Jump to content
منتدى البحرين اليوم

الصفاء

الاعضاء الفعالين
  • مشاركات

    76
  • انضم

  • الأيام التي فزت بها

    5

Everything posted by الصفاء

  1. كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على أسنانه وعلى أسنان أصحابه ، فكان يأمرهم بالسواك ، ويقول: {مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا؟ اسْتَاكُوا} {1} وقلحاً أي أسنانكم مصفرة من أثر اللون الذي تكوَّن من فضلات الطعام ، وكان يقول مرغباً لهم في ذلك: {لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ} {2} ويقول في فضله: {فَضْلُ الصَّلاةِ بِالسِّوَاكِ عَلَى الصَّلاةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ سَبْعِينَ ضِعْفًا} {3} وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كلما استيقظ من النوم بادر إلى السواك ، لا يفارق السواك ليلاً ولا نهاراً صلوات ربي وتسليماته عليه لسلامة أسنانه ، ولجودة رائحة فمه ، فإنه كان صلى الله عليه وسلم حريص على أن يخرج من أفواه المؤمنين الرائحة الطيبة على الدوام وفي العصر الحديث ظهرت معاجين الأسنان والفرش ، ولا مانع من استخدامها ، وهي سُنَّة حميدة ، فالفرشاة تعادل السواك عندما نضغط على الجزء الذي نستاك به ونجعله كالفرشاة ، والمادة التي في معجون الأسنان إن كانت منظفة أو للرائحة الطيبة كالمادة التي في السواك لكن طورها العلم ، فإن شئت فاستخدم السواك ، وإن شئت فاستخدم معجون الأسنان ، وإن شئت فاجمع بينهما واستخدم هذا وذاك ، المهم أن تحافظ على ذلك وخاصة عند الخروج من المنزل وبعد الطعام وعند الذهاب إلى الجماعات والمجتمعات حتى لا يُرى من المؤمن إلا الرائحة الطيبة ، وعند النوم وينبغي بالإضافة إلى ذلك لمن يُعاني من سوء رائحة فمه لأن هذا الأمر ربما يعود إلى جوفه وليس لأسنانه ، فقد استحدث الطب في الصيدليات بخاخ للفم ، يستخدمه المؤمن فيُعطر الفم ولا يضر ، واستخدام هذا البخاخ في رمضان لا يُفطر كما أفتى علماء المملكة العربية السعودية ، فتستطيع أن تستخدمه عند الخروج من المنزل أو عند الذهاب إلى جماعة ، ويستوجب على المؤمن والمؤمنة ، الزوج والزوجة استخدامه عند النوم حتى لا يشم منها رائحة كريهة يتأذى منها ، ولا تشم هي منه رائحة كريهة تتأذى منه ، وهذا أمر سهل ميسور كل ما يؤدي إلى نظافة الفم والأسنان من مضمضة ومن سواك ومن معجون وغيره ينبغي على المؤمن أن يستخدمه ليتأسى في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم {1} مسند أحمد والطبراني عن تمام بن عباس {2} صحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة {3} مسند أحمد والحاكم عن عائشة رضي الله عنها http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CC%E3%C7%E1%20%C7%E1%E3%CD%E3%CF%EC%20%D9%C7%E5%D1%E5%20%E6%C8%C7%D8%E4%E5&id=578&cat=4 منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه} اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً [/frame]
  2. [frame=8 10] كان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر ، عريض ما بين الأكتاف ، عُنقه معتدل لا هو طويل زائد عن الحد ولا هو قصير ، وكان غليظ الكفين وهذا دليل على القوة ، ولذلك رُوي أخبار متعددة أنه صرع كل أبطال الجزيرة العربية في المصارعة ومن أشهر ما ورد قصة ركانة وقد كان رجلا مصارعا يقف على جلد ثور أو بقرة فلا يستطيع عشرة رجال أشداء أن يزحزحوه ، وهاكم قصته: {قد كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: رُكَانَةُ ، وَكَانَ مِنْ أَفْتَكِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ وَكَانَ مُشْرِكًا وَكَانَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ فِي وَادٍ ، يُقَالُ لَهُ: إِضَمٌ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِ خديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذَاتَ يَوْمٍ قِبَلَ ذَلِكَ الْوَادِي ، فَلَقِيَهُ رُكَانَةُ وَلَيْسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رُكَانَةُ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ الَّذِي تَشْتُمُ آلِهَتَنَا اللاتَ وَالْعُزَّى وَتَدَعُو إِلَى إِلَهِكَ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ، لَوْلا رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَا كَلَّمْتُكَ الْكَلامَ حَتَّى أَقْتُلَكَ ، وَلَكِنِ ادْعُ إِلَهَكَ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ يُنْجِيكَ مِنِّي الْيَوْمَ وَسَأَعْرِضُ عَلَيْكَ أَمْرًا ، هَلْ لَكَ إِلَيَّ أَنْ أُصَارِعَكَ وَتَدْعُو إِلَهَكَ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ أَنْ يُعِينَكَ عَلَيَّ وَأَنَا أَدْعُو اللاتَ وَالْعُزَّى ، فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشْرٌ مِنْ غَنَمِي هَذِهِ تَخْتَارُهَا ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ ، فَاتَّخِذْ ، فَدَعَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَهَهُ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى رُكَانَةَ ، وَدَعَا رُكَانَةُ اللاتَ وَالْعُزَّى ، أَعْنِي عَلَى مُحَمَّدٍ ، فَاتَّخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَرَعَهُ وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ رُكَانَةُ: فَلَسْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَخَذَلَنِي اللاتُ وَالْعُزَّى وَمَا وَضَعَ أَحَدٌ جَنْبِي قَبْلَكَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: عُدْ، فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشْرٌ أُخْرَى تَخْتَارُهَا ، فَآخَذَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَرَعَهُ وَجَلَسَ عَلَى كَبِدِهِ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: فَلَسْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَخَذَلَنِي اللاتُ وَالْعُزَّى وَمَا وَضَعَ جَنْبِي أَحَدٌ قَبْلَكَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: عُدْ ، فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشْرٌ أُخْرَى تَخْتَارُهَا ، فَأَخَذَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَهَهُ كَمَثَلِ فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: لَسْتَ أَنْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا ، إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَخَذَلَنِي اللاتُ وَالْعُزَّى ، فَدُونَكَ ثَلاثِينَ شَاةً مِنْ غَنَمِي فَاخْتَرْهَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أُرِيدُ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَدْعُوكَ إِلَى الإِسْلامِ يَا رُكَانَةُ ، وَأَنْفَسُ بِكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى النَّار ِ، إِنَّكَ إِنْ تُسْلِمْ تَسْلَمْ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: لا، إِلا أَنْ تُرِيَنِي آيَةً ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ عَلَيْكَ شَهِيدٌ ، لَئِنْ أَنَا دَعَوْتُ رَبِّي فَأَرَيْتُكَ آيَةً لَتُجِيبَنِي إِلَى مَا أَدْعُوكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ ، وَقَرِيبٌ مِنْهُمَا شَجَرَةُ سَمُرٍ ذَاتَ فُرُوعٍ وَقُضْبَانٌ ، فَأَشَارَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ لَهَا: أَقْبِلِي بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَانْشَقَّتْ بِاثْنَيْنِ فَأَقْبَلَتْ عَلَى نِصْفِ شِقِّهَا وَقُضْبَانِهَا وَفُرُوعِهَا حَتَّى كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ رُكَانَةَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: أَرَيْتَنِي عَظِيمًا ، فَمُرْهَا فَلْتَرْجِعْ ، فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ بِقُضْبَانِهَا وَفُرُوعِهَا حَتَّى إِذَا الْتَأَمَتْ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: مَا بِي إِلا أَنْ أَكُونَ قَدْ رَأَيْتُ عَظِيمًا وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ تَسَامَعُ نِسَاءُ الْمَدِينَةِ وَصِبْيَانُهُمْ أَنِّي إِنَّمَا أَجَبْتَ لِرُعْبٍ دَخَلَ فِي قَلْبِي مِنْكَ ، وَلَكِنْ قَدْ عَلِمَتْ نِسَاءُ الْمَدِينَةِ وَصِبْيَانُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَضَعْ جَنْبِي قَطُّ أَحَدٌ وَلَمْ يَدْخُلْ قَلْبِي رُعْبٌ سَاعَةً قَطُّ لَيْلا وَلا نَهَارًا ، وَلَكِنْ دُونَكَ فَاخْتَرْ غَنَمَكَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ لِي حَاجَةٌ إِلَى غَنَمِكَ إِذْ أَبَيْتَ أَنْ تُسْلِمَ ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا}{1} فكانت قوته صلى الله عليه وسلم من الله ، إذا كان الله جعل إبراهيم عليه السلام كأُمَّة فنبينا صلى الله عليه وسلم مثل جميع الأمم من البدء إلى الختام في كل المزايا التي خصَّه بها الملك العلام: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} الكهف110 كلكم من البدء إلى النهايات كل ما أوتيه الأولون والآخرون أُوتي صلى الله عليه وسلم مثله أضعافاً مضاعفة من فضل الله ومن إكرام الله واختصاص الله لحَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم {1} دلائل النبيوة للبيهقي وأبي نعيم عن أبي إمامة ، تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير: لأحمد بن علي بن حجر، أبي الفضل العسقلاني، (773-852) http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CC%E3%C7%E1%20%C7%E1%E3%CD%E3%CF%EC%20%D9%C7%E5%D1%E5%20%E6%C8%C7%D8%E4%E5&id=578&cat=4 منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه} اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً [/frame]
