Jump to content
منتدى البحرين اليوم

رضا البطاوى

الاعضاء الفعالين
  • مشاركات

    1164
  • انضم

  • آخر زيارة

  • الأيام التي فزت بها

    3

Everything posted by رضا البطاوى

  1. قراءة فى خطبة العين حق عندما تتخلف العقول تزداد كمية الخرافات والأكاذيب التى يعتقدها الناس ومن تلك الأكاذيب ما ينسبونه للنبى(ص) من كون العين حق وفى هذه الخطبة التى بدأت بالحمد والصلاة نجد الداعية الناس للإيمان بتلك الخرافة فيقول: "الحمد لله الملك العلام القدوس السلام ، جعل منار الشرع مستمرا على الدوام .. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنحط بها الأوزار والآثام,ويستعان بها على شكر منحه ومننه الوافرة الأقسام , وأشهد أن رحمته للعالمين سيدنا محمدا عبده ورسوله حامل لواء السلامة والإسلام , والمكتسي حلة الكرامة والإكرام, صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم الذين قامت بهم شرائع الإسلام . يا أيها الراجون منه شفاعة صلوا عليه وسلموا تسليما أما بعد .. فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى, قال الله تعالى وتقدس {يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم} . عباد الله : إن من محاسن شريعة الإسلام – وكلها محاسن – أنها جعلت قاعدة منع الضرر والضرار من أصول قواعد الشريعة ,ومن مجالات التطبيق العملي لهذه القاعدة الجليلة حرص المسلم على أن لا يعين ولا يعان ما استطاع إلى ذلك سبيلا,. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (العين حق ,ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ,وإذا استغسلتم فاغسلوا) رواه مسلم . قال النووي في شرحه: فيه إثبات القدر ... فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى . وفيه صحة أمر العين ; وأنها قوية الضرر . اهـ وروى أبي نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخه وحسنه الألباني عن جابر - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر) . أي أنها تصيب الرجل فتقتله فيدفن في القبر، وتصيب الجمل فيشرف على الموت فيذبح ويطبخ في القدر . وقد قرر علماء أهل السنة أن العين حق ، وأنها تمرض وتقتل، خلافا لبعض المبتدعة المنكرين,وهم محجوجون بالآثار النبوية الصحيحة . وحقيقة العين كما ذكر القسطلاني: نظر المعيان لشيء باستحسان، مشوب بحسد، فيحصل للمنظور ضرر بعادة أجراها الله تعالى . وتسمي العرب العائن بالتلقاعة، مبالغة من اللقع وهو الرمي، وتطلق العامة على العين النضل والنحت . وقد وقعت الكثير من الحوادث قديما وحديثا بسبب العين، وألفت فيها المؤلفات" ما قاله الخطيب عن قدرة العين لا وجود له والرواية الأولى التى تجعل العين لا تسبق القدر وأنها الشىء الوحيد الذى من الممكن أن يسبق القدر وهى: "ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه 0000فإن العين حق وكان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين وفى رواية العين حق ولو كان شىء سابق القدر لسبقته العين 00" تناقض قوله "لا يرد القدر إلا الدعاء "فهنا الدعاء يرد القدر وفى القول نفى أن يكون هناك ما يرد القدر ولو كان شىء يرده لكان العين . والخطأ فى الروايات أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله بسورة البقرة "حسدا من عند أنفسهم ". وأكمل الرجل الترويج للخرافة التى اخترعها الكفار لمصلحة الرقاة وحدهم لأنهم هم المستفيدون من تلك الخرافة فقال: "عباد الله .. وإذا كانت العين من الحق ، فكيف السبيل إلى التوقي منها واستدفاعها؟ إن من أعظم ما تستدفع به العين تجديد العبد لعهد الافتقار والذلة والانكسار لله والحاجة لحفظ الله ورعايته له, بقراءة أذكار الصباح والمساء فقائلها لا يضره شيء بإذن الله, فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) صحيح البخاري." والخطأ التعود بكلمات وهى دعاء والدعاء كما قال الله متوقف على مشيئته وهى ما كتبه فى القدر وفى هذا قال تعالى : "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء" ثم قال: "ومما تستدفع به العين ستر ما يخاف عليه إن أمكن ذلك كما فعل يعقوب عليه السلام حين أمر بنيه أن يدخلوا من أبواب متفرقة لحاجة في نفسه قال المفسرون إنه أراد أن يدفع ضرر العين عنهم " ولا يوجد قصة يوسف(ص) ما يشير إلى أن يعقوب (ص) كان خائفا عليهم من الحسد وإنما كان خلقا على فقدانهم جميها بسبب دخولهم من باب واحد ولذا طلب منهم الدخول من أبواب متفرقة ثم قال: وكما فعل الخليفة الراشد عثمان - رضي الله عنه - عندما رأى صبيا صغيرا حسن الهيئة، فقال: دسموا نونته، أي سودوا الدائرة التي تكون في خديه، حتى تنصرف الأعين عنه ." وهذه الحكايات عن توسيخ وجوه الولد هى من الخبل الذى يعرف عثمان حرمته لأنه استجابة لقول الشيطام"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" والرجل يخبرنا أنه لا يريد بذلك الدعوة للرقاة الآفاكين وغنما للرقاة الشرعيين وهو كلام مجانين فالرقية لا تفيد أحد فلو أن الرسول(ص) كان يعتقد فى نفعها لنفع نفسه فى أمراضه وأمراض المسلمين وفى هذا قال الخطيب: "وإنك والله لتعجب من تبجح وتفسخ وتعري بعض نساء وشباب المسلمين وإظهارهم لما لا يجوز لهم إظهاره من أجسادهم تقليدا للكفرة والفساق, فهلا خافوا على أجسادهم ضرر العين إذ لم يخافوا عقاب الله وجعله تلك الأجساد وقودا لنار جهنم!!! وما يتذكر إلا أولو الألباب. وإذا وقعت العين وحل ضررها بالبدن فإن شرها يستدفع بالرقى والتعاويذ الشرعية الثابتة, بعيدا عن دجل الأفاكين,وأكلة أموال الناس بالباطل من السحرة والمشعوذين" ثم قال: "ولتجنب الإضرار بالعين شرع الله لنا عند الإعجاب بهيئة المسلم أو حاله أو ماله أو ولده أن نقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، كما قال تعالى في قصة صاحب الجنتين وصاحبه: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) , قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: قال بعض السلف : من أعجبه شيء من حاله أو ماله او ولده فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله . ونقل القرطبي عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال: (ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله) " وما قاله الخطيب هنا مخالف للاية فالرجل يطلب من صاحبه الاعتراف بقدرة الله عليه ولا ذكر للحسد فى الآية صراحة أو ضمنا فالمفروض طبقا للكلام أن يكون الأفقر وهو المتكلم هو من يحسد وليس أن يوجه النصيحة للغنى بالقول المذكور ثم قال : "ومما يستدفع به ضرر العين التبريك - وهو قول: اللهم بارك فيه أو بارك له أوعليه ، أو ما شاء الله تبارك الله – كما جاء في قصة سهل بن حنيف عندما عانه عامر بن ربيعة . وقد روى هذه القصة الإمام أحمد وابن ماجه ومالك وغيرهم عن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج مع أصحابه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة!! (أي الفتاة في خدرها) فلبط سهل (أي صرع وسقط على الأرض) فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له يا رسول الله هل لك في سهل، والله ما يرفع رأسه وما يفيق، قال: هل تتهمون فيه من أحد؟ قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامرا فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب ذلك الماء عليه، يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه، يكفئ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس، ليس به بأس . وقد أفاد الحديث أن المعين إذا عرف عائنه فإنه يشرع له أن يطلب منه الوضوء والاغتسال, ويجب على من طلب منه الاغتسال أن يمتثل ولا يكابر في ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم(وإذا استغسلتم فاغسلوا) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وظاهر هذا الأمر الوجوب ." الرواية جنونية لأن الصحابى تعرى واغتسل أمام الصحابة والنبى(ص) ولم ينكر أحد تعريه واغتساله علنا دون أن يختفى عن الأنظار وهو كلام لا يصدقه سوى المغفلين فهنا النبى (ص)أقر المنكر وهو كشف الرجل عورته أمام الرجال وهو ما لا يقول به مسلم ثم حدثنا الرجل بحكايات لا أصل لها عن أبيه وغيره فقال: "وعلى كل من يعلم من نفسه أنه ربما يصيب بالعين أن يتقي الله في إخوانه كما قال عليه الصلاة والسام وأن يكثر دائما في حديثه ووصفه من ذكر الله والدعاء بالبركة، وأن يجتنب الاسترسال في الوصف والاستحسان، وجموح النفس في ذكر ما تراه العين من الأمر المستحسنة وإنك لتعجب من تمادي بعض العائنين، وجرأتهم على الله في التنافس على إيذاء فلان، أو إفساد سيارة أو بيت علان . حتى إن أحدهم (كما حدثني الوالد ، وحد) معروفا بالعين، وكان يبيع في السوق، فرأى رجلا يبيع بجواره وقد فتح الله عليه، فدب الحسد في قلب العائن، فلما انتهى السوق كان الرجل الآخر يضع بضاعته في السيارة فجاءه العائن وقال له: أين تذهب وأنا لم أبع مثلك اليوم؟ تريدها في المكينة، أو في الكفرات؟ فقال له: يا فلان خاف الله، فأبى، فقال: إن كنت عازما ففي الكفرات . يقول الرجل (وهو حي موجود الآن، وكان صديقا للوالد): ذهبت إلى البيت، فبدأت الكفرات تتعطل الواحد تلو الآخر، ولم أصل البيت إلا بعد مشقة . عباد الله .. وإذا أبى المعيان أو العائن إلا أن يؤذي الآخرين جاز لولي الأمر أو القاضي أن يعزره ، وأن يحبسه حتى ينتهي عن فعله، كما نص على ذلك أهل العلم " وهو كلام الغرض منها هو التمكين للرقاة من أمور منها المال ومنها كشف عورات الرجال والنساء وأحيانا انتهاك الأعراض بسبب تصديق هذا الجنون وفى أحيان قد يقتل المغفل من قبل الراقى لأنه قد يعتقد ان ضربه هو العلاج كما فى حكاية خرافة الملبوس أى الذى يسكنه الجان كما يفترون الخطأ أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين ثم قالوا: "عباد الله .. إن مما تجدر الإشارة إليه والتنبيه عليه، أن الإصابة بالعين، واشتهار وقوعها من شخص معين, ليس مؤشرا على فسق ولا صلاح , لأن الإنسان قد تصيبه عين نفسه, قال ابن القيمhttp://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gifوقد يعين الرجل نفسه, وقد يعين بغير إرادته) . ويقول ابن عبد البر (إن الرجل الصالح قد يكون عائنا وقد يعين الرجل نفسه) . كما نقل المناوي عن الخليفة سليمان بن عبد الملك أنه نظر إلى نفسه في المرآة فأعجبته فقال: كان محمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا، وأبو بكر صديقا، وعمر فاروقا، وعثمان حبيبا، وأنا الملك الشاب، فما دار عليه الشهر حتى مات . وكان لأحدهم ابنة جميلة، فدخل عليها ذات يوم فنظر إليها، ولم يذكر الله وقال: يا بخت من ستكونين من نصيبه .. وما هي إلا ساعات وترتفع حرارة البنت المسكينة، ولم تطلع عليها الشمس إلا وقد أفضت إلى رحمة الله تعالى " المهم كلها حكايات لا أصل لها ولا يوجد أحد اسمه العائن كما لا يوجد معيون فكل هذا خرافات فالله لم يعط أحد من البشر قدرة زائدة وما يسمونه العين هو عملية ربط نفسى بين أضرار وفرد معين عدة مراتومن ثم يتشاءم البعض من وجود أفراد معينين وهى توافقات فقط ولكن لا أصل للعين المذكورة فى صغرى كنت أعتقد أن اصحاب العيون الخضراء والزرقاء أشرار بسبب عمليات ربط كهذه فبسبب معركة بين من له عين بتلك المواصفات وبين أخر ثم حدوث سب وشتم بين اخر له تلك المواصفات دخل فى نفسى ان كل من به عين خضراء أو زرقاء هو شرير ولكن عندما فوجئت بوجود بعض الطيبين منهم زال هذا الاعتقاد كل ما يحدث له تفسير علمى أى شرعى فمثلا من مدة قريبةكنت واقف لشراء شىء من الدكان وجاء أحدهم وهو نصرانى فاشترى مجموعة أشياء وهو يدخن سيجارة ثم ربطها على الدراجة النارية وساق الدراجة وهو يدخن فتطايرت شرارات وأشعلت بعض البضاعة التى اشتراها وفوجئت أنه عندما ألقيت السلام كالعادة وهو جالس أمام دكانه لم يرد مع انه كان يرد فى العادة ولكنه فى اليوم التالى فوجئت أنه رد لأنه فكر وعرف أن السبب ليست العين المزعومة وإنما السبب سيجارته وتيار الهواء الذى أشعل النار كل الحوادث له تفسير ولكم من لا يفكرون فيما يقع لهم هم من يصدقون بوجود حكاية العين ثم قال الهطيب: "عباد الله .. كل شيء بقضاء الله، ولا ينبغي أن يحاط من اشتهر بالعين وإضرار الناس بها بهالة من الإجلال والمخافة منه والتودد له على وجه يعتقد هو أو غيره أن بيده ضر أحد أو نفعه, واقرأوا إن شئتم قول الله عن السحرة الذين هم اشد خطرا وأكثر ضررا من العيانين قال تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) فالأمر كله إليه , ما من نسمة هواء تجري إلا بأمره، وما من مثقال ذرة في هذا الكون الفسيح تسكن أو تتحرك إلا بمشيئته وعلمه سبحانه وتعالى,ومن الناس من يصاب بما هو اخطر من العين حين ينسب إليها كل شئ، فإذا تلعثم في كلامه، أو تعثر في ممشاه، او اصطدم بسيارته ظن أن ذلك من أثر العين, حتى إنك لترى الرجل والمرأة وما فيهما ما يستحسنه عاقل من خلق ولا خلق ولا علم ولا دين، ومع ذلك يتوهم ملاحقة العين له في كل آن، وما هذا إلا استدراج من الشيطان له ليعيش في دوامة من الوساوس يفسد بها دينه وتتعطل مصالح دنياه " هنا الرجل يحاول أن ينفى أثر العين من العديد من المواقف وهو كلام غير صحيح فلا أثر لأى عين مهما كانت وإنما العملية كما قلت عملية ربط نفسى بين حدوث ضرر وبين تواجد شخص ما عدة مرات ومن ثم بدلا من نفكر فى السبب الحقيقى ننشغل برمى التهمة على الأبرياء مع أننا قد نكون السبب فى الضرر فى كثير من تلك الأضرار
