Jump to content
منتدى البحرين اليوم

رضا البطاوى

الاعضاء الفعالين
  • مشاركات

    1575
  • انضم

  • آخر زيارة

  • الأيام التي فزت بها

    3

Everything posted by رضا البطاوى

  1. الرد على مقال هل مصر المذكورة فى القرآن هى مصر المعروفة الآن ، مصر وادى النيل وجمهورية مصر العربية ؟ صاحبة المقال هى زهرة إبراهيم وقد تحدثت في البداية عن انتشار أقوال عن وجود مصر الحقيقية في بلدان متعددة غير ما يسمى ببلاد القبط الحالية فقالت: *" كثرت الأقاويل والتكهنات فى السنوات الأخيرة حول ما المقصود بمصر التى ذكرت فى القرآن * ووجدنا شبه حملات إعلامية مكثفة ، تريد بكل الطرق الترسيخ لأن مصر القرآن هى فى اليمن وأنها ليست مصر واحدة بل إثنتان واحدة فى شمال اليمن وهى مصر يوسف (ص)والأخرى فى جنوب اليمن وهى مصر موسى (ص) * ووجدنا كذلك حملات موازية اقل حده وكثافة من سابقتها تريد أن ترسخ كذلك ان مصر القرآن تلك هى فى مكان من الأماكن التالية ، أثيوبيا وإريتريا والسودان والنوبة بالإضافة طبعا لمصر وادى النيل " وتحدثت عن أن كل الأقوال خاطئة بسبب ابتعادها عن القرآن واعتمادها على التوراة والإنجيل المحرفين فقالت : "فلو كان القوم تدبروا القرءان بديلا عن البحث فى التوراة وغيرها لكانوا وجدوا ضالتهم بسهولة وبيقين ثابت لا يتزعزع " واستهلت براهينها التى ليس فيها برهان فقالت : " طيب من أين نبدأ ؟ * دعونا نبدأ من قول الله تعالى * هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡجُنُودِ فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكۡذِيبٖ وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ بَلۡ هُوقُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ البروج * وكما وضحنا بالسابق انه عندما يبدأ القرآن الحديث مخاطبا الرسول بقوله (( هل أتاك )) او(( ألم تر )) فإن الحديث وقتها إما يكون عن مظاهر قدرة الله فى الكون أوعن غيب الساعة أو تكون تلك إشارة إلى أن ذلك الحدث أو الخبر أو القصص محل الحديث كان قد حدث فى الماضى فى ارض بلاد الرسول ، أرض الحجاز بالكامل أو أرض المملكة الآن * هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود نلاحظ أن معهود القرآن أنه يقرن بين عاد وثمود ، ويقرن كذلك بين ثمود وفرعون ، ويقرن بين ثلاثتهم كذلك فى سياقات أخرى ، مما يشير إلى أنهم الثلاثة ، أقوام مستخلفة فى نفس البقعة من الارض أونفس المدينة * أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ (وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ الفجر * لاحظ قوله تعالى الذين طغوا فى (( البلاد )) فاكثروا (( فيها )) الفساد * لم يقل الذين طغوا فى الأرض مثلا ، أوالذين طغوا فى القرى أوالبلدان وإنما قال فى البلاد * والبلاد تطلق على المفرد وتطلق كذلك على الجمع ولكن عندما تتبع بقوله (( فيها )) وليس (( فيهن )) فتلك إشارة إلى أن المقصود بلد واحدة للثلاثة أقوام إستخلقوا فيها وليست بلاد متعددة فى بقاع مختلفة " السؤال لزهرة:أين البرهان أن ألم تر في آيات مثل : "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ" " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ " "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ" " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" أن تلك الأخبار وقعت في بلاد الرسول الأخير (ص) وهى تتحدث عن الأرض والفلك والبحر والجو وهى موجودة في كل الأرض ؟ وأين الدليل مثلا على أن أحداث قوم موسى(ص) وقعت في بلاد الرسول(ص) لأنها بدأت بألم تر مثل : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"؟ وأين الدليل على أن خبر إبراهيم(ص) مع الملك وقع في أرض الحجاز في قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ"؟ السؤال التالى :إذا كانت عاد وثمود وقوم فرعون في الحجاز فأين أعمدة عاد وقصور ثمود وأوتاد فرعون في الحجاز الحالى الذى لا يوجد فيه أى آثار لأقوام من الكفار ؟ البرهان الثانى عندها أن مجرد التشابه الكلامى عن قصص الأقوام دليل على وجودها في مكان واحد وهو قولها : *"طيب نأتى الآن لسياق سرد القرآن فى سورة الأعراف لقصص تلك القرى التى أهلكهم الله بذنوبهم وجاء السرد بذلك التشابه الواضح ، وذلك الترتيب والتسلسل ** ١ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ (59) ** ٢ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (69) * إذا القرآن هنا بين وصرح بشكل مباشر أن قوم عاد هم كانوا خلفاء على نفس الأرض وفى نفس القرية أوالمدينة من بعد قوم نوح * إذا نوح وعاد من نفس القرية ** ٣ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ (73) (( وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ )) وَبَوَّأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورٗا وَتَنۡحِتُونَ ٱلۡجِبَالَ بُيُوتٗاۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (74) * إذا ثمود هم خلفاء من بعد قوم عاد فى نفس القرية أو البلدة والتى كان فيها قوم عاد هم خلفاء من بعد قوم نوح ** ٤ وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ (80) * ثم أتى بعد ذلك لقوم آخرين فى قرية أخرى غير هذه القرية التى كان بها قوم نوح وعاد وثمود ولذلك لم يقل القرآن هنا عن لسان نبيهم أنهم كانوا مستخلفين من بعد ثمود * الآن أتينا لقرية قوم لوط ، والتى وضحنا بالسابق أنها كانت بالقرب جدا من مكة ، حيث خاطب القرآن الرسول وأهل مكة بأنهم يمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون أى يمرون عليهم يوميا صباح مساء * إذا قرية قوم لوط هى قرية مستقلة وبعيدة إلى حد ما عن سابقتها وهى قريبة من مكة ** ٥ وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ فَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (85) * وهنا كذلك تحدث عن مدين وقومها بشكل مستقل عن قوم لوط وقريتهم ، ولم يذكر القرآن على لسان شعيب أن قوم مدين كانوا مستخلفين من بعد قوم لوط أو غيره بل قال فقط وأذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " وكل الكلام السابق لزهرة ليس دليلا لأن الله استخلف الناس جميعا في قوله : "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ" وبناء على حكاية الاستخلاف يكون الناس جميعا قد سكنوا بقعة واحدة من ألأرض وتركوا بقيتها وهو ما لا يقوله عاقل ؟ زهرة جعلت كلمة بعد الزمانية مكانية في قوله " خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ" وقوله " وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ" فبعد هنا تعنى بعد هلاك قوم نوح(ص) وعاد ولا يوجد في أى آية ما يشير لكونها نفس الأرض ولكن الآيات تدل على العكس وهو مثلا أن ثمود كانت تعيش في السهول وهى الوادى ناقلة صخور الجبال لبناء البيوت وهو قوله تعالى : "وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا" وقوله "الذين جابوا الصخر بالواد " بينما عاد كانت تعيش في المرتفعات الجبلية كما في قوله تعالى : "أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ" وهى الأعمدة أى القلاع في قوله : " إرم ذات العماد " ومن ثم لا علاقة بين مكانى العيش فلا دليل على أنهما كان يعيشان في ذات المنطقة ؟ وتحدثت عن مكان مدين فقالت: " طيب أين مكان مدين ؟ يقول القوم أنها الآن مدينة تبوك شمال غرب المملكة ** ٦ أَولَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ (100) تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآئِهَاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡكَٰفِرِينَ (101) وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ (102) ثُمَّ بَعَثۡنَا (( مِنۢ بَعۡدِهِم )) مُّوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَظَلَمُواْ بِهَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (103) الأعراف * لاحظ قوله تعالى أولم يهد للذين (( يرثون الارض من بعد اهلها )) أى أن كل ما سبق ذكره من أقوام وقرى كان هؤلاء القوم مستخلفين من بعد بعضهم البعض " زهرة هنا تتكلم عما تعرفه فقط وهو وجود مدين التى هى عندها تبوك بينما الخرائط تقول أن هناك مدين اثنين مدين على الحدود السعودية الأردنية ومدين في إيران والغريب أن مدائن أو صحراء لوط موجودة في إيران فلماذا نصدق كونها في تبوك ونكذب كونها خارج الحجاز على الحدود السعودية الأردنية الحالية أو في إيران ؟ وكررت حكاية البعدية باعتبارها مكانية وليست زمانية عن كون موسى(ص) عاش في نفس المنطقة فقالت : *" ثم بعثنا (( من بعدهم )) وطالما قال (( من بعدهم )) أى فى نفس أرضهم وبلادهم بعثنا من بعدهم موسى إلى فرعون وملإيه * أى أن فرعون وقومه كانوا فى نفس بلاد نوح وعاد وثمود ، ولكن تم ذكره فى النهاية لانه بحسب الترتيب الزمنى هوجاء بعد هؤلاء الأقوام سابقة الذكر جميعا ، وكذلك بعد أقوام إستخلفوا بعدهم على نفس الأرض ولكن لم يذكر الله أسماءهم * ولذلك ذكره القرآن وقومه وموسى على أنهم جاءوا من (( بعدهم )) أى من بعد الأقوام سالفة الذكر التى أهلكهم الله بذنوبهم وهم قوم نوح وعاد وثمود ، وقوم لوط بالقرب من مكة وقوم مدين فى تبوك * إذا ومن ذلك السياق يتبين لنا أن نوح وعاد وثمود وكذلك فرعون الذى يقرنه القرءان بعاد وثمود فى سياقات أخرى هم جميعا كانوا فى بلاد واحدة فى بقعة بعينها من جزيرة العرب أو بلاد الرسول المملكة " زهرة لم تسأل نفسها : وأين أنهار فرعون كما قال : " أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى "؟ لا وجود لأى أنهار في الحجاز وأين الاثنتا عشرة عينا التى كانت في الجبل ؟ هل لها وجود في الحجاز؟ أين اليم الذى عام فيه تابوت موسى(ص)؟ واليم الذى غرق فيه فرعون وقومه هل له ذكر في الحجاز؟ أين صرح أو أوتاد فرعون في الحجاز الحالى ؟ لا وجود لها وتحدثت عن أن مكان الكل كان الأحقاف في جنوب الحجاز فقالت : *" طيب أين كانت تلك البلدة ؟ * كانت فى الأحقاف * ما الدليل على ذلك ؟ الدليل فى قوله تعالى * وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦٓ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ (21) الأحقاف * طيب أين هى الأحقاف ؟ * الأحقاف جغرافيا وواقعا هى جنوب الحجاز ، أى جنوب المملكة * ولكن القرآن على لسان فرعون قال أليس لى ملك مصر وهذه (( الأنهار )) تجرى من تحتى أفلا تبصرون * فهل فى الأحقاف أنهار ؟ * أجل وبحسب القرآن فإن بها أودية تمتلأ بمياه المطر وتشكل أنهارا موسمية تفيض أحيانا وتجف أحيانا أخرى وذلك يفسر السبع سنين الرخاء والسبع العجاف والعام الذى فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فى عهد يوسف ويفسر كذلك أخذهم بالسنين ونقص من الثمرات ، وكذلك الفيضان فى الآيات التسع فى عهد موسى " هنا تقول زهرة أن الأحقاف ليست في الحجاز وإنما في جنوب الحجاز وهو ما يناقض قولها في أوائل المقال أنها في الحجاز وهو : "أو تكون تلك إشارة إلى أن ذلك الحدث أو الخبر أو القصص محل الحديث كان قد حدث فى الماضى فى ارض بلاد الرسول ، أرض الحجاز بالكامل أو أرض المملكة الآن" والأغرب أنها تجعل الوادى نهرا بينما الوادى هو أرض جافة أو بها زرع كما قال تعالى : " بواد غير ذى زرع " ولم تسأل نفسها وأين جبل الميقات المتهدم ؟ ولم تسأل أين جبلى الطور ؟ وتمضى زهرة فى براهينها التى ليس فيها برهان حيث تقول : " طيب هل من دليل من القرآن على ذلك ؟ * بالطبع الآية التى تليها فى السياق فى سورة الأحقاف * فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ (( أَوۡدِيَتِهِمۡ )) قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ (( مُّمۡطِرُنَاۚ )) بَلۡ هُومَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ (25) الأحقاف * طيب ما الدليل القطعى كذلك على أن تلك القرى جميعها والتى أخبرنا القرآن بقصصها كانت فى بلاد الرسول فيما حول مكة ؟ * الدليل فى الآيات التالية على تلك الآية مباشرة حيث يقول الله تعالى * وَلَقَدۡ (( مَكَّنَّٰهُمۡ )) (( فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمۡ فِيهِ )) وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ (26) * إذا الله مكنهم فيما مكن فيه الرسول وأهل مكة ، أى نفس الارض والبلاد وهى مكة وما حولها * نكمل * وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا (( مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ )) وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ (27) فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ (28) الأحقاف * هل من وضوح وتصريح أكثر من ذلك !! أى أن تلك القرى التى أهلكها الله هى قرى حول قرية الرسول وقومه ، أى حول مكة وليس فى اليمن وليس فى مصر وادى النيل وليس فى السودان ولا جيبوتى ولا أثيوبيا وإريتريا وكل تلك الخرافات والأباطيل البعيدة كل البعد عن أنباء القرءان " والتمكين في الأرض التى تقول به زهرة كان لكل الأقوام في كل نواحى الأرض كما قال تعالى: "أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ " فكل الأقوام تمكنوا من الأرض ولذا من يسير في الأرض سيجد في كل البلاد آثارهم التى يجب أن يتعظ بها البشر كما قال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ" وما قالته يخالف بعث الله لكل قوم رسول فى الأرض فلو كانوا كلهم فى نفس المنطقة ما قال تعالى : " ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا " وتكمل زهرة كلامها فتقول : *" يقول تعالى ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ﴾[ القصص: 48] * والمعنى يقول الله مخاطبا الرسول عن أهل الكتاب وكفار مكة بقوله فلما جاء محمد هؤلاء القوم نذيرًا لهم، قالوا: هلا أوتي هذا الذي أُرسل إلينا مثل ما أوتي موسى من معجزات حسية، وكتابٍ نزل جملة واحدة! قل -أيها الرسول- لهم: أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل؟ قالوا: في التوراة والقرآن سحران تعاونا في سحرهما، وقالوا: نحن بكل منهما كافرون * إذا يقرن القرآن دائما بين الرسول وبين موسى عليهما السلام ، ويوجه هنا خطابا لقوم الرسول بإعتبارهم هم أنفسهم الذين كذبوا موسى من قبل * وذلك يعنى أن كفار مكة هم أنفسهم من نسل الفئة من بنى إسرائيل التى كفرت حينها بالذى أنزل على موسى وأن يهود مكة والمدينة هم أنفسهم بنو إسرائيل ، وآباءهم وأجدادهم هم الذين كانوا على عهد موسى وفى نفس المكان وهو أرض جزيرة العرب ، أرض بلاد الرسول " وهذا كلام لا يعقل لأن نسل بنى إسرائيل ككل الأقوام انقطع بموت كفارهم كما قال تعالى في كل الأمم : "حتى إذ استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين" وقال : "وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التى أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم" فقوم محمد(ص) ليسوا قوم موسى(ص) فموسى(ص) عاش معظم حياته في مصر ومدين بينما محمد (ص) مكى كما قال تعالى : " لتنذر أم القرى ومن حولها " وقال : "هو الذى بعث في الأميين رسولا " والأميين هم أهل أم القرى ولو كان أولئك هم هؤلاء فلماذا تحدثوا عن الأمم السابقة اليهود والنصارى واعتبروا أنهم سيكونون افضل منهم أى أهدى وهو قوله تعالى : "أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم" وقالت زهرة : * ﴿ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾ [ النساء: 153] * إذا من سألوا الرسول هم أنفسهم ذرية بنى إسرائيل الذين سألوا موسى أكثر من ذلك ، بمعنى إنهم وموسى كانوا فى نفس البلاد ، وأن جزيرة العرب (( بلاد المملكة )) كانت هى مسرح كل أحداث موسى مع بنى إسرائيل حتى وصلوا للمحطة الفاصلة بينهم وبين موسى وهارون وهى محطة التيه بعد رفضهم دخول الارض المقدسة لدى المسلمين جميعا وهى (( ارض مكة )) وليست فلسطين كما يعتقد الناس ذلك " الآية التى تتحدث عنها زهرة واضحة في أن أهل الكتاب طلبوا من النبى الأخير (ص) بينما قسم الله الناس لأهل الكتاب والمشركين وهو ما يعنى أن أهل الكتاب ليسوا كلهم أهل مكة فقال : "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم" وقالت عن البحر او اليم : *" يبقى سؤال أخير ما هو البحر الذى شقه الله لموسى وهل هو بحر أم نهر ؟ * ما يستدل من معهود ألفاظ القرءان أنه بحر ووقتها هناك إحتمال من إثنين * إما أنها بحيرة من البحيرات الممتدة على ساحل البحر الأحمر غرب الأحقاف وبذلك يكون فى الإمكان قطعها وتجاوزها * أو أن شق البحر كان فى البحر الأحمر ذاته ولكن بالطبع ليس بشكل خط مستقيم قاطع للبحر الأحمر متجها من السعودية إلى مصر ، ولكن كان الشق بشكل نصف دائرة تبدأ من الساحل من نقطة فى الجنوب غرب الأحقاف عند جازان ، وتنتهى فى منطقة ما فى الشمال عند أبها مثلا !! * فالهدف من شق البحر هو الوصول إلى إغراق فرعون وجنوده ، بمعنى أنه مجرد فخ لهم ، وليس الهدف هو فرار موسى وقومه إلى بلاد أخرى بعيدة هم عبروا من قرية إلى قرية أخرى فى نفس الارض ونفس البلاد * وعندما يشق البحر ويكون كل فرق كالطود العظيم ، وقتها لن يرى ولن يدرك فرعون وجنوده أن موسى وقومه عبروا بشكل دائرى (( نصف دائرة ووصلوا لنفس الساحل شمالا " لأن الطود العظيم على يمينهم سيحجب عنهم الرؤيا تماما ولن يدركوا أن موسى وقومه ذهبوا إلى نفس الأرض والساحل ولكن شمالا * ووقتها وبعد أن جاوز الله بهم البحر مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم " ويظل الكلام عن البحر أو اليم معضلة تواجه زهرة فهى ليست متأكدة مما تقول فهى تقول أنه بحيرة والبحيرة لا تسمى بحرا أو شق في البحر الأحمر ذاته وهذا التخيير معناه أنها لا تعرف ما تقوله حقا فهى تقدم فروض أولها وهو البحيرة لا وجود لها في الحجاز حاليا وشق البحر المزعوم أين هو كلام بلا تحديد فالشقوق إن افترضنا وجودها فهى خليج العقبة وهو ليس جزء من الحجاز وإنما من الشام ولو سرنا خلف الآيات فالبحر الأحمر والحجاز غربا بينما الآية "فاتبعوهم مشرقين " إن اعتبرنا الشرق هنا مكانا فهذا معناه أن البحر كان هو الخليج العربى وهو ما يبعدنا عن الحجاز وأما قولها : *" وعبادة الأصنام والآلهة المتفرقة والدراهم المعدودة وكل تلك الأمور كانت فى جزيرة العرب وليست فى بلاد نهر النيل " وهو كلام بعيد عن الحقيقة فماذا يسمى الصنم ابو الهول مثلا وماذا عن آلاف التماثيل في الوادى؟ وقالت : "* إذا الخلاصة * مصر القرآن ليست هى جمهورية مصر العربية ، وليست هى معين مصرن فى اليمن وليست فى أثيوبيا أو إريتريا أو السودان والنوبة وإنما هى فى بلاد الرسول جنوب الحجاز (( جنوب المملكة )) وهى عدة مدن صغيرة مجتمعة (( مدائن )) (( فابعث فى المدائن حاشرين )) وتلك المدائن مجتمعة تسمى مصر حتى الآن فى المملكة " هذا الكلام عن كون المدائن تسمى مصر يخالف كلام أهل مصر فلو كانت المدائن هى نفسها مصر ما قالوا " أرسل في المدائن حاشرين"فهنا المدائن هى القرى التى حول مدينة مصر الغريب أن إيران التى لم يذكرها أحد فيها بلدة تسمى المدائن وفيها مدائن لوط(ص) ثم قالت : *" لاحظ قوله تعالى * ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [ البقرة: 126] * ﴿ لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [ الفتح: 27] * ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾[ سورة يوسف: 99] * فدعاء إبراهيم (ص)رب إجعل هذا بلدا آمنا جاءت (( بلدا )) منكرة عامة مطلقة ولم يقل هذا البلد آمنا وذلك يعنى أن هذا الدعاء يشمل جزيرة العرب بالكامل (( أم القرى ومن حولها )) وليس خاصا بمكة فقط * إذا إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين هى من مشتملات تطبيق وتحقق دعوة إبراهيم جد يعقوب وأبناءه بان يجعل مكة وماحولها بلدا آمنا " السؤال لزهرة هل يوجد ذكر لجزيرة العرب في القرآن الذى جعلتيه المعيار الأول والأخير في كلامك؟ هل يوجد اسم الحجاز في كتاب الله ؟ قطعا لا وجود لتلك الكلمات في كتاب الله وأما كلامك عن كون البلد منكرة لأن المقصود بها كل البلاد فيكذبه تسمية مكة البلد الأمين في القرآن ويكذبه أيضا اسم الإشارة للبلد في الآية ويكذبه وجود البيت فيه وهو : "وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات" فهل في الحجاز أو الجزيرة المزعومة بيوت متعددة لله حتى يمكن أن ننكر أن المقصود بالبلد مكة ؟ وهل نكذب أن الله قال أن البيت في بكة وهى مكة وأن من دخله يكون آمنا في قوله : " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا" كلمة حق : أنتقد هذا البحث لكونه يقوم على أساس خاطىء وهو أن مكان كل الرسل (ص) المذكورين واحد ولكن ما أومن به حقا هو أن هؤلاء الرسل (ص) كانوا يعيشون في مناطق مختلفة من منطقة كبيرة محورها دوما مكة لارتباطها بالحج وهو أمر واجب على المسلمين في كل العصور ومن ثم لا يمكن إنكار أن كل الرسل المذكورين في القرآن والذين لم يذكروا كلهم عاشوا في مكة فترة زمنية طويلة أو قصيرة لأنها مركز الدولة المسلمة في كل العصور ويشتم من البحث رائحة ليست زكية وهى أنه يبدو من البحوث التمهيدية لعلاقة قادمة بين المملكة وإسرائيل أو تمهيد لدولة إسرائيل الكبرى والتى تحتل مكة الحالية باعتبار بنى اسرائيل عاشوا فيها
  2. الزرْع فى الإسلام الزرع فى القرآن : حق الزرع وبقية النبات: بين الله للمؤمنين أنه هو الذى أنشأ أى خلق كل من الجنات المعروشات والمراد الحدائق المسكونات وهى التى ينظمها أى يزرعها الإنسان والجنات غير المعروشات وهى الحدائق غير المسكونات وهى الغابات ،والنخل والزرع والزيتون والرمان التى منها المتشابه أى المتماثل فى صنف المحصول وغير المتشابه وهو غير المتماثل فى صنف المحصول لوجود عدة أصناف فى النوع الواحد وكل هذه المخلوقات مختلف أكله والمراد متنوع طعمه ويطلب الله منا أن نأكل من ثمره إذا أثمر والمراد أن نطعم من ثمار أى منافع النباتات إذا نضجت وهذا يعنى حرمة الأكل من النبات قبل نضجه ويطلب منا أن نؤتى حقه يوم حصاده والمراد أن نعطى زكاة النبات يوم جمع المحصول. وفى هذا قال تعالى : "وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده " الحفاظ على الزرع بتركه في سنبله: وفى هذا قال تعالى : "قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون " بين الله لنبيه(ص)أن يوسف (ص)بين للرجل أنهم يزرعون سبع سنين دأبا والمراد يفلحون الأرض سبع سنوات متتابعات وهذا يعنى أن السبع بقرات والسبع سنبلات الخضر هى رمز لسبع سنوات خصب ،كما بين لهم حل المشكلة وهو أن ما يحصدوه أى ما يجمعوه من المحاصيل عليهم أن يذروه فى سنبله والمراد أن يتركوه فى غلافه وهو ورقه المحيط به الذى خلق الله له لحمايته من الآفات ويستثنى من ذلك القليل الذى يأكلون وهو الذى يستخدمون فى طعامهم . وفى هذا قال تعالى : "قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون " للزرع قطع أرض هو فيها وأطعمة مختلفة: بين الله للناس أن فى الأرض قطع متجاورات والمراد أن فى اليابس تضاريس متلاصقة وفيها جنات أى حدائق من الأعناب والزرع وهو المحاصيل الحقلية والنخيل الصنوان وهو النخل المتشابه ومنه النخيل غير الصنوان أى غير المتشابه وهو المختلف وهذا يعنى النخل ذو الصنف الواحد والنخل ذو الأصناف المختلفة وكلاهما يسقى بماء واحد والمراد يروى بماء واحد المكونات ومع هذا يحدث التالى أن يفضل الناس فى الأكل بعضها على بعض والمراد أن يميز الناس عند الطعام بعض الأصناف على بعض فيحب بعضا ويكره بعضا وهذا يعنى أن المزروعات طعمها يختلف من نوع لأخر ومن ثم يختلف الناس فيما يفضلون من الأطعمة وفيما سبق ذكره آيات أى براهين تدل على وجوب طاعة حكم الله وحده وهى لقوم يعقلون أى يفكرون أى يطيعون حكم الله والخطاب حتى ماء واحد للناس وهو جزء من آية حذف بعضها وما بعده هو جزء من آية أخرى لأنه يحكى قول الناس عن تفضيل بعضهم لبعض الأكلات على بعض وفى هذا قال تعالى : "وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضهما على بعض فى الأكل إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون " وادى الكعبة لا يزرع : بين الله لنبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم والمراد إلهنا إنى جعلت من أولادى فى مكان غير ذى نبات لدى مسجدك العتيق وهذا يعنى أنه جعل إسماعيل(ص)يقيم فى مكة التى لم يكن فيها أى زرع فى ذلك الوقت ،وقال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله . وفى هذا قال تعالى : "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " الزرع ينبت بالماء: بين الله للناس أنه ينبت أى يخرج بالماء لكم التالى :الزرع وهو المحاصيل ،والزيتون ،والنخيل وهو النخل،الأعناب ،ومن كل الثمرات وهى أنواع النبات كلها وفى إخراج هذه النباتات آية والمراد برهان على أن الله واحد يستحق العبادة وحده لقوم يتفكرون أى "لقوم يذكرون "كما قال بسورة النحل وهم من يفهمون . وفى هذا قال تعالى : "ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون" الزرع في الجنات : طلب الله من رسوله(ص)أن يضرب للناس مثلا والمراد أن يقص على الناس قصة رجلين جعل أى أعطى الله أحدهما جنتين أى حديقتين نباتهما الرئيسى هو الأعناب وقد حفهما بنخل والمراد وقد جعل حول الحديقتين سور من أشجار النخيل لحمايتهم وجعل بين شجر العنب وأشجار النخيل زرع وهذا يعنى أن الحديقتين تنتجان ثلاث محاصيل العنب والنخل والزرع . وفى هذا قال تعالى : " واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا " الزرع طعام للناس والأنعام : سأل الله :أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز والمراد هل لم يعرفوا أنا ننزل المطر على الأرض الميتة فنخرج به زرعا والمراد فننبت به نباتا تأكل والمراد تطعم منه أنعامهم وهى حيواناتهم وأنفسهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار علموا أن الله هو الذى يعيد الحياة للأرض الميتة بالماء ويسأل أفلا يبصرون أى "أفلا يسمعون "كما قال بنفس السورة والمراد أنهم لا يؤمنون بحكم الله وفى هذا قال تعالى : "أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون " مراحل وجود الزرع: سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى هل لم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فسلكه ينابيع فى الأرض والمراد فأسكنه مجارى فى اليابس مصداق لقوله بسورة المؤمنون"وأنزلنا