  3. [frame=2 10] النبي صلى الله عليه وسلم له وصف جسماني وله وصف معنوي وله صفاء قلبي وله سبح روحي وله تنزل قدسي وكل ذلك من أوصافه صلوات ربي وتسليماته عليه ، ونبدأ من ذلك بما تيسر من وصفه صلى الله عليه وسلم الحسي الجسدي ، مع أنه رُوي أن أغلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كثرة شخوصهم بين يديه وجلوسهم دائماً وأبداً مستمعين إليه ، إلا أنهم كانوا لا يستطيعون أن يُثبتوا أبصارهم في وجهه الشريف وينظروا إليه وناهيك في هذا المقام حتى الأبطال والصناديد والقادة في ميادين القتال الشداد ومنهم عمرو بن العاص رضي الله عنه فعندما حضرته المنية أخذ يبكي خوفاً من سوء الخاتمة ، فقال له ابنه عبد الله وكان من العابدين: يا أبتاه مم تخاف؟ يكفيك أنك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وتمتعت بصحبته وشهدت جمال وجهه ، فقال رضي الله عنه: هيهات هيهات ، قد مات النبي صلى الله عليه وسلم وما استطعت أن أنظر إليه وأثبت بصري في وجهه حياءاً منه وكان صلى الله عليه وسلم كما رُوي عنه يُضرب به المثل في الحياء ، فكان يُقال في شأنه: {كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا}{1} أي كالبنت البكر في سترها وحرصها على أن لا يطلع أحد على أي شأن من شئونها وكان حياءه من الله عظيماً ، لقد كان صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يرفع نظره إلى السماء ، إن كان في مشيه أو في جلوسه أو في صلاة حياءاً من الله جل وعلا وكان في حديثه مع الخلق كما رُوي عن حضرته لا يستطيع أن يُثبت بصره في وجه مُحدثه وهو يُحدثه من شدة أدبه وحياءه صلوات ربي وتسليماته عليه ، وقد قال له الصديق الأعظم سيدنا أبو بكر رضي الله عنه متعجباً من هذه الأحوال العالية: يا رسول الله لقد طفت العرب وذهبت إلى الفرس وذهبت إلى الروم فلم أر مثل أدبك ، فمَن الذي أدبك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: {أدَّبَنِي رَبِّي فأَحْسَن تَأدِيِبي}{2} ولذا نجد أن من كان يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في كتب الصحاح نفر قليل من الصحابة المباركين ، ونحن نعلم أن صحابة النبي عندما ارتقى إلى الرفيق الأعلى مائة وأربعة وعشرون ألف صحابي ، لم يستطع أن ينعته أو يصفه منهم إلا حوالي خمسة عشر صحابي فقط والباقي لم يقو على ذلك ولم يستطع ذلك حتى قال الإمام القرطبي رضي الله عنه في كتاب الصلاة: "لم يُظهر الله لنا تمام حُسن حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته صلى الله عليه وسلم" فقد خلقه الله تعالى على أتم الصور الإلهية من قبل القبل إلى نهاية النهايات ، حتى قال الإمام البوصيري رضي الله عنه: فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ فلم يدانوه في علم ولا كرم وسيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وقف يخاطبه فقال: وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء خُلقت مبرءاً من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء وقال صاحب المواهب: "اعلم أن من تمام الإيمان به صلى الله عليه وسلم الإيمان بأن الله تعالى جعل خلق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا يظهر بعده خلق آدمي مثله" فإذا كان الله قال لنا وفينا أجمعين: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} التغابن3 فإن أكمل صورة كمَّلها الله وجمَّلها الله وصوَّرها الله وسوَّاها الله من البدء إلى نهاية النهايات هي صورة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وأُقرِّب لكم الحقيقة ، سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم {أُعْطِيَ يُوسُفُ شَطْرَ الْحُسَنِ}{3} أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد أُعطي الحُسن كله ، فالذي أُعطي شطر الحسن عندما هامت به امرأة العزيز وعلمت أن نساء الوجهاء يتحدثن عنها ويخضن في عرضها جمعتهن في بيتها وأحضرت لكل واحدة منهن طبقاً ووضعت فيه تفاحاً وسكيناً تُقطع بها التفاح وتأكله ، وبعد أن وزعت عليهن الأطباق والسكاكين والتفاح وبدأن يُقطعن أذنت ليوسف أن يدخل عليهن ، اسمع لوصف الله لهذا المشهد العجيب الغريب: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} يوسف31 إذا كان النسوة لما رأين جمال يوسف قطعن أيديهن ولم يشعرن وسال الدم منهن ولم يلاحظن ذلك ، ويوسف أُعطي شطر الحسن ، فما بالك بصاحب الحُسن كله وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وربما يسأل سائل: ولِمَ لَم يحدث ذلك لمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنقول: كان يوسف ظاهراً بالجمال الصرف ولذلك حدث ماحدث للنسوة اللاتي رأينه ، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان جماله مشوب بجلال ، ولذلك قيل في وصفه: "من رآه بديهة هابه" فكانت شدة هيبته تمنع الناظر إليه من التثبت في رؤيته لم يستطع أن يصفه إلا قلة قليلة ، بعضهم وصف شذرات من حلية حضرته ، والذي وصف هيئته كلها ثلاثة نفر ، الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأم معبد التي نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في خيمتها عند هجرته عندما وصفته لزوجها ، وهند ابن أبي هالة ابن السيدة خديجة رضي الله عنها {1} البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري {2} أخرجه السمعاني في أدب الاملاء {3} مسند أحمد والحاكم عن أنس http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CC%E3%C7%E1%20%C7%E1%E3%CD%E3%CF%EC%20%D9%C7%E5%D1%E5%20%E6%C8%C7%D8%E4%E5&id=578&cat=4 منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه} اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً [/frame]
  4. باااااااااااااااااااارك الله فيييييييييييييييييييييك
  5. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مطمئناً لسيدنا أبى بكر وهما فى الغار أثناء الهجرة: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" وكان سيدنا أبوبكر رضي الله عنه حزيناً بدليل أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له: "لا تحزن إن الله معنا" ، فما السرُّ فى ذلك اللبس ، لأن المقام هنا مقام خوف وليس مقام حزن وأجيب هنا :بأن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه لم يكن عندها خائفاً وإنما كان حزيناً من أجل رسول الله لأنه لا يستطيع أن يفعل من أجله شيئاً - والحزن لا يكون إلا على الغير - بدليل إن الأولياء قال الله فى شأنهم: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} يونس62 فلا يخاف الواحد منهم على نفسه ولا يحزن على محبيه ومريديه الصادقين لأن الله سيُشَفعه فيهم ويأخذ بأيديهم معه إلى المقام الكريم ، إذاً سيدنا أبو بكر لم يكن يخشى على نفسه وإنما كان يخشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك قال له الحبيب: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} التوبة40 وهنا الإشارة الراقية التى أودُّ أن إلفت إليها قلوبكم وفيها يظهر المقام الأعظم لرسول الله وعطفه علينا وتنزله لنا وكيف يخفض جناحه للمؤمنين ليأخذهم معه إلى أعلى المقامات ، فسيدنا موسى عليه السلام قال: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} الشعراء62 يقول: {إِنَّ مَعِيَ} من؟ أنا وحدى {رَبِّي سَيَهْدِينِ} معى مقام الربوبية ، لكنه صلى الله عليه وسلم لما خاطب سيدنا أبا بكر رضي الله عنه أدخلنا جميعاً أى أدخل كل الأمة المحمدية فى قوله {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} مقام الألوهية، فنحن جميعاً فى هذا المقام فهنا تتجلى رحمة الحبيب وشفقة الحبيب وحنانه بنا لأن سيدنا موسى عندما قال: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} أسقط حتى أخاه هارون من حساباته مع أنه كان وزيره وكان نبياً أيضا ، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} وانظر إلى الفرق بين هذا وذاك ، فنحن أمة الحبيب فى مقام المعية الإلهية: {ما ظنك باثنين الله ثالثهما}{1} فكانت النتيجة: {فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة40 فنزلت عليه هو بذاته سكينة الله وتأييده ونصرته ، ثم منه صلى الله عليه وسلم توزعت تلك السكينة والعطايا والهبات إلى من معه فى تلك المعية وكل من هو فى معيته أو إندرج تحت لواء أمته معرضاً نفسه لفضل الله وبركته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها {1} صحيح البخارى http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%D3%D1%C7%CC%20%C7%E1%E3%E4%ED%D1&id=42&cat=4 منقول من كتاب {السراج المنير} اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً [/frame]
  6. بااااااااااااارك الله فيييييييييييييييييييييييييك
