Jump to content
منتدى البحرين اليوم

رضا البطاوى

الاعضاء الفعالين
  • مشاركات

    1173
  • انضم

  • آخر زيارة

  • الأيام التي فزت بها

    3

مشاركات posted by رضا البطاوى

  1. نظرات فى مقال أصل الوراثة من السنن الإلهيّة غير القابلة للتغيير
    المقال يدور حول الوراثة الجسدية بين الأبناء وبين الأب والأم وقد استهل الكاتب مقاله بذكر آية لا علاقة لها بوراثة الجسد المزعومة وإنما لها علاقة بوراثة الكتاب وهو العلم من قبل البعض فقال :
    قال اللهُ الحكيم في كتابه الكريم:
    " ... ثّمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَهِ ذَلِكَ هُو الْفَضْلُ الْكَبِيرُ. "
    ثم تحدث الرجل عن أن آثار الوراثة الجسدية ظاهرة فى كل المخلوقات فقال:
    "قانون الوراثة أصلٌ مهم جرت مطالعته بدقّة في جميع شؤون الموجودات، من الإنسان والحيوان والنبات، حيث استُحصلت منه آثار ونتائج هامّة؛ ويمكن القول أنّه أحد السُنن الالهيّة التي لا تتبدّل ولا تتغيّر. "
    المهم أن الكاتب لا يعرفنا ما هو قانون الوراثة بالفعل لأن الكلمة التى يقولها يجب تعريفها تعريفا دقيقا لكى يتم الكلام عليها فالوراثة المتعارف عليها هى :
    انتقال خصائص النوع من الآباء إلى الأبناء وهى الخصائص العامة
    وما يقصده الكاتب فى المقال ليس هو المعنى المتعارف عليه وإنما يقصد أن الابن يأخذ من أبيه وأمه التشابه فى الشكل والمرض وما شابه وهى ليست خصائص عامة وإنما أمور خاصة
    وتحدث عن كون النطفة ناقلة للخصائص فقال :
    "إنّ التمعّن في أفراد البشر و ملاحظة انتقال الخصوصيّات والكيفيّات من نطفة الاب والامّ ولقاحها وظهورها علي هيئة جنين ثم ظهورها في الطفل، سيُثبت هذا الاساس بصورة كليّة لدي الإنسان. ...
    انّ نطفة الانسان هي ذرّة من نظامه الوجودي تتراكم فيها وتندمج جميع الاثار والخصائص الإنسانية وتوجد في صورة القوّة والاستعداد.
    وعندما تستقرّ النطفة في رحم الامّ في وعائها الخاصّ وشرائطها الخاصّة، فإنّها تصل إلي مرحلة الفعلية وتظهر بصورة النشر مُشيرةً إلي جميع الخصائص المادّية والاخلاقيّة والروحيّة التي حصل عليها الجنين من والديه. فالولد لا يرث من أبيه لون الجلد و شكل الاعضاء والجوارح وتركيب العظام فقط، بل انّه يرث كذلك التشابه في كلّ ذرّة من الدّم وفي كلّ خليّة لا تُري؛ بحيث انّه لو حصل هناك شكّ في الطفل، فانّه يمكن تعيين أبيه الحقيقي عن طريق فحص الدم. ...
    وليس ذلك الاّ لانّ الطفل في الحقيقة فرعٌ أو غصن تفرّع من شجرة وجود أبيه واصله الماديّ والمعنويّ، فصار يُحاكي ذلك الاصل في جميع خواصّه.
    وبغضّ النظر عن العين والدماغ والاذن والقلب والمعدة والكلية والعظام والهيكل، فانّ الطفل يكتسب من أبويه بعنوان الوراثة خواصّ الوجود وآثاره، حتّي في الاجزاء البسيطة المجهريّة حتّي انّ بعض الامراض تنتقل إليه من أجداده عن طريق الوراثة، فإن لم تظهر هذه الامراض في النسل الاوّل أو الثاني، فانّ تلك الامراض ستحفظ في مرحلة التطورّ والتغيّر في عدّة أجيال حتي تنهي مرحلة كمونها فتظهر في أجيال أخري حين تتحقّق شرائط وجودها. ..."
    والأخطاء فى كلام الرجل متعددة وهى :
    الأول انتقال جميع الخصائص الاخلاقيّة والروحيّة من الأب إلى الابن وهو كلام باطل فلو كان الأمر كذلك فلماذا كفر ابن نوح(ص) ووالده مسلم ؟ ولماذا اسلم إبراهيم(ص) ووالده آزر كافر ولماذا يكفر الأولاد المسلمين وآباءهم مسلمون ولماذا يسلم ابن أو ابنه والآباء والأمهات كفار كما قال تعالى :
    " وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما"

    الثانى انتقال كل الخصائص المادية من الآباء للأبناء ولو كان ألأمر كذلك فلماذا تختلف أشكال الاخوة والأخوات ولماذا بعضهم يعيش سليما والبعض الأخر معلول مريض؟
    الثالث أن الأولاد يرثون نفس فصيلة دم ألباء وهو كلام يعارض العلم ففصائل الدم تختلف حتى بين الاخوة وليس بالضرورة أن تتشابه مع فصيلة الأب أو الأم
    الرابع انتقال الأمراض بالوراثة والأمراض لا تنتقل عن طريق الوراثة وإنما تتشابه بسبب تماثل البيئة والعادات الصحية والمعاشية التى يعيش فيها أفراد الأسرة فى الغالب
    الخامس معرفة والد الطفل من فصيلة الدم ولو أخذنا بما قاله الكاتب فلن يكون هناك أب لابنه سوى عدد قليل من الناس لأن فصائل الدم لا تتشابه فى الغالب بين الآباء والأبناء
    وتحدث الرجل عن أن كل ذرة فى الجسم يمكن أن يخرج منها إنسان كامل وليس من ذرات النطفة فقال :
    "وهذه الخصائص والاثار لا تنتقل من الوالد إلي نطفته فحسب، بل انّ آثارها الوجوديّة ستكون مشهودةً واحدة في جميع خلايا الإنسان ويمكن القول بأنّ هناك في كلّ ذرّة من جسم الإنسان إنساناً كاملاً علي نحو الاستعداد والقوّة الوجوديّة، بحيث اذا توفّرت له شرائط التربية والتكامل فانّه سيظهر في هيئة إنسان كامل. ...
    وبعبارة اخري فليس هناك في النطفة وحدها إنسان كامل يظهر في الرحم والظرف المستعدّ، بل انّ هناك في كلّ خليّة إنساناً كاملاً موجوداً علي نحو الوراثة وانتقال مراتب الوجود. ... "
    والكلام كله تخريف ليس فيه أى ذرة من العلم فالنطفة هى الجزء الوحيد الناقل لخصائص الإنسان وأما بقية الخلايا فلا يمكن خلق إنسان منها ويبدو الكلام مأخوذا من أبحاث الخلايا الجذعية وأشباهها والتى يقول الكاذبون أن من الممكن خلق فرد منها ولا يوجد حتى ألان أى تجربة أنجبت طفل من أى نوع من تلك الخلايا المزعومة
    ويتحدث الرجل عن أن الكاذبين مع أنهم لم يتمكنوا حتى ألآن من ذلك إلا أنهم مستقبلا سيفعلون فقال :
    "وعلي الرغم من انّهم لم يتمكّنوا عملاً من تلقيح خليّة رجل مع خليّة امرأة في وعاء معدّ خاص لإيجاد طفل خارج وعاء الرحم، لكنّ ذلك ليس دليلاً قاطعاً علي امتناع هذا الامر بل انّ هناك أدلّة قد أقيمت علي إمكانه. ولربّما سيري البشر يوماً من خلال تقدّم مسيرة العلم، نشوءَ طفل من تلقيح خلايا المرأة والرجل في أوعية معدّة و مناسبة خارج بدن الام، فيظهر في زمن قصير مليارات الاطفال من امرأة و رجل واحد."
    قطعا الرجل يتحدث وكأنه يعلم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله كما قال تعالى :
    " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
    وهو يتحدث مكذبا كلام الله فى أمر أخر وهو :
    أن خلق الإنسان لا يكون إلا عن طريق أمه كما قال تعالى :
    " إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم "
    ومن ثم لا يمكن خلق الإنسان خارج الجسم الإنسانى
    والخلقة خارج الرحم هى آية إلهية تحققت فى آدم(ص) وقد منع الله الآيات وهى المعجزات فقال :
    " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
    وكرر الرجل نفس الكلام الباطل فقال :
    "... وهذا الموضوع علي اثر ذلك الاصل في الوراثة الذي يجعل جميع خصائص الفرد مؤثّرة في كلّ ذرّة من ذرّات بدنه، فتحكي تلك الذرّة جميع الاثار الوجوديّة لذلك الشخص. ... "
    وزعم الرجل أن النباتات يتم خلقها ليس عن طريق زرع البذور فقط ولكن عن طريق التكثير بالأقلام والتطعيم فقال :
    "كما انّه يُشاهد في النباتات انّ أصل الوراثة قد فعل فعله ليس فقط عن طريق زرع البذور في الارض، بل وعن طرق شتّي أخري كالتكثير بالأقلام، و عن طريق التطعيم، حيث تنشأ بذلك شجرة تُناظر أصلها الذي اُخذت منه، وسيحمل ذلك الغُصن المقتطع جميع خصائص الشجرة من الجذر والساق والاوراق والثمار نظير جذر وساق واوراق و ثمار أصله الذي اقتُطع منه. ...
    وكذلك الحال في عملية التكثير بالبراعم، فانّ البراعم المطعّمة ستجعل ساق الشجرة الأخري رحماً لتربيتها، فتنمو هناك و تنشأ و تظهر فيها جميع ءاثار أصلها بدون أيّ تخّطٍ أو ادني تجاوز. ..."
    وما قاله لا علاقة له بالإنسان فالنبات يتكاثر بطرق شتى ومن ثم لا يمكن أن نقارن الاثنين لأن الله وضع فى النبات خصائص لم يضعها فى الإنسان وحتى الحيوانات فمعظم الحيوانات تتكاثر عن طريق الحمل والولادة أو عن طريق وضع البيوض والرقاد عليها
    ولو أن فيها خصيصة التكاثر النباتى لنجح الإنسان منذ القديم فى عملها ولكن الحيوانات لا تملك نفس خصائص النبات

  2. نظرات فى مقال إثبات وجود الحجة عن طريق قانون إمكان الأشرف
    المقال هو عرض لكتاب محمود حلبي عن إثبات وجود الحجة عن طريق قانون إمكان الأشرف وهو يدور حول قانون بشرى اخترعه أحد الشيعة ليثبت وجود الحجة المزعوم
    وقد استهل عارض الكتاب كلامه بأن المذهب الشيعى هو مذهب العقل والعقلاء فقال :
    "عقائد الشيعة مطابقة لمنطق العقل ... {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}. ...
    هذه الآية الشريفة إحدى الآيات المباركة التي تُذِّكر بأوليِّات عقائد الشيعة، وهي مطابقة لمنطق العقل، كل أصول ومباني المذهب الإثني عشري مطابق لموازين العقل، ويتبع مذهب الشيعة الإثني عشري العقل الصحيح الصريح، وكل ما بيَّنه لسان العقل قام بإثباته وتثبيته."
    ثم حدثنا عن قول للعقل وقطعا هو لا يعرفنا عن أى عقل يتحدث هل عقله هو أم عقل غيره فقال :
    " يقول العقل:
    هذا العالم يتألف من زمان وأرض، وهذه النشأة تتألف من الكون والمكان، دائما وأبداً تحتاج إلى عقل مدبِّر، وتحتاج هذه الأرض والسماء إلى روح لإدارتها، ويكون له تقدُّم رتبي على وجود الأشياء الأخرى؛ أي أننا لو نظرنا بدقة وبالعقل يكون مقدَّما في الرتبة (ليس مقدَّماً في الزمان)، بل مقدَّما في مرتبته الوجودية على الماء والتراب وبسائط ومركبات الأرض والسماء, لابد من أن يُوجد إنسان كامل بحسب جوهر ذاته، ويكون لديه امتياز على جميع أفراد الإنسان، ونسبته بالنسبة لبقية بني الإنسان كنسبة الإنسان إلى سائر أنواع الحيوانات، وكنسبة الحيوان إلى سائر النبات، وكنسبة سائر النبات إلى سائر العناصر. ... لابد من أن يُوجد هكذا إنسان كامل في رتبته يكون مقدَّماً على الجماد والنبات والحيوان والإنسان، والإنسان الكامل بتعبير الفلاسفة البهلوية هو:
    "منظِّم عالم الوجود"
    وبتعبير حكمة المشَّاء وفلسفة أرسطو:
    "العقل الفعَّال"، أن يكون مدبِّر عالم الكون والمكان، وموصوفاً في لسان الأنبياء والرسل (ص) والأديان بعنوان: {حجَّة الله}
    لابد أن يُوجد هكذا إنسان في رتبة متقدَّمة على وجود هذا العالم (ليس تقدُّماً زمانيا بل تقدُّماً رتبياً)، وهذا هو حكم العقل. ...
    طرق إثبات هذا المدَّعى ذكره الحكماء كصدر المتألهين الشيرازي ، وابن أبي جمهور الأحسائي. ... "
    قطعا ما قيل لا علاقة له بالعقل والعقلاء فالعقلاء يحكمون كتاب الله وليس نفوسهم باعتبار الحجة هو إنسان منهم كما قال تعالى :
    " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
    ومن ثم أى كلام ليس فيه كتاب الله هو كذب ما دام مخالف له فالله لم يجعل حجة إلا الرسل (ص) فقال :
    "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
    فالحجة المزعوم هو ابتداع اخترعه بشر كما قال فى الفقرة التالية:
    قاعدة إمكان الأشرف ... أول من أبدع واخترع هذا القانون هم حكماء الإشراق
    "وبعد ذلك تناوله حكماء المشَّاء وأصبح برهانا، وهي قاعدة إمكان الأشرف، ويقول ملا صدرا:
    لا بد أن يُسمَّى هذا القانون بممكن الأشرف؛ لأن ليس لدينا إمكان أشرف وأخس، لكن بالنسبة للممكن يُوجد أشرف وأخس، على كل حال سُمِّي هذا القانون بإمكان الأشرف. ... خلاصة وإجمال هذا القانون:
    أن الوجود، والحياة، والعلم، والقدرة، والرحمة، وبقية الكمالات التي هي غير متناهية، لا تصل من المبدأ الفيَّاض إلى (الأخس) إلا أن تصل إلى رتبة الأشرف. "
    وكيف يكون كلام البشر خاصة أرسطو ممن يعترفون بتعدد الآلهة حجة فى دين الله
    والأسئلة التى يجب طرحها :
    من هو الذى يحدد الأشرف ؟
    وما هو الشرف أساسا ؟
    ولو سلمنا بوجود الحجة ولكن فى أخر الزمان فكيف يكون الأخر حجة على الأوائل وهم غالبية البشر لأنه لن يعاصر سوى أخر البشر لكونه ينزل فى أخر الزمان
    اختراع حجة الله وإطلاقه على إنسان هو اختراع اخترعه الحكام الكفرة كى يسكت الناس على ظلمهم وظلم من يأتى بعدهم من الحكام بحجة أن واحد فقط هو من يقيم العدل وهو المنتظر فى أخر الزمان وهو الذى لا وجود له لأن من يغير الأحوال من السوء وهو الظلم إلى العدل هم الناس كما قال تعالى :
    " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

    وأما أن يكون فرد واحد هو المغير فهذا من ضمن الجنون وهو الظلم الذى بثه الكفار فى الناس خداعا لهم ليسكتوا على المظالم المختلفة
    يقول كاتب المقال مبرهنا على القانون الكاذب :
    "أضرب مثالا لكي يصل المطلب إلى العموم:
    هذا المصباح في هذه الحجرة هو منبع النور، وعندما تنتشر أشعته تبدأ الأشعة بتسليط أنوارها على الفضاء الأقرب والمجاور، وبعد الفضاء الأقرب تضيء الأبعد فالأبعد إلى انتهاء وصول الأشعة، في أول الأمر يضيء المصباح ما حوله، وبعد ذلك يضيء مسافة مترين، وبعد ذلك يضيء مسافة عشرة أمتار، وبعد ذلك يصل إليَّ أنا الجالس فوق المنبر، كلَّما كان الشيء قريباً من منبع النور يصله النور أولاً، وفي الدرجة الثانية يصل النور إلى الأبعد من النقطة الأولى. ...
    محال عقلا أن يصل النور إلى مكاني وهو المكان الأبعد، وبعد ذلك يصل النور إلى المكان الأوسط، وبعد ذلك يصل النور إلى المكان المجاور للمصباح، هذه طفرة، وهي مستحيلة عقلا!
    هذا مثال ظاهري جسماني آخر:
    الشمس تضيء الفضاء المجاور حولها، وبعد ذلك تضيء الفضاء الأبعد فالأبعد إلى آخر امتداد أشعة الشمس، محال حينما تشرق الشمس أن تضيء المكان الأبعد فالمكان الأقرب، وكذلك محال أن تضيء البعيد والقريب في رتبة واحدة. ..."
    قطعا الأمثلة المضروبة لا علاقة لها بالبشر فنور الله وهو الوحى لا يماثله ضوء المصباح أو ضوء الشمس لأن الوحى لا يصل للكل كما يصل الضوء للأقرب فالأبعد وهم الجميع فنور الله بصل لمن يريد الإيمان به ومن لا يريد الإيمان لا يصل له كما قال تعالى :
    " ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور"
    ولذلك فإن إبلاغ الوحى للكل تكون نتيجته أن الوصول يكون لعدد قليل بينما الكثرة الغالبة تبعد عن الوحى وهو النور كما قال تعالى :
    " فأبى أكثر الناس إلا كفورا"
    ورتب الرجل على كلامه ما يلى:
    "وعلى ذلك فإنَّ نور الوجود، والحياة، والعلم، والقدرة، والهيبة، والهيمنة، والسلطنة، واليقينية، والكبريائية، والجبروتية، والجبَّارية، وكل الأنوار والكمالات اللامحدودة التي تتجلَّى من شمس قدس الإلوهية، تسطع على الماهيات (الحقائق) والممكنات وفي الأعيان الثابتة، فيتجلَّى النور على الماهية الأشرف قبل تجلّيه على الماهية الأخس؛ بمعنى أن الموجود الذي درجة وجوده أعلى يصله الكمال من مقام قدس الربوبية قبل الموجود الذي درجته أقل. ... الرتبة الوجودية للإنسان أشرف من الرتبة الوجودية للحيوان ... الرتبة الوجودية للحيوان أخس من الإنسان؛ الحيوان ليس له عقل وقوة الترقِّي؛ ولذلك لا يترقّى. النملة بعد مضي ألف قرن مازالت على حياتها الأولى، بيت النملة منذ ألفي سنة وإلى الآن على نفس الشكل، وكذلك بيت العنكبوت والنحلة، وأكلهم لم يتغير أيضا، الحيوان الذي يتغذَّى على البرسيم مازال غذاؤه على حاله. ... لكن الإنسان ليس هكذا، الإنسان في كل قرن يُواكب الترقّي الفكري والتدبر والتأمل بكل قوةٍ، فنجده دائما وفي كل مرحلة يطوِّر سكنه من البيوت الطينية إلى البيوت المبنية من حديد، ومن الممكن أن يصبح بعد قرن بصورة أحسن، وبعد قرنين بصورة أحسن وأفضل، الإنسان في كل شئونه الحياتية في حالة ترقٍّ وفكر وتأمل وتدقيق، وفي تقليب لأموره أعلى وأسفل، مثل أكل الإنسان قرناً بقرنٍ هو في تبدُّل وتحوُّل وتطوّر، هذه القوة الإدراكية ليست لدى الحيوان؛ لذلك الإنسان من جهته الوجودية هو أشرف من الحيوان. ... الحيوان من الجهة الوجودية أشرف من النبات أيضا، النبات ليس لديه حواس خمس، وليس لديه قوة النظر والسمع والتخيُّل والواهمة، لكن الحيوان لديه قوى خمس ظاهرية، ولديه رتبة من القوى الواهمة والمتخيلة، إذاً الحيوان من الناحية الوجودية أشرف من النبات، والنباتات من الناحية الوجودية هي أشرف من الجمادات. ..."
    والرجل هنا يتكلم كلاما مأخوذا من الفلاسفة وهو كلام باطل فطبقا للقرآن الحيوانات والنباتات لديها عقل وإلا كيف رفضت حمل الأمانة كما قال تعالى :
    إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا
    كما أنها تسبح أى تطيع أى تسلم لله فهى أعقل من الكفار كما قال تعالى :
    " وله أسلم من فى السموات والأرض"

    كما أن الله اعتبر الكفار أقل من تلك المخلوقات فقال :
    "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا "
    وحكاية الرتب هى كلام من لم يشاهد الخفاء أو يعلم به فلكى نسلم بتلك الرتب وهى أن الحيوان أفضل من النبات لابد أن نعايشهم ونسمع كلامهم لكى نحكم عليهم حكما صحيحا ولكننا جهلة بكلامهم وأفعالهم ومن ثم لا يمكن أن نحكم على أشياء لا نفهمها ولا نعايش حياتها تماما
    واعتبار الرجل ثبات بيوت الحيوانات وتغير بيوت البشر دليل على التقدم فى الرتبة ليس دليلا على التقدم لأن الدليل هو كلام الله كما قال تعالى :
    " وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"

    ومع هذا فإن أكثر البشر هم السفالة سفالة المخلوقات كما قال تعالى:" " ثم رددناه أسفل سافلين"
    فليس معظم البشر لهم تقدم على النبات والحيوان لأنهم اساءوا اختيار الدين
    ووصل الرجل من خلال أمثلته إلى نتيجة قال فيها:
    "النتيجة:
    بحكم قاعدة إمكان الأشرف فإنَّه محال أن يصل الوجود إلى الجمادات ولا يصل إلى النباتات، محال أن يصل الوجود والحياة إلى النبات ولا يصل إلى الحيوان في الرتبة القبلية، محال هذا الوجود والحياة أن يصلا إلى الحيوان، ولا يصل إلى الإنسان في الرتبة القبلية. ... الرتبة الوجودية لـ {حجَّة الله} أشرف من كل ما سوى الله ... محال أن يصل أفراد الإنسان الوجود، والحياة، والعلم، والقدرة، والجمال، والجلال، والكبريائية، وكل الكمالات من المبدأ الفيِّاض ونور الأحدية، ومن شمس الإلوهية، ولا يصل إلى الرتبة القبلية وهو الإنسان الكامل، ومنظِّم عالم الوجود، والعقل الفعّال، والكلمة القدسية و {حجَّة الله}. "
    والكلام السابق هو تكرار لفظى ومعنوى لما قاله سابقا ويصل بنا الرجل إلى كون الحجة هو من فوضه الله لإدارة كونه فقال :
    "كل التعابير في الاصطلاحات المختلفة لـ {حجَّة الله} لها معنى واحد مثل قصة لفظتي العنب والكَرْم، شيء واحد وله عدَّة ألفاظ، علماء فلسفة الإشراق يقولون "كلمة قدسية إلهية"، وعلماء فلسفة المشَّاء يقولون: "عقل فعَّال"، والحكماء البهلويوّن يقولون: "منظِّم عالم الوجود"، "صاحب الدار"، والعرفاء يقولون: "إنسان كامل"، وتقول الأديان: "حجَّة الله" (صلوات الله عليه)، وكلُّها بمعنى واحد. ...
    من المحال أن يكون الإنسان مظهر الأسماء الإلهية -والتي كل واحد منها هو مظهر الكمال- لكنَّها -أي مظهرية الأسماء الإلهية- لا تصل إلى الرتبة القبلية التي لابد أن تصل إليه وهو "الإنسان الكامل"، أي "حجَّة الله" (صلوات الله عليه)! ... إذاً طبق القاعدة العقلية "إمكان الأشرف" لابد أن يصل الوجود والعلم والحياة وسائر الكمالات إلى {حجَّة الله} قبل أن يصل إلى أفراد الإنسان الآخرين. ... وجود ما سوى الله بدون وجود {حجَّة الله} طفرة ... ولذلك إذا وُجِدَ فرد من أفراد بني الإنسان على الكرة الأرضية، لابد من وجود فرد آخر أيضا وهو الإنسان الكامل، حجَّة الله، منظِّم عالم الوجود، الكلمة القدسية، يكون ظاهراً في مظهر الله؛ لذلك لا يمكن أن تبقى الأرض بدون حجة الله (صلوات الله عليه)، ومادام يُوجد حيوان واحد على الكرة الأرضية، لابد من وجود إنسان في الرتبة القبلية، ولو خلت الكرة الأرضية من إنسان بصورة كلية سوف لن يوجد حيوان، وإذا خلت الكرة الأرضية من الحيوان بالمعنى الأعم محال أن يُوجد نبات. ..."
    وما قالله الرجل هنا مناقض لكتاب الله فالله خلق النبات والحيوان وسائر المخلوقات قبل الإنسان فقال :
    "ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم"
    ولذا بعد أن خلقه قال له اسكن الجنة حيث الحيوان والنبات فقال :
    " اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا منها حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة"

    ويكرر الرجل نفس المعانى مستشهدا بكلام الأئمة فيقول:
    " إذاً بحكم قاعدة إمكان الأشرف أو ممكن الأشرف، يصل الوجود في المرتبة المتقدِّمة للأشرف، وفي المرتبة المتأخرة للأخس، إذاً وجود الإنسان بدون الإنسان الكامل، ووجود الحيوان بدون إنسان، ووجود النبات بدون حيوان، ووجود الجماد بدون نبات يُعتبر طفرة، وبحكم القاعدة العقلية هو أمر محال. نتيجة برهان إمكان الأشرف وجود حجَّة الله ... نتيجة وجود فرد من أفراد الإنسان على الكرة الأرضية، هي أنه لابد من وجود فرد آخر وهو وجود حجَّة الله (صلوات الله عليه)، والكمالات التي من الممكن أن تُوجد في بني البشر، تُوجد في حجة الله (صلوات الله عليه) في رتبة سابقة، الآن المطلب العقلي والبرهاني إِن فهمته، نذهب إلى كلام الأئمة . ... كلام الأئمة مطابق لمنطق العقل ... أنا فداء تراب رجلك يا جعفر بن محمد الصادق! أنا نثار طريق أصحابك وتلامذتك يا إمامي الباقر! أنا فداء تراب قنبرك يا علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم) حيث قلت قبل ألف وأربعمائة سنة بين أناس جهلة لم يكن لهم نصيب من التعليم بلسان عامي، كل شخص يفهمه أن: ... {لو بقيت الأرض بلا حجَّة لساخت بأهلها}. ... لو بقي إثنان على الكرة الأرضية لكان أحدهما حجَّة الله. ... {الحجَّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق}. ... قال الإمام الحسن العسكري: ... {إن الأرض لا تخلو من حجَّة الله على خلقه إلى يوم القيامة}. ... قال: {إن الأرض لو خلت طرفة عين من حجَّة لساخت بأهلها}. ... قال الإمام جعفر الصادق: ... {لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت}. ... المراد من أهل الأرض ليس فقط بني الإنسان، بل الدود والزواحف هم أيضاً أهل الأرض، والبرسيم الذي ينمو، والمعادن الموجودة في قلب الأرض، والعناصر البسيطة والمركبة أولئك من أهل الأرض أيضاً، قالوا: ... {لو بقيت الأرض بلا حجَّة لساخت بأهلها}. ... لو بقيت آناً بدون الحجَّة (صلوات الله عليه) لهلك كل نوع من أهل الأرض! أي لن يبقى إنسان ولا حيوان ولا نبات، لن تبقى دابة ولا نبات، ولا حيوان زاحف ولا وحش ولا طير، لن يبقى شيء! ... إذا رأيت حيواناً يسبح في الماء، أو رأيت حيواناً يزحف في الصحراء، أو رأيت ورقة خضراء على الأرض، فأعلم أنَّ هذه الأرض فيها حجَّة الله، إنسان كامل، منظِّم الوجود، الكلمة القدسية، العقل الفعَّال، وحجَّة الله (صلوات الله عليه). هذا هو كلام أهل البيت وذلك هو منطق العقل، وكلام أهل البيت مطابق بصورة صحيحة لميزان العقل ومنطقه. ... نتيجة البحث هي أنَّ: ... {الحجَّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق} مطابق لميزان العقل! ... {لو بقيت الأرض بغير حجَّة لساخت أو لماجت أو لهاجت بأهلها} وذلك مطابق لمنطق العقل أيضاً! ... "
    والمستفاد من كلام الرجل هو أن الأئمة كلهم شخص واحد هو الحجة وهذا معناه أنهم ليسوا أئمة وإنما إمام واحد وتظل الأسئلة قائمة بلا جواب :
    من كان الحجة قبل الأئمة الإثنا عشر ؟
    ومن كان الحجة بعد موت أو اختفاء الحجة الثانى عشر ؟
    وكيف يكون حجة وهو خفى ؟
    وما هى الفائدة من وجوده فى ظل وجود رسالة وهى حكم الله ؟

  3. نظرات في مقال الطاقة الروحية: براهين من العالم الآخر
    صاحب المقال ياقوت الشرق وهو يدور حول وجود أدلة عن وجود الطاقة الروحية في دنيانا وهذه البراهين كما يخرف الرجل من العالم الأخر
    وحدثنا الكاتب عن اهتمام الناس من قرنين بالظواهر الروحية وهو كلام لا حقيقة له فالظواهر الروحية المزعومة موجودة في نفوس البشر في معظم العصور وعن ذلك قال :
    "في منتصف القرن التاسع عشر زاد الاهتمام بالظواهر الروحية حسنا حسنا كل ما يهمني أن اطلع على أفكار كلا الطرفين واترك الحكم للعامة , المهم أن نعرف العالمين , وقد عهدنا عالم المادة والتكنولوجيا وفهمنا نظريته عن ظهر قلب , الآن حان دور عالم البرزخ لنقتحم أبوابه ولنكشف أسراره ولنترك له فرصه ليعبر عن نفسه أكثر ويثبت إمكانياته وقدراته."
    الرجل يحدثنا عن عالم غيبى هو عالم البرزخ وهو أمر غير ممكن العلم به من قبل البشر بأى وسيلة غير الوحى الإلهى لأن الغيب لا يعلمه سوى الله كما قال تعالى :
    "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
    وتحدث الرجل عن حكاية في الغالب لم تحدث ولكن أشاعها أحدهم وهى عن طفلتين صغيرتين سمعتا دق وهما في منزلهما على احد الجدران فقامت احداهما بتقليد الدق فدق من خلف الجدار بنفس الدقات
    يحكى الرجل الحكاية التى اعتبرها مع الغرب سبب الاهتمام بالظواهر الروحية فقال :
    "صور لنشاط روحي
    الشقيقتان مرجريت وكاترين فوكس .. في سن الشباب
    اهتمام المفكرين والفلاسفة وبعض العلماء بالبحوث الروحية يعود لعصور قديمة , لكن في عصرنا الحديث , تعد حادثة الأختين مرجريت وكاترين فوكس عام 1848 بمثابة الشرارة التي أشعلت فضول وانجذاب بعض العلماء للمجال الروح وبحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت قد ظهرت في أمريكا وأوربا العديد من الجمعيات المعنية بالبحوث الروحية.
    قصة الشقيقتان فوكس وقعت في ليلة هادئة عندما انتبهت الطفلتان لأصوات دق مجهول المصدر على أثاث وأبواب منزلهما الريفي في قرية هايد سيفل بضاحية من ضواحي نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية .. واستمر الدق حتى قررت إحدى الطفلتين من باب الفكاهة والدعابة واللهو أن تقلد الصوت الغامض فقامت بدورها بالدق على الأثاث , ولشدة دهشتها جاء الرد على دقاتها بدقات مماثلة من الصوت الغامض , وهكذا توصلت الشقيقتان إلى وسيلة للتواصل مع ذلك الصوت الغامض عن طريق الدق .. وسرعان ما شاع الأمر وذاع في القرية , وجاء الجيران , وأجتمع الجند , وحضر راعي الكنيسة .. وبعد التأكد من صحة هذه الظاهرة أمكن التفاهم مع مصدر الدق والذي سرعان ما تبين بأنه روح غاضبة لرجل كان بائعا متجولا للخردوات , وأن الساكن السابق لهذا المنزل قتله طمعا في ماله ودفنه في المنزل وقام رجال الأمن بالبحث والتحري وجمع الأدلة وفحص المنزل وانتهي الأمر إلي إعلان صحة كل ما قالته الروح .. حيث تم العثور على جثة مدفونة فعلا في قبو المنزل .. وبعد إعادة دفنها في مقابر القرية أعلنت الروح ارتياحها وشكرها للطفلتين مرجريت وكاترين .."
    قطعا لا وجود لأرواح الموتى في أرضنا لأن الله نفى عودتها فقال :
    " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "

    والحكاية عن كانت قد حدثن فتفسيرها هو أن القاتل أو أحد اكتشف الجثة وكان يريد اخبار الناس دون أن يتهم بالقتل فقام بعمل حكايات الدق ولما عرف الناس بها هرب تاركا المكان أو اختلط بمن جاءوا ليعرفوا بوجود جثة المقتول
    وحدثنا الرجل عن احتفال الجمعيات الروحية بهذه الحادثة فقال :
    "حتى هذا اليوم يحتفل أنصار الظواهر الروحانية بذكرى هذه الحادثة باعتبارها أول حدث روحي قامت على أساسه الدراسات الروحية الحديثة , وقد احتفلت المعاهد الروحية بأمريكا باليوبيل المئوي لهذا الحادث في عام 1948 حيث وزعت الكتيبات التي تسجل الأنشطة الروحية والدراسات المعملية في مختلف أنحاء العالم .. "
    وتحدث عن حكايات استحضار ال{واح التى قام بها كبار القوم فقال :
    "ليس هذا فحسب , بل تم أيضا عقد الجلسات روحية علنا وفي إضاءة عادية مثلما حدث في قاعه كنجزواي في يونيه 1946 تحت إشراف لورد دونج مارشال الطيران الذي كسب معركة بريطانيا الجوية في الحرب العالمية الثانية.
    في ذلك الاجتماع المدهش تم استحضار الأرواح وتتابع الخطباء من الموتى بأصواتهم التي عرفوا بها يوما في حياة المادة .. وشهد على سلامتها وصحتها جميع الحاضرين .. وفي ختام الاجتماع قال اللورد دونج مايلي:
    ((إن الأمر جد لا هزل وانه لا دجل ولا شعوذة ولا سحر .. وإنما هو نجاح للجمع بين عالمين مؤكد وجودهما .. عالم الروح وعالم المادة)).
    ولم تتوقف الدلائل على صحة ما حدث في ذلك الاجتماع على الأصوات , بل تعدتها إلى تصوير الأرواح واخذ بصماتها! والتي اختص بها الدكتور مايرز طبيب الأسنان الانجليزي بآلة تصوير عاديه وتحت ظروف ضوئية خاصة وكذلك جورج لندس جونسون عضو الجمعية الفوتوغرافية الملكية الانجليزية الذي صنع آلة تصوير خاصة لتصوير الأرواح. "
    قطعا اثبات وجود أرواح الموتى في أرضنا هو دجل وشعوذة ولا علاقة له بالعلم وإن فعله كبار الرجال في مجتمعاتهم لأن الميت لا يمكن لأحد الشعور به ولا يمكن سماع ركزه وهو صوته كما قال تعالى:
    " وكم أهلكنا من قرن هل تحس منها من أحد أو تسمع لهم ركزا"
    ويستدل الرجل على صحة الأمر بأنها تجارب حقيقية فيقول مستشهدا بقول أحد كبار الكاذبين:
    "وقد يظن البعض بأن تلك التجارب قام بها أشخاص مغمورين أو أدعياء علم , لكن الوقائع تثبت قيام بعض العلماء المرموقين , ومنهم من فاز بجائزة نوبل , بالاهتمام بالعلم الروحي والقيام بتجارب في هذا المجال أحيانا , أحد هؤلاء العلماء النوابغ كان الدكتور آرثر كومبتون رئيس المجمع العلمي الأمريكي الحائز على جائزة في بحوث الذرة حيث يقول: ((أنا لا أعني في معلمي بإثبات حقيقة الحياة بعد الموت. ولكني أصادف كل يوم قوى عاقلة تجعلني أحس إزاءها انه يجب أن اركع احتراما لها فلو أني أوقدت شمعه ثم أطفأتها على الفور بنفخة من فمي فأني لا أكون قد أبدت ضوئها .. انك لن ترى هذا الضوء بعينك المجردة ولكن لهب هذه الشمعة الضئيل سيظل مجنحا في الفضاء لمدى سنين ضوئية لا عدد لها .. فإذا كنت لا استطيع أن أبيد ضوء شمعة أوقدتها بنفسي ثم أطفأتها فكم يكون سخيفا أن تظن أن شخصيه الإنسان تنعدم وتباد بسبب ذلك الموت الفيزيقي))."
    وتحدث عن أن الحديث عن الظواهر الروحية الكاذبة انتقل إلى وسائل الإعلام الحديثة فقال :
    "وبتطور التكنولوجيا انتقلت العلوم والظواهر الروحية إلى البرامج التلفزيونية فأصبحت تذيع على العالم مظاهرا لأنشطة روحية لخوارق تحدث نهارا وعيانا أمام أجهزة التصوير التلفزيوني .. كما حدث أخيرا في تليفزيون فرنسا من قبل وسيط استطاع تحريك أدوات المائدة من ملاعق وشوك وسكاكين .. وتناقلت معظم تلفزيونات العالم نشر مثل هذه الحوادث .."
    وما يحكيه الرجل هنا هو مجرد خدع فلا أحد يقدر على مخالفة القوانين التى وضعها الله في كتابه
    وحدثنا ‘ن أن لعنة الفراعنة الذين لا وجود لهم لأن اسم فرعون هو اسم لفرد واحد عاش موسى0ص) في عصره وليس لقب للملوك كما يزعمون لأن حاكم مصر في عهد يوسف(ص) كان يبطلق عليه الملك وليس الفرعون دليل أخر على وجود الطاقة الروحية وفى ذلك قال :
    "طاقات روحيه سببت لعنه الفراعنة
    لعنة مقبرة توت عنغ آمون هي الأشهر .. مما حير العالم وأثار دهشته واستغرابه هي ظاهرة (لعنه الفراعنة) حيث أصيب كل من اعتدي على حرماتها أو حاول هتك أسرارها بالانهيار والموت والهلاك .. وما أكثر الحوادث التي وقعت والمصائب التي عمت كل من حاول العدوان علي هؤلاء الفراعنة أو خدش كبريائهم بعد أن ماتوا منذ عدة آلاف من السنين. فلقد نشرت مثلا مجله سايك نيوز في عددها الصادر في 19 يوليو 1947 بأنه منذ بضع سنوات كتبت صحف لندن عن مومياء موجودة في المتحف البريطاني وهذه المومياء لكاهنة من كهنة آمون رع عاشت وقضت في "طيبة" منذ أكثر من 1500 عام قبل الميلاد وظلت هذه المومياء دفينة الثرى حتى عثرت عليها بعثة بريطانية عام 1860 عن طريق رجل عربي باعها لقاء دراهم معدودة قليلة في مدينه الأقصر ومنذ أن دخلت هذه المومياء في حوزتهم توالت عليهم عوامل النحس والموت متتابعة ففي أثناء عودتهم أصابت رصاصه طائشة مجهولة المصدر ذراع احدهم وأدت إلى بترها وعند وصولهم إلى القاهرة نمي إلى علم صاحب المومياء التي اشتراها انه قد خسر كل ثروته , ومات رجل ثالث من رجال البعثة مقتولا , أما رابعهم فقد أصابه النحس والفقر وأصبح لا يملك شيئا.
    لورد كارنافون .. اشهر ضحايا لعنة الفراعنة
    ولما وصلت هذه المومياء مدينة لندن حفظت في منزل زارته مدام بلافكسي إحدى مشاهير الصوفية .. وكانت ذات موهبة روحيه شفافة .. فشعرت في الحال عند رؤيتها المومياء أن تابوتها محاط بقوة قاتلة خفية .. ونصحت صاحبها أن يتخلص منها ولكنه سخر من هذا الرأي وأرسل المومياء إلى محل مصور في شارع بيكر لتصويرها وفي خلال أسبوع من ذلك رجع المصور في حالة شديدة من الذعر قائلا: أن آلة التصوير قد التقطت حين تصوير المومياء وجه امرأة مصريه حية ثم قضى نحبه فورا دون أي عارض مرضي.
    ونشرت (الايفننج نيوز) قصة مومياء احضرها مستر (د. هـ) ادموندز حيث باعها فورا إلى احد هواه الآثار المصرية الذي حفظها في خزانة خاصة في منزله .. ومنذ ذلك الوقت لم يبق خادم بالمنزل! إذ قال جميع الخدم الذين حضروا وتركوا الخدمة أنهم كانوا يرون شبحا يداوم الصعود والنزول على سلم المنزل ويقول السير ولاس بدج احد كبار علماء التاريخ وصاحب المؤلفات الشهيرة والقائم على حفظ الآثار المصرية بالمتحف البريطاني أن مستر ستيد مساعده اخبره انه رأى أرواحا حول توابيت الموتى,, ولا اشك ان ما حدث عند اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ونشر في جميع أنحاء العالم هو الأغرب والأشهر من بين جميع قصص لعنة الفراعنة لغرابته .. فعندما عثر (هوارد كارتر) العالم والمنقب البريطاني بعد بحث دام سبع سنوات على مقبرة توت عنخ آمون فانه أرسل يستدعي اللورد كارنافون ممول بعثة البحث ليكون أول من يدخل المقبرة بعد أن تفتح أمامه .. وبمجرد دخوله أحس اللورد بما يشبه وخزة ظن أنها مجرد ناموسة (بعوضة) .. إلا انه مات عند منتصف الليل تماما .. وانقطع التيار الكهربائي عن القاهرة كلها لحظة وفاته واستمر مقطوعا مدة ساعة دون سبب معروف. وفي نفس اللحظة عوى كلب اللورد في لندن عواء غريبا قويا ومستمرا ومات بعد فترة وجيزة .. كما مات السير ارشيبولد دوجلاس أخصائي الأشعة السينية الذي صور المومياء .. وكذالك كل من ساهم في عملية إزعاج مومياء توت عنخ آمون بعد أن تحولت حياتهم إلى نحس متواصل."
    وكل ما يحكى أكاذيب لا أصل لها فلا وجود للعنة بسر من قبل بشر فاللعنة هى لعنة الله على بعض البشر وهى عقوبة كتحويل أجسامهم لجسام حيوانات كما حول بعض بنى إسرائيل إلى أجسام قردة وأجسام خنازير وفى هذا قال تعالى :
    "قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ"
    ولكى تكون تلك اللعنة موجودة فلابد من أن تحدث مع كل الجثث التى استخرجت من تلك المقابر وهى بالآلاف ولابد أن يحدث لكل من شارك في اكتشافها واستخراجها نفس ما جرى في الحوادث الثلاث التى لم تحدث ولكن نسبة واحد فى المائة لا تعد لعنة ولا تعد إثبات لشىء فلو كانت لعنة موجودة بالفعل لوجب أن يحتفى كل البشر الذين شاركوا في اكتشاف المومياوات وحتى من شاهدوها من الناس

  4. حديث عن مرض الصرع
    الصرع هو أحد الأمراض الجسدية ويعرف طبيا بالتالى :
    "الصرع - ويُسمى كذلك باضطراب النوبات - هو حالة مرضية دماغية تُسبب الإصابة بنوبات صرع متكررة"
    الصرع طبيا مرض جسدى متعلق بخلل فى عمل الدماغ والله أعلم هل متعلق بخلل فى الدماغ أم متعلق بخلل عصبى فى عمل عضلات الجسم لأن ما يحدث هو ارتعاشة قوية جدا لدرجة لا يمكن لمن يحتضن المصروع أن يوقفها حتى ولو كان المصروع طفل صغير
    أقول هذا بناء على خبرة اكتسبتها من خلال تلميذة كانت لدى فى الفصل لعدة سنوات كانت تأتيها النوبات أحيانا ونحن فى الحصص
    وطبيا أسبابه يمكن تحديدها عند البعض ولا يمكن تحديدها عند البعض الأخر وهو ما يتناقض مع التعريف الطبى الذى يقرر أنها لها علاقة بالدماغ وفى هذا قال موقع مايو كلينك الطبى :
    " توجد أنواع عديدة للصرع ويمكن تحديد سببه عند بعض الأشخاص. وفي حالات أخرى يكون سببه مجهولاً."
    إذا ما زال الطب عاجزا معرفيا عن معرفة أسباب المرض كلها فهم يعرفون البعض
    وقد وصفت بعض الروايات المنسوبة للدين زورا بعض أعراض المرض وهى التكشف فالمريض من خلال اهتزازه القوى يكشف نفسه والمراد يكشف بعضا من جسمه كما جاء فى الروايات التالية:
    6- بَابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ مِنَ الرِّيحِ.
    5652- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي ، قَالَ : إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ , فَقَالَتْ : أَصْبِرُ ، فَقَالَتْ : إِنِّي أَتَكَشَّفُ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ ، فَدَعَا لَهَا.
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ : أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ الْمَرْأَةَ الطَّوِيلَةَ السَّوْدَاءَ ، عَلَى سِتْرِ الكَعْبَةِ.
    6663- [54-2576] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ أَبُو بَكَرٍ ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي ، قَالَ : إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قَالَتْ : أَصْبِرُ ، قَالَتْ : فَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا."
    والخطأ فى الرواية التى لم تحدث هو تخيير المرأة بين الشفاء وبين الصبر بالدعوة والدعوة حتى لو كانت دعوة نبى معرضة للرفض والقبول وليس للاستجابة وهى القبول فقط كما رفض الله دعوة نوح(ص) فى ابنه ودعوة إبراهيم(ص) فى أبيه ودعوة محمد(ص) وصحبه فى الغفران للمشركين والمنافقين
    ومريض الصرع لا يمكنه الله من الصبر أو عدم الصبر لأن النوبات تحدث فى غياب الوعى الذى هو مناط الصبر
    وفى العهد الجديد وصفت أعراض الصرع بأنها الزبد وهو اخراج روال أبيض من الفم والإصرار على الأسنان وتيبس الجسم وهو ما جاء فى سفر مرقس حيث قال :
    "يسوع يشفى صبياً فيه شيطان
    14 وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى بَاقِي التَّلاَمِيذِ، رَأَوْا جَمْعاً عَظِيماً حَوْلَهُمْ وَبَعْضَ الْكَتَبَةِ يُجَادِلُونَهُمْ. 15 وَحَالَمَا رَآهُ الْجَمْعُ، ذُهِلُوا كُلُّهُمْ وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ. 16 فَسَأَلَهُمْ: «فِيمَ تُجَادِلُونَهُمْ؟» 17 فَرَدَّ عَلَيْهِ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، أَحْضَرْتُ إِلَيْكَ ابْنِي وَبِهِ رُوحٌ أَخْرَسُ، 18 حَيْثُمَا تَمَلَّكَهُ يَصْرَعُهُ، فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَتَيَبَّسُ وَقَدْ طَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ يَطْرُدُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا». 19 فَأَجَابَهُمْ قَائِلاً: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ! إِلَى مَتَى أَبْقَى مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ!» 20 فَأَحْضَرُوهُ إِلَى يَسُوعَ. فَمَا إِنْ رَآهُ الرُّوحُ، حَتَّى صَرَعَ الصَّبِيَّ، فَوَقَعَ عَلَى الأَرْضِ يَتَمَرَّغُ مُزْبِداً. 21 وَسَأَلَ أَبَاهُ: «مُنْذُ مَتَى يُصِيبُهُ هَذَا؟» فَأَجَابَ: «مُنْذُ طُفُولَتِهِ. 22 وَكَثِيراً مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتَ تَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَأَشْفِقْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا!» 23 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «بَلْ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تُؤْمِنَ، فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَى الْمُؤْمِنِ!» 24 فَصَرَخَ أَبُو الصَّبِيِّ فِي الْحَالِ: «أَنَا أُومِنُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي». 25 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ الْجَمْعَ يَرْكُضُونَ مَعاً، زَجَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلاً لَهُ: «أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ، إِنِّي آمُرُكَ، فَاخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَعُدْ تَدْخُلُهُ بَعْدُ!» 26 فَصَرَخَ الرُّوحُ وَصَرَعَ الصَّبِيَّ بِشِدَّةٍ، ثُمَّ خَرَجَ. وَصَارَ الصَّبِيُّ كَأَنَّهُ مَيْتٌ، حَتَّى قَالَ أَكْثَرُ الْجَمْعِ: «إِنَّهُ مَاتَ!» 27 وَلكِنْ لَمَّا أَمْسَكَهُ يَسُوعُ بِيَدِهِ وَأَنْهَضَهُ، نَهَضَ.
    28 وَبَعْدَمَا دَخَلَ يَسُوعُ الْبَيْتَ، سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى انْفِرَادٍ: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نَطْرُدَ الرُّوحَ؟» 29 فَأَجَابَ: «هَذَا النَّوْعُ لاَ يُطْرَدُ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ!»"
    وقطعا الحكاية كاذبة حيث تعيد المرض إلى روح نجسة تتلبس الفتى وهو كلام بعيد عن الحقيقة فالجن لا يقدرون على الدخول فى أجسام الناس كما أن الله لم يعط المسيح(ص) معجزة شفاء المصروع وإنما الأكمه وهو الأعمى والأبرص كما قال تعالى :
    " وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله"
    وقدم أحد الأطباء نصائح لوالدى الطفل المصاب بالصرع فقال :
    ـ"ــ يجب على الوالدين شرح الحالة للطفل بطريقة مبسطة وأن الحالة ليست خطيرة، وأن الدواء سوف يمنع الحالة من الظهور عند الانتظام على تناوله.
    -يجب الإجابة على جميع الأسئلة التي يقوم بطرحها الطفل.
    ــ عدم تعويد الطفل على الخجل من مرضه حتى لو أصابته النوبة التشنجية داخل المدرسة أو الملعب.
    ـــ عدم إخفاء المرض عن الأصدقاء، بل يجب توضيح الأمر لهم والشرح لهم عن كيفية التصرف عند حدوث النوبة.
    ـــ معاملة الطفل كبقية أفراد الأسرة من حيث الحقوق والواجبات.
    ـــ غرس الثقة في نفس المريض بالصرع.
    -عدم المبالغة في حماية مريض الصرع حتى لا تتقيد حريته ولا تتأثر سلامة نموه النفسي.
    ــ عند دخوله الحمام ينبغي عدم قفل الباب وكذلك عدم ملء البانية بالماء."
    وأوضح الطبيب كيفية التعامل مع النوبات فقال :
    "كيفية التصرف عند حدوث النوبة التشنجية:
    -كن هادئاً ولا تَفزع وتُفزع الآخرين معك.
    ـــ ضع الطفل على الأرض إذا كان في مكان عالي.
    ـــ لا تحاول ربط الطفل أو منعه من الحركة أثناء النوبة.
    ـــ لا ترشه بالماء.
    ـــ أبعد أي أجسام حادة أو صلبه عن المكان مثل النار و الأدوات الزجاجية.
    ـــ ساعده على الاضطجاع على جنبه كي لا يختنق من اللعاب.
    ـــ لا تضع أي شيء صلب في الفم فقد يؤذيه.
    ــــ فك الأزرار حول الرقبة.
    ـــ لا تحاول إعطائه أي علاج بالفم أثناء النوبة ..
    ــــ إذا استمرت النوبة (وليس الإغماء الذي يتبعها) أكثر من عشر دقائق فعليك بأخذه لأقرب إسعاف."
    وبعض من هذه النصائح يقدم أطباء أخرون وجهات نظر أخرى ففى كتاب دليل الوالدين كتب طبيب الأطفال حسين كامل بهاء الدين مطالبا بوضع ملعقة أو شىء صلب بين أسنان المصروع حتى لا يعض لسانه فيقطعه أو يبتلعه وهو عكس ما طلبه الطبيب الناصح
    والنصيحة بعدم منع المصروع من الحركة فى النوبة ليست نصيحة سليمة لأن النوبات لا تحدث إلا نادرا والمصروع على السرير فى مكان طرى فهى تحدث فى أماكن تتواجد بها أرض صلبة وأثاث وغيره ومن ثم يجب عدم ترك المريض يتحرك فى ذلك المكان الذى فيه أسباب كثيرة لجرحه
    والملاحظ فى الصرع هو :
    أنه غيبوبة نفسية فالمريض لا يدرى بما يحدث له ولا يعرف أى شىء عما يحدث إلا بعد أن يفوق ويحكى الحاضرون له الأحداث
    ومن ثم فالعملية هى عملية نوم ولكنه نوم حركى متسارع تغيب فيه النفس وهو الوعى تماما عن المريض
    وفى كثير من الحالات يتم شفاء المصروع دون علاج بمجرد أن يكبر فى السن
    قطعا من حق مريض الصرع أو مريضة الصرع أن يتزوج ولكن على أهل المصروع أو المصروعة أو على المصروع والمصروعة إخبار الطرف الثانى به لكى يستطيع التصرف إذا حدثت نوبات له أو لها فى أثناء الحياة الزوجية

  5. نظرات فى كتاب آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الأمرد
    مؤلف أو جامع الكتاب عبد الرحمن بن صالح السديس وهو يدور حول أراء جمعها من كتب ابن تيمية فى موضوع الأمرد فقال:
    "فهذه بعض الفوائد ، والأحكام المتعلقة بالأمرد ، جمعتها من كلام الحبر البحر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فقد رأيته من أكثر أهل العلم كلاما على أحكامه..
    وفي هذه الأيام كثرة مخالطة المرد في شتى الميادين ، ووقع شيء من الخلل عند بعض الناس لعدم مراعاتهم لبعض الأمور التي نبه عليها أهل العلم .. و رأيت الحاجة ماسة إلى نشر مثل هذا لعل الله أن ينفع بها ."

