رضا البطاوى
الاعضاء الفعالين-
Posts
1322 -
Joined
-
Last visited
-
Days Won
3
Content Type
Profiles
Forums
Events
Everything posted by رضا البطاوى
-
نظرات فى كتاب النصال الخارقة لنحور المارقة الكتاب من تأليف حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي والكتاب يدور حول أحداث لم تقع وشخصيات لا وجود لها اخترعها الكفار من خلال روايات الحديث والسير والتاريخ لكى يجعلوا الناس فرقا كلها يتشاجر ويتقاتل على أحداث لم تقع واشخاص يقدسونهم أو يلعنونهم لم يولدوا يوما ولم يكن لهم وجود استهل الشيرازى مقدمته بذكر حادث لم يقع وهو قتل يزيد بن معاوية للحسين بن على وكلاهما لا وجود لهما وعدم لعن يزيد بسبب القتل فقال : "فإن طغاما من القوم المخالفين، ولئاما من حثالات المعاصرين والسالفين، قد تجرأوا على تصويب فعل يزيد، في قتله أبا عبد الله الحسين السبط الشهيد فلا يرون جواز نسبة ذلك الفاجر إلى فسق أو كبيرة، بل ينزهونه عن كل جرم وجريرة، وهم مع ذلك يتولونه ويحظرون التكلم في عظائمه، ويوجبون الامساك عن لعنه والخوض في تفاصيل جرائمه، مع ما تواتر عنه من هتك حرمات الشريعة المطهرة، حتى كاد يلحق بالضروريات. ويعتلون لذلك بنحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تسبوا الاموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا». ويقولون ـ مضللين ـ: ما يجديكم التكلم في لعن يزيد وطرق هذا الباب، وقد أفضى إلى ما قدم وهلك منذ قرون وأحقاب؟! فيقال لهؤلاء المخذولين: إن الحديث محله في غير كافر ومتظاهر بفسق أو بدعة، فلا يحرم سب هؤلاء ولا ذكرهم بشر؛ بقصد التحذير من طريقتهم والاقتداء بآثارهم ـ كما قال المناوي الشافعي. وجرو معاوية لم ينفك عن واحدة من هذه الخصال.. (فماذا بعد الحق إلا الضلال).." والواقعة التى لم تقع هى خرافة للتالى: -أن فى عهد المزعوم يزيد عاش كثير من الصحابة كما يقول التاريخ مثل عبد الله بن عمر وابن الزبير وسليمان بن صرد وطالما كان الصحابة موجودون فلا يمكن أن تتحول الدولة للكفر لأن التحول يكون فى عهد الخلف مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "والمهتدين والمجتبين هم الصحابة وفيهم قال تعالى بسورة المجادلة "رضى الله عنهم ". -أن بفرض حدوث وراثة يزيد للخلافة فإن الصحابة لابد أن يحاربوه ولابد أن ينتصروا مهما كانت قوة عدوهم لأنهم يحاربون بصفتهم جنود الله وفيهم قال تعالى بسورة الصافات "وإن جندنا لهم الغالبون "ولكن الروايات تبين لنا عكس ذلك وهو إنهزام جند الله وانتصار جند الشيطان . -أنه لايجوز أن يتولى يزيد الخلافة لأمور عدة هى وجود الصحابة وأنه ليس صحابيا وليس عالما . -أن الحسين نفسه – لو كان له وجود حقيقى – لو طلب الخلافة فى وجود الصحابة لكان باغيا لأنه ليس مهاجرا ولا أنصاريا وإنما ممن أتوا بعدهم والخلافة هى حق المهاجرين والأنصار طالما كانوا علماء لأنهم أعظم درجة ممن أمن بعد الفتح وجاهد مصداق لقوله تعالى بسورة الحديد "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ". -أن الحكايات المروية عن مقتل الحسين كاذبة فمبايعة أهل الكوفة له لا تعنى فى الإسلام حقه فى الخلافة لأنها بلد من بلاد كثيرة وحكاية تركه للمدينة حيث يوجد أصحاب جده الذين ينصرون الحق هى الأخرى غير مبلوعة خاصة أنه بين أهله وبين من يريدون للحق أن يعلو . -أن ما يحكى عن يزيد من أن أباه تركه فى البادية مع أمه حتى شب وكبر حكاية غير معقولة لأسباب عدة أهمها أن يزيد كان الولد الوحيد والأب بطبيعته يحب أن يكون ولده بجواره خوفا عليه وأن يترك معاوية زوجته وابنه عدة سنوات ثم يستدعيهم إنما هو ضرب من الخيال خاصة أن المرأة التى يتغيب عنها زوجها أكثر من أربعة أشهر تصبح مطلقة فى الإسلام حتى ولو لم يطلقها زوجها لقوله تعالى بسورة البقرة "الذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ". أن خروج الحسين للكوفة بالطريقة المذكورة وهيه أخذ النساء والأولاد والأقارب إنما هى طريقة مجنون لا يصلح لقيادة حرب فضلا عن قيادة المسلمين ومن ثم فالرواية كذب فى كذب لأن أقل قائد يعرف أن أول قاعدة فى البحث عن قيادة الناس إنما هى الحذر أى الإحتياط وهنا ليس أى إحتياط لخروجه علنا حتى أن بعض الناس نصحوه بعدم الذهاب وتظهر الروايات الحسين متهورا مندفعا فعندما بلغه نبأ تخاذل أهل الكوفة بمقتل مسلم بن عقيل لم يعد من حيث أتى أو يغير من وجهته وإنما ذهب ليلقى حتفه . -المصيبة الكبرى هى زواج العم على بابنة أخيه وانجابهم الحسن والحسين وغيرهم وهى كارثة لم تقع لأنه لا يجوز للأخ زواج ابنة أخيه كما أن القرآن بين أن بنات النبى(ص) لم يتزوجم إلا فيما بعد نزول آيات الجلباب " قل [زواجم وبناتك ونساء المؤمنين" فلو كن متزوجات كما تقول الرواية ما ذكرهم كبناته وإنما كان سيذكرهم كنساء المؤمنين " الكتاب قائم على شىء لم يحدث وإنما الكفار هم من وضعوا تلك الروايات لتفرقة الناس ليظلوا يتقاتلوا بينما هم وأحفادهم يشاهدون المعارك ويتفرجون ويتلذذون بدماء تلك الفرق المتناحرة الكتاب يدور حول وجوب لعن يزيد والأدلة على صحة ذلك مع أنه لا توجد أدلة من الوحى لأن القرآن نزل قبل عقود من تلك الأحداث التى لم تحدث قال الشيرازى : "ولله در من قال: ألعن اللعن إن لعنت يزيدا * * انما اللعن عين ذاك اللعين وهذه رسالة ضمنتها الادلة القاطعة، والبراهين النيرة الساطعة، الدالة على جواز لعن يزيد بن معاوية، أسكنهما الله في قعر الهاوية، والرد على من منع ذلك من جهلة المفتين، لينقطع منهم الدابر والوتين، إنه سبحانه خير ناصر ومعين. وينبغي قبل الخوض في المقصود بيان أمور:" استهل الشيرازى حديثه ببيان معنى اللعن فى كتب اللغة والمصطلح فقال : "الاول: حقيقة اللعن: قال الجوهري في الصحاح: اللعن: الطرد والابعاد من الخير. وقال الزمخشري في أساس البلاغة: لعنه أهله: طردوه وأبعدوه، وهو لعين طريد، وقد لعن الله إبليس: طرده من الجنة وأبعده من جوار الملائكة، ولعنت الكلب والذئب: طردتهما. وقال الراغب: اللعن: الطرد والابعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الانسان دعاء على غيره. وقال ابن سيدة في المحكم: لعنه الله يلعنه لعنا، عذبه. وقال المحقق الكركي في نفحات اللاهوت: إذا قيل: لعنه الله على طريق الدعاء كان معناه طرده الله وأبعده من رحمته. قال: والمراد من الطرد والابعاد هنا نزول العقوبة والعذاب به، وحرمان الرحمة، وهو لازم المعنى، وليس معنى الغضب ببعيد عنه، إذ المتعقل من غضب الله سبحانه فعل أثر الغضب، لا حصول الغضب الحقيقي الذي هو من توابع الاجسام، فإن ذلك محال عليه تعالى. انتهى." قطعا معنى اللعن هو طلب العذاب للملعون من قبل الداعى سواء بشر أو ملائكة وأما لعن الله فهو تعذيبه للملعون وتحدث عن إباحة اللعن فى الوحى فقال : الثاني: مشروعية اللعن: لا ريب في مشروعية اللعن في الجملة، وإن اختلف العامة في جواز لعن المعين، وسيأتي بيان الحق فيه إن شاء الله تعالى. وقد دل الكتاب والسنة على ذلك، قال الله تعالى: (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار). وقال سبحانه: (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه).. الآية. وقال تبارك اسمه: (أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) وقال عز سلطانه: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم). وقال عز من قائل: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين). وقال جل وعلا: (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها»، رواه أبو داود والحاكم عن ابن عمر. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم»، رواه أحمد والترمذي والحاكم عن أبي هريرة، والطبراني في المعجم الكبير عن أم سلمة. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده وهم يعلمون، والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة»، رواه الطبراني في المعجم الكبير عن ابن مسعود. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن الله المحلل والمحلل له»، رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن علي ، والترمذي والنسائي عنه وعن ابن مسعود ورواه الترمذي أيضا عن جابر وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن عبد الدينار، لعن عبد الدرهم»، رواه الترمذي عن أبي هريرة. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ستة لعنتهم، لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل الله ويذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي»، رواه الحاكم عن عائشة. وغير ذلك مما لا يحصى كثرة. وبالجملة: فلا يرتاب ذو تحصيل في أن اللعن طاعة يستحق عليها الثواب إذا وقع على وجهه، وهو أن يلعن مستحق اللعنة تقربا إلى الله تعالى لا للعصبية والهوى، وقد يكون واجبا كما إذا قصد به البراءة من أعداء الله واقتصر عليه، وسيأتي الكلام في ذلك إن شاء الله تعالى." قطعا اللعن جائز مباح بما ورد فى القرآن وأما حكاية الحسن ويزيد فأمر أخر لكون الحوادث لم تحدث ولا يمكن حدوثها فى ذلك العصر كما بينا فى أول النقد ولكن لو أخذنا الروايات على أنها صادقة وكلها كاذب فيجوز لعن يزيد ومن معه وبناء على جواز اللعن استحل الشيرازى لعن يزيد ومن معه لارتكابهم جرائم القتل وهدم الكعبة التى لا يمكن هدمها ولا مسها لأن الله يعاقب من يريد فقط ارتكاب ذنب فيها العقاب على الإرادة وهى النية وليس الفعل لنه محال وقوعه فيها وفى هذا قال تعالى : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم" وهو مكان آمن لا يمكن أيذاء من دخله فإذا يحمى من فيه فكيف يتم هدمه واحراقه وسرقته كما تزعم الروايات والتى يقول : " ومن دخله كان آمنا " وفى هذا قال : "هذا، وإنك لخبير بأن تلك الامور التي استحق فاعلها اللعن ليست بأعظم من قتل الحسين وأصحابه، والرضا به، واستباحة المدينة، وهدم الكعبة وضربها بالمجانيق، إن لم تكن دونه، فإذا جاز اللعن هناك فليجز هنا أيضا. بل الحق أن جوازه هنا بطريق أولى، إذ لا رزية ولا مصيبة في الاسلام أعظم مما وقع يوم عاشوراء بكربلاء، كما لا يخفى على من أنار الله بصيرته، وطهر من الخبث سريرته." وناقش الشيرازى أدلة مانعى اللعن فقال : "فإن قال قائل: قد ورد النهي عن كون المؤمن لعانا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تكونوا لعانين» وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا». قلنا: هذا وارد في النهي عن اتخاذ اللعن خلقا بسبب المبالغة فيه والافراط في ارتكابه بحيث ينجر إلى أن يلعن اللعان من لا يستحق اللعن ـ كما حكى ذلك ابن الجوزي عن خط القاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى بن الفراء. وليس فيه النهي عن لعن المستحقين، وإلا لقال صلى الله عليه وآله وسلم: لا تكونوا لاعنين، ولا ينبغي لصديق أن يكون لاعنا، فإن بينهما فرقا يعلمه من أحاط بدقائق تصاريف لسان العرب. وأما نهي علي أصحابه عن لعن أهل الشام، فإنه كان يرجو إسلامهم ورجوعهم إليه، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعية، ولذلك قال: «قولوا: اللهم أصلح ذات بيننا وبينهم». وهذا قريب من قول الله تعالى في قصة فرعون: (فقولا له قولا لينا)، كذا قال أصحابنا رحمهم الله تعالى. وقال ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في (شرح النهج): الذي كرهه منهم أنهم كانوا يشتمون أهل الشام، ولم يكن يكره منهم لعنهم إياهم والبذاءة منهم. انتهى. وله في هذا المقام كلام ينبغي لرواد الحقائق الوقوف عليه، والله الموفق والمستعان." الأدلة السابقة فى منع اللعن تخالف آيات الوحى فى وجوب لعن الكفار وهو الدعاء عليهم عندما يعتدون على المسلمين وتحدث عن الأعمال التى توجب اللعن فقال : "الثالث: الصفات المقتضية للعن قال الغزالي في (الاحياء): الصفات المقتضية للعن ثلاثة: الكفر والبدعة والفسق. وقال الشيخ الامام المحقق الكركي في (النفحات): لا ريب أن اللعن من الله تعالى هو الطرد والابعاد من الرحمة، وإنزال العقوبة بالمكلف، وكل فعل أو قول اقتضى نزول العقوبة بالمكلف من فسق أو كفر فهو مقتض لجواز اللعن، ويدل عليه قوله تعالى في القاتل: (وغضب الله عليه ولعنه)، وقوله تعالى: (والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) رتب اللعن على الكذب، وهو إنما يقتضي الفسق، وكذا قوله تعالى: (والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين) رتب الغضب على صدقه في كونها زنت، والزنا ليس بكفر. وقوله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين) أي على كل ظالم، لان الجمع المعرف للعموم، والفاسق ظالم لنفسه كما يرشد إليه قوله تعالى: (فمنهم ظالم لنفسه) حيث جعله سبحانه قسيما للمقتصد وقسيما للسابق بالخيرات. قال رحمه الله: ولا ريب أن الكبائر مجوزة للعن، لان الكبيرة مقتضية لاستحقاق الذم والعقاب في الدنيا والآخرة، وهو معنى اللعن. وأما الصغائر فإنها تقع مكفرة لقوله تعالى: (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) فقد فسر بصغائر الذنوب، فلهذا لا ينقص إيمان فاعلها، ولا ترد شهادته، ولا تسقط عدالته. نعم، لو أصر عليها ألحقت بالكبائر، وصار اللعن بها سائغا. انتهى كلامه " قطعا كل ذنب لم يتب منه صاحبه ,اصر عليه يوجب لعنه وأما من تاب فلا يجوز لعنه كما يجوز لعن الكافر المستمر فى كفره وتحدث عن أدلة لعن يزيد من القرآن وهو كلام ليس صحيحا فلا وجود ليزيد فى الكتاب وإنما الموجود لعن من يرتكبون الذنوب ولا يتوبون منها وفى هذا قال : "جواز لعن يزيد من الكتاب: إذا تمهد هذا فلنشرع في تقرير ما دل على جواز لعن يزيد بن معاوية ـ لعنهما الله تعالى ـ من الكتاب والسنة بحول الله وقوته. أما الكتاب العزيز: 1 ـ فقوله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله..).. الآية. استدل به الامام أحمد بن حنبل على لعن يزيد، كما حكاه أبو الفرج ابن الجوزي في الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد، عن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، إذ روى في كتابه المعتمد في الاصول بإسناده عن صالح بن أحمد، قال: قلت لابي: إن قوما ينسبوننا إلى توالي يزيد. فقال: يا بني! وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن بالله؟! فقلت: لم لا تلعنه؟! فقال: ومتى رأيتني ألعن شيئا؟! لم لا يلعن من لعنه الله في كتابه؟! فقلت: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟! فقرأ: (فهل عسيتم..) ـ الآية، فهل يكون فساد أعظم من القتل؟ وفي رواية: يا بني! ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه؟! 2 ـ وقوله تعالى: (والذين... ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار). قال الامام أحمد: وأي قطيعة أفظع من قطيعته صلى الله عليه وآله وسلم في ابن بنته الزهراء ـ كما حكاه الشبراوي في (الاتحاف). 3 ـ وقوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن). أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في (الدلائل) وابن عساكر عن سعيد بن المسيب، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني أمية على المنابر، فساءه ذلك. قال الفخر الرازي: وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء." الحديث يزعم رؤيتهم عيانا على المنابر فى عهد الرسول(ص) وهو ما يناقض أنه رآهم فى الحلم فى الحديث التالى : وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أريت بني أمية على منابر الارض، وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء»، واهتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك، فأنزل الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس). وأخرج ابن مردويه نحوه عن الحسين بن علي." ثم قال : قلت: ولا ريب أن يزيد داخل في الملعونين من بني أمية دخولا أوليا. قال ابن حجر الهيتمي المكي في تطهير الجنان واللسان: صح أنه صلى الله عليه وآله وسلم رأى ثلاثة منهم ـ يعني بني الحكم بن أبي العاص ـ ينزون على منبره نزو القردة، فغاظه ذلك وما ضحك بعده إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى. قال: ولعله هؤلاء ويزيد بن معاوية، فإنه من أقبحهم وأفسقهم، بل قال جماعة من الائمة بكفره. انتهى. 4 ـ وقوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا). فمن ذا الذي يشك في أن قتل الحسين عليه السلام وجماعة من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسبي الذرية الطاهرة على أقتاب الجمال، وضرب الثنايا الشريفة بالقضيب، وغير ذلك مما يذوب الفؤاد بذكره، إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة عليهما السلام ومحاربة لهم؟! ـ مع ما قد فرض الله من مودتهم وأوجب على العباد من محبتهم ـ. وما أحسن قول عمر الهيتي في ذلك: بأية آية يأتي يزيد * * غداة صحائف الاعمال تتلا وقام رسول رب العالمين يتلو * * ـ وقد صمت جميع الخلق ـ: (قل لا) يعني قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). أما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالحسين منه، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الاسباط»، رواه الترمذي وابن ماجة، والبخاري في الادب المفرد، وأحمد والحاكم الحديث كاذب لكونه اتهام مباشر للنبى(ص) بزنى المحارم مع ابنته والعياذ بالله ثم قال : "وأما علي وفاطمة فذلك معلوم بالضرورة والوجدان، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من آذى عليا فقد آذاني»، رواه أحمد، والبخاري في (تاريخه) وابن حبان في (صحيحه)، وابن مندة، والحاكم في (المستدرك). وقال صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام: «إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك»، رواه الحاكم عن علي عليه السلام وأبو يعلى والطبراني، وأبو نعيم في فضائل الصحابة. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»، رواه البخاري ومسلم والترمذي والحاكم. قال الشريف السمهودي: ومعلوم أن أولادها بضعة منها، فيكونون بواسطتها بضعة منه صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى. وقال الحافظ ابن حجر: فيه تحريم أذى من يتأذى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بتأذيه، فكل من وقع منه في حق فاطمة 3 شيء تأذت به فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأذى به بشهادة هذا الخبر. قال: ولا شيء أعظم من إدخال الاذى عليها من قبل ولدها، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة (ولعذاب الآخرة أشد) انتهى. قلت: ويلحق بذلك وجه إلزامي، وهو أن يزيد ـ لعنه الله ـ آذى الصحابة بقتل الحسين عليه السلام، وإيذاء كل واحد منهم إيذاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ عند القوم ـ ولا خلاف في أن إيذاءه صلى الله عليه وآله وسلم موجب لاستحقاق اللعن. أما الصغرى فظاهرة، وأما الكبرى فقد أخرج الترمذي في (سننه) عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه». 5 ـ وقوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم). وقد كان اللعين منافقا ظاهر النفاق، دلت على ذلك أقواله وأفعاله وأحواله. فقد اشتهر عنه أنه لما جاءه رأس الحسين جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات ابن الزبعرى المشهورة: ليت أشياخي ببدر شهدوا * * جزع الخزرج من وقع الاسل فأهلوا واستهلوا فرحا * * ثم قالوا: يا يزيد لا تشل قد قتلنا القرم من ساداتهم * * وعدلناه ببدر فاعتدل قال الامام أحمد ـ في ما حكاه عنه القاضي أبو يعلى في كتاب الوجهين والروايتين ـ: إن صح ذلك عن يزيد فقد فسق. وزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر، وهما قوله ـ فض الله فاه ـ: لست من خندف إن لم أنتقم * * من بني أحمد ما كان فعل لعبت هاشم بالملك فلا * * خبر جاء ولا وحي نزل قال مجاهد: نافق. وقال الزهري: لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره على جيرون، فأنشد لنفسه: لما بدت تلك الحمول وأشرقت * * تلك الشموس على ربى جيرون نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح * * فلقد قضيت من الغريم ديوني وإلى ذلك أشار عبد الباقي العمري في الباقيات الصالحات بقوله: نقطع في تكفيره إن صح ما * * قال للغراب لما نعبا قال ابن عقيل ـ من الحنابلة ـ: ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالالحاد، وأبان عن خبث الضمائر وسوء الاعتقاد، فمنها قوله في قصيدته التي أولها: علية هاتي أعلني وترنمي * * بذلك أني لا أحب التناجيا حديث أبي سفيان قدما سما بها * * إلى أحد حتى أقام البواكيا ألا هات فاسقيني على ذاك قهوة * * تخيرها العنسي كرما وشاميا إذا ما نظرنا في أمور قديمة * * وجدنا حلالا شربها متواليا وإن مت يا أم الاحيمر فانكحي * * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * * أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا ولا بد لي من أن أزور محمدا * * بمشمولة صفراء تروي عظاميا ومما يعزى إليه، قوله: معشر الندمان قوموا * * واسمعوا صوت الاغاني واشربوا كأس مدام * * واتركوا ذكر المغاني أشغلتني نغمة العيدان * * عن صوت الاذان وتعوضت عن الحور * * خمورا في الدنان ومنها قوله: ولو لم يمس الارض فاضل بردها * * لما كان عندي مسحة في التيمم وذكر ابن أبي الدنيا أنه لما نكت بالقضيب ثنايا الحسين أنشد لحصين بن الحمام المري: صبرنا وكان الصبر منا سجية * * بأسيافنا تفرين هاما ومعصما نفلقن هاما من رؤوس أحبة * * إلينا وهم كانوا أعق وأظلما قال مجاهد: نافق فيها، ثم والله ما بقي في عسكره أحد إلا تركه، أي عابه وسبه. قال ابن أبي الدنيا: وكان عنده أبو برزة الاسلمي، فقال له: يا يزيد! ارفع قضيبك، فوالله لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل ثناياه. وهذا كله كفر بواح، ونفاق صراح، وإنكار للرسالة والبعث والمعاد، وتناه في ضروب الزندقة والالحاد. وقد أجمع أصحابنا الامامية ـ أعلى الله كلمتهم ـ تبعا لائمة العترة الطاهرة على كفره وخروجه عن ربقة الاسلام، وقطع بذلك بعض أئمة الجمهور ـ كما تقدم ويأتي إن شاء الله تعالى ـ. 6 ـ وقوله تعالى: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين). ويزيد ظالم غشوم بلا شبهة، فيشمله اللعن الوارد في الآية، بل هو من أتم مصاديق الظالم، والله العالم. وقد تبين لك ـ بما قررنا ـ أن الآيات بإطلاقها وعمومها تدل على جواز لعن هذا اللعين وأضرابه من الفاسقين، كما ذهب إليه الامام أحمد وغيره من جهابذة المحققين. جواز لعن يزيد من السنة هذا، وقد دلت السنة المطهرة أيضا على جواز لعن يزيد ـ لعنه الله ـ وهي أحاديث: منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسنين: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم». أخرجه الامام أحمد في مسنده عن أبي هريرة، وروى الترمذي عن زيد بن أرقم: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم». وقد دل الحديث على أن محاربة الحسين عليه السلام محاربة لجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو كفر بالاجماع، فيكون فاعله مستحقا للعن والعذاب الاليم. ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ستة لعنتهم، لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت فيعز من أذل الله ويذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي»، رواه الحاكم عن عائشة. قال المناوي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم «والمستحل من عترتي ما حرم الله»: يعني من فعل بأقاربي ما لا يجوز فعله من إيذائهم أو ترك تعظيمهم، فإن اعتقد حله فكافر، وإلا فمذنب. قال: وخص الحرم والعترة باللعن لتأكد حق الحرم والعترة وعظم قدرهما بإضافتهما إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.انتهى. قلت: لا يرتاب من كان له مثقال حبة من خردل من إنصاف في أن يزيد ومن خرج لقتال الحسين إنما استحلوا منه ما حرم الله، فهم كفرة بمقتضى هذا الحديث، وعلى فرض التنزل فإنهم فسقة مذنبون، فاللعن مسجل عليهم على كلا التقديرين، والله تعالى أعلم. ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أخاف أهل المدينة أخافه الله عز وجل، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا»، رواه أحمد ومسلم. وأخرج الطبراني من حديث السائب بن خلاد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا»، ورواه الطبراني أيضا في الاوسط والكبير عن عبادة بن الصامت بإسناد جيد ـ كما قال الحافظ المنذري. وأخرج الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من آذى أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل». قال الامام أحمد: أليس قد أخاف أهل المدينة؟!. قلت: لا خلاف أن يزيد أخاف أهل المدينة وظلمهم وآذاهم، وذلك في وقعة الحرة، وما أدراك ما وقعة الحرة! ذكرها الحسن البصري مرة فقال: والله ما كاد ينجو منهم، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم. وحكى المدائني في كتاب الحرة عن الزهري، قال: كان القتلى يوم الحرة سبعمائة من وجوه الناس من قريش والانصار والمهاجرين ووجوه الموالي، وأما من لم يعرف من عبد أو حر أو امرأة فعشرة آلاف، وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامتلات الروضة والمسجد. قال مجاهد: التجأ الناس إلى حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنبره والسيف يعمل فيهم. انتهى. وأبيحت المدينة أياما بأمر يزيد لعنه الله ـ كما قال الحافظ ابن حجر ـ وبطلت الجماعة من المسجد النبوي أياما، واختفت أهل المدينة أياما، فلم يمكن أحدا دخول مسجدها حتى دخلته الكلاب والذئاب وبالت على منبره صلى الله عليه وآله وسلم، وافتض فيها نحو ألف بكر، وحمل فيها من النساء اللاتي لا أزواج لهن نحو من ألف امرأة، وقيل: عشرة آلاف امرأة، وكان الرجل بعد ذلك إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها، ويقول: لعلها افتضت في وقعة الحرة. ولم يرض مسلم بن عقبة المري ـ أمير ذلك الجيش ـ إلا بأن يبايعوه ليزيد على أنهم خول له، إن شاء باع وإن شاء أعتق، فذكر له بعضهم البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب عنقه. ثم سار الجيش إلى قتال ابن الزبير، فرموا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها بالنار. فأي شيء أعظم من هذه العظائم الموبقة التي وقعت في إمرته ناشئة" وكل ما حكى الرجل من ألأدلة ليس فى يزيد وإنما فيمن ارتكب الذنوب وكل من ارتكب ذنبا لم يتب منه جائز لعنه لكونه كفر ككفر الكفار حيث استمروا فى كفرهم وقد سبق القول أن كل هذه الروايات لا صحة لها ولم يحدث منها شىء فكلها تاريخ كاذب وضعه الكفار لتفريق الناس وابعادهم عن القرآن منشغلين بخلافات لم تحدث إلا فى بطون كتب الروايات
-
قراءة فى خطبة مكانة الصحابة وفضائلهم الخطيب عبدالباري الثبيتي والخطبة تدور حول فضل الصحابة وجعلهم خيرة الناس وأفضلهم فقال : "عبادَ الله: أجمع المسلمون على أنّ الصحابة رأسُ الأولياء وصفوة الأتقياء، قدوةُ المؤمنين وأسوة المسلمين وخير عبادِ الله بعدَ الأنبياء والمرسلين، جمَعوا بين العلم بما جاء به رسول الله وبين الجهادِ بين يديه، شرّفهم الله بمشاهدة خاتَم أنبيائه وصُحبته في السّراء والضّرّاء وبذلِهم أنفسَهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله، حتّى صاروا خيرةَ الخِيَرة وأفضلَ القرون بشهادة المعصوم . هم خيرُ الأمَم سابقِهم ولاحقهم، وأولِّهم وآخرهم." والحقيقة أن الخيرة أو أفضل الناس لا يكونون فى عصر واحد وإنما فى عصور متعددة ولذا جعل الأفضل وهم المقربون بعض من الأوائل وبعض من الأواخر فقال تعالى : "السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ" وجعل الأقل وهم أصحاب اليمين بعض من الأوائل وبعض من الأواخر فقال : "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ" وتحدث عن كونهم الخيرة مستشهدا برواية فقال : " هم الذين أقاموا أعمدَة الإسلام وشادوا قصورَ الدّين، قطعوا حبائلَ الشّرك، أوصلوا دينَ الإسلام إلى أطرافِ المعمورة، فاتّسعت رقعة الإسلام، وطبَّقت الأرض شرائعَ الإيمان، فهم أدقّ النّاس فهمًا وأغزرُهم علمًا وأصدقهم إيمانًا وأحسنهم عملاً. كيف لا؟! وقد تربّوا على يدَي النبي ونهلوا من ماء معينه الصّافي وشاهدوا التنزيل. روى أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: (إنّ الله نظر في قلوب العباد فوجد قلبَ محمّد خيرَ قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثمّ نظر في قلوب العباد بعدَ قلب محمّد فوجد قلوبَ أصحابه خيرَ قلوب العباد، فجعلهم وزراءَ نبيّه، يقاتلون على دينه)." قطعا هو نفس الخطأ والحديث هو تزكية للنفس لا يقولها المسلمون كما قال ناهيا إياهم عن تزكية أنفسهم : " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" وعرف الصحابة بأنهم من صحبوا أو رأوا النبى(ص) وهو تعريف ليس صحيحا لأن الصحبة ثابتة للكفار خاصة من احبهم النبى(ص) وكفروا فقال : "مَن صحبَ النبيَّ أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه" وفى كفر بعضهم : " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء" والحقيقة أن الذين أمنوا معه وليس الصحابة وتحدث عما سموه فضائل الصحابة والحقيقة أن لا فضل لأحد من الخلق أيا كان لأنه عمله يكون شكر لنفسه كما قال تعالى: " ومن شكر فإنما يشكر لنفسه " والحديث هو : "وردت الآياتُ الصريحة والأحاديث الصّحيحة في فضائل الصحابة رضي الله عنهم، مِن ذلك قوله عزّ وجلّ: وَالسَّـابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَـاجِرِينَ وَالأنْصَـارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100]، وقال عزّ وجلّ: لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَـابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [الفتح:18، 19]، وفيهم يقول رسول الله : ((لا يدخل النارَ أحد ممّن بايع تحت الشّجرة))، وقال عزّ وجلّ: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110]، وقال عزّ وجلّ: لِلْفُقَرَاء الْمُهَـاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّـادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءوا الدَّارَ وَالإيمَـانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمَّا أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىا أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:8، 9]، وقال عزّ وجلّ: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَـاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:29]" وذكر أحاديث تتعارض مه نص القرآن فى كون الخيرية فى الأوائل والأواخر فقال : " روى البخاريّ عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((خير أمّتي قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم)) قال عمران: فلا أدري أذَكرَ بعد قرنه قرنين أو ثلاثًا. وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فإنّ أحدَكم لو أنفق مثل أحدٍ ذهبًا ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفَه))." وتحدث عن أن الخير فيما كانوا عليه وهو دين الله فقال : "إنّ الخيرَ كلّ الخير في ما كان عليه أصحاب رسول الله ، هم من حفِظ الله بهم كتابَه أمينًا عن أمين، حتّى أدّوا أمانةَ ربّهم. تفرّغ فريق من الصّحابة لحمل أمانةِ السنّة، وذرعوا أقطارَ الأرض لينشروها، وآخرون حملوا أمانةَ الخلافة والرّعاية والجهادِ والحقوق، وعملوا على نقل الأمَم إلى الإسلام، يعرّبون ألسنتَها، ويطهِّرون نفوسَها، ويسلكونها طريقَ الله المستقيم، وقد بارك الله في أوقاتهم، وأتمّ على أيديهم في مائة سنة ما لم يتحقّق لغيرهم، كانوا سبّاقين للنّاس في كلّ خير، في ميدان الجهاد، في ميدانِ الدّعوة، في ميدان البَذل والعطاء، في ميدان النّوافل والعبادة، فرضي الله عن الصّحابة أجمعين. نصَروا رسولَ الله في غزواته وحروبِه، بايَعوه على بذلِ أنفسهم في سبيل الله، أخرج البخاريّ عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردة، فلم يكن لهم عبيدٌ يعملون ذلك لهم، فلمّا رأى ما بهم مِن النصَب والجوع قال : ((اللهمّ إنّ العيش عيش الآخرة، فاغفِر للأنصار والمهاجِرة))." وتحدث عن حب المؤمنين(ص) فى عصر النبى(ص) له فقال : "نال الصحابة رضي الله عنهم شرفَ لقاء النبيّ ، فكان لهم النصيب الأوفى من محبّته وتعظيمه، سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبُّكم لرسول الله ؟ قال: كان ـ والله ـ أحبَّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمّهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ. سأل أبو سفيان بن حرب ـ وهو على الشّرك حينذاك ـ زيدَ بن الدّثِنّة رضي الله عنه حينَما أخرجه أهل مكّة من الحرم ليقتلوه وقد كان أسيرًا عندهم: أنشدك بالله يا زيد، أتحبُّ أنّ محمّدًا الآن عندنا مكانَك نضرب عنقَه وأنّك في أهلك؟ قال: والله، ما أحبّ أن محمّدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنّي جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيتُ مِن النّاس أحدًا يحبّ أحدًا كحبّ أصحاب محمّد محمّدًا. حكّم الصحابة رضي الله عنهم رسولَ الله في أنفسهم وأموالهم فقالوا: هذه أموالنا بين يدَيك فاحكُم فيها بما شئت، هذه نفوسنا بين يديك لو استعرضتَ بنا البحرَ لخضناه نقاتِل بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك. وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: وما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ من رسول الله ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئِلت أن أصفَه ما أطقتُ، لأنّي لم أكن أملأ عيني منه. نحن نحبّ أصحابَ رسول الله ، ولا نفرّط في حبّ أحدٍ منهم، ولا نتبرّأ من أحدٍ منهم، ولا نذكرهم إلا بالخير، ويُشهد لجميع المهاجرين والأنصار بالجنّة والرضوان والتّوبة والرحمة من الله، ويجب أن يستقرَّ علمك وتوقِن بقلبك أنّ رجلاً رأى النبيّ وشاهده وآمن به واتّبعه ولو ساعة من نهار أفضل ممّن [لم] يرَه ولم يشاهده، ثمّ التّرحّم على جميع أصحاب رسول الله صغيرهم وكبيرهم أوّلِهم وآخرهم وذكر محاسنِهم ونشر فضائلهم والاقتداء بهديِهم والاقتفاء لآثارهم، نكفّ عمّا شجر بين أصحاب رسول الله ، فقد شهدوا المشاهدَ معه، وسبقوا النّاس بالفضل، غفر الله لهم، وأمر بالاستغفار لهم والتقرّب إليهم وبمحبّتهم، فرضَ ذلك على لسان نبيّه ، فلا يتتبّع هفواتِ أصحابِ رسول الله وزللَهم إلاّ مفتون القلبِ في دينه." وتحدث عن ألاثار المروية فى فضائل الصحابة بعضها كاذب فقال : "إنّ هذه الآثار المرويّة في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيدَ فيه ونُقص وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون، إمّا مجتهدون مصيبون، وإمّا مجتهدون مخطِئون، ثمّ إنّ القدر الذي يُنكَر من فعلِ بعضِهم قليل ونزر مغفور في جنب فضائلِ القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهادِ في سبيله والهجرةِ والنُّصرة والعلم النافع والعمل الصالح." وتحدث عن عدالة كل الصحابة والحق أن كل من آمن وعمل صالحا فى عصره لا يشك فى إسلامه فقال : "لا يُسأل عن عدالة أحدٍ من الصّحابة، بل ذلك أمرٌ مفروغ منه؛ لكونِهم على الإطلاق معدّلين بنصوص الكتاب والسنّة وإجماع من يُعتَدُّ به [في] الإجماع [مِن] الأمّة، ومِن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا: ((آية الإيمان حبُّ الأنصار، وآية النّفاق بغض الأنصار)) أخرجه البخاري، وأخرج مسلم من حديث أبي سعيد رفعه: ((لا يبغضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر)) أخرجه مسلم. وتحدث عن ترتيب الصحابة فى الأفضلية فقال : "إخوةَ الإسلام، أفضلُ الصّحابة الخلفاءُ الأربعة، ثمّ بقيّة العشرة المبشّرين بالجنة، قال : ((خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ثمّ عمر))، وقال : ((اقتَدوا باللّذَين من بعدي: أبي بكر وعمر))، وفي صحيح مسلم أنّ أصحاب النبيّ كانوا في سفر فقال : ((إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا))، وفي صحيح البخاري عن محمد بن الحنفيّة أنّه قال لأبيه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أبتِ، مَن خير النّاس بعد رسول الله ؟ قال: أوَما تعلم يا بنيِّ؟! قلت: لا، قال: أبو بكر. أنزل الله في فضائلِ أبي بكر رضي الله عنه آياتٍ من القرآن، قول الله عزّ وجلّ: وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى الْقُرْبَىا وَالْمَسَـاكِينَ [النور:22]، لا خلافَ أنّ ذلك في أبي بكر رضي الله عنه، فنعته بالفضلِ رضوان الله عليه، وقال تعالى: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ [التوبة:40]، لا خلاف أيضًا أنّ ذلك في أبي بكر رضي الله عنه، شهِد له ربّ العالمين بالصّحبة، وبشّره بالسّكينة، وحلاّه بثاني اثنين كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من يكون أفضل ثانِي اثنين الله ثالثهما؟!، وقال : ((ما نفعني مالٌ قطّ ما نفعني مال أبي بكر))، فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال: هل أنا ومالي إلاّ لك يا رسول الله؟!. وفي عمر رضي الله عنه يقول النبيّ كما في صحيح البخاري: ((ما لقيَك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غيرَ فجِّك))، ويقول : ((قد كان في الأمم قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمّتي منهم أحدٌ فإنّ عمرَ بن الخطاب منهم)) أخرجه مسلم. ومعنى محدَّثون أي: ملهَمون. وعمر رضي الله عنهم مُلهَم، قد جاء القرآن بموافقته، فقد نصح رسولَ الله أن يحجب نساءَه، وقال: يا رسول الله، لو اتّخذتَ من مقام إبراهيم مصلَّى، وقال له في شأن الأسرى، فأنزل الله القرآنَ بموافقة عمر الملهَم. وهكذا أيضًا فتح الله الفتوحاتِ على يدِ عمر. وعن جابر قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إنّ ناسًا يتناولون أصحابَ رسول الله حتّى أبا بكر وعمر، فقالت: وما تعجَبون من هذا؟! انقطع عنهم العملُ، فأحبَّ الله أن لا ينقطعَ عنهم الأجر. أمّا عثمان بنُ عفّان فقد جاء إلى النبيّ بألف دينار في ثوبه حين جهّز النبيّ جيشَ العسرة، قال: فصبّها في حجر النبيّ ، فجعل النبيّ يقلّبها بيده ويقول: ((ما ضرّ ابنَ عفان ما عمل بعد اليوم)) يردّدها مرارًا. وفي عليّ رضي الله عنه قال رسول الله في غزوة تبوك: ((لأعطينّ الراية غدًا رجلاً يفتَح الله على يدَيه، يحبّ اللهَ ورسوله، ويحبّه الله ورسولُه))، فبات الناس ليلتَهم أيّهم يُعطى، فغدوا كلّهم يرجوه، فقال: ((أين علي؟)) فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجَع، فأعطاه فقال: أقاتلهم حتّى يكونوا مثلَنا، فقال: ((انفُذ على رسلك حتّى تنزل بساحتِهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم))." وهذا الكلام عن ترتيب الأفضلية يتعارض مع كون الله وحده هو الأعلم بمن هو الأكرم او الأفضل كما قال : "هو أعلم بمن اتقى" وهو أمر من الغيب لا يعلمه النبى(ص) كما قال الله على لسانه: " ولا أعلم الغيب" وقال أنهم كلهم فى الجنة فقال : "إخوةَ الإسلام، الصحابة كلُّهم مِن أهل الجنّة، قال تعالى: لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَـاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مّنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَـاتَلُواْ وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [الحديد:10]"
-
هل الرسول(ص) حى ؟ هناك عقيدة ربطها البعض بالصوفية وهى : زعمهم أن الرسول (ص) حى فى قبره وهناك قصيدة لا بن حجر الهيثمى وهو شافعى متصوف فيما علمت من الكتب الحالية وكل فترة يخرج علينا أحدهم فيكرر علينا هذه الفرية كما قال أحدهم فى لقاء تلفازى مسجل : "انا أرفض وأحتج على أى حد يقول أن النبى مات ، وأنا بأقول هذا الكلام بشكل واضح وصريح . وخد بالك سياقين 2 انا ما بأدخلش فيهم سياق الحديث القرءانى للنبى عليه السلام لما قال له -إنك ميت وإنهم ميتون- أنا ما بادخلش ، إنما ما أقدرش أقول كده أنا" والقائل هو ذو الشمال خالد الجندى وأما القصيدة والتى بنيت عليها العقيدة الكاذبة والتى تنسب لابن حجر الهيثمى فهى : تواترت الأدلة و النقول *** فما يحصى المصنف ما يقول بأن المصطفى حي طري *** هلال ليس يطرقه أفول وأن الجسم منه بقاع لحد *** كورد لا يدنسه الذبول وأن الهاشمي بكل وصف *** جميل لا يغيره الحلول و أن الدود لا يأتي إليه *** كذا الآفات ليس لها وصول ولم تأكل الغبراء منه لحما *** و لا عظماَ و أثبت ما أقول و تأتيه الملائك كل وقت *** تحييه وتسمع مايقول وتأتيه بأرزاق حسان *** و بر حيث يأمرها الجليل و صوم ثم حج كل عام *** يجوز عليه بل لا يستحيل و يطهر للصلاة بماء غيب *** و يقضيها بذا ورد الدليل يصلى في الضريح صلاة *** خمس دواماَ لا يمل ولا يميل كذا الأعمال تعرض كل يوم ***عليه كي يسر بها الرسول فإن كانت صلاة قام يدعو *** إلى المولى ليقبل ما يقول و إلا غير ذلك فهو يدعو *** ليغفرها و قد صفح الجليل و بقعته التي ضمت حقاَ *** رياض من جنان تستطيل كذا اللحد الذي ضم الطوايا ***تشرف حين حل به النزيل وأفضل من سموات وأرض *** و أملاك بأفلاك تجول ومن عرش ومن جنات عدن *** و فردوس بها خير جزيل وفى القبر الشريف تراه حيا *** إلى كل البقاع له وصول و كل الأنبياء كذاك حقاَ *** بأجداث لهم ظل ظليل ولم تعلم مقابرهم بأرض *** يقيناَ غير ما سكن الرسول وفي حبرون أيضا ثم غارً *** به رسل كرام والخليل و لولا أنه حي حري *** بإدراك كما نقل الفحول لما سعت الشموس إليه حقاَ ***تسلم حين تطلع أو تزول وما كان الحجيج إليه يسعى*** و يرجو أن يكون له قبول والنوق فى البوادي ينادي*** لها الحادي وطاب لها المقيل تمد رقابها شوقا إليه *** وأدمعها كسيل إذ يسيل و يلقاهم اذا وفدوا عليه *** وينظرهم إذا ازدحم القفول ويسمعهم إذا صلوا عليه *** بأذنيه فقصر يا ملول ومن لم يعتقد هذا ب( طه) *** يقيناَ فهو زنديق جهول عبيدك هيتمي مستجير***بمن حطت بساحته الحمول عليه الله صلي كل وقت *** مدي الأيام ماشدت حمول و الآل و الصحب ماتدانى *** من الأقطار سيل إذ يسيل قطعا هذه القصيدة مليئة بالأخطاء والتكذيب وأهمها : تكذيب القرآن فى موت النبى (ص) فى دنيانا فى قولها: "تواترت الأدلة والنقول فما يحصى المصنف ما يقول بأن المصطفى حى طرى هلال ليس يطرقه أفول"وهو تكذيب للعديد من آيات القرآن مثل : " كل نفس ذائقة الموت" وقوله تعالى: "إنك ميت وإنهم ميتون" وقوله تعالى : أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " وكونه طرى والمراد جسمه سليم فى قبره كما فى حياته تكذيب لقوله تعالى: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" أجساد الموتى كلها تتحول إلى تراب وفتات من العظام وقال الشاعر: ويناقض بقاء الجسد طريا سليما اقرار الرسول (ص) بكونه مثل البشر فى قوله تعالى : "قل إنما أنا بشر مثلكم" فطالما هو كالبشر فكيف تتفتت أجسادهم ولا يتفتت جسده والخطأ الثالث نزول الملائكة يوميا القبر الأرضى فى قول القصيدة "وتأتيه الملائك كل حينٍ تحييه وتسمع ما يقول وتأتيه بأرزاق حسان وبرٍ حيث يأمرها الجليل" وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها وحشيتها من الهبوط لألرض ومن ثم تبقى فى السموات كما قال تعالى: "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" وقوله سبحانه: " وكم من ملك فى السموات" ومن الأخطاء صلاة النبى (ص) وصومه وحجه فى قبره فى قول القصيدة : "ويُطهر للصلاة بماء غيبٍ ويقضيها بذا ورد الدليل يصلى فى الضريح صلاة خمسٍ دواماُ لا يمل ولا يميل وصومٍ ثم حجٍ كل عام يجوز عليه بل لا يستحيل" واو افترضنا صلاته وصومه فحجه محال لأنه موجود فى القبر وهو بعيد عن الكعبة فى مكة عشرات لأميال؟ والحج يحتاج لسفره فكيف يخرج منه للحج ولا يراه الناس ومن الأخطاء عرض أعمال الخلق عليه فى قول القصيدة : "كذا الأعمال تعرض كل يومٍ عليه كى يسر بها الرسول فان كانت صلاحاً قام يدعو إلى المولى ليقبل ما يقول وإلا غير ذلك فهو يدعو ليغفرها وقد صفح الجليل" فإذا كان هو نفسه يحاسب على عمله فكيف يحاسب الناس على أعمالهم والكل محاسب كما قال تعالى : "ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء "؟ ومن الأخطاء فول الشاعر : "وبقعته التى ضمته قطعاً رياض من جنان تستطيل كذا اللحد الذى ضم الطوايا تشرّف حيث حلّ به النزيل" الخطأ ادعاء أن جزء من الأرض هو من الجنة المعروفة وهو مايناقض كون الجنة فى وقتنا ووقته وما بعد هذا حتى القيامة فى السماء بالقرب من سدرة المنتهى مصداق لقوله تعالى : " عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى" وهو تكذيب أيضا لقول الله أن الجنة والنار الموعودتين فى فى السماء وهو قوله تعالى: "وفى السماء رزقكم وما توعدون" والخطأ ادعاء الشاعر أن القبر أفضل من الأرض والسموات بما فيهما وهو ما جاء فى قول الشاعر : "وأفضل من سموات وأرضٍ وأملاك بأفلاك تجول ومن عرش ومن جنات عدنٍ وفردوس بها خير جزيل" وهو أمر جنونى فكيف يكون القبر جزء من الأرض نفسها ويكون أفضل منها ؟ إن الأفضلية تكون بين مكانين مختلفين أحدهما لا ينتمى للأخر وإنما ينتمى لمكان مخالف له وكرر الشاعر فريته فى كونه حى عدة مرات منها قوله : "ولو لا أنه حى حرىٌ بإدراك كما نقل الفحول لما سعت الشموس اليه حقاً تسلم حيث تطلع أو تزول وما كان الحجيج إليه يسعى ويرجو أن يكون له قبول" والقول بحياته وحياة الرسل وسعى الشمس مع أنه لا وجود إلا لشمس واحدة فى أرضنا يناقض أن الموت أصاب من قبله وسيصيبه فى قوله تعالى: " ما جعلنا لأحد من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون" ولو كانت العقيدة : انه حى بجسد مغاير فى جنة السموات كما الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون لكانت عقيدة صحيحة لقوله تعالى : "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" فهم هنا فى الجنة ككل أموات المسلمين الذين تصعد نفوسهم للجنة بعد الموت فتستقبلهم الملائكة مرحبة بهم قائلة : " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "
-