  2. نقد كتاب النبراس ببيان كذب التقاء النبى (ص)بإلياس الكتاب بلا مؤلف فى مكتبة الإكسير وهو يبحث فى موضوع إلتقاء نبيين هما محمد(ص) وإلياس) فى عهد محمد(ص) وفى هذا قال المؤلف: "وبعد فقد يلهج كثير من الخطباء والوعاظ، بذكر هذه القصص الواهية، التى ابتدعها الوضاعون من القصاص، وجهلة الزهاد والعباد، سيما قصص الأنبياء من بنى إسرائيل" واستهل المؤلف الكتاب بالقول أن تاريخ رسل بنى إسرائيل وهو تاريخ ملىء بالخرافات والأباطيل وفى هذا قال: "ولا يغيبن عنك أن تاريخ أنبياء بنى إسرائيل مفعم بالأمور العجائب، والأقاصيص الغرائب، مما جعله مرتعا خصبا لاختلاق الأحاديث وتلفيقها، ونسبة هذا الغثاء إلى الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى يقول محقق ((موضوعات ابن الجوزى)) (1/ 10): ((لم تكن حركة وضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله (ص)حركة ارتجالية عفوية في كل الأحيان، إنما تطورت إلى حركة مدروسة هادفة، وخطة شاملة، لها خطرها وآثارها كان من نتائجها المباشرة على العديد من أجيال المسلمين في العديد من أقطارهم، شيوع ما لا يحصى من الآراء الغريبة، والقواعد الفقهية الشاذة، والعقائد الزائفة، والافتراضات النظرية المضحكة، التى أيدتها، وتعاملت بها، وروجت لها، فرق وطوائف معينة، لبست مسوح الدروشة والتصوف حينا، والفلسفة حينا، والعباد والزهاد أحيانا وجافت في غالب أحوالها السلوك السوى، والفكر والعقل السليم، فضلا عن مجافاتها الصارخة لكتاب الله العظيم، وهدى نبيه الكريم (ص)" ثم ذكر المؤلف روايات إلتقاء النبيين(ص) المزعوم فقال: "ومما أوردوا من الواهيات الموضوعات: قصة التقاء النبى (ص)بإلياس (ص) وذكروا حديثين: [الأول] حديث أنس بن مالك قال ابن أبى الدنيا (( الهواتف ))(102) : حدثنى إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يزيد بن يزيد الموصلى التيمى مولى لهم حدثنا أبو إسحاق الجرشى عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس بن مالك قال : (( غزونا مع رسول الله (ص)، حتى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر ، إذا نحن بصوت يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة ، المغفورة لها ، المتاب عليها ، المستجاب لها ، فقال رسول الله (ص): يا أنس انظر ما هذا الصوت ، فدخلت الجبل ، فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية ، عليه ثياب بيض ، طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع ، فلما نظر إلى قال : أنت رسول النبي (ص)؟ ، قلت : نعم ، قال : ارجع إليه فأقرئه منى السلام ، وقل له : هذا أخوك إلياس يريد يلقاك ، فجاء النبي (ص)وأنا معه ، حتى إذا كنا قريبا منه ، تقدم النبي (ص)وتأخرت فتحدثا طويلا ، فنزل عليهما من السماء شبه السفرة ، فدعواني ، فأكلت معهما ، فإذا فيه كمأة ورمان وكرفس ، فلما أكلت ، قمت فتنحيت ، وجاءت سحابة ، فاحتملته ، أنظر إلى بياض ثيابه فيها ، تهوى به قبل الشام ، فقلت للنبى (ص): بأبى أنت وأمى ، هذا الطعام الذى أكلنا من السماء نزل عليك ؟ ، فقال النبي (ص): سألته عنه ، فقال : أتانى به جبريل في كل أربعين يوما أكلة ، وفى كل حول شربة من ماء زمزم ، وربما رأيته على الجب يمد بالدلو ، فيشرب ، وربما سقاني )) وأخرجه كذلك ابن الجوزى (( الموضوعات ))(1/200) من طريق ابن أبى الدنيا بسنده ومتنه سواء وأخرجه أبو الشيخ بن حيان (( العظمة ))(5/1530) قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن داود ثنا أحمد بن هاشم ثنا يزيد أبو خالد البلوي ثنا أبو إسحاق الجرشي به نحوه وتابعهما عن يزيد بن يزيد : أحمد بن عبد الله البرقى ، إلا أنه خالفهما على سنده ، فقال (( أبو إسحاق الفزارى )) ، وأتى بمعان مغايرة فى وقت فطره ، ووصف المائدة ، ولم يذكر شربه من زمزم مرة كل عام فقد أخرجه الحاكم (2/674) قال : حدثني أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني ببخارا أنا عبد الله بن محمود نا عبدان بن سيار حدثني أحمد بن عبد الله البرقي ثنا يزيد بن يزيد البلوي ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس بن مالك قال : (( كنا مع رسول الله (ص)في سفر ، فنزلنا منزلا ، فإذا رجل في الوادي يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة ، المغفورة المتاب عليها ، قال : فأشرفت على الوادي ، فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع ، فقال لي : من أنت ؟ ، قلت : أنا أنس بن مالك خادم رسول الله (ص)، قال : فأين هو ؟ ، قلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فائته فاقرئه السلام ، وقل له : أخوك إلياس يقرئك السلام ، قال : فأتيت النبي (ص)، فأخبرته ، فجاء حتى لقيه فعانقه وسلم ، ثم قعدا يتحدثان ، فقال له : يا رسول الله إني ما آكل في السنة إلا يوما ، وهذا يوم فطري ، فآكل أنا وأنت ، قال : فنزلت عليهما مائدة من السماء ، عليها خبز وحوت وكرفس ، فأكلا وأطعماني ، وصلينا العصر ، ثم ودعه ، فرأيته مر في السحاب نحو السماء )) وأخرجه البيهقى (( دلائل النبوة ))(5/422:421) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بسنده ومتنه سواء وأخرجه ابن عساكر (( تاريخ دمشق ))(9/212) من طريق البيهقى به مثله وقال أبو عبد الله الحاكم : (( صحيح الإسناد ولم يخرجاه )) وقال أبو بكر البيهقي : (( إسناد هذا الحديث ضعيف بمرة )) وتعقبه الحافظ الذهبى بقوله : (( هذا موضوع ، قبح الله من وضعه وهذا مما افتراه يزيد البلوي )) " وقد ذكر المؤلف لنتقاد النقاد لروايات فنقل التالى عن ابن الجوزى فقال: "وقال أبو الفرج بن الجوزى : (( هذا حديث موضوع لا أصل له ويزيد الموصلي ، وأبو إسحاق الجرشي لا يعرفان وقد روى أبو بكر النقاش أن محمد بن إسماعيل البخاري سئل عن الخضر وإلياس هل هما في الاحياء ؟ ، فقال : كيف يكون هذا ، وقد قال النبي (ص): (( لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو على ظهر الأرض أحد )) قلت : وهو كما قال الحافظان ابن الجوزى والذهبى ، وقد افتضح واضع هذا الحديث بالجهل والسذاجة فأمارات الوضع لائحة عليه ، لا تخفى على من له أدنى معرفة بحقائق الشريعة ، ومن الدلائل على وضعه : [ أولا ] قوله (( طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع )) ، فهذا من أسمج الكلام وأبعده عن حقيقة خلق بنى آدم ، بله وخلق أبيهم آدم (ص)، فإنه لم يزد على ستين ذراعا ففى (( كتاب الأنبياء )) من (( صحيح البخارى ))(3079) قال : حدثني عبد الله بن محمد ثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال : (( خلق الله آدم ، وطوله ستون ذراعا ، ثم قال : اذهب ، فسلم على أولئك من الملائكة ، فاستمع ما يحيونك : تحيتك وتحية ذريتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن )) فهذا بين أن طول إلياس (ص) دون الستين ذراعا (( فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن )) [ ثانيا ] أنه لو كان إلياس (ص) حيا زمن بعثة النبي (ص)؛ ما وسعه أن يجوب الفلوات ، ويسكن الكهوف والمغارات ، ويأوى مجاهل الشام ، ولا يأتى بين يدى رسول الله (ص)ليؤمن به ويؤازره وينصره ، ويندرج فى جملة أصحابه وأتباعه ، تصديقا لقول الله تعالى (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) وقد قال الإمام أحمد (3/387) : حدثنا سريج بن النعمان ثنا هشيم أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي (ص)بكتاب ، أصابه من بعض أهل الكتب ، فقرأه النبي (ص)، فغضب ، فقال : (( أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، لا تسألوهم عن شيء ، فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به ، والذي نفسي بيده لو أن موسى (ص)كان حيا ، ما وسعه إلا أن يتبعني )) ولو كان باقيا بعد رسول الله (ص)، كما يدعيه غلاة الصوفية ، لكان تبليغه للبراهين القرآنية ، والأخبار المصطفوية ، وقتاله مع المسلمين فى الغزوات ، وشهوده للجمع والجماعات ، ومؤازرته للعلماء والحكام ، وبيانه لأصول وفروع الأحكام ، وإحياءه للسنة النبوية ، وإماتته للمذاهب البدعية ، أزكى وأنفع وأفضل له ولأمة محمد من كمونه بالمغارات ، وجوبه الصحارى والفلوات !! وهذا من أوضح الأدلة وأنصعها على كذب من ادعى حياته ، والتقاءه بسيد المرسلين ، واجتماعه بالخضر كل عام فى الحج ، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى العام المقبل [ ثالثا ] هذا الاضطراب فى وقت أكله وإفطاره ، ففى رواية الجوهرى (( في كل أربعين يوما أكلة )) ، وفى رواية البرقى (( ما آكل في السنة إلا يوما )) !! ، وقد ذكروا عن وهب بن منبه : أنه لما دعا إلياس ربه أن يقبضه إليه ، جعل له ريشا ، وألبسه النور ، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، وصار ملكيا بشريا ، سماويا أرضيا وهذا من تناقض من يثبت وجوده وحياته وبقائه فهذه أوصاف متعارضة متضاربة ، ينقض بعضها بعضا ، ولا يصح منها شئ البتة ! [ رابعا ] قوله عن جبريل (ص) (( وربما رأيته على الجب يمد بالدلو ، فيشرب ، وربما سقاني )) ، من الكذب المحال ، أيصدق مؤمن عاقل أن سيد الملائكة وأعظمهم ، الموكل بالوحى إلى رسل الله ، يقوم على بئر زمزم ، لينزع دلوا ، فيشرب منها ؟! أما علم هذا الوضاع المتهوك أن الملائكة لا يأكلون ولا بشربون ، غذاؤهم التسبيح والتقديس والتهليل ، ولا يفترون عن ذكر الله طرفة عين ، يلهمون الذكر كما يلهم أحدنا النفس والطرف [ خامسا ] إن قول الله تعالى لنبيه (ص)(( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )) ، مما دل على أن إلياس (ص) ليس بحى إلى الآن ، ولا إلى زمن رسول الله (ص)، لأنه من جملة البشر ، يدركه الموت كما أدركهم ، فليس لواحد من البشر خلودا فى الدنيا ، (( كل من عليها فان )) ولله در الإمام الشافعى ، فقد كان يكثر يتمثل بهذين البيتين لطرفة بن العبد : تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغى خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها بالحق " فيما سبق أن ذكره المؤلف كلام كثير حسن فى انتقاد الرواية نزيد عليه التالى: التناقض الأول اختلاف المأكول فى الروايتين ففى واحدة فيه كمأة ورمان وكرفس وفى الثانية خبز وحوت وكرفس فالمشترك هو الكرفس والمختلف كمأة ورمان خبز وحوت التناقض الثانى أن النازل من السماء مائدة فى قول رواية " فنزلت عليهما مائدة من السماء"وفى قول شبه سفرة فى قول رواية" فنزل عليهما من السماء شبه السفرة" وهو تعارض ظاهر التناقض الثالث ما حدث عن اللقاء ففى رواية تحدثا طويلا وهو قولهم "فجاء النبي (ص)وأنا معه ، حتى إذا كنا قريبا منه ، تقدم النبي (ص)وتأخرت فتحدثا طويلا" وفى الرواية الثانية تعانقا وتصافحا وقعدا يتحدثان وهو قولهم "فجاء حتى لقيه فعانقه وسلم ، ثم قعدا يتحدثان" وهو تناقض فى الأحداث التناقض الرابع وهو فى أمر أكل أنس ففى مرة دعواه أى طلبا منه المجىء للأكل وهو قول الرواية "فنزل عليهما من السماء شبه السفرة ، فدعواني ، فأكلت معهما" ومرة الثانية هما اللذين أطعما أنس فى فمه او أعطياه بعضا من الأكل دون أن يأكل معهما وهو قول الرواية " فأكلا وأطعماني" وأما الأخطاء فهى حدوث معجزات نزول الأكل النازل من السماء والسحابة النى ركبها إلياس وهو ما يناقض منع الآيات وهى المعجزات عن النبى ألأخير(ص) بقوله تعالى "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" والخطأ فى قول ابن الجوزى هو قول"من الكذب المحال ، أيصدق مؤمن عاقل أن سيد الملائكة وأعظمهم ، الموكل بالوحى إلى رسل الله ، يقوم على بئر زمزم ، لينزع دلوا ، فيشرب منها ؟ أما علم هذا الوضاع المتهوك أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون" فالملائكة ليس فيها سيد لأنه يستلزم وجود عبيد والكلائكة مؤمنون وهم أخوة كما قال تعالى "إنما المؤمنون إخوة" كما أن القول بأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب هو كلام بلا دليل لأن كل المخلوقات تعيش على الأكل والشرب ولكن مواد الأكل والشرب تختلف من نوع إلى أخر ثم ذكر المؤلف الرواية التالية: الثانى : حديث واثلة بن الأسقع ، وسياقه أطول ، وكله غرائب وعجائب ومنكرات قال ابن عساكر (( التاريخ ))(9/213) : أنبأناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهروزي أنا عمي أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن علي الشهرزوي سنة سبع وستين وأربعمائة أنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني بمصر ثنا أبو الطاهر خير بن عرفة الأنصاري ثنا هانيء بن المتوكل ثنا بقية عن الأوزاعي عن مكحول سمعت واثلة بن الأسقع قال : (( غزونا مع رسول الله غزوة تبوك ، حتى إذا كنا في بلاد جذام في أرض لهم يقال لها الحوزة ، وقد كان أصابنا عطش شديد ، فإذا بين أيدينا آثار غيث ، فسرنا مليا ، فإذا بغدير ، وإذا فيه جيفتان ، وإذا السباع قد وردت الماء ، فأكلت من الجيفتين ، وشربت من الماء ، قال : فقلت : يا رسول الله هذه جيفتان ، وآثار السباع قد أكلت منها ، فقال النبي : نعم هما طهوران ، اجتمعا من السماء والأرض ، لا ينجسهما شيء ، وللسباع ما شربت في بطنها ، ولنا ما بقي ، حتى إذا ذهب ثلث الليل ، إذا نحن بمنادي ينادي بصوت حزين : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة ، المغفور لها ، المستجاب لها ، المبارك عليها فقال رسول الله : يا حذيفة ويا أنس ادخلا إلى هذا الشعب ، فانظرا ما هذا الصوت ، قال : فدخلنا ، فإذا نحن برجل عليه ثياب بياض أشد بياضا من الثلج ، وإذا وجهه ولحيته كذلك ، ما أدري أيهما أشد ضوءا : ثيابه أو وجهه ؟ ، فإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة ، قال : فسلمنا عليه ، فرد علينا السلام ، ثم قال : مرحبا أنتما رسولا رسول الله ، قالا : فقلنا : نعم ، قالا : فقلنا : من أنت رحمك الله ؟ ، قال : أنا إلياس النبي ، خرجت أريد مكة ، فرأيت عسكركم ، فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبريل وعلى ساقتهم ميكائيل : هذا أخوك رسول الله ، فسلم عليه وألقه ، ارجعا فاقرئاه السلام ، وقولا له : لم يمنعني من الدخول إلى عسكركم إلا أني أتخوف أن تذعر الإبل ، ويفزع المسلمون من طولي ، فإن خلقي ليس كخلقكم ، قولا له : يأتيني ، قال حذيفة وأنس : فصافحناه ، فقال لأنس خادم رسول الله : من هذا ؟ ، قال : حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله ، قال : فرحب به ، ثم قال : والله إنه لفي السماء أشهر منه في الأرض ، يسميه أهل السماء صاحب رسول الله ، قال حذيفة : هل تلقى الملائكة ؟ ، قال : ما من يوم إلا وأنا ألقاهم ، ويسلمون علي ، وأسلم عليهم ، قالا : فأتينا النبي (ص)، فخرج النبي (ص)معنا ، حتى أتينا الشعب ، وهو يتلألأ وجهه نورا ، وإذا ضوء وجه إلياس وثيابه كالشمس ، قال رسول الله (ص): على رسلكما ، فتقدمنا النبي (ص)قدر خمسين ذراعا ، وعانقه مليا ، ثم قعدا ، قالا : فرأينا شيئا كهيئة الطير العظام بمنزلة الإبل ، قد أحدقت به ، وهي بيض ، وقد نثرت أجنحتها ، فحالت بيننا وبينهما ، ثم صرخ بنا النبي (ص)، فقال : يا حذيفة ، ويا أنس تقدما ، فتقدمنا ، فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها ، قد غلب خضرتها لبياضها ، فتقدمنا ، فإذا بين أيديهم مائدة خضراء ، وإذا عليها خبز ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث ، قال النبي (ص): كلوا بسم الله ، فقلنا : يا رسول الله أمن طعام الدنيا هذا ؟ ، قال : لا ، هذا رزقي ، ولي في كل أربعين يوما وأربعين ليلة أكلة ، تأتيني بها الملائكة ، وهذا تمام الأربعين يوما والليالي ، وهو شيء يقول الله عز وجل له كن فيكون ، قال : فقلنا : من أين وجهك ؟ ، قال : وجهي من خلف رومية ، كنت في جيش من الملائكة مع جيش من المسلمين غزوا أمة من الكفار ، قال فقلنا : فكم يسار من ذلك الموضع الذي كنت فيه ؟ ، قال : أربعة أشهر ، وفارقته أنا منذ عشرة أيام ، وأنا أريد إلى مكة أشرب بها في كل سنة شربة ، وهي ريي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل ، قال : فقلنا : فأي المواطن أكبر معارك ؟ ، قال : الشام وبيت المقدس والمغرب واليمن ، وليس في مسجد من مساجد محمد إلا وأنا أدخله صغيرا كان أو كبيرا ، قال : الخضر متى عهدك به ؟ ، قال : منذ سنة ، كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم ، وقد كان قال : إنك ستلقى محمدا قبلي ، فاقرئه مني السلام ، وعانقه وبكى ، قال : فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها ، قد غلب خضرتها لبياضها ، فتقدمنا ، فإذا بين أيديهم مائدة خضراء ، وإذا عليها خبز ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث وقال أبو القاسم : (( هذا حديث منكر ، وإسناده ليس بالقوي )) قلت : بل هو أشد سماجة وبرودة من سابقه ، فعلامات الكذب لائحة على كل فقرة من فقراته ولست بحانث لو أقسمت أنه : لم يروه واثلة ، ولا مكحول ، ولا الأوزاعى وإنما هو أفك تولى كبره دجال من هؤلاء الدجاجلة والمتهم به بهذا السند : بقية بن الوليد الشامى ، فقد سمعه من أحد الكذابين ، ثم دلسه عن الأوزاعى وقد قال أبو مسهر الدمشقى : أحاديث بقية ليست نقية فكن منها علي تقية وفى سياق هذه القصة المكذوبة ما ينبئك بشناعة الكذب على أنبياء الله ورسله : [ أولا ] أفلو كان نبى الله إلياس حيا زمن رسول الله (ص)، أكان يتخلف عن المثول بين يديه إلى أن يلتقى به فى غزوة تبوك من العام التاسع ، بعيدا عن مهبط الوحى ومتنزل الملائكة ! [ ثانيا ] وأعجب لهذا العذر المانع من إتيانه لإمام المرسلين ، وقائد الغر المحجلين : إنه التخوف من ذعر الإبل ، وفزع المسلمين من رؤية نبى الله إلياس عليه السلام فأين هذا مما ذكره هذا الوضاع المتهوك بعد ذلك بقوله (( يتلألأ وجهه نورا ، وإذا ضوء وجهه وثيابه كالشمس )) ! [ ثالثا ] وإن تعجب ، فعجب زعم هذا المتهوك أن إلياس والخضر يلتقيان بالموسم كل عام ! فإن كانا كذلك ، فأين هما من حجة الوداع ، وكيف لم يلتقيا برسول الله (ص)فى أعظم حجة ، وأكرمها على الله ؟! ، بل أين هما من غزوات رسول الله (ص)ومشاهده ومواقفه ، سيما التى تنزلت لها الملائكة كغزوة بدر ؟! سبحان الله (( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون )) [ رابعا ] وعجب قوله على لسان نبى الله إلياس (( وليس في مسجد من مساجد محمد إلا وأنا أدخله صغيرا كان أو كبيرا )) أفلا يستحيى هذا الوضاع من الله وأنبيائه ، أم كان يجهل (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) !! وفى ثنايا القصة كثير مما يستنكر ، ولا يخفى مثله على من له أدنى معرفة بحقائق الشريعة" ونزيد على النقد السابق ما يلى: الأول الأكل من الميتة فى قولهم: فأكلت من الجيفتين ، وشربت من الماء ، قال : فقلت : يا رسول الله هذه جيفتان ، وآثار السباع قد أكلت منها ، فقال النبي : نعم هما طهوران ، اجتمعا من السماء والأرض ، لا ينجسهما شيء ، وللسباع ما شربت في بطنها ، ولنا ما بقي" وهو ما يخالف قوله تعالى " حرمت عليكم الميتة" فالجيفة وهى الجثة ميتة والقول عن إباحة الميتة والماء طهوران وهما متجاوران يخالف حرمة ما فيه ضرر والجيق متحللة وينتج عن أكلها تسمم كما ان ما حولها من المياه تكون مشبعة بمواد ضارة ونجد الرواية تتعارض مع الروايتين السابق ذكرهما فى التالى: الأول أن فى الروايتين كان الرسول لإلياس(ص) واحد وهنا اثنين فى القول: "يا حذيفة ويا أنس ادخلا إلى هذا الشعب " الصانى أن طول إلياس(ص) كان فى الروايتين 300 ذراع وهنا أكبر من الناس بذراعين أو ثلاثة فى قولهم"" فإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة" وشتان ما بين300 و3 اذرع الثالث أن المصافح فى الروايتين كان النبى(ص) بينما الثلاثة صافحوه وهو قولهم"قال حذيفة وأنس : فصافحناه يسميه أهل السماء صاحب رسول الله " الرابع اختلاف المأكولات عن الروايتين حيث زادت موز وعنب ورطب وبقل فى قولهم "وإذا عليها خبز ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث" ونجد تناقض فى الرواية فمرة المائدة خضراء ومرة خضراء وبيضاء فى قولهم" فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها ، قد غلب خضرتها لبياضها " ونجد الخطأ وهو نزول الملائكة الأرض معه كثيرا وهو ما يخالف ان الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها كما قال تعالى ""قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" ثم أضاف المؤلف بعض ما جاء عن التقاء الخضر بالنبى(ص) فقال: "وشبيه بهذا ، ما يفترونه من سماع النبى النبي (ص)الخضر ، وبعثه أنس يسأله أن يدعو له ولأمته وهذا من أبشع الكذب والافتراء والجهل بمقام سيد المرسلين (ص) ومما أوردوا فيه من الواهيات الموضوعات حديثين : [ الأول ] حديث أنس بن مالك ، وله ثلاث طرق [ الطريق الأولى ] قال أبو الحسين بن المنادي كما فى (( الزهر النضر فى نبأ الخضر )) ( ص40) : أخبرني أبو جعفر أحمد بن النضر العسكري أن محمد بن سلام المنبجي حدثهم قال حدثنا وضاح بن عباد الكوفي حدثنا عاصم بن سليمان الأحول حدثني أنس بن مالك قال : (( خرجت ليلة من الليالي ، أحمل مع النبي (ص)الطهور ، فسمع مناديا ينادي ، فقال لي : يا أنس صه ، قال : فسكت ، فاستمع ، فإذا هو يقول : اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه ، قال : فقال رسول الله (ص): لو قال أختها معها ، فكأن الرجل لقن ما أراد النبي (ص)، فقال : وارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال النبي (ص): يا أنس ضع الطهور ، وائت هذا المنادي ، فقل له : ادع لرسول الله أن يعينه الله على ما ابتعثه به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق ، قال : فأتيته ، فقلت : رحمك الله ! ادع الله لرسول الله أن يعينه على ما ابتعثه به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق ، فقال لي : ومن أرسلك ؟ ، فكرهت أن أخبره ولم استأمر رسول الله (ص)، فقلت له : رحمك الله ما يضرك من أرسلني ، ادع بما قلت لك ، فقال : لا أو تخبرني بمن أرسلك ، قال : فرجعت إلى رسول الله (ص)فقلت له : يا رسول الله أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلنى ، فقال : ارجع إليه ، فقل له : أنا رسول رسول الله ، فرجعت إليه ، فقلت له ، فقال لي : مرحبا برسول الله رسول الله ، أنا كنت أحق ان آتيه ، اقرأ على رسول الله (ص)مني السلام ، وقال له : يا رسول الله الخضر يقرأ عليك السلام ورحمة الله ، ويقول لك : يا رسول الله إن الله فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام ، قال : فلما وليت سمعته يقول : اللهم اجعلني من هذه الأمة المرشدة المرحومة ، المتوب عليها )) وأخرجه ابن الجوزى (( الموضوعات ))(1/194) تعليقا عن ابن المنادى به مثله وأخرجه الطبراني (( الأوسط ))(3071) عن بشر بن علي بن بشر العجلى ، وابن عساكر (( تاريخ دمشق ))(16/423:422) عن محمد بن الفضل بن جابر ، كلاهما عن محمد بن سلام المنبجى بنحو حديث ابن النضر العسكرى وقال أبو القاسم : (( لم يروه عن أنس إلا عاصم ، ولا عنه إلا وضاح ، تفرد به محمد بن سلام )) وقال أبو الحسين بن المنادى : (( هذا حديث واه بالوضاح وغيره ، وهو منكر الإسناد سقيم المتن ، ولم يراسل الخضر نبينا (ص)، ولم يلقه )) قلت : صدق أبو الحسين ما أسمجه وأبرده من خبر ! ، كيف جهل واضعه مقام رسول الله (ص)وكرامته على ربه ، ولم يستحيى منه حتى تجرأ عليه ، فوضع على لسانه هذا المقال (( ادع الله لرسول الله أن يعينه على ما ابتعثه به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق )) وقد قال إمام المحدثين (( كتاب العلم ))(106) : حدثنا مكي بن إبراهيم ثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع سمعت النبي (ص)يقول : (( من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )) ولا يستحل مثل هذا الإدعاء ، أعنى طلب رسول الله (ص)من الخضر أن يدعو له ولأمته ، إلا الزنادقة الذين يزعمون كذبا وافتراءا ؛ أن مقام الولاية أعلى من النبوة والرسالة !! فقد تزندق قائلهم ، وأعظم على الله الفرية حين قال :مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي [ الطريق الثانية ] قال ابن عساكر (( التاريخ ))(16/424:423) : أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني بمصر أنا أبو الحسن علي بن محمد بن موسى التمار الحافظ نا أحمد بن محمد بن سعيد نا الحسين بن ربيع نا الحسين بن يزيد السلولي نا إسحاق بن منصور نا أبو خالد مؤذن بني مسلمة نا أبو داود عن أنس بن مالك قال : (( كان رسول الله يتوضأ من الليل إلى الليل ، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة ، ومعي الطهور ، فسمع صوت رجل يدعو : اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني ، )) فذكره بنحو حديث الوضاح السالف قلت : والمتهم بهذا الحديث أبو داود ، وهو نفيع بن الحارث الهمدانى الكوفى القاص الأعمى ، مجمع على تركه ، وكذبه قتادة وقال ابن حبان : كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهما ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على جهة الاعتبار [ الطريق الثالثة ] قال أبو حفص بن شاهين كما فى (( الزهر النضر فى نبأ الخضر ))( ص42) : حدثنا موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك ثنا أبي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا حاتم بن أبي رواد عن معاذ بن عبيد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس قال : (( خرج رسول الله (ص)ذات ليلة لحاجة ، فخرجت خلفه ، فسمعنا قائلا يقول : اللهم إني أسألك شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال رسول الله (ص): يا لها دعوة لو أضاف إليها أختها ، فسمعنا القائل وهو يقول : اللهم إني أسألك أن تعينني بما ينجيني مما خوفتني منه ، فقال رسول الله (ص): وجبت ورب الكعبة ، يا أنس ! ائت الرجل ، فاسأله أن يدعو لرسول الله (ص)أن يرزقه الله القبول من أمته ، والمعونة على ما جاء به من الحق والتصديق ، قال أنس : فأتيت الرجل ، فقلت : يا عبد الله ادع لرسول الله ، فقال لي : ومن أنت ، فكرهت أن أخبره ولم أستأذن ، وأبى أن يدعو حتى أخبره ، فرجعت إلى رسول الله (ص)، فأخبرته ، فقال لي : أخبره ، فرجعت ، فقلت له : أنا رسول الله إليك ، فقال مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله ، فدعا له ، وقال : اقرأه مني السلام ، وقل له : أنا أخوك الخضر ، وأنا كنت أحق أن آتيك ، قال : فلما وليت سمعته يقول : اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المتاب عليها" وأخرجه كذلك الدارقطنى (( الأفراد )) من طريق أنس بن خالد عن محمد بن عبد الله الأنصارى بمثله وقال الحافظ ابن حجر : (( ومحمد بن عبد الله الأنصارى ، هو أبو سلمة البصرى ، وهو واهى الحديث جدا ، وليس هو شيخ البخارى قاضى البصرة ، ذاك ثقة ، وهو أقدم من أبى سلمة )) قلت : أبو سلمة هذا ممن يسرق الأحاديث ويركبه على أسانيد أهل البصرة ، ترجمه أبو جعفر العقيلى (( الضعفاء ))(4/95) قال : (( محمد بن عبد الله أبو سلمة الأنصاري عن مالك بن دينار منكر الحديث حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري ثنا محمد بن صالح بن النطاح ثنا أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال : (( كنت مع رسول الله (ص)، فجاء رجل من جبال مكة ، إذ أقبل شيخ متوكئا على عكازه ، فقال رسول الله (ص): مشية جني ونغمته ، فقال : أجل ، فقال : من أي الجن أنت ؟ ، قال : أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس )) فذكر حديثا طويلا باطلا ، لا يتابعه عليه إلا مثله أو أكذب منه [ الثانى ] حديث عمرو بن عوف المزنى أخرجه ابن عدى (( الكامل ))(6/62) ، ومن طريقه البيهقى (( دلائل النبوة ))(5/423) ، وابن الجوزى (( الموضوعات ))(1/193) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده : (( أن رسول الله (ص)كان في المسجد ، فسمع كلاما من ورائه ، فإذا هو بقائل يقول : اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني ، فقال رسول الله (ص)حين سمع ذلك : ألا تضم إليها أختها ، فقال الرجل : اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال النبي (ص)لأنس بن مالك : اذهب يا أنس إليه ، فقل له : يقول لك رسول الله (ص)تستغفر لي ، فجاءه أنس ، فبلغه ، فقال الرجل : يا أنس أنت رسول رسول الله إلي ، فارجع فاستثبته ، فقال النبي (ص): قل له : نعم ، فقال له : اذهب فقل له : إن الله فضلك على الأنبياء مثل ما فضل به رمضان على الشهور ، وفضل أمتك على الأمم مثل ما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام ، فذهب ينظر إليه ، فإذا هو الخضر )) قلت : والمتهم بهذا كثير بن عبد الله بن عمرو المزنى ، ركن من أركان الكذب ، قاله الإمام الشافعى وقال ابن حبان : منكر الحديث جدا ، يروى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ، لا يحل ذكرها فى الكتب ، ولا الرواية عنه وهذه المناكير والموضوعات مما يحتج بها غلاة الصوفية والشيعة على حياة إلياس والخضر ، وأنهما أعطيا الخلد فى الدنيا إلى الصيحة الأولى ، وأنهما يجتمعان كل عام بالموسم ، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل ، وأن إلياس موكل بالفيافى ، والخضر موكل بالبحر ولله در من قال : ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان !(1) وفى (( المنار المنيف ))(1/67) للحافظ الجهبذ ابن القيم : (( فصل : من الأحاديث الموضوعة أحاديث حياة الخضر عليه السلام ، وكلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد : كحديث (( إن رسول الله (ص)كان في المسجد ، فسمع كلاما من ورائه فذهبوا ينظرون ، فإذا هو الخضر )) وحديث (( يلتقي الخضر وإلياس كل عام )) وحديث (( يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر )) الحديث المفترى الطويل سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر ، وأنه باق ؟ ، فقال : من أحال على غائب لم ينتصف منه ، وما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان )) ما ذكره المؤلف من روايات الخضر اكتفى بالنقل عن ضعف أسانيدهاولم يناقش مضمون الروايات الأخطاء فى الروايات هى : الأول كون النبى(ص) مفضل على كل الرسل فى قولهم: "يا رسول الله إن الله فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور " ولم يذكر الله هذا التفضيل صراحة وما قاله مبهم وهو " وفضلنا بعض النبيين على بعض"ومن ثم لا نقول شىء فكل الأنيساء عندنا واحد فى المكانة كما قال المسلمون كما قص الله علينا" لا نفرق بين أحد من رسله" وهذا القول يعنى أن التفضيل ليس فى المكانة وإنما هو العطايا الدنيوية وهى الآيات المعجزات الثانى كون أمة محمد(ص) خير من كل الأمم فى قولهم" وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام " وهو ما يخالف أن المسلمون كلهم أمة واحد عبر العصور كما قال تعالى " وأن أمتكم أمة واحدة" ونجد التناقضات التالية فى الرواية : الأول أن مكان لقاء النبيين مرة كان فى المدينة فى قولهم" كان رسول الله يتوضأ من الليل إلى الليل ، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة ، ومعي الطهور" ومرة كان فى مكة فى قولهم"كنت مع رسول الله (ص)، فجاء رجل من جبال مكة " الثانى أن النبى(ص ) مرة كان فى الطرق فى قولهم "فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة ، ومعي الطهور" ومرة كان فى المسجد فى قولهم"أن رسول الله (ص)كان في المسجد ، فسمع كلاما من ورائه" وهو تناقض واضح
  3. نقد كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة الكتاب من تأليف عبد الرحمن بن ناصر السعدي وهو يدور حول السعادة الدنيوية وكيفية تحقيقها وفى هذا قال المؤلف "أما بعد:فإن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم، فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً." بداية عنوان الحياة السعيدة عنوان خيالى فالسعادة المستمرة تكون فى الجنة كما قال تعالى ""وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها" وقال "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" وأما في الدنيا فالسعادة مجرد سويعات وحياة المؤمن هى ما بين الخوف والأمن كما قال تعالى : "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا" حياة المؤمن الآمنة وليست السعيدة هى عند التمكين للمسلمين في الأرض فساعتها سيضمن كل مسلم ان يعيش آمنا حيث لا يعاقب على إسلامه وأما سعادته فليست مضمونه بسبب الابتلاءات بالشر كما قال تعالى" ونبلوكم بالشر والخير فتنة" وقد أصاب النبى (ص) والمؤمنين في أول الهجرة الجوع ونقص لأموال والثمرات وفى هذا قال تعالى : "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" واستهل الرجل كتابه بالقول أن أساس الحياة السعيدة هو الإيمان والعمل الصالح فقال: "فصل 1-وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها هو الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القراروسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان. - يتلقون المحاب والمسار بقبول لها، وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع، فإذا استعملوها على هذا الوجه. أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين، أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هذه ثمراتها. - لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة، والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمور عظيمة تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبر النبي (ص)عن هذا في الحديث الصحيح أنه قال: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" فأخبر (ص)أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر فيتفاوتان تفاوتاً عظيماً في تلقيها، وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما، فيحدث له السرور والابتهاج، وزوال الهم والغم، والقلق، وضيق الصدر، وشقاء الحياة وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار. والآخر يتلقى المحاب بأشرٍ وبطرٍ وطغيان. فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع، ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب، بل مشتته من جهات عديدة، مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته، ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالباً، ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى، قد تحصل وقد لا تحصل، وإن حصلت على الفرض والتقدير فهو أيضاً قلق من الجهات المذكورة ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر، فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة، ومن الأمراض الفكرية والعصبية، ومن الخوف الذي قد يصل به إلى أسوأ الحالات وأفظع المزعجات، لأنه لا يرجو ثواباً ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه وكل هذا مشاهد بالتجربة، ومثل واحد من هذا النوع، إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس، رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه، وبين من لم يكن كذلك، وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله، وبما آتى العباد من فضله وكرمه المتنوع فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر، أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها، فإنه - بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له - يكون قرير العين، لا يتطلب بقلبه أمراً لم يقدر له، ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه، وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية، إذا لم يؤت القناعة كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان، إذا ابتلي بشيء من الفقر، أو فقد بعض المطالب الدنيوية، تجده في غاية التعاسة والشقاء ومثل آخر: إذا حدثت أسباب الخوف، وألمت بالإنسان المزعجات، تجد صحيح الإيمان ثابت القلب، مطمئن النفس، متمكناً من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما في وسعه من فكر وقول وعمل، قد وطن نفسه لهذا المزعج الملم، وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال إذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره، وتوترت أعصابه، وتشتت أفكاره وداخله الخوف والرعب، واجتمع عليه الخوف الخارجي، والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه، وهذا النوع من الناس إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية التي تحتاج إلى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترت أعصابهم، وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر، خصوصاً في المحال الحرجة، والأحوال المحزنة المزعجة. فالبر والفاجر، والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية، وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها، ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه، واحتسابه لثوابه ـ أموراً تزداد بها شجاعته، وتخفف عنه وطأة الخوف، وتهون عليه المصاعب، كما قال تعالى: { إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ }. ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف. وقال تعالى { وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }" نلاحظ هنا أن الرجل ناقض عنوان الكتاب حيث ذكر فى الفقرة أن المؤمن فى الدنيا معرض للمضار والمكاره فى قوله "ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة" وقوله عن عدم اغتمام وخوف وحزن المسلم "هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما، فيحدث له السرور والابتهاج، وزوال الهم والغم، والقلق، وضيق الصدر، وشقاء الحياة وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار. والآخر يتلقى المحاب بأشرٍ وبطرٍ وطغيان" خطأ فالمؤمن يخاف ويحزن ويغتم كما قال تعالى " وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"ونجد واحد كالصديق حزن فقال الرسول(ص) له" لا تحزن إن الله معنا" والمجاهدون الذين لم يجدوا وسيلة للذهاب للجهاد بكوا وحزنوا كما قال تعالى "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون" وقطعا لما كان الإيمان والعمل الصالح هم الأساس فكل ما ذكره الرجل من وسائل داخل فيهم وليس متعدد كما ذكر الوسائل التالية: "2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف، وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى: { لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه. والخير يجلب الخير، ويدفع الشر. وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً ومن جملة الأجر العظيم: زوال الهم والغم والأكدار ونحوها." يجب أن نسلم بشىء وهوأن حياة المسلم فى مجتمع لا يحكم بحكم الله غير حياته فى مجتمع يحكم بحكم الله فالنبى(ص) والمؤمنون فى المجتمع المكى الكافر كانوا يعانون من الأحزان مع طاعتهم لله وإحسانهم للكفار حتى قال الله لنبيه(ص) أكثر من مرة " لا تحزن" فالمسلم يكون غير آمن فى هذا المجتمع فهو عرضة لتعذيبه وعرضة لأخذ ماله وانتهاك عرضه والطرد من داره وغير ذلك من أنواع الظلم وأما فى المجتمع الممكن فيه لحكم الله فهو آمن لا يخشى شيئا ثم حدثنا السعدى عن كيفية تلافى القلق وهو الاشتغال بعمل نافع فقال: "فصل 3.ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه. وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطه، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره. ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله، فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار، فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع (نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته)وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم." قطعا هو يتكلم عن المجتمع الذى لا يحكم بحكم الله فالمؤمن فى المجتمع الآمن لن يخاف أنه عمل صالحا لأنه سيجد العدل فلن يحاكمه أحد على صلاحه سيذهب للشكوى للمؤمنين الآخرين ومهما عمل المسلم من أعمال نافعة تشغله عن المكدرات في مجتمعاتنا فإنه سيظل خائفا طالما استمر سبب المكدر ثم قال : "4.ومما يدفع به الهم والقلق: اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي، ولهذا استعاذ النبي (ص)من الهم والحزن فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل، فعلى العبد أن يكون ابن يومه، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن والنبي (ص)إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله. والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك، كما قال (ص)"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" فجمع (ص)بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال. والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة، ومشاهدة قضاء الله وقدره وجعل الأمور قسمين: قسماً يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده وقسماً لا يمكن فيه ذلك، فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم، ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم." ورقم3 يشبه رقم4 فى الانشغال بالعمل اليومى الصالح عن المكدرات وهى الهموم والغموم ثم قال : "فصل 5.ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته: الإكثار من ذكر الله، فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته، وزوال همه وغمه، قال تعالى: { أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره.ط قطعا ذكر الله الكلامى ليس هو المطلوب فالمطلوب الذى يطمئن القلب هو طاعة أحكام الله وذكر الله الكلامى لم يطلبه الله فى كتابه فهو تضييع لوقت وجهد المؤمن ثم بين الوسيلة التالية التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة وهى : "6.وكذلك التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا. فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه - التي لا يحصى لها عد ولا حساب - وبين ما أصابه من مكروه، لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد، وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم، هانت وطأتها، وخفت مؤنتها، وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضى، يدع الأشياء المرة حلوة فتنسيه حلاوةُ أجرها مرارة صبرها." والتحدث بنعمة الله لا يعنى تعديد النعم كالعام والشراب والعيال والمال وإنما قوله تعالى "وأما بنعمة ربك فحدث" يعنى الدعوة إلى الله أى تبليغ الوحى فنعمة الله هى الوحى ثم آتانا السعدى بكلام الغرض منه تمكين الدنيا للحكام فقال: "7.ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي (ص)في الحديث الصحيح حيث قال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل رآه يفوق جمعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال، فيزول قلقه وهمه وغمه، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها. وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى ربه قد أعطاه خيراً ودفع عنه شروراً متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب الفرح والسرور." الرواية عن الرسول(ص) تخالف كتاب الله فالله طالبنا بمنع الظلم ومن فوقنا ظلمونا وظلموا من تحتنا عندما أخذوا بعض حقوقهم أو كلها ومن تحتنا سكتوا على الظلم فرضوا بالفقر الذى لم يشرعه الله حيث أنه وزع المال وهو الأقوات بالسواء وهو العدل بين الكل فقال" وقدر فيها أقواتها فى أربعة ايام سواء للسائلين" فلم يجعل الله الناس أغنياء وفقراء وإنما جعلهم سواء وهو ما ينبغى تغييره وهذه النظرة هى سباب ضياع حكم الله لأنها تكرس الظلم ثم حدثنا عن السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور فقال: "فصل 8.ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته. فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها، ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه، واطمأن إليه في ذلك، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله، وزال عنه همه وقلقه" السعى لأسباب السرور وإزالى الغم يتعارض مع الوسيلة السابقة وهى عدم النظرة لمن فوق والنظرة لمن تحت فغزالة أسباب الغم يتطلب رفع الظلم وهو ما يعنى حتمية إزالة الطبقة الحاكمة الظالمة التى استولت على السلطة والثروة ووزعتها حسب الأهواء وهو ما طلب الله به فى قوله " ولا تركنوا غلى الذين ظلموا فتمسكم النار" ثم قال عن أهمية الدعاء فى إزالة الغم: "9-ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي (ص)يدعو به: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر" وكذلك قوله: "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحاً وسروراً." قطعا الدعاء لن يرفع ظلما فلابد من العمل الصالح لابد من العمل لإزالة الظلم المؤدى لتلك الهموم والغموم والدعاء ليس مضمونا لأنه متوقف على ما قدره الله وهو إما استجابة وإما رفض كما قال تعالى: "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء" ثم بين الرجل أن على المؤمن السعى في تحفيف آثار الكارثة الملمة به فقال: "فصل 10.ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل على العبد شئ من النكبات: أن يسعى في تخفيفها بأن يقّدِر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن على ذلك نفسه، فإذا فعل ذلك فليسع إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان، فبهذا التوطين وبهذا السعي النافع، تزول همومه وغمومه، ويكون بذل ذلك السعي في جلب المنافع، وفد دفع المضار الميسورة للعبد. فإذا حلت به أسباب الخوف، وأسباب الأسقام، وأسباب الفقر والعدم لما يحبه من المحبوبات المتنوعة، فليتلق ذلك بطمأنينة وتوطين للنفس عليها، بل على أشد ما يمكن منها، فإن توطين النفس على احتمال المكاره، يهونها ويزيل شدتها، وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب مقدوره، فيجتمع في حقه توطين النفس مع السعي النافع الذي يشغل عن الاهتمام بالمصائب، ويجاهد نفسه على تجديد قوة المقاومة للمكاره، مع اعتماده في ذلك على الله وحسن الثقة به ولا ريب أن لهذه الأمور فائدتها العظمى في حصول السرور وانشراح الصدور، مع ما يؤمله العبد من الثواب العاجل والآجل، وهذا مشاهد مجرب، ووقائعه ممن جربه كثيرة جداً." قطعا السعى فى التخفيف من آثار المصيبة لا يعنى تقدير أسوأ الاحتمالات وإنما تقدير أسوأ الاحتمالات يكون قبل الكارثة أو المصيبة وكذلك توطين النفس على تحمل المصائب يكون قبلها وقال السعدى عن الوسيلةالتالية وهى قوة القلب فقال: "فصل 11.ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية، بل وأيضاً للأمراض البدنية: قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة. والغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة" وقطعا قوة القلب هى نفسها الوسيلة العاشرة وهى تقدير أسوا الاحتمالات والعمل على تخفيف المصيبة وأما رقم12 فهى ليست وسيلة لأنها اندفاع الهموم وإنما نتيجة مترتبة على قوة القلب وفيها قال : "12.ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة، وكم أثَّرت هذه الأمور على قلوب كثيرين من الأقوياء، فضلاً عن الضعفاء، وكم أدت إلى الحمق والجنون، والمعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب، الدافعة لقلقه، قال تعالى: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام، ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس، ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له، ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده، فيزول همه وقلقه، ويتبدل عسره يسراً، وترحه فرحاً وخوفه أمناً، فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته، وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير| ثم أدخلنا الرجل فى موضوعات أخرى وهى العلاقة الزوجية فقال: "فصل 13- وفي قول النبي (ص) "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر" فائدتان عظيمتان:إحداهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل، وكل من بينك وبينه علاقة واتصال، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فإذا وجدت ذلك، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة، بتذكر ما فيه من المحاسن، والمقاصد الخاصة والعامة، وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن، تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك. الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء، والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة: وحصول الراحة بين الطرفين، ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي (ص)- بل عكس القضية فلحظ المساوئ، وعمي عن المحاسن-، فلابد أن يقلق، ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة، ويتقطع كثير من الحقوق التي على كلٍ منهما المحافظة عليها وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة. لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون، ويتكدر الصفاء، والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار، وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم، فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير. ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحاً." قطعا الهموم الزوجية لا تنقطع طوال الحياة سواء من المؤمن أو المؤمنة سواء أحبوا بعضهم أم كرهوا خاصة فى المجتمعات التى لا تحكم بحكم الله لأن غالب مشاكلهمنتيجة عدم توافر الموال الالازمة للحياةالكريمة حيث أن الحكام ومن معهم يعملون دوما على أن ينقصوا من رواتب ومعاشات أكثرية الشعب حتى يظل فى مشاكل تشغله عن النظر إلى كراسى الحكم ومن ثم يظلون يسعون وراء الرزق لاطعام العيال ولا يفكرون فى شىء مع ان الحل سهل وهو إزالة الحكام لو اجتمع هؤلاء المهمومون ولكنهم نتيجة الخوف يلجئون لتعذيب أنفسهم بالكدح طوال الحياة فهم يخافون من تعذيب الحكام لهم أو سجنهم أو التعرض لهم بالأذى ثم بين ان على المؤمن ألا يجعل الهم يسيطر على كل وقته فقال: "فصل 14.العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جداً، فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة، فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهباً للهموم والأكدار، ولا فرق في هذا بين البر والفاجر، ولكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف الحظ الأوفر، والنصيب النافع العاجل والآجل." ثم بين أن عليه أن يقارن بين المصيبة وبين ما أعطاه الله من النعم فقال : "15.وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه، فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم، واضمحلال ما أصابه من المكاره وكذلك يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه، وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة منها فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية وبذلك يزول همه وخوفه، ويقدر أعظم ما يكون من الاحتمالات التي يمكن أن تصيبه، فيوطن نفسه لحدوثها إن حدثت، ويسعى في دفع ما لم يقع منها وفي رفع ما وقع أو تخفيفه." قطعا المقارنة لا تفيد فى شىء وإنما المفيد العمل على التخفيف من آثارالمصيبة أو إزالة لآثار نهائيا فمثلا مصيبة المرض لا فائدة من مقارنتها بشىء وإنما الفائدة هى البحث عن علاج والاستمرار فيه حتى يزول المرض أويتم تخفيف آلامه إلى أقل حد ممكن ثم بين أن ظلم الأخرين للمؤمن هو أذى لهم قبل أن يكون أذى للمؤمن وفى هذا قال : "16.ومن الأمور النافعة أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصاً في الأقوال السيئة، لا تضرك بل تضرهم، إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها، وسوغت لها أن تملك مشاعرك، فعند ذلك تضرك كما ضرتهم، فإن أنت لم تضع لها بالاً لم تضرك شيئاً." وهذا الكلام هو استسلام فهو جائز عند الظلم مرة أو اثنين وأما عند تكرار الظلم فالواجب هو دفعه كما قال تعالى " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" ثم قال: "17.واعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكاراً فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة وإلا فالأمر بالعكس." لا يوجد فى الإسلام شىء اسمه دين ودنيا لأن الدين هو من ينظم الدنيا فالنفع هومن الدين والدنيا ركوبة نستخدمها للصلاح أو الافساد ثم قال : "18.ومن أنفع الأمور لطرد الهم أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله، فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق، فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله. فلا تبال بشكر من أنعمت عليه، كما قال تعالى في حق خواص خلقه { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا } ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوة اتصالك بهم فمتى وطنت نفسك على إلقاء الشر عنهم، فقد أرحت واسترحت، ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك، وتعود على أدراجك خائباً من حصول الفضيلة، حيث سلكت الطريق الملتوي، وهذا من الحكمة، وأن تتخذ من الأمور الكَدِرَة أموراً صافية حلوة وبذلك يزيد صفاء اللذات، وتزول الأكدار." قطعا المؤمن لا يطلب الشكر وهو الأجر على العمل الصالح سوى من الله وكرر الرجل فى 19 عمل الأمور النافعة وهو ما ذكره قبلا فى رقم 2 ورقم 3 على وجه الخصوص فقال" 19.اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمة." ومن ذلك قوله فى رقم 3" الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة" وكرر فى 20 ما سبق قوله فى رقم4 فقال : "20.ومن الأمور النافعة حسم الأعمال في الحال، والتفرغ في المستقبل، لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة، وانضافت إليها الأعمال اللاحقة، فتشتد وطأتها، فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل." ومن ذلك قوله فى رقم4 " اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل" وكذلك كرر ما فى رقمى3 و4فى 21 حيث قال : "21.وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، فما ندم من استشار، وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين."