من السماء ماء فأسكناه فى الأرض "وهذا يعنى أنه جعله فى مجارى الماء ثم يخرج به زرعا مختلف ألوانه والمراد ثم ينبت به الله نباتات متعددة طلاءات جلودها ثم يهيج أى يقوى النبات فتراه مصفرا أى فتشاهده ناضجا صالحا ثم يجعله حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن النبى (ص)وكل إنسان عليه أن يعرف قدرة الله على الإحياء بالماء ثم الإماتة وأن كل نبات يمر بمرحلة الخلق من الماء ثم الهياج وهو النمو ثم الإصفرار وهو النضج ثم التحطم ويبين أن فى ذلك وهو الخلق والموت ذكرى أى برهان أى عبرة لأهل الأبصار وهى العقول مصداق لقوله بسورة آل عمران"إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار" وفى هذا قال تعالى : "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولى الألباب " وبين الله للناس أن محمد(ص)رسول أى مبعوث الله لإبلاغ الوحى للناس والذين معه وهم المؤمنين برسالته أشداء على الكفار أى غليظين فى معاملة المكذبين لحكم الله أى "أعزة على الكافرين "كما قال بسورة المائدة رحماء بينهم أى أذلاء لبعضهم البعض كما قال بسورة المائدة"أذلة على المؤمنين"والمراد خدم لبعضهم البعض،ويبين للإنسان أنه يراهم ركعا سجدا أى يعلمهم مطيعين متبعين لحكم الله يبتغون فضلا من الله والمراد يريدون رحمة من الرب فسرها بأنها رضوان أى ثواب أى الجنة سيماهم فى وجوههم من أثر السجود والمراد أفراحهم وهى نضرة النعيم ظاهرة على نفوسهم من نتيجة الطاعة لحكم الله مصداق لقوله بسورة المطففين "تعرف فى وجوههم نضرة النعيم"وذلك وهو ما سبق ذكره مثلهم فى التوراة أى وصفهم فى التوراة المنزلة على موسى (ص) وهذا يعنى أن الله قال فى التوراة عن محمد (ص)ومن معه "ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود"وأما مثلهم وهو وصفهم فى الإنجيل وهو الكتاب المنزل على عيسى (ص)فهو أنهم كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه والمراد يشبهون نبات أطلع ثمره فقواه والمراد أمده بالغذاء فاستقوى أى أصبح ناضجا أى فاستقر على جذوره وهذا يعنى أن المسلمين أخرجوا الأعمال الصالحة فأمدهم الله بالقوة حتى تكثر الأعمال الصالحة حتى أصبحت الأعمال الصالحة هى قوة المسلمين ويبين أن هذا النبات يعجب الزراع والمراد أن هذا النبات يرضى الخالق له حتى يغيظ بهم الكفار والمراد حتى يهزم بهم المكذبين للدين وفى هذا قال تعالى : "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار " الله هو الزارع : سأل الله الناس أفرأيتم ما تحرثون والمراد أعرفتم الذى تضعون فى التراب أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون والمراد هل تنبتونه أم نحن المنبتون؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن ما يضعونه فى التراب من بذور وأنوية للنباتات لا يقدرون على إنباته أى خلقه وإخراجه والله وحده هو المنبت المخرج له ،لو نشاء لجعلناه حطاما والمراد لو نريد لجعلنا النبات مدمرا فظلتم تفكهون والمراد فاستمررتم تقولون بعد تدميره :إنا لمغرمون أى لمثقلون أى لمتعبون بل نحن ممنوعون والمراد إنما نحن جائعون وفى هذا قال تعالى : "أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون" ترك الكفار نعم الله ومنها الزرع: بين الله لنبيه (ص)أن صالح (ص)قال للقوم :أتتركون ما ها هنا آمنين والمراد هل تذرون الذى هاهنا وهو بيوتكم فيها آمنين أى مطمئنين فى جنات أى حدائق وعيون أى أنهار وزروع أى ومحاصيل وفيرة ونخل طلعها هضيم أى ونخيل ثمره طيب وتبنون من الجبال بيوتا فارهين والمراد وتقيمون من صخر الرواسى مساكنا آمنين مصداق لقوله بسورة الحجر "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين "وهذا يعنى أنهم تركوا بيوتهم العادية بما فيها من منافع وجلبوا من حجارة الجبال حجارة ليبنوا بها بيوتا أخرى والسبب أن هذه البيوت ستجعلهم آمنين من عذاب الله من وجهة نظرهم ولذا يحذرهم صالح (ص)من هذا البناء وفى هذا قال تعالى : "أتتركون ما ها هنا آمنين فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال فارهين " سأل الله كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين والمراد كم خلفوا بعدهم من حدائق وأنهار ونباتات وبيت عظيم أى متاع كانوا به فرحين ؟والغرض من السؤال هو إخبار أن القوم تركوا كل هذه النعم الإلهية بسبب كفرهم ،كذلك أى بتلك الطريقة وهى هلاكهم أورثها قوما أخرين والمراد ملكها لناس أخرين من بعدهم فما بكت عليهم والمراد فما حزنت السماء والأرض على قوم فرعون وما كانوا منظرين والمراد وما كانوا مرحومين أى منتصرين مصداق لقوله بسورة الذاريات"وما كانوا منتصرين" وفى هذا قال تعالى : "كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما أخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين " الزرع في الفقه : الزرع طبقا لآيات القرآن هو النبات الذى يقوم الإنسان بنثر بذوره في الأرض أو وضعها تحت التراب لتنتج محاصيل أرضية وهو ما يسمونه في الزراعة الحالية المحاصيل الحقلية وقد تحدثوا عن التالى فيه : إحْياء الْموات: اتفقوا على أن الأرض الميتة سبيل جعلها حية بذر البذور وهو الزرع فيها أو غرس الشجر فيها وسقيهم زكاة الزّروع: الصدقات وهى الزكاة واجبة فى الزرع فى كل يوم حصاد شرط أن تغطى الثمار الناتجة منه كلفة الزرع وكلفة ضروريات أسرة الفلاح طوال موسم الزرع بيْع الزّروع: فرق الفقهاء فى بيع الزرع بين بيعين : الأول بيع الزرع وهو المحصول وحده جملة أو تجزئة الثانى بيع الزرع والأرض التى هو فيها معا وكلاهما عند الفقهاء مباح بيْع الْمحاقلة: المحاقلة عند الفقهاء بيع القمح فى سنبله بقمح مثله دون مراعاة للكيل أو الوزن حيث تباع جزافا أى دون معرفة حقيقية للمقدار وهو نوع من البيوع المحرمة لأنه يظلم طرف من الأطراف بيْع ما يكْمن في الأْرْض: المراد بيع الزروع التى فى باطن الأرض ولا تظهر إلا بحرث الأرض كالبطاطا والبصل والثوم وقد جرم البعض منهم هذا البيع وهو الصحيح والبعض الأخر أباحه رغم أن بيع لما فى علم الغيب فلا أحد يدرى كمية الثمار فى داخل وهو باطن الأرض إتْلاف الزّرْع: اختلف القوم فى المسألة بين الاتلاف نهارا والاتلاف ليلا ففى الليل يضمن صاحب الحيوانات ثمن الزرع وفى النهار لا يضمن لأن على صاحب الزرع حماية زرعه والحق أن فى كل الأحوال صاحب الحيوانات وهى الدواب يجب أن يصلح ما أتلفته دوابه لأن من المحال أن يحمى صاحب الزرع جوانبه الأربعة خاصة عندما تكون الأرض واسعة فيأخذ وقتا للجرى نحو الدواب لطردها ففى تلك الدقيقة أو الدقيقتين يمكن لقطيع الدواب اتلاف عدة قراريط وقصة الحرث والغنم ليس فيها أى توقيت لا ليل ولا نهار ومن ثم وجب اصلاح التالف فى كل الأحوال
  3. النبهرجة في الإسلام النبهرجة لفظ فيما يبدو أنه ما نطلق عليه : البهرجة وهو لفظ يعنى اللمعان والبريق الخادع وفى كتب اللغة نجد أن اللفظ معرب وأصله فيما يبدو فارسى ويطلق على : الدراهم المزيفة أو قل مال نسميه حاليا : تزييف الفلووس أو النقود والتزييف القديم كان يعتمد على وضع معادن مكان معادن مع طليها بمادة لها لمعان مثل لمعان الذهب والفضة وأما التزييف الحالى فيعتمد على التزييف الورقى حيث تتم طباعة العملات على ورق وألوان تكاد تشابه ما تتم طباعته في دار سك النقود أو فيما يسمونه : المصرف المركزى وقد عرفه الفقهاء بالتالى : النقود التى تسك في غير دار سك نقود الدولة وقد قسموا النقود إلى نوعين : الأول : الجياد وهى الدراهم والدنانير الأصلية وتكون من المعادن الأصلية بنسب محددة وهى : الفضة والذهب وهى النقود التى يستعملها أفراد الدولة فيما بينهم في معاملاتهم المالية وبالقطع التاريخ الذى نعرفه حاليا هو تاريخ مزور لأنه يقول : ان المسلمين ظلوا يتعاملون بدنانير ودراهم الدول الأخرى كالفرس والروم مدة طويلة إلى أن جاء أحدهم وهو عبد الملك بن مروان وأنشأ دار لسك نقود الدولة ألأموية وليس الإسلامية الثانى : الزيوف وهى : النقود غير الأصلية مثل : النبهرجة وهى نقود المادة الأصلية فيها قليلة بالاضافة إإلى مواد أخرى قريبة لها في اللون واللمعة الستوقة وهى : دراهم صفر مموهة بالفضة نحاسها أكثر من فضتها. وفى تعريف أخر : ما غلب عليه غشه من الدراهم وكان هذا التزييف للمعادن يبقى لها قيمة ما مالية هى قيمة المعادن وأما التزييف الحالى فلا يبقى أى قيمة للعملة الورقية التى ثبت زيفها وقد تحدث الفقهاء عن عدة مسائل في النبهرجة منها : التعامل بالنبهرجة: فرق الفقهاء بين النقود المزيفة فقسموها إلى نوعين : الأول : ما غلب معدن الفضة على المعدن المزيف في المقدار وقد اعتبروها كالفلوس الأصلية تستعمل دون أدنى اعتبار لما فيها من تقليل نسبة الفضة عن الحد المعروف وقد أوجبوا الزكاة في هذا النوع من الدراهم ومن المؤكد أنهم قالوا نفس الكلام في الدنانير الذهبية الثانى : ما غلب المعدن الأخر على الفضة فيه فذهبوا إلى جواز استعمالها في المعاملات طالما عرفت نسبة الفضة فيها ما دام الناس يستعملونها في التجارة وقد أوجبوا الزكاة فيها بنسب الفضة فبدلا من أن تكون في عدد مائتى درهم تكون مثلا في ثلاثمائة أو أربعمائة أو أكثر بحيث تجمع الفضة في العدد وترد إلى رقم المائتى درهم الأصلية وحكم الله في تلك النقود : أنها نقود باطلة إلا أن تعرف نسبة الفضة بالضبط فيها وتستعمل كأجزاء من الدرهم بنسب الفضة فيها والأفضل هو: جمع تلك النقود لاعادة سكها في دار سك النقود حرصا على عدم أكل أموال الناس بالباطل وفى هذا قال تعالى : " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " ويستوى في ذلك الدراهم الفضية والدنانير الذهبية أو حتى المعادن الغالية كالماس أو الماس الذى وحدته حاليا القيراط ويجب على مؤسسات المجتمع معرفة مصادر إنتاج النقود المزيفة أيا كان نوعها للقضاء على هذا المصادر والقبض على من قام بعملها ويخاكم بكونهمفسد في الأرض لأنه يرتكب جرائم متعددة : جريمة سرقة أموال الناس جريمة خداع الناس جريمة تهديد اقتصاد المجتمع جريمة سك عملة بدون أن يكون له حق في ذلك وهؤلاء عقوباتهم: القتل إما القتل المعروف في المجتمع كالشنق أو اطلاق النار أو تقطيع أطرافه وتعليقه على المصلبة أو الصليب أو نفيه من الأرض وهو اغراقه في الماء ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم فلا يقدم أحد على ارتكاب مثل تلك الجريمة وفى هذا قال تعالى : "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" بيع المزيف بالجيد: هذه المسألة كان رأى الفقهاء فيها هو : حرمة بيع النبهرج بالجيد والعكس طالما أن النبهرج مجهول الكن في كل درهم أو دينار وأباحوا هذا البيع إذا عرفت مقدار المادة الأصلية في النبهرج حتى يجمع ويوضع في مقابل مثله من الجياد والحقيقة : أنه لا يمكن معرفة مقدار المعدن الأصلى الذهب أو الفضة إلا عن طريق عملية الاسالة أو الحل وأما معرفة المقدار في واحدة فقط والقياس عليها فلا يمكن أن يعد ذلك معرفة لمقدار المعدن في تلك النقود خاصة أن المزيفيين يكونون على عجلة من أمرهم فلا يضعون وزنا محددا للتزييف وإنما نتيجة الخوف يضعون أى مقدار يغطى الجريمة أمام الناس العاديين وعليه يجب القضاء على تزييف النقود أو غيرها من خلال تطبيق حكم الافساد في الأرض وهى الحرابة على المزيفيين
  4. اللوْنٌ فى الإسلام الألوان فى القرآن: الألوان : مخلوق مشاهد فى كل شىء نراه والمخلوقات كلها مختلفة الألوان مصداق لقوله تعالى: "فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه " ومن الألوان ما يسر الناظرين كالأصفر الزاهى مصداق لقوله تعالى: "إنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " وقد ذكر الله فى القرآن خمسة ألوان الأصفر بقوله تعالى: "إنها صفراء فاقع لونها " والأخضر بقوله تعالى: "الشجر الأخضر " والأبيض والأحمر والأسود بقوله تعالى: "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ". بقرة صفراء فاقع لونها: وضح الله أن بنى إسرائيل قالوا لموسى(ص) اطلب لنا من إلهك يظهر لنا ما دهانها قال إنها بقرة صفراء فاتح جلدها تفرح الرائين ،وهذا يعنى أنهم لم يقتنعوا بذبح أى بقرة حيث لم يحدد الله أى شىء فيها ومن ثم طلبوا منه أن يوضح لهم لونها أى جلدها أى دهانها فأجاب موسى (ص)أن البقرة المطلوبة هى بقرة لونها أى جلدها أى دهانها أصفر يسر الناظرين أى يفرح من يشاهدها وفى هذا قال تعالى : " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين" وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه: وضح الله للناس أنه ذرأ والمراد خلق لهم فى الأرض من المخلوقات مختلفا ألوانه أى متنوعا دهانات جلوده وهذا يعنى أن كل مخلوقات الأرض مخلوقة لمنفعة الناس وفى ذلك آية وهى المخلوقات لقوم يذكرون أى برهان لناس يفهمون فيتبعون الوحى وفى هذا قال تعالى : "وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه: وضح الله أنه طلب من النحل فى الوحى الخاص بها الأكل من كل الثمرات والمراد استخدام كل ثمار النباتات كطعام وهذا يعنى أن النحل يأكل كل ما نعتبره حلو أو مر أو حامض أو غير ذلك كما طلب منها سلوك سبل الرب الذلل وهو السير فى طرق الله السهلة والمراد طاعة أحكام الله الممهدة التى ليس بها صعوبة والله يخرج من بطون النحل والمراد يطلع من أجواف النحل شراب أى سائل مختلف ألوانه أى متنوع ألوانه وهى مرئياته وهذا يعنى تعدد الأشكال الدهانية للعسل الذى فيه شفاء للناس وهم البشر وفيما سبق ذكره عن النحل آية أى برهان يدل على قدرة الله لقوم يتفكرون أى لناس يفهمون فيطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى : "ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون" واختلاف ألسنتكم وألوانكم: وضح الله للناس أن من آياته وهى علاماته الدالة على قدرته خلق وهو إنشاء السموات والأرض واختلاف وهو تعدد ألسنتكم وهى لغات الناس وألوانهم وهى طلاءات جلودهم الإلهية وفى خلق الكون وتعدد ألسنة الناس وألوانهم آيات أى براهين للعالمين وهم العارفين أى أصحاب النهى وهى العقول وفى هذا قال تعالى : "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين " فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها سأل الله نبيه (ص)ألم تر والمراد هل لم تدرى أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها والمراد فأنبتنا بماء المطر منافع متعدد طلاء جلودها ومن الجبال وهى الرواسى جدد أى قطع بيضاء وحمراء مختلف ألوانها أى متعددة درجات طلاء جلودها وغرابيب سود والمراد وقطع سمراء والقطع هى النباتات الخضراء وخلق من الماء الناس وهم البشر والجن والدواب وهى الحيوانات والأنعام مختلف ألوانه أى متعدد طلاؤها وهو دهان جلودها وفى هذا قال تعالى : "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه " ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى هل لم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فسلكه ينابيع فى الأرض والمراد فأسكنه مجارى فى اليابس وهذا يعنى أنه جعله فى مجارى الماء ثم يخرج به زرعا مختلف ألوانه والمراد ثم ينبت به الله نباتات متعددة طلاءات جلودها ثم يهيج أى يقوى النبات فتراه مصفرا أى فتشاهده ناضجا صالحا ثم يجعله حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن النبى (ص)وكل إنسان عليه أن يعرف قدرة الله على الإحياء بالماء ثم الإماتة وأن كل نبات يمر بمرحلة الخلق من الماء ثم الهياج وهو النمو ثم الإصفرار وهو النضج ثم التحطم ووضح أن فى ذلك وهو الخلق والموت ذكرى أى برهان أى عبرة لأهل الأبصار وهى العقول وفى هذا قال تعالى : "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما " اللون فى الفقه اللون فى اللغة هيئة من ضمن هيئات الشىء وعند الفقهاء صفة للشىء واللون هو اختلافات فى ظاهر جلد الجسم أو فى باطن الجسم إذا ظهر وقد تحدث الفقهاء فى مسائل فى اللون منها أثر تغيّر لوْن الْماء في الطّهارة: اتفق الفقهاء على أن تغير لون الماء بنجاسة يجعله غير صالح للوضوء والتطهر بناء على حديث : "الْماء لا ينجّسه شيْءٌ إلاّ ما غلب على ريحه وطعْمه ولوْنه " ومجرد التغير اللونى قد لا ينجس الماء بسبب ما يضاف للماء من مواد وإنما ما يغير طعمه ورائحته إلى رائحة البول والبراز هو ما يجعله غير طاهر ورووا حديث : أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم: توضّأ منْ بئْرٍ كأنّ ماءه نقاعة الْحنّاء " فهنا تغير اللون فى الحديث ولم يحكم بنجاسة الماء حكْم إزالة لوْن النّجاسة: اعتبر الفقهاء الدم نجاسة يجب إزالتها من الماء والدم أساسا ليس نجاسة لأنه لو كان نجاسة لكنا جميعا نجسين لأنه يسير فى عروقنا ومن ثم يجب تصفيته وهو كلام لا يقوله إلا من لا يعقلون ولذا طلبوا غسله وإن بقى أثره طبقا لحديث أبي هريرة أنّ خوْلة بنْت يسارٍ قالتْ: يا رسول اللّه إنّه ليْس لي إلاّ ثوْبٌ واحدٌ وأنا أحيض فيه، قال: إذا طهرْت فاغْسليه ثمّ صلّي فيه قالتْ: فإنْ لمْ يخْرج الدّم؟ قال: يكْفيك غسْل الدّم ولا يضرّك أثره ." وما ينزل من النساء ليس دما وإنما هو سوائل مختلطة ومن ثم يظهر على بعض الملابس السواد وبعضها الحمار وبعضها الصفار تلوين الثياب : التلوين يقصد به صباغة الثياب ولا أدرى من أين جاء الفقهاء بأن بعض الأصباغ نجسة لأنها ليست بولا أو برازا والتلوين مباح وعامة يتم غسل الملابس وجفافها وهو ما يؤدى إلى زوال أى شىء متعلق بها من البول او البراز إن وجدا وهم غير موجودين إلا نادرا اللون والأسنان والأظافر والشعر والجلد : تحدث الفقهاء عن تحول اللون نتيجة الضرب من جانب أخر عن سيرته وهى عادته وهى ما نسميه اللون الأصلى كبياض الأسنان إذا تحول لصفار أو سواد أو الشعر الأسود تحول لأبيض أو تحول لون الجلد نتيجة طعام معين او ضرب بشىء معين وقالوا كلاما مختلفا عن دفع الدية أو الأرش أو حكومة عدل وقد جعلوا هذا التحول عقوبته تلك الأمور والحق هو : الحكم الأول هو القصاص فمن ضرب وجه أحدهم وتغير سنه بسبب ذلك يجب أولا ضرب المجنى عليه للجانى فإن تنازل عن القصاص فله دية على حسب قدرة الجانى المالية وإلا رضا بعدم القصاص وعدم الدية فى حالة فقر الجانى ويجب على الجانى غير القادر ماليا صوم عدة أيام وأما فى حالة الطبيخ الذى أكله الرجل وحول لونه ولا أدرى أى طعام هذا الذى يحول لون الجلد من لون للون أخر بعد أكلة واحدة فالأكل ليس جناية حتى يتم العقاب عليه ولا وجود لهذا الطعام المحول للون الجلد وأما تحويل لون الشعر فهو جريمة ممن غير اللون إن كان حلاقا أو صباغا طاعة لقوله الشيطان : " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " وهذا يدخل ضمن جريمة الإفساد فى الأرض تلْوين الْغاصب الْمغْصوب بلوْنٍ منْ عنْده: المراد بالمسألة استعارة ثوب او ما شابه وتلوينه بلون مخالف للونه الأصلى ثم رده لصاحبه وقد اختلف الفقهاء فى الأمر والحق هو : أن المستعير عليه حل من الحلول التالية : شراء شىء مماثل لما غير لونه واعطائه للمستعار منه اعادة صباغة الشىء باللون المماثل للأصلى واعطائه للمستعار منه دفع ثمن الشىء المستعار لمن استعاره منه وأما المستعار منه فله أن يقبل حلا من تلك الحلول وعنده حل رابع وهو : التصدق بالمستعار منه على من استعاره تلوين الحيوانات: يحرم تغيير ألوان الحيوانات لأنه استجابة لقول الشيطان : " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " ونجد أن من يستعمل ذلك هم السارقون حيث يلونون الحيوانات ليخفونها عن أصحابها ويبيعونها وهو أمر مشهور بين سراق الحمير فى مصر وأيضا المهرجين فى السيرك قد يلونون الحيوانات أثر اخْتلاف اللّوْن في ضمان الأْجير: المسألة هى : ان تتفق مع صباغ للملابس على أن يلون لك الثوب بلون كذا فيخطىء أو يسهو فيلونه بلون أخر وقد اختلف القوم فى المسألة وهى أشبه بمسألة الاستعارة فالحلول واحدة وهى : شراء شىء مماثل لما بدل لونه واعطائه لصاحبه مع بيع الصباغ له اعادة صباغة الشىء باللون المطلوب واعطائه للمستعار منه دفع ثمن الشىء لصاحبه لشترى واحد أخر وأما صاحب الثوب فله أن يقبل حلا من تلك الحلول وعنده حل رابع وهو : التصدق بالثوب على صاحب محل الصباغة
  5. اللمز في الإسلام اللمز في القرآن : النهى عن لمز الأنفس: نادى الله الذين آمنوا : لا تلمزوا أنفسكم والمراد ألا تنتقصوا من بعضكم البعض أى : ولا تعيبوا على بعضكم البعض وفى هذا قال تعالى : "ولا تلمزوا أنفسكم " لمز النبى(ص) في الصدقات : وضح الله لنبيه (ص): أن من المنافقين من يلمزك فى الصدقات والمراد منهم من يذمه بسبب توزيعه العادل للأموال فإن أعطوا منها والمراد فإن سلموا من الأموال بعضا رضوا أى فرحوا بما سلموا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون والمراد وإن لم يسلموا بعضا من الأموال إذا هم يغضبون أى يثورون وفى هذا قال تعالى : "ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون " لمز المطوعين من المؤمنين فى الصدقات: وضح الله أن المنافقين : هم الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم والمراد هم الذين يذمون أى يعيبون على المتبرعين من المصدقين بحكم الله بالأموال للجهاد ويعيبون على الذين لا يلقون سوى عملهم بأنفسهم دون دفع مال لحاجتهم وفسر الله يلمزون بأنهم يسخرون منهم أى يستهزءون أى يضحكون عليهم فلا هم يعجبهم الدافع أو الذى لا يدفع والله سخر منهم أى استهزى بالمنافقين أى عاقبهم وفسر هذا بأن لهم عذاب أليم أى عقاب مهين وفى هذا قال تعالى : "الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم " الويل لكل همزة لمزة وضح الله أن الويل وهو العذاب أى العقاب لكل همزة لمزة أى موسوس عياب والمراد : لكل مزين للسواء مستنقص من غيره وفى هذا قال تعالى : "ويل لكل همزة لمزة " اللمز فى الفقه: اللمز في اللغة هو : العيب في الإنسان في الخفاء ويقال أن أصله هو: الإشارة بالعين والرأس والشفة مع كلام خفي. وفى قول أخر اللمز هو: العيب في الوجه والوقوع في الناس وفى القرآن نجد أن المعنى هو: الاستنقاص من عمل الأخر وفى تفسير به نفس المعنى : القدح في عمل الفرد الصالح ففى الآيات القرآنية السابقة نجد المنافقين عابوا على النبى(ص) العدل في التوزيع لأنه أعطى الفقراء والمحتاجين ولم يعط الأغنياء في قوله : "ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون " كما نجد أنهم عابوا على المؤمنين التبرع بمال وعابوا على من لم يتبرع إلا بجهده وهو عمله الجسدى في معاونة أو مساعدة الغير وهو قوله : "الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم" وهو ما يعنى أن من أعطى عشرة استنقصوه لأنه لم يتبرع بمائة ومن عمل بنفسه عابوا عليه أن لم يدفع وعليه اللمز هو: الاستنقاص من العمل الصالح ذما لأصحابه والغيبة أعم من اللمز لأن اللمز من أقسام الغيبة. وقد اعتبر الفقهاء اللمز من المحرمات وهو : كبار الذنوب ومن براهينهم على قولهم : "قال قتادة: وذلك أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله وكان له ثمانية آلاف فتصدق منها بأربعة آلاف فقال قوم: ما أعظم رياءه فأنزل الله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} وقال ابن حجر الهيتمي: " وغاير بين صفتي: تلمزوا، وتنابزوا - {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا} ، لأن الملموز قد لا يقدر في الحال على عيب يلمز به لامزه فيحتاج إلى تتبع أحواله حتى يظفر ببعض عيوبه بخلاف النبز فإن من لقب بما يكره قادر على تلقيب الآخر بنظير ذلك حالا فوقع التفاعل ثم قال: ومعنى: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} أن من فعل إحدى الثلاثة استحق اسم الفسق وهو غاية النقص بعد أن كان كاملا بالإيمان وضم تعالى إلى هذا الوعيد الشديد في نفس الآية قوله {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} للإشارة إلى عظمة إثم كل واحد من تلك الثلاثة، وقال: وقدمت السخرية، لأنها أبلغ الثلاثة في الأذية لاستدعائها تنقيص المرء في حضرته، ثم اللمز لأنه العيب بما في الإنسان، وهذا دون الأول ثم النبز وهذا نداؤه بلقبه وهو دون الثاني إذ لا يلزم مطابقة معناه للقبه فقد يلقب الحسن بالقبيح وعكسه" وقد فسر القرطبى اللمز بالقتل فقال : "{ولا تلمزوا أنفسكم} وهذه الآية مثل قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم} أي لا يقتل بعضكم بعضا لأن المؤمنين كنفس واحدة فكأنه بقتل أخيه قاتل نفسه" وهو معنى بعيد لا يمكن تصديقه لأن ظاهر آيات اللمز هو: كون اللمز لا يقتل ولكنه عيب في الآخرين بالطبع يتضح مما سبق : أن اللمز هو استنقاص عمل الفرد الصالح لغرض ما كإرادة أخذ مال كمن أخذوا كما فى قوله تعالى : "ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون " والمثال الثانى كان الغرض من استنقاص العمل فيه هو: السخرية وهى : الاستهزاء بمن ليس لديهم مال أو عندهم قليل وفى هذا قال تعالى : "الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم" وعليه المعنى : الذم فى عمل الفرد الحسن لغرض ما فى نفس من ذمه