اختراع السلالات من النظريات التى اخترعها الضالون المضلون فى عالمنا لشغله عن الحق والحقيقة وابعاده عنهم وجعل الصراع بدلا من يدور بين الحق والباطل جعلوه يدور بين الباطل والباطل وكل فريق يظن أن باطله هو الحق فى هذا العصر والله أعلم متى وجدت تلك الضلالات أو النظريات نظرية السلالات فقد وجدنا التالى فى علوم السكان والجغرافيا نظرية تقول : ينقسم البشر إلى أربع سلالات : البيضاء والسوداء والصفراء والحمراء وبناء على النظرية قامت نظرية أخرى وهى : تفوق العرق الأبيض عبر التاريخ ومن ثم نشأت القوميات كالسلالة الآرية التى اعتبرها الغربيون على لسان هتلر السلالة المنوط بهى تقدم البشر وقد يكون هتلر برىء من ذلك تماما هو الألمان مع وجود نعرات كاذبة فى كتب الفلاسفة ألألمان كما يقال قطعا الحلفاء شوهوا صورة هتلر واعتبروه مجنون ومخبول وغير مستقر نفسيا وغير هذا لأن من كتبوا التاريخ الذى يكتبه غالبا المنتصر محقرا المهزوم الذى قد يكون افضل منه بالفعل وبدلا من أن يكون اختلاف ألوان البشر دال على قدرة الله صار خرافة وهو أمر مقصود لتكذيب قوله تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ" وأيضا تكذيب كون الأفضل أو بلغتهم المتفوق هو المتقى لله كما قال تعالى : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" النظرية الثانية : نظرية وجود سلالات حامية وسامية ويافثية بناء على نص من العهد القديم يقول فى سفر التكوين : "سلالات أبناء نوح هَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ سَامٍ وَحَامٍ وَيَافَثَ أَبْنَاءِ نُوحٍ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُمْ مِنْ بَعْدِ الطُّوفَانِ. أبناء يافث 2 أَبْنَاءُ يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَايُ وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشَكُ وَتِيرَاسُ. 3 وَأَبْنَاءُ جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ. 4 وَأَبْنَاءُ يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ. 5 وَتَفَرَّعَ مِنْ هَؤُلاَءِ سُكَّانُ الْجَزَائِرِ وَتَفَرَّقُوا فِي مَنَاطِقِهِمْ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأُمَمِهِمْ، وَلُغَاتِهِمْ. أبناء حام 6 وَأَبْنَاءُ حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ. 7 وَأَبْنَاءُ كُوشَ: سَبَا، وَحَوِيلَةُ، وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَأَبْنَاءُ رَعْمَةَ: شَبَا وَدَدَانُ. 8 وَأَنْجَبَ كُوْشُ نِمْرُودَ الَّذِي مَا لَبِثَ أَنْ أَصْبَحَ عَاتِياً فِي الأَرْضِ. 9 كَانَ صَيَّاداً عَاتِياً أَمَامَ الرَّبِّ، لِذَلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُّ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ». 10 وَقَدْ تَكَوَّنَتْ مَمْلَكَتُهُ أَوَّلَ الأَمْرِ مِنْ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. 11 وَمِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى مُدُنَ نِينَوَى وَرَحُبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ، 12 وَرَسَنَ الْوَاقِعَةَ بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ. وَهِيَ الْمَدِينَةُ الْكَبِيرَةُ. 13 وَمِنْ مِصْرَايِمَ تَحَدَّرَتْ هَذِهِ الْقَبَائِلُ: اللُّودِيُّونَ وَالْعَنَامِيُّونَ، وَاللهَابِيُّونَ وَالنَّفْتُوحِيُّونَ 14 وَالْفَتْرُوسِيُّونَ وَالْكَسْلُوحِيُّونَ. وَمِنْهُمْ تَحَدَّرَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَالْكَفْتُورِيُّونَ. 15 وَأَنْجَبَ كَنْعَانُ صِيدُونَ ابْنَهُ الْبِكْرَ ثُمَّ حِثّاً، 16 وَمِنْهُ تَحَدَّرَتْ قَبَائِلُ الْيَبُوسِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ، 17 وَالْحِوِّيِّينَ وَالْعَرْقِيِّينَ وَالسِّينِيِّينَ، 18 وَالأَرْوَادِيِّينَ وَالصَّمَارِيِّينَ وَالْحَمَاتِيِّينَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ انْتَشَرَتِ الْقَبَائِلُ الْكَنْعَانِيَّةُ 19 فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ بَيْنَ صِيدُونَ وَغَزَّةَ مُرُوراً بِجَرَارَ، وَبَيْنَ صِيدُونَ وَلاَشَعَ مُرُوراً بِسَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُويِيمَ. 20 كَانَ هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُنْحَدِرُونَ مِنْ حَامٍ بِحَسَبِ قَبَائِلِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَشُعُوبِهِمْ. أبناء سام 21 وَأَنْجَبَ سَامٌ، أَخُو يَافَثَ الأَكْبَرُ، أَبْنَاءً. وَمِنْهُ تَحَدَّرَ جَمِيعُ بَنِي عَابِرَ. 22 أَمَّا أَبْنَاءُ سَامٍ فَهُمْ: عِيلاَمُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ 23 وَأَبْنَاءُ أَرَامَ: عُوصُ، وَحُولُ، وَجَاثَرُ وَمَاشُ. 24 وَأَنْجَبَ أَرْفَكْشَادُ شَالَحَ، وَوَلَدَ شَالَحُ عَابِرَ. 25 وَوُلِدَ لِعَابِرَ ابْنَانِ: اسْمُ أَحَدِهِمَا فَالَجُ (وَمَعْنَاهُ انْقِسَامٌ) لأَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ انْقَسَمُوا فِي أَيَّامِهِ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ. 26 وَأَنْجَبَ يَقْطَانُ أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ، 27 وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ، 28 وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا، 29 وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. وَهَؤُلاَءِ جَمِيعُهُمْ أَبْنَاءُ يَقْطَانَ. 30 وَقَدِ اسْتَوْطَنُوا فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ بَيْنَ مِيشَا وَالتِّلالِ الشَّرْقِيَّةِ مِنْ جَبَلِ سَفَارَ. 31 هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُنْحَدِرُونَ مِنْ سَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَشُعُوبِهِمْ. 32 هَذِهِ هِيَ الْقَبَائِلُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ أَبْنَاءِ نُوحٍ حَسَبَ شُعُوبِهِمْ، وَمِنْهُمُ انْتَشَرَتِ الأُمَمُ فِي الأَرْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ" وبناء على هذا النظرية حولت علوم اللغويات والتاريخ وغيرها الضلالة إلى حقيقة من خلال : تقسيمات الشعوب تقسيمات اللغات قطعا لم يكن الغرض من ذلك غرضا نبيلا وهو خدمة العلم وإنما زيادة مجاميع الضلالات التى تدرس للناس فى معظم بلاد العالم الغريب أن تلك الضلالات من اخترعوها كان مقصود بها تكذيب القرآن فى التالى : الأول : كون الناس من اصل واحد وأنهم كلهم عند الله سيان والفرق يكون بالتقوى وهى طاعة الله كما قال تعالى : "يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" الثانى : خلق أساطير ككون بنى إسرائيل من سلالة نوح الذى لم يكن له اولاد غير الولد الذى غرق فى الطوفان وقد بين الله فى القرآن أن بنى إسرائيل سلالة من آمنوا مع نوح(ص) فقال تعالى : " وآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ" خلق أساطير أخرى كلغات السريان والحبش والأروام التى سبقت اللغة العربية فى الوجود ومنها سرق محمد(ص) كما يزعمون آيات وكلمات القرآن والغريب أن كتب التراث لم يكتبها المسلمون وإنما كتبها الكفار السابقين ونسبوها للمسلمين تعترف بالكثير من تلك الخرافات على أنها حقائق وهو ما جعل المضلون فى عصرنا الذين يسمونهم المستشرقين والمستعربين والمستغربين يقولون بأن الإسلام دين مسروق من كل الأمم وهو ما يكذب القرآن فى أن الله خلق الأسن كلها فى وقت واحد كما قال تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ" وبناء على هذه الخرافات صار الكفار المتوحشون القتلة مثل : إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها يظنون أنفسهم فوق البشر ومن ثم من حقهم : قتل غيرهم وتدميرهم باعتبارهم الشعب المختار ومن بلاحظ سلاحظ التناقض : ينكرون على هتلر ومن كانوا معه الافتخار بالعرق ألارى ومع هذا يعتبرون أنفسهم : شعب الله المختار ومن ثم كما يقال أبيد الملايين فى أمريكا من الهنود الحمر وما هم بهنود وإنما كانت الأغلبية مسلمة مثلما كان الأمر فى الأندلس ومن ثم تمت ابادة هنا كما أبيدوا هناك ومما يزيد ألمر غرابة هو : أن فى خرائط ريس بيرى التركى أو العثمانى وهو أحد قادة البحرية العثمانية تم رسم الأمريكتين والقطبين قبل اكتشافهم وقبل أن يرسمهم الغربيون رسما دقيقا لا تقدر الأقمار الصناعية أن تضاهيها فى صحته ودقته مع تقدمها والغريب هو ذكر أمريكا اسما فى كتاب شمس المعارف للبونى من أهل القرن السادس الهجرى وهو آكبر كتاب عربى فى السحر قبل اكتشافها المزعوم بقرون وما يجرى فى فلسطين حاليا هو تطبيق لنفس السياسة وهى : ان لا أحد سيحاسبهم فهو مفوضون كما يدعون من قبل الله لقتل البشر
-
صلاة يوم الجمعة إن صلاة يوم الجمعة وهى التى يسمونها : صلاة الجمعة فى كتاب الله تختلف تماما عن صلاتها فى كتب الأحاديث فى معظم الأشياء كالوقت والنظام أولا الوقت : تصلى الجمعة حاليا فى وقت الظهر ولذا تجد أن الكثير من أدمغة المصلين تخفق أو تسقط على الصدور لأنها تصلى فى وقت الراحة ومن الأحاديث قى ذلك : "عن سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه وكان من أصحاب الشجرة قال: «كنا نُصَلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثم نَنْصَرِفُ، وليس للحيطان ظِلٌّ نستظِلّ به». وفي لفظ: «كنا نُجَمِّعُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس، ثم نرجع فَنَتَتَبَّعُ الْفَيْءَ»متفق عليه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : ( كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان ظل يستظل به ) رواه البخارى 941 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ [ص:14]: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجُمُعَةَ، ثُمَّ تَكُونُ القَائِلَةُ» 941 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ [ص:14]: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجُمُعَةَ، ثُمَّ تَكُونُ القَائِلَةُ» 938 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «كَانَتْ فِينَا امْرَأَةٌ تَجْعَلُ عَلَى أَرْبِعَاءَ فِي مَزْرَعَةٍ لَهَا سِلْقًا، فَكَانَتْ إِذَا كَانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ، فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ، ثُمَّ تَجْعَلُ عَلَيْهِ قَبْضَةً مِنْ شَعِيرٍ تَطْحَنُهَا، فَتَكُونُ أُصُولُ السِّلْقِ عَرْقَهُ، وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ، فَنُسَلِّمُ عَلَيْهَا، فَتُقَرِّبُ ذَلِكَ الطَّعَامَ إِلَيْنَا، فَنَلْعَقُهُ وَكُنَّا نَتَمَنَّى يَوْمَ الجُمُعَةِ لِطَعَامِهَا ذَلِكَ» وفى كتاب الله لا صلاة وقت الظهيرة حيث بين الله أن وقت الظهر هو وقت تبديل ملابس العمل الوظيفى بملابس البيت للراحة فقال تعالى : " وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة " ثانيا :ما بعد الصلاة : صلاة الجمعة حاليا طبقا للأحاديث تصلى ثم ينصرف الناس من أجل أن يذهبوا إلى بيوتهم لصلاة ركعتين أو للغداء كما فى الحديث التالى : "عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : ( ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة ) متفق عليه، واللفظ لمسلم" بينما فى كتاب الله نجد : أن الصلاة قبلها عمل وظيفى يجب تركه عند سماع الآذان وهو النداء كما قال تعالى : " فإذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع " والصلاة بعدها عمل وظيفى كما أمر الله بالانتشار من أجل الحصول على الرزق فقال : " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله " ومن ثم وقت الصلاة هو : وقت الصلاة يكون بعد ثلاث ساعات من طلوع الشمس فى البلاد المتوسطة حيث يكون بعدها حوالى ثلاث ساعات أخرى حتى وقت الظهيرة ثالثا : كيفية الصلاة فى العصر الحالى طبقا للأحاديث هى : خطبيتين ثم ركعتين 928 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا» 929 - حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ص:12]، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وَقَفَتِ المَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» 1094 - حدثنا محمد بن سليمان الأنبارى حدثنا عبد الوهاب - يعنى ابن عطاء - عن العمرى عن نافع عن ابن عمر قال كان النبى (ص)يخطب خطبتين كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ - أراه قال المؤذن - ثم يقوم فيخطب ثم يجلس فلا يتكلم ثم يقوم فيخطب" رواه أبو داود 941 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ [ص:14]: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجُمُعَةَ، ثُمَّ تَكُونُ القَائِلَةُ» وأما فى كتاب الله فالصلاة هى : ذكر الله وذكر الله هو قراءة بعض وحى الله أو قراءة اسم وهو وحى الله كما قال تعالى: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ" فالصلاة هى قراءة بعض من القرآن جماعيا بصوت لا جهرى ولا سرى كما قال تعالى : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا" رابعا الجماعة : وهى من الأمور النادرة التى اتفق عليها القرآن والأحاديث فصلاة يوم الجمعة هى الصلاة الوحيدة المفروضة التى يجب أن تصلى جماعة لقوله تعالى : " فاسعوا إلى ذكر الله " خامسا المصلون : المصلون لصلاة الجمعة فى بيت الله وهو : المسجد هم : الرجال فقط لأن المساجد مخصصة لصلاة الرجال فقط وفى هذا قال تعالى : "لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" وقال : "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ" ومن ثم لا صلاة للنساء أو الأطفال فى المسجد وإنما يعلم المسلم النساء والأطفال ما تعلمه فى صلاة يوم الجمعة فى منزله سادسا : النداء : النداء كلمة تطلق على الآذان وليس فيما بين أيدينا من المصحف ما يبين أنه الآذان الحالى : الله أكبر، الله أكبر الله اكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. وإنما هو : النداء والعجيب أن كلمة الآذان فى المصحف لا ترتبط بالآذان وإنما ترتبط بالحج كما قال تعالى : " وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ" وقال الله لابراهيم(ص) : " وأذن فى الناس بالحج " بينما ارتبطت كلمة النداء بالصلاة كما فى قوله تعالى : " فإذا نودى للصلاة من يوم الجمعة " وقوله : " وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُون" ومن ثم يجب أن نجعل صلاتنا كالصلاة التى ذكرها الله وأما صلاة الروايات فلا يوجد حديث واحد عن النبى (ص)يقول لنا طريقة الصلاة لا كاملة ولا ناقصة وكل ما يروى هو على منسوب إلى الصحابة وكأن الرسول(ص) لا يعرف ما هية الصلاة ولم يصلها يوما والعجيب فى أمر صلاة الجمعة فى الأحاديث هو : أن الأحاديث مجمعة على وجود خطبتين قبل الصلاة ومع هذا لا توجد خطبة واحدة محفوظة عن النبى (ص) من اجمالى 11 سنة عاشها فى المدينة حيث صليت الجمعة كما يقولون فيها فمن اجمالى أكثر من 500 خطبة لا توجد خطبة مسجلة فى كتب الأحاديث ولا حتى كتب السيرة الموجود فقط هو : مقدمة للخطبة 1099 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ربه عن أبى عياض عن ابن مسعود أن رسول الله (ص)كان إذا تشهد قال « الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدى الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا » 1100 - حدثنا محمد بن سلمة المرادى أخبرنا ابن وهب عن يونس أنه سأل ابن شهاب عن تشهد رسول الله (ص)يوم الجمعة فذكر نحوه قال « ومن يعصهما فقد غوى » ونسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويجتنب سخطه فإنما نحن به وله
-
نظرات في تفسير قوله تعالى ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ) صاحب التفسير عبد الله زقيل والمقال يدور حول المقصود بكتاب والمقصود بالمطهرين وقد استهله الرجل بذكر اختلاف المفسرين في المراد بهما فقال : "لقد اختلف اهل العلم في تفسير هذه الآية على قولين : 1 - أن المقصود الكتاب الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة . 2 - أن المقصود القرآن لا يمسه إلا الطاهر أما المحدث حدثا أكبر أو أصغر على خلاف بين أهل العلم فإنه لا يمسه ." وذكر لنا اختيار ابن تيمية أنه الكتاب في السماء الذى تلمسه الملائكة فقال : "وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية في " شرح العمدة (1/384) القول الأول ، فقال : والصحيح اللوح المحفوظ الذي في السماء مراد من هذه الآية وكذلك الملائكة مرادون من قوله المطهرون لوجوه : أحدهما : إن هذا تفسير جماهير السلف من الصحابة ومن بعدهم حتى الفقهاء الذين قالوا : لا يمس القرآن إلا طاهر من أئمة المذاهب صرحوا بذلك وشبهوا هذه الآية بقوله : " كَلَّا إِنَّهَا . تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ " [ عبس : 11 - 16] ." قطعا أولا لا قيمة لها فلا يوجد رأى لبشر في مقابل نص واختيار البشر قد يخطىء حتى ولو أجمعوا على رأى معين بدليل أن الرسول(ص) أجمع هو والمسلمين عن الدفاع عن المتهم الحقيقى واتهموا البرىء كما قص الله علينا في قوله تعالى : "وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ" ثم قال متما كلام ابن تيمية: "وثانيها : أنه أخبر أن القرآن جميعه في كتاب ، وحين نزلت هذه الآية لم يكن نزل إلا بعض المكي منه ، ولم يجمع جميعه في المصحف إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ." هذا الكلام عما في أيدى الناس من النسخ وهى المصاحف التى كانوا يسجلون ما فيها أولا بأول ولكن الكتاب كان موجودا في داخل الكعبة ككل ثم قال : وثالثها : أنه قال : " فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ " [ الواقعة : 78] ، والمكنون : المصون المحرر الذي لا تناله أيدي المضلين ؛ فهذه صفة اللوح المحفوظ ." واللوج المحفوظ هو في كعبة الله التى لا يقدر بشر على أرادة أى اتخاذ قرار بعمل ذنب لأنه يعاقب على نيته كما قال تعالى : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم" فإذا كانت الكعبة لا يمكن ارتكاب ذنب فيها فمن الطبيعى حفظ الكتاب فيها لأنه لا احد يقدر على تحريفه فيها ولذا طلب الله قراءة الكتاب وهو القرآن في الحج في يومين أو ثلاثة مسميا غياه ذكر الله فقال : " اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى" ثم قال : ورابعها : أن قوله : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] ، صفة للكتاب ، ولو كان معناها الأمر ، لم يصح الوصف بها ، وإنما يوصف بالجملة الخبرية ." الخبل هنا هو وصف الكتاب بالمطهرون والمطهرون هم من يقيمون الصلاة وهى قراءة القرآن في المساجد كما قال تعالى : "لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" ثم قال : "وخامسها : أنه لو كان معنى الكلام الأمر لقيل" ويبدو الكلام المنقول هنا ناقص أو غامض فالله لم يتحدث عن أمر يأمر به الناس ثم قال : "وسادسها : أنه لو قال : " الْمُطَهَّرُونَ " وهذا يقتضي أن يكون تطهيرهم من غيرهم ، ولو أريد طهارة بني آدم فقط لقيل : المتطهرون ، كما قال تعالى : " فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " [التوبة :108] ، وقال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ البقرة : 222] ." وهذه تعسفات لغوية بلا أى دليل فالمطهرون هم كل المسلمين من الجن والإنس ومنهم الملائكة ثم قال : "وسابعها : أن هذا مسوق لبيان شرف القرآن وعلوه وحفظه ." قطعا الكلام يمدح الكتاب كما يمدح قارئيه وهم لا مسيه بأنهم مطهرون ونقل زقيل عن ابن القيم قول القيم عن نفس الآية فقال : "وقال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين (2/417) : قلت : مثاله قوله تعالى : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] قال - يقصد الإمام ابن القيم ابن تيمية- : والصحيح في الآية أن المراد به الصحف التي بأيدي الملائكة لوجوه عديدة : - منها : أنه وصفه بأنه مكنون والمكنون المستور عن العيون وهذا إنما هو في الصحف التي بأيدي الملائكة ." والمكنون أيضا في كعبة الله وهو معنى محفوظ والمقصود : لا يقدر مخلوق على تحريفه بأى شكل من الأشكال حيث يعاقب الخلق فى الكعبة على النية وهى الارادة الخاطئة بالعذاب الفورة المهلك كما قال تعالى : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم" ثم قال نافيا كون المطهرون هم المسلمون كما نفى ابن تيمية فقال: " ومنها : أنه قال : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] ، وهم الملائكة ، ولو أراد المتوضئين لقال : لا يمسه إلا المتطهرون ، كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ البقرة : 222] . فالملائكة مطهرون ، والمؤمنون متطهرون ." وهذا يناقض الكلام يناقض أن ذكر المطهرين وليس المتطهرين في قوله عن مسجد التقوى : فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " وهو مسجد للرسول(ص) ومسلمى بنى آدم (ص) ولو أراد لقال كما يزعمون الرجلين : المتطهرين ولكنه ذكر المطهرين ثم قال : " ومنها : أن هذا إخبار ، ولو كان نهيا لقال : لا يمسسه بالجزم ، والأصل في الخبر أن يكون خبرا صورة ومعنى . - ومنها : أن هذا رد على من قال : إن الشيطان جاء بهذا القرآن ؛ فأخبر تعالى : أنه في كتاب مكنون لا تناله الشياطين ، ولا وصول لها إليه كما قال تعالى في آية الشعراء : " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ . وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ [ عراء : 210 - 211] وإنما تناله الأرواح المطهرة وهم الملائكة . - ومنها : أن هذا نظير الآية التي في سورة عبس : " فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ " [ عبس : 12 - 16] ، قال مالك في موطئه : أحسن ما سمعت في تفسير : " لَا يَمَسُّهُ إلا الْمُطَهَّرُونَ " أنها مثل هذه الآية التي في سورة عبس " قطعا الآيات في شىء واحد وهو : ان الكتاب في يد الحجاج وهم الأطهار وقد بين أن الطهارة تكون بالعمل الصالح كالنفقة وهى الصدقة كما قال تعالى : "خذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" ومن ثم الطهارة تقع من الكل وليس من الملائكة فقط ثم قال : "- ومنها : أن الآية مكية من سورة مكية تتضمن تقرير التوحيد والنبوة والمعاد ، وإثبات الصانع ، والرد على الكفار ، وهذا المعني أليق بالمقصود من فرع عملي وهو حكم مس المحدث المصحف ." وكون السور مكية أو مدنية لن يفرق هنا أو هناك لأنه معنى واحد وهو التطهر لقراءة القرآن وهو الصلاة التى أوجب قبلها الوضوء أو غسل ومسح الأعضاء الأربعة وهو التطهر ثم قال : " ومنها : أنه لو أريد به الكتاب الذي بأيدي الناس لم يكن في الإقسام على ذلك بهذا القسم العظيم كثير فائدة إذ من المعلوم أن كل كلام فهو قابل لأن يكون في كتاب حقا أو باطلا بخلاف ما إذا وقع القسم على أنه في كتاب مصون مستور عن العيون عند الله لا يصل إليه شيطان ، ولا ينال منه ، ولا يمسه إلا الأرواح الطاهرة الزكية ؛ فهذا المعنى أليق وأجل وأخلق بالآية وأولى بلا شك " والحق أن نسخ القرآن التى في أيدينا لابد أن تكون طاهرة مثلها مثل أصلها في الكعبة وفى السماء حيث كرسى العرش وهو المسجد الأقصى الذى تصلى فيه الملائكة فالكل يجب أن يكون طاهر : الكتاب ومكان الصلاة والمصلى بما عليه من ملابس
-
نظرات في بحث لباس المرأة أمام النساء المؤلف ناصر بن حمد الفهد وقد استهل البحث بالحديث عن فرضية الحجاب ولا يوجد هذا الاسم يطلق على اللباس في القرآن فهو الخمار والجلباب وأما الحجاب فهو باب الحجرة الذى يقفل أو يفتح عند وجود الضيوف في البيت لطلب المتاع وقد استهل حديثه بالقول: "فقد شرع الله سبحانه الحجاب وفرضه على النساء رفعة لأمرهن وصيانة لهن من التبذل والتهتك، وحماية للمجتمع من المفاسد والرذائل، فكان أمر النساء قائما على وجوب الستر والحماية من موجبات التبرج والسفور ، فأمر الله سبحانه النساء بأن يدنين عليهن من الجلابيب ، وأن يغطين وجوههن ، وأن لا يبدين زينتهن لغير محرم ، وأمرهن بالقرار في البيوت ، ونهاهن عن تبرج الجاهلية ، و حرم عليهن الخلوة مع الرجال أو الاختلاط بهم،أوالسفر بدون محرم ، وغير ذلك مما هو مشهور عند العامة والخاصة ، وكل هذا صيانة للنساء والرجال من الفتن وحماية للمجتمع من السقوط ولم يزل هذا الأمر -حجاب المسلمات واستتارهن-عزيزا ظاهرا مشهورا منذ وقت النبي (ص)إلى القرن الرابع عشر - حتى في فترات ضعف المسلمين وانحلال كثير منهم- حيث استمر التمسك بالحجاب عمليا بين النساء لا يتركنه ،حتى سادت دعوات ما يسمى بتحرير المرأة فانطمست معالمه وخفيت في كثير من البلدان وبقي الحجاب في هذه البلاد - ولله الحمد - ظاهرا لم يصبه ما أصاب البلدان الأخرى، إلا أن بداية انحلاله بدأت تظهر ، وتهاون كثير من النساء به لا يخفى على كل ذي عينين" وتحدث عن أن اللباس المحتشم أصبح تركه موجود في هذا العصر لأسباب متعددة منها دخول أزياء الكفار البلاد فقال : "وإن من أعظم ذرائع ترك الحجاب ونبذه ما انتشر في الآونة الأخيرة من ألبسة دخيلة وأزياء فاضحة ، ليست من لباس المسلمات العفيفات ولا من أزيائهن ، جلبت من ديار الكافرين ، فأصبح التباهي بها بين النساء مشهورا ، والتسابق على اقتنائها منتشرا ، كالثياب القصيرة والعارية والرقيقة الشفافة واللاصقة (ستريتش) والبناطيل ونحوها، فأصبحن يتباهين بها ويلبسنها في المحافل والمجامع النسائية بحجة أنه لا يراهن الرجال ،والله المستعان" وانتشار العرى والألبسة الكاشفة أرجعه الفهد إلى تقليد الكفار كما في حديث قال فيه : "وكل ما حصل إنما هو تصديق لما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال - ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع) فقيل : يا رسول الله كفارس والروم فقال : (ومن الناس إلا أولئك ) 0 وما ثبت في الصحيح أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص)قال :0 ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ) قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال : (فمن) .0 ومثل هذه الألبسة والأزياء حرام قطعا ، لا يجوز لبسها أمام النساء أو الرجال، " وهذه الأحاديث لم يقلها النبى(ص) لأنها من علم الغيب الذى لا يعلمه هو أو غيره من الخلق كما قال تعالى: "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " وقال نافيا على لسان الرسول(ص) علمه بالغيب فقال: " ولا أعلم الغيب " وهناك أمور لا يمكن اتباعها لأن أحكامها غير موجودة مثل في الإسلام الخير مثل تحريم بعض لحوم الإبل والغنم كما أن الروايات متناقضة في الأقوام المتبعة ففارس والروم غير اليهود والنصارى وتحدث عن أدلة تحريم العرى فقال : والأدلة على ذلك كثيرة منها "الدليل الأول عموم أدلة الشرع الدالة على أن النساء عورات يجب سترهن ، ومن ذلك ما رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما عن عبد الله بن مسعود أن النبي (ص)قال ( المرأة عورة ) ، فدل هذا الحديث على أن الأصل في المرأة أنها عورة فلا يستثنى إلا ما دل الدليل عليه ، وقد دل عمل الصحابة أن للمرأة أن تظهر للمرأة ما يظهر منها غالبا كالوجه واليدين والقدمين والشعر والجيد ونحوها ، أما عدا ذلك فلم يرد دليل على جواز إظهاره للنساء أو المحارم بل هو على الأصل في المنع ، وهذا الذي تدل عليه أقوال الصحابة فيما تظهره المرأة أمام المحارم قال أبو الحسن ابن القطان: (مسألة : المؤمنة ، هل يجوز لها أن تبدي للمؤمنة الأجنبية من جسدها ما ليس بعورة كالصدر والعنق والظهر ومراق البطن أم لا ؟ منهم من يقول : لا يجوز ، وهي عورة كلها في حق المرأة ، كما هي في حق الرجل ، وبه قال القاضي عبد الوهاب ومنهم من يقول : يجوز لها أن تبدي من نفسها ما تبديه لذوي رحمها من الزينة ومواضعها وذلك الوجه والكفان والقدمان سواءا كانت المنظور إليها حسناء أو غير حسناء ، فهذا هو الأظهر) وقال أيضا (أما امتناع إبداء المرأة للمرأة ما زاد على ما تبديه لذوي محارمها فلما تقرر عادة من ولوع بعضهن ببعض، ولما يحصل من استحسان جالب للهوى موقع في الفتنة) " قطعا المرأة عورة إلا ما استثنى الله كما قال : " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " وقد اعتبر الله الرجل والمرأة كلاهما عورة بعضها مورى أى مغطى وبعضها مكشوف فقال : "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا" ثم قال : "الدليل الثاني ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رءوسهن أمثال أسنمة البخت المائلة , لا يرين الجنة ولا يجدن ريحها , ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ) ومن لبست مثل هذه الأزياء فإنه يصدق عليها وصف النبي (ص)لها بأنها (كاسية عارية) ، ويترتب عليها الوعيد العظيم الوارد في الحديث. ودخولها في هذا الحديث يكون على أحد وجهين :0 الوجه الأول : أن تكون (كاسيات عاريات) صفة عامة ، تشمل من اتصفت بها مطلقا سواء من خرجت أمام الرجال على هذه الهيئة ، أو كان هذا لبسها أمام النساء ، لأن الوصف يصدق عليها في كلا الحالين ، وإن كان ذنب من خرجت (كاسية عارية) أمام الرجال أعظم وأغلظ ، إلا أن التي تكون كذلك أمام النساء يلحقها قسط من الذم والوعيد بحسب ما اتصفت به ، وتخصيص الحديث على صورة واحدة لا يصح لعدم وجود الدليل على التخصيص ،ولأن النبي (ص)قال فيه (رؤسهن أمثال أسنمة البخت المائلة) وهذه الصفة ليست خاصة بكونها أمام الرجال الوجه الثاني : أن يلحقها الوعيد من جهة التشبه بـ (النساء الكاسيات العاريات)، ففي الحديث الصحيح ( من تشبه بقوم فهو منهم ) .0 فعلى أي الوجهين فإن الوعيد عظيم ، مما يدل على عظم هذا الذنب " والخطأ الأول في الدليل وهو الحديث رؤية النبى(ص) لكل من فى النار عدا صنفين وهو يخالف أن النبى(ص) لم يشاهد النار فى حياته لوجودها فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والخطأ الثانى هو عدم ذكر ذنب للصنفين فالصنف الأول الذين معهم سياط قد يكونون مكلفون بضرب الناس لكونهم مسلمين يعملون بأمر القضاء العادل والنساء العاريات قد يكن زوجات تتعرى لأزواجهن فى حجراتهن ومن ثم لا يدخل هؤلاء ولا هؤلاء النار ثم قال : "الدليل الثالث أن هذه الألبسة والأزياء كلها -أو أكثرها- قد أتت من الكافرين ، وهي من أزيائهم وألبستهم ، فلبسها تشبه بالكفار ، والتشبه بالكفار محرم ومنهي عنه عموما، وخاصة التشبه بهم في اللباس :0 ففي الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله (ص)قال له - وقد رأى عليه ثياب كفار- (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) .0 وفي الصحيح عن عمر بن الخطاب أنه أرسل إلى المسلمين في خراسان (إياكم والتنعم وزي أهل الشرك ) .0 وروى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عمر أن الرسول (ص)قال ( من تشبه بقوم فهو منهم ) .0 قال شيخ الإسلام ابن تيمية- عن هذا الحديث- :0 (وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله (ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) انتهى .0 والتشبه بالكفار لا يلزم من فعله أن يكون قَصْدُ المتشبهِ أن يتشبه بهم ، ولكن مجرد الوقوع فيه كاف في إلحاق الوعيد ما دام عالما بأن هذا من فعل الكافرين .0 قال شيخ الإسلام أيضا :0 (والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير) والوقوع في التشبه بالكفار كما أنه محرم لذاته ، فإنه مؤد أيضا إلى مفسدة أخرى وهي المحبة والموالاة الباطنة لمن تشبه بهم في الظاهر كما قال شيخ الإسلام :0 (أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة )انتهى.0 وهذا هو الواقع ، فإن النساء اللائي يحرصن على هذه الأزياء تجدهن مفتونات بالكافرات في الغالب " والحقيقة أنه لا يوجد صياب كفار أو كافرات لأن الألبسة العارية من الممكن أن تلبس في حجرات الزوجية وتكون مباحة وبعضها من الممكن ان يليس داخل البيوتات مع المباح لهم رؤية بعض عورة المرأة وتحدث عن التشبه بالكفار والكافرات فقال : "الدليل الرابع : أن كثيرا من هذه الأزياء فيها تشبه بالرجال ، وقد ورد الوعيد الشديد على من تشبه من النساء بالرجال :0 فقد روى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عباس قال : ( لعن رسول الله (ص)المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ).0 وروى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة ( أن النبي (ص)لعن الرجل يلبس لبس المرأة , والمرأة تلبس لبس الرجل ) .0 وروى أبو داود عن عائشة أنها قالت : ( لعن رسول الله (ص)الرجلة من النساء ).0 وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه رأى امرأة متقلدة قوسا وهي تمشي مشية الرجل فقال : من هذه ؟ فقيل : هذه أم سعيد بنت أبي جهل فقال : سمعت رسول الله (ص)يقول : ( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ) وهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن هذا الأمر من الكبائر لأن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ولا يكون إلا على أمر عظيم .0 قال شيخ الإسلام ابن تيمية:0 (وكذلك ايضا ليس المقصود مجرد حجب النساء وسترهن دون الفرق بينهن وبين الرجال بل الفرق أيضا مقصود حتى لو قدر أن الصنفين اشتركوا فيما يستر ويحجب بحيث يشتبه لباس الصنفين لنهوا عن ذلك ...ولهذا جاءت صيغة النهى بلفظ التشبه بقوله (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء وقال لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ) ،والمرأة المتشبهة بالرجال تكتسب من أخلاقهم حتى يصير فيها من التبرج والبروز ومشاركة الرجال ما قد يفضى ببعضهن إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرجل وتطلب ان تعلو على الرجال كما تعلو الرجال على النساء وتفعل من الأفعال ما ينافى الحياء والخفر المشروع للنساء وهذا القدر قد يحصل بمجرد المشابهة وإذا تبين أنه لابد من أن يكون بين لباس الرجال والنساء فرق يتميز به الرجال عن النساء وان يكون لباس النساء فيه من الاستتار والاحتجاب ما يحصل مقصود ذلك ظهر أصل هذا الباب وتبين أن اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة وإذا كان ساترا كالفراجى [نوع من الألبسة الساترة التي يلبسها الرجال] التى جرت عادة بعض البلاد أن يلبسها الرجال دون النساء ، والنهى عن مثل هذا بتغير العادات وأما ما كان الفرق عائدا إلى نفس الستر فهذا يؤمر به النساء بما كان أستر ولو قدر أن الفرق يحصل بدون ذلك فإذا اجتمع فى اللباس قلة الستر والمشابهة نهى عنه من الوجهين والله أعلم)" قطعا حكم التشبه وما روى فيه هو من ضمن ما لكم يقله الله ففى بعض الديان يحرم حلق اللحية وفى بعض الأديان يباح حلقها فإذا خرجنا من التشبه بهؤلاء وقعنا في التشبه بأولئك ومثلا لباس النسوة بعضه محتشك كما في النصرانمية واليهودية ولكنه في الهندوسية يكشف ظهر وبطن المراة فإذا خرجنا من التشبه بهؤلاء وقعنا في التشبه باولئك ومن ثم لا يمكن ضبط حكاية التشبه ثم قال : "الدليل الخامس :0 أن هذه الأزياء مخالفة لهدي نساء المسلمين ، فإن الأصل في نساء المسلمين الستر والصيانة والاحتشام في مجالسهن ومحافلهن، وهذا هو الذي عليه هدي السلف والصالحات العفيفات من لدن زوجات الرسول (ص)إلى هذا العصر ، لا تجد هذه الألبسة الفاضحة من هديهن ولا من لباسهن و لا يرضين بها، بل ينهين عنها .0 فمن الإثم العظيم والضلال المبين أن تستبدل أزياء الكافرات بأزياء الصالحات الطاهرات، والله المستعان .0" وهو كلام مخالف للحقيقة فالاحتشام مطلوب في الأماكن العامة وأما الأغراب في البيوت ولكن التعرى بلبس تلك ألبسة في البيوت للزوج أم للمباح لهم ؤية بعض عورة المرأة مباح ثم قال : "الدليل السادس :0 أن لبس المرأة لمثل هذه الأزياء الفاضحة خرم للمرؤة ، وإفساد للفطرة ،ونزع للحياء منها ، والحياء هو تاج المرأة وأساس عفتها بإذن الله تعالى ، وهو العاصم بعد الله من الوقوع في الفواحش والمعاصي :0 وفي الصحيحين عن عمران بن حصين قال قال رسول الله (ص)(الحياء لا يأتي إلا بخير) .0 و فيهما أيضا عن ابن عمر أن الرسول (ص)قال (الحياء من الإيمان) . 0 وروى أبو داود والنسائي وغيرهما عن يعلى بن أمية عن الرسول (ص)أنه قال ( إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر).0 والمرأة بسقوط قناع الحياء عنها تسقط في مهاوي الرذيلة والعياذ بالله " والحياء المطلوب هو الحياء من المعاصى كلها فالروايات لا تتحدث عن الحياء في لباس المرأة وحدهما وإنما في كل شىء ثم قال : "الدليل السابع :0 أن لبس هذه الأزياء ذريعة لترك الاحتشام مطلقا، ونبذ الحجاب كله، والخروج أمام الرجال ، أو إبداء بعض الزينة لهم، أو التهاون في الستر أمامهم ، وكل هذا حاصل بالفعل ممن يلبسن هذه الأزياء ، تجدهن من أشد النساء تساهلا في الحجاب والستر، وما ذاك إلا لسقوط حرمة التستر في نفوسهن لما اعتدن على هذه الأزياء، والمنكر إنما يبدأ صغيرا ثم لا يلبث أن يكبر ويعظم -مع عدم وجود المنكرين له - حتى ينتشر شرره ويعم ضرره ويصعب تغييره ، ومن المعلوم المتقرر أن ما كان وسيلة مفضية إلى محرم فإن فعله محرم إذ للوسائل أحكام الغايات" لبس الملابس العارية للزوج ليس محرما وإنما مباح ثم قال: ا"لدليل الثامن :0 أنه قد يحصل بسبب شيوع هذه الألبسة والأزياء من الفتن بين النساء شئ عظيم، فإن من النساء نساء قليلات الدين، عديمات المرؤة والحياء ، وقد يعجب بعضهن ببعض ويحصل بينهن أمور لا تحمد عقباها ، وتكون هذه الأزياء طريقا لإثارة الغرائز بينهن المؤدية إلى المحرم ، وقد تسقط العفيفة في ذلك أيضا إذا تهاونت وحضرت مثل تلك المحافل التي يلبس فيها النساء تلك الأزياء ، فإن النساء ضعيفات ، والشيطان حريص على إيقاعهن في حبائله ، والعاقلة من حصنت نفسها بالدين والعفاف وابتعدت عن مواطن الفتن .0 وقد سبق نقل قول ابن القطان :0 (أما امتناع إبداء المرأة للمرأة ما زاد على ما تبديه لذوي محارمها فلما تقرر عادة من ولوع بعضهن ببعض، ولما يحصل من استحسان جالب للهوى موقع في الفتنة) " واللبس لا ينشر فسادات طالما كن محللا وإنما ما ينشر الفساد هو إرادة الفاسدة أو الفاسد الفساد
-
نظرات فى بحث سبعون فائدة من حديث ( لأعطين الراية) صاحب البحث أو الدرس هو سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان وفى مستهل الدرس ذكر نصوص الحديث فقال : "أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم وعبد الرحمن بن يعقوب كليهما عن أبي حازم سلمة بن دينار ـ واللفظ لعبد العزيز ـ قال : أخبرني سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل : هو يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية . فقال علي : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا . فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وأخرجه مسلم أيضا من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه وفيه ) قال عمر بن الخطاب ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ( ورواه مسلم أيضا من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مختصرا ." الأحديث فيه أخطاء متعددة : أولها العلم بالغيب المنسوب للنبى(ص) فى معرفته أن الفتح غدا وهو ما يتناقض مع أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه: " ولا أعلم الغيب " وقال: " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء " ثانيها معجزة شفاء العين المريضة بالبصق فيها وهو ما يخالف منع الله الآيات المرئية عن الناس لتكذيب السابقين بها كما قال تعالى : "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" ثالثها القتال حتى إسلام القوم وهو ما يناقض عدم إكراه الناس على الإسلام كما قال تعالى : " لا إكراه فى الدين" الرواية الأولى بالدعوة أولا تتعارض مع اكراههم على الإسلام بالقتال فى الرواية الثانية وتحدث العلوان عن فوائد الحديث من وجهة نظره فقال: فوائد الحديث : 1- فيه حرص الصحابة على تبليغ هذا الدين . 2- فيه عقد الإمام لألوية الجهاد . 3- فيه أن الأمر المشترك لا تشبه فيه فالألوية والرايات كانت معروفة من قبل . 4- فيه أن الإمارة خاصة بالرجال دون النساء . 5- التبشير بالفتح علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام . وهذه الفائدة معارضة لعدم علم النبى(ص) بالغيب ثم قال : 6- فيه إثبات صفة المحبة لله والرد على الجهمية . 7- فيه أن الله تعالى يحب ويحب . 8- فيه إثبات الأخذ بالأسباب وذلك من قوله يفتح الله على يديه . والفائدة ليست فائدة فالنصر مرتبط بكل المجاهدين وليس بشخص من خلال نصرهم لله كما قال " إن تنصروا الله ينصركم " 9- فيه حرص الصحابة على الخير والبحث عما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . 10- إبهام الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل هو من رحمته بالمؤمنين فقد حصل بذلك من تمنيهم لذلك الفضل العظيم والتطلع إليه من زيادة الإيمان ما الله تعالى به عليم . 11- فيه الرد على المرجئة وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان ." لا يوجد فى الروايات ىشىء عن الإيمان ثم قال : "12- فيه جواز السهر والسمر في أمور الخير ومصالح المسلمين ." والخطأ هنا انهم لم يسمروا وإنما انشغلوا بمن هو الرجل فأضاعوا وقتهم ولم يستعدوا للحرب والرسول(ص) لا يقول مثل هذه ألقوال الغامضة فيجعل القوم منشغلين عن الجهاد ثم قال : "13- فيه مسارعة الصحابة إلى الخيرات وذلك في قوله ) فلما أصبحوا غدوا( . 14- فيه أن الرجاء إنما يكون في الأمور المتوقعة الحدوث وذلك بخلاف التمني . 15- فيه الرد على الصوفية ومن شاكلهم ممن يدعون أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب المطلق في حياته وبعد مماته وذلك من قوله : ) أين علي ؟ ( . والقول يناقض علمه بالغيب وهو فتح البلد على يد الرجل غدا وهو لا يعلم شىء ثم قال : 16- فيه أن المحبة النافعة هي محبة الله ورسوله ومن والاهما . 17- فيه الرد على اليهود والنصارى في قولهم ) نحن أبناء الله وأحباؤه " لا يوجد شىء عن ذلك فى الروايات ثم قال : 18- فيه معنى قوله تعالى ) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم( إذ حصل الفضل لمن لم يحضره وامتنع ممن تعرض له . 19- فيه وجوب الإيمان بالقضاء والقدر وعظيم إيمان الصحابة بالقدر وكمال استسلامهم له " لا ذكر للقضاء كما قال ثم قال : 20- فيه الرد على القدرية القائلين بخلق أفعال العباد " لا ذكر لأفعال العباد وعدم خلقها فكل شىء مخلوق كما قال تعالى " الله خالق كل شىء" ثم قال": 21- فيه الرد على النواصب الذين يناصبون عليا رضي الله عنه العداء . 22- فيه الرد على الخوارج الذين يكفرون عليا ويفسقونه . 23- فيه أن محبة علي رضي الله عنه من الإيمان . 24- فيه الرد على الروافض الذين يزعمون تخصصهم في محبة علي رضي الله عنه . 25- فيه الرد على غلاة الرافضة الذين يؤلهون عليا وذلك من قوله ( رجلا )" وكل هذه الأمور لم تكن موجودة أيام الحديث الذى لم يحدث حتى تكون رد على هذا كله ثم قال : 26- فيه جواز الشكوى وذكر المرض ما لم يكن ثمة تسخط على أقدار الله جل وعلا . 27- فيه بركة بصاق النبي صلى الله عليه وسلم ." هذا من ضمن ما يضحك علينا الأمم فالبصاق هو قمامة من فضلات الجسم تضر ولا تنفع ولو كان هذا الرجل فلن يجعل أحد يبصق فى عينه للشفاء وإنما سيذهل للطبيب ثم قال : 28- فيه أن دعا الأنبياء مستجاب غالبا . 29- فيه أن الأمام يبعث من هو الأصلح والأفضل للمهمة ولا يراعي في ذلك القرابة ولا الوجاهة ولا النسب وليس معنى ذلك أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان بل لأن المقام اقتضى رجلا كعلي رضي الله عنه . 30- فيه فضيلة عمر رضي الله عنه وعلو همته ." الكلام فى الفائدتين من ضمن الخبل فالروايات لا تدل على تفضيل ولا همة أحد ثم قال: 31- فيه جواز طلب الإمامة في الدين . 32- فيه شجاعة علي وحرصه على الجهاد في سبيل الله . 33- فيه معنى قوله تعالى ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ( وأن الجهاد ماض إلى قيام الساعة . 34- فيه جواز ذكر محاسن الشخص عند أمن الفتنة وسلامته من الكبر والعجب . 35- فيه طهارة الريق ." لا وجود للريق وإنما المذكور البصاق ثم قال : 36- فيه وضع الإمام المحفزات لشحذ الهمم إلى معالي الأمور ومكارم الأخلاق . 37- جواز الرقية بالنفث وأنها لا تنافي التوكل وذلك على القول بأن نفثه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كان رقية والراجح أن ذلك من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ." لا ذكر للنفث فى الروايات ولا للرقيةو ثم قال : 38- فيه الأمر بالرفق وعدم العجلة والطيش والتأني في الأمور ودراستها قبل الإقدام عليها . 39- فيه أن الدعوة إلى الإسلام تأتي أولا وقبل كل شيء . 40- فيه فقه التدرج في الدعوة إلى الله من الأهم إلى المهم . 41- فيه أن الدعوة العامة لابد فيها من العلم والفقه والدراية والحنكة وحسن السياسة في التعامل مع الناس والأحداث فالجاهل بهذه الأمور يفسد ولا يصلح . 42- فيه قرن الدعوة إلى الشهادتين ببيان معناهما ومقتضياتهما ولا سيما في القرون المتأخرة حيث كثر الجهل بمعنى لا إله إلا الله وما تدل عليه من النفي والإثبات . 43- فيه فضل الهداية وعظيم أمرها . 44- فيه العمل على إقامة الحجة على العباد . 45- فيه دليل على وجوب بيان الحجة وتفهيمها للمدعو وإزالة ما يعرض من شبه وإشكالات وتساؤلات . 46- فيه أن الفضل المترتب على هداية الناس عام للرجال والنساء وإنما خرج الضمير مخرج الغالب . لا ذكر للنساء فى الروايات وإنما المذكور رجلا ثم قال : 47- فيه أنه لا مقارنة بين الدنيا والآخرة . لا ذكر لهذه المقارنة ثم قال : 48- فيه أن حب الدنيا ليس بمذموم إذا كان العبد قائما بأمر الله فيها . لا ذكر لحب الدنيا فى الروايات ثم قال : 49- فيه مشروعيه تقريب الأمر إلى الأفهام بالأمور الحسية المعلومة . لا ذكر لتلمك الفائدة فى الإحساس فالدين معنوى وليس مجسد ثم قال : 50- فيه أن الهداية نوعان هداية الدلالة والإرشاد وهي دور الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين وهداية التوفيق والإلهام وهي خاصة بالله الواحد القهار . والفائدة خطأ لأن الهداية من الله وليس من الخلق " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء" ثم قال : 51- فيه جواز الحلف من غير استحلاف . 52- فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على هداية العباد . 53- فيه أن هداية الناس أولى عند الشارع من قتالهم . 54- فيه الرد على من قال بأن المسلمين لا همة لهم سوى إراقة الدماء ، فإن الدعوة قبل القتال فإن كانوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز حينئذ قتالهم ابتدآء فقد جاء هذا في الصحيحين حين أغار النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون . هذا من الخبل فلا وجود للدعوة عند الجهاد ورد العدوان وإلا كان هذا أدعى إلى قتل المسلمين أثناء الكلام ولذا يختار ألعداء فى الغالب يوم الجمعة أو ساعات الصلاة للهجوم على المسلمين والجهاد لا يكون إلا لرد العدوان وهو أمر لا يشبقه دعوة قبل الرد وإنما الدعوة بلغتهم من قبل زورفضوها وفى هذا قال تعالى : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ثم قال: 55- فيه فضل الجهاد في سبيل الله والصبر عليه . 56- فيه أن من أحبه الله فلا يضره بعد ذلك من أبغضه أو غلا في حبه . 57- فيه وجوب بغض من أبغض عليا رضي الله عنه وأن حبه من الإيمان" طبعا لم يذكر الله بغض على ولا لا حبه من الإيمان لأن الله بين وجود الغل وهو الكراهية بينم بعض المسلمين وانها لا تنزع إلا فى القيامة فقال " ونزعنا ما فى صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين" ثم قال : 58- فيه فقه علي رضي الله عنه وسعة علمه وذلك من قوله ( وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ) . 59- فيه أن الرجل ينسب لأبيه وإن كان كافرا . 60- فيه تأدب علي مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يناده باسمه ولا بقرابته منه . 61- فيه أن لله على عباده حقا عظيما لابد من أدائه والقيام به وإلا كان من أهل النار ألا وهو إفراده تعالى بالعبودية وإفراد نبيه صلى الله عليه وسلم بالاتباع . 62- فيه أن على العبد إذا جاءه الأمر من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يتلكأ ولا يتردد بل يبادر إلى الامتثال والتطبيق والعمل " قطعا الكلام يتعارض مع قوله تعالى " وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ" فعلى المريض ليس له الاستجابة لأنه مريض أباح الله ألا يستجيب لأمر القيادة وغيره 63- فيه إثبات البعث والجزاء والحساب . 64- فيه معنى اسم الله الحسيب . 65- فيه أن على العباد أن يقبلوا من الناس ظواهرهم وأن يكلوا سرائرهم إلى الله تعالى مالم يأت من القول أو العمل ما ينافي دين الإسلام . 66- جواز رفع الصوت عند أهل الفضل للحاجة . 67- فيه وجوب الاستفصال عند وجود الإشكال . 68- فيه معنى قوله تعالى( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) . 69- فيه أنه لا اجتهاد مع وجود النص أو ما يقوم مقامه كحضور المشرع صلى الله عليه وسلم كما هو الحال هنا ." والخطأ ان الرسول مشرع وهو ما يخالف أن الله هو المشرع كما قال تعالى : "شرع لكم من الدين" 70- فيه أن أعظم أمر وأشرف عمل ينبغي للعبد أن يقوم به وأن يفرغ فيه وسعه هو الدعوة إلى الله والحرص على هداية العباد ." قطعا الدعوة ليست ألأمر ألأعظم وإنما الجهاد كما قال تعالى : "فضل الله المجاهدين باموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" 71- فيه الرد على التكفيريين الذين يشتغلون بإصدار الأحكام على العباد من التكفير والتفسيق دون دعوتهم إلى التوحيد والسنة وبيان حقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب . 72- فيه تفقد الصحابة بعضهم بعضا . 73- فيه أن النطق بالشهادتين لا يعصم دم العبد وماله إلا أن يأتي بحقها وإلا لم تنفعه عند الله تعالى. 74- فيه أن إقامة الحدود من شأن السلطان أو من ينوب عنه . 75- فيه حرمة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم إلا بالحق . 76- فيه طهارة قلوب الصحابة إذ لم يحسدوا عليا على ذلك بالاعتراض وتمني زوال النعمة والفضل عنه ."