  7. جعل نبينا صلى الله عليه وسلم شفاعته بسبب يسير وعمل يسير غير عسير ولا ثقيل ، فقال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ صَلّى عَليَّ حِينَ يُصْبِحُ عَشْراً وحِينَ يُمْسِي عَشْراً أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ}{1} وسمى الله الصلاة على النبى صلاة ، ولكنها لا تحتاج إلى وضوء ولا تحتاج إلى استقبال القبلة ولا تحتاج إلى التواجد فى المسجد ، فيستطيع الإنسان أن يصلى على أى هيئة وفى أى وزمان ومكان ، فإذا حافظ على الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عشراً حين يصبح وعشراً حين يمسى وجبت له شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ولذا ورد أن رجلاً كان يحج البيت الحرام ويطوف بالبيت ، فلا يرفع قدماً ولا يضعها إلا ويصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال له إمام أهل العراق سفيان الثورى رضي الله عنه: يا هذا ماذا تفعل؟ - يذكره بأن الطواف وقت الدعاء ووقت ذكر الله ولا ينبغى أن يقتصر على الصلاة على النبى – فقال له الرجل: من أنت؟ قال: أنا سفيان الثورى ، قال: أنت عالم العراق؟ قال: نعم ، قال: اجلس معى أحدثك بسبب ذلك – فتنحيا عن المطاف وجلسا معاً – فقال: لولا أنك سفيان الثورى عالم العراق ما حكيت لك سبب ذلك خرجت هذا العام أنا وأبى لحج بيت الله الحرام وكان أبى مسرفاً على نفسه ، ولما وصلنا إلى مِنى فى طريقنا لأداء الحج وافته المنية ، ولما مات رأيت وجهه وقد اسودَّ فغطيته وحزنت لذلك حزناً شديداً ومن شدة تواجدى وحزنى أخذنى النوم ؛ فرأيت رجلاً شديد بياض الوجه شديد بياض الثياب جاء إلى أبى ورفع الغطاء عن وجهه ومسح وجهه بيده فابيضَّ وجهه ، وكان معه ورقة صغيرة فأعطاها له فى يده ، فقلت له من أنت؟ ومن الذى أدراك بى؟ ومن الذى أرسلك إلىَّ؟ فقال: أوما تعرفنى أنا نبيك محمد ، كان أبوك مسرفاً على نفسه ولكنه كان لا ينام إلا إذا صلى علىَّ ، فلما حضره من أمر الله ما رأيت استنجد بى فجئت لنجدته وأعطيته هذه الوريقة التى رأيتها وفيها صلاته علىَّ التى كان يصلى علىَّ بها: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56 ما أحوجنا جميعاً فى هذه الأيام والليالى إلى تدبر الآيات القرآنية التى يتحدث فيها الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقد علم الله جلَّ فى علاه أنه لا يستطيع أحدٌ من الخلق مهما أوتى من علم أو بيان أن يصف حَبيبه ومُصطفاه فوصفه الله بنفسه فى آيات كتاب الله ولذلك ورد أن الإمام عمر بن الفارض رضي الله عنه - وكان له قصائد جمة فى الثناء على الله وفى مناجاة مولاه عز وجل – لما مات رآه أحد إخوانه فى المنام فقال له يا سيدى: لِمَ لم تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصائدك؟ فأجابه مناماً{2}: أرى كلَّ مدح فى النبى مُقصرا وإن بالغ المُثنى عليه وأكثرا إذا الله أثنى بالذى هو أهله عليه فما مقدار ما يمدح الورى كيف يتحدث الخلق عن سيد الخلق بعد أن تحدث عنه الحق عز وجل؟ والله تحدث عن نبيه فى كثير من آياته القرآنية ، بل إنه عز وجل جعل محور حديثه فى القرآن عن نبينا الهادى صلوات ربى وتسليماته عليه {1} رواه الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه {2} شذرات الذهب لإبن عماد الدمشقى الحنبلى http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%D3%D1%C7%CC%20%C7%E1%E3%E4%ED%D1&id=42&cat=4 منقول من كتاب {السراج المنير}
  8. هل أذننا مثل أذن رسول الله؟ هل آذاننا تسمع كلام الملائكة أو الجن؟ نحن تجلس معنا الملائكة فهل نراها أو نسمعها؟ هل تسمع آذاننا أصوات السموات؟ كان صلى الله عليه وسلم يسمع تسبيح الكائنات وكان يفقه لغة الحيوانات والطيور والحشرات ، بل وكانت تكلمه وهذا الأمر يحتاج إلى آلاف الصفحات لكى نحكى كل ما ورد عن رسول الله من كلامه للحيوانات والطيور والحشرات وكل ذلك كانت تستوعبه أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان يقول لصحابته: {إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ لله سَاجِداً}{1} وسمع الجنة وحفيف أوراق أشجارها وسمع هذا وسمع ذاك ، فكانت أذنه صلى الله عليه وسلم غير الآذان العادية ، ولم يكن سمعه صلى الله عليه وسلم سمعا لهذه الغيبيات أو المغيبات فحسب ولكنه كان سمعاً تاماً مقرونا بفهم وعلم بلا صوت ولا حرف وقد ضرب الله تعالى لهم مثلاً يوماً إذ أسمعهم الله جميعا صوت وجبة أو دقة شديدة وهم جلوس عنده صلى الله عليه وسلم ، فسألهم صلى الله عنها - وهو أعلم بإجابتهم - ولكن ليضرب لهم المثل ويقيم الحجة لكل مؤمن إلى يوم القيامة أن بشريته صلى الله عليه وسلم ليست ككل بشرية - ويروى القصة أبو هريرة رضي الله عنه فيقول: {كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم ، قال: هذا حجرٌ أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً ، فالآن انتهى إلى قعرها}{2} فكان سمعه ليس ككل سمع وأذنه ليست ككل أذن بل كان يسمع ويعقل ويفهم ويترجم ويعلم كل شىء عن الصوت وصاحبه من أوله إلى منتهاه ؛ مثل ما كان يسمع أصوات من يعذبون فى قبورهم ويخبر أصحابه لماذا يعذبون ولأى شىء يضربون والأمثلة النَيِّرة لا حد لها ولا حصر {1} باقى الحديث: {وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بالنِّسَاءِ عَلَى الفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى الله} عن أبى ذر ، قال أبو عِيسَى: وفي البَابِ عنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وابنِ عَباسٍ وَأَنَسٍ {2} مسند الإمام أحمد وغيره عن أبى هريرة رضي الله عنه http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%D3%D1%C7%CC%20%C7%E1%E3%E4%ED%D1&id=42&cat=4 منقول من كتاب {السراج المنير}
  9. نموذج عمر بن عبد العزيز رجل تولى حكومة المسلمين فى دولة تمتد من بلاد الصين إلى المغرب ومدة خلافته كلها سنتان وستة أشهر ، لكنه طبق ونفذ أخلاق الإسلام وتعاليم المُصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام فكانت النتيجة أن الزكاة حلت جميع المشكلات وتبقى منها أموال فى الخزائن ، فماذا فعل وكيف صنع؟ قيل له لم يعد لدينا فقير فى كل البلاد ونحن نطوف بالصحاف عليها الذهب فلم يعد يمد إليها يده أحد فتعود كما خرجت من بيت المال ، الجميع قد اكتفو فقال لهم: ابحثوا عن الشباب الذى يريد الزواج وادعوهم إلى خطبة البنات ، ويكون التزويج والجهاز من بيت مال المسلمين من أموال الزكاة فزوَّج الشباب وقضى على الفتن التى نراها كلنا فى كل حدب وصوب الآن من عدم معرفة الشباب للعفاف والزواج لغلاء الأسعار وقلة وجود البيوت التى يسكنون فيها والأعمال وغيرها التى تدر عليهم الدخل وبقيت الأموال فقال: اجعلوا فى كل مسجد معلماً يعلم الأميين القراءة والكتابة ويُقرؤهم القرآن ، وأحضروا له الألواح والطباشير والأقلام من بيت مال المسلمين ، وبذلك تم محو الأمية فى الأمة الإسلامية للرجال والنساء فى هذه المدة القليلة وبقيت الأموال فقالوا ماذا نفعل؟ قال: مهدوا الطرق بين البلاد واجعلوا فى كل مرحلة على الطريق استراحة فيها طاهى يطهو الطعام للمسافرين الذين يريدون الإستراحة حسبة لوجه الله ، واجعلوا فيها مكاناً للنوم لمن أراد أن ينام{فنادق مجانية مع الخدمة} واجعلوا فيها اسطبلات للدواب مجانية أيضاَ وكذلك مخزناً فيه علف للدواب - لأن السفر كان على الدواب - فيجدون طعامهم ويجدون شرابهم ويجدون نومهم ويجدون علف ماشيتهم ابتغاء وجه الله كل ذلك حله الرجل الصالح عمر بن عبد العزيز فى سنتين وستة أشهر لأنه مشى على نهج الحَبيب وكان متخلقاً بالأخلاق القرآنية التى دعانا إليها رب البرية ، كان هذا الرجل يشعر أن الخلافة عبء عليه وثقل عليه هذا الرجل كان من المرفهين لأن أباه كان أميرا ً، فإذا جيئ له بثوب يلبسه من الحرير ثمنه ألف دينار يلمسه بيده ويقول إنه ثوب جيد لكنه خشن الملمس فلما تولى الخلافة يأتون له بالثوب المصنوع من التيل أو الكتان الخشن ، فيقول ما أجود هذا الثوب غير أنه ناعم الملمس ما الذى غيَّره وجعله يتغير إلى هذا الحال؟ الشعور الإلهى بالمسئولية التى كلفه بها رب البرية وهذا هو الذى أعانه على حل كل مشاكل المسلمين فى هذه المدة القصيرة فما أحوج البشرية الآن إلى رجال من هذا الصنف ، أمناء صادقون عندهم شهامة ومروءة عندهم جودة فى العمل ، وإذا عملوا شعارهم قول الله: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}التوبة105 والبضاعة عليها قول رسول الله {إِنَّ الله تَعَالَـى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ}{1} رائدهم أخلاق الإسلام فى كل مجال ، هذا هو الذى نستفيده من هجرة النبى صلى الله عليه وسلم لنعلم علم اليقين أنه لا نجاة لنا ولا حل لمشكلاتنا إلا فى تمسكنا بأخلاق نبينا وهدي قرآننا {1} أخرجه البـيهقـي فـي الشعب، عن عائشة رضي الله عنها، وكذا أبو يعلـى وابن عساكر وغيرهم http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CB%C7%E4%EC%20%C7%CB%E4%ED%E4&id=77&cat=4 منقول من كتاب {ثانى اثنين}