  4. نقد رسالة فقهية في النجاسات عند الإمامية الكتاب تأليف محمد علي الحسيني وهى تدور حول النجاسات الجسدية والنفسية وهى متعلقة غالبا بالجسدية وفى هذا قال الحسينى: "وبعد :فإن هذه هي الرسالة الثانية من رسائلنا الفقهية التي بدأناها بغسل الجمعة ، وأتبعناها بهذه الرّسالة «النجاسات عند الإماميّة » حيث عرّفنا النجاسة ، وعدّدنا النجاسات التي نصّت عليها الشريعة السمحاء في الكتاب الكريم والسنّة الشريفة وروايات المعصومين ، وبطريقة علمية استدلالية ،وأضفنا آراء العلماء ء فيها وقصدنا من ذلك ، بل الفائدة المرجوّة هي التعرف علي النجاسات التي حدّدتها الشريعة بطريقة إستدلالية علمية " استهل الحسينى الكتاب بتعريف النجاسة فقال: "تعريف النجاسة: النجاسة لغة : يقال : نَجُس َ ينجُس ـ بضم عينه في الماضي والمستقبل ـ نجاسة ، بمعني قذر يقذر قذارة سواء كانت القذارة حسية كما في عذرة الإنسان ، أو معنوية كنجاسة الكافر لسوء عقيدته وقد يوصف بالمصدر فيقال : فلان نجَس ُ، وهو في هذه الحالة لا يغيّر، فيرد هكذا للجمع والمؤنث ، تقول : هم نجس ، وهن نَجَس ٌ، وهما نَجَس ٌ» ومنه ما جإ في قوله تعالي http://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gifيَا اَيُّهَا الَّذِين َ آمَنُوا إنَّمَا الْمُشْرِكُون َ نَجَس ٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَام َ بَعْدَ عَامِهِم ْ هَذَا وَ إن ْ خِفْتُم ْ عَيْلَة ً فَسَوْف َيُغْنِيكُم ُ الله ُ مِن ْ فَضْلِه ِ إن ْ شَاء أن الله َ عَلِيم ٌ حَكِيم ٌ ) النجاسة إصطلاحاً: كل مستقذر شرعاً، أي ما استقذره الشرع وإن لم يستقذره الناس " وصف النجاسة بالاستقذار غير موجود فى الشرع لكونها مخلوق من مخلوقات الله لم يصفها بهذا الوصف والنجاسة هى ما ينقض الطهارة وهى المبينة فى قوله تعالى: "يا أيها الذين أمنوا إذا أقمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم فى الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم" وهى هنا : 1-الجنابة وهى عملية الجماع بأفعالها المختلفة من تقبيل وتحسيس ودعك وقذف وغير هذا 2-المرض 3- المجىء من السفر 4- الغائط وهو يعنى البول والبراز والريح 5- ملامسة النساء وهو مس جلد المرأة للرجل دون شهوة فكل هذا هى أسباب التطهر ثم تناول الحسينى تقسيم النجاسة فقال: "تقسيم النجاسة: القذارة التي اعتبرها الشارع المقدس نجاسة تتنوع إلى: مادية ومعنوية 1 نجاسة خبثية ، وهي المادية 2 نجاسة حدثية ، وهي المعنوية والنجاسة الخبثية قسمان : أصلية وعرضية 1 النجاسة الأصلية : هي الأعيان النجسة بطبيعتها ومن أصلها، كالدم والمني والخنزير البرِّي 2 النجاسة العرضية : بعكس الأصلية ؛ فإنّها طاهرة في أصلها وبطبيعتها، ولكن عرضت لها النجاسة وطرأت عليها بسبب شىء خارج عن ذاتها وطبيعتها، كنجاسة المسلم حين موته وقبل تغسيله " الخطأ وجود نجاسة بطبيعتها كالخنزير والدم فالله لم يقل الله ان تلك المخلوقات نجسة الشىء الوحيد الذى وصف بالنجاسة هو المشرك وهو الكافر فى قوله تعالى "إنما المشركون نجس" وقد وصف الله مخلوقاته بالحسن فقال "الذى أحسن كل شىء خلقه" ثم بين الحسينى أن الأعيان التى توصف بالنجاسة عشر فقال: "الأعيان النجسة: الأعيان النجسة التي اشتهرت بين الفقهاء عشرة ،هي : 1 البول 2 الغائظ 3 المني 4 الدم 5 الميتة 6 الكلب 7 الخنزير 8 الكافر 9 المسكر 10 عرق الإبل الجلالة هذا الإجمال وسنبدأ بالتفصيل والتبيين لحكم كل ِّنجاسة النجاسات" وكما سبق القول لم يصف الله شىء بالنجاسة سوى الكافر ومن ثم فإطلاق الاسم على التسعة الأخرين هو إطلاق بشرى وليس إلهى والاسم الذى قد يكون قريبا من الصحة هو خوارج الجسم أى زوائد الجسم التى تنطلق منه التى ليست طعاما للغير ثم قال الحسينى: "سوف نتعرَّض للنجاسات بشكل تفصيلي : 1 البول : هو سائل من الفضلات الإيضية أو الاستقلابية ،(وفيه ) بعض المواد الاُخر السَّامة يتكون في الكليتين بوصفه حصيلة لتنقيتهما من الشوائب ، حتي إذا أفرزتاه جري في الحالبين إلى المثانة حيث يختزن مؤقتاً، ليدفع بعد ذلك بين فترة وأُخري إلى الإحليل أو مجري البول ، ليطرح من ثم ّ خارج الجسم » والبول نجس من كل إنسان ، ومن الحيوان الذي لا يؤكل لحمه بشرط أن يكون الحيوان ذو نفس سائلة الدليل : أ الروايات الدالة علي نجاسة بول الإنسان : كصحيحة محمد بن عن أحدهما : «سألته عن البول يصيب الثوب ، فقال : اغسله مرتين » وهي ظاهرة في وجوب غسل الثوب من بول الإنسان بلا فرق بين الكبير والصغير نعم هناك كلام حول الرضيع ، فظن بعض ٌ ـ كآبن الجنيد ـ طهارة بوله مالم يأكل اللحم واحتج بما رواه السكوني عن جعفر بن أبيه : «أن علياً قال : لبن الجارية وبولها يغسل منه الثوب قبل أن تطعم ، لأن لبنها يخرج من مثانة أُمّها، ولبن الغلام لا يغسل منه الثوب ولا من بوله قبل أن يطعم لان لبن الغلام يمزج من العضدين والمنكبين » والجواب : هو أن النجاسات تتفاوت ، وتقبل الشدة والضعف ، فجاز أن يكون بول الرضيع ضعيف النجاسة ،فنحمل الرواية علي عدم اعتبار الغسل المعتبر في بول البالغ ، لا علي طهارة بول الرضيع ؛ لما تقدم وللأصل المقطوع بالدليل والروايات الدالة علي نجاسة بول ما لا يؤكل لحمه كصحيحة عبد الله بن سنان : قال أبو عبد الله : «إغسل ثوبك من أبوال ما لا يؤكل لحمه » وهو يعني وجوب تطهير بول ما لا يؤكل لحمه لانّه نجس وأمَّا بشرط النجاسة أن يكون الحيوان له نفس سائلة ؛فلأن الحيوان الذي له نفس سائلة فلا إشكال في طهارة بدنه ، لما ذهب إليه المشهور ؛ وللروايات كموثَّقة خوص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه : قال :«لا يفسد الماء إلاّ ما كانت له نفس سائلة » فقد دلت بإطلاقها عل عدم تنجُّس الماء ببول ما لا نفس له ،ولا بدمه ، ولا بهيمته ، ممّا يوجب نجاسة الماء إذا كانت له نفس سائلة ، بلا فرق في ذلك بين أن يكون له لحم أم لم يكن ب والدليل الآخر علي نجاسة بول الإنسان والحيوان المأكول اللحم ، وغير ذي نفس سائلة ، الإجماع ُ قال صاحب المستمسك السيّد الحكيم :«إجماعاً في الجملة حكاه جماعة كثيرة ، وفي بعض الكلمات : إنَّه إجماع علماء الإسلام » قال صاحب التنقيح السيد الخوئي : «لا كلام ولا خلاف في نجاسة البول من كل ِّ حيوان لا يؤكل لحمه ، بل كادت أن تكون ضرورية عند المسلمين في الجملة » قال صاحب المهذّب السيد السبزواري :«فيدل عليه إجماع المسلمين وضرورة المذهب ، بل الدين » وقال صاحب الرياض السيد علي الطباطبائي :«بإجماع العلماء كافة كما عن المعتبر والمنتهي والغني » وتعتبر هنا مسألة هي «بول الطيور وذرقها» ذهب المشهور إلى نجاسة ما لا يؤكل لحمه منها تمسكاً بصحيحة ابن سنان المتقدمة ، وذهب آخرون منهم الشيخ في المبسوط وابن عقيل وابن بابويه وجملة من المنافرين وأيضاً السيد الخوئي والسيد الإمام الخميني والسيِّد محمد سعيد الحكيم والسيد فقيه الشيعة بطهارة بول الطيور وخرئها مطلقاً واستدلُّوا بموثقة أبي بصير عن أبي عبد الله : قال :«كل شىء يطير فلا بأس ببوله وخرته » والمسألة لا تخلو من نظر " البول فى آية الوضوء هو خاص بالإنسان لقوله "أو جاء أحد منكم من الغائط" ومن ثم فالكلام عن بول الحيوانات هو عملية قياسية من البشر والقياس يوجب إما الغسل من الكل وإما لا غسل ثم قال : "2- الغائط : وهو يطلق علي البراز الذي هو المواد المطرودة من الأمعاء التي تبرز وتخرج نتيجة الهضم من فتحة شرج الإنسان والحيوان فعرف ما يخرج من الإنسان بالغائط ، وما يخرج من الحيوان «بعر» لذي الخُف ّ و «الروث » لذي الحافر و «ذرق »للطيور ولكن َّ الفقهاء اطلقوا علي الجميع كلمة الغائط تغليباً الدليل : أ الإجماع في حكم الغائط كحكم البول من دون فصل ، كما عن (الناصريات والمدارك والذهبي ) والرياض والجواهر والتنقيح والمستمسك والمهذب ب الروايات الدالة علي ذلك أما بالنسبة لغائط الإنسان فلخبر عمار عن أبي عبدالله : «إنّما عليه أن يغسل ما ظهر منها ـ يعني المقعد ـوليس عله أن يغسل باطنها» وخبر الحلبي عن أبي عبدالله «في الرجل يطأ في العذرة أو البول أيُعيد الوضوء؟قال : لا، ولكن يغسل ما أصابه » ويستدل منهما علي نجاسة غائط الإنسان أمَّا غائط الحيوان فلصحيحة عبد الرحمن عن أبي عبد الله : «عن رجل يصلِّي وفي ثوبه عذرة من إنسان أوسِنّور أو كلب ، أيعيد صلاته ؟ قال : إن كان لم يعلم فلا يعيد» ومفهومها أنه يعيد الصلاة مع علمه ، لأن العذرة المذكورة من النجاسات وكذا في غيرها من الروايات " الغائط لا يعنى البراز بل يعنى البول والبراز والريح وهو ما يخرج من الإنسان لقوله "أو جاء أحد منكم من الغائط" ومن ثم فبراز الحيوانات هو أمر قياسى بشرى وليس أمرا منصوصا عليه ثم قال : "3 المني : ـ علمياً ـ عند الرجل : هو سائل لزج أبيض معني اصفرارٍ ضعيف ٍ، له رائحة خاصة مميزة ، تزيد بالحرارة أوالغسل بالماء الدافي وأمَّا عند المرأة فالاغلب فيها الرقّة والصُّفرة الدليل : 1 الروايات الدالة علي نجاسة المني كحسنة الحلبي عن أبي عبد الله : «إذا أحتلم الرجل فأصاب ثوبه شىءفليغسل الذي أصابه »ولصحيحة محمد بن مسلم في حديث : «في المنّي يصيب الثوب قال : إن عرفت مكانه فاغسله ، وإن خفي عليك فاغسله كلّه » فيستدل علي نجاسته في الإنسان من خلال أمر الإمام بوجوب غسل المكان الذي اصابه المني ، أي نجاسة المني هذا بالنسبة لمني الإنسان وأمّا مني الحيوان صاحب النفس السائلة سواء كان محلّل الاكل أو محرم الاكل ، فيدل ُّ علي نجاسته صحيحة محمد بن مسلم عن أبي عبد الله قال «ذكر المني وشدده وجعله أشد من البول » أي أن َّحكم النجاسة ثابت للمني مطلقاً، مع قطع النظر عن الإضافة إلى الإنسان أو الحيوان ويقارن الرواية بالإجماع الآتي ب الإجماع : قال صاحب الرياض : «إجماع الطائفة كما عن ظاهر المنتهي وصريح التذكرة والمدارك والذخيرة » قال صاحب المستمسك :«إجماعاً، حكاه جماعة كثيرة من القدماء والمتأخرين ومتأخريهم » صاحب المهذّب :«من ضروريات فقه الإمامية ، إن لم يكن من مذهبهم الإجماع القطعي » صاحب التنقيح :«مما قامت عليه ضرورة الإسلام ولم يخالف فيه أحد من أصحابنا» " الدليل فى القرآن واضح ويغنى عن الروايات وهو "وإن كنتم جنبا فاطهروا" ثم قال: "4- الدم : ـ علمياً ـ «سائل أحمر