    واستهل الكتاب بمعنى الأمرد فقال :
    "[تعريفه : (ليس لابن تيمية)
    قال في القاموس ص 407 : والأمردُ : الشابُ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لحيته. ونحوه في لسان العرب 3/401.]"
    ومعناه حسب التعريف هو الشاب فى بداية المراهقة أو سن البلوغ
    ثم تحدث عن حكم النظر له فقال :
    "[حكم النظر إلى الأمرد]
    قال في مجموع الفتاوى 15 / 374 :
    .. فإذا كان في ظهور الأمة ، والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك ... وهكذا الرجل مع الرجال ، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء ، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها ، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حسانا تختشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك ، كما ذكر ذلك العلماء.
    قال المروذي: قلت لأبى عبدالله يعنى ـ أحمد بن حنبل ـ الرجل ينظر إلى المملوك ؟

    قال: إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء .
    وقال المروذي: قلت لأبي عبدالله رجل تاب ، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية ؛ إلا أنه لا يدع النظر ؟!
    فقال: أي توبة هذه ؟! قال جرير: سألت رسول الله (ص)عن نظرة الفجأة ؟
    فقال: اصرف بصرك "."

    وهذا الكلام عن النظر لطفل أو شاب هو كلام خاطىء فنظر الرجال للرجال مباح طالما بلا رغبة فى الحرام والطبيعى فى الشهوة هو نظر الرجل للمرأة والمرأة للرجل كما قال تعالى ناهيا إياهم عن النظر :
    " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"

    وقال :
    " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"

    وتحدث الرجل ناقلا كلمة خاطئة عن زنى الرجال بالرجال مسميا إياهم اللوطيون ولوط(ص) لم يفعلها وإنما فعله قومه فقال :
    "وقال ابن أبى الدنيا بإسناده عن أبى سهل الصعلوكي قال:
    سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف:
    صنف ينظرون ، وصنف يصافحون ، وصنف يعملون ذلك العمل ."

    والقول عن وجود أصناف زناة بالرجال من الأمة المسلمة هو علم بالغيب لا يعلمه سوى الله كما قال تعالى "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو"
    فضلا عن أن من يرتكب تلك الجرائم ولا يتوب منها يكون كافرا وليس مسلما
    وتحدث ناقلا كلام ابن تيمية :
    ".. ووقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب ، فدلها ، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه ، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه ، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها ، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه ؟
    فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان ، ومع الغلام شيطانان ، فخشيت على نفسي شيطانية."

    والرواية تدل على جهل القائل فليس مع المرا’ شيطان ومع الفتى شيطانان فالشيطان هو فى داخل كل واحد منا وليس خارجه كما قال تعالى :
    " ولقد خلقنا الإنسان ونعام ما توسوس به نفسه"

    وتحدث عن اتهام من يكثر النظر للفتيان فقال:
    "وروى ابن الجوزي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه.
    وقد روى في ذلك أحاديث مسندة ضعيفة ، وحديث مرسل أجود منها ، وهو ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله (ص)، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي (ص)ورواء ظهره ، وقال: كانت خطيئة داود في النظر"."

    هذا حديث منكر "
    والحديث منكر باطل لأن ما اتهم به اليهود داود(ص) كان النظر إلى زوجة جندى وهو برىء مما ذكر فى العهد القديم من النظر لزوجة غيره والعمل على قتل زوجها والزنى بها والعياذ بالله
    ثم قال :
    "وأما المسند فمنها ما رواه ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي (ص)أنه قال:" من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما"."
    والحديث باطل فلا يوجد حبس مؤقت فى النار 40 سنة ولا غيرها لأن الحبس دائم كما قال تعالى :
    " وما هم بخارجين من النار"
    ثم قال:
    وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس عن رسول الله (ص)أنه قال:" لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".
    إلى غير ذلك من الأحاديث الضعيفة . اهـ بتصرف."

    والحديث باطل فأبناء الملوك كأبناء بقية الناس كلهم عرضة للشوق إليهم من الكفرة الزناة
    وكرر الكلام المنقول عن ابن تيمية فى حرمة النظر بشهوة إلى الشاب الأمرد فقال:
    "وقال في مجموع الفتاوي 15/419و 21/251:
    ومن كرر النظر إلى الأمرد ، ونحوه أو أدامه ، وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك ، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك ، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره ..
    وانظر: (الاختيارات ص290)
    وقال في مجموع الفتاوي 21/245:
    والنظر إلى وجه الأمرد لشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم ، والمرأة الأجنبية بالشهوة ، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء ، أو شهوة التلذذ بالنظر ، فلو نظر إلى أمه ، وأخته ، وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام ، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
    وقول القائل: إن النظر إلى وجه الأمرد عبادة كقوله إن النظر إلى وجوه النساء أو النظر إلى وجوه محارم الرجل كبنت الرجل وأمه وأخته عبادة ومعلوم أن من جعل هذا النظر المحرم عبادة كان بمنزلة من جعل الفواحش عبادة قال تعالى{وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [(28) سورة الأعراف]

    ومعلوم أنه قد يكون في صور النساء الأجنبيات ، وذوات المحارم من الاعتبار ، والدلالة على الخالق من جنس ما في صورة المرد فهل يقول مسلم : إن للإنسان أن ينظر بهذا الوجه إلى صور نساء العالم ، وصور محارمه ويقول: إن ذلك عبادة ؟!
    بل من جعل مثل هذا النظر عبادة فإنه كافر مرتد يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل ، وهو بمنزلة من جعل إعانة طالب الفواحش عبادة ، أو جعل تناول يسير الخمر عبادة ، أو جعل السكر بالحشيشة عبادة فمن جعل المعاونة على الفاحشة بقيادة ، أو غيرها عبادة ، أو جعل شيئا من المحرمات التي يعلم تحريمها من دين الإسلام عبادة فإنه يستتاب فإن تاب ، و إلا قتل وهو مضاهٍ للمشركين الذين إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون..
    وقال في مجموع الفتاوي 15/415-419"

    وكرر نفس المعنى من خلال نقل الفقرة التالية فقال:
    "النوع الثاني من النظر: كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية فهذا أشد من الأول كما أن الخمر أشد من الميتة والدم ولحم الخنزير وعلى صاحبها الحد وتلك المحرمات إذا تناولها مستحلا لها كان عليه التعزير لأن هذه المحرمات لا تشتهيها النفوس كما تشتهى الخمر وكذلك النظر إلى عورة الرجل لا يشتهى كما يشتهى النظر إلى النساء ونحوهن وكذلك النظر إلى الأمرد بشهوة هو من هذا الباب وقد اتفق العلماء على تحريم ذلك كما اتفقوا على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم بشهوة ، والخالق سبحانه يسبح عند رؤية مخلوقاته كلها ، وليس خلق الأمرد بأعجب في قدرته من خلق ذي اللحية ، ولا خلق النساء بأعجب في قدرته من خلق الرجال فتخصيص الإنسان بالتسبيح بحال نظره إلى الأمرد دون غيره كتخصيصه بالتسبيح بالنظر إلى المرأة دون الرجل وما ذاك لأنه أدل على عظمة الخالق عنده ولكن لأن الجمال يغير قلبه وعقله وقد يذهله ما رآه فيكون تسبيحه لما حصل فى نفسه من الهوى كما أن النسوة لما رأين يوسف أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما ذها بشرا إن هذا إلا ملك كريم..
    فلهذا الفرقان افترق الحكم الشرعي فصار النظر إلى المردان ثلاثة أقسام :
    أحدها : ما تقترن به الشهوة فهو محرم بالاتفاق.

    و الثاني: ما يجزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن ، وابنته الحسنة ، وأمه الحسنة ، فهذا لا يقترن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس ، ومتى اقترنت به الشهوة حرم ، وعلى هذا نظر من لا يميل قلبه إلى المردان كما كان الصحابة وكالأمم الذين لا يعرفون هذه الفاحشة فإن الواحد من هؤلاء لا يفرق من هذا الوجه بين نظره إلى ابنه وابن جاره وصبي أجنبي لا يخطر بقلبه شيء من الشهوة لأنه لم يعتد ذلك وهو سليم القلب من قبل ذلك..
    [القسم الثالث] : وإنما وقع النزاع بين العلماء في القسم الثالث من النظر ، وهو النظر إليه بغير شهوة لكن مع خوف ثورانها ففيه:
    وجهان في مذهب أحمد أصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره: أنه لا يجوز.(الاختيارات ص290).
    والثاني: يجوز لأن الأصل عدم ثورانها ، فلا يحرم بالشك بل قد يكره .
    والأول هو الراجح. كما أن الراجح في مذهب الشافعي ، وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز ، وإن كانت الشهوة منتفية لكن لأنه يخاف ثورانها ، ولهذا حرم الخلوة بالأجنبية لأنه مظنة الفتنة ، والأصل أن كلما كان سببا للفتنة فإنه لا يجوز فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة ، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرما إلا إذا كان لحاجة راجحة مثل نظر الخاطب ، والطبيب ، وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة ، وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز.. "

    إذا النظر للشاب ألأمرد مباح طالما كان لضرورة وأما إذا كان لشهوة الحرام فهو محرم
    ثم تحدث عن مجالسة الشاب ال/رد عند ابن تيمية فقال :
    "[مخالطة الأمرد ، ومجالسته ]
    وقال في مجموع الفتاوي 15/374 :
    وقال ابن أبي الدنيا :حدثني أبي وسويد قالا حدثنا إبراهيم بن هراسة عن عثمان بن صالح عن الحسن بن ذكوان قال: (لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء ، وهم أشد فتنة من العذارى).
    وهذا الاستدلال والقياس والتنبيه بالأدنى على الأعلى وكان يقال : لا يبيت الرجل في بيت مع الغلام الأمرد.
    وقال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون مجالسة الأغنياء وأبناء الملوك، وقال: مجالستهم فتنة إنما هم بمنزلة النساء .
    وروى أبو الشيخ القزويني بإسناده عن بشر أنه قال: احذروا هؤلاء الأحداث .
    وقال فتح الموصلي: صحبت ثلاثين شيخا كانوا يعدون من الأبدال كلهم أوصاني عند مفارقتي له اتق صحبة الأحداث ، اتق معاشرة الأحداث .
    وكان سفيان الثوري لا يدع أمرد يجالسه .

    وكان مالك بن أنس: يمنع دخول المرد مجلسه للسماع فاحتال هشام ـ يعني ابن عمار ـ فدخل في غمار الناس مستترا بهم وهو أمرد ، فسمع منه ستة عشر حديثا ، فأخبر بذلك مالك فضربه ستة عشر سوطا فقال هشام ليتني سمعت مائة حديث وضربني مائة سوط .
    وكان يقول: هذا علم إنما أخذناه عن ذوي اللحى ، والشيوخ فلا يحمله عنا إلا أمثالهم .
    وقال يحيى بن معين: ما طمع أمرد أن يصحبني ولا أحمد بن حنبل في طريق.
    وقال أبو علي الروذباري: قال لي أبو العباس أحمد بن المؤدب: يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث ، ـ وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور ـ ؟
    فقال: هيهات قد رأينا من هو أقوى منهم إيمانا إذا رأى الحدث قد أقبل نفر منه كفراره من الأسد ، وإنما ذاك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها فيأخذها تصرف الطباع ، ما أكثر الخطأ ، ما أكثر الغلط .
    قال الجنيد بن محمد: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل معه غلام أمرد حسن الوجه ، فقال له: من هذا الفتى ؟ فقال الرجل: ابني ، فقال: لا تجىء به معك مرة أخرى ، فلامه بعض أصحابه في ذلك فقال أحمد: على هذا رأينا أشياخنا ، وبه أخبرونا عن أسلافهم .
    وجاء حسن بن الرازي إلى أحمد ، ومعه غلام حسن الوجه ، فتحدث معه ساعة ، فلما أراد أن ينصرف قال له أحمد: يا أبا علي لا تمش مع هذا الغلام في طريق !
    فقال: يا أبا عبدالله إنه ابن أختي . قال: وإن كان لا يأثم الناس فيك."

    وكل الحديث السابق لا أصل له فى تجريم مجالسة الشبان المرد فيجب مجالستهم لتعليمهم الحق وليس تركهم جهلة يعصون الله دون معرفة
    ومجالسة الأمرد هو كمجالسة أى رجل من الرجال لأن الشهوة كانت تثور عند قوم لوط(ص) من خلال الرجال كلهم وليس المرد منهم وفى هذا قال تعالى على لسان لوط(ص):
    " إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون"
    فالعيب ليس فى الشبان المرد وإنما العيب فى الرجال الذين لا يملكون شهوتهم عند رؤيتهم
    وتحدث عن تواجد الشبان المرد فى أماكن سماها بأماكن الفتنة وهى تسمية خاطئة فقال:
    "[خروج الأمرد إلى أماكن الفتنة ]
    وقال في مجموع الفتاوي 15/418
    وكذلك المردان الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزقة التي يخاف فيها الفتنة إلا بقدر الحاجة ... ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب ، ولا من رقصه بين الرجال ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس والنظر إليه كذلك..
    [تبرج الأمرد]
    وقال في مجموع الفتاوي 15/418:
    فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج.
    وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 28/20:
    وعليهم أن يأتمروا بالمعروف ، ويتناهوا عن المنكر ،ولا يدعوا بينهم من يظهر ظلما أو فاحشة ولا يدعوا صبيا أمرد يتبرج ، أو يظهر ما يفتن به الناس ، ولا أن يعاشر من يتهم بعشرته ، ولا يكرم لغرض فاسد..
    وقال في مجموع الفتاوي 28/370 :
    فإذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجال أو على النساء منع وليه من إظهاره لغير حاجة ، أو تحسينه لاسيما بتبرجه في الحمامات ، وإحضاره مجالس اللهو والأغاني فان هذا مما ينبغي التعزير عليه ."

    قطعا كل مكان يوجد فيه الإنسان هو مكان فتنة سواء بالخير أو بالشر كما قال تعالى :
    " ونبلوكم بالشر والخير فتنة"

    فحتى وجود الإنسان مع نفسه يكون فتنة كمن يستمنى بيده ومن ثم فالكلام السابق كله خاطىء
    وتحدث عن التمتع بتقبيل الأمرد والزنى معه فقال :
    "[الاستمتاع بالأمرد و مضاجعته]"
    وسئل فى مجموع الفتاوي 32/247:عن أقوام يعاشرون المردان ، وقد يقع من أحدهم قبلة ، ومضاجعة للصبي ، ويدعون أنهم يصحبون لله ، ولا يعدون ذلك ذنبا ، ولا عارا ، ويقولون نحن نصحبهم بغير خنا ، ويعلم أبو الصبي بذلك ، وعمه ، وأخوه فلا ينكرون ! فما حكم الله تعالى في هؤلاء ؟
    وماذا ينبغي للمرء المسلم أن يعاملهم به والحالة هذه ؟
    فأجاب: الحمد لله الصبي الأمرد المليح بمنزلة المرأة الأجنبية في كثير من الأمور ، ولا يجوز تقبيله على وجه اللذة بل لا يقبله إلا من يؤمن عليه كالأب ، والأخوة ، ولا يجوز النظر إليه على هذا الوجه باتفاق الناس بل يحرم عند جمهورهم النظر إليه عند خوف ذلك ، وإنما ينظر إليه لحاجة بلا ريبة مثل معاملته والشهادة عليه ، ونحو ذلك كما ينظر إلى المرأة للحاجة ، وأما مضاجعته فهذا أفحش من أن يسأل عنه فإن النبي (ص)قال:" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ".
    إذا بلغوا عشر سنين ولم يحتلموا بعد فكيف بما هو فوق ذلك ؟
    وإذا كان النبي (ص)قد قال:" لا يخلوا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ".
    وقال:" إياكم والدخول على النساء ، قالوا يا رسول الله أفرأيت الحم قال الحم الموت ".
    فإذا كانت الخلوة محرمة لما يخاف منها فكيف بالمضاجعة ؟.
    وأما قول القائل: إنه يفعل ذلك لله فهذا أكثره كذب ، وقد يكون لله مع هوى النفس كما يدعي من يدعي مثل ذلك في صحبة النساء الأجانب فيبقى كما قال تعالى في الخمر { قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } (219) سورة البقرة] وقد روى الشعبي عن النبي - (ص)-" أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي (ص)وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره وقال: إنما كانت خطيئة داود عليه السلام النظر".

    هذا وهو رسول الله ، وهو مزوج بتسع نسوة ، والوفد قوم صالحون ، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب ، وقد روى عن المشايخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه ، وليس لأحد من الناس أن يفعل ما يفضي إلى هذه المفاسد المحرمة ، وإن ضم إلى ذلك مصلحة من تعليم أو تأديب فإن المردان يمكن تعليمهم ، وتأديبهم بدون هذه المفاسد التي فيها مضرة عليهم ، وعلى من يصحبهم ، وعلى المسلمين بسوء الظن تارة وبالشبهة أخرى بل روي :" أن رجلا كان يجلس إليه المردان فنهى عمر عن مجالسته ".
    ولقي عمر بن الخطاب شابا فقطع شعره لميل بعض النساء إليه مع ما في ذلك من إخراجه من وطنه ، والتفريق بينه وبين أهله ، ومن أقر صبيا يتولاه ـ مثل ابنه وأخيه أو مملوكه أو يتيم عنده ـ من يعاشره على هذا الوجه فهو ديوث ملعون ، ولا يدخل الجنة ديوث ، فإن الفاحشة الباطنة ما يقوم عليها بينة في العادة ، وإنما تقوم على الظاهرة ، وهذه العشرة القبيحة من الظاهرة وقد قال الله تعالى { وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } (151) سورة الأنعام] ، وقال تعالى ({قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (33) سورة الأعراف] فلو ذكرنا ما حصل في مثل هذا من الضرر ، والمفاسد وما ذكروه العلماء لطال سواء كان الرجل تقيا ، أو فاجرا فإن التقي يعالج مرارة في مجاهدة هواه وخلاف نفسه ، وكثيرا إما يغلبه شيطانه ، ونفسه بمنزلة من يحمل حملا لا يطيقه فيعذبه ، أو يقتله ، والفاجر يكمل فجوره بذلك ، والله أعلم وانظر: الاختيارات ص291"

    وما قاله ابت تيمية من حرمة التقبيل والمضاجعة أمر معروف ولكن الروايات التى استدل بها معظمها هى فى مجال المرأة وهى معارضة للقرآن فى معظمها فدخول الرجال على النساء لضرورة كمن يعملون لاصلاح شىء فى البيت بإذن الزوج أو ولى أمر البيت الغير متواجد فيه كما قال تعالى :
    "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم"
    وكان الأولى الاستشهاد بآيات الانكار على قوم لوط(ص) وآية إيذاء من يزنون مع بعضهم من الرجال وهى :
    "واللذان يأتيانها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما
    وتحدث عن حرمة الخلوة بالأمرد فقال :
    "[الخلوة بالأمرد]:
    تحرم الخلوة بأمرد حسن ، ولو لمصلحة التعليم.
    والاختيارات ص291."

    وهو كلام لا يعقل لأن ابن الرجل نفسه يكون امرد فى مرحلة من حياته فهل يحرم على الأب مجالسة ابنه أو يحرم على المعلم تعليم الطالب بحجة أنه فى سن الشباب؟
    قطعا لا
    وتحدث عن حرمة شراء المماليك المرد فقال :
    "[تملك الأمرد]:
    وكذلك من ظهر منه الفجور يمنع من تملك الغلمان المردان الصباح ويفرق بينهما .
    مجموع الفتاوي 28/370."

    قطعا الإسلام عمل على انهاء الرق ولا يجب أن يكون فى بلاد المسلمين عبيد أو إماء لأن الله اعتبر الرق عقبة يجب التخلص منها بفك الرقاب فقال :
    " وما أدراك ما العقبة فك رقبة"
    وتحدث عن تعليم الأمرد فقال :
    "[تعليم الأمرد]
    ومن عرف بحبتهم ومعاشرتهم منع من تعليمهم .
    الاختيارات ص291"

    قطعا التعليم فى مدارس الآن يمنع الاختلاء بالشبان واحدا واحدا ومن ثم التعليم الجماعى مانع عظيم لرغبة البعض من الكفرة فى الزنى
    وتحدث عن قول الشعر فى الزنى بالمدران وتزيين ذلك فقال :
    "[وصف الأمرد والتغني به]
    وسئل رحمه الله :
    عن رجلين تراهنا في عمل زجلين ، وكل منهما له عصبية ، وعلى من تعصب لهما وفي ذكرهما التغزل في المردان وغير ذلك وما أشبههما أفتونا مأجورين ؟
    فأجاب:

    الحمد لله هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال وما كان من جنسها هُم ، والمتعصبون من الطرفين ، والمراهنة في ذلك ، وغير المراهنة ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم ، وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم ، وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء ، وأعوانهم حتى ينتهوا عن هذه المنكرات ، ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات ، وغير محرمات بل مكروهات
    مجموع الفتاوي 32/249-251 ."
    قطعا من قال شعرا مزينا الفاحشة وجب عقابه باعتباره ناشرا للفاحشة فى المجتمع المسلم كما قال تعالى :
    "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"

  6. حديث عن الأقلام
    وظيفة القلم :
    أقسم الله بنون وهم الناس الكاتبون والقلم وهو أداة السطر أى الكتابة كما أقسم بما يسطرون والمراد بالوحى الذى يسجلونه فى الصحف وهذا القسم على أن النبى محمد(ص) ليس مجنونا أى سفيها كما يزعم الكفار وفى هذا قال سبحانه:
    "ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون "
    التعليم بالقلم :
    بين الله أن أداة وهى وسيلة تعليم آدم (ص) وهو الإنسان الأول كانت القلم حيث علمه الله ما لم يعلم والمقصود عرفه الذى لم يكن يعرفه من قبل وبألفاظ أخرى علمه البيان وهو الأسماء كلها وبألفاظ رابعة علمه قراءة الكتابة وكتابة الألفاظ وفى هذا قال سبحانه:
    "اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "
    الأقلام من الشجر :
    بين الله أن الشجر الذى فى الأرض لو تحول كله إلى أقلام والمراد إلى أدوات لكتابة كلمات وهى إرادات الله وتحولت مياه البحر وهو ماء الأرض ومن بعده مياه سبعة أبحر إلى مداد والمراد حبر للكتابة لفنت الأقلام وفنى المداد ولم تنتهى كلمات وهى إرادات الله وهى أوامره بخلق كذا وكذا..ورزق كذا وكذا...وفى هذا قال سبحانه :
    "ولو أنما ما فى الأرض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله "
    إبقاء الأقلام:
    أخبرنا الله أن محبى عمران(ص) أبو مريم كانوا عددهم كثير فلما طلب القاضى كفيل لمريم الصغيرة لموت عمران قال كل محب أنه أحق بكفالتها ولم يلقوا مخرجا من تنازعهم فى أمر كفالتها إلا إجراء قرعة بالأقلام وهى أدوات الكتابة والرواية فى كتب التفسير أنهم رموا الأقلام وهى أدوات الكتابة فى الماء واتفقوا على أن من غطس قلمه يصبح هو الكفيل والسبب هو خفة الأقلام الخشبية ومن ثم يكون الله هو الذى أثقل قلم الكفيل فلم يظهر على سطح الماء وكان صاحب القلم هو زكريا (ص)وفى هذا قال تعالى سبحانه :
    " ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون"
    وفى مقال عن صناعة الأقلام والكتب تحدث الكاتب عن صناعة الأقلام والكتب فقال :
    "القلم
    مثله مثل السيف والرمح والقرطاس، واحد من أقدم الأدوات التي اخترعها الإنسان وللناس فيما يعشقون حقاً مذاهب، فبعضهم يعشق الكتابة بالقلم الرصاص على ورق أبيض، ومن هؤلاء الكاتب أنيس منصور، وبعضهم الآخر ما زال يهوى الكتابة بالقلم الحبر رغم أنه أصبح بمقاييس العصر موضة قديمة أكل عليها الدهر وشرب، الأمر الذى ينفيه أديبنا الكبير نجيب محفوظ، وهو أحد عشاق القلم الحبر، مؤكداً أنه يفضل أن يرى بعينه (عصير الفكر) قبل ان يشربه الورق!
    لو عدنا إلى الوراء، في سالف الدهر والأوان، لوجدنا أن السومريين وهم سكان بلاد ما بين النهرين القدامى، هم أول من اخترع قلم الكتابة في مطلع الألف الرابع قبل الميلاد، وكان القلم السومري عبارة عن عود من الخشب يكتب به على ألواح من الطين اللزج، ثم يجري تجفيف هذه الكتابة الطينية بوضع الألواح في الشمس، وأطلق العلماء على هذه الكتابة اسم (الخط المسماري) رغم أنها كانت مكتوبة بالخشب."
    وما قاله الكاتب في مقاله عن صناعة السومريين وغيره للقلم يتنافى مع كون القلم اختراع أي مخلوق إلهى علم به الله آدم كما قال :
    " الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم"
    فالقلم موجود منذ بداية البشرية ولم يزل موجودا ولكن التاريخ الكاذب وهو نتاج نظرية التطور في الغالب أبى إلا أن يجعل مليارات المليارات من البشر في القديم مجرد جهلة مجدرين من اللغة ومن كتابتها
    وتحدث الكاتب عن ما سماه بكاء القلم والمراد به الخط الذى يكون على الصحف فقال :
    "بكاء القلم
    وكان العرب القدامى يستعملون قلم البوص المصنوع من القصب، قبل ظهور الريشة بأزمان طويلة، وقد اهتم العرب بالقلم اهتماماً كبيراً، خاصة بعدما أقسم به الله سبحانه وتعالى في سورة القلم {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} (القلم الآية 1) وجاء ذكر أداة الكتابة في القرآن الكريم في سورة العلق أيضاً، قال تعالى {اقْرَا وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}.
    ولهذا وضع العرب والمسلمون القلم في مرتبة القداسة، وقالوا فيه الكثير شعراً ونثراً.
    قال الأصمعي: (القلم عود من العيدان ينوب عن اللسان إذا ما تباعدت الأوطان، وافترق الأحبة والخلان)
    أما الجاحظ فكان أكثر تفاؤلاً وظرفاً في وصفه للقلم، يقول صاحب (البيان والتبيين): (ببكاء القلم .. تبتسم الكتب)! "
    وحكى صاحب المقال حكايات التراث الكاذب عن بعض الأقلام فقال :
    "وكان ابن العميد من كبار هواة اقتناء ريش الكتابة في عصره، ويقال إنه كان لديه ريشة مصنوعة بالهند وفيها فصوص من الالماس كانت تساوي (ضيعة) في عصره، كذلك كان الصاحب بن عباد من محبي اقتناء أدوات الكتابة، ومن مأثور أقواله على لسان الأقلام: (سبحان بادئ القلم ومُشرفه بالقسم).
    أما أبو تمام فيقول هاجياً أحد الشعراء من معاصريه، كان يتكسب من هجاء الناس:
    لك القلم الأعلى الذي بثباته
    يصاب من الأمر الكلى والمفاصل
    لعاب الأفاعي القاتلات لعابه
    وأرى الجنى أشتات أيدٍ عواسل
    فصيح إذا استنطقته وهو راكب
    وأعجم إن خاطبته وهو راجل"
    وحدثنا عن الفخر بالقلم في أشعار التراث فقال :
    "ومن أشهر ما قيل شعراً في الفخر بالقلم قول أبو الطيب المتنبي، ذلك البيت الشهير الذي أورده موارد الهلاك وكان سبباً في مقتله:
    الخيل والليل والبيداء تعرفني
    والسيف والرمح والقرطاس والقلم"
    وهنا الرجل لا يمدح القلم وسواه وإنما يمدح نفسه مخالفا قوله تعالى :
    " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "

    ووصفه أحدهم فقال :
    وفي مدح القلم يقول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
    "وأخرس ينطق بالمحكمات
    وباطنه صامت أجوفُ
    بمكة ينطق في خفيه
    وبالشام منطقه يُعرفُ!"
    وهذا الكلام وصف لجزء مما يصنع بالقلم في الخير مع أنه يصنع بها الشر أيضا
    وتحدث عن أن بعض الحكام كان يجعل لكل موضوع لون من حبر القلم فيكتب به فقال :
    "ومن الطريف أن بعض الحكام في العصور القديمة كانوا يخصصون الأقلام ويصنفونها حسب غايتها، فعندما يريد الحاكم أن يكتب لأعدائه كتاب تهديد ووعيد كان يستعمل قلماً مصنوعاً من غصن شجر الرمان، أما القلم المصنوع من خشب الورد فهو للكتابة إلى الأصدقاء والأحبة.
    أما للمعاهدات والاتفاقات فكان الحكام يكتبون بقلم مصنوع من الذهب الخالص، المثبت في نهايته قطعة صغيرة من القصب يتوسطها سن رفيع من العظم."
    وهذا نوع من التعمق والتبذير فالقلم أيا كان لون حبره المعنى في الكلمات التي تكتب به وليس في لون حبره
    وتحدث عما سموه الأقلام الحديثة وما هي بحديثة ولكن الغربيين كعادتهم يحبون نسبة المخترعات إلى أنفسهم فقال :
    "واستمرت الريشة أداة للكتابة زمناً طويلاً حتى ابتكر البريطانيون الريشة المعدنية عام 1830، وكان ذلك في مدينة برمنجهام التي عرفت لفترة طويلة فيما بعد كمهد لأدوات الكتابة، وكان اقتصاد المدينة قائماً على صناعة الورق والأقلام بأنواعها المختلفة، حتى وصل الأمر إلى صناعته نحو 4 آلاف موديل من ريشة الكتابة في منتصف القرن التاسع عشر.
    وشهدت صناعة الأقلام قفزة جديدة عندما اكتشف (الجرافيت) في مقاطعة يوركشاير البريطانية، وعرف العالم لأول مرة ما سُمي باسم (القلم الرصاص) رغم أن عنصر الرصاص لا يدخل في تركيبه على الإطلاق، وربما يكون الاسم مرتبطاً بلون الجرافيت أو الكربون المصنوع منه هذا القلم والمغلف بغلاف خشبي يتم (بريه) بآلة حادة ثم باستعمال (البراية) وهي كلمة عربية فصيحة 100% مأخوذة من قولهم (اعط القوس باريها) والطريف أن مادة القلم تدخل حالياً في صناعات بالغة التقدم ومنها صناعة الأسلحة النووية!
    وكانت القفزة الحقيقية في صناعة الأقلام من نصيب البريطانيين أيضاً، عندما تم ابتكار القلم الحبر بشكله التقليدي المعروف حاليا، أي القلم الذي به خزان يملأ بالحبر السائل، وكان ذلك عام 1864 وهو العام الذي يؤرخ به للثورة في عالم الكتابة، حيث بدأت شركات كبرى تدخل مجال تصنيع الأقلام ومنها شركة (باركر) و (شيفر) و (وترمان) وغيرها من كبريات الشركات عابرة القارات.
    ويقال إن العلامة والكيميائي العربي جابر بن حيان هو صاحب فكرة اختراع القلم الحبر ذي الخزان، ولكن الفكرة لم يكتب لها التحقيق في عصر ابن حيان، وكانت هناك تجارب بدائية لصناعة مثل هذا القلم في الأندلس، غير أنها باءت بالفشل لعدم دقة التصنيع حتى وضعها البريطانيون في القرن التاسع عشر موضع التنفيذ دون أن يشير أحدهم ولو مجرد إشارة إلى أنه اختراع عربي قديم.
    انقلاب جاف!
    وفي بداية معرفة العالم بالحبر كانت هناك، حتى عهد قريب، ما يسمى (بالنشافة) لتجفيف الحبر بعد الكتابة، غير أن تجارب أمريكية أجريت في الخمسينات من القرن الماضي توصلت إلى اختراع الحبر الذي يجف بمجرد كتابته، وفي عام 1951 ظهر في أمريكا قلم شهير باسم (باركر آيه) فكان التطور التقني الأخير في صناعة أقلام الحبر السائل التي سرعان ما تحولت بدورها إلى متحف التاريخ الحديث!
    فقد ظهر القلم الأكثر انتشاراً على مر العصور، وهو قلم الحبر الجاف الذي ابتكره عالم أمريكي من أصل فرنسي وبدأت شركة (رينولدز) تصنيعه على نطاق عالمي واسع في عام 1953، فأحدث على الفور انقلاباً في صناعة أدوات الكتابة، وتفوق هذا القلم الجاف على أقلام الحبر السائل، لدرجة أنه ضرب صناعتها المزدهرة في مقتل، واحتل المرتبة الأولى في قائمة مبيعات الأدوات الكتابية، فباعت شركة (رينولدز) نحو 7 ملايين قلم جاف من موديل واحد عام 1957، وكان هذا رقماً قياسياً في مبيعات الأقلام على مستوى العالم."
    وتحدث عن مميزات القلم الجاف فقال :
    "عبقرية القلم
    وتكمن عبقرية القلم الجاف في كونه أول أداة للكتابة لا تحتاج إلى مكونات أخرى من خارجها، فقد كان لزاماً على الكاتب في كل العصور السابقة أن يحتفظ بالقلم والحبر معاً ..
    ويعتمد هذا النوع من الأقلام على فكرة ميكانيكية غاية في البساطة، فرأس سن القلم عبارة عن (بلية) أو جسم كروي صغير جداً من الحديد الدوار، وفي هذا الجسم أخاديد متناهية الصغر من الممرات الدقيقة، وعندما يتحرك الرأس ينساب الحبر الجاف في سن القلم، مثل هذه الفكرة البسيطة ربحت من ورائها شركة (رينولدز) نحو 120 مليون دولار بأسعار الخمسينات من القرن العشرين.
    ولكن اليابانيين استطاعوا أن يقدموا للعالم في السبعينات من القرن الماضي نوعاً مبتكراً من الأقلام، وهو القلم (الفلوماستر) الذي يعتبر التطور الأخير في صناعة الكتابة، فهو آخر ما توصل إليه العقل الإنساني في هذه الصناعة العريقة والضاربة بجذورها وكلماتها في أعماق التاريخ، وإن كان البعض في عصرنا يؤمن بأن صناعة أقلام الكتابة ستدخل (المتحف) يوماً وتصبح من مخلفات التاريخ، بعد أن أصبحت الكتابة على الكمبيوتر لا تحتاج إلى الأقلام .. ولا الأوراق!"
    قطعا هذا التاريخ كما قلت هو تاريخ كاذب ومثله تاريخ الكتاب الذى لخصه فقال :
    "الكتاب
    الكتاب مجموعة من الصحائف المخطوطة أو المطبوعة يضم بعضها إلى بعض بالخياطة أو التغرية أو بواسطة أسلاك معدنية يكون عادة ذا غلاف ورقي أو ذا غلاف كرتوني، وقد يجلد بالقماش ونحوه.
    وقديماً كان الكتاب عبارة عن مجموعة من ألواح فخارية، أو عبارة عن درج من ورق البردي فأما "الكتاب الفخاري" فقد عرفه السومريون والبابليون قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، وأما "الكتاب الدرجي" فعرفه المصريون في الفترة نفسها تقريباً والواقع أن المصريين صنعوا من سوق قصب البردي أدراجاً طويلة جداً ولما كان البردي أخف وزناً وأكثر ملائمة للكتابة من الفخار فقد أخذت مصر تصدره إلى مختلف بلدان الشرق الأدنى.
    وعن المصريين اقتبس الإغريق "الكتاب الدرجي"، وعن الإغريق اقتبسه الرومان بدورهم ومن لفظة "البردي" اشتقت لفظة "الورق"، ومن اسم مدينة جبيل وهي الميناء الفينيقي الذي أصبح فيما بعد مركزاً لتصدير البردي، ومن كلمة Biblion هذه نشأت كلمة Bible ومعناها الكتاب المقدس.
    وحوالي العام 400 للميلاد حل الرق وكان يعد من جلود الخراف والمعيز محل البردي، واتخذ الكتاب شكله الحاضر ذا الصفحات المطوية المضموم بعضها إلى بعض.
    وفي القرن الثامن للميلاد شرع العرب يستخدمون الورق بدلاً من الرقوق، وعنهم أخذته البلدان الأوروبية في القرن الثاني عشر. وقد أنشئ أول مصنع للورق في انجلترا في القرن الخامس عشر. وحوالي عام 1436 اخترع غوتنبرغ الطباعة بالحروف المنفصلة أو المتحركة فكان ذلك الاختراع نقطة تحول في تاريخ الكتاب نقلته من طور المخطوطة إلى طور المطبوعة.
    وأول كتاب طبع في أوروبا هو الكتاب المقدس الذي طبعه غوتنبرغ فيما بين عام 1452 وعام 1455"
    وكما هي العادة لا يظهر الغرب إلا تاريخه وأما ما قبله فإنه تاريخ مطموس محرف لم يكتبه أصحابه وإنما كتبه الغزاة الغربيون بلغات وخطوط الأمم المهزومة ليكون هذا هو تاريخهم بدليل أن معرفة آدم(ص) للقلم والصحف والكتابة وهو ما لم يذكر في التاريخ الغربى أبدا حتى مع اعلان أكثريتهم نصرانيتهم وقلتهم يهوديتهم

  7. قراءة لمقال الظواهر الطبيعية .. هكذا رآها الأقدمون
    صاحب المقال قصي النعيمي وهو يدور حول مقولة كاذبة تقول :
    أن القدامى كانوا عندما يعجزون عن فهم ظاهرة كونية ما يقدمون تفسيرا خرافيا
    وكعادة الكتاب الذين ينقلون عن الأجانب يتبنى النعيمى وجهة النظر القائلة بأن الإنسان الأول كان جاهلا واستمرت الأجيال في زيادة التقدم المعرفى وهو يستهل بمقاله بالقول:
    "كسبت أعجوبة الحياة حُبَّ الإنسان منذ القدم ..
    مرت عقود طوال على البشرية، خاض فيها الإنسان غمار الخوف نحو المجهول، شق دياجي الخوف إلى النور، و سار في طريق الشغف ليقف على شفير المعرفة. و لكن رحلته الطويلة تلك كانت تستحق عنائه، لقد كسبت أعجوبة الحياة حُبَّه، و خَلَبَت نَواميسُ الكون لُبَّه.
    و هنا بدأ عصر جديد لينطلق فيه فضول البشري لأبعد الحدود و أقصاها، نحو عالم آخر من الألغاز و التساؤلات اللامتناهية، لكن تأمله في فَرائد الطبيعة لم يزده إلا حِيرةً و عَجَبا، و تَفَكُّرَهُ في ظواهر البيئةِ لم يُؤته تَفْسيرا و سَبَبا. فكانت أبواب الغيب مشروعة على مصراعيها لتشفي غَليلَ فُؤادِه و إلحاح فضوله، و تَغَشَّت تلك الظواهر و الفرائد بديجور الجهل و ظلمة الأساطير، بعضها انكشف الغشاء عنها فَتَبَدَّت ملامحها و أخرى لا تزال في غمرة من الخفايا و الأسرار. "
    وبالطبع ما تبناه النعيمى هي وجهة نظر خاطئة تخالف القرآن في كون الإنسان الأول كان عالما وبناء على علمه المأخوذ من الله كان متقدما علميا وتقنيا كما قال تعالى :
    " وعلم آدم الأسماء كلها "
    وقال :
    " علم الإنسان ما لم يعلم"
    وقص النعيمى بعض تفسيرات التي تنسب للأقوام القديمة وأولها أن سبب حدوث البراكين هو دق إله مزعوم على الأرض متسببا في انبعاث الحمم البركانية فقال :
    "في هذا المقال سأسرد شيئاً منها متمنيا أن ينال إعجابكم.
    البراكين
    فولكان يدق بمطرقته فتنبعث الحمم البركانية .. بدت له كالجحيم المتصاعد من دهاليز الأرض، نيرانها المُتفجِّرة التي لا تهدأ و شرارها المُتَوقِّد الذي لا يخبو، هكذا نظر الإنسان الأول للبراكين الثائرة، و هنا بدأت قصته معها فربطها بآلهته و مُعتقداته بل وبحياته وطبيعة مَعِيشَتِهِ. فيحكي الرومان القدماء عن إله يسمى فولكان الذي كان بالنسبة لهم إله النار و الحِدادة، عمل على إمداد الآلهة الأخرى بالخُوَذِ والنِّبال، حتى ذلك اليوم الذي أغضب فيه الإله جوبيتر فعاقبه بالنُّزول إلى الأرض بعد أن جعله كَسِيحَ القدين، هناك استقر فولكان في باطن الأرض يدق بمطرقته في ورشته الجديدة، ودون أي ملل أو كلل بدأ يستأنف عمله كحداد لينبعث الدخان و الحَميم من سندانه المتوهج نحو السطح دون فتور.
    هذه القصة كما رآها الرومان الأُوَائلْ و ربما هكذا رسخت في أذهان الأقدمين، أما اليوم فهي الفجوات التي تنبعث منها الأبخرة والصهارة من باطن الأرض نحو السطح بعوامل جيولوجية طبيعية."
    قطعا الخرافة ليست تفسيرا للبراكين وإنما ألفها الكهنة لتخويف الناس من غضب كبير الآلهة المزعوم إن هم عصوهم باعتبارهم وكلاء جوبيتر المزعوم
    إذا تلك الحكاية تخترع من الكهنة لصالح الكهنة وليس لتفسير ظاهرة البراكين
    والحكاية الثانية التي يقصها علينا هي تفسير العواصف وعنها قال النعيمى:
    "العواصف و الزوابع الرملية
    معركة الجن تهيج الرمال وتسبب العواصف .. بين كثبان الصحاري الشاسعة و تحت سياط الشمس الحارقة، حيث انقلبت الخرافة إلى حقيقة، هناك في الجزيرة العربية، بدت من الأفق هائِجَةً تَخُطُّ المفازة وتقطع المسافة، رآها العربي فَاقْشَعَرَّ لها بدنُه واَكْفَهرَّ لها وجهه، كانت تلك العواصف و الزوابع الرملية التي أصبحت بالنسبة له جزء من عالم الجن و الغيب.
    فكم قَصَّ علينا كبار السن عنها وكيف أن الجِنَّ إذا تعاركوا فيما بينهم هاجت بهياجِهُم الرمال وتحركت بصولَتِهُمُ الأرض والجبال، بل تزخر الخرافات الشعبة بقصص الذين اعترضوها فحَلَّ عليهم مسٌّ من الضر والسوء.
    وبالرغم من أن العلم فسرها و حلَّ عُقَدَ أسرارها إلا أنها مازالت هاجس الخوف بالنسبة للكثيرين، فتراهم يرددون العبارات و التعويذات كلما لمحتها أعينهم و قَرُبَت منها أجسادهم."
    قطعا ما زال الاعتقاد بأن الجن وراء العواصف موجودا من خلال كلمة فسية العفريت كتعبير عن أصل العاصفة
    ولكن الحقيقة أنها ليست تفسيرا لقيام العواصف لأن غرض الكهنة الذين اخترعوها واشاعوها هو :
    اخافة الناس من الجن والذين لا يقدر عليهم سوى الكهنة كما أشاعوا فالعملية لا تعدو أن تكون عملية استغلال لسذاجة العامة للخصول على أموالهم من خلال الزعم عن إرضاء الجن بالذبح لهم وتلبيسهم الذهب وغير ذلك
    وأما ظاهرة الصواعق فهى نتيجة قيام الإله المزعوم ثور بضرب أحد العمالقة بمطرقته كما يقص علينا النعيمى في قوله :
    "الصواعق
    تور يضرب أحد العمالقة بمطرقته ..
    دعونا نبتعد قليلا عن مركز العالم القديم إلى أقصى الشمال، على القمم الإسكندنافية الثلجية حيث تشكلت الأساطير النوردية فكانت المعتقد والتراث، هناك حيث البيئة الزاخرة بالخرافات لمحت أعين الإنسان غضب السماء وثورتها فكانت في أنظاره المُتَرقِّبَةُ ثورة الإله وغضبه المفاجئ. فتذكر المصادر ثور أو تور ذلك الرجل ذو اللحية الحمراء والقبضةِ المَكينةِ، كان أكثر ما يُمَيِّزُهُ هو مطرقته، صنعها له الأقزام فكانت السلاح والرمز، يقدح بها عِنان السماء أو يرمي بها على أعدائه من العمالقة فتنطلق من أطرافها الصواعق الحارقات.
    وكما كانت الصواعق و أخطار السماء التي لا تنتهي مستوليةً على اهتمام سكان تلك الانحاء، فقد حاز تور على اهتمامهم و جعلوه أعظم معبوداتهم و أكثرها قدسية."
    قطعا الحكاية هي الأخرى هى مجرد تخويف من الكهنة للناس بزعم وجود قوة خارقة قد تسلط عليهم إن لم يرضوا صاحبها غير الموجود وهو تور أو ثور كما في المعتقد الاسكندنافى
    الخرافة لا تعدو أن تكون عملية استخلاص المنافع والأموال من الناس عن طريق تخويفهم بما لا وجود له
    وأما الفيضانات فيحكى لنا أنها دموع الربة المزعومة إيزيس في الخرافات المنسوبة للديانة المصرية القديمة والتي قال عنها :
    "الفيضانات
    دمعة من عيني إيزيس سببت فيضان نهر النيل .. في أرض الخصوبة و النماء، من حيث تفجرت أنوار المعارف و ارتفعت قلاع الوحدة، في مِصر، نسج الفراعنة أسطورة الفيضان و جعلوها كغيرها من الظواهر أو الكوارث نِتاج الصراعات الغيبية و الرؤى الدينية.
    تبدأ القصة حينما هبط أوزوريس إلى الأرض كمعلم للبشرية، وتمضي القصة لتخبرنا عن الشعبية التي حازها وحب الناس له لتشتعل بذلك نار الحقد في فؤاد أخيه ست وهنا بدأ في التخطيط للتخلص منه.
    صنع ست تابوتا جميلا رائع المنظر لا يناسب في حجمه إلا أخاه اوزوريس ثم دعا الجميع لحفلٍ كبير، ثم أتى بالتابوت ووعد بان يعطيه لمن يناسبه فتهافت الكل لتجريبه أملا في امتلاكه، وكان بالطبع من نصيب أخيه الذي ما أن دخل فيه حتى عاجله فأغلقه عليه و رماه في قعر البحر.
    علمت زوج اوزوريس (ايزيس) بذلك فعادت به إلى الدلتا مسرعة، ووسط حزنها ذاك سقطت دمعة منها ليفيض بها النيل ويكتسح ضفافه الآمنة.
    هكذا صورت نقوش المصريين الأوائل حكاية الفيضان قصة حقد وعشق وسلام، فكأنما كانت الطبيعة وحيهم ومَنْهَلَ معرفتهم والذي منه انتجبوا سطور الحكمة و الحقيقة."
    قطعا الحكاية هذه المرة ليست تخويف وإنما ترغيب من قبل كهنة إيزيس وأسرتها في ارضاءها كى تمنحهم الفيضانات التي هي سبب خصب البلاد وغنى العباد
    وقطعا الارضاء يصب في النهاية في بطون وجيوب الكهنة لأنه لا وجود لآيزيس وأوزوريس وحورس وغيرهم من الأسرة المزعومة
    وفى نهاية مقاله بين النعيمى أن تلك الأساطير كانت تفسيرا للواهر الموجودة في الأرض أو فى جو السماء فقال :
    "ختاما
    هذه أَجلُّ الكوارث الطبيعية و أكثرها ذيوعا، و في كل بيئة و في كل أرض تجلت للإنسان كبدائع و ظواهر فريدة، نسج لها أساطيره و حَبَكَ لها قصصه، منها ما نتخذه كتراث قصه القصاصون و أخرى كمصدر خوف و إن فسرها المفسرون"
    وكما سبق الحديث :
    الحكايات لا تدل على تفسير الظواهر الأرضية أو المناخية وإنما هي :
    سلاح من ضمن أسلحة الكهنة للحصول على متاع الدنيا بوسائل خداعية فمثلا حكاية تكون السحب تظهر أمام الناس من خلال تسخين المياه أو سلق الطيور أو الطبيخ من خلال تجمع البخار على أسطح غطيان الأوانى ومثلا حكاية الفيضانات تظهر أمامها من خلال ظاهرة المطر التي تتجمع وتتكاثر وتكون سيلا يكسح أمامه ألشياء
    ومن ثم القول بعجز القدامى عن فهم الظواهر الطبيعية هو :
    قول خاطىء مع ظهور الكثير من العمليات أمام أعينهم
    ولكن الكهنة من خلال الاشاعات وتكرارها الذى لا ينقطع يوحون لهم بغير ما ترى أعينهم ومن ثم يترك البعض تصديق ما يراه بعينيه إلى تصديق ما يسمعه بأذنيه من خلال رجال الكهنة وغير رجالهم ممن يصدقون بلا تفكير