-
قراءة في كتاب تفسير سورة التكاثر الكتاب من تأليف هلال بن صالح بن سيف الهاشمي وفى مستهل الكتاب تحدث عن ارتباط سورة البقرة بسورة التكاثر فقال : "كلمة في سورة التكاثر ومحورها: بعد مقدمة سورة البقرة يأتي قوله تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون " فالآيتان أمرنا بعبادة الله معللتان لذلك بأنه الخالق المنعم, ولمن كم من الناس يستجيبون لهذا الأمر؟ لا شك أن القليل هم المستجيبون, بدليل قوله تعالى: } وقليل من عبادي الشكور { وحتى هذا القليل تلهيه الدنيا عن القيام بالشكر حق الشكر, وقد جاءت سورة التكاثر لتحدثنا عن انشغال الكثير من الخلق بالدنيا, ولم تحدد السورة هذا الانشغال عن ماذا. بل حددت بماذا، والسياق يعرفنا عن ماذا كان الانشغال ومحور السورة يحدده كذلك, وهو الانشغال عن عبادة الله تعالى وتقواه, وهذا أول مظهر من مظاهر صلة سورة التكاثر بمحورها. وتنتهي سورة التكاثر بقوله تعالى "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" وقد رأينا أن آيتي المحور حثتنا عن نعم الله علينا وطالبتنا بناء على ذلك بالعبادة والتقوى والتوحيد, ولكن كثيرين لا يفعلون ذلك فهم يتنعمون ولا يشكرون, ومن ثم أنذرت سورة التكاثر بأن السؤال عن النعيم كائن, وهذا كذلك من مظاهر صلة سورة التكاثر بحورها من سورة البقرة. وكما أن للسورة صلتها الواضحة بمحورها فلها صلتها الواضحة بما قبلها, فسورة القارعة انتهت بقوله تعالى " وما أدراك ما هيه " نار حامية{11}" وسورة التكاثر بدأت بقوله تعالى " ألهاكم التكاثر " فلو قدرنا أن ألهاكم ألهانا عن العمل المنجي من النار لرأينا أن الصلة كاملة بين السورتين, ومن تأمل السورة وتأمل سورة القارعة فإنه يجد أكثر من وشيحة تربط بين السورتين." قطعا انشغل البعض بحكاية ارتباط السور ببعضها وهى حكاية لا فائدة منها لأحد وإنما هو كلام زائد لا يفيد القارىء فمثلا ما ذكره من أمر عبادة الله في سورة البقرة مذكور في سبعة عشر موضعها في المصحف في ثمانى سور بصيغة اعبدوا الله واعبدوا ربكم ولو تتبعنا خلق آيات الكوت لوجدنا في مئات المواضع في عشرات السور وكذلك الكلام عن جهنم أى النار سنجده في مئات المواضع في معظم السور وهذا معناه أن الارتباط موجود بين كل الآيات وكل السور ولا فائدة من ذكره وتحدث عن اسماء السورة وترتيبها فقال : "تسميتها وترتيبها قال الألوسي أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمونها “المقبرة”اهـ. وذكر صاحب تفسير التحرير والتنوير أنها سميت في معظم المصاحف ومعظم التفاسير “سورة التكاثر” وكذلك عنونها الترمذي في جامعه وهي كذلك معنونة في بعض المصاحف العتيقة بالقيروان. وسميت في بعض المصاحف “سورة ألهاكم” وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه. وهي مكية عند الجمهور قال ابن عطية: هي مكية لا أعلم فيها خلافا. وعن ابن عباس والكلبي ومقاتل: أنها نزلت في مفاخرة جرت بين بني عبد مناف وبني سهم في الإسلام كما يأتي قريبا وكانوا من بطون قريش بمكة ولأن قبور أسلافهم بمكة. وفي الإتقان المختار أنها مدنية, قال: ويدل له ما أخرجه ابن أبي حاكم أنها نزلت في قبيلتين من الأنصار تفاخروا وما أخرجه البخاري عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب” قال أبي: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت } ألهاكم التكاثر {إنما نزلت بعد أن كانوا يعدون “لو أن لابن آدم واديا من ذهب الخ من القرآن” وليس في كلام أبي دليل ناهض إذ يجوز أن يريد بضمير “كنا” المسلمين, أي كان من سبق منهم يعد ذلك من القرآن حتى نزلت سورة التكاثر وبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ما كانوا يقولونه ليس بقرآن." وبعد أن استعرض خلافات الفقهاء والمفسرين في تسمية السورة ومكان نزولها وسبب نزولها اختار كونها مكية وسبب نزولها مكى فقال : "والذي يظهر من معاني السورة وغلظة وعيدها أنها مكية وأن المخاطب فريق من المشركين لأن ما ذكر فيها لا يليق بالمسلمين أيامئذ. وسميت نزولها فيما قاله الواحدي والبغوي عن مقاتل والكلبي والقرطبي عنهما وعن ابن عباس: أن بني عبد مناف وبني سهم من قريش تفاخروا فتعادوا السادة والأشراف من أيهم أكثر عددا فكثر بنو عبد مناف وبني سهم, ثم قالوا نعد موتانا حتى زاروا القبور فعدوا القبور فكثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية, وقد عدت السادسة عشرة في ترتيب نزول السور, نزلت بعد سورة الكوثر وقيل سورة الماعون بناء على أنها مكية وعدد آياتها ثمان" قطعا أسباب النزول أمر تم اختراعه بعد نزول الوحى بقرون فالأحداث التى توجد في المصحف محدودة بينما أسباب النزول تذكر آلاف مؤلفة من الروايات وهى تتحدث عن أمور ليست في الآيات فسورة التكاثر عامة وهى تتحدث عن الكفار في كل زمان سابق على نزولها بدليل موتهم " حتى زرتم المقابر " ومن ثم لا يمكن أن تتحدث عن نزاع أحياء في عصر النبى الخاتم (ص) وإنما تتحدث عمن ماتوا في عصره والعصور قبله وأما أغراض السورة فقد نقل الهاشمى من بطون الكتب ما يلى: "قال إسماعيل علي رشوان في (مختصر تفسير جزء عم): “يدور محورها حول انشغال الناس بمتاع الحياة الدنيا ويتركون الآخرة حتى يأتيهم الموت بغتة” وكما قال الشاعر: الموت يأتي بغتة=والقبر صندوق العمل ثم يتكرر في هذه السورة الزجر والإنذار للتخويف لئلا ينشغلوا بالفانية ويتركوا الباقية ثم تختم السورة ببيان المخاطر التي لا ينجو منها سوى المؤمن”. وقال محمد الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير: “اشتملت على التوبيخ على اللهو عن النظر في دلائل القرآن ودعوة الإسلام بانتشار المال والتكاثر به والتفاخر بالأسلاف وعدم الإقلاع عن ذلك إلى أن يصيروا في القبور كما صار من كان قبلهم، وعلى الوعيد على ذلك. وحثهم على التدبر فيما ينجيهم من الجحيم وأنهم مبعوثون ومسؤلون عن إهمال شكر المنعم العظيم”." ثم ذكر نص السورة فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر {1} حتى زرتم المقابر {2} كلا سوف تعلمون {3} ثم كلا سوف تعلمون {4} كلا لو تعلمون علم اليقين {5} لترون الجحيم {6} ثم لترونها عين اليقين {7} ثم لتسألن يومئذ عن النعيم {8}" وحاول تفسيرها بالنقل من بطون كتب التفسير فقال : "التفسير التحليلي (ألهاكم التكاثر {1} حتى زرتم المقابر }{: قال ابن كثير: يقول تعالى: أشغلكم حسب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها. وتمادى بكم ذلك جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها. ألهاكم أي: شغلكم عما يجب عليكم الاشتغال به لأن اللهو شغل يصرف عن تحصيل أمر مهم. التكاثر: تفاعل في الكثر أي التباري في الإكثار من شيء مرغوب في كثرته, فمنه تكاثر في العدد من الأولاد والأحلاف للاعتزاز بهم, وقد فسرت بهما قال تعالى: }وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين{ {35} وقال الأعشي: ولست بالأكثر منهم حصى= وإنما العزة للكاثر وقال الحسن: معنى ألهاكم: أنساكم }حتى زرتم المقابر{ أي حتى أورثكم الموت وأنتم على تلك الحال. وقال قتادة إن التكاثر التفاخر بالقبائل والعشائر. وقال الضحاك: ألهاكم التشاغل بالمعاش. روى ابن حاتم الحديث الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: “(ألهاكم التكاثر ) عن الطاعة (حتى زرتم المقابر) حتى يأتيكم الموت” قال سعيد حوى: “في هذا الحديث دليل على ما ذهبنا إليه في تفسير عن أي شيء يكون الانشغال. فالانشغال بالتكاثر انما هو انشغال عن العبادة والتقوى ويدخل في التكاثر: التكاثر في الأموال والأولاد وغير ذلك مما يتكاثر في الدنيا”. وروى مسلم عن عبد الله بن الشخير قال: “انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: “ألهاكم التكاثر” قال: يقول لبن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو كسبت فأبليت أو تصرفت فأمضيت” فهذا جار مجرى التفسير لمعنى من معاني التكاثر لمقتضاه حال الموعظة ساعتئذ وتحملته الآية. وقال صاحب التفسير الواضح: “وقد ورد أن قبيلتين تفاخرتا بكثرة المال والرجال حتى ذهبوا إلى قبورهم وتفاخروا بمن مات فنزلت السورة تنعي عليهم ذلك وتحذرهم عاقبته ومغبته”." وكل ما سبق له نفس المعنى بألفاظ مختلفة وهو : وتحدث عن تفسير بقية الآيات وأنها في الأغنياء وايس في المساكين وهم الفقراء فقال ناقلا عن ابن عاشور: "قال الإمام ابن عاشور والخطاب للمشركين بقرينة غلظة الوعيد بقوله: } كلا سوف تعلمون {3} ثم كلا سوف تعلمون{ وقوله: (لترون الجحيم ) إلى آخر السورة, ولأن هذا ليس من خلق المساكين يومئذ. والمراد بالخطاب سادتهم وأهل الثراء منهم لقوله: }ثم لتسألن يومئذ عن النعيم{ ولأن سادة المشركين هم الذين آثاروا ما هم فيه من النعمة على التهم بتلقي دعوة النبي فتصدوا لتكذيبه وإغراء الدهماء بعدم الإصغاء له. فلم يذكر الملهي عنه لظهور أنه القرآن والتدبر فيه, والإنصاف بتصديقه وهذا الإلهاء حصل منهم وتحقق كما دل عليه حكايته بالفعل الماضي. وإذا كان الخطاب للمشركين فلأن المساكين يعلمون أن التلبس بشيء من هذا الخلق مذموم عند الله, وأنه من خصال أهل الشرك فيعلمون أنهم من التلبس بشئ من ذلك فيحذرون من أن يلهيهم حب المال عن شيء من فعل الخير, ويتوقعون أن يفاجئهم الموت وهم لاهون عن الخير, قال تعالى يخاطب المؤمنين: } (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ) الآية. وقوله: (حتى زرتم المقابر) غاية فيحتمل أن يكون غاية لفعل: (ألهاكم) كما في قوله تعالى: (قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) أي دام إلهاء التكاثر إلى أن زرتم المقابر, أي استمر بكم طول حياتكم, فالغاية مستعملة في الإحاطة بأزمان المغيا لا في تنهيته وحصول صنفه لأنهم إذا صاروا إلى المقابر انقطعت أعمالهم كلها. ولكون زيارة المقابر على هذا الوجه عبارة عن الحلول فيها, أي قبور المقابر وحقيقة الزيارة الحلول في المكان حلولا غير مستمر, فأطلق معنى الزيارة هنا تعريضا بهم بأن حلولهم في القبور يعقبه خروج منها. والتعبير بالفعل الماضي في: }زرتم{ لتنزيل المستقبل منزلة الماضي لأنه محقق وقوعه مثل: }أتى أمر الله{ ويحتمل أن تكون الغاية للمتكاثر به الدال عليه التكاثر, أي بكل شيء حتى بالقبور تعدونها. وهذا يجري على ما روى مقاتل والكلبي أن بني عبد مناف وبني سهم تفاخروا بكثرة السادة منهم, كما تقدم في سبب نزولها آنفا, فتكون الزيارة مستعملة في معناها الحقيقي. أي زرتم المقابر لتعدوا القبور, والعرب يكنون بالقبر عن صاحبه قال النابغة: لئن كان للقبرين قبر بحلق= وقبر بصيداء الذي عند قارب وقال عصام بن عبيد الزماني, أو همام الرفاستي: لو عد قبر وقبر كنت أقربهم= قبرا وأبعدهم من منزل الذام أي كنت أقربهم منك قبرا, أي صاحب قبر .والمقابر: جمع مقبرة بفتح الموحدة وبضمها. والمقبرة الأرض التي فيها قبور كثيرة." قطعا السورة لا تتحدث عن الأغنياء وإنما هى عامة في الكفرة فحتى الفقراء يتفاخرون فيما بينهم وبعض منهم من كان من الأغنياء وذوى الحسب يتفاخر بما كان لآبائه ومن ثم السورة تتحدث عن الكفار عامة ومنهم أغنياء وفقراء وهم الأتباع المطيعين لهم وكرر النقل من تفسير أخر للنسفى والرازى وغيرهم فقال : "كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون "كلا" قال النسفي: ردع وتنبيه على أنه لا ينبغي للناظر لنفسه أن تكون الدنيا جميع همه ولا يهتم بدينه }سوف تعلمون{ قال النسفي: أي: عند النزع سوء عاقبة ما كنتم عليه }ثم كلا سوف تعلمون{ قال النسفي: أي في القبور. وقال الحسن البصري في الآيتين: هذا وعيد بعد وعيد. قال سعيد حوى: “هذان الوعيدان حملهما النسفي على ما رأينا وسنرى أن ابن كثير يحملهما على الوعيد في شأن جهنم يوم القيامة”. قال الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير: أما قوله تعالى: (كلا سوف تعلمون)3}( ثم كلا سوف تعلمون) { فهو يتصل بما قبله وبما بعده أما الأول: فعلى وجه الرد والتكذيب أي ليس الأمر كما يتوهمه هؤلاء من أن السعادة الحقيقية بكثرة العدد والأموال والأولاد، وأما اتصاله بما بعده، فعلى معنى القسم أي حقا سوف تعلمون لكن حين يصير الفاسق تائبا، والكافر مسلما، والحريص زاهدا، ومنه قول الحسن: لا يغرنك كثرة من ترى حولك فإنك تموت وحدك وتبعث وحدك وتحاسب وحدك”. وذكر صاحب التحرير والتنوير: أن التوبيخ الذي استعمل فيه الخبر اتبع بالوعيد على ذلك بعد الموت، وبحرف الزجر والإبطال بقوله: (كلا سوف تعلمون) فأفاد }كلا{: زجرا وإبطالا لإنهاء التكاثر. و(سوف) لتحقيق حصول العلم وحذف مفعول(تعلمون) لظهور أن المراد: تعلمون سوء مغبة لهوكم بالتكاثر عن قبول دعوة الإسلام. وأكد الزجر والوعيد بقوله: } ثم كلا سوف تعلمون{ فعطف عطفا لفظيا بحرف التراخي أيضا للإشارة إلى تراخي رتبة هذا الزجر والوعيد عن رتبة الزجر والوعيد الذي قبله، فهذا زجر ووعيد مماثل للأول لكن عطفه بحرف }ثم{ اقتضى كونه أقوى من الأول لأنه أفاد تحقيق الأول وتهويله. فجملة: ( ثم كلا سوف تعلمون ) توكيد لفظي لجملة: }كلا سوف تعلمون{ وعن ابن عباس }كلا سوف تعلمون{ ما ينزل بكم من عذاب في القبر. }ثم كلا سوف تعلمون{ عند البعث أن ما وعدتم به صدق، أي تجعل كلمة جملة مرادا بها تهديد بشيء خاص. وهذا من مستتبعات التراكيب والتعويل على معونة القرائن بتقدير مفعول خاص لكل من فعلي }تعلمون{ وليس تكرير الجملة بمقتضى ذلك في أصل الكلام. ومفاد التكرير حاصل على كل حال." وفى تفسير الآية التالية نقل من التفاسير فقال : " كلا لو تعلمون علم اليقين (كلا) قال النسفي: تكرير الردع للإنذار والتخويف(لو تعلمون علم اليقين) قال ابن كثير: أي لو علمتم حق العلم لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة حتى صرتم إلى المقابر. وقال ابن النسفي: جواب لو محذوف أي: لو تعلمون ما بين أيديكم علم اليقين لفعلتم ما لا يوصف ولكنكم ضلال جهلة. وقال ابن عاشور: أعيد الزجر ثالث مرة زيادة في إبطال ما هم عليه من اللهو عن التدبر في أقوال القرآن لعلهم يقلعون عن انكبابهم على التكاثر مما هم يتكاثرون فيه ولهوهم به عن النظر في دعوة الحق والتوحيد. وحذف مفعول }تعلمون{ للوجه الذي تقدم في(كلا سوف تعلمون) وجواب(لو) محذوف." وتابع تفسر الآية الأخيرة فقال : " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم أعقب التوبيخ والوعيد على لهوهم بالتكاثر عن النظر في دعوة الإسلام من حيث أن التكاثر صدهم عن قبول ما ينجيهم، بتهديد وتخويف عن مؤاخذتهم على ما في التكاثر من نعيم تمتعوا به في الدنيا ولم يشكروا الله عليه بقوله تعالى: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم )أي عن النعيم الذي خولتموه في الدنيا لم تشكروا الله عليه وكان به تجلكم.. وعطف هذا الكلام بحرف }ثم{ الدال على التراخي الرتبي في عطفه الجمل من أجل أن الحساب على النعيم الذي هو نعمة من الله أشد عليهم لأنهم ما كانوا يترقبونه، لأن تلبسهم بالإشراك وهم في نعيم أشد كفرانا للذي أنعم عليهم. قال ابن كثير: } ثم لتسألن يومئذ عن النعيم { أي: ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم من الصحة والأمن، والرزق وغير ذلك، ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته." و}النعيم{: اسم مما يلذ لإنسان مما ليس ملازما له، فالصحة وسلامة الحواس وسلامة الإدراك والنوم واليقظة ليست من النعيم، وشرب الماء وأكل الطعام والتلذذ بالمسموعات وبما فيه فخر وبرؤية المحاسن، تعد من النعيم. وأشار الإمام الرازي في التفسير الكبير في النعيم المسؤول عنه وجوها أحدها: ما روى أنه خمس: شبع البطون وبارد الشراب ولذة النوم وإظلال المساكن واعتدال الحلف. وثانيها: قال ابن مسعود: أنه الأمن والصحو والفراغ. وثالثها: قال ابن عباس: أنه الصحة وسائر ملاذ المأكول والمشروب ورابعها: قال بعضهم: الانتفاع بإدراك السمع والبصر. وخامسها: قال الحسن بن الفضل: تخفيف الشرائع وتيسير القرآن. وسادسها: قال ابن عمر: أنه الماء البارد وسابعها: قال الباقر: أنه العافية. والقول الثامن: إنما يسألون عن الزائد مما لابد منه من مطعم وملبس ومسكن. والتاسع: وهو الأولى أنه يجب حمله على جميع النعم. والنعيم أخص من النعمة بكسر النون ومرادف للنعمة بفتح النون." وقد أخطأ القوم في تفسير السؤال فهم لا يسألون عن عدم شكر النعم وهى ذنوب متوالية لأن لا أحد يسألهم عن ذنوبهم كما قال تعالى : "فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ" وإنما السؤال هنا معناه : الحساب وهو العقاب على النعيم الذى لم يطيعوا الله فيه وملخص نفسير السورة: "بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد شغلكم التعاظم حتى دخلتم المدافن حقا سوف تعرفون ثم حقا سوف تعرفون ،يبين الله للناس أن اسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن حكم الرب النافع المفيد هو أن التكاثر وهو التعاظم بينهم فى الأموال والأولاد ألهاهم أى شغلهم عن الحق حتى زاروا المقابر أى حتى دفنوا فى المدافن ،كلا سوف تعلمون والمراد الحقيقة سوف تعرفون وهى أن العذاب لكم . "كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم "المعنى حقا لو تعرفون معرفة الموت لتشاهدون النار أى لتشاهدونها حق المشاهدة ثم لتحاسبون يومذاك عن المتاع ،يبين الله للناس أن كلا وهى الحقيقة هى أنهم لو يعلمون علم اليقين أى لو يعرفون معرفة الموت لترون الجحيم أى لتشاهدون النار والمراد لتدخلن فى العذاب وفسر هذا بأنهم يرونها عين اليقين أى يشاهدونها حق المشاهدة والمراد يذوقونها واجب الذوق ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم والمراد ثم تحاسبون يوم القيامة عن المتاع الذى تمتعتم به فى الدنيا والخطاب للناس وما قبله
-
قراءة فى بحث جوازُ اغتيالِ الكافرِ المُحارب البحث أو الفتوى من إصدار الهيئة الشرعية لجماعة الجهاد الكافر وقد استهل بتعريف المحارب فقال : "المحارب؛ هو الذي لا عهد له ويعادي دين الله تعالى بالقول أو الفعل" والتعريف ه معاهدين وغير معاهدين فكلهم يكرهون دين الله ويعادون ولكن المحارب هو المقاتل الذى يعتدى على المسلمين أو ديارهم فيقتل أو يجرح أو يدمر وفى هذا قال تعالى : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا بمثل ما اعتدى عليكم " وقال : " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ " وكعادة السلفيين يقدمون الروايات على القرآن ومن ثم قالوا : "وقد ورد في السنة ما يدل على جواز قتل هؤلاء ويتأكد ذلك في حق من اشتد إيذاؤهم لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين، وقد وردت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} " وقدموا تفسير الآية فقالوا "قال القرطبي: ({واقعدوا لهم كل مرصد} أي اقعدوا لهم في موضع الغِرَّة حيث يرصدون، وهذا دليل على جواز اغتيالهم قبل الدعوة) وقول القرطبي "قبل الدعوة" أي لمن بلغته الدعوة من قبل، وهذه الآية فيها دليل على مشروعية الرصد والاستطلاع والتجسس على العدو." قطعا الرصد يكون من حدود الدولتين وليس من داخل بلاد العدو طالما لم تنشب حرب فالمراصد دوما ما تكون على الحدود لمراقبة من يخترقها وردعه على الفور دون حاجة إلى امر من أحد فالمجاهد يدافع على الفور دون إذن من رئيس مكان أو من غيره طالما رأى عدوان واستدل القوم بروايات كلها متناقضة متضاربة فقالوا : "أما من السنة فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كعب ابن الأشرف وأبي رافع وهما من اليهود، أما كعب فكان يحرض المشركين على المسلمين وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم بشعره ويتشبب - يتغزل - بنساء المسلمين، وقد روى قصة اغتياله البخاري ومسلم. فقد روى البخاري بسنده عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله، فقام محمد بن مَسْلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: فائذن لي أن أقول شيئا، قال: قل، فأتاه محمد بن مَسلمة ... ) وفيه أن محمد بن مَسلمة ومن معه أوهموا كعباً بضيقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم واحتالوا عليه حتى قتلوه، وكان في حصن منيع. وفي قول محمد بن مسلمة رضي الله عنه: (فائذن لي أن أقول شيئا)، قال النووي رحمه الله: (معناه ائذن لي أن أقول عني وعنك ما رأيته مصلحة من التعريض وغيره، ففيه دليل على جواز التعريض وهو أن يأتي بكلام باطنه صحيح ويفهم منه المخاطب غير ذلك، فهذا جائز في الحرب وغيرها ما لم يمنع به حقاً شرعياً) قال ابن حجر: (وفي مرسل عكرمة "فأصبحت يهود مذعورين، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا قتل سيدنا غِيلة، فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم صنيعه وما كان يحرض عليه ويؤذي المسلمين"، زاد ابن سعد "فخافوا فلم ينطقوا") ... إلى أن قال: (وفيه جواز قتل المشرك بغير دعوة، إذا كانت الدعوة العامة قد بلغته، وفيه جواز الكلام الذي يحتاج إليه في الحرب، ولو لم يقصد قائله إلى حقيقته) هذا ومن وصف اغتيال الكافرين المحاربين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأنه غدر ونحو ذلك، أو أن الإسلام يحرم ذلك فهو ضال ويخشى عليه أن يدخل في زمرة من يكذب بالكتاب والسنة. وقد قال النووي: (قال القاضي عياض: ولا يحل لأحد أن يقول إن قتله - أي كعب - كان غدرا، وقد قال ذلك إنسان في مجلس علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمر به فضرب عنقه) وهذه القصة الأخيرة التي ذكرها النووي أشار إليها القرطبي في تفسير قوله تعالى {فقاتلوا أئمة الكفر { حيث قال: (استدل بعض العلماء بهذه الآية على وجوب قتل كل من طعن في الدين إذ هو كافر، والطعن: أن ينسب إليه ما لا يليق به، أو يعترض بالاستخفاف على ما هو من الدين، لما ثبت من الدليل القطعي على صحة أصوله واستقامة فروعه) ... إلى أن قال: (ورُوي أن رجلا قال في مجلس علي ما قتل كعب بن الأشرف إلا غدرا، فأمر علي بضرب عنقه، وقاله آخر في مجلس معاوية فقام محمد بن مسلمة فقال: أيقال هذا في مجلسك وتسكت!، والله لا أساكنك تحت سقف أبدا، ولئن خلوت به لأقتلنه. قال علماؤنا: هذا يقتل ولا يستتاب إن نسب الغدر للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي فهمه علي ومحمد بن مسلمة رضوان الله عليهما من قائل ذلك، لأن ذلك زندقة، فأما إن نسبه للمباشرين لقتله بحيث يقول: إنهم أمنوه ثم غدروه لكانت هذه النسبة كذبا محضا، فإنه ليس في كلامهم معه ما يدل على أنهم أمنوه ولا صرحوا له بذلك، ولو فعلوا ذلك لما كان أمانا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما وجههم لقتله لا لتأمينه، وأذن لمحمد بن مسلمة في أن يقول. وعلى هذا فيكون في قتل من نسب ذلك نظر وتردد، وسببه هل يلزم من نسبة الغدر لهم نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد صوب فعلهم ورضي به فيلزم منه أنه قد رضي بالغدر ومن صرح بذلك قتل، وإذا قلنا لا يقتل، فلابد من تنكيل ذلك القائل وعقوبته بالسجن، والضرب الشديد والإهانة العظيمة) وما أنكره علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهما هو ما يدندن به الأئمة المضلون من كهنة السلطان الذين يقولون إن الإسلام يحرم الاغتيال مطلقا وأن الاغتيال غدر وخيانة، يقولون ذلك حماية لأسيادهم. ويؤيد قتل المحاربين ما ورد في قصة ابن أبي الحقيق وهو يهودي من خيبر وكان قد ذهب إلى مكة وأغرى قريشا بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى حزبوا الأحزاب وكان موقد نار غزوة الأحزاب. فقد روى البخاري عن البراء بن عازب قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار، فأمر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز) وروى عنه أيضا: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله) ، وقد احتال بن عتيك بشتى الحيل حتى قتله، فاحتال حتى دخل الحصن ثم أغلق أبواب بيوت اليهود من خارجها ثم صار إلى أبي رافع لا يدخل بابا إلا أغلقه من داخله وغير صوته حتى لا يُعرَف رضي الله عنه. قال ابن حجر رحمه الله: (وفي هذا الحديث من الفوائد: - جواز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصر، وقتل من أعان على رسول صلى الله عليه وسلم بيده أو ماله أو لسانه. - وجواز التجسس على أهل الحرب وتطلب غرتهم والأخذ بالشدة في محاربة المشركين وجواز إبهام القول للمصلحة، وتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين) ومثل ما ورد في قصة قتل هؤلاء الطواغيت ورد في قصة قتل خالد بن سفيان الهذلي التي رواها الإمام أحمد وأبو داود والبيهقي عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال: (دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد بلغني أن خالدا بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة، فَاته فاقتله، قال: قلت يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه، قال صلى الله عليه وسلم: إذا رأيته وجدت له قشعريرة، قال: فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني فقال: أفلح الوجه، قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: صدقت) وكما ترى فقد كان الهدف من اغتيال خالد ابن سفيان هو إجهاض مخططه لمحاربة المسلمين. وفي هذه المسألة يقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري عند ذكره لمراتب العبودية في تفسيره لقول الله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: (ثم إن إعداد القوة حسب المستطاع من واجبات الدين ولوازم إقامته، فالعابد الصحيح لله لا يعتوره التسويف في هذا، فضلا عن تركه أو التساهل فيه، وأيضا فالعابد لله المصمم على الجهاد يكون منفذا للغيلة في أئمة الكفر من دعاة الإلحاد والإباحية، وكل طاعن في وحي الله أو مسخر قلمه أو دعايته ضد الدين الحنيف لأن هذا مؤذ لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز للمسلمين في بقاع الأرض من خصوص وعموم أن يَدَعوه على قيد الحياة لأنه أضر من ابن أبي الحقيق وممن ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اغتيالهم، فترك اغتيال ورثتهم في هذا الزمان تعطيل لوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم وإخلال فظيع بعبودية الله وسماح صارخ شنيع للمعاول الهدامة في دين الله، ولا يفسر صدوره إلا من عدم الغيرة لدين الله والغضب لوجهه الكريم، وذلك نقص عظيم في حب الله ورسوله وتعظيمهما لا يصدر من محقق لعبودية الله بمعناها الصحيح المطلوب) " لا يذكر الله فى القرآن أى إشارة لعمليات الاغتيال الفردى سواء صراحة أو ضمنا وإنما المذكور أن الله طلب من نبيه (ص) أن يدع له التعامل مع الأفراد المصرين على أذى المسلمين مثل: الرجل الذى طلب المال والولد فى قوله سبحانه: "أفرأيت الذى كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع على الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا" الرجل الذى سماه الله الوحيد صاحب المال الممدود فى قوله عز وجل : "ذرنى ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر " ومعظم حوادث الاغتيال الفردى ارتكبت ضد يهود كما فى الأحاديث وأما فى القرآن فقد ذكر الله التالى: -الجلاء وهو طردهم من بيوتهم دون قتل أو تعذيب لهم أو لأولادهم ووجاتهم وفى هذا قال سبحانه "هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب" - بعد طردهم تجمعوا فى حصون وظلوا يعتدون على المؤمنين فقاتلهم الرسول(ص)فقتل البعض وأسر البعض الأخر وفى هذا قال سبحانه: " وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها" إذا لا وجود للاغتيال الفردى وإنما الحادث هو حرب فى المرة الثانية كان القتل والأسر وحكم الأسرى فى هو تحريرهم بالمن أو بالفداء وفى هذا قال سبحانه:" فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها" ومن تناقضات اغتيال كعب بن الأشرف: التناقض الأول: عدد مرات الذهاب للرجل فقد أتوه مرتين مرة نهارا ومرة ليلا وهى : 28441- أَنَّ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِىَّ (ص)فَأَمَرَ النَّبِىُّ (ص)سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ نَفَرٍ فَأَتَوْهُ وَهُوَ فِى مَجْلِسِ قَوْمِهِ فِى الْعَوَالِى .... فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ بَعْدَ هَدَأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ -... مسند أحمد فى رواية أتوه مرتين مرة نهارا ومرة ليلا وهى : 28441- أَنَّ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِىَّ (ص)فَأَمَرَ النَّبِىُّ (ص)سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ نَفَرٍ فَأَتَوْهُ وَهُوَ فِى مَجْلِسِ قَوْمِهِ فِى الْعَوَالِى .... فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ بَعْدَ هَدَأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ -... مسند أحمد التناقض الثانى: سبب القتل : 2510 - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)« مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ فَإِنَّهُ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ (ص)» . .. صحيح البخارى السبب هنا قتل كعب هو إيذاء الله والرسول(ص)وهو ما يخالف السبب هجاء الرسول(ص)فى رواية 28441- أَنَّ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِىَّ (ص)مسند أحمد وروت رواية سبب مخالف وهو تحريض الأعداء على قتال المسلمين ولفظها : 3002 - وَكَانَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ يَهْجُو النَّبِىَّ (ص)وَيُحَرِّضُ عَلَيْهِ كُفَّارَ قُرَيْشٍ.سنن أبو داود التناقض الثالث : طريقة القتل : 28441 أَنَّ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِىَّ (ص)فَأَمَرَ النَّبِىُّ (ص)سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ نَفَرٍ فَأَتَوْهُ وَهُوَ فِى مَجْلِسِ قَوْمِهِ فِى الْعَوَالِى فَلَمَّا رَآهُمْ ذَعِرَ مِنْهُمْ. .. مسند أحمد فى الرواية السابقة القتل نوعه غير مباشر من الرسول(ص)فالرسول(ص)استدعى سعدا لينفذ أمر القتل فجمع خمسة رجال فذهب ودعا الرجال فأتوا فحكى لهم الأمر بينما هو فى جل الروايات نوعه أمر مباشر من الرسول(ص)حيث طلب من محمد بن مسلمة أن بقتله كما فى رواية: 3031 - أَنَّ النَّبِىَّ (ص)قَالَ « مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ » . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « نَعَمْ » . .. صحيح البخارى ومن تناقضات اغتيال أبو رافع: التعارض الأول: 4038 - بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)رَهْطًا إِلَى أَبِى رَافِعٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ لَيْلاً وَهْوَ نَائِمٌ فَقَتَلَهُ . ..صحيح البخارى فى رواية: الرجل قتل وهو نائم وهو ما يخالف قتله وهو متيقظ صاحى بعد السمر وهو السهر فى رواية:: 4039 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)إِلَى أَبِى رَافِعٍ الْيَهُودِىِّ رِجَالاً مِنَ الأَنْصَارِ ، ...ثُمَّ عَلَّقَ الأَغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ قَالَ فَقُمْتُ إِلَى الأَقَالِيدِ ، فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ ، وَكَانَ فِى عَلاَلِىَّ لَهُ ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ ..صحيح البخارى التعارض الثانى: مكان قتل أبو رافع: 16 - باب قَتْلُ أَبِى رَافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى الْحُقَيْقِ وَيُقَالُ سَلاَّمُ بْنُ أَبِى الْحُقَيْقِ كَانَ بِخَيْبَرَ ، وَيُقَالُ فِى حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ .صحيح البخارى نلاحظ التعارض فى موضع القتل فنرة خيبر ومرة حصن بالحجاز التناقض الثالث: أن موضع المفاتيح وهى الأقاليد كان كوة أى مكان داخل جدار وكان مفتاحا واحدا فى رواية:: 4040 - بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)إِلَى أَبِى رَافِعٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ فِى نَاسٍ مَعَهُمْ ، ...َرَأَيْتُ صَاحِبَ الْبَابِ حَيْثُ وَضَعَ مِفْتَاحَ الْحِصْنِ ، فِى كَوَّةٍ فَأَخَذْتُهُ فَفَتَحْتُ بِهِ بَابَ الْحِصْنِ . ..صحيح البخارى وهو ما يخالف أنه م عدة مفاتيح أى أقاليد وأن موضعها كان وتد مدقوق على الجدار فى رواية:: 4039 - بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)إِلَى أَبِى رَافِعٍ الْيَهُودِىِّ رِجَالاً مِنَ الأَنْصَارِ فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ ، ثُمَّ عَلَّقَ الأَغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ قَالَ فَقُمْتُ إِلَى الأَقَالِيدِ ، فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ صحيح البخارى قطعا عدد التناقضات كبير وليس ما ذكرته فهوجزء منها وهو ما يدل على ان تلك الاغتيالات الفردية لم تحدث وطرح القوم سؤالا عن قتل من مع المغتال من اسرته او غيرهم فقالوا: "وهنا تبرز مسألة وهي: إذا لم يمكن قتل الكافر إلا بقتل من معه من النساء والولدان ومن يحرم قتلهم، هل يجوز قتلهم أم لا؟ الجواب: يجوز قتلهم وإن لم يقاتلوا أو يعينوا إذا لم يمكن قتل الكافر إلا بذلك، وعلى أن لا يتعمد قتلهم ولا يقصدون وحدهم، وهذه المسالة فيها نوعان من الأحاديث: النوع الأول: مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان)، وفي رواية (فأنكر) بدل فنهى، متفق عليهما. النوع الثاني: مثل حديث الصَّعْب بن جَثَّامة قال: (سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذراري من المشركين يُبيَّتون فيصيبون من نسائهم وذراريهم، فقال: هم منهم) ، وفي رواية: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له لو أن خيلا أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين، قال: هم من آبائهم) قال النووي: ("هم من آبائهم"؛ أي لا بأس لذلك لأن أحكام آبائهم جارية عليهم في الميراث وفي النكاح وفي القصاص والديات وغير ذلك، والمراد إذا لم يتعمدوا من غير ضرورة. وأما الحديث السابق في النهي عن قتل النساء والصبيان فالمراد به إذا تميزوا، وهذا الحديث الذي ذكرناه من جواز بياتهم وقتل النساء والصبيان في البيات هو مذهبنا ومذهب مالك وأبي حنيفة والجمهور، ومعنى البيات ويبيتون أن يغار عليهم بالليل بحيث لا يعرف الرجل من المرأة والصبي، والمراد بالذراري هنا النساء والصبيان. وفي الحديث دليل لجواز البيات وجواز الإغارة على من بلغتهم الدعوة من غير إعلامهم بذلك. وفيه أن أولاد الكفار حكمهم حكم آبائهم في الدنيا، وأما في الآخرة ففيهم إذا ماتوا قبل البلوغ ثلاثة مذاهب) وقال ابن قدامة : (ويجوز تبييت الكفار وهو كبسهم ليلا وقتلهم وهم غارون، قال أحمد: لا بأس بالبيات وهل غزو الروم إلا البيات؟ وقال: لا نعلم أحدا كره بيات العدو، وقرأ عليه سفيان عن الزهري عن عبد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الديار من المشركين نبيتهم فنصيب من نسائهم وذراريهم فقال صلى الله عليه وسلم: هم منهم"، فقال إسناد جيد. فإن قيل فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والذرية، قلنا هذا محمول على التعمد لقتلهم، قال أحمد: أما أن يتعمد قتلهم فلا، قال وحديث الصعب بعد نهيه عن قتل النساء لأن نهيه عن قتل النساء حيث بعث إلى أبي الحقيق، وعلى أن الجمع بينهما ممكن، يحمل النهي على التعمد والإباحة على ما عداه) " بالقطع لا يجوز قتل أحد بدون سبب كما قال تعالى : "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" وقال : "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ" فهنا الأمر بقتال المقاتلين فقط وليس غير المقاتلين والطفل والنساء الذين لم يرفعوا سلاحا لا يجوز قتلهم فالروايات بعضها كاذب والغريب أن حديث إنكار الرسول (ص) المزعوم قتل المرأة اعتبروه موافقة منه على الجواز
-
نظرات في بحث رسول الله والجنس تحت المجهر دراسة وتحليل صاحبة البحث سمت نفسها ليندا ابراهيم والظاهر كونها من تونس كما علق أحدهم على البحث في احدى مجموعات وجه الكتاب وهى طرح مختلف وقد استهلت البحث بكونها امرأة وأن من الجرأة أن تتناول امرأة الموضوع فقالت : صديقاتي اصدقائي : "قبل ان ابدأ الخوض في هذا الجانب من حياة رسول الله، اعلم مسبقا حساسية هذا الموضوع وخاصة اذا ما تم طرحه من قبل امرأة، نظرا لكمية الموانع والحواجز والقيود الدينية والشرعية التي تحولت الى تراث وعادات وتقاليد اجتماعية، ولدنا وكبرنا عليها، وتحاصرنا، وتتدخل في ادق تفاصيل حياتنا، وتبقى في ذاكرتنا طوال الوقت؟" قطعا كون من يكتب رجل أو امرأة علميا لن يفرق في شىء وكم من نساء تجرأن وكتبن كتبا معظمها للأسف انتقاد للإسلام ولرسوله(ص) كشاهدروت جافان الإيرانية في كتابها عن الحجاب وتسليمة نسرين البنغالية فى روايتها سيئة السمعة وناهد متولى المصرية في كتبها المختلفة والغريب أن من انتقدت إما ألحدن أو تحولن لديانة أخرى وأظهرت المرأة غرضها من الكتابة وهى التحليل النفسى لشخصية النبى(ص) من خلال المصادر المعروفة وليس الطعن فيه فقالت : "لكنني سأكون جريئة واكتب رأي بكل وضوح لتسليط الضوء على هذا الجانب من حياة اهم شخصية في الاسلام، والذي لم يعد المسلم يذكر الله نفسه دون ان يذكر اسمه، وسأفتح باب الحوار امام الاصدقاء بغية تبادل الأراء والمعلومات، وسأرحب بكل وجهات النظر سواء اتفقت معي ام اختلفت، وانا هنا لست بصدد الطعن بشخصية رسول الله من خلفية عاطفية لها علاقة بالحب او الكره ؟! انما رغبة مني في الوقوف على التحليل النفسي لشخصيته ومحاولة لسبر اغوار عقله وتفكيره حسب ما وردنا من التاريخ الاسلامي من القرٱن والسيرة والاحاديث ؟؟!!" وتحدثت عن الآيات القرآنية التي لم يكن تركيزها على الجنس أقل مما جاء في كتب رواة الحديث والسيرة معا فقالت : "عند قراءتي للسيرة النبوية ، والوقوف عند الكم الهائل من الاحاديث الجنسية المروية عن رسول الله ، بالاضافة الى الايات القرأنية التي لم يكن تركيزها على الجنس أقل مما جاء في كتب رواة الحديث والسيرة معا ، والتي توزعت ما بين تبرير شهواته وغرائزه الجنسية وبين اعطاءنا تصور عن الجنة المزعومة المليئة فقط بالجنس وتلبية رغبات الذكر دون الانثى تتولد في رأسي عشرات ، بل مئات الاسئلة ؟؟؟!!" وتحدثت الكاتبة التى لا تريد الطعن في النبى(ص) متهمة إياه باهانة المرأة وجعلها لعبة جنسية وتبرير أفعاله المخجلة فقالت : "وهذا الكم الهائل من الاحاديث الجنسية التي قرأتها سواء تلك التي تركز على الذكورية الفاقعة وتدعمها وتهين المرأة وتختصر حياتها كأداة جنسية؟!؟! او تلك التي تم تسخيرها لخدمة رسول الله، وتبرير هفواته الجنسية وتلبية غرائزه بشكل خاص؟؟؟!!" وهذا مخالف لما قالته في بداية بحثها عن أنها لا تريد الطعن في الرسول(ص) في قولها " وانا هنا لست بصدد الطعن بشخصية رسول الله من خلفية عاطفية لها علاقة بالحب او الكره" وكعادة الملحدين والضالين يحرفون الكلام عن مواضعه حتى ولو كان كذب فنجدها تتحدث عن أن الرجل له قوة أربعين أو ألف رجل ومع هذا الرواية التى استشهدت بها لها تتحدث عن قوة ثلاثين وكلامها هو : "جعلتني اتوقف عندها مستغربة ومتفاجئة ودفعتني للبحث، والمقارنة، وللسؤال : - ترى لماذا يرى المسلم إن منح الله لنبيه محمد قوة ٤٠ رجلا بالجنس اواحيانا قوة الف رجل هي صفة اجابية ؟؟؟!!!! - ولماذا رأوا ان طوافه على نساءه في ليلة واحدة وهن اكثر من احدى عشرة امرأة بأعمار مختلفة ورغبات جنسية مختلفة صفة ايجابية يجب ان يتحلى بها نبيهم؟؟!! حديث جاء عن أنس بن مالك قال: {كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال : قلت لأنس : أو كان يطيقه قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين . وقال سعيد عن قتادة: إن أنسا حدثهم تسع نسوة"((صحيح البخاري من حديث أنس- كتاب الغسل باب إذا جامع ثم عاد، ومن دار على نسائه في غسل واحد))." الغريب أنها لم تلاحظ التناقض في عدد الزوجات فمرة11 ومرة9 في الحديث ولم تلاحظ كيف يعطى الرجل قوة ثلاثين وهو متزوج 11 أو 9 فالمفروض أن يعطى قوة العدد نفسه وإلا فأين ستذهب القوة الباقية ؟ وتحدثت عن أن الرجل كان لا يتمالك نفسه فكان يجامع نسوته في حيضهن فقالت : -"ولماذا كانت غريزته الجنسية تغلبه لدرجة انه كان يباشر نساءه وهن حائض او يباشرهن وهو صائم ، او اذا شاهد احدى النساء جاء اهله ؟؟!! حديث عن عائشة قالت: {كانت إحدانا إذا كانت حائض فأراد النبي صلعم أن يباشرها أمرها أن تأتزر في فور حيضتها، ثم يباشرها قالت وآيكم يملك أربه كما كان النبي صلعم يملك أربه} ((اللؤلؤ والمرجان فيما أتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم حديث رقم168؛173))؟؟؟!!!. - ولماذا لم يكن يتحكم في غريزته وشهوته الجنسية حتى في اكثر المواقف حساسية والتي تضع انسانيته كرسول بعثه الله ليتمم مكارم الاخلاق، على المحك والتي من المفروض ان يتحلى بضبط النفس والتحكم بالغريزة والحكمة والنزاهة هو رسول بعثه الله ليتمم مكارم الاخلاق ؟؟!!!!" وهنا الطعن في الرسول(ص) واضح وضوح الشمس وهو ما نفته سابقا والغريب في منهج أولئك الضالين والضالات هو أنهم يتعاملون مع الأحاديث على حسب هواهم فهنا تصدق الحديث الطاعن بينما أحاديث مثل : 298 - أن زينب بنت أم سلمة، حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت: بينا أنا مع النبي (ص) مضطجعة في خميصة، إذ حضت، فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، قال: «أنفست» قلت: نعم، فدعاني، فاضطجعت معه في الخميلة"رواه البخارى فالرجل نام بجوارها ولم يجامعها 2168 - عن ابن عباس، عن النبي (ص)في الذي يأتي امرأته وهي حائض؟ قال: «يتصدق بدينار، أو بنصف دينار» رواه أبو داود 2169 - عن ابن عباس، قال: «إذا أصابها في الدم فدينار، وإذا أصابها في انقطاع الدم فنصف دينار» رواه أبو داود عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد» رواه أبو داود وهذه الأحاديث تعتبر إتيان الحائض جريمة وعليها عقاب لا تذكرها كما هو المطلوب ممن يدعى العدل في كلامه منهج المضلين هو أن أصدق ما أريد طالما هو في مصلحة الطعن وأكذب ما أريد أو لا أذكره نهائيا لأنه يجعل كلامى بلا قيمة في الطعن وأكملت الطعن في النبى(ص)فذكرت دخول النبى (ص) على صفية بنت حيى في ليلة مقتل زوجها وأبيها وأخيها فقالت: "كما حدث في قصة صفية بنت حيي بن الاخطب والدخول بها في نفس الليلة التي قتل اباها واخاها وزوجها وقتل الكثير من قبيلتها وطرد الباقي ؟؟؟!!!" وهنا لم تذكر حديث لأن الأحاديث مع أنها كلها كاذبة إلا أنها قالت أنها دخل بها بعد ثلاث ومنها : 4212 - حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن يحيى، عن حميد الطويل، سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام، حتى أعرس بها، وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب»رواه البخارى ومنها من لا وقت له حيث ترك خيبر بعد الحرب وسافر في الطريق ودخل بها في الطريق دون تحديد زمن في حديث: 84 - (1365) عن أنس، أن رسول الله (ص)غزا خيبر، قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله (ص)وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله (ص)في زقاق خيبر...فجاءه دحية، فقال: يا رسول الله، أعطني جارية من السبي. فقال: «اذهب فخذ جارية»، ...فجاء بها، فلما نظر إليها النبي (ص) قال: «خذ جارية من السبي غيرها»، قال: وأعتقها وتزوجها، فقال له ثابت: يا أبا حمزة، ما أصدقها؟ قال: نفسها أعتقها وتزوجها، حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم، فأهدتها له من الليل، فأصبح النبي (ص)عروسا، فقال: «من كان عنده شيء فليجئ به»، قال: وبسط نطعا، قال: فجعل الرجل يجيء بالأقط، وجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن، فحاسوا حيسا، فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم" وقطعا من يريد العدل عليه بذكر الكل ولكنها لم تذكر شىء وهو نفس المنهج الكتابةو على الهوى ثم تحدثت عن زواجه بزوجة ابنه المتبنى فقالت : "- ولماذا لم يتوانى عن الزواج من زوجة ابنه بالتبني " زيد بن حارثة والتي تكون قريبته " زينب بنت جحش " بحجة تحريم التبني ، والتي من المفروض ان اي انسان طبيعي كان سيشعر بمشاعر الابوة تجاه زوجة ابنه !!؟؟ حيث انه اعلن وعلى الملٱ ان زيد ابنه : يا من حضر. اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه ؟" قطعا تتحدث عن أمر لا تفهمه وهو أن النبى(ص) كأول مسلم عليه أن ينفذ أمر الله لأن أمر الله عدل حتى ولو كان الأمر مشين له يجعله متهم عند الناس فالمتبنى ليس ابنا حقيقيا ولو كانت تفكر لعلمت أن المتبنى يأخذ حق غيره في الورث وهو ظلم بين وهو ليس ابنا حقيقيا حتى يمنع زواج أبيه المتبنى بطليقته فبدلا من أن تناقش أن النبى (ص) كان خائفا مستاء من الأمر ولذا أخفى الأمر في نفسه فلم يصرح به إلا خوفا من عقاب الله على كتمه الوحى وفى هذا قال تعالى : " وتخفى في نفسك ما الله مبديه " وتحدثت عن أن الله حتم وهو لم يحتم شىء ولم يدعو لعمله وهو هبة المرأة نفسها فقالت : "- ولماذا كان على النساء ان تهبن انفسهن له خالصات مخلصات دون المسلمين؟؟!!!! كما في ألاية القرأنية : { يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين...... ! سورة الاحزاب الاية 50؟؟!! " العجيب ان الآية ليس فيها أمر للنساء بهبة أنفسهم وإنما تتحدث عن امرأة واحدة وهبت نفسها للنبى(ص) وهل الزواج هنا من المرأة الواهبة نفسها هنا دناءة فالرجل لم يطلب شىء وإنما الطالبة هى المرأة فلو كانت هناك اتهام فهو اتهام للمرأة وهى ليس متهمة حقيقة وليس للرجل ؟ وتحدثت عن فرض الحجاب على نساء النبى(ص) وحدهن فقالت : "- بينما نساءه فرض عليهن الحجاب ، وان لا يقترب منهن احدا بينما هوله كل الحق في ان يقول لاي امرأة تعجبه : هبي نفسك لي !!؟؟ كما في الاية القرأنية : { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما (53) الاحزاب } وايضا : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ......... ) الاية 6 الاحزاب!! " قطعا هنا الله يتحدث عن أى بيت يجب أن يكون فيه حجاب أى باب مغلق على نساء البيت الكاشفات بعض عوراتهم إذا كان في الحجرات الخارجية رجال مدعوون للطعام فالحجاب ليس ملبسا تلبسه النساء وإنما علق باب غرفة النساء حتى لا يرى الرجال عورات نساء البيت المكشوفة وهو أمر يفعله رجال العالم ليس المسلمين فقط ولكن غيرهم أيضا فلا يوجد رجل يفتح باب حجرة زوجته العارية أو ابنته أمام الرجال وإنما يقفله عليهم حرصا على راحتهن الآية تتحدث عن أن الرجال الضيوف لا يجب أن يدخلوا حجرات بيت المضيف لطلب المتاع وهو الطعام والشراب أو غسل ألأيدى وإنما عليهم أن يطلبوات من خلف الحجاب وهو الباب المقفل للحجرة وفى هذا قال تعالى : " فاسألوهن من وراء حجاب " وهو أمر موجود في كل بيت مسلم وحتى عند النصارى واليهودى وغيرهم ممن يغيرون على زوجاتهم وبناتهم وتحدثت عن زواج النبى(ص) من عائشة وهى طفلة فقالت : "ولماذا يعتبر المسلمون ان زواجه من الطفلة عائشة في سنها السابعة والبناء بها في سن التاسعة وهو في سن الخمسين، هي حكمة لا يعلمها الا الله..... { رواه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري، فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها، لا أدري ما تريد بي، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن وأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين } ... { وفي صحيح مسلم عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع، سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة...... وقد اتفق على هذا المعنى الشيخان في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب}..." كما سبق القول كل يستشهد على هواه فهناك أحاديث أخرى تبين أن عائشة كانت شابة وليست طفلة مثل : 4093 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضى الله عنها - قالت استأذن النبى - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر فى الخروج حين اشتد عليه الأذى ، فقال له « أقم » . فقال يا رسول الله أتطمع أن يؤذن لك ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول « إنى لأرجو ذلك » قالت فانتظره أبو بكر فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ظهرا فناداه فقال « أخرج من عندك » . فقال أبو بكر إنما هما ابنتاى . فقال « أشعرت أنه قد أذن لى فى الخروج » . فقال يا رسول الله الصحبة . فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - « الصحبة » . . أطرافه 476 ، 2138 ، 2263 ، 2264 ، 2297 ، 3905 ، 5807 ، 6079 تحفة 16832 ، 19025 - 136/5(البخارى ) نجد هنا أن الرسول (ص)لا يعرف أهل أبى بكر وهما ابنتاه " فقال « أخرج من عندك » . فقال أبو بكر إنما هما ابنتاى" فكيف يكون الرسول (ص) قد خطب عائشة في مكة وهو لا يعرف بنات أبى بكر أو من هم أهله ؟ ونجد أن الفارق السنة بين عاشئة وأختها الكبرى أسماء عشرة سنوات فحسب ابن حجر العسقلاني: "عاشت [أسماء] مائة عام، وماتت في 73 ه أو 74 ه"(طريق التحزيب، ابن حجر العسقلاني، ص 654، باب في النساء، حرف الألف، وحسب معظم المؤرخين، فإن أسماء كانت أكبر من أختها عائشة بعشر سنين. فإذا كانت أسماء في سن المائة في سنة 73 ه، فمن المفروض أن تكون في سن 17 أو 18. لذلك فإن عائشة بدأت تساكن النبي في سن 19 إلى 20. واعتمادا على ابن حجر، وابن كثير وعبد الرحمن بن أبي الزناد، فإن عائشة كانت إذا في سن 19 أو 20 عند انتقالها إلى بيت النبي. " ومن ثم الروايات في الكتب متناقضة ولا يمكن اعتماد هذا أو ذلك وتحدثت عن حادثة فقالت ليست متهمة النبى(ص) ولكنها عائشة رضى الله عنها فقالت: "عائشة تلك المرأة المتمردة التي اعتبرتها من اكثر الشخصيات المثيرة للجدل والتي كانت المتمردة على افعال محمد ، وقيامها بالرضاعات لكل من هب ودب ، وبعد ذلك اختلاءها بصفوان بن المعطل بحجة عقدها الضائع، المعروف بحادثة { الأفك } والذي اضطر محمد الى التحجج باية انزلها الله لتبرئة عائشة، مع العلم ان احد الشهود على هذه الحادثة هوحسان بن ثابت الملقب بشاعر الرسول ..... {وقوله تعالى: إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هوخير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم(النور:11)} " قطعا المرأة لا تفرق بين الرجل والمرأة فهى تتهم الرجل مع أن الحادثة عندها في المرأة بالطبع حسب الحادثة في القرآن لا يوجد أى ذكر لعائشة أو للنبى (ص) في الحادثة وإنما الآيات تتحدث عن اتهام عدد كبير من المؤمنين والمؤمنات بممارسة الزنى أو ما يسمونه تبادل النساء حاليا ولذا طلب الله من المؤمنين والمؤمنات أن يظنوا في بعضهم ظنا حسنا فقال : "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين" وبعد كل هذه المهاترات التى تبتعد عن المنهج العادل في تناول الأمور حيث تذكر ما يأتى على هواها فقط دون بقية الأمور أتت على التحليل النفسى لشخصية النبى(ص) من خلال فرويد وأدلر الملحدين فقالت : - ترى ما عسانا نفهم من هذا الكم الهائل من الزخم الجنسي غير المبرر ، والذي وضع اتباعه في مواقف حرجة ولدرجة عدم قدرة شيوخ المسلمين وعلمائهم على الدفاع عنه الا بترقيعات غير منطقية، وخاصة انه رسول ونبي من المفروض انه خير خلق الله وجاء مبشرا ونذيرا وليتمم مكارم الاخلاق وليكون قدوة حسنة لاتباعه وجب ان يكون نزيها مبتعدا عن الخوض في هذا المجال الجنسي وبذلك الشكل الفاقع الذي يطرح العشرات من إشارات الاستفهام والمئات من اشارات التعجب والاف التساؤلات إذا ما نظرنا اليها وقرأناها بعيون نقدية بعيدة عن هالة التقديس ...؟؟؟!!!! - وهل نستخلص من هذه النظرة تجاه النساء هو حبه للنساء ...؟؟؟؟؟؟!!!!! ام ترى انه كره دفين لهن...؟؟؟؟؟!!! اليس من الممكن ان يكون ما في الباطن هو مخالف لما في للظاهر.....؟؟؟؟!!!!! فلنحاول التوقف عند هذه التساؤلات وننظر اليها نظرة علمية ومن خلال تحليلات ووجهة نظر علم النفس وبعيدا عن العاطفة وعن هالة التقديس ؟؟؟؟!!!!" طرحت هنا الأسئلة عن كون الرجل يجب أم يكره النساء وحاولت أن تطبق مناهج علم النفس عليه فقالت : "هناك في علم النفس مرض يسمى : " بعقدة النقص " وهذا المرض النفسي مفاده ان يشعر المرء بالدونية ، اي ان لا يملك المرء صفات طبيعية مثل تلك التي يملكها اقرانه في المجتمع الذي يعيش فيه سواء كانت جسدية ام نفسية، وسواء كان ذلك التقص خلقيا ام مكتسبا ، فماذا وكيف سيتصرف ذاك الذي يشعر بعقدة التقص والدونية هذه ؟؟؟!!!! اول ما سيقوم به هو محاولة التعويض عن هذا النقص كيفما كان...؟! فإما التعويض عنه في مجال اخر؟! او ان يضطر الى الكذب على نفس للتعويض عن النقص الموجود لديه ولكن بشكل اكثر من ما هو مطلوب وبما يزيد عن الحاجة الطبيعية ؟؟!! وتكون شدة الكذب وكثرته متوافقة طرديا مع مدى احتياجه لتلك الصفة التي تنقصه او لذلك العضو الذي ينقصه ، فمن المعروف ان الرجل الاعمى سيعوض عدم قدرته على البصر بالاعتماد على حاسة اخرى مثل السمع للتعويض عن عدم قدرته على الرؤية ، وحامل هذا العقدة الدونية عندما يضطر الى حيلة الكذب هذه للتعويض فهو بذلك لا يضع حلا لمشكلته ، انما يتحايل عليها باي وسيلة ، وقد اعاد عالم النفس *سيغموند فرويد* هذه العقدة الى الكبت الجنسي ، ويرى في التعويض عملية لاشعورية تهدف الى اخفاء الاتجاهات اللاشعورية التي لا يستسيغها الشعور بتقوية اتجاهات مضادة لها. لكن جاء تلميذه *الفريد ادلر * وعارضه في رأيه بشدة وهو أب عقدة النقص حيث يقحمها في كل سلوكات الفرد ليفسرها على أنها تجليات أو تمظهرات شعورية أولا شعورية لعقدة النقص لدى الفرد ، مصدرها أساسا - تاريخ الطفل الأسري والإجتماعي - فالطفل الذي قاسى في فترة طفولته وتلقى تربية غير سوية ، ومحافظة ومنغلقة، تقمع حريته وشخصيته ، يزداد احتمال احساسه بعقدة نقص حادة ، تفقده ثقته في نفسه تجاه تحديات الحياة .