  6. الغرق فى الإسلام الغرق فى القرآن: غرق إدراك الغرق فرعون : وضح الله أنه جاوز ببنى إسرائيل البحر والمراد عبر بأولاد يعقوب (ص)اليم وهو الماء سالمين فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا أى عدوا والمراد فخرج فرعون وعسكره خلفهم ظلما أى رغبة فى قتلهم دون حق حتى إذا أدرك فرعون الغرق والمراد ولما غطى فرعون الماء حتى فمه قال :آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل والمراد صدقت أنه لا رب سوى الذى صدقت به أولاد يعقوب(ص)وأنا من المسلمين أى المطيعين لحكم الله ،وهذا يعنى أنه حقق لموسى (ص) دعوته بهلاكهم وهم كفار وفى هذا قال تعالى: "وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " الموج المغرق : وضح الله أن ابن نوح قال لنوح(ص)سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء والمراد سأصعد على مرتفع يحمينى من الغرق وهذا يعنى أنه ظن أن ارتفاع الجبل سيحميه من الغرق فى الماء فقال له نوح(ص)لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم والمراد لا مانع اليوم من عقاب الله إلا من نفعه الله وهذا يعنى أنه أخبره أن الله يمنع العذاب عن من آمن ،وهنا وضح أن الموج وهو الماء المرتفع حال بينهما أى حجز بينهما فكان الولد من الغارقين أى الهالكين فى الماء وفى هذا قال تعالى: "قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين " خرق السفينة يعنى غرقها وضح الله أن موسى والعبد الصالح(ص)انطلقا أى تحركا فى الأرض حتى إذا وصلا لميناء ركبا سفينة أى دخلا فلكا سار فى البحر وعند ذلك خرقها أى خرمها العبد الصالح (ص)فلم يصبر موسى (ص)على هذا الفعل الذى فى ظاهره شر فقال أخرقتها أى أخرمتها لتغرق أهلها أى لتهلك ركابها ،وهذا يعنى أن السبب الذى جعل العبد الصالح(ص)يخرم السفينة هو أنه يريد إغراق ركابها ،وقال لقد جئت شيئا أمرا أى لقد ارتكبت عملا منكرا والمراد لقد ارتكبت جرما سيئا وفى هذا قال تعالى: "فانطلقا حتى إذا ركبا سفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا " إغراق الباقين : وضح الله أنه استجاب لنوح (ص)فأنجاه والمراد أنقذه من عذابه للكفار هو ومن معه فى الفلك المشحون وهو السفينة المليئة بالركاب وأغرق الباقين والمراد وأهلك الله الكافرين بعد نجاة القوم فى السفينة وفى هذا قال تعالى: "فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين " إغراق المكذبين : وضح الله أن القوم كذبوا نوحا (ص)والمراد كفروا برسالة نوح(ص)فكان الجزاء أن أنجاه الله والذين معه فى الفلك والمراد أن أنقذه الله والذين أمنوا برسالته فى السفينة وأغرق الذين كذبوا بآيات الله والمراد وأهلك الذين كفروا بأحكام الله ووصفهم بأنهم كانوا قوما عمين أى ناسا سيئين والمراد كافرين بحكم الله وفى هذا قال تعالى: "فكذبوه فأنجيناه والذين معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين" إغراق آل فرعون : وضح الله لبنى إسرائيل أنه أغرق آل فرعون وهم يرونهم وبكلام أخر وأهلكنا قوم فرعون وأنتم تشاهدون هلاكهم وفى هذا قال تعالى: " وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون" إغراق قوم فرعون الظالمين : وضح الله أن الناس فى عهده فعلوا كدأب أى كفعل آل وهم قوم فرعون والذين من قبلهم وهم الأقوام التى سبقتهم زمنيا كذبوا أى كفروا بآيات وهى أحكام الله فكانت النتيجة أن أهلكناهم بذنوبهم أى أن عذبناهم بسيئاتهم أى أخذناهم بكفرهم ومنهم آل وهم قوم فرعون أغرقناهم أى دمرناهم فى الماء وكل كانوا ظالمين والمراد وجميع الأقوام قبل آل فرعون كانوا مكذبين للرسل(ص) وفى هذا قال تعالى: "كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين " عاقبة المكذبين الغرق : وضح الله أن القوم كذبوا نوح(ص) فنجيناه والمراد أنقذناه ومن معه فى الفلك وهى السفينة من الغرق وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا والمراد وأهلكنا الذين كفروا بأحكامنا فى الماء وطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر كيف كان عاقبة المنذرين والمراد أن يعلم كيف كان جزاء المبلغين بالوحى الكافرين به وهم المجرمين وفى هذا قال تعالى: " فكذبوه فنجيناه ومن معه فى الفلك وجعلناهم خلائف و أغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين" إغراق الآخرين : وضح الله أن قوم فرعون طاردوا بنى إسرائيل مصبحين فأوحينا لموسى (ص)أى فألقينا له :اضرب بعصاك البحر والمراد ضع عصاك على ماء البحر فوضع العصا عليه فانفلق أى فانشق الماء إلى فرقين فكان كل فرق أى جانب كالطود العظيم وهو الجبل الكبير وفى وسطهما طريق ممهد وأزلفنا ثم الآخرين والمراد وأمشينا بنى إسرائيل ثم أمشينا قوم فرعون فيه فكانت النتيجة أن أنجينا أى أنقذنا موسى (ص)من معه أجمعين ثم أغرقنا أى أهلكنا قوم فرعون وفى هذا قال تعالى: "فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين " من طرق الهلاك الإغراق : وضح الله أن كل الأقوام الكفار أخذهم الله بذنبهم والمراد أهلكهم الله بسبب كفرهم فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا والمراد ومنهم من بعثنا عليه حجارة أى رجزا من السماء وهم قوم لوط(ص)ومنهم من أخذته الصيحة وهى الرياح الشديدة وهم عاد ومنهم من خسفنا به الأرض والمراد ومنهم من زلزلنا به اليابس وهو قارون ومنهم من أغرقنا أى أهلكنا فى الماء وهو فرعون وهامان وفى هذا قال تعالى: "فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا " إغراق قوم نوح(ص) وضح الله لنبيه (ص) أنه ترك على نوح(ص)فى الآخرين سلام والمراد أنه ذكر نوح(ص)فى الوحى المعطى للقادمين بعد وفاته بخير والمذكور عليه هو سلام على نوح أى خير لنوح (ص)فى العالمين وهم الناس وهنا وضح أن كذلك وهو نصر الرسول يجزى الله المحسنين أى يثيب الله الشاكرين والسبب إنه من عبادنا المؤمنين أى المصدقين أى المخلصين وأغرق الباقين أى وأهلك الكافرين عن طريق الطوفان وفى هذا قال تعالى : "سلام على نوح فى العالمين إنا كذلك نجزى المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الأخرين " الإغراق فى اليم : وضح الله أنه انتقم من قوم فرعون والمراد غضب عليهم فأغرقهم فى اليم والمراد أهلكهم فى البحر والسبب أنهم كذبوا بآيات الله والمراد بأنهم كفروا بأحكام الله وفسر هذا بأنهم كانوا عنها غافلين أى كانوا عاصين لأحكام الله وفى هذا قال تعالى: "فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين" إغراق قوم السوء : وضح الله أن نوح (ص)قد نادى أى دعا الله من قبل أن ينتصر له من الكفار فاستجاب أى فاستمع الله والمراد فحقق له ما أراد حيث نجاه وأهله من الكرب العظيم والمراد حيث أنقذه وشيعته المؤمنين من الطوفان الكبير وفسر الله هذا بأنه نصره من القوم الذين كذبوا بآياتنا والمراد أنه نجاه من أهل القرية الذين كفروا بأحكامنا وهنا وضح أنهم كانوا قوم سوء أى كافرين أى شعب خصمون فكانت النتيجة أنه أغرقهم جميعا أى أهلكهم كلهم بالطوفان وفى هذا قال تعالى: "ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين " آية المغرقين : وضح الله أن قوم أى شعب نوح(ص)لما كذبوا الرسل والمراد لما كفروا بالآيات التى مع النبى (ص)أغرقهم أى أهلكهم الله بالماء وجعلهم للناس آية والمراد وعينهم للخلق عظة وفى هذا قال تعالى "وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية " إغراق قوم فرعون مثل للآخرين : وضح الله أن فرعون استخف قومه والمراد أضل شعبه فكانت النتيجة أن أطاعوه أى اتبعوا حكمه إنهم كانوا قوما فاسقين أى كانوا شعبا مجرمين فلما أسفونا والمراد فلما أغضبوا الله انتقم منهم أى انتصر عليهم أى أغرقهم أى أهلكهم جميعا فى الماء وجعلهم سلفا أى مثلا أى عبرة أى قصة بها العظة للأخرين وهم الأتين فى المستقبل بعدهم وفى هذا قال تعالى "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما أسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهما سلفا ومثلا للآخرين " لا منقذ من غرق الله : وضح الله أنه إن يشأ يغرقهم والمراد إن يرد الله يهلكهم فى الماء فلا صريخ لهم والمراد فلا منقذ لهم من العذاب وفسر هذا بأنهم لا ينقذون أى لا ينجون إلا رحمة من الله والمراد لا ينجون من العذاب إلا بأمر وهو حكم الله ببقاءهم وفى هذا قال تعالى : "إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا " الريح المغرق : سأل الله الناس :أم أمنتم أى هل استحلتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى أى أن يرجعكم فى البحر مرة ثانية فيرسل أى فيبعث عليكم قاصفا من الريح أى ضارا من الهواء المتحرك فيغرقكم بما كفرتم أى فيهلككم بما كذبتم ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن استبعادهم أى استحالتهم أن يرجعهم الله للبحر مرة ثانية حتى يغرقهم بسبب كفرهم عن طريق القاصف من الريح هو أمر خاطىء لأن الإنسان عليه ألا يأمن مكر الله فى حالة كفره وفى هذا قال تعالى: "أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم " سبب الغرق الخطايا: وضح الله أن مما خطيئاتهم أغرقوا والمراد أن بسبب ذنوبهم وهى كفرهم أهلك الكفار فأدخلوا نارا والمراد فأسكنوا الجحيم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا والمراد فلم يلقوا لهم من غير الرب منقذين ينقذونهم وفى هذا قال تعالى بسورة نوح : "مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا " النازعات غرقا : أقسم الله بالنازعات غرقا وهى الشادات شدا والمراد فرق الجيش المفارقات لثباتها وسكونها ،ويقسم بالناشطات نشطا أى المتحركات حركة والمراد فرق الجيش التى تتجهز استعدادا للمسير للعدو ،ويقسم بالسابحات سبحا وهى فرق الجيش السائرات سيرا لحرب العدو ،ويقسم بالسابقات سبقا وهى فرق الجيش المقتربة اقترابا من العدو ،ويقسم بالمدبرات أمرا وهى فرق الجيش المنفذات خطة الحرب وهو يقسم على أن يوم ترجف الراجفة والمراد يوم تتزلزل الأرض تتبعها الرادفة أى تليها التابعة وهى السماء قلوب يومئذ واجفة والمراد نفوس يومذاك خائفة مرتعبة أبصارها خاشعة وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة " عدم المخاطبة فى المغرقين : وضح الله أنه طلب من نوح(ص)أن يصنع الفلك والمراد أن يبنى السفينة بأعين الله وفسره بأنه وحى الله وهو حديث الله وهو أمر الله وطلب منه ألا يخاطبه فى الذين ظلموا والمراد ألا يحدثه فى رحمة الذين كفروا بحكمه والسبب أنهم مغرقون أى هالكون أى معذبون وفى هذا قال تعالى: "واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون" ووضح الله أنه قال لنوح(ص)لا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون والمراد ولا تدعونى لأجل الذين كفروا إنهم هالكون وهذا يعنى أنه يطلب منه ألا يدعوه طالبا منه أن يغفر لولده أو لزوجته وقد خالف نوح (ص)هذا النهى فيما بعد رغم تحذير الله له وفى هذا قال تعالى : " ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون " الجند المغرقون: وضح الله أن موسى (ص)دعا ربه والمراد نادى خالقه فقال :أن هؤلاء قوم مجرمون أى مفسدون فأنقذنا منهم وانتقم منهم فقال الله له أسر بعبادى ليلا والمراد اخرج من البلد مع خلقى فى الليل إنكم متبعون أى مطاردون وهذا يعنى أن فرعون سيلاحق القوم بجيشه ،واترك البحر رهوا والمراد ودع الماء ساكنا والمراد وهذا يعنى ألا يعيد البحر واحدا بعد تجاوزهم له إنهم جند مغرقون أى إنهم عسكر مهلكون فى الماء وفى هذا قال تعالى: "فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون " الغرق فى الفقه: الغرق هو الرسوب فى الماء وهو السقوط لقاع الماء ثم قذف البحر بعد ذلك بأيام الجثة وهوما نسميه أحيانا طفو الجثة ومن المسائل الفقهية التى تحدثوا عنها : اعتبار الغرق من أسباب الشهادة: اعتبر الفقهاء الغريق شهيدا وهوكلام ليس عليه أى دليل من القرآن وقد بنوا حكمهم على روايات مثل : الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله وفى رواية مناقضة سبعة والشهيد واحد هو : المقتول فى سبيل الله قتال الأعداء بإغراقهم: أجاز الفقهاء اغراق مقاتلى العدو فى الحرب بالماء سواء كان ذلك باغراق شفنهم أو بفتح وهدم سد أو بوابة تجرفهم أمامها لماء أخر يغرفون فيه القتل بالإغراق: أوجب الفقهاء القصاص فى القتل بالاغراق إلا أن يكون القاتل معروف بالسباحة حيث يلقى فى الماء حتى يموت كما مات القتيل والقاتل السباح يتم ربطه بالحبال ويلقى قى الماء ليغرق كما أغرق القتيل قطع الصلاة لإنقاذ غريق: يجب على من وجد من يغرق أو سمعه يستغيث وهو يصلى ترك صلاته والعمل على انقاذه سواء بالنزول للبحر إن كان يجيد السباحة أو رمى حبل أو عوامة أو ما شابه لانقاذه بها حكم ترك إنقاذ الغريق: انقاذ الغريق واجب على من سمعه يستغيث ولكن لا يجبل على من لا يجيد السباحة لأنه بدلا من أن يموت واحد سيموت اثنين ومن يحاكم فى ترك الغريق هو: المعروف عنه أنه يسبح والحكم عليه باحدى عقوبات القتل الخطأ إرث الغرقى: يوزع الإرث الموتى بالغرق معا كالعادى إلا إذا شهد البعض ممن شهدوا غرقهم أن واحد غرق قبل الأخر فساعتها إن كان من ورثته ورث فى الميت أولا وورث الأخرون ما ورثه الغريق الثانى من الغريق الأول وهو أمر نادى الحدوث
  7. السم في الإسلام السموم في القرآن : خلق الجان من نار السموم: بين الله لنبيه(ص)أنه خلق الإنسان وهو آدم(ص)من صلصال من حمأ مسنون والمراد أنشأ أدم(ص) من طين من تراب مخلوط بالماء مصداق لقوله بسورة السجدة "وبدأ خلق الإنسان من طين"وقوله بسورة فاطر"والله خلقكم من تراب"وأما الجان وهو أبو الجن فقد خلقناه من قبل وهذا يعنى أنه أنشأ الجان قبل إنشاء آدم(ص)بزمن وتم خلقه من نار السموم وهى المارج من النار مصداق لقوله بسورة الرحمن"وخلق الجان من مارج من نار"والمراد خلقه من وقود النار وهو التراب المتخلف عن النار بعد انطفائها وفى هذا قال تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم" الوقاية من عذاب السموم : بين الله أن المؤمنين أقبل والمراد جاء بعضهم إلى بعض يتساءلون والمراد يستفهمون فقالوا :إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين والمراد إنا كنا فى الدنيا فى عائلاتنا خائفين من عذاب ربنا مصداق لقوله بسورة المعارج"والذين هم من عذاب ربهم مشفقون"فمن الله علينا والمراد فرحمنا الرب ووقانا عذاب السموم والمراد ومنع عنا عقاب الجحيم مصداق لقوله بسورة الطور"ووقاهم ربهم عذاب الجحيم" إنا كنا من قبل والمراد إنا كنا فى الدنيا ندعوه أى نتبع حكمه إنه هو البر الرحيم والمراد إنه هو النافع المفيد للمطيعين لحكمه . وفى هذا قال تعالى: "وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم " أصحاب الشمال فى سموم: بين الله لنبيه(ص) أن أصحاب الشمال وهم سكان المشئمة وهى النار هم أصحاب الشمال أى أهل الألم كما قال بالسورة "وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة "وهم يسكنون فى سموم أى نيران،وحميم وهو غساق أى سائل الشرب والغسل وهو سائل حارق ،ظل من يحموم لا بارد ولا كريم والمراد خيال من شرر لا مغنى أى لا مانع من اللهب مصداق لقوله بسورة المرسلات"انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب"وهذا يعنى أن الظل يصب عليهم النار من فوقهم فلا يمنع عنهم لهب،والسبب فى معيشتهم هذه أنهم كانوا قبل ذلك مترفين والمراد أنهم كانوا قبل الآخرة فى الدنيا متمتعين بمتاعها وكانوا يصرون على الحنث العظيم والمراد وكانوا يثبتون على الكفر المستمر وهذا يعنى موتهم على الكفر . وفى هذا قال تعالى: "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم " السم في الفقه: السموالسموم في المعنى المعروف : مواد قاتلة للإنسان والحيوان وقد تحدث الفقهاء عن عدة موضوعات في السم منها : تناول السم: اتفق الفقهاء على حرمة تناول الإنسان السم لكونه مادة قاتلة فهومحرم من باب قوله تعالى : " ولا تقتلوا أنفسكم" طهارة السم أو نجاسته: اختلف الفقهاء في السم إلى فرق : الأول قال : السم أيا كان هو مادة نجسة لا فرق بين جامد او سائل ولا فرق بين كون مصدره نباتى أوحيوانى الثانى : السم طاهر بطلان الصلاة بالسم : قال بعض الفقهاء : تبطل الصلاة بلسعة الحية؛ لأن سمها تظهر على محل اللسعة وأما لعاب العقرب فلا تبطل به الصلاة لأن إبرتها تغوص في باطن اللحم ويمج السم فيه، وهو لا يجب غسله والحق أن كل مصلى لدغ أو لسع يجب لأن يترك الصلاة على الفور ويتوجه لأقرب طبيب أو مشفى به مضادات السموم التى تسمى : الترياق وقولهم بالبطلان ليس على أساس العلاج ولكن على أساس نجاسة السم وهو كلام يتغافل عن كون المطلوب العلاج وليس كون السم نجس أو ظاهر بيع السم: قطعا لا يجوز بيع السموم إلا السموم المصرح بها للاستخدام كعلاج لبعض لأمراض أو آفات المحاصيل الزراعية أو مخلوقات تفسد المحصول أو تفسد المسكن كالفئران ويجب على الباعة التأكد من شخصيات من كون من يشترون السموم عندهم أرض زراعية بالاتصال بالجمعيات الزراعية ومن التأكد من بقية الأسرة أن عندهم فئران أو ما شابه في البيت وذلك منعا لانتحار البعض من خلال تناوله التداوي بالسم: في العام لا يجوز التداوى بسموم إلا إذا ثبت طبيا أن تناول جرعة ضئيلة جدا منها لا تقتل ويداوى مرض ما من الأمراض ويبنى أن هذه المسألة مبنية على الطب القديم الخرافى والذى يتم فيه التداوى بلحوم الآفاعى وما شابه القتل بالسم: يحرم القتل بكل أنواعه لغير سبب شرعى كالقتل أو الفساد فى الأرض ومن ثم كل من أقدم على جريمة قتل بالسم يتم قتله بالسم كما قال تعالى : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " وقال : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ومن المسائل في القتل طرحوا الصورة التالية : أن هناك إنسان صنع طعاما مسموما وأخبر من حوله بأن الطعام مسموم وأن عليهم ألا يتناولوه ثم أقدم أحدهم على الأكل منه وقد اتفق الفقهاء على التالى : لا قصاص ولا دية لأن الآكل هو من قتل نفسه وطرحوا بصورة أخرى وهى أن الآكل أكل دون أن يعرف أن الطعام مسموم وافترقوا إلى قائل : لا يجب القصاص بل تجب دية لشبه العمد لتناوله له باختياره فلم يؤثر تغريره وقائل : يجب القصاص لتغريره كالإكراه . وقائل: يجب القصاص عليه؛ لأنه يقتل غالبا، ويتخذ طريقا إلى القتل كثيرا فأوجب القصاص. قطعا من صنع طعاما كهذا يجب عليه التخلص منه على الفور ولا يدعه موجودا لأنه بصناعته طعام كهذا يقتل يكون لديه نية سوء فإن لم يتخلص منه بعد صناعته يعتبر قاتلا قاصدا حيث يتركه في طريق من يريد قتله ويستوى عند ذلك أن يكون المقتول به هو من أراده القاتل أم لا
  8. الطرفٌ في الإسلام الطرف في القرآن: قاصرات الطرف بين الله أن المسلمين عندهم قاصرات الطرف عين والمراد أن فى بيوت المسلمين فى الجنة غضيضات البصر حسان والمراد نساء جميلات يشبهن البيض المكنون أى البيض الخفى وهذا يعنى أنهم يوجدون فى مكان يخفيهن عن أنظار الأخرين عدا رجلهن وفى هذا قال تعالى : "وعندهم قاصرات الطرف عين" بين الله أن المسلمين عندهم قاصرات الطرف أتراب والمراد ولديهم فى المساكن غضيضات البصر متساويات فى الحسن والجمال وفى هذا قال تعالى : " وعندهم قاصرات الطرف أتراب" وفى هذا قال تعالى : "متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " بين الله للناس أن المسلمين متكئين على فرش بطائنها من استبرق والمراد راقدين على أسرة حشاياها وهى المراتب والمخدات من حرير له بريق وجنى الجنتين دان والمراد وثمر وهو قطوف الأشجار ذليل أى قريب مصداق لقوله بسورة الإنسان"وذللت قطوفها تذليلا"وفى الحدائق قاصرات الطرف وهن غضيضات البصر لم يطمثهن أى لم يجامعهن إنس من قبلهم ولا جان وهذا يعنى أن هذه قال تعالى بسورة النساء ل يست نساء الدنيا وهن يشبهن الياقوت والمرجان فى تعدد أشكالهن وألوانهن وفى هذا قال تعالى : "متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " الطرف الخفى بين الله لنبيه (ص)أنه يراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل والمراد أنه يشهدهم يعاقبون فى النار مستسلمين بسبب الهوان وهم ينظرون من طرف خفى والمراد وهم يرون من جانب باطن وهذا يعنى أن رؤيتهم تكون دائما من أسفل وفى هذا قال تعالى : "وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف " طرف سليمان بين الله لرسوله (ص)أن الذى عنده علم من الكتاب وهو الذى لديه معرفة ببعض الوحى الإلهى وهو جبريل(ص)قال أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك والمراد أنا أحضره لك قبل أن يعود إليك بصرك وهذا يعنى أن جبريل(ص)أحضره فى زمن أقل من الزمن الذى يغمض فيه الإنسان عينه ثم يفتحها مرة أخرى وهى سرعة قياسية لا نعرف لها مثيلا حاليا وفى هذا قال تعالى : "قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " الطرف لا يرتد: بين الله لنبيه (ص)أن عليه ألا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون والمراد ألا يظن الله غائبا عن الذى يفعل الكافرون وهذا يعنى أن الله عالم بكل شىء يفعلونه وسيحاسبهم عليه ،ويبين له أنه إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار والمراد إنما يبقيهم بلا عقاب حتى يوم تقوم فيه الناس مصداق لقوله بسورة المطففين "يوم يقوم الناس "وهم فى هذا اليوم مهطعين أى مستجيبين لدعاء وهو نداء الله للبعث وفى هذا قال بسورة الإسراء"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده "وقوله بسورة القمر"مهطعين إلى الداع"وهم مقنعى رءوسهم أى خافضى وجوههم أى ذليلى النفوس مصداق لقوله بسورة المعارج"ترهقهم ذلة "وهم لا يرتد إليهم طرفهم والمراد لا يعود إليهم بصرهم وهو عقلهم ومن ثم فهم يحشرون عميا أى كفارا مصداق لقوله بسورة طه"ونحشرهم يوم القيامة عميا " وأفئدتهم هواء والمراد وكلماتهم أى ودعواتهم سراب والمراد لا أثر لها فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة الرعد "وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال " وفى هذا قال تعالى : "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء" طرف الكفار بين الله للمؤمنين أن المدد جعله الله بشرى لهم والمراد أرسله الله رحمة بهم والسبب الأول للمدد أن تطمئن قلوبهم أى أن يسكن الخوف من كثرة الكفار به فى نفوسهم،وبين لهم أن النصر يكون من عنده والمراد أن العز يكون بسبب من لديه وهو حكمه الذى يطيعه المسلمون ودفاعه عنهم والله هو العزيز أى القوى الذى يعز من يريد بقوته وهو الحكيم أى القاضى بالحق والسبب الثانى هو أن يقطع طرف من الذين كفروا وفسره بأنه يكبتهم والمراد أن يقهر بعض من الذين كذبوا وهم المقاتلين أى يهزمهم حتى ينقلبوا خائبين والمراد حتى يرجعوا ديارهم خاسرين وفى هذا قال تعالى : "وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين أطراف الأرض سأل الله أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والمراد هل لم يعلموا أنا نجىء الأرض نقللها من نواحيها والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الأرض منقوصة الأطراف أى على شكل كرة مدورة وفى هذا قال تعالى : "أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها " سأل الله أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والمراد أفلا يعرفون أنا نجىء الأرض نقللها من جهاتها ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الأرض على شكل كرة منقوصة الجهات والمراد مدورة النواحى وفى هذا قال تعالى : " أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها أفهم طرفى النهار طلب الله من نبيه(ص)أن يقيم الصلاة والمراد أن يطيع دين الإسلام مصداق لقوله بسورة الشورى "أن اقيموا الدين "والطاعة تكون طرفى النهار وهى نصفى النهار وزلفا من الليل أى وبعضا من الليل وهو وقت الصحو ليلا وهذا يعنى أن يطيع دين الله طوال وقت يقظته ، وفى هذا قال تعالى : " وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل " أطراف النهار: طلب الله من نبيه(ص) أن يسبح بحمد الرب أناء الليل وهو أجزاء الليل التى يصحو فيها وأطراف النهار وهى أجزاء النهار وعليه أن يسبحه أى يطيع حكمه ويبين الله له أن عليه أن يرضى أى يقبل بهذا الحكم وفى هذا قال تعالى : " ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى" الطرف في الفقه: الطرف يطلق على اليدين والرجلين كما يطلق على العين ويطلق على في الحالى أيضا على العضو وقد تحدث الفقهاء عن عدة مسائل منها : الْجِنايةُ على الطّرفِ: اختلف القوم في أعضاء الذكر والأنثى عند القصاص نظرا لاختلافها التكوينى والأطراف يقول الفقهاء أن فيها الدية كاملة إذا قطعت الأصابع كاملة والدية في القرآن هى حسب غنى الجانى وليس لها مقدار محدد ومن ليس معه يصوم كما قال تعالى : "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ " بيْعُ أطْرافِ الآْدمِيِّ: حرم الفقهاء بيع أعضاء الإنسان حيث أنه إضرار بالنفس وهو داخل في باب قوله تعالى : "لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" الاِنْتِفاعُ بِأطْرافِ الْميِّتِ: اختلف القوم في الأمر فبعضهم حرم الانتفاع بالأعضاء المقطعة وأعضاء الموتى وبعضهم أجاز ذلك في أكل الميتة ولبن الأنثى والحق أنه يجوز الانتفاع بتلك الأعضاء لضرورة كتركيب الأطراف لمن قطعت أطرافهم في الجهاد أو فى حوادث إن وجدت وسيلة طبية لذلك