  8. نظرات فى مقال الثقب الأسود .. وحش درب التبانة المخفي!!
    صاحب المقال ابراهيم الهلالي وهو يدور حول أكذوبة اخترعها الفلكيين فى عصرنا دون أى دليل مرئى أو ملموس وهى :
    الثقوب السواء
    وقد استهل الهلالى مقاله بنعريف الثقب الأسود فقال :
    "الثقب الأسود .. احد أغرب عجائب الكون ..
    الثقب الأسود (black hole) يعرفه العلماء بأنه نجم ميت يملك قوة جذب هائلة جدا جدا جدا!! بحيث لا يستطيع أي شي الهرب منه ومصيره هو الابتلاع بواسطة هذا الثقب , كما أن الثقوب السوداء تتحرك بدون توقف."
    الخبل فى التعريف هو :
    كون النجم ميت والمعروف أن الميت عاجز عن عمل أى شىء ولكن ميتنا هذا حى يبتلع كل من يقترب منه
    والسؤال :
    هل رأى أحد ابتلاع النجم لأى شىء ؟
    قطعا لا
    ومن ثم الحديث هو عن وهم اخترعه القوم
    وتحدث الهلالى عن سر قوة الوحش أقصد الميت فقال :
    "لكن يا ترى ما هو سر قوة جذب هذا الوحش؟
    الثقب الأسود هو نجم انهارت كتلته وتكثفت ..
    سر قوة جذب الثقب الأسود تكمن في مقدار كتلته الكثيفة جداً جداً , والتي تعطيه قوة جذب هائلة للغاية يستحيل لأي كائن كان الهرب منها , حتى الضوء الذي يستطيع الوصول من الشمس إلى كوكبنا الأرض في 8 دقائق فقط .. حتى هذا الضوء لا يستطيع الهرب من وحش المجرة الأسود."
    والغريب العجيب فى الكلام هو :
    ان الميت لديه قوة وهو أساسا ليس لديه أى قوة لأن أى ميت يفقد كل قواه عند موته
    وحدثنا الهلالى عن أن الثقب ليس ثقب فقال :
    "وفي الواقع , فأن الثقب الأسود هو ليس ثقبا بالمعنى الحرفي , وليس فارغاً أيضاً , فهو مليء بالمواد المتركزة في حيز صغير , وهذا ما يعطيه قوة الجاذبية الهائلة التي يمتلكها، وقد سميت الثقوب السوداء بهذا الاسم لأنها تبدو كذلك في الفضاء. "
    الغريب العجيب أن ميتنا العزيز خفى لا يمكن رؤيته وفى هذا قال صاحبنا الهلالى نقلا عن الفلكيين :
    "ذكرت في العنوان , بأن الثقب الأسود هو وحش درب التبانة المخفي , وهو بالفعل كذلك , إذ لا يمكننا رويته لأنه لا يصدر ضوء , لكن عندما يقوم بسحب نجم آخر يصبح واضحا في تلك اللحظة , وهذا بسبب أشعة البلازما ودورانها حوله."
    شىء غير مرئى لا يمكن رؤيته ومع هذ أنه غير مرئى إلا أنهم عرفوا أنه نجم ميت
    كلام لا يدخل إلا نفس مجنون ولا يقوله إلا مخادع
    وتحدث عن زعم وكالة الكاذبين المسماة الناسا بوجود ثقب فى مجرة درب التبانة محددة بعده بـ24 ألف سنة ضوئية فقال :
    "هل يوجد ثقب اسود في مركز مجرتنا؟
    مجرتنا .. درب التبانة .. هل فيها ثقب أسود؟ ..
    نعم , يوجد ثقب اسود في مجرتنا وتم رصده من قبل ناسا وتبلغ كتلته حوالي ثلاثة ملايين كتلة الشمس , ويبعد عن الشمس مسافة تقارب 24 ألف سنة ضوئية , ولهذا فهو بعيد جدا عن الأرض بحيث لا يشكل خطرا عليها."
    بالطبع لا يمكن لأى آلة إنسانية موجودة أن ترى شىء على هذا البعد السحيق الذى ليس له وجود إلا فى نفوس الكاذبين لأنها تريليونات الكيلومترات فى وقت لا يوجد فيه محطات إرسال ولا تقوية إرسال ولا أقمار صناعية ولا مركبات استكشاف مزعومة بلغت هذا البعد السحيق حتى يمكن رؤيته وقت سحبه لنجم أخر
    من ألأخر كاذب لم يشاهد شىء اخترع أكذوبة ونشرها فى العالم تحت مسمى العلم وهو ما يذكرنا بصكوك الغفران التى كان رجال الكنيسة يبيعون بها الوهم للناس
    ناسا هى أحد الكهنة الجدد الذين يبيعون الوهم تحت مسمى العلم للناس فى الغرب وغيره
    وطرح الهلالى سؤالا عن الشمس هل تتحول يوما ما لثقب أسود فقال :
    "هناك سؤال راودني كثيرا بشان موضوع الثقوب السوداء , وهو بما أن الثقوب السوداء هي نجوم ميتة , فهل يمكن أن تتحول شمسنا يوما إلى ثقب اسود؟
    وكان جوابه قاطعا بأن الشمس لا يمكن أن تتحول لقب أسود لسغرها وكونها فى سن الشباب فقال :
    "الجواب واعتقد بأنه سيكون مريح للجميع , هو لا , فالشمس التي تمد جميع النباتات و الكائنات على أرضنا بالحياة بواسطة أشعتها , لن تتحول أبدا إلى ثقب اسود , والسبب هو أن الشمس أصغر من أن تصبح ثقباً أسود , فلكي يتحول النجم إلى ثقب أسود يجب أن تكون كتلته كبيرة بحيث تنهار وتصبح ثقباً أسود , وأيضا النجم لا يتحول إلى ثقب اسود حتى تنحصر المواد التي بداخل الشمس وتتعرض لضغط خارق , ولا يحدث كل هذا إلا إذا تقدمت الشمس بالعمر , تماما كما هو حال الإنسان وجميع الكائنات الحية , وشمسنا تعتبر حاليا شابة وصغيرة بالعمر مقارنة بالنجوم التي سبق أن تحولت لثقب اسود , أو تلك التي اقتربت من تتحول , فأصغر النجوم التي تحولت إلى ثقوب سوداء كانت ضعف حجم شمسنا بـ 20 مرة أو أكثر , وإذا كنتم تعتقدون بان حجم شمسنا هائل فإليكم هذا الفيديو وستتعرفون على اكبر أنواع النجوم المكتشفة حتى الآن ومقارنتها بالأرض والشمس."
    بالطبع ما قاله الهلالى عبارة عن تخريف فالشمس وكل النجوم ليس أى منها شاب لأنها كلها خلقت فى وقت واحد وهو اليومين الأولين من الخلق كما قال تعالى :
    "فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم"
    وطرح الهلالى سؤالا أخر عن احتمالية تلاقى ثقبان معا ماذا سيحدث فقال :
    "ماذا سيحدث إذا التقى ثقبان أمام بعضهما؟"
    وكانت إجابته هى :
    "حتى النور لا يستطيع الإفلات من قبضة الثقب الأسود .. البعض ربما سيقول بأن كل منهما سيبتلع الآخر , وقد ينفجران , وهو جواب منطقي , فانا قلت في بداية الموضوع بأن الثقب الأسود يبتلع كل ما يصادفه , لكن الجواب خاطئ , فإذا حدث والتقى ثقبان أسودان فأنهما سيتحدان ويصبحان ثقبا اسود بالغ الضخامة يكنس كل ما في طريقه."
    قطعا جوابه هو جواب غير منطقى فلكى تجيب على ذلك لابد أن ترى ثقبان وترى ماذا سيحدث منهما ؟
    ولكن المجيب لم ولن يرى شيئا لأن الأموات أساسا ليس لديهم أى قوة للاتحاد أو حتى التفرق أو حتى الابتلاع
    ثم حدثنا عن أنواع الثقوب كما قال فلكيو ناسا والغرب فقال :
    "أنواع الثقوب السوداء
    يوجد 4 أنواع مكتشفة حتى الآن , وباعتقادي الشخصي أن هناك أكثر بكثير من ذلك. وهذه الأنواع الأربعة هي:
    - ثقب أسود صغري:
    وهي تعتبر اصغر الأنواع ويطلق عليها العلماء ثقوب سوداء ميكانيكية كمومية ويعتقد بأنها أقدم أنواع الثقوب لهذا يطلقون عليها أيضا بالثقوب البدائية
    - ثقب أسود نجمي:
    وهو مثل الذي تكلمنا عنه سابقا كالذي ينتج من انفجار نجم بالغ العمر.
    - ثقب أسود متوسط الكتلة:
    هذا النوع اكبر بكثير من الثقوب السوداء النجمية ولكنه اقل بكثير من النجم الذي سنتحدث عنه الآن.
    - ثقب أسود فائق الضخامة:
    هذا الوحش الهائل كتلته بلايين أمثال كتلة الشمس وهو ينتج عند اندماج ثقبين مع بعضهما مثل الذي تكلمنا عنه سابقا."
    وكله كل من الذين لم يروا شيئا ولا لمسوا أى شىء حتى يزعموا وجود أنواع
    وأخيرا تحدث عن برهان وجود الثقوب السوداء فقال :
    "ما هو الدليل على وجود الثقب الأسود؟!
    بعد اكتشاف الثقب الأسود احتفل علماء الغرب بهذا الاكتشاف الباهر والساحر وكانوا على وشك الطيران من الفرحة لكنهم لا يعلمون بان خالق السموات والأرض رب العالمين هو من خلق هذا الأعجاز الكوني "
    وكعادة البعض عندما يرون الغرب يتحدث عن شىء يحاولون اسقاطه على القرآن وهو منهج خاطىء حيث يتم لى عنق الآيات لتتواكب مع الأكاذيب وفى وقت أخر سيعلنون أن لا وجود للثقوب ومن ثم يكون القرآن بذلك كاذب ولكنه هو الصادق ولو زعم الزاعمون
    يقول الهلالى لاويا عنق الآيات :
    "ربما عزيزي القارئ ستصدق بوجوده إذا قرأت آية من آيات كتاب الله العزيز عن وجود هذه الوحوش الهائلة , فهل تعلم أن القران الكريم قد اختصر تعريف هذه الثقوب في ثلاث كلمات فقط بينما أنا استغرقت هذا المقال الطويل لكي أبين لكم ما هي الثقوب السوداء.
    الآية التي تشهد على صدق وجود الثقوب السوداء هي قوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ - الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} التكوير 15 - 16.
    فهل تعلمون ما هي الخنس الجوار الكنس؟!
    أنها الثقوب السوداء .. وتفسيرها: 1 - الْخُنَّسِ: أي التي تختفي ولا تُرى أبداً، وقد سمِّي الشيطان بالخناس لأنه لا يُرى من قبل بني آدم. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة invisible أي غير مرئي.
    2 - الْجَوَارِ: أي التي تجري وتتحرك بسرعات كبيرة. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة move أي تتحرك.
    3 - الْكُنَّسِ: أي التي تكنس وتبتلع كل ما تصادفه في طريقها. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة vacuum cleaner أي مكنسة.
    ماذا يعني ذلك؟
    منذ القرن السابع الميلادي لم يكن أحد على وجه الأرض يتصور أن في السماء نجوماً تجري وتكنسُ وتجذب إليها كل ما تصادفه في طريقها، ولم يكن أحد يتوقع وجود هذه النجوم مع العلم أنها لا تُرى أبداً، ولكن القرآن العظيم كتاب رب العالمين حدثنا عن هذه المخلوقات بدقة علمية مذهلة، وبالتالي نستنتج أن القرآن يسبق العلماء في الحديث عن الحقائق الكونية، وأن هذه المخلوقات ما هي إلا آية تشهد على قدرة الخالق في كونه، وهذا يدل على أن القرآن كتاب الله تعالى وليس كتاب بشر، يقول تعالى عن كتابه المجيد: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]."
    قطعا لا ذكر للثقوب السوداء فى القرآن ولا علاقة للخنس بها فالخنس معناها النجوم التى تختفى نهارا وتظهرا ليلا وجريانها يتعارض مع أنها تختفى ولا ترى أبدا
    ويكذب هذا الزعم أن النجوم لا تموت إلا فى يوم القيامة كما قال تعالى :
    "فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسفت وإذا الرسل أقتت لأى يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل"
    وقال :
    "إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت وإذا البحار سجرت وإذا النفوس زوجت وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت وإذا الصحف نشرت وإذا السماء كشطت وإذا الجحيم سعرت وإذا الجنة

  9. قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية
    الكتاب لمحمد الحسيني الشيرازي وهو يدور حول الحب بين الناس فى المجتمع وقد استهله بذكر معنى المحبة والمودة فى القرآن فقال :
    "بين المحبة والمودة:
    قال تعالي في محكم كتابه الكريم:
    "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً" .
    الود معناه المحبة والألفة وأحياناً يفرق بين المودة والمحبة، فالمودة تطلق علي الحب الذي يتجاوز القلب ويظهر من خلال الأفعال ولكن المحبة حب يكمن في القلب ولا يتجاوزه إلي السلوك فأحياناً يحب الإنسان صديقاً له في قلبه فقط فهذا يسمي (الحب) وأحياناً يهدي إليه كتاباً تعبيراً له عن حبّه وإظهاراً لمودته فيسمي مودة، فالله سبحانه وتعالي يقول:

    "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ"
    يجعل لهم الله مودة وهذا أمر طبيعي؛ لأن القلوب كلها بيد الله سبحانه، والله عز وجل هو الذي يجعل الإنسان الصالح موضع اعتزاز الناس ومحبوباً عند الجميع."
    والشيرازى حام حول الآية ولم يفسرها فالود يعنى الأجر وهو الثواب وهو الجنة كما قال تعالى :
    "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون".
    وحكاية الفرق بين المودة والمحبة تكون على حسب سياق الكلام فقد يكون الحب انشغالا نفسيا يردى إلى فعل كالزنى كما فى القول :
    " قد شغفها حبا"

    وقد يكون بمعنى الأجر فحب الله للمؤمنين معناه الثواب وهو الأجر
    وقال :
    ولذلك ورد في الخبر: ما أقبل عبد بقلبه إلي الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتي يرزقهم مودتهم ورحمتهم ومحبتهم. وورد أيضاً: إن الله إذا أحب مؤمناً قال لجبرائيل: إني أحببت فلاناً فأحبه فيحبّه جبرائيل، ثم ينادي في السماء ألا أن الله أحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له قبول في أهل الأرض ."

    والأخبار السابقة كاذبة فلو كانت صحيحة لأحبت الأقوام رسلها(ص) وآمنوا كلهم بهم ولكن الحادث أن تلك المحبة كانت قليلة ولذا قال تعالى :
    "فأبى أكثر الناس إلا كفورا"
    ونقل خبرا لا يصح فقال :
    "ومن هنا جاء ما صح عن الإمام أمير المؤمنين أنه قال: «لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني ولو صببت الدنيا بجماتها علي المنافق علي أن يحبني ما أحبني، وذلك انه قضي فانقضي علي لسان النبي الأمي (ص) انه قال: يا علي، لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق» ."
    وحب الشخص أو كرهه ليس فرضا بدليل أن الزوج قد يكره زوجته والعكس كما قال تعالى:
    "فإن كرهتموهن"
    وقد يبغض المسلم أخاه ولكن دون ان يعتدى عليه وهذه الكراهية وهى الغل تكون فى الدنيا ويمحوها الله من المسلمين فى الجنة كما قال تتعالى :
    " ونزعنا ما فى صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين"
    وتحدث عن حب الناس للصالحين فقال:

    "الناس يحبون الصالحين:
    إن الإنسان الصالح له مكانة خاصة في قلوب الناس ويحظي بمحبتهم وودهم، فمثلاً إذا كان الطبيب لا يأخذ أجرته إلا بمقدار حقّه وجهده وعمله عد من الصالحين وعرف بالصلاح بين الناس، وبهذا يكون موضع اعتزازهم واحترامهم. وهكذا كل إنسان مهما كان عمله فما دام يعمل لله ويخدم الناس فان الله معه، وسيلقي محبته في قلوبهم، وبذلك يكون محبوباً عند الجميع .. هذه سنة من سنن الحياة التي أودعها الله في هذا الكون أن الصالح محبوب والطالح مبغوض ..
    قصة الطبيب مع الفقراء
    كان في مدينة بغداد طبيب عرف بمعاملته الجيدة تجاه مراجعيه، وإذا كان المراجع فقيراً ضعيف الحال، كان يعفيه عن دفع أجور المعاينة، بل كان أحياناً يعطي تكاليف الدواء والغذاء لمريضه أيضاً كي يحصل علي الشفاء التام، وذات يوم راجعه أحد أهل العلم لبعض الالتهابات التي كانت قد أصابت حنجرته، وبعد أن قام بالفحص التام عن المرض وصف الدواء المناسب، ورفض أن يأخذ أجور العلاج بل وأصر علي ذلك، رغم المحاولات الكثيرة التي بذلت من أجل الدفع .. إذ كان يقول: إني لا آخذ المال من طلاب العلوم الدينية وعلماء الدين ..

    فمن الطبيعي أن إنساناً كهذا يحبه الناس ويحترمونه .. وقد ورد عن الإمام الصادق « .. ثلاث تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل» .
    ولذلك لما توفي هذا الطبيب الطيب جري له تشييع مهيب وكأنه عظيم من عظماء البلد .. وهذا نتيجة أعماله الصالحة وخدمته للناس .. "

    وقطعا ما قاله الشيرازى ليس حبا للصالحين لأن المسلمين لا يمكن أن يكونوا جميعا إلا صالحين ولكنهم يحبون من يحسن إليهم والمراد من صننع لهم المعروف دون مقابل أو حتى بمقابل عادل
    ونقل خبرا كاذا فى المحبة فقال :
    وقد روي عن الإمام الباقر «إن فيما ناجي الله عزوجل به عبده موسي قال:
    إن لي عباداً أبيحهم جنّتي وأحكمهم فيها، قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل علي مؤمن سروراً، ثم قال: إن مؤمناً كان في مملكة جبار فولع به فهرب منه إلي دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه، فلما حضره الموت أوحي الله عزوجل إليه وعزتي وجلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها ولكنها محرمة علي من مات بي مشركاً ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتي برزقه طرفي النهار»، قلت: من الجنة؟ قال: «من حيث شاء الله .. » ."

    والناؤ ليس فيع تخفيف للعذاب عن أحد حتى ولو صنع معروفا فى مسلم لقوله تعالى :
    " فلا يخفف عنهم العذاب"

    وقال :
    وقال الإمام أمير المؤمنين «خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم» ."

    وتحدث عن أن حسن الخلق حتمية ضرورية فقال :
    "حسن الخلق ضرورة:
    ونحن طلبة العلوم الدينية ينبغي علينا أن نعاشر الناس علي نحو يتمنون أن نكون بينهم لنهديهم إلي الرشاد، كما كان رسول الله (ص) وأهل بيته يعاشرون الناس، ولو لم نكن كذلك لخابت آمال الناس بنا بل الأسوأ من ذلك أنهم سيسيئون الظن بالإسلام أيضاً؛ لأن الناس يرون الإسلام من خلال أخلاقنا وأعمالنا، فعلينا أن نتعامل بشكل لا يجلب احترام ومحبة الأصدقاء فحسب بل حتي الأعداء أيضاً وهذه هي سيرة رسول الله (ص) والأئمة الطاهرين .
    قال الله العظيم في القرآن الكريم:"وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي" .

    حتي أن فرعون كان يكن محبة خاصة لموسي (ص) وذلك لسلوك وأخلاق موسي الحسنة، فان الناس يميلون إلي الإحسان والأخلاق الحسنة.
    وقد ورد عن الرسول الأعظم (ص): «حسن الخلق يثبت المودة» .
    وعن الإمام علي أمير المؤمنين قال: «من حسن خلقه كثر محبوه وأنست النفوس به» .
    وبعكس ذلك سوء الخلق فانه ينفر عن الإنسان حتي أقرب الناس إليه كما قال الإمام أمير المؤمنين «سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد» ، وأيضاً: «من ساء خلقه ملّه أهله» .
    الفضل ما شهدت به الأعداء
    ومن هذا القبيل ذكر أنه: لما دخل سنان علي عبيد الله بن زياد برأس الحسين أنشأ يقول:
    أوقر ركابي فضة وذهبا
    أنا قتلت الملك المحجبا
    ومن يصلي القبلتين في الصبا
    قتلت خير الناس أمّاً وأبا
    وخيرهم إذ ينسبون نسباً
    فقال عبيد الله: ما تلقي مني خيراً إلا الحقتك به وأمر بقتله ."

    بالطبع الخلق الحسن هو صفة كل المسلمين ولكن ليس معنى التعامل به هو المحبة فقد نتعامل بالحسنى ولكن هناك كراهية قلبية فى القلوب للبعض المهم ألا تخرج إلى حد الاعتداء على الناس
    لاشك أن المعاملة الحسنة تغير كثيرا ما فى القلوب كما قال تعالى :
    " ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم"

    وتحدث عن اتفاق القول الحسن مع العمل الصالح فقال :
    "القول والعمل:
    قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب «ذللوا أخلاقكم بالمحاسن وقودوها إلي المكارم وعودوها الحلم واصبروا علي الإيثار علي أنفسكم فيما تحمدون عنه قليلاً من كثير .. » .
    وقال الإمام الصادق «رحم الله عبداً حببنا إلي الناس ولا يبغضنا إليهم، وأيم الله لو يرون محاسن كلامنا، لكانوا أعزّ وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء» .

    نقل أحد الأصدقاء بأنه قبل خمسة عشر عاماً أقيم مؤتمر لمعارضة الخمور والحد من انتشار ظاهرة الإدمان علي الخمور وتعاطيها، وألقي بعض العلماء محاضرات جيدة في ذم الخمور والمشروبات الكحولية وبيّنوا الفساد الذي تسببه للإنسان من الناحية النفسية والصحية، وكان أحد الأطباء من جملة المحاضرين في المؤتمر حيث ألقي كلمة غراء مهمة ومثيرة جداً، بحيث لو سمعها أحد مدمني الخمر لتأثر من كلامه ولعله ترك الشرب .. ولكن في اليوم الآتي والكلام للصديق قال كنت أسير في الطريق، وإذا بي أري سكراناً يترنح يميناً وشمالاً، ولما دققت النظر في وجهه اندهشت كثيراً لأني رأيت أنه ذلك الطبيب الذي ألقي تلك المحاضرة القيمة في ذم الخمور والكحول!!. فسلمت عليه وقلت له: إنك كنت في الأمس تذم الشراب ولكني أراك اليوم سكراناً تترنح؟! فأجاب: في الأمس كان الكلام واليوم هو العمل!!
    نعم، وكما قيل كلام الليل يمحوه النهار، وهذه القصة عبرة لنا حتي لا نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون وقد قال تعالي:"كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ" .
    فمن الضروري جداً أن نلتزم بالعمل بما نقول ونروي عن سيرة المعصومين حتي تتطابق أقوالنا مع أعمالنا ويري الناس أننا نعمل علي ضوء أقوال الإمام الصادق والأئمة .

    وفي التاريخ الكثير الكثير من أمثال هذه العبر، فحينما حمل جيش الإسلام علي الروم، اجتمع كبار العسكريين الروم وأخذوا يتباحثون في أسباب تقدم المسلمين في الحرب مع أنهم يفقدون التكتيك العسكري والأسلحة الثقيلة في الحرب؟ فأبدي واحد من المجتمعين رأيه ولكن لم يحظ بالقبول، إلي أن قال أحدهم: لنسأل هذا العبد الذي يخدم الحضور في المجلس فسألوه .. فقال: الخادم هل أنا في أمان لو قلت لكم الحقيقة؟ قالوا: نعم، فقال: إن السبب يكمن فيكم لأنكم استعبدتم الشعب الرومي حتي نبذوكم وانفضوا من حولكم، وحينما رأوا المسلمين وسلوكهم وأخلاقهم الحسنة صاروا تائقين مشتاقين، إليهم وأنا أحد الذين يتمنون انتصار المسلمين.
    فسألوه عن سبب ذلك.
    فأجابهم: كان لي بالقرب من هذا المكان (أي مكان الاجتماع) بستان أعيش فيه مع زوجتي وأولادي الأربعة في رغد وصفاء، حتي جاء نبأ هجوم المسلمين علي بلاد الروم فأخذتم كل أولادي للحرب، ولم ينفعكم إصراري الكثير لبقاء أحد أولادي معي علي الأقل ليكون عوناً لي في خدمة العائلة، ولما مر جيش الروم من أمام بستاني لمقاتلة المسلمين خطف قادة عسكركم زوجتي من بيتي، وهدموا بستاني، بحجة أنه كان واقعاً في طريق الجيش، واليوم أصبحت عاجزاً لا أملك من المال شيئاً حتي اضطررت لأن أخدمكم ههنا!!. فهذه السياسة المملوءة بالعنف والغلظة هي التي سببت انهزامكم أمام المسلمين الذين يتمتعون بالتعامل الإنساني والرحمة والإحسان حتي مع خصومهم وهم يسيرون علي نهج دين يدعو للرحمة والمحبة وينهي عن الظلم والاعتداء والغلظة.
    حقوق الناس"

    إذا لابد من اتفاق القول الحسن مع سلوك الإنسان ثم قال متحدثا عن عدل الإسلام فقال :
    "الإسلام هو الدين الوحيد الذي أعطي لكل ذي حق حقه بمنتهي العدالة والدقة، فإن الناس في المنظار الإسلامي سواسية لا يُفرق بينهم، رجالاً ونساءً شيوخاً وشباباً وأطفالاً وحتي الجنين في بطن أمه، فان لكل واحد منهم الحقوق والأحكام الإلهية التي لا يجوز التعدي عليها تحت أي عنوان كان، فقد جاء أن أحد الزهّاد وتاركي الدنيا عبد الله كثيراً وحارب نفسه بشدة، حيث كان لا يأكل إلا القليل من الطعام، ولا ينام علي مكان ناعم ومريح وترك جميع الملذات، وقد استمر علي هذا الحال حتي بلغ الستين من العمر وفارقت روحه الدنيا، وبعد فترة شاهده أحد الصالحين في عالم الرؤيا وسأله: يا فلان كيف أنت؟ قال: حتي الآن لم يدخلني الجنة لأني أخذت إبرة من شخص علي شكل عارية ولم أرجعها إليه واليوم منعوني من دخول الجنة لتعلق حق الناس في رقبتي .
    يقول الله سبحانه وتعالي:"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ" وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" .
    والإمام علي بن أبي طالب لما وصلته الخلافة الظاهرية نادي في الناس: «والله لو وجدته قد تُزوج به النساء ومُلك به الإماء لرددته؛ فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق» .
    وقال « .. وايم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه، ولأقودن الظالم بخزامته حتي أورده منهل الحق وان كان كارهاً» .
    فإن حقوق الناس من الأمور الخطيرة في الإسلام التي يحاسب الإنسان عليها لا في الدنيا فقط بل في الآخرة، ولا ينال الإنسان رحمة الله ولا يذوق طعم العفو والمغفرة الإلهية إلا إذا رضي أصحاب الحقوق عنه.
    المكر والخديعة"

    ثم ذكر الرجل من يحبهم الله وكل الكلمات تتحدث عن المسلمين بألفاظ متعددة فقال :
    "من هدي القرآن الحكيم:
    الذين يحبهم الله عزوجل
    قال تعالي:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" .
    وقال سبحانه:"فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" .
    وقال عزوجل:"وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" .
    وقال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" .

    وقال سبحانه:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" .
    وقال تعالي:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" .
    هؤلاء لا يحبهم الله عزوجل
    قال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" .
    وقال سبحانه:"وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" .
    وقال عزوجل:"وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ" .
    وقال تعالي:"وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" .
    وقال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" .
    وقال سبحانه:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً" .
    وقال عزوجل:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" .
    وقال تعالي:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" .
    وقال سبحانه:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" .
    وقال جل وعلا:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" .
    وقال سبحانه:"لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ" ."

    ثم ذكر أخبارا والمراد أقوالا عن موجبات المحبة فقال :
    "من هدي السنة المطهرة:
    موجبات المحبة:
    قال الإمام الصادق «ثلاثة تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل» .
    وقال الإمام أمير المؤمنين أيضاً: «ثلاث يوجبن المحبة: حسن الخلق وحسن الرفق والتواضع»
    وقال الإمام الباقر «البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله» .
    وقال الإمام أمير المؤمنين «ثلاث خصال تجتلب بهنّ المحبة: الإنصاف في المعاشرة والمواساة في الشدة والانطواع والرجوع إلي قلب سليم» .
    وقال رجل للنبي الأعظم (ص): يا رسول الله، علمني شيئاً إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني أهل الأرض؟ قال (ص): «ارغب فيما عند الله يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» .

    وقال الإمام الصادق «رحم الله عبداً اجتّر مودة الناس إلي نفسه فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون» .
    وقال أمير المؤمنين «حسن الخلق يورث المحبة ويؤكد المودة» .
    وعنه أيضاً: «من لان عوده كثفت أغصانه » .
    أعمال يحبها الله عزوجل
    قال الرسول الأعظم (ص): «ثلاثة يحبها الله سبحانه: القيام بحقه والتواضع لخلقه والإحسان علي عباده» .
    وقال (ص): «ثلاثة يحبها الله: قلة الكلام وقلة المنام وقلة الطعام .. ثلاثة يبغضها الله: كثرة الكلام وكثرة المنام وكثرة الطعام .. » .
    وسئل رسول الله (ص): أي الأعمال أحب إلي الله عزوجل؟ قال: «اتباع سرور المسلم» قيل: يا رسول الله، وما اتباع سرور المسلم؟ قال: «شبعة جوعه وتنفيس كربته وقضاء دينه» .
    وقال الإمام الصادق «من أحب الأعمال إلي الله عزوجل، إدخال السرور علي المؤمن، إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه» ."

    وبالطبع موجب المحبة واحد وهو الدفع بالتى هى أحسن وهى عمل الصالحات للغير ومن ثم تتعارض تلك ألقوال إلا قليلا من خلال تحديدها لأعمال معينة كموجبات للمحبة
    وتحدث عن كيفية اكتساب محبة الله وهى كيفية واحدة وهى الإيمان والعمل الصالح فقال:
    "كيف نكسب حبّ الله سبحانه؟
    قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب في حديث المعراج: «إن النبي سأله ربه ليلة المعراج .. يا محمد، وجبت محبتي للمتحابين فيّ ووجبت محبتي للمتعاطفين فيّ ووجبت محبتي للمتواصلين فيّ ووجبت محبتي للمتوكلين عليّ، وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية، وكلما رفعت لهم علماً وضعت لهم علماً .. » .
    وقيل لعيسي علّمنا عملاً واحداً يحبنا الله عليه؟ قال: «ابغضوا الدنيا يحببكم الله» .
    وقال الإمام الصادق «إذا تخلّي المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره» .
    وقال أيضاً: « .. وطلبت حب الله عزوجل فوجدته في بغض أهل المعاصي»"

    وتحدث عن أحب الناس لله فقال :
    "أي الناس أحب إلي الله سبحانه؟
    قال الرسول الأعظم (ص): «أحب عباد الله إلي الله أنفعهم لعباده وأقومهم بحقه، الذين يحبب إليهم المعروف وفعاله» .
    وسئل (ص): من أحب الناس إلي الله؟ قال: «أنفع الناس للناس» .
    وقال (ص): «الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلي الله من نفع عيال الله وأدخل علي أهل بيت سروراً» .
    وقال الإمام الصادق «قال الله عز وجل: الخلق عيالي فأحبهم إليّ الطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم» .
    وعنه أيضاً:
    «إن لله عباداً من خلقه في أرضه يفزع إليهم في حوائج الدنيا والآخرة، أولئك هم المؤمنون حقاً آمنون يوم القيامة ألا وإن أحب المؤمنين إلي الله من أعان الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين» "

    وبالطبع أحب الناس عند الله من المسلمين هم المجاهدين لأنه فضلهم على القاعدين فقال :
    " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

  10. نقد كتاب القول الموثوق في تصحيح حديث السوق
    المؤلف سليم بن عيد الهلالي وقد استهل الهلالى حديثه بسبب سبب بيان تأليف الكتاب وهو اختلافات القوم فى الحديث فقال :
    "وقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- من الأذكار ما يستوعب جميع حالات العبد وأوقاته: من مولده إلى وضعه في لحده، ومن صباحه إلى مسائه ، وفي يقظته ونومه، وفي حركته وسكونه، وفي خلوته وجلوته؛ ولذلك سماها أهل العلم: «عمل اليوم والليلة».
    ومن ذلك: الذكر في السوق، وقد جاء في فضله حديث؛ ولكنه أُورِدَتْ عليه إشكالاتٌ عدَّةٌ -قديمًا وحديثًا-، وطال جدلُ كثير من أهل العلم وطلابه حوله: أيثبت أم لا؟"

    والكتاب طويل عريض كله تقول عن قال فلان وقال علان فى جرح وتوثيق الرجال وكان يكفى الرجل لتوثيقه أو رده أن يعرضه على كتاب الله ولكن كيف والحديث إنما هو علم الرجال وليس علم صحة أو مضمون النص ومن ثم نجد أن معظم ألأحاديث مناقضة للقرآن أو مناقضة لنفسها أو لبعضها البعض
    وأما نص حديث السوق فهو كما ذكره هو والكتب التى خرجته فهو :
    "نصُّ الحديث وتوثيقه:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «مَنْ قَالَ في السُّوقِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَه، لَهُ المُلكُ، ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ، وهُو حَيٌّ لا يَمَوتُ، بِيَدِهِ الخَيرُ، وَهُوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ؛ كَتَبَ اللهُ لَه أَلْفَ أَلْفِ حسنةٍ، ومحا عنه أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئةٍ، وَبَنَى لَه بَيْتًا في الجَنَّةِ»"

    هذا هو النص وأما كتب التخريج وما قاله أصحابها مختصرا والذى ذكره مطولا وهو رده عليها والذى حذفناه لطوله وعدم أهميته فهو :
    "أخرجه الترمذي (5/491-492/3429)، وابن ماجه (2/752/2235)، والطيالسي في «مسنده» (1/14-15/12 -ط هجر، أو 1/253/1250- منحة)، وأحمد (1/47)، وعلي بن المديني في «مسند عمر»؛ كما في «مسند الفاروق» (2/642)، وأبو بكر بن أبي شيبة في «مسنده» -ومن طريقه الطبراني في «الدعاء» (2/1166/790)-، والبخاري في «التاريخ الأوسط» (1/447/996)، و«التاريخ الكبير» (6/329)، وأبو يعلى الموصلي في «مسنده الكبير» -وعنه ابن السُّني في «عمل اليوم والليلة» (1/237-241/183- بتحقيقي)-، والبزار في «البحر الزخار» (1/238/145)، وابن أبي حاتم في «العلل» (2/181)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (5/1785و1786)، والطبراني في «الدعاء» (2/1165-1166/789و1166-1167/791)، ويوسف بن يعقوب القاضي في «كتاب الذكر والتسبيح»-ومن طريقه البيهقي في «الأسماء والصفات» (1/280/212)-، وابن أبي الدنيا في «الذكر»؛ كما في «الترغيب والترهيب» (2/309 -«صحيحه»)، وأبو الشيخ الأصبهاني في «طبقات المحدثين بأصبهان» (2/173-174/185)، -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في «ذكر أخبار أصبهان» (2/180)-، وأبو عبد الله الفراء في «فوائده» (ق43/1-2)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (241)، والشجري في «الأمالي» (1/248)، وابن بشران في «الأمالي» (1/300/684)، والخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (2/286)، وأبو محمد -الحسين بن مسعود- الفراء البغوي في «شرح السُّنة» (5/132/1338)، وابن البناء البغدادي الحنبلي في «فضل التهليل وثوابه الجزيل» (35/5) من طرق عن عمرو بن دينار -قهرمان (1) آل الزبير-، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وذكره).
    قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ لأن عمرو بن دينار-قهرمان آل الزبير- فيه كلام كثير يدلُّ على أنَّه متروك.
    قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/329)، و«الضعفاء الصغير» (169/260) -ونقله عنه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (3/988)، وابن عدي في «الكامل» (5/1785)، والمزي في «تهذيب الكمال» (22/15)، والحافظ في «تهذيبه» (8/31)-: «فيه نظر».
    وقال في «التاريخ الأوسط» (1/447) -ونقله عنه علاء الدين مغلطاي في «إكمال تهذيب الكمال» (10/166)، والحافظ في «التهذيب» (8/31) -: «لا يتابع على أحاديثه».
    وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (186/476)- ونقله عنه ابن عدي في «الكامل» (5/1785)، والمزي في «تهذيب الكمال» (22/16)، والحافظ في «تهذيبه» (8/31)-: «ضعيف».
    وقال مرة؛ كما في «تهذيب الكمال» (22/16)، و«التهذيب» (8/31): «ليس بثقة، روى عن سالم عن ابن عمر أحاديث منكرة».
    وقال إسماعيل ابن علية؛ كما في «أجوبة أبي زرعة الرازي على أسئلة البرذعي» (2/510): «لم يكن عندي ممَّن يحفظ الحديث».
    وقال زياد بن أيوب -دلويه- عنه: «لم يكن هذا الشيخ -يعني: عمرو بن دينار- يحفظ الحديث».
    أخرجه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (3/988) بسند صحيح.
    وذكره -أيضاً- المزي في «تهذيب الكمال» (22/14)، والحافظ في «تهذيبه» (8/31).
    وقال مرة: «عمرو بن دينار-قهرمان آل الزبير- ضعيف».
    أخرجه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/232) بسند صحيح عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة؛ قال: سمعت ابن علية (وذكره) ونقله عنه -أيضاً- المزي في «تهذيب الكمال» (22/14).
    وقال أبو زرعة الرازي -فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/232)، وابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (2/226/2559)، والمزي في «تهذيب الكمال»
    (22/15)، والحافظ في «تهذيبه» (8/31)-: «واهي الحديث»."

    وعقب هذا ذكر شواهد ومتابعات وعللها وتصحيحا ونقل من كتب الجرح والتعديل الكثير ليثبت به صحة الحديث رغم كل العلل والمصائب التى وردت فيه
    وبين الهلالى أن موقف العلماء من الحديث ما بين منكر له ومثبت له ونقل من أقوالهم الكثير ومنه :
    "مع أقوال أهل العلم:
    جاءت أقوال لبعض أهل العلم تدل على ضعف بعض طرق حديث السوق، فاتَّخذها بعض طلبة العلم سُلَّمًا لردِّ حديث السوق جملة وتفصيلاً!
    أولاً: شيخ الإسلام ابن تيمية :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (18/67):
    «فإذا تضمنّت أحاديث الفضائل تقديرًا وتحديدًا؛ مثل صلاة في وقت معين بقراءة معيّنة، أو على صفة معيَّنة؛ لم يجز ذلك؛ لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي.
    بخلاف ما لو روي: مَن دخل السوق فقال: لا إله إلا الله؛ كان له كذا وكذا، فإن ذكرَ الله في السوق مستحبٌ؛ لما فيه من ذكر الله بين الغافلين؛ كما جاء في الحديث المعروف: «ذاكرُ اللهِ في الغافلين؛ كالشجرة الخضراء بين الشجر اليابس».
    ..وقد فهم بعض الناس: أن ابن تيمية يضعف حديث السوق؛ لأنه صدَّره بصيغة التمريض: «روي».
    وهذا هو المتبادر؛ لكنه بيَّن أثناء كلامه أن الذكر في السوق مستحب، والاستحباب لا يثبت إلا بالدليل الشرعي، فكيف نقول: إن شيخ الإسلام يُليِّن حديث السوق؟!
    فإن قيل: كيف صدَّره بصيغة التمريض الدالة على الضعف عند أئمة الصنعة؟
    قلت: ابن تيمية لم يلتزم بذلك التزامًا لا يحيد عنه، ومن نظر في كتابه «الكلم الطيب»؛ علم ذلك.
    ناهيك أنه ذكر حديث السوق في «الكلم الطيب» (ص 117)، ولم يصدِّره بصيغة التمريض، وإنما بصيغة الجزم.
    ثانيًا: ابن قيم الجوزية:
    قال ابن قيم الجوزية في «المنار المنيف» (ص33-35) بعد أن ذكره:
    «فهذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث».
    ثم ذكره من طريق أزهر بن سنان عند الترمذي، وقال: «قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد رواه عمرو بن دينار-قهرمان آل الزبير-، عن سالم، عن عبد الله: (وذكر الحديث)».
    ثم قال: «وقد رُويَ من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر؛ لكنه معلول -أيضًا-».
    وذكر تعليل ابن أبي حاتم، ثم ذكر أقوال أهل العلم في تضعيف قهرمان آل الزبير.
    قلت: مضى الجواب عن هذه الاعتراضات، وابن قيم الجوزية لم يستوعب طرقه وشواهده.
    ناهيك أن ابن القيم ذكر حديث السوق محتجًّا به في موضعين من كتابه الموسوم «الوابل الصيب» (ص 58 و 181).
    فإن قيل: هذا تساهل في باب الفضائل.
    قلت هذا المنهج لم يعرف عن ابن قيم الجوزية، فنسبته له تمحُّل.
    ثالثًا: الحافظ ابن حجر العسقلاني:
    قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»
    (11/206): «تنبيه: أكمل ما ورد من ألفاظ هذا الذكر في حديث ابن عمر عن عمر رفعه: «مَن قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير...» الحديث.

    هذا فريق من العلماء.
    وهناك فريق آخر؛ كابن أبي حاتم في «العلل» (2/181)، والبخاري؛ كما نقل عنه الترمذي في «العلل الكبير» (2/912)، والدارقطني في «العلل» (2/49).
    قلت: والجواب عن استنكارهم مبثوث في ثنايا هذه الرسالة.
    وقسم ثالث كرر ما قاله السابقون؛ كالعجلوني في «كشف الخفاء» (2/324-325)، وعلي القاري في «الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (230-231/906)؛ حيث ذكروا مقالة ابن قيم الجوزية -رحمه الله-.
    وقد تقدم الجواب عن مقالة ابن قيم الجوزية وغيره، وتوجيهها، والله أعلم بحقائق الحالات.

    العلماء الذين أثبتوا الحديث
    وهناك قسم آخر من أهل العلم أثبت الحديث وقوّاه، منهم:
    أولاً: البغوي:
    قال بعد أن أخرج الحديث بإسناده (5/133): «هذا حديث حسن غريب».
    ثانيًا: المنذري:
    فقد ذكر الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (2/531) حديث عمر بن الخطاب عند الترمذي، ثم قال: «وإسناده متصل حسن، ورواته ثقات أثبات، وفي أزهر بن سنان خلاف، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به..»."