  10. نحن ندعو كل المسلمين إلى الإحتفاء بأول العام الهجرى لأن العام الهجرى أو العام القمرى - أيهما شئت - هو العام الذى اختاره رب العالمين وربط به شرعه فى كل وقت وحين كما قال تعالى فى محكم التنزيل {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} التوبة36 هذا الكلام فى العام الهجرى فكل توقيتاتك وكل حساباتك فى تشريعاتك مرتبطة بهذا العام ، الصيام مرتبط بشهر من أشهر التقويم الهجرى وهو شهر رمضان: {صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ}{1} والزكاة إذا كانت زكاة الأموال أو الذهب أو زكاة عروض التجارة التى تجب مرة كل عام هجرى فيجب حسابها عليه لا على العام الميلادى لأنى لو حسبتها على العام الميلادى سأنكسر عند الله وأُصبح مديوناً لأن العام الهجرى ثلاثمائة وخمسة وخمسون يوماً والعام الميلادى ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع فإذا حسبت زكاتى على العام الميلادى فكل عدة سنين سينكسر علىَّ زكاة سنة لله لم أؤدها ، ومن حرص الله على العام الهجرى انظروا معى: أهل الكهف كانوا من أتباع سيدنا عيسى - أى التقويم الميلادى - تَحَدَّث الله عنهم فماذا قال؟ {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ} الكهف25 ثم ذكر الهجرى: {وَازْدَادُوا تِسْعاً} الكهف25 حتى نعتز بتقويمنا الهجرى ، نحن نذكر الميلادى فقط لابد من الإثنين معاً ، وبالحسابات الدقيقة فإن ثلاثمائة سنة شمسية هى ثلاثمائة وتسعة هجرية، وهذا إعجاز لرب البرية فى الآيات القرآنية ، عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة هجرية أى حوالى ستون سنة ميلادية فكل الحسابات فى شرعنا بالتقويم الهجرى لأنه التقويم الإلهى الذى ارتبطت به كل الكائنات ، فالكائنات غير مرتبطة بالشمس بل بالقمر، والحج: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} البقرة197 وهى شوال وذو القعدة وذو الحجة ويوم عرفة يوم التاسع من ذى الحجة ولا يجوز أن يتغيرلأن هذا تقويم الله جعل الله كل هذه التوقيتات بالهجرى حتى يمر علينا رمضان كل ثلاث وثلاثون سنة فى كل الأزمان فى الحر والبرد والخريف ، والحج يأتى فى كل الأزمان لأن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان فيكون الجو المناسب لأهل أى زمان ومكان يذهبون فيه لحج بيت الله الحرام لكن لو كان فى الأيام الميلادية فإنه سيكون ميعاد ثابت جامد ، سيكون رحيماً بقوم وقاسى على آخرين لكن شرع الله رحمة تامة للخلق أجمعين جعل الله حتى تشريعات النساء بالتقويم الهجرى فدورة النساء تمشى مع دورة القمر إما ثمانى وعشرون يوماً أو تسع وعشرون أو ثلاثون ولا تزيد على ذلك ولذلك من ضمن الأسرار التى نذكرها لمن يريدون الإنجاب أو تأخر عنهم الإنجاب ، فنقول لهم: احسب أول يوم تجئ فيه الدورة للسيدات ثم احسب حتى ليلة أربع عشرة حيث تكون البويضة فى أكمل حالاتها وأتم هالتها كالقمر وتكون جاهزة للتلقيح ، وللإحتياط يتم الحساب ليالى الثانى عشر والثالث عشر والرابع عشر حيث تكون البويضة جاهزة للتخصيب فى هذه الأيام ، حتى من يريد ألا يستخدم وسائل لمنع للحمل نقول له تجنب هذه الأيام فلا يحدث حمل ، أسرار ربانية فى التشريعات الإلهية ثم يأتى بعد ذلك عدة النساء وحمل النساء وولادة النساء كله على التقويم الهجرى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً} الأحقاف15 الحمل تسعة أشهر هجرية: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} البقرة233 بالتقويم الهجرى وعدة النساء إذا كانت عدة طلاق: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ} البقرة228 قروء وليست أشهر ، بعض الأئمة أخذوها على أنها ثلاث حيضات وبعض الأئمة أخذوها على أنها ثلاثة طُهر المهم أن تأتيها الدورة ثلاث مرات وإذا كانت عدة وفاة: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} البقرة234 بالهجرى وليس بالميلادى فكل حسابات الله حسابات قمرية لأن فيه أسرار إلهية لا يستطيع البشر اكتشافها إلا ما أباح المولى عز وجل لهم بشأنها {1} الصحيحين البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنهم http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CB%C7%E4%EC%20%C7%CB%E4%ED%E4&id=77&cat=4 منقول من كتاب {ثانى اثنين} اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
  11. لابد للإنسان فى بداية العام أن يُصفى قلبه لمولاه عز وجل وإذا صفا القلب فإن الله يعمره بالنوايا الخالصة ، لا يجلس الرجل العارف مع نفسه ويعُد النوايا لكن الله يقذف فى قلبه نوايا من عنده تليق بمقامه وهذا هو أول فتح يفتح الله به على الصالحين أن يفتح الله له فى قلبه باباً يتلقى منه إلهام ربه وأول الإلهام الدليل على حب الله له أن يُلهمه الله النوايا التى بها يرفع الله قدره ويُعلى الله شأنه ويجعله على قدم حَبيبه ومُصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه ، عندما رجعَ رسولَ الله من غزوةِ تبوكَ ودَنا من المدينة قال: {إنَّ بالمدينةِ أقواماً ماسِرتم مَسِيراً ولاقَطعتُم وادياً إلا كانوا مَعَكم ، قالوا: يا رسولَ الله وهم بالمدينة ، قال: وهم بالمدينة حَبَسَهمُ العُذر}{1} ولذلك أعطاهم الله بالنية ربما ما لم يأخذه نفر ممن مشى مع سيد البرية صلى الله عليه وسلم فى هذه السفرة لأنه ربما خرج مسافراً ويُسر فى قلبه النفاق ، والمنافقون كانوا يسافرون معه ويحضرون معه بل ويحاربون معه لكن ليس لهم عند الله أجر والمُخلصين الصادقين الذين بقوا فى المدينة نالوا الأجر بالنية ، فأعلمنا صلى الله عليه وسلم أن النيَّة هى التى عليها المُعوَّل ولذلك يقول الإمام الشافعى رضي الله عنه: (إن حديث {إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى .... } ربع الدين} ، لأنه عليه الأساس من كل عمل ، {رُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلا السَّهَرُ وَرُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إلا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ}{2} وقالوا له: يا رسول الله الرجل يجاهد للذكر والرجل يجاهد للغنيمة ، والرجل يجاهد حمية لقومه ، فمن فى سبيل الله؟ فقال: {مَنْ قَاتَلَ لِتكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُلْيَا فَهُوَ في سَبِيلِ الله}{3} لذلك من قاتل للذكر أو للغنيمة أو حمية لقومه فليس له أجر، فالأجر على قدر النية مع أنه قاتل وحارب لكن الإمام الشافعى رضي الله عنه جعل ربع الدين على هذا الحديث الطيب: {إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات .. }لأن النبى استخدم له أداة الحصر (إنما) ، ويقول صلى الله عليه وسلم فى حديث آخر: {نيَّةُ المؤمنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ}{4} ويروى أن الله يوم القيامة يُظهر فضل النوايا فيأمر الملائكة بإحضار رجل معه أمثال الجبال من الأعمال الصالحة ، فيقول الله تعالى: {..أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ عَلَى عَمَلِ عَبْدِي وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى نَفْسِهِ ، إنَّهُ لَمْ يُرِدْنِي بِهذَا الْعَمَلِ ، وَأَرَادَ بِهِ غَيْرِي فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي}{5} هو لا يعُطى الأجر إلا إذا كان العمل خالصاً لذاته عز وجل ولذلك تجد الصالحين أول تدريب عملى يقومون به للسالكين والمريدين والمحبين هو أن يتمرن المريد والسالك على إخلاص القصد والنية فى كل حركة أو سكنة لله ، ومن لم يستطع ذلك فقولوا له: ليس لك فى هذا الطريق لا من قريب ولا من بعيد لأن الله قال فى قرآنه: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الزمر3 وقال: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} غافر14 لابد من تحرى الإخلاص فى كل عمل والإخلاص أن تقصد وجه الله فى كل عمل ، حتى كان شيخى الشيخ محمد على سلامة رضي الله عنه عندما كان يمرننا على ذلك كان يدربنا إذا نزلت بلد للدعوة إلى الله ، يقول: يا بنى كل ما اشتهيت قبل أن تذهب إلى القوم الذين تدعوهم إلى الله حتى لا تميل نفسك إلى شئ مما عندهم وتكون الدعوة خالصة لوجه الله ويقول: لو ذهب داعياً إلى الله إلى بلد وأفاض الله عليه من العلوم ومن الإلهامات ما لا حد له ، وبعد أن انتهى لم يدعُه أحد من أهل هذا البلدة إلى حتى تناول قدح شاى ، إذا تغير قلبه على أهل هذه البلد بسبب ذلك فإنه يحتاج إلى أن يُرد إلى دائرة الآداب ليتأدب فى رياض الصالحين وحتى حديث الناس ، فإن النفس تحب أن تُحَدِّث أو تُحَدَّث بما فعلت وما سمعت وما صنعت فكان يقول: {يا بنى اعمل ولا يهمك معرفة شيخك أنك تعمل ، لأنك تعمل لله لا لشيخك} هذا الإخلاص كان أصحاب حضرة النبى يلاحظونه فى أدق المواطن فقد ورد أن الإمام علىّ رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه طلب أحد الفرسان من الكافرين رجلاً للمبارزة فخرج له ، فأخذا يضربان حتى سقط فرسيهما تحتهما موتاً من شدة الضرب والكر والفر فترجلا وأخذا يضربان بعضاً بالسيوف حتى تكسرت سيوفهما فاشتبكا مع المصارعة فحمله الإمام علىّ وجلد به الأرض وركع فوقه وأخرج خنجره ليذبحه فتفل الرجل فى وجهه ، فقام الإمام علىّ وتركه فتعجب الرجل وقال :لِمَ تركتنى بعد أن تمكنت منى؟ قال: كنت أقاتلك لله فلما تفلت فى وجهى خفت أن أقتلك انتقاماً لنفسى فيكون العمل غير خالص لربى ، قال: وهل تراقبون الله فى هذه المواطن؟ قال: وفى أدق منها كانوا يراقبون الله فى هذه المواطن ، يراقبون أن تكون الحركات والسكنات فى كل زمان ومكان لا يرجون بها إلا رضاء الله وإلا وجه الله ثم بعد ذلك يقومون بها على هيئة حَبيب الله ومُصطفاه أى يتابعون الحَبيب صلوات ربى وتسليماته عليه فى هذا الحال لكن لابد أن تكون النيَّة أولاً لله ، ولذلك كانت كل أحوالهم طاعات نومهم ذكر وجلوسهم ذكر وقيامهم ذكر وحديثهم ذكر ونظراتهم ذكر وإمداد أيمانهم إلى غيرهم ذكر ومشيهم بأقدامهم وسعيهم بأقدامهم إلى أى مكان ذكر وأى حركة بالجوارح الظاهرة معها نية باطنة ولذلك أعمالهم كلها ذكر لله لأنهم استحضروا النوايا والطوايا بعد أن طهروا القلب لله وجعلوا الأعمال خالصة لله ، وفيهم يقول الله لحَبيبه ومُصطفاه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} الكهف28 {1} صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنهما {2} مسند الشهاب عن ابن عمر. {3} مسند الإمام أحمد عن أبى موسى الأشعرى {4} فتح البارى وشرح الزرقانى {5} رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما عن معاذ رضى الله عنه (الترغيب والترهيب) http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CB%C7%E4%EC%20%C7%CB%E4%ED%E4&id=77&cat=4 منقول من كتاب {ثانى اثنين}