مما يسهل سقوطه ، بسهولة ضحية اضطرابات نفسية أخرى منشؤها إحساس بالنقص ، فتعيق اندماجه بشكل سلس في المجتمع، ونجد الفرد، والحالة هذه،يلوذ بالهروب والإنزواء خوفا من مواقف اجتماعية تشعره بالانهزام والإحباط فيسعى لتجنبها، ( اعتكاف محمد في غار حراء اياما وليالي ) ؟؟؟؟!!!! وهذا الشخص يكون مفرط الحساسية تجاه اي موقف او كلمة وتكون ردود افعاله عنيفة ومؤذية في الكثير من الاحيان ( قتل واغتيال كل من يخالفه او بسخر منه ) ؟؟!! عودة صغيرة الى ولادة محمد وطفولته البائسة ستعطينا لمحة وانطباعا لاسقاط ما جاء في كلام عالمي النفس فرويد وادلر على شخصية محمد وطبيعة تفكيره ؟؟؟!!!" هل فهمهتم شىء من هذا الهراء عرضت وجهتى النظر ولم تقل لنا الاجابة هل كلن الرجل عنده كبت أم عنده نقص ورجعت إلى الأحاديث مرة أخرى وهى اتهام النبى(ص) بكون ولد زنى لأنه ولد بعد وفاة أبيه بأربعة سنوات فقالت: "من الروايات الاسلامية نجد ان هناك مشكلة لم يستطع شيوخ الاسلام حلها حتى الان، الا وهي ولادة محمد بعد موت ابيه باربع سنوات، مما اضطر الكثير من شيوخ الاسلام الى الترقيع بان حمل الرسول قد دام اربع سنوات ، اي انه لم يتلق عاطفة الاب!!!!!! وفور ولادته تخلصت منه والدته وبعثته الى حليمة السعدية لتربيه ( حتى ان محمد عرف بنسبه لزوج حليمة السعدية " ابي كبشة " ، وكان ارساله هناك لحجة واهية كتعلم جلد العيش واللغة الفصحى على الرغم من ان العرب متفقون ان لغة قريش هي افصح لهجات العرب ... والسبب الحقيقي في تخلص الام من ولدها وهو صغير السن ، اهملته الروايات الاسلامية ، وبررته في روايات اخرى تبريرات واهية ؟؟!! وهو بذلك لم يحصل على حنان الام ايضا ؟؟؟؟؟!!!! اي انه في صغره انحرم من اهم دعائم التربية السليمة الا وهما عطف الاب وحنان الام ضمن عائلة طبيعية، وعندما تكفل به جده عبد المطلب لم يمنحه عاطفة الابوة ، وعاش بذلك طفولة بائسة جعلته يشعر بالدونية، وكان قراره بالزواج بخديجة تلك المرأة الغنية التي ورثت اموالها من زوجيها السابقين والتي تكبره سنا نابعا من فقدانه لحنان الام وقد حبها حبا جما ، لانها المرأة التي احتوت مرضه وفهمت عقدة التقص لديه ولعبت دور الزوجة والام معا ، وربما تكون الانسانة الوحيدة التي فهمته، وبعد موتها توضح حقده على النساء بتلك الاحاديث التي يصف المرأة باقذر الاوصاف عندما تكون زوجة وباجمل الاوصاف عندما تكون اما؟؟؟!!! لكن حرمانه من حنان الام واشتياقه ورغبته في الحصول على ذلك الحنان وغضبه من امه وخسارته لزوجته خديجة جعلت مشاعره تتداخل فتارة يقول الجنة تحت قدميها وتارة هي من اكثر اهل النار وحتى انه الله سمح له بزيارة قبرها ، لكن لم يغفر لها ( رغبته ومشاعره المكبوتة في أنه كان يشعر أنه انحرم من حنان الام، ويريد ان يغفر لها لكنه لم يستطع ) !!؟" ليندا تحكم على الرجل من خلال روايات ولكن أين هذه الروايات فلا توجد رواية واحدة تقول بهذا الكلام وإنما استنتاج استنتجه كافر ضال من المقارنة بين روايتين الروايات التى استنتج منها الضال الفرية هى روايات في الطبقات الكبرى لابن سعد وهى : ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ....قالا كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه." وفى الجزء الثالث فى باب في البدريين طبقات البدريين من المهاجرين. أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين" ما استنتجه الضال من الروايات هو أن المحال أن تكون آمنة حملت بابنها في نفس وقت حمل حمزة لأن الفارق بينهما أربع سنوات ومن ثم تكون حملت به والعياذ بالله من زنى ارتكبته بعد وفاة زوجها بثلاث سنوات بالطبع ليندا وصاحبها الضال لم يذكرا الروايات ألأخرى التى تقول أن حمزة أكبر من عبد الله والد النبى(ص) بسنوات عدة وأن والده هو أصغر اخوته كما في رواية : وهو ما يناقض أن عبد الله أبو النبى (ص)هو أصغر اخوته فى رواية ابن إسحاق التالية: 16 حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال وكان عبد المطلب بن هاشم فيما يذكرون قد نذر حين لقي من قريش عند حفر زمزم ما لقي لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم لله عز وجل عند الكعبة فلما توافى بنوه عشرة الحارث والزبير وحجل وضرار والمقوم وأبو لهب والعباس وحمزة وأبو طالب وعبد الله وعرف أنهم سيمنعونه جمعهم ثم أخبرهم بنذره الذي نذر ودعاهم الى الوفاء لله بذلك فأطاعوا له وقالوا له كيف تصنع فقال يأخذ كل رجل منكم قدحا فيكتب فيه اسمه ثم تأتوني ففعلوا ثم أتوه فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة وكان هبل عظيم أصنام قريش بمكة وكان على بئر في جوف الكعبة ....وأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه وكان عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم أصغر بني أبيه كان هو والزبير وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو ابن عابد بن عبد الله بن عمران بن مخزوم وكان فيما يزعمون أحب ولد عبد المطلب اليه وكان عبد المطلب يرى أن السهم اذا أخطأه فقد أشوى" وفى رواية ذكر ابن إسحاق رواية شعر لعبد المطلب يعترف فيه بان عبد الله أصغر أولاده فقال : "عن ابني الاصغر ذا الجلال ... أنت الولي المنعم المفضال فانعم اليوم لذاك بالي ... فانه قد نزل الموالي كلهم يبكي من السؤال ... كل فتى أبيض كالهلال" وفى رواية تحطم الاستنتاج أن العباس كان أصغر الاخوة وهى رواية ابن إسحاق أيضا وهى : 51 حدثنا- عن ابن اسحاق قال ومات عبد المطلب ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثماني سنين فلم يبك أحد كان قبله بكاه وولى زمزم والسقاية من بني عبد المطلب بعده العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ أحدث اخوته سنا فلم تزل اليه حتى قام الاسلام وهي بيده فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما مضى فهي الى آل العباس بولاية العباس اياها الى هذا اليوم." ومن ثم نجد أنها تأخذ المعلومة من جانب واحد وهو ديدن الظالم والغريب وكعادة الضال المضل من الكتاب ذكرت ليندا روايات تؤكد ما ذهبت إليه من عقدة النقص فقالت : "حديث رواه البيهقي من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله كثير فجعل يحرك رأسه كالمخاطب ثم بكى فاستقبله عمر رضي الله عنه فقال : ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال : هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي ، واستأذنته في الاستغفار لها فأبى علي ، وأدركتني رقتها فبكيت قال : فما رأيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة { ص: 425 }. - وربما يكون حبه الشديد لعائشة الصغيرة ( تعلقه الشديد بها على الرغم من كلامها عنه ، هوما شرحه سيغموند فرويد وتلميذه ادلر في انه تعويض عن طفولته البائسة ، وحرمانه منها، فكانت عائشة هي تلك الطفلة التي كان يرى فيها طفولته، فيستعيض حرمانه بمعاملة عائشة واعطاءها ما كان يتمناه هوفي طفولته ......؟! - ورأينا كيف ان رده كان شديدا عندما عايرته قريش بالابتر ؟؟؟!! والابتر هو من يكون عقيم ولا خلف له ، ولاسيما الشك الذي دار حول ابنه ابراهيم واتهام ماريا بالزنا ، فمن الطبيعي ان يتم الشك بتلك الولادة وهو الذي تزوج ١١ امرٱة دون ان ينجب منهن، ناهيك عن الجواري وملكات اليمين ، غير اللائي وهبن له انفسهم خالصات مخلصات دون المسلمين ، فأولاد خديجة كانوا من زوجيها السابقين وليسوا اولاده ؟؟!! وفي بيئة صحراوية بدوية قائمة على الغزو حيث يلعب فيها كثرة الاولاد والفحولة الدور الرئيس في الحياة فلابد ان يشعر رجل مثل محمد كرسول للأمة بعقدة النقص بسبب عقمه، هذه الإعاقة الجنسية التي تخفي وراءها جزءا من عنفه تجاه النساء، وهنا يسأل المرء نفسه : لماذا اتفقت عائشة مع صفوان بن المعطل اذا ما كان لديها زوج بقوة اربعين رجلا وهو نبي الله ، وهي التي قال عنها محمد نفسه : خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء؟؟!!!! ولماذا سيكون خائفا على نسائه من الرجال الذين كانوا يأتون الى عائشة لتعلم اصول الدين ؟؟!! ولماذا تضطر عائشة الى اختراع الرضاعات العشر والتي يحاول المسلمون اخفائها؟؟!! واذا كان محمد وكما تقول الروايات بذلك الجمال والحسن وتلك الفحولة ان ترفضه نساء مثل اميمة بنت النعمان ؟؟!!! حديث : حدثنا أبونعيم حدثنا عبد الرحمن بن غسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبي أسيد رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلسوا ها هنا ودخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال هبي نفسك لي قالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ ثم خرج علينا فقال يا أبا أسيد اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها (صحيح البخاري .. كتاب الطلاق .. باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق)!!؟؟ ترى اليس هذا الكم الهائل والغير طبيعي عن فحولة رسول الله واحاديثه الكثيرة عن الجنس والنكاح والوطأ في الدنيا هي تغطية مبطنة لعقمه الجنسي ، ولا ننسى تركيزه على نفس المسألة في الجنة ايضا من حور عين ورجال على الارائك جالسون وفي شغل فاكهون ... اي ان شغلهم هو ممارسة الجنس وفض ابكار الحور العذارى ... هل لوكان الامر طبيعيا كان تحدث عن نفسه بتلك الطريقة ؟؟؟!!! وهل كانت الروايات الاسلامية ستركز على حياته الجنسية بهذا الشكل الغير طبيعي ؟؟!! وهل كان تصوره عن الجنة ايضا سيكون جنسيا فاقعا غير طبيعي؟!" والعجيب فى منهج ليندا هو أنها تكذب الإسلام ككل سواء الإسلام المعتمد على القرآن والروايات ومع هذا تصدق الروايات التى استشهدت بها على النقص الغريب أن المرأة اعتبرت بكاء الرجل على أمه دليل على عقدة النقص وهذا معناه أن 99 % من البشرية عندهم تلك العقدة بما فيهم النساء لأنهم بكوا عند موت أمهاتهم أو بعدها عليها والغريب أن المرأة تعتبر الرجل الذى أنجبت بنات وبنين مات قبل سن الرجولة أبتر وهو كلام يدل على مدى الحقد الدفين فكيف يكون المنجب أبتر والله يقول " ما كان محمد ابا أحد من رجالكم" وهو آية تدل على انجابه بنين ولكنهم ماتوا في طفولتهم هل هذا دليل يصلح للتعبير عن النقص ؟ قطعا كلا لأنه اتهام لكل الآباء الذين أنجبوا بنات فقط أو كانوا عقماء بان لديهم عقدة نقص وهو اتهام بلا دليل في العلم وهنا تتوهم زنى عائشة رضى الله عنها من خلال روايات لا يوجد فيها اتهام والحادثة كما قلنا لا علاقة لها بها اطلاقا وإنما باتهام جمع كبير من المؤمنين والمؤمنات بممارسة الزنى الجماعى وتتحدث عن رفض امرأة لزواجه دليل على عقدة النقص وعلى هذا كل الرجال الذين لم توافق عليهم امرأة وهم يمثلون النسبة ألكبر من البشر عندهم عقدة نقص وفى نهاية بحثها قالت : "الا يدل هذا على محاولة لاخفاء الحقيقة الجنسية لخير خلق الله وضعفه وعقمه من هذه الناحية !؟ يقول عالم النفس النمساوي وتلميذ رائد علم النفس سيغموند فرويد : نحن نتعامل مع الاشياء المختلفة باعتبار ما هي عليه لكننا نتعامل معها ايضا من خلال ما تعنيه بالنسبة الينا اي اننا لا نتعامل مع اشياء مجردة بل نعرفها ونتعامل معها من خلال ذواتنا ومن اللحظه التي ينشأ فيها الشعور بالنقص عند الطفل يكافح للتغلب عليه ولان النقص لايحتمل الاليات التعويضيه تنشأ من النفس وتؤدي لظهور اتجاهات عصابيه انانيه وافراط وتعويض وانسحاب من العالم الواقعي ومشاكله. فتصوروا يا رعتكم الالهة " تصورى أنت يا ليندا أننا ذهبنا لجاراتك أو صواحبك أو زميلاتك وطلبن رأيهن فيك فقالت احداهن : إنها فتاة لعوب وقالت أخرى : إنها فتاة تبحث عن مصلحتها مع كل رجل تصاحبه وقالت أخرى إنها إنسانة طيبة وقالت أخرى : أعوذ بالله منها إنها سمجة شهوانية فمن سنصدق كلامها الذامة أو المادحة ؟ أنت تحاسبين رجل على أقوال قيلت فيه دون أن تكون قد حييت في زمنه أو تعاملت معه معاملة تجعلك تحكمين عليه
-
الانابة فى القرآن هداية الله لمن أناب : بين الله لنبيه (ص)أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله قالوا :لولا أنزل عليه آية من ربه والمراد هلا أعطيت له معجزة من خالقه وهذا يعنى أنهم يريدون من الله أن يعطى محمد(ص)معجزة وطلب الله من نبيه(ص)أن يقول لهم :إن الله يضل من يشاء والمراد يعذب من يريد وهم من كفروا بحكمه ويهدى من أناب والمراد ويرحم من أطاع حكمه مصداق لقوله بسورة العنكبوت"يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وفى هذا قال تعالى : "ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدى إليه من أناب " وجوب اتباع سبيل المنيب لله : طلب الله من المسلم أن يتبع سبيل من أناب لله والمراد أن يطيع دين من رجع لدين الله وهو الإسلام وبين للناس أن إليه مرجعهم والمراد إلى جزاء الرب عودتهم بعد الموت فينبئهم بما كانوا يعملون والمراد فيبين لهم الذى كانوا يفعلون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة النحل"وليبينن لكم يوم القيامة" وفى هذا قال تعالى : "واتبع سبيل من أناب إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون " المنيبون لله لهم البشرى: بين الله لنبيه (ص)أن البشرى وهى الجنات هى للذين اجتنبوا الطاغوت أى تركوا الرجس من الأوثان وهو الكفر مصداق لقوله بسورة الأحقاف"فاجتنبوا الرجس من الأوثان"أن يعبدوها أى لا يطيعوا الكفر وفسر هذا بأنهم أنابوا إلى الله أى عادوا لطاعة حكم الله وطلب منه أن يبشر عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والمراد أن يفرح خلقه الذين يعلمون الوحى فيطيعون أفضل أحكامه بالجنات مصداق لقوله بسورة البقرة"وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات" وفى هذا قال تعالى : "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب " إنابة المسرفين لله : طلب الله من المسرفين أن ينيبوا إلى ربهم والمراد أن يعودوا لطاعة حكم خالقهم وفسر هذا بأن يسلموا له أى يطيعوا حكم الله وفسر هذا بأن يتبعوا أحسن ما أنزل إليهم من ربهم والمراد أن يطيعوا أفضل ما أوحى لهم من خالقهم من قبل أن يأتيهم العذاب بغتة والمراد من قبل أن يصيبهم العقاب من الله فجأة وهم لا يشعرون أى لا يعلمون بوقت إصابة العقاب لهم وفسر هذا بأنهم لا ينصرون أى لا يرحمون والمراد لا ينقذون وفى هذا قال تعالى : "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون " المؤمنون منيبون لله: بين الله للمؤمنين أنهم يجب أن يكونوا منيبين إليه أى متبعين لحكمه أى "مخلصين له الدين "كما قال بسورة غافر وفسر هذا بقوله اتقوه أى أطيعوا دينه وفسر هذا بقوله أقيموا الصلاة أى اتبعوا الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وفسر هذا بألا يكونوا من المشركين أى ألا يصبحوا من الكافرين من الذين فرقوا دينهم أى قطعوا أمرهم وهو حكمهم قطعا والمراد كل فريق له تفسير للحكم وكانوا شيعا أى فرقا كل حزب بما لديهم فرحون والمراد كل فريق بالذى عندهم من العلم مستمسكون مصداق لقوله بسورة المؤمنون"فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا "وقوله بسورة غافر"فرحوا بما عندهم من العلم " وفى هذا قال تعالى : "منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون " الضرر والإنابة إلى الله : بين الله للمؤمنين أن الناس وهم الخلق إذا مسهم ضر أى إذا أصابهم أذى دعوا ربهم منيبين إليه والمراد نادوا خالقهم "مخلصين له الدين "كما قال بسورة غافر وهذا يعنى أنهم لا يعرفون طاعة الله إلا وقت ضرر ،ثم إذا أذاقهم منه رحمة والمراد ثم إذا أعطاهم منه نفع منه إذا فريق منهم بربهم يشركون والمراد إذا جماعة منهم بخالقهم يكفرون والسبب فى شركهم هو أن يكفروا بما أتيناهم والمراد أن يكذبوا بالذى أوحى لهم الله من الوحى ويطلب الله من الكفار أن يتمتعوا أى يتلذذوا بمتاع الدنيا فسوف يعلمون أى يعرفون "من يأتيه عذاب يخزيه "كما قال بسورة هود وفى هذا قال تعالى : "وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون " بين الله للنبى (ص)أن الإنسان وهو الفرد الكافر إذا مسه ضر والمراد إذا أصابه شر أى أذى كان رد فعله هو أن دعا ربه أى نادى خالقه ليزيل عنه الأذى وهو منيب إليه والمراد مخلص الدين لله ثم إذا خوله نعمة منه والمراد ثم إذا أذاقه أى أعطاه رحمة أى نفع منه مصداق لقوله بسورة يونس"وإذا أذقنا الناس رحمة"نسى ما كان يدعوا إليه من قبل والمراد ترك طاعة ما كان ينادى من قبل وهو الله وجعل لله أندادا والمراد واخترع مع الله آلهة أخرى مصداق لقوله بسورة ق"الذى جعل مع الله إلها آخر " والسبب فى اختراعه لهذه الآلهة المزعومة هو أن يضل عن سبيله والمراد أن يبعد عن طاعة دين الله ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكافر:تمتع بكفرك قليلا أى تلذذ بتكذيبك أى بعصيانك دين الله وقتا يسيرا إنك من أصحاب النار أى "أصحاب الجحيم" كما قال بسورة المائدة وهذا يعنى أنه من سكان جهنم وفى هذا قال تعالى : "وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار " الآية للعبد المنيب : سأل الله أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض والمراد أفلم يفكروا فى الذى أمامهم وهو المخلوقات الظاهرة لهم والذى وراءهم وهو المخلوقات المخفاة عنهم إن يشأ يخسف بهم الأرض أو يسقط عليهم كسفا من السماء والمراد إن يرد يزلزل بهم جانب البر أو يمطر عليهم حاصبا وهو الحجارة المميتة من السحاب مصداق لقوله بسورة الإسراء"إن يشأ يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا "والغرض من السؤال إخبار النبى (ص) أن الكفار فكروا فى خلق السماء والأرض وعرفوا قدرته على عقابهم بالخسف أو بالكسف ومع ذلك لم يؤمنوا ويسلموا وبين الله له أن ذلك وهو قدرة الله الظاهرة على الخسف وإنزال الكسف آية لكل عبد منيب أى برهان على وجوب طاعة حكم الله لكل مملوك مطيع لحكم الله وفى هذا قال تعالى : "أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن فى ذلك لآية لكل عبد منيب " التبصر للعبد المنيب : بين الله لنبيه (ص)أن الكفار عرفوا أن الأرض مددناها أى بسطناها أى فرشناها مصداق لقوله بسورة الذاريات"والأرض فرشناها "وألقينا فيها رواسى والمراد ووضعنا فيها جبال تثبتها وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج والمراد وأخرجنا فيها من كل فرد أى مخلوق كريم مصداق لقوله بسورة لقمان"فأنبتنا فيها من كل زوج كريم "وكل هذا تبصرة أى ذكرى والمراد آية أى برهان على وجوب طاعة الله وحده لكل عبد منيب أى لكل مملوك متبع لدين الله مصداق لقوله بسورة سبأ"إن فى ذلك لآية لكل عبد منيب" وفى هذا قال تعالى : "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب " الجنة لكل آواب حفيظ : بين الله لنبيه (ص)أن الجنة وهى الحديقة أزلفت للمتقين والمراد فتحت أبوابها للمطيعين لحكم الله غير بعيد أى غير قصية من النار فيقال لهم :هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ والمراد هذا أى الجنة التى تخبرون نصيب كل عواد لدين الله مطيع لدين الله وهو من خشى الرحمن بالغيب والمراد من خاف عذاب النافع وهو فى الخفاء لا يراه وجاء بقلب منيب أى وأتى بنفس سليمة مصداق لقوله بسورة الصافات"إلا من أتى الله بقلب سليم"والمراد نفس مخلصة لله . وفى هذا قال تعالى : " وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب " إبراهيم (ص)المنيب: بين الله لنبيه(ص)أن لما ذهب عن إبراهيم (ص)الروع والمراد فلما زال عن إبراهيم(ص) الخوف من الضيوف وجاءته البشرى والمراد وأتاه الخبر السعيد بولادة إسحاق(ص)يجادلنا فى قوم لوط أى يناقش فى عقاب شعب لوط(ص)وجداله تمثل فى قوله للملائكة"إن فيها لوطا"كما جاء بسورة العنكبوت ويبين له أن إبراهيم(ص)حليم أى عاقل آواه أى نافع منيب أى تواب يتوب إلى الله كلما أذنب وفى هذا قال تعالى : "فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا فى قوم لوط إن إبراهيم لحليم آواه منيب" إنابة المؤمنين مع إبراهيم (ص): بين الله للمؤمنين أن لهم أسوة حسنة والمراد أن لهم قدوة طيبة أى نموذج صالح فى إبراهيم (ص)والذين معه أى لوط (ص)فهو الوحيد الذى آمن به كما قال بسورة العنكبوت "فآمن له لوط"وذلك إذ قالوا لقومهم وهم شعبهم :إنا برءاؤا منكم وما تعبدون من دون الله والمراد إنا معتزلون لكم وللذى تدعون من سوى الله مصداق لقوله بسورة مريم"وأعتزلكم وما تدعون من دون الله "وهذا يعنى أنهم أعلنوا تركهم طاعة الكفار ودينهم الضال،وقالوا كفرنا بكم أى كذبنا دينكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا والمراد وقامت بيننا وبينكم الكراهية أى المقت دوما وهذا يعنى أنهم أعلنوا العداء للقوم فى كل وقت حتى تؤمنوا بالله وحده أى حتى تصدقوا بدين الله وحده فتطيعوه فعند ذلك أنتم أحبابنا،ويستثنى من العداوة قول إبراهيم (ص)لأبيه وهو والده آزر :لأستغفرن لك والمراد لأطلبن من الله ترك عقابك وما أملك لك من الله شىء والمراد ولا أمنع عنك من الله عقاب وهذا يعنى أنه أخبره أنه لا يقدر على منع عذاب الله لأبيه لو قرره الله وقالوا ربنا عليك توكلنا والمراد إلهنا بطاعة حكمك احتمينا من كل ضرر أى إليك أنبنا والمراد لحكمك اتبعنا وإليك المصير والمراد وإلى جزاءك المرجع فى الآخرة ،وقالوا:ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا والمراد لا تجعلنا غرضا لأذى الذين كذبوا فهم يطلبون من الله أن يمنع عنهم مكر الكفار لهم واغفر لنا أى اترك عقابنا على ذنوبنا والمراد ارحمنا إنك أنت العزيز الحكيم أى الناصر لمطيعيه القاضى بالحق وفى هذا قال تعالى : "قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شىء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم " إنابة داود(ص) بين الله لنبيه (ص)أن داود(ص)قال للخصم المظلوم: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه والمراد لقد بخسك حقك بطلب ضم غنمتك إلى غنمه وإن كثيرا من الخلطاء والمراد إن عديدا من الشركاء ليبغى بعضهم أى ليظلم بعضهم بعضا إلا الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات ،وهذا يعنى أن طلب أى شىء من مالكه يعتبر ظلم وأن الشركاء يظلمون بعض عدا المؤمنين لأن المؤمنين يعملون بأحكام الشراكة ،وبين له أن داود(ص)ظن أنما فتناه والمراد اعتقد أنما أذيناه وهو ظن سيىء ولذا بعد مدة قصيرة عرف داود(ص)الخطأ فاستغفر ربه أى فطلب العفو من خالقه على هذا الذنب أى خر راكعا أى أتى تائبا أى أناب والمراد عاد إلى الحق فغفر الله له والمراد فمحا الله له هذا الخطأ أى ترك عقابه على هذه السيئة وبين له أن داود(ص)له عند الله زلفى أى حسن مآب والمراد قربى أى حسن مسكن وهو الجنة . وفى هذا قال تعالى : "قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " إنابة سليمان (ص): بين الله لنبيه (ص)أنه فتن أى امتحن سليمان (ص)حيث ألقى على كرسيه جسدا والمراد حيث رمى على كرسى عرشه ذهبا فظن سليمان(ص)ظنا سيئا وهو أنه غنى لا يعطه أحد وبعد مدة قصيرة عرف ذنبه فأناب أى عاد لدين الله بالإستغفار فقال رب اغفر والمراد خالقى اعفو عنى والمراد أزل ذنبى ،وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى والمراد وأعطنى عطاء لا تعطه أحد من بعد وفاتى وهذا يعنى أنه يطلب طلبات لا يجب على الله أن يعطيها لأحد يأتى بعد وفاته إنك أنت الوهاب أى العاطى وقد استجاب الله للدعاء فأعطاه أشياء لم يعطها لأحد من الناس من بعده . وفى هذا قال تعالى : "ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب "
-
نظرات فى خطبة الموت الضيف الاخير الخطيب أمير بن محمد المدرى والخطبة تدور حول الضيوف التى تأتى الإنسان قبل الموت وهى المصائب وقد استهل الخطبة بالحديث عن المصائب والسبب هو الصبر أو عدم الصبر عليها فقال : "من هؤلاء الضيوف من هؤلاء الزوار. هؤلاء الضيوف لهم مدة محددة يعلمها الله عز وجل لان الضيف لا يطيل ,من الناس من يحسن استقبال هؤلاء الضيوف والتعامل معهم . من هؤلاء الضيوف المصيبة ,فالمصيبة تزورك يا عبدالله ولها مدة محددة يبتليك الله بها اتصبر ام لا , اتشكو حالك الى الناس ام تشكو حالك الى الملك جل وعلا ولسان حالك ((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)) يوسف:86. تأتيك المصيبة يا عبد الله اتتذلل لمخلوق ام تقول انا لله وانا اليه راجعون وتصبر وانما الصبر عند الصدمة الاولى. ومن هؤلاء الضيوف النعمة والعافية يبتليك الله بها اتشكر ام تكفر ,ام تنسى حال النعمة وتسأل وتجأر حال النقمة كما قال تعالى ((وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا))الإسراء:83 ومن هؤلاء الضيوف هذه الايام وهذه الدقائق التي نعيشها ما هي الا ضيوف تحل علينا ثم تنطلق ,وما من يوم ينشق فجره الا وينادي ابن ادم انا يوم جديد وعلى عملك شهيد فأغتنمني فأني لا اعود الا يوم الوعيد ,وما انت يا ابن ادم الا ايام معدودات اذا ذهب يوم ذهب بعضك حتى تنتهي ويقال مات فلان ." والخطأ هو نداء اليوم على إنسان وهو كلام بلا معنى فلا أحد يسمع هذا النداء اليومى لأن لا أحد أساسا يتكلم ثم قال : عبد الله اليوم 24 ساعة كل ساعة خزانة فارغة فأملأها بما تريد املأها بالذكر والقران والاحسان والايمان او املأها بالشر والكف والعصيان فإذا ما انتهت الساعة اغلقت تلك الخزانة ولن تفتح الا يوم القيامة وحينئذ يقال لك ((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)) الإسراء:14 ومن الضيوف التي تحل علينا المرض يبتلينا الله به ليكفر الله بها من خطايانا ويمتحن صبرنا ويذكرنا بنعمة العافية. ومن هؤلاء الضيوف شهر رمضان الذي أنزل فيه القران ,هذا الضيف المبارك الذي يستمر عندنا اياما معدودات ثم ينطلق فمن الناس من يغتنم هذا الضيف فيفوز بالعتق من النيران ومن الناس من يفرط فيه ويخرج من بين يديه بلا شيء." وأخيرا تحدث عن الضيف الأخير وهو المون حيث قال : "ومن هؤلاء الضيوف والزوار ,الزائر الاخير الذي ليس بعده زائر والضيف الذي ليس بعده ضيف الا وهو الموت مفرق الجماعات وهادم اللذات وميتم البنين والبنات . ولابد من وقفة مع هذا الضيف الاخير ." وتحدث عن سبب كراهية الناس للموت فقال : "عباد الله كلنا يكره هذا الزائر الاخير ,كلنا لا يحبه فلماذا؟؟ لماذا نكرهه ؟ مع أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خيّر بين البقاء في الدنيا والموت قال : بل الرفيق الأعلى :" قطعا الله لم يخير أحد فى الموت لأنه قدر قدره على العباد فقال : " كل نفس ذائقة الموت " ثم كيف يخيره وقد أخبره انه ميت فقال : " إنك ميت وغنهم ميتون" ثم قال : وعلى دربه سار أصحابه الذين كانوا يرحبون بالموت ويحسنون استقباله فهذا بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه الموت فتبكي زوجته وتولول وتقول وكرباه عليك يا بلالاه وحزناه عليك يا بلالاه فقال بلال لا تقولي وكرباه بل قولي وطرباه غدا نلقى الاحبة محمد وصحبه. وهذا ابو هريرة يأتيه الموت فيقول اللهم اني أحب لقاءك فأحب لقاءي مرحبا بالموت حبيبا جاء على فاقة ترى ما الفارق بيننا وبينهم ؟؟ لماذا نكره قدومه ؟ لماذا ؟ نخاف زيارته ؟ لماذا يرتعد القلب وجلا من ذكره ." وطرح سؤالا عن أسباب كراهية الموت فقال : "ما هي الأسباب :- نحن نخاف الموت أولا حياء من الله : قيل لأحدى التابعيات : أتحبين الموت ؟ قالت لا ، قيل ولم ؟ قالت : لو عصيت آدميا ما أحببت لقاءه فكيف أحب لقاء الله وقد عصيته .؟؟؟ أخي .....قل يانفس توبي قبل ان لا تستطيعي ان تتوبي وأعصي الهوى فالهوى مازال فتانا نحن نخاف الموت ثانيا لاننا لاندري أين النزول وإلام المصير ؟؟؟ هل نحن من الفائزين السعداء ام نحن من الخاسرين الاشقياء قال سعيد بن أبي عطية : لما حضر أبا عطية الموت جزع منه فقالوا له : أتجزع من الموت ؟؟ قال : مالي لا أجزع وإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يذهب بي ؟؟ وكيف تنام العين وهي قريرة ……ولم تدر في أي المحلين تنزل لما حضرت أحمد بن خضرويه المنية سئل عن مسألة فدمعت عيناه وقال : يا بني كنت أدق بابه خمسا وتسعين سنة وها هو يفتح الساعة ، لا أدري يفتح بالقبول والسعادة أو الشقاوة فأنّى لي أوان الجواب ؟؟؟ الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الموت ما الدار الدار دار نعيم ان عملت بما يرضي الاله وان فرطت فالنار دخلوا على الشافعي وهو يموت فقيل له كيف اصبحت ؟فقال اصبحت من الدنيا راحلا وللاخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولا ادري اروحي تصير الى الجنة فأهنيها ام الى النار فأعزيها ثم انشأيقول ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجاءي نحو عفوك ربي سلما تعاضمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك اعضما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منَة وتكرما ولما حضرت ابراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك ؟ قال انتظر من الله رسولا يبشرني بالجنة أو بالنار . عباد الله نحن نخاف الموت ثالثا لقلة الزاد : ماذا قدمنا هل عملنا اعمالا تبيض وجوهنا يوم نلقى الله ,هل عملنا اعمالا تثبتنا عند قدوم الموت قال جل وعلا : ((وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ)) المنافقون:10 تحسر بعض الناس عند موته فقيل له : ما بك ؟ فقال : ما ظنكم بمن يقطع سفرا طويلا بلا زاد ، ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس ويقوم بين يدي حكم عدل لا حجة . عبد الله ما أخبار زادك . بكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار ؟ بكم يوم صمته في شدة الحر اتقيت حر جهنم ؟ بكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد ؟؟ أين الزاد الذي يبلغ ؟ أين العمل الذي يصلح .. نحن نخاف الموت رابعا لأننا مسرفون على انفسنا بالمعاصي فالمسرفون في المعاصي يخافون القدوم ، ويهابون المنون أساءوا فخافوا ، وعاثوا فهابوا ، ماتوا فلا قوا ما كانوا يحذرون . لاه بدنياه والأيام تنعاه ……والقبر غايته واللحد مثواه يلهو ول كان يدري ما أعد له …إذا لأحزنه ما كان ألهاه أو ما جنت يده لو كنت تعرفه …ويلاه مما جنت كفاه ويلاه عباد الله ان هذا الزائر الاخير ارسل الله لنا برقيات قبل وصوله رحمة بنا لعلنا نتوب لعلنا نرجع لعلنا نعود." قطعا لا يكره الموت إلا أحد شخصين : الاول من علم أنه عصى الله وسيدخل جهنم ولذا فهو يعرف أنه اقترب من دخول النار الثانى جاهل لا يعلم أن المسلم آمن عذاب الله ومن ثم وصف الله كل المؤمنين المقبلين على الموت بالطمأنينة فقال : " يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية " كما أنه يبشرهم قبل موتهم بالجنة ويخبرهم بأنهم لا يحزنون كما قال : أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ" وتحدث عن ان الموت يسبقه برقيات او رسائل تنذر بقربه فقال : "عبد الله قد بعث إليك الموت ؟ برقيات تعلمك بقرب وصول أجلك ... ما هي : اولا المرض : لما مرض عبد الملك بن مروان مرض الموت جعل يلوم نفسه ويضرب بيده على رأسه ويقول : وددت انني كنت اكتسبت يوما بيوم ما يكفيني , واشتغل بطاعة الله . انه المرض يا عباد الله كم من متكبرين واعزاء اذلهم المرض كم من اقوياء اضعفهم المرض كم من اغنياء افقرهم المرض . فيا من استبعد موته واطال امله ونسي قبره فليقرأ موعظة الحسن البصري حين قال : من لم يمت فجأة مرض فجأة فأتقوا الله واحذروا مفاجأة ربكم ان الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع نحب قد اتى ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان ابرأ مثله فيما مضى مات المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى ثانيا من برقيا الموت الشيب : فالله الله في العمل قبل المشيب . يا مسكين .. أحين يعطيك القوة تنساه ؟ وحين يسلبك إياها تذكره ؟ أف لك .. أما تعلم أنه ما من شعرة تبيض إلا وهي تقول للتي تليها : أختي قد جاء الموت فاستعدي له . أخي .. الشيب رسول الله إليك يخبرك بدنوا أجلك فأعد لما بعده . إذا الرجال ولدت أولادها ……وبليت من كبر أجسادها وأصبحت أمراضها تعتادها ……تلك زروع قد دنا حصادها واعلم أنك على سفر ، وأنك مغادر لا محاله . وإذا رأيت بنيك فاعلم أنهم……قطعوا إليك مسافة الآجال وصل البنون إلى محل أبيهم وتجهز الآباء للترحال رحم الله الحسن البصري حين أيقظ الشيخ بقوله : يا معشر الشيوخ .. ما ينتظر بالزرع إذا بلغ ؟ قالوا : الحصاد وأيقظ الشباب بقوله : يا معشر الشباب .. إن الزرع قد تبلغه العاهه قبل أن يبلغ . ثالثا من رسائل الضيف الاخير فراق الأحبة . كان الرجل من السلف يبلغه موت أخ من إخوانه فيقول : أنا لله وإنا إليه راجعون كدت والله أن أكون أنا الميت فيزيده الله بذلك جدا واجتهادا . افهم يا هذا ما أقول : كان ملك الموت قريبا منك في الدار التي تجاورك وقبض منها أخاك ، وكان من الممكن أن يغير وجهته ، ويقبضك لكن الله أعطاك فرصة أخرى ومد لك في العمر حتى تفيق فهل أفقت ؟" قطعا لا يوجد شىء اسمه برقيات قبل الموت لأن لا أحد يعلم موعد موته ولا قربه ولا بعده ومن ثم يجب على المسلم أن يعمل لآخرته فى كل وقت لأنه لا يعرف متى يأتيه الموت وتحدث هم وعظ القبور للناس فقال : "ايها المسلمون: لقد وعظتكم القبور فلم تترك مكانا لو عظ الواعظين ... اخي ........ كم مرة استمعت فيها لو عظ القبور ؟ كم مرة زرتها..... إلى من يشكو قسوة القلب ، والرجوع إلى الذنب ، ونكث العهد مع الرب ، والبعد عن الله بعد القرب : ألم تسمع أبدا قبل ذلك عن وعظ القبور ؟.؟؟ زر المقبرة لترى مكانك القادم فهل اعددت لك زادا وانيسا ورفيقا اتيت القبور فناديتها اين المعظم والمحتقر تفانوا جميعا فما مخبر وماتوا جميعا ومات الخبر فيا سائلي عن اناس مضوا اما لك فيما معتبر" قطعا القبور لا تعظ أحد كما قال المدرى لأن واعظ الإنسان هو نفسه ولذا قال تعالى : " إن أحسنتتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها " وتحدث عن كون النوم أخو الموت حيث يمون الإنسان يوميا مرة أو مرتين بنومه ولذا على كل واحد محاسبة نفسع قبل نومه والاستغفار من ذنوبه فقال: "عباد الله كل يوم نموت فيه ونحيا .. ننام ونصحوا إلى أن يأتي اليوم الذي ننام فيه لنستيقظ على نفخة الصور يوم القيامة ؟؟ فالنوم اخو الموت فالنوم موت اصغر والموت نوم اكبر وكما تنامون تموتون وكما تستيقضون تبعثون في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول : باسمك الهم أحيا ، وباسمك اللهم أموت ، وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )) . ليذكر الإنسان الموت كل ليلة مع منامه بل ويذوق طعمه وإمكانية حدوثه إن ظن لحظة أنه معمر أو مخلد, رب شروق بلا غروب .. رب ليل بغير نهار .. كم من رجل أمسى من أهل الدنيا وأصبح من أهل الآخرة .. وكم من رجل بات يقسم ميراث ابيه فلما حل الصباح لحق بأبيه ." وتحدث عن استحالة الهروب من الموت فقال : "عباد الله اين الهروب من الموت : نشرت مجلة القصيم السعودية أن شابا في دمشق حجز ليسافر وأخبر والدته أن موعد إقلاع الطائرة في الساعة كذا وكذا وعليها أن توقظه إن دنا الوقت ، ونام هذا الشاب ، سمعت أمه أخبار الأحوال الجوية في التلفاز ، وعلمت أن الرياح هوجاء ، وأنالجو غائم ، وأن هناك عواصف رملية فأشفقت على وحيدها فلم توقظه أملا في أن تفوته الطائرة . ولما تأكدت أن الرحلة قد أقلعت ، أتت إلى ابنها لتوقظه فوجدته ميتا في فراشه فر من الموت ، وفي الموت وقع ، ومن المقدور لا ينجي الحذر ، وصدق ربنا : ((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)) النساء:78" قطعا لا مفر من الموت ولا شىء ينجى منه ولكن لكل موعد ومكان يموت فيه وقطعا الحكاية هنا ليست هروب من الموت لأن الشاب طلب ايقاظه من النوم للذهاب حيث الطائرة وتحدث حاكيا حكايات من التراث فقال : "تأمل يا عبد الله .... أنظر إلى هذه النماذج التي اصطحبت معها في قبرها ما تتقرب به إلى ربها لتنال بها الشفاعة : سعد بن أبي وقاص : آخر العشرة المبشرين بالجنة موتا وقد أوصى أن يكون شاهد إثباته جبه صوف كان لقي المشركين فيها يوم بدر ، فقال : أخبئها لهذا ، فكفن فيها . وها هو علي بن عبد الله بن حمدان ( سيف الدولة ) جمع من نفض الغبار الذي اجتمع له من غزواته شيئا ، وعمله لبنة بمقدار الكف ، وأوصى أن توضع في لحده ، فنفذت وصيته . وها هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق : أحد الفقهاء السبعة الذي أوصى وقال : كفنوني في ثيابي التي كنت أتهجد فيها ترى .. ما حالك أنت يا عبد الله ؟ أي عمل من الصالحات سيؤنس وحشتك بعد موتك ؟ جبة قتال ، أم لبنة جهاد أم ثياب تهجد ام صلة رحم ام ركعات في الليل ام طاعة والدين ام حسن خلق ؟؟ أخي .. بادر من الآن .. الآن ..... الآن أخي غدا تسافر فأين زادك ؟؟ أنقله إلى غير مسكن ؟؟ أسفر من غير تزود ؟ أقدوم إلى بلاد ربح بغير بضاعة ." ونصح الخطيب المدرى الحضور بزيارة القبور مرة فى الشهر وأخذ الناس معه للزيارة للاتعاظ وأيضا بحضور الجنائز وغيرها فقال : "أخي يا عبد الله : احرص على زيارة المقابر مرة في الشهر وادع في هذه الزيارة لأموات المسلمين من عرفت منهم ومن لم تعرف . شيع جنازة كلما استطعت واذكر : من تبع جنازة إيمانا واحتسابا وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن يدفن فإنه يرجع بقيراط من الأجر . لا تصرف جزء من وقتك في عمل تندم عليه بعد الموت واملا أوقات فراغك بما يفيدك في أمر دنيا أو أمر آخرة . اعف عمن ظلمك .. صل من قطعك .. أعط من حرمك فالدنيا جيفة لا تستحق التنازع من أجلها وكلنا على سفر منها عاجلا أو آجلا . أنفق مالك قبل أن يوزع غدا على الورثة ، وكلما كان إنفاقك في الدنيا أكثر كانت أملاكك في الجنة أكبر . إذا صليت فصل صلاة مودع وكأنها آخر صلاة " وكل هذه النصائح لا تغنى طالما أن الإنسان لم يستعد بالايمان والعمل الصالح من قبل حضور الموت
-
نظرات في كتاب النصائح الرحمانية المؤلف عبد الرحمن الشريف وهو شيخ لطريقة من الطرق الصوفية وقد استهل رسالته بالتسمية والصلاة والسلام على رسول الله(ص) وعلى الآل والصحب فقال : "باسمك يا رحمن نبدأ، ومن حولنا وقوتنا نتبرأ، ونصلي ونسلم على من أبرزته من أنوارك القدسية، وأكملته بأسرار آياتك وخطاباتك الأنسية، وعلى آله وأصحابه كملة الرجال، الذين ما تركوا في قلوبهم لغير محبوبهم مجال." وفى مقدمته تحدث عن كونه عبد مذنب يقترف الذنوب مخالف لأسلافه في الطريقة وهو يتهكم على نفسه بقوله : "وبعد فإني عبد ضعيف أدعى بعبد الرحمن الشريف، كثرت ذنوبي، وملأت الآفاق عيوبي، أخذت بفترة من الكسل، ومؤذن الفلاح ينادي بحي على خير العمل، ومذ تأملت هذه الحالة، ووجدتها ممرضة بل قتالة، جردت من نفسي شخصا يسامرني وشبحا بوقائع الحالة الجارية يخاطبني فإذا هو يصول ويجول، ولا تاخذه لومة لائم فيما يقول، مبتدءا بقوله في كل خطاب يا بن الروح لا بالتصديق بل على سبيل التهكم والاستهزاء بي لكوني أنسب نفسي لآبائي في الطريق مع أن فعلي مضاد لأفعالهم، بعيد الشبه عن أقوالهم وأفعالهم .. " من أجل هذا حاول تأليف هذه النصائح فقال : "وصار تارة يكد وتارة ينفر وتارة يرجى وأخرى يبشر تفائلا بحسن الخاتمة والعاقبة والخلاص من كل فتنة وشائبة، وحيث جاء بحمد الله تعالى جميل المعاني، بهي المواعظ، حميد المباني، سميتها النصائح الرحمانية، والإلهامات الربانية، وهذا أوان الشروع في المقصود، ومن القواعد المقررة أن الحسود لا يسود" وطالب نفسه بالعودة لله والرجوع لطاعته بدلا من الغفلة فقال: " قال مسامر نفسي لنفسي: يا ابن الروح، في عرصات الأرض سوح أنظر لدنياك بعين الاعتبار، لتتيقن أنها ليست بدار، فإلى كم تتحمل الأوزار وهي ثقال، إلى متى تتعلل بالتسويف والآمال، إلى كم تتبع الشهوات والإضلال، تيقظ من نومتك، وانتبه من غفلتك وقف بباب من أنت عبد له، فمن لزم قرع باب يوشك أن يفتح له. يا ابن الروح، لربك روح الرحمن يدعوك فتتأخر، ويامرك بالإنابة فتتكدر، ويستحضرك لمراقبته فتتوارى. فإلى متى ضياعك مع الحيارى، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى. ويحك بادر بالتوبة، وأسرع إلى مولاك بالأوبة، واركب بحر الندامة، وأقلع بريح الملامة وتأهب لحب من يدعوك للقرب، فإقبالك عليه، علامة على الوصول إليه." وطالب نفسه لن تحزن عليه بسبب معاصيه ومخالفاته فقال: "يا ابن الروح، على نفسك نوح لا تغتر بإحسانه، مع إدمانك على عصيانه، فبهذا الإحسان ألهاك عنه، ولم تاخذ نصيبك منه، به أغفلك عن طاعته، وأنامك عن لذة مناجاته، وأحرمك في الأسحار لذة عتابه، وطيب منادمته وخطابه، فحقيقة هذا الإحسان بعد، وإن اطماننت به فطرد." قطعا المطلوب ليس النوح وهو الحزن والبكاء وإنما المطلوبة التوبة بالاستغفار واعادة الحقوق لأهلها وعمل الصالحات وقد نهى الله نبيه0ص) عن الحزن فقال : "ولا تحزن " وطالب نفسه بنفس الطلب وهو عدم الاغترار الذى هو عدم العصيان فقال : "يا ابن الروح، نور يلوح إذا اتسع لك مجال الإمهال مع العصيان فلا ياخذك الغرور فإنه لو أرادك لما أقامك في هذا الأمر المحذور وإن استحوذت عليك النفس، فجعلت القضية بالعكس فأنت غارق في بحر التيه، أنقذك الله مما أنت فيه." وكرر نفس المعنى فقال : يا ابن الروح، عرف يفوح "أما آن أن ترجع لباب مولاك، لابسا جلباب الورع رافضا لدنياك، وقد أحسن إليك وأعطاك. وإلى الدين الخالص قربك وهداك وفي كل طرفة عين بره يغشاك. تؤثر ما يفنى على ما يبقى، فوالله ما هذا إلا قنوط أو اتهام أو إشراك، ومع هذا إن عدت إليه بادرك بالقبول، والبسك حلل المطالب والمامول." قطعا رفض الدنيا ايس مطلوبات من المسلم كما قال تعالى : " قل من حرم زينة الله والطيبات من الرزق " وقال : " ولا تنس نصيبك من الدنيا " وكرر نفس معنى فقرات ألفاظ السابقة بألفاظ أخرى تعنى نفس الأمر فقال : "يا ابن الروح، إني نصوح قلبك عن المحبوب غائب، وبالرأفة ينادي هل من تائب هل من آيب، وأنت مشغول بالهوى، مفتون بالمنى، وواقف مع ما توقن أن عقباه الفنا، وتطلب من الله المواهب، وحفظك من الوقوع في المصائب، هذا أمر من العجائب، وأملك فيه خائب، فانهض لهمتك عن هذا الانحطاط، وتدارك ما وقع منك من التفريط والإفراط والزم التفسير ليهون لك العسير." وكل الكتاب هو تكرار لنفس المعنى وهو العودة إلى طاعة الله والتوبة من المعاصى وهذه هى البقية : "يا ابن الروح، لا تدع نصحنا مطروح جولانك مع الغافلين حيرك، وركونك للأغيار غيرك، ووقوفك بين رتبتي الاعتقاد والانتقاد إلى الانقطاع أداك، ونذير الرحيل المشاهد لعينك بالتحقيق وافاك، فما هذه القسوة، ندم من سبقك على التفريط، والله من ورائهم محيط. يا ابن الروح، كن بما وهبت مشروح حفظ العهود فيه الورود، لأقرب مقام محمود، أقبل ولا تكن شرودا أو مردودا، فالهارب مطرود، والمردود أمره بالقطيعة مشهود، إلى كم ذا التمادي يا فقير، وأنت في البطالة والتقصير، وتزعم أنك بالأمداد جدير، وبنقائصك الناقد بصير، ضيعت أوقاتك والعمر انقضى، فعجل بالإقبال واندم على ما مضى، فباب العفو واسع، والأنوار فيه سواطع. يا ابن الروح، اطلب الفتوح أتطلب الدنيا والدنيا فيك، وتتخلف والرحمن يناديك، فواعجبا لمن يطلب ليعطى الملك فياباه، ويتشبث في جمع الأخس ويتمناه. يا ابن الروح، الباب مفتوح إلى متى أنت في الذنوب غريق، وإلى متى هذا الجفاء والتعويق، خذ لك في الطريق رفيق، قبل أن تنقطع الطريق، ولا تطفئ بهواك أنوار التوفيق، أتريد أن تذهب هبوب نسمات الوصول وأنت سكران لا تفيق، حملت والله نفسك ما لا تطيق، أتغتر بالمال والولد والأهل أم بإقبال الدنيا عليك، وهي آمرة بالقتل فاخرج من ظلمات العمى، إلى فضاء نور الهدى، وتزود فقد سارت الظعون، ولا بد من ورود كاس المنون، وتنبه فكم لعب بمثلك الهوى، ولم يفق إلا وقد حان النوى، وتضرع بالصبر وجاهد النفس، تسوقك العنايات إلى مجالس الأنس. يا ابن الروح، كن على الخير جموح خذ حذرك من شياطين الجن والإنس، وفر فرارك من الأسد من النفس، واستعن بسطوة من جلاله وبسطة من جماله، واستهلك أفعالك في أفعاله، واجمع شهودك فيه، وغيب مشهودك عما يظهره ويبديه، تظهر شموس معرفتك في أفق القدم، ويصير لك في مقامات العارفين قدم." وفى الفقرة السابقة وما بعدها يستعمل عبارات الصوفية التى لا وجود لها في الوحى الشموس والمشهود والمقامات والعارفين والعواذل ومطية الحزن ورأفة اللاق وقد جاء بعضها في الفقرات التالية : "يا ابن الروح، هب للروح صحح مرامك وأدم الحزم ولا تكن عسوف، ودع تعللك بعسى وسوف وبفكرك تصدى، ولطورك لا تتعدى، إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا، قف على أقدام المناجاة مراقبا له طارحا للمبالاة، وبرداء العواذل لا تتردى، لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا، وكل آتيه يوم القيامة فردا. يا ابن الروح، كن بما تملك سموح منحك وقتا لتناجيه وخلاك زمنا لترجع إليه فتصافيه، أفلا تفق من سكرتك، أفلا تصحو من غمرتك، أدن منه ولو منعت والزم حماه ولو طردت، فهو المتجلي عليك بالرحمة وإن أسات، فارحل بهمتك إليه، واركب مطية حزمك عليه، واشك له ألم الفراق فإنه يجيبك برافة التلاق. يا ابن الروح، لا تخف أنت ممنوح جد في المسير تصبح لك الأسرار عائدة، وافن في الحب تكن لك الحياة خالدة، فالعمر يذهب، والأوقات تنهب، والأمر بأعمالك السوء واضح، كأنك أعمى وأصم عن النصائح، فيا لهذا العار من عار، استعبدتك الدنيا وأهل الإخلاص أحرار، فما رجع من رجع إلا بمراقبة الأغيار، وما وصل من وصل إلا برفض الآثار، فإلى متى أنت في قطيعة بخيالات كسراب بقيعة." والخطأ هنا كون اهل الاخلاص أحرار وهو ما يناقض كونهم عبيد كما قال تعالى : " لإن كلا من في السموات وألرض إلا ات الرحمن عبدا " وهو يناقض ما قاله في أول الكتاب : " فإني عبد ضعيف" وفى ثنايا الكتاب : "وسعنى قلب عبدى المؤمن " يا ابن الروح، سر يلوح ثم قال بتعبيرات الصوفية رحمانى ونورانى وشيطانى ...فقال : "إن لم تكن رحماني فأنت شيطاني، وإن لم تكن نوراني فأنت ظلماني، عجبا لمن يؤثر الظلمة على النور، ويدع التحقيق تبعا للغرور، فقم في محراب الأذكار، وتهيا لقبول الواردات الأبكار، فللرحمن جنات تدني البعيد، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، فتنبه وبالكرام تشبه يبد لك حظ لا يحول، وملك لا يتزلزل ولا يزول. يا ابن الروح، تأسف بقلب مجروح أوقد مصباح الذكر تلوح لك الأعلام، وتقرب لباديات الشوق تظهر لك الخيام، واخلع نعليك، وارفض كونيك: الكل لك موهوب، فلا تكن محجوب. يا ابن الروح، تآنس بأهل الفتوح علامة هبوب نسمات العناية عليك اقتطافك لأثمار رياض التوفيق، فإن دامت الهداية إليك ساقتك إلى أن ترد ينابيع حياض التحقيق، فتصير لياليك أفراح، وأوقاتك دوما في انشراح، وأمرك يؤل إلى من يناديك ويقول، هلم إلى بابي فقد رفعت لك حجابي، وعرفتك جنابي. يا ابن الروح، خذ طريق الوضوح ما أبهى من بخلع القبول تحلى، وشاهد نفحات الرحمن وتملى، وما أشقى من وصل للباب ولم يرده حجاب ولا بواب، وتقهقر طلبا لشهوة فانية آثرها على حياة باقية، تأمل ياذا الفكر النفيس، ما هذا الفعل المزري الخسيس. يا ابن الروح، هذا الشأن الممدوح تزعم أنها دارت عليك العناية، وأنك أعطيت منشور الولاية، وبسط لك بساط الإصلاح، وهب عليك نسيم السماح، ووقعت لك الملاطفة، وحصلت لك المكاشفة، ولحقت بمقامات الأقدمين، وكتبت من العارفين، وتكثر الحيل، وتطيل الأمل، الناقد بصير ارجع يا فقير. يا ابن الروح، لا تكن عن بابه بروح كم أخر الكسل عن المحبوب قلوبا، وكم كشف الإقدام للبصائر غيوبا، وكم ضيعت الأوهام أقواما، وكم نشر الإقبال للبشائر أعلاما، فكن في الثرى بجسمانيتك وفي العلى بروحانيتك، ومع الخلق بظاهرك، ومع الرب بباطنك، مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان. يا ابن الروح، لا تكن لحوح شراب الوصول صفا وراق، وطفق في سائر الآفاق، فكن بالحلم متخلقا، وبالرحمن متعلقا، واجعل الزهد شعارك، والورع وقارك، والذكر أنيسك، والفكر جليسك، تظهر لك خفايا الأسرار، ويكشف لك عن الآخرة، وأنت في هذه الدار. يا ابن الروح، كن عن الزلات صفوح لا تزدر حلة الفقراء فأنها موصوفة بالمعارف محفوفة بشوارق الأسرار واللطائف، سار الفقراء لمولاهم ووقف الكل وأصابوا ووصلوا وبغيرهم انقطع الحبل، ووحدوه ونجوا من الإشراك، ووقع المعارض في الجهل، فكن بارتباطك واثقا، ولغيرك وأنبائه موافقا، ودع العاذل فكم أعمت الغفلة قلوبا، وكم أخرت الأمارة والقسوة من المطلوب. يا ابن الروح، تطمن وكن بشأنك فروح تحريك سواكن هممك في البداية، سبب لحصول النجاح في النهاية، وانجذابك لحضرته إشارة واضحة لقربته، إذ بتركك له مالك وما عليك، وعلامة على أنه المتطلب إليك، فهو الطالب والمطلوب فلا تكن بنفسك محجوب، وصل آمالك بآماله، واربط حبالك بحباله، تنل ما ترتجيه، وتلق من كرمه ما تبغيه. يا ابن الروح والفؤاد، بلغت الرشاد المحبة عروس، مهرها الأرواح والنفوس، إذا لزمتها يا محروس، انقادت لك القلوب وطأطأت لك الرؤوس، وأما من غرته أمانيه واشتهى أن يمدح بما ليس فيه، كان أمره معكوسا، وفعله بهذا الشأن منكوسا، فلا تكن كمن التبس عليه الحال، فعمل بالمعاصي في صورة امتثال، فأتعب نفسه بما لا فائدة فيه وأنا منهم إذ الإناء ناضح بما فيه. يا ابن الروح، والفؤاد وفقت للسداد ليس العجب من شخص اعترف بالتقصير والجهل، وبكى على ما فاته في الأصل مخافة الفصل، إنما العجب ممن يدعي المعارف، وهو في مواطن اللهو واقف ولربه مخالف، يا عابد الرحمن استح ممن أنشأك من العدم، وخولك من أنواع النعم، ورزقك الإيمان بوحدانيته، وقيدك مع مظاهر قيوميته، عجبا كيف يامرك بالانقياد فتتكاسل، ويحذرك عن معاصيه فتتغافل، أغرك بتجليه عليك بالحلم والرحمة وأنت تعصيه أم حول رأفته بك أوقعك في التيه ما ذلك والله إلا جنون، فلا تكن في سجن الغفلة مرهون، واستعذب التعذيب في رضاء الحبيب، فعذابه لك في العاجل، دليل على سلطنتك في الآجل أتظهر المحبة وما في فؤادك منها وزن حبة، فإن المحبة إذا سكنت القلوب أظهرت على الجوارح آثار المحبوب، فأوقدت نار المجاهدة، على فؤاد المكابدة، ولم تزل به كذلك حتى تشهده جمال المسالك. يا ابن الروح والفؤاد، أعطيت المراد شمس معرفتك مشرقة في ليل كونك أفلا تراها، وبدر وجود حقيقتك في سماء السر كالشمس وضحاها، إنما اشتبه عليك القرب بالظهور والبطون، وأنت في سجن الأوهام الباطلة مسجون، ورؤيتك أنك جرم صغير، منعك العلم بأنك الفذ الكبير. ويحك تدبر بفكرك الأكيد، بل هم في لبس من خلق جديد فأنت الحي بهدايتك والميت بجهالتك، والأسد بشجاعتك، والضعيف بجبانتك، واللوح بفطانتك، والعلم بدرايتك، والعرش بحكمتك، والكرسي بسعتك، والبعد بفصلك، والقرب بوصلك، فبوصلك كن متيقن، ما وسعني سماء ولا أرض ووسعني قلب عبدي المؤمن، هذا هو السر المصون، وفي الأرض آيات للمؤمنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون. يا ابن الروح والفؤاد، إياك والانتقاد أنت تغار برؤيتك في بيتك الغير، مخافة الوقوع في شرك الضير، فقلبك بيت المالك، وهو أغير منك يا سالك، فأخليه من سواه، كي تشهد أنوار علاه، إذ ما دمت تشهد غيره وأنت بعيد، وإن أتيت بعبادة الثقلين لا نستفيد، وإن تمسكت بأذيال الهوى ورفضت من نفسك هي والسوى كنت القطب الذي عليه مدار الكائنات والغوث الذي يعول عليه في المهمات. يا ابن الروح والفؤاد، دع عنك الفساد يا مسرفا على نفسه لا تقنط وبإساءات الظنون بمولاك لا تتحوط، فلو أراد بك التنكيد، لما ألهمك بمنة التوحيد، وانظر بعين الإنصاف، ودع طريق الاعتساف، لو أن من في الأرض جميعا بدون عصيان، فلمن يا هذا رحمة الرحمن، ولو أن كل من في الأرض أبرار، فما معنى اسمه تعالى الغفار، رحمته واسعة، وآلاؤه ساطعة، أحسن ظنك مسيئا أو مطيعا، إن الله يغفر الذنوب جميعا. " وكل النصائح هنا تعتبر نصيحة واحدة وهو العودة إلى الله والتوبة من المعاصى ولكن بتعبيرات الصوفية كما قال المؤلف في ثنايا تلك الفقرات والتى يحبون بها جعل الدين غامض بدلا من كون واضح كما هو حال القرآن من خلال استعمال العبارات في غير مواضعها