    وبعد أن ذكر أقوال القوم فى الحديث تحدث عن عورات الحديث ورد عليها لكى يثبت صحة رأيه فقال :
    "حديث السوق دراية:
    لقد وجّه بعض العلماء النقد إلى حديث السوق دراية، حيث استنكروا الثواب العظيم الوارد فيه على تلك الصفة.
    قلت: ولو استحضر الناقد أمورًا؛ لما تعجَّل في ردِّه:
    1- أن الجرأة في ردِّ الأحاديث الصحاح من جهة المعنى، أمر في غاية الخطورة؛ للأسباب التالية:
    أ- أن الرسوخ في معرفة علل المتن لا يتأتّى إلا للراسخين الذين فهموا وهضموا أسرار الشريعة وقواعدها الكلية بالسبر والاستقراء.
    ب- أن كثيرًا من الردِّ مبنيٌّ على معانٍ انقدحت في ذهن الرادِّ، ولعله لم يوفَّق للصواب في فهمه، فكم من آية وحديث ظنَّ متوهِّمٌ معارضتها لآية أخرى أو حديث آخر، فتعجَّل في رده، أو شكَّك فيه، زعمًا أن الدين لا يناقض بعضه بعضًا، وخفي على الرَّادِّ المسكين أن التناقض في عقله وفهمه، لا في حقيقة الأمر؛ لأنه ما إن يأتيه عدول الأمة الذين ينفون عن الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويبيِّنون وجه التوافق؛ إلا وينتفي ما ورد عليه من ظنِّ التناقض.
    ولذلك؛ لو ردَّ الذين عجزوا عن إدراك بعض المعاني الصحيحة الأمر لأهله؛ لعلمه الذين يستنبطونه منهم.
    2- أن هذا الأجر العظيم الوارد إنما هو في شأن الكلمة الطيبة -كلمة التوحيد والإخلاص، ومفتاح الجنة-، التي هي أعظم الكلام وأفضله، لذلك: فإن أجرها أعظم الأجر وأفضله؛ لأن الجزاء من جنس العمل.
    ولهذا المعنى أشار الحافظ ابن رجب الحنبلي في «كلمة الإخلاص» (ص63-64).
    3- أن هذا الحديث له نظائر في «الصحيحين» تضمَّنت الثواب العظيم، والأجر الجزيل على مثل هذه الأذكار؛ منها:
    أ- أخرج البخاري في «صحيحه» (11/201/6403)، ومسلم في «صحيحه» (4/2071/2691) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَه، لَه المُلكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٍ، في يوم مئةَ مَرَّةٍ؛ كَانَت لَه عَدْلَ عَشْرَ رِقَابٍ، وَكُتِبتُ لَه مِئَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مئة سَيِّئةٍ، وَكَانت لَه حِرْزًا مِن الشَّيطَانِ يَومَهُ ذَلكَ حتَّى يُمْسِي، وَلَمْ يَأَتِ أَحَدٌ بأَفضَلَ مِمَّا جَاءَ؛ إِلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكثَرَ مِنهُ (وفي لفظ: من ذلك)».

    ...4- أن السوق موطن غفلة، والذاكر فيه أجره عظيم.
    ولكون السوق موطن غفلة وإلْهاء عن ذكر الله، وانشغال بجمع الدينار والدرهم، وانكباب على حطام الدنيا الفاني، والتنافس المفضي إلى النزاع والخصومة؛ صارت أبغض الأماكن إلى الله، ففي «صحيح مسلم» (1/464/671) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البلاد إلى الله: مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله: أسواقها».
    وعن جبير بن مطعم: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أي البلدان شر؟ قال: فقال: «لا أدري»، فلما أتاه جبريل-عليه السلام-؛ قال: «يا جبريل! أي البلدان شر؟ قال: لا أدري، حتى أسأل ربي-عز وجل-. فانطلق جبريل -عليه السلام-، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم جاء فقال: يا محمد! إنك سألتني: أي البلدان شر؟ فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي -عز وجل-: أي البلدان شر؟ فقال: أسواقها».
    أخرجه الإمام أحمد (27/308/16744)، وأبو يعلى الموصلي في «مسنده» (13/400/7403) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في «موافقة الخبر الخبر» (1/10)-: ثنا أبو خيثمة -زهير بن حرب- النسائي، والبزار في «البحر الزخار» (8/352-353/3430): ثنا محمد بن المثنى؛ ثلاثتهم عن أبي عامر -عبد الملك بن عمرو- العقدي، عن زهير بن محمد التميمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن حبير بن مطعم، عن أبيه به..."

    وانتهى الرجل إلى أن الحديث مقبول رواية ودراية فقال :
    "الخلاصة والترجيح:

    هذه خلاصة أبيِّن فيها ما ورد من طرق حديث السوق وشواهده، ودرجة كل ذلك منفردًا، ثم أقرر درجة الحديث جملة حسب قواعد علم الحديث.
    أولاً: طريق عمرو بن دينار -قهرمان آل الزبير-:
    ضعيفة جدًا.

    ثانيًا: المتابعات:
    1- محمد بن واسع: من طريق أزهر بن سنان، عنه به.
    ضعيف؛ لكنه صالح للاعتبار.
    2- المهاصر بن حبيب: من طريق أبي خالد الأحمر، عنه به.
    حسن لذاته.
    3- عبيد الله بن عمر العمري: من طريق سلم بن ميمون الخوَّاص، عن علي بن عطاء، عنه به.
    ضعيف جدًّا.
    4- أبو عبد الله الفراء: من طريق ضرار: نا الدراوردي، عنه به.
    ضعيف جدًّا.
    5- عمر بن محمد بن يزيد: حدثني رجل بصري، عن سالم به.
    ضعيفٌ؛ لأن الرجل البصري هو عمرو بن دينار
    -قهرمان آل الزبير- نفسه؛ كما نص عليه الدارقطني.
    ثالثًا: الشواهد:

    1- حديث عبد الله بن عمر:
    أ- من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر به مرفوعًا.
    حسن لغيره.
    ب- من طريق مسروق بن المرزبان: ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر به مرفوعًا.
    حسن لذاته.
    2- حديث عبدالله بن عباس: ضعيف جدًّا."

    ومع أن الرجل أثبت أن طريق الحديث ضعيفا جدا كما قال وأقر بأن معظم الشواهد والمتابعات ضعيفة وضعيفة جدا إلا انتهى إلى ترجيح صحة الحديث فقال :
    "الترجيح:
    تبيَّن أن تعدّد الطرق عن سالم عن أبيه عن جده؛ غير طريق قهرمان آل الزبير، وسلم الخواص، وأبي عبدالله الفراء، وعمر بن محمد بن زيد تدل على أن حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حسن.
    فإذا انضمَّ إليه حديث ابن عمر بطريقه عن عبد الله بن دينار -الحسن لذاته-ازداد قوةً وثبوتًا.
    وبذلك يصحُّ حديث السوق رواية، وقد صحَّ دراية -كما بيَّنَّا-؛ فلله الحمد والمنَّة على الإسلام والسُّنَّة."

    بقيت الكلمة الناسفة للكتاب وهى :
    أن الحديث معارض لقواعد الأجر فى القرآن وهى :
    الأولى العمل غير المالى كترديد كلمات أجرها عشر حسنات كما قال تعالى :
    " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    الثانية أجر الأعمال المالية هو سبعمائة حسنة او ضعفها وهو ألف وأربعمائة حسنة كمل قال تعالى :
    "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
    ومن ثم لا وجود أجر اسمه ألف ألف حسنة كما لا وجود لأجر بيت فى الجنة على الترديد

  11. أكل لحوم البشر
    شاعت فى العصر الحالى كتابات كثيرة عن وجود قبائل تأكل لحوم الناس الموتى وقد أشار القرآن إلى النفس البشرية تكره أكل لحوم البشر فقال تعالى :
    " ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"
    ومن ثم تكره البشرية جمعاء هذا الفعل المقيت ولكت الكتابات الحديثة من خلال الغزاو القتلة من أوربا ألفت الكثير من الحكايات عن أن بعض القبائل فى بلاد القارات المختلفة التى احتلوها كانت تأكل لحوم الموتى
    من ألأمثلة على ذلك :
    قبائل الماورى فى نيوزيلنده وهى صاحبة البلد التى غزاها الأوربيين فقد أشاع الهولنديين ومن أتى بعدهم من الإنجليز أن تلك القبائل أن تلك القبائل من أكلة لحوم البشر وما هذا سوى افتراء لتبرير عزوهم واحتلالهم لتلك البلاد وفى ذلك قال إياد العطار فى مقاله الرءوس الموشومة:
    "الكابتن كوك أعاد اكتشاف نيوزيلندا عام 1769 ثم أخذ المستوطنين البيض يتدفقون على الجزر , في البداية كانت العلاقة بين البيض والسكان جيدة وارتبطوا بعلاقات تجارية بسيطة قائمة على أساس المقايضة , لكن مع مطلع القرن التاسع عشر أصبحت العلاقة متشنجة بين الطرفين بسبب استيلاء البيض على الأراضي وتشييدهم المزيد من المستعمرات. كان هناك قتال ووقعت مذابح , أشهرها مذبحة بويد عام 1809 حيث هاجم الماوري الغاضبون سفينة انجليزية راسية في ميناء وانغاروا وقتلوا جميع من على متنها ما خلا خمسة أشخاص , فعلوا ذلك انتقاما لقيام قبطان السفينة بجلد أبن زعيم إحدى قبائلهم. هذه المذبحة بثت الرعب في قلوب البيض , لاسيما مع انتشار القصص حول التهام الماوري للحوم القتلى من البيض , كان الرعب شديدا لدرجة أن الرحلات إلى نيوزيلندا توقفت تماما لعدة سنوات.
    الرؤوس الموشومة
    أكل لحوم البشر كان شائعا بين شعوب جزر المحيط الهادئ .. هنا صورة حقيقية لسكان جزيرة فيجي الأصليين وهم يحضرون الجثث من اجل طبخها .. الصورة تعود لعام 1890 ..
    لكن المستوطنون عادوا بعد بضعة سنوات بخطط جديدة قائمة على إذكاء روح المنافسة والنفخ في نار الأحقاد بين قبائل الماوري , ولم يكونوا بحاجة لبذل جهود كبيرة لتحقيق هذه الغاية , ذلك أن الأحقاد والمشاكل كانت موجودة أصلا ومتجذرة بين القبائل , لكنهم ساهموا في مد الأطراف المتنازعة بالأسلحة النارية الفتاكة , الأمر الذي أدى إلى مذابح ومجازر وحروب إبادة انخفض جراءها تعداد السكان الأصليين بمقدار الربع , وتمكن البيض من الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي بأسعار بخسة نتيجة قيام زعماء الماوري ببيعها للحصول على أسلحة يستخدمونها في صراعاتهم الداخلية."
    وفى مقال لحسين سالم عبشل عن طب أكله لحوم البشر حكى عن أن الرومان كانوا يعتقدون أن شرب دماء جروح المصارعين أو أكل أكبادهم يشفى من مرض الصرع فقال :
    "فالرومان كانوا يعتقدون أن شرب الدماء الحارة المتدفقة من جروح المجالدين تساعد في الشفاء من الصرع، و لهذا كان المصابون بالصرع يتوافدون بأعداد كبيرة على تلك الساحات من اجل شرب دماء المجالدين المهزومين و هم في النزع الأخير، و ربما أنقض هؤلاء على المجالد المهزوم لكي يشربوا الدماء من جراحه الدامية مباشرة، و من بين الأطباء الرومان الذين اقترحوا هذا هو الطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس (Scribonius largus) الذي كان الطبيب الخاص للإمبراطور الروماني كلاوديوس، ومن بين وصفاته الغريبة أن يلتهم المريض بالصرع أكباد المصارعين، و لهذا كان المرضى بالصرع يجلسون بأطراف المسرح و عندما يسقط المجالد و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة فأنهم ينقضون عليه بخناجرهم الحادة لأستأصل كبده و التهامها نيئة.
    والطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس صاحب هو فكرة أكل أكباد المجالدين لشفاء الصرعواستمر هذا الوضع حتى تم منع تلك الرياضة الدموية عام 400 ميلادية، بعدما اعترض الرهبان على تلك الممارسات الدموية، أما في أوروبا فقد انتشرت عادات شرب الدماء باعتبارها تشفي من الإمراض و تجدد الصحة و الشباب حسب ما أعلن عنه العالم و الفيلسوف الايطالي مارسيليو فيسينو (Marsilio ficino) الذي زعم بأن شرب دماء الشباب ذوي الصحة السليمة تجدد الشباب لدى الشيوخ و تجعلهم بصحة أفضل.
    وعندما مرض جوفاني باتيستا شيبو و هو بابا الفاتيكان اينوسينت الثامن، يقال بأن أطباءه جعلوه يشرب دماء ثلاثة أطفال بعمر العاشرة، ولاحقا مات هؤلاء الأطفال، لكن البابا لم يتعافى و مات في 25 يوليو 1492 م."
    وفى مقال ثالث فى بابوا غينيا الجديدة الحزن على الموتى يتضمن تقطيعهم و التهام لحومهم قال إياد العطار عن قبيلة فورى:
    "و قد جذبت قبيلة فوري (Fore) اهتمام العلماء بشكل خاص , فالقبيلة ظلت معزولة عن العالم في الأدغال حتى عام 1950 و كان أفرادها يمارسون طقسا جنائزيا فريدا يتضمن أكل اللحم البشري , فما ان يلفظ شخص من أفراد القبيلة أنفاسه حتى تجتمع النساء من أقاربه حوله ويقمن بفصل يديه ورجليه ورأسه عن جسده ثم يقمن بشوي اللحم والتهامه و كذلك التهام القلب والكبد والأحشاء الداخلية , أما المخ فكان له عندهن مكانة خاصة فهو ألذ جزء في الوجبة فما أن تفارق الروح جسد الميت حتى تقوم النساء بكسر الجمجمة و إخراجه بسرعة ليأكلنه نيا وهو لازال حارا و طازجا , وتقدم النساء عادة أجزاء من الجثة لأطفالهم و أحيانا لرجالهن , طبعا ولائم القبيلة تتضمن أيضا أسرى الحروب من القبائل الأخرى إلا أنها تعتمد بشكل رئيسي على جثث الموتى من أفراد القبيلة نفسها و تكون الوليمة في الغالب مقصورة على النساء و الأطفال , كما إن جثة الميت يجب أن تكون سليمة من الأمراض فهم لا يلتهمون لحم الأشخاص الذين يموتون بسبب المرض و ذلك خوفا من العدوى"
    ومن هذه الكتابات يتبين أن حكايات القبائل الأصلية ما هى إل عبارة عن حكايات أشاعها الغزاة المحتلون لتبرير حروبهم وقتلهم للسكان ألأصليين أمام من يسمونهم مجتمعاتهم المتمدينة بينما هم القتلة وهم من كانوا يرتكبون أبشع ما عرفته البشرية كأكل لحوم الموتى وإجراء التجارب على الأحياء بالسلخ واغتصاب النساء حتى بناتهم كما حكى دى ساد فى رواية جوستين عما كان يرتكبه الأغنياء وكبار المجتمع من مخازى وهو ما دفعهم إلى وصفه بالشذوذ لأنه فضح تلك المجتمعات
    وأكل لحوم الموتى موجود فى كتب التراث ككتاب البخلاء للجاحظ والذى حكى فيها اتهام بعض القبائل بممارسة أكل لوم البشر فقال :
    " و تهجى أسد وهذيل والعنبر وباهلة بأكل لحوم الناس.
    قال الشاعر في هذيل:
    وأنتم أكلتم سحفة ابن مخدم ... زماناً فما يأمنكم أحد بعد
    تداعوا له من بين خمس وأربع ... وقد نصل الأظفار وانسبأ الجلد
    وقال حسان فيهم:
    إن سرك الغدر صرفا لا مزاج له ... فأت الرجيع وسل عن دار لحيان
    قوم تواصوا بأكل الجار بينهم ... فالشاة والكلب والإنسان سيان
    وهجا شاعر بلعنبر، وهو يريد ثوب بن شحمة. وفيه حديث:
    عجلتم ما صدكم علاجي ... من العنوق ومن النعاج
    ... حتى أكلتم طفلة كالعاج
    ولما عير ثوب بن شحمة بأكل الفتى العنبري لحم المرأة سكت إلى أن نزل هو من الجبل فقال:
    يا بنت عمى ما أدراك ما حسبي ... إذ لا تجن خبيث الزاد أضلاع
    إني لذو مرة تخشى بوادره ... عند الصباح بنصل السيف قراع
    فهجا ثوب بن شحمة بأكل لحوم المرأة وكان ثوب هذا أكرم نفساً عندهم من أن يطعم طعاماً خبيثاً، ولو مات عندهم جوعاً وله قصص ولقد أسر حاتماً الطائي، وظل عنده زماناً.
    وقال الشاعر يهجوا بأهلة بمثل ذلك:
    إن عفاقا أكلته باهله ... تمششوا عظامه وكاهله
    ... وأصبحت أم عفاق ثاكله
    وهجيت بذلك أسد جميعاً، بسبب رملة بنت فائد بن حبيب بن خالد بن نضلة، حين أكلها زوجها وأخوها ابو أرب.
    وقد زعموا أن ذاك إنما كان منهما من طريق الغيظ والغيرة فقال ابن دارة ينعى ذلك عليهم:
    أفي أن رويتم واحتلبتم شكيكم ... فخرتم، وفيم الفقعسي من الفخر؟
    ورملة كانت زوجة لفريقكم ... وأخت فريق، وهي مخزية الذكر
    أبا أرب كيف القرابة بينكم ... وإخوانكم من لحم أكفالها العجر؟
    وقال: عدمت نساء بعد رملة ... فائد بني فقعس تأتيكم بأمان
    وباتت عروسا ثم أصبح لحمها ... جلا في قدور بينكم وجفان
    وقال البراء بن ربيعي، أخو مضرس بن ربعي يعير صلتاً - وهو أخوه - فقال:
    يا صلت إن محل بيتك منتن ... فارحل فإن العود غير صليب
    وإذا دعاك إلى المعاقل فائد ... فاذكر مكان صدارها المسلوب
    والآن فادع أبا رجال، إنها ... شنعاء لاحقة بأم حبيب
    وأبو رجال هذا عمها.
    وقال في ذلك معروف الدبيري:
    إذا ما ضفت ليلا قفعسيا ... فلا تطعم له أبداً طعاما
    فإن اللحم إنسان فدعه ... وخير الزاد ما منع الحراما
    وهذا الباب يكثر ويطول وفيما ذكرنا دليل على ما قصدنا إليه من تصنيف الحالات فإن أردته مجموعاً فاطلبه في كتاب الشعوبية، فإنه هناك مستقصى. " البخلاء ص 114
    والمتابع لما سبق من أشعار جاهلية يرى أن الأعداء يحاولون تشوية غيرهم بمسبة أكل لحوم الموتى وهى نفس السياسة التى اتبعها الغزاة ألأوربيين من خلال اتهاماتهم لأهل البلاد الأصلية التى احتلوها بممارسة جرائم بربرية كما كانت توصف تتوجب احتلالهم وتعليمهم الدين النصرانى كى يكونوا متمدينين وقد نجحت تلك السياسات فى استئصال الكثير من القبائل من أرضها ولم يتبق من بعضها سوى أفراد قلائل بينما أبيدت القبائل الأخرى تماما ومن تبقوا أبقوهم لمنفعتهم فمحميات كمحميات بقايا الهنود الحمر هى مزارات سياحية تأخذ عليها الحكومات أموال نظير الزيارة والدخول
    أكل لحم الموتى محرم إلا فى حالة الاضطرار وهو الجوع المؤدى إلى الموت كما قال تعالى :
    "وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه"
    وقال :
    "فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم "
    والاضطرار أولا يكون بأكل ميتة الحيوان فإن وجدت حل الأكل منها للمضطر وثانيا فى حالة عدم وجود ميتة الحيوان أو حشائش الأرض يحل له أكل لحم الميت من البشر

  12. قراءة فى مقال10 من أبرز أسرار الدماغ البشري
    صاحب المقال كمال غزال وهو يدور حول وجود أمور مرتبطة بالدماغ البشرى لم يستطع علماء العصر فهمها وفى مقدمته قال :
    "ما زال أمام العلم طريق طويل ليكتشف أسرار الدماغ البشري فالكثير مما لم نتمكن من فهمه عن الإنسان موجود ببساطة داخل رؤوسنا، والدماغ عضو محير يثير التساؤلات عن الحياة والموت والوعي والنوم وغيرها الكثير. "
    والمقدمة خاطئة فالأمور التى يتحدث عنها المقال لا علاقة لها بالدماغ وإنما هى أمور نفسية والنفس خارج إطار أعضاء الجسم بدليل خروجها من الجسد عند النوم أو الموت كما قال تعالى :
    "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
    ثم تحدث غزال عن أول الأمور العشرة وهو الوعى فقال :
    "وفي ما يلي ملخص عن أبرز ما نعلمه وما لم نستطع فهمه عن الدماغ:
    1 - الوعي
    عندما تستيقظ في الصباح لعلك تدرك بزوغ الشمس وسماع زقزقة الطيور وحتى يمكنك الشعور بومضة من السعادة عندما تستنشق نسيم الصباح الرقيق وهو يضرب وجهك بمعنى آخر أن تكون " واعياً ".
    لقد ابتلي المجتمع العلمي بهذا الموضوع المعقد منذ أقدم العصور، ومؤخراً فقط اعتبر علماء الأعصاب الوعي بحثاً علمياً فعلياً، وكان أكثر ما يؤرقهم في هذا المجال هو تفسير تأثير عمليات معالجة الدماغ في إغناء الخبرات الذاتية وحتى الآن تمكن العلماء من وضع قائمة طويلة من الأسئلة."
    هنا أقام الكاتب ومن سماهم العلماء مشكلة من لا مشكلة فالنوم عملية خروج للنفس من الجسد والصحو وهو الاستيقاظ هو عودة للنفس كما فى الآية التى تم الاستشهاد بها
    وسيظل القوم يشغلون أنفسهم بشىء لا يمكنهم رؤيته أو إثباته معمليا مع أن إثباته يتكرر أمامهم يوميا مع غيرهم ومع أنفسهم
    وتحدث عن خبل أخر وهو تجميد أجسام الموتى استعدادا لإحيائها فى المستقبل عندما يقدر العلم على ذلك فقال :
    "2 - التجميد الكامل
    قد لا يكون العيش للأبد واقعياً، لكل حقلاً رائداً في العلم يسمى كرايونيكس قد يمنح الناس حياتين حسب ما يزعم (الكرايونيكس كلمة إغريقية تعني "مجمد" وهو علم يتعلق بحفظ وتجميد أجساد البشر والحيوانات الذين لم يستطع الطب التقليدي فعل شيء أمام مرضهم العضال)، وهناك مركز في ولاية أريزونا الامريكية يدعى (مؤسسة ألكور لتمديد الحياة)، ويخزن فيه الأجساد بعد وفاتها مباشرة في أوعية مملوءة بالنتروجين السائل بدرجة حرارة تتجمد معها العظام أي 195 درجة مئوية تحت الصفر، والغاية من ذلك أن الشخص الذي مات ولم يستطع العلم شفاءه من مرضه في الوقت الحاضر قد يحصل على علاج في المستقبل وعندئذ يذاب الجليد من الجسم ويعاد "إحياءه ".
    ويقبع جثمان (تد ويليامز) لاعب البيسبول المخضرم في إحدى مجمدات (ألكور) ومثل بقية الجثامين المجمدة جرى وضع جثمان (تد) بحيث يكون رأسه للأسفل وذلك حرصاً على غمس دماغه في سائل التجميد إذا ما حدث تسرب في الحاوية التي تضمه، ولم يجري لحد الآن "إحياء" أي من الجثامين المحفوظة مسبقاً لأن هذه التقنية ليس لها وجود أصلاً، ويجدر بالذكر أنه إذا لم تتم إذابة الجليد عن الجثمان بنفس درجة الحرارة الصحيحة فإن خلايا الجثمان تتحول إلى جليد وتنفجر لتنشطر إلى أجزاء."
    قطعا هذا اسمه بيع الوهم للمغفلين والمغفلون كثرة خاصة من اصحاب المال فلا أحد يعود من الموت مرة أخرى فى أرضنا الدنيوية كما قال تعالى :
    "ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"
    وتحدث فى الثالث عن أن بعض مدعى العلم يزعمون أن العلم قادر على ايقاف الشيخوخة فقال :
    "3 - الفناء
    فكرة البقاء للأبد موجودة في الخيال والأفلام فقط، لكن لماذا يحدث الهرم في البشر؟ لقد ولد كل منا بمجموعة من أدوات تتضمن آليات قوية لمكافحة المرض والإصابات والتي يظن أنها قادرة على تحصينه ضد تصلب المفاصل وأمراض أخرى، لكن عندما نتقدم في العمر فإن آليات إصلاح الجسم تنهار تدريجياً، في الواقع تنخفض مقاومتنا ضد الإصابة الجسدية والإجهاد، وقد تناولت عدة نظريات أسباب الهرم والتي يمكن إجمالها في فئتين:
    1 - على غرار الخصائص البشرية الأخرى قد يكون الهرم جزءاً من مورثات الإنسان وعلى نحو ما يكون مفيداً.
    2 - وبنظرة أقل تفاءلاً لا يكون للهرم هدف ونتائج ناجمة عن تأذي الخلايا الذي يحدث في حياة الإنسان.
    لكن عدداً من الباحثين يعتقدون أن باستطاعة العلم في نهاية المطاف تأخير عملية الهرم على الأقل لفترة كافية لمضاعفة فترة الحياة الافتراضية."
    قطعا الشيخوخة لا يمكن ايقافها لأنها قدر قدره الله على البعض منا فقال :
    "هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى"
    ومن ثم عملية تأجيل الشيخوخة عملية محالة فكل ما لا يمكن للعلم هو علاج الأمراض ولكنه لا يقدر على وقف زحف علامات الشيخوخة على البعض لأن ذلك يستلزم تغيير الجسد الإنسانى ككل ومع هذا حتى لو تم تغيير جسد الشيخ بجسد شاب فإن ذلك لا يمنع أن هذا الجسد سوف ينهار يوما
    وتحدث عن الحيرة فى أمر شخصية الفرد فقال :
    "4 - الشخصية
    هناك معركة طويلة ومستمرة تدور رحاها بين طرفين هما المورثات والبيئة بما يتعلق في دورهما للتحكم بالأفكار والشخصيات، ولدى العلماء الآن كفاية من الادلة المقنعة بأن أحدهما أو كلاهما مسؤولان عن هذا الدور. أشارت دراسة مورثات (الجينات) بعينها إلى أن تأثيرها ضئيل في طبائع الناس، وبينت النتائج أن ظروف التنشئة وتأثير الأقران ما زال لها الدور الأكبر في تشكيل هويتنا وطرق تصرفنا."
    قطعا الشخصية ليست نتاج المورثات الجسدية لأنها لو كانت كذلك بوجب أن تكون شخصيات الاخوة من الأب وألأم واحدة لكون الكل ورث نفس الجسد عنهما ولا نتاج التربية فابن نوح (ص) المسلم الذى رباه والده على الإسلام كفر وابراهيم(ص) ابن آزر الكافر أسلم وهو ما يتكرر من خلال تغيير الناس أديانهم وهى مذاهبهم وهى أخلاقهم
    الشخصية هى نتاج الإرادة وهى المشيئة ألإنسانية كما قال تعالى :
    " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "

    وتحدث عن الضحك فقال :
    "5 – الضحك:
    يعتبر الضحك أقل السلوكيات البشرية فهماً، ووجد العلماء إن هناك 3 أجزاء من الدماغ تنشط خلال نوبة من الضحك، وهم الجزء المسئول عن التفكير الذي يساعد في فهم النكتة، والجزء المسؤول عن الحركة الذي يجعل العضلات تتحرك، والجزء الشعوري المسئول عن الإحساس بالطيش، لكن ما زال مبهماً لنا لماذا يضحك شخص على نكات بينما يضحك آخر خلال مشاهدته لفيلم رعب.
    ووجد (جون موريال) الرائد في بحوث الدعابة في معهد ويليام وماري أن الضحك استجابة لعوب على المفارقات أو القصص التي لا تتماشى مع التوقعات المألوفة بينما يشير آخرون إلى أن الضحك هو طريقة لإشعار الشخص الآخر بأن النية من هذا الفعل هو المرح. لكن هناك أمر واضح وهو أن الضحك يجعلنا نشعر أفضل."
    قطعا الضحك ليست سوى عملية نفسية تستلزم تحرك أجزاء جسدية مرتبطة بالوجه وأحيانا عندما يزداد ترتبط بالجهاز الهضمى حيث تحدث عملية الفواق وهى الزغطة
    والدماغ ليس له أى اتصال بالنفس حتى يتم إدخاله ولا يمكن اثبات أى صلة بين عضو جسدى والنفس انه يفكر أو يتذكر أو أى شىء فهذا اسمه خداع للبشر فلا يمكن إثبات ذلك من خلال التجارب المعملية
    وسادس الأمور التى تحدث عنها هى الذكريات فقال :
    "6 - الذكريات
    يصعب نسيان بعض التجارب، مثل قبلتك الأولى، لكن كيف يمكن للشخص أن يحتفظ بهذه " الأفلام الشخصية " مستخدماً تقنيات المسح البصري في الدماغ؟
    لقد كشف العلماء عن الآلية المسؤولة عن صنع وتخزين هذه الذكريات، و وجدوا أنه من الممكن تشبيه منطقة الحصين Hippocampus من المادة الرمادية في الدماغ بصندوق للذاكرة.
    لكن منطقة التخزين هذه ليست مميزة جداً، فهي تحفز أو تنبه مناطق متشابهة في الدماغ سواء أكانت الذكريات حقيقية أم وهمية. وللتحقق من " الذاكرة الحقيقية " فإن الباحثين يسألون الشخص موضع التجربة بأن يسترجع ذكريات من السياق بحيث تكون أموراً صعبة جداً لأحداث لم تقع بالفعل. "
    والمشكلة فى هذا الكلام هو أنه يتحدث عن إثبات ما يقال بتجارب معملية وهو شىء ليس فى إمكان البشر فلا يمكن تسجيل كلام البشر الذى يدور فى النفس من خلال أى تجربة أو جهاز كما لا يمكن معرفة أى شىء عن الذكريات من خلال جهاز فتلك المعرفة هى لله وحده كما قال تعالى :
    " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "

    فلو كانوا القوم يعلمون ما يدور أو يحدث فى نفوس غيرهم لتمكنوا من السيطرة على البشرية كلها
    الكلام كله جهل وليس علم
    وتحدث عما سماه الساعة البيولوجية مدعيا حسب أقوال القوم أنها فى منطقة المهاد فى الدماغ فقال :
    "7 - الساعة البيولوجية
    هي موجودة في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ وتدعى بالساعة البيولوجية التي تبرمج الجسم على إيقاع الـ 24 ساعة، ويتضح تأثيرها في دورة النوم واليقظة لكنها أيضاً تؤثر على عمليات الهضم وحرارة الجسم وضغط الدم وإفراز الهرمومات.
    وقد وجد الباحثون أن شدة الضوء يمكن أن يضبط الساعة البيولوجية سواء في تقديمها أو في تأخيرها من خلال تنظيم هرمون الميلاتونين، مما أثار جدلاً حول دور تعاطي إضافات الميلاتونين في المساعدة على تجنب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة Jet Lag وكذلك في منع الشعور بالنعاس والألم لدى عبور الشخص في المناطق الزمنية."
    والكلام عن وجود ساعة جسدية وأنها مكانها الدماغ هو كلام مجانين لا يمكن إثباته بأى حال من الأحوال لأن أوقات صحو الإنسان ليست منتظمة كانتظام الساعة فهى أوقات متغيرة على حسب ظروف الإنسان ومن أراد معرفة ذلك فليسجل كا يوم ساعة صحوه بالدقيقة وسيجد اختلافا بينا والملاحظ أنها قد تتفق فى الساعة فى أيام معينة وتتغير فى الساعة خاصة مه تغير أوقات العمل أو المرض أو غير ذلك
    وتحدث عما سماه المشاعر الوهمية فقال :
    "8 - الأحاسيس الوهمية
    تشير التقديرات إلى أن نحو 80% من تجارب الأحاسيس الوهمية والتي تشمل الإحساس بالدفء والحكة والضغط والألم تأتي من " عضو مفقود "، والأشخاص الذين يعيشون تلك الظاهرة التي تعرف باسم " العضو الخفي " يحسون أن عضواً مفقوداً يتصل بجسمهم.
    تقول أحد التفسيرات أن منطقة الأعصاب في مكان العضو الخفي تقوم بإرسال إشارات إلى الدماغ تخبره بأن العضو ما زال موجوداً، وهناك احتمال آخر يقول أن الدماغ مشبوك ليعمل كما لو كان الجسم مستقلاً بالكامل مما يعني أن الدماغ يحمل نسخة من مخطط للجسم بكافة أعضائه المتصلة"
    المشاعر الوهمية أو الأحاسيس الوهمية تكون ناتجة من خلل جسدى يؤثر على النفس فكثير منا يلاحظ أنه وهو يقفل عينه أو يفتحا ما يسمى بالذبابة الطائرة وهو ما يحاول أن يمسكها أو يعرف حقيقتها فلا يقدر لأنها نتيجة خلل فى التغذية أنتج خلل جسدى
    وتحدث عن النوم وأنه موجود فى كل الخلوقات فقال :
    "9 - النوم
    جميع الكائنات بما فيهم ذبابة الفاكهة والنمر وكذلك نحن لا نكف عن طلبه وهو النوم، حيث نقضي أكثر من ربع حياتنا فيه، ومع ذلك تبقى الأسباب الكامنة وراء النوم محيرة بما فيها الأحلام، لكن هناك أمراً واحداً يعرفه العلماء وهو أن النوم أساسي لبقاء الثدييات، والنوم المفرط يؤدي إلى تقلبات مزاجية وهلوسات وفي بعض الحالات المتطرفة يفضي إلى الموت.
    هناك حالتين من النوم وهما المرحلة التي تتمثل بخلوها من حركة العين السريعة ويرمز لها اختصاراً NREM وخلالها يكون مستوى عمليات الأيض في الدماغ منخفضاً، والحالة الثانية تدعى مرحلة حركة العين السريعة والتي يرمز لها اختصاراً بـ REM ويكون الدماغ خلالها نشط جداً.، يعتقد بعض العلماء أن حالة النوم في NREM يقدم للجسم راحة ويحفظ الطاقة وهذا يشبه السبات، بينما حالة النوم REM قد تساعد في تنظيم الذكريات (لم يتم البرهان على ذلك)، والأحلام خلال مرحلة REM ليس لها صلة دائمة مع الذكريات."
    قطعا النوم هو راحة للجسد وهو أمر كتبه الله على مخلوقاته وهو أمر لا يمكن لأحد دراسته لأنه لا يمكن أن يدخل داخل النائم
    وأخيرا تحدث عن الأحلام وأن سببها بين البشر مختلف فقال :
    "10 - الأحلام
    إذا قمت بطرح سؤال على 10 أشخاص وهو: " مما تأتي الأحلام؟ "، فمن المحتمل أنك ستحصل على 10 إجابات مختلفة، ذلك لأن العلماء ما زالوا يعملون على كشف هذا الغموض، وهناك احتمال بأن الأحلام تمرن الدماغ من خلال تحفيز مرور في نقاط الاشتباك العصبي بين خلايا الدماغ، بينما تقول نظرية أخرى بأن الناس يحلمون بأفعالهم ومشاعرهم التي لم يكترثوا لها خلال يومهم، وقد تساعد هذه العملية على ترسيخ الأفكار والذكريات، وعموماً يتفق العلماء على أن الأحلام تحدث خلال أعمق مراحل النوم والتي تدعى حركة العين السريعة والتي يرمز لها اختصاراً بـ REM حيث تتحرك محاجر العين خلالها جيئة وذهاباً خلال مشاهدة الحلم تحت الجفن المطبق"
    قطعا الأحلام لا يمكن لأحد أن يعرف ماهيتها لا بتجربة ولا بملاحظة فلا يمكن لنائم أن يلاحظ نفسه وإنما ماهيتها تعرف من خلال الوحى فهى عبارة عن أحداث ترمز احدث مستقبلى وهى قد تأتى صريحة فتحدث كما هى فيما بعد وفى الغالب تكون رمز لشىء أخر يحدث فكمثلا تحلم بأنك ترى أمك الميتة وتتكلم معها فتتفاجىء أن الحديث يكون عن خالتك الحية أو أن الحادث هو أن أحد من الناس يذكرها بخير أو بشر أمامك

  13. نظرات فى مقال هل يتباطأ الزمن خلال الأزمات؟
    صاحب المقال كمال غزال وهو يدور حول مسألة تسمى التباطؤ الزمنى وقد قرنه غزال بوقت الأزمات فقط وقد استهل مقاله بذكر التباطؤ فى فيلم المصفوفة وفى الواقع فقال:
    "في فيلم Matrix ( المصفوفة) يربح (نيو) بطل الفيلم معركته حينما يتباطأ الزمن في العالم الإفتراضي، لكن في العالم الحقيقي غالباً ما يخبر ضحايا الحوادث عن تباطؤ مماثل عندما يواجهون كارثة محتمة"
    ثم طرح سؤال عن امكانية حدوث الحوادث بالحركة البطيئة كما يحدث فى أجهزة عرض الصور فقال :
    " فهل بإمكان الإنسان حقاً أن يعيش تجارب بعرض الحركة البطيئة Slow Motion ؟
    وأجاب بأن الإجابة هى كلا فقال :
    " لا يبدو كذلك، ففي تجربة قام بها الباحثون في معهد بايلور الطبي في ولاية هيوستن الامريكية على مجموعة من المتطوعين بغية دراسة إحساسهم بالزمن لدى قيامهم بالسقوط الحر من على إرتفاع 100 قدم (حوالي 30 متراً) ليهبطوا على شبكة وعلى الرغم من تذكر المشاركين بأنهم أخذوا وقتاً أطول بمقدار الثلث بالمقارنة مع المشاركين في تجارب أخرى لم يكن بإمكانهم رؤية أحداث أكثر في الزمن وبدلاً من ذلك كانت المدة الأطول مخادعة لذاكرتهم فهي ليست تجربة بالعرض البطيء. وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة المكتبة الوطنية للعلوم."
    وبعيدا عن كلام غزال فإن تعبير التباطؤ الزمنى هو نتاج نظرية النسبية لآينشتاين وفى هذا قال مقال التباطؤ الزمنى فى موسوعة ويكيبديا:
    "يشاهد الإبطاء الزمني بين مشاهدين يتحركان بسرعة نسبية كبيرة جدا (نسبية لبعضهما البعض) تكون قريبة من سرعة الضوء. كما من الممكن حدوث الإبطاء الزمني عندما يكون أحدهما بالقرب من كتلة كبيرة جدا جدا (أي يكون كل منهما في مجال جاذبية مختلف عن الآخر ويكون الاختلاف كبيرا جدا جدا).
    مثال: مشاهد على الأرض ومشاهد على كوكب المشتري) فيمر على الواقف على الأرض وقتا أطول مما يمر على الواقف في جاذبية المشتري، فإذا مر على الواقف على الأرض مثلا ساعة من الزمن مر على الواقف على المشتري أربعين دقيقة فقط، ويرجع ذلك إلى شدة الجاذبية البالغة على المشتري. ولا ينشأ هذا عن تقنية الساعتين وإنما ينشأ هذا الاختلاف فقط بسبب طبيعة الزمكان كما تصفها النظرية النسبية الخاصة.
    وقد ثبتت صحة نظرية أينشتاين خلال تجارب مختلفة عملية عديدة مثل وضع ساعة في طائرة نفاثة تطير بسرعة أكبر من سرعة الصوت لمدة ساعات ثم عودتها إلى المطار فقد وجد أن الساعة التي كانت في الطائرة توخر جزءا من الثانية بالمقارنة بالساعة الموجودة على الأرض الذي لم تتحرك"
    وما ذكر عبارة عن أوهام فمقياس الوقت واحد والزمن لا يتباطىء ولا يسرع وحتى المثال الأخير للساعة فى الطائرة ليس بسبب التباطؤ وإنما بسبب سرعة اهتزاز الطائرات والأشياء فيها وليس لسبب أخر
    والمثال المضروب بالأرض والمشترى لم يقع فى الحقيقة فهو اقتراض وهمى لأن أحد لم يطلع للمشترى حتى يمكن إثبات التباطؤ أو التسارع لأن من يطلع يحترق كما قال تعالى بسورة الرحمن :
    "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان مبين فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران"
    ومن ثم لا مجال للحديث عن نجاح نظرية كلامية فى ظل استحالة التجربة وفى ظل استحالة معرفة المتغيرات فى مثال الطائرة
    وبالعودة لمقال غزال نجده ينقل عن أحدهم وهو إيغلمان كلاما طويلا هو :
    "يقول د. ديفيد إيغلمان وهو أستاذ مساعد في علم الأعصاب والطب النفسي والعلوم السلوكية في المعهد المذكور
    أن الناس تحس عادة بأن الزمن يبدو وكأنه في يمشي ببطء أثناء التعرض لحادث سيارة، فهل تحدث تجربة العرض البطيء فعلاً أم يبدو أنها عملية استعادة للأحداث التي وقعت؟
    الجواب على هذا السؤال هو أمر حاسم لفهم كيفية تمثيل الوقت في الدماغ.
    عندما لم يكن ركوب ألعاب الملاهي المروعة مثل المتدحرجة الإنزلاقية (رولر كوستر) وغيرها من الألعاب كافياً لإعطاء جرعة من الخوف تجعل من الزمن يتباطأ قرر د. إيغلمان وطلابه الخريجين تشيس ستيتسون وماثيو فيستا التفكير بأمر أكثر إثارة للخوف وهي جهاز مصيدة هوائية للتحليق، وكان عبارة عن نظام متحكم به يتساقط فيه المحلقين إلى الخلف ليرتفعوا إلى مسافة 150 قدماً (45 متراً) ومن ثم يسقطون على شبكة بأمان ولم يكن يتصل بالمحلقين أي حبال ويمكن أن تصل سرعتهم إلى 70 ميلاً في الساعة (112 كم / ساعة) خلال سقوط يدوم لمدة 3 ثوان.
    يصفها د. إيجلمان أنها أكثر شيء مثير للخوف رآه في حياته رغم علمه بأنها آمنة تماماً، وكان يعرف أيضاً أنها ستكون أداة مثالية لجعل الناس يشعرون بأن الحادثة تستغرق وقتاً أكثر مما تستغرقه فعلياً.
    تتألف هذه التجربة من جزئين:
    الأول يطلب فيه الباحثون من المشاركين المزودين بمؤقت زمني قياس الوقت الذي يستغرقه الشخص في سقوطه
    وفي الثاني يُطلب منهم كم من الوقت يستغرق سقوطهم بحسب ما يبدو لهم، وأظهرت النتائج في العموم أن الناس يقدرون مدة سقوطهم (كما ظهر لهم) أكثر بنسبة مقدارها 36 في المئة عن أقرانهم.
    وبهدف دراسة تحديد فيما إذا كان هذا التشويه في الفترة الزمنية يعني أن بإمكان المتطوعين رؤية أحداث أكثر في الزمن (مثل كاميرا تصور بحركة عرض بطيئة) طور د. إيغلمان مع طلابه جهازاً خاصاً يسمى مقياس زمن الإدراك الحسي perceptual chronometer وربطوه على معصمي كل متطوع وفي هذا الجهاز تومض أرقام على شاشة العرض التي تشبه ساعة اليد، حيث ضبط العلماء سرعة وميض الأرقام بحيث تكون أسرع من أن يلاحظها المحلقين.
    والنظرية كانت تفيد بأنه لو كان الإدراك بالزمن فعلاً بطئ فإن الأرقام التي تومض ستكون بطيئة بشكل كاف لكي يلاحظها المحلقون وبالتالي يسهل عليهم قراءتها وهم يسقطون سقوطاً حراً.
    ووجد الباحثون أنه في حين كان المشاركون في التجربة قادرين على قراءة الأرقام التي كانت تظهر بسرعات عادية خلال سقوطهم الحر فإنهم لم يتمكنوا من قراءتها في سرعات أعلى من العادية."
    وبعد هذا العرض للتجربة التى أجريت انتهى إيغلمان أن عملية التباطؤ تحدث فى الذاكرة وليس بالفعل فقال :
    "يقول د. إيجلمان:
    " اكتشفنا أن الناس لا يشبهون نيو في فيلم المصفوفة The Matrix فهو كان يتفادى الرصاص في العرض البطيء، والمفارقة هنا أن الوقت بدا أطول للمتطوعين في التجربة أثناء سقوطهم الحر، والجواب عن ذلك هو أن هناك تشابكاً بين تقدير الوقت والذاكرة: فالمتطوعين اعتقدوا أن السقوط أخذ منهم وقتاً أطول فقط عند استعادتهم لوقائع الحادثة ".
    وأثناء وقوع حادثة مخيفة تصبح منطقة في الدماغ تسمى اللوزتان amygdala أكثر نشاطاً مما يجعل مجموعة ثانوية من الذكريات تسري مع ذكريات أخرى تتولاها مناطق أخرى من الدماغ.
    وبهذه الطريقة يكون لذكريات الحوادث المخيفة صلات مع ذكريات أكثر غنى وتركيزاً. "
    وكرر غزال عن الرجل أن العملية دماغية وهى ليست دماغية لأن النفس التى تتذكر ليست عضوا جسميا لخروجها من الجسم أثناء النوم كما قال تعالى :
    "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
    ونجد تكرار نفس المعنى فى الفقرات التالية:
    "وكلما تسنى لك المزيد من الذكريات حول حادثة ما كلما اعتقدت أنها استغرقت وقتاً أطول كما يوضح د. إيغلمان.
    يقول د. إيغلمان:
    " سمحت لهم الدراسة أن يستنتجوا بأن إحساس الشخص بالزمن ليست ظاهرة تسريع أو تبطيئ وأن العقل لا يشبه كاميرا الفيديو ".
    كذلك تمكن د. إيغلمان مع فريقه من التحقق من هذه النتيجة في المختبر في تجربة أجريت مؤخراً ونشرت في عدد من مجلة بلوس ون PLOS One حيث استخدم إيغلمان والمتخرج فاني بارياداث صور متتابعة الظهور في سلسلة لخلق نفس ظروف تشويه الفترة الزمنية.
    على سبيل المثال عندما ومضت صورة حذاء على شاشة الكومبيوتر ثم صورة حذاء وبعدها صورة حذاء وبعدها صورة زهرة وتبعتها صورة حذاء ظن المشاهدون أن الزهرة بقيت على الشاشة لفترة أطول مع أن مدة ظهورها بقيت بنفس مدة ظهور صورة الحذاء.
    ومع أن نتائج تجربة د. إيغلمان وبارياداث أظهرت أن رغم التشويه الحاصل في الفترات الزمنية خلال عرض الصور المتتابعة فإن جوانب أخرى زمنية مثل الأضواء المتقطعة والأصوات المصاحبة لم يطالها التغيير.
    - أي أن نتائج كانت نفسها في الدراستين المذكورتين.
    يضيف د. إيغلمان:
    " على ما يبدو أنك لو عشت حادثة استغرقت وقتاً طويلاً على نحو غير عادي فإن هذا لا يعني أن تجربتك اللحظية تمتد فعلياً (تتوسع) مع الزمن بل إنه يعني ببساطة انك ننظر إليها خلفاً (تستعيد الوقائع) عندئذ تعتقد أنها استغرقت وقتاً أطول ".
    إن لما ذكر آنفاً صلة بظاهرة تتعلق بتسارع الزمن عندما يتقدم بك العمر، فعندما تكون طفلاً يكون لديك ذكريات غنية عن كل تجاربك ولكن عندما تصبح أكبر سناً فإنك تنظر إليها كلها وهي خلفك (في ماضيك) وبالمقابل يبقى لديك القليل من ذكرياتك الراهنة، لذلك ينظر الطفل وراءه في الزمن إلى نهاية فصل صيف قضاه فيبدو إليه وكأنه استمر للأبد بينما يتضخم في اعتقاد البالغين."
    وبناء على هذه التجارب يظهر أن التجارب على نظرية آينشتاين مناقضة لها فتجارب نظرية النسبية تثبت تباطؤ الزمن وتجارب إيغلمان تثبت العكس وهو أن الزمن لا يتباطىء ولا يسرع وإنما الشعور بالبطء أو بالسرعة هو عملية نفسية وهو ما يعرفه البشر بأن لحظات الحزن طويلة ولحظات السعادة قصيرة وهو مجرد إحساس نفسى ليس إلا

  14. نظرات فى مقال هل تلقى إنسان نياندرتال طلق ناري من مسافر في الزمن؟
    صاحب المقال الياس فرشيشي وهو يدور حول اكتشاف جمجمة من قرن وعن زمن ومكان اكتشافها فقال :
    "في عام 1922 وبالقرب من منطقة (بروكن هيل) أو روديسيا الجنوبية (زيمبابوي حالياً)، تم العثور على جمجمة لفتت انتباه القيمين على المتحف البريطاني وسرهم هذا الإكتشاف، تعود هذه الجمجمة إلى إنسان نياندرتال الذي يعد اقرب الفصائل للجنس البشري الحالي ولا يختلف عنه إلا بحوالي 0.12% من السلسلة الوراثية أو الحمض النووي المنقوص الأوكسيجين dna والذي انقرض منذ حوالي 40 ألف سنة."
    قطعا الاكتشاف الذى يتحدث عنه فرشيشى اكتشاف مزور ككل اكتشافات الإنسانات التى قال بها التطوريين كإنسان نياندرتال وإنسان جاوة
    وتحدث فرشيشى عن التحليل الأولى للجمجمة حيث وجد ثقب فيها وانتهوا إلى أنه رصاصة أطلقت عليه فقال :
    "وحسب ما جاء في التحليل المبدئي وجد العلماء ثقباً على الجانب الأيسر من الجمجمة و رجحوا أن سببه يعود إلى سهم، ولكن مع التحاليل اكتشفوا المزيد من الأمور المتعلقة بهذه الجمجمة حيث أن الثقب صغير وتام الإستدارة بدقة ولا يوجد فيه أي تصدع اوتشقق، ومن المعروف أن قذف الجمجمة بشيء منخفض السرعة نسبياً (سهم أو رمح) ينتج عنه ما يعرف بالتصدع المتشعب أي كسور شعرية دائرية دقيقة حول منطقة الإصابة، ولعدم وجود هذه التشكيلات من الصدوع فيفترض أن جسماً كان أسرع بكثير من الرمح ارتطم بالجمجمة، وأثار غموض آخر وحير عالم الأنثروبولوحيا (علم أصول الأجناس) وهو الجانب الأيمن من الجمجمة حيث بدا وكأن الجمجمة أصيبت بتفجير من الداخل وباتجاه الخارج، وكأن شيئاً ما ضرب رأس النياندرتال هذا في الجانب الأيسر من رأسه ثم عبر داخل جمجمته بتأثير قوة مما جعل الجانب الأيمن يبدو متفجراً،"
    قطعا كل الكلام يتناقض مع أن آدم(ص) هو الإنسان الأول وأنه متقدم علميا كما قال تعالى :
    " وعلم آدم الأسماء كلها"