  12. السؤال : ما صفات المسكين ؟ الإجابة : المسكين قال صلى الله عليه وسلم في تعريفه : {ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان وإنما المسكين المتعفف أبا العيال} والمسكين هو أي مؤمن دخله لا يكفي ضرورياته : مثل الأكل والسكن الضروري والعلاج والتعليم الضروري ، ولكن ليس من الضروريات : السجائر أو المدرسة الخاصة أو الجامعة الخاصة ليس لنا شأن بذلك لكن الضروريات : هي الحاجات التي لا غنى للمرء عنها ، فأي مؤمن لا يكفي ضرورياته يكون داخل في عداد المساكين ويحق لنا ان نعطيه من الزكاة أو من كفارة اليمين او خلافه {1} صحيح البخارى عن ابي هريرة http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%D1%D3%C7%E1%C9%20%C7%E1%D5%C7%E1%CD%ED%E4&id=51&cat=2 منقول من كتاب {رسالة الصالحين}
  13. لا تقل إن وصولي بالعمل .. أو بقطع الوقت في طول الأمل إن مولانا تنزه عن علـل .. إنـه الرب المنـزّه والكبيـر إياك أن تظن أن هذه الأشياء هي التي توصل فهذه الأشياء بدون فضل الله كيف تفعلها؟ ليس الرقي إلى العليا بأعمال .. ولا الوصول بأحوال وأموال لكنه منة من فضل واهبـه .. به تعد جميلاً بين أبـــدال ما الشيء الذي أجاهد فيه إذن؟ خلق عظيم وإيقان ومعرفة بالله ذي الفضل والإحسان والوالي هذا طريق الصالحين رضي الله عنهم في كل وقت وحين ، فالطريق المختصر إلى الله هم الصالحون والتسليم لمن أقامهم سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين ، فالمشهد الأول هو المشهد الآخر وهو ما يعاد في كل زمان ومكان كما أخبر الله في القرآن فإذا جاهد السالك بإشارات العارف فســيعينه الله على التغلب على الزخارف و المطارف ولا يوجد من يتغلب على هذه الأشياء بنفسه أبداً فإن لم تكن الإعانة من الله ودعوة من رجل صالح من عباد الله؟ من فينا يستطيع أن يتغلب على زخارف الدنيا؟ والإشارة واضحة في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الله طهَّره تطهيراً ، ولكنه بعث له بلجنة من الملائكة وشقوا صدره وأخرجوا حظ الشيطان من قلبه وغسلوه ، لكي يعرفنا أن هذه الأشياء لن تستطيع أن تقوم فيها بمفردك وإنما لا بد أن يقوم بها رجال حالهم ملكوتي وتكليفهم رباني كلفهم الله بذلك لك لأن الله يرى أنك أصبحت سالكاً ، وصالحاً لذلك فالعبادات والمجاهدات كانت أولى بتطهير إبليس لأنه عبد الله اثنين وسبعين ألف سنة هل هذه العبادات طهرته؟ أبداً ، ولكنه والعياذ بالله أصيب بداء الغرور والكبر ولم ينفع معه علاج لكن التطهير يتطلب عناية من العلي الكبير: نظر الله نظرة فحباني .. وإمام الهدى لذاتي رشيد فالموضوع كله نظرة من الله ، وإرشاد من حَبيب الله ومُصطفاه ، لكن ما الذي معنا لنجاهد به؟ من فينا يستطيع أن يجاهد نفسه الأمارة إذا قامت عليه؟ لايوجد أحد إلا إذا أعانه الله وقواه مولاه ونظر إليه حَبيب الله ومُصطفاه هنا يستطيع أن يلم بهذا الجهاد وأن يخلص من هذا التنائي وأن يرقى إلى بساط الوداد من الله ، وإذا أكرموه وأعانوه وطهَّروه فإن الله أول ما يفتح عليه ، يفتح عليه من علوم الإلهام ، علم حكمة الأحكام فلا يصنع حكماً ولا يقوم بأمر إلا ويظهر الله له حكمته مثلما رأى رسول الله حكمة الأحكام حكمة الأعمال الصالحة وحكمة المنهيات ، فيرى الإنسان ذلك ويصل إلى أذن قلبه من هذه العلوم ما لا يستطيع أحد من العالمين من الأولين أو الآخرين كتابته لأنها علوم تترى على القلب ، إذا وصل إلى هذا المقام كلما يرى مشهد يواليه الله بعلوم تخص هذا المشهد ومثل هذا لو دعى الناس إلى الله يؤثر فيهم لأنه يدعوهم بعلم اسمه علم الآيات فكلما يرى آيه يكشف الله عن علوم أهل العناية المبثوثة في هذه الآية فلما يظهر بعضها على قدر ما تتحمله العقول وعلى قدر ما تساعده الأدلة من النقول يؤخذ الحاضرون من هذا الكلام لأنه علم طازج ، ودائماً الإنسان يميل للشيء الحي القريب من الحي عز وجل ولذلك كان الشيخ أبو مدين الغوث رضي الله عنه ، عندما كان يتحدث أمامه المتحدثون وكانوا يحضّرون دروسهم من الكتب كان يقول لهم: لا تحدثونا عن السابقين ولكن حدثونا بما فتح الله عليكم ، لأن هذا الكلام كان لأهل زمانهم وأهل عصرهم نحن نريد ما يناسب العصر والزمان ، ألم يقل الله في القرآن: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} القيامة19 متى هذا البيان؟ كل زمان له بيان وكل وقت بل كل نفس له بيان من القرآن وإياك أن تظن أن أحداً من العارفين له بيان في آية من القرآن ثابت لأن الآية الواحدة في كل نَفَس له بيان فيها من الله ولو كررها مرة ثانية له بيان ثان ثم بيان ثالث من أين؟ {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الكهف65 لأن القلب طهر لله والفؤاد إحتشى بعلم اليقين من رجل صالح من عباد الله ، وأعانوه على تطهير سره لله فيمده الله من عنده بعلوم الإلهام: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الكهف65 يريد أن يرتقي فيطالع بعين فؤاده في أحوال المقربين إن كانوا من المرسلين أو من النبيين أو من الصالحين ؛ يحاول أن يطالع أحوالهم ويطلِّع على أخلاقهم ليتأسى بهم في كيفية سيره إلى ربه ، كما فعل الله برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جمع الله له الأنبياء والمرسلين أجمعين ليتعرف على أحوالهم وعلى مواهبهم وعلى عطاءاتهم ويعرف ويدرك أن الله خصَّه بما لم يخصّْ واحداً منهم فيعلم إكرام الله له وخصوصية الحق التي خصَّه بها لأنه زاده على كل النبيين والمرسلين بما رآه وعاينه صلى الله عليه وسلم في ليلة القرب من ربه http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%D1%D3%C7%E1%C9%20%C7%E1%D5%C7%E1%CD%ED%E4&id=51&cat=2 منقول من كتاب {رسالة الصالحين}
  14. الإنسانُ لا يساويه ولا يدانيه في ملك الله وملكوته وكل عوالمه شيءٌ لأن الإنسان هو خليفة الله في هذه الأكوان ، حتى الملائكة فالملائكة مسخرةٌ لخدمة الإنسان الذي هو في طاعة الرحمـن وإذا كانت الملائكة يصنعها الله ويرفعها وينفعها بعمل الإنسان ، لكن الإنسان ليس له مصدر للإنتفاع إلا حضرة الرحمن والنبي العدنان صلى الله عليه وسلم وهذه هي عناية الله فكيف تتكون الملائكة؟ تتكون إما عن طريق بحر الحياة وينزل فيه سيدنا جبريل عليه السلام في كل يوم مرة ثم يخرج وينفض أجنحته فتنزل منها سبعون ألف قطرة ؛ يخرج الله من كل قطرة منها ملكاً يسبح الله إذاً يخلق في كل يوم سبعون ألف ملك وبعد خلقهم مباشرة يطوفون بالبيت المعمور ولا يرجعون إلى الطواف حوله إلى يوم النشور وبذلك يحج الملائكة مرة واحدة ، وهذا صنف من الملائكة والصنف الآخر يخلقهم الله من عمل الإنسان ، كيف يخلقهم من عمل الإنسان؟ وهو الإنسان الروحاني الذي احتشى قلبه بنور الله ومُلِئت تجاويفهُ بروحانية سيدنا ومولانا رسول الله ، لأن التسبيحة التي يسبِّحها تخرج نوراً لا يراها في دنيانا إلا من كشف لهم الله الستور فيروا هذا النور وهو صاعد ؛ حتى يصعد إلى عالم النور في الملأ الأعلى فيجعلها الله ملكاً يسبح الله بالتسبيحة التي سبح بها قائلها وتظل على هذا الحال إلى يوم الدين ويكتب ذلك في صحيفة هذا العبد إكراماً من الله لأمـة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الكلام بالطبع كلام روحاني ولكن لا بد أن يكون له سند قرآني أو نبوي قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام الترمذي: {إن ما تذكرون الله تعالى به من التسبيحات والتهليلات والتكبيرات يخرجن ولهن دويٌّ كدوي النحل – أزيز أوصوت كصوت النحل – حتى يصلن إلى العرش فيطفـن حوله يذكّـِرن بصاحبهن إلى يـــــوم القيامة} وفى رواية أخرى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الذين يذكرون من جلال الله ، من تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش لهن دويٌّ كدوي النحل يذكِّرون بصاحبهن ، ألا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله شيء يذكر به؟ }{1} فأنت تقول سبحان الله ولا تلقي لها بالاً هذه الكلمة ؛ يطوف بها الملك حول العرش : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} – ومن حوله : هي التسبيحات التي سبَّحناها – {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} غافر7 وعريضة طويلة يقدمونها إلى الله ، ومثلها كذلك ، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر المروي عن سيدنا رسول الله : {من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلَّى فلم يحدِّث نفسه بشيء ؛ خرجت وهي بيضاء مسفرة} – هذه الصلاة يخلق الله منها صورة روحانية نورانية بيضاء مسفرة – {حتى تصل إلى عنان السماء فتفتح لها أبواب السماء} وهذا الحديث يفصل كيفية دخول الأعمال إلى السماء: {فتفتح لها أبواب السماء} – ستدخل إذاً وسيغلق الباب بين الملكوت وعالم الأرض فتودِّع صاحبها قال فيها – {فتلتفت إلى صاحبها} بمعنى أن فيها حركة وفيها حياة وترى وتتكلم {وتقول له : حفظك الله كما حفظتني} فقد خلق منها إذاً صورة روحانية تصعد إلى عالم الملكوت الأعلى ، تعبد الله بجميع الحركات والأقوال والأفعال والدعوات التي قلتها لله وأنت في الصـلاة إلى يوم الدين وكل ذلك يبقى في صحيفة هذا العبد فهذه صورة ملكوتية تخرج من أعمال المؤمنين والمؤمنات ولذلك وهذا هو السر لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون ولا ينامون لأنها ليست هياكل مثلنا ولكنها صور ملكوتية ، والسماء ملأى بهذه الصور وهذه الصور مطبوع عليها صورة صاحبها ولذلك لما الواحد يكرمه الواحد ويفتح له عين الأعيان ويرى بعين القلب والجنان يرى صور هؤلاء الروحانيين في عوالم الملكوت الأعلى ، فيقول : لقد رأيتك في السماء الأولى أو رأيتك في الجنة أو في السماء السابعة مع أنه لم يذهب ، ولكن صوره الروحانية هي التي سافرت إلى هنـاك فيراها وكأنه رأى الشخص نفسه وهذا هو السر أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في عالم الملكوت الأعلى صور الأنبياء الذين واجههم وقابلهـم ورد عليهم وكلمهم في المسجد الأقصى المبارك ، بمعنى أنه رآهم جميعاً في المسجد الأقصى _ والمسجد الأقصى كمبنى لا يستوعبهم _ ولكن رآهم في عالمه الروحاني النــوراني ثم عرج إلى الملأ الأعلى وعند السماء الأولى استفتح الأمين جبريل ، فقالوا : ومن معك؟ لأنهم عرفوا أنه ليس بمفرده لأنه كان لا يستفتح قبل ذلك وطالما استفتح إذاً فهناك ضيف معه – مثلاً : عندما تدخل بيتك هل تستأذن؟ فلما يكون معك ضيف تطرق وتقول : يا أولاد - يعني استعدوا - أليس كذلك؟ وعندما استفتح جبريل وسألوه عمن معه ، قال محمد صلى الله عليه وسلم ، وعندما تسمع الإجابات التي ذكرتها وكالة الأنباء المحمدية تجد العجب فبعضهم يقول: أوقد بعث؟ بمعنى أنهم لا يعلمون أنه قد بعث – كيف يكون في السماء إذاً؟ والبعض الآخر يقول: أوقد أرسل إليه؟ فهناك صنفان ، صنف لا يعلم أنه قد بعث ، والصنف الآخر لا يعلم أن أرسل إليه لزيارة عالم الملكوت ، لم يعرف هؤلاء ولا هؤلاء ، من الذي يعرف؟ هم أهل التعيين وأهل الشهود وهم في عالم التكوين وهم الصديقون والشهداء والصالحون إذاً من فيهم هو الأعلى في المقام والأعلى في القدر؟ الصديقون والشهداء والصالحون لكن الآخرين لم يعرفوا فيسألون ، من الذي يسأل؟ الملائكة أو صور الملائكة من أعمال النبيين والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين ، من هذا؟ يقول له: آدم ، سلم عليه ، مع أن آدم كان معه قبل ذلك بلحظة في الأرض ، كيف صعد إلى السماء إذا ً؟ هذه صور أخرى للحقائق الروحانية والتي يعطينا الله أمثلة لها في المشاهدات الفرقانية لخير البرية صلى الله عليه وسلم ، ورأى يحيى وعيسى وموسى وهارون ويوسف - مع أن جميعهم كان معه في الأرض هنا_ وعندما رأوه هناك لم يعرفوا أنه بعث؟ ولذلك كانوا يسألون – لأنها صور ملكوتية نورانية للصالحين والنبيين والمرسلين وتفصيل الكلام فيها لا تسعه القلوب وإن اطلعت على الغيوب إلا بعد أن تخلو كلية من العيوب ويأخذها لحضرته علام الغيوب عز وجل ، لكن المعيوب ماذا يرى؟ إنها أمور فوق العقل وفوق الخيال وفوق الإدراك والتصوير فهي أمور كشفية نورانية شهودية لأهل الخصوصية الذين اختصهم الله بهذه النفحات والعطاءات الربانية والإلهية: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} الأنعام75 بمعنى انه ليست السماء وحدها التي فيها ملكوت ولكن الأرض أيضاً فيها ملكوت فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسس هذا العلم الإلهي في الملكوت الأرضي ، فعندما كان ذاهباً إلى بيت الله الحرام مر على وادي فقال : لقد مر بهذا الوادي يونس بن متى ومعه سبـعون ألفاً من قومـه ، لقد رأى التسجيلات الملكوتية الكونية الموجودة في العوالم الأرضية من الذي يستطيع أن يكشفها؟ أو يطلع عليها؟ إلا أهل القلوب التقية النقية وفي مكان آخر قال : لقد مر بهذا الوادي عيسى بن مريم وله جؤار - أي له صوتٌ عالٍ - يلبي بصوت عالٍ ، ويسمع صوته سيدنا رسول الله ، وأماكن أخرى قال : لقد استظل بهذه الشجرة عيسى بن مريم ، لقد نزل تحت هذه الشجرة موسى بن عمران ، علَّم هذه الأماكن صلى الله عليه وسلم بعد حدوثها وأماكن أخرى قبل حدوثها لأنه رأى بروفة التمثيلية كلها وعاين ما سيحدث فيها مثلاً في غزوة بدر عندما ذهب إلى أرض المعركة ، قال : هنا سيموت فلان وهنا سيقتل فلان وهنا سيقضى على فلان وقد حدث وحدد الأماكن ، هل التمثيلية قد تمت بعد؟ ولكن لا بــد أن تتم كـما رأى وشـاهد وعاين صلى الله عليه وسلم ، ولم يحدد موضعاً لمصارع القوم إلا وقد حدث ولم يخطئ موضعاً واحداً صلوات ربي وتسليماته عليه نَفْسُ هذه الهبات يمنُّ الله بها وراثة عن الحبيب صلى الله عليه وسلم لعباد الله الصالحين وكان الشيخ على الخواص رضي الله عنه - شيخ سيدي عبدالوهاب الشعراني ، وسيدي على الخواص - كان أمياً في عالم القراءة والكتابة الدنيوية ولكنه كان قارئاً للعوالم كلها بالعلوم الكشفية وكان على أيامه يضعون الحبر في دواة - يسمونها المحبرة _ والقلم كان قلم من بوص وكان من ضمن قدرات سيدنا على الخواص النورانية عندما ينظر لأي دواة بها حبر ، يقول : هذا الحبر سيكتب به كذا وكذا وكذا وكل الكلمات التي ستكتب به حتى ينتهي المداد ، كيف؟ لا تقول كيف ، لأنها علوم فوق العقول علوم كشفية نورانية من الله وكان في عصره رضي الله عنه وأرضاه مغطس في كل مسجد وهو مثل البركة مملوءة بالماء يغطس فيه الناس ليغتسلوا من الجنابة حيث كان لا يوجد في ذلك الوقت الدش أو الحنفيات أو هذه الأشياء الحديثة فكان يذهب عند المغطس وينظر ، ويقول : هذا غسل فلان وهذا غسل فلان وهذا غسل فلان وكأن الماء به كربون ويسجل كل من اغتسل فيه وان تعجب فعجب كما يقول الله لكن لا عجب عند العارفين رضي الله عنهم وأرضاهم وكان يقول لتلميذه سيدي عبدالوهـاب الشعــراني رضي الله عنه: " لا يكون الرجل من الصالحين حتى يطعم الجم الغفير من كسرة خبز" أي إذا استطاع أن يؤكل جماعة كبيرة من كسرة خبز فهي مرتبة الصلاح ، وإذا لم يبلغ ذلك فيلزمه أن يجاهد لكي يشاهد ويصبح من أهل هذه المشاهد لأنه لو دخل في رحاب الصالحين واعتمد على العالم الحسي سينكشف ، لأن المحسوسات من يتغطى بها عريان لكن الذي يغطي الإنسان لكي يستطيع أن يمشي في عالم الروحانيات : هو الرحمن عز وجل وما دام الحق عز وجل سيغطيه إذاً سيكفيه ويكفي كل من يلوذ به بأمر خالقه وباريه ، سيجعل كوب شاي _ مثل الذي معي الآن _ يكفي كل هذه الجماعة ويشربوا إلى أن يشبعوا ، من أين؟ إذا نزلت عناية الله لكن إذا كان يعتمد على عالم المحسوسات في هذه الحالة يحتاج لفرع من هيلتون وفرع من شيراتون لكي يكفي هؤلاء القوم ولن يكفي أيضاً فلا بد أن يكون معه غطاء من عالم الروحانيات ليكفي هؤلاء الناس في عالم المحسوسات {1} رواه الإمام أحمد فى مسنده عن النعمان بن بشير http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%D1%D3%C7%E1%C9%20%C7%E1%D5%C7%E1%CD%ED%E4&id=51&cat=2 منقول من كتاب {رسالة الصالحين}
  15. العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه يقول عنه أبو هريرة رضي الله عنه : " أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل البحرين ، وكنا معه ، فرأينا منه ثلاثة أشياء لا تحدث إلا لنبي : أولها : انقطع عنَّا الماء ، وكدنا نهلك من الظمأ ، فذهبنــا له ، وأخبرناه ، فقال لنا : ولمَ لمْ تخبروني من قبل؟ هل معكم ماء يكفي لوضوء رجل؟ فقال رجل : نعم ، معي قدر من الماء يكفي لوضوء رجل واحد ، قال : فأتني به ، فتوضأ ، ثم صلى ركعتين لله ، وسأل الله ، فأجابه مولاه وهذا سلاح سلَّحهم به الله لأنهم لا يسألون الله إلا لله ، ولدعوة الله ، ولا يسألون الله لأشياء فانية ولا لحاجات زائلة وإنما يرغبون في تبليغ دعوة الله إلى عباد الله ، وتكليف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقوموا بإتمامه ، كما كلَّفهم به حَبيب الله ومُصطفاه قال أبو هريرة : وإذا بالوادي يسيل بالماء ولم نر سـحاباً ، قال وملأت دلواً كان معي وتركته عند الماء ، وبعد أن شربنا وملأنا أوعيتنا وسرنا وقطعنا مرحلتين من الطريق ، رجــعت إلى دلوي لأنظر إلى الوادي هل ظلَّ الماء به على حالته ؟ قال: فرجعت ، فوجدت الدلو مملوءاً بالماء ، ولم أجد في الوادي أثراً لأي ماء ؛ فعلمت أنه مددٌ من السماء ، أمده به الله عز وجل و ثانيها : قال : فلما وصلنا إلى شاطئ البحر ، وكان بيننا وبين القوم عرض البحر ، وليس معنا مراكب نستطيع أن نركبها ونعبر بها إليهم ، فلما رأونا ؛ جمعوا ما في البحر من السفن ، وأحرقوها جميعاً ؛ حتى ينقطع الطريق إليهم فقال العلاء : يا عباد الله ، توكلوا على الله ، وهيا بنا نمشي إليهم ، ثم قال كلمات " يا حليم ، يا عليم ، يا علي ، يا عظيم ، انصرنا عليهم ، ومكنَّا منهم " ، قال : فمشينا بإبلنا وخيولنا على الماء ، فلم تبتل أخفاف الإبل من الماء ؛ فكأن الله قد جمَّد الماء ليمشوا عليه حتى يبلغوا شاطئ البحر الآخر قال : فلما رآنا القوم قالوا: لا قبل لنا بهؤلاء ، هؤلاء إمَّا جنٌّ أو ملائكة ولا قبل لنا بقتال الجنِّ أو الملائكة ، واستسلموا وأسلموا ، كيف حدثت هذه المعجزة؟ لأنه لا يريد أن يكون ملكاً على الجزيرة ، أو يكتسب شهرة بين أهل الجزيرة ، وإنما يريد أن يدلَّهم على الله ، ويبلغ دعوة حَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم ؛ فأيده الله عز وجل بما رواه الرواة ، وبما ذكره أبو هريرة رضي الله عنه وثالثها : قال: فعندما رجعنا مات العلاء فدفناه ومشينا ، وإذا برجل – واسمعوا وعِوا - فأصحاب رسول الله كما ذكرنا ، سخر الله لهم الأكوان كما سخرها للنبي العدنان ؛ لأنهم جعلوا أنفسهم وقفاً لدعوة الرحمن ، فمات الرجل فدفنوه ومشوا ، وإذا بمن يقابلهم ولا يعلم بما دار لكنها أسرار ويعلمها العزيز الغفار فسألهم : أين دفنتم صاحبكم؟ قالوا : دفناه في أرض كذا ، قال : فإنها مأسدة - يعني تكثر فيها الأسود - فاذهبوا إليه واحملوه حتى إذا وصلتم إلى أرض كذا فادفنوه فيها ، أراد الله أن يكشف لهم عن آية من التي يخص بها أهل العناية ، قال : فرجعنا وحفرنا القبر فلم نجد شيئاً فعلمنا أن الله عز وجل رفعه إليه وفي قصص أصحاب النبي آلاف من هذه الآيات وسببها تأييدهم في نشر دعوة الله ، وفي العمــــــــل بكتــــاب الله وفي التأســي بحَبيب الله ومُصطفــاه صلى الله عليه وسلم ، وهكذا الصالحون من بعدهم إلى يوم الدين ، فالصالحون خصوا بهذه الدعوة وجعلوا أنفسهم داخلين في من عناهم الله بقوله: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آل عمران104 أخذوا هذا الاختصاص أن يدعوا الخلق إلى الله ؛ رغبة فيما عند الله ، لا يرجون من الخلق حتى كلمة "جزاك الله خيراً" ، لأنهم يعلمون أنهم في حضانة الله وفي كفـالة الله وفي صيانة الله ، وأنهم موضع نظر الله جلَّ في علاه فتكفَّل الله لهم بكل ما يحتاجونه ؛ لأنهم جند الله فما يحتاجونه لإلانة القلوب ؛ أعطاه لهم علام الغيوب: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} سبأ10 فألان لهم حديد الطباع والقلوب القاسية وجعلها تخرج من الضلالات والزيغ إلى رضوان رب العالمين وإلى واحة الحضور بين يدي الله في بيوته في كل وقت وحين ، وهذه هي الكرامات العظمى فليست الكرامة : أن تطير في الهواء أو أن تمشي علـى المـاء ؛ ولكن الكرامة أن يكرم الله بك عبداً في هاوية الظلمات ؛ فتخرجه إلى نور القرب من الله عز وجل ، وهذه كرامة الأنبياء والمرسـلين أجمعين في كل وقت وحين ومن عجزوا عن إقناعه بالكلام ؛ دعوا الله عز وجل له فيستجيب الله عز وجل لهم في الحال http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%D1%D3%C7%E1%C9%20%C7%E1%D5%C7%E1%CD%ED%E4&id=51&cat=2 منقول من كتاب {رسالة الصالحين} [IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_resalat_elsaleheen.jpg[/img]