-
عمر الأمة من الأمور الغيبية الأعمار سواء أعمار أفراد أو غير هذا ومع هذا نجد أهل الأحاديث قاموا بتأليف الروايات واستنتاج أعمار الأمم منها كاليهود والنصارى والمسلمين ومن تلك الأحاديث : حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (ص)وهو قائم على المنبر يقول: (إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطيتم القرآن، فعملتم به حتى غروب الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين. قال أهل التوراة: ربنا هؤلاء أقلُّ عملاً وأكثر أجراً؟ قال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء). صحيح البخاري، الإصدار 1.08 533 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المسلمين واليهود والنصارى، كمثل رجل استأجر قوما، يعملون له عملا إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك، فاستأجر آخرين، فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا، فاستاجر قوما، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين).). صحيح البخاري، الإصدار 1.08 7029 - حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (ص)وهو قائم على المنبر يقول: (إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطيتم القرآن، فعملتم به حتى غروب الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين. قال أهل التوراة: ربنا هؤلاء أقلُّ عملاً وأكثر أجراً؟ قال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء). صحيح البخاري، الإصدار 1.08 533 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المسلمين واليهود والنصارى، كمثل رجل استأجر قوما، يعملون له عملا إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك، فاستأجر آخرين، فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا، فاستاجر قوما، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين).). صحيح البخاري، الإصدار 1.08" وقد استنتج أحدهم الاستنتاج التالى من تلك الروايات : يعني أن عمر اليهود (من الفجر حتى منتصف النهار) = عمر النصارى (من منتصف النهار حتى صلاة العصر) + عمر المسلمين (من منتصف النهار حتى آخر النهار. إتفق المؤرخون بأن عمر اليهود 2000 - 2100 سنة. وعمر النصارى (600 سنة) يؤخذ من الحديث: 3732 - حدثني الحسن بن مدرك: حدثنا ي! حيى بن حماد: أخبرنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة. صحيح البخاري، الإصدار 1.08 رياضيا فإن عمر أمة الإسلام = عمر اليهود (2000 أو 2100) - عمر النصارى (600) = (1400 أو 1500 ) إذا عمر أمة الإسلام يتراوح من 1400 سنة إلى 1500 كحد أقصى. قضي من عمر أمة الإسلام حتى الآن: نحن في سنة 1422 هجرية + 13 سنة (قبل بداية التاريخ الهجري وهي مابين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته) = 1435 سنة" الغريب أن ما فى الروايات وفى الواقع يناقض هذا الاستنتاج : فوقت الظهر حتى العصر غالبا يساوى وقت العصر حتى الغروب إن لم يكن أطول ومع هذا جعل المستنتج عمر المسلمين أكثر من عمر النصارى بثمانمائة سنة مع أن الوقتين متقاربين جدا اعتمادى على رواية تقول أن الفترة ما بين المسيح (ص) ومحمد(ص) ستمائة سنة وهى : "فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة" وقد رفض ابن حجر أمثال هذا الاستنتاج فقال : "قال ابن حجر في فتح الباري : ومما يؤيد كون المراد كثرة العمل وقلته لا بالنسبة إلى طول الزمان وقصره كون أهل الأخبار متفقين على أن المدة التي بين عيسى ونبينا محمد (ص)دون المدة التي بين نبينا (ص)وقيام الساعة ، لأن جمهور أهل المعرفة بالأخبار قالوا إن مدة الفترة بين عيسى ونبينا (ص)ستمائة سنة ، وثبت ذلك في صحيح البخاري عن سلمان ، وقيل إنها دون ذلك حتى جاء عن بعضهم أنها مائة وخمس وعشرون سنة ، وهذه مدة المسلمين بالمشاهدة أكثر من ذلك ، فلو تمسكنا بأن المراد التمثيل بطول الزمانين وقصرهما للزم أن يكون وقت العصر أطول من وقت الظهر ولا قائل به ، فدل على أن المراد كثرة العمل وقلته . ثم إنه لا شك في أن الريح الباردة التي تأتي من قبل الشام ( وليس من قبل اليمن ) والتي لا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، كما ورد في صحيح مسلم وغيره ، قد قرب موعدها ، وكذا جميع العلامات الكبرى للساعة ، فإنها قريبة أيضاً لكن دون تحديد لزمنها ، وقد ورد قرب الساعة في القرآن ، وفي أحاديث كثيرة ، لكن لا أحد يعرف متى يكون ذلك بالتحديد ، قال تعالى : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ {القمر: 1 } وقال : اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ {الأنبياء: 1 } وقال : أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ {النجم: 57 ـ 58 " ابن حجر هنا رأيه : أن الحديث لا يدل على وقت وإنما يدل على كثرة العمل وهو رأى يناقض أن مدة عمل المسلمين أقصر وقتا وفى حديث أخر : قال ابن إسحاق- فيما ذكر لي عن عبد الله بن عباس ، وجابر بن عبد الله بن رئاب- "إن أبا ياسر بن أخطب مر برسول الله (ص)، وهو يتلو فاتحة البقرة الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين [البقرة 1 ، 2] ، فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من يهود ، فقال : تعلموا ، والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه : الم ذلك الكتاب ، فقالوا : أنت سمعته؟ قال : نعم . فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من يهود إلى رسول الله (ص)، فقالوا له : "يا محمد ، ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل عليك الم ذلك الكتاب ؟ فقال رسول الله (ص): "بلى" . قالوا : "أجاءك بها جبريل من عند الله؟ قال : "نعم" . قالوا : "لقد بعث الله قبلك أنبياء أنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك" . فقام حيي بن أخطب ، وأقبل على من معه فقال لهم : "الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون سنة ، أفتدخلون في دين [نبي] إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة" ؟ ثم أقبل على رسول الله (ص)فقال : "يا محمد هل مع هذا غيره" ؟ قال : "نعم" قال : ماذا؟ قال : \المص [الأعراف 1] قال : هذا أثقل وأطول : الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون ، فهذه إحدى وستون ومائة سنة ، هل مع هذا يا محمد غيره" ؟ قال : "نعم" . [قال : وما ذاك؟] قال : الر [يوسف : 1] قال : "هذه أثقل وأطول : الألف واحدة واللام ثلاثون والراء مائتان ، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة فهل مع هذا غيره يا محمد" ؟ قال : "نعم" المر [الرعد 1] . قال : "هذه والله أثقل وأطول : الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان ، فهذه إحدى وسبعون ومائتا سنة" . ثم قال : "لقد لبس علينا أمرك يا محمد حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا" . ثم قاموا عنه ، فقال أبو ياسر لأخيه ولمن معه من الأحبار : "ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد : إحدى وسبعون [وإحدى وستون ومائة] ، وإحدى وثلاثون ومائتان ، وإحدى وسبعون ومائتان ، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون" . فقالوا : لقد تشابه علينا أمره . فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات [آل عمران 7]" ومن الرواية السابقة نجد ان اليهود حسبوا عمر الأمة فصعدوا إلى أنه 734 سنة وتوقفوا عن العد وهى رواية كاذبة تتهم الرسول(ص) بأنه يؤمن بأن حساب أبى جاد يعرف الغيب والغيب لا يعلمه النبى(ص) ولا يؤمن بأن أحد يعرفه كما قال تعالى : "ولا أعلم الغيب " وقال تعالى على لسانه : " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء" وفىة خرافة نقلها محمد رشيد رضا : "قال الشيخ محمد رشيد رضا : "وزعم بعضهم أن الساعة تقوم سنة 1407 هـ بناء على أحرف بغتة في قوله (( لا تأتيكم إلا بغتة )) 1407 )) تفسير المنار (9/401) وكل هذا من ضمن الخرافات فاليهود والنصارى والمسلمين ما زالوا كأديان وكأمم متواجدون حتى الان الأمر لو افترضنا أنها أعمار دولهم ممكن فى النفس ولكنه محال العلم بأعمار الدول فالمسلمون كدولة تحكم بحكم الله انتهوا منذ انتهاء خلفاء الرسول (ص) الراشدين وفى التاريخ الكاذب أخرهم سنة 40 هـ ودولة الإسلام فى عصر كل نبى وما بعده تستمر عدة أجيال حتى جيل أى خلف يفسدها كما قال تعالى : " أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"
-
قراءة فى كتاب الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف الكتاب تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي وقد ذكر سبب تأليف الكتاب عن عمر الأمة المسلمة وهو سؤال عن حديث موضوع فقال : "فقد كثر السؤال عن الحديث المشتهر على ألسنة الناس، أن النبي (ص)لا يمكث في قبره ألف سنة، وأنا أجيب بأنه باطل، لا أصل له. جاءني رجل في شهر ربيع الأول في هذه السنة، وهي سنة ثمان وتسعمائة ، ومعه ورقة بخطه، ذكر أنه نقلها من فتيا، أفتى بها بعض أكابر العلماء، ممن أدركته بالسن، فيها أنه اعتمد مقتضى هذا الحديث، وأنه يقع في المائة العاشرة خروج الدجال ، ونزول عيسى، وسائر الأشراط، وينفخ في الصور النفخة الأولى، وتمضي الأربعون سنة التي تكون بين النفختين، وينفخ نفخة البعث قبل تمام الألف، فاستبعدت صدور هذا الكلام، من مثل هذا العالم المشار إليه، وكرهت أن أصرح برده؛ تأدبا معه، فقلت هذا شيء لا أعرفه، فحاولني السائل؛ تحريرا لمقال في ذلك، فلم أبلغه مقصوده، وقلت : جولوا في الناس جولة، فإن ثم من ينفخ أشداقه، ويدعى مناظرتي، وينكر على دعواي الاجتهاد، والتفرد بالعلم على رأس هذه المائة، ويزعم أنه يعارضني، ويستجيش علي بمن لو اجتمعت وهم في صعيد واحد، ونفخت عليهم نفخة، صاروا هباء منثورا، فدار السائل المذكور على ةالناس، وأتى كل ذاكر وناس، وقصد أهل النجدة والباس ، فلم يجد من يزيل عنه الإلباس، ومضى على ذلك بقية العام." ومدح السيوطى نفسه بأنه لا يوجد أحد يجيب على هذا السؤال غيره فقال: "والسؤال بكر لم يفض أحد ختامها، بل ولا جسر جاسر أن يحسر لثامها، وكلما أراد أحد أن يدنو منها استعصت أن يحسر ، وامتنعت، وكل من حدثته نفسه أن يمد يده إليها قطعت، وكل من طرق سمعه هذا السؤال لم يجد له بابا يطرقه غير بابى، وسلم الناس أنه لا كاشف له بعد لساني، سوى واحد وهو كتابي، فقصدني القاصدون في كشفه، وسألني الواردون أن أحبر فيه مؤلفا يزدان بوصفه ، فأجبتهم إلى ما سألوا، وشرعت لهم منهلا، فإن شاءوا علوا، وإن شاءوا أنهلوا، وسميتها الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف" وكان الجواب منه : فأقول: أولا الذي دلت عليه الآثار، أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة، ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة، وذلك لأنه ورد من طرق أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وأن النبي (ص)بعث في أواخر الألف السادسة، وورد أن الدجال يخرج على رأس مائة، وينزل عيسى عليه السلام، فيقتله، ثم يمكث في الأرض أربعين سنة، وأن الناس يمكثون في الأرض بعد طلوع الشمس من المغرب مائة وعشرين سنة، وأن بين النفختين أربعين سنة، فهذه مائتا سنة لا بد منها، والباقي الآن من الألف مائة سنة وسنتان، والى الآن لم تطلع الشمس من مغربها، ولا خرج الدجال، الذي خروجه قبل طلوع الشمس من مغربها ، بعد نزول عيسى بسنتين ، ولا ظهر المهدي، الذي ظهوره قبل الدجال بسبع سنين، ولا وقعت الاشراط التي قبل ظهور المهدي، ولا بقي يمكن خروج الدجال عن قرب ؛ لأنه إنما يخرج على رأس مائة سنة ، وقبله مقدمات، تكون في سنين كثيرة، فأقل ما يكون أن يجوز خروجه على رأس الألف، لم يتأخر مائة ب بعدها ، فكيف يتوهم أحد أن الساعة تقوم قبل تمام الألف ، هذا شيء غير ممكن، بل اتفق خروج الدجال على رأس ألف، وهو الذي يراه بعض العلماء احتمالا، مكثت الدنيا بعده أكثر من مائتي سنة، المائتين المشار إليها، والباقي ما بين خروج الدجال وطلوع الشمس من مغربها، ولا ندري كم هو، وإن تأخر الدجال عن رأس ألف إلى مائة أخرج، كانت المدة أكثر، ولا يمكن أن تكون ألفا وخمسمائة سنة أصلا." قطعا الجواب خاطىء لأن مدة الدنيا غير محددة بسبعة آلاف سنة لأنها لو حددت لعلم موعد يوم القيامة وهو خفى كما قال تعالى : "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" كما أن عدد الرسل فى القرآن حوالى 27 رسول منهم من عمر أكثر من الف كنوح فقد لبث فى قومه "ألف سنة إلا خمسين عام" وآدم (ص) فى المشهور عمر ألف سنة وبقية الرسل فى الروايات أعمارهم تتراوح بين الستون والمئات وهذا معناه أنهم انهم يتخطون رقم السبعة بكثير كما أن الله بين أن بين عاد وثمود قرون كثيرة فقال : "عَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا" وقال أيضا : " ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ" وهذا معناه أن هناك رسل بآلاف مؤلفة اى يوجد مليارات من السنوات وتحدث عن الروايات التى اعتمد عليها رأيه فقال : "ذكر ما ورد : وها أنا أذكر الأحاديث والآثار التي اعتمدت عليها في ذلك، في أن هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، بعث في أواخر الألف السادسة. قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: حدثنا صالح بن محمد ، حدثنا يعلى بن هلال، عن ليث عن مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي، ثم ماتوا عليها، فهم في الباب الأول من جهنم، لا تسود وجوههم، ولا تزرق عيونهم، ولا يغلون بالأغلال ، ولا يقرنون مع الشياطين، ولا يضربون بالمقامع، ولا يطرحون في الأدراك، منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها يوما ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج، وأطولهم فيها مكثا من يمكث فيها مثل الدنيا ، منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت، وذلك سبعة آلاف سنة وذكر بقية الحديث ." الحديث يخالف القرآن وهو دخول المسلمين النار وخروجهم منها وهو ما يناقض قوله تعالى بسورة البقرة "وما هم بخارجين من النار "وقوله بسورة السجدة "وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم تكذبون "فهنا لا أحد يخرج من النار بعد دخوله لها كما أن المسلمين لا يدخلون النار لأنهم لا يصيبهم أى فزع يوم القيامة مصداق لقوله تعالى بسورة النمل "وهم من فزع يومئذ آمنون "وقوله تعالى بسورة الحج "لا يحزنهم الفزع الأكبر ". وقال : حدثنا ابن عساكر، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي، حدثنا أبو سهيل أحمد بن أحمد بن عمير الصيرفي، حدثنا أبو عمر / عبد الله بن أ محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، أخبرنا أبو جعفر محمد بن شاذان بن سعدوية ، حدثنا أبو علي الحسين بن داود البلخي، حدثنا شقيق سفيان بن إبراهيم الزاهد، حدثنا أبو الهاشم الأسلمي ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قضى حاجة المسلم في الله تعالى ، كتب الله تعالى له عمر الدنيا، سبعة آلاف سنة صيام نهاره، وقيام ليله ." الخطأ أن يعمر قاضى الحاجات سبعة آلاف سنة وهو ما يخالف تفاوت الآجال كما قال تعالى : " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى" ولا يوجد نص فى كون الدنيا سبعة آلاف لأن الله خلقها فى ستنة أيام كما قال : "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ" واليوم بالأف سنة كما قال : " وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون " ولو أضفنا عمر نوح(ص) لانتهت السبعة آلاف سنة فأين بقية الرسل(ص)؟ وقال : وقال ابن عدي: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النبطي ، حدثنا أحمد ابن محمد، حدثنا حمزة بن داود، حدثنا عمر بن يحيى عن العلاء بن زيد، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة، قال الله تعالى [وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون] . وقال ابن أبي حاتم في التفسير، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة، فقد مضى منها ستة آلاف وقال ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الدنيا : حدثنا علي بن سعيد حدثنا ضمرة عن هشام قال، قال: سعيد بن جبير رضي الله عنه: إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة. سبعة آلاف سنة. الأحاديث الثلاثة تقول أن عدد سنوات الدنيا مجمعة من أيام الآخرة وهو خطأ لأن الأخرة هى يوم واحد طوله خمسين ألف سنة كما قال تعالى : "سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " وعلى حسب هذا يكون عمر الدنيا 350 ألف سنة وهو ما يناقض كل الأحاديث التى تقول أنها سبعة آلاف سنة التى ذكرها وهى : مشجعة بن ربعي الجهني، عن الضحاك ابن زمل الجهني ، قال رأيت رؤيا فقصصتها على رسول الله (ص)فذكر الحديث ، وفيه: إذا أنا بك يا رسول الله على منبر، فيه سبع درجات، وأنت في أعلاها درجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات، وأنا في أعلاها درجة، فالدنيا سبعة آلاف سنة، وأنا في آخرها ألفا.أخرجه البيهقي في الدلائل، وأورده السهيلي في الروض الأنف ، وقال: هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، فقد روى موقوفا على ابن عباس رضي الله عنه وقال الطبراني في الكبير: حدثنا أحمد بن النضر العسكري، وجعفر بن محمد الفريابي، قالا: حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني، حدثنا سليمان بن عطاء القرشي الحراني، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي. حدثنا أحمد بن النضرالعسكري و جعفر بن محمد الفريابي قالا ثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني ثنا سليمان بن عطا القرشي الحراني عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي الجهني عن ابن زمل الجهني قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الصبح قال وثان رجله: سبحان الله وبحمده واستغفر الله إنه كان توابا سبعين مرة ثم يقول: سبعين بسبعمائة لا خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة ثم يستقبل الناس بوجهه وكان يعجبه الرؤيا فيقول: هل رأى أحد منكم شيئا قال ابن زمل: فقلت: أنا يا نبي الله قال خيرا تلقاه وشرا توفاه وخيرا لهنا وشرا على أعدائنا والحمد لله رب العالمين أقصص روياك فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لأحب والناس على الجادة منطلقين فبينا هم كذلك إذا اشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيناني مثله يرف رفيفا ويقطر نداه فيه من أنواع الكلأ وكأني بالرعلة الأولى حتى أشفوا على المرج كبروا ثم ركبوا رواحلهم في الطريق فنهم المرتع ومنهم الآخذ الضعث ومضوا على ذلك قال: ثم قدم معظم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا فقالوا: خير المنزل فكأني أنظر إليهم يميلون يمينا وشمالا فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتى أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة وإذا عن يمينك رجل آدم ششل أفتى إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا وإذا عن يسارك رجل تار ربعة أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره بالماء إذا هو تكلم أصغيتم له إكراما وإذا أمامك شيخ أشبه الناس بك خلقا ووجها كلكم تؤمونه تريدونه وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف وإذا أنت يا رسول الله كأنك تتقيها قال: فانتفع لون رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعة ثم سري عنه فقال: أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب فذلك ما حملتم عليه الهدى وأنتم عليه وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وعصارة عيشها مضيت أنا وأصحابي لم نتعلق بها شيئا ولم نردها ولم تردنا ثم جاءت الرعلة الثانية بعدنا وهم أكثر منا ضعافا فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث ونحوه على ذلك ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يمينا وشمالا فأنا لله وإنا إليه راجعون أما أنت فمضيت على طريقة صالحة فلم تزل عليها حتى تلقاني وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلى درجة فالدنيا سبعة آلاف سنة وأنا في آخرها ألفا وأما الرجل الذي رأيت على يميني الآدم الششل فذلك موسى عليه السلام إذا هو تكلم يعلو الرجال بفضل صلاح الله إياه والذي رأيت عن يساري التار الر بعة الكبير خيلان الوجه فكأنما حمم شعره بالماء فذاك عيسى بن مريم نكرمه لإكرام الله إياه وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا ووجها فذلك أبونا إبراهيم عليه السلام كلنا نؤمه ونقتدي به وأما الناقة التي رأيت ورأيتني أتقيها فهي الساعة علينا تقوم لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي قال: فما سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن رؤيا بعدها إلا أن يجيء الرجل فيحدثه بها متبرعا. من طرق صحاح أنه قال: الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة، وبعث ب رسول الله (ص)في آخرها، وصحح أبو جعفر الطبري هذا الأصل وعضده بآثار. وقوله (ص) في هذا الحديث: وأنا في آخرها ألفا ، أي معظم الملة في الألف السابعة [ليطابق ما سيأتي من أنه بعث في أواخر الألف السادسة، ولو كان بعث في أول الألف السابعة] كانت الاشراط كالدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ،وطلوع الشمس من مغربها وجدت قبل هذا اليوم بأكثر من مائة سنة؛ لتقوم الساعة قبل تمام الألف، ولم يوجد شيء من ذلك، فدل على أن الباقي من الألف السابعة أكثر من ثلثمائة. وقال عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق، عن محمد بن سيرين، عن رجل من أهل الكتاب أسلم، قال: إن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون، وجعل أجل الدنيا سبعة أيام، وجعل الساعة في اليوم السابع، قد مضت ستة أيام، وأنتم في اليوم السابع . وقال ابن إسحاق حدثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس أن يهودا كانوا يقولون مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار وإنما هي سبعة أيام معدودات ثم ينقطع العذاب فأنزل الله تعالى في ذلك [وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة] / أ إلى قوله تعالى [فيها خالدون] ، أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وقال عبد بن حميد: حدثنا شبابة، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله. وقال الدينوري في المجالسة حدثنا محمد بن عبد العزيز أخبرنا أبي قال: سمعت سلم الخواص يقول: سمعت عثمان بن زائدة يقول: كان كرز مجتهدا في العبادة، فقيل له: ألا ترح نفسك ساعة؟ فقال: كم بلغكم عمر الدنيا؟ قالوا: سبعة آلاف [سنة، قال: فكم بلغكم مقدار يوم القيامة؟ قالوا: خمسين ألف سنة] ، قال: أفيعجز أحدكم أن يعمل سبع يوم حتى يأمن من ذلك اليوم؟! ذكر ما ورد أن الدجال ينزل على رأس مائة وينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث في الأرض أربعين سنة : قال ابن أبي حاتم في التفسير : حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ، حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا المبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن ابن أبي بكر، عن الفريابي عن أبي الهيثم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ما كان منذ كانت الدنيا رأس مائة سنة إلا كان عند رأس كل مائة أمر فإذا كان رأس مائة خرج الدجال ونزل عيسى بن مريم فيقتله. وأخرج الطبراني عن عبد الله بن سلام، قال: يمكث الناس بعد الدجال أربعين سنة، تعمر الأسواق، ويغرس النخل. وأخرج الطبراني عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين عاما. وأخرج أحمد في مسنده عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال، فينزل عيسى بن مريم، فيقتله، ثم يمكث عيسى بن / مريم في الأرض أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا ب. وأخرج أحمد في الزهد، عن أبي هريرة، قال: يمكث عيسى بن مريم في الأرض أربعين سنة لو يقول للبطحاء سيلي عسلا لسالت. وأخرج الحاكم في المستدرك، عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بين أذني الدجال أربعون ذراعا، فذكر الحديث إلى أن قال: وينزل عيسى ابن مريم؛ فيقتله فيتمتعون أربعين سنة، لا يموت أحد، ولا يمرض أحد، ويقول الرجل لغنمه ولدوابه: اذهبوا وارعوا، وتمر الماشية بين الزرعين، لا تأكل منه سنبلة، والحيات وال****ب لا تؤذي أحدا، والسبع على أبواب الدور، لا يؤذي أحدا، ويأخذ الرجل المد من القمح؛ فيبذره بلا حرث فيجيء منه سبعمائة مد، فيمكثون في ذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج، فيموجون ويفسدون، فيبعث الله دابة من الأرض، فتدخل آذانهم، فيصبحون موتى أجمعين، وتنتن الأرض منهم، فيؤذون الناس بنتنهم، فيبعث الله ريحا يمانية غبراء، ويكشف ما بهم بعد ثلاثة أيام ، وقد قذفت جيفهم في البحر، ولا يلبثون إلا قليلا؛ حتى تطلع الشمس من مغربها. وأخرج أبو الشيخ في كتاب الفتن، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل عيسى بن مريم، فيقتل الدجال، ويمكث أربعين عاما، يعمل فيهم بكتاب الله تعالى وسنتي، ويموت، فيستخلفون بأمر عيسى رجلا من بني تميم، يقال له المقعد، فإذا مات المقعد، لم يأت على الناس ثلاث سنين ؛ حتى يرفع القرآن من صدور الرجال، ومصاحفهم. وأخرج مسلم ، والحاكم، وصححه عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال/ فيلبث في أمتي أربعين، ثم يبعث الله عيسى؛ فيطلبه؛ حتى يهلكه، ثم يبقي الناس بعده سبع سنيين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يبعث الله ريحا باردة، تجيء من قبل الشام، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضت روحه؛ حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل؛ لدخلت عليه؛ حتى تقبضه، ثم يبقى شرار الناس، فيجيئهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها. وأخرج أبو يعلي، والروياني في مسنديهما، وابن نافع في معجمه، والحاكم في المستدرك، والضياء في المختارة ، عن بريدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن لله ريحا يبعثها على رأس مائة سنة] تقبض روح كل مؤمن." والخط أ فى احاديث عيسى (ص) هو عودته ووجود الدجال وهو أمر محال لأن من مات لا يعود للحياة كما قال تعالى : " ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد " وقال : " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون" :ما أن عيسى0ص) لو عاد لوجب عودة يحيى لأن المعنى واحد فى قوله تعالى : " والسلام عليه ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" وقوله : " والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا" فنفس المراحل متفقة فى الاثنين فلو كان هناك عودة دنيوية كما يزعمون لعاد الاثنان وذكر أحاديث أخرى فى المدة بعد طلوع الشمس من مغربها فقال : "ذكر مدة مكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها: قال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي قيس، عن الهيثم بن الأسود، قال: خرجت وافدا في زمن معاوية، فإذا عنده عبد الله بن عمر، فقال لي عبد الله: ممن أنت فقلت له: من أهل العراق، قال: هل تعرف أرضا فيكم كثيرة السباخ ، يقال لها كوتي، قلت: نعم، قال: منها يخرج الدجال، ثم قال: إن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة، لا يدري أحد من الناس متى يدخل أولها. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي خيثمة، عن عبد الله بن عمر، قال: يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة، وقال عبد بن حميد: أخبرنا يزيد بن هرون، أخبرنا إسماعيل بن خالد قال : سمعت أبا خيثمة يحدث عن عبد الله بن عمر، قال: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة . ذكر مدة ما بين / النفختين ... ب أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بين النفختين أربعون سنة. وأخرج ابن أبي داود في البعث، وابن مردويه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بين النفختين أربعون سنة. الأولى يميت بها كل حي والأخرى يحيي الله بها كل ميت. ثم بعد انتهائي من التأليف، رأيت كتاب الفتن للإمام أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهبا، يقول: قد خلا من الدنيا خمسة آلاف سنة، وستمائة سنة، إني لأعرف كل زمان منها ما كان فيه من الملوك والأنبياء، وهذا يدل على أن مدة هذه الأمة تزيد على الألف بنحو أربعمائة سنة تقريبا." وهذا الكلام يخالف أن الشمس تكور وتجمع مع القمر فلا مغرب ولا شروق كما قال تعالى : "يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)" وقال : " إذا الشمس كورت " فالشمي تدمر فكيف ستطلع من مغربها وقد دمرت ودمرت الأرض التى كانت تشرق عليها ونلاحظ اختلاف مدة الكفر بالله ما بين مائة ومائة وخمسون ف الفصل الذى قال فيه : "فصل: ومما يدل على تأخير المدة أيضا، ما أخرجه الحاكم في تاريخه، قال: حدثنا أبو سعيد بن أبي حامد، حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إلياس، حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى لا يعبد الله مائة سنة قبل ذلك . ومما يدل على ذلك أيضا ما أخرجه الديلمى في مسند الفردوس، قال: سمعت والدي يقول: سمعت سليمان الحافظ، سمعت أبا عصمة أبو نصر الفرغاني، سمعت محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ، سمعت أبا صالح خلف بن محمد، سمعت موسى [سمعت أحمد بن الجنيد سمعت عيسى بن موسى] ، سمعت أبا حمزة، سمعت الأعمش سمعت مجاهدا، [سمعت ابن عمر] ، سمعت رسول الله (ص)يقول: الأشرار بعد الأخيار خمسون ومائة [سنة] يملكون جميع الدنيا / وهم الترك . ... "
-
قراءة في كتاب البيان لمعنى استيئاس الرسل (ص) المؤلف علي بن محمد بن سعيد الشهراني وهو يدور حول تفسير الآية التى يسمونها يأس الرسل(ص)وفى سبب تأليف البحث قال : "وقد استوقفني في هذا الكتاب العظيم آية كريمة، ربما أشكلت على بعض الناس، هي قول الله عز وجل: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} والحديث عن معنى هذه الآية وتفسيرها يحتاج إلى تروٍّ وأناة، وفهم لكلام العلماء، خصوصاً وقد حصل الخلاف بين المفسرين في تفسيرها، بين من يرى أن استيئاس الرسل (ص) كان من إيمان قومهم، ومن يرى أن استيئاسهم كان من أن يعذب قومهم، ثم اختلافهم تبعاً لذلك في المراد من قول الله عز وجل: "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا " على أقوال، سيأتي ذكرها - إن شاء الله تعالى-." وبين أن الآية متعلقة بها مسائل عقيدية فقال : "وليس المراد في هذا البحث سرد أقوال المفسرين في هذه الآية، أو الاستدراك عليهم، معاذ الله، ولكني رأيت الحاجة قائمة لبيان بعض المسائل العقدية المتعلقة بهذه الآية، ومن ذلك الرد على ما قد يتوهمه بعض الناس من مخالفتها لعصمة الرسل (ص)، بل إن بعضهم قد يجعلها حجة بجوزون بها المعصية على الأنبياء بمختلف صورها - والعياذ بالله -، وما قد يراه آخرون من أن بعض ما ورد من أهل العلم في تفسيرها يتضمن وصف الرسل (ص) لسوء الظن بربهم، وهذا يقدح في آحاد المؤمنين، فضلاً عن الأنبياء والمرسلين. ولا يخفى ما يستحقه بحث هذه المسائل المتعلقة بالركن الرابع من أركان الإيمان، والأصل العظيم من أصول الدين "الإيمان بالرسل (ص)" من اهتمام وجهد، خصوصاً وأني لم أجد أحداً - حسب علمي بعد البحث والاطلاع - خصَّ هذا الموضوع بكتابة مستقلة، وإنما هي إشارات في بطون الكتب. لهذا وغيره كانت الرغبة قوية في كتابة هذا البحث الموجز، الذي أرجو أن أسهم فيه بجهد المقل في الإشارة إلى أقوال أهل العلم المفسِّرة لمعنى استيئاس الرسل الوارد في هذه الآية، والقراءات المذكورة فيها، وبيان أنها مع اختلاف لفظها ومعناها، لا تتصادم ولا تتناقض، واختلافها - والله أعلم - هو من باب اختلاف التنوع، لا من باب اختلاف القضاء، مع التركيز على ما يتعلق بالعقيدة، وخصوصاً في باب عصمة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، والتأكيد على أن ما ورد في هذه الآية لا ينقي ما تقرر من عصمتهم، أو ينسب إليهم مالا يليق بهم، ووسمته بـ: "البيان لمعنى استيئاس الرسل (ص)" " وفى مستهل البحث تحدث عن المعنى اللغوى للكلمة فقال : "معنى الاستيئاس قال ابن فارس: ("يأس" الياء والهمزة والسين، كلمتان: إحداهما اليأس: قطع الرجاء، ويقال إنه ليست ياء في صدر كلمة بعدها همزة إلا هذه، يقال منه: يئس، ييأس، وييئس، على يفعَل، ويفعِل. والكلمة الأخرى: ألم تيأس، أي ألم تعلم، وقالوا في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا} ، أي: أفلم يعلم، وأنشدوا: أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم . واليأس: القنوط، والمصدر: اليأس، والياسة، واليأَس، وقد استيأس، وأيأسته، وإنه ليائس ويئس ويؤوس ويَؤُس، والجمع يؤوس وآيسه فلان من كذا فاستيأس منه، بمعنى أيس، واتأس أيضاً، وهو افتعل، فأدغم مثل اتَّعد . قال الراغب الأصفهاني: (اليأس: انتفاء الطمع، يقال: يئس واستيأس، مثل عجب واستعجب، وسخر واستسخر، قال تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} ، وقال: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ} ، وقال: {قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ} ، وقال: {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} ، وقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا} ، قيل معناه: أفلم يعلموا، ولم يرد في كلامهم أن اليأس موضوع للعلم، وإنما قصد أن يأس الذين آمنوا من ذلك يقتضي أن يحصل بعد العلم بانتفاء ذلك) ويقال: يئست المرأة، إذا عقمت، فهي يائس، كما يقال حائض وطامث، فإن لم يذكر الموصوف قلت يائسة وهناك من اللغويين من يرى أن "يأس" لغة في "يئست"، ويجعل مصدرها واحداً قال ابن السكيت: (أيست منه آيس يأسا، لغة في يئست منه أيأس يأسا، ومصدرهما واحد، وآيسني منه فلان، مثل أيأسني، وكذلك التأييس) وبعضهم يقول هو مقلوب من يئس، وليس بلغة فيه قال ابن فارس: ("أيس" الهمزة والياء والسين ليس أصلاً يقاس عليه، ولم يأت فيه إلا كلمتان ما أحسبهما من كلام العرب، وقد ذكرناهما لذكر الخليل إياهما، قال الخليل: أيس كلمة قد أميتت، غير أن العرب تقول: ائت به من حيث أيس وليس، لم يستعمل أيس إلا في هذه فقط، وإنما معناها كمعنى حيث هو في حال الكينونة والوجد والجدة، وقال: إن ليس معناها لا أيس، أي لا وجد. والكلمة الأخرى قول الخليل إن التأييس الاستقلال، يقال ما أيسنا فلانا، أي ما استقللنا منه خيرا ... ) . وقرأ ابن كثير: "استايسوا"، "ولاتايسوا"، "إنه لا يايس"، "أفلم يايس"، بألف من غير همز على القلب، قدمت الهمزة وأخرت الياء، ثم قلبت الهمزة ألفا؛ لأنها ساكنة قبلها فتحة، والأصل قراءة الجماعة . والاستيئاس استفعال من اليأس، والاستفعال يقع على وجوه، منها: أن يكون لطلب الفعل من الغير، فالاستخراج والاستفهام والاستعلام يكون في الأفعال المتعدية، يقال: استخرجت المال من غيري، ولا يصلح هذا أن يكون معنى الاستيئاس، فإن أحداً لا يطلب اليأس ويستدعيه، ولأن استيأس فعل لازم لا متعدي. ويكون أيضاً للاستفعال لصيرورة المستفعل على صفة غيره، وهذا في الأفعال اللازمة، كقولهم: استحجر الطين، أي صار كالحجر وأخيراً نقل عن بعض أهل اللغة أن الاستيئاس هو الاقتراب من اليأس بظهور آثاره لمكان هيئة الاستفعال، وهو مما يُعد يأساً عرفاً، وليس باليأس القاطع حقيقة ." وتحدث عن تفسير اليأس في الآية فقال : "هذا عن معنى اليأس والاستيئاس في اللغة، فما معنى استيأس الرسل (ص) الوارد في الآية؟ وما المراد بقوله عز وجل بعد ذكر هذا الاستيئاس "وظنُّوا أنهم قد كذبوا"؟ وممن وقع هذا الظن؟ كل هذا سيتبين لنا في المبحث التالي - بإذن الله-. أقوال أهل العلم في المراد باستيئاس الرسل - عليهم الصلاة والسلام- قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} . اختلف المفسرون فيما تعلقت به الغاية من قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ} بعد اتفاقهم على أنه محذوف، فقيل: التقدير وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً فدعوا قومهم فكذبوهم، وصبروا، وطال دعاؤهم وتكذيب قومهم، حتى إذا استيأس الرسل ... الخ، وقال بعضهم: التقدير وما أرسلنا من قبل إلا رجالاً فتراخى النصر عنهم حتى إذا استيأس الرسل ... الخ، وقبل: التقدير وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً ثم لم نعاقب أممهم حتى إذا استيأس الرسل ... الخ، وقبل إن التقدير: لا يغرنهم تماديهم فيما هم فيه من الدعة والرخاء، فإن من قبلهم قد أمهلوا حتى يئس الرسل من النصر عليهم في الدنيا، أو من إيمانهم لانهماكهم في الكفر، وتماديهم في الطغيان من غير وازع . وقد أطال المفسرون وأهل العلم في الحديث حول هذه الآية، وتكلموا في تفسيرها بما فيه مقنع وغناء عن أن يوضح بغير لفظهم." قطعا الحديث ليس عن تراخى النصر في الآية وإنما المعنى قنوط الرسل(ص) ممن إيمان أقوامهم على حد قوله تعالى : " إنه لم يؤمن من قومك إلا من قد آمن وما آمن معه إلا قليل " وتحدث عن اختلاف القراءات في الآية فقال : "وقبل ذكر هذه الأقوال لابد من الإشارة إلى أنه قد تنوعت القراءات في قوله تعالى: "وظنوا أنهم قد كذبوا": فقرأ أبو جعفر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف: "وظنوا أنهم قد كُذِبوا"، بضم الكاف وتخفيف الذال مع كسرها، بالبناء للمفعول، وهذه أيضاً قراءة ابن عباس، وابن مسعود - رضي الله عنهم-، والأعمش، وغيرهم. قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب: "قد كُذِّبوا"، بضم الكاف وتشديد الذال، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وغيرهم . وهاتان القراءتان ثابتتان، وهما من القراءات السبع وهناك قراءة شاذة تروى عن مجاهد والضحاك "قد كَذَبوا"، بفتح الكاف والذال مع تخفيفها. قال الإمام الطبري: (وروي عن مجاهد في ذلك قول هو خلاف جميع ما ذكرنا من أقوال الماضين، الذين سمينا أسماؤهم، وذكرنا أقوالهم، وتأويل خلاف تأويلهم، وقراءة غير قراءة جميعهم، وهو أنه فيما ذكر عنه كان يقرأ: "وظنوا أنهم قد كَذَبوا" بفتح الكاف والذال وتخفيف الذال، ... وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها؛ لإجماع الحجة من قرأة الأمصار على خلافها ... ) . أقوال أهل العلم بناءً على القراءتين: القراءة بالتشديد "كذِّبوا" فيها وجهان من التفسير: الأول: حتى إذا استيأس الرسل من إيمان من كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم؛ لما لحقهم من البلاء والامتحان، وتأخر النصر. وبهذا قالت عائشة - رضي الله عنها-، ففي الصحيح عن عروة بن الزبير أنه سألها عن قول الله تعالى: حتى إذا استيأس الرسل"، قال: قلت: أكُذِبوا أم كُذِّبوا؟ قالت عائشة: كُذِّبوا، قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم، فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري، لقد استيقنوا بذلك، فقلت لها: وظنوا أنهم قد كذبوا؟ قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: (هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نص الله عند ذلك) . وفي الصحيح أيضاً عن ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كَذبوا" خفيفة، ذهب بها هناك، وتلا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} ، فلقيت عروة بن الزبير، فذكرت له ذلك، فقال: قالت عائشة: (معاذ الله، والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كان قبل أن يموت، ولكن لم يزل البلاد بالرسل حتى خافوا أن يكون من معك يكذبونهم)، فكانت تقرؤها "وظنوا أنهم قد كُذِّبوا" مثقلة . ولمزيد إيضاح لهذا القول، أشير إلى النقاط التالية: 1 - جعلت عائشة - رضي الله عنها - استيأس الرسل (ص) من الكفار المكذبين، وظنهم التكذيب من المؤمنين بهم. 2 - 2 - الظن هنا بمعنى الحسبان ، وعند بعضهم هو بمعنى ترجيح أحد المحتملين ، والضمائر المذكورة في هذه الآية عائدة على الرسل-عليهم الصلاة والسلام- بذلك معنى بعد ثبوتها، ولعلها لم يبلغها ممن يرجع إليه في ذلك، .... وقال الكرماني: لم تنكر عائشة القراءة، وإنما أنكرت تأويل ابن عباس، كذا قال، وهو خلاف الظاهر) . وهناك من ذهب إلى أن عائشة - رضي الله عنها - لم تنكر القراءة بالتخفيف، وأن ما روي عنها من الإنكار على من قرأ بالتخفيف إنما هو لتفسير الآية، حتى لا يفهم أن الشك لاحق بالرسل، وإلا فقد روي عنها القراءة بالتخفيف أيضاً 4 - الذي يظهر - والله أعلم - أن المعنى الذي لأجله قالت عائشة بقولها في تفسير هذه الآية، وقراءتها لـ "كُذِّبوا" بالتشديد، وإنكارها على من قرأ بالتخفيف، هو تعظيم الرسل (ص)، وعصمتهم وتنزيههم من نسبة الشك إليهم، أو إساءة الظن بربهم عز وجل، وقد صرحت بذلك في الحديث السابق، عندما قال لها عروة: فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري، لقد استيقنوا بذلك، فقال لها عروة: وظنوا أنهم قد كُذِبوا؟ قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها ... الحديث) وأيضاً في ردها تفسير ابن عباس - السابق ذكره، وسيأتي له مزيد بيان-، عندما قالت: (معاذ الله، والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كان قبل أن يموت .... ) وهذا هو المعنى الذي لأجله رجح بعض المفسرين وأهل العلم قول عائشة - رضي الله عنها - في تفسير هذه الآية، حتى إن القرطبي صدّر تفسيره لهذه الآية بقوله: (وهذه الآية فيها تنزيه الأنبياء وعصمتهم عما لا يليق بهم، وهذا الباب عظيم، وخطره جسيم، ينبغي الوقوف عليه لئلا يزل الإنسان فيكون في سواء الجحيم) . وممن رجح هذا القول لأجل ما ذكر سابقاً: القاضي عياض، حيث قال: (فإن قيل: فما معنى قوله: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا" على قراءة التخفيف؟ قلنا: المعنى في ذلك ما قالته عائشة - رضي الله عنها -: (معاذ الله أن تظن ذلك الرسل بربها، وإنما معنى ذلك أن الرسل لما استيأسوا ظنوا أن من وعدهم النصر من أتباعهم كذبوهم)، وعلى هذا أكثر المفسرين، وقيل إن ضمير "ظنوا" عائد على الأتباع والأمم، لا علي الأنبياء والرسل، وهو قول ابن عباس، والنخعي، وابن جبير، وجماعة من العلماء، وبهذا المعنى قرأ مجاهد "كَذَبوا" بالفتح، فلا تشغل بالك من شاذ التفسير بسواه مما لا يليق بمنصب العلماء فكيف بالأنبياء؟) . وابن عطية في قوله: ( ... وتحتمل هذه القراءة أيضاً أن يكون الضمير في "ظنوا"، وفي "كذبوا" عائد على الرسل، والمعنى: كذبهم من أخبرهم عن الله، والظن على بابه، وحكى هذا التأويل قوم من أهل العلم، والرسل بشر فضعفوا وساء ظنهم، قاله ابن عباس، وابن مسعود أيضاً، وابن جبير، وقال: ألم يكونوا بشراً؟ وقال ابن مسعود لمن سأله عن هذا: هو الذي نكره، وردت هذا التأويل عائشة أم المؤمنين، وجماعة من أهل العلم، وأعظموا أن توصف الرسل بهذا، وقال أبو علي الفارسي: هذا غير جائز على الرسل. قال القاضي أبو محمد: وهذا هو الصواب، وأين العصمة والعلم؟) . ورجحه أيضاً: ابن قتيبة ، والفخر الرازي ، والثعالبي ، وغيرهم من أهل العلم . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بعد بيان قول عائشة وردها لتفسير ابن عباس، هو: هل تضمن تفسير ابن عباس لهذه الآية طعناً في العصمة، أو قدحاً في الرسالة؟ سيأتي بيان هذا بالتفصيل - إن شاء الله تعالى - الثاني: ذهب الحسن وقتادة إلى أن المعنى: حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يؤمنوا بهم، وأيقنت الرسل أن قومهم قد كذبوهم وعلى هذا القول فالضميران في "ظنوا" و "كذبوا" يعودان على الرسل (ص)، والظن هنا بمعنى اليقين. وقد ضعَّف الإمام الطبري هذا القول، فقال: (وهذا التأويل الذي ذهب إليه الحسن وقتادة في ذلك، إذا قرئ بتشديد الذال وضم الكاف، خلاف لما ذكرنا من أقوال جميع من حكينا قوله من الصحابة؛ لأنه لم يوجه "الظن" في هذا الموضع منهم أحد إلى معنى العلم واليقين، مع أن الظن" إنما استعمله العرب في موضع العلم فيما كان من علم أدرك من جهة الخبر، أو من غير وجه المشاهدة والمعاينة، فإنها لا تستعمل فيه "الظن"، لا تكاد تقول: "أظنني حيا، وأظنني إنساناً"، بمعنى: أعلمني إنساناً، وأعلمني حياً، والرسل الذين كذبتهم أممهم لاشك أنها كانت لأممها شاهدة، ولتكذيبها إياها منها سامعة، فيقال فيها: ظننت بأممها أنها كذبتها) . أما القراءة بالتخفيف "كُذِبوا"، ففيها وجهان من التفسير أيضاً: الأول: عن ابن عباس، وابن مسعود وعن سعيد بن جبير أن المعنى: حتى إذا استيأس الرسل، وكانوا بشراً، فضعفوا، وظنوا أنهم أُخيفوا . وقد تقدم حديث ابن عباس في الصحيح، عن ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال ابن عباس: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا" خفيفة، ذهب بها هناك، وتلا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} . وعن ابن أبي مليكة قال: قرأ ابن عباس: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا" قال: (وكانوا بشراً ضعفوا ويئسوا) . وعن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قرأ: "وظنوا أنهم قد كُذِبوا" خفيفة، قال ابن جريج: أقول كما يقول: أُخْلِفوا، قال عبد الله: قال لي ابن عباس: (كانوا بشراً، وتلا ابن عباس: "حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب"، قال ابن جريج، قال ابن أبي مليكة: ذهب إلى أنهم ضعفوا فظنوا أنهم أُخْلِفوا) . وعن مسروق، عن ابن مسعود أنه قرأ: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا" مخففة، قال عبد الله: (هو الذي تكره) . وعن أبي بشر، عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا" قلت: "كُذِبوا" قال: (نعم، ألم يكونوا بشرا) . ولبيان هذا القول لابد من الإشارة إلى الأمور التالية: 1 - قال الطبري (وقد ذهب قوم ممن قرأ هذه القراءة - يعني قراءة التخفيف - إلى غير التأويل الذي اخترنا، ووجهوا معناه إلى: حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم، وظنت الرسل أنهم كذبوا فيما وعدوا من النصر) ، ثم نقل بسنده أقوال ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، السابق ذكرها. قلت: هكذا نقل الطبري هذا التفسير عن ابن عباس وغيره، حيث جعل استيأس الرسل من إيمان قومهم، مع أن المتأمل في أقوال ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير السابقة يرى فيها مطلق الوصف بالاستيئاس، وعدم تقييده، فهذه أقوالهم كما نقلها عنهم الطبري وغيره، ليس فيها تقييد الاستيئاس، أو ما يفيد بأنهم استيأسوا من إيمان قومهم، أو أنهم استيأسوا مما وعدوا به ، وقد نقل كثير من المفسرين قول ابن عباس وغيره، فلم يذكروا عنهم ذلك، وإنما مطلق الوصف بالاستيئاس، وما ورد في الآثار السابقة من أنهم كانوا بشراً، وأنهم ضعفوا فظنوا أنهم أخلفوا . 2 - الضميران في "ظنوا" و "كذبوا" بناء على هذا القول عائدان على الرسل - عليهم الصلاة والسلام-، والظن هنا على بابه . 3 - هناك من أنكر نسبة هذا القول لابن عباس أو شكك في صحة نسبته إليه . وهذا غير صحيح، فقد ثبت هذا القول عنه، وبعضه في الصحيح، كما تقدم، وكذلك ما أثر عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ثابت بأسانيد صحيحة. قال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد قول اب عباس: (وعجب لابن الأنباري في جزمه بأنه لا يصح، ثم الزمخشري في توقفه عن صحة ذلك عن ابن عباس، فإنه صح عنه .. ) . 4 - وهناك فريق آخر ذهب إلى رد قول ابن عباس ومن معه، أو تضعيفه، وحجتهم منافاة هذا القول لما تقرر من عصمة الرسل (ص)، وتضمنه نسبة ما لا يليق إليهم. وقد تقدم ما أثر عن عائشة في هذا الشأن، وترجيح بعض المفسرين لرأيها . وقال الطبري، بعد أن ساق الأسانيد إلى ابن عباس وغيره بهذا القول: ( ... وهذا تأويلٌ وقولٌ، غيره من التأويل أولى عندي بالصواب، وخلافه من القول أشبه بصفات الأنبياء، والرسل إن جاز أن يرتابوا بوعد الله إياهم، ويشكوا في حقيقة خبره، مع معاينتهم من حجج الله وأدلته مالا يعانيه المرسل إليهم فيعذروا في ذلك، فإن المرسل إليهم لأولى في ذلك منهم بالعذر، وذلك قول إن قاله قائل لا يخفى أمره) . وقال الفخر الرازي، في معرض ذكره لأوجه التفسير في قراءة "كُذِبوا" بالتخفيف: (والوجه الثاني: أن يكون المعنى أن الرسل ظنوا أنهم قد كذبوا فيما وعدوا، وهذا التأويل منقول عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قالوا: إنما كان الأمر كذلك لأجل ضعف البشرية، إلا أنه بعيد؛ لأن المؤمن لا يجوز أن يظن بالله الكذب، بل يخرج بذلك عن الإيمان، فكيف يجوز مثله على الرسل!) . 5 - ذهب فريق ثالث إلى تأويل كلام ابن عباس ومن معه، وحمله على الوجوه التالية: - قال الزمخشري: ( ... فإن صح هذا عن ابن عباس فقد أراد بالظن ما يخطر بالبال ويهجس في القلب من شبه الوسوسة، وحديث النفس على ما عليه البشرية، وأما الظن الذي هو ترجح أحد الجائزين على الآخر فغير جائز على رجل من المسلمين، فما بال رسل الله الذين هم أعرف الناس بربهم! .... ) . - وقيل: المراد بظنهم (ص) ذلك، المبالغة في التراخي والإمهال، على طريق الاستعارة التمثيلية، بأن شبه المبالغة في التراخي بطن الكذب، باعتبار استلزام كل منهما؛ لعدم ترتب المطلوب، فاستعمل ما لأحدهما للآخر. - ونقل عن الخطابي قوله: (لاشك أن ابن عباس لا يجيز على الرسل أنها تكذب بالوحي، ولا تشك في صدق المخبر، فيحمل كلامه على أنه أراد أنهم لطول البلاء عليهم، وإبطاء النصر، وشدة استنجاز ما وعدوا به، توهموا أن الذي جاءهم من الوحي كان حسباناً من أنفسهم، وظنوا عليها الغلط في تلقي ما ورد عليهم من ذلك، فيكون الذي بنى له الفعل أنفسهم، لا الآتي بالوحي، والمراد بالكذب: الغلط، لا حقيقة الكذب، كما يقول القائل، كذبتك نفسك). قال الحافظ ابن حجر: (ويؤيده قراءة مجاهد "وظنوا أنهم قد كَذَبوا" بفتح أوله مع التخفيف، أي: غلطوا، ويكون فاعل "وطنوا" الرسل) . - وقال أبو النصر القشيري: (ولا يبعد أن المراد خطر بقلوب الرسل، فصرفوه عن أنفسهم، أو المعنى: قربوا من الظن، كما يقال: بلغت المنزل، إذا قربت منه). - وقال الحكيم الترمذي: (وجهه أن الرسل كانت تخاف بعد أن وعدهم الله النصر، أن يتخلف النصر، لا من تهمة بوعد الله، بل لتهمة النفوس أن تكون قد أحدثت حدثاً ينقض ذلك الشرط، فكان الأمر إذا طال، واشتد البلاء عليهم، دخلهم الظن من هذه الجهة) . ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام طويل في تفسير هذه الآية ، ذكر فيه أن القراءة بالتخفيف ثابتة لا يمكن إنكارها، وقد تأولها ابن عباس، وظاهر الكلام معه. كما أجاب عن الظن في قوله تعالى: "وظنوا أنهم قد كٌذِبوا" بأنه قد يكون مثل قوله تعالى: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} . وقد يكون من حديث النفس المعفو عنه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم به" . وقد يكون من باب الوسوسة التي هي صريح الإيمان، كما ثبت في الصحيح أن الصحابة قالوا: يا رسول الله! إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يحرق حتى يصير حممة، أو يخرق السماء إلى الأرض أحب إليه من أن تتكلم به، قال: "أو قد وجدتموه؟ " قالوا: نعم، قال: "ذلك صريح الإيمان ... " . ثم أطال - رحمه الله - في الحديث عن معنى الظن، إلى أن ذكر أن الرسل (ص) قد يكونون ظنوا في الموعود به ما ليس هو فيه بطريق الاجتهاد منهم، فتبين الأمر بخلافه، فإذا ظن بالموعود به ما ليس هو فيه، ثم تبين الأمر بخلافه ظن أن ذلك كذب، وكان كذباً من وجهة ظن في الخير مالا يجب أن يكون فيه، فأما الشك فيما يعلم أنه أخبر به فهذا لا يكون . أما الحافظ ابن حجر فقد ذهب إلى أن ابن عباس كان يقصد من قوله: كانوا بشراً ... الخ، أتباع الرسل، لا نفس الرسل (ص)، وفي هذا يقول: (ولا يظن بابن عباس أن يجوز على الرسول أن نفسه تحدثه بأن الله يخلف وعده، بل الذي يظن بابن عباس أنه أراد بقوله: كانوا بشر .... إلى آخر كلامه من آمن من أتباع الرسل لا نفس الرسل، وقول الراوي عنه: ذهب بها هناك، أي إلى السماء، معناه أن أتباع بعض الأتباع) . الثاني: حتى إذا استياس الرسل من أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَبوهم فيما أخبروهم به، جاء الرسل نصرنا. ينسب هذا القول إلى ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، وغيرهم. قال الطبري (يقول تعالى ذكره: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى"، فدعوا من أرسلنا غليهم، فكذبوهم وردوا ما أتوا به من عند الله، "حتى إذا استيأس الرسل" الذين أرسلناهم إليهم منهم أن يؤمنوا بالله، ويصدقوهم فيما أتوهم به من عند الله، وطن الذين أرسلناهم إليهم من الأمم المكذبة أن الرسل الذين أرسلناهم قد كذبوهم فيما كانوا أخبروهم عن الله، من وعده إياهم نصرهم عليهم، "جاءهم نصرنا"، وذلك قول جماعة من أهل التأويل ... ) ثم ساق هذا القول باسانيد كثيرة إلى ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، وغيرهم، ومن ذلك: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: "حتى إذا استياس الرل وظنوا أنهم قد كذبوا" قال: (لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم، جاءهم النصر على ذلك، فننجي من نشاء) . ثم ساق - رحمه الله - أسانيد كثيرة إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - بهذا القول . كما ساق بسنده إلى تميم بن حذلم، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول في هذه الآية: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا" قال: (استيأس الرسل من إيمان قومهم أن يؤمنوا بهم، وظن قومهم حين أبطأ الأمر أنهم قد كذبوا، بالتخفيف) . وساق بسنده إلى غبراهيم بن أبي حرة الجزري، قال: سأل فتى من فريش سعيد بن جبير فقال له: يا أبا عبد الله، كيف تقرأ هذا الحرف، فإني إذا أتيت عليه تمنيت أن لا أقرأ هذه السورة: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا"؟ قال: نعم، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل كَذَبوا، قال: فقال الضحاك بن مزاحم، ما رأيت كاليوم قط رجلاً يدعي إلى علم فيتلكأ! لو رحلت في هذه إلى اليمن كان قليلاً! . وعن مسلم بن يسار أنه سأل سعيد بن جبير، فقال: يا أبا عبد الله، آية بلغت مني كل مبلغ: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا"، فهذا الموت، أن تظن الرسل أنهم قد كُذبوا"، أو تظن أنهم قد كَذَبوا، مخففة! قال: فقال سعيد بن جبير: يا أبا عبد الرحم، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم، وظن قومهم أن الرسل كذبتهم، "جاءهم نصرنا" والحقيقة هى أن الياس من ايمان الكفار وتفسير ألآية هو : "حتى إذ استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين "المعنى حتى إذا قنط المبعوثين وعلموا أنهم قد كفر بهم أتاهم تأييدنا فننقذ من نريد ولا يمنع عذابنا عن الناس الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الرسل وهم المبعوثين (ص)إذا استيئسوا أى قنطوا من إيمان الناس وفسر هذا بأنهم ظنوا أنهم قد كذبوا والمراد علموا أنهم قد كفر برسالتهم جاءهم بأسنا والمراد أتاهم تأييد الله لهم فنجى من نشاء والمراد فننقذ من نريد وهم الرسل والذين آمنوا معهم مصداق لقوله بسورة غافر"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا"ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين والمراد ولا يمنع عذابنا عن الناس الكافرين وهذا يعنى أن لا أحد يقدر على إيقاف العقاب عن الكفار