    وعلميا لا يمكن معرفة عمر أى مادة لأن المادة فى الكون كله خلقت فى نفس اليومين كما قال تعالى :
    "قل أإنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين"
    وقد خلقت السموات فى نفس اليومين فقال تعالى :
    "فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها"
    وتحدث عن سبب الثقب فقال :
    "فما الذي سبب هذا الثقب؟
    يعلق الباحث (رينيه نوربيرغين) الذي حقق في هذا السر وذلك في كتابه الذي حمل عنوان: " أسرار الأعراق الضائعة":
    " تظهر العلامات نفسها في ضحايا الطلقات النارية التي تصيب الرأس، والتي تكون ناجمة عن بنادق مرتفعة القدرة "
    وأتت تعليقات (نوربيرغن) متماشية مع ما توصل إليه خبراء الطب الشرعي الذين درسوا هذه الجمجمة في مدينة برلين حيث وجدوا أن الضرر في الجمجمة لا يمكن أن يكون ناجماً عن أي شيء سوى طلق ناري.
    ومما ساهم في زيادة الغموض هو وجود حالات مشابهة لدى جماجم حيوانات الأروش القديمة (نوع منقرض من الجاموس يشبه جاموس البيسون) والتي عثر عليها في روسيا عند نهر لينا، فهي مصابة أيضاً في الرأس ومحفوظة هياكلها لآلاف والسنين إلى درجة أصبح مكان ثقب "الرصاصة" متكلساً.
    وهذا الإكتشاف لفت انتباه البروفسور (قسطنطين فليروف) القيم على متحف موسكو للأنثروبولوجيا في الإتحاد السوفييتي السابق والذي وضع جمجمة الجاموس هذه في صالة العرض."
    قطعا حكاية أن الهياكل العظمية تنتمى لفترات طويلة سابقة هو رجم بالغيب لا يعلمه أحد حتى الرسل(ص) أنفسهم ومن يعلمه هو الله وحده كما قال تعالى :
    " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا الله"
    وطرح فرشيشى سؤالا عن معرفة القدامى لطلقات الرصاص ومن ثم المسدسات فقال :
    "ونتساءل هنا:
    هل تم تطور مفهوم المقذوفات قبل فترة طويلة من اختراع الصينيين للبارود؟
    إذا كان الجواب بالنفي إذ لا وجود لدليل على ذلك، فلا يبقى سوى نظرية السفر عبر الزمن لتوضح ما حصل حيث يصرح أحد العلماء أن البديل الوحيد هو احتمال أن شخصاً ما من المستقبل، يحمل سلاحاً نارياً، سافر إلى الماضي وشارك في نوع من الصيد العابر شئنا أم أبينا.
    ولكن ما نرجحه هو أن شخصاً ما استخدم طلقات عالية السرعة منذ آلاف السنين، ولا نملك أدنى فكرة عنه، أو لماذا، كما لا نعرف كيف حدث؟ ولكن حدث ما حدث. "
    الجنون الذى تكلم به فرشيشى نقلا عن غيره أدى إلى جنون أخر وهو السفر عبر الزمن وهى خرافة لا أصل لها لأن الله نفاها حيث نفى وجود خاتم الأنبياء(ص) فى عهد مريم فقال :
    " وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم"
    ونفى وجوده فى عهد موسى (ص)فقال :
    " وما كنت ثاويا فى أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين "
    وتحدث عن الزمن الذى عاش فيه الإنسان النياندرتالى فقال :
    "ويجدر بالذكر أن إنسان نياندرتال اختفى منذ 40 ألف عام تقريباً لكن العلماء اختلفوا في تحديد الفترة التي كان يتقاطع فيها الانسان النياندرتالي مع إنسان الكرومنيون.
    ويرى البعض أن تلك الفترة تقدر بـ 2600 عام أما البعض الآخر فيقدرها بـ 5400 عام لكنهم كلهم يجمعون على أن تلك الفترة كانت كافية لتبادل الشفرات الوراثية بين ذريتين من الإنسان القديم."
    واختلاف القوم فى تقدير المدد الزمنية يدل على أنه لا وجود لحكاية التقدير الزمنى بواسطة الكربون14 أو غيره فلو كانت المادة تدل على الحقيقة ما اختلف كل منهم فى تقدير المدة فقال كل واحد قول غير الثانى
    ومن يتابع موضوع الحفريات سيجد أن أكثريتها مزورة وفضيحة بيلتداون حيث زور المكتشف المزعوم تشارلز دواسن الجمجمة من إنسان وقرد فجزء من إنسان وجزء من قرد
  15. رفع الأعمال في شهر شعبان
    من الخرافات المنتشرة فيما بين الناس :
    رفع الأعمال إلى الله في ليلة النصف من شعبان وقد ألف الكفار في ذلك أحاديث عدة نذكر بعض مما جاء في كتب المتون منها وهى:
    216 - عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ! قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ.
    * تفرد به أبو الغصن ثابت بن قيس، ولا يتحمل التفرد به."الأحاديث المعلولة عند العدوى
    4888- شعبان بين رجب وشهر رمضان : تغفل الناس عنه ترفع فيه أعمال العباد، فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم[ أي فأحب أن أصوم شعبان ] ( هب ) عن أسامة- ( ض ) "الجامع الصغير من حديث البشير النذير
    (2666) أنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة قال حدثني أبو معبد المقبري قال حدثني أسامة بن زيد قال
    قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الاعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"سنن النسائى الكبرى
    2873- أَخبَرنا عَمرُو بنُ عَليٍّ، عَن عَبدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدثنا ثَابِتُ بنُ قَيسٍ أَبو الغُصْنِ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو سَعِيدٍ المَقْبُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" سنن النسائى الكبرى
    4 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا ثابت بن قيس قال حدثني أبو سعيد المقبري قال حدثني أبو هريرة عن أسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله رأيتك تصوم في شعبان صوما لا تصوم في شئ من الشهور إلا في شهر رمضان قال : " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب وشهر رمضان ترفع فيه أعمال الناس فأحب أن لا يرفع لي عمل إلا وأنا صائم "المصنف لابن أبى شيبة
    وكما ألف الكفار أحاديث عن رفع الأعمال في النصف من شعبان ألفوا أحاديث مناقضة لها تقول برفع وهو عرض الأعمال على الله في يومى الاثنين والخميس فقالوا:
    "باب في صوم الاثنين والخميس
    حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا أبان حدثنا يحيى عن عمر بن أبي الحكم بن ثوبان عن مولى قدامة بن مظعون عن مولى أسامة بن زيد
    أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس فقال له مولاه لم تصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير فقال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وسئل عن ذلك فقال إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس سنن أبى داود
    747- حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى, قَالَ: حَدثنا أَبُو عَاصِمٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ, عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ, فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ قال أَبو عيسى: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا البَابِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ" سنن الترمذى
    2667 - أنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة قال حدثني أبو سعيد المقبري قل حدثني أسامة بن زيد قال قلت (ص) يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إذا دخلا في صيامك ولا صمتهما قال أي يومين قلت يوم الإثنين ويوم الخميس قال ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" سنن النسائى الكبرى
    6638- [36-...] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَفَعَهُ مَرَّةً قَالَ : تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ، إِلاَّ امْرَءًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"صحيح مسلم
    6639- [...] حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ، وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ ، يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ ، إِلاَّ عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : اتْرُكُوا ، أَوِ ارْكُوا ، هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا" صحيح مسلم"
    والجنونى هو أنهم ألفوا حديثا جمعوا فيه بين العرض في يومى الاثنين والخميس وكذلك النصف من شعبان فقالوا :
    (21753) 22096- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو غُصْنٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الأَيَّامَ يَسْرُدُ حَتَّى يُقَالَ : لاَ يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ الأَيَّامَ حَتَّى لاَ يَكَادَ أَنْ يَصُومَ إِلاَّ يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ ، إِنْ كَانَ فِي صِيَامِهِ ، وَإِلاَّ صَامَهُمَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تَصُومُ لاَ تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ ، وَتُفْطِرَ حَتَّى لاَ تَكَادَ أَنْ تَصُومَ إِلاَّ يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلاَ فِي صِيَامِكَ وَإِلاَّ صُمْتَهُمَا قَالَ : أَيُّ يَوْمَيْنِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَوْمُ الاِثْنَيْنِ ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ . قَالَ : ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ : قُلْتُ : وَلَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ : ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ."مسند أحمد
    وألفوا حديثا مناقضا عن الرفع في يوم الخميس فقط فقالوا:
    10415- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْخَزْرَجُ، يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ السَّعْدِيَّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ يَعْنِي مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلاَ يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ. مسند أحمد
    والأغرب تأليف أحاديث مناقضة لكل ما سبق تقول برفع العمل كل نهار وكل ليلة فقالوا :
    364- [293-179] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ ، وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النُّورُ ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ : النَّارُ ، لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَلَمْ يَقُلْ : حَدَّثَنَا" صحيح مسلم
    366- [295-...] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَابْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ ، وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ" صحيح مسلم
    195- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ لاَ يَنَامُ، وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ وَعَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" رواه ابن ماجه في سننه
    379- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمِلِ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" مسند أبو عوانة
    19839- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالاَ: حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم بِأَرْبَعٍ فَقَالَ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ، وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ" مسند أحمد
    وكل أحاديث رفع العمل كاذبة لم يقل منها رسول الله شيء وعملية رفع العمل إلى الله في يوم أو نهار أو ليلة أو شهر معين أو غيره ليست مرتبطة بوقت محدد لأن قوله تعالى :
    " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"
    والصعود أو الرفع ليس معناه عرض الأعمال عليه لأنه يعلم بها مسبقا وإنما معناه قبول الله للكلم والعمل الصالح كما قال تعالى :
    "ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير"
    ومن ثم لا حاجة لله أن يعرف ما عرفه مسبقا
    الموجود في القرآن هو أن الأعمال تسجل أولا بأول كما قال تعالى :
    " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
    وقال :
    " وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر "

  16. قراءة فى مقال الانتقال الآني .. ما بين الخيال والحقيقة العلمية
    صاحب المقال معاذ بن شيكر وهو يدور حول عملية الانتقال الآنى الذى نسميه الانتقال فى غمضة عين وقد طرح السؤال أولا فقال :
    "هل يمكن ان ينتقل شخص من مكان لمكان بلمح البصر؟"
    وحاول الإجابة عليه فقال :
    "طالما كان البشر يحلمون بالوصول الى العلوم والحكمة القديمة وكرسوا حياتهم للبحث عنها واخذوا كل السبل لكي يدركوا حقائق مخفية تحث سراديب النسيان والظلمة المشعة، وقد نجحت بعض الحضارات في كشف هذه الاسرار وكانت سببا في رقي وازدهار شعوبهم.
    ومع ان البعض يسخر من هذه الأمور ويعتبرها مجرد خرافات واساطير لا أساس لها من الصحة، إلا انه مع الوقت يدرك العلماء والحكماء انهم لا يعلمون إلا القليل، وان هناك امور كثيرة في هذا العالم مازالت خفية عنهم، وقد قال اسحاق نيوتن مرة: " كنت كطفل يلعب على شاطئ البحر، أسلي نفسي بإيجاد حصاة ملساء أو صدفة أجمل من العادية، بينما كان محيط الحقيقة غير المكتشفة الكبير أمام عيني"."
    ومحاولة الإجابة خاطئة للأسف فالانتقال ألآنى هو آية معجزة لا يمكن الوصول لها عبر علم البشر لأن الله منع الآيات وهى المعجزات عن البشر العاديين فقال :
    " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
    ومنها الانتقال الآنى الذى حدث فى قصة نقل كرسى ملكة سبأ وانتقال الملائكة بين السماء والأرض للوحى أو لاهلاك الأقوام الكافرة
    وحدثنا الرجل عن حكايات كاذبة أطلقتها أجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية فى العالم لشغل الناس عن موضوعات المشاكل الحياتية فحكى التالى :
    "سنتكلم اليوم عن ظاهرة الانتقال الآني (Teleportation) ، وهي إحدى الظواهر التي يقال بأن قدماء الحكماء والعارفين بالخفايا كانوا يستخدموها، ثم ضاعت اسرارها، ولم تعد تحدث إلا صدفة، لاشخاص لا يعلمون عنها اي شيئ ولم يكن لهم ادراك بها قبلا .. لكن كما يقال فأن الصدفة ما هي إلا طريق من طرق الحقيقة.
    حكاية جيل بيريز الغريبة
    ظهر فجأة وسط المجمع الحكومي في مكسيكوستي :
    وردت قصة هذا الرجل في الكثير من المصادر التاريخية وظلت محل جدل لمئات السنين ..
    جيل بيريز هو حارس تابع للامبراطورية الاسبانية، عاش في القرن السادس عشر في الفلبين (كانت مستعمرة اسبانية) تحديدا في العاصمة مانيلا، وكان يتبع فوج الحراسة المكلف بحماية قصر الحاكم في مانيلا، وقد عرف عنه حرصه وانضباطه الشديد في عمله.
    صبيحة يوم 24 اكتوبر 1593 لم يكن يوما عاديا في الفلبين، ففي اليوم السابق تم اغتيال الحاكم من قبل القراصنة، ولم يكن يوما عاديا بالنسبة إلى جيل أيضا، بل كان من اغرب الايام في حياته، حيث كان يقف كالعادة في مناوبة الحراسة الخاصة به، وكان يشعر بشيء من النعاس والتعب بسبب العمل الشاق جراء حالة الانذار القصوى التي تمر بها البلاد، فاستسلمت عينه لسطوة النوم وأغمض جفونه لثوان معدودة قبل أن ينتبه مجددا ويفتح عينيه .. وكانت المفاجأة .. إذ وجد نفسه يقف في مكان آخر مجهول لم يسبق أن رآه أو زاره في حياته، مكان مختلف تماما من حيث طراز البناء عن مانيلا .. ورأى حوله حراس يرتدون ملابس تختلف في تصميمها والوانها عن تلك التي يرتديها هو .. طبعا اولئك الحراس تعجبوا ايضا من ملابس وهيئة جيل فجاءوا اليها واستفسروا منه عن هويته، فأخبرهم بأنه من حراس الحاكم في مانيلا، فتعجبوا مما يقوله، وظن بعضهم انه ثمل، فعن اي قصر حاكم يتحدث هذا الرجل غريب الهيئة وأي فلبين؟!! .. لأنه كان يقف الآن في قلب المجمع الحكومي في مكسيكوستي عاصمة المكسيك ..
    كانت صدمة شديدة بالنسبة لجيل، اقسم لهم بأنه كان واقفا منذ ثواني معدودات امام قصر الحاكم في الفلبين، وأنه غفا للحظات فقط بسبب الاجهاد في العمل جراء حالة الانذار القصوى في العاصمة مانيلا بسبب اغتيال الحاكم .. لكن احدا لم يصدقه، ومعهم حق، إذ كيف انتقل في ثوان من بلد الى بلد آخر تفصل بينهما آلاف الأميال.
    ومع ان البلدين تابعين للامبراطورية الاسبانية، إلا أنه كان يصعب التحقق من ادعاءات جيل في ذلك الزمان بسبب صعوبة الاتصالات، لم يكن هناك هاتف او ايميل، وكانت الاخبار تأخذ اشهرا طويلة لتصل من مانيلا إلى المكسيك .. لهذا السبب تم الزج بجيل في السجن إلى ان يتم عرضه على المحكمة.
    وعندما تم تقديمه إلى المحكمة حكى لهم قصته واخبرهم بمعلومة انه تم اغتيال حاكم الفلبين، لكن احدا في مكسيكو لم يكن قد سمع بهذه الاخبار، فتمت اعادة جيل الى السجن.
    بعد شهرين رست سفينة تجارية في المكسيك، كانت قادمة من الفلبين، وعن طريقها وصلت اخبار اغتيال الحاكم في مانيلا، فتم تصديق رواية جيل، كما أن أحد البحارة في السفينة الفلبينية اقسم انه يعرف جيل ورآه مرارا امام قصر الحاكم في مانيلا، فأطلق سراحه وسط دهشة جميع من سمعوا قصته، وعاد مع السفينة الى الفلبين."
    قطعا الحكاية فى الغالب كذب وإما أن الرجل تم تخديره طوال رحلة سفره من الفلبين حتى مكسيكو وتم إدخاله للمجمع الحكومى وهو مخدر وترك ليصحو وحدث ما حدث
    هذه هى الاحتمالات المقبولة
    وبعد ذلك حكى شيكر عن وسيط روحى فقال :
    "الوسيط الروحي كارلوس ميرابيلي
    كان كارلوس ابن مدينة ساو باولو في البرازيل، كان وسيطا روحيا، زعم بأنه عاش حياة سابقة عدة مرات (تناسخ)، وقيل بأنه كان قادرا على التحدث بثلاثين لغة، منها لغات ميتة، وله معرفة بالعلوم والروحانيات القديمة .. في الحقيقة هناك روايات كثيرة عن قدرات كارلوس الخارقة ما يعنينا منها هنا هي تلك التي تتحدث عن التنقل الاني، حيث يشهد له بعض ممن شاهده بأنه يستطيع ان يتنقل في ثواني من مكان إلى آخر، كان يتبخر مثل الضباب وينمحى في الهواء ليظهر في مكان آخر.
    ومن القصص الكثيرة له ان اصدقائه يشهدون بتنقله من محطة قطار وبعد دقائق اتصل بهم ليخبرهم انه وصل الى مدينة ساو فنسنت التي كانت بعيدة عن ساوباولو بـ 56 ميلا."
    قطعا الرجل مخادع ومن الممكن عمل قناع بنفس منظره ليرتديه أحدهم فى مكان ما بالاتفاق معه ويظهر هو فى مكان أخر فيقال أنه تم رؤيته فى مكانين فى نفس الوقت
    ثم حكى حكاية ثالثة فقال :
    "حادثة رودلف فينتز المحيرة
    يقال انه في احد ايام شهر يونيو / حزيران 1951، في ساحة التايمز سكوير في مدينة نيويورك الامريكية، ظهر فجأة من العدم رجل يرتدي ملابس قديمة الطراز وذو هيئة غريبة، ظهر هكذا فجأة وسط الشارع وكان يتلفت حوله بدهشة كالمصدوم وهو ينظر إلى السيارات التي تمرق من حوله برعب، وحين حاول الابتعاد متوجها إلى الرصيف تعرض للدهس بواسطة إحدى السيارات المسرعة ومات.
    الشرطة استلمت جثة الرجل، وبتفتيشها تم العثور على اشياء واوراق شخصية تحمل اسم رودلف فينتز، منها رسالة مرسلة في عام 1876. الشرطة لم تعثر على اي شخص بهذا الاسم يعيش حاليا في نيويورك، لكن التحقيقات توصلت إلى شخص اسمه رودلف فينتز الصغير، وكان قد مات قبل خمسة سنوات، وبسؤال زوجته، اخبرتهم بأن والد زوجها اسمه رودلف فينتز وقد اختفى فجأة في الشارع عام 1876 ولم يظهر مجددا، وبالاطلاع على صور والد زوجها تبين انه نفس الشخص الذي استلمت الشرطة جثته .. اي انه اختفى عام 1876 ليظهر مجددا عام 1951.
    طبعا هذه القصة تعتبر من الحكايات الشعبية التي يتداوها الناس ولا يوجد ما يؤكد صحتها رسميا، ولو صحت فعلا، فأنها برأيي تتعلق بالسفر عبر الزمن اكثر من تعلقها بالانتقال الآني مع انها تضمن اختفاء شخص وظهوره مجددا في مكان آخر بفارق زمني كبير."
    وهنا ينفى القوم حدوث الحكاية وأما الحكاية الرابعة فاشاعة حربية تقول :
    "تجربة سرية مزعومة اجرتها الولايات المتحدة الامريكية:
    يقال أنها تجربة سرية اجريت من قبل البحرية الامريكية بغرض اختبار حي لجوانب من نظرية اينشتاين الشهيرة المعروفة باسم الحقل الموحد (Unified field theory) والهدف من التجربة هو انتاج سلاح غير مرئي.
    في يوم 28 اكتوبر 1943، وفي ميناء الاسطول البحري في فيلادلفيا، تمت اجراء التجربة على المدمرة (USS Eldridge) وطاقمها، وذلك عن طريق تسليط مجال كهرومغناطيسي شديد القوة على المدمرة.
    بحسب الروايات، فأن السفينة اختفت وسط ضباب اخضر لتظهر مرة اخرى على بعد 300 ميل في ميناء بولاية فيرجينيا الغربية ثم ما لبثت ان اختفت مجددا لتعود وتظهر في فيلادلفيا.
    التجربة نجحت جزئيا، لكن آثارها على البحارة كانت مدمرة، يقال أن بعضهم ظهروا مجددا وقد تداخلت اجسادهم مع معدن السفينة، وان جميع الطاقم عانى لاحقا من مشاكل صحية وعقلية كبيرة، مما دفع البحرية والحكومة الامريكية إلى التكتم على التجربة ونفي اجرائها."
    قطعا حكاية من حكاية الخدع وهى عمل سفينتين بنفس المنظر بحيث تظهر إحداهما فى مكان والأخرى فى مكان أخر فى نفس التوقيت
    والمهم هو التخلص من الطاقمين معها بقتلهم حتى لا يكتشف أحد سر اللعبة وهو ما أعلنوه من دمار الطاقم المزعوم الذى كان طاقمين
    ثم حكى حكاية سيارة فقال :
    "هل ظهرت السيارة من العدم ؟
    توجد مقاطع فيديو عديدة عن حوادث انتقال آني مزعومة التقطتها الكاميرا، وتوجد ايضا تفسيرات متعددة لهذه المقاطع ما بين مصدق ومكذب .. نحن هنا لسنا بصدد الحكم، لكن سنرفق احد اشهر المقاطع المسمى بالسيارة الشبح، عن ظهور سيارة فجأة في الشارع في احد التقاطعات في مدينة روسية."
    تسمية السيارة بالشبح يبين أن لا وجود للسيارة من الساس فهى مقاطع تم تركيبها لجمع مشاهدات ومن ثم الحصول على المال
    وطرح شيكر سؤالا عن وجود أجهزة للنقل فقال ؟
    "هل هناك اجهزة تنقل المواد والاجسام من مكان لآخر؟
    وأجاب بالنفى فقال :
    "في الحقيقة لا توجد اي وسيلة حاليا لنقل اي مادة من مكان إلى اخر آنيا، ولا يحدث الانتقال الآني إلا في القصص وافلام الخيال العلمي، اما العلماء فلم ينجحوا حتى اليوم في اجراء اي انتقال آني إلا على مستوى البنية المعلوماتية الكمية (qubit) فيما يعرف باسم الانتقال الآني الكمي (Quantum teleportation) ، أي انهم نجحوا في نقل البنية المعلوماتية الكمية للذرة وليس الذرة نفسها.
    هناك تجارب تجريها بعض مراكز البحوث حول العالم حول امكانية الانتقال الآني، لكن لا يوجد شيء ملموس حتى الآن سوى طموحات ونظريات ومزاعم غير مثبتة."
    وأخيرا تحدث عن معجزة نقل كرسى عرش ملكة سبأ فقال:
    "بلقيس ملكة سبأ .. وعرشها الشهير:
    كل مطلع على القرآن يعلم ان هناك سورة اسمها "النمل"، وفيها آية كريمة يقول فيها عز وجل: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ). طبعا الآية تتحدث عن عرش الملكة بلقيس الذي طلب نبي الله سليمان احضاره من اليمن.
    طبعا يختلف المفسرون حول الشخص الذي تشير إليه الآية بـ "عنده علم الكتاب"، فهناك روايات حول انه عفريت من عفاريت الجن ممن سخرهم الله لسليمان، فيما تذهب روايات اخرى إلى انه انسان صالح اسمه "آسف بن برخيا".
    وعلى العموم ليس هذا هو محل بحثنا هنا، فما يعنينا من الموضوع هو هذه القدرة الخارقة العجيبة في احضار العرش البعيد من اليمن الى فلسطين في لحظات لا تتجاوز طرفة العين، أي اننا نتكلم هنا عن لمح البصر، وهي نفسها سرعة التنقل الآني اي الحد الاقصى في سرعة الضوء."
    قطعا الذى عنده علم من الكتاب ليس بشر ولا جنيا وإنما هو جبريل (ص) الذى كان ينزل بالوحى وهو يعلم من كتاب وهو وحى الله ما لا يعلمه غيره
    وتحدث شيكر عن وجود حكايات شائعة بين البشر من أديان مختلفة عن ناس ينتقلون آنيا فقال :
    "طبعا هناك قصص وروايات عن اشخاص صالحين او قديسيين في جميع الاديان والمذاهب ممن كانت لديهم كرامات او معجزات تتعلق بالانتقال الآني، في الصوفية مثلا هناك خاصية تعرف بأسم "طي الأرض" عن صالحين يقال انهم كانوا قادرين على العبور في ثواني من مكان الى مكان ومن بلد إلى بلد في طرف عين.
    في اسبانيا اشتهرت الراهبة ماريا دي اكريدا في القرن السابع عشر بقدرتها على الانتقال الآني، حيث يزعم بأنها ساهمت بتبشير المسيحية بين قبائل الهنود الحمر في المكسيك وامريكا من دون ان تنتقل من اسبانيا اصلا، ويقال انها كانت تتنقل في طرفة عين من الدير الذي تعيش فيه بأسبانيا إلى الامريكيتين لتعطيهم كوؤس من الذهب وصلبان وكتب عن المسيحية."
    وقطعا كل هذه مجرد اشاعات لا حقيقة لها فقد انتهى عهد الآيات وهى المعجزات فى عصر محمد(ص) بقوله تعالى :
    "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
    كما أن الآيات وهى المعجزات لا تعطى إلا للرسل(ص) فقط كما قال تعالى :
    " وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله"

  17. قراءة فى بحث هل عاش الإنسان والديناصور على الأرض في نفس الزمن؟؟؟
    الباحثة هى فرح عبد المجيد وهو يدور حول افتراضية كاذبة وهى امكانية تواجد البشر مع الديناصورات التى لا وجود لها فى عصر واحد سابق وقد استهلت البحث ببيان معنى كلمة الديناصور فقالت :
    "الديناصور (Dinosaur) كلمة مركبة من جزأين, الأول Deinos وتعني باللاتينية (المرعب) و Sauros وتعني العضاءة او السحلية , وبالتالي نحصل على (السحلية المرعبة) وهو اسم مناسب لهذه المخلوقات المهيبة التي حكمت الارض القديمة لملايين السنين , وبعضها وصل الى احجام مخيفة وبالتأكيد كانت الارض تهتز كلما مشت عليها هذه المخلوقات.
    وفجأة انتهى حكمها بسبب حدث غامض قبل 65 مليون عام , اختفت هذه المخلوقات البديعة تماما و لم يتبقى منها سوى هياكلها العظمية التي بدأ العلماء باكتشافها عن طريق الصدفة هنا و هناك. لكن هل انقرضت تماما؟ أيعقل ان تختفي هكذا مخلوقات بهذا الحجم تماما دون ان تترك خلفها ناجين ليتكاثروا ويعيدوا اعمار الارض من جديد؟ هل انقرضت الديناصورات تماما؟ هل لا تزال الديناصورات الى يومنا تعيش على نفس الارض مع الانسان وان كانت في اماكن لم يصل اليها العلم اوالتطور بعد؟ هل عاش الانسان والديناصور يوما في نفس الوقت؟
    هل يعقل ان هذه المخلوقات الجبارة انقرضت هكذا فجأة دون ان تترك ناجين؟
    الجواب المنطقي لهذا السؤال هو: كلا بالتأكيد, فأن اخر ديناصور عاش على وجه الارض كان قبل 65 مليون عام, وحسب نظرية التطور لدارون , فأن الانسان لم يتواجد الا قبل حوالي ال 650,000 عام فقط, فجوة ضخمة بين هذين المخلوقين و لكن مما لا شك فيه فأن كل منهما كان المهيمن في زمانه."
    قطعا الديناصورات لا وجود لها ولم تخلق وكل الكلام السابق هو هراء قاله الملحدون والعلمانيين الذين يرفضون الإيمان بالغيب ومع هذا يثبتون وجود شىء من الغيب منذ ملايين السنوات فلم يشاهده أحد ولم يعايشه أحد ومن ثم هم يطبقون منطق متناقض يرفضون الايمان بالغيب كالله وملائكته ومع هذا يؤمنون بغيب هو الديناصورات والماموث والسراخس وأشباههم مع أنهم لم يرونها ولم يعايشوها ولم يثبت وجود أى عظام حقيقية لأى منها فالكل الموجود فى المتاحف حاليا إما نماذج مزورة وإما نماذج مصنوعة
    الباحثة تشير إلى أن هناك شواهد على تواجد الديناصورات فتقول :
    "لكن ... هنالك بعض الامور التي تستوقف العلماء حتى المشككين منهم, اشارات مبثوثة عبر التاريخ, اساطير و خرافات لو دققت فيها ستجد ان المخلوقات التي فكر فيها الانسان القديم قريبة في الشكل للديناصورات, قصص مذكورة في الكتب المقدسة, رسوم على الجدران, اماكن وأدغال لم تطأها قدم البشر بعد.
    سألقي الضوء على بعض الاكتشافات التي قد تدل على تواجد الديناصورات مع الانسان, واترك للقارئ حرية الحكم على الموضوع.
    واود الاعتذار مقدما إلى إخواني من الديانات الأخرى إذا حصل خطأ في النقل أو الاقتباس وارجو منهم أن يثرونا من معلوماتهم عن الاقتباسات المذكورة و ليعلموا اني لم اقصد ان اقلل الاحترام او الاستهزاء بأي شي اوامر يتعلق بكتبهم المقدسة."
    استهلت فرح شواهدها بذكر بعض ما جاء فى الكتب اليهودية والنصرانية فقالت:
    "الكتب المقدسة
    هل عاش الإنسان والديناصور على الأرض في نفس الزمن؟؟؟
    له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان
    في الانجيل: رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ
    اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ (وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. 4 وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ.)
    في الكتاب المقدس (الانجيل) , هنالك ذكر لمخلوقات ضخمة نافخة للنار تسمى في العبرية (tannîyn tannîym) وتترجم إلى Dragon أوالتنين في العربية.
    في الكتاب المقدس - العهد القديم.
    (وكان في بابل تنين عظيم وكان أهلها يعبدونه. 23 فقال الملك لدانيال أتقول عن هذا أيضًا أنه نحاس ها أنه حي يأكل ويشرب ولا تستطيع أن تقول أنه ليس إلهًا حيًا فاسجد له. 24 فقال دانيال أني إنما اسجد للرب الهي لأنه هوالإله الحي).
    هذا الكائن (الأسطوري) تنوع وصفه و شكله ,مرة تراه في السماء يحلق و مرة في المياه يسبح و لكن الرابط المشترك أنها مخلوقات ضخمة, ولا تنطبق وصفها على المخلوقات التي تعيش في عصرنا الحالي. البعض وصل الى استنتاج ان التنين في الكتاب المقدس ما هو الا وصف لمخلوقات قريبة منه و هي الديناصورات, اما السبب في عدم ذكر الديناصور بالاسم, فهو لأن كلمة (ديناصور) هي كلمة حديثة نسبياً.
    البليزوصور ذوالرقبة الطويلة
    هنالك ايضا اسطورة عبرانية قديمة تحكي عن الحيوانات التي نجت بعد الطوفان العظيم (العملاق اوك Og, الوحش ريم Reem والاسماك) وكلمة Og تعني المخلوق الضخم وطويل الرقبة, وصف مناسب لديناصور) البليزوصور plesiosaurs) وهو من الديناصورات البحرية.
    ولدينا (لوياثان Leviathan) الوحش البحري, ذو الحجم الكبير والفك القوي والاسنان الضخمة المخيفة وامكانية سباحته بسرعة وان جسده و ظهره وجوانبه محمية بشكل جيد فأنه صورة مقربة لنوع من الزواحف ذات الاسنان الحادة والقوية من نوع (كرونوساروس kronosaurus) وهو أحد المخلوقات الضخمة التي سبحت في البحار القديمة يوما ما , وعلى عكس التمساح والاسماك, فإنك لا تستطيع ان تصيد اللوياثان بالخطافات حيث انه (لا مثيل له على الارض و هو مخلوق لا يهاب). ويبدوان هذه المخلوقات كانت لا تزال حية في زمان الملك داوود (ثاني ملوك إسرائيل) حين ذكر ان هذه المخلوقات تلعب سباحة في الاماكن التي تمر فيها السفن والتي قد يقصد بها البحر الابيض المتوسط."
    وما يكذب استنتاجات فرح هو أن السفر الذى أخذت منه أولا يتحدث عن رؤيا وأى حلم وليس عن حقيقة وأما الأسفار المحرفة الأخرى التى نقلت عنها فهى أسفار سحر وليس منها كتاب معتمد حتى عند اليهود والنصارى
    والغريب أنها تثبت ما تنفيه بقولها "هذا الكائن الأسطورى" و" اسطورة عبرانية قديمة" فى الفقرات السابقة
    وتعرضت الباحثة لذكر الحيوانات الضخمة فى ألساطير وكتب التاريخ فقالت:
    التنين والأساطير والتاريخ (هل هنالك ربط بين التنين والديناصور)؟:
    كما ذكرت في النقطة الاولى, التنين (وهو مخلوق اسطوري) معروف اليوم لدينا و له خواص كثيرة تختلف باختلاف الشعوب واساطيرها ولكن ما الغريب في موضوع التنين؟
    الغريب ان الثقافات على اختلافها والمسافات التي تفصل بين حضارة واخرى وأحيانا قارات بكاملها ,رغم اختلاف طقوسهم واديانهم الا ان هذه الثقافات قامت بتسجيل قصصها و عملت التماثيل والرسوم ويبدوانها اجمعت على وجود مخلوق ضخم له صفات تشبه السحالي او الافاعي وارجل ضخمة و مواصفات اخرى كثيرة و لو تمعنا فيها, وازلنا بعض الامور, لظهر لدينا مخلوق شبيه بالديناصور , والاساطير عادة لها جذور في ارض الواقع و لا تعني انها مزيفة و لكن تم اضافة امور عليها و مبالغات بحيث أضحت كقصص غير واقعية.
    لنلقي الضوء على بعض الكتب التاريخية المعروفة والتي ضمت ذكراً للتنين:
    1 - Historia animalium (تاريخ الحيوان) لطبيب اسمه كونراد جسنر, كتبه في الفترة بين 1551 و 1558 و هو موسوعة عن الحيوانات المعروفة آنذاك ويضم رسوما لمختلف الحيوانات التي قام بدراستها وتوثيقها و كان يحصل على الحيوانات من مختلف بقاع الارض و حتى من (العالم الجديد- أمريكا اليوم) , الغريب ليس الكم الهائل عن الحيوانات التي عاصرها او درسها الكاتب ولكن ذكره للتنانين وانها كانت موجودة في عصره وان كانت نادرة جداً و صغيرة الحجم نسبيا.
    قد يشكك البعض في صحة ما ذكره الكاتب ,خصوصا انه ذكر مخلوقات أخرى (اسطورية) كالحصان وحيد القرن Unicorn لكن هنالك كاتب اخر ذكر (التنانين) ...
    2 - في العام 1572, ذكر العالم يوليسيوس وصفا دقيقا لتنين في مزرعة بشمال ايطاليا, حيث قام مزارع بقتله بضربه على رأسه بعصاه. وقد حصل العالم على جثة المخلوق وقام بعمل قياسات لها و ذكر انه يملك رقبة طويلة و ذيل طويل و جسد كبير و عريض, هنالك ديناصور اسمه (بروصروصور tanystropheus) يشابه شكله و وصفه العام لما ذكره يوليسيوس."
    قطعا ما ذكر فى تلك الكتاب هو كذب فتلك الكتب مزورة كمعظم التراث العالمى ولا يمكن اعتبار ما ورد فيها أمرا مسلما لأن التنانين وغيرها ذكرت فى حكايات التراث كألف ليلة وليلة وغيرها
    ثم قالت :
    3 - سنة 1925 , المكان: ساحل معزول يبعد حوالي ميلين شمال سنتا كروز , كاليفورنيا, جذبت الحركة الغير طبيعية لـ (معركة) بين مجموعة من اسود البحر و (وحش) مجهول في المياه السيد اي جي لير, حيث قام حوالي 12 أسد بحر بمهاجمة المخلوق والذي كان يصعد ويغطس في الماء , قدر طوله بحوالي 34 قدم (11 متر) واستمرت المعركة لفترة طويلة. بعدها, تم العثور على جثة المخلوق ملقاة على الساحل, و كان الاستنتاج كالتالي: " الرأس كبير بحجم انسان وبدون اسنان, الرقبة طويلة بطول 20 قدم, الذيل ليس بطويل (3 اقدام- 1 متر) من نهاية العمود الفقري لطرف الذيل, هذه الوقائع تدل على انه ليس بحوت حيث ان عمود الحوت الفقري اكبر بكثير من اي عظمة في هذا الحيوان, وايضا ذيل هذا المخلوق ضعيف جدا مقارنة بالحوت و لديه زعنفتين اسفل رأسه.
    المخلوق غريب الشكل وقد انتشرت مزاعم او بحوث بأنه من سلالة الحوت المنقاري العملاق, الذي كان يعتبر (في سنة 1925) نادر جدا ولم تكن توجد الكثير من المعلومات عنه, الا ان الرقبة الطويلة تدحض هذا التفسير.
    المخلوق غريب حقاُ و موثق ولا اعرف ماذا حل به والامر الغريب هو: لم لم يتم دراسته بشكل مكثف؟ قد يكون السبب هو ان الفترة التي وجد فيها (1925) لم يكن العلم متقدما ولم يكن هنالك اهتمام بأثبات النظريات او اتباع الطريقة الصحيحة لذلك."
    قطعا حكاية كاذبة أخرى اخترعها من اخترعها ولو كان لها وجود لتم اضافة العظام لمتحف من المتاحف
    ثم قالت :
    4 - خوذة الجنود التراقيون (Thresian) - كانوا شعوب هندوأوروبية، عاشوا في الفترة بين 500 ق. م و 3200 ق. م, في تراقيا والأراضي المجاورة (حالياً بلغاريا، رومانيا، جمهورية مولدوفا، شمال شرق اليونان، تركيا الأوروبية وشمال غرب تركيا الآسيوية، و شرق صربيا، وأجزاء من جمهورية مقدونيا) - يوجد على خوذهم العسكرية التي يرتديها الجنود تجسيد لرأس وعنق مخلوق يشبه الى حد كبير ديناصور نوع تسيتاصور Tsintaosaurus, من ناحية شكل الرأس وطول الرقبة, هل كان الامر صدفة محضة دفعتهم الى اتخاذ هذا المخلوق عن غيره ام هل كان هنالك مخلوق مشابه امامهم وقاموا فقط بنقل الشكل الى الخوذة؟"
    بالطبع وجود صورة ما ليس دليل على أنها موجودة فى الحقيقة فالأنسان يرسم من خياله أو ينحت أشكال لا وجود لها كأبى الهول وجه إنسان وجسم أسد
    ثم قالت :
    5 - في مملكة سومر في العراق, لدينا ملحمة كلكامش, التي تتحدث عن بحث كلكامش عن الخلود , حيث اراد ان يعمل عملا ليشتهر به , يقطع المسافات الطوال للوصول الى شجرة الأرز الواقعة في مرتفعات لبنان مع 15 شخصا متطوعاً, وهناك قاتل وحشا ضخما والاسطورة تقول انه قتله فقط, قد تكون المعلومات شحيحة و لكن ذكر الوحوش والتنانين في الاساطير القديمة متوافر بكثرة وقد يكون هنالك اساس تاريخي لهذا الذكر المستمر لمخلوقات ضخمة."
    قطعا الملحمة حكاية خرافية يتم فيها التخيل ومن ثم فذكر وحش ضخم شىء عادى فى الحكايات البشرية
    ثم قالت :
    6 - سنة 900 ميلادية , ذكر كاتب ايرلندي عن مواجهته مع مخلوق ضخم ذو بروزات تشتبه المسامير على ذيله و رأسه يشبه رأس الحصان, ذو اقدام سميكة و كفوف عريضة, هذا الوصف يطابق ديناصور (كينتاصوروص)"
    قطعا حكاية كاذبة أخرى أو قل صادقة ولكن الواصف وصف المخلوق وصفا خياليا ثم قالت :
    7 - قام الرحالة الاغريقي (هيرودوتوس) بوصف زواحف طائرة صغيرة, ويتطابق وصفه مع مخلوقات او ديناصورات (رامفورينصورص) الطائرة, حيث يملكون نفس الجسد الشبيه بالافعى والاجنحة التي تشبه اجنحة الوطواط , لقد تم قتل العديد منها في مدينة بوتو. ولقد اطلع على وادي يحوي العديد من عظامها. ويستمر هيرودوتوس بالكلام ويقول ان هذه الحيوانات تتجمع في بساتين البهارات, وانها صغيرة الحجم و مختلفة الالوان, وان اعدادا كبيرة منها تتجمع احيانا في اشجار البخور ,حيث استعمل المزارعون الدخان لابعادها عن الاشجار.
    وفي نفس السياق , لدينا الاغريقي ارسطو, الذي ذكر ان هذه المخلوقات كانت منظرا معتادا و مألوفا في اثيوبيا.
    و لقد قام سترابو الرحالة بوصف حيوانات مشابهة (بطول 3 اقدام) في الهند"
    وكتب التاريخ والكتب القديمة خاصة لدى أمة معروفة بالخرافات كاليونان من الصعب تصديقها وإن كانت الطيور فى العالم متنوعة ومختلفة ومن الممكن أن يكون الطائر موجود ولكنه ليس بتلك الأوصاف
    ثم قالت :
    8 - في فرنسا, وبالتحديد في مدينة (نيرلوك) , التي تم تسميتها بهذا الأسم احتفاء بقتل (تنين) هناك, وكان وصفه (مخلوقا ضخما اكبر من الثور و لديه قرون على رأسه, الوصف قد يكون عاما و لكن لو تمعنا بالموضوع, فقليل من المخلوقات تملك قرونا (لاحظ كلمة قرون و ليس قرن لنقول انه وحيد القرن) واقرب مخلوق هو الديناصور من نوع (تريسيراتوبس)."
    حكاية بلا أصل هى ألأخرى كمعظم الحكايات عن أصل تسمية البلدات المختلفة
    وأخيرا أتت على ذكر أمة لها خرافات كثيرة عن التنانين وهى الصين فقالت:
    9 - الصين , بلد عجيب, لطالما اغرق الاسواق بمختلف بضائعه من الابرة للصاروخ, بلد صناعي ضخم بتعداد سكاني مهول جدا ..
    لكن ... حضارة الصين من أقدم الحضارات في العالم, ازدهرت في حوض النهر الأصفر الخصب الذي يتدفق عبر سهل شمال الصين؛ وخلال أكثر من 6,000 عام قام النظام السياسي في الصين على الأنظمة الملكية الوراثية (المعروفة أيضاً باسم السلالات) , ولا اريد الخوض في موضوع اخر حيث ان تاريخ الصين غني وحافل بسبب تاريخها العريق. سأخذ منه فقط موضوع التنانين المذكورة فيه, لا شك ان اغلبنا رأى تماثيل التنانين الصينية, وربما سمع بعض القصص عن التنانين الصينية اما في التلفاز اوفي كتاب ما, في الحقيقة, ستجد الاف والاف من القصص والصور التي تصور التنانين في الصين القديمة, واحد اكثر القصص أو الاساطير المثيرة للاهتمام من اساطير الصين هي اسطورة التنين (يو Yu) الذي طاف الارض بعد الطوفان العظيم (ايضا الطوفان مذكور في العديد من الثقافات المختلفة بشكل أو بأخر) , حيث قام ببناء قنوات لتحويل مياه الفيضان الى البحر و جعل الارض صالحة للاستيطان , أيضا يذكر في الاسطورة ان العديد من الافاعي و (التنانين) قد هربت من المستنقعات حيث بنى عليها (يو) مزارع كبيرة, وهناك أيضا قصة عائلة صينية معروفة كانت تقوم بتربية مجموعة من التنانين لاستعمالها في الطب الشعبي.
    ولا تنس ان الملوك استعملوا (التنانين) لجر العربات الملكية في المناسبات الخاصة. و هنالك نصوص كثيرة في الكتب الصينية عن استعمال دم و شحم و دهن و مخ و لعاب التنانين في الادوية"
    قطعا وجود تماثيل ورسوم للتنانين وحكايات فى أمة وثنية لا يدل على وجود تلك التنانين
    وكعادة من ينقلون عن الغرب التطورى قالت فرح :
    10 - اعلم عزيزي القارئ ان العلم لا يزال في حال تطور مستمرة و لا يزال العالم مكانا واسعا وفيه العديد من المخلوقات التي تكتشف بين فترة واخرى مخلوقات جديدة واجناس جديدة تضاف لقائمة المخلوقات المعروفة لدينا حاليا, ولكن هل تعلم ان هنالك اسماك يعود عمرها لـ 400 مليون عام و لا تزال تسبح في مياه انكلترا وان كانت على قائمة اندر الاسماك في العالم, فقط تخيل ان ينجو ويتكاثر نسل من الاسماك ولمدة 400 مليون عام, انه امر عجيب و لا يصدق , وايضا العجيب انها لم تتطور كبقية المخلوقات, اذن, ربما , ربما هنالك امل في ان تكون هنالك ديناصورات لا تزال على سطح الارض"
    قطعا من قدر عمر الأسماك بأربعمائة مليون عام هو متخلف عقليا فكيف يمكن تقدير تلك الأعمار والإنسان لو عاش حتى عشرة آلآف سنة لن يقدر على معايشتها أو رؤيتها إنه كلام عن غيب لا يعلمه بشر وإنما بعلمه علام الغيوب
    وأخير تحدثت عن الأمل فى وجود الديناصورات فى ألأماكن المجهولة للبشر كأدغال الكونغو فى أفريقيا فقالت :
    "و لتعلم انه في افريقيا, يوجد في الكونغو ادغال لم تطأها قدم انسان و لم يكتشف الا 20% منها, و لا تزال عصية على الاستكشاف, و لا يتجرأ على الدخول فيها الا الاهالي الاصليين, والذين لم يصل اليهم التطور السريع في عالمنا المجنون هذا, وهؤلاء يتناقلون قصصا عن مخلوقات ضخمة تجوب الادغال المظلمة, وحين عرض عليهم العلماء صور متنوعة من المخلوقات من ضمنها الديناصورات, قاموا بالاشارة الى ديناصورات من نوع) أباتوصور Apatosaurus) و) براكيوصور Brachiosaurus) ذوي الرقاب الطويلة, و لقد ادعى السكان المحليين انهم قتلوا احد تلك المخلوقات و لكن حين ذهب العلماء لمعاينة الجثة لم يجدوا شيئا, أيعقل ان الديناصورات نجت من الانقراض الجماعي لجنسها؟ و جابت الارض واستقرت ها هناك؟"
    اعتراف أخر بأنه لا يوجد أى جثة حقيقية تدل على وجود الديناصورات فى الأدغال والأفارقة الذى يظنهم الغربيين سذج يضحكون عليهم ويسخروا منهم بالاقرار برؤيتهم لمخلوقات شبيهة ليأخذوا منهم الأموال
    وتحدث عن الرسوم والمنحوتات فى الآثار القديمة مفترضة أنهم يرسمون ما يرونه بالفعل فقالت :
    "آثار الاقدمين:
    عاشت الحضارات السابقة وتطورت ثم اندثرت و لم يبق منها سوى ما خلفوه لنا من قوارير واواني وتماثيل و كتابات في بعض الاحيان و هي دليلنا عن كيفية عيش هؤلاء الناس يوما ما, وقد يستوحي فنانو تلك الحقب الزمنية فنونهم وتماثيلهم من الامور المحيطة بهم او ما اعتادوا على تناقله من الاوصاف لآلهة او ما شابه , و لهذا, من المعتاد ان ترى جسد حيوان مركب فوقه رأس انسان و حيوان نافث للنيران, الا ان هنالك رسوم واحافير وتماثيل تستوقف المرء , لقربها من بعض المخلوقات, التي ان انعمنا النظر فيها, سنجد انها قريبة من مخلوقات تعتبر اسطورية, و سأدرج ادناه مجموعة من الامثلة و للقارئ الحرية في الاستقصاء أكثر إذا أراد وله مطلق الحرية في التعمق في البحث عن ادلة اخرى و لتعلم ان التاريخ مليء بها:
    1 - لنرجع لرسوم الانسان في العصر الحجري القديم, لدينا ها هنا صورة تشبه صورة الديناصور في صراع مع حيوان الماموث , لقد تم ايجاد هذا الرسم في كهف في فرنسا معروف بأثاره النياندرتالية , لقد تم اغلاق الكهف حاليا, رغم ان مجلة (اخبار العلم Science News) قامت بنشر هذه الصورة الا انها ترفض ان تعترف بأصليتها و لقد تم دفن هذا الدليل من قبل الوسط العلمي.
    2 - في سنة 600 قبل الميلاد, وابان حكم الملك نبوخذ نصر في بلاد ما بين النهرين , تم احضار فنان بابلي ليقوم بحفر اشكال حيوانات على بوابة عشتار, وبعد قرون تم اكتشاف البوابة الزرقاء هذه في سنة 1899, حسنا, لنلقي نظرة على البوابة, لدينا صور اسود و ثيران ولدينا صور لتنانين ذات رقاب طويلة (سيروش) , حسنا, مما لا شك فيه ان الاسود والثيران كانت متواجدة في الشرق الاوسط في تلك الفترة ولكن على اي مخلوق استند الفنان البابلي عليه لتمثيل التنين؟ يعتقد ان السيروش هذا هو تمثيل لحيوان حقيقي كان متواجدا في تلك الفترة , ايعقل ان هذا المخلوق مستند على ديناصور صوروبود [Sauropod] ذو الرقبة الطويلة؟
    3 - لا زلت في ارض الرافدين, لدينا مثلا ختم اورك الاسطواني يمثل مخلوقين ذوي رقاب طويلة , يشبه المخلوقين ديناصور (أباتوصور Apatosaurus), والامر يتعدى مجرد الصدفة , انظر الى الاقدام, شكل الجسد والرقبة, و لم اختار هذا الشكل بدل العديد من الاشكال الاخرى وهل كانت مخيلة الاقدمين بهذه الدرجة من القوة ليتخيل مخلوقا يشبه حيوانا منقرضا؟ هل كانوا يعلمون ما هي الحيوانات المنقرضة؟ هل اهتموا اصلا بذلك؟ من اين استوحى الفنان مخلوقه هذا؟؟؟
    4 - لنرجع الى الصين مرة اخرى, و ولعهم بالتنانين, لدينا آلاف الاثار التي تمثل التنانين و لكن هنالك تمثيل لتنين ذو منقار جاء لنا من حقبة سلالة الهان HAN (حكمت للفترة بين 206 ق. م و 220 م) , التماثيل و شكلها العام يشبه ديناصور أوفيرابتور Oviraptor ذو المنقار, من ناحية طول الجسد و شكله والمنقار والعرف على رأسه و طول عنقه , لتعلم عزيزي القارئ انه تم التأكد من عمر القطعة الحقيقي ويبدوانه اصلي و ليس مزيفا. 5 - لا زلنا في الصين, وبالتحديد قبل 4000 عام, لدينا حضارة (هونغ شان Hong Shan) والذي بقي لدينا من تلك الفترة احافير مثل هذه القطعة التي تمثل تنينا يشبه في شكله العام ديناصورا من نوع بروتوسيراتوبس Protoceratops. غريب اليس كذلك؟
    6 - كفاني من الصين, انها في كل مكان, لنذهب الى الحضارة الاغريقية وبالتحديد الى 550 قبل الميلاد, لدينا جرة عليها رسوم غريبة, انها تمثل البطل هرقل وهو ينقذ هيسوني من (وحش طروادة) ,الذي يشبه بشكله الديناصور, قد يعني ذلك ان الاغريق القدامى قد نبشوا عظام الديناصورات و ركبوها و لكن ليس لدينا اي دليل عن تطور علم الاحياء القديمة في ذلك الزمان.
    7 - دعنا لا ننسى الحضارة الفرعونية و لدينا لوحة مستحضرات التجميل تم ايجادها في مقبرة راجعة لزمن اول السلالات الحاكمة , لدينا ايضا ما يشبه الديناصورات طويلة العنق اضافة الى العديد من الحيوانات الاخرى المعروفة ايضا مثل الزرافات.
    ولدينا ايضا لوحة (نارمار) الراجعة لـ 3100 سنة قبل الميلاد من مصر القديمة والتي تمثل انتصار الملك نارمار مع مخلوقات ذات اعناق طويلة والى جانبها لوحة الكلبان من نفس الحقبة, تظهر لنا مخلوقات شبيه بالديناصورات مع تمثيلات لحيوانات حية موجودة و معروفة لدينا.
    8 - لدينا فسيفساء جميلة جدا واحد عجائب القرن الثاني الميلادي, فسيفساء النيل من باليسترينا والموجودة في باليسترينا جنوب روما , هذه التحفة الرائعة تمثل مشاهد من نهر النيل في مصر و لغاية اثيوبيا , القسم العلوي من الفسيفساء يتمثل عملية صيد لحيوانات افريقية من قبل اشخاص داكني البشرة, لدينا على ما يبدو مجموعة من المحاربين الاثيوبيين يقاتلون ويقتلون مخلوقا يشبه الديناصور , الكلمة الاغريقية المكتوبة فوق المخلوق هي KROKODILOPARDALIS والتي تترجم الى (التمساح) , مع العلم انه يوجد في الفسيفساء حيوانات اخرى منها التماسيح وفرس النهر. فما هو المخلوق هذا الذي تمثله الفسيفساء؟
    9 - لنذهب عبر المحيط وعبر الزمن الى امريكا, حيث اكتشف سامويل هوبارد, عالم الاثار في نهايات القرن التاسع عشر, رسما على احد حيطان جراند كانيون Grand Canyon رسما للفيل رسمه السكان الاصليين الهنود ولكن كان هنالك رسم او حفر اخر اعمق من رسمة الفيل والرسم يمثل مخلوقا يقف على قدميه الخلفيتين, و لا يشبه الفيل حيث ان لديه عنقا طويلة و جسدا قويا يشبه ديناصورا من نوع رابتور Raptor. ايعقل ان السكان الاصليين قد وجدوا عظام هذا المخلوق ام هل قاموا بنقل ما شاهدوه مباشرة؟
    صنم جراباي :الرسم قد يكون صدفة وغير واضح المعالم او يكون يمثل مخلوقا اخر, لكن لدينا حجر جرانباي Granby Idol, هذا الحجر الغريب اكتشف في كوليرادو سنة 1923, على احد الجهات يوجد رسم لانسان يحمل لوحا في يده والاخر رسم لحيوان الماستادون (نوع من انواع الفيلة المنقرضة) مع ديناصورين, رغم انه لم يتم التحقق من صحة و مصداقية الحجر الا انه في حالة تم اثبات ذلك, سيعني ذلك ان هذا الحجر هو أصدق تمثيل و دليل على وجود الديناصورات في نفس الزمن مع الانسان.
    10 - لنذهب الى كمبوديا, وبالتحديد الى حضارة (خمير Khmer) واحد معابدها و هو معبد تا بروم Ta Prohm والى تمثال لمخلوق غريب, رغم ان جدران المعبد مملوءة بتماثيل لحيوانات معروفة لدينا منها الببغاء والثيران والغزلان والقردة والزواحف, الا ان هنالك عمود يحوي نحتا تفصيليا لمخلوق يشبه ستيغوصور Stegosaurus لغاية الحراشف على ظهره.
    11 - لنتقدم في الزمن قليلا, لنذهب الى القصور الفرنسية الجميلة والتي بنيت في العصور الوسطى, نجد تمثيلا لحيوان السلمندر الاسطوري والذي يعيش في النار والتي انتشرت شعبيتها مثل النار في الهشيم في تلك الفترة واصبحت الموضوع الاكثر شيوعا في التمثيل على الحيطان والتماثيل في خلال فترة حكم فرانسيس الاول, و عادة ما يتم تمثيل المخلوق كنافث للنار ومثل مخلوق اللوياثان في الكتاب المقدس, فان مخلوق السلمندر الاسطوري يشبه الى حد كبير مخلوقاً اخر نعرفه اليوم بأسم Baryonyx باريونيكس اوتکودونتوسور Thecodontosaurus مع الاخذ بعين الاعتبار انه تم ايجاد العديد من احافير Baryonyx باريونيكس في انحاء مختلفة من اوروبا.
    12 - في حضارة المايا, كانوا يعبدون اله يشبه الافعى المجنحة واسمه كيتزالكواتل Quetzalcoatl والذي يرجع اصله الى القرن الاول قبل الميلاد و لكثرة انتشار عبادة الافعى المجنحة هذه قاد علماء التطور الى الجزم بان هذا الاله مستند على حيوان حقيقي او طير بصفات غريبة قريبة للسحالي أو الزواحف, خصوصا بعد اكتشاف العديد من تماثيل تمثل طيورا ذات شكل غريب في حضارة المايا لفترة تعود الى ما بين 1000 و 5000 عام مضت, لو ثبت انه كانت توجد هكذا مخلوقات في نفس فترة حضارة المايا, فسيشكل هذا الامر مشكلة في سلسلة التطور, حيث سيعني ان هذه التماثيل تمثل مخلوقا عاش قبل 130 مليون عام وهي فصيلة بتروداكتيليات Pterodactyloidea اوالديناصورات ذات الاصبع المجنح.
    13-السمكة الشوكية .. تعرف ايضا بأسم الاحفورة الحية و سيبقى السؤال غير معروف الاجابة, الكثير سيقول ان الجواب البديهي هو (لا) فكيف لحيوانات كهذه ان تستمر بالعيش الى يومنا هذا وبدون ان نجد دليلا واحداً عنها, الا اني سأذكرك عزيزي القارئ انه تم إمساك نوع من الاسماك في اندونيسيا من نوع (سَمَكةُ الكُهُوفِ الشَوكيةِ Coelacanth) عاشت قبل 400 مليون عام و لا اعني انها تطورت ووصلت الينا بشكل اخر انما بقيت محتفظة بنفس الشكل وتناسلت ووصلت الينا و حتى ان لديها اشباه اطراف تشبه الاقدام ويمكن اعتبارها حلقة الوصل بين الزواحف والاسماك والثديات, قد تكون صدفة وقد لا تكون و لكن هنالك ادلة عبر التاريخ صعب انكارها, حسنا, و ماذا عن الحجم؟ والجواب هوان الحجم له علاقة بنسبة الاوكسجين في الجو وتشبع الخلايا به, و لهذا بسبب تناقص كمية الاوكسجين في الجو, يودي الامر ان لا تكون بنفس الحجم الذي كانت عليه حيث ان تغير المناخ ونقصان نسبة الاوكسجين في الجوادت الى انخفاض حجم المخلوقات بشكل كبير, و لأثبات الامر, قام العلماء بوضع صرصار في بيئة تحوي على نسبة اوكسجين عالية وبعد فترة ادى الامر الى ازدياد حجمها بنسبة 25%, اذن, قد يكون هنالك ديناصورات نجت من الانقراض الجماعي وعاشت وتكاثرت و لكن بأعداد اقل وانحصرت في اماكن بعيدة عن العمران."
    قطعا كل هذه الرسومات والتماثيل التى أوردتها الباحثة لأقوام كلها وثنية لا يمكن أن تكون سوى رسومات لحيوانات اخترعها الكهنة لتخويف الناس فقط من قدرتهم على إيذاءهم أو أن الآثار معظمها تم تزويره من قبل المحتلين الجدد فى العصر الحديث لاثبات الخرافات وقد ثبت أن كم كبير جدا من الحفريات مزور كإنسان بيلتداون وفضح القوم بعضهم البعض على صفحات مجلاتهم وجرائهم
    وأما فى القرآن فلا وجود لحكاية الانقراض المزعومة لأن الله يحافظ على المخلوقات من خلال تواجدها فى الأرض بكم معين وهو قد معروف لديه حتى لا تنقرض ولذا قال تعالى :
    "وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم"
    وكلمة الانزال تعنى الخلق كما فى قوله عن الأنعام :
    "خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق"
    ولو كان هناك انقراض لأمر ما كالطوفان ما طلب الله من نوح(ص) أن يحمل فى الفلك من كل زوجين اثنين حتى لا تنقرض الحيوانات أو النباتات وهو قوله تعالى :
    "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين"
    اشاعات الديناصورات وأمثالها هى نتاج الرأسمالية التى تسعى للربح ولو بالكذب والخداع فقد أنشأت متاحف ومراكز استكشافية فى أنحاء العالم لتضم النماذج المصنعة والمزورة وهى قليلة جدا والتى يدفع المخدوعون الأموال لرؤيتها ومعظم مشاريع الرأسمالية هى نتاج اكذب واربح فى مختلف المجالات باسم العلم الذى هو جهل