  16. [frame=10 10] هذه الأسئلة موجهة من أجانب غير مسلمين ما الحكمة من الطواف؟ الإجابة : جعل الله عز وجل كل شيء في الكون يدور حول أصله والأرض تدور حول أصلها وهو الشمس ، والقمر يدور حول أصله وهو الأرض وكل مجموعة من النجوم في الكون تدور حول أصلها وفي ذلك يقول الله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يس40 ولما كان الإنسان أصله من الأرض ورمزها البيت الحرام جعل الله عز وجل الإنسان يطوف حول أصله ليتشبه بعبادة الكائنات العلوية ، هذا بالإضافة إلى أن الله عز وجل عندما أخبر الملائكة الكرام على سبيل الإستشارة بأنه سيجعل آدم خليفة في الأرض فأظهروا الإعتراض على ذلك ، وذلك في قوله {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة30 وشعروا بالندم فطافوا حول البيت المعمور في السماء فقال لهم الله تعالى: "اهبطوا إلى الأرض فابنوا لعبادى بيتاً ، إذا أخطئوا كما أخطئتم طافوا حوله كما طفتم فأغفر لهم كما غفرت لكم" ، فجعل الله تعالى الطواف بالبيت سبباً للمغفرة لماذا يأمر الإسلام بتطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين فى بلاد الإسلام؟ الإجابة: لا يأمر الإسلام بتطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين ، وإنما يأمر بتطبيق الشريعة الإسلامية على المسلمين فقط ، أما غير المسلمين فيتركهم لأحكامهم التى يختارونها ويقرونها من دياناتهم في محاكمهم الخاصة بهم إن وجدت ولما كان غير المسلمين لا يجدون أحياناً في تشريعاتهم ما يلبي طلباتهم فإنهم هم الذين يلجأون إلى محاكم المسلمين ليطبقوا ما فيها من أحكام الإسلام على أنفسهم برضاهم كما يفعل المسيحيون في التوارث فيما بينهم لأن المسيحية ليس فيها قوانين خاصة بالتوارث بين الأبناء وغيرهم فإن المسيحين هم الذين يلجأون إلى المحاكم الإسلامية يطلبون تحقيق أحكام الميراث الإسلامية عليهم وذلك برضاء منهم لماذا عند ولادة طفل المسلمين ذبح شاة واحدة للفتاة ولكن إثنين لكل صبي؟ الإجابة : استحب نبي الإسلام ذبح عقيقة للمولود ذكر أو أنثى وذلك بغرض التوسعة على الفقراء والمساكين ، وهي في الأصل شاة واحدة للذكر أو الأنثى كفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد عق صلى الله عليه وسلم عن ابن إبنته الحسن بكبش واحد ، وعق صلى الله عليه وسلم عن ابن إبنته الحسين أيضاً بكبش واحد ولما كان الغرض كما قلنا التوسعة على الفقراء ، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس جميعاً وحتى يومنا هذا وحتى في الأمم المتمدينة كأهل أوروبا وأمريكا يفرحون بالذكور أكثر من الإناث فطلب منهم أن يكون للذكر شاتين وللأنثى شاة واحدة غير أن العقيقة برمتها إن كانت شاة أو شاتين هي سنة وليست فريضة فمن تركها لا يحاسب على تركها ولا شيء عليه بتركها ، وهى سنة كذلك للمتيسر أما الفقير فغير مطالب بها ، وهي سنة غير فورية أي يؤديها الإنسان عند الإستطاعة ، وإن لم يؤدها مع الإستطاعة فليس عليه وزر في تركها ، وهكذا نرى أن هذه القضية برمتها لا أساس لها ولا ينبغي الوقوف عندها http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%E6%C7%D1%C7%CA%20%C7%E1%C5%E4%D3%C7%E4%20%C7%E1%E3%DA%C7%D5%D1&id=559&cat=2 منقول من كتاب {حوارات الإنسان المعاصر} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً [/frame]
  17. هذه الأسئلة موجهة من أجانب غير مسلمين إذا كان أتباع النبى محمد سيدخلون الجنة فما حكم الأجيال التى سبقت ظهوره؟ الإجابة : الأجيال التى سبقت ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم قسمان ، أما من أرسل إليهم رسول فمن آمن بهذا الرسول المرسل إليهم دخل الجنة ، ومن لم يؤمن به دخل النار ، وذلك منذ آدم إلى عيسى ، أما الفترة فيما بعد عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم فأهلها ممن لم تصل إليهم رسالات السماء يسمون أهل الفترة وأجمع السادة العلماء على أنهم ناجون لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} الإسراء15 بعض المبشرين يدّعون أن الإسلام ليس بدين ، بل هو نسخة مشوهة من اليهودية والمسيحية تلقاها محمد من الراهب بحيرى وورقة بن نوفل؟ الإجابة : هذه دعاوي تحتاج إلى بينة وليس لها من التاريخ الصحيح ما يؤيد صحتها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يلتق بحيرى الراهب إلا عند سفره مع عمه أبى طالب إلى بلاد الشام ، وبمجرد أن رآه بحيرى سأله عدة أسئلة ثم قال لعمه ينبغي عليك أن ترجع به أو ترده إلى مكة فردَّ عمه النبى صلى الله عليه وسلم إلى مكة ، ولم يمكث مع بحيرى الراهب معه حتى ولو ليلة واحدة ليتلقى عنه أو ليتعلم على يديه ، ولو كان ذلك لظهر هذا بعد عودته إلى مكة مباشرة وإلا فلِم كتمه حتى نزل عليه الوحي بعد ذلك بخمس وعشرين سنة تقريبا وكذلك ورقة بن نوفل لم يثبت التاريخ أنه إلتقى به صلى الله عليه وسلم إلا بعد نزول الوحي عليه ، حيث خافت زوجته السيدة خديجة عليه وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وعرضت عليه أمره فسأله عدة أسئلة ولما استوثق من خبره أخبره أن هذا هو الوحي الذي نزل على موسى وعيسى والأنبياء من قبله وأنه نبي هذه الأمة ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إلتقى معه بعد ذلك وإلا لو كان إلتقى به لظهر تأثيره في دعوته وحججه وحديثه وقد كان ورقة درس الأديان السماوية السابقة كلها واختار أن يتعبد لله على الحنيفية دين إبراهيم ولكننا لا نرى تأثير هذه الأديان السابقة التى درسها ورقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دعوته الحنيفية وهكذا نجد أن هذه حجة واهية قالها حاقد وناقد يريد أن يشوه الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى فيمن هذا شأنه: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} الصف8 هل يمنح الإسلام الحرية للمسيحين الذين فى بلاد المسلمين كما يمنح المسيحيون الحرية للمسلمين فى بلاد الغرب؟ الإجابة : يمنح الإسلام للمسحيين في بلاد الإسلام الحرية التامة في معتقداتهم وعباداتهم وتشريعاتهم الخاصة بهم ، ويسمح لهم ببناء الكنائس والأديرة لعباداتهم ولا يضيق عليهم في شيء من أمور دنياهم أو دينهم قط ، والمسيحيون في بلاد الإسلام في شتى العصور يشهدون ويشيدون بالمعاملة المثلى من المسلمين لهم ، لأن الله عز وجل قال لهم: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} البقرة256 فلا يُكْرِهون أحداً على ترك دينه ولا يكرهونه على الدخول في الإسلام رغماً عنه وإنما كل إنسان وما يريده: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} الكهف29 بل إن المسلمين في بلاد الإسلام يتركون للمسحيين الحرية في تعلم دينهم في المدارس والجامعات ، ويعطونهم إجازات رسمية في كل أعيادهم ويشاركونهم في إحتفالاتهم ويهنئونهم في أفراحهم ويشاركونهم في آلامهم بل إنهم خصصوا لهم بنداً في زكاة أموالهم يعطى لفقرائهم وذوي حاجاتهم وذلك في قول الله تعالى: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} التوبة60 ولا يجعلون لهم أماكن مخصوصة لعملهم أو سكناهم وإنما يشتركون مع المسلمين في المسكن والعمل والخدمات المقدمة من الدولة للجميع بدون فرقة أو تفرقة. والشعار الذي رفعه أهل الوطن جميعاً " الدين لله والوطن للجميع" لماذا لا يسمح لغير المسلم بأن يدفن فى مدافن المسلمين؟ الإجابة : اقتضت الحكمة وحسن الجوار والتعايش السليم أن يكون للمسلمين أماكن لدفن موتاهم وأماكن أخرى للمسيحين وقد تكون بجوارها كما نرى في أغلب البلدان لموتاهم ، لأن للمسلمين طقوسهم في تهيئة الموتى والصلاة عليهم وكيفية دفنهم ، وللمسيحيين طقوسهم الخاصة بهم كذلك في تهيئة موتاهم ودفنهم فكانت الحكمة السياسية والإجتماعية أن يكون لكل قوم مكان خاص بهم حتى لا يحدث نزاع أو خلاف وخاصة وأن المدافن يشترك في التواجد بها أكثر من واحد ، وتنتقل مع مر الزمن من أناس إلى أناس فلو دفن في المقبرة مثلا مسيحيون وبعد زمن أخذها منهم مسلمون لحدث نزاع لا تحمد عقباه ولكن لو جُمع العقلاء واجتمع الحكماء على أمر فيه مصلحة للجميع لكان هذا الأمر الذي نراه لكل قوم وأهل ديانة مكانهم الخاص بهم لدفن موتاهم ، وليس هذا بتفرقة وإنما تكون التفرقة بين الأحياء ، والأحياء نراهم يتجاورون في المساكن بل يسكنون في عمارة واحدة مواجهين لبعض أو فوق بعض في شققهم ويجلسون معا على مكاتبهم في العمل ويجلسون سوياً في وسائل المواصلات وغيرها من المصالح لا تفرقة بين هذا وذاك http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%E6%C7%D1%C7%CA%20%C7%E1%C5%E4%D3%C7%E4%20%C7%E1%E3%DA%C7%D5%D1&id=559&cat=2 منقول من كتاب {حوارات الإنسان المعاصر} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً [/frame]