-
قراءة فى كتاب تطهير الفؤاد من أدران من أباح دخول الرجال على المغيبة لكثرة الأعداد المؤلف عبد القاهر الأندلسي وهو يدور حول دخول الرجال على النساء الغائب أزواجهن وفى مستهل البحث ذكر انه سئل عن حديث عن المغيبة يبيح دخول عدد من الرجال معا عليها وليس واحد فقال : "سئل العبد الفقير إلى رحمة ربه أبوالفضل عبدالقاهر الأندلسي عفا الله عنه حول تضعيفه لحديث رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبوبكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله (ص)وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله (ص)إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله (ص)على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان" فأجاب بأن الحديث معلول فقال : "فقال مجيبا عنه: والحديث الذي ذكرته وإن كان في صحيح مسلم فانه معلول كما سيأتي بيانه بإذن الله وكم من حديث في صحيح مسلم بل وفي البخاري انتقده الحفاظ سواء كانت أحاديث كاملة أو زيادات أو ألفاظ تبين عندهم شذوذها أو نكارتها. من أمثلة ذلك ما رواه مسلم في صحيحه قال: حدثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله (ص)بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل. فقد أعل علي بن المديني هذا الحديث باحتمال أخذ إسماعيل بن أمية عن إبراهيم بن أبي يحيى (قال يحيى بن سعيد: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب وقال أحمد: يروي أحاديث ليس لها أصل وقال النسائي والدارقطني: متروك)، وأعله البخاري بوهم أيوب بن خالد ورفعه الحديث وأنه من كلام كعب الأحبار. أما متن الحديث فلا يشبه كلام النبي (ص)وإنما يشبه كلام أهل الكتاب ومتنه منكر مخالف للقران الكريم كقوله تعالى:"خلق الأرض في يومين" في حين أن الحديث ينص على خلق الأرض قي يوم واحد بقوله:" خلق الله عز وجل التربة يوم السبت" وهكذا دأب كبار الحفاظ المتقدمين على نقد الروايات متنا وإسنادا بل تجدهم يتتبعون الرواة ويسبرون مروياتهم فإن وجدوها غرائب ومناكير ردت سائر رواياتهم وأثر ذلك في رتبهم عندهم وتجد الكثير من هذا في التاريخين الكبير والأوسط للبخاري وضعفاء العقيلي والكامل لابن عدي وتهذيب التهذيب والعلل لابن أبي حاتم وغيرها. وهكذا سار على نهجهم في هذا العصر ثلة قليلة من اساطنة الحديث وأذكياء العالم كالحافظ الإمام سليمان بن ناصر العلوان وعبقري الإسلام وفريد العصر العلامة الفذ عمر بن محمود أبي عمر ." وتحدث عن سند الحديث عند مسلم فقال : " فنقول جوابا على سؤالك وبالله التوفيق: قال مسلم في صحيحه: حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمروح وحدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه أن عبد الرحمن بن جبير حدثه أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبوبكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله (ص)وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله (ص)إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله (ص)على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان. هذا حديث غريب تفرد به بكر بن سوادة ولم يروه عن عبد الرحمن بن جبير إلا هو وتفرد عبد الرحمن بن جبير بروايته عن عبدالله بن بن عمرو بن العاص لم يروه عنه إلا هو. وهذا الحديث الغريب معلول من أوجه كثيرة منها: -تفرد بكر بن سوادة بروايته وهو إن روى له مسلم والأربعة فانه يخطئ، ذكره ابن حبان في الثقات من التابعين ثم أعاده في أتباعهم فقال يخطئ، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: بكر بن سوادة الجذامي روى عن عبد الرحمن بن غنم وسهل بن سعد وعبد الرحمن بن جبير روى عنه جعفر بن ربيعة وعمرو بن الحارث وعبد الرحمن بن زياد وابن لهيعة سمعت أبى يقول ذلك، سئل أبى عن بكر بن سوادة فقال: لا بأس به. اه. ولم يخرج له البخاري في صحيحه إلا معلقا وفي موضع واحد فقط وعن زياد بن نافع وليس عن عبد الرحمن بن جبير المصرى المؤذن. ومنهج المتقدمين رد حديث الثقة إذا تفرد بأصل من الأصول فما بالك إذا كان الراوي يخطئ. قال الحافظ ابن رجب: وانفراد الراوي بالحديث، وإن كان ثقة، هو علة في الحديث يوجب التوقف فيه، وأن يكون شاذا ومنكرا، إذا لم يرو معناه من وجه يصح. وهذه طريقة أئمة الحديث المتقدمين كالإمام أحمد، ويحيى القطان، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني وغيرهم. اه. وقال أيضا: وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد، وإن لم يرو الثقات خلافه: "إنه لا يتابع عليه"، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه، واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضا، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه. فترى أن التفرد وحده ولو بدون مخالفة يعدونه علة في الحديث فما بالك إذا كان الحديث أصلا مخالفا لنصوص الكتاب والسنة الصحيحة والفطرة السليمة كما سيأتي بيانه. -تفرد عبد الرحمن بن جبير المصري الفقيه الفرضي المؤذن العامري بروايته عن عبدالله بن عمرو بن العاص وأين هومن أصحاب عبدالله بن عمرو بن العاص الملازمين له، المختصين به، الذين يحفظون حديثه حفظا، وهم أعلم الناس بحديثه. فنذكرهم من تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر والذي من صنيعه فيه انه يأتي بأسماء الرواة عن الشيوخ حسب مراتبهم فيذكر أولا من طالت ملازمته وهكذا: -انس بن مالك -أبو أمامة بن سهل بن حنيف -عبد الله بن الحارث بن نوفل -مسروق بن الاجدع -سعيد بن المسيب -جبير بن نفير -ثابت بن عياض الاحنف -خيثمة ابن عبدالرحمن الجعفي -حميد بن عبدالرحمن بن عوف -زر بن حبيش -سالم بن أبي الجعد -أبوالعباس السائب بن فروخ -سعيد بن ميناء -ابنه محمد بن عبدالله بن عمرو -ابن ابنه شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص -طاووس -الشعبي -عبد الله بن رباح الانصاري -ابن أبي مليكة -عروة بن الزبير -ابو عبد الرحمن الحلبي وقد لهج بذلك كبار الحفاظ في الكثير من الأحاديث كقول الإمام أحمد: أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم. " وتحدث عن متن الحديث فقال : "عدم استقامة المتن إذ لا مناسبة بين قوله في الحديث:" ... إلا ومعه رجل أو اثنان" وما حدث في بيت أبي بكر الصديق إذ أن الواقع انه لم يجد في بيته رجلا واحدا فقط وإنما وجد نفرا من الرجال فلا معنى إذا ولا حاجة أن يقول النبي (ص)ما قاله وحاشاه ذلك. لو أن أبا بكر وجد رجلا واحدا فقط في البيت لكان نهي النبي (ص)مستقيما فإذا كان الحال كما ذكر في الحديث من أن أبا بكر وجد نفرا من الرجال في البيت فإنه لا يستقيم المتن إلا بالنهي عن الدخول على المغيبات مطلقا أو يشترط لذلك إذن الزوج (وإذنه تواجده في البيت كما في رواية من حديث عمرو بن العاص وسيأتي ذكره قريبا)." وكلام الأندلسى خطأ ظاهر فالرواية الأولى تقول : "أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبوبكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله (ص)وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله (ص)إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله (ص)على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان" فهنا الداخلين نفر أى كثرة " نفرا من بني هاشم دخلوا "ومن ثم النهى فى هذه الرواية عن الكثرة واباحة دخول اثنين أو ثلاثة فقط "إلا ومعه رجل أو اثنان" وتحدث عن تداخل سند حديث فى سند حديث أخر عند مسلم فقال : "يحتمل انه قد دخل على الرواة عند مسلم حديث في حديث وهذا شائع ومعروف عند من يشتغل بعلم العلل الجليل، فقد ثبت من طرق كثيرة صحيحة حديث عمرو بن العاص في النهي عن الدخول على المغيبات: 1 - أولها طريق شعبة عن الحكم قال: سمعت ذكوانا يحدث عن مولى لعمرو ابن العاص أنه أرسله إلى علي يستأذن على أسماء ابنة عميس فأذن له حتى إذا فرغ من حاجته سأل المولى عمرا عن ذلك فقال: إن رسول الله (ص)نهانا أن ندخل على النساء بغير إذن أزواجهن رواه الترمذي والبيهقي في الكبرى وابن أبي شيبة في المصنف. قال الترمذي: وفي الباب عن عقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو وجابر قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح ووقع عند الترمذي: حدثنا سويد حدثنا عبد الله أخبرنا شعبة عن الحكم عن ذكوان عن مولى عمرو بن العاص ومولى عمرو بن العاص هو أبو قيس عبد الرحمن بن ثابت ثقة روى له الجماعة ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين وابن حبان في كتاب " الثقات " وقال العجلى: مصري تابعي ثقة ورواه أحمد وإبنه في المسند وابن أبي شيبة في المصنف من طريق حفص عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال: نهانا رسول الله (ص)أن ندخل على المغيبات. وفي الباب أيضا عن معاذ بن جبل، قال الرامهرمزي في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: حدثنا العباس بن أحمد بن حسان ويعرف بالشامي ثنا سليمان بن سلمة الخبائري ثنا بقية حدثني نصر بن علقمة عن ابن عائذ، قال: وجدنا في نسخة عن معاذ بن جبل: أن النبي (ص)نهى أن يدخل على المغيبات. في إسناده سليمان بن سلمة الخبائري أبو أيوب الحمصي سمع منه أبو حاتم وما حدث عنه وقال: متروك لا يشتغل به وقال بن الجنيد: كان يكذب ولا أحدث عنه بعد هذا وقال النسائي: ليس بشيء وقال بن عدي: له غير حديث منكر. -ثانيها طريق وكيع عن مسعر عن زياد بن فياض عن تميم بن سلمة قال قال عمرو بن العاص: نهينا أن ندخل على المغيبات إلا بإذن أزواجهن. رواه ابن أبي شيبة في المصنف. كذا رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق وكيع به وقال: لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلا وكيع. وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل فتميم بن سلمة لم يسمع من عمرو بن العاص. - ثالثها طريق الأعمش عن أبي صالح عن عمرو بن العاص. رواه أحمد في المسند من رواية يحيى بن سعيد عن الأعمش قال سمعت أبا صالح عن عمرو بن العاص قال: نهانا رسول الله (ص)أن ندخل على المغيبات. وفيه أيضا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قال: استأذن عمرو بن العاص على فاطمة فأذنت له قال ثم علي قالوا لا قال فرجع ثم استأذن عليها مرة أخرى فقال ثم علي قالوا نعم فدخل عليها فقال له علي ما منعك أن تدخل حين لم تجدني هاهنا قال إن رسول الله (ص)نهانا أن ندخل على المغيبات. أبو صالح هو ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني ثقة روى له الجماعة. لاحظ انه في هذه الرواية لا توجد واسطة بين ذكوان وعمرو بن العاص ولقد علمنا من الطريق الأولى أن الواسطة بينهما هو مولى عمرو بن العاص. - رابعها طريق سليمان التيمي قال: سمعت أبا صالح يقول: جاء عمرو بن العاص إلى منزل علي يلتمسه فلم يقدر عليه، ثم رجع فوجده، فلما دخل كلم فاطمة فقال له علي: ما أرى حاجتك إلى المرأة، قال: أجل، إن رسول الله (ص)نهانا أن ندخل على المغيبات. رواه ابو يعلى الموصلي في مسنده ومن طريقه ابن حبان في صحيحه. قال ابن حبان: أبو صالح هذا اسمه ميزان، من أهل البصرة ثقة، سمع ابن عباس وعمرو بن العاص، وروى عنه سليمان التيمي ومحمد بن جحادة ما روى عنه غير هذين، وليس هذا بصاحب الكلبي فإنه واه ضعيف. لم يذكر الحافظ في التهذيب إلا توثيق ابن معين وابن حبان ودرجته عنده مقبول. 5 - خامسها طريق معمر عن الحسن أن عمرو بن العاص استأذن على علي فلم يجده، فرجع، ثم استأذن عليه مرة أخرى فوجده، فكلم امرأة علي في حاجته، فقال علي: كأن حاجتك كانت إلى المرأة؟ قال: نعم، إن رسول الله (ص)نهى أن يدخل على المغيبات، فقال له علي: أجل؟ إن رسول الله (ص)نهى أن يدخل على المغيبات رواه عبدالرزاق في المصنف وهو مرسل، الحسن لم يسمع من عمرو بن العاص. والراجح أن المرأة التي في القصة هي أسماء بنت عميس وذلك أن مولى عمرو ابن العاص كان هو ناقل القصة ورسول عمرو بن العاص إلى علي وقد ذكر أن امرأة علي هي أسماء بنت عميس والله اعلم." وأبدى الأندلسى ملاحظات قيمة فى الحديثين فقال : "ولنا عند هذا الحديث وقفات للتأمل: -راوي هذا الحديث هو عمرو بن العاص وراوي حديث المغيبات عند مسلم ليس إلا ابنه عبدالله بن عمرو بن العاص!!! -المرأة التي في حديث عمرو بن العاص هي نفسها المرأة التي في حديث ابنه عبدالله بن عمرو بن العاص (أسماء بنت عميس)!!! -موضوع حديث عمرو بن العاص هو نفسه موضوع حديث ابنه عبدالله بن عمرو بن العاص (الدخول على المغيبات)!!! فيا لها من صدفة غريبة! فليس ببعيد أن يكون الرواة قد اختلطت عليهم الروايات فاخطئوا وجاؤوا بمثل ذلك المتن. - مخالفة قوله:" ... إلا ومعه رجل أو اثنان" لنصوص الكتاب والسنة الصحيحة والفطرة السليمة التي تحرم مطلقا دخول الرجال الأجانب على النساء وتحجبهن مطلقا عنهم كالدر المصون كقوله تعالى: ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)) [الأحزاب:33].وكقوله تعالى: ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)) [الأحزاب:53]. وكقوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت)) (متفق عليه من حديث عقبة بن عامر).وكنهيه (ص)عن الدخول على المغيبات (في حديث عمرو بن العاص السابق). وليت شعري كيف تحرم الشريعة خروج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال ثم بعد ذلك تبيح للرجال أن يدخلوا عليها وهي في بيتها!!! كمثل من يقول لشاب من الشباب لا تتعب نفسك بالخروج إلى الشارع للتمتع برؤية الفتيات المتبرجات، اقعد في بيتك وأنا آتيك بالتلفاز والدش لتستمتع بالفتيات الجميلات وأنت مستريح على أريكتك!!! تعالى ربنا عز وجل عن هذا الافك المبين. إن هذا لا يقبله رجل فيه مسكة من غيرة على عرضه إلا أن يكون ديوثا ملعونا. قال تعالى: (ألا له الخلق والأمر) فلا تعارض بين خلقه وشرعه وهل كان دينه إلا دين الفطرة والعقل. ومن اللطائف أن هذا الحديث قد أشكل على الفقهاء أيما إشكال مما دفع بهم إلى تكلف تأويله على غير ظاهره وهذا بسبب النكارة الظاهرة في المتن ولم يكن لهم بد إلا فعل ذلك إذ من يتجرا على رد حديث يرويه مسلم في الصحيح! فقال النووي في شرحه على الحديث: (ثم إن ظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية، والمشهور عند أصحابنا تحريمه، فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم على الفاحشة لصلاحهم، أو مروءتهم، أوغير ذلك. وقد أشار القاضي إلى نحو هذا التأويل).اه وقال الحافظ أبي العباس القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: (كان هذا الدخول في غيبة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ، لكنه كان في الحضر لا في السفر، وكان على وجه ما يعرف من أهل الصلاح والخير، مع ما كانوا عليه قبل الإسلام مما تقتضيه مكارم الأخلاق من التهمة والريب، كما قدمناه ولعل هذا كان قبل نزول الحجاب، وقبل أن يتقدم لهم في ذلك بأمر ولا نهي؛ غير أن أبا بكر أنكر ذلك بمقتضى الغيرة الجبلية، والدينية، كما وقع لعمر في الحجاب ولما ذكر ذلك للنبي ـ (ص)ـ قال: ما يعلمه من حال الداخلين، والمدخول لها، قال: ((لم أر إلا خيرا؛ يعني: على الفريقين، فإنه علم أعيان الجميع؛ لأنهم كانوا من مسلمي في هاشم، ثم خص أسماء بالشهادة لها فقال: ((إن الله قد برأها من ذلك))؛ أي: مما وقع في نفس أبي بكر، فكان ذلك فضيلة عظيمة من أعظم فضائلها، ومنقبة من أشرف مناقبها، ومع ذلك فلم يكتف بذلك رسول الله ـ (ص)ـ حتى جمع الناس، وصعد المنبر، فنهاهم عن ذلك، وعلمهم ما يجوز منه فقال: ((ألا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل، أو اثنان))؛ سادا لذريعة الخلوة، ودفعا لما يؤدي إلى التهمة. إنما اقتصر على ذكر الرجل والرجلين لصلاحية أولئك القوم؛ لأن التهمة كانت ترتفع بذلك القدر. فأما اليوم: فلا يكتفى بذلك القدر، بل بالجماعة الكثيرة لعموم المفاسد، وخبث المقاصد، ورحم الله مالكا، لقد بالغ في هذا الباب حتى منع فيه ما يجر إلى بعيد التهم والارتياب؛ حتى منع خلوة المرأة بابن زوجها، والسفر معه، وإن كانت محرمة عليه؛ لأنه ليس كل أحد يمتنع بالمانع الشرعي؛ إذا لم يقارنه مانع عادي، فإنه من المعلوم الذي لا شك فيه: أن موقع امتناع الرجل من النظر بالشهوة لامرأة أبيه ليس كموقعه منه لأمه وأخته. هذا قد استحكمت عليه النفرة العادية، وذلك قد أنست به النفس الشهوانية، فلا بد مع المانع الشرعي في هذا من مراعاة الذرائع الحاليه" وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فان مذهب المحققين ومذهب الحفاظ الكبار أنهم كانوا يردون الحديث ولا يتعزفون في التأويل. -إباحة دخول أكثر من رجل أجنبي على المرأة في بيتها يناقض القواعد والأصول العامة التي بني عليها دين الإسلام من الحفاظ على الأعراض وسد كل الأبواب والسبل التي تؤدي إلى خدشها وصيانة المجتمع المسلم من أسباب الرذيلة. وحاشا لرسل الله الكرام عليهم الصلاة والسلام أن يفتحوا هذا الباب العظيم من الشر ويجلبوا العار والشنار على البشرية، وهل كانوا عليهم السلام إلا دعاة العفة والفضيلة. فلتقر أعين المسلمين لله تعالى وليمت الفساق والمجرمون غيظا وكمدا. ولله در الإمام الشاطبي حيث قال: (ولذلك لا تجد فرقة من الفرق الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مر من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)." وحكاية تحريم دخول الرجال الاغراب على النساء البيوت لا وجود لها فى القرآن فقد بين الله انه يجوز للمرأة أن تدخل الرجل الغريب لضرورة مثل العمال الذين يصلحون ما فسد فى البيت من كهرباء أو سباكة أو نجارة وذلك بإذن زوجها الذى يخبرها أن فلان قادم غدا لعمل كذا وفى هذا قال تعالى : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " وأيضا فى حالات الطوارىء والكوارث يجب على المرأة دون إذن زوجها إدخال رجل او جماعة البيت إذا كان احدهم مثلا سقط مغمى عليه او جرح أو نزف او حماية له ممن يريد قتله أو ضربه كما قال تعالى : "ليْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ"
-
قراءة فى كتاب دعاء ذي النون "فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}" دراسة تحليلية ... " المؤلف علي ناصر مطلك وهو يدور حول بحوث متعددة عن الدعاء من ناحية معانى ألفاظ الدعاء وعن اعرابه وعن اللطائف فيه وغير هذا والغريب أن معظم ذلك هو خروج عن الدعوة فالناس لا يتعلمون معانى الألفاظ ولا الإعراب ولا القراءات لأن ما يهمهم هو المعنى الاجمالى والأحكام المتعلمة من الآية استهل مطلك بسبب تأليف الكتاب فقال :. "ان القران الكريم حافل بأدعية الانبياء "عليهم السلام" وهم يمثلون القمة في الاخلاص لله تبارك وتعالى، وكانت تراودني فكرة ان اكتب شيا عن دعاء من ادعية الانبياء"عليهم السلام" ففكرت في اختيار الدعاء، فوقع اختياري على دعاء يونس "عليه السلام "لما يحمل من قمة الربوبية والالوهية والتذلل لله "عز وجل"، فدرست هذا الدعاء المبارك دراسة تحليلية" وفى المبحث ألأول تناول المعانى اللغوية لكلمات الدعاء فقال : "المبحث الأول معاني الألفاظ في الدعاء اليونسي غم: تقول غممته إذا غطيته فانغم، غم يومنا بالفتح، فهو يوم غم، إذا يأخذ بالنفس من شدة الحر، والغم واحد الغموم، والغمام السحاب، واحده غمامة، ويقال غمه الشيء غما من باب قتل: غطاه ومنه قيل: للحزن غم لانه يغطي السرور والحلم، وهو في غمة، أي: حيرة ولبس، والجمع غمم، ومنه الغمام لكونه ساترا لضوء الشمس والفرق بين الغم والحزن هو ان الحزن خلاف السرور ، والحزن هو حالة انقباض في القلب، كما أن السرور حالة انبساط النجاة: الخلاص، والتناجي التحدث بالسر، والنجوة من الارض ما ارتفع منها، وقد يكنى بالنجوة عن الغائط، والنجي القريب ومنه قوله تعالى {وقربناه نجيا} ، والمناجاة: الحديث بين اثنين او اكثر من ذلك ." وهذا لا يهمنا فى شىء ولا حتى القادم وهو الإعراب فى قوله : "المبحث الثاني الإعراب فنادى: الفاء تدعى هذه بالفصيحة ، و (نادى) معطوفة على (ظن) في قوله تعالى: (فظن أن لن نقدر عليه) في الظلمات: متعلقة بحال من فاعل "نادى" ان: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشان محذوفا، وخبرها جملة {لا اله الا انت}، ويجوز ان تكون مفسرة؛ لان النداء فيه معنى القول دون حروفه . سبحانك: مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف والجملة حالية. اني: ان واسمها، والجملة تعليلية . كنت من الظالمين: خبر لـ (ان) و {من الظالمين} في محل نصب خبر كنت فاستجبنا: عطف على ما تقدم (له): متعلقة بـ (استجبنا). (من الغم): متعلقة بـ (نجيناه). (كذلك): متعلق بمحذوف مفعول مطلق، عامله " ننجي "، ويجوز ان تكون الكاف اسما بمعنى "مثل" في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، فهو صفته ." وكل هذا لا فائدة منه فالكتب اللغوية والنحوية ما ألفت إلا بعد القرآن بقرون أو عقود ومن ألفوها كان هدفهم هو تضليل الناس وجعلهم يختلفون فى التفسير بدلا من المعنى العام الواحد الذى قصده الله وفى الثالث ذكر مطلك بعض القراءات فى الآية فقال : "المبحث الثالث //وجوه القراءات الواردة في الدعاء وتاثيرها على المعاني. قوله تعالى: (ننجي) الجمهور على قراءة النونين وتخفيف الجيم، واختلف في ذلك، فابن عامر وابو بكر بحذف احد النونين وتشديد الجيم أي: نجي، واختارها ابو عبيد لموافقة المصاحف، وقد طعن فيها لمنع الادغام في المشدد، واجيب عنه باجوبة، احسنها كما في الدر: ان الاصل ننجي بنونين، مضمومة فمفتوحة مع تشديد الجيم، فاستثقل توالي المثلين، فحذفت الثانية كما حذفت في {ونزل الملائكة تنزيلا} ، والباقون بضم النون الاولى وسكون النون الثانية وتخفيف الجيم من انجي . وذكر العكبري ان الجمهور على الجمع بين النونين، وتخفيف الجيم ويقرا "ننجي" بنون واحدة وتشديد الجيم، وفيه ثلاثة اوجه:- احدها انه فعل ماض وسكن الياء إيثارا للتخفيف، والقائم مقام الفاعل المصدر، أي: نجي النجاء، وهذا الوجه ضعيف من وجهين احدهما تسكين اخر الماضي والثاني اقامة المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح، ومن المعلوم انه لا ينيب المصدر والظرف والجار والمجرور عن الفاعل الا مع فقد المفعول، فان وجد المفعول فهو مقدم على غيره في النيابة، والوجه الثاني {نجي} فعل مستقبل أي: فعل مضارع، قلبت منه النون الثانية جيما وأدغمت، وهذا الوجه ايضا ضعيف، والذي يبدو ان ضعف هذا الوجه للبعد بين مخرج النون وهو طرف اللسان، والجيم الذي هو من وسط اللسان، ويسمى الحرف الشجري لخروجه من شجرة اللسان، فبينهما بعد في المخرج، فكيف قلبت؟ والوجه الثالث: ان اصله {ننجي} بفتح النون الثانية ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في {تظاهرون} وهذا ضعيف ايضا لوجهين: احدهما ان النون الثانية اصل، وهي فاء الكلمة، فحذفها بعيد جدا، لان الاصلي هو الذي يثبت في جميع التصاريف، بخلاف الزائد الذي هو عكسه، والثاني: ان حركة النون الثانية غير حركة النون الاولى، فلا يستثقل الجمع بينهما، بخلاف قوله تعالى: {تظاهرون} الا ترى انك لو قلت {تتحامى المظالم} لم يسع حذف التاء الثانية، وذلك للاختلاف بين الحركتين. فقوله تعالى {وكذلك ننجي المؤمنين} بنون واحدة لانها في المصحف كذا، وتكلم النحويون في هذا، فقال بعضهم: هو لحن لانه نصب اسم ما لم يسم فاعله، وكان ابو اسحاق يذهب الى هذا القول، قال ابو اسحاق: (هذا خطا لا يجوز ضرب زيدا)، المعنى الضرب زيدا، لانه لا فائدة فيه، اذا كان ضرب يدل على الضرب، ولابي عبيدة قول اخر، وهو انه ادغم النون في الجيم، وهذا القول لا يجوز عند احد من النحويين علمناه لبعد النون من الجيم فلا تدغم فيها ، فـ ((ننجي المؤمنين)) القراء يقرءونها بنونين وكتابها بنون واحدة، وذلك ان النون الاولى متحركة، والثانية ساكنة، فلا تظهر الساكنة على اللسان، فلما خفيت حذفت، وقد قرا عاصم ({نجي} بنون واحدة، ونصب {المؤمنين} كانه احتمل اللحن، ولا نعلم لها جهة الا تلك، لان ما لم يسم فاعله اذا خلا باسم رفعه الا ان يكون اضمر المصدر في {نجي} فنوي به الرفع، ونصب {المؤمنين} فيكون كقولك: ضرب الضرب زيدا، ثم تكني عن الضرب، فتقول: ضرب زيدا، وكذلك نجي النجاء المؤمنين. قال ابن عاشور: ((اعلم ان كلمة "ننجي" كتبت في المصاحف بنون واحدة، كما كتبت بنون واحدة في قوله تعالى في سورة يوسف (ص) {فنجي من نشاء} ، ووجه ابو علي هذا الرسم بان النون الثانية لما كانت ساكنة، وكان وقوع الجيم بعدها يقتضي إخفاءها، لان النون الساكنة تخفى مع الاحرف الشجرية، وهي (الجيم – الشين – الضاد) فلما اخفيت حذفت في النطق، فشابه اخفاؤها حالة الاعجام، فحذفها كاتب المصحف في الخط لخفاء النطق بها في اللفظ، أي كما حذفوا نون (إن) مع (لا) في نحو (الا تفعلوه) من حيث انها تدغم في اللام، وقرا جمهور القراء باثبات النونين في النطق، فيكون حذف احدى النونين في الخط مجرد تنبيه على اعتبار من اعتبارات الاداء، وقرا ابن عامر وابو بكر عن عاصم بنون واحدة وبتشديد الجيم على اعتبار ادغام النون في الجيم كما تدغم في اللام والراء، وانكر ذلك عليهما ابو حاتم والزجاج، وقالا: هو لحن، ووجه ابو عبيد والفراء وثعلب قراءاتهما بان {نجي} سكنت ياءها، ولم تحرك على لغة من يقول بقي ورضي، فيسكن الياء، كما في قراءة الحسن {وذروا ما بقي من الربا} بتسكين ياء (بقي)، وعن ابي عبيد والقتبي ان النون الثانية ادغمت في الجيم، ووجه ابن جني متابعا للاخفش الصغير بان اصل هذه القراءة {ننجي} بفتح النون الثانية وتشديد الجيم فحذفت النون الثانية لتوالي المثلين، فصار {نجي}،وعن بعض النحاة تاويل هذه القراءة بان {نجي} فعل مضي مبني للمجهول، وان نائب الفاعل ضمير يعود الى النجاء الماخوذ من الفعل، او الماخوذ من اسم الاشارة في قوله {وكذلك}، وانتصب {المؤمنين} على المفعول به على راي من يجوز انابة المصدر مع وجود المفعول به، كما في قراءة ابي جعفر {ليجزى} بفتح الزاي {قوما بما كانوا يكسبون} بتقدير، ليجزى الجزاء قوما. وقال الزمخشري في الكشاف: " ان هذا التوجيه بارد التعسف")) وقد ذكر صاحب مشكل القران في هذه الاية الكريمة اقوال القراء فيها، فقد قرا ابن عامر وابو بكر عن عاصم بنون واحدة وجيم مشددة، وكان يجب ان يفتح الياء، لانه فعل ماض لم يسم فاعله، ويجب ان ترفع {المؤمنين} على هذه القراءة، لانه مفعول لم يسم فاعله، وفعل ماض لم يسم فاعله، ولكن اتى على اضمار المصدر، اقامه مقام الفاعل، وهو بعيد؛ لان المفعول اولى بان يقوم مقام الفاعل، وانما يقوم المصدر مقام الفاعل عند عدم المفعول به، او عند المفعول به، او عند اشتغال المفعول به بحرف الجر، نحو قيم سير بزيد، فاما الياء فاسكنها في موضع الفتح كما يسكنها في موضع الرفع، وهو بعيد ايضا، انما يجوز في الشعر، وقال ابو عبيدة كما في تفسير القرطبي: ان "نجي" ليس هو في هذه القراءة فعل سمي فاعله، وانما ادغم النون الثانية في الجيم" ، وهو قول بعيد ايضا، لان النون لا تدغم في الجيم ادغاما صحيحا، والاخفاء لا يكون معه تشديد، وقال علي بن سليمان: وهو في هذه القراءة فعل سمي فاعله، واصله {ننجي} بنونين وبالتشديد على "تفعل" لكن حذفت النون الثانية لاجتماع النونين كما حذفت احدى التاءين في {تفرقون} و {تظاهرون}، وشبهه، واستدل من قال بهذين القولين الاخيرين على قوله بسكون الياء في {ننجي} فدل سكونها على انه فعل مستقبل وهذا ايضا قول ضعيف، لان المثلين في مثل هذه الاشياء، لا يحذف الثاني استخفافا، (أي لاجل الخفة) الا اذا اتفقت حركة المثلين، نحو {تتفرقون} و {تتعاونون} فان اختلفت حركة المثلين لم يجز حذف الثاني نحو تتغافر الذنوب، وتتناتج الدواب، والنونان في {ننجي} قد اختلفت حركتهما، فلا يجوز حذف البتة والتاء المحذوفة في {تفرقوا} و {تعاونوا} زائدة فحذفها حسن اذا اتفقت الحركتان . قال الامام الطبري (رحمه الله تعالى): (اختلفت القراء في قراءة قوله: {ننجي المؤمنين} فقرأت ذلك قراءة الامصار سوى عاصم بنونين الثانية منهما ساكنة من انجيناه فنحن ننجيه، وانما قرءوا ذلك كذلك وكتابته في المصاحف بنون واحدة، لانه لو قرئ بنون واحدة وتشديد الجيم بمعنى ما لم يسم فاعله، كان {المؤمنون} رفعا وهم (أي: المؤمنين) في المصاحف منصوبون، ولو قرئ بنون واحدة وتخفيف الجيم كان الفعل للمؤمنين وكانوا رفعا، ووجب مع ذلك ان يكون قوله {نجي} مكتوبا بالالف، لانه من ذوات الواو وهو في المصاحف بالياء، فان قال قائل: فكيف كتب ذلك بنون واحدة، فقد علمت ان حكم ذلك اذا قرئ {ننجي} ان يكتب بنونين؟ قيل لان النون الثانية لما سكنت وكان الساكن غير ظاهر عن اللسان حذفت كما فعلوا ذلك بـ "الا" فحذفت النون من "ان" لخفائها اذا كانت مندغمة باللام من "لا"، وقرا ذلك عاصم {نجي المؤمنين} بنون واحدة، وتثقيل الجيم، وتسكين الياء، فان يكن عاصم وجه قراءته ذلك الى قول العرب: ضرب الضرب زيدا، فكنى عن المصدر الذي هو النجاء، وجعل الخبر اعني خبر ما لم يسم فاعله المؤمنين، كانه اراد وكذلك نجى النجاء المؤمنين، فكنى عن النجاء، فهو وجه، وان كان غيره اصوب، والا فان الذي قرأ من ذلك على ما قرءه لحن، لان المؤمنين اسم على القراءة التي قرأها ما لم يسم فاعله، والعرب ترفع ما كان من الاسماء كذلك، وانما حمل عاصم على هذه القراءة انه وجد المصاحف بنون واحدة وكان في قراءاته اياها على ما عليه قراءة القراء إلحاق بنون اخرى ليست في المصاحف، فظن ان ذلك زيادة ما ليس في المصحف، ولم يعرف لحذفها وجها يصرفه اليه) . وقال ابو جعفر الطبري ايضا: (والصواب من القراءة التي لا استجيز غيرها في ذلك عندنا ما عليه قراءة الامصار من قراءته بنونين وتخفيف الجيم لاجماع الحجة من القراء عليها وتخطئتها خلافه) . وانما صحت هذه القراءة، لان القراءة بالنون الواحدة مشكل من الناحية العربية، والقران الكريم نزل بالفصيح، قال تعالى {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}. والوقف على قوله تعالى {أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} كاف، والوقف التام على قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} " وكل هذه الخلافات الذى ذكرها الرجل حولت الآية إلى مجموعة من الخلافات والتناقضات بدلا من أن تدل القارىء أو المدعو إلى المعنى الصحيح وحدثنا عن المعنى التفصيلى للدعاء فقال : "المبحث الرابع //المعنى التفصيلي للدعاء اليونسي. قوله تعالى: {فنادى في الظلمات} اختلف العلماء في جمع الظلمات، ما المراد منه؟ فقالت فرقة منهم ابن عباس وقتادة "رضي الله عنهم ":ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت، وذكر ابن ابي الدنيا حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن عمرو بن ميمون، قال: حدثنا عبد الله مسعود في بيت المال، قال: لما ابتلع الحوت يونس (ص) اهوى به الى قرار الارض فسمع يونس تسبيح الحصى، فنادى في الظلمات ظلمات ثلاث (ظلمة الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر) {أن لا إله إلا أنت سبحانك ..... } وذكر الطبري راي بن عباس "رضي الله عنهما" المتقدم، ورجح في تفسير الظلمات، فقال ان الله اخبر عن يونس انه ناداه في الظلمات ان لا اله الا انت .... ، ولا شك انه قد عنى باحدى الظلمات بطن الحوت وبالاخرى ظلمة البحر، وفي الثالثة اختلاف، وجائز ان تكون تلك الثالثة ظلمة الليل وجائز ان تكون كون الحوت في جوف حوت اخر، ولا دليل على أي من ذلك من أي، فلا قول في ذلك اولى بالحق من التسليم لظاهر التنزيل ، يعني هناك قول اخر لتفسير الظلمات، وهي عبارة عن ظلمة البحر وظلمة حوت التقم الحوت الاول، ويصح ان يعبر بالظلمات عن جوف الحوت الاول فقط، كما قال تعالى: {في غيابة الجب} وفي كل جهاته ظلمة، فجمع الظلمات على هذا النحو سائغ ، ومنهم من اعتبر انواعا مختلفة من الظلمات، فان كان النداء في الليل فهناك ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت، وان كان في النهاء اضيفت اليه ظلمة امعاء الحوت، او ان حوتا ابتلع الحوت الذي هو في بطنه او لان الحوت اذا عظم غوصه في قعر البحر، كان ما فوقه من البحر ظلمة في ظلمة، اما قول من قال ان الحوت الذي ابتلعه غاص في الارض فان ثبت ذلك بخبر فلا كلام، وان قيل بذلك لكي يقع نداؤه بالظلمات فما تقدم يغني عن ذلك قال صاحب الكشاف: ((والخطاب للمؤمنين "في الظلمات" أي: في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت كقوله تعالى " {ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات} وقوله تعالى " {يخرجونهم من النور إلى الظلمات} وقيل: ظلمات بطن الحوت والبحر والليل، وقيل: ابتلع حوته حوت اكبر فحصل في ظلمتي حوتين وظلمة البحر )) فرأي الجمهور ان جمع الظلمات اما على حقيقتها وهي ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، وقيل: جمع الظلمات على المجاز، وهذا ما جنح اليه الزمخشري في الكشاف كما تقدم فعلى هذا الراي جعلت الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت كانها ظلمات وليل تقول الناس في ظلماته ... سواء صحيحات الحوت وعورها وعلى راي من يقول ان الظلمات مبالغة في الظلمة وشدتها، فالظلمات وردت في القران الكريم مجموعة، لان الظلمات تدل على الظلم والباطل، وان طرق الباطل متشعبة ومتعددة وورد ان النور في القران الكريم فرد، لان النور طريق الحق، وهو واحد، لذلك افردت النور، وجمعت الظلمات في الكتاب العزيز كقوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه} وقوله تعالى: {يخرجهم من الظلمات إلى النور} " هنا أدخلنا مطلك فى نفس المتاهة اللغوية التى لا علاقة لها بالمعنى وهو جمع الظلمات ومعانيها وافراد النور والمعنى بسيط : رجل ابتلعه الحوت فى بطنه فهو فى ظلمات جلد الحوت وسوائل البطن التى تمنعه من الرؤية فمن الطبيعىة أن ينادى الله وهو لا يرى شىء ثم دخل بنا على معانى لغوية أخرى فى الجملة التالية فقال : "وقوله تعالى: {أن لا إله إلا أنت} أي: بانه ان لا اله الا انت، على ان (ان) مخففة من الثقيلة، والجار مقدر، وضمير الشان محذوف، او (ان) بمعنى (أي) فهي مفسرة، أي: لا يكون ابتلائي من هذا بغير سبب من جهتي ، وعن النبي "صلى الله عيه واله وسلم" انه قال: {ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء الا استجيب له} ، وقوله تعالى: {سبحانك إني كنت من الظالمين} أي: تنزهت يارب عن الظلم والنقص وقد كنت من الظالمين لنفسي، وانا الان من التائبين النادمين فاكشف عني المحنة. فهذه الدعوة ((لا اله الا انت سبحانك)) هي الكلمات التي دعا بها يونس (ص) وهو في بطن الحوت، فاقبلت هذه الدعوة تحت العرش فقالت الملائكة يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال: اما تعرفون ذاك؟ قالوا: لا يا رب ومن هو؟ قال: عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة، قالوا: يا رب اولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء، فتنجيه من البلاء قال: بلى فامر الحوت فطرحه في العراء. " قطعا الروايات فى الكلام السابق كاذبة لم يقلها النبى(ص) فلا يوجد شىء اسمه الدعاء بقول لا اله الا انت سبحانك يستجاب له كله لأن هذا أساسا ليس دعاء فليس فيه أى طلب من الله والاستجابة متوقفة على مشيئة الله وهى ما قدره فى كتابه كما قال تعالى : "بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ" ورواية صوت ضعيف من بلاد بعيدة هو كلام فارغ فالله يسمع من قريب كما من بعيد ولو كانت الملائكة تسمع لأنها تكتب فهى تسمع البعيد كالقريب وتوسل الملائكة لله كى ينقذ كلام يونس(ص) هو كلام باطل لأنه قدر مقدر لا ينفع فيه توسل ولا غيره ثم قال : وقوله تعالى: {اني كنت من الظالمين} أي: ظلمت نفسي بفراري من قومي بغير اذنك، كأنه، قال: (كنت من الظالمين، وانا من التائبين النادمين فاكشف عني المحنة)، يدل عليه قوله تعالى: {فاستجبنا له} قوله تعالى {فاستجبنا له} الاستجابة مبالغة في الاجابة، وهي اجابة توبته مما فرط منه، واجابة دعائه الذي دعاه في ضمن الاعتراف لاظهار التوبة على الطف وجه واحسنه ، اخرج احمد والترمذي والنسائي والحكيم في "نوادر الاصول" والحاكم وصححه وابن جرير والبيهقي في "الشعب" وجماعة عن سعد بن ابي وقاص عن الني "صلى الله عليه واله وسلم": ((دعوة ذي النون اذ هو في بطن الحوت (لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين) لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط الا استجاب له ، واخرج ابن ابي حاتم عن الحسن ان ذلك اسم الله - تعالى - الاعظم ." ونجد مطلك يكرر نفس الروايات الموضوعة عن استجابة الدعاء بدعاء يونس (ص) والغريب أنه هو أو غيره لم يتحدثوا عن وجود حذف فى الدعاء وهو استغفار يونس (ص) لذنبه ثم قال : "وقوله تعالى: {ونجيناه من الغم} أي: اخرجناه من بطن الحوت وتلك الظلمات ، والانجاء وقع حين الاستجابة اذ الصحيح انه ما بقي في بطن الحوت الا ساعة قليلة، وانجاؤه هو بتقدير وتكوين في مزاج الحوت حتى خرج الى قرب الشاطئ، فتقاياه فخرج يسبح الى الشاطئ. وهذا الحوت هو من صنف الحوت العظيم الذي يبتلع الاشياء الضخمة، ولا يقضمها باسنانه، وشاع بين الناس تسمية صنف من الحوت بحوت يونس رجما بالغيب. وقوله تعالى: {ونجيناه من الغم} أي: الذي ناله حين التقمه الحوت بان قذفه الى الساحل بعد ساعات قال الشعبي: "التقمه ضحى ولفظه عشية"، وعن قتادة انه بقي ثلاثة ايام، وهو الذي زعمته اليهود وعن جعفر الصادق (ص) انه بقي سبعة ايام، وروى ابن ابي حاتم عن ابي مالك انه بقي اربعين يوما وقيل المراد بالغم هو غم الخطيئة . قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} أي: اذا كانوا في غموم واخلصوا في ادعيتهم منيبين، لا سيما بهذا الدعاء وقد روي في الترغيب فيه اثار، قد تقدم شطر منها ." قطعا اختلف القوم فى معنى الحوت والمحدثون حاولوا أن يرلفوا أقوالا تعنى غير ما يعنيه الحوت البحرى فقالوا أن الحوت يعنى المركب الصغير الذى يسمونه حاليا قارب النجاة وهو كلام لا أصل له وتحدث مطلك عن لطائف ووقفات بىغية فى الدعاء مطيلا ولذا اختصرناه لأنه لن يفيد القارىء بشىء فقال: "المبحث الخامس//اللطائف والوقفات البلاغية في الدعاء اليونسي في الدعاء اليونسي وردت اشارات ولطائف بيانية، يشار الى بعضها:- - قوله: {فنادى في الظلمات ........ } هذا الدعاء العظيم من ادعية النبي يونس (ص) وهو يدل على حالة عظيمة من الانكسار والذل بين يدي المولى "جل جلاله" - لما اراد يونس (ص) السؤال والدعاء، قدم ذكر التوحيد والعدل، فقال: (لا اله الا انت ..... ) وفي قوله تعالى .. {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك} ان الانبياء معصومون، ولكنهم يشعرون امام عظمة الله سبحانه بالذنب والتقصير، . - وفي قوله تعالى: {لا اله الا انت} ليعلم انه تعالى ذكر كلمة (لا اله الا الله) في القران الكريم في سبع وثلاثين موضعا، ...قيل: اذا كان اخر الزمان فليس لشيء من الطاعات فضل كفضل (لا اله الا الله) ...والاحاديث في فضل (لا اله الا الله) لا حصر لها ولا عد، فهي اس الدين . - وقوله تعالى .. {إني كنت من الظالمين} فيه انني ظلمت نفسي بفراري من قومي بغير اذنك، كأنه قال .. كنت من الظالمين وانا من التائبين النادمين، فاكشف عني المحنة، فقد وصف ربه (جل جلالة) بكمال الربوبية وصفة نفسه بقوله .. إني كنت من الظالمين، بضعف البشرية والقصور في اداء حق الربوبية ... وقوله تعالى: (فاستجبنا له) أي: دعاؤه الذي دعاه في ضمن الاعتراف واظهار التوبة على الطف وجه واحسنه، حتى قال بعض اهل العلم: ان ذلك اسم الله الاعظم،.. وقوله تعالى: {ونجيناه من الغم} ..ويمكن القول هنا ان هناك فرقا بين الهم والغم، فذكر ابو هلال العسكري ان الهم هو الفكر في ازالة المكروه واجتلاب المحبوب، ... والغم معناه ينقبض القلب معه، ويكون لوقوع ضرر قد كان او توقع ضرر او يتوهمه، ...والفرق بين الهم والغم والحزن هو ان الهم قبل نزول الامر ويطرد النوم والغم بعد نزول الامر ويجلب النوم والحزن الأسى على ما فات وخشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم . وفي قوله تعالى: {وكذلك ننجي} ان كلمة (ننجي المؤمنين) تعطينا الامل باننا مهما فرطنا في جنب الله، فان باب الاستغفار مفتوح امامنا، ورحمة الله قابلة لان تسعنا فلا داعي للياس والقنوط . وتذليل الدعاء بـ (كذلك) من الانجاء الذي انجي به يونس (ص)،أي مثل ذلك الانجاء ننجي المؤمنين من هموم يحسب من يقع فيها ان نجاته عسيرة، " والكلام السابق هو كلام لغوى لافائدة منه وفى المبحث ألأخير قال الرجل : المبحث السادس //من الاشارات في الدعاء اليونسي يشير الدعاء اليونسي الى ان ما اصاب النبي يونس(ص) من البلاء والنجاة منه لم يكن حكما خاصا، بل هو حكم العام في حفظ تسلسل الدرجات والمراتب. ان الكثير من الحوادث المؤلمة والابتلاءات الشديدة والمصائب نتيجة لذنوبنا ومعاصينا، وهي سياط لتنبيه الارواح الغافلة، وهي مواقد لتصفية معادن ارواح الادميين، فمتى ما تنبه الانسان الى ترك الامور الثلاثة فانه سينجو حتما، والامور هي:- ـ التوجه الى حقيقة التوحيد وانه لا معبود ولا سند الا الله. ـ تنزيه الله تعالى من كل عيب وظلم وجور، وتجنب كل سوء ظن بذاته المقدسة. ـ اعتراف الانسان بذنبه وتقصيره، فليس المراد قراءة الالفاظ والكلمات فقط بل جريان حقيقتها في اعماق الروح الانسانية، أي ينسجم كل وجوده مع الالفاظ حين قراءتها ..... لم يقل يونس (ص) سبحانك كنت ظالما، بل قال كنت من الظالمين، وهذا يعني الندم على ما فعل والتوبة من الذنب حيث يرى نفسه كان من قبل من الظالمين، فلا يريد ان يكون ظالما. . كأنما يونس (ص) يفكر في الناس، ففي مقام العفو والتوبة لم يذكر نفسة فقط، بانه كان ظالما، بل اشار الى الاخرين" اني كنت من الظالمين "، ...وفي قوله تعالى: {فنادى في الظلمات ... } ومن الاشارة فيها ما قيل: أي اني كنت من الظالمين لنفسي بالمبادرة الى المهاجرة، وبتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله "عز وجل"، وقال "جل جلاله": {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون . ...وهذا الذكر اليونسي ينبغي ان ينسجم بكل وجوده مع تلك الالفاظ حين قراءتها، ويلزم التذكير بهذه المسألة، وهي ان العقوبات الالهية على نحوين: اولا –عذاب الاستئصال ثانيا- عذاب التنبيه، والذي له صفة تربوية.. ان حادثة يونس (ص) تحذر بصورة ضمنية جميع قادة الحق والمرشدين اليه بالسبل المختلفة بان لا يتصوروا انتهاء مهمتهم مطلقا، ولا يستصغروا أي جهد وسعي في هذا الطريق، لان مسؤوليتهم ثقيلة جدا ولا يخفى كما عند ارباب السير والسلوك ان من يقول الذكر اليونسي عليه ان يتمه، فلا يكتفي بقوله {لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين}، بل يكمل ذلك بقوله {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}، فان الاكتفاء بالقسم الاول يوجب الهم والغم، والفرق بين الهم والغم، ان الهم باعتبار ما مضى، والدهر باعتبار المستقبل، فان الدهر خوان، ولا تدري ما يضم لك الدهر الخوان." وهذه المعلومات كلها خارج نطاق معنى الآيات التى الهدف منها هو : اقرار الإنسان بالذنب ثم استغفاره الله لذنبه مهما كان لكى ينجيه الله من العقاب
-