  18. قراءة فى مقال هل تعكس بلورات الماء حالتنا الواعية؟
    يدور المقال حول استخدام الماء للتعبير عن الحالة النفسية والجسدية للفرد وقد استهله صاخبه بالكلام عن أهمية الماء فى الكون فقال :
    "ارتبط وجود الماء دائماً بالحياة، فلا حياة دون ماء وجسمنا يتركب بمعظمه من الماء وكذلك يغطي الماء أكثر من 70% من كوكب الأرض، الكوكب الوحيد الذي عرفنا فيه الحياة لحد الآن، قال الله تعالى في القرآن الكريم:"وجعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون"-سورة الأنبياء 30"
    والخطأ هو أن الأرض كوكب فالأرض هى أساس الكون فالسماء مبنية فوقها كما قال تعالى :
    " وبنينا فوقكم سبعا شدادا"

    وقال :
    "ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق"
    ومن المعلوم أن المبنى فوقه يكون القرار وهو الأساس وما فوقه هو البناء ولذلك سمى الله السماء بناء والأرض المقر أو المستقر فقال :
    "الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء"
    والخطأ الثانى أن النجوم وهو الكواكب السماوية ليس فيها ماء وهو كلام يتناقض مع تقرير الله أن أصل نور كل كوكب هو شجرة زيتون مباركة كما قال تعالى :
    "كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار"
    وتحدث الرجل عن استخدامات الماء فى الأديان المختلفة موضحا بعضها فقال :
    "استخدم الماء قديما وحديثاً من قبل الشعوب في طقوسهم الدينية للطهارة أو التخلص من الآثام أو للاستشفاء فالهندوس يغتسلون بنهر الغانج في رحلة حجهم للتخلص من الذنوب
    وكثيراً ما يستخدمه الصابئة في طقوسهم لدرجة أنهم سموا به إذ يطلق عليهم المندائيون
    وكذلك يستخدمه المسيحيون بتعميد الأطفال في الكنائس ويستخدمه المسلمون في الوضوء للطهارة قبل كل صلاة. "
    وتحدث عن أن الكثيرون يستخدمونه كقوة للشفاء فقال :
    وبعض الناس يعتقد أن للماء قوة شفائية عند تلاوة نصوص دينية معينة كعدد من الآيات القرآنية ومن ثم شربها، وتهدف بعض الطقوس الرومانية القديمة إلى طرد الأرواح الشريرة من خلال قراءة كلمات معينة على الماء فيصبح مقدساً ويرشونه على الممسوس أو المكان المسكون بالشياطين لكي تحرقهم به أو تبعدهم عن المكان "
    قطعا هذا من ضمن التخريف فكون الماء قوة شافية كان معجزة إلهية وليس للماء العادى ذلك وهو الماء الذى شفى أيوب(ص) عندما قال الله له :
    " اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب"

    فالمر آية معجزة وليس للماء العادى أى قوة شفاء لأن هذا يتعارض مع منع الله للآيات وهى المعجزات منذ عهد محمد(ص) بقوله:
    " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
    وطرح الرجل تساؤلات متعددة عن تغير تركيب الماء طبقا لحالتنا النفسية وعن قدرة الماء على معرفة حالاتنا فقال :
    "وما دام للماء أهمية كبرى في حياة الشعوب ومعتقداتها فهل تتغير تركيبته فعلاُ تبعاً لمشاعرنا؟ وهل للماء وعيه الخاص به؟
    كما نعلم يتكون الماء من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسيجين ويرمز لها اختصاراً بـ H2O ولكن عندما يبدأ الماء بالتجمد تتشكل فيه بلورات Crystals لها أشكال متنوعة ومتعددة ويبقى السؤال هنا:
    هل تتغير تركيبة الماء البلورية تحت تأثيرات قراءة كلمات أو سماع موسيقى أو حتى صور منقوعة فيه؟"
    قطعا الاجابة كلا فالماء لا يشعر بحالاتنا النفسية ولا يتغير تركيب مكوناته ولكن حالته هى التى تتغير من سائل إلى صلب إلى بخار
    وتحدث الكاتب عن نظرية جنونية عن تبلور الماء تبعا لأصوات الناس أو ما يفكرون فيه فقال :
    "نظرية تبلور الماء
    حاول الباحث الياباني ماسارو إيموتو الإجابة عن تلك الأسئلة عبر إجراء سلسلة من التجارب على بلورات الماء زعم فيها أن تلك البلورات تأخذ أشكالاً إما جميلة أو بشعة اعتماداً على على كلام أو أفكار الشخص فيما إذا كانت إيجابية أو سلبية ويتم ذلك عبر توجيه كلام أو أفكار الشخص إلى قطيرات الماء قبل تجميدها بسرعة وبعدها تفحص تحت المجهر (المايكروسكوب) فيتم تصوير البلورات المائية المتشكلة. يدعي إيموتو أيضاً أن هذا يمكن أن يحدث بإلصاق كلمات مكتوبة أو موسيقى أو صلوات إلى جانب وعاء ماء.
    ألّف إيموتو العديد من الكتب حول الماء منذ عام 1999، من أشهرها أعماله المنشورة تحت مسمى رسائل من الماء ويعمل حالياً كرئيس لمؤسسة "الماء من أجل الحياة" الدولية وهي منظمة غير ربحية مقرها في مدينة أوكلاهوما تأسست عام 2005م ويرأس أيضاً معهد هادو للبحوث العلمية في طوكيو."
    وأرجع صاحب المقال أبحاث أيموتو لفلسفة يابانية والمراد معتقد دينى يسمى فلسفة الهادو فقال :
    "فلسفة الهادو و" الرسالة" التي يحملها الماء
    لاحظ إيموتو أن أشكال بلورات الماء لا تتكون بأشكال هندسية منتظمة قبل القيام بالصلوات أو التراتيل الدينية ولكن بعد قراءتها على الماء تتشكل بلورات هندسية جميلة، وهو يرى أن البلورات تأخذ تلك الأشكال البديعة رغم اختلاف النصوص والصلوات الدينية التي تقرأ عليها كالهندوسية والبوذية والمسيحية أو الإسلام،
    يقول إيموتو:
    "هادو تصنع الكلمات والكلمات هي نبضات الطبيعة لذلك تصنع الكلمات الطيبة الطبيعة الجميلة ولا تصنع الكلمات الخبيثة إلا القبيح منها، هذه هي جذور الكون".
    وللإيضاح تعني كلمة هادو Hado الموجة أو الإنتقال باللغة اليابانية وبهذه الكلمة وصف إيموتو تلك الظاهرة التي اكتشفها في طبيعة الماء. و تعني من منظور إيماتو: النموذج التذبذبي الجوهري في المستوى الذري في كل المادة، وهي أصغر وحدة من الطاقة وأساسها هو طاقة الإنسان الواعية". وفي محاضرة ألقاها إيماتو في مدينة جدة السعودية يتبين لنا جوانب من فلسفته التي تدعو لوحدة الأديان فقد عرض على الجمهور المسلم صور بلورية مائية جميلة يقول أنه توصل إليها من خلال ذكر البسملة أو تقريب كوب الماء من سورة الفاتحة أو أسماء الله الحسنى أو صورة الكعبة المشرفة"
    قطعا عندما تتكلم بالقرب من الماء فإن الصوت الصادر له قوة تخرج من الفم تغير وضعية الماء وأى حركة للقرب منه تجعل الهواء نتيجة حركة الإنسان يحركه ويغيره ولو حركة بسيطة ومن ثم من العادى أن تتغير وضعية الماء ولكن تغير مكوناته محال
    وتحدث الكاتب عن الماء الواعى بالكلام الطيب والخبيث فقال :
    "فمن منظور إيموتو تعكس الأديان العالمية الكبرى (البوذية و الهندوسية و المجوسية و اليهودية و المسيحية و الإسلام) نفس الجمال الهندسي في بلورات الماء فيما وصفه برسالة الماء الواعي. إيموتو أيضاً يقود حملة لنشر السلام حول العالم فيما يعرف بمشروع إيماتو ليعرف الناس بقيمة الأرض والطبيعة واهمية الحفاظ على مصادر الماء على كوكبنا."
    وهذا قطعا ليس كلاما علميا وإنما هى نظرية بلا دليل
    وأخيرا حدثنا الكاتب عن ماء زمزم فقال :
    "ماء زمزم
    خلال عام 2008 قامت صحيفة الثورة اليمنية بنشر خبر عن الخصائص الفريدة لماء زمزم مفاده أن إيموتو أجرى بحوثاً علمية على عينة ماء زمزم حصل عليها من شخص عربي بتقنية "النانو "ووجد فيها أن عينة ماء زمزم لم تغير أياً من خصائصها على الرغم من إضافة 1000 قطرة من الماء العادي إلى العينة كما اكتسب الماء العادي خصائص الماء المبارك وخلص للقول أن زمزم ماء مبارك وفريد ومتميز ولا يشبه في بلوراته انواع المياه العديدة وان كل المختبرات والمعامل لم تستطع تغيير خواصه. وأوضح أن البسملة لها تأثير عجيب على بلورات ماء زمزم حيث تتحول إلى اشكال فائقة الجمال وأكد أن من ابرز تجاربه إسماع زمزم شريطاً يتلى فيه القران الكريم تكونت على اثره بلورات ذات تصميم رمزي غاية في الصفاء والنقاء. "
    وما ذكرته الصحيفة اليمينة هو مجرد أكاذيب لأن الماء الأرضى كله مبارك كما قال تعالى :
    " وأنزلنا من السماء ماء مباركا"

    فماء زمزم ماء عادى وكل الروايات عنه كاذبة فلو كان له أى خصائص شافية لاستعمله الرسول(ص) فى مرض موته وأمراضه الأخرى قبل ذلك كما تحكى الروايات
    ولو كان شافيا من كل الأمراض فلماذا وصف الله عسل النحل كدواء شافى لبعض الأمراض؟
    وتحدث الرجل أنه بحث فى موقع إيموتو وكتبه عما يثبت قول الصحيفة اليمنية فلم يجد شيئا فقال :
    "نشر الباحث في موقعه الإلكتروني صوراً لبلورات تشكلت بصلوات الشنتو اليابانية والصلوات السنسكريتيه إلا أنني لم أوفق في العثور على أي صور لبلورات تشكلت من ماء زمزم والبسملة. أنصح القراء بقراءة مقالة الدكتورة عبير الجهيني مديرة إحدى المراكز الطبية في المملكة العربية السعودية والتي تكشف إشاعة إيموتو حول ماء زمزم وإدعاء تأثر بلورات الماء. "
    وتحدث الرجل عن مزاعم إيموتوا عن تشكل بلورات الماء على وقع أصوات الموسيقى والأناشيد الوطنية فقال :
    "يزعم إيموتو أن بلورات المياه تختلف بحسب مصدره ونقائه، ويفضل دائماً العينات النقية من الينابيع العذبة وقد وضع شروطاً لقبول تلك العينات يمكن الإطلاع عليها في موقعه الإلكتروني على الانترنت، وبإمكان أي شخص إرسال عينات من الماء بعد قراءة كلمات عليها وبعد أن تستوفي الشروط المطلوبة يقوم إيموتو أو من يوكلهم بتجميد تلك العينات وتصوير بلوراتها ومن ثم يرسل الصورة إلى طالبها وطبعاً يتم ذلك مقابل رسوم الخدمة وفي نفس الموقع تجد روابط تقود إلى مواقع تبيع كؤوساً مرسوم على كل منها أشكال بلورة تخص كلمة من الكلمات ويطلق على تلك الكؤوس مجموعة الإنسجام Harmony Set. كما تجد أيضاً تصويراً بالفيديو لطريقة تشكل البلورات أثناء سماع السلام (النشيد) الوطني لعدد من دول العالم كالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت لاحظ أشكال البلورات المختلفة عند سماع سيمفونيات موزار رقم 40 وسيمفونية بحيرة البجع لتشايكوفسكي."
    قطعا اختلاف الماء هو نتيجة اختلافات الأصوات التى تقترب من الماء فتحركه ولكنه لا تغير تركيبه الأساسى
    وأخيرا أعطانا صاحب المقال رأيه فى أبحاث إيموتو وهو أنها مزاعم بلا أساس فقال :
    "أبحاث مشكوك بصحتها!
    مزاعم إيموتو واجهت الكثير من النقد كما تم اعتبارها علوما زائفة. معلقون انتقدوه بسبب عدم توضيحه بما فيه الكفاية لطرقه العلمية، وأيضا تصميمه لتجاربه بطرق تجعل من السهل التأثير على نتائجها وتوجيهها حسب النتيجة المرغوبة.
    كما تحدى جيمس راندي وهو مؤسس مؤسسة جيمس راندي التعليمية إيموتو بمبلغ مليون دولار فقط إن تم إثبات نتائج تجاربه بدراسة محايدة ولحد الآن لم يحدث لك فهل أيموتو على صواب أم أنه يقوم بخداع الناس ليسوق خدماته ومنتجاته التي تتضمن صوراً لأشكال البلورات؟.
    راندي يقول أيضا أنه لا يتوقع أبدا أنه سيضطر إلى دفع هذا المبلغ كما أن إيموتو تخرج من جامعة في مدينة يوكوهاما بشهادة في العلاقات الدولية، وفي عام 1992 حصل على شهادة دكتوراه في الطب البديل من الجامعة الدولية المفتوحة للطب البديل في الهند وهي جامعة غير معترف بها أصلاً مع متطلبات أكاديمية قليلة"
    وكل ما سبق يثبت أنها ليست أبحاث وأن كل من يريد الشهرة والمال عليه أن يقول أقوالا غريبة بعيدة عن العقل والأجهزة الأمنية فى مختلف دول العالم تشجع هذا الخبل من أجل تضليل شعوبها وابعادهم عن المشاكل الحقيقية التى تواجههم

  19. نظرات فى كتاب التحقيق فيما نسب للنبي (ص)من زواجه بزينب بنت جحش
    المؤلف أحمد بن عبد العزيز القصير والكتاب يدور حول الروايات التى تتهم النبى(ص) بأنه كان معجبا بزينب محبا لها وهى على ذمة زيد
    استهل القصير البحث بذكر آية تزويج النبى(ص) من طليقة متبناه فقال :
    "قال الله تعالى : " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا " [الأحزاب:/37] "
    وتحدث الكاتب عن سبب النزول عند المفسرين فقال :
    "ذكر بعض المفسرين في سبب نزول هذه الآية : أن النبي(ص) وقع منه استحسان لزينب بنت جحش، وهي في عصمة زيد بن حارثة ، وأن النبي(ص) كان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو "
    كما تحدث عن اعتماد المعادين للإسلام على تلك الروايات فى اتهام النبى(ص) بما لم يحدث منه فقال :
    "وقد اتكأ على هذه الرواية عدد من المغرضين ، من مستشرقين ، وملحدين ، وجعلوها أداة للطعن في نبينا الكريم ، والنيل من شخصه الكريم "
    وقد قام القصير بجمع الرواية من طرقها المختلفة مبينا كونها كلها ضعيفة السند فقال :
    "رويت هذه القصة من ثمانية طرق ، كلها ضعيفة ، وفيما يلي تفصيلها وبيان عللها :
    الرواية الأولى : عن أنس بن مالك " قال :« أتى رسول الله (ص)منزل زيد بن حارثة ، فرأى رسول الله (ص)امرأته زينب ، وكأنه دخله " لا أدري من قول حماد ، أو في الحديث " فجاء زيد يشكوها إليه ، فقال له النبي(ص) : أمسك عليك زوجك واتق الله قال : فنزلت : " واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه " إلى قوله : " زوجناكها " يعني زينب »
    الرواية الثانية : عن محمد بن يحيى بن حبان: قال : جاء رسول الله (ص)بيت زيد بن حارثة يطلبه ، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد ، فربما فقده رسول الله (ص)الساعة ، فيقول: أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلا فأعرض رسول الله (ص)عنها فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله ، فادخل بأبي أنت وأمي ، فأبى رسول الله (ص)أن يدخل ، وإنما عجلت زينب أن تلبس ، لما قيل لها رسول الله (ص)على الباب فوثبت عجلى ، فأعجبت رسول الله (ص)، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله (ص)أتى منزله فقال زيد : ألا قلت له أن يدخل ؟ قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى قال : فسمعت شيئا ؟ قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول: سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب فجاء زيد حتى أتى رسول الله (ص)فقال : يا رسول الله : بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله (ص): أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي إلى رسول الله (ص)، فيخبره رسول الله : أمسك عليك زوجك فيقول: يا رسول الله ، أفارقها ؟ فيقول رسول الله (ص): احبس عليك زوجك ففارقها زيد ، واعتزلها ، وحلت ، يعني انقضت عدتها ، قال: فبينا رسول الله (ص)جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله (ص)غشية ، فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء ، وتلا رسول الله (ص): " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك " »
    الرواية الثالثة : عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال :« كان النبي(ص) قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش ابنة عمته ، فخرج رسول الله (ص)يوما يريده ، وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر ، فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي (ص)؛ فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر ، فجاء فقال: يا رسول الله ، إني أريد أن أفارق صاحبتي قال: ما لك؟ أرابك منها شيء ؟ قال: لا والله ، ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرا ، فقال له رسول الله (ص): أمسك عليك زوجك واتق الله فذلك قول الله تعالى:" وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه " تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها »
    الرواية الرابعة : عن قتادة قال : جاء زيد إلى النبي(ص) فقال: إن زينب اشتد علي لسانها ، وأنا أريد أن أطلقها فقال له النبي(ص) : اتق الله ، وأمسك عليك زوجك ، والنبي(ص) يحب أن يطلقها ، ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها ، فأنزل الله تعالى:" وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس "
    الرواية الخامسة : عن مقاتل بن سليمان قال : زوج النبي(ص) زينب بنت جحش من زيد ، فمكثت عنده حينا ، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، وكانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش ، فهويها وقال: سبحان الله مقلب القلوب ، فسمعت زينب بالتسبيحة ، فذكرتها لزيد ، ففطن زيد فقال: يا رسول الله ، ائذن لي في طلاقها ، فإن فيها كبرا ، تعظم علي وتؤذيني بلسانها ، فقال عليه السلام : أمسك عليك زوجك واتق الله
    الرواية السادسة : عن عكرمة قال :« دخل النبي(ص) يوما بيت زيد ، فرأى زينب وهي بنت عمته ، فكأنها وقعت في نفسه ، فأنزل الله : " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه " »
    الرواية السابعة : عن الشعبي :« أن رسول الله (ص)رأى زينب بنت جحش فقال: سبحان الله ، مقلب القلوب فقال زيد بن حارثة: ألا أطلقها يا رسول الله ؟ فقال: أمسك عليك زوجك ؛ فأنزل الله عز وجل: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه " »
    الرواية الثامنة : عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة :« أن رسول الله (ص)جاء بيت زيد بن حارثة ، فاستأذن، فأذنت له زينب ، ولا خمار عليها ، فألقت كم درعها على رأسها ، فسألها عن زيد ، فقالت: ذهب قريبا يا رسول الله ، فقام رسول الله (ص)وله همهمة ، قالت زينب: فاتبعته ، فسمعته يقول: تبارك مصرف القلوب ، فما زال يقولها حتى تغيب »"
    وبعد أن ذكر القصير الروايات تحدث عن اختلاف الفقهاء فيها على مذهبين فالأكثرية رفضتها والأقلية أقرت بها فقال :
    "ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه الروايات :
    اختلف المفسرون ، وأهل الحديث ، تجاه هذه الروايات الواردة في سبب نزول الآية ، على مذهبين :
    المذهب الأول : رد هذه الروايات وإنكارها ؛ وذلك لعدم ثبوتها ، ولما فيها من قدح بعصمة النبي (ص)
    ويرى أصحاب هذا المذهب : أن الصواب في سبب نزول الآية : أن النبي(ص) كان قد أوحى الله إليه أن زيدا يطلق زينب ، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها له ، فلما تشكى زيد للنبي (ص)خلق زينب ، وأنها لا تطيعه ، وأعلمه بأنه يريد طلاقها ، قال له رسول الله (ص)على جهة الأدب والوصية : اتق الله ، أي في أقوالك ، وأمسك عليك زوجك ، وهو يعلم أنه سيفارقها ، وهذا هو الذي أخفى في نفسه ، ولم يرد أن يأمره بالطلاق ، لما علم من أنه سيتزوجها ، وخشي رسول الله (ص)أن يلحقه قول من الناس في أن تزوج زينب بعد زيد وهو مولاه ، وقد أمره بطلاقها ؛ فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في أمر قد أباحه الله تعالى له
    وهذا المذهب روي عن : علي بن الحسين ، والزهري ، والسدي
    وذكر القرطبيان : أن هذا القول هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين ، والعلماء الراسخين
    وممن قال به :
    أبو بكر الباقلاني ، وبكر بن العلاء القشيري ، وابن حزم ، والبغوي ، وابن العربي ، والثعلبي ، والقاضي عياض ، والواحدي ، وأبو العباس القرطبي ، وأبو عبد الله القرطبي ، والقاضي أبي يعلى ، وابن كثير ، وابن القيم ، وابن حجر ، وابن عادل ، والآلوسي ، والقاسمي ، ورحمة الله بن خليل الرحمن الهندي ، وابن عاشور ، والشنقيطي ، وابن عثيمين
    قال القاضي عياض :« اعلم ـ أكرمك الله ، ولا تسترب في تنزيه النبي(ص) عن هذا الظاهر ، وأن يأمر زيدا بإمساكها ، وهو يحب تطليقه إياها ، كما ذكر عن جماعة من المفسرين ، وأصح ما في هذا : ما حكاه أهل التفسير ، عن علي بن حسين : أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه ، فلما شكاها إليه زيد قال له : أمسك عليك زوجك واتق الله وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه ومظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها »
    وقال أبو العباس القرطبي :« وقد اجترأ بعض المفسرين في تفسير هذه الآية ، ونسب إلى رسول الله (ص)ما لا يليق به ويستحيل عليه ، إذ قد عصمه الله منه ونزهه عن مثله ، وهذا القول إنما يصدر عن جاهل بعصمته عليه الصلاة والسلام ، عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته ، والذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين : أن ذلك القول الشنيع ليس بصحيح ، ولا يليق بذوي المروءات ، فأحرى بخير البريات ، وأن تلك الآية إنما تفسيرها ما حكي عن علي بن حسين »"
    ولعد أن ذكر رأى الفقهاء فى إنكار الروايات ذكر أدلتهم وهى أدلة مقنعة فقال :
    "أدلة هذا المذهب :
    استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه ، بأدلة منها :
    الدليل الأول : أن الله تعالى أخبر أنه مظهر ما كان يخفيه النبي (ص)، فقال : " وتخفي في نفسك ما الله مبديه " ، ولم يظهر سبحانه غير تزويجها منه ، حيث قال : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " ، فلو كان الذي أضمره رسول الله (ص)محبتها أو إرادة طلاقها ؛ لأظهر الله تعالى ذلك ؛ لأنه لا يجوز أن يخبر أنه يظهره ثم يكتمه فلا يظهره ، فدل على أنه إنما عوتب على إخفاء ما أعلمه الله إياه : أنها ستكون زوجة له ، لا ما ادعاه هؤلاء أنه أحبها ، ولو كان هذا هو الذي أخفاه لأظهره الله تعالى كما وعد
    الدليل الثاني : أن الله تعالى قال بعد هذه الآية : " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله " [الأحزاب:38] وهذه الآية تدل على أنه " لم يكن عليه حرج في زواجه من زينب، ولو كان على ما روي من أنه أحبها وتمنى طلاق زيد لها ، لكان فيه أعظم الحرج ؛ لأنه لا يليق به مد عينيه إلى نساء الغير ، وقد نهي عن ذلك في قوله تعالى : " لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين " [الحجر:88]
    الدليل الثالث : أن زينب تعتبر بنت عمة النبي(ص)ص)ولم يزل يراها منذ ولدت، وكان معها في كل وقت وموضع ، ولم يكن حينئذ حجاب ، وهو الذي زوجها لمولاه زيد ، فكيف تنشأ معه ، وينشأ معها ، ويلحظها في كل ساعة ، ولا تقع في قلبه إلا بعد أن تزوجها زيد، وقد كانت وهبت نفسها للنبي " وكرهت غيره ، فلم تخطر بباله " ، فكيف يتجدد لها هوى لم يكن ، حاشاه " من ذلك ، وهذا كله يدل على بطلان القصة ، وأنها مختلقة موضوعة عليه "
    الدليل الرابع : أن الله تعالى بين الحكمة من زواجه بزينب ، فقال : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا " ، وهذا تعليل صريح بأن الحكمة هي قطع تحريم أزواج الأدعياء ، وكون الله هو الذي زوجه إياها لهذه الحكمة العظيمة ، صريح في أن سبب زواجه إياها ليس هو محبته لها ، التي كانت سببا في طلاق زيد لها ، كما زعموا ، ويوضحه قوله تعالى : " فلما قضى زيد منها وطرا " ؛ لأنه يدل على أن زيدا قضى وطره منها ، ولم تبق له بها حاجة ، فطلقها باختياره "
    وأما مذهب الذين قبلوا الروايات فتحدث عنه فقال :
    "المذهب الثاني : قبول هذه الروايات واعتمادها ، وجعلها سببا في نزول الآية
    ويرى أصحاب هذا المذهب : أن النبي (ص)وقع منه استحسان لزينب ، وهي في عصمة زيد ، وكان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ، ثم إن زيدا لما أخبره أنه يريد فراقها ، ويشكو منها غلظة قول ، وعصيان أمر ، وأذى باللسان ، وتعظما بالشرف ، قال له : اتق الله فيما تقول عنها ، و أمسك عليك زوجك وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها ، وهذا هو الذي كان يخفي في نفسه ، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف ، قالوا : وخشي النبي(ص) قالة الناس في ذلك ، فعاتبه الله تعالى على جميع هذا
    وهذا المذهب روي عن : قتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وعكرمة ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، ومقاتل ، والشعبي ، وابن جريج
    وهو اختيار : ابن جرير الطبري ، والزمخشري ، والبيضاوي ، وأبي السعود ، وابن جزي ، والعيني ، والسيوطي
    قال ابن جرير الطبري :« ذكر أن النبي (ص)رأى زينب بنت جحش فأعجبته ، وهي في حبال مولاه ، فألقي في نفس زيد كراهتها ، لما علم الله مما وقع في نفس نبيه " ما وقع ، فأراد فراقها ، فذكر ذلك لرسول الله (ص)، فقال له رسول الله (ص): أمسك عليك زوجك ، وهو " يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها ، واتق الله ، وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك ، " وتخفي في نفسك ما الله مبديه " يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها ، لتتزوجها إن هو فارقها ، والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك ، " وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " يقول تعالى ذكره : وتخاف أن يقول الناس أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها ، والله أحق أن تخشاه من الناس »"
    وأما أدلة رأى هؤلاء فإنها الروايات التى ذكر القصير ضعفها وروايات أخرى تم تفسيرها على الهوى فقال
    "أدلة هذا المذهب :
    استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه ، بأدلة منها :
    الدليل الأول : الروايات الواردة في سبب نزول الآية ، والتي فيها التصريح بما قلنا
    واعترض : بأن هذه الروايات ضعيفة ، وليس فيها شيء يصح
    الدليل الثاني : أنه قد روي عن عائشة ، وأنس أنهما قالا :« لو كان رسول الله (ص)كاتما شيئا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية : " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " »
    قالوا : وهذا يدل على أنه (ص)وقع منه حب لزينب ، وأنه كان يخفي ذلك ، حتى أظهره الله تعالى
    واعترض : بأن مراد عائشة ، وأنس: أن رغبة النبي (ص) في تزوج زينب ، كان سرا في نفسه لم يطلع عليه أحدا ، إذ لم يؤمر بتبليغه إلى أحد ، وعلى ذلك السر انبنى ما صدر منه لزيد في قوله : " أمسك عليك زوجك " ، ولما طلقها زيد ورام تزوجها ، علم أن المنافقين سيرجفون بالسوء ، فلما أمره الله بذكر ذلك للأمة ، وتبليغ خبره ، بلغه ولم يكتمه ، مع أنه ليس في كتمه تعطيل شرع ، ولا نقص مصلحة ، فلو كان كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية ، التي هي حكاية سر في نفسه ، وبينه وبين ربه تعالى ، ولكنه لما كان وحيا بلغه ؛ لأنه مأمور بتبليغ كل ما أنزل إليه"
    وانتهى القصير إلى أن المذهب الثانى فاسد ولا يليق بمقام النبوة وأن الحكاية التى روتها الروايات مختلقة فقال :
    " الترجيح :
    الحق أن هذه القصة مختلقة موضوعة على النبي(ص)، وأن الآية لا يصح في سبب نزولها إلا حديث أنس ، وهذا الحديث ليس فيه شيء مما ذكر في هذه القصة ، فيجب الاقتصار عليه ، وطرح ما سواه من الروايات الضعيفة
    ومما يدل على وضع هذه القصة :
    الدليل الأول : أنها لم تروى بسند متصل صحيح ، وكل الروايات الواردة فيها ، إما أنها مرسلة ، أو أن في أسانيدها ضعفاء ومتروكين
    الدليل الثاني : تناقض روايات هذه القصة واضطرابها ، ففي رواية محمد بن يحيى بن حبان : أن النبي(ص) جاء يطلب زيدا في بيته ، وأن زينب خرجت له فضلا متكشفة ، وأما رواية ابن زيد ففيها أن زينب لم تخرج إليه ، وإنما رفعت الريح الستر فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة ، فرآها النبي(ص) ، وتأتي رواية أبي بكر بن أبي حثمة فتخالف هاتين الروايتين وتدعي أن رسول الله (ص)استأذن عليها ، فأذنت له ولا خمار عليها ، وهذا الاضطراب والتناقض بين الروايات يدل دلالة واضحة على أن القصة مختلقة موضوعة
    الدليل الثالث : أن هذه الروايات مخالفة للرواية الصحيحة الواردة في سبب نزول الآية ، والتي فيها أن زيدا جاء يشكو للنبي (ص) زينب ، ولم تذكر هذه الرواية شيئا عن سبب شكواه ، وهي صريحة بأنه جاء يشكو شيئا ما ، وأما تلك الروايات الضعيفة فتدعي أن زيدا عرض طلاقها على النبي (ص) نزولا عند رغبته ، لما رأى من تعلقه بها ، وهذا يدل على ضعف هذه الروايات ووضعها
    الدليل الرابع : أن هذه الروايات فيها قدح بعصمة النبي(ص) ، ونيل من مقامه الشريف ، فيجب ردها وعدم قبولها ، وتنزيه مقام النبي(ص) عن مثل هذه الأكاذيب المختلقة الموضوعة
    الدليل الخامس : أن الآيات النازلة بسبب القصة ليس فيها ما يفيد أن النبي(ص) وقع منه استحسان لزينب، وقد تقدم وجه دلالتها على هذا المعنى ، في أدلة المذهب الأول"
    وقطعا الروايات الثمانية متناقضة كالتالى :
    التناقض ألأول الدخول وعدم الدخول ففى روايات لم يدخل كقولهم "فأبى رسول الله (ص)أن يدخل"وفى روايات دخل كقولهم " دخل النبي(ص) يوما بيت زيد"
    التناقض الثانى الرؤية فمرة خرجت على الباب دون ان تلبس لباس الخروج فى قولهم " وإنما عجلت زينب أن تلبس"ومرة كشفتها الريح وهى داخل حجرتها فى البيت عارية "وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر ، فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة" ومرة رآها واقفة كقولهم " فأبصر زينب قائمة ، وكانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش"
    التناقض الثالث أن الرسول(ص) من ذهب لبيت زيد فى قولهم" ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه" ومرة زيد هو من ذهب لبيت الرسول(ص) كقولهم" جاء زيد إلى النبي(ص) فقال: إن زينب اشتد علي لسانها"
    التناقض الرابع المكشوف من الجسم فمرة كل الجسم كقولهم" ، فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة" ومرة راسها وصدرها وهما موضع الخمار كما فى قولهم" فأذنت له زينب ، ولا خمار عليها ، فألقت كم درعها على رأسها"
    ونجد خطأ مخالف للقرآن وهو أن الوحى ينزل فى الغشية وهى النوم وهو قولهم :
    "فبينا رسول الله (ص)جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله (ص)غشية ، فسري عنه"
    وهو ما يناقض أنه ينزل فى حال الصحو حيث يردد النبى(ص) الآيات خلف جبريل (ص) فنهاه الله والترديد هو دليل الصحو كما قال تعالى :
    " ولا تحرك به لسانك لتعجل به "

  20. صَخرة القُدس
    الصخرة يقصد بها صخرة عادية تقع داخل المسجد المسمى حاليا بالمسجد الأقصى فى بيت المقدس أو إيلياء ولكن بنوها قصدوا بها أمر أخر وصفها ناصر الجديع فى بحثه صخرة القدس فقال :
    "التعريف بالصخرة :
    هي إحدى صخور مرتفعات القدس ، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى ، ويبلغ طولها 18 متراً وعرضها 13 متراً تقريباً ، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق ، بينما يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب ، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض بحوالي متر ، وشكلها غير منتظم ، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار ، ومن أسفلها فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف ، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها مُعاَّقة بين السماء والأرض ، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش ."
    وقد تحدث عن تاريخ البناء المزور فقال :
    "بناء القبة على الصخرة :
    ذكرت المصادر التاريخية أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حيث أمر سنة 66 هـ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكنّ المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى - وقد كمل البناء سنة 70 هـ وقيل 73 هـ - وقد وكل عبد الملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه ، وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس ، وأرسل إليهم الأموال الجزيلة وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يُفرغا الأموال إفراغاً ولا يتوقفا منه ، فبنوا القبة على أحسن بناء ، وفرشاها بالرخام الملون ، وحفّا القبة بأنواع الستور ، وأقاما لها السدنة والخدام بأنواع الطيب والمسك والعنبر والزعفران ، ويبخّرون القبة من الليل ، وجعلا فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل شيئاً كثيراً ، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة ، وكانوا إذا أطلقوا البخور شُم من مسافة بعيدة ، وكان الرجل إذا رجع من بيت المقدس إلى بلاده توجد معه رائحة المسك والطيب أياماً ، ويُعرف أنه أقبل من بيت المقدس ودخل الصخرة ، وكان في الصخرة من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير ، وبالجملة فإن صخرة بيت المقدس لما فُرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظراً ويبلغ ارتفاع القبة حوالي 30 متراً
    ومع مرور الزمن حتى وقتنا الحاضر فقد عمل بعض ولاة المسلمين على ترميم هذه القبة وإصلاحها ، والمحافظة عليها "
    وما حكى هنا هو تاريخ يثبت أن القبة بنيت ليس كمسجد للصلاة وإنما بنيت لغرض فى نفس من بنوها وقطعا هم ليسوا بنو أمية لأن لا وجود طبقا للقرآن للدولة الأموية أو الصراعات والفتن التى لا تتفق مع رضا الله عن المؤمنين فى قوله تعالى :
    " رضى الله عنهم ورضوا عنه"
    ولا تتفق مع أن الله أنزل نصا قاطعا لا يجيز لأحد ممن أسلم بعد فتح مكة أن يتولى منصبا فى وجود المجاهدين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعوهم بإحسان قبل الفتح فقال :
    "والأرض لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
    والدرجة تفسيرها القوامة وهى الرئاسة كما فسر الله قوله
    " وللرجال عليهن درجة "
    بقوله :
    " الرجال قوامون على النساء "
    وقطعا لن يعصى المؤمنون النص الإلهى فيتركوا معاوية أو من بعده يتولون المناصب
    ومن العجائب أن الصخرة التى لا وجود لها فى القرآن أعلن القوم أنها كانت القبلة فقد روى الطبري بإسناده عن عكرمة والحسن البصري أنهما قالا : ( أول ما نُسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن النبي (ص) كان يستقبل صخرة المقدس ، وهي قبلة اليهود ، فاستقبلها النبي (ص) سبعة عشر شهراً ... )
    وقال: ( وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله (ص) أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس ، فكان بمكة بين الركنين ، فتكون بين يديه الكعبة ، مستقبل صخرة بيت المقدس ، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجميع بينهما ، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس ، قاله ابن عباس والجمهور ) "
    وقال صاحب كتاب ( إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى ) ما يفيد أن صخرة بيت المقدس كانت قبلة المسلمين ، وأن أنبياء بني إسرائيل كانوا يصلون إليها ، واستدل لذلك بما روى فتح بيت المقدس أن عمر بن الخطاب استشار كعباً أن يضع المسجد ، فقال : أجعله خلف الصخرة ، فتجتمع القبلتان ، قبلة موسى ، وقبلة محمد (ص) ، فقال : ضاهيت اليهود
    وذكر الجديع أن الكثير من الفقهاء قالوا أن الصخرة كانت القبلة الأولى فقال :
    "وممن جزم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس ، وأنها كانت قبلة اليهود : شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلامة ابن القيم "
    والغريب أنهم قالوا أقوالهم بلا أى دليل فابن القيم نفسه ينفى كل أحاديث الصخرة بقوله :
    "كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى"
    والقرآن ينفى أن تكون القبلة الأولى فى الأرض وإنما فى السماء كما قال سبحانه :
    " قد نرى تقلب وجهك فى السماء"