  9. الحجب في الإسلام الحجاب في القرآن: الحجاب بين أهل الجنة وأهل النار: بين الله أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة نادوا أى قالوا لأصحاب النار وهم سكان الجحيم:أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا والمراد لقد لقينا الذى أخبرنا إلهنا صدقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا أى فهل لقيتم الذى أخبركم إلهكم صدقا ؟فقالوا لهم نعم لقد صدقنا وعده فأذن مؤذن بينهم والمراد فنادى ملاك بينهم أن لعنة الله على الظالمين أى غضب الله على الكافرين مصداق لقوله بسورة البقرة"فلعنة الله على الكافرين"وقوله بسورة النحل"فعليهم غضب من الله"وقالوا مفسرين من هم الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله والمراد الذين يردون عن دين الله ويبغونها عوجا والمراد ويريدون الدنيا منحرفة أى ظالمة والمراد تحكم بالظلم وهم بالأخرة كافرون أى وهم بالقيامة مكذبون والمراد أنهم لا يؤمنون بها مصداق لقوله بسورة النحل"فالذين لا يؤمنون بالآخرة". وبين الله لنا أن بين أهل الجنة وأهل النار حجاب أى حاجز أى سور مصداق لقوله بسورة الحديد"فضرب بينهم بسور"وعلى الأعراف وهى الأسوار الممتدة بين الجنة والنار رجال والمراد ذكور من المسلمين يعرفون كلا بسيماهم والمراد يعلمون كل من الفريق الكافر والفريق المسلم بصفاتهم وهى أعمالهم فنادوا أصحاب الجنة والمراد فخاطبوا أهل الحديقة :أن سلام عليكم أى أن الرحمة لكم ،ولم يدخلوها والمراد ولم يسكن أهل الأسوار الجنة وهم يطمعون أى يتمنون دخولها . وفى هذا قال تعالى : "ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون"وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون " الحجاب المستور بين النبى(ص) والكفار : بين الله لنبيه(ص)أنه إذا قرأ القرآن والمراد إذا تلا الوحى أمام الناس جعل أى خلق بينه وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة وهم الذين لا يصدقون بالقيامة حجابا مستورا أى حاجزا عظيما وهو كفرهم بالقرآن وهذا الكفر شاءه الكفار والله فى نفس الوقت مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله وفى هذا قال تعالى : "وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا " حجاب مريم : طلب الله من نبيه(ص)أن يذكر فى الكتاب مريم (ص)والمراد أن يقص فى الوحى المسجل فى الصحف فى الكعبة قصة مريم (ص)إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا والمراد إذا ابتعدت عن مكان سكن أسرتها إلى مكان شرقى أى يقع إلى الشرق من مسكن أسرتها فاتخذت من دونهم حجابا أى فصنعت من أمامهم ساترا والمراد فبنت بينها وبينهم سور وهذا يعنى أنها بنت مسكن لها بجوار مسكن أسرتها وصنعت بينهما سور فأرسل لها روحه وهو رسوله (ص)جبريل فتمثل لها بشرا سويا أى فتشبه لها بإنسان سليم والمراد ذهب إليها إنسانا كاملا وفى هذا قال تعالى : "واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا " سؤال نساء النبى(ص) من وراء حجاب : خاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله فيقول لهم :لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه والمراد لا تلجوا حجرات الرسول(ص)إلا أن يسمح لكم بأكل غير مترقبين نضجه وهذا يعنى أنه ينهاهم عن دخول منازل النبى (ص)دون إذن منه لهم بالأكل وهذا يعنى أنهم كانوا يدخلون بيوته بعد إذنه ثم يجلسون منتظرين نضج الطعام الذى يطبخه أهله ثم يأكلون منه دون أن يكون هناك استعداد منه ومن أهله لإطعامهم ويبين لهم أنهم إذا دعوا فعليهم أن يدخلوا والمراد إذا ناداهم الرسول(ص) لأكل الطعام عليهم أن يلجوا البيوت للأكل ويبين لهم أنهم إذا طعموا أى تناولوا الأكل فالواجب عليهم هو الإنتشار أى الإنصراف من بيوت النبى (ص)على الفور وأما استئنساهم للحديث وهو استحبابهم أى قعودهم للكلام بعد الأكل فى بيوت النبى (ص)فهو أمر محرم عليهم ،ويبين لهم أن ذلكم وهو القعود للحديث بعد الأكل وانتظار نضج الطعام كان يؤذى أى يضر الرسول(ص)ضررا نفسيا وماليا فكان يستحى منهم أى كان يخجل من أن يقول لهم أن هذه الأعمال تؤذينى ويبين لهم أنه لا يستحى من الحق أى لا يخاف من قول العدل لهم حتى يمنع الضرر عن النبى (ص)ويبين لهم أن عليهم إذا سألوا نساء النبى (ص)متاعا والمراد إذا طلبوا من زوجات النبى (ص)وإمائه طعاما فالواجب أن يسألوهن من وراء حجاب والمراد أن يكلمونهن من خلف حاجز وهو أى شىء يمنع النظر كالجدار والنسيج والسبب أن ذلكم وهو الحجاب أزكى لقلوبكم وقلوبهم أى أطهر لنفوسكم ونفوسهن والمراد أمنع من دخول الوسوسة فى نفوس الكل ويبين لهم أنه ما كان لهم أن يؤذوا النبى (ص)والمراد لا يحق لهم أن يضروا الرسول (ص)بعمل ما حرمه الله فى الآية ولا يحق لهم أن ينكحوا أزواجه من بعده والمراد ولا يحق لهم أن يتزوجوا نساء النبى (ص)من بعد وفاته وهذا يعنى أن الله حرم على نساء النبى (ص)الحيات بعد وفاته الزواج من أى رجل مهما كان ويبين لهم أن الأذى وزواج نساء النبى (ص)من بعد وفاته عند الله عظيم أى فى كتاب الله ذنب كبير وفى هذا قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما " توارى الخيل وراء الحجاب: بين الله لنبيه (ص)أنه وهب أى أعطى داود(ص)ابنه سليمان (ص)وهو نعم العبد أى حسن المملوك وهو المطيع لحكم الله إنه أواب أى عواد لدين الله إذ عرض عليه بالعشى والمراد ومنه حين فوتت أى مررت أمامه فى الليل الصافنات الجياد وهو الخيل الجميلة فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى والمراد إنى فضلت ود القوة عن تسبيح إلهى وهذا يعنى أنه فضل الجهاد على الذكر الكلامى الممجد لله وظل يقول هذا حتى توارت بالحجاب أى حتى اختفت وراء الحاجز المظلم فقال لمن معه ردوها على أى أعيدوا عرضها أمامى فلما أعادوها طفق مسحا بالسوق والأعناق والمراد ذهب للخيل فظل ماسا لسيقان الخيل ورقابها وفى هذا قال تعالى : "ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق " الحجاب بين النبى(ص) وبين الكفار : بين الله أن الكفار قالوا للرسول(ص)قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه والمراد نفوسنا بها حواجز تمنعها من طاعة الذى تنادوننا لطاعته وفسروا هذا بقولهم وفى آذاننا وقر والمراد وفى أسماعنا مانع يمنعها من سماع كلامكم وفسروا هذا بقولهم ومن بيننا وبينك حجاب والمراد ومن بيننا وبين كلامك حاجز يمنعنا من طاعته فإعمل إننا عاملون والمراد فحافظ على دينك إننا محافظون على ديننا . وفى هذا قال تعالى : "وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه وفى أذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فإعمل إننا عاملون " الكلام من وراء حجاب: بين الله لنبيه (ص)أن ما كان لبشر والمراد لإنسان أن يكلمه أى يحدثه الله والمراد يفهمه الله ما يريد إلا عن طريقين :وحيا أى إلقاء مباشر بوسيط غير جبريل(ص)وهو الملك وفسر هذا بأنه من وراء حجاب أى من خلف حاجز والمراد أن الله لا يحدثه حديثا مباشرا كحديث الرجل أمام الرجل وإنما الله يحدثه بوسيط لا يتكلم كالبشر مثل الشجرة التى كلمت موسى(ص)،أو يرسل رسولا والمراد أو يبعث مبعوثا هو جبريل(ص) فيوحى بإذنه ما يشاء والمراد فيلقى فى قلب النبى بأمر الله ما يريد الله أن يفهمه إياه ،ويبين له أنه على أى عظيم أى صاحب الكبرياء وهو العلو وهو الحكيم أى القاضى بالحق . وفى هذا قال تعالى : "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء إنه على حكيم" الحجب في الفقه : استعمل الفقهاء الحجب وهو المنع في عدد من الأمور : الأول : الحجاب المعروف في سورة الأحزاب وهو: وجود مانع بين الضيوف وبين نساء البيت يمنع الرجال من رؤيتهن ويسمح بتسليمهم المتاع وهو الطعام وأدواته وهو الباب الذى يفتح لوضع الطعام والشراب وأدواتهم لهم ثم يقفل على النساء لكى لا يراهن الرجال الأغراب الثانى : حجاب الحضانة أو الولاية والمراد به : "منع الشخص من دونه من ذلك الحق كما يقال: الأم تحجب كل حاضنة سواها، ما لم تتزوج بمحرم من الصغير" وهو حكم بلا دليل من القرآن فالحضانة للوالد وليست للوالدة ما لم تكن مرضعا رضيت أن ترضعه بدليل أن الأم من حقها رفض ارضاع طفلها أو طفلتها عند الطلاق والحاضنة تكون امرأة غريبة يستأجرها المطلق لكى ترضع الطفل أو الطفلة وبدليل أن النفقة على المطلقة الحامل نهايتها الحمل وفى هذا قال تعالى : "وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى" والمعروف أن الحاضنة تستحق النفقة ولكن المطلقة الحاملة لو كانت تستحق النفقة عليها وعلى أولادها ما كانت نهاية نفقتها وضع الحمل وحجاب الولاية معناه الولي الأقرب يحجب الولي الأبعد وهو كلام بلا دليل من القرآن بدليل أن ولاية وهى كفالة مريم (ص) كانت مشكلة حيث أراد الكثيرون كفالتها وهو الانفاق عليها من حيث الطعام والشراب والكساء والعلاج وما شابه ولم يكونوا أقارب لها واختصموا في ذلك حتى كفلها الله زكريا(ص) ولا يوجد دليل في القرآن على وجود صلة قرابة بينهم وفى هذا قال تعالى : "ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ" الثالث : الحجب في الميراث: وقد قسموه لنوعين : حجب حرمان وهو أن يسقط الوارث غيره بالكلية. حجب نقصان وهو حجب عن نصيب أكثر إلى نصيب أقل. والحجب في الورث هو مصطلح من مصطلحات الفقه وليس موجودا في كتاب الله والملاحظ أن الورثة الأساسيين : الأولاد والأزواج والأباء والأمهات وفى حالة عدم وجود الأولاد يرث اخوة وأخوات الميت ولا يخرج الميراث عن هؤلاء في القرآن
  10. الخلوة في الإسلام الكلمة تطلق على معانى عدة منها : الأول أن ينفرد الإنسان بنفسه في مكان الثانى أن يكون مع الفرد فرد أخر سواء ذكر أو أنثى وحدهما في مكان والخلوة بأى معنى من المعانى لها أحكام وقد تحدث الفقهاء عنها في مسائل مختلفة منها : الأول الخلوة بمعنى الانفراد والانعزال عن الناس: وقد وردت أقوال في تحبيبها للناس وبعضها ينسب للنبى والنبى(ص) منها براء مثل : "طوبى للمفردين " "العزلة عبادة" والعبارات على اطلاقها هكذا لا يمكن أن يقولها النبى (ص) وبنى الفقهاء حكمهم في اجازتها بروايات خلوة النبى(ص) بنفسه قبل البعثة في غار حراء وقال النووي: الخلوة شأن الصالحين وعباد الله العارفين . وبناء على أمثال هذه الأقوال اخترعت الصوفية الخلوات سواء كانت الخلوات بمعنى مكان ينفرد به الإنسان بنفسه أو الذهاب في البرارى والفيافى وغيرها وحيدا قطعا هناك خلوات أمر الله بها مثل : طلبه من الكفار فرادى السهر للتفكير في أن الرسول (ص) ليس مجنونا وفى هذا قال تعالى : " قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" فالخلوة مباحة للتفكير في الأمور التى تهدى الإنسان خلوة الرصد في الجهاد كما فعل الهدهد عندما ترك مكان حراسته ليجلب معلومات عن أهل سبأ لأن شرط العفو عنه كان السلطان المبين وهو العذر وفى هذا قال تعالى : " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)" خلوة المريض بمرض معدى وهو ما يسمى الحجر الصحى فالخلوة مباحة لمنفعة الشخص أو المجموع منفعة الهداية وتقوية المجتمع وأما الخلوة لما يسمى الذكر والصلاة أياما فهذه خلوات محرمة فلا يجوز للمسلم ترك العمل في النهار كما قال تعالى : " فامشوا في مناكبها " ولا يجوز له التخلى عن واجباته في التعاون مع بقية المسلمين في كل الأوقات كما قال تعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى " والخلوة بمعنى الهيام فى أرض الله دون عمل أو فائدة محرمة لنفس الأسباب وأما الموضوع الأشهر في الخلوة فهو الخلوة بالمرأة وحدها والتى يسمونها الأجنبية وقد ألفت في ذلك مؤلفات كثيرة وكتبت أوراق كثيرة عن حرمة تلك الخلوة اعتمادا على الأحاديث المنسوبة للنبى(ص) زورا ومنها : "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم " "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " وهو كلام يناقض أن الله هو من مع الخلق كما قال : "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا" وقد اتفق الفقهاء على أن الخلوة بالأجنبية محرمة حتى ولو كان يصلى إماما لها وقال نفر قليل منهم : الخلوة بالأجنبية حرام إلا لملازمة مديونة هربت، ودخلت خربة" وهذا الكلام يتناقض مع القرآن فقد خلا النبى(ص) بالمرأة الشاكية إلى الله فقال تعالى : "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" وخلا جبريل(ص) بمريم كما قال تعالى : " فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا " وخلا زكريا (ص) بمريم في المحراب كما قال تعالى : "وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" وخلا يوسف(ص) بامرأة العزيز كما قال تعالى : " وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" والخلوة مباحة لأى سبب شرعى كإرادة التزوج كما قال تعالى : "وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا" والمقصود هنا إباحة جلوس من يريدون الزواج في السر وهل تكون الخلوة إلا سرا ؟ ومن ثم يباح جلوس الخطيب مع خطيبته للحديث عن أنفسهم وما يحبون وما يكرهون وعن اتفاقاتهم في معيشتهم مستقبلا قطعا البعض من الناس يحرمون ذلك والحل هو اجلاسهم في حجرة الجلوس مفتوحة الباب والشباك يمر عليهم من يدخل البيت أو يخرج منه منعا للشكوك وهى محرمة إذا كانت لسبب خبيث كالزنى أو النظر للمحرم الخلوة بالأجنبية مع وجود غيرها معها: تفرق الفقهاء في حكم خلوة الرجل بالأجنبية مع وجود أكثر من واحدة، وكذا خلوة عدد من الرجال بامرأة ما بين محرم ومبيح وكتاب الله يبيح ما يسمونه بتلك الخلوات ما دامت لسبب شرعى وهو السبب المفيد كالعلاج أو التعليم أو النصح أو حل مشكلة والشرط في كل الاباحات هو : غض النظر كما قال تعالى : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" وقال : " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " الخلوة بالأجنبية للعلاج: يباح في حالة عدم وجود طبيبة أن يكشف طبيب رجل على المرأة ومعها رجل أو امرأة منعا للشك فالعلاج ضرورة إجابة الوليمة مع الخلوة: يباح الكل عند المرأة في بيتها إذا دعت رجلا لسبب مباح مثل اطعام فقير أو محتاج أو أسير ومنعا للشك يترك باب البيت مفتوحا الخلوة بالأمرد: الأمرد هو الشاب الذى يسمونه الوسيم أو الحليوة والذى يطمع في الزنى به البعض ممن لا دين لهم والخلوة به جائزة لسبب مباح كالتعليم أو العلاج أو ما شابه الخلوة بالمعقود عليها: للفقهاء في هذا الموضوع حديث كثير تم تفريعه في المهور والنسب والعدة وهو كلام ناتج من تحريمهم للخلوة بالمرأة وهو حديث الفاصل فيه عند حمل المرأة أو كونها فقدت العذرية هو القضاء وليس الكلام الفقهى وعلى حكم القضاء تترتب الأحكام في النسب والعدة والمهر الخلوة بالمرأة مباحة طالما كانت لغرض شرعى مباح ما دام الطرفين يراعيان فيه غض البصر
  11. السجل في الإسلام السجل في القرآن: طى السجل للكتب : وضح الله أن فى يوم القيامة يطوى السماء كطى السجل للكتب أى يضم السماء كضم الكتاب الكبير للصحف الصغرى والمراد أن السموات السبع يضغطها فتعود سماء واحدة كما أن السجل يضغط الصحف الصغرى المفرقة فى كتاب واحد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء : "يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب " السجل في الفقه : السجل هو الكتاب الكبير الذي تكتب فيه الأحداث التى يصنعها الناس وفى الفقه نجد الفقهاء استعملوا اللفظ فى أمور عدة : الأول : "أن السجل هو ما كتبه الشاهدان في الواقعة وبقي عند القاضي، وليس عليه خط القاضي " الثانى: مضمون الحكم المستند إلى البينة الثالث : هو كل ما يكتب اتخاذ السجلات: فى كل المؤسسات يجب أن توجد سجلات لضبط العمل كما يجب ان توجد سجلات تكتب احداث العمل لكى يمكن الرجوع إليها عند أى نزاع أو خلاف وقد أمر الله بكتابة كل شىء حرصا على الحقوق مهما صغرت أو كبرت حتى خارج إطار المؤسسات فقال: " وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ " وقال : " وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ " وقد اختص الفقهاء السجلات بالقضاء فقالوا كما تقول الموسوعة الفقهية الكويتية: " ينبغي للقاضي أن يتخذ سجلا حتى لا ينسى واقعة الدعوى إذا طال الزمن، وليكون ذلك مذكرا له ومعينا على وصول المحكوم له إلى حقه إذا جحده الخصم . ويكتب في السجل وقائع الدعوى، وأدلتها، وما انتهى إليه القاضي من الحكم في موضوعها؛ لأنه مكلف بحفظ الحقوق، وبغير الكتابة لا يمكن أن تحفظ. ويتأكد هذا الواجب بطلب المحكوم له، فإن لم يطلبه كانت الكتابة على سبيل الندب، لتبقى الدعوى بكل ما تم فيها محفوظة في الديوان، فربما احتاج أحد الخصمين لمراجعتها، واستخراج الحكم . ولا يلزم القاضي أن يكتب للمحكوم عليهما ثبت عنده أو حكم به، وإنما هو مستحب . غير أنه إن طلب من القاضي تسجيل الحكم بالحق الذي ثبت عليه، أو الذي أوفاه، أو ثبتت براءته منه، حتى لا يطالبه المدعي به مرة أخرى، فعلى القاضي إجابته لما طلب . وإن كانت الخصومة متعلقة بناقص الأهلية أو عديمها، كالصبي، والمجنون، فإن تسجيل الحكم واجب، وإن لم يطلب ذلك أحد، سواء كان محكوما له، أو عليه . وإن كانت الدعوى متعلقة بحق من حقوق الله تعالى، كالحدود، أو كان الحق لغير معين كالوقف، والوصية للفقراء، ولجهات الخير، فإن على القاضي أن يكتب ذلك، ويحكم به دون حاجة لطلب من أحد . وعلى كل حال، فإن للقاضي أن يكتب الخصومة، ويسجل الحكم ابتداء، وقبل أن يطلب منه أحد ذلك ويبدو أن الفقهاء قصروا استعمال السجلات على القضاء ومن ثم كان جل كلامهم عنه في مسائل مختلفة منها : "كيفية الكتابة في السجلات: أوجب القوم فى سجل القضاء المبالغة في التصريح والبيانوفصل بعضهم ذلك فقال : "ففي المحاضر يجب على الكاتب أن يكتب بعد البسملة والحمدلة أو نحو ذلك، اسم المدعي، واسم أبيه وجده، وكنيته، وصناعته، وقبيلته، ومسكنه، ومصلاه (أي المسجد الذي يصلي فيه عادة) وكل ما يؤدي إلى التعرف على شخصه. ويذكر حضوره، والإشارة إليه. وكذلك يفعل بالمدعى عليه. وأما الشهود، فيتم تعريفهم على الوجه السابق، وإضافة محل إقامتهم . ولا بد أن يذكر الكاتب موضوع الدعوى، وما جرى في المحاكمة من إقرار، أو إنكار ويمين، أو نكول، أو سماع بينة. وعلى الكاتب أن يذكر الشهادة بألفاظها، وذلك عقيب دعوى المدعي. ويتضمن المحضر اسم القاضي، والمحكمة وعلامته التي عرف بها، وتاريخ تنظيم المحضر. وإن كان القاضي منابا عن قاض آخر،فلا بد أن يذكر صفته، وأن يكون من استنابه مأذونا له بذلك. وإن أشهد على المحضر كان أوكد وأحوط. وينبغي في كتابة المحضر أن تكون على عادة البلد وأعرافه، ومصطلحاته. ويراعى فيها متطلبات كل عصر . 10 - وفي السجل يذكر المحضر بكل ما فيه ، ويضاف إليه ما يلي: أ - النص على تمكين المدعى عليه من إبداء دفوعه، وإمهاله. فإن أحضر دفعا ذكره القاضي، وذكر مؤيده، وإن لم يأت بدفع نص على ذلك. ب - وإن ذكر في السجل أنه ثبت الحق على الوجه الذي تثبت به الحقوق، دون ذكر لفظ الشهادة بتمامها، فذلك جائز، وهو المختار. ج - وقد يضاف إلى السجل بعد عرض أقوال الشهود، أن الدعوى والشهادات قد عرضتعلى العلماء، فأفتوا بصحتها، وجواز القضاء بها. د - ولا بد في السجل من ذكر سبب الحكم، ومستنده، من إقرار أو بينة، ونحو ذلك. ه - ويتضمن السجل صدور الحكم علنا، والإشهاد عليه، وتوقيع القاضي، والنص على أنه حرر بأمر القاضي وفيه حكمه، وقضاؤه، وأنه حجة للمحكوم له. ولا بد من عرض نسخة السجل على القاضي، لتدقيقها حتى لا يكون فيها أي خلل ." قطعا سجل القضية يجب أن يحتوى كل ما لا علاقة بالقضية من بدايتها وحتى نهايتها بالحكم الذى يصدره القاضى وتحدث الفقهاء عن حفظ السجلات وهوما يسمونه حاليا التسليم والتسلم حيث يقر يستلم القاضى الجديد من القديم كل السجلات الموجودة وقد تحدثوا عن ذلك تحت عنوان : حفظ السجلات حيث قالوا: " إن أول ما يبدأ به القاضي إذا تقلد عمله هو وضع يده على ما في الديوان من وثائق، وودائع، وأموال. ولا يتم ذلك إلا بعد جرده بمعرفة أمينين أو أمين واحد، وبحضور القاضي السابق، أو أمينه. ثم يوضع كل نوع مستقلا عما سواه، لسهولة الرجوع إليه عند الحاجة، ويضع عليه ختمه خوف الزيادة، والنقصان . وبهذا يحفظ ما في الديوان مهما تعاقب القضاة. وما ينظمه القاضي أو كاتبه من المحاضر، والسجلات، والوثائق الأخرى يكتب عليه نوعه، واسم صاحبه فيقول: محضر فلان بن فلان في خصومته مع فلان بن فلان. ويختمه بخاتمه، وما اجتمع من ذلك في يوم، أو أسبوع فإنه يفرده، ويضمه في إضبارة واحدة، ويكتب على ظاهرها محاضر يوم كذا من شهر كذا، من سنة كذا. . ويفعل ذلك في كل ما يجتمع عنده في الشهر، وفي السنة. ويضع على ذلك خاتمه، ويحفظه في خزانته وتحت مراقبته، بحيث لا يستخرج أحد شيئا من ذلك إلا بمعرفته، ومشاهدته ولا يمكن أن يتحقق ما سبق بيانه إلا إذا أشرف القاضي على الديوان، وراقب كتابه، وأمناءه، وما يجري على أيديهم، وبمعرفتهم ." قطعا هذا كلام ليس صحيحا فالقاضى لا يستلم سوى القضايا التى لم يحكم فيها وأما القضايا التى حكم فيها فتحفظ في خزائن الحفظ مع موظفين من المحكمة وحاليا أصبح تصويرها بوسائل التصوير وحفظها على الحاسوب أمر سهل لا يتطلب سوى إلا جزء يسير من القرص الصلب ولا يحتاج لكل المستندات والأوراق وتحدثوا عن وجود عدة نسخ من السجل حيث قالوا : تعدد نسخ السجل: 12 - تكتب المحاضر، والسجلات، والوثائق على نسختين: إحداهما: تحفظ في ديوان المحكمة، وعليها اسم الخصمين، أو صاحب الوثيقة، وخاتم القاضي، وتكون مستندا للرجوع إليها عند الحاجة. والأخرى: تعطى للمحكوم له، أو صاحب الوثيقة، لتكون حجة بالحق، وهي غير مختومة. ويجري ذلك ولو من غير طلب. ثم أصبحت الوثائق تكتب مرتبة في كتابي جمعها، وبحسب ما يسع منها، ويحفظ في الديوان، وهو أكثر حفظا، وأحوط . فإن ضاعت النسخة التي في يد ذي الشأن، وطلب من القاضي نسخة أخرى، أسعف طلبه، وكتب عليها ما ادعاه من الفقدان، وتاريخها، حتى لا يستوفى الحق الوارد فيها مرتين ." وهذا الكلام فيه خلط كبير فالمحكوم له يستلم حكمه في ورقة صغيرة ولا يأخذ نسخة من القضية وإنما تحفظ القضايا مصورة على الحواسيب في عدة أماكن مختلفة عمل القاضي بما يجده في سجله: الأحكام التى يحكم بها القاضى يجب تسجيلها في سجل ورقى وعدة سجلات على الحواسيب في أماكن مختلفة وذلك للعودة إليها عند وجود خلاف ما نقص ما في السجل من أحكام: حكم الفقهاء بفساد السجل إذا نقص شىء ما من السجل والحقيقة أنما يتحدثون عنه متنوع فسجل القضية التى سبق الحكم فيها ولم يعترض من صدر ضدهم الحكم لنقص في شىء من سجلها الناقص منه شىء يعتبر كأنه ليس ناقصا وأما سجل الأحكام وهو رقم القضية وأطرافها وما صدر من حكم وأدلته فهو سجل اجمالى للعودة إلى رقم ملف القضية عند وجود نزاع ما
  12. قراءة في كتاب قبعات التفكير الست المؤلف هو إدوارد دى بونو والكتاب أخذ شهرة دون مبرر في الاعلام المكتوب بالعربية فهو لا يضيف شىء وإنما مجرد تقليعة من تقاليع الغرب فصاحبه وهو طبيب نفسى كتبه لجمع المال والشهرة ففى تلك المجتمعات إذا أردت أن تشتهر وتغتنى فقل أى شىء غريب وستجد قطيع يتبعك دون تفكير ومن ضمن هذا القطيع من يقال عنهم مستغلى الفرص من الناشرين وقد قال عن سبب تسميته الكتاب بهذا الاسم الغريب أن الناس كانوا يرتدون القبعات لأغراض مختلفة وهو قوله : "كان ارتداء كل شخص قبعة ظاهرة سادت فى صور الصحف والأفلام بشكل ملفت للنظر قبل 40 عاما ولكن فى أيامنا هذه تعتبر القبعة أمرا نادرا وخصوصا بين الرجال فاليوم يرتدى بعض الأشخاص القبعات كجزء من الزى الرسمى الذى يرسم دورا محددا ويمكننا القول عن الزوج الذى يقوم بإلقاء الأوامر على أفراد عائلته إنه يرتدى قبعة المدير ....بهذه الطريقة تم تكوين قبعة التفكير ص17 ويفاجئنا الرجل بان التفكير جسدى وليس عقلى كما نعرف فيقول : "وفى الحقيقة فإننى أعتقد أن التفكير يحب أن يكون رشيقا وسريعا وثابتا بدلا من كونه حزينا وكئيبا ورزينا ... خذ هذا الوضع الخاص بالتفكير جسديا وليس عقليا وسوف تصبح مفكرا لماذا؟ لأنك إذا انتحلت شخصية مفكر تصبح مفكر ص14 وهو يقول أن مقلد الحركات الجسدية سيغدو مفكرا في الفقرة التالية : "خذ وضع المفكر ونفذ الحركات ان نويت ذلك واجعلها تبدو جلية لك ولمن حولك وسرعان ما يقوم عقلك باتباع الدور الذى تقوم به...إن هذا الكتاب يبين الأدوار المتعددة لانتحال شخصية أخرى ص15 هذه الغرابة هى التى أدت لشهرة الكتاب وترجمته رغم أن القولين السابقين كافيين لرميه في سلة المهملات وقد قسم الرجل التفكير للتفكير المعتاد وهو ما نصنعه في حياتنا نتيجة التعود عليه كالمشى والتفكير الذى يحتاج للتأنى والتركيز فقال : "هناك نوع من التفكير المتعلق بالمشى والحديث والتنفس نمارسه طوال الوقت وعلى سبيل المثال نرد على الهاتف نقطع الشارع نقوم بأعمال روتينية ونتوقف عنها ولا نحتاج أن ندرك أى رجل تتبع الأخرى عندما نسير أو كيف ننظم طريقة تنفسنا هناك أرضية ثابتة لهذا النوع من التفكير التلقائى المستمر وعلى النقيض من ذلك يوجد نوع أخر من التفكير المدروس بتأن وتركيز ويستخدم التفكير الذى يعتمد على الخلفية وعلى التجارب والبيئة السابقة للتغلب على المشاكل الروتينية بينما التفكير المدروس بترو يقوم بأكثر من التغلب على الأمور الروتينية والتعامل معها فالجميع يركض ولكن الرياضى يركض بهدف مدروس ويتلقى تدريبا ص20 وأخبرنا الرجل بأنه يدير برنامج للتفكير في المدارس يتبعه الكثيرون وأنه اخترع أمورا فيه ثم حدثنا عن تصميم العقل البشرى وأنه يجب معالجة الحاسوب الحالى كاختراع وتزويده بالعواطف والمشاعر فقال : "لقد صممت عقولنا بطريقة بارعة لتكون غير مبدعة فهى مصممة كى تكون قادرة على صياغة وبناء نماذج وأنماط تم استخدامها كنماذج ثابتة فى المناسبات والمواقف المستقبلية ولكن هناك عيب كبير لأنظمة التنظيم الذاتى فهى تظل حبيسة إطار خبراتها (تسلسل حدوثها الزمنى) وهذا يفسر احتياج كمبيوتر الجيل الخامس للفكاهة والعواطف أو الوقوع فى أخطاء سخيفة وخلافا لذلك فلن يستطيع الكمبيوتر القيام بعملية التفكير وتتغير إحساسات الوحدات العصبية بتأثير المواد الكيماوية لأن أى تغيير فيها قد ينجم عنه تثبيت نموذج معين وبعبارة أخرى يتكون لدينا عقل مختلف لكل تركيب كيماوى مختلف وهذا يبين أهمية العواطف فى قدرتنا على التفكير وأنها ليست مجرد إضافات تشوش تفكيرنا "ص43 وهو كلام كسابقه يرجعنا للخلف فبدلا من تحكيم العقل يريد تحكيم المشاعر والعواطف كما يقول في القرارات وهو ما نهى الله عنه فقال : " فلا تتبعوا الهوى " ونجد الرجل قسم أنواع التفكير لست أنواع حسب لون القبعة فالبيضاء تعبر عن الحياد والعدل في الحكم كما قال : "خلاصة القول إن المهم هو الموقف الذى يتخذه المرء فى أثناء النقاش أو حل المشكلة فعند ارتداء القبعة البيضاء يضع المفكر فقط عبارات محايدة وغير منحازة وتعرض الحقائق فقط ولا تستخدم لتأييد وجهة نظر ضد أخرى فإذا استخدمت إحدى العبارات الحقيقية من أجل توضيح أو إثراء وجهة نظر أخرى تصبح مشكوكا فيها وتكون قد خرجت عن قوانين لعبة القبعة البيضاء ص64 ويخبرنا أن المفكر الأبيض عملى يعرض المعلومات في إطار مناسب فيقول: "إن الغرض من تفكير القبعة البيضاء هو أن يكون المفكر عمليا ولذلك علينا أن نعرض المعلومات ولكن فى إطار مناسب ص76 وهذا العرض في إطار مناسب يتعارض مع الحياد والعدل لأنه يترك ما هو غير مناسب له بينما المفروض هو العرض الحيادى ولكن حكاية إطار مناسب تعنى استبعاد أمور تتعارض مع هوى المفكر والذى في تلك الحالة لا يكون مفكرا وإنما يسير على هواه وحاول دى بونو أن يشبه تلك القبعة بالحاسوب المحايد فقال : "تصور جهاز كمبيوتر يعطيك الحقائق والأرقام التى تطلبها فالكمبيوتر محايد وموضوعى وغير متحيز ولا يطرح تفسيرات أو آراء عندما يرتدى المفكر قبعة تفكير بيضاء فعليه تقليد الكمبيوتر يتوجب على طالب المعلومات أن يستخدم أسئلة محددة ومركزة للحصول على معلومات أو لتعبئة فجوات المعلومات عمليا هناك نوعان من المعلومات الأول يشتمل على حقائق مجربة ومثبتة وهى حقائق من الدرجة الأولى والنوع الثانى يتضمن حقائق من المعتقد أنها صحيحة ولكنها لم تخضع للتجربة حتى الآن وتعتبر حقائق من الدرجة الثانية هناك سلسلة احتمالات تبدأ باستخدام دائما صحيح وتنتهى بغير صحيح وهناك مستويات بينها مثل وعلى العموم بعض الأحيان وبين الفينة والأخرى يمكن تصنيف المعلومات من هذا ص83 القبيل ضمن قبعة التفكير البيضاء شريطة استخدام إطار يبين أنها ترجيحات أو احتمالات قوية يعتبر تفكير القبعة البيضاء اتجاها ونظاما ويحاول المفكر أن يكون حياديا وموضوعيا فى طريقة عرضه للمعلومات قد يطلب منك ارتداء القبعة البيضاء وبامكانك طلب ذلك من الآخرين وباستطاعتك ارتداءها أو خلعها حسب اختيارك اللون الأبيض(غياب الألوان) يرمز إلى الحياد وعدم الانحياز