرفها في البحرين من قبل لذلك ندعو لمبادرته بالنجاح وتهدئة النفوس.

 

سمو الامير, ما تأثير الاحداث التي شهدتها البحرين على بيت الحكم?

بيت الحكم في البحرين كما كل بيوت الحكم في المنطقة له ولي امر وهو جلالة الملك. في السابق قبل الاحداث الاخيرة كان هناك من يحاول التفرقة, وهذا ديدن سياسي يجري في كل المجتمعات التي يكون فيها الحراك السياسي علنيا, ومعروف ان هناك ناشطين سياسيين لهم طموحات في كيان الدولة يحاولون دائما زعزعة بيت الحكم, ليس في البحرين فقط, بل في دول كثيرة, ولكن حكمة الملك كانت دائما الضمانة لانه يعالج الامور بحنكة واقتدار, الى جانب ان ما حدث من شغب قوى بيت الحكم, كما انه لم شمل مجتمع البحرين الذي توحد امام المخاطر. لقد كانت توجيهات صاحب الجلالة لبيت الحكم مقدرة ومثمنة, وهي التي حفزت على اجتياز هذه المحنة. والله, إنها كانت محنة عظيمة, لكن اقول لك: إن الرصاصة التي لا تقتل تقوي, ولعل ما حدث كان قوة للبحرين بقيادتها وشعبها.

 

 

المصدر

الرباط الخاص بي

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...