    فالمسجد الأقصى فى أقصى موضع عن الأرض وهو السماء السابعة وهو مقابل الكعبة فى الأرض حيث يوجد العرش والملائكة حوله لأن الكعبة مركز الأرض وحولها وهو الدائرة الأرضية فيها 360 موضع متساوى المسافة القصية ومن ثم لا يوجد فيها أقصى كما قال تعالى :
    " أو لم يروا أنا نأتى ألأرض ننقصها من أطرافها"
    وفى بحثه عن صخرة القدس فى ضوء العقيدة الإسلامية ذكر الجديع براهينه على عدم تقديس الصخرة فقال :
    "الأدلة على عدم تقديس الصخرة وتعظيمها :
    أولاً : لم يرد في مشروعية ذلك دليل من الكتاب ولا السنة ، ما عدا ما روي من الأحاديث والآثار في فضائل الصخرة ، ولكنها لا تخلو من مقال سنداً ومتناً ، حتى قال الإمام ابن القيم: ( كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى ) ...
    ثانياً : لم يفعل ذلك الصحابة ولا التابعون ممن زار منهم بيت المقدس ....
    ثالثاً : إن تعظيم الصخرة وتقديسها فيه مشابهة لليهود ، وقد أُمرنا بمخالفة الكفار ، ونُهينا عن التشبه بهم وخاصة أهل الكتاب ، وهم اليهود والنصارى ولهذا فإن عمر بن الخطاب حين كان في بيت المقدس لما أشار عليه كعب الأحبار أن يصلي خلف الصخرة أنكر عليه ذلك وقال ( ضاهيت اليهود ، لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله (ص) ، فتقدم إلى القبلة فصلى ) ...."
    والأحاديث التى ذكر القوم أنها فى الصخرة لا تذكر الصخرة وهى :
    "حديث أنس بن مالك : ( أُتيت بالبراق ، فركبته ، حتى أتيت بيت المقدس ، فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ) رواه مسلم فى صحيحه
    حديث أبي هريرة : ( وقد رأيتُني في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي ، فإذا رجل ضرْب جعْد كأنه من رجال شنوءة ، وإذا عيسى بن مريم (ص) قائم يصلي ، أقرب الناس به شبهاً عروة بم مسعود الثقفي ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي ، أشبه الناس به صاحبكم ( يعني نفسه ) فحانت الصلاة فأممتهم ) رواه مسلم فى صحيحه
    حديث ابن عباس م: ( فلما دخل النبي (ص) المسجد الأقصى قام يصلي ، ثم التفت ، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه ) رواه أحمد فى مسنده"
    ومن ثم لا التفات لكلام كل من قال بأنها القبلة ألأولى
    وأما التى ذكرت فيها صراحة فمنها :
    -حديث رافع بن عمرو المزني : ( العجوة والصخرة من الجنة )
    أخرجه ابن ماجة في سننه، والحاكم في المستدرك، وأحمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير وأبو نعيم في الحلية والراوى المذكور فى كل روايته المشمعل بن إياس المزني مضطرب الرواية
    والحديث مناقض لكون الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى :
    " وفى السماء رزقكم وما توعدون"

    فهى عند سدرة المنتهى فى السماء فكيف تكون الصخرة الأرضية منها والجنة فى السماء ؟
    -حديث أبي هريرة ( لما أُسري بي إلى بيت المقدس مرّ بي جبريل إلى قبر إبراهيم عليه السلام فقال : انزل فصل ههنا ركعتين ، فإن ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام ، ثم مر بي ببيت لحم فقال : انزل فصل ههنا ركعتين ، فإن ههنا ولد أخوك عيسى عليه السلام ، ثم أتى الصخرة فقال : من ههنا عرج ربك إلى السماء ، فألهمني الله أن قلت : نحن بموضع عرج منه ربي إلى السماء ، فصليت بالنبيين ، ثم عرج بي إلى السماء ) وفى الاسناد بكر بن زياد الباهلي قال ابن حبان عنه : "شيخ دجال يضع الحديث على الثقات "
    والخطأ فى الحديث هو نزول الله الأرض حيث الصخرة ثم صعوده لمكان أخر وهو السماء والله لا يحل فى الأماكن لأنه لا يشبه خلقه بوجودهم فى المكان كما قال تعالى :
    " ليس كمثله شىء"
    -حديث أبي هريرة ( الأنهار كلها ، والسحاب ، والبحار ، والرياح من تحت صخرة بيت المقدس ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس والمقدسي في فضائل بيت المقدس وفي إسناد الحديث غالب بن عبيد الله وهو متروك الحديث
    وكرر فى رواية ( ... إن المياه العذبة ، والرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس ) أخرجه ابن عدي في الكامل ، وقال عنه : هذا منكر لا يرويه عن الزهري غير الموقري ، وذكره السيوطي في اللآليء المصنوعة، وقال : لا أصل له ، والوليد كذاب - يعني الموقري "
    والحديث مخالف للقرآن فالأنهار والبحار فى مواضع مختلفة من ألأرض ولا يمكن أن يكون لها مصدر واحد هو اليابس كما قال تعالى :
    "وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون"
    زد على ذلك أن السحاب فى الجو وليس فى الأرض كما قال تعالى :
    " والسحاب المسخر بين السماء والأرض "

    -حديث ابن عباس ( الأنهار أربعة : سيحان ، وجيحان ، والنيل ، والفرات ، فأما سيحان فنهر بلخ ، وأما جيحان فدجلة ، وأما النيل فنهر مصر ، وأما الفرات ففرات الكوفة ، فكل ما يشربه ابن آدم فهو من هذه الأربعة الأنهار ، تخرج من تحت الصخرة ) أخرجه المقدسي في فضائل بيت المقدس وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن محمد بن صخر بن القاسم وهو مجهول وشبيب بن بشر وهو ضعيف"
    والحديث مخالف للواقع فلا يوجد أى اتصال بين ألأنهار المذكورة وبين بيت المقدس كما أن عدد أنهار الأرض كثير وليس أربعة ففى كل قارة تقريبا ثلاثة أو أربعة أنهار كبرى
    -حديث عبادة بن الصامت ( الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة ، والنخلة على نهر من أنهار الجنة ، وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة ) رواه أبو بكر الواسطي في فضائل بيت المقدس بإسناد كله كذابين وهو كذب ظاهر "
    - حديث أنس : ( إن الجنة لتحنّ شوقاً إلى بيت المقدس ، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس ، وهي الأرض ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس وفيه غالب بن عبيد الله "
    والأحاديث مخالفة لكون الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى :
    " وفى السماء رزقكم وما توعدون"
    فهى عند سدرة المنتهى فى السماء فكيف تكون الصخرة الأرضية منها والجنة فى السماء ؟
    -حديث كعب الأحبار أن الله قال للصخرة : ( أنت عرشي الأدنى ، منك ارتفعت إلى السماء ، ومنك بسطت الأرض ، ومن تحتك جعلت كل ماء عذب يطلع في رؤوس الجبال ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس "
    الحديث يدل على وجود عرشين لله أحدهم فى الأرض عند الصخرة وهو ما يناقض كونه عرش واحد فى السماء بقوله :
    "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
    -حديث كعب الأحبار ( من أتى بيت المقدس فصلى عن يمين الصخرة وشمالها ، ودعا عند موضع السلسلة ، وتصدق بما قل وكثر ، استجيب دعاؤه ، وكشف الله حزنه ، وخرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمه ، إن سأل الله الشهادة أعطاه إياها ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس فيه غالب بن عبيد الله متروك الحديث "
    والخطأ هو استجابة كل من دعا عند السلسلة من الصخرة وهو ما يخالف أن الاستجابة تتوقف على مشيئة الله كما قال تعالى :
    "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"

  21. تحويل القبلة
    تحويل القبلة المشهور أن مكانه من بيت المقدس أو إيلياء إلى الكعبة وقد أطبقت الروايات كلها على هذا الخطأ الفادح الذى يعارض نص القرآن " قد نرى تقلب وجهك فى السماء"
    القبلة الأولى كانت إلى السماء بنص الجملة :
    " قد نرى تقلب وجهك فى السماء"
    فالمسجد الأقصى هو أبعد مكان عن الكعبة وأبعد مكان من الأرض هو السماء السابعة حيث العرش الإلهى وهو المسجد الأقصى فبينهما الجو بين الأرض والسماء وبينهما ست سموات
    وهو المكان الموصوف بنفس وصف مكة حيث الكعبة ومن حوله وفى الكعبة ومن حولها وفى هذا قال تعالى :
    الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
    وقال فى مكة حيث الكعبة :
    " لتنذر أم القرى ومن حولها"
    وأما الأرض فلا يمكن أن يكون فيها المسجد الأقصى فلو اعتبرناها دائرة أى نصف كرة فيوجد من مركزها وهو الكعبة 360 نقطة أقصى عنها ومن ثم لا يمكن أن يوجد فى الأرض
    وهناك حديث يقول أن المسجد ألأقصى كان فى الجعرانة وهو حديث رواه الأزرقى فى أخبار مكة فقال :
    "حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن الزنجي، عن ابن جريج قال: أخبرني زياد ان محمد بن طارق أخبره انه اعتمر مع مجاهد من الجعرانة فاحرم من وراء الوادي حيث الحجارة المنصوبة، قال: من ها هنا احرم النبي صلى الله عليه وسلم، واني لأعرف أول من اتخذ هذا المسجد على الأكمة بناه رجل من قريش سماه واشترى ما لا عنده نخلاً فبنى هذا المسجد، قال ابن جريج: فلقيت أنا محمد ابن طارق فسألته فقال: اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة، فأخبرني أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ما كان بالجعرانة، قال: فأما هذا المسجد الأدنى فانما بناه رجل من قريش واتخذ ذلك الحائط."
    ومن ثم الأحاديث لا تثبت وجود الأقصى فى بيت المقدس أو ما نطلق عليه القدس فكل روايات التحويل تتحدث عن بيت المقدس والشام وليس عن المسجد الأقصى ومن تلك الروايات ما يلى :
    399 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ "، وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ اليَهُودُ: {مَا وَلَّاهُمْ} [البقرة: 142] عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا، قُلْ لِلَّهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي صَلاَةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ القَوْمُ، حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الكَعْبَةِ صحيح البخارى
    403 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ» صحيح البخارى
    11 - (525) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا» حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] فَنَزَلَتْ بَعْدَمَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَمَرَّ بِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَحَدَّثَهُمْ، فَوَلُّوا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ صحيح مسلم
    12 - (525) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: «صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفْنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ»
    13 - (526) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ»
    15 - (527) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ»، فَنَزَلَتْ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً، فَنَادَى: أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ، فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ
    14 - (526) حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِذْ جَاءَهُمْ رَجُلٌ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكٍ"
    الأحاديث بينها تناقضات ظاهرة وهى :
    الأول :
    مكان التحويل فمرات بيت المقدس مثل " كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ "ومرة الشام مثل" وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ"
    الثانى مدة الصلاة لبيت المقدس أو الشام ففى معظم الروايات يشك الراوى فى كونها16 أو17 شهر مثل "نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا "وفى رواية واحدة يثبت أنها16 شهر من الهجرة مثل" صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا"
    الثالث الصلاة التى تم فيها التحويل مرات صلاة العصر مثل " فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي صَلاَةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ "ومرات الفجر مثل "بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ " ومرة الغداة دون تحديد الظهر أو العصر مثل" بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ"
    الرابع الزمن فمرة نهارا حيث صلاة العصر مثل "فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي صَلاَةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ "ومرة ليلا حيث صلاة الفجر مثل "قَدِ اُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ "
    وقد أثبت الفقهاء هذه التناقضات الزمنية والمكانية فالمشهور أن التحويل كان فى ليلة النصف من شعبان ولكن الفقهاء استبعدوا ذلك مقرين بأنه فى رجب فقال ابن حجر:
    " وكان التحويل في نصف شهر رجب من السنة الثانية على الصحيح ، وبه جزم الجمهور "
    قال صاحب عون المعبود : وكان تحويل القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين"
    الغريب أنه لا يوجد مصدر مقبول أو معروف لحكاية كون تحويل القبلة فى نصف شعبان ومع ذلك يتم الاحتفال بذلك من قبل السلطات فى دول مختلفة
    وحاول الفقهاء التوفيق بين المتناقضات فى الصلاة التى تم فيها التحويل فقال ابن كثير:
    " عن ابن عمر أن أول صلاة صلاها رسول الله (ص) إلى الكعبة صلاة الظهر ، وأنها الصلاة الوسطى ، والمشهور أن أول صلاة صلاها إلى الكعبة صلاة العصر ، ولهذا تأخر الخبر عن أهل قباء إلى صلاة الفجر"
    واختلف الفقهاء فى مكان تلك الصلاة فحسب الروايات مسجد قباء وعند آخرين مسجد بنى سلمة بالمدينة والذى سموه بمسجد القبلتين
    وأما ما جاء فى القرآن فهو :
    " قوله "سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها"حيث بين الله للمؤمنين أن عند تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة بمكة سيقول السفهاء وهم المجانين من الخلق وهم أهل الكتاب الكفار :
    ما سبب تركهم المسجد الأقصى الذى كانوا يتجهون إليه فى الصلاة؟ والسؤال يدل على الجهل فتغيير القبلة سببه هو حكم الله الذى نسخ التوجه للبيت الأقصى
    وأما قوله "قل لله المشرق والمغرب"فيبين الله للسفهاء أنه يملك كل الجهات ومن ثم فمن حقه أن يغير اتجاه القبلة إلى حيث يريد لأنه حر التصرف فى ملكه
    وأما قوله " وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه "ففيه بين الله لرسوله (ص)أن السبب الذى جعله يصدر حكمه بالاتجاه إلى بيت المقدس عند الصلاة فى الوحى السابق هو أن يعلم أى يعرف والمراد أن يفرق بين من يتبع الرسول والمراد الذى يطيع أمر النبى (ص)بالاتجاه إلى الكعبة بمكة وبين الذى ينقلب على عقبيه أى يرتد إلى دين الكفر الذى كان عليه قبل ادعاءه الإسلام
    وأما قوله "وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله "ففيه بين الله للرسول(ص)أن الصلاة وهى طاعة حكم الله هو كبيرة أى أمر ثقيل عظيم على الناس عدا الذين هداهم الله وهم المسلمون الذين خفوا إلى طاعة الأمر على الفور
    وأما قوله "وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم " ففيه يبين الله للمؤمنين أنه لا يضيع إيمانهم والمراد لا يزيل ثواب أعمالهم وهى هنا يقصد بها الصلاة وإنما يعطيه لهم والله بالخلق رءوف رحيم أى نافع مفيد لهم
    وأما قوله "قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " ففيه يبين الله لرسوله (ص)أنه يعلم بأمر تقلب وجهه فى السماء والمراد بأمر تغير نظره فى الأفق الأعلى ولذلك سوف يأمره بقبلة يرضاها أى بجهة يحبها وهى المسجد الحرام ومن ثم فالواجب عليه أن يولى وجهه تجاهه والمراد أن يجعل نظره عند الصلاة جهة المسجد الحرام
    وأما قوله "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره "ففيه يطلب الله من المؤمنين أن يتجهوا فى أى مكان يتواجدون فيه إلى الكعبة إذ أرادوا الصلاة ،وهذا يعنى وجوب الاتجاه للكعبة عند الصلاة
    وأما قوله "وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم "ففيه بين الله للمؤمنين أن الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطاهم الوحى من قبل وهم أهل الكتاب يعرفون أن أمر تحويل القبلة وغيره مما فى القرآن هو الحق من ربهم وهو الصدق النازل من خالقهم

  22. الرد على مقال ما هو المعنى الحقيقي للسارق والسارقة في القرآن العظيم
    صاحب المقالة نسيم المصرىNasem Elmasry‎‏ وقد استهل المقال بآية حد السرقة فقال :
    "تفسير آية (٣٨) من سورة المائدة: وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَـٰلاً مِّنَ ٱللَّهِ‌ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم)
    ما هو المعنى الحقيقي لقطع أيدي السارق والسارقة؟
    ومن هم السارق والسارقة (المعنى الظاهر والباطن)؟
    أهدي مقالتي هذه إلى المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله جلَّ في علاه.
    السلام على من حافظ على أمانة الله (كتاب الله) ولم يسرق منه كلمة واحدة."
    وبعد هذه المقدمة ذكر لنا طرفا من معانى كلمة قطع فى المعاجم فقال :
    "(١): إذا نظرنا في معنى قَطَعَ لُغويًّا، تجد أن قطع لها معاني معنوية كثيرة فمثلاً:
    قطع الشيء يعني أبانه وفصَّلهُ.
    وقطع الصلاة يعني أبطلها.
    وقطع في القول يعني جزم، ويُقال إنّي أقطع بذلك قطعًا أي أجزمُ جزمًا.
    وقطعهُ عن حقِّهِ يعني منعهُ.
    وقطع الطريق يعني منع وخوَّف.
    وقطع النهر يعني عبرَهُ.
    وقطع لسانهُ يعني أسكته بالإحسان إليه.
    وقطع الحبل يعني اختنق.
    وقطع يده يعني منعه عن السرقة."
    وتحدث الرجل عن أن الواجب حسب منطوق الآية هو قطع اليدين وهو ظاهر المعنى وباطنه فقال :
    "ولقد قال الله تعالى "فاقطعوا أيدييهما" ولم يقُل "فقَطِّعوا أيديهما".
    (٢): * سورة المائدة
    وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٣٨﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٩﴾.
    لقد قال الله تعالى في آية (٣٨): "... فاقطعوا أيديَهما..." أي أيدي السارق والسارقة (قطع اليدين الإثنتين للسارق، وقطع اليدين الإثنتين للسارقة).
    وقال تعالى في الآية التالية آية (٣٩): "فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"."
    وادعى الرجل أن لو كان القطع بمعنى فصل الكفوف فلا معنى لتوبة السارق فقال :
    "إذا كان قطع الأيدي هو بتْر أو جزّْ الأيدي، فكيف يستطيع السارق والسارقة أن يتوبا عن السرقة إذا قُطِعت أيديهما، أي كيف يستطيع السارق والسارقة أن يتوبا ويتوقَّفا عن عمل السرقة وهُما أصلاً لا يوجد لديهما أيدي لكي يفعلا فعل السرقة لأنَّ أيديهما قد قُطِعت، فهل يسرقوا بأرجلهم؟
    وإذا كانت التوبة هي قولاً وليست فعلاً كما يظن أكثر الناس، فماذا عن قول الله: "... وأصلح..."، فكيف يُصلِح السارق والسارقة وهما لم يعد لديهما أيدي لكي يُصلحا بواسطتها؟
    وكيف يتوب الله على إنسان أصبح مُعاقًا وغير قادر أصلاً على السرقة ولا حتّى على فعل الإصلاح؟
    هل عدم قدرة السارق على السرقة لأنه لم يعد يوجد لديه يدين هي توبة يقبلها الله؟
    وهل هذا هو المعنى المُراد بالتوبة في القرءان الكريم؟
    وإذا كان القطع هو بتر كما يفعل السفَّاحون والجزَّارون أئمَّة الكفر والإشراك وأتباعهم من الأنعام، أي الكبراء والضعفاء، فأين قال الله تعالى من أيّ مكان أو من أيّ جزء يجب إن تُقطع الأيدي؟"
    وكل هذا الكلام عن أن معنى القطع ليس الفصل هو بدون أى دليل قرآنى قدمه الكاتب فالتوبة عملية تحتاج لأمور أولها قولى وهو الاستغفار كما قال تعالى :
    " فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله"

    وقال :
    " ومن يستغفر الله يجد الله الله غفورا رحيما "

    وثانيها عملى وهو رد الشىء لأهله فإن لم يرده فلا توبة تقبل لأنه إصرار على الذنب كما قال تعالى " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "والرد يكون إما بارشادهم لمكان المسروق أو ترك الاستحواذ عليه بتسليم المسروق إن كان أرضا أو ما شابه والاستحواذ يكون بالقوة سواء كانت الشخص نفسه أو من يستعين بهم من المجرمين أمثاله
    ومن ثم التوبة متحققة
    الرجل يستفظع قطع اليدين بمعنى فصل الكفوف عن الأذرع وهو لا يستفظع أن السرقة قد تتسبب فى موت صاحب المال أو جوع أسرته أو تشردهم وموتهم وقد تتسبب فى أن يتهم برىء بها ويعاقب عليها وهو ما حكاه القرآن عن اتهام السارق برىء بالسرقة حتى أنه النبى(ص) والمسلمين عن الحقيقة فدافعوا عن السارق حتى بينها الله فقال :
    "ها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما "ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شىء"
    ولذا قبل أن تستفظع العقاب ادرس نتائج الجريمة فجريمة السرقة تؤدى فى الغالب إلى كوارث تستلزم عقوبة شديدة جدا
    ودلف الرجل بنا إلى معنى بعيد يتنافى مع منطوق الآية وهو أن قطع اليدين يعنى منع السراق من السرقة فقال :
    "إذًا وكما نرى، فإنَّ قطع يدين السارق والسارقة هو ليس تقطيع وجزّ اليدين، ولكنه قطع معنوي المراد بِهِ منع السارق والسارقة عن السرقة، وهذا المنع له عدة أساليب، فمثلاً قطع يدين الفقير عن السرقة يكون بمساعدته وسدّ حاجته لكي لا يعود إلى السرقة، إذًا فمنع السارق والسارقة عن السرقة يكون بإيجاد الأسباب الّتي أدَّت بالسارق والسارقة إلى هذه السرقة وإبطالها، إن كان هذا السارق قد سرق بالمعنى الظاهر أم بالمعنى الباطن."
    والسؤال كيف نمنع السراقين من السرقة ؟
    لا يوجد طرق تمنع السرقة حتى فى ظل وجود العدل المطلق ففى داخل كل منا شهوة حب المال وهو تصور له السرقة فى صور مختلفة كأكل أموال اليتامى وأكل أموال ورث الاخوة وألآخوات ....
    لكى نمنع السرقة لابد أن نكون نحن الله العالم بما يدور فى النفوس وهو أمر محال فهو الوحيد القادر على منع السرقة من خلال العلم بما توسوس به النفس كما قال تعالى :
    " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"
    والرجل يكذب جملة " جَزَاءً بِمَا كَسَبَا " فالجزاء وهو العقاب على الكسب وهو عمل السرقة وليس على منع السرقة
    إن معنى هذا التفسير هو أن الله يعاقب على شىء لم يرتكب لأن المنع يتم قبل ارتكاب الجريمة
    ألم يسألأ الكاتب نفسه كيف يتوب ذلك الممنوع وهو لم يرتكب السرقة ؟
    إن التوبة تكون من ذنب أى سيئة أى أثم
    وطرح الرجل السؤال التالى :
    "ملاحظة هامَّة: هل يريد الله سبحانه وتعالى أن يتحول الإنسان من لص إلى مُتَسولّ؟
    والرد عليه أنت تدافع عن السارق وأما المسروق فأنت لم تنظر إليه أنه قد يتحول قبل السارق إلى متسول
    لماذا يحول السارق المسروق إلى متسول أو ميت أو جائع أو متشرد هو وأسرته
    وتحدث كما قال عن المعنى الباطنى للسرقة فقال :
    (٣): المعنى الباطني للسارق والسارقة:
    * سورة المائدة
    إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ ..... وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٣٨﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٩﴾ ..... يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾.
    إذا ربطنا آيات سورة المائدة من آية (٣٣) إلى آية (٤١) نجد أنَّ السارق والسارقة هم الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادًا لأنَّهم حرَّفوا كلام الله وأعرضوا عن قانونه الذي يدعوا إلى نشر الخير والإصلاح وصنعوا أديانًا باطلة، أي وضعوا قوانينًا غير عادلة وهمّوا باحتكار خيرات الله من أجل المال والسلطة والتكبرّ، لذلك سرقوا كلام الله ثم حرِّفوه عن مواضعه، لذلك بدأ الله عزَّ وجلّ آية (٣٣) ثم قال فى آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." ثم أكمل آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." بآية (٤١)."
    وكلام الرجل مردود عليه باختلاف عقوبة المحارب (القتل أو الصلب وتقطيع الأيدى والأرجل أو النفى ) عن عقوبة السارق وهى قطع الأيدى فلو كان الحديث واحدا ما اختلف العقاب كذلك ما اختلف الحال بين المحارب المقبوض عليه وبين المحارب الذى تاب قبل القبض عليه وهو القدرة عليه
    ودلف بنا الرجل إلأى معنى أخر للسرقة وهو سرقة الأخبار فقال :
    "البرهان المُبين على أنَّ السارق والسارقة هم الذين يسرقون عِلْم الله نجده في آية (١٨) من سورة الحِجْر.
    * سورة الحجر
    وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٦﴾ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴿١٧﴾ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ﴿١٨﴾.
    "إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ": أي إلَّا من سرق عِلْم الله ففضحه الله من خلال آياته.
    سأضرب مثلاً: ستيفن هاوكين المُلحد والجاهل البريطاني عندما سرق عِلْم الله ونسبه لنفسه وقال أنَّ السماوات والأرض كانتا كتلة واحدة أتبعه تعالى بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (٣٠) من سورة الأنبياء.
    * سورة الأنبياء
    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾.
    سأضرب مثلاً ثانيًا: عندما سرق جهلاء وكالة ناسا عِلْم الله وكذّبوا به من خلال نظريَّتهم الباطلة بقولهم أنَّ الكون جاري إلى اللانهاية، أتبعهم بديع السماوات والأرض بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (١٠٤) من سورة الأنبياء.
    * سورة الأنبياء
    يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٠٤﴾.
    وأمثال أخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى."
    والأمثلة هنا كلها ليست أمثلة عن السرقة فالسرقة هى أخذ الشىء كما هو وما قاله هوكينج وناسا ليس سرقة وإنما كذب وتكذيب لكلام الله فهو ليس سرقة فيصح القول أنها سرقة لو أخذ معنى الآيات ونسبوهم لأنفسهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك وأصدروا أقوال مناقضة لكلام الله
    زد على ذلك أن استراق السمع خاص بالجن وليس بالإنس فكيف نطبق الشرع على طرف واحد دون الطرف الأخر الذى لا يقدر على التصنت لعدم قدرته على القعود للسمع ؟
    وقال الرجل :
    "إذًا وكما نرى، فإنَّ قطع يدين السارق والسارقة هو ليس تقطيع وجزّ اليدين، ولكنه قطع معنوي المراد بِهِ منع السارق والسارقة عن السرقة، وهذا المنع له عدة أساليب، فمثلاً قطع يدين الفقير عن السرقة يكون بمساعدته وسدّ حاجته لكي لا يعود إلى السرقة، إذًا فمنع السارق والسارقة عن السرقة يكون بإيجاد الأسباب الّتي أدَّت بالسارق والسارقة إلى هذه السرقة وإبطالها، إن كان هذا السارق قد سرق بالمعنى الظاهر أم بالمعنى الباطن."
    والرجل هنا يقول بما لا يعرف فالفقير لو أخذ مال من غنى أو غيره لا يسمى سارقا لأن السارق هو الغنى الذى أخذ حق الفقير من قبل ومنعه عنه فجعله يلجأ إلى أخذ ما يسد حاجته به
    السرقة لا تتحقق فى المجتمع العادل إلا بالتالى :
    أن يعطى المجتمع كل فرد نصيبه المساوى للأخر كما قال تعالى " وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
    فعندما يكون العطاء واحد للكل سواء أخذوا احتياجاتهم بنفس القدر أو أخذوا أقل من احتياجاتهم لوجود فقر ونقص من الثمرات ولكن بنصيب متساوى يكون من أخذ بعض من النصيب المساوى بغير رضا الآخرين هو السارق الذى يستحق قطع يديه
    وأما فى مجتمعاتنا الحالية فأكثر من 90 فى المائة ممن يأخذون حاجاتهم الضرورية ليسوا بسراق وإنما السارق هو من أخذ مال الأخرين وهو فى غنى عنه

  23. نظرات فى بحث نهاية العالم في المعتقدات الدينية
    البحث من إعداد كمال غزال و رامي الثقفي وهو يدور حول أوصاف نهاية العالم فى عدد قليل من الأديان الحالية وهو يركز على الأديان الثلاثة الإسلام والنصرانية واليهودية وقد استهل الباحثان الكتاب بمقدمة عن أن الكثير من الأديان كل منها وضع خط سير لأحداث نهاية العالم فقالا :
    "تؤمن الكثير من الأمم والحضارات على اختلاف معتقداتها الدينية بمجيء يوم لم يسبق للبشرية أن شهدته طوال تاريخها، هذا لم يكن يؤرخ لنهاية التاريخ أساساً، وسيحل فيه الدمار الشامل سواء على كوكب الأرض أو حتى في الكون ليأتي بعدها حياة أخرى تتمثل بالبعث وفي الحساب وفي المستقر النهائي للأرواح بحسب الأديان السماوية أو أنها تعلن بدء دورة جديدة من الحياة.
    لقد وضعت أغلب الأديان سيناريوهات لهذا الحدث الجلل وما يسبقه من علامات أو أحداث، وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث عن نهاية العالم خصوصاً مع ارتباطه بزيادة مضطردة في الكوارث الطبيعية واحتمالات تعرض الأرض لمخاطر كبرى كضربة نيزك ضخم بالأرض وما أثير حول نهاية تقويم شعب المايا في عام 2012 وأساطير كوكب نيبيرو، ومع هذا فإن الحديث عن نهاية العالم ليس جديداً بين الناس إذ تكهنت بعض الجماعات الدينية بحدوثه في الماضي، وما زال البعض يعتقد بأننا نعيش في آخر الزمان وبأن العد التنازلي قد بدأ وأننا على مشارف حدوث معارك وحروب رهيبة فاصلة ترافقها اختلالات كونية كارثية تؤدي إلى تدمير الأرض والسماوات."
    واستهل الباحثان حديثهما بالمعتقد اليهودى والنصرانى لكونهما يعتبران واحد لايمان النصارى بالعهد القديم وعدم إيمان اليهود بالعهد الجديد
    ذكر الباحثان تشابه المعتقدات وهى مجىء المسيح المنتظر وموقعة هرمجدون وحكيا ما جاء فى كتبهم فقالا:
    "1 - المعتقد المسيحي واليهودي
    نجد بعض التشابه بين المعتقدين المسيحي واليهودي فيما يخص بنهاية العالم ويتلخص هذا في نزول المسيح المنتظر (المخلص) وقيام معركة (هرمجدون) وهي المعركة الفاصلة النهائية بين الخير والشر، بين أتباع الله وأتباع الشيطان وعلى إثرها تكون نهاية العالم ليحكم بعدها المسيح العالم ويعيشون في سعادة أبدية ثم يرفعون إلى السماء مع المسيح وتدمر الأرض، تحدث هذه المعركة بعد سماع النفير السادس من بين الملائكة السبعة وبعد سقوط الختم السابع وبحسب أحد التفسيرات المسيحية لنهاية العالم فإن المسيح سيعود إلى الأرض ويهزم الدجال Antichrist عدو المسيح (أو الوحش) ومعه الشيطان في معركة (هرمجدون)، وسيلقى الشيطان في الهاوية أو الجحيم لمدة 1000 سنة تعرف باسم "عصر الألفية"، وبعد انقضاء هذه المدة سيتحرر الشيطان من الهاوية ويجمع أتباعاً له من قوم يأجوج ومأجوج من مختلف جهات الأرض ليحاصروا الأماكن المقدسة ومدينة القدس (أورشليم)، لكن ناراً سيشعلها الرب وتنطلق من السماوات لتلتهم يأجوح ومأجوج، ومن ثم سيلقي بالشيطان وأتباعه وأولئك ممن لم يذكروا في كتاب الحياة في بحيرة مشتعلة بنار الكبريت والتي تسمى جيهينا Gehenna.
    و هرمجدون) كلمة عبرية بالأصل (هر) تعني التل أو الجبل و (مجدون) هو مجيدو وهي هضبة في منطقة فلسطين على بعد 90 كلم شمال القدس و 30 كلم جنوب شرق مدينة حيفا وكانت مسرحاً لحروب ضارية في الماضي كما تعتبر موقعا أثريا هاماً أيضاً.
    ولقد ذكر تل مجيدو 12 مرة في العهد القديم من الكتاب المقدس، وكان منها 10 إشارات إلى "مدينة مجيدو" و2 منها تشير إلى "سهل مجيدو"، لكن من المرجح أن المقصود به هو السهل المجاور لهذه المدينة، ومع ذلك لم تذكر هذه الآيات أي معتقدات تنبؤية مرتبطة بها، وكانت الإشارة الوحيدة لها في العهد الجديد للكتاب المقدس وفي سفر الرؤيا 16:16 ومع ذلك لم تذكر الآية أو تتكهن بوجود حشود في (هرمجادون) لأي من الجيوش، رغم أنها تذكر: بأنهم (أي الملوك) سيجتمعون فيها، ولكن بالاستناد إلى آية تسبقها عند 16:14 يبدو أن الهدف من هذا الاجتماع بين الملوك هو القيام بمعركة فيما بينهم ومع ذلك توصل بعض الدارسين المسيحيين إلى استنتاج مفاده أن جبل هرمجادون يجب أن يكون الموقع المثالي لهذه المعركة.
    علامات آخر الزمان :
    إن سفر الرؤيا الذي كتبه يوحنا اللاهوتي (اعتبرته الكنيسة قديساً فطوبته واعتبرت كتابه جزء من العهد الجديد للكتاب المقدس) يشكل جزءاً هاماً من رؤى المسيح عن آخر الأيام، يذكر هذا السفر 7 أحداث عظيمة تسبق نهاية العالم ويمكن اعتبارها من أشراط الساعة في المعتقد المسيحي ويرمز لها بالأختام السبعة التي تغلق وثيقة يحملها الرب بيمينه وهو جالس على العرش، هذه الوثيقة تحمل نبوءات آخر الزمان. وكلما وقع حدث من الاحداث السبعة يسقط أو يكسر ختم من الوثيقة.
    الأختام السبعة
    كلما اقتربت نهاية العالم كلما سقط ختم من الوثيقة وازداد الدمار أكثر. يطلق على الأختام الأربعة الأولى اسم " أختام الفرسان الأربع"، الختم الأول يؤدي إلى ظهور الدجال عدو المسيح، والثاني يؤدي إلى قيام حرب عظيمة، والثالث يسبب حدوث المجاعة، والرابع يسبب الطاعون ومزيداً من المجاعة والحروب، والخامس يخبر عن الذين سيكون شهداء لإيمانهم بالمسيح في آخر الزمان، والرب يسمع صراخهم من أجل العدالة ويقدمها لهم بشكل ختم سادس، وعندما يزال الختم السادس سيحدث زلزال يؤدي إلى اضطراب هائل ويسبب دماراً رهيباً مع اختلال في الظواهر الفلكية.
    الختم السابع والأخير
    عندما يسقط أو يكسر الختم السابع الأخير من الوثيقة يكون هناك 7 ملائكة يحمل كل منها بوقاً أو نفير وينفخ كل منهم بدوره وبعد كل نفير يقع حدث كما يلي:
    - عند النفير الأول ينزل البرد والنار ممزوجاً بالدم على الأرض محرقاً فيها ثلث أشجارها وخضارها.
    - وعند النفير الثاني يضرب جبل عظيم ومشتعل بالنار البحر ويمحي من الوجود ثلث الكائنات البحرية والسفن، وثلث المحيطات سيتحول إلى دم.
    - وعند النفير الثالث سيسقط نجم عظيم يسمى "المرارة" على الأرض مما يؤدي إلى تسميم ثلث مصادر المياه العذبة على الأرض كالانهار والينابيع، وسيموت أناس من شربهم منها لمرارتها.

     

    - عند النفير الرابع يخفت ضوء الشمس والقمر والنجوم فيضيع ثلث ضوئها بسبب تلقيها لضربات من أجرام سماوية. وهذه الكارثة تسبب الظلام الكامل لثلث فترة اليوم خلال النهار وحتى خلال ساعات الليل.
    - ويعلن النفير الخامس حدوث الويلات، الويلة الأولى من بين الثلاثة، لكن قبل النفخ في البوق يظهر ملاك بهيئة نسر يطير في وسط السماء ويحذر: " الويل .. الويل .. الويل .. للساكنين على هذه الأرض من أصوات نفير الملائكة الثلاثة الذين هم على وشك النفخ في الأبواق".
    - والنفير الخامس يعجل بسقوط نجم من السماء وهذا النجم يملك مفتاح الهاوية، وبعد أن يفتحها يرتفع الدخان ويصبح الهواء حالك السواد بعد أن يمنع أشعة الشمس، ومن بين الادخنة المتصاعدة يخرج الجراد، وهناك ****ب لها وجوه البشر وأذيالها كأذيال خيول الحرب، وأسنانها كأسنان الأسود، وشعرها طويل كشعر النساء، وتطير بأجنحة تشبه أجنحة الجراد، وعلى روؤسها تيجان ذهبية ومحمية صدورها بما يشبه دروع حديدية. ويقودها ملك واسمه (أبادون) ملك الجحيم ليعذبوا الناس الذين ليس لديهم ختم الله على جباههم ويضربونهم بأذيالهم التي تشبه أذيال ال****ب. وهم مأمورين بأن لا يقتلوا أياً من البشر خلال قيامهم بمهمة تعذيب أولئك البشر والتي تنقضي بعد 5 أشهر. - عند النفير السادس، وبعد انقضاء 5 أشهر على النفير الخامس، يُسمع صوت النفير السادس، وهي الويلة الثانية، حيث يتم الإفراج عن 4 ملائكة لتذهب إلى " نهر الفرات العظيم " فتقود من هناك قوة غاشمة قوامها 200 مليون من الفرسان والتي تنشر الطاعون من أفواه خيولها، وكذلك النار والدخان والكبريت. يلبس الفرسان دروعاً لونها لون النار والياقوت والكبريت. للخيول روؤس الأسود وذيولها كذيل الأفعى، حتى رؤوس الأفعى، وهذ القوة تنهي ثلث البشر الذين ابلتوا بالطاعون من هذه الجيوش المروعة وعند هذا النفير يجف نهر الفرات وتجتمع جيوش الدجال (عدو المسيح) في معركة هرمجدون.
    - عند النفير السابع والأخير تنطلق الويلة الثالثة، وتعلن أصوات عالية في السماء عن أن المسيح "حاكم أبدي لمملكة الرب "، ويتلفظ بالثناء للرب ويحمد لغضبه الذي أتى، ويحاسب المذنبون ويكافأ الصالحون. ثم ينفتح معبد الرب في السماء ويظهر تابوت العهد في معبده، ثم يحدث البرق ويدوي الرعد ويعقبه زلزال وعاصفة برد عظيمة.
    تناولت قناة History في فيلمها الوثائقي سفر الرؤيا وما جاء فيه ومن العلامات السبع، والعلامة السابعة وهي معركة هرمجادون كانت موضوع مقطع الفيديو التالي:
    ويستند اليهود إلى النص العبري الوارد في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 16 (رغم أنه من العهد الجديد الذي لا يؤمنون به)، بأن المعركة المسماة معركة هرمجدون ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل هرمجدون في أرض فلسطين وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار، والنص كما يلي:

     

    " ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير ـ الفرات ـ فنشف ماؤه لكي يُعدَّ طريق الملوك الذين من مشرق الشمس، ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء، ها أنا آت كمخلص، طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً، فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون ".
    - ومع أن اليهود لا يؤمنون بالعهد الجديد إلا أنهم استثمروا فكرة هرمجدون لتوجيه الأحداث لصالحهم، وربما ادعوا أن يوم " هرمجدون " هو يوم "غضب الرب " المذكور في توراتهم، وتعتبر معركة "هرمجدون " من منظور مسيحي-صهيوني مجزرة بشرية هائلة أو حرب نووية يباد فيها معظم البشرية، وسوف تقع بين قوى الشر من جانب ممثلة في في الشيطان وجنوده، يعاونه - في زعمهم - المسلمون وبعض الروس، وبعض المنشقين على الكنيسة، وبعض اليهود أيضاً، وبين قوى الخير من جانب آخر ممثلة في المسيح وقواته من الملائكة التي سترافقه في عودته، يعاون قوى الخير من البشر ومنها الشعب الأمريكي، وسوف تباد في هذه المعركة غالبية البشر ويسجنه، ويأسره، وعقب اية المعركة بانتصار المسيح يقبض على الشيطان وأثناء المعركة سوف يرفَع الأبرار من المؤمنين إلى السماء لمراقبة أحداثها من خلال السحاب، ثم يعودون سالمين إلى الأرض ليعيشوا مع المسيح لمدة ألف سنة في "الفردوس الأرضي ". ويرى بعض الباحثين أن هذه الحرب ستكون عظيمة ومدمرة لم يشهدها التاريخ قط وقد تهدد الحضارة لتعود بالبشر إلى المظاهر البدائية، و (هرمجودون) كلمة كثيراً ما تتكرر في كتب الباحثين في اللاهوت ولمفكرين وحتى علماء وبعضهم ينذر منها ويعد العدة لها، بل أن منهم من يتمنى وقوعها لأنها بحسب زعمهم ناقوس الإيذان لخروج المسيح، ولكن أي مسيح؟، إن المسيح الذي ينتظره اليهود ليس هو المسيح بن مريم الذي ينتظره المسيحيون."
    وكل ما سبق من حكايات هو كذب حيب القرآن فلا وجود لعودة المسيح (ص) مرة أخرى للحياة بناء على التالى :
    -أن محمد(ص) خاتم الأنبياء وهم الرسل(ص) ومن ثم لا يمكن للمسيح (ص) أن يرجع ثانيا لأن هذا تكذيب لقوله تعالى " خاتم النبيين"
    -أن الله منع عودة الموتى فقال :
    "ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"
    -أن لو افترضنا عودة المسيح(ص) فلاب من عودة يحيى(ص) لأن قول تعالى فيه " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" كرره المسيح(ص) فى قوله الذى قصه الله فقال " والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"

     

    وطالما أن يحيى(ص) لن يعود فلن يعود المسيح(ص)
    -أن أحداث القيامة فى القرآن ليس فيها أى ذكر لعودة أحد
    - أو وجود علامات للقيامة قبلها يكذب نفى الله علم أحد بموعد القيامة كما قال تعالى :
    "يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها"
    وقال :
    "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
    وتحدثا عن تأثير أكاذيب هرمجدون في ساسة الولايات المتحدة فقالا :
    "تأثير هرمجدون في الولايات المتحدة
    كان لهذه المعركة المستقبلية الفاصلة في تل مجيدو تأثير كبير خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية، فوفقاً لـ (دونالد واغنر) وهو بروفسور في الأديان ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة نورث بارك فإن الرئيس الأمريكي السابق (رونالد ريغان) (1911 - 2004) كان ملتصقاً بفكرة هرمجادون اللاهوتية وعلى ما يبدو أنه مزج التحليل السياسي مع فكرته عن هرمجادون، حتى أن بعض التقارير ذكرت أن مجموعات من الميليشيات في الولايات المتحدة مثل (هوتاري) تجهز نفسها للقيام بأعمال قتالية لها صلة بهذه المعتقدات.
    يقول رونالد ريغان الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية:"إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون "، ويقول الزعيم المسيحي المعروف جيري فولويل: " إن هرمجدون حقيقة .. إنها حقيقة مركبة، ولكن نشكر الله أنها ستكون نهاية العامة ".
    و يذكر أنه في عام 1984 أجرت مؤسسة يانكلوفينش استفتاء أظهر أن 39% من الشعب الأمريكي أي حوالي 85 مليون يعتقدون أن حديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار - قبل قيام الساعة - بحرب نووية فاصلة."