ص84 قطعا التفكير العادل أن المحايد لا يشله الحاسوب لن من يزود الحاسوب او يغذيه هو إنسان له أهواء كما أنه تفكير ومن ثم لا يمكن ان يكون الحاسوب محايدا طالما من يزوده بالمعلومات بشرى على سبيل المثال لا تخلو أى نسخة تشغيل من ألعاب وغالبا هى ألعاب من ألعاب القمار ومن ثم يكون الغرض منها هو تزيين لعب الميسر لمستخدمى الحاسوب وأما القبعة الحمراء فتفكيرها يرتكز على المشاعر والعواطف وهو قوله :"يرتكز تفكير القبعة الحمراء على العواطف والمشاعر والعناصر غير العقلانية فى التفكير وغير المنطقية وتتيح القبعة الحمراء طريقا لعرض هذه الأمور على الطبيعة حيث تشكل جزء من الخارطة الكلية ص85 وقال : "فى الحقيقة أن القيمة الأساسية للقبعة الحمراء تكمن فى التكلف فالعواطف عادة تستغرق بعض الوقت كى تستقر ووقتا أطول كى تخمد فهناك الاستياء وهناك العبوس والتقطيب ويتحمل شخص إساءة ويسببها أخر أى أن القبعة الحمراء تتيح المجال للانتقال من حالة شعورية إلى أخرى فى لحظات سريعة إلى حد ما حيث يرتدى المرء القبعة الحمراء ثم يخلعها وتكون الآراء المطروحة من خلالها أقل تعبيرا عن رأى قائلها الشخصى من تلك التى تعرض دون ارتدائها لأنها تعرف كمصطلح رسمى بعيدا عمن الأهواء الشخصية ص102 وقال أيضا: "فالتفكير يستطيع أن يغير العواطف والذى يغير العواطف هو الجزء الإداركى الحسى من التفكير وليس الجزء المنطقى منه فإذا شاهدنا شيئا ما بطريقة مختلفة عن مرة سابقة فإن عواطفنا قد تغير الإدراك ص105 وقال أيضا: إن ارتداء القبعة الحمراء يتيح للمفكر القول هذا شعورى حول الموضوع وكذلك تضفى شرعية للعواطف والمشاعر والأحاسيس كجزء مهم فى التفكير وتجعل القبعة الحمراء الأحاسيس مرئية بحيث تصبح جزء من خريطة التفكير ونظام القيم الذى يحدد الطريق على الخريطة كما تعطى القبعة الحمراء الطريقة السهلة للمفكر للتحول من حالة الشعور وإليها بطريقة تتعذر دون اللجوء إلى مثل هذه الوسيلة وتتيح القبعة الحمراء للمفكر أن يستكشف مشاعر الآخرين عندما يطلب رأيهم باستخدامها وعندما يستخدم المفكر قبعة حمراء فلا داعى إلى محاولة وضع تبريرات للمشاعر أو أسس منطقية لها وتتضمن القبعة الحمراء نوعين من الشعور الأول العواطف التى ص115 نعرفها مثل الخوف والكره حتى الشك والثانى الأحكام المعقدة التى تتدخل فى المشاعر والأحاسيس مثل الحدس والحس الداخلى التذوق الإحساس تذوق الجمال وأنواع غير مرئية من الأحاسيس ويندرج ضمن قبعة التفكير الحمراء أى إحساس يمكن قياسه ص116 وكل هذا الكلام لا علاقة له بالتفكير فالمشاعر والعواطف خارج إطار الفكر وهو ما نهانا الله عن بالقول : " فلا تتبعوا الهوى " وهو ما فعله نوح(ص) عندما غلب مشاعره على عقله في مسألة ابنه فقال " رب إن ابنى من أهلى " فرد الله عليه : " إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " وأما القبعة السوداء فهى تقود باظهار معايب ومسالب الشىء فقط كما قال الشاعر : " كما أن عيب السخط تبدى المساويا " وهو قول دى بونو : "يركز تفكير القبعة السوداء بشكل رئيسى على تقييم الأمور سلبيا ويقوم المفكر الذى يرتدى القبعة السوداء بلفت الانتباه إلى الأخطاء وإلى عدم موافقة خبرة أو معرفة لفكرة معينة كما يشير مفكر القبعة السوداء إلى أسباب صلاحية فكرة ما من الناحية العملية كما يبين مخاطر الفكرة وكذلك يشير إلى الأخطاء فى تصميم ما ولا يعتبر تفكير القبعة السوداء نزاعا أو خلافا ولا يجب النظر إليه كذلك بل هو محاولة موضوعية لوضع العناصر السلبية على الخريطة قد يلفت تفكير القبعة السوداء الأنظار إلى الأخطاء فى أسلوب التفكير والطريقة نفسها يقوم تفكير القبعة السوداء بمقارنة فكرة ما مع الماضى بمعرفة مدى التطابق لما هو معروف مسبقا كما يمكن أن يسلط الضوء على فكرة فى المستقبل لمعرفة ما سيحدث من أخطاء أو فشل ص153 وأما القبعة الصفراء فهى نقيض القبعة السوداء حيث تقدم كزايا وفوائد الشىء فقط وهو ما سماه الشاعر عين الرضا في قوله : "وعين الرضا عن كل عيب كليلة " "تعتبر القبعة الصفراء نقيض القبعة السوداء من حيث الاتجاه واتخاذ الموقف فالقبعة السوداء تهتم بالتقييم السلبى بينما الصفراء تركز على الايجابى وسوء الحظ هناك أسباب طبيعية لكون المرء سلبيا أكثر من كونه إيجابيا ومن الممكن أن يحمينا التفكير السلبى من الوقوع فى الأخطاء ومن المخاطرة ومواجهة الخطر ص155 وقال أيضا: يعتبر تفكير القبعة الصفراء ايجابيا وبناء واللون الأصفر يرمز لأشعة الشمس والتفاؤل والوضوح يركز تفكير القبعة الصفراء على التقييم الايجابى تماما كما يركز تفكير القبعة السوداء على التقييم السلبى ص183 وأما قبعة التكفير الخضراء فهى تختص عنده بالابداع والابتكار في قوله: "تركز قبعة التفكير الخضراء بالابداع والابتكار ويقوم الشخص الذى يرتديها باستخدام مصطلحات التفكير الابداعى ويقوم الأشخاص الذين معه بالتعامل مع المخرجات على أساس أنها إبداعية ومبتكرة والأمر الأمثل هو أن يقوم المفكر والمستمع بارتداء قبعات التفكير الخضراء فى آن واحد يرمز اللون الأخضر للخصب والنماء وقيمة البذور ويشكل البحث عن بدائل العنصر الأساسى فى تفكير القبعة الخضراء فلا داعى للذهاب إلى ما وراء المعروف والواضح والكافى يتوقف المفكر باستخدام التوقف الابداعى لكى ينظر إلى البدائل فى أية مرحلة من المراحل ولا يوجد هناك سبب لهذا التوقف يستخدم مصطلح الحركة فى تفكير القبعة الخضراء ليحل محل إصدار الأحكام ويبحث المفكر فى التقدم من فكرة من أجل الوصول إلى فكرة جديدة ص227 قطعا ما يسميه التفكير الابداعى لا وجود له فالتفكير هو التفكير وما نسميه جديدا سبق للناس استخدامه ولكننا لا نعرفه ولذا نسميه ابداعى وابتكارى وهو أمر نادر الحدوث في المخترعات وأما في في التأليف الحكائى والشعرى وأشباههم فهو كثير وأما القبعة الزرقاء فيقول عنها أنها تنظيم التفكير أو تفكير التفكير في الفقرة التالية : "عندما ترتدى القبعة الزرقاء نتوقف عن التفكير فى الموضوع نفسه وعوضا عن ذلك نفكر فى التفكير اللازم لاستكشاف الموضوع يرمز اللون الأزرق إلى التحكم الشامل كما هو الحال فى السماء التى تغطى كل شىء وكذلك يمثل اللون الأزرق الاستقلال فى الرأى والتجرد وعدم الانحياز والبرود والتحكم ص229 قطعا لا وجود لما يسمى تنظيم التفكير إلا في كتاب الوحى أو في كتب الفلسفة وأما الناس في حياتهم فهم لا يتبعون نظاما معينا عند أخذ قرار فكل حسب ما تعلمه أو وصل إليه علمه ويبين دى بونو أن لمفهوم قبعات التفكير وظيفتان الأولى تبسيط التفكير والثانية نقل التفكير وتحويله حيث قال : "ثمة وظيفتان لمفهوم قبعات التفكير الست الأولى تبسيط التفكير باتاحة الفرصة أمام المفكر للتعامل مع قضية واحدة فى الوقت الواحد بدلا من تدخل العواطف والأحاسيس والمنطق والمعلومات والآمال والابداع جميعها فى آن واحد ويكون بإمكان المفكر التعامل مع كل قضية على حدة فبدلا من استخدام المنطق لتعزيز عاطفة نصف مخفية يمكن للمفكر اخراج العاطفة إلى السطح باستخدام قبعة التفكير الحمراء دون الحاجة لتبريرها ويأتى بعد ذلك دور قبع التفكير السوداء للتعامل مع عنصر المنطق والوظيفة الثانية لمفهوم القبعات الست هو السماح لنقل التفكير وتحويله فإذا كان موقف أحد الأشخاص سلبيا فى اجتماع ما يمكن الطلب منه بخلع قبعة التفكير السوداء وهذه إشارة له بأنه أصر على السلبية ويمكن الطلب منه ارتداء قبعة التفكير الصفراء وبذلك طلب منه أن يكون إيجابيا ص263 وأوضح الرجل في النهاية أن الغرض من هذا التفكير تحويل التفكير إلى لعبة أو إلى تمثيل الأدوار فقال : "تفكير القبعات الست مصطلحا محددا دون أن نكون عدائيين ونسيىء للآخرين والأهم من ذلك هو عدم تهديد شخصية الآخرين بل تحيل الموقف إلى تمثيل الأدوار أو إلى لعبة وبذلك يصبح استخدام قبعات التفكير نوعا من اعطاء تعليمات بطريقة الاختزال "ص264 ومغ كل هذا الكتاب نصحنا دى بونوا بأن تفكير القبعات لا ينفع في كل لحظات التفكير وإنما في بعض منها ومن ثم علينا البحث عن تفكير أخر فقال : "إننى لا أنصح باستخدام قبعات التفكير فى كل لحظة من لحظات التفكير فهذا أمر لا داعى له ولكن من حين إلى أخر قد تضطر إلى اتباع تسلسل رسمى باستخدام القبعات قد يبدو الأمر غريبا بادىء الأمر ولكنه سيصبح طبيعيا مع الوقت وطلب استخدام أى قبعة أو التوقف عنه خلال الاجتماع ومن الواضح أن مصطلح ومفهوم قبعات التفكير سيكون نافعا إذا عرف جميع العاملين فى المؤسسة قوانين اللعبة فعلى سبيل المثال ينبغى على جميع المشاركين فى الاجتماعات معرفة رموز ومعانى القبعات المختلفة ويحقق هذا المفهوم النجاح عندما يصبح لغة عامة يفهمها الجميع ص264
  13. الجبر في الإسلام الجبر في القرآن : اتباع أمر كل جبار: بين الله لنبيه(ص)أن عاد جحدوا بآيات ربهم أى كفروا بأحكام إلههم كما جاء قبل نهاية الآية وفسر هذا بأنهم عصوا رسله والمراد خالفوا حكم الله المنزل على مبعوثه لهم هود(ص)وفسر هذا بأنهم اتبعوا أمر كل جبار عنيد والمراد أطاعوا حكم كل طاغى متكبر وهذا يعنى أنهم أطاعوا حكم سادتهم وفى هذا قال تعالى :" وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد " خيبة كل جبار : بين الله لنبيه (ص)أن الكفار استفتحوا والمراد استعجلوا العذاب وخاب كل جبار عنيد والمراد خسر كل متكبر مخالف لوحى الله من ورائه جهنم والمراد ومن خلف عذاب الدنيا للكافر عذابا دائما هو عذاب النار ويبين له أن الكافر يسقى من ماء صديد أى يروى من سائل كريه هو الغساق وهو يتجرعه أى يشربه على دفعات ولا يكاد يسيغه والمراد ولا يهم يقبله وهذا يعنى أن طعم هذا الماء كريه غير مقبول أبدا والكافر يأتيه الموت من كل مكان فى جهنم والمراد تجيئه أسباب الهلاك من كل جهة فتؤلمه ومع ذلك فليس بميت أى بمستريح من هذا الألم ومن وراء العذاب أى من بعد العقاب عذاب غليظ أى عقاب مؤلم آخر وهذا يعنى العذاب فى النار مستمر لا ينتهى وفى هذا قال تعالى :"واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان بميت ومن ورائه عذاب غليظ " الطبع على قلب كل جبار: بين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه كل مسرف مرتاب هم الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم والمراد الذين يكفرون بأحكام الله دون وحى جاءهم من الله يطالبهم بالكفر بها وقد كبر مقتا عند الله والمراد عظم كره كفرهم عند الله وعند الذين آمنوا أى وعند الذين صدقوا بوحى الله ويبين أن كذلك أى بالجدال فى آيات الله يطبع الله على كل قلب متكبر جبار والمراد يختم الرب على نفس كل كافر عنيد وفى هذا قال تعالى :"الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " الرسول (ص) ليس بجبار: بين الله لنبيه (ص)أنه أعلم بما يقولون والمراد أدرى بالذى يزعم الكفار عن الوحى،وبين له أنه ليس بجبار عليهم والمراد ليس بمصيطر عليهم يكرههم على الإسلام مصداق لقوله بسورة الغاشية "وما أنت عليهم بمصيطر "ويطلب منه أن يذكر بالقرآن من يخاف وعيد والمراد أن يخبر بالوحى من يخشى مقام وهو عذاب ربه مصداق لقوله بسورة الرحمن "ولمن خاف مقام ربه "لأنه هو الذى يطيعه وفى هذا قال تعالى :"نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " يحيى (ص) ليس بجبار: بين الله لنبيه(ص)أنه أوحى ليحيى (ص)لما كبر وحيا قال له فيه :يا يحيى خذ الكتاب بقوة أى أطع الوحى بعزم أى اتبع الحكم بإصرار ،ويبين له أنه أتاه الحكم وهو الحنان أى الرحمة أى الزكاة وهى الحق وكل ذلك بمعنى واحد هو الوحى وهو صبى أى شاب وهذا يعنى أن يحيى (ص)نزل عليه الوحى فى سن الشباب وفى هذا قال تعالى :"يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا " عيسى (ص) ليس بجبار بين الله لنا أن القوم لما استحالوا أن يدافع الوليد عن أمه وهو فى الفراش وجدوا الوليد يقول لهم :إنى عبد الله أى إنى مملوك الله أى إنى مطيع حكم الله ،أتانى الكتاب وجعلنى نبيا أى أوحى لى الوحى واختارنى رسولا وهذا يعنى أنه عرف أن سيكون نبى فى المستقبل،وجعلنى مباركا أينما كنت أى وخلقنى وجيها أى نافعا حيثما وجدت مصداق لقوله بسورة آل عمران "وجيها فى الدنيا والآخرة "وهذا يعنى أنه نافع أى عظيم فى أى مكان يتواجد فيه ،وأوصانى بالصلاة أى الزكاة والمراد وأمرنى بطاعة الدين أى اتباع الإسلام ما دمت حيا أى ما بقيت عائشا ،وبرا بوالدتى أى ومحسنا لأمى ولم يجعلنى جبارا شقيا والمراد ولم يخلقنى عنيدا مخالفا لحكمه وفى هذا قال تعالى :"قال إنى عبد الله أتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتى ولم يكن جبارا شقيا " اتهام موسى (ص) بأنه جبار: بين الله لنبيه (ص)أن الهوى وهو الشهوة صور لموسى (ص)أن يقتل أكبر عدد من قوم فرعون مقابل أن يقتلوه أفضل أن يقتل مقابل واحد فقط فأراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما والمراد فهم أن يؤذى الذى هو كاره له وللمستغيث به وهذا يعنى أنه بدأ يتحرك باتجاه الرجل لقتله فقال له الرجل:يا موسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس والمراد هل تحب أن تقضى على كما قضيت على إنسان البارحة ؟إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض والمراد إن تحب إلا أن تصبح مفسدا فى البلاد و فسر هذا قوله بقوله :وما تريد أن تكون من المصلحين أى وما تحب أن تصبح من العادلين المحسنين ،والرجل هنا ذكر موسى (ص)بما نسى وهو أن يكون مصلحا وليس ظالما يفسد فى البلاد وقد استجاب موسى (ص)للنصيحة فترك الرجل دون أن يبطش به وفى هذا قال تعالى :"فلما أن أراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " بنو اسرائيل والجبابرة: بين الله أن بنى إسرائيل قالوا لموسى(ص):يا موسى إن فيها قوما جبارين أى عالين مصداق لقوله بسورة المؤمنون"قوما عالين"أى مفسدين وإنا لن ندخلها أى نسكنها حتى يخرجوا منها والمراد حتى يتركوها دون قتال منا فإن يخرجوا منها أى يتركوها لنا فإنا داخلون أى ساكنون لها،وهذا يعنى أنهم يريدون سكن الأرض المقدسة دون حرب فهم يريدون من الله أن يخرج الجبارين منها بعمله وليس بجهادهم وفى هذا قال تعالى :"قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون" بطش الجبارين: بين الله لنبيه (ص)أن هود (ص)قال للقوم أتبنون بكل ريع آية تعبثون والمراد هل تنشئون بكل مرتفع قلعة تلهون أى تتخذون مصانع لعلكم تخلدون أى تبنون حصون لعلكم تبقون بلا موت ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن بناء الآيات أى المصانع وهى القلاع للعبث وهو الخلود المزعوم لا يفيد لأنها لن تمنع عنهم الموت ،وإن بطشتم بطشتم بطش جبارين والمراد وإن أذيتم أذيتم أذى معاندين وهذا يعنى أنهم يعتدون بضراوة على الآخرين وهو ما يسمى الوحشية ،فاتقوا الله أى فأطيعوا حكم الله أى أطيعون أى اتبعوا حكم الله المنزل على وفى هذا قال تعالى :"أتبنون بكل آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإن بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون " الله هو الجبار: بين الله لرسوله (ص) أن الله الذى لا إله أى لا رب إلا هو الملك أى الحاكم المتصرف فى الكون القدوس أى المسبح له من الخلق السلام أى الخير وهو صاحب النفع ،المؤمن وهو المصدق لكلامه وخلقه الصادقين ،والمهيمن وهو المسيطر على الكون العزيز وهو الناصر لمطيعيه الجبار وهو الباطش أى المنتقم من عدوه المتكبر وهو صاحب الكبرياء وفى هذا قال تعالى :" هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر " عداوة جبريل (ص): طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لليهود أن من يعادى جبريل(ص)أى يكرهه فإن الله يعاديه ويبين لنبيه (ص)أن جبريل(ص) قد أوحى الوحى فى نفسه بحكم الله حتى يحكم به مطابقا للذى عنده ورشاد أى رحمة للمصدقين به وهذا يعنى أن القرآن مشابه للذى عند الله فى أم الكتاب لا ينقص ولا يزيد وهو هدى أى بشرى والمراد طريق يوصل إلى رحمة الله التى هى نصيب المسلمين وفى هذا قال تعالى :"قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين " وطلب الله من رسوله (ص)أن يبين للكفار أن عداوة الله وهى تكذيبهم لدين الله وعداوتهم للملائكة وجبريل (ص)وميكال (ص)هى بغض نفسى لأنهم لا يقدرون على فعل أذى لهم وعداوتهم للرسل (ص)هى عداوة نفسية تظهر على اللسان وفى الفعل فالنفس تكره واللسان يكذبهم والفعل يؤذى النفس والبدن وأما عداوة الله للكافرين فهى إذلاله لهم فى الدنيا وإدخالهم النار فى الأخرة. وفى هذا قال تعالى :"من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين " جبريل(ص) مولى الرسول(ص): خاطب الله امرأتى النبى (ص)فيقول:إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما والمراد إن تعودا أى إن تستغفرا الله لذنبكما فقد أنابت أى خلصت نفوسكما لحكم الله وإن تظاهرا عليه والمراد وإن تتفقا على أذاه فإن الله هو مولاه أى ناصره على مكركما وجبريل(ص)وصالح المؤمنين أى وكل المصدقين بحكم الله والملائكة بعد ذلك ظهير والمراد والملائكة معهم ناصرة للنبى (ص)عليكما وهذا يعنى أن الكل سيجتمع على المرأتين لعقابهما على ذنبهما دنيا وآخرة وفى هذا قال تعالى :"إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير " الجبر في الفقه : الجبر في الفقه يختلف في المعنى عن الجبر في القرآن وقد تحدث الفقهاء عن عدة مسائل فيه منها : الأولى : الجبر بمعنى الاكراه على عمل ما محرم كما قال تعالى : " لا إكراه في الدين " الثانية : سموا حكم القاضى في بعض القضايا ‘جبارا كما في إجبار المدين على سداد دينه والحق أنه لا يوجد إجبار للمدين على سداد الدين طالما كان معسرا وإنما الواجب امهاله أو التصدق بالدين وأما المدين الذى معه مال للسداد فيسمى ذلك أخذ حق وليس إجبارا فالقاضى يخيره بين دفع المال وبين الحكم بقطع يديه باعتباره سارقا مع رد المال عند القطع الثالثة : الجبر بمعنى تكميل ما نقص من أعمال الحج فبعض الحجاج قد يتركون عملا ما من أعمال الحج سهوا أوقد يخالفون دون إرادتهم وعند ذبك يجب عليهم جبر وهو إكمال الحج إما بالنسك وهو ذبح هدى أو دفع صدقة أو صوم مكان ذلك كما قال تعالى : وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام" الرابعة تجبير المكسور : يجب تجبير كل من كسر عظم من عظامه إذا كان من العظم الذى يجبر الخامس :المسح على الجبيرة: الجبيرة لا يمسح عليها لأنها ليست العضو الذى يجب تطهيره وإنما هى مستثناة من الغسل والمسح لأن الله لم يجعل حرج على المريض فقال : " ولا على المريض حرج " السادس :جبر واجب الزكاة: المراد بجبر واجب الزكاة عند الفقهاء هو أن تكون بعض الحيوانات المطلوبة كزكاة ليست موجود منها في السن فيعطى بدلا منها أكبر سنا او يرخذ بدلا من سن أصغر والحقيقة ان الزكاة ليست بالسن وإنما بالوزن فتوزن تلك الحيوانات وتخرج منها الزكاة فإن نقصت بعض الوزن أخذ ثمنه نقدا من المزكى أو ظل عليه دينا حتى الزكاة التالية السابع وهو شىء مستحدث التسمية ويسمونه جبر الخواطر وهو في الحق : التعاون أو معاونة الأخرين بأى طريقة تخفف عنهم أو تساعدهم على قضاء حاجتهم وفيه قال سبحانه : "وتعاونوا على البر والتقوى "
  14. الهجاء في الإسلام الهجاء نوع من الكلام المقصود به : سب الأخر والتنقيص منه من خلال تعديد عيوبه وعيوب أهله والكلمة لها معانى متعددة منها : نطق الحروف ولذا يسمونها: حروف الهجاء وهو النطق هنا ولم تذكر الكلمة ومشتقات جذرها في المصحف والموضوع هنا هو : الهجاء بمعنى السب بتعديد عيوب المهجى وأهله ومن ينتمى إليهم ونجد أن الهجاء يتضمن أمورا متعددة : اللعن القذف وهو الرمى بالفواحش الغيبة النميمة الاتهام بجرائم أخرى وقد ناقش الفقهاء في الهجاء مسائل متعددة منها : الأول : جواز هجو الكفار ومنهم المرتدين وقد بنوا حكمهم على روايات مثل : "قَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِحَسَّانَ: اهْجُهُمْ -أوْ: هَاجِهِمْ- وجِبْرِيلُ معكَ. وَزَادَ إبْرَاهِيمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عن عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ قُرَيْظَةَ لِحَسَّانَ بنِ ثَابِتٍ: اهْجُ المُشْرِكِينَ؛ فإنَّ جِبْرِيلَ معكَ. رواه البخارى والحق أن الأمر يكون بناء على التالى : المثلية فإن كان الهاجى هجا المسلم جاز له أن يهجوه لفظيا وهو العدوان اللفظى وإن لم يهجوه لفظيا فلا يجوز أن يهجوه لأن رد الاعتداء يكون بمثله كما قال تعالى : "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" أن الهاجى إذا عجز عن رد الظلم بالفعل إن كان اعتداء بالفعل جاز له أن يهجوه ظالمه باللفظ وفى هذا قال تعالى : "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما" الثانى : عدم جواز هجو المسلم للمسلمين وقد استدل الفقهاء على عدم جواز هجو المسلم بقول الله تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " وقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " وقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " وقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء " ودليل عدم الأذى في الآية الأولى لا يصلح في كل حالات الهجاء لأنه في حالة الرمى بالكذب لقوله" بغير ما اكتسبوا" فهنا يتم اتهام المسلم بدون أن يعمل المتهم به والآية الثانية هى الابتداء بالعدوان اللفظى وليست في رده والبدء محرم ولكن الرد مباح كما قال تعالى : "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به" والدليل الثالث لا يصلح لأن النبى(ص)لم يقله لأن الحديث يبيح للمسلم أن يؤذى الناس بغير اليد واللسان مثل فرجه بالزنى ومثل نظره بالنظر للمحرمات ومثل التجسس بالأذن والدليل الرابع لا يصلح لأن النبى(ص)لم يقله لأن الملائكة والمسلمين لعانون للكفار مصداق لقوله تعالى : "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" هجاء الموتى : حرم القوم هجاء الأموات مثل الأحياء بناء على حديث مثل : "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " "لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا به الأحياء" والحق أن النبى (ص)لم يقل تلك الأقوال لأنها فضفاضة لا تحدد الحكم بالضبط فيجوز لعن موتى الكفار كما نلعن فرعون وأمثاله من الموتى كأزر والد إبراهيم(ص)وابن نوح(ص)فهؤلاء كفار أجاز لعنهم أحياء وأمواتا كما قال تعالى : "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" فهنا المعلونين موتى الطلاق بالهجاء : المراد بذلك أن طلاق الرجل يقع إذا قال طالق مفردوة الحروف : ط ا ل ق حكم التهاجي: البدء بالهجاء محرم وأما من رد الهجاء فهو غير آثم لأنه نقذ كلان الله برد العدوان بالمثل وهو نفسه : العقاب بالمثل وقد بنى الفقهاء حكمهم على حديث أبو هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المستبان ما قالا، فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم " ومن رد الهجاء بالمثل لا شىء عليه إلا أن يكون الهجاء اعتداء على أخرين وهو تجاوز فى الرد مثل : هجاء الأبوين بالزنى وهما مسلمين عند ذلك يكون هناك جريمة أخرى ارتكبها الراد على الهجاء العقاب على الهجاء : أفتى الفقهاء بضرب من اعتاد هجاء الناس بدون حق وهوما يسمى عندهم لالاتعزير والحق : أن الهجاء عقابه هو عقاب الكاذب وهو: ثمانين جلدة مثله مثل الرامى الناس بالزنى أدب الإستهزاء : هو ما يسمونه أدب الهجاء وهو على نوعين إسلامى وكفرى والإسلامى يلتزم بأحكام الإسلام وهو أن يكون رد فعل على اعتداء الجانب الأخر سواء كان الإعتداء فعلا أو قولا وقد نهانا الله عن قول السوء إلا فى حالة الظلم من الأخرين فعندها يباح لنا قول السوء فيه دون عقاب وفى هذا قال تعالى "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " والأدب الاستهزائى الكفرى يبدأ بالإستهزاء دون عدوان من الطرف المستهزىء به وقد نهانا عن هذا فقال : "لا يسخر قوم من قوم "و "ولا نساء من نساء" و"ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب " والإستهزاء هو السخرية هو اللمز هو التنابز بالألقاب ومن نصوص الاستهزاء الكفرى قول بشار بن برد مستحقرا العرب : ولا حدا قــط أبى خلــــف بعير جرب ولا أتى حنظلــة يثقــــبها من سغب ولا أتى عرفطــة يخــــبطها بالخشب ولا شــوينا ورلا مـــنضنضا بالذنب ولا تقصعــت ولا أحكب صنب الحـزب ولا اصطلى قط أبى مفحجا للهــــب كلا ولا كـان أبى يركب شـرجى قـتب إنا ملوك لم نــزل فى ســالفات الحقـب ورغم أن النص ظاهريا ليس استهزاء لأن ما ذكره من الأفعال ليس عيبا ولا عارا على من يفعله إلا أنه قصد به التحقير بدليل جعل قومه ملوك وما داموا كذلك فغيرهم عبيد أذلة وهذا هو من الهجاء العظيم وقال يحيى بن عبد العظيم الجزار مستهزئا بزوجة أبيه : تزوج الشيخ أبى شيخــة لـيس لها عقل ولا ذهن لو برزت صورتها فى الدجى ما جـسرت تبصرها الجن كأنها فى فرشها رمـــة وشعرهـا من حولها قطن وقائل قال فما ســـنها فقلت ما فى فمها أسنان فهنا جعل المرأة مجنونة وجعل الجن تخاف من رؤيتها وشبهها بالرمة وهو كفر وقال الشاعر : يا غراب البين أسمعت فقـل إنـــما تنطق شيئا قد فعل كل عيش ونعيم زائـــل وبنات الــدهر يلعبن بكل أبلغا حسان عنى آيـــة فقريض الشعر يشفى ذا الغلل كم قتلنا من كريم سيــد ماجد الجدين مقــدام بطل ليت أشياخى ببدر شهـدوا جزع الخزرج من وقع الأسل قد قتلنا القرم من أشياخهم وعدلنا ميل بدر فاعتــدل الشاعر هنا يستهزىء بالمسلمين وحقائق القرآن ويعارضها ومن أمثلة نصوص الإستهزاء الإسلامى الرد على قول الشاعر السابق وهو : ذهبت بابن الزبعرى وقعة كان منا الفضل فيها لو عدل ولقد نلتـم ونلنا منكم وكذاك الحرب أحيـانا دول إذ شددنا شـدة صادقة فأجآناكم إلى سفح الجبـل إذ تولون على أعقابكم هربا فى الشعب أشباه الرسل وعلونا يوم بـدر بالتقى طاعة الله وتصديق الرسـل وتركنا فى قريـش عورة يوم بدر وأحاديث مــثل وترفض التعابير غير الواقعية وهى الكاذبة والسبب أنها تخالف حقيقة الأمر ويعتبرها بعض نقاد الأدب من فنية التعبير الجيد ومن أمثلة هذه التعابير قول أحمد بن المعذل : قال لى أنت أخو الكلب وفى ظنه أنه قد هجانى واجــتهد أحمد الــــله تعالى أنه ما درى أنى أخو عبد الصمد والتعبير غير الواقعى هو أخو الكلب فالإنسان ليس أخ للكلب فى النوع فهى مخالفة للحقيقة ومنها قول أبو تمام فى عبد الصمد بن المعذل : أفى تنظم قول الزرو والفـــند وأنت أنزر من لا شىء فى العدد اشرجت قلبى من بغضى على حرق كأنها حركات الروح فى الجسد والتعبير الكاذب هو أنت أنزر من لا شىء فى العدد فهو يعنى أنه أقل من الصفر وهو كناية عن أنه معدوم وهذا كذب فإذا كان معدوما فكيف يهجو شيئا غير موجود إلا إذا كان مجنونا ؟