قراءة فى كتاب إبهاج أهل الصناعة بدراسة حديث(بعثت بالسيف بين يدي الساعة) المؤلف أبي ذر السمهري اليماني والكتب مداره حديث بعثت بين يدى الساعة بالسيف وكونه صحيح عند السمهرى وفى مقدمته قال : "فهذه دراسة موسعة لحديث رسول الله (ص): (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)." والحديث ظاهر أنه مخالف لكتاب الله فيما يلى : الأول بعثه مع الساعة والساعة لم تحدث بعد فكيف يعث مع الساعة ؟ وهو ما يخالف أنه لا يعلم الساعة إلا الله كما : " لا يعلمها إلا هو " الثانى البعث بالسيف والبعث إنما هو برسالة الله ككل وليس بجزء منها كما قال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ " الثالث الرزق بالرمح وهو ما يخالف أن الرزق يأتى بوسائل مختلفة كالسير فى الأرض كما قال تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ" وتحدث عن رواة الحديث من الصحابة وغيرهم فقال : "هذا الحديث روي عن ثلاثة من الصحابة ، عن ابن عمر و أبي هريرة وأنس بن مالك وجاء مرسلا عن طاوس بن كيسان و الحسن البصري رحمهما الله تعالى، وجاءت جملة منه في حديث عتبة بن عويم ومرسل مكحول الشامي وجاءت الجملة الأخيرة منه في حديث حذيفة مرفوعا وموقوفا، وعن عمر موقوفا. أما رواية ابن عمر فقد أخرجها البخاري معلقا (4/ 40) - دون الجملة الأولى والأخيرة-، وقد روى عن ابن عمر أبو منيب الجرشي وعنه حسان بن عطية وعنه راويان: أولهما: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، أخرج ذلك ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 212) وأحمد في مسنده (9/ 126) و أبو داود في السنن-مقتصرا على الجملة الأخيرة من الحديث - (4/ 44) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، و أبو يعلى في مسنده-كما في إتحاف الخيرة المهرة- (4/ 484) ثنا زهير بن حرب، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 417) من طريق الحسن بن المكرم، والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 142) نا أبو الحسين علي بن محمد المعدل وأنا الحسن بن أبي بكر , والذهبي في السير (12/ 86) من طريق محمد بن أحمد بن القاسم ثلاثتهم (المعدل و ابن أبي بكر و محمد بن أحمد) عن أبي عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد , نا موسى بن سهل الوشاء ستتهم (ابن أبي شيبة و أحمد بن حنبل و عثمان بن أبي شيبة و زهير والحسن بن المكرم وموسى بن سهل) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وأخرجه أحمد (9/ 123) حدثنا محمد بن يزيد يعني الواسطي، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده-كما في المنتخب- (2/ 57) حدثنا سليمان بن داود الطيالسي، وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه (2/ 576) -والبيهقي-من أحد طرقه- في شعب الإيمان (2/ 417) -نا إبراهيم بن معاوية القيسراني، والطبراني في مسند الشاميين-في أحد طرقه (1/ 135) حدثنا عمرو بن ثور الجذامي، و تمام في فوائده (1/ 318) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 257) -من طريق أبي القاسم أخطل بن الحكم القرشي، وابن عبد البر في التمهيد (11/ 76) من طريق عبد الله بن أبي مريم أربعتهم (القيسراني والجذامي وأخطل وابن أبي مريم) عن محمد بن يوسف الفريابي، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 317) وفي مسند الشاميين (1/ 135) -في أحد طرقه-حدثنا عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي عن غسان ابن الربيع، وأخرجه الطبراني أيضا في مسند الشاميين (1/ 135) -في أحد طرقه-حدثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا علي بن عياش الحمصي خمستهم كلهم (أبو النضر ومحمد بن يزيد والطيالسي والفريابي وابن الربيع والحمصي) عن ابن ثوبان عنه. ثانيهما: الأوزاعي، واختلف عليه: 1 - فرواه صدقة السمين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا، أخرج ذلك البزار في مسنده (15/ 104) حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني، قال: حدثنا أبو حفص التنيسي وأخرجه أبو ذر الهروي في ذم الكلام وأهله (3/ 118) والذهبي في السير (16/ 242) من طريق دحيم كلاهما (أبو حفص ودحيم) عن عمرو بن أبي سلمة، قال: حدثنا صدقة به. 2 - ورواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن عبد الله بن عمر مرفوعا، أخرج ذلك الطبراني في الكبير (13/ 318) حدثنا موسى بن سهل أبو عمران الجوني ثنا هشام ابن عمار، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 213) حدثنا أبو أمية حدثنا محمد بن وهب بن عطية، و أخرج ذلك ابن حذلم في جزء من حديث الأوزاعي (1/ 14) من طريق هشام بن عمار، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد كلهم (ابن وهب وهشام وعمرو وكثير) قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم به. 3 - ورواه ابن المبارك والثوري وابن يونس كلهم عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلا للنبي (ص). أما رواية ابن المبارك فقد أخرجها في الجهاد له (1/ 89) من طريق ابن رحمة، وأخرجها القضاعي في مسند الشهاب (1/ 244) من طريق علي بن معبد-مختصرا-كلاهما (ابن رحمة وابن معبد) عن ابن المبارك به. أما رواية الثوري فقد أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 470) حدثنا وكيع عن سفيان به، وأما رواية ابن يونس فقد أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 470) عن ابن يونس به. وأما رواية أنس بن مالك فقد أخرجها الهروي في ذم الكلام (3/ 120) من طريق الحسين بن محمد بن عفير، وأبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (1/ 165) من طريق أحمد بن محمود بن صبيح كلاهما (الحسين وأحمد) عن الحجاج بن يوسف بن قتيبة حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا. أما رواية عتبة بن عويم فأخرجها العقيلي في الضعفاء (3/ 329) والبغوي في معجم الصحابة (4/ 487) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 174) كلهم عن محمد بن طلحة التيمي قال: حدثني عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده قال: قال النبي (ص): «إن الله تبارك وتعالى بعثني بالهدى ودين الحق، ولم يجعلني زراعا ولا تاجرا ولا صخابا في الأسواق، وجعل رزقي في ظل رمحي» وأما مرسل مكحول فقد أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 222) قال حدثنا وكيع نا سفيان، وأخرجه يحيى بن آدم في الخراج (1/ 76) قال: حدثنا قيس كلاهما (سفيان وقيس بن الربيع) عن برد أبي العلاء، عن مكحول قال: قال رسول الله (ص): " جعل رزق هذه الأمة في سنابك خيلها، وأزجة رماحها، ما لم يزرعوا، فإذا زرعوا كانوا من الناس " أما حديث حذيفة ، فقد رواه عنه راويان: أولهما: نمير بن أوس أخرج ذلك الطبراني في مسند الشاميين (3/ 94) حدثنا عمرو بن إسحاق ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم-الأشعري- عن الزبيدي ثنا نمير به مرفوعا. ثانيهما: أبو عبيدة بن حذيفة رضي الله عنه، واختلف عليه فرواه يحيى بن سعيد القطان عنه موقوفا. أخرج ذلك الإمام أحمد في الورع (1/ 190) عن يحيى بن سعيد عن أبي عبيدة به، إلا أن فيه (دعي حذيفة إلى شيء قال فرأى شيئا من زي الأعاجم قال فخرج وقال من تشبه بقوم فهو منهم)ورواه محمد بن سيرين عنه مرفوعا. أخرج ذلك البزار في مسنده (7/ 368) والطبراني في " المعجم الأوسط " (8/ 179) حدثنا موسى بن زكريا كلاهما (البزار وابن زكريا) عن محمد بن مرزوق قال أخبرنا: عبد العزيز بن الخطاب قال: أخبرنا علي بن غراب قال: أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين به. وأما رواية عمر الموقوفة، فقد أخرجها معمر بن راشد في جامعه (11/ 453) عن قتادة أن عمر بن الخطاب رأى رجلا قد حلق قفاه ولبس حريرا، فقال: " من تشبه بقوم فهو منهم " والملاحظ أن هناك تناقض بين الروايات فى سبب الرزق فمرة الرماح ومرة سنابك الخير وتحدث عن علل الأسانيد فقال : "دراسة الأسانيد: أولا: الراجح في الإختلاف على الأوزاعي رجح الإمام الدارقطني أن المحفوظ عن الأوزاعي ما رواه الوليد بن مسلم ولكن الذي يظهر أن المحفوظ عن الأوزاعي هو عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلا للنبي (ص)، لكون من روى ذلك أكثر وأثبت، وقد رجح هذا الإمام عبد الرحمن بن إبراهيم-دحيم-كما في العلل لابن أبي حاتم (3/ 388) ورجحه البزار في مسنده (15/ 104) حيث قال بعد أن أخرج رواية صدقة السمين الموصولة: (وهذا الحديث قد خولف صدقة في إسناده فرواه غيره عن الأوزاعي بغير هذا الإسناد مرسلا ولم يتابع صدقة على روايته هذه عن الأوزاعي بهذا الإسناد). ثانيا: الحكم على إسناد حديث ابن عمر وأبي هريرة وأنس رضي الله عنهم ومرسل طاوس والحسن و حديث عتبة بن عويم ومرسل مكحول الشامي رحمهم الله تعالى وحديث حذيفة ورواية عمر الموقوفة أما حديث ابن عمر ففيه أبو منيب الجرشي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فأما أبو منيب فقد وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 564) وقال عنه ابن عبد البر في التمهيد (11/ 76) ليس به باس، ووثقه الذهبي في الكاشف (2/ 464) والحافظ في التقريب (1/ 667)، وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فسأتوسع بتوفيق الله في شأنه لكون من لا دراية له بفن الجرح والتعديل قد تكلم فيه دون إدراك واستجماع لأقول النقاد فيه، وهاك أخي الموحد أقوال الأئمة واحدا بعد الآخر: تحرير قول الإمام أحمد قال الأثرم عن أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير. وقال محمد بن علي الوراق، عن أحمد بن حنبل: لم يكن بالقوي في الحديث. وقال أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حنبل: كان عابد أهل الشام، وذكر من فضله قال: لما قدم به دخل على ذاك الذي يقال له المهدي، وابنته على عنقه. قلت: نستطيع الجمع بين روايتي الأثرم والوراق وهما الروايتان المتعلقتان بالرواية وأما رواية المروذي فهي في أمر العبادة التي لا شأن لها بضبط الرواي وذلك بأن تحمل رواية الأثرم على أحاديث بعينها استنكرها الإمام أحمد، وأما الحكم العام على ابن ثوبان فهي رواية ابن الوراق والتي لا تدل على التضعيف المطلق وإنما تدل على تليين لحديث الراوي وعدم بلوغ من قيلت فيه الدرجة العليا من الحفظ، قال عبد الله بن أحمد في (العلل ومعرفة الرجال) (1/ 384): (سألت أبي عن فرقد السبخي فقال: ليس هو بقوي في الحديث، قلت: هو ضعيف؟ قال: ليس هو بذاك؛ وسألته عن هشام بن حجير؟ فقال: ليس هو بالقوي؛ قلت: هو ضعيف؟ قال: ليس هو بذاك) فإن قال قائل في محاولة لتأويل عبارة الإمام أحمد بما لا يجعلها عبارة جرح: هل يمكن حمل النكارة في كلام الإمام أحمد على معنى التفرد؟ فالجواب: أن المنكر عند النقاد من مصطلحات رد الحديث وعدم قبوله، فالمنكر عند قدامى المحدثين لا يقتصر على المخالفة فحسب بل إنهم يطلقونه على تفردات بعض الرواة بما لا يحتمل منهم أن يتفردوا به، فالمنكر عند القدامى باختصار هو الخطأ الذي يستفحشه الناقد، وهو أمر نسبي فما يستفحشه ناقد قد لا يستفحشه ناقد آخر، والمنكر ليس مرادفا للخطأ بل هو خطأ أشد ودلالة اللغة تؤيد هذا المعنى، وعلى هذا التقرير الذي قرره بعض الباحثين المعاصرين استقراء لمصطلح المنكر عند النقاد، وبدلالة اللغة أيضا لا يتأتى القول بأن الأئمة-ومنهم الإمام أحمد- يطلقون المنكر ويريدون به مطلق التفرد مع القبول، كيف ودلالة اللغة تأبى ذلك؟؟ ومن المعلوم أن ثمة ارتباطا بين المعنى اللغوي للمصطلح وبين معناه العرفي عند أهل الفن، وهذا أمر لا ينبغي إغفاله. فقول الإمام أحمد (أحاديثه مناكير) يدل على أن الإمام أحمد يرى-وهذا اجتهاد منه- أن أحاديث ابن ثوبان أخطاء مستفحشة لا أن الإمام يرى أحاديثه مفاريد مقبولة، ولو سلمنا جدلا بأن مراد الإمام أحمد أن أحاديث ابن ثوبان مفاريد فإن هذا لا يعفي ابن ثوبان من المذمة، لأن هذا يعني أن روايات ابن ثوبان تفتقد إلى متابعة الثقات؟؟ ومن تأمل كلام ابن عدي في الكامل يجده في مواطن ينعت الرواة الضعفاء بكون عامة رواياته أو بعضها لا يتابعه عليها الثقات، هذا ما يقتضيه الإنصاف عند تناول عبارة النقاد في الجرح والتعديل. لكن هناك محمل آخر لقول الإمام أحمد (أحاديثه مناكير) وهو أن أحمد كما هو معلوم من الأئمة الموصوفين بالاعتدال في باب الجرح والتعديل، لكن لا يعني وصف الإمام بالإنصاف اعتماد حكمه مطلقا وأنه لا يتشدد، كما لا يعني وصف إمام آخر بالتشديد عدم الاعتداد بتجريحه، ولا وصف آخر بالتساهل عدم الاعتداد بتعديله، إنما هذه الأوصاف يستعان بها كقرينة من قرائن الترجيح عند تعارض النصوص المنقولة عن الأئمة في الجرح والتعديل، قال العلامة المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة: (ما اشتهر من أن فلانا من الأئمة مسهل وفلانا متشدد ليس على إطلاقه، فإن منهم من يسهل تارة ويشدد تارة، بحسب أحوال مختلفة. ومعرفة هذا وغيره من صفات الأئمة التي لها أثر في أحكامهم لا تحصل إلا باستقراء بالغ لأحكامهم، مع التدبر التام)، ولذا فقول الإمام أحمد عن ابن ثوبان (أحاديثه مناكير) أرى أنه تشدد منه في مقابل قوله (لم يكن بالقوي في الحديث)، بقرينة عدم موافقة غيره من النقاد المنصفين كابن المديني وأبي زرعة وأبي داود-تلميذ الإمام أحمد- على ما جاء في رواية الأثرم، بل مع مخالفة المتعنتين في التوثيق له كأبي حاتم الرازي الذي وثق ابن ثوبان كما سيأتي. قول ابن معين 1 - رواية ابن الحنيد عن ابن معين: صالح، وقال في موضع آخر: ضعيف 2 - رواية الدوري عن يحيى بن معين: ليس به بأس 3 - رواية معاوية بن صالح والدارمي وعبد الله بن شعيب الصابوني عن يحيى بن معين: ضعيف. زاد معاوية: فقلت: يكتب حديثه؟. قال: نعم على ضعفه، وكان رجلا صالحا. 4 - رواية ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: لا شيء. هذه هي الروايات المنقولة عن ابن معين في شأن ابن ثوبان، وكل النقلة عن ابن معين معروفون فمنهم بغاددة ومنهم غير بغاددة سوى عبد الله بن شعيب الصابوني فلم أجد له ترجمة، ولعل الراجح من هذه الروايات هي رواية الدوري لأمرين: أولا: هو أكثر من لازم ابن معين من تلاميذه حتى أنه صاحب ابن معين في بعض أسفاره ثانيا: رواية الدوري تتوافق مع أقوال جمهور النقاد لاسيما أقران ابن معين في العلم والطبقة كابن المديني والفلاس، وقد أدخل الإمام ابن شاهين ابن ثوبان في كتاب (ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه) (1/ 43)، وقال بعد أن روى عن ابن معين أنه قال عنه: نزل الشام وما ذكره إلا بخير، ثم ذكر رواية المفضل بن غسان عن يحيى قوله في ابن ثوبان: ليس بشيء، قال ابن شاهين: وهذا القول من يحيى بن معين يوجب التوقف في ابن ثوبان، لأن سكوته عن إطرائه وتوثيقه لا يقضي على تضعيفه) علي بن المديني لا بأس به العجلي لا بأس به. تحرير قول أبي زرعة الرازي "شامي لا بأس به" فإن قال قائل أليس في تهذيب التهذيب (6/ 151) أن أبا زرعة قال عن ابن ثوبان (لين)؟؟ فهل هو قول آخر له؟؟ قلت: الظاهر أن الذي في تهذيب التهذيب وهم من الناسخ أو الحافظ ابن حجر والدليل على ذلك: أولا: أن تهذيب الكمال الذي هو أصل تهذيب التهذيب لم يذكر سوى قول أبي زرعة (لا بأس به)، ولو كان الحافظ قد وقف على نص آخر لأبي زرعة قال فيه عن ابن ثوبان (لين) لجعله في الزيادات من بعد (قلت)، كما أشار الحافظ نفسه إلى ذلك في مقدمة تهذيب التهذيب حيث قال (1/ 5): (وما زدته في أثناء التراجم قلت في أوله: "قلت", فجميع ما بعد قلت فهو من زيادتي إلى آخر الترجمة) ثانيا: قول أبي زرعة قرن بمن لا يقول بتليين ابن ثوبان، فقد جاء في الطبعة الهندية (6/ 151) (وقال الدوري عن ابن معين والعجلي وأبو زرعة الرازي لين) وقد سبق معنا أن قول ابن معين-رواية الدوري- والعجلي في ابن ثوبان هو لا بأس به، فكيف يكون هؤلاء الأئمة الثلاثة ممن يقولون بتليين ابن ثوبان؟؟ ثالثا: بحثت في مظان أقوال أبي زرعة النقدية فلم أجد إلا ما في كتاب الجرح والتعديل وهو ما ذكره المزي في تهذيب الكمال. وعليه فتليين أبي زرعة غير ثابت بدليل ما سبق، وبهذا تعلم أن ما ذهب إليه الدكتور سعدي الهاشمي من أن ابن ثوبان من الرواة الذين وثقهم وجرحهم أبو زرعة فيه نظر وأن الصواب هو أن أبا زرعة ممن يرى أن ابن ثوبان لا بأس به." وبعد ان انتهى من ألسانيد انتهى إلى الخلاصة التالية : "....... الخلاصة مما سبق: هو أن جمهور النقاد على أن ابن ثوبان مقبول الرواية ممن يحتج بحديثه، وأما ما وقع في حديثه من بعض المنكرات فليس من شرط من تقبل روايته ألا يقع منه ذلك، كما أن ثمة من الرواة من روى عن ابن ثوبان المناكير ولا يتحمل ابن ثوبان تبعتها إنما تبعتها على من رواها عنه، كالوليد بن الوليد العنسي الذي روى عن ابن ثوبان الموضوعات كما نص على ذلك الحاكم هذا فيما يتعلق بالرواية، وأما مذهبه العقدي فالأئمة المتقدمون لم يرموه بغير القدر كما سبق، وأما رميه بشيء من الخارجية فلم أره إلا عند الإمام الذهبي رحمه الله تعالى، والذهبي لم يقل بأنه خارجي بل كلامه ظاهر في أن ابن ثوبان قد وافق الخوارج في بعض ما يذهبون إليه، ولعل تبني ابن ثوبان لهذا الأمر كان في وقت ما من حياته ثم تاب إلى الله وأناب، لا أنه بقي عليه إلى آخر حياته لأن الأئمة المتقدمين لم يشيروا إلى ذلك وإنما أشاروا إلى القدر كما أسلفت، وعليه فإسناد هذا الحديث من رواية ابن عمر لا بأس به: وهناك من صححه من الأئمة: 1 - قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في إقتضاء الصراط المستقيم (1/ 269): " إسناد جيد "، 2 - وقال عنه العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 505) (إسناده صحيح). 3 - وقال عنه الذهبي في السير (15/ 509) (إسناده صالح). 4 - وممن يرى ثبوت الحديث الحافظ ابن رجب فقد شرحه في رسالة-مطبوعة- بعنوان (الحكم الجديرة بالإذاعة). 5 - وقال الحافظ ابن حجر: (أخرجه أبو داود بسند حسن) وقد صحح الحديث من رواية ابن عمر اثنان من المعاصرين: 6 - العلامة أحمد شاكر في تخريجه للمسند. 7 - وحسنه المحدث الألباني في الإرواء (5/ 109) وأما رواية أبي هريرة فهي من منكرات صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف كما قاله الذهبي في الكاشف (1/ 502) والحافظ في التقريب (1/ 275) ولذا قال دحيم عن رواية صدقة (هذا الحديث ليس بشيء) (2)، وأما رواية أنس بن مالك فجاءت بإسناد ضعيف جدا، لأن فيه بشر بن حسين، مجمع على ضعفه وقال عنه الدارقطني في (الضعفاء والمتروكون) (1/ 159): (متروك، عن الزبير بن عدي، بواطيل، وله عنه نسخة موضوعة). وأما حديث عتبة بن عويم فقد ضعفه البخاري وأبو حاتم الرازي والذهبي وأما حديث حذيفة فإسناد الطبراني في مسند الشاميين ضعيف، لأن فيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق، قال الحافظ في التقريب (1/ 99): (صدوق يهم كثيرا، وأطلق محمد ابن عوف أنه يكذب)، وفيه عمرو بن الحارث، قال عنه الإمام الذهبي: (غير معروف العدالة) (4)، كما أن نمير بن أوس الأشعري قاضي دمشق تعد وروايته عن حذيفة مرسلة كما في تحفة التحصيل وغيره (1/ 329) وأما الإختلاف على أبي عبيدة فالراجح فيه ما رواه يحيى بن سعيد القطان، وهو ما رواه الإمام أحمد في الورع بإسناد صحيح، وأما ما رواه البزار فقد قال عقب تخريجه للحديث في مسنده (7/ 368) " وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة مسندا إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير علي بن غراب عن هشام عن محمد عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا"، وعلي بن غراب الفزاري الكوفي القاضي وإن كان الراجح في حاله ما قرره الحافظ في التقريب (1/ 404) بقوله: " صدوق وكان يدلس ويتشيع "، فإن بعض الأيمة قد تكلم فيه، كما قال الإمام محمد بن عبد الله بن نمير: كان علي بن غراب، يعرفونه بالسماع، وله أحاديث منكرة (1)، وهو أيضا مدلس ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة في تعريف أهل التقديس (1/ 42) لكنه قد صرح بالتحديث. وأما رواية عمر الموقوفة فالظاهر أن قتادة أراد الحكاية لا الرواية عن عمر رضي الله عنه، أي أراد حكاية وقعة لعمر لا الرواية عنه، وأيا كان الأمر فهو لم يدرك عمر رضي الله عنه، ولذا فالإسناد لا يصح عن عمر رضي الله عنه......" وخلاصة الخلاصة عند السمهرى هى : "والخلاصة أن الحديث ثابت من طريق ابن عمر فحسب، وصحت الجملة الأخيرة منه من حديث حذيفة موقوفا عليه، وقد أفرد الإمام ابن رجب رسالة-مطبوعة- في شرح هذا الحديث موسومة بـ (الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي (ص) بعثت بالسيف بين يدي الساعة)" والغريب هو أن الكتاب كله أسانيده علل وكلها فيها متكلم فيه ومع هذا حكم على الحديث بالصحة ونجده فى الفقرة التالية يناقش أقوال من اظهروا فساد متن الحديث واسناده فقال : "والآن سأعرج على ما جاء من كلام حول الحديث-من رواية ابن عمر رضي الله عنه- في تخريج المسند الذي حققه وخرج أحاديثه الشيخ شعيب الأرنؤوط وفريق من الباحثين معه، حيث جاء في التخريج (9/ 123): (إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه. ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - اختلفت فيه أقوال المجرحين والمعدلين، فمنهم من قوى أمره، ومنهم من ضعفه، وقد تغير بأخرة، وخلاصة القول فيه أنه حسن الحديث إذا لم يتفرد بما ينكر، فقد أشار الإمام أحمد إلى أن له أحاديث منكرة، وهذا منها) وهذا الكلام عليه مآخذ: أولا: من المعلوم أن المحدثين قد انتقدوا متون كثير من الأحاديث وردوها لاعتبارات مقررة عندهم، إما لمخالفات هذه المتون لأصل من أصول الشريعة أو لأمر آخر، ومسألة نقد المتون معلومة عند النقاد وقد تكلم الإمام ابن القيم على شيء من ذلك في المنار المنيف، وليس ثمة إشكال في انتقاد المتن شريطة أن يكون الناقد من أهل العلم بالسنة العاملين بها، وأن يكون انتقاده مضبوطا بضوابط أهل العلم بالحديث لا وفق الأهواء، ولذا فما جاء في التخريج من القول: (على نكارة في بعض ألفاظه) كلام لا أدري على أي أساس قيل، فأين هذه النكارة المزعومة في الحديث؟؟؟ وما سبب النكارة حتى يتجه القول بها؟؟ فإن قال الشيخ شعيب: النكارة في المتن جاءت من كون النبي (ص) بعث بالرحمة ولم يبعث بالسيف فالجواب على هذا الكلام من وجهين: الوجه الأول: القول بنكارة متن حديث صح عن النبي (ص) لا يتأتى إلا عند تحقق تعارض أو مخالفة هذا المتن لمحكمات النصوص من الكتاب والسنة، وأما إذا كان ممكنا حمل النص على سياق لا يتعارض مع نصوص أخرى بحيث لا يفضي إلى الطعن في متن حديث صحيح فالقول بالجمع متجه، ويكون حينها القول بالنكارة محض تعنت أو دليل على قصور فقه المستنكر للنصوص الشرعية والجمع بينها، فقوله (ص): (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) هل فيه أسلوب من أساليب الحصر في العربية حتى يكون معارضا لكون النبي (ص) بعث بالرحمة؟؟؟ الجمع متحقق بحمد الله ولا حاجة لنكارة متوهمة، ولله در الحافظ ابن رجب حين قال في رسالة (الحكم الجديرة بالإذاعة): (يعني أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف، قال الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره بالغيب ورسله إن الله قوي عزيز) وثمة سؤال أطرحه على من يرى نكارة لفظة (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) وهو متعلق بما أخرجه الإمام أحمد وغيره من قوله (ص) بعدما غمزه المشركون بسيء القول: (تسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح)؟؟؟ هل جاء وبعث رسول الله (ص) بالذبح أم بالرحمة؟؟؟ وهل هذا اللفظ مستنكر أيضا أم يحمل على سياق لا يتعارض مع أنه (ص) بعث بالرحمة؟؟؟ وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ شعيب ومن عمل معه في تخريج المسند قالوا عن هذا الحديث (11/ 611): (إسناده حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين ... ) فلم يشيروا إلى نكارة أو مخالفة مع أنه لا فرق بين قوله (ص): (لقد جئتكم بالذبح) وبين قوله (ص) (بعثت بين يدي الساعة بالسيف)؟؟؟ الوجه الثاني: الأئمة السابقون كلهم بلا مثنوية الذين تعرضوا للحديث لم أر واحدا منهم استنكر المتن أو لفظة من ألفاظه، وإنما من تكلم منهم في الحديث فقد قصر كلامه على الإسناد وتحديدا في ابن ثوبان، كما صنع الإمام الزيلعي في (نصب الراية) " الخلاصة : ان الحديث هو وقول العهد الجديد : 34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً" خرجا من مزور واحد زور الوحى الإلهى فى كلا الرسالتين
-
قراءة فى بعض من كتاب الخلاصة في شرحِ حديثِ الوليِّ المؤلف علي بن نايف الشحود والكتاب هو جمع لشروح الحديث من كتب مختلفة مع تناول مسائل متعددة عن الولاية والأولياء وصفاتهم وهى أمور بعيدة عن نصوص الحديث وقد أطال الرجل الكتاب ومن ثم رأينا تناول ما يهمنا وهو نص الحديث وبعض المفردات اللغوية التى نقلها الرجل من كتب اللغة وهى نقول لا تساعدنا على فهم الحديث بقدر ما تدخلنا فى متاهات فى المراد بالولى والولاية وقد أخبرنا المؤلف بأن الحديث سبق شرحه من قبل القدامى فقال : "وقد قام العلماء بشرح هذا الحديث ، وهم كل شراح البخاري ، وقام بشرحه العلامة ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم ، وشرحه شسخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته القيمة الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وأفرده الإمام الشوكاني بكتاب ضخم سماه ( القطر الجلي شرح حديث الولي) ومهمة الشحود كما قال فى مقدمته : "وقد رأيت أن أقوم بجمع خلاصة هذه الشروح والتوفيق بينها ، وإضافة ما يلزم إضافته لها ، أو التعقيب على بعضها ، لاسيما وقد أصبح الاختلاف كبيرا بين المسلمين حول كثير من صفات الأولياء ." ومما نقله من بطون كتب اللغة اخترنا ما يهمنا وهو معنى الولى والولاية وهو : ..."والوَلِيّ : وليّ اليتيم الذي يلي أَمرَه ويقوم بكِفايته . ووَليّ المرأَةِ : الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يَدَعها تسْتَبِدّ بعقد النكاح دونه . وفي الحديث : أَيّما امرأَة نكحت بغير إِذن مولاها فنِكاحها باطل وفي رواية : وَلِيِّها أَي متَوَلِّي أَمرِها . وفي الحديث : أَسأَلك غِنايَ وغِنى مولاي . وفي الحديث : من أَسْلم على يده رجل فهومولاه أَي يَرِثه كما يَرِث من أَعتقه . وفي الحديث : أَنه سئل عن رجل مشْرِك يسْلِم على يد رجل من المسلمين فقال : هو أَولى الناس بمَحْياه ومماته أَي أَحَقّ به من غيره قال ابن الأَثير : ذهب قوم إِلى العمل بهذا الحديث واشترط آخرون أَن يضِيف إِلى الإِسلام على يده المعاقَدة والموالاة وذهب أَكثر الفقهاء إِلى خلاف ذلك وجعلوا هذا الحديث بمعنى البِرِّ والصِّلة ورَعْي الذِّمام ومنهم من ضعَّف الحديث ... وتقول في المرأَة : هي الولْيا وهما الولْيَيانِ وهنَّ الولى وإِن شئت الولْيَيات مثل الكبْرى والكبْرَيانِ والكبَر والكبْرَيات . وقوله عز وجل : { وإِني خِفْت المَواليَ من ورائي } قال الفراء : المَوالي ورثَة الرجل وبنوعمِّه قال : والوَلِيّ والمَوْلى واحد في كلام العرب . قال أَبومنصور : ومن هذا قول سيدنا رسولا أَيّما امرأَةٍ نَكَحَتْ بغير إِذن مَوْلاها ورواه بعضهم : بغير إِذن وَلِيِّها لأَنهما بمعنى واحد . وروى ابن سلام عن يونس قال : المَوْلى له مواضع في كلام العرب : منها المَوْلى في الدِّين وهو الوَلِيّ وذلك قوله تعالى : { ذلك بأَنَّ الله مَوْلى الذين آمنوا وأَنَّ الكافرين لا مَوْلى لهم } أَي لا وَلِيَّ لهم ومنه قول سيدنا رسولا : مَنْ كنت مَولاه فعليٌّ مَولاه أَي مَن كنت وَلِيَّه قال : وقوله عليه السلام مزَيْنَة وجهَيْنَة وأَسْلَم وغِفار مَوالي الله ورسوله أَي أَوْلِياء ا قال : والمَوْلى العَصَبة ومن ذلك قوله تعالى : { وإِني خِفْت الموالي مِن ورائي } وقال اللِّهْبِيّ يخاطب بني أمية : مَهْلاً بَني عَمِّنا مَهْلاً مَوالِينا إِمْشوا روَيْداً كما كنْتم تَكونونا قال : والمَوْلى الحَلِيف وهومن انْضَمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك وامتنع بمَنَعَتك قال عامر الخَصَفِي من بني خَصَفَةَ : هم المَوْلى وإِنْ جَنَفوا عَلَيْنا وإِنَّا مِنْ لِقائِهم لَزور قال أَبوعبيدة : يعني المَوالِي أَي بني العم ..قد تكرر ذكر المولى في الحديث قال : وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرَّبّ والمالِك والسَّيِّد والمنْعِم والمعْتِق والنَّاصِر والمحِبّ والتَّابع والجار وابن العَم والحَلِيف والعَقِيد والصِّهْر والعَبْد والمعْتَق والمنْعَم عليه قال : وأَكثرها قد جاءَت في الحديث فيضاف كل واحد إِلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكلّ من وَلِيَ أَمراً أَو قام به فهومَوْلاه ووَلِيّه قال : وقد تختلف مصادر هذه الأَسماءِ فالوَلاية بالفتح في النسب والنّصْرة والعِتْق والوِلاية بالكسر في الإِمارة والوَلاء في المعْتَق والموالاة من والى القومَ قال ابن الأَثير : وقوله : من كنت مَوْلاه فعَليٌّ مَوْلاه يحمل على أَكثر الأَسماءِ المذكورة" وكل هذا المعانى لا تلزم القارىء فى شىء إلا المعنى المراد فى الحديث المشروح نفسه وأما نصوص الحديث وشواهده فهى كما قال الشحود : "نصّ الحديث وشواهده عَنْ أَبِى هرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسول اللَّهِ - (ص) - :« إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْت عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَال عَبْدِى يَتَقَرَّب إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه ، فَإِذَا أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ ، وَيَدَه الَّتِى يَبْطش بِهَا وَرِجْلَه الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأعْطِيَنَّه ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأعِيذَنَّه ، وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِله تَرَدّدِى عَنْ نَفْسِ الْمؤْمِنِ ، يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَه مَسَاءَتَه »رواه البخاريّ . وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسول اللَّهِ -(ص)-: « قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَنْ أَذَلَّ لِى وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَلَّ محَارَبَتِى وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِمِثْلِ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَمَا يَزَال الْعَبْد يَتَقَرَّب إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه إِنْ سَأَلَنِى أَعْطَيْته وَإِنْ دَعَانِى أَجَبْته مَا تَرَدَّدْت عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِله تَرَدّدِى عَنْ وَفَاتِهِ لأَنَّه يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَكْرَه مَسَاءَتَه ».أخرجه أحمد وعَنْ أَبِي أمَامَةَ عَنْ رَسولِ اللَّهِ (ص)، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقول:"مَا يَزَال عَبْدِي يَتَقَرَّب إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه، فَأَكونَ أَنَا سَمْعَه الَّذِي يَسْمَع بِهِ، وَبَصَرَه الَّذِي يبْصِر بِهِ، وَلِسَانَه الَّذِي يَنْطِق بِهِ، وَقَلْبَه الَّذِي يَعْقِل بِهِ، فَإِذَا دَعَا أَجَبْته، وَإِذَا سَأَلَنِي أَعْطَيْته، وَإِذَا اسْتَنْصَرَنِي نَصَرْته، وَأَحَبّ مَا تَعَبَّدَ لِي عَبْدِي بِهِ النّصْح لِي".أخرجه الطبراني وعن الحسن قال: يقول الله ما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فأكون عينيه اللتين يبصر بهما وأذنيه اللتين يسمع بهما ويديه اللتين يبطش بهما ورجليه اللتين يمشي بهما فإذا دعاني أجبته وإذا سألني أعطيته وإن استغفرني غفرت له" وعَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : مَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدْ آذَنَ اللَّهَ بِالْمحَارَبَةِ ، وَمَنْ حَالَتْ شَفَاعَته دونَ حَدٍّ مِنْ حدودِ اللهِ فَقَدْ حَادَّ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خصومَةٍ لاَ عِلْمَ لَه بِهَا كَانَ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ ، وَمَنْ قَفَا مؤْمِنًا بِمَا لاَ عِلْمَ لَه بِهِ وَقَفَه اللَّه فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ حَتَّى يَجِيءَ مِنْهَا بِالْمَخْرَجِ ، وَمَنْ خَاصَمَ لِضَعِيفٍ حَتَّى يَثْبتَ لَه حَقّه ثَبَّتَ اللَّه قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلّ الأَقْدَام ، وَقَالَ اللَّه : مَا تَرَدَّدْت فِي شَيْءٍ أرِيده ، تَرْدَادِي فِي قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمؤْمِنِ يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَكْرَه مسَاءَتَهِ وَلاَ بدَّ لَه مِنْه" أخرجه ابن أبي شيبة . وعن طاوس اليماني ، قال : « إني لأجد في بعض الكتب الذي أنزل الله تعالى : لن ينجو مني عبد إلا بأداء ما افترضت عليه ، وما اقترب إلي عبدي بأفضل من النصيحة ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا فعل ذلك ، كنت قلبه الذي يعقل به ، وبصره الذي يبصر به ، إن سألني أعطيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن استنصر بي نصرته » أخرجه أبو داود في الزهد وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسول اللَّهِ (ص): يَقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ:مَنْ عَادَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ نَاصَبَنِي بِالْمحَارَبَةِ وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِله كَتَرَدّدِي عَنْ مَوْتِ الْمؤْمِنِ يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَكْرَه مَسَاءَتَه وَربَّمَا سَأَلَنِي وَلِيِّي الْمؤْمِن الْغِنَى فَأَصْرِفه مِنَ الْغِنَى إِلَى الْفَقْرِ وَلَو صَرَفْته إِلَى الْغِنَى لَكَانَ شَرًّا لَه وَربَّمَا سَأَلَنِي وَلِيِّي الْمؤْمِن الْفَقْرَ فَأَصْرِفه إِلَى الْغِنَى وَلَو صَرَفْته إِلَى الْفَقْرِ لَكَانَ شَرًّا لَه إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ:وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَعلوِّي وَبَهَائِي وَجَمَالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لا يؤْثِر عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ إِلا أَثْبَتّ أَجَلَه عِنْدَ بَصَرِهِ وَضَمِنَتِ السَّمَاء وَالأَرْض رِزْقَه وَكنْت لَه مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كلِّ تَاجِرٍ.أخرجه الطبراني . وعن أنس ، عن محمد (ص) ، عن جبريل (ص)عن الله ، تبارك وتعالى قال : « يقول الله تبارك وتعالى : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما رددت في شيء أنا فاعله ما رددت في قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ، ولا بد له منه » مسند الشهاب وعن أنس، عن النبي (ص)، عن جبريل (ص)، عن ربه تعالى وتقدس قال:" يَقول الله تَعالى : مَن أَهَان لي وَلياًّ فَقد بَارَزني بِالمحاربةِ ، وَإِنِّي لأ سرع شَيءٍ إِلى نصرةِ أَوليَائي إِني لأَغضب لَهم كَمَا يَغضَب اللَّيث الحَرب ، وَما تَرددت عَن شَيءٍ أَنا فَاعِله تَرددي عَن قَبضِ روحِ عَبدي المؤمِنِ وهو يَكره المَوتَ وَأَكره مَساءته وَلا بدَّ لَه مِنه ، وَما تَعبَّدَ لي عَبدي المؤمن بِمثلِ الزّهدِ في الدّنيَا ، وَلا تَقربَ عَبدِي المؤمن بِمثلِ أَداءِ مَا افترضت عَليهِ ، ولاَ يَزال عَبدي يَتقرب إِليَّ بِالنوافِلِ حَتى أحبه ، فَإذا أَحببته كنت له سَمعاً وَبَصراً وَيداً وموئلاً ، إِنْ سَأَلني أَعطيته ، وإِنْ دَعاني أَستجيب له ، وإِن من عِبادي المؤمنينَ لَمَن يَسأَلني البَابَ مِنَ العِبادةِ فَأَكفه عَنه ، وَلو أَعطيته إِياه لَدَاخله العجب وَأَفسده ذلِكَ ، وَإِنَّ مِن عِبادي المؤمنينَ لَمَن لاَ يَصلح له إلا الغِنىَ وَلو أَفقرته لأَفسده ذلِكَ ، وَإِنَّ مِن عِبادي المؤمنينَ لَمَن لاَ يَصلح له إِلا الفَقر ، ولو أَغنيته لأَفسده ذلكَ ، وإِنَّ مِن عِباديَ المؤمنينَ لَمَنْ لاَ يصلحه إِلا الصحة وَلو أَسقمته لأَفسده ذلِكَ وإِنَّ منْ عِباديَ المؤمِنينَ لَمَن لاَ يَصلح لَه إلاَّ السّقم وَلو أصححته لأَفسده ذلِكَ ، إِني أدبَّر عِبادي بِعلمِي بِقلوبهِم ، إِني عَليمٌ خَبيرٌ " أخرجه أبو نعيم في الحلية وعن ميمونة زوج النبي (ص) أن رسول الله (ص) قال : « قال الله عز وجل : من آذى لي وليا فقد استحق محاربتي ، وما تقرب إلى عبد بمثل أداء فرائضي ، وإنه ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت رجله التي يمشي بها ، ويده التي يبطش بها ، ولسانه الذي ينطق به ، وقلبه الذي يعقل به ، إن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موته ، وذاك أنه يكرهه وأنا أكره مساءته »أخرجه أبويعلى . وعن عبدة بن أبي لبابة ، حدثني زِرّ بن حبيش ، سمعت حذيفة يقول : قال رسول الله - (ص) - : (( إنَّ الله تعالى أوحى إليَّ : يا أخا المرسلين ، ويا أخا المنذرين أنذر قومك أنْ لا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحد عندهم مظلِمَة ، فإني ألعنه ما دام قائماً بين يديَّ يصلِّي حتى يَردَّ تلك الظّلامة إلى أهلها ، فأكونَ سمعه الذي يسمع به ، وأكونَ بصره الذي يبصر به ، ويكون من أوليائي وأصفيائي ، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة )) أخرجه أبونعيم في الحلية ." قطعا الحديث ملىء بالأخطاء والتناقضات وهى : التناقض الأول: ما يتقرب به إلى الله فمرة أداء الفرائض فى قول رواية" وما تقرب إلى عبد بمثل أداء فرائضي " ومرة النصيحة فى قول رواية "وما اقترب إلي عبدي بأفضل من النصيحة " ومرات النوافل فى قول معظم الروايات " مَا يَزَال عَبْدِي يَتَقَرَّب إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه" وقطعا الفرائض غير النوافل غير النصيحة التناقض الثانى نجد الله تعالى عن ذلك سمع وبصر الولى فى قول روايات : أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ " وَهو ما يناقض كونه لسان وقلب الولى فى قول رواية : وَلِسَانَه الَّذِي يَنْطِق بِهِ، وَقَلْبَه الَّذِي يَعْقِل بِهِ بهما " وأما الأخطاء فهى: والخطأ الأول هو أن الله سمع وبصر ويد ورجل وليه ودعونا نتساءل كيف يكون الله أعضاء وليه ؟ إن هذه الخرافة أى كون الله أعضاء وليه هى الحلول والإتحاد بين الإله والمخلوق ومن المعلوم أن الله كان ولا مكان فكيف يكون فى مكان هو جسد الإنسان ؟ أليس هذا تناقضا ؟ ثم كيف يكون المحب أعضاء وليه وهو يصيبه فيها بالأمراض ؟ ألم يعمى الله يعقوبا (ص)ويصيب أيوبا (ص)بالعلل فى الأعضاء؟ لو كان الله هو تلك الأعضاء وهو محال ما أصابها المرض أبدا والخطأ الثانى أن الله يتردد فى أمر إماتة المؤمن ويتعارض هذا مع أن أمر الله فورى ليس فيه تردد مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون " ولو كان الله يتردد لشابه مخلوقاته فى ترددها وهو ما يناقض قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء " والخطأ الثالث وجود مكان لله فى قول رواية:"وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَعلوِّي وَبَهَائِي وَجَمَالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي" وهو ما يخالف ان الله لا يشبه خلقه فى كونه فى مان وهو ما يعنى الجهة والحلول وهو ما يخالف قوله تعالى : "ليس كمثله شىء " وتحدث الشحود عن صحة الحديث مؤكدا صحته رغم أن البعض شكك فيه وفى إسناده وتكلموا فى خالد بن مخلد وعبد الواحد بن ميمون الغريب أن أسانيده كل منها متكلم فيه وهو ما يعنى أن ضعيف ولكن القوم عندهم جمع ضعيف وضعيف وضعيف هو صحيح وليس ضعاف وفى هذا قال : "حول صحَّةِ الحديثِ وما قيل فيه والجواب عنه : قال الشيخ ناصر الدين الألبانى : كنت برهة من الزمن متوقفا فى صحة هذا الحديث ، ثم تتبعت طرقه ، فتبين لى أنه صحيح بمجموعها ، وقد صححه جمع " قلت : كان ينبغي عليه عدم التسرع في تضعيف هذا الحديث الصحيح ،لأنه في صحيح الإمام البخاري وكفى . وقال في الصحيحة مبيناً ذلك : " قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وهو من الأسانيد القليلة التي انتقدها العلماء على البخاري رحمه الله تعالى ، فقال الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد هذا وهو القطواني بعد أن ذكر اختلاف العلماء في توثيقه وتضعيفه وساق له أحاديث تفرد بها هذا منها : " فهذا حديث غريب جدا ، ولولا هيبة " الجامع الصحيح " لعددته في منكرات خالد بن مخلد ، وذلك لغرابة لفظه ، ولأنه مما ينفرد به شريك ، وليس بالحافظ ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد . ولا أخرجه من عدا البخاري ، ولا أظنه في مسند أحمد وقد اختلف في عطاء ، فقيل : هو ابن أبي رباح ، والصحيح أنه عطاء بن يسار " اهـ وقال الحافظ ابن حجر ردًّا عليه : " قلْت : لَيْسَ هو فِي مسْنَد أَحْمَد جَزْمًا ، وَإِطْلَاق أَنَّه لَمْ يرْو هَذَا الْمَتْن إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ مَرْدودٌ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَشَرِيكٌ شَيْخ شَيْخِ خَالِدٍ فِيهِ مَقَالٌ أَيْضًا ، وَهو رَاوِي حَدِيث الْمِعْرَاج الَّذِي زَادَ فِيهِ وَنَقَصَ وَقَدَّمَ وَأَخَّرَ وَتَفَرَّدَ فِيهِ بِأَشْيَاءَ لَمْ يتَابَعْ عَلَيْهَا كَمَا يَأْتِي الْقَوْل فِيهِ مسْتَوْعَبًا فِي مَكَانِهِ ، وَلَكِنْ لِلْحَدِيثِ طرقٌ أخْرَى يَدلّ مَجْموعهَا عَلَى أَنْ لَه أَصْلًا ، مِنْهَا عَنْ عَائِشَةَ أَخْرَجَه أَحْمَد فِي " الزّهْد " وَابْن أَبِي الدّنْيَا وَأَبو نعَيْم فِي " الْحِلْيَة " وَالْبَيْهَقِيّ فِي " الزّهْد " مِنْ طَرِيق عَبْد الْوَاحِد بْن مَيْمون عَنْ عرْوَة عَنْهَا ، وَذَكَرَ اِبْن حِبَّانَ وَابْن عَدِيٍّ أَنَّه تَفَرَّدَ بِهِ ، وَقَدْ قَالَ الْبخَارِيّ إِنَّه منْكَر الْحَدِيثِ ، لَكِنْ أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ مِنْ طَرِيقِ يَعْقوب بْن مجَاهِد عَنْ عرْوَة وَقَالَ : لَمْ يَرَوْه عَنْ عرْوَة إِلَّا يَعْقوب وَعَبْد الْوَاحِد . وَمِنْهَا عَنْ أَبِي أمَامَةَ أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي " الزّهْد " بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ . وَمِنْهَا عَنْ عَلِيٍّ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مسْنَد عَلِيٍّ ، وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ وَسَنَدهمَا ضَعِيفٌ ، وَعَنْ أَنَس أَخْرَجَه أَبويَعْلَى وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ أَيْضًا ، وَعَنْ حذَيْفَةَ أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيّ مخْتَصَرًا وَسَنَده حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَعَنْ معَاذِ بْن جَبَلٍ أَخْرَجَه اِبْن مَاجَهْ وَأَبونعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَة " مخْتَصَرًا وَسَنَده ضَعِيفٌ أَيْضًا ، وَعَنْ وَهْب بْن منَبِّهٍ مَقْطوعًا أَخْرَجَه أَحْمَد فِي " الزّهْد " وَأَبونعَيْم فِي " الْحِلْيَة " وَفِيهِ تَعَقّبٌ عَلَى اِبْن حِبَّانَ حَيْث قَالَ بَعْدَ إِخْرَاج حَدِيث أَبِي هرَيْرَة : لَا يعْرَف لِهَذَا الْحَدِيث إِلَّا طَرِيقَانِ يَعْنِي غَيْر حَدِيث الْبَاب وَهمَا هِشَامٌ الْكِنَانِيّ عَنْ أَنَس وَعَبْد الْوَاحِد بْن مَيْمون عَنْ عرْوَة عَنْ عَائِشَة وَكِلَاهمَا لَا يَصِحّ ، وَسَأَذْكر مَا فِي رِوَايَاتِهِمْ مِنْ فَائِدَةٍ زَائِدَةٍ ." قلت : كان الشيخ ناصر يسلك مسلك المتشددين في الجرح والتعديل ، كما فاته بعض الطريق التي لم يجدها كحديث البزار وغيره مما ذكرته من قبل . وأما قول الإمام الذهبي في الميزان والسير: فهو مردود على الذهبي ، فليس هذا الحديث غريبا كما زعم !! وخالد بن مخلد إذا كان له مناكير لا يعني أن يكون هذا الحديث منها أصلا ، لأن الإمام البخاري روى له ما لم ينكر عليه ،وقد ذكر ابن عدى في ترجمته ما أنكر عليه ،ولم يذكر هذا الحديث وقال : قد اعتبرت حديثه ما روى عنه من الكوفيين محمد ابن عثمان بن كرامة ، ومن الغرباء أحمد بن سعيد الداري وعندى من حديثهما صدر صالح ، ولم أجد فى كتبه أنكر مما ذكرته ، فلعله توهما منه أو حملا على الحفظ وهوعندي إن شاء الله لا بأس به " اهـ . وقد حدَّث عن خالد كبار أهل العلم منهم البخاري ومسلم وابن أبى شيبة وأبو داود في مسند مالك والترمذي والنسائي وابن ماجه .. فهو ثقة له أفراد ،وقد اعتمد حديث الولي وقواه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيم الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، بل وسائر كتبه وفتاواه . وذكره في الفتاوى الكبرى واحتج به في مواضع عديدة ، وفي الصارم المسلول وأفرده العلامة الشوكاني بكتاب ضخم تخريجاً وشرحاً في كتابه النفيس ( القطر الجلي شرح حديث الولي) بل هو مما تلقته الأمة بالقبولِ ، واحتجَّ به جميع الأئمة دون نكير ، فيكون إجماعاً على صحَّتهِ" والرجل رغم كل الكلام الذى قيل فى خالد بن مخلد وعبد الواحد بن ميمون وهشام الكنانى وغيرهم يصر على اجماع الأمة على قبوله مع أن لم يجمعوا بقول الكثير منهم عن طرقه ضعيفة وتشكيكهم فى صحة الحديث وتحدث الشحود عن سبعة إشكالات فى الحديث وحاول أن يجيب عنها فقال : "الجواب عن الإشكالات السبعة في هذا الحديث في هذا الحديث إشكالاتٌ سبعةٌ: أحدها أن يقالَ كيف يعادي الإنسان الأولياء ،والأولياء قد تركوا الدنيا وانفردوا عن الخلق ،فإن جهل عليهم جاهل حلموا ،والعداوة إنما تكون عن خصومة ؟ والإشكال الثاني قوله (فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ) ) وكيف يتصور الحرب بين الخالق والمخلوق والمحارب مناظر؟ وهذا المخلوق في أسر قبضة الخالق . والإشكال الثالث (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْت عَلَيْهِ) )، والعادة قد جرت بأن التقرب يكون بما لا يجب؛ كالهدايا إلى الملوك دون أداء الخراج، فإن مؤدي اللازم لا يكاد يحمَد وإنما يشكر من فعل ما لا يجب. والرابع أن يقال: إذا كانتِ الفرائض أفضلَ القربات فكيفَ أثمرتِ النوافل المحبةَ ولم تثمرها الفرائض؟ والخامس قوله (فَإِذَا أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ ، وَيَدَه الَّتِى يَبْطش بِهَا وَرِجْلَه الَّتِى يَمْشِى بِهَا) ) فما صورة هذا ؟. والسادس قوله (وَإِنْ سَأَلَنِى لأعْطِيَنَّه ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأعِيذَنَّه) ) وكم قد رأينا من عابدٍ وصالحٍ يدعوويبالغ ولا يرى إجابة ؟. والسابع قوله (وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِله تَرَدّدِى عَنْ نَفْسِ الْمؤْمِنِ) ) والتردد إنما يقع إذا أشكلتِ المصلحة في العواقبِ وذلك ينشأ عن ضعفِ التدبيرِ، والحقّ عز وجلَّ منزَّهٌ عن ذلك؟. والجواب: أمَّا الإشكال الأول ،فإنَّ معاداةَ الأولياءِ يقع من أربعةِ أوجهٍ: أحدها أنْ يعاديهم الإنسان عصبيةً لغيرهم ،كما يعادي الرافضيّ أبا بكرٍ وعمر. والثاني مخالفةٌ لمذهبهِم ،كما يعادي أهل البدعِ أحمدَ بنَ حنبلٍ. والثالث احتقاراً لهم، فيكون الفعل بهم فعلَ الأعداءِ ،كما كان بعض الجهَّالِ يحصب أويساً القرنيَّ. والرابع أنه قد يكون بينَ الولي وبينَ الناس معاملات وخصوماتٌ، وليس كلّ الأولياءِ ينفردونَ في الزوايا فربَّ وليٍّ في السوقِ. وأمَّا الإشكال الثاني فإنَّ الإنسانَ إنما خوطبَ بما يعقل، ونهاية العداوة الحرب، ومحاربة الله عز وجل للإنسان أنْ يهلكَه ،وتقدير الكلام فقد تعرَّضَ لإهلاكي إياه. وأمَّا الإشكال الثالث: فإنَّ في أداءِ الواجباتِ احتراماً للأمرِ وتعظيماً للآمرِ، وبذلك الإنقياد تظهر عظمة الربوبيةِ، ويبين ذلّ العبوديةِ . وأمَّا الرابع، فإنه لمَّا أدَى المؤمن جميعَ الواجباتِ ثم زادَ بالتنفّلِ وقعتِ المحبَّة لقصدِ التقرّبِ، لأنَّ مؤدَّى الفرضِ ربَّما فعله خوفاً منَ العقابِ ،والمتقرِّب بالنَّفلِ لا يفعله إلا إيثاراً للخدمةِ والقربِ، فيثمر له ذلك مقصوده. وأمَّا الخامس فإنَّ قوله (فَإِذَا أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ ، وَيَدَه الَّتِى يَبْطش بِهَا وَرِجْلَه الَّتِى يَمْشِى بِهَا) ) مثَلٌ وله أربعة أوجهٍ: أحدهما كنت كسمعِه وبصرهِ في إيثارهِ أمري، فهو يحبّ طاعتي ،ويؤثر خدمَتي ،كما يحبّ هذه الجوارحَ. والثاني أنَّ كليتَه مشغولةٌ، فلا يصغي بسمعِه إلَّا إلى ما يرضيني ولا يبصر إلا عن أمري. والثالث أنَّ المعنى أني أحصِّل له مقاصده كما يناله بسمعِه وبصرهِ . والرابع كنت له في العونِ والنّصرةِ كبصرهِ ويدهِ اللذَينِ يعاونانِهِ على عدوِّهِ. وأمَّا السَّادس فإنه ما سئلَ وليٌّ قطّ إلا وأجيبَ، إلا أنه قدْ تؤخَّرالإجابة لمصلحةٍ، وقد يسأل ما يظنّ فيه مصلحةً، ولا يكون فيه مصلحةٌ، فيعوَّض سواه. وأمَّا السابع فجوابه منْ وجهينِ : أحدهما أنْ يكونَ التردّد للملائكةِ الذين يقبضونَ الأرواحَ، فأضافَه الحقّ عزَّ وجلَّ إلى نفسِه لأنَّ ترددَهم عن أمرهِ كما قالَ تعالى : {وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَه مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبّكَ نَسِيًّا} (64) سورة مريم ،وتردّد الملائكةِ إنما يكون لإظهارِ كرامةِ الآدميِّ كما تردَّدَ ملك الموتِ إلى آدمَ وإبراهيمَ وموسى ونبيِّنا {(ص)} . فأمَّا أنْ يكونَ التردد للهِ فمحالٌ في حقِّهِ ،وهذا مذهب الخطابيِّ، فإنِ اعترِضَ على هذا، فقيل: متَى أمِرَ الملَك بقبضِ الرّوحِ لم يجزْ له التردد، فكيفَ يتردد؟ فالجواب منْ وجهينِ: أحدهما أن يكونَ إنما ترددَ فيما لم يجزَمْ له فيه على وقتٍ، كما روي ( ( أنه لما بعث ملك الموت إلى الخليل قيل له تلطف بعبدي ) ). والثاني أن يكون ترددَ رقَّةٍ ولطفٍ بالمؤمنِ، لا أنه يؤخر القبضَ، فإنه إذا نظرَ إلى قدْرِ المؤمنِ منِ احترمَه فلم تنبسطْ يده لقبضِ روحِه ،وإذا ذكرَ أمرَ الإلهِ لم يكنْ له بدٌّ في امتثالهِ . والثاني أنه خطابٌ لنا بما نعقل وقدْ تنزهَ الربّ عزَّ وجلَّ عن حقيقتهِ كما قال (وَإِنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْته هَرْوَلَةً) ) كما أنَّ أحدَنا يتردد في ضربِ ولدهِ فيأمره التأديب بضربهِ وتمنعه المحبَّة، فإذا أخبرَ بالترددِ فهمْنا قوةَ محبتِه له بخلافِ عبدهِ، فإنه لا يتردد في ضربهِ، فأريدَ تفهيمنا تحقيقَ المحبَّة للوليِّ بذكرِ الترددِ، ومنَ الجائزِ أنْ يكونَ تركيب الوليِّ يحتمل خمسينَ سنةً ،فيدعوعندَ المرضِ فيعافَى ويقوَى تركيبه فيعيش عشرينَ أخرَى، فتغيير التركيبِ والمكتوبِ منَ الأجلِ كالترددِ، وذلك ثمرة المحبَّةِ ." " قطعا تلك الاجابات هى مجرد ترقيع للخروم التى فى متن الحديث وهى لا تجيب حقيقة عن الاشكالات فمثلا يقول بوجود اربع أوجه لتفسير كون الله أعضاء الولى وبوجود وجهين فى التردد فإذا كان الرجل لا يعرف المعنى الحقيقى من الأربع ومن الاثنين فكيف يجيب وهو لا يعلم أى المعانى هو الصحيح والحديث اتهام مباشر لله تعالى عن ذلك بعقيدة البداء وهى العقيدة التى يعيبونها على الشيعة فالتردد يعنى تغيير القرار والقضاء لا يتغير كما قال تعالى : " وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا"
-
نظرات فى رسالة المتعة بشرح حديث السبعة الرسالة تأليف ماجد بن عبد الله آل عثمان وهو يدور حول حديث السبعة تحت ظل الله فى القيامة وفى مستهل الرسالة تحدث عن أسماء كتبت كتب فى الموضوع فقال : "فإن حديث السبعة، من الأحاديث العظيمة التي لقيت من العلماء عناية وتصنيف ومن هؤلاء العلماء: ابن حجر في كتاب أسماه (معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال) وكذلك السخاوي في كتاب أسماه (الاحتفال بجمع أولي الظلال) وغيرهم من العلماء، وهذا الشرح عود من تلك الحزمة، قد أسميته (المتعة بشرح حديث السبع" ثم ذكر متن الحديث فقال : "متن الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه، معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. وهذا لفظ البخاري." والخطأ هو أن الله يظل 7 فقط فى ظله ويخالف هذا أن الله يظل المسلمين كلهم مصداق لقوله تعالى بسورة الإنسان "إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا 000ودانية عليهم ظلالها "وقال بسورة الواقعة "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود "كما أن السبعة المذكورين هم سبع حالات قد تحدث كلها لإنسان واحد والجنة لا تدخلها الحالات وإنما أصحاب الحالات . وتحدث عن الكتب التى خرجت الحديث ومؤلفيها فقال : "تخريج الحديث: أخرجه أحمد في مسنده (9373) والبخاري في صحيحه (1423) ومسلم في صحيحه (1033) والترمذي في جامعه (2391) والنسائي في السنن الكبرى (5890) والصغرى (5380) وابن خزيمة في صحيحه (358) ومستخرج أبي نعيم (2305) والبيهقي في سننه الكبرى (4596) وابن المبارك في مسنده (80) والطبراني في الأوسط (6324) وفي معجم أسامي أبي بكر الإسماعيلي لأحمد بن إبراهيم الإسماعيلي رواية البرقاني (23) وفي المنتخب من معجم شيوخ ابن السمعاني عبدالكريم (37) وغيرهم من طريق خبيب بن عبدالرحمن الأنصاري عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة. قال ابن حجر: لم تختلف الرواة عن عبيد الله في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، ورواه مالك في الموطأ عن خبيب فقال: (عن أبي سعيد أو أبي هريرة) على الشك، ورواه أبو قرة عن مالك بواو العطف فجعله عنهما وتابعه مصعب بن الزبير، وشذا في ذلك عن أصحاب مالك، والظاهر أن عبيد الله حفظه لكونه لم يشك فيه ولكونه من رواية خاله وجده، والله أعلم ." ثم ذكر معانى كلمات الحديث فقال : "مفردات الحديث: سبعة: أي سبعة أشخاص . يظلهم الله: يسترهم الله، تقول العرب أنا في ظل فلان: أي في ستره وفي كنفه . وسيأتي مزيد بيان. يوم لا ظل إلا ظله: أي ويم القيامة. الإمام العادل: أي الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط . شاب: وهو الحدث الذي شب وقوي وبلغ قامة الرجال نشأ: أي ربا وشب قلبه معلق في لمساجد: أي شديد الحب له والملازمة للجماعة فيها تحابا في الله: أي اشتركا في جنس المحبة لأجل الله لا لغرض دنياوي وأحب كل منهما الآخر حقيقة . ذات منصب: أي ذات الأصل أو الشرف . حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: مبالغة في الإخفاء والإسرار بالصدقة . ذكر الله خاليا: أي ذكر الله في موضع أي مكان خالي . ففاضت عيناه: أي دمعت عيناه " قطعا لا فائدة من نقل المعانى من كتب اللغة فهو واحدة من أسباب اختلاف وتناقض التفسيرات ثم تحدث عن تراجم رجال الإسناد فى البخارى فقال : "ترجمة لرجال إسناد الحديث في صحيح البخاري: مسدد: وهو ابن مسرهد الأسدي البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، أخرج له (خ، د، ت، س)، توفي سنة 228 هـ. يحيى: وهو ابن سعيد القطان التميمي، البصري، ثقة، متقن، لإمام، قدوة، من التاسعة، روى له الجماعة، وتوفي عام 198 هـ. عبيدالله: وهو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني، ثقة ثبت، روى له الجماعة، من السادسة، توفي عام 143 هـ. خبيب: وهو ابن عبدالرحمن الأنصاري الخزرجي المدني، ثقة، روى له الجماعة، من الرابعة، توفي عام 132 هـ. حفص: وهو ابن عاصم القرشي العدوي المدني، ثقة، روى له الجماعة، من الثالثة، توفي عام. أبو هريرة: وهو ابن عبدالرحمن بن صخر الدوسي اليماني، أسلم عام خيبر، صحابي جلاليل حافظ للسنة، أكثر من روى أحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم -، توفي سنة 59 هـ وقيل غير ذلك " ثم حدثنا عن غرائب الإسناد فقال : "لطائف الإسناد: 1 - فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع، وفيه العنعنة في أربعة مواضع، وفيه القول في موضع واحد. 2 - فيه: رواية الرجل عن خالة: وهي رواية عبيدالله بن عمر عن خاله خبيب بن عبدالرحمن، وعن جده وهو: حفص بن عاصم. 3 - وفيه: أن رواته ما بين بصري وهم: مسدد، يحيى بن سعيد، والبقية مدنيون. 4 - أنه من سداسيات البخاري. 5 - أن رجال إسناده، كلهم رجال الجماعة، سوى شيخه مسدد. 6 - أنه مسلسل بالمدنيين، سوى مسدد، ويحيى بن سعيد القطان فبصريان. 7 - فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض: عبيدالله عن خبيب عن حفص. 8 - فيه أبا هريرة، وهو أكثر الصحابة رضي الله عنهم رواية للحديث، فقد روى (5374)" وهذه اللطائف أو الغرائب ليست محاسن وإنما مساوىء لأنها تعرض اختلافات الروايات والتى معناها أن القوم اختلفوا فيما نقلوا وشرح الحديث كما يقول وهو ليس شرحا وإنما هى مجرد نقول من الكتب تظهر كما كبيرا من الاختلافات وفيه قال : "شرح الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي اعتنى بها أهل العلم شرحا وتصنيفا وهو من أحسن الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال. قال ابن عبدالبر: هذا أحسن حديث يروى في فضائل الأعمال، وأعمها وأصحها إن شاء الله، وحسبك به فضلا؛ لأن العلم محيط بأن من كان في ظل الله يوم القيامة لم ينله هول الموقف . تضمن هذا الحديث جملة من الفوائد العقدية و الترغيبية وغير ذلك سنوردها على شكل نقاط: 1 - العدد المذكور في الحديث لا مفهوم له في أصح قولي العلماء وذلك أنه جاءت أحاديث في نفس الصفة غير السبعة المذكورين منها: ما جاء من حديث أبي اليسر يرفعه رضي الله عنه قال: (من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله) . ... قال الحافظ بن حجر: تتبعت الأحاديث الواردة في مثل ذلك، فزادت على عشر خصال ." هنا أول مصيبة وهى تغليط القوم فى عدد خصال الظلال فى الرواية ومن ثم هم ينقضون الحديث ويهدمونه بادعاء عدم الحصر فى السبعة وأنها رقم مطلق ثم قال عن مصيبة أخرى : 2 - ذكر الرجال في الحديث لا مفهوم له: بل يشترك النساء معهم فيما ذكر، إلا إن حملت الإمامة على الإمامة العظمى، وكذلك صفة ملازمة المسجد، لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل، وكل ما دل الدليل على تخصيص أحد به، فالأصوليون ذكروا أن الأحكام الشرعية عامة لجميع المكلفين، إلا ما دل الدليل على تخصيصه." وهذا معناه أن الحديث نسى أن يظل النساء فالمظللون هم الرجال فقط وهو يحاول نفى أن يكون المقصود رجال مع وجود كلمة شاب ورجل ورجلان وقطها هذا تحريف للمعنى ظاهر جدا ثم قال المصيبة الثالثة وهى الاختلاف فى معنى الظل فقال : 3 - قوله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: معنى (ظله) هذه الفظة مما اختلف العلماء فيها على أقولا: 4 -القول الأول: هو من إضافة الظل إلى الله إضافة تشريف كما يقال (بيت الله) و (ناقة الله) وهو قول القاضي عياض،. القول الثاني:وقيل أن المراد كرامته وحمايته، كما يقال فلان في ظل الملك: أي حمايته، وهو قول عيسى بن دينار، وقواه عياض. القول الثالث:وقيل أن المراد هو ظل العرش، وقد قال به طائفة من العلماء منهم: ابن الملقن ، وابن مندة ،وابن عبدالبر و الطحاوي ، وغيرهم من أهل العلم واستدل أصحاب هذا القول بأحاديث منها حديث سلمان عند سعيد بن منصور: من طريق أبي معاوية عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن الوليد بن عيينة عن سلمان، وفيه ضعف، من أجل الهجري، وقد حسنه ابن حجر، لكن يشهد له غيره. القول الرابع:معنى يظلهم بظله: أنه جل جلاله يعافيهم من هول ذلك اليوم العظيم بظله المديد، لكن الكيفية لا مجال للعقل في ذلك، وهو قول ابن أبي جمرة القول الخامس:أنه ظل يخلقه الله في ذلك اليوم يظلل به من شاء من عبادة، وقد قال به، العلامة ابن عثيمين ، ثم قال رحمه الله: وليس المراد ظل نفسه جل وعلا. القول السادس: أن اللفظة في الحديث تمرر على ظاهرها، ألله أعلم بكيفيته، وهو قول العلامة ابن باز. وقد فقد سئل رحمه الله عن قول بعض العلماء: عند حديثه عن ظل الله يوم القيامة في حديث السبعة: أن الله يخلق شيئا يظلل به من شاء من عباده"، فهل يستقيم هذا المعنى؟ فأجاب: هذا من التأويل لا يجوز هذا من التأويل؛ بل يجب إمرار الحديث على ظاهره، ويقول الله أعلم بكيفيته، يظلهم الله بظله على الكيفية التي يعلمها سبحانه وتعالى" واختار المؤلف القول الثالث وهو ظل العرش ثم عاد ونقض كلامه بكون القول السادس أقوى فقال : "والأقرب من هذه الأقوال هو: (القول الثالث) وهو أن الظل الوارد في الحديث هو ظل العرش، والله أعلم وتعليل ذلك: ... أنه جاءت أحاديث مفسرة لهذا الحديث منها: ما أخرجه أحمد في المسند (22064) وابن حبان في صحيحه (577) وغيرهما من طريق عطاء عن أبي مسلم الخولاني عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله). وجاء بنحوه في أحاديث أخرى. فإن قيل باستقلال الأحاديث الواردة في هذا الباب، فيصار إلى القول السادس فهو قوي جدا." 5 - قوله (الإمام العادل): فيه فضيلة العدل عامة وفي الإمام خاصة، وذلك لكثرة مصالحه وعموم نفعه، والمراد به كما قال القاضي: (كل من إليه نظر في شيئا من أمور المسلمين من الولاة والحكام) ، وينسحب هذا على كل من حكم بين اثنين فما فوق؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (كلكم راعي وكلكم مسئول على رعيته . ودليل ذلك ما جاء عن بن عمر رضي الله عنه مرفوعا: ( المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم، وأهليهم، وما ولوا) والإمام العادل يصلح الله به البلاد والعباد، وتدفع به العقوبة، ورأس العدل: أن يحكم بين الناس بشريعة الله سبحانه وتعالى، وأما من حكم بالقوانين الوضعية المخالفة لشريعة الله، فهو من الظلم المخرج من الملة بصحيح النقل، و إجماع أهل العلم، فقد جاء عند عبدالرزاق في المصنف بسند صحيح من طريق معمر عن عبدالله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أنه قال في قول الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}} المائدة:44 {هو به كفر." والغريب فى تفسيره افمام لم يتعرض لمسألة الذكورة وألنوثة لأن الإمامة عند القوم لا تجوز للمرأة طبقا لحديث " لعن الله قوما ولوا أمورهم امرأة" ثم شرح الباقى فقال : 6 - قوله (شاب نشأ في عبادة الله) يعني: نشأ متلبسا للعبادة أو مصاحبا لها ملتصقا بها. نشأ: نبت وابتدأ: أي لم يكن له صبوة، هو الذي قال فيه في الحديث (يعجب ربك من شاب ليست له صبوة) . وإنما كان ذلك، لغلبة التقوى التي بسببها ارتفعت الصبوة، فالشباب شعبة من الجنون، لكونه مظنة غلبة الشهوة لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى؛ وفيه فضل من سلم من الذنوب وشغل بطاعة ربه طول عمره، وقد جاء في رواية حماد بن زيد عن عبيدالله بن عمر (حتى توفي على ذلك). 7 - (ورجل قلبه معلق بالمساجد): أي شديد المحبة لها وملازمة الجماعة فيها، ومعناه: دوام القعود فيها للصلاة والذكر والقراءة، وهذا إنما يكون من استغرقه حب الصلاة والمحافظة عليها وشغفه بها، حصلت له هذه المرتبة؛ لأن المسجد بيت الله وبيت كل تقي، وحقيق على المزور إكرام الزائر فكيف بأكرم الكرماء. 8 - (ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه): أي اجتمعا على حب الله وتفرقا على حبه، وكان سبب اجتماعهما حب الله واستمرارهما على ذلك حتى تفرقا من مجلسهما أو مكانهما وهما صادقان في حب كل واحد منهما صاحبة في الله حال اجتماعهما وافتراقهما . 9 - (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله): المراد بالمنصب: الأصل أو الشرف، وفي رواية مال: (دعته ذات حسب): وهو يطلق على الأصل وعلى المال، وقد وصفها بأكمل أوصافها، وقل من يجتمع فيها ذلك من النساء، والمعنى: أن هذه المرأة دعته للفاحشة: فرفض خوفا من الله سبحانه وتعالى، ورفضه يحتمل أن يكون بلسانه ليزجرها أو بقلبه، وهذا وجه الشاهد من إيراد هذا في الحديث فهو من الذين ينعمون بظل الله يوم القيامة لهذا الفعل العظيم وهو خوفه من الله مع اجتماع دواعي الفاحشة . وذهب القاضي: إلى أن قوله (دعته) قال: أي إلى نكاحها فخاف العجز عن القيام بحقها، أو أن الخوف من الله شغله عن لذات الدنيا وشهوتها . قلت: وهذا بعيد جدا. والله أعلم. 10 - (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) قلت: هذا لفظ البخاري، وقد جاء في جميع روايات مسلم عكسه وهو (حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله). وهذا لا شك وهم وقلب في المتن. قال القاضي عياض: ويشبه أن يكون الوهم في ذلك ممن أخذ عن مسلم لا من مسلم . وقال العيني: ولا ينكر الوهم من مسلم ولا ممن هو دونه أو فوقه، ويمكن أن يكون هذا القلب من الكاتب واستمر الرواة عليه وقيل: ليس الوهم فيه ممن دون مسلم ولا منه، بل هو: من شيخه أو من شيخ شيخه يحيى بن سعيد القطان. وقيل غير ذلك. قال العلماء: وهذا في صدقة التطوع، فالسر فيها أفضل؛ لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد من الرياء وأما الواجبة فإعلانها أفضل؛ ليقتدي به في ذلك وتظهر شعائر الإسلام، وكذلك الصوم الواجب فإظهاره أفضل، وأما نوافله فالإسرار أفضل، وقد اختلف في السنن الرواتب، والوتر. قوله: (حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه): هي مبالغة في إخفاء الصدقة، قال تعالى: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) . قال القرطبي: هذه صدقة التطوع في قول ابن عباس، وأكثر العلماء وهو حض على الإخلاص في الأعمال، والتستر بها، ويستوي في ذلك جميع أعمال البر التطوعية، فأما الفرائض، فالأولى إشاعتها، وإظهارها؛ لتنحفظ قواعد الدين، ويجتمع الناس على العمل بها، فلا يضيع منها شيء، ويظهر بإظهار جمال دين الإسلام، وتعلم حدوده، وأحكامه، والإخلاص واجب في جميع القرب والرياء مفسد لها 11 - (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه): فيه فضيلة البكاء من خشية الله، وفضل طاعة السر؛ لكمال الإخلاص، وهو على حسب حال الذاكر، فإن كان من ذنب وخوف سخط فبكاؤه من خوف، وإن كان عن تجلي للعبد بسبب الطاعة فمن محبة وشوق. وقوله خاليا: أي في موضع خالي لأنه حين إذ يكون أبعد من الرياء، ولا يشترط خلوا المكان فقد يكون في مكان خالي أو مكان فيه أحد والنكتة في ذلك: أن يكون خاليا من الالتفات إلى غير الله والله أعلم ." ومما سبق يتبين أن الحديث لم ينطق به النبى(ص) ولم يتفوه به به لمخالفته كتاب الله حيث أن كل المسلمين وليس السبعة داخلون فى ظلال الشجر فى الجنة كما فى الآيات المذكورة فى نقد نص الحديث