     

    وتحدثا عن نهاية العالم فى الإسلام من خلال الروايات وليس من خلال الوحى الإلهى وهى روايات كاذبة
    2 - المعتقد الإسلامي:
    ذكر يوم النهاية أو الذي يوصف بـ "الساعة " في القرآن الكريم في عدة آيات وكانت هذه الآيات تركز على أهميته وإقتراب حدوثه وبأنه يسبق إحقاق العدل من خلال المحاكمة الكبرى لكل البشر وغيرهم من المكلفين (الجن) على كل ما كسبوه في حياتهم من حسنات وسيئات، كما نرى في الآية التالية:
    " إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى " (سورة طه - 15)
    لكن هذا اليوم سيأتي مفاجئاً للناس ولن يعلمه إلا الله كما نرى في الآية التالية:
    " يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون " (سورة الأعراف - 187)"
    ومع المعرفة بتناقض القرى، مع الروايات إلا أنهما أصرا على ذكر تلك بعض العلامات الروائية فقالا:
    "ورغم ذلك فإن عدة أحاديث لرسول الله محمد ذكرت علامات وأحداث تسبق هذا اليوم المشهود وهي تصنف كعلامات كبرى وعلامات صغرى، حيث تصف العلامات الكبرى نقاط تحول كبيرة في تاريخ البشرية وفي الأحداث الكونية كذلك وأحداث استثنائية خارقة للعادة، أما العلامات الصغرى فهي تشير في أغلبها إلى انهيار إجتماعي في منظومة الأخلاق والقيم الإنسانية لدى البشر.
    ونذكر من العلامات الكبرى: ظهور المهدي والدابة المتكلمة بلغة البشر وطلوع الشمس من مغربها والدخان خروج الأعور الدجال (يدعي أنه المسيح المنتظر) ومن ثم نزول المسيح ابن مريم ليصرعه، وخروج يأجوج ومأجوج ومنها أيضاً الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين فقط ليبقى فيها الفاسقين.
    نار الحجاز :
    (حدثت) يعتقد بأن علامة مذكورة في أحد الأحاديث قد تحققت في القرن السابع الهجري وهي نار الحجاز حيث أن بعض أهل العلم قد عاش تلك الأيام وعاصرها ومنهم الإمام النووي، وذكر أن ناراً خرجت عند المدينة سبقها زلازل وصواعق مرعبة وغامضة وارتجفت الأرض لـ 6 أو 7 أيام، وإذا بالنار تخرج من الحجاز والناس في المدينة، كانت النار تخرج من باطن الأرض كالسيول بين الوديان وتتأجج لترتفع إلى الأرض وقيل أن لها شرراً ولهب من عظمته كالجمال، وشهد الناس على ذلك بأعينهم فتذكروا حديث الرسول وعلموا أن الساعة قد اقتربت فذهبوا يذكرون الله خائفين مرعبين وأخذوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ودخلوا مسجد النبي بالمدينة واجتمعوا هناك وأخذوا بالبكاء رجلاً ونسائا وولدانا وشيبا وأمراء وحكام وأغنياء وترى الناس بين عابد وتائب وخاشع وذليل ومصلي وساجد وراكع، وأرجع الناس للناس مظالمهم وتحللوا منها والنار لا تزال ترتفع وتكبر حتى أن الناس بالشام يرون لهبها وضوئها في السماء إلى أن أضاءت لها من شدة النار وتوهجها أعناق الإبل هناك. واستمرت على ذلك الحال والناس يدعون ويتضرعون إلى الله حتى هدأت في اليوم السادس أو السابع من بدء خروجها، فهذه العلامة قد وقعت قبل ما يزيد عن 700 عام من الآن.
    إنحسار نهر الفرات :
    بخلاف العلامات الصغرى التي تزيد عن 95 علامة يوجد علامات وسطى (لا صغرى ولا كبرى) كانحسار الفرات عن جبل من ذهب كما جاء في حديث البخاري في كتاب الفتن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب "، وفي رواية أخرى: " عن جبل من ذهب "، وهذه العلامة تسبق العلامات الكبرى فترة قليلة جداً، ويكون ذلك قبل ظهور المهدي أو عند ظهوره والآن خلال أيامنا هذه نسمع أو نقرأ بالصحف عن وجود الذهب في الفرات وهناك برامج تليفزيونية تتحدث عن هذا، وسيتقاتل على هذا الذهب كثير من الأمم وقد حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أخذ شئ من هذا الذهب وقال: حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون وينجوا واحداً (البخاري).
    حرب آخر الزمان: هرمجدون؟
    ومن العلامات الملحمية الكبرى في آخر الزمان علامة أشار إليه رسول الله محمد وتتشابه مع ما أتى ذكره في المعتقد المسيحي اليهودي عن حرب (هرمجدون) مع الاختلاف في التفاصيل وفي الأطراف المتصارعة.
    ذكر في الحديث على لسان محمد رسول الله:
    " تصالحون الروم صلحاً آمنا فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم فتسلمون وتغنمون ثم تنزلون بمرج ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول غلب الصليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فيغدر الروم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم ثمانين غاية مع كل غاية أثنا عشر ألفا " - حديث يصنفه الفقهاء على أنه صحيح و رواه أحمد وأبو داود وأبن ماجه وابن حيان عن ذي مخمر رضي الله عنه.
    وكما هو واضح من نص الحديث أن ثمة حربين ستقعان الأولى قد تكون معركة هرمجدون العالمية وهي التي يعرفها الجميع ويتوقعونها فستكون هدنة تحالفية بين المسلمين وبين الروم وقد يمثلون شعوب أمريكا وأوروبا الحاليين فيقاتلون عدوا مشتركاً لا يعلم من هو (ربما الروس واليهود) وستدور هذه المعركة على أرض فلسطين حيث تلتقي جيوش جرارة ضخمة، وسيكون النصر حليف المسلمين والروم وربما تكون حرباً مدمرة نووية تفني معظم الأسلحة الاستراتيجية وتقضي على الحضارة وتعيد البشرية إلى حياة بدائية، أما الثانية وهي الملاحم وهذه لا يعلم عنها إلا القليل وستكون بحسب نص الحديث بين المسلمين والروم في أعقاب حرب هرمجدون والله أعلم.
    وقد تدمر في هذه المعركة كل أو أكثر الأسلحة النووية الفتاكة وسيموت خلق كثير وسيعود الناس والعرب إلى ركوب الخيل والإبل وحمل السيوف والرماح حيث ستكون الملحمة الكبرى ليست بالطائرات والصواريخ وأسلحة هذا الزمان المتطورة، وهذه الحرب أي هرمجدون ستسبق قبل نزول المسيح عيسى ابن مريم.
    الدابة التي تتكلم بلغة البشر
    ومن العلامات التي تتحدث عن اقتراب نهاية العالم وتقطع باب التوبة هي الدابة التي ذكرت في القرآن الكريم:
    " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم " (سورة النمل-82). بكل لغاتهم المعروفة تفهمهم ويفهمونها ويقال أنه حيوان عظيم الخلقة له قوائم ودبر وقيل أن طولها يصل إلى ستون ذراعاً وخلقتها فريدة من نوعها تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، وتتميز كذلك بالسرعة فلا يدركها طالب ولا يعجزها هارب، وقيل أنها هي نفسها "الجساسة" التي خرجت لتميم الداري حين ارفأت بهم السفينة على جزيرة الدجال في عهد محمد رسول الله، فتبقى الدابة ما شاء الله أن تبقى في الأرض حتى تذهب وتختفي فلا يعلم الناس أين ذهبت.
    شروق الشمس من المغرب
    بعد اختفاء الدابة بزمن يصبح الناس في أحد الأيام على شمس تبزغ من جهة الغرب على غير عادتها منذ أن خلق الكون فيبهت الناس فيؤمنون جميعاً ولكن لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل كما ذكر في هذه الآية:
    " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " (سورة الأنعام - 158)
    حيث يقصد بـ "آيات ربك" علامات ظهور الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها، ويستدل على ذلك من الحديث حيث يقول محمد رسول الله:" لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل " - رواه البخاري يعتبر شروق الشمس من الغرب إحدى إهم العلامات الكبرى على نهاية العالم أو من أشراط "الساعة" في المعتقد الإسلامي، وإذا ما حاولنا فهم هذه العلامة من منظور حركة الأجرام السماوية والقوانين الفيزيائية التي تسير عليها، فإن هذا يعني أن الأرض سوف تدور حول محورها من اليسار إلى اليمين لأنها إذا دارت بعكس حركة دورانها الحالية فإن الشمس ستشرق من الغرب بالنسبة للناظر من الأرض بدلاً من الشرق، ولكن ما الذي سيجعل الأرض تدور بعكس حركة دورانها؟ من المرجح أن إصطدام جرم سماوي كبير نسبياً بالأرض قادر على عكس حركة دورانها، وبالتالي ربما تكون نهاية العالم ناجمة عن هذا الإصطدام الهائل كما تحدثت عنها فرضية نيبيرو، ونيبيرو قد يكون مجرد كوكيب (نيزك عملاق) قد يصل قطره إلى أكثر من 10 كيلومترات وقادم من حزام الكويكبات بين كوكبي المشتري والمريخ، خاصة أن سيناريو اصطدام الأرض بكويكب من هذا الحجم هو أقصى ما يتخوف منه علوم الفلك في العصر الحديث وهو خطر ليس بعيد الإحتمال إذا ما نظرنا إلى العدد الهائل من تلك الكويكبات وبعضها عملاق بحجم يقارب مساحة فرنسا كلها.
    وهناك فرضية أخرى تتحدث عن تباطؤ دوران الأرض حول نفسها حيث لوحظ أن طول اليوم يقصر مع مرور كل سنة جزءاً ضئيلة جداً من الثانية ويمكن قياسه بالساعة الذرية، ويتوقع العلماء أن يستمر محور الأرض بالتباطؤ إلى أن يتوقف ومن ثم يعكس جهة دورانه وبالتالي تشرق الشمس من الغرب ولكن هذه العملية تحتاج إلى ملايين السنين ومن الواضح أن الساعة وشيكة كما ذكر في القرآن الكريم فإذن هذه الفرضية مستبعدة لأنه لا يمكن أن يستغرق حدوثها زمن أطول بكثير من زمن وجود البشر على هذه الأرض الذي يقدر فقط بآلاف السنين وليس ملايين السنين.
    الريح الطيبة :
    بعد ذلك بزمن طويل أو قصير تأتي ريح طيبة وصفت بأنها أطيب من المسك ناعمة ذكية جميلة الرائحة يبعثها الله إلى الأرض فأول ما تبعث من جهة اليمن فتبدأ من خلالها بالانتشار إلى الأرض كلها فلا تدع شئ إلا دخلته فتدخل على الناس في كل بيت وفي كل مكان حتى أنها تدخل الكهوف ووظيفتها أن تقبض روح كل مؤمن فلا يستنشقها إلا يموت من ساعته وهدفها ألا يبقى على الأرض مؤمن واحد حتى تقوم الساعة فقط على غير المؤمنين فتخرج بعدها النار الأخيرة التي تحشر الناس من أرض اليمن أيضاً حيث تنمو وتكبر وتتكاثر هذه النار وتلتهم كل شي فتحرقه فتسير هذه النار فتحشر الناس وهم يفرون منها وهي تلاحقهم حتى أن يصلوا الشام حيث أرض المحشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنها لن تقوم (أي الساعة) حتى ترون عشرة آيات الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تحشر الناس إلى المحشر ".
    نفخ الصور
    - ومن ثم تقوم "الساعة" في يوم الجمعة حينما يأمر الله الملاك إسرافيل بأن ينفخ في الصور (البوق) فيموت كل من في الأرض ثم تدمر الأرض والسماوات حتى تبدل الأرض غير الأرض، وإسرافيل هو أحد الملائكة المقربين من الله وهو موكل بهذه المهمة التي تختتم كافة علامات الساعة، وعندما يحدث النفخ في الصور يبدأ الصوت ضعيفاً ثم يتعاظم شيئاً فشيئاً فلا يدع أحدا إلا صعقه ويتفجر بعدها الكون كله فتتصادم الكواكب بعضها ببعض وتشقق السموات وتهيج البحار وتتزلزل الأرض وتفجر البراكين فينقلب الكون على بعضه وهذا ما يسمى الانفجار العظيم أي نهاية العالم.
    وفي مقابلة أجرتها قناة التاريخ History التلفزيونية في فيلمها الوثائقي عن نهاية العالم مع (هارون موغل) مدير العلاقات العامة في المركز الإسلامي في مدينة نيويورك وهو يتحدث عن نهاية العالم من المنظور الإسلامي ومنها علامات ظهور المسيح وصرعه للمسيح الدجال ويأتي على ذكر نفختي الملاك إسرافيل."
    وكل ما ذكر كمعتقد إسلامى الإسلام منه برىء فلا رجوع للمسيح(ص) ولا وجود للمهدى ولا الدجال لن الله لم يذكر ذلك فى كتابة ولو كانت هناك علامات قبل ذلك اليوم لكذب الله نفسه فى عدم معرفة موعد الساعة لأن العلامات تعرف الناس بالموعد عندما يقال ان أخرها كذا
    والرسول(ص) لا ينطق بالغيب كما قال تعالى على لسانه :
    " ولا أعلم الغيب"
    وقال :
    " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
    القرآن تحدث عن أحداث ذلك اليوم وليس عما قبل ذلك اليوم كما تقول الروايات ومنها كلام الدابة الخارجة من ألأرض فهى ليست قبل اليوم وإنما فى اليوم نفسه كما قال تعالى :
    " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم"
    فهنا نجد وقوع القول وهو صدق حدوث القيامة
    وأما النفخات فهى تحدث فى يوم القيامة نفسه الأولى لاماتة وهى صعق الخلق عدا قلة نادرة أراد الله بقاءها والنفخة الثانية لقيام الموتى للحساب كما قال تعالى :
    "ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون"
    وتحدث الباحثان عن المعتقد البهائى وهو دين اخترعه بهاء الدين من الأديان الثلاثة فقالا :
    3 - المعتقد البهائي
    قدم التراث البهائي عدة تفسيرات حول معركة هرمجادون، و 3 منها تشير إلى حصول حروب عالمية، وجاءت أول التفسيرات من بهاء الله (1817 - 1892) مؤسس الدين البهائي، وهي تذكر تجمع الجيوش من أنحاء الأرض للقتال في هرمجادون. ويؤمن أتباع الدين البهائي بقدوم رسول جديد في آخر الزمان ومن ثم بعث جديد (القيامة العظمى) وهو يوم لقاء الله الذي يتجسد للبشر وحيث تبدل الأرض غير الأرض."
    وأما جماعة شهود يهوه فهم يركزون على المعركة المزعومة التى لا وجود لها وفيها قالا :
    4 - معتقد شهود يهوه
    يعتقد شهود يهوه بأن معركة هرمجادون ستكون وسيلة الرب ليحدد هدفه النهائي من خلال جعل الأرض مسكونة ببشر سعداء وأصحاء وخالين من الخطايا ومحصنين ضد الموت، ومن تعاليمهم أن جيش السماء سيقضي على كل من يعارض مملكة الرب وشريعتها وسيمحون أثر كل البشر الأشرار مبقين فقط على الصالحين منهم.
    كما يعتقدون أيضاً أن تجمع كل أمم الأرض يشير إلى وحدة القوى السياسية في العالم ويرون أنه عملية تدريجية بدأت منذ عام 1914 وأتت ثمارها في تشكيل عصبة الأمم ومن ثم هيئة الأمم المتحدة التي أعقبتا الحربين العالميتين الأولى والثانية وأن تلك القوى السياسية هيمن عليها الشيطان وأتباعه ليجعلهم ضد مملكة الرب.
    ويُنظر إلى مملكة بابل العظيمة على أنها مملكة عالمية للدين الخاطئ وسيدمرها الدجال قبل معركة (هرمجادون)، ويؤمن شهود يهوه بأنه عندما تدمر كل الأديان الأخرى فإن حكومات العالم ستتحول إلى تدمير شهود يهوه وعندئذ سيتدخل الرب ويعجل بحدوث معركة (هرمجدون). ويعلم شهود يهوه أن جيوش السماء التي يقودها المسيح يسوع ستدمر كل أشكال الحكومات لدى البشر وسوف تحكم الأرض لـ 1000 سنة وخلال هذه الفترة لن يكون الشيطان وأتباعه من الشياطين قادرين على التأثير على البشرية.
    وبعد إنقضاء فترة 1000 سنة وعندما تحدث القيامة الثانية يتحرر الشيطان ويسمح له بأن يغوي الجنس البشري لآخر مرة، وأولئك الذين يتبعونه سيقضى عليهم ويتركوا الأرض لتعيش البشرية بسلام مع الرب للأبد من دون خطايا وبدون فناء، ومملكة الرب في معتقد شهود يهوه هي حكومة في السماء بمعناها الحرفي ويحكمها المسيح ومعه 144000 مسيحي يختارهم الرب من الأرض.
    ويجدر بالذكر أن جماعة شهود يهوه تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر عقد 1870 على يد (تشارلز تاز راسل) وهي جماعة لها هيكل تنظيمي ومعروفين بطريقة التبشير بدينهم من خلال طرق أبواب منازل الناس لعرض معتقداتهم."
    والجماعة هى جماعة نصرانية ومن ثم من الخطأ كتابتهم على أنهم جماعة منفصلة عن جماعات النصارى ألأخرى
    وتحدثا عن المعتقد البوذى الهندوسى فقالا :
    5 - المعتقد البوذي والهندوسي
    كالكي بورانا
    يرى الهندوس والبوذيين أن الكون يمر بدورات من الخلق والاستقرار والدمار يتبع إعادة الخلق وهكذا بدون نهاية، وسيسبق النهاية القادمة حرب عظيمة بين البشر، إذ نجد نصوصاً مكتوبة باللغة السنسكريتية في (الكالاتشاكرا الموجزة) وهي تعني (عجلة الزمن) يشير إلى أن البشر من غير الهنود ومن يصفونهم بالبرابرة والهمج سوف يقاتلهم (رودرا اتشكارين) وهو ملك شامبالا وسوف ينتصر عليهم انتصاراً عظيماً لينهي (الكاليوجا) (عصر النزاعات) في نهاية الزمان ليعيش بعدها العالم بسلام وسعادة، وكذلك في الهندوسية يوجد نفس النص مع تغيير اسم الملك إلى (فينشو ياشاس).
    ويتنبأ البوذيين بقدوم مسيح مخلص لهم على غرار الأديان الأخرى وسوف يقوم بحرب مقدسة وأنه سوف تشكل جبهة موحدة بينهم وبين الهندوس بواسطة الكالاتشاكرا، وبحسب رواية الكالاتشاكرا في التنبؤ بالمسيح: " سيوحد ملك شامبالا جميع رعاياه من الهندوس والبوذيين ضمن طائفة واحدة لمواجهة الغزو المستقبلي الذي سينهي العصر واسم الملك سيكون رودرا اتشكارين الذي سيحصل على لقب (كالكي) وسيكون أول شخص في صف من خمسة وعشرين حاكم كالكي لشامبالا، ومن دلهي ستحاول القوات غير الهندية غزو شامبالا ولكن مانجوشري ياشاس الذي سيحصل على لقب رادرو اتشكارين سيهزم مثاني (المهدي) قبل أن يصل إلى أرض الشمال ".
    وعليه فأنه يوجد نقاط تشابه بين البوذية والهندوسية حول مسألة التنبؤ، ففي كليهما مسيح قادم من شامبالا يهزم الميلتشات (البربر) وينهي الكاليوجا (عصر النزاعات) ويقود إلى عصر ذهبي جديد، وفي التفسير الهندوسي كالكي هو التجسد الإلهي الأخير لفينشو ابن فينشو ياشاس، وأما في التفسير البوذي فالكالكي الأول هو مانجوشري ياشاس إضافة إلى كونه هو والكالكي رادور اتشكارين الأخير انبثاقين لمانجوشري ياشاس الأخير حيث يرتبط أسم مانجوشري بشكل كبير في الكالاتشاكرا من خلال جوقة أسماء مانجوشري، والبوذيين دائماً ما يشجعون الهندوس على وضع خلافاتهم الطائفية جانباً والانضمام إليهم ليكونوا جبهة موحدة لحرب هذه الحرب الفاصلة والنهائية."
    ومن المعروف أن نصوص الديانات البوذية والهندوسية لا تعتقد فى قيامة كبرى لأنهم يؤمنون بالتناسخ والتقمص وهى عقيدة تعنى قيامات كثيرات للفرد الواحد
    وأخيرا تحدث عن شعب المايا الذى انتهى تاريخه إلى 2012 كأخر سنة فى سنوات العالم فقال
    6 - معتقد شعوب المايا
    /المايا شعب بنى حضارة في أمريكا الوسطى منذ ما يقرب من 2000 سنة قبل الميلاد وكان بارعاً في علوم الفلك ولديه تقويماً فلكياً دقيقاً ينتهي بتاريخ 21 ديسمبر من عام 2012 وذلك إذا ما ترجمنا وحسبنا وحدات التقويم لديهم، ويعتقد بعض الخبراء أن هذا التاريخ يشير إلى نهاية كارثية لكوكب الأرض أو ينذر بحدوث كوارث عظيمة مع أن خبراء آخرين يعتقدون بأنه لا يمثل نهاية العالم وإنما نهاية دورة فلكية لا تلبث أن تبدأ بعده دورة أخرى جديدة. وقد افترض شعب المايا أن دورة الحياة تبلغ 5126 سنة ولطالما عرف عنه شغفه بالفلك ومعرفته إياه بتعمق حيث يقولون بأن بداية العالم كانت في يوم 11 أغسطس من عام 3114 قبل الميلاد وبحسب تقويمهم المعقد فإن نهاية هذا التقويم يعادل 5126 سنة بحيث أن 5126 ناقص 3114 = 2012 وهو نهاية العالم. وقد حدد بحسب تقويمهم في يوم 21/ 12/2012 ومن المفارقات الجديرة بالذكر أنه يصادف يوم الجمعة الذي يعتقد المسلمون أنه ذلك اليوم من الأسبوع الذي تقوم فيه الساعة وهذا التاريخ يوافق بحسب التقويم الهجري 8 صفر 1434."
    بالطبع جاء العام المذكور ولم تقم القيامة وهو ما يثبت كذب المعتقد السابق الذى ينسبونه لتقويم المايا الذى لا يمكن لأحد فهمه حسب المنشور عنه ولكنهم فهموه
    لا أحد يدرى كيف ؟
  24. قراءة فى كتاب الترغيب عن صلاة الرغائب الموضوعة وبيان ما فيها من مخالفة السنن المشروعة
    الكتاب من تأليف عز الدين بن عبد السلام وهو يدور حول كون صلاة الرغائب من البدع السيئة وقد استهل كتابه بالمقدمة المعروفة فقال:
    "الحمد لله الأول الذي لا يحيط به وصف واصف، الآخر الذي لا تحويه معرفة عارف، جل ربنا عن التشبيه بخلقه، وكل خلقه عن القيام بحقه، أحمده على نعمه وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بحججه وبرهانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه."
    ثم تحدث عن أنواع البدع فبين أن نوعين منها مباحين بسبب موافقتهم للشرع وأما الثالث فمحرم فقال :
    "أما بعد: فإن البدع ثلاثة أضرب .
    إحداها: ما كان مباحاً كالتوسع في المآكل، والمشارب، والملابس، والمناكح، فلا بأس بشيء من ذلك.
    الضرب الثاني: ما كان حسناً، وهو كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها، كصلاة التراويح ، وبناء الربط والخانات والمدارس وغير ذلك من أنواع البر التي لم تعهد في العصر الأول، فإنه موافق لما جاءت به الشريعة من اصطناع المعروف والمعاونة على البر والتقوى، وكذلك الاشتغال بالعربية فإنه مبتدع ولكن لا يتأتى تدبر القرآن إلا به، وفهم معانيه إلا بمعرفة ذلك، فكان ابتداعه موافقاً لما أمرنا به من تدبر آيات القرآن وفهم معانيه، وكذلك تدوين الأحاديث وتقسيمها إلى الحسن، والصحيح، والموضوع، والضعيف، مبتدع حسن لما فيه من حفظ كلام رسول الله (ص)أن يدخله ما ليس منه، وأن يخرج منه ما هو منه. وكذلك تأسيس قواعد الفقه وأصوله، كل ذلك مبتدع حسن موافق لأصول الشرع غير مخالف لشيء منها.
    الضرب الثالث: ما كان مخالفاً للشرع أو ملتزماً لمخالفة الشرع"

    وضرب مثال على البدعة المخالفة للشرع بصلاة الرغائب ذاكرا من بين سوءها وأنها حادثة بعد خمسة قرون من نزول الوحى فقال :
    " فمن ذلك صلاة الرغائب فإنها موضوعة على رسول الله (ص)وكذب عليه، ذكر ذلك أبو الفرج بن الجوزي، وكذلك قال أبو بكر محمد الطرطوشي أنها لم تحدث ببيت المقدس إلا بعد ثمانين وأربعمائة سنة من الهجرة."
    وتحدث عن أسباب تحريم تلك الصلاة مبينا أن هناك أسباب خاصة بالعلماء وأسباب خاصة بعامة الناس فقال :
    "وهي مع ذلك مخالفة (للشرع من وجوه) يختص العلماء ببعضها، وبعضها يعم العالم والجاهل فأما ما يختص به العلماء فضربان:
    أحدهما: أن العالم إذا صلى كان موهماً للعامة إنها من السنن، فيكون كاذباً على رسول الله (ص)بلسان الحال، ولسان الحال قد يقوم مقام لسان المقال.
    الثاني: أن العالم إذا فعلها كان متسبباً إلى أن تكذب العامة على رسول الله (ص)فيقولوا: هذه سنة من السنن، والتسبب إلى الكذب على رسول الله (ص)لا يجوز.

    وأما ما يعم العالم والجاهل فمن وجوه:
    أحدها: أن فعل البدع مما يغري المبتدعين الواضعين بوضعها وافترائها، والإغراء بالباطل والإعانة عليه ممنوع في الشرع، وإطراح البدع والموضوعات زاجر عن وضعها وابتداعها والزجر عن المنكرات من أعلى ما جاءت به الشريعة."

    الثاني: إنها مخالفة لسنة السكون في الصلاة، من جهة أن فيها تعديد سورة الإخلاص اثنتي عشرة مرة، وتعديد سورة القدر، ولا يتأتى عده في الغالب إلا بتحريك بعض أعضائه، فيخالف السنة في تسكين أعضائه.
    الثالث: أنها مخالفة لسنة خشوع القلب وخضوعه وحضوره في الصلاة، وتفريغه لله تعالى وملاحظة جلاله وكبريائه، والوقوف على معاني القراءة والأذكار، فإنه إذا لاحظ عدد السور بقلبه، كان ملتفتاً عن الله تعالى معرضاً عنه بأمر لم يشرعه في الصلاة، والالتفات بالوجه قبيح شرعاً فما الظن بالالتفات عنه بالقلب الذي هو المقصود الأعظم؟
    الرابع: أنها مخالفة لسنة النوافل، فإن السنة فيها أن فعلها في البيوت أفضل من فعلها في المساجد، إلا ما استثناه الشرع، كصلاة الاستسقاء، والكسوف، وقد قال (ص): ((صلاة الرجل في بيته أفضل من صلاته في المسجد إلا المكتوبة ).
    الخامس: أنها مخالفة لسنة الانفراد بالنوافل، فإن السنة فيها الانفراد، إلا ما استثناه الشرع وليست هذه البدعة المختلقة على رسول الله (ص)منه.
    السادس: أنها مخالفة للسنة في تعجيل الفطر إذ قال (ص): ((لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ).
    السابع: أنها مخالفة للسنة في تفريغ القلب عن الشواغل المقلقة، قبل الدخول في الصلاة، فإن هذه الصلاة يدخل فيها وهو جوعان ظمآن، ولا سيما في أيام الحر الشديد، والصلوات المشروعات لا يدخل فيها مع وجود شاغل يمكن رفعه.
    الثامن: أن سجدتيها مكروهتان، فإن الشريعة لم ترد بالتقرب إلى الله تعالى بسجدة منفردة لا سبب لها، فإن القرب لها أسباب، وشرائط، وأوقات، وأركان لا تصح بدونها، فكما لا يتقرب إلى الله تعالى بالوقوف بعرفة، ومزدلفة، ورمي الجمار، والسعي بين الصفا والمروة من غير نسك واقع في وقته بأسبابه وشرائطه، فكذلك لا يتقرب إليه بسجدة منفردة، وإن كانت قربة إذا كان لها سبب صحيح، وكذلك لا يتقرب إلى الله عز وجل بالصلاة، والصيام في كل وقت وأوان، وربما تقرب الجاهلون إلى الله تعالى بما هو مبعد عنه، من حيث لا يشعرون .
    التاسع: لو كانت السجدتان مشرعتين، لكان مخالفاً للسنة في خشوعهما وخضوعهما، بما يشتغل به من عدد التسبيح فيهما بباطنه، أو بظاهره، أو بباطنه وظاهره.
    العاشر: أن رسول الله (ص)قال: ((لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن تكون في صوم يصومه أحدكم)) وهذا الحديث قد رواه مسلم بن الحجاج في صحيحه .
    الحادي عشر: أن في ذلك مخالفة السنة فيما اختاره رسول الله (ص)في أذكار السجود، فإنه لما نزل قوله سبحانه وتعالى: {سبح اسم ربك الأعلى}، قال: ((اجعلوها في سجودكم ، وقوله: ((سبوح قدوس)) وإن صحت عن النبي (ص)فلم يصح أنه أفردها بدون سبحان ربي الأعلى، ولا أنه وظفها على أمته، ومن المعلوم أنه لا يوظف إلا أولى الذكرين، وفي قوله: ((سبحان ربي الأعلى)) من الثناء ما ليس في قوله: ((سبوح قدوس)) .

    ومما يدل على ابتداع هذه الصلاة، أن العلماء الذين هم أعلام الدين، وأئمة المسلمين، من الصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين، وغيرهم ممن دون الكتب في الشريعة، مع شدة حرصهم على تعليم الناس الفرائض والسنن، لم ينقل عن أحد منهم أنه ذكر هذه الصلاة ولا دونها في كتابه ولا تعرض لها في مجالسه والعادة تحيل أن تكون مثل هذه سنة، وتغيب عن هؤلاء الذين هم أعلام الدين، وقدوة المؤمنين، وهم الذين إليهم الرجوع في جميع الأحكام من الفرائض والسنن، والحلال والحرام، وهذه الصلاة لا يصليها أهل المغرب الذين شهد رسول الله (ص)لطائفة منهم أنهم لا يزالون على الحق حتى تقوم الساعة ولذلك لا تفعل بالإسكندرية لتمسكهم بالسنة.
    ولما صح عند السلطان الملك الكامل رحمه الله أنها من البدع المفتراة على رسول الله (ص)، أبطلها من الديار المصرية فطوبى لمن تولى شيئاً من أمور المسلمين فأعان على إماتة البدع وإحياء السنن.
    وليس لأحد أن يستدل بما روي عن رسول الله (ص)أنه قال: ((الصلاة خير موضوع ) فإن ذلك مختص بصلاة لا تخالف الشرع بوجه من الوجوه، وهذه الصلاة مخالفة للشرع من الوجوه المذكورة، وأي خير في مخالفة الشريعة؟! ولمثل ذلك قال (ص)((شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة )"
    وكل الأدلة التى ذكرها العز هى أدلة ليس فيها شىء من وحى الله وهى مبنية على عدم ذكرها فى الروايات
    والغريب العجيب فى أمر نوافل الصلاة سواء ذكرت فى روايات أم لم تذكرها أنها كلها تخالف القرآن فى أن الله أباح صلاة واحدة غير مفروضة وهى قيام الليل يصليها من شاء من المؤمنين ويتركها من شاء فقال :
    "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
    ومن ثم لا وجود لصلوات النوافل فى الإسلام إلا صلاة قيام الليل فالرسول(ص) ليس من يشرع وإنما المشرع هو الله فلو كان يشرع فلماذا نهاه الله عن تشريع تحريم ما أحل الله فقال :
    " لم تحرم ما أحل الله لك "

    ومن ثم لا وجود لصلوات قبلية ولا بعدية مع الصلوات المفروضة ولا وجود للصلوات الأخرى التى ذكرت فى الروايات
    وبعد أن أنهى الرجل أدلته تحدث عن رجلين أفتيا بجواز صرى الرغائب فقال :

    "وقد بلغني أن رجلين ممن تصدى للفتيا مع بعدهما عنها سعَيا في تقرير هذه الصلاة وأفتيا بتحسينها وليس ذلك ببعيد مما عهد من خطلهما وزللهما، فإن صح ذلك عنهما ما حملهما على ذلك إلا أنهما قد صلياها مع الناس مع جهلها بما فيها من المنهيات، فخافا وفرقا إن نهيا عنها أن يقال لهما فلم صليتماها؟ فحملهما اتباع الهوى على أن حسنا ما لم تحسنه الشريعة المطهرة، نصرة لهواهما على الحق، ولو أنهما رجعا إلى الحق وآثراه على هواهما وأفتيا بالصواب، لكان الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، { ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً }.
    والعجب كل العجب لمن يزعم أنه من العلماء ويفتي بأن هذه الصلاة موضوعة على رسول الله (ص)، ثم يسوغ موافقة وضاعها عليها، وهل ذلك إلا إعانة للكذابين على رسول الله (ص)، ومن اتبع الهوى ضل عن سبيل الله كما نص عليه القرآن' ثم أفتيا بصحتها مع اختلاف أصحاب الشافعي رضي الله عنهم في صحة مثلها، فإن من نوى صلاة ووصفها في نيته بصفة فاخلفت تلك الصفة هل تبطل صلاته من أصلها أو تنعقد نفلاً ؟ فيه خلاف مشهور.
    وهذه الصلاة بهذه المثابة، فإن من يصليها يعتقد أنها من السنن الموظفة الراتبة، وهذه الصفة متخلفة عنها فأقل مراتبها أن تجرى على الخلاف."

    وهذا الكلام يدلنا على أن البعض ينهى عن الشىء ويأتيه فأولئك القوم أفتوا بحرمة الصلاة ولكنهم صلوها مع من يصلون وكأن لا قيمة لفتواهم بالحرمة

  25. بيان الحق فى كتاب ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان
    المؤلف: أبو الخطاب عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي وهو يدور حول الأحاديث المروية فى شهر شعبان وقد استهله بذكر ما جاء فى الشهر من أحاديث فقال :
    "أما بعد:
    فإني ذاكر في هذا الجزء إن شاء الله ما جاء في اشتقاق شهر شعبان، وما لاح من فضل صيامه وبان"
    استهل الكلبى كلامه بأقوال ليس عليها دليل فقال :
    "وفيه نزلت فريضة شهر رمضان، وفي النصف منه حولت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام المحفوف بالرحمة والغفران، فشق ذلك على اليهود وعباد الصلبان والأوثان، وجد رسول الله (ص)في إعلاء كلمة الله غير مقصر ولا وان."
    لا يوجد دليل من الوحى على أن فرض صوم رمضان كان فى شهر شعبان ولا يوجد دليل من الوحى على نقل القبلة من السماء حيث المسجد ألأقصى إلى الكعبة المسجد الحرام فكلها أقوال ليس فيها نص قطعى
    ثم ذكر اشتقاق التسمية من تفرق القبائل فيه فقال :
    "حدثني المسند أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر سبط أبي علي الحسين وأنا حاضر، ثنا أبو نعيم، أنبأنا اللغوي أبو عمر محمد بن عبد الواحد المطرز، ثنا أحمد بن يحيى الشيباني ثعلب قال: وكان شعبان شهرا تتشعب فيه القبائل، أي: تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية ويقولون: شعبانات وشعابين "
    قطعا لا دليل على هذا الاشتقاق لأن الله شرع تسمية الشهور عند بداية خلق السموات والأرض قبل خلق الناس فقال :
    " إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهر فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض"

    وتحدث عن فضل الشهر فقال :
    "وأما فضله الثابت عن سيد البرية فهو ما أنا به الفقيه أبو الحسن علي بن الحسين في منزله بمدينة فاس سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة، وفيها مات أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن غلبون، ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد اللخمي، ثنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، ثنا عم أبي أبو مروان عبيد الله بن يحيى، ثنا أبي الفقيه أبو محمد يحيى بن يحيى، قال: عرضت على مالك بن أنس، عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي (ص)أنها قالت: «كان رسول الله (ص)يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله (ص)استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان» .
    هذا حديث مجمع على صحته أخرجه البخاري، عن عبد الله بن يوسف، قال: أنا مالك، وأخرجه مسلم
    قلت: وسمعت الإمام فقيه العارفين أبا الفتوح العجلي يقول:
    احتج الشافعي في القديم بهذا الحديث، فقال: وأكره أن يتخذه الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان، وكذلك يوما من الأيام.
    قلت: وهذا الذي قاله الشافعي ترده السنة الثابتة عن رسول الله (ص) ولو حفظ الشافعي رحمه الله ذلك لرجع إليه وترك كلامه؛ لما رواه عنه الفقيه أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، قال: سمعت الشافعي يقول: " لقد ألفت هذه الكتب ولم آل فيها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن الله تعالى يقول: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ، فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه ".
    وقد ثبت أن رسول الله (ص)كان يصوم شعبان كله، ولم يأمرنا الله باتباع أحد إلا اتباع رسول الله (ص) وفيه الأسوة الحسنة التي جزاؤها الجنة.
    والحديث الذي ذكرناه أخرجه البخاري في باب الصيام في باب صوم شعبان عن معاذ بن فضالة، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، أن عائشة حدثته قالت: "
    لم يكن النبي (ص)يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب الصلاة إلى النبي (ص)ما دووم عليه وإن قلت، وكان إذا (ص)صلاة داوم عليها ".
    هذا حديث لا مطعن فيه، وقد أخرجه مسلم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي لبيد واسمه عبد الله بن أبي لبيد مولى الأخنس من أهل المدينة وقدم الكوفة، وروى عنه سفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن عمرو بن علقمة، وكان من عباد المدينة.
    قال يحيى بن معين: ثقة وقال أحمد: ما أعلم بحديثه بأسا وقال أبو حاتم الرازي: صدوق الحديث.
    وقال البخاري: " قال الدراوردي: لم يشهد صفوان بن سليم جنازته ".
    وذلك والله أعلم لأنه كان يرمى بالقدر، وتفرد بالإخراج عنه مسلم لثقته عنده.
    عن أبي سلمة قال: سألت عائشة عن صيام رسول الله (ص) فقالت: " كان يصوم حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم نره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلا ".
    هكذا أورد في صحيح مسلم بنقل العدل عن العدل.
    وروى الحافظ أبو عيسى الترمذي في جامعه الكبير قال: وروي عن عبد الله بن المبارك أنه قال في هذا الحديث: هو جائز في كلام العرب إذا صام أكثر شهر أن يقال: صام الشهر كله، ويقال: قام فلان ليله أجمع، ولعله تعشى واشتغل ببعض أمره، كأن ابن المبارك قد رأى كلا الحديثين متفقين يقول: إنما معنى هذا الحديث أنه كان يصوم أكثر الشهر.
    وقد أمر عمران بن حصين أو السائل الذي سأله أن يصوم من سرة شعبان، أعني: وسطه على اختلاف أهل اللغة في هذه اللفظة.
    عن عمران بن حصين أن النبي (ص)قال له أو لآخر: " أصمت من سرر شعبان؟ قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين ".
    وفي رواية: «إذا أفطرت رمضان فصم يوما أو يومين» - شعبة الذي يشك فيه - قال: وأظنه قال: يومين.
    قلت: ورواية مسلم: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، ثنا مهدي وهو ابن ميمون، ثنا غيلان بن جرير، عن مطرف، عن عمران بن حصين , أن النبي (ص)قال له: أو قال لرجل وهو يسمع: " يا فلان، أصمت سرة هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين ".
    هكذا قيدناه فيه: «من سرة هذا الشهر» بضم السين يقضي على الجميع، ويدل على أنه أراد وسطه.
    فحض رسول الله (ص)على صيام هذا الشهر، وأمر من لم يصم منه أن يصوم بعد فطر رمضان يومين، وذلك لبركة شعبان.
    وفيه من الفقه دليل على أن النوافل إذا فاتت فإنها تقضى وأما قوله (ص)«لا يتقدمن أحدكم صيام رمضان بصوم يوم أو يومين» يعني: لمن لم تجر له عادة بصيام شعبان، ودليل ذلك قوله في آخر الحديث: «إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه» .
    والحديث مجمع على صحته إلا أن الحافظ أبا عيسى الترمذي ذكر في جامعه المسند الكبير، في باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الباقي من شعبان لحال رمضان: ثنا قتيبة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة , قال: قال رسول الله (ص)«إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا» .
    قال أبو عيسى: " حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ، ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم: أن يكون الرجل مفطرا، فإذا بقي شيء من شعبان أخذ في الصوم بحال شهر رمضان " وأما قوله (ص)«فإن الله لا يمل حتى تملوا» .
    والملل من صفات بعض المخلوقين مما يدل به الإنسان، وهو: ترك الشيء استثقالا وكراهية له بعد حرص عليه ومحبة.
    ...فثبت بذلك أن قوله (ص)«فإن الله لا يمل حتى تملوا» أي: لا يمل الله أصلا وأنتم تملون."
    قطعا تلك الأحاديث تخالف وتناقض كتاب الله فى كون الصوم كفارة لبعض الذنوب والمراد عقاب فكيف تكون العقوبة أمر مستحب أن يوقعه المسلم على نفسه ؟
    والصوم فى غير رمضان بدون تشريع من الله هو ذنب لأن الصوم منقص للجر فهو إذا اعتبرناه عمل صالح فى غير رمضان وفى غير الكفارة فهو بعشر حسنات كما قال تعالى :
    " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    بينما الأكل فى النهار مرتين افطار وغداء بعشرين حسنة إذا لم نعتبره عملا ماليا بينما لو كان عملا ماليا فهو بألف وأربعمائة حسنة كما قال تعالى :
    " مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
    ولو شرب مرتين فهم بعشرين حسنة أيضا فهل الأفضل هو اكتساب أربعين حسنة أو مئات الحسنات أم الصوم بعشر حسنات ؟
    وتحدث الكلبى هم صلاة ليلة النصف من شعبان فقال :
    وقد روى الناس الأغفال في صلاة ليلة النصف من شعبان أحاديث موضوعة، وواحدا مقطوعا؛ فكلفوا عباد الله بالأحاديث الموضوعة فوق طاقتهم من صلاة مائة ركعة، في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد عشر مرات، فينصرفون وقد غلبهم النوم، فتفوتهم صلاة الصبح التي ثبت عن رسول الله (ص)أنه قال: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» .
    رواه عن رسول الله (ص)ذو النورين أمير المؤمنين عثمان بن عفان على ما أخرجه مسلم في صحيحه."
    والخطأ فى الرواية أن ثواب من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله وهو ما يخالف أن ثواب كل الأعمال الصالحة غير المادية واحد وهو عشر حسنات كما قال تعالى :
    " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    ثم قال :
    "وروى جندب بن عبد الله عن رسول الله (ص)أنه قال: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم» ، وله طرق في صحيح مسلم.
    فأما الحديث المنسوب إلى المرتضى، ذي السبطين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأسنده عنه محمد بن مهاجر عن رسول الله (ص) وصنع فيه أسماء رجال لا يعرفون.
    قال أبو حاتم محمد بن حبان: كان محمد بن المهاجر يضع الحديث على رسول الله (ص)
    قال المصنف: ثم قرأته على الشيخ المحدث اللغوي المحوز لقصب السبق في كل خير أبي بكر محمد بن خير، وصححت ألفاظه، وحدثني به عن الفقيه أبي محمد بن عتاب إجازة له، سنة ثماني عشرة وخمس مائة، أنا
    الحافظ أبو عمرو عثمان بن أبي بكر بن حمود الصوفي يعرف بابن الضابط، قدم علينا الأندلس وكتب لي بخطه: نا إسماعيل بن عبد الرحمن الحافظ إملاء بدمشق، أنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، نا وهب، نا سعيد بن عبد الكريم الواسطي، عن أبي النعمان السعدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أبي حمزة أنس بن مالك، قال: "
    بعثني النبي (ص)إلى منزل عائشة في حاجة، فقلت لها: أسرعي فإني تركت رسول الله (ص)يحدثهم عن ليلة النصف من شعبان، فقالت: يا أنيس اجلس حتى أحدثك بحديث ليلة النصف من شعبان، إن تلك الليلة كانت ليلتي من رسول الله (ص)فجاء النبي (ص)فدخل معي في لحافي، فانتبهت من الليل فلم أجده، فقمت فطفت في حجر نسائه فلم أجده، فقلت لعله ذهب إلى جاريته مارية القبطية، فخرجت فمررت في المسجد، فوقعت رجلي عليه وهو ساجد يقول سجد لك خيالي وسوادي، وآمن بك فؤادي، وهذه يدي التي جنيت بها على نفسي، فيا عظيم هل يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم، فاغفر لي الذنب العظيم، قالت: ثم رفع رأسه وهو يقول: هب لي قلبا تقيا نقيا، من الشرك بريا، لا كافرا ولا شقيا، ثم عاد فسجد وهو يقول: أقول لك كما قال أخي داود: أعفر وجهي في التراب لسيدي، وحق لسيدي أن تعفر الوجوه لوجهه، ثم رفع رأسه، فقلت: بأبي وأمي، أنت في واد وأنا في واد، قالت: فسمع حس قدمي، فدخل الحجرة وقال: يا حميراء، أما تعلمين أن هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، لله في هذه الليلة عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب، قالت: قلت: وما بال غنم كلب؟ فقال: لم يكن في العرب قوم أكثر غنما منهم، لا أقول: فيهم ستة نفر: مدمن خمر، وعاق لوالديه، ولا مصر على زنا، ولا مصارم، ولا مصور، ولا قتات ".
    هذا حديث موضوع مصنوع؛ إبراهيم بن إسحاق من ولد حنظلة بن أبي عامر الراهب...وأما إبراهيم هذا قال فيه الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان: «كان يقلب الأخبار، ويسرق الحديث» ، وشيخه وهب قال: «هو أكذب الناس» ، وسعيد بن عبد الكريم متروك، قاله الأزدي الحافظ أبو الفتح."
    إذا الحديث السابق حديث كاذب موضوع يخالف القرآن فى أن الله يغفر للجميع ما عدا من مات على الكفار وهو من مات مصرا على الذنوب كلها أو على واحد منها كما قال تعالى :
    "وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما"
    وذكر روايات أخرى للحديث مبينا أنها غير صحيحة فقال :
    "وقد خرج الترمذي في جامعه حديث ليلة النصف من شعبان من طريق من طريق الحجاج بن أرطاة فقال في باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان: ثنا أحمد بن منيع، ثنا يزيد بن هارون، أنا الحجاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة قالت: " فقدت رسول الله (ص)فخرجت فإذا هو بالبقيع، فقال: أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قلت: يا رسول الله، ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ".
    قال الترمذي: «سمعت محمدا يضعف هذا الحديث» .
    وقال: «يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة» .
    قال محمد: والحجاج لم يسمع من يحيى بن أبي كثير ".
    قلت: فالحديث مقطوع، ولا لأحد من أصحابه إجازة فيروي عنه بها، مع أن الحجاج ليس بحجة.
    قال الفقيه أبو يحيى الساجي في كتاب الجرح: حجاج ليس بحجة في الأحكام والفروج."
    إذا الحديث باطل وهو يخالف القرآن فى أن يشبه الله بخلقه فى وجودهم فى مكان وهو ما يناقض قوله تعالى :
    " ليس كمثله شىء"

    وتحدث عن أقوال وصفها بالغرابة والخطأ عن نزول القرآن فى ليلة النصف من شعبان فقال :
    "...ومن أغرب ما رواه بعض المفسرين، في قول أصدق القائلين: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} أنها ليلة النصف من شعبان، وما أبعد من قال هذا من الإيمان، فإنه مكذب للقرآن، فإن القرآن لم ينزل في شعبان، وقال الله العظيم: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} وقال جل من قائل: {إنا أنزلناه في ليلة القدر {1} وما أدراك ما ليلة القدر {2} ليلة القدر خير من ألف شهر {3} تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر {4} } وهي الليلة المباركة التي تنزل فيها الملائكة، قال ابن عباس: «أنزل القرآن كله جملة واحدة، في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء الدنيا» .
    وقال مجاهد: وهي ليلة الحكم التي يقضي الله فيها قضاء السنة.
    والقدر: مصدر من قولهم: قدر الله خيرا فهو يقدر قدرا.
    وسورة الدخان مكية.
    وقال سعيد بن جبير: يؤذن للحاج في ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد، ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم.
    وقال رجل للحسن: أرأيت ليلة القدر أفي كل رمضان؟ قال: نعم والذي لا إله إلا هو إنها لفي كل رمضان، وإنها ليلة يفرق فيها كل أمر حكيم، فيها يقضي الله كل أجل، وكل عمل، ورزق، وخلق إلى مثلها ".
    ذكر هذا الإمام أبو الحسن الحوفي."
    وذكر الكلبى أنه لا يصح أى حديث فى ليلة النصف من شعبان فنقل عن علماء الحديث التالى :
    "قال أهل التعديل والتجريح: «وليس في حديث ليلة النصف من شعبان حديث يصح» .
    فتحفظوا عباد الله من مفتر يروي لكم حديثا يسوقه في معرض الخير، واستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا من الرسول (ص) فإذا صح أنه كذب، خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدمة الشيطان لاستعماله حديثا على رسول الله (ص)لم ينزل الله به من سلطان."
    وذكر الكلبى بدعة صلاة النصف من شعبان فى التاريخ حيث نقل من بطون الكتب التالى :
    "وذكر الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي في كتاب ذكر الحوادث والبدع التي ليس لها أصل في كتاب الله ولا سنة ولا إجماع ولا غيره، وقد حدثنا جماعة من أشياخنا عنه.
    قال: وأخبرني أبو محمد المقدسي قال: لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب وشعبان، فأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة، قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يعرف بابن أبي الحمراء، وكان حسن التلاوة، فقام فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل، ثم انضاف إليه ثالث ورابع، فما ختم إلا وهم جماعة كبيرة، ثم جاء في العام القابل فصلى معه خلق كثير، وشاعت في المسجد وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصى وبيوت الناس ومنازلهم، ثم استقرت كأنها سنة إلى يومنا هذا.
    قلت له: فأنا رأيتك تصليها في جماعة! قال: نعم وأستغفر الله منها ".
    ومما أحدثه المبتدعون، وخرجوا به عما وسمه المتشرعون وجروا فيه على سنن المجوس، واتخذوا دينهم لهوا ولعبا واللهو واللعب من شيم ذي الحظ المنحوس،الليلة التي هي ليلة الوقود التي تسمى عند العامة بليلة الوقيد، وهي ليلة النصف من شعبان التي موقدها من الثواب شر فقيد، ولم يصح فيه شيء عن النبي (ص) ولا نطق بالصلاة فيها والإيقاد ذو صدق من الرواة ولا تكلم، وما أحدثها إلا متلاعب بالشريعة المحمدية، راغب في دين المجوسية، لأن النار معبودهم، وقد كذبوا واضمحلت سعودهم.
    وأول ما حدث ذلك في زمن البرامكة، وكانت لهم دولة بالوزارة المرفوعة السامكة، وجدهم برمك هو الذي نسبوا إليه، ودينهم المجوسية فيما يعولون عليه، فأدخلوا في دين الإسلام، ما يموهون به على الطغام، وهو جعلهم الإيقاد في شعبان، كأنه من سنن الإيمان، ومقصودهم عبادة النيران، وإقامة دينهم وهو أخس الأديان، حتى إذا صلى المسلمون فركعوا وسجدوا، كان ذلك للنار التي أوقدوا ومضت على ذلك السنون والأعصار، وتبعت بغداد فيه سائر الأمصار، إلى أن أخفت الله صوتهم، وقدر هلكتهم وموتهم، فكانت نكبتهم في زمن هارون الرشيد، فقتل جعفرا وصلبه غير بعيد، قطعه نصفين، وصلبهما في الجانبين، وذلك سنة سبع وثمانين ومائة للهجرة المحمدية، فانقطع شرهم عن الملة الإسلامية، وهذا مع ما يجتمع تلك الليلة من النساء والرجال، واختلاط الحال بين الفريقين في ضيق المحال"
    وبين الكلبى واجب الحاكم نحو تلك البدعة فقال :
    " فالواجب على السلطان منعهم، وعلى العالم ردعهم، ومن نازع في ذلك فهو عن الحق خنذ ناكب، مزاحم للحقائق الشرعية "

×
×
  • Create New...