  15. الغبر فى الإسلام الغبر فى القرآن : زوجة لوط(ص) من الغابرين : وضح الله لنا أنه أنجى أى أنقذ لوطا(ص)وأهله وهم أسرته التى أمنت برسالته إلا امرأته كانت من الغابرين والمراد عدا زوجته العجوز كانت من الهالكين وفى هذا قال تعالى : "فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين " الغابرين قوم لوط(ص) وضح الله لنا أن إبراهيم (ص) سأل الملائكة فما خطبكم أيها المرسلون والمراد فما سبب حضوركم أيها الملائكة ؟ فردوا قائلين :إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين والمراد إنا بعثنا لإهلاك ناس ظالمين إلا آل لوط والمراد ما عدا أسرة لوط(ص)إنا لمنجوهم أجمعين والمراد إنا لمنقذوهم من العذاب كلهم إلا امرأته قدرنا إنها من الغابرين والمراد عدا زوجته عرفنا إنها من المعاقبين وفى هذا قال تعالى : "قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها من الغابرين " وفى هذا قال تعالى : "فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الآخرين " عجوز الغابرين وضح الله لنبيه (ص)أنه نجى أى أنقذ لوط (ص)وأهله وهم شيعته أى أسرته إلا عجوزا فى الغابرين والمراد إلا امرأته كانت من الهالكين موهم المعذبين ودمر الله الآخرين والمراد وأهلك الله الكافرين تقدير الله زوجة لوط(ص) من الغابرين وضح الله لنبيه (ص)أن جواب قوم لوط (ص)وهو رد شعب لوط على دعوته هو قولهم :أخرجوا آل لوط من قريتكم والمراد أبعدوا أسرة لوط من بلدتكم والسبب أنهم أناس يتطهرون أى يتزكون أى يعملون الحق ،فكان الحادث أن أنجيناه وأهله إلا امرأته والمراد أن أنقذناه وأسرته من العذاب إلا زوجته قدرناها من الغابرين أى جعلناها من الهالكين وهم المعاقبين وهم بسبب كفرها وفى هذا قال تعالى : "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين " امراة لوط(ص) غابرة: وضح الله أن إبراهيم (ص)قال للملائكة إن فيها لوطا (ص)والمراد هل ستدمرون لوطا معهم ؟فقالوا نحن أعلم بمن فيها والمراد نحن أعرف بالذين فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين والمراد لننقذنه وعائلته إلا عجوزا أى زوجته كانت من المعذبين وهذا يعنى أن الله سينقذ لوط (ص)وعائلته من العقاب الذى سينزله بالقوم وفى هذا قال تعالى : "قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين " العجوز الغابرة: وضح الله أن لوط (ص)من المرسلين وهم المبعوثين المبلغين لحكم الله إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين والمراد وقت أنقذناه وعائلته كلهم إلا امرأة كانت من الهالكين ثم دمرنا الآخرين والمراد ثم أهلكنا الكافرين وفى هذا قال تعالى : "وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الأخرين " الوجوه التى عليها غبرة: وضح الله أن فى يوم القيامة وجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة والمراد نفوس ظاهرة مسرورة فرحانة أى ناعمة أى ناضرة ووجوه أى ونفوس فى يوم القيامة عليها غبرة أى فيها غم ترهقها قترة أى تتعبها ذلة مصداق لقوله بسورة المعارج"ترهقهم ذلة " أولئك هم الكفرة الفجرة أى الظلمة الفسقة أى "شر البرية "كما قال بسورة البينة وفى هذا قال تعالى : "وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة " الغبار فى الفقه : الغبر فيما سبق من آيات القرآن معناه الهلاك وهو تحول جسم الإنسان إلى غبار والمقصود تراب والغبرة هى الحزن والغم الذى يظهر على الوجه والغبار فى الفقه واللغة يقصد به : ما دق من التراب أو الرماد وهو أيضا ما يبقى من التراب المثار وقد تحدث الفقهاء عن عدة مسائل فى الغبار منها : الغبار النجس : اعتبر بعض الفقهاء العبار الناتج عن النجاسة نجس يعفى عن القليل منه إذا وقع فى السوائل كالماء واللبن وسواهم وإذا سقط على الثياب أو غلى عجين وما شابه قطعا البراز والبول المختلط بتراب الأرض وهو ما يطلقون عليه النجاسة إذا جف فنجاسته تزول فى المعروف عندهم والغبار المقصود فى كلامهم السابق يكون تراب جاف ليس فيه نجاسة وعليه تزول الصفة السابقة وبدليل ان روث الحيوانات اسمد به الأرض حيث اتم نشره فى الرض الزراعية حتى يجف عن طريق أشعة الشمي والريح التى نسميها الهواء وبعد هذا يتتغذى عليه النباتات حيث يتحول فيها من نجاسة إلى طهارة نأـكلها وتأكلها الحيوانات المرباة التى نأكل لحومها ونشرب ألبانها فيما بعد ومن ثم كل نجاسة تتحول عن صفتها إلى شىء أخر لا تبقى نجاستها وإنما تصبح شىء أخر طاهر التيمم: اختلف الفقهاء فى الصعيد الطيب هل هو تراب يحتوى على غبار أم لا فبعضهم أوجب التيمم بما فيه غبار والبعض الأخر أجاز التيمم به سواء فيه غبار أم لا والحقيقة أن كل صعيد لابد أن يكون فيه بعض الغبار وهو التراب الدقيق سواء لاحظناه ام لا ومن ثم يكفى وضع الكف على أى مادة بها تراب جاف لكى يعلق بالكف شىء ولو ضئيل منه الصوم: أفتى بعض الفقهاء بأن من يعملون بمهن يخرج منها غبار أيا كان نوعه هم مفطرون فى نهار رمضان ومن تلك المهن الخباز والعجان والجباس والفحام والنخال والوقاد وهو كلام بلا دليل فالغبار ليس طعاما حتى وإن دخل فى صناعة بعض الأطعمة مثل : الدقيق فما يفطر هو المأكول أو المشروب من الطعام كما قال تعالى : " وكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " فالغبار ليس طعاما
  16. السبط فى الإسلام الأسباط فى القرآن : الأسباط هم أولاد يعقوب (ص) الاثنا عشر ومن نتج عن كل فرد منهم وهى تسمية خاصة بهم لم تطلق على غيرهم فى المصحف الإيمان بالمنزل على الأسباط (ص): طلب الله من أهل الكتاب أن يعلنوا إيمانهم بالله أى تصديقهم بوحى الله وهو ما فسره بأنه المنزل على كل الرسل (ص)المذكورين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط والمراد به هنا يوسف (ص)وما أوتى موسى وعيسى وغير المذكورين ويطلب منهم عدم تفرقتهم بين الرسل(ص)والمراد أن يصدقوا بهم جميعا فلا يكفروا ببعض منهم ويصدقوا ببعض منهم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة : قولوا أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم" الأسباط ليسوا يهودا ولا نصارى : سأل الله أهل الكتاب هل تزعمون أن إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)وإسحاق (ص)ويعقوب(ص)والأسباط وهم أولاد يعقوب (ص)كانوا يهوديين أو نصرانيين ؟والغرض من السؤال إخبار اليهود والنصارى أن الرسل السابق ذكرهم لم يكونوا يهودا أو نصارى كما زعموا للناس وإنما كانوا مسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة: "أم تقولون أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى" نزول الوحى للأسباط (ص): وضح الله لنبيه(ص)أنه أوحى له والمراد ألقى له حكما مثل ما أوحى أى ما ألقى حكما لنوح والنبيين وهم الرسل(ص)من بعد وفاته وأوحى أى ألقى حكما إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط والمراد يوسف (ص) وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان عليهم الصلاة والسلام وأتى أى ألقى لداود(ص)زبورا أى حكما والمراد كتاب يحكم به بين الناس ، وفى هذا قال تعالى بسورة النساء: "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وأتينا داود زبورا" تقطيع بنى إسرائيل اثنا عشر سبطا : بين الله لنا أنه قطع أى قسم بنى إسرائيل أسباطا أى اثنا عشر عائلة كل واحدة تنتمى لولد من أولاد يعقوب (ص)الاثنا عشر وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف : "وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما" السبط فى الفقه : السبط فى اللغة والفقه تطلق على ولد البنت أو ولد الابن وقد اختلف أهل الفقهفيمن يطلق عليه اللفظ فانقسموا إلى آراء هى : الأول : أكثر ما يستعمل السبط في ولد البنت، ومنه قيل للحسن والحسين: سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم . الثانى : يطلق على ولد البنت الثالث: يطلق على ولد الابن والبنت . وهناك ألفاظ لاها نفس معنى السبط منها : الحفيد النافلة العقب الذرية والحقيقة : أنها تطلق على الأفراد وعلى أسماء الجد الأكبر للعائلة وليس هناك أى داعى لوقف الاسم على أبناء البنت لأنها فى القرآن تطلق على : أولاد الولد والولد المقصود هو يعقوب(ص) المعروف باسم أخر وهو إسرائيل واختصاص الحسن والحسين بسبطا رسول الله (ص) لوجود أولاد لبقية بنات النبى(ص)كلام باطل كإمامة وأبان فى أحاديث الروايات المصيبة أن لا وجود حقيقى للحسن والحسين حسب القرآن فزواج ابن عم النبى(ص) وهو أخوه كما يقال لا يمكن زواجه بابنة أخيه لأن هذا الزواج ينسف معظم الأحاديث التى يعتمد عليه القوم فى اخوة على وكونه الوصى المزعوم لأنه تزوج زواجا محرما والمصيبة أن النبى (ص) رضى بالزواج والله لم يعاتبه فى الأمر فى الروايات وقد تحدث الفقهاء عن مسائل فى السبط منها دخول السبط في الوقف على قوم وأولادهم ونسلهم: اختلف القوم ما بين محرم لدخول أولاد البنات فى وقف الجد وما بين مبيح لذلك بناء على قوله الله : "ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين" وقالوا : "وعيسى عليه السلام من ولد البنت، فجعله من ذريته" وقالوا كذلك ذكر الله تعالى قصة عيسى وإبراهيم وموسى وإسماعيل وإدريس ثم قال: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل} وعيسى معهم" كما استدلوا برواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحسن: ابني هذا سيد وهو ولد بنته وقالوا : "ولما قال الله تعالى: {وحلائل أبنائكم} دخل في التحريم حلائل أبناء البنات، ولما حرم الله تعالى البنات دخل في التحريم بناتهن." وكل هذه الاستدلالات لا قيمة لها لأنه لا يوجد وقف فى دولة المسلمين لأن الأرض وما عليها ملكية مشتركة للمسلمين جميعا كما قال تعالى : " ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون " ورواية ابنة هذا سيد رواية منكرة لأن الرجل يعترف ببنوته لابن ابنته وهو ما يعنى والعياذ بالله ارتكابه الفاحشة معها وهو ما لم يحدث كما يناقض أن المسلمين اخوة ليس فيهم سيد كما قال تعالى : " إنما المؤمنون اخوة " وأما ألايات التى استدلوا بها فهى ليست فى موضوع دخول أو خروج فالأولى فى اختيار الرسل(ص) والثانية فى المنعم عليهم من الرسل(ص* والصالثة فى الزواج فليس شىء منهم فى الوقف وإن كان المعنى وهو " دخول ابن البنت فى زمرة الرسل(ص) المنعم عليه صحيح ورأى فريق أخر أن أولاد البنات لا يدخلون فى الوقف ولو كان هناك وقف فى الإسلام فسيكون فى حال تواجد المسلمين فى دولة كافرة وليس فى دولة المسلمين دخول السبط في الاستئمان للأولاد: الاستئمان المراد أن يقول الكافر المستجير بالمسلمين : أمنوني على أولادي وقد اختلف القوم فى المسألة فالبعض جعل الأمان لأولاد الأولاد الذكور فقط والبعض الأخر أعطى الأمان لأولاد الذكور والإناث من الأولاد دون تفرقة بينهم
  17. الحر في الإسلام الحر والحرية في القرآن: تحرير الرقاب كفارة: وضح الله للمؤمنين أن المؤمن وهو المصدق بحكم الله لا يمكن أن يقتل مؤمن إلا خطأ والمراد لا يمكن أن يذبح مصدق بحكم الله إلا سهوا أى غير عمد ،ووضح لهم أن من قتل مؤمنا خطأ والمراد أن من ذبح مصدقا بحكم الله غير عامد فالواجب عليه تحرير رقبة مؤمنة أى فعتق عبد أو أمة مصدق بحكم الله ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا والمراد ومال مدفوع إلى أسرة القتيل إلا أن يتنازلوا عن المال تكفيرا عن جريمته،وأما إذا كان القتيل من قوم عدو أى محاربين للمسلمين وهو مؤمن أى مصدق بحكم الله فالواجب على القاتل هى تحرير رقبة مؤمنة أى عتق عبد مصدق أو أمة مصدقة بحكم الله وأما إن كان من قوم بين المسلمين وبينهم ميثاق أى عهد سلام فالواجب هو دية مسلمة لأهله أى مال مدفوع لأسرة القتيل وهذا يعنى أن الكفار يرثون المسلم قريبهم وتحرير رقبة مؤمنة أى وعتق عبد أو أمة مصدق بحكم الله ،ووضح الله لهم أن القاتل إن لم يجد أى يلق مال لتحرير الرقبة ودفع الدية وفى هذا قال تعالى : "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة " ووضح الله للمؤمنين أنه لا يؤاخذهم على اللغو فى أيمانهم والمراد لا يعاقبهم على الباطل غير المتعمد فى حلفاناتهم ويؤاخذهم على ما عقدوا الأيمان وهو ما كسبت قلوبهم والمراد يعاقبهم على ما تعمدت نفوسهم عند القسم وكفارة أى عقوبة القسم المتعمد هى إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم والمراد إحضار أكل لعشرة محتاجين للمال من الأكل العادل الذى يحضرونه لأسرهم أو كسوتهم والمراد شراء ملابس للعشرة مساكين أو تحرير رقبة أى عتق عبد أو أمة فمن لم يجد أى لم يلق مالا لفعل إحدى هذه العقوبات فالواجب عليه صيام ثلاثة أيام وفى هذا قال تعالى : "لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته عشرة مساكين من أوسط مما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام " ووضح الله للمؤمنين أن الذين يظاهرون من نساءهم وهم الذين يحرمون زوجاتهم مثل تحريم أمهاتهم عليهم ثم يعودون لما قالوا والمراد ثم يرجعون للذى يزعمون أى يفترون وهو التحريم عليهم التالى: تحرير رقبة والمراد عتق عبد أو أمة على أن يكون العتق قبل أن يتماسا أى يتجامعا أى قبل أن يباشر الرجل زوجته ذلكم توعظون به والمراد أن الحكم السابق ينصحون به وفى هذا قال تعالى : "والذين يظاهرون من نساءهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به " المحمول المحرر: وضح الله أن امرأة أى زوجة عمران(ص)لما كانت حاملا وزوجها عمران(ص)ميت قالت أى دعت الله :رب إنى نذرت لك ما فى بطنى محررا أى إلهى إنى خصصت لخدمة بيتك الذى فى رحمى خالصا وفى هذا قال تعالى : "إذ قالت امرأة عمران رب إنى نذرت لك ما فى بطنى محررا فتقبل منى" الحر فى القتلى: وضح الله أن القصاص فى القتلى وهو العقاب فى جرائم القتل يكون بقتل الحر بالحر أى العبد بالعبد أى الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة وهذا يعنى قتل القاتل فى مقابل قتله للقتيل سواء اتحد الجنس أم اختلف لأن لكل منهم نفس كما قال بسورة المائدة: "أن النفس بالنفس" وفى هذا قال تعالى : "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى " الحر في الفقه : قسم الفقهاء الناس إلى ثلاثة أصناف: الأحرار وهم من يملكون حق العمل الوظيفى بإرادتهم ويحصلون على الأجر مقابل هذا وهذا هو معنى الحرية في الإسلام لأن كل الخلق عبيد كما قال تعالى : " إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا" فحتى الرسل(ص) والملائكة المقربون ليسوا سوى عبيد لله كما قال تعالى : "لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ" ملك اليمين وهم الرقاب وهم من نطلق عليه العبيد والإماء وهى تسميات ليست حقيقية والمقصود بهم : المماليك والرقاب تعنى أن حريتهم في العمل فقط مقيدة فهم يعمل لصالح المالك فهو من يخصل على أجر عملهم وينفق عليه من ذلك الأجر وقد حرم الله الرق الذى نسميه العبودية بقوله " إنما المؤمنون اخوة "فطالما الكل اخوة فلا يوجد أخ يملك أخيه وحرمه بقوله "الذى خاقكم من نفس واحدة " فإذا كان الأصل واحد فلا يوجد أى تمييز لشىء خرج من هذا الأصل على شىء أخر خرج منه المبعوضون وهم من قسمهم الملاك إلى أجزاء فمنهم جزء حر ومنهم جزء مملوك وهذا يكون في المملوك لعدة ملاك فيكون الفرد حرا على حسب ما حرر منه ويكون رقيقات على حسب ما قيد منه فإن كان للمالك المحرر الثلثان أصبح حرا أربعة أيام وعبد ليومين لمن لم يحرره من الرق وهذا الكلام مبنى على أحاديث تبيح هذا الأمر وحسب القرآن لا وجود للمبعوضين حرية الإنسان : اتفق الفقهاء على حرية الإنسان ولا يوجد دليل في كتاب الله على هذه الحرية فكلنا عبيد أولاد عبيد وإنما الأمانة وهو ما يطلق عليه الحرية هى : قدرة الإنسان على اختيار الايمان والكفر وفى هذا قال تعالى : " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " المملوك وحريته : في الإسلام لا يملك المالك على الرقيق سوى حق واحد وهو : أن يعمل في الفترة الصباحية قبل الظهر من أجل أن يأخذ مالكه أجره ولكن في مقابل هذا على المالك أن يحقق للملوك كل الضروريات اللازمة وفى بقية الأوقات وفى حالة المرض والعجز والحج لا سلطان له عليه في أن يعمل وإنما معفى من العمل الوظيفى والواجب على المالك أن ينفق عليه أو يحرره وقد أوجب الله على المجتمع تحرير الرقاب وهم الرقيق فجعل في الصدقات سخك يوجب على الدولة اعطاء الملاك المال لتحرير المماليك من قبضتهم ولا يجوز لأى مالك ألا يعترض على التحرير حتى لو لم يكن راغبا في التحرير لأنه لو كان مسلما سيغدو كافرا لاعتراضه على تحقيق أمر الله بتحرير الرقاب وفى هذا قال تعالى : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" كما جعل في الكفارات على الأغنياء المذنبين أن يحرروا أولا الرقاب فجعل أول شىء في الكفارات عتق الرقاب كما قال : "ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة " وقال : " والذين يظاهرون من نساءهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به"
  18. الفرار في الإسلام الفرار في القرآن: الفرار إلى الله: طلب الله من النبى(ص)أن يقول للناس أن يفروا إلى الله والمراد أن يلجئوا إلى حمى الله بطاعة حكمه وفسر هذا بألا يجعلوا مع الله إلها أخر والمراد ألا يطيعوا مع حكم الرب حكم رب أخر مزعوم وبين لهم أنه من الله نذير مبين أى مبلغ أمين لحكمه وفى هذا قال تعالى : "ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلها أخر إنى لكم منه نذير مبين " الفرار من الموت لا يفيد : طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للمنافقين :لن ينفعكم الفرار والمراد لن يفيدكم الهرب إن فررتم أى هربتم من الموت وهو الوفاة الطبيعية أو القتل وهو الذبح ،وهذا يعنى أن الهروب لا يمنع الوفاة أو الذبح من الحدوث فى الموعد والمكان المقرر،وإذا لا تمتعون إلا قليلا أى وإذا لا تعيشون سوى وقتا يسيرا وهذا يعنى أن فائدة الهروب هى التمتع حتى مجىء وقت الموت أو القتل وفى هذا قال تعالى : " قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا " وطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لليهود:إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم والمراد إن الوفاة التى تهربون منها فإنها مصيبتكم أى نازلة بكم وهذا يعنى أن لا هروب من الموت بأى وسيلة ،ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة والمراد ثم ترجعون إلى جزاء عارف الخفى والظاهر فى الكون فينبئكم بما كنتم تعملون والمراد فبين لكم الذى كنتم تصنعون فى الدنيا من خلال تسلمكم كتبكم المسجلة لأعمالكم وفى هذا قال تعالى : "قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " لا مفر يوم القيامة: بين الله لنبيه (ص)أن الإنسان وهو الكافر يريد ليفجر أمامه والمراد يحب أن يحدث البعث قدام عينيه وهو يسأل أيان يوم القيامة والمراد يستفهم متى يوم البعث؟فهم يريدون معرفة موعد البعث وهو ما أخبروا سابقا أن لا أحد يعرفه سوى الله،وبين أن إذا برق البصر والمراد إذا لمع النظر أى شخص النظر عند الموت وخسف القمر والمراد وغاب نور القمر وجمع الشمس والقمر أى ولم أى واصطدم الشمس والقمر يقول الإنسان وهو الكافر :أين المفر أى المهرب ؟لأنه يعرف أن يوم القيامة حدث. وفى هذا قال تعالى : "بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسئل أيان يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر " فرار موسى(ص): بين الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)قال لفرعون فعلتها إذا وأنا من الضالين والمراد ارتكبت الجريمة وأنا من المجرمين،وهو هنا يعترف أنه كان كافرا وقت قتله للرجل دون ذنب،وقال ففررت أى فهربت منكم لما خفتكم أى لما خشيت عقابكم فوهب لى ربى حكما والمراد فأنزل على إلهى وحيا عندما أرسلنى لك وفسر هذا فقال وجعلنى من المرسلين أى اختارنى من المبعوثين للناس بوحيه،وتلك نعمة تمنها على والمراد وعدم العقاب منة تفخر بها على أن عبدت بنى إسرائيل والمراد مع أنك سخرت أولاد يعقوب (ص)لخدمتكم والمراد من ذلك هو أن يفهم فرعون أنه إذا كان عفا عنه لجريمة واحدة وهى قتل واحد فهو أى فرعون قد ارتكب جريمة فى حق كل واحد من بنى إسرائيل وهى الاستعباد أى الإذلال ومن ضمنه قتل أولادهم ومن ثم فلا فضل له وإنما الفضل لهم . وفى هذا قال تعالى : "قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى إسرائيل " الفرار من الأقارب يوم القيامة: بين الله أن الصاخة أى الطامة مصداق لقوله "فإذا جاءت الطامة الكبرى"وهى القيامة يوم يفر المرء والمراد يوم يهرب الكافر من أخيه وأمه وهى والدته وأبيه وهو والده وصاحبته أى وزوجته وبنيه أى وأولاده لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه والمراد لكل إنسان منهم يومذاك أمر يشغله عن غيره وهو عقاب الله الذى سيحل به وفى هذا قال تعالى : "فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه " الفرار من القسورة : بين الله أن الكفار لا تنفعهم شفاعة الشافعين والمراد لا تفيدهم أحاديث المتحدثين وهذا يعنى أن كلمات المناصرين لهم لا تمنع عنهم عذاب الله،ويسأل فما لهم عن التذكرة معرضين والمراد فما لهم عن طاعة العدل متولين ؟والغرض من السؤال إخباره أن سبب كفرهم هو حبهم للدنيا ويشبههم بالحمر المستنفرة التى فرت من قسورة والمراد الحمير الهاربة من صاحبها ووجه الشبه هو أن صاحب الحمير يريد لها الخير وهى تهرب منه والله يريد للكفار الرحمة ولكنهم لا يريدونها بكفرهم بحكمه وفى هذا قال تعالى : "فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة" الفرار من أهل الكهف: بين الله لنبيه(ص)أنه لو رأهم يحسبهم أيقاظا وهم رقود والمراد يظنهم صاحين وهم نيام وهذا يعنى أن أجسامهم كانت فى حالة صحيان فالعيون مفتوحة رغم نومهم وبين له أنه كان يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال والمراد يحركهم جهة اليمين وجهة الشمال حتى لا تتأثر أجنابهم بالنوم الطويل عليها دون تقلب وفى نفس الوقت كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد أى فارد يديه بالباب وهذا يعنى أن الكلب ظل على هيئته دون حركة طوال المدة وهنا يرينا الله قدرته فقد حافظ على أجسام الفتية بالحركة وحافظ على جسم الكلب بالثبات وهذا يعرفنا أن قدرته لا تحدها العوائق والحدود ولا تقف فى طريقها العوائق والسدود ،وبين له أنه لو اطلع عليهم والمراد لو شاهدهم فى الحقيقة لولى منهم فرارا أى لجرى منهم هربا ولملئ منهم رعبا أى ولملء منهم خوفا وهذا يعنى أن سبب الجرى هربا هو الخوف من منظرهم وهكذا كان منظر الفتية وكلبهم حامى لهم ومنقذ من أى محاولة للإيذاء. وفى هذا قال تعالى : "وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا " المنافقون يريدون الفرار: بين الله للمؤمنين أن الظن الباطل وهو الزلزال كان فى قول طائفة أى جماعة من المنافقين للناس:يا أهل يثرب والمراد يا سكان البلدة لا مقام لكم أى لا بقاء أى لا حياة لكم إن حاربتم فارجعوا أى فعودوا للبلد،وحققوا القول فاستئذن فريق منهم والمراد فطلب جمع منهم السماح بالرجوع للبلد من النبى وهو الرسول(ص)يقولون:إن بيوتنا عورة أى إن مساكننا مكشوفة للعدو فإجعلنا نرجع للدفاع عنها مع أن بيوتهم وهى مساكنهم لم تكن بعورة أى مكشوفة للعدو ولكن الفريق كانوا يريدون فرارا أى يحبون هروبا والمراد يطلبون البعد عن القتال حبا فى الحياة وفى هذا قال تعالى : "وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستئذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا " الفرار من دعوة نوح(ص): بين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمراد خالقى إنى أبلغت شعبى ليلا ونهار بالوحى فلم يزدهم إلا فرارا والمراد فلم يصنع إبلاغى لهم الوحى إلا رفضا منهم للوحى وفسر هذا بقوله وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم والمراد وإنى كلما أبلغتهم الوحى ليطيعوه حتى ترحمهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم أى وضعوا أناملهم فى مسامعهم والمراد سمعوا وكأنهم لم يسمعوا وفسر هذا بأنهم استغشوا ثيابهم أى منعوا أنفسهم من الإيمان وفسر هذا بقوله أصروا أى قرروا الكفر وفسر هذا بأنهم استكبروا استكبارا والمراد وكفروا كفرا . وفى هذا قال تعالى : "قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا " الفرار في الفقه : ناقش الفقهاء عدة مسائل في موضوع الفرار ومنها : الفرار من الزكاة: المقصود بالفرار من الزكاة هو : التحايل والخداع للنهرب من دفع الزكاة كأن يعطى واحد من أقاربه أو أصحابه شىء حتى ينقص المال عن النصاب ثم يستعيده فيما بعد أو يقوم قبل موعد الدفع بتبديل صنف المال حتى لا يدقع زكاة الصنف الأول لأن الصنف الثانى نصابه عند الفقهاء وليس عند الله مختلف والحث أن نصاب الزكاة في كل الأصناف واحد والمأخوذ كزكاة له حد واحد هو نصف الأرباح قطعا المتهرب من الزكاة في الإسلام سارق يستحق قطع يديه لأنه أخذ ما لا حق له فيه طلاق الفار: المراد بطلاق الفار هو أن يقوم الرجل بطلاق زوجته قبل موته حتى لا ترث شىء من ماله وقد اعتبر الفقهاء هذا الطلاق كأنه لم يكن ومن ثم لا يترتب عليه شىء عندهم قطعا هذا الطلاق لا يمكن وقوعه لأن لم يسلك الطرق الشرعية وهى : الحل الداخلى وهو قيام الزوج بالوعظ والهجر في المضجع والضرب الحل الخارجى وهو قيام حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة بمحاولة الاصلاح بينهما ومن ثم لا يقع أى طلاق لم يمر بالحلين حتى ولو قال الزوج لزوجته أنت طالق ألف مرة الفرار من الزحف: المراد به : الهروب من القتال وعدم العودة له وأما خداع العدو بالهروب من أمامه لتنفيذ حيلة ما لقتلهم أو اسرهم وكذلك ما يسمى بالكر والفر ليس تولى عن الزحف فالفرار من الزحف هو ترك القتال نهائيا والقتال موجود