يجري في الحيوان الفقاري وشرايينه وأوردته واوعيته الشعرية ، حاملاً الغذاء والاوكسجين إلى جميع أجزاء الجسم ، وناقلاً منها ضروب الفضلات والنفايات إلى أعضاء الإخراج » والدم نجس إذا كان ممَّا له نفس سائلة إنساناً أو غيره الدليل : أ القرآن الكريم ، في قوله تعالي http://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gifقُل ْ لاَ أجِدُ فِي مَا اُوحِي َ إلى مُحَرَّمًا عَلَي طَاعِم ٍيَطْعَمُه ُ إلاَّ أن ْ يَكُون َ مَيْتَة ً اَوْ دَمًا مَسْفُوحًا اَوْ لَحْم َ خِنْزِيرٍ فَإنَّه ُرِجْس ٌ أوْ فِسْقًا اُهِل َّ لِغَيْرِ الله ِ بِه ِ فَمَن ِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ ٍ وَ لاَ عَادٍ فَإن رَبَّك َ غَفُورٌ رَحِيم ٌ) فالآية تدل علي نجاسة أشياء منها الدم ب الروايات الدالة علي نجاسة الدم ، منها: صحيحة إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله : «قال في الدم يكون في الثوب : إن كان أقل من قدر الدرهم فلا يعيد الصلاة ، وإن كان أكثر من قدر الدرهم وكان رآه فلم يغسله حتي صلَّي فليُعد صلاته » فتدل علي نجاسة عموم الدم ،ونستدل بتقييد نجاسة دم ماله نفس ٌ سائلة بخبر عبد الله بن أبي يعفور: قلت لابي عبد الله : «ما تقول في دم البراغيث ؛ قال : ليس به بأس ، قلت : إنّه يكثر ويتفاحش ، قال :وإن كثر» وخبر السَّكوني عن جعفر عن أبيه : إن َّعلياً كان لا يري بأساً بدم ما لم يُذك يكون في الثوب فيصلي فيه الرجل ، يعني دم السمك » بنإ علي أن مالم يُذك أي غير قابل للتذكية هو الذي لا نفس له سائلة ج الإجماع علي نجاسة الدم من كل ِّ حيوان له نفس سائلة :قال صاحب الرياض : «الإجماع عن المعتبر والمنتهي والتذكرة ، وهو حجة فيه مع النصوص بضميمته » قال صاحب المستمسك :«إجماعاً، صريحاً وظاهراً، محكياً عن جماعة كثيرة » قال صاحب المهذِّب : «إجماعاً من المسلمين ، بل ضرورة من الدين »" الدم العادى ليس ناقضا للطهارة وإنما هو ما ينزل من سوائل الحيض لقوله تعالى: ""ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم" فهنا يتوجب الطهارة مما نسميه دم الحيض وأما الدم المسفوح فليس دم الإنسان في آية محرمات الأكل وإنما هو دم الحيوانات فاآ’ية لا تتحدث عن نواقض الطهارة وإنما على الطعام لقوله "مُحَرَّمًا عَلَي طَاعِم ٍيَطْعَمُه" ومن ثم لا يجوز الاستدلال بها على الطهارة ثم قال : "5- الميتة : الميتة نجاسة من كل ِّ ماله دم سائل ، حلالاً كان أو حراماً الدليل : أمَّا في الإنسان فللأخبار منها: حسنة الحلبي عن أبي عبد الله : «سألته علي الرجل يُصيب ثوبُه جسد الميت فقال : يغسل ما أصاب الثوب » وخبر إبراهيم بن ميمون عن أبي عبد الله : «سألت أبا عبد الله عن رجل يقع ثوبه علي جسد الميت فقال :إن كان غُسّل الميت فلا تغسل ما أصاب ثوبك منه وان كان لم يُغسّل فاغسل ما أصاب ثوبك ، منه » وأمَّا ميتة الحيوان فللأخبار أيضاً، وهي كثيرة منها:خبر حفص بن غياث عن أبي عبد الله : «لا يُفسد الماء إلا ما كانت له نفس سائلة »ومُوثَّق عمَّار عن أبي عبد الله : «سُئل عن الخنفساء والذباب والجراد والنملة وما أشبه ذلك ، يموت في البئر والزيت والسمن وشبهه ، قال : كل ُّ ما ليس له دم فلا بأس » والدليل الآخر علي نجاسة الميتة الإجماع كما عن صاحب الرياض : «إجماعاً كما عن الخلاف والمعتبر والمنتهي والتذكرة والشهيدين وابن زهرة وهو الجهة فيه » " قطعا الميتة ليست من نواقض الطهارة فالمحرم فيها هو الكل لقوله تعالى "قُل ْ لاَ أجِدُ فِي مَا اُوحِي َ إلى مُحَرَّمًا عَلَي طَاعِم ٍيَطْعَمُه ُ إلاَّ أن ْ يَكُون َ مَيْتَة" وحتى الإنسان الميت لم يقل الله أنه نجس ثم قال : "6- الكلب البري : وهو الحيوان الثديي المعروف ، وينتمي إلى فصيلة الكلبيات التي تشمل الكلاب والذئاب والثعالب وغيرها الدليل : ضرورة من الفقه إن لم يكن من المذهب ، والنصوص المستفيضة إن لم تكن متواترة وهي : في الصحيح عن الإمام الصادق : «إن أصاب ثوبك من الكلب رطوبة فاغسله ، وإن مسَّه جافاً فأصبب عليه الماء»وعنه أيضاً في الكلب : «رجس نجس » وعنه : «عن الكلب يصيب شيئاً من جسد الرجل ،قال : يغسل المكان الذي أصابه » والإجماع" لم يذكر الله الكلاب ضمن أسباب الوضوء فقد كان مثلا أهل الكهف معهم كلب ولو كانوا يعلمون أنه ينقض الوضوء ما أخذوه معهم ثم قال : "7- الخنزير البري : وهو حيوان ثديي من تربة مزدوجات الاصابع الدليل : القرآن الكريم : (اأوْ لَحْم َ خِنْزِيرٍ) فهو نجس بلا خلاف ، مضافاً إلى النص ّ الصحيح عن أبي جعفر و «عن خنزير شرب مإ من إنإ كيف يصنع به ؟ قال : «يغسل سبع مرات » وخبر خيران الخادم : كتبت إلى الرجل : أسأله عن الثوب يصيبه الخمر ولحم الخنزير أيصلّي فيه أم لا؟فأن أصحابنا اختلفوا فيه ، فقال بعضهم : صل ِّ فيه فإن الله إنَّما حرّم شربها، وقال بعضهم : لا تصل ِّ فيه ، فكتب :لا تصل ِّ فيه فإنّه رجس » أمّا الدليل علي حصر نجاسة الكلب والخنزير البرِّيان ،لتبادر الأخبار المتقدِّمة علي البرِّيان " الخنزير محرم لحمه وليس ناقضا للوضوء فيما استدل به الحسينى حيث تقول الآية "قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير" فالحرمة هنا طعامية وليست حرمه لمسه ثم قال: " الكافر غير الكتابي : والكتابي هو من له كتاب سماوي ٌّ كاليهود والنصاري فهو طاهر الدليل : قوله تعالي : ( يَا اَيُّهَا الَّذِين َ آمَنُوا إنَّمَا الْمُشْرِكُون َنَجَس ٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَام َ بَعْدَ عَامِهِم ْ هَذَا وَ إن ْ خِفْتُم ْعَيْلَة ً فَسَوْف َ يُغْنِيكُم ُ الله ُ مِن ْ فَضْلِه ِ إن ْ شَإ أن الله َ عَلِيم ٌحَكِيم ٌ) والإجماعات المستفيضة في الرياض والناصريات والانتصار والسرائر والغنية والمنتهي والتذكرة" الكفار حاليا حتى اليهود والنصارى مشركون لأنهم يطيعون غير الله لعدم وجود الإنجيل والتوراة الحقيقيين وحتى فى أيام النبى(ص) كانوا مشركين لو أطاعوا دينهم كله إلا ألمر الخاص بالإيمان بمحمد(ص) لأنهم لم يطيعوا أمر الله فى الإيمان وأطاعوا أحد غير الله فيه ومن ثم فهم مشركون ومن ثم فالنجاسة وهى معنوية هنا نجاسة كل كافر وملامستهم جسديا لا تنقض الوضوء لعدم ذكرها فى آية الوضوء والطهارة ثم قال : "9- المسكر المائع بالأصالة : الدليل :قوله تعالي : (يَا اَيُّهَا الَّذِين َ آمَنُوا إنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَالاَنْصَاب ُ وَ الاَزْلاَم ُ رِجْس ٌ مِن ْ عَمَل ِ الشَّيْطَان ِ فَاجْتَنِبُوه ُلَعَلَّكُم ْ تُفْلِحُون َ) والروايات كموَّثقة عمَّار عن أبي عبد الله قال : «لاتصل ِّ في بيت فيه خمر ولا مسكر ؛ لأن الملائكة لا تدخله ،ولا تصل ِّ في ثوب قد أصابه خمر أو مسكر حتي تغسله »وفي صحيح علي بن مهزيار عن الصَّادق : «إذا أصاب ثوبك خمر أو نبيذ ـ يعني المسكر ـ فاغسله إن عرفت موضعه ، وإن لم تعرف موضعه فاغسل الثوب كلّه وإن صليت فأعد صلاتك » إلى غير ذلك ممّا يدل ُّ علي النجاسة ، وكذلك الإجماع كما في الرياض والمنتهي والتذكرة والمدنيات والذكري والناصريات والنهاية والغنية والمهذب والوسيلة " لم يذكر الله الخمر كشىء ينقض الطهارة وهو شىء يتناول بالفم كطعام ومن ثم فهى لا تنقض الوضوء لأنهم كانوا يصلون بطهارتهم بعد الفواق من آثارها قبل تحريم الخمر نهائيا وهو قوله تعالى " "يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" ثم قال: "10- عرق الإبل الجلاَّل : وهو الذي يأكل من عذرة الإنسان الدليل :للنص ّ كما في صحيح البختري عن الصادق : «لاتشرب من ألبان الإبل الجلالة ، وإن أصابك شىء من عرقها فاغسله »وصحيحة ابن سالم عن الصادق : «لا تأكلوا لحوم الجلاّلة ، وإن أصابك من عرقها شىء فاغسله » ويقول السيِّد الحكيم في مستمسكه :«عرق الإبل الجلاّلة ـ نجس ـ كما عن الشَّيخين والقاضي والمنتهي ، وعن الاردبيلي ، وتلميذه في المدارك » " قطعا لا علاقة للجلالة بالطهارة التى خاصة بالصلاة ولم تذكر فى نواقض الوضوء أو الصلاة والإبل الجلالة أمر خاص بالطعام والغريب فى أمر الفقهاء هو : أن الله لم يحرم الإبل الجلالة فى الطعام فلم تذكر فى محرمات الطعام فى أى سورة من سور القرآن وحتى الروايات ليست فيها واحدة عن النبى(ص) وحتى ما يروى عن الصادق من تحريم أمر غريب لأن الأئمة قبله لم يذكروا هذا التحريم فهل كانوا جهلة بأمرها ؟ الغريب أن الجلالة موجودة فى الغنم والماعز والبقر وليست مقتصرة على ومن ثم فتحريم الإبل فقط أمر مضحك والغريب أيضا أن الجلالة من أى أنعام غير ممكنة الوجود فلا يوجد حيوان يأكل سوى خراه أى خرى كما يقول وإنما الحيوانات تأكل طعامها المعتاد ولكن فى حالات خاصة من جوعها تأكل أى طعام موجود أمامها والمعروف أن الطعام يتحول فى الجسم لمواد اهرى ولا يبقى على كونه خرء ولو أخذنا بوجهة نظر القوم لكان معناه انه لا يجوز تناول أى طعام يسمد بالسماد الطبيعى الخارج من حظائر الأنعام أو الدواجن وبدلا من أن يبحث القوم فى منع ما سموه الجلالة بوجوب أن ينظف الفلاح أو الراعى تحت حيواناته يوميا بحثوا فى حرمتها دون سند من كلام الله