-
نظرات فى كتاب تسريح الطرف فيما ورد في فضل سورة الكهف المؤلف فريح بن صالح البهلال وهو يدور حول الأحاديث الواردة فى سورة الكهف عن العصمة من الدجال وفى الفصل الأول من الكتاب استعرض نصوص الأحاديث ومن خرجها قال: "الفصل الأول فيما يعصم من الدجال عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله": من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. أخرجه أحمد ومسلم وأبو نعيم وأبو عوانة وأبو عبيد وأبو داود والنسائي وابن الضريس.والحاكم والبيهقي والبغوي. من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء به." والخطأ فى الحديث أن قراءة الآيات من سورة الكهف يعصمن الدجال ودعونا نتساءل ولماذا هذه الآيات وحدها أليس القرآن كله واحد إن عصم منه جزء عصم كل جزء أخر فيه ؟زد على هذا أن المعانى الواردة فى الآيات الثلاث وردت فى الكثير من السور الأخرى فلماذا تؤخذ هذه وتترك تلك أليس هذا عجيبا ؟ثم إن ليس هناك شىء اسمه المسيخ الدجال لسبب هو أن قاتله وهو المسيح (ص)لن يبعث مرة أخرى فى الدنيا لقوله تعالى بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "فهنا لا يمكن رجوع أحد للحياة الدنيا لتجريم الله هذا ونلاحظ هنا تناقضا بين رواية ثلاث وعشر. وزاد أبو عبيد: ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة. وتابع هماما هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وشيبان بن عبدالرحمن أبو معاوية النحوي، عن قتادة. ورواه شعبة عن قتادة بالسند نفسه، عن ثوبان قال: قال رسول الله": من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من فتنة الدجال. أخرجه النسائي وأبو بكر الخطيب والروياني وعزاه السيوطي لأبي يعلى وابن الضريس. قلت: حديث ثوبان عند ابن الضريس مخالف لهذا سندا ومتنا، وهذا نصه: قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن سالم ابن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، عن النبي" قال: من حفظ خمس آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال إسناده صحيح، موسى بن إسماعيل هو أبو سلمة التبوذكي ثقة ثبت. وجاء في جامع المسانيد للحافظ ابن كثير ما لفظه: حدثنا عبدالوهاب، حدثنا هشام بن عبيدالله، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان، عن النبي" قال: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال. ظاهره: أنه من حديث المسند للإمام أحمد. ورواه شعبة أيضا من حديث أبي سعيد الخدريقال: قال رسول الله": من قرأ سورة الكهف، كما أنزلت، كانت له نورا يوم القيامة، من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها، ثم خرج الدجال لم يسلط عليه، ومن توضأ، ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، كتب في رق، ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة. أخرجه النسائي والحاكم والطبراني والبيهقي من طريق يحيى بن كثير أبي غسان، حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به. والخطأ هنا هو أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة يعطى النور من مكانه لمكة وغفران 10 أيام ويعافى من الأمراض وفتنة الدجال وصلى عليه سبعون ألف ملك ويخالف هذا التالى : أن النور يعطى للمسلمين فى الأخرة مصداق لقوله بسورة الحديد "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بأيديهم " -أن الغفران ليس بالأيام وإنما للسيئات مصداق لقوله بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات " -أن الملائكة تصلى على كل المسلمين سواء قرئوا الكهف أو لم يقرئوا وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "هو الذى يصلى عليكم وملائكته ". -أن القراءة لا تمنع الأمراض لأنها لو كانت تمنع ما وصف الله عسل النحل كدواء وجه آخر: قال الإمام الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي" قال: من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال. حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة بهذا الإسناد نحوه. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وجه آخر: عن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه، ولم يكن له عليه سبيل. أخرجه عبدالرزاق والنسائي والحاكم. وجه آخر: عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله" الدجال ذات يوم غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، قال: غير الدجال أخوف لي عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. إنه شاب قطط، عينه قائمة كأنه يشبه بعبدالعزى بن قطن، فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة أصحاب الكهف. أخرجه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجة. وأخرجه أبو داود وابن ماجة والطبراني وعبدالله ابن الإمام أحمد من حديث أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله" فكان أكثر خطبته حديثا عن الدجال، وحذرناه، فكان من قوله، أن قال: إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم، فأنا حجيج لكل مسلم، وأن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، الحديث وفيه: وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره، فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما... الحديث بطوله. هذا لفظ ابن ماجة. وفي لفظ للطبراني: فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف. والخطأ بعث عيسى (ص)بعد موته فى الدنيا لقتل الدجال وهو يخالف منع الله البعث وهو الرجوع للدنيا بقوله بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "ولو كان عيسى (ص)يبعث قبل القيامة لوجب بعث يحيى (ص)لأن القول بسورة مريم "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا "فى عيسى (ص)قيل فى يحيى (ص)"والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا "ولا ذكر ليحيى (ص)ومن ثم فهى كاذبة والعجيب أن البهلال أظهر التناقضات ومع صدق بعض ما قام به القدامى من التوفيق بينهما فقال : "الحاصل: أن الروايات قد اختلفت _ كما ترى _ فيما يعصم من فتنة الدجال، من حفظ أو قراءة آيات من سورة الكهف، وذلك فيما يزيد على عشر روايات، وإليك مجملها: 1_ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. 2_ من حفظ من خواتيم سورة الكهف... الخ. 3_ من حفظ خمس آيات من أول الكهف... الخ. 4_ من قرأ عشر آيات من آخر الكهف... الخ. 5_ من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف... الخ. 6_ فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة أصحاب الكهف. 7_ فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف. 8_ من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال. 9_ من قرأ عشر آيات من سورة الكهف... الخ. 10_ من قرأ سورة الكهف كما أنزلت... الخ. هذا، وقد أشكل علي الجمع بين هذه الروايات، ورأيت بعض المتأخرين حكم بشذوذ رواية: من قرأ العشر الأواخر... الخ، وهذا نصه: حديث أبي الدرداء من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما، وهو بهذا اللفظ شاذ. والمحفوظ: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف. والذي يظهر لي عدم الشذوذ فيها؛ لما يعضدها من الروايات المتقدمة. ولهذا ترجم الإمام ابن حبان بقوله: ذكر البيان بأن الذي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف. ثم ساق حديث شعبة، عن قتادة: من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال. وترجم الإمام الحافظ ابن كثير لهذه الأحاديث بقوله: حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف حفظا عمليا يعصم من فتنة الدجال. ..وقال الإمام الشوكاني: ولا منافاة بين روايات الثلاث الآيات، والعشر الآيات؛ لأن الواجب العمل بالزيادة، فيقرأ عشر آيات من أولها. وأما اختلاف الروايات بين أن تكون العشر من أولها، أو من آخرها فينبغي الجمع بينهما بقراءة العشر الأوائل والعشر الأواخر. ومن أراد أن يحصل على الكمال ويتم له ما تضمنته هذه الأحاديث كلها فليقرأ سورة الكهف كلها يوم الجمعة، ويقرأها كلها ليلة الجمعة" وفى الفصل التالى ذكر الأحاديث فى فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الفصل الثاني في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة عن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. أخرجه أبو عبيد والبيهقي _ من طريق سعيد ابن منصور_ وابن الضريس وأبو بكر الخطيب من طريق أحمد بن خلف البغدادي، ثلاثتهم عن هشيم بن بشير، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به، رمز لحسنه السيوطي. وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوف. قلت: الحديث موقوف صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير أبي عبيد القاسم بن سلام الإمام المشهور المصنف الثقة الفاضل، وغير أحمد بن خلف البغدادي، فقد قال فيه الخطيب البغدادي: هو شيخ غير مشهور. وقال الحافظ ابن حجر: حديثه مستقيم. وأخرجه الحاكم والبيهقي مرفوعا من طريق نعيم ابن حماد، ثنا هشيم به، ولفظه: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. قال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: نعيم بن حماد ذو مناكير. قلت: نعيم من رجال البخاري، وقد ذكر ابن عدي ما أنكر عليه من الأحاديث وليس هذا الحديث منها، ثم قال: وعامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما وصححه الألباني. وقال ابن عراق: وقد صح الحديث في العصمة من الدجال بحفظ بعض سورة الكهف من غير تقييد بيوم الجمعة رواه مسلم من حديث أبي الدرداء. فالمستنكر من الحديث ما سوى ذلك والله أعلم. قلت: الحديث رمز لصحته السيوطي. وقال المناوي: قال ابن حجر في تخريج الأذكار: حديث حسن، وهو أقوى ما ورد في سورة الكهف. قلت: ولم يتفرد نعيم برفعه، فقد تابعه يزيد بن خالد ابن يزيد. قال البيهقي بعد إخراج حديث نعيم: ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد ثم أسنده في موضع آخر: أخبرنا أبو عبدالرحمن السلمي، وأبو نصر بن قتادة، قالا: أخبرنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء، حدثنا أبو منصور سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل البجلي بنهروان، حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد، حدثنا هشيم، فذكره بإسناد مثله مرفوعا إسناده حسن لغيره. سليمان بن محمد بن الفضل قال فيه الدارقطني: ضعيف ويزيد بن مخلد هو يزيد بن خالد بن يزيد الرملي أبو خالد ثقة قاله الحافظ في التقريب. والموقوف منه له حكم الرفع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر، ويؤيده المرفوع منه. فهؤلاء خمسة من أصحاب هشيم بن بشير: أبو عبيد القاسم بن سلام، وسعيد بن منصور، وأحمد بن خلف، ونعيم بن حماد، ويزيد بن خالد بن يزيد الرملي رووا عنه هذا الحديث بقيد يوم الجمعة، وخالفهم أبو النعمان فرواه عن هشيم بقيد ليلة الجمعة عند الدارمي. وأبو النعمان هو محمد بن الفضل السدوسي الملقب بعارم، وهو ثقة ثبت إلا أنه تغير في آخر عمره. فتحصل من هذا رجحان رواية قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لا ليلة الجمعة وذلك للأمور الآتية: 1_ كثرة عدد الذين رووا عن هشيم يوم الجمعة. 2_ سلامة كل واحد منهم من الخدش، ما عدى نعيما. 3_ تفرد أبي النعمان برواية ليلة الجمعة. 4_ كونه تغير في آخره ولم يتميز هل رواها الدارمي عنه قبل تغيره أم بعده؟. 5_ ورود أحاديث مرفوعة جاءت بقيد يوم الجمعة، منها حديث عبدالله بن عمر _رضي الله عنهما_ بلفظ قال: قال رسول الله": من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه والضياء المقدسي. قال المنذري: إسناده لا بأس به. وقال الألباني: إسناده لا بأس به. وقال الحافظ ابن كثير: إسناده غريب، وفي رفعه نظر، وأحسن أحواله الوقف. وقال المناوي: فيه محمد بن خالد تكلم فيه ابن منده وغيره، وقد خفي حاله على المنذري حيث قال في الترغيب: لا بأس به، ويحتمل أنه مشاه لشواهده. وذكر الإمام ابن القيم من خواص أعمال يوم الجمعة قراءة هذه السورة، فقال ما نصه: الخاصة العاشرة: قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي": من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء، يضيء به يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين." والخطأ المشترك بين الأحاديث أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة يعطى النور من مكانه لمكة ويخالف هذا التالى : أن النور يعطى للمسلمين فى الأخرة مصداق لقوله بسورة الحديد "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بأيديهم " ونلاحظ أن الروايات بينهما تناقضات مكانية فمرة ما بينه وبين البيت العتيق ومرة من مكانه للسماء ونلاحظ أن الرواية تقول مرة ليلة ومرة يوم والخطأ أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة له غفران 7 أيام ويخالف هذا التالى -أن الغفران ليس بالأيام وإنما للسيئات مصداق لقوله بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات " ثم قال : ومنها: حديث علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله": من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه. أخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه. من طريق عبدالله بن مصعب بن منظور بن زيد بن خالد الجهني أبي ذؤيب، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب به. وفيه رواية أخرى عند الضياء: قال عبدالله بن مصعب: عن أبيه، عن جده، وحدثنا علي بن الحسين به. قال الضياء المقدسي: عبدالله بن مصعب، لم يذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما. وقال أبو الحسن بن القطان: مصعب وابنه غير معروفين. وقال الذهبي: عبدالله بن مصعب بن خالد الجهني: عن أبيه، عن جده، رفع خطبة منكرة، وفيهم جهالة." ومع تناقض المدة بين جمعتين وبين ثمانية أيام حاول التوفيق بينهما فقال : "قلت: وعلى فرض ثبوت رواية ليلة الجمعة فيجمع بينها وبين روايات يوم الجمعة بأن المراد: اليوم بليلته، والليلة بيومها. قاله الحافظ ابن حجر. لكن الصحيح عندي هو قراءتها يوم الجمعة لا ليلتها؛ لما تقدم، والعلم عند الله." وفى الفصل عاد لحديث أبو سعيد فذكر رواية مختلفة فقال : "الفصل الثالث عودا على حديث أبي سعيد الخدري تقدم بعض ألفاظ هذا الحديث في الفصلين السابقين، وبقي فيه لفظ آخر، من المناسب ختم هذا البحث به، وذلك ما يلي: عن أبي سعيد الخدري قال: من قال إذا فرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، ختمت بخاتم، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة. أخرجه النسائي وابن أبي شيبة والحاكم وأبو القاسم الأصفهاني من طرق، عن سفيان الثوري، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به. وهذا حديث موقوف، صحيح، رجاله رجال الشيخين. ...قال الحافظ ابن حجر: قلت: رواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني، تخريج الدارقطني له من طريق روح بن القاسم، عن شعبة. وقال: تفرد به عيسى بن شعيب، عن روح بن القاسم اهـ. وقال الحافظ في موضع آخر: ووجدت لحديث أبي سعيد المذكور قبل طريقا أخرى مرفوعة أخبرني أبو العباس أحمد بن الحسن المقدسي أنا أبو العباس أحمد بن منصور بن الجوهري، قال: قرئ على فاطمة بنت علي بن القاسم بن عساكر، ونحن نسمع، عن عمر بن محمد بن معمر سماعا، قال: أنا هبة الله بن محمد بن عبدالواحد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الأزهر، ثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، ثنا عيسى بن شعيب، ثنا روح بن القاسم، عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن قتادة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله": من قال حين يفرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق وطبع بطابع، ووضع تحت العرش، حتى تدفع إليه يوم القيامة. قال الدارقطني بعد تخريجه في فوائد المزكى: تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم." والخطأ فى الجديث كتابة ذلك الذكر وحده فى رق ويخالف هذا أن كل كلام الإنسان يكتب ثم يسلم للإنسان يوم القيامة وإنما كل لفظ يسجل ويكتب وفى هذا قال تعالى بسورة ق"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "وكل كلام أو عمل يكتب أى يسطر وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر " وكعادته يحاول الرجل أن يوفق بين المتناقضات ناقلا من بطون الكتب حيث قال : "وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: اختلاف الروايتين في الرفع والوقف، لا يؤثر في الحديث ضعفا لجواز أن يكون الصحابي يسند الحديث مرة، ويرفعه إلى النبي" ويذكره مرة أخرى على سبيل الفتوى، ولا يرفعه. فحفظ الحديث عنه على الوجهتين جميعا، وقد كان سفيان بن عيينة يفعل هذا كثيرا في حديثه، فيرويه تارة مسندا مرفوعا، ويقفه مرة أخرى قصدا واعتمادا. وإنما لم يكن هذا مؤثرا في الحديث ضعفا، مع ما بيناه؛ لأن إحدى الروايتين ليست مكذبة للأخرى...." واختتم الرجل كتابه بخاتمة يؤكد فيه التوفيق بين المتناقضات رغم معرفته بها فقال : "الخاتمة اعلم أيها المسلم الكريم أن الأحاديث الواردة في فضل سورة الكهف اشتملت على مبحثين هامين: الأول: الاعتصام بها من الدجال. والثاني: قراءتها يوم الجمعة. أما الأول: فقد جاء عن الرسول" أخبار بأن من حفظ وفي رواية: من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف، فإنه يعصم من الدجال إلا أن النقلة لتلك الأخبار اختلفوا في قدر الآيات المحفوظة أو المقروءة فقد نقل بعضهم أنها عشر آيات، وبعضهم نقل أنها خمس، وبعضهم نقل أنها ثلاث. وروى بعضهم قراءة كامل السورة كما أنزلت، وروى بعضهم أن العشر من أولها، وبعضهم روى أنها من آخرها، ونقل بعضهم عشر آيات منها، ونقل بعضهم أن من رآه فليقرأ عليه فواتح السورة، وبعضهم نقل أن من لقيه فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف. والجمع بين هذه الروايات لا يتأتى إلا بحفظها كاملة؛ لأن من حفظها كلها صدق عليه أنه قرأ عشر آيات من أولها، وعشر آيات من آخرها، وصدق على أقل من ذلك. فإذا خرج الدجال ولقيه المسلم فقرأها عليه صدق عليه أنه قرأ بفواتحها، وخواتيمها وقوارعها. وأما المبحث الثاني فقد ورد فيه حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا وموقوفا والموقوف له حكم الرفع _بلفظ: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق، وفي رواية: أضاء له من النور ما بين الجمعتين. صححه جمع من أهل العلم وحسنه بعضهم، رواه خمسة من أصحاب هشيم بن بشير عنه بقيد يوم الجمعة، وهم: أبو عبيد القاسم بن سلام، وسعيد بن منصور، وأحمد بن خلف، ونعيم بن حماد، ويزيد بن خالد بن يزيد الرملي, وخالفهم أبو النعمان محمد بن الفضل الملقب بعارم فرواه عن هشيم بقيد ليلة الجمعة وقد تغير في آخر عمره. ومما يقوي رواية الجماعة أيضا مجيئه مقيدا باليوم في حديث ابن عمر وعلي بن أبي طالب _رضي الله عنهم_. فائدة: جاء في حديث أبي سعيد المذكور زيادة: من قال إذا فرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، ختمت بخاتم، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة." وكل ما روى فى سورة الكهف كله كذب بسبب تعارضاته مع القرآن ومع نفسه ولا أدرى كيف يوفق أحدهم بين فواتح السورة وبين خواتمها ولا بين خمس وثلاث وعشر آيات .... وكل ما كتب فى التوفيق بين الروايات أدخل فى الإسلام ما ليس منه وجعله مثار سخرية أهل الأديان الأخرى الروايات بحر من الضلال يبدو فيه الحق كنقطة مجهولة
-
من أحكام العمامة العمامة هى : غطاء من ضمن أغطية الرأس وكان البعض يعتبرها تاج الملك حتى قالوا : هي التاج لولا أن تسمَّى عمامة ... مجازاً ....................... وسميت كذلك لأنها تعم جميع الرأس بالتغطية وقد ظهرت كتب تراثية متعددة عن العمامة منها : تحفة الأمة بأحكام العمة وصوب الغمامة في إرسال طرف العمامة ودرر الغمامة في در الطليسان والعذبة والعمامة وجزء في العمامة النبوية وأزهار الكمامة في أخبار العمامة وكشف الغمامة عن أحكام العمامة والموارد المستعذبة بمصادر العمامة والعذبة والتمامة في صفة العمامة والدعامة للعامل بسنة العمام وكل تلك الكتب قطعا لا فائدة منها فكلها دون نظر فيها مجرد تجميع لأحاديث ذكر فيها لفظ العمامة وأقوال مأثورة عن الفقهاء فى كتاب التذكير ببعض أحكام العمامة لخالد الغربانى جمع الروايات التالية : عن عمرو بن حريث أن رسول الله (ص)خطب الناس وعليه عمامة سوداء وفي لفظ : كأني أنظر إلى رسول الله (ص)على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه وفي لفظ : قال : رأيت على النبي (ص)عمامة حرقانية . عن جابر بن عبدالله الأنصاري أن رسول الله (ص)دخل مكة يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام. عن ابن عباس قال : صعد النبي (ص)المنبر وكان آخر مجلس جلسه متعطفا ملحفة على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دِسمة وفي لفظ : دَسماء..الحديث ) عن عطاء بن أبي رباح قال : كنت مع عبد الله بن عمر فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة فقال ابن عمر : سأخبرك عن ذلك بعلم إن شاء الله تعالى قال : كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله (ص)أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وحذيفة وابن عوف وأبو سعيد الخدري فجاء فتى من الأنصار فسلم على رسول الله (ص)ثم جلس فقال : يا رسول الله أي المؤمنين أفضل ؟ قال : أحسنهم خلقا )) قال : فأي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا قبل أن ينزل بهم أولئك من الأكياس )) ثم سكت الفتى وأقبل عليه النبي (ص) فقال: يا معشر المهاجرين خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم وأخذوا بعض ما كان في أيديهم وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا ألقى الله بأسهم بينهم )) ثم أمر عبد الرحمن بن عوف يتجهز لسرية بعثه عليها وأصبح عبد الرحمن قد اعتم بعمامة من كرابيس سوداء فأدناه النبي (ص)ثم نقضه وعممه بعمامة بيضاء وأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحو ذلك وقال : هكذا يا ابن عوف اعتم فإنه أعرب وأحسن ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يدفع إليه اللواء فحمد الله وصلى على النبي (ص)ثم قال : خذ ابن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه (ص)" هذه الحديث ملىء بالأخطاء وأهمها أن أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا والمؤمنون كلهم حسنو الأخلاق فلا يوجد مؤمن سيىء الأخلاق لأن من ساءت أخلاقه كفر وأفضل المؤمنين هم المجاهدون كما قال تعالى : " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " وأيضا ظهور الطاعون فيمن يمارسون الفاحشة وهى لم تظهر فى قوم لوط(ص) وهو أسوأ الفاحشين والخطأ أم منعوا الزكاة يمنع عنهم المطر بينما فى القرآن من منعوها حرقت جنتهم كما فى سورة القلم والأحاديث السابقة تتحدث عن إباحة لبس العمامة وأما الأحاديث التالية التى ذكرها فتتحدث عن حكم الإسبال مبيحة إياه فى العمامة وغيرها وهى : عن ابن عمر عن النبي (ص)قال الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة عن نافع عن ابن عمر قال كان النبي (ص)إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه. قال نافع وكان ابن عمر يسدل عمامته بين كتفيه قال عبيد الله ورأيت القاسم وسالما يفعلان ذلك ." وإرجاع العمامة لما بين الكتفين على حسب غرض من أرجعها فإن الغرض خيرا فالفعل و‘ن كان شرا فالفعل شر وتحدث عن حديث تسمية كل لبس باسم فقال : "عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (ص)إذا استجد ثوبا سماه باسمه إما قميصا أو عمامة ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له قال أبونضرة فكان أصحاب النبي (ص)إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له تبلي ويخلف الله تعالى." والخطأ أن أن اللبس له شر بينما الشرير والخبير هو الإنسان نفسه فاللبس لا يقوم بعمل هير أو شرير وإنما من يعمله الإنسان ولذا فهو محاسب عليه كما قال تعالى : " كل نفس بما كسبت رهينة" وذكر رواية عن كفن النبى (ص) فقال : عن عائشة: أن رسول الله (ص)كفن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية من كرسف ليس فيهن قميص ولا عمامة وتحدث عن عدم لبس العمامة فى الحج فقال : "عن ابن عمر عن النبي (ص)أن رجلا سأله ما يلبس المحرم ؟ فقال لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوبا مسه الورس أو الزعفران فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين)) والحديث مخالف للقرآن فلا يتم لبس شىء داخل وادى الكعبة كما قال تعالى : " اخلع نعبيك إنك بالواد المقدس طوى" وتحدث عن صبغ الشعر واللبس ومنها العمامة فقال: "عن زيد بن أسلم قال : رأيت بن عمر يصفر لحيته بالخلوق فقلت يا أبا عبد الرحمن إنك تصفر لحيتك بالخلوق قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفر بها لحيته ولم يكن شيء من الصبغ أحب إليه منها ولقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته ." والحديث لم يحدث والخطأ فيه إباحة تغيير خلق خلقة الله وهى اللحية بصبغها وهو تلوينها استجابة لقول الشيطان : " ولآ مرنهم فليغيرن خلق الله" وتحدث عن المسح العمامة فقال : عن المغيرة بن شعبة قال: تخلف رسول الله (ص)وتخلفت معه فلما قضى حاجته قال : أمعك ماء )) ؟ فأتيته بمطهرة فغسل كفيه ووجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة فأخرج يده من تحت الجبة وألقى الجبة على منكبيه وغسل ذراعيه ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه ...الحديث عن بلال قال : كان رسول الله (ص)يخرج يقضي حاجته فآتيه بالماء فيتوضأ ويمسح على عمامته وموقيه. عن بلال : أن رسول الله (ص)مسح على الخفين والخمار. عن عمرو بن أمية الضمري قال : رأيت النبي (ص)يمسح على عمامته وخفيه. عن ثوبان قال : بعث رسول الله (ص)سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على النبي (ص)شكوا إليه ما أصابهم من البرد فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين " والخطأ المشترك هو المسح على غير أعضاء الوضوء كما قال تعالى : " فامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين" فلا يجوز المسح على الملابس أيا كان اسمها لأن المشروع فى التطهر الماء والتيمم كما قال تعالى : " فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا" والكل يكون على أعضاء الجسم كما قال تعالى : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ" وقال : "فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ" فلا يوجد مسح على أى ملابس وأما أقوال السلف فذكر : 2. عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي - وكان بدريا - كان يقول : لو أن بصري فرج منه ثم ذهبتم معي إلى أحد لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة في عمائم صفر قد طرحوها بين أكتافهم . الخطأ ظهور الملائكة فى الأرض للناس وهو ما يناقض أنها لا تنزل الأرض كما قال تعالى : "قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا" 3. عن عروة بن الزبير : قال كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر فقال النبي (ص)إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير. نفس الخطأ السابق 4. عن طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر بالشام لقيه الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وهو آخذ برأس بعيره يخوض الماء فقال له يعني قائل : يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على حالك هذا ؟ فقال عمر : إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نبتغي العز بغيره 5. عن صفوان بن عمرو وحريز بن عثمان قالا : رأينا عبد الله بن بسر صاحب النبي (ص)له جمة لم ير عليه عمامة ولا قلنسوة شتاء ولا صيفا . كلام عن أن ارتداء العمامة أو عدم ارتداءها سيان عند المسلمين 6. قال مكحول في قوله : { مسومين } : مسومين بالعمائم الخطأ أن معنى مسومين لابسين للعمائم وهو ما يخالف أن الله فسرها بأنها منزلين وقال : 7. عن وهب بن منبه أن ذا القرنين أول من لبس العمامة. كلام بلا دليل من الوحى 8. عن أبي حنيفة أنه قال عظموا عمائمكم ووسعوا أكمامكم . قال أبوالليث وإنما قال ذلك لئلا يستخف بالعلم وأهله 9. قال أبو عبيد المذحجي حاجب سليمان بن عبد الملك قال : رأيت عطاء ابن يزيد الليثي قائما يصلي معتما بعمامة سوداء مرخ طرفها من خلف مصفر اللحية. الخطأ إباحة تغيير خلق خلقة الله وهى اللحية بصبغها وهو تلوينها استجابة لقول الشيطان : " ولآ مرنهم فليغيرن خلق الله" 10. وعن السدي قال : رأيت الحسين بن علي وعليه عمامة خز قد خرج شعره من تحت العمامة. 11. قال الثوري : القلنسوة بمنزلة العمامة 12. عن أبي وائل قال : رأيت ابن عمر معتما قد أرخى عمامته من قبل ظهره. 13. عن أبي عمر مولى أسماء قال رأيت ابن عمر اشترى عمامة لها علم فدعا بالجلمين فقصه فدخلت على أسماء فذكرت ذلك لها فقالت بؤسا لعبد الله يا جارية هاتي جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت بجبة مكفوفة الكمين والجيب والفرجين بالديباج . 14. عن طاووس قال في الذي يلوي العمامة علي رأسه ولا يجعلها تحت ذقنه : تلك عمة الشيطان الخطأ أن لى العمامة على الراس دون جعلها تحت الذقن مطيع للشيطان وعمته عمة الشيطان وهو كلام فارغ فالعمائم ترتدى كيف شاء المسلم أو غيره طالما لا تضايقه أو تضايق الناس 15. عن معمر قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة وكان استعمله على البصرة: أما بعد فإنك غررتني بعمامتك السوداء ومجالستك القراء وإرسالك العمامة من ورائك فإنك أظهرت لي الخير فأحسنت فقد أظهرنا الله على ما كنتم تكتمون والسلام . 16. عن سلمة بن وردان قال : رأيت على أنس عمامة سوداء على غير قلنسوة وقد أرخاها من خلفه نحوا من ذراع . 17. عن الزهري قال : العمائم تيجان العرب والحبوة حيطان العرب والاضطجاع في المساجد رباط المؤمنين 18. عن السائب بن يزيد قال : رأيت عمر بن الخطاب يوم عيد معتما قد أرخى عمامته من خلفه وعن أبي رزين قال : شهدت علي بن أبي طالب يوم عيد معتما قد أرخى عمامته من خلفه والناس مثل ذلك وعن عمر بن يحيى قال : رأيت واثلة بن الأسقع معتما قد أرخى عمامته من خلفه ذراعا . 19. عن أبي العنبس عمرو بن مروان عن أبيه قال : رأيت على علي عمامة سوداء قد أرخى طرفها من خلفه . 20. عن مسلم بن زياد قال : رأيت أربعة من أصحاب النبي (ص)أنس بن مالك وفضالة بن عبيد وأبا المنيب وفروخ بن سيار أو سيار بن فروخ يرخون العمائم من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين 21. عن سليمان بن أبي عبد الله قال : أدركت المهاجرين الأولين يعتمون بعمائم كرابيس سود وبيض وحمر وخضر وصفر يضع أحدهما العمامة على رأسه ويضع القلنسوة فوقها ثم يدير العمامة هكذا يعني على كوره لا يخرجها من تحت ذقنه. 22. عن بن عون قال : رأيت على القاسم عمامة علمها حرير أبيض 23. عن مالك قال لا ينبغي أن تترك العمامة ولقد اعتممت وما في وجهي شعرة . وقال : إني لأذكر وما في وجهي شعر وما منا أحد يدخل المسجد إلا معتما." والروايات السابقة المستفاد منها إباحة لبس العمائم وإاباحة عدم لبس العمائم ثم تحدث عن السجود على اطراف العمامة فقال : فصل السجود على كور العمامة : 24. عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد أنه كان يسجد على كور العمامة. 25. عن قتادة عن سعيد بن المسيب والحسن أنهما كانا لا يريان بأسا بالسجود على كور العمامة 26. وقال الحسن : كان القوم يسجدون على العمامة والقلنسوة ويداه في كمه. 27. عن يونس بن عبيد عن الحسن البصري أنه كان يسجد على كور العمامة . 28. عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني أنه كان يسجد وهو معتم . 29. عن جعفر بن برقان عن الزهري قال : لا بأس بالسجود على كور العمامة 30. عن محمد بن راشد عن مكحول أنه كان يسجد على كور العمامة فقيل له فقال : إني أخاف على بصري من برد الحصى. 31. وعن أبي الضحى أن شريحا كان يسجد على برنسه وعبد الرحمن بن يزيد كان يسجد على عمامته . 32. عن أبي ورقاء قال : رأيت بن أبي أوفى يسجد على كور عمامته. 33. عن الأعمش عن مسلم قال : رأيت عبد الرحمن بن يزيد يسجد على عمامة غليظة الأكوار قد حالت بين جبهته وبين الأرض . 34. قال كثير بن سليم : رأيت أنس بن مالك يسجد على عمامته 35. عن عبادة بن الصامت أنه كان إذا قام إلى الصلاة حسر العمامة عن جبهته. 36. عن بن سيرين أنه كره السجود على كور العمامة . 37. عن جعدة بن هبيرة أنه رأى رجلا يسجد وعليه مغفرة وعمامة قد غطى بهما وجهه فأخذ بمغفرته وعمامته فالقاهما من خلفه. 38. عن الأوزاعي أنه قال : كانت عمائم القوم صغارا لينة وكان السجود على كورها لا يمنع من وصول الجبهة إلى الأرض 39. عن عروة في المعتم قال : يمكن جبهته من الأرض . 40. عن إبراهيم النخعي أنه كان يحب للمعتم أن ينحي كور العمامة عن جبهته.وقال أبرز جبيني أحب إلى . 41. عن نافع قال كان بن عمر لا يسجد على كور العمامة . 42. عن علي قال : إذا صلى أحدكم فليحسر العمامة عن جبهته. 43. قال مالك بن أنس: « قلت لأمي : أذهب فأكتب العلم ؟ فقالت لي أمي : تعال فالبس ثياب العلماء ، ثم اذهب فاكتب ، قال : فأخذتني فألبستني ثيابا مشمرة ، ووضعت الطويلة على رأسي وعممتني فوقها ، ثم قالت : اذهب الآن فاكتب 44. قال عمر بن عبد العزيز لرجل : لعلك في من يسجد على كور العمامة. 45. عن عطية الدعاء قال : رأيت الحكم يرفع كور العمامة إذا سجد . 46. قال القرطبي -- في تفسيره 1/382 : ويكره السجود على كور العمامة ، وإن كان طاقة أو طاقتين مثل الثياب التي تستر الركب والقدمين فلا بأس ، والأفضل مباشرة الأرض أو ما يسجد عليه فإن كان هناك ما يؤذيه أزاله قبل دخوله في الصلاة فإن لم يفعل فليمسحه مسحة واحدة. " والروايات السابقة متناقضة فبعضها يبيح السجود على العمامة والبعض الأخر يحرم السجود عليها وكلها لا أصل لها فلا وجود لهذا السجود فى كتاب الله
-
رد فرية كون خاتم النبيين(ص) ابن زنى تقوم فرية كون النبى الأخير (ص) ابن زنى على مجرد استنتاجات من روايات والروايات التى استدل بها على القوم على الفرية يوجد روايات أخرى تتناقض معها في مستهل البحث نقول : أن الفرية لا أصل لها حسب القرآن للتالى : القرآن ينفى وجود أعمام للنبى(ص) عدا عم واحد وفى هذا قال تعالى : " وبنات عمك " ومن ثم كل الروايات في الموضوع كاذبة لأن للنبى(ص) فيها أعمام كثر المشهور أنهم عشرة وكل الروايات تطبق على تعدد الأعمام تعددا كثيرا هذا هو الدليل النافى الروايات التى استنتج منها الضال الفرية هى روايات في الطبقات الكبرى لابن سعد وهى : ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه." وفى الجزء الثالث فى باب في البدريين طبقات البدريين من المهاجرين. أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين" ما استنتجه الضال من الروايات هو أن المحال أن تكون آمنة حملت بابنها في نفس وقت حمل حمزة لأن الفارق بينهما أربع سنوات ومن ثم تكون حملت به والعياذ بالله من زنى ارتكبته بعد وفاة زوجها بثلاث سنوات قطعا عندما نراجع الروايات في الموضوع نجد التالى : رواية ابن سعد عن زواج الأب والابن في ليلة أو مجلس واحد يعارضها روايات أخرى تقول أن الأب زوج ابنه وحده ولم يتزوج كما جاء في سيرة ابن اسحاق : 23 حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حَدَّثَنَا يونس عن ابن اسحاق قال ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد عبد الله فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة فقالت له حين نظرت الى وجهه فيما يذكرون أين تذهب يا عبد الله قال مع أبي قالت لك عندي مثل الابل التي نحرت عنك وقع علي الآن فقال ان معي أبي الآن ولا أستطيع خلافه ولا فراقه ولا أريد أن أعصيه شيئا فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهره ووهب يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا فزوجه آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا وهي ابرة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ابن قصي وأم برة أم حبيب بنت أسد بن عبد الغزى بن قصي وأم حبيب بنت أسد لبرة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي" هناك روايات تثبت رضاعة النبى (ص) وحمزة مثل : 2278 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَدِمَ بِابْنَةِ حَمْزَةَ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا آخُذُهَا أَنَا أَحَقُّ بِهَا، ابْنَةُ عَمِّي، وَعِنْدِي خَالَتُهَا، وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، ابْنَةُ عَمِّي، وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ أَحَقُّ بِهَا، فَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، أَنَا خَرَجْتُ إِلَيْهَا، وَسَافَرْتُ وَقَدِمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: «وَأَمَّا الْجَارِيَةُ فَأَقْضِي بِهَا لِجَعْفَرٍ تَكُونُ مَعَ خَالَتِهَا، وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ» 2280 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَهُمْ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئٍ، وَهُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ تَبِعَتْنَا بِنْتُ حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمُّ يَا عَمُّ فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ: دُونَكِ بِنْتَ عَمِّكِ، فَحَمَلَتْهَا، فَقَصَّ الْخَبَرَ، قَالَ: وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي، فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَالَتِهَا، وَقَالَ: «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ» والروايتان تناقض كل منهما الأخر فزيد بن حارثة فى الأولى هو من أتى بابمنة حمزة من مكة للمدينة والرواية الثانية تقول ان على بن أبى طالب هو من أتى بها مك مكة للمدينة وليس لهذا التناقض معنى سوى أن الحكاية لا أصل فلا وجود لابنة حمزة وفى حديث أخر يتكلم على بن أبى طالب عن حمزة مع أنه تاريخيا أصغر منه بعقدين أو أقل وكأنه ليس عمه والرواية هى : 2986 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: «كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الخُمُسِ يَوْمَئِذٍ»، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعٍ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي، فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ، أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجَمْعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنَ الأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَقْبَلْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا بِشَارِفَيَّ قَدِ اجْتُبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غَنَّتْهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَتْ: فِي غِنَائِهَا: أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَوَثَبَ إِلَى السَّيْفِ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، قَالَ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدَائِهِ فَارْتَدَاهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ، فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ، ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ثَمِلٌ فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا " طبقا لهذه الروايات يجب أن يكون حمزة هو أصغر اخوته وأصغر أبناء عبد المطلب وهو ما يناقض أن عبد الله أبو النبى (ص)هو أصغر اخوته فى رواية ابن إسحاق التالية: 16 حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حَدَّثَنَا يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال وكان عبد المطلب بن هاشم فيما يذكرون قد نذر حين لقي من قريش عند حفر زمزم ما لقي لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم لله عز وجل عند الكعبة فلما توافى بنوه عشرة الحارث والزبير وحجل وضرار والمقوم وأبو لهب والعباس وحمزة وأبو طالب وعبد الله وعرف أنهم سيمنعونه جمعهم ثم أخبرهم بنذره الذي نذر ودعاهم الى الوفاء لله بذلك فأطاعوا له وقالوا له كيف تصنع فقال يأخذ كل رجل منكم قدحا فيكتب فيه اسمه ثم تأتوني ففعلوا ثم أتوه فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة وكان هبل عظيم أصنام قريش بمكة وكان على بئر في جوف الكعبة وكانت تلك البئر التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة وكان عند هبل سبعة أقداح في كل قدح منها كتاب قدح فيه العقل اذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة وفيها قدح العقل فعلى من خرج حمله وقدح فيه نعم للأمر اذا أرادوه ضرب به في القداح فان خرج قدح نعم عملوا به وقدح فيه لا فاذا أرادوا أمرا ضربوا به في القداح فاذا خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر وقدح فيه منكم وقدح فيه غيركم وقدح فيه ملصق وقدح فيه المياه فاذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك فحيثما خرج عملوا به وكانوا اذا أرادوا أن يختتنوا غلاما أو ينكحوا منكحا أو يدفنوا ميتا أو شكوا في نسب أحد منهم ذهبوا به الى هبل وذهبوا معهم بجزور ومائة درهم الى صاحبة القداح التي تضرب بها فأعطوها اياه ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون وقالوا اضرب اللهم اخرج على يديه اليوم الحق ثم استقبلوا هبل فقالوا يا الاهنا هذا فلان بن فلان كما زعم أهله يريدون كذا وكذا فان كان كذلك فأخرج فيه العقل أو نعم أو منكم واقبل هديته فان خرج من هؤلاء الثلاثة كتب في قومه وسيطا وان خرج عليه من غيركم كان حليفا وان خرج عليه ملصق كان منزله فيهم لا نسب ولا حلف وان خرج فيه شيء مما سوى هذا مما يعملون به نعم عملوا به وان خرج لا أخروه عامه ذلك حتى يأتوا به مرة أخرى ينتهون من أمورهم الى ذلك مما خرجت به القداح فقال عبد المطلب اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه وأخبره بنذره وأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه وكان عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم أصغر بني أبيه كان هو والزبير وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو ابن عابد بن عبد الله بن عمران بن مخزوم وكان فيما يزعمون أحب ولد عبد المطلب اليه وكان عبد المطلب يرى أن السهم اذا أخطأه فقد أشوى" وفى رواية ذكر ابن إسحاق رواية شعر لعبد المطلب يعترف فيه بان عبد الله أصغر أولاده فقال : "عن ابني الاصغر ذا الجلال ... أنت الولي المنعم المفضال فانعم اليوم لذاك بالي ... فانه قد نزل الموالي كلهم يبكي من السؤال ... كل فتى أبيض كالهلال" ومن ثم فحمزة أكبر من أخيه عبد الله بسنوات وأكبر بالتالى من ابن عبد الله وفى رواية أخرى عند ابن إسحاق نجد أحد الصحابة يقول أنه كان والنبى (ص) من مواليد عام الفيل ولم يذكر حمزة وهى : 29 حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن جده قيس بن مخرمه قال ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل كنا لدين. " وفى رواية حليمة السعدية عند ابن إسحاق لا نجد حديثا عن أخذ أحد لحمزة كأحد الرضع وإنما أخذ النبى(ص) اليتيم وفيها قال ابن إسحاق : 32 حدثنا- عن ابن اسحاق قال حدثني جهم بن أبي جهم مولى لامرأة من بني تميم كانت عند الحارث بن حاطب فكان يقال مولى الحارث بن حاطب قال حدثني من سمع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول حدثت عن حليمة ابنة الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته أنها قالت قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس بها الرضعاء وفي سنة شهباء فقدمت على أتان لي قمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما نجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة الا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا قيل انه يتيم تركناه وقلنا ماذا عسى أن تصنع الينا أمه انما نرجو المعروف من أبي الوليد فأما أمه فما عسى أن تصنع الينا فوالله ما بقي من صواحبي امرأة الا أخذت رضيعا غيري فلما لم أجد غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى والله اني أكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن الى ذلك اليتيم فلآخذنه فقال لا عليك فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته الا أني لم أجد غيره فما هو الا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب اخوه حتى روى" وفى رواية أخرى عند ابن إسحاق نجد أن أصغر أبناء أبو طالب هو العباس وهى : 51 حدثنا- عن ابن اسحاق قال ومات عبد المطلب ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثماني سنين فلم يبك أحد كان قبله بكاه وولى زمزم والسقاية من بني عبد المطلب بعده العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ أحدث اخوته سنا فلم تزل اليه حتى قام الاسلام وهي بيده فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما مضى فهي الى آل العباس بولاية العباس اياها الى هذا اليوم." ومن ثم لا يمكن أن يكون خاتم النبيين (ص) وحمزة اخوة من الرضاع حسب الروايات لأن أصغر أعمامه هو العباس مرة وأبو النبى(ص) مرة ومن ثم كل الروايات متناقضة متضاربة لا يمكن إثبات شىء منها لا اخوة من الرضاعة ولا رضاعة وأهل السير أو بالأحرى من اخترعوها ونسبوها لتلك الأسماء من لجان الكفر أرادوا باختراعها تحيير وتجنيين البشر او إلحادهم بحكاية هذا الكم الهائل من التناقضات والتعارضات