  19. الجرب فى الإسلام لم ترد كلمة الجرب ولا أى من مشتقاتها فى المصحف والكلمة تستعمل فى الفقه كما فى الحياة العامة فى معنى : مرض جلدى وهذا المرض نتاج من سوس يدخل جلد الإنسان ويصنع له أنفاق داخل الجلد فيبيض فى الجلد وبعد فترة تعد بالأسابيع يفقس البيض داخل الجلد ويتسبب فى ظهور بثور أو نتوءات فى الجلد يرغب الإنسان فى حكها بأظافره أو بأصابعه حكا شديدا والجرب مرض معدى سواء بين الناس أو فيما بين الحيوانات وبعضها ويميزون الأجرب منها بأنهما يسقط كسائه الخارجى من الريش أو الشعر أو الوبر او غير هذا ويقال أن كلمة معرة فى كتاب البخارى معناها : الجرب حيث قال : " قال أبو عبد الله "معرة" العر الجرب " وهو قوله تعالى : " فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ" وهو معنى بعيد جدا عن معنى المعرة والموضع يبين الله فيه للمؤمنين أن لولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات والمراد وبسبب ذكور مصدقون وإناث مصدقات بحكم الله يخفون تصديقهم لم تعلموهم أى لم تعرفوا شخصياتهم أن تطؤهم والمراد كى لا تقتلوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم والمراد فيكتب عليكم بسببهم ذنب بغير معرفة وهو القتل الخطأ وهذا يعنى أنهم سيرتكبون خطأ غير متعمد منهم وقد وردت بعض كلمات من جذر جرب فى الأحاديث منها : 5717 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا بَالُ إِبِلِي تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فَيَأْتِي الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا فَقَالَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ * رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ رواه البخارى 5770 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ رواه البخارى 5842- [101-2220] حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، وَاللَّفْظُ لأَبِي الطَّاهِرِ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، حِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا بَالُ الإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ ، فَيَجِيءُ الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيُجْرِبُهَا كُلَّهَا ؟ قَالَ : فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ ؟ رواه مسلم 5775 - وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَرَأَيْتَ الْإِبِلَ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ فَيَأْتِيهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ رواه البخارى والأحاديث تصر على عدم وجود عدوى بسبب الجرب أو غيره وهى مجمعة على أن الجرب يصيب الإبل أو البعر ورغم هذا الانكار للعدوى فنفس الكتاب وهو صحيح البخارى ينسب للنبى(ص) العكس وهو : وجود العدوى من خلال أحاديث مثل : النهى عن دخول الصحيح على المريض كما فى حديث : 5774 - قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ عَلَى الْمُصِحِّ * رواه البخارى الفرار من المجذوم حتى لا يعدى المقترب منه كما فى حديث : 5707 - وَقَالَ عَفَّانُ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الْأَسَدِ رواه البخارى والحديث التالى الذى وردت به كلمة الأجرب هو حديث كاذب عن هدم كعبات الكفار غير المحاربين وهو : 6333 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ جَرِيرًا قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ وَهُوَ نُصُبٌ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ (كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ) قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَصَكَّ فِي صَدْرِي فَقَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا قَالَ فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ فَارِسًا مِنْ أَحْمَسَ مِنْ قَوْمِي وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ فَانْطَلَقْتُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قَوْمِي فَأَتَيْتُهَا فَأَحْرَقْتُهَا ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ وَاللهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا مِثْلَ الْجَمَلِ الْأَجْرَبِ فَدَعَا لِأَحْمَسَ وَخَيْلِهَا رواه البخارى والحديث يناقض وجوب عدم هدم معابد الكفار حتى لا يهدموا مساجد المسلمين وفى هذا قال تعالى : "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا" والمستفاد من الحديث فى موضوع الجرب هو تمييز الناس للجمل الأجرب من غيره بسبب سقوط وبره نتيجة حكه المستمر لنفسه فى الصخور والأشجار والرمال وغيرها والحديث لم يرد فيه مشتق من جذر جرب ولكن اسم الباب الذى ذكر فيه الجرب أو الْأَجْرَبِ ولكن يقال أن الترخيص فى لبس الجرير كان سببه الجرب وفى حديث مناقض القمل ومن تلك الأحاديث: 2919- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا ونجد أيضا حديث أخر فى تحريم بيع الحيوانات المصابة بالجرب وهو : 2099 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ عَمْرٌو كَانَ هَا هُنَا رَجُلٌ اسْمُهُ نَوَّاسٌ وَكَانَتْ عِنْدَهُ إِبِلٌ هِيمٌ فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَاشْتَرَى تِلْكَ الْإِبِلَ مِنْ شَرِيكٍ لَهُ فَجَاءَ إِلَيْهِ شَرِيكُهُ فَقَالَ بِعْنَا تِلْكَ الْإِبِلَ فَقَالَ مِمَّنْ بِعْتَهَا قَالَ مِنْ شَيْخٍ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ وَيْحَكَ ذَاكَ وَاللهِ ابْنُ عُمَرَ فَجَاءَهُ فَقَالَ إِنَّ شَرِيكِي بَاعَكَ إِبِلًا هِيمًا وَلَمْ يَعْرِفْكَ (يُعَرِّفْكَ) قَالَ فَاسْتَقْهَا قَالَ فَلَمَّا ذَهَبَ يَسْتَاقُهَا قَالَ دَعْهَا رَضِينَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى سَمِعَ سُفْيَانُ عَمْرًا رواه البخارى ونفس الخرافة فى الحديث وهو أنه لا عدوى وهو كلام لم يقله النبى(ص) ولا صدقه الصحابة وإنما هى أكاذيب نسبت إليهم لأنه تخالف كتاب الله فقد أمات الله القوم الذين أصيبوا بمرض معدى فحرم عليهم الخروج من القرية فلما خرجوا أماتهم لكى لا يعدوا القرى المجاورة وفى هذا قال تعالى : "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ" وقد ناقش الفقهاء مسائل فى موضوع الجرب منها : حرمة أن تكون البهيمة الجرباء هدى أو أضحية والحق أنه لا يجوز : ذبح أى حيوان مريض لا فى هدى ولا فى أضحية ولا فى غير ذلك من باب قوله تعالى : " وما ذبح على النصب" والمعنى وما نحر من المرض إباحة لبس الحرير لمن اصيب بالجرب والحق أن الحرير مباح لبسه فى المرض وغير المرض لأن الله لم يحدد مادة اللبس فى قوله تعالى : "قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا" تحريم زواج المريض بالجرب وهو تخريف فالجرب الشفاء منه سريع إذا استخدم الدواء وقد اعتبر الفقهاء المرض عيب يحرم الزواج وهو كلام باطل
  20. الطمأنينة في الإسلام الطمأنينة في القرآن : الاطمئنان بذكر الله بين الله لنبيه(ص)أن المنيبين هم الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وتطمئن قلوبهم بذكر الله والمراد تسكن نفوسهم بطاعة حكم الله ،ويبين له أن بذكر الله وهو طاعة حكم الله تطمئن القلوب أى تسكن القلوب أى لا تخاف من أحد سوى الله وفى هذا قال تعالى : "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " الاطمئنان القلبى والاكراه: بين الله لنا أن الذى يفترى على الله الكذب والمراد أن الذى ينسب إلى الله الباطل هم الذين لا يؤمنون بآيات الله وهم الذين لا يصدقون بأحكام الله أى كفروا بآيات الله مصداق لقوله بسورة قال تعالى بسورة آل عمران"إن الذين كفروا بآيات الله"وفسرهم الله بأنهم الكاذبون أى المفترون وهم من كفر بالله من بعد إيمانه والمراد من كذب بحكم الله من بعد تصديقه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان والمراد إلا من أجبر ونفسه ساكن بالتصديق وهذا يعنى أن الكاذب ليس هو المجبر على الكفر وقلبه يسكنه الإيمان وفى هذا قال تعالى : "إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " الاطمئنان بالخير بين الله لنبيه(ص)أن من الناس وهم البشر من يعبد الله على حرف أى من يطيع دين الله على شرط فإن أصابه خير اطمأن به أى فإن أعطاه الله نفع رضا به والمراد أنه يتبع دين الله إذا أعطاه الله النفع و يسكن ويهدأ فلا يكفر وفى هذا قال تعالى :"ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به " الاطمئنان بوجود الملائكة بين الله للمؤمنين أن المدد جعله الله بشرى لهم والمراد أرسله الله رحمة بهم والسبب الأول للمدد أن تطمئن قلوبهم أى أن يسكن الخوف من كثرة الكفار به فى نفوسهم وفى هذا قال تعالى :"وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به " وفى هذا قال تعالى : "وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم "المعنى وما أنزله الرب إلا نصرا ولتسكن نفوسكم وما القوة إلا من لدى الرب إن الرب قوى قاضى ،يبين الله للمؤمنين أنهم استغاثوا ربهم والمراد استنجدوا خالقهم وهذا يعنى أنهم دعوا إلههم طالبين منه العون على الكفار فاستجاب لهم أى فرد عليهم فى الوحى قائلا :أنى ممددكم بألف من الملائكة مردفين أى أنى ناصركم بألف من الملائكة منزلين ،وما جعله الله إلا بشرى والمراد وما أنزل الله المدد إلا نصرا لكم على عدوكم ولتطمئن به قلوبكم والمراد ولتسكن بالمدد نفوسكم أى وكى لا تخاف صدوركم ،وما النصر إلا من عند الله والمراد وما القوة إلا من لدى الرب وهذا يعنى أن القوة التى تسبب تحكم المسلمين فى الكفار هى من جنود الله وهو العزيز الحكيم أى القوى القاضى بالحق وفى هذا قال تعالى : "وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم " النفس المطمئنة: بين الله لنبيه (ص)أن النفس المطمئنة أى المسلمة يقال لها يوم القيامة :يا أيتها النفس المطمئنة أى الآمنة من العذاب :ارجعى إلى ربك راضية مرضية أى عودى إلى ثواب إلهك قابلة مقبولة من الله أى ادخلى فى عبادى أى اسكنى مع عبيدى أى ادخلى جنتى أى اسكنى حديقتى وفى هذا قال تعالى : "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى " القرية التى كانت مطمئنة بين الله للنبى(ص) مثلا أى عظة أى عبرة هى أن قرية كانت أمنة مطمئنة والمراد أن أهل بلدة كانوا محفوظين من العذاب محميين من الأذى يأتيهم رزقهم رغدا والمراد يجيئهم نفعهم من كل نوع متتابعا من كل مكان أى جهة وهذا يعنى أنهم كانوا يعيشون فى سعادة وهناء فكفروا بأنعم الله والمراد فكذبوا بوحى الله والمراد فكذبوا بأحكام الله فكانت النتيجة هى أن أذاقهم الله لباس الجوع والخوف والمراد أن أصابهم الله بآلام الجوع وهو عدم الأكل والرعب وهو ألم عدم الإطمئنان والسبب ما كانوا يصنعون أى يفسقون مصداق لقوله بسورة قال تعالى بسورة الأعراف"بما كانوا يفسقون" وفى هذا قال تعالى : "وضرب الله مثلا قرية كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" الملائكة غير مطمئنة فى الأرض: طلب الله من نبيه(ص)أن يقول الكفار :لو كان فى الأرض ملائكة أى لو كان فى البلاد ملائكة يمشون مطمئنين أى يتحركون آمنين وهذا يعنى أن الملائكة لا توجد فى الأرض والسبب هو عدم اطمئنانها فى حركتها فى الأرض وقال لنزلنا عليهم من السماء أى لأرسلنا لهم من السماء ملاكا مبعوثا وهذا يعنى أن الملائكة لكى تنزل رسل للأرض لابد أن تكون مطمئنة فى مشيها وهو أمر مستحيل ومن ثم فمن المستحيل إرسال الملائكة رسل للناس فى الأرض وفى هذا قال تعالى : "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" اطمئنان قلب ابراهيم (ص) بين الله لرسوله(ص)أن عليه أن يأخذ العبرة من قصة إبراهيم(ص) حين قال لله :رب أرنى كيف تحى الموتى ؟والمراد إلهى عرفنى كيف تبعث المتوفين؟ فهو يريد أن يشاهد عملية الإحياء فسأله الله أو لم تؤمن ؟أى هل لم تصدق بقدرتى على الإحياء؟والغرض من السؤال هو سؤاله عن سبب طلبه فقال:بلى أى صدقت بقدرتك ولكن ليطمئن قلبى أى لتسكن نفسى وهذا يعنى أن سبب الطلب هو إرادته أن تسكن هواجس وشكوك نفسه للأبد وفى هذا قال تعالى : وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى " اطمئنان قلوب الحواريين: بين الله لنا أن الحواريين قالوا للمسيح(ص)نريد أن نأكل منها والمراد نحب أن نتناول منها الطعام وتطمئن قلوبنا والمراد وتمنع نفوسنا الشك فى رسالتك أى نعلم أن قد صدقتنا أى نعرف أن قد قلت لنا الصدق ونكون عليها من الشاهدين والمراد ونصبح لها من المقرين بها أى المعترفين بوجودها أى المؤمنين بها مصداق لقوله بسورة القصص"ونكون من المؤمنين". وفى هذا قال تعالى :"قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين " الاطمئنان يوجب الصلاة: بين الله للمؤمنين أنهم إذا قضوا الصلاة والمراد إذا انتهوا من أداء الصلاة بشكلها المعروف فعليهم التالى :ذكر الله وهو طاعة حكم الله قياما أى وهم على أرجلهم ثابتين أو سائرين وقعودا أى وهم جلوس وعلى جنوبهم أى وهم راقدين على أى جنب منهم يمينا و يسارا وبطنا وظهرا وهذا يعنى أن المسلم يطيع حكم الله فى كل أحواله الجسمية وفسر الله هذا بأنهم إذا اطمأنوا والمراد إذا أمنوا على أنفسهم من الأذى فعليهم أن يقيموا الصلاة أى الدين مصداق لقوله تعالى بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"والمراد أن يطيعوا حكم الله والسبب هو أن الصلاة أى طاعة الدين كانت على المؤمنين أى المصدقين بحكم الله كتابا موقوتا أى فرضا مفروضا أى حكما واجبا وفى هذا قال تعالى : "فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" الاطمئنان فى الدنيا : بين الله أن الذين لا يرجون لقاء الله أى لا يريدون مقابلة الله والمراد الذين يكذبون اليوم الآخر مصداق لقوله بسورة الأنعام"قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله"وهم الذين رضوا بالحياة الدنيا وهم الذين قبلوا متاع المعيشة الأولى وتركوا متاع الآخرة وفسر هذا بأنهم اطمأنوا بها والمراد ركنوا للتمتع بمتاع الدنيا وفسرهم الله بأنهم الذين هم عن آيات الله غافلون والمراد الذين هم عن أحكام الله معرضون مصداق لقوله بسورة قال تعالى بسورة الحجر"وأتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين "أى مخالفين لأحكام الله ويبين لنا أن مأواهم النار وفى هذا قال تعالى : "إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون " الطـمأنينة في الفقه : يطلق الفقهاء الطمأنينة على سكن أعضاء الجسم أثناء الصلاة وةقد اختلفوا في كونها فرض أم واجب مع أن الواجب هو نفسه الفرض ولكنهم فرقوا بينهما أصحاب كون الطمأنينة فرض قالوا أنه فرض لحديث المسيىء صلاته وهو أن رجلا دخل المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه، ثم قال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فعل ذلك ثلاثا، ثم قال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها . والفريق القليل قال أنها واجب والحقيقة أن الحديث ليس فيه بقية ما يقال ويفعل في الصلاة فليس فيه سوى التكبيرة الأولى وليس فيه التأمين ولا السمع ولا الحمدلة
  21. السوم في الإسلام السوم في القرآن : سوم أل فرعون بنى إسرائيل العذاب: بين الله لبنى إسرائيل وإذ أنجيناكم من آل فرعون والمراد وقد أنقذناكم من شعب فرعون يسومونكم سوء العذاب والمراد يذيقونكم أعظم العقاب يقتلون أى "يذبحون أبناءكم"كما قال بسورة البقرة أى يذبحون أولادكم ويستحيون نساءكم والمراد ويستعبدون إناثكم وهذا يعنى استخدامهم الإناث فى خدمتهم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم والمراد وفى القتل والإستحياء اختبار من خالقكم كبير والسبب ليرى أيصبرون على طاعته أم يكفرون. وفى هذا قال تعالى : "وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم" وبين الله لنبيه (ص) أن موسى (ص)قال لقومه وهم شعبه :اذكروا نعمة الله عليكم والمراد اعرفوا فضل الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون أى حين أنقذكم من قوم فرعون يسومونكم سوء العذاب أى يذيقونكم أشد العقاب ويذبحون أبناءكم أى "يقتلون أبناءكم "كما قال بسورة الأعراف والمراد يقتلون أولادكم ويستحيون نساءكم أى ويستعبدون أى يستخدمون إناثكم خادمات وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم أى وفى العذاب اختبار من إلهكم كبير وهذا يعنى أن بنى إسرائيل قسمهم فرعون قسم للقتل هو العيال وقسم للاستحياء وهو الاستعباد وهو النساء والقسم الثالث وهو الرجال ليتجرعوا ذل قتل أولادهم واستعباد أهلهم وفى هذا قال تعالى : "وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم " سوم أهل السبت سوء العذاب: بين الله لنبيه(ص)أن المعتدين لما عتوا عن ما نهوا عنه والمراد لما خرجوا عن الذى زجروا عنه وهذا يعنى أنهم فعلوا ما أمروا بالبعد عنه فقال الله لهم :كونوا قردة خاسئين أى أصبحوا قردة باقين وهذا يعنى أنه حول أجسامهم لأجسام قردة طوال فترة حياتهم ،ويبين له أن تأذن ربه ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة والمراد إنه قد حكم إلهه ليرسلن لهم حتى يوم البعث من يسومهم سوء العذاب والمراد من يذيقهم أشد العقاب وهذا يعنى أنهم بعد حياتهم فى الدنيا يدخلون نار البرزخ فتعاقبهم الملائكة ،ويبين الله له أنه سريع العقاب أى "شديد العذاب"كما قال بسورة البقرة والمراد أنه عظيم العذاب لمن يكفر به وأنه غفور رحيم أى عفو نافع لمن يؤمن به ويطيعه. وفى هذا قال تعالى : "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم " الخيل المسومة: يبين الله لنا أنه زين للناس حب الشهوات والمراد حبب للكفار أخذ المتع من :النساء وهى الإناث التى يجامعهن فهى شهوة الجنس كما تسمى حاليا وشهوة النساء عند الرجال وشهوة الرجال عند النساء ،والبنين وهم الأولاد الذين يعتقد أنهم مصدر عزة له وهى شهوة الصبيان،والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والمراد الأثقال الموزونة من الذهب والفضة وهى شهوة المال ،والأنعام والحرث ويقصد بهما شهوة الطعام فهما كناية عن شهوة الأكل أى الطعام والشراب فالأنعام هى الحيوانات والحرث هو النبات ومنهما أكل المخلوق،ويبين الله أن تلك المتع هى متاع الحياة الأولى والمراد هى منافع الحياة الأولى والله عنده حسن المآب والمراد لديه خير المتع وهى متع الجنة فى الأخرة وفى هذا قال تعالى : "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب" الملائكة المسومون: بين الله لنا أن المؤمنين سألوا الرسول(ص) عن وقت المدد وبينوا أنه لا يكفيهم فرد الله عليهم :بلى إن تصبروا أى تتقوا والمراد إن تطيعوا حكم الله يأتوكم من فورهم والمراد يجيئوكم من لحظتهم هذه يمددكم ربكم والمراد يزودكم إلهكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين أى مجهزين ونلاحظ أن هناك شىء محذوف فى أول القول وهو سؤال المؤمنين للنبى(ص)المزيد من المدد فإن لم يكن هذا هو المحذوف فإن قوله يمددكم ربكم بخمسة آلاف هو قول فى حرب أخرى . وفى هذا قال تعالى : "بلى إن تصبروا وتتقوا يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين" حجارة سجيل المسومة: بين الله لنبيه(ص) أن لما جاء أمر الله والمراد لما آتى عذاب الله وهو الصيحة فى الصباح وهو وقت الشروق مصداق لقوله بسورة الحجر"فأخذتهم الصيحة مشرقين"حدث التالى جعلنا عاليها سافلها والمراد جعلنا أكابر القرية أذلائها وفسر هذا بأنه أمطر عليها حجارة من سجيل منضود والمراد أسقط علي أهلها صخور من طين مجهز للإهلاك مصداق لقوله بسورة الذاريات "لنرسل عليها حجارة من طين "وهى مسومة عند ربك أى مجهزة لدى إلهك للمسرفين مصداق لقوله بسورة الحجر"مسومة عند ربك للمسرفين "وما هى من الظالمين ببعيد والمراد وما هى من الكافرين بقاصية وهذا يعنى أن مكان وجود قرية لوط(ص)قريب من القوم فهم يمرون عليهم مصداق لقوله بسورة الصافات "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون" وفى هذا قال تعالى : "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد" وبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)سأل الضيوف :فما خطبكم أيها المرسلون والمراد فما أمركم أى فما شأنكم أيها المبعوثون وهذا يعنى ما الغرض من مجيئكم ؟فأجابوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين والمراد إنا بعثنا إلى ناس كافرين لنرسل عليهم حجارة من طين والمراد لننزل عليهم صخورا من طين مهلكة مسومة عند ربك للمسرفين أى مجهزة لدى إلهك للكافرين وفى هذا قال تعالى : "قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين " سوم الشجر : بين الله أنه أنزل من السماء والمراد أنه أسقط من السحاب مطرا منه التالى شراب أى سقاء وهذا يعنى أن الماء يروى عطش الناس ،وشجر فيه تسيمون والمراد نبات فيه ترتعون والمراد يخرج به نبات به تنتفعون به فى حياتكم وفى هذا قال تعالى : "هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون " السوم في الفقه : في الفقه نجد أن الفقهاء قصروا كلامهم على السائمة وهى الأنعام التى ترعى في أى مكان عام بقصد أخذ اللبن واللحم والانجاب قطعا لا يجوز لأحد أن يرعى حيواناته في ملكية المسلمين المشتركة وإلا أصبح كل مسلم شريك في تلك الأنعام لأنها أكلت من بعض ماله والأرض كما قال تعالى ملكية عامة للمسلمين كما قال : " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان ألأرض يرثها عبادى الصالحون " وقد جعل الفقهاء في تلك الأنعام الزكاة كما في حديث البخاري من حديث أبي بكر: في صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين فيها شاة وروى أبو داود عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في كل سائمة إبل في أربعين ابنة لبون. قوله عليه الصلاة والسلام: إذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة. وكل ما سبق لم يقل منه النبى(ص) شىء لأن بهذا يتم تفضيل بعض المسلمين على بعض دون وجود سبب حيث يغتنى هؤلاء ويبقى الباقى على مستواه لأن ليس لديه أنعام ترعى في المرعى العام وفى المجتمع المسلم يتم منع هذا الرعى لصالح البعض لأن تلك الأنعام تصبح ملكية مشتركة بين كل المسلمين وكل الأنعام المملوكة لأصحابها فيها زكاة وليس السائمة فقط إذا بلغ ثمنها حد النصاب وصاحبها يطعمها من ماله الخاص وليس من مال المسلمين العام
  22. زمزم في الإسلام الكلمة ليست من كلمات المصحف فيما بين أيدينا ولم يذكر المصحف وجودها إطلاقا في البيت الحرام وكل ما جاء عنها هو في أحاديث للأسف الشديد تناقض القرآن كما يناقض بعضها بعضا اختلف القوم في سبب تسميتها إلى أراء كثيرة فقيل سميت بذلك لكثرة ماءها أو لاجتماعها أو لوجود التراب حولها والبعض قال أن اسمها فير مشتق ولها عدة أسماء في الأحاديث منها: طيبة، وبرة، ومضنونة، وسقيا الله إسماعيل، وبركة، وحفيرة عبد المطلب وبئر إسماعيل (ص)بن إبراهيم (ص) الغريب أن الأحاديث تربط وجودها بوجود إسماعيل (ص) وكأن البشرية قبله وقبل أبيه لم تكن تشرب في البيت الحرام مع أن الله أوجب الحج في كل الرسالات قبله فقال: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" والوحى المقال لخاتم النبيين(ص) هو نفس الوحى الذى قيل لمن قبله كما قال تعالى : " ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك" ولذا سمى الله الوحى الكتاب وأنزله على كل الرسل(ص) كما قال : "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ" وقد اخترع الفقهاء طبقا للأحاديث أحكام منها : الشرب من ماء زمزم: اتفق القوم على كونها ماء زمزم مبارك وأنها سفاء لكل المراض كما في أحاديث مسلم: إنها مباركة، إنها طعام طعم زاد أبو داود الطيالسي في مسنده: وشفاء سقم . لخبر ابن ماجه: آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من ماء زمزم قطعا كل ماء الأرض مبارك والمراد طاهر مطهر كما قال تعالى : " وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا" وقال : " وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا" ومن ثم الماء في الأرض واحد البركة لا فرق بين زمزم وغيرها وأما كونه شفاء للأمراض فيجب أن نسأل القوم ولماذا لم يشف النبى (ص) به نفسه في أمراضه المختلفة كمرض وفاته ومرضه من السحر المزعوم ومن الشاة المسمومة ؟ وإذا كان يشفى الأمراض فلماذا وصف الله العسل كدواء في قوله تعالى : " يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ"؟ طالما أن نوع واحد يشفى كل الأمراض ؟ والسؤال ولماذا لم يسف الصحابة المؤمنون أنفسهم من الأمراض طالما الدواء واحد وموجود ؟ الغرض ممن وضعوا تلك الأحاديث هو تضليل الناس وجعلهم يعتقدون أن ماء سشفى كل أمراضهم بلا طبيب او علاج آداب الشرب من ماء زمزم: اخترع القوم طبقا للأحاديث ما سموه آدابا أو سننا منها استقبال الكعبة عند الشرب وذكر الله والتنفس ثلاثا والشرب منها حتى الامتلاء طبقا للحديث الكاذب المنسوب لابن عباس وهو ما رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما جالسا فجاءه رجل فقال: من أين جئت؟ قال: من زمزم: قال: فشربت منها كما ينبغي؟ قال: فكيف؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل الكعبة واذكر اسم الله تعالى، وتنفس ثلاثا من زمزم، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله تعالى. قطعا الاتجاه للكعية يكون عند الصلاة فقط لقوله تعالى : " وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره" والتضلع وهو الشرب حتى الامتلاء يناقض عدم الاسراف في الكل والشرب كما قال تعالى : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " ومن تلك ألأمور شرب الماء لتحقيق امر من أمور الدنيا والآخرة طبقا لحديث كاذب يقول : ماء زمزم لما شرب له ولو كان حديثتا صحيحا فلماذا الأمة مهزومة مقتولة مشردة فقيرة مريضة يظلم بعضها بعضا طالما أن هذا الماء يشربه من يطلب العدل ومن يطلب النصر ومن يطلب العلم ومن يطلب الصحة ...؟ هذا الحديث من أحاديث التواكل وهى أحاديث تجر الأمة للوثنية كما في حديث اخر لو ظن أحدكم نفعا بحجر لنفعه وذكر القوم تعارض الأحاديث في الشرب جلوسا والشرب قياما حيث ذكروا حديث الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم وهو قائم وهو ما يخالف ما رواه ابن ماجه عن عاصم قال: ذكرت ذلك لعكرمة فحلف بالله ما فعل - أي ما شرب قائما - لأنه كان حينئذ راكبا ج - نقل ماء زمزم: أجمع القوم على جواز نقل ماء زمزم من بلد إلى بلد واعتمدوا في اباحة ذلك على أحاديث مثل : وقد روى الترمذي عن عائشة أنها كانت تحمل من ماء زمزم، وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله، وروى أنه صلى الله عليه وسلم كان يحمله وكان يصبه على المرضى ويسقيهم ، وأنه حنك به الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما وروى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استهدى سهيل بن عمرو من ماء زمزم وفي تاريخ الأزرقي " أن النبي صلى الله عليه وسلم استعجل سهيلا في إرسال ذلك إليه، وأنه بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم براويتين " ." وهو كلام لا قيمة له فنقله كعدمه لأن كل ماء الأرض مبارك وهو لا ينفع أحد بشىء سوى ارواء العطش كغيره من الآبار الماء أو أنهاره وكما سبق الكلام إن كان يشفى المرضى فلماذا مات النبى(ص) مريضا في أحاديث القوم مع وجود هذا الماء ؟ استعمال ماء زمزم: ماء أى بئر هو ماء طاهر مطهر والمراد أنه يستعمل في الوضوء والغسل فضل ماء زمزم: اعتبره القوم أفضل ماء على وجه الأرض طبقا لأحاديث مثل : ما رواه الطبراني عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم " وكما سبق القول لو كان حديثا صحيحا لشفى النبى(ص) نفسه به ولم يمت في مرضه ولشفى به نفسه من سم الشاة المسمومة وسحر لبيد الذى أمرضه كما تقول الأحاديث الكاذبة ؟ ما رواه البخارى في حديث أبو ذر الغفارى: أنه أقام شهرا بمكة لا قوت له إلا ماء زمزم، وروى الأزرقي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال: تنافس الناس في زمزم في زمن الجاهلية حتى أن كان أهل العيال يفدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحا لهم، وقد كنا نعدها عونا على العيال، قال العباس: وكانت زمزم تسمى في الجاهلية شباعة ." وروايات حديث أبو ذر متناقضة فنلاحظ تناقضا فى مدة بقاء أبو ذر فى مكة فمرة 30 يوما وهو قولهم " وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِى ثَلاَثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِى طَعَامٌ إِلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ "ومرة 15 يوما وهو قولهم " فَقَالَ « مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَا هُنَا ». قَالَ قُلْتُ مُنْذُ خَمْسَ عَشْرَةَ. عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له اللهم فإني أشربه لعطش يوم القيامة . وهو حديث كاذب فالمسلمون آمنون يوم القيامة لا يعطشون ولا يجوعون ولا يخافون ولا يحزنون كما قال تعالى : " وهم من فزع يومئذ آمنون" وهناك حديث شق الصدر الذى غسل بماء زمزم وهو حديث لم يحدث ويكفى أن رواياته تناقضت فيما غسل فمرة من النحر حتى الشعرة ومرة من القصة حتى الشعرة فى 3887 ومرة من النحر لمراق البطن فقط كما فى 3207 ومرة الصدر فقط كما فى 3342 وهذه الأرقام هى أرقام بعض روايات صحيح البخارى وبناء على ما سبق كل ما روى من أحاديث زمزم إما معارض للقرآن وإما مناقض لبعضه البعض ولا يصح منها أى حديث