  18. باااااااااااااااااااارك الله فيييييييييييك
  19. هذا السؤال موجه من أجانب غير مسلمين هل الله يحب الإنسان؟ وما علامات حبه للإنسان؟ الإجابة : إن الله عز وجل يحب الإنسان لأنه كرمه وأعلى شأنه على سائر المخلوقات وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء70 والدليل على حب الله عز وجل للإنسان أن الله عز وجل قبل أن يخلق الإنسان جهز له عالم الأرض ، وجهز له فيها كل ما يحتاجه من غذاء و(كلمة غير لائقة)اء ودواء وسكن وركائب وغيرها ، فخلق له النبات والفواكه ليأكل منها وجهز له الماء العذب ليشرب منها والماء المالح ليركب عليه ويأكل من أسماكه ويكون خزاناً يأخذ منه الماء الذي يحتاج إليه في كل وقت وحين وسخر له الحيوانات منها ما يركبه ومنها ما يشرب من لبنه ومنها ما يأكل من لحمه ومنها ما ينتفع بصوفه وجلده ومنها ما يتخذه لحراسته ، وخلق له الهواء وتولى تجديده على الدوام كي تستمر حياته وخلق له الشمس تمده بالضياء وتدفئه بحرارتها وتبين له الليل والنهار ويحسب بها الأيام والشهور والسنين وجعل له في الليل القمر والنجوم يهتدي بضياءه ويمشي بالبر والبحر مهتديا بالنجوم ، وادخر له في باطن الأرض كل أنواع المعادن التى يحتاج إليها في حياته ويستعين بها على أمور معاشه وهكذا نجد أن كل الكائنات والمخلوقات في السموات وفي الأرض وما بينهما إنما هي في الحقيقة مخلوقه ومسخرة لأنه درة الأكوان ، فهو الخليفة الذي اختاره الله عز وجل لخلافته في الأرض في قوله عزشأنه: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} البقرة30 وقد سخر لهذا الخليفة وهو الإنسان كل شيء في السموات وفي الأرض قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} الجاثية13 http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%E6%C7%D1%C7%CA%20%C7%E1%C5%E4%D3%C7%E4%20%C7%E1%E3%DA%C7%D5%D1&id=559&cat=2 منقول من كتاب {حوارات الإنسان المعاصر} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
  20. باااااااااااااارك الله فييييييييييك
  21. هذه الأسئلة موجهة من أجانب غير مسلمين لماذا يسمح الإسلام بالقتل؟ الإجابة : لا يسمح الإسلام بالقتل إلا لمن قتل إنساناً مثله حتى لا يشيع هذا العمل العنيف بين معتنقيه ، فجعل في هذا القصاص العادل وهو أنه من قتل يقتل إبقاءاً على بقية المجتمع وتحصين لهم من إرتكاب هذه الجريمة النكراء قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة179 غير أنه لا يفوتنا أن نشير في هذا الأمر إلى أن القصاص (قتل القاتل) في الإسلام لا ينبغى أن يكون إلا لولاة الأمور والحكام بعد إقامة الحجج وإثبات البينات وثبوت الجريمة على القاتل ثباتاً أكيداً ، ولا يترك تنفيذها للأفراد ولا للجماعات حرصاً على سلامة الدولة ونشر الأمن في ربوعها ماذا يعنى الجهاد فى الإسلام؟ الإجابة : الجهاد في الإسلام يعني الدفاع عن النفس أو عن الوطن إذا تعرض لمن يهاجمه يريد أن يروع أمنه أو يغتصب أرضه أو ينهب أمواله قال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}البقرة194 وقال أيضاً: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة190 http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%E6%C7%D1%C7%CA%20%C7%E1%C5%E4%D3%C7%E4%20%C7%E1%E3%DA%C7%D5%D1&id=559&cat=2 منقول من كتاب {حوارات الإنسان المعاصر}
  22. بسم الله الرحمن الرحيم حب الدنيا إذا تركه الإنسان في قلبه ولم يعالجه بالورع الذي تعلَّمه من نبيه صلي الله عليه وسلم وبالمراقبة لله الذي يؤمن به تجعله يخرج من دنيا الناس وقد خسر الآخرة وهو لا يشعر وقد باء عن المسلمين وأصبح بعيداً عن صفوف المؤمنين وهو لا يشعر وتلك الطامة الكُبرى التي انتشرت في زماننا يا عباد الله وما العلاج لذلك؟ العلاج يقول فيه صلي الله عليه وسلم {لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ}[1] لا يكمل الإيمان إلا إذا أحب الإنسان لإخوانه المؤمنين جميعهم قريبين وبعيدين محيطين أو في أقصى بقاع الأرض {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[2] والله لو عملنا بهذا الحديث لزالت كل مشكلاتنا ولانزاحت عنا كل همومنا وغمومنا إننا نحتاج إلى جرعة حب في الله ولله ونحتاج بعدها إذا امتلأت القلوب بالحب إلى زيادة المودة وإلى توثيق عُرى الأُخُوة وإلى حرص المؤمنين على نفع بعضهم وعلى أن يكون ما بينهم من تعاملات على شرع الله وعلى سُنَّة حبيب الله ومصطفاه يكون كل مؤمن أحرص على إخوانه المؤمنين من نفسه التي بين جنبيه يكون المؤمنون حالهم ما قال فيهم النبي الكريم {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}[3] وصف النبي صلي الله عليه وسلم داء الأمة وعلاجها ووضع لنا روشتة الشفاء التي ذكرناها ولم ينس صلي الله عليه وسلم أن يجعل روشتة خاصة لكل فردٍ من المؤمنين في هذا الزمان فإننا جميعا عندما نرى الفتن نتساءل في صدورنا ونتحادث فيما بيننا كيف النجاة؟ وكيف للإنسان أن ينجو من فتن الدنيا ويخرج على الإيمان إلى الله ويفوز بالجنة التي وعدنا بها الله وضع النبي صلي الله عليه وسلم روشتة النجاة لكل فردٍ مسلمٍ اعملوا بها تسعدوا إن شاء الله قال صلي الله عليه وسلم {مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ قَالَ: وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي}[4] [1] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة [2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس [3] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير [4] سنن الترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%C3%D4%DD%ED%C9%20%C7%E1%E4%C8%E6%ED%C9%20%E1%E1%DA%D5%D1_%C7%E1%CE%D8%C8%20%C5%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%ED%C9_%CC1&id=94&cat=15 منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر] اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً
  23. جزااااااااااااااااك الله خيررررررررررررر
  24. بسم الله الرحمن الرحيم يتساءل الناس لماذا زاد الإنفاق في هذا الزمان على الحرام؟ جُلّ أموال الناس يشترون بها المسكرات والمخدرات وهل هناك مالُ حلالُ يشترى به صاحبه أي صنفٍ من المخدرات أو من المسكرات؟ لا والله لقد قال الحكماء (من جمع مالاً من حرام سلَّطه الله على إنفاقه في الذنوب والآثام) ولذلك ولّى هارون الرشيد أخاه محتسباً على السوق - والمحتسب يواكب ما يُسمّى مفتش التموين الآن - وتركه سنة ثم استدعاه وسأله: كم محضراً حررته؟ وكم قضية قدمتها؟ وكم تاجراً عنّفته؟ قال: لا أحد قال: ولِمَ؟ وكان أخوه من الصالحين قال: يا أمير المؤمنين رأيت الله يقتّص من الظالمين أولاً بأول فكل مالٍ جمعوه من حرام سلّطهم الله على إنفاقه في الذنوب والآثام يُنفقه في المخدرات ينفقه في الخمر والمسكرات ينفقه على الغَانِيات ينفقه على ما لا يعود عليه ولا على أهله بفائدة في الدنيا ويعود عليه بأوزارٍ ثقالٍ يوم يلقى الله أما المال الحلال فإنه يُنوِّر القلب فيجعله يستجيب لله ولكتاب الله، ولرسول الله وللعلماء الذين يُذكِّرون بالله وتستجيب الأعضاء له إذا حثَّهم على طاعة الله وتجمد وتتجمَّد ولا تستجيب إذا أمرتهم النفس بمعصية الله وتجعله يتحرَّى الإنفاق فلا يُنفق قرشاً إلا فيما يُرضي الله ولا يضع المال إلا في موضعٍ أباحه شرع الله ويكون الأولاد بررة وكراماً بوالديهم فلا يستطيع أحدهم أن يرفع وجهه ولا عينه في وجه أبيه حياءاً ولا يستطيع أن يؤخر له أمراً أو يرفض له طلباً لأن المال الحلال يجعله هيّناً ليّناً في برّ أبويه أعز شيءٍ في هذا العصر الدرهم الحلال { َيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنْ ثَلاثٍ: دِرْهَمٌ حَلالٌ أَوْ أَخٌ يُسْتَأْنَسُ بِهِ أَوْ سَنَةٌ يُعْمَلُ بِهَا}[1] درهم حلال أو أخٌ صالحٌ يخاللني لله ويُصادقني لله لا لحاجة ولا لمنفعة ولا لدنيا زائلة ولا لرغبة فانية وإنما كما قال الله في كتاب الله {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67 من هو الأخ الذي أمرني الدين والشرع أن أأنس إليه؟ قال فيه الله في كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119 لا تصاحب الكذاب أبداً فقد قيل (إن الكذاب كالسراب) أي كالسراب الذي يظهر في ضوء الشمس وتراه ماءاً فإذا ذهبت إليه لم تجد فيه شيئاً ولا عنده شيئاً وقد قال الإمام عليٌ لبنيه (يا بني لا تصاحب الكذاب فإنه كالسراب وإنه يُقرّب إليك البعيد ويُبعد عنك القريب) وقال الإمام عمر رضي الله عنه وأرضاه (لا تصاحب إلا الأمين ولا أمين إلا من يخشى الله) لأن الذي يخشى الله لن يغشك في أمر أو يخونك في قضية أو يستغلك لأمور دنيوية أو يجعلك وسيلة للحصول على الدنيا الدنية وإنما يكون لك أخاً في الدنيا ويكون لك صديقاً وفياً في الدار الآخرة يأخذ بيدك وتأخذ بيده وتدخلا معاً جنة الله إن هذه الأُخوة التي كان عليها الأولون من سلفنا الصالح من الأنصار والمهاجرين وهي التي يقول فيها نبيكم الكريم صلي الله عليه وسلم {إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }}[2] [1] سنن الطبراني عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه [2] سنن أبي داود والبيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%C3%D4%DD%ED%C9%20%C7%E1%E4%C8%E6%ED%C9%20%E1%E1%DA%D5%D1_%C7%E1%CE%D8%C8%20%C5%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%ED%C9_%CC1&id=94&cat=15 منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر] اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً
×
×
  • Create New...