  23. الخصومة في الإسلام الخصومة فى القرآن: اختصام الكفار والمسلمين: وضح الله للنبى(ص) أن الناس خصمان أى عدوان والمراد فريقان كل منهم اختصم فى الرب أى تجادل فى الله والمراد اختلف مع الأخر فى دين الله وفى هذا وفى هذا قال تعالى : "هذان خصمان اختصموا فى ربهم " أخذ الناس وهو يختصمون: وضح الله لنبيه (ص)أن الناس ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم والمراد ما يترقبون إلا أمر واحد من الله يهلكهم وهم يخصمون أى يكذبون حكم الله وعند العذاب لا يستطيعون توصية أى لا يقدرون على وصية والمراد لا يقولون أمرا ولا إلى أهلهم يرجعون أى ولا إلى أسرهم يعودون بعد الهلاك وفى هذا قال تعالى : "وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون " قريش قوم خصمون: وضح الله لنبيه (ص)أن الله لما ضرب ابن مريم (ص)مثلا والمراد لما قال قصة ولد مريم (ص) عبرة للناس إذا القوم منه يصدون والمراد إذا الناس به يكذبون وقالوا :أألهتنا خير أم هو والمراد هل أربابنا أحسن أم هو ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص) أن آلهتهم خير من عيسى (ص) الذى يظنون أنه يدعوهم لعبادته وإنما ذكرت قصته للعبرة وليس لعبادته ووضح له أنهم ما ضربوه له إلا جدلا والمراد ما قالوا له فى عيسى (ص) إلا حجاج بالباطل ووضح له أنهم قوم خصمون أى ناس كافرون أى مكذبون بحكم الله وفى هذا قال تعالى : "ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون" تسور الخصوم للمحراب: سأل الله نبيه (ص)هل أتاك نبأ الخصم والمراد هل جاءك خبر المتشاجرين إذ تسوروا المحراب والمراد وقت صعدوا على جدار المسجد فدخلوا والمراد فولجوا على داود(ص)ففزع منهم أى فخاف من أذاهم فقالوا له :لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض والمراد لا تخشى أذى متشاجران ظلم أحدنا الأخر فاحكم بيننا بالحق والمراد فافصل بيننا بالعدل واهدنا إلى سواء الصراط والمراد وعرفنا عدل الدين إن هذا أخى له 99نعجة أى غنمة ولى نعجة أى غنمة واحدة فقال أكفلنيها أعطنى إياها وعزنى فى الخطاب أى وغلبنى فى الكلام وفى هذا قال تعالى : "وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب " النهى عن الخصومة : وضح الله لرسوله(ص)أنه أنزل له الكتاب بالحق والمراد أنه أوحى له الوحى بالعدل وهو حكم الله والسبب أن يحكم بين الناس بما أراه الله والمراد أن يفصل فى قضايا الخلاف بين الخلق بالذى عرفه الله من حكمه وينهاه أن يكون خصيم للخائنين أى أن يصبح ناصر للمخادعين للمؤمنين ومن ثم يجب عليه أن يتحرى العدل حتى لا يظلم أحدا وفى هذا قال تعالى : "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما" الإنسان خصيم مبين: وضح الله للمؤمنين أنه خلق الإنسان من نطفة والمراد جعل الإنسان من سلالة من طين هى المنى مصداق لقوله بسورة السجدة"ثم جعل نسله من سلالة من طين "وبعد خلقه إذا هو خصيم مبين أى كافر عظيم فى كفره وفى هذا قال تعالى : "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين " خلق الخصيم المبين: سأل الله أو لم ير الإنسان والمراد ألم يدرى الفرد أنا خلقناه من نطفة والمراد أنا أنشأناه من جزء يسير من المنى فإذا هو خصيم مبين أى كافر عظيم أى كثير الجدل مصداق لقوله بسورة الكهف"وكان الإنسان أكثر شىء جدلا"والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الإنسان يعرف أن الله خلقه من المنى فإذا هو كافر بدينه وفى هذا قال تعالى : : "أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين" الاختصام فى مريم: وضح الله لرسوله(ص)أن ما سبق ذكره من أمر زكريا(ص)وامرأة عمران ومريم(ص)هو من أنباء الغيب أى أخبار المجهول الذى لا يعلم حقيقته الناس التى يوحيها أى يلقيها أى يقصها الله عليه وينفى الله عن رسوله(ص)حضور إلقاء القوم وهم المختصمون أى المتنازعون فى كفالة مريم(ص)أقلامهم والمراد رميهم أقلامهم وهى أدوات الكتابة أيهم الكفيل أى الوصى على مريم(ص)،وينفى حضوره الخصام وهو الإختلاف بين القوم فى أمر مريم(ص)، ومما ينبغى قوله أن رمى الأقلام لم يرد فيه خبر موجود حاليا فى الكتب المعروفة ولكن المفهوم هو أن صاحب القلم المميز بخاصية معينة هو الذى كفل مريم(ص)وهذه الخاصية قد تكون الغطس فى الماء أو الطفو عليه أو غير ذلك والله أعلم وفى هذا قال تعالى : "ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون" اختصام الكفار وجنود إبليس: وضح الله لنا أن الغاوين كبكبوا فيها والمراد ادخلوا فى الجحيم هم والغاوون ويقصد بهم المضلون وهم ما يعبدون أى أهواء أنفسهم أى القرناء والكل هم جنود إبليس أجمعون والمراد متبعى أى مقلدى عمل الملعون إبليس كلهم فقال بعضهم لبعض وهم فيها يختصمون أى يختلفون أى يتنازعون:تا لله إن كنا لفى ضلال مبين والمراد والله إن كنا لفى جنون معلوم وهذا اعتراف منهم بعدم العقل وقالوا للسادة والكبراء:إذ نسويكم برب العالمين أى كنا مجانين حين نضاهيكم بخالق الكل وهذا يعنى أنهم كانوا يؤلهون بعضا منهم وقالوا وما أضلنا إلا المجرمون أى وما أبعدنا عن الحق وهو السبيل إلا الكافرون وهم السادة أى الكبراء وقالوا فما لنا من شافعين ولا صديق حميم أى ليس لنا ناصرين أى صاحب متكلم مناصر لنا يطاع وقالوا فلو أن لنا كرة أى عودة للدنيا فنكون من المؤمنين أى فنصبح من المصدقين بحكم الله وهو قول كذب منهم يريدون به خداع الله فلو عادوا لعادوا للكفر وفى هذا قال تعالى : : "فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تا الله إن كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين " الفريقان المختصمان: وضح الله لنبيه (ص)أنه أرسل والمراد بعث لثمود أخاهم وهو صاحبهم صالح(ص)فقال لهم اعبدوا الله أى أطيعوا حكم الله فإذا هم فريقان يختصمون والمراد فإذا هم حزبان يختلفون فهذا مؤمن وهذا كافر وفى هذا قال تعالى : "ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون " اختصام الملأ الأعلى: طلب الله من نبيه (ص)للناس أن يقول أن القرآن هو نبأ عظيم أى حكم كبير أنتم عنه معرضون أى مكذبون به ،وما كان لى من علم أى معرفة بالملأ الأعلى وهم الحضور الفوقى وهم الملائكة إذ يختصمون أى وقت يختلفون وهو اعتراضهم على خلق آدم (ص)،إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين والمراد إن يلقى إلى ألا إنما أنا مبلغ أمين للوحى وفى هذا قال تعالى : : "قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لى من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين " الاختصام عند الله: وضح الله لنبيه (ص) وللناس أنه ميت أى متوفى والمراد منتقل من الدنيا للبرزخ وإن الناس ميتون أى متوفون أى منتقلون من الدنيا للبرزخ ثم إنكم يوم القيامة وهو يوم البعث عند ربكم تختصمون أى فى أرض المحشر لدى إلهكم تختلفون فيمن على الحق ومن على الباطل وفى هذا قال تعالى : "إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " النهى عن الاختصام عند الله: وضح الله لنبيه (ص)أن القرين وهو شهوة الكافر أى إلهه الذى هو هواه أى شهوته قال:ربنا ما أطغيته والمراد إلهنا ما أضللته عن الحق ولكن كان فى ضلال بعيد والمراد ولكن كان فى كفر مستمر فى الدنيا ،فقال الله لهم على لسان الملائكة لا تختصموا لدى والمراد لا تختلفوا عندى والمراد لا تتحاكموا عندى وقد قدمت إليكم بالوعيد والمراد وقد أخبرتكم بالعقاب فى الدنيا عن طريق الرسل (ص)،ما يبدل القول لدى والمراد ما يغير الحكم عندى وهذا يعنى أن حكم عذاب الكافر والقرين معا لن يتغير مهما قالوا ،وما أنا بظلام للعبيد والمراد وما أنا بمنقص حق الخلق وفى هذا قال تعالى : : "قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد " الخصومة في الفقه : الخصومة هى الاختلاف بين الناس في موضوع ما وقد استعملها الفقهاء فيما نسميه حاليا : القضايا وهى اتهام الغير بجريمة ما والخصمين أحدهما يثبتها والأخر ينفيها وأمام القضاء يقدم كل منهم أدلته والقاضى هو من يحكم بصحة التهمة أو ينفيها أو يثبت حكما ثالثا فقد يكون الخصمان على باطل والحق لطرف ثالثا كما في قول اليهود وقول النصارى وقول المشركين أنهم على حق ومع هذا كلهم في عصر خاتم النبيين(ص) لم يكونوا على حق وفى هذا قال تعالى : "وقالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى ليست اليهود على شىء وهم يتلون كتاب الله كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"
  24. الحصر في الإسلام الحصر فى القرآن: حصر صدور المنافقين: وضح الله للمؤمنين أن المنافقين المستثنين من القتل هم الذين يصلون إلى قوم بين المؤمنين وبينهم ميثاق والمراد الذين ينتمون لناس بينهم وبين المسلمين عهد سلام وأيضا الذين يجيئون للمؤمنين حصرت صدورهم أن يقاتلوهم أو يقاتلوا قومهم والمراد الذين يحضرون للمسلمين وقد كشفت أنفسهم أنهم لن يحاربوهم أو يحاربوا أهلهم وبألفاظ أخرى المنافقين الذين يعلنون أنهم يطلبون عمل عهد سلام مع المسلمين ومع أهلهم وفى هذا قال تعالى : "إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم " حصار الكفار وضح الله للمؤمنين أن إذا انسلخت الأشهر الحرم والمراد إذا انتهت أيام الشهور الآمنة الأربعة فواجبهم أن يقتلوا المشركين حيث وجدوهم والمراد أن يذبحوا الكافرين حيث ثقفوهم أى لقوهم وخذوهم والمراد وأمسكوا الكفار إن لم تقتلوهم واحصروهم أى واحبسوهم عندكم وفى هذا قال تعالى : "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم " الاحصار فى الحج وضح الله للمؤمنين أنهم إذا أحصروا أى انتهوا من أعمال الحج والعمرة فالواجب عليهم ذبح ما استيسر من الهدى والمراد ذبح ما قدروا على شراءه من الأنعام وفى هذا قال تعالى : "فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى " الاحصار فى سبيل الله وضح الله أن الفقراء وهم العجزة الذين احصروا فى سبيل الله والمراد الذين أصيبوا بجراحات فى نصر دين الله لا يستطيعون الضرب فى الأرض أى لا يقدرون على السعى وراء الرزق فى البلاد لهم نفقة واجبة تحميهم من أذى الحياة والفقراء يحسبهم الجاهل والمراد يظنهم الكافر أغنياء من التعفف أى غير محتاجين من تمنعهم عن أخذ الصدقة من الأغنياء وفى هذا قال تعالى : "للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " يحيى(ص) حصور وضح الله أن الإستجابة لدعاء زكريا(ص)كانت سريعة فقد نادته أى خاطبته الملائكة فقالت إن الله يبشرك بيحيى أى إن الله يخبرك بإبن لك اسمه يحيى وهذا يعنى أن الله هو الذى اختار له الإسم،مصدقا بكلمة من الله والمراد مؤمنا برحمة من الله وهو عيسى (ص)وسيدا أى حاكما بحكم الله أى حصورا أى مطيعا لحكم الله ونبيا من الصالحين وفى هذا قال تعالى : "فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين " جهنم حصير للكفار بين الله أنه جعل جهنم للكافرين حصيرا والمراد أعد الله النار للطاغين مآبا أى نزلا مصداق لقوله بسورة النبأ"إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا"وقوله بسورة الكهف"إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا" وفى هذا قال تعالى : " وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا " الحصر في الفقه : تحدث الفقهاء عن إباحة حصار الكفار والمراد : منع الكفار من الدخول والخروج ومنع الماء والطعام عنهم حتى يستسلموا وإن كان فيهم النساء والصبيان وهو قول الموسوعة الفقهية الكويتية : "2 - لا خلاف بين الفقهاء في أنه يجوز للإمام أو نائبه محاصرة الكفار في بلادهم، والحصون والقلاع، وتشديد الأمر عليهم بالمنع من الدخول والخروج، والمنع من الماء والطعام حتى يستسلموا وإن كان فيهم النساء والصبيان لقوله تعالى: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم} وقد حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الطائف وحاصر المسلمون بعده القدس في خلافة عمر رضي الله عنه وأرضاه. وعلى الإمام إذا حاصر حصنا أو مدينة أن يأخذه بواحدة من خصال خمس: أ - أن يسلموا فيعصموا بالإسلام دماءهم وأموالهم، وأولادهم الصغار. ب - أن يبذلوا مالا على الموادعة فيجوز للإمام قبوله منهم، سواء جعلوه خراجا مستمرا يؤخذ منهم كل عام، أو دفعوه جملة، ولهم أن يدفعوا جزية إن كانوا ممن تقبل منهم الجزية فيقبل منهم وجوبا. ج - أن يفتحه. د - أن يرى المصلحة في الانصراف عنهم، إما لضرر في الإقامة، وإما لليأس منه، وإما لمصلحة تفوت بإقامته هناك فينصرف، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا، فقال: إنا قافلون إن شاء الله غدا، فقال المسلمون أنرجع عنه ولم تفتحه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغدوا على القتال، فغدوا عليه فأصابهم الجراح فقال لهم: إنا قافلون غدا فأعجبهم فقفل ه - أن ينزلوا على حكم حاكم فيجوز قبوله. لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر بني قريظة رضوا بأن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأجابهم إلى ذلك ولا يعتبر الحصار ظفرا بهم، فإن أسلم المحصورون أثناء الحصار وقبل الاستسلام عصموا دماءهم وأموالهم، وأولادهم الصغار، فلا يقتلون ولا يستولى على أموالهم، وإن كان الفتح قريبا أما إذا أسلموا بعد الفتح فإنهم يعصمون دماءهم دون أموالهم " وهذا التفسير للحصر في قوله تعالى : "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم" ليس المقصود به حبسهم في حصونهم أو قلاعهم وإنما المقصود أسرهم لأن أخذهم يعنى امساكهم ومن ثم حصرهم هو حبسهم في مكان ما بعد امساكهم وهو القبض عليهم وأما منع الماء والطعام عن الناس سواء مقاتلين أو غير مقاتلين فمحرم لأنه عقاب جماعى يتنافى مع قوله تعالى : " فلا تزر وازرة وزر أخرى " ومحرم تجويع وتعطيش المقاتلين لأن المطلوب هو : قتلهم أو إصابتهم في الرءوس والأصابع كما قال تعالى : "فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان" وأما ما يجوز فعله في المحاصرين فهو إما قتل المقاتلين وإما عمل معاهدة سلام معهم بعد هزيمتهم أو طلبهم وأما الجزية فهى تفرض على الأغنياء من المعاهدين وهم ذوى الأيدى وهو الغنى كما قال تعالى : " حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " حصار البغاة: اختلف الفقهاء بين إجازة تعطيشهم وتجويعهم كمقاتلى الكفار وبين تحريم ذلك فك حصار العدو بالمال: حرم القوم فك حصار العدو بالمال بناء على رواية: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى عيينة بن حصن، والحارث بن عوف وهما قائدا غطفان لما اشتد البلاء على المسلمين في وقعة الخندق، وطلب منهما أن يرجعا بمن معهما على أن يعطيهما كل سنة ثلث ثمار المدينة، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة فقالا: يا رسول الله إن كان وحيا فامض لما أمرت به، وإن كان رأيا رأيته، لا نعطيهم إلا السيف. فقال صلى الله عليه وسلم: أنتم وذاك" قطعا لا يجوز فك الحصار عن المقاتلين حتى يطلبوا السلام أو حتى يقتلوا أو يأسروا حصر البول : المحصور في البول او حتى في البراز يجب عليه التداوى عند ألأطباء أو يستخدم مدرات البول أو الملينات ويمتنع عن إمامة الناس في الصلاة لوجعه الذى قد يجعله يغيب عن الوعى أو يشغله عن الصلاة حصر الصوت : المحبوس صوته لا يجوز له إمامة الصلاة ويجوز له التعبير بالكتابة أو بالإشارة عما يريد حصر مستحقو الزكاة : يجب حصر من يأخذ منه أى مال وحصر من يوزع عليه المال من أحل العدل حصر الورث والورثة والدائنين : يجب عند موت أحدهم أن يقوم القاضى بحصر مال الورث والورثة وكذلك الدائنين والموصى لهم حصر القضاة : المراد بحصر القضاة هو جلوس أهل العلم معه عند الحكم في قضية ويريد أن يحكم فيتضايق بسبب جلوسهم معه
  25. اللمس فى الإسلام اللمس فى القرآن : لمس السماء: وضح الله لنبيه (ص)أن الجن قالوا :وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا والمراد وأنا صعدنا لسور السماء فلقيناها جهزت بجند عظيم أى شهب وهى نار حارقة تخرج من النجوم وفى هذا قال تعالى : "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا " لمس القرطاس: وضح الله لنبيه(ص)أنه لو أنزل عليه كتابا فى قرطاس والمراد لو أوحى له وحيا مدونا فى صحيفة سقطت عليهم من السماء فلمسوه بأيديهم والمراد فقرئوه بأنفسهم لكان رد فعلهم هو قول الذين كفروا أى كذبوا الوحى:إن هذا إلا سحر مبين والمراد ما هذا القرطاس إلا خداع كبير وفى هذا قال تعالى : "ولو نزلنا عليك كتابا فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين" لمس النساء: وضح الله للمؤمنين أنهم إن جاءوا من الغائط والمراد إن أتوا من مكان قضاء الحاجة من بول أو براز أو فساء أو ضراط أو لامسوا النساء والمراد إن مس جلدهم جلد الإناث البالغات فعليهم الوضوء فإن لم يجدوا ماء والمراد فإن لم يلقوا ماء للوضوء فعليهم أن يتيمموا صعيدا طيبا والمراد أن يقصدوا ترابا طاهرا فيمسحوا بوجوههم وأيديهم والمراد أن يلمسوا بالتراب الوجوه والكفوف وفى هذا قال تعالى : "وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم" ووضح الله للذين أمنوا أنهم إذا كانوا مرضى أى مصابين بالأوجاع أو على سفر أى على ترحال أى فى انتقال من بلد لبلد أخر طوال النهار فلا غسل عليهم إن كانوا جنبا حتى يعودوا لصحتهم أو يصلوا لبلد به ماء كافى وإما إذا جاء أحد منهم من الغائط والمراد إذا خرج أحدهم من الكنيف وهو مكان التبول والتبرز متبولا أو متبرزا أو مفسيا أو مضرطا أى مخرج صوت من الشرج أو لامس النساء والمراد مس جلده جلد الإناث البالغات فالواجب هو الوضوء فإذا لم يجدوا أى إذا فقدوا الماء الكافى للوضوء فعليهم أن يتيمموا صعيدا طيبا والمراد أن يضعوا ترابا جافا فيمسحوا والمراد فيضعوه على وجوههم وأيديهم ثم يصلوا حتى يحضر الماء وفى هذا قال تعالى : "وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا " التماس النور: وضح الله أن المنافقون والمنافقات وهم المترددون والمترددات بين الإسلام والكفر يقولون يوم القيامة للذين آمنوا أى صدقوا حكم الله :انظروا نقتبس من نوركم أى أقيموا مكانكم حتى نستعير من عملكم الصالح حتى ندخل معكم الجنة فيقال لأهل النفاق:ارجعوا وراءكم والمراد عودوا لدنياكم فالتمسوا نورا والمراد فخذوا عملا صالحا من هناك،وضرب بينهم بسور له باب والمراد وفصل بين الفريقين بسياج له مدخل وهذا المدخل باطنه فيه الرحمة والمراد وجهه الخفى عن المنافقين فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب والمراد وأمامه من قبله العقاب والمراد وجانبه الواضح للمنافقين فى أرضه العقاب وفى هذا قال تعالى : "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " اللمس فى الفقه : اللمس فى المعنى المعروف بين الناس هو ملامسة الجلد للجلد وأحيانا تلامس الأجسام وأضاف بعض الفقهاء اللمس بمعنى الجماع وهو معنى بعيد عن الحقيقة فى الآية التى فسروها به وقد تحدث الفقهاء عن مسائل متعددة فى اللمس منها : لمس المرأة بالنسبة لنقض الوضوء: اختلف الفقهاء إلى فرق فى المسألة هى : الأول اللمس أيا كان ينقض الوضوء الثانى اللمس بشهوة ينقض الوضوء الثالث اللمس لا ينقض الوضوء الرابع اللمس لامرأة تحل للرجل ينقض الوضوء الخامس اللمس ينقض وضوء اللامس دون الملموس السادس لمس الأطفال من الجنس الأخر لا ينقض الوضوء دون سبغ سنوات السابع لمس شعر الطرف الأخر وأظافره وأسنانه لا ينقض الوضوء والحق أن لمس الجلد للجلد سواء باليد كما فى المصافحة أو بلمس الأجزاء العارية من الأقارب المحرمين هو : ناقض للوضوء والشرط هو ان يكون اللمس بين الرجال والنساء والمراد : بين من بلغوا سن النكاح فما فوق من الجنسين وفى هذا قال تعالى : " أو لامستم النساء " وتفسير اللمس بالجماع هو تخريف لأن معنى هذا إباحة الزنى والزواج معا لأن لمس النساء بمعنى الجماع يكون للزوجات أو لغيرهن والمصيبة هو كيفية قبول صلاة الزانى وهو لم يتب من زناه بل قام من زناه على الوضوء والصلاة والمعروف أن الجماع يتطلب الغسل وليس الوضوء كما قال تعالى : " وإن كنتم جنبا فاطهروا" أثر لمس الفرج في انتقاض الوضوء: اختلف الفقهاء فى المسألأة ما بين رأيين : الأول لمس الفرج لا ينقض الوضوء الثانى لمس الفرج ينقض الوضوء ولكل فريق حديث يثبت رأيه ومن تلك الأحاديث المتناقضة : " من مس ذكره فليتوضأ" " إذا مست إحداكن فرجها فلتتوضأ" " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الذكر فقال إنما هو جذية منك " قطعا المسألة ليست هكذا وإنما على حالين : الأول المس بمعنى اللمس دون شهوة للحكة أو إمساك حشرة تقرص أو عدل العضو لأنه مزنوق فى التبان وهذا لا ينقض الوضوء الثانى المس بمعنى اللمس للاستمناء أو لنصب العضو للجماع وهذا ينقض الوضوء ويوجب الغسل لمس الحائض والنفساء والجنب للمصحف: لمس المصحف من قبل الحائض والنفساء وحتى غير المتوضىء او المتوضئة محرم لقوله تعالى : " لا يمسه إلا المطهرون " لمس الصائم للمرأة: افترق القوم فى لمس الرجل للمرأة فى الصوم فى عقابه مع اتفاقهم على حرمة ذلك فالجمهور يوجب القضاء دون الكفارة والقلة توجب القضاء والكفارة عند حصول الإنزال والحق أن تعمد الفطر يوجب القضاء ويوجب العقوبة الثانية وهى الفدية كما قال تعالى : "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" لمس المحرم للمرأة وأثره على النسك: اختلف القوم فى المسألة فى قبول حج اللامس بشهوة من عدمه فالجمهور على قبول حجه والقلة على فساده طالما أنزل والنص واضح فى عدم قبول حجه لأن الله نهى عن الرفث فى الحج فقال : "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج" ومن تعمد معصية الله فى كعبته يعاقب عقابا أليما وهو هلاكه كما قال تعالى : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " اللمس بين الرجل والمرأة للعلاج: يباح للطبيب الرجل لمس جسد المرأة لضرورة العلاج فى حال عدم وجود طبيبة من الإناث فى ذلك المكان سواء كان ذلك قياس للضغط أو للنبض أو اكتشاف امكان المرض فى الجسم عن طريق أجهزة ويجب أن يكون معهم فى الحجرة أحد أفراد الأسرة قيام اللمس مقام الرؤية في حصول العلم بالمبيع: اللمس فى البيع خاصة للعميان وضعاف النظر لا يعنى العلم بالسلعة وصلاحيتها ولكن على البائع أن يكون أمينا ولا يخدع أحد أثر اللمس في ثبوت حرمة المصاهرة: افترق القوم فى لمس الرجل امرأة بشهوة هل يحل له الزواج بأصولها وفروعها؟ الفريق الأول وهو الجمهور لا يحرم زواج اللمس بشهوة لامرأة من بناتها وبنات أولادها أو أمها أو خالاتها أو عماتها الفريق الثانى يحرم زواج اللامس بشهوة والحق أن هذا زنى سواء بجماع كامل أو بدونه وهو يحرم الفروع والأصول لاحتمالية ولادة أخ أو اخت بالحمل من الزنى لمس المطلقة : اختلف القوم فى لمس المطلق مطلقته إلى من يجعل لمسها رجعة وبين من يجعل لمسها ليس رجعة الحق أن لمسها بدون تراضى ليس رجعة لأن الشرط فى الرجوع هو التراضى كما قال تعالى : "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف" لمس الزوج زوجته المظاهر منها: اختلف القوم فبعض منهم أباحوا اللمس بمعنى الجماع مثل التقبيل والتحسيس ولكن بدون إدخال المفتاح فى القفل وبعض منهم حرموا ذلك والحق أن المرأة حرام على الرجل لمسها إلا ما كان من قبيل التلامس الذى لا يراد به الشهوة مثل تسليم الأطباق من اليد لليد أو النوم بجانبها والتلامس بدون قصد عند التقلب وفى حرمة ذلك قال تعالى : "والذين يظاهرون من نساءهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا"
×
×
  • Create New...