  5. قراءة فى كتاب آثار المعاكسات الكتاب عبارة عن محاضرة ألقاها عبد الرحمن السحيم وتم تفريغها وعملها ككتاب مقروء الكتاب يدور حول استخدام الهواتف فى المعاكسات وفى هذا قال السحيم: " أما بعد:فإن من النعم التي وضعت في غير موضعها، واستعملت في غير ما وجدت له: الهاتف؛ فهو سلاح ذو حدين فكم له من ضحية، وكم من مآسي كان أولها عبث بهذا الجهاز، والنتيجة العار والفضيحة ، ويجمع بينهما: أن كلاهما أوله دلع وآخره ولع وهكذا يرضى الشيطان من بني آدم أن يضعوا أول خطوة على طريق المعصية، ليوقعهم فيما هو أكبر، وقد حذر الحق تبارك وتعالى من اتباع خطوات الشيطان فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يامر بالفحشاء والمنكر) أما لماذا؟ فاستمعي الجواب من العزيز الوهاب: (إنه لكم عدو مبين) وإن كثيرا من الناس اتخذوا عدوهم صديقا، فعصوا الرحمن، وأطاعوا الشيطان واتبعوا خطواتهوقد قال الحق سبحانه: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) " بالقطع الخطأ فى الفقرة هو قول السحيم" فبلية الشباب التدخين وبلية الفتيات الهاتف" فالتدخين ليس قاصرا على الشباب وإنما هو ظاهرة فى كل المراحل العمرية وفى النوعين وإن كان أقل بين النساء وإن كان بنسبة أكبر فى الرجال وأما المعاكسة عبر الهواتف فشىء يقع من الجانبين وهو أغلب فى جانب الرجال وبدلا من رمى التهمة على أحد الفريقين فالطرف المدان أولا ليس هم بل هو من سمح بتصنيع الدخان أو سمح باستيراده وبيعه فلو أن السلطات الحاكمة منعت تصنيعه واستيراده وبيعه ما كان هناك مشكلة من الأساس وكذلك مشكلة الهواتف سببها السلطات الحاكمة فلو أنها سجلت كل رقم باسم شاريه وهو مستخدمه ما قدر احد على المعاكسة لأن صاحب الرقم المعاكس سيتم معرفته على الفور ولكن فوضى البيع والشراء بدون تسجيل لأسماء الشارين لأرقام الهواتف جعل الامساك بالمعاكسين أمر صعب وقد بين السحيم أن الهواتف يستخدمها الشباب للضحك على الفتيات حيث يعبرون لهم عن حبهم فى البداية حتى تنخدع الفنيات ويبدأ الشباب فى تسجيل المحادثات الغرامية ويطكلبون صور لهن وبعد أن ذبك بقومون بطلب المقابلة فإن رفضت البنات هددوهن بإرسال المحادثات والصور لأولياء الأمور وهو ما يسبب الرعب لهن فيخضعن لطلبات المقابلة التى كثيرا ما تتطور لممارسة الزنى ومن ثم فقد العذرية وفى هذا قال السحيم: "إن كثيرا من الشباب الذين يحاولون إيقاع الساذجات من الفتيات في شباكهم عبر خدعة الحب أو وعود الزواج أو الأحلام الوردية، يستدرجونهن من خلال تلك الوسائل وينصبون لهن شباك الهاتف وتسجيل الصوت وأحيانا الاحتفاظ بالصور، فإذا حصل على مراده، وأخذ من الفتاة أعز ما تملك، ما يلبث أن يكشر عن ناب المكر والخديعة، ويبحث عن ساذجة أخرى، وهكذا، وقد تبكي دما أو تعض على يديها ندما، ولكن بعد فوات الأوان أما الشاب فيقول بلسان حاله ومقاله: لو لم يبق في الدنيا سوى تلك المغفلة ما تزوجتها وهو الذي كان يضع لها الشمس في يد، والقمر في الأخرى! هل تصدق الفتاة أن ذلك الشاب المعاكس فعلا يريد الزواج بها؟ أو أنه لا يستطيع أن ينساها؟ ولا يستطيع أن يعيش بدونها! وكأنها الماء أو الهواء! وهو الذي يتهددها ويتوعدها إن لم تخرج معه، هذا حب بلوي الذراع! إن المسلمة يجب أن تبتعد عن مواطن الريبة، وأن تجعل بينها وبين الريبة والفاحشة خندقا بحيث لا يطمع فيها طامع، ولا يلتفت إليها كل ساقط وضائع لا أن تجعل بينها وبين الفاحشة شعرة ما تلبث أن تنقطع، ويكون ذل المعصية وعار الجريمة يطاردها طوال حياتها، وربما بعد مماتها إن لم تندم وتتب ولذا كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الآفاق: لا تدخلن امرأة مسلمة الحمام إلا من سقم، وعلموا نساءكم سورة النور رواه عبد الرزاق وذلك لما اشتملت عليه من الآداب التي يجب أن تراعيها المرأة، وأن تبتعد عن مواطن الشبهات وأن تبتعد عن كل ما يثير الغرائز، فإن أعداء الإسلام ما يودون لها خير، ويريدونها أن تكون لقمة سائغة، وفريسة سهلة المنال، فهم يتاجرون بالغرائز، ويتفننون في عرض الصور والأفكار التي هي سبيل وطريق للفاحشة وإن الفتاة متى ما درات حول الحمى وقعت فيه، كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى، أما من ابتعدت عن الشبهات وعما تشابه عليها فقد استبرأت لدينها وعرضها، بمعنى أنها طلبت البراءة لدينها وعرضها، فتبقى بريئة الدين، نقية العرض، طاهرة الأردان أما من عبثت فإنها حامت حول الحمى، فهي توشك أن تقع فيه، فتدنس دينها وعرضها، وتبقى ملوثة السمعة، قلقة النفس، مضطرة وهذا بالإضافة إلى أن نتيجته عار في الدنيا، فإن مآله ومرده في الآخرة عذاب أليم وخزي عظيم، إن لم يتب منه" بالقطع ما قاله السحيم يعبر عن خلل فى المجتمع والذنوب فيه واقعة على الكل فالمجتمع لا يعلم أولاده أحكام الإسلام كما يجب فالذين يفتوون بحرمة كلام الرجل للمرأة هم أول من تسبب بالمشكلة مع أن الله قال " وقولوا للناس حسنا " ولم يحدد رجالا او نساء كما انه سمح للرجل والمرأة باللقاء السرى للكلام بالمعروف عن زواجهم فقال " ولا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا" فالمقابلات من أجل الزواج مباحة ما دام الطرفان يتكلمان كلاما معروفا أى طيبا التعليم الصحيح هو الطريق لاصلاح هذا الخلل فعندما يقول الأبوين أن ليس محرما أن تتكلم البنت مع أحد يريد الزواج وأن عليها ألا تحادثه بكلام يظهر منه الرغبة فى ممارسة شىء محرم وهو ما سماه الله الخضوع بالقول بقوله " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى قلبه مرض" وأن عليها ألا تقابل هذا الشخص إلا مع واحد أقاربها أو واحدة من قريباتها وان يكون اللقاء فى مكان عام فساعتها سيكون كل شىء واضح ودقيق ولكننا نعلمهن ونعلم حتى الشباب خطأ بالقول بحرمة الكلام بينهم ويجب أن يقوم الأبوين بنصيحة البنات بألا يرسلن صورهن لأحد لأنها قد يستغلها فى أمور محرمة ولكن لا احد يقول هذا لبناته إلا ما ندر ويخاطب السحيم البنات قائلا: "أخيتي: قبل أن ترفعي سماعة الهاتف تذكري ماذا يراد بك؟ وقبل أن تخضعي بالقول تذكري أن الله مطلع عليك فلا تجعليه أهون الناظرين إليك إن استترت عن أبيك وأخيك، فتذكري من لا تخفى عليه خافية، وقد قال سبحانه وتعالى في شأن المنافقين: (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا) وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، فقال (ص) لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا» قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» رواه ابن ماجه، وهو حديث صحيح إذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان فاستحيي من نظر الإله وقل لها: إن الذي خلق الظلام يراني وقد قيل: رب كلمة قالت لصاحبها دعني كم هي المآسي نتيجة كلمة واحدة، كانت البداية والانطلاق في مغامرات نفق مظلم يرى أوله ولا يعلم على ماذا ينطوي إن الشاب الذي يتصل بالفتاة ويطلب منها محادثته مدعيا براءته، وأنه لا يريد سوى التحدث والدردشة – كما يقال – ثم يظهر لها إعجابه بها، ويثني عليها، فتغتر بذلك وهي كما قيل: خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء وتنساق الضعفية، كما تساق الشاة إلى مكان الذبح، وهي لا تشعر فتصبح كما قيل: وليس يزجركم ما توعظون به والبهم يزجرها الراعي فتنزجر أصبحتم جزرا للموت يقبضكم كما البهائم في الدنيا لها جزر إن كثيرا من شباب المعاكسات يقولون: إن من انساقت وراء كلمة مني ربما تنساق وراء كلمة أخرى من شخص آخر ويقولون: إن كانت كلمتني وطاوعتني لأجل مالي فسوف تجد من هو أكثر مالا مني وإن كانت كلمتني لجمالي فسوف تجد من هو أجمل مني وأن كانت كلمتني وهي لا تعرفني فما الذي يمنعها أن تكلم غيري؟ وقائل ذلك محق في ذلك، فإن من خانت أهلها، وحادثت شخصا لا تعرفه، فعهودها مستحيلة، فما الذي يضمن له ألا تخونه فهو ينظر بعين عقله وهي تنظر بعين عاطفتها التي عليها غشاوة واللوم يقع عليها هي، ولذا فهي التي تعطيه الإشارة إلى أن يكلمها، وأن يعاود الاتصال، ومن ثم يسجل صوتها ويهددها به إن لم تطاوعه أن يبلغ أهلها، وهذا دليل على بداية الخيانة، فتطاوعه المسكينة، وتظن أنه لقاء واحد برئ، ولكن الأمر – كما قيل -: رحلة الألف ميل بدايتها خطوة واحدة" ما قاله السحيم يعبر عن وجود خلل فى المجتمع فالسلطات لا تعلم الدين تعليما صحيحا وهو أمر مقصود حتى تظل المشاكل موجودة فينشغل الشعب عما تقوم به الشلطات من فساد وهو خروج على حكم الله والخلل يتمثل فى عدم تعليم الآباء والأمهات أن عليهم أن يعلموا بناتهم أن كلامهم مع البنين بغرض الزواج هو أمر صحيح وانه يجوز لهم أن يقابلوهم فى الأماكن العامة للكلام فى الزواج والخلل فى تنظيم المجتمعات هو أن لا أحد يملك أكثر من بيت حتى تكون الأسرة متواجدة فيه فلا يخلو فتى بفتاة ولكن السلطات وهى دوما من الأغنياء تسمح بتعدد بيوت الشخص حتى تسمح له بالزنى فى أى وقت ومن ثم يكون غالبا الشباب الفاسد هم أولاد الأغنياء لنهم يثلدون ما يفعله الآباء غالبا وايضا الأمهات وهن قليلا ما يفعلن ذلك ثم حكى السحيم حكاية فقال: "خرجت والتقت به في السوق أو في السيارة دقائق معدودة، ثم عاود (قيس) الاتصال، وأظهر لها إعجابه بها، وانه لم ينم تلك الليلة، و ، وطلب اللقاء مرة ثانية وتحت ضغط التهديد طاوعته، ولم يكن اللقاء في هذه المرة دقائق فقد يطول، وربما التقطت فيه الصور التذكارية والتي هي عبارة عن بداية قاصمة الظهر، ثم تصبح تلك الصور والأشرطة التي سجلت بصوتها وسائل تهديد وضغط حتى تقع في الفخ، ويأخذ منها أعز ما تملك، فأخذ منها شرفها وعفتها، وأعظم من ذلك دينها فقد أصبحت في عداد الزواني، اللوتي لا ينكحهن إلا زان مثلهن أو مشرك، كما قال تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) فيا أخية: إحذري إن المعاكس ذئب يغري الفتاة بحيلة يقول: هيا تعالي إلى الحياة الجميلة قالت أخاف العـ ـار والإغراق في درب الرذيلة والأهل والإخوان والجيران بل كل القبيلة قال الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة إنا إذا ما التقينا أمامنا ألف حيلة متى يجيء خطيب في ذي الحياة المليلة ألا ترين فلانة ألا ترين الزميلة وإن أردت سبيلا فالعرس خير وسيلة وانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة فيا لفحش أتته ويا لفعال وبيلة حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليلة قال اللئيم: وداعا ففي البنات بديلة قالت: ألما وقعنا أين الوعود الطويلة قال الخبيث وقد كـ شر عن مكر وحيلة كيف الوثوق بغر وكيف أرضى سبيله من خانت العرض يوما عهودها مستحيلة بكت عذابا وقهرا على المخازي الوبيلة عار ونار وخزي كذا حياة ذليلة من طاوع الذئب يوما أورده الموت غيلة وقد قال بعضهم لما وقعت الفتاة، وانتهك عرضها، قال شامتا: اسكتي يافتاة أقصد يا امرأة! فالمعاكس لا يهمه شرفك ولا عرضك ولا سمعتك، إنما يهمه أن يتمتع بك، ثم يرمي بك على قارعة الطريق، إن لم يتخذك – أجارك الله وحماك – وسيلة تسلية ومتعة له ولأصدقائه، وعندها لا تستطيع الفتاة أن تتخلص من تلك الورطة، ولا أن تنجو من تلك المصيبة، فقد وقعت في الفخ، وارتمت في الشباك، وأصبحت بغيا – أجاركن الله – بعد أن كانت في عليائها لا تنال إلا بأغلى المهور، ولا ترتضي أي خطيب، بل تشترط أو يشترط لها شروطا معينة ما الذي أنزلها من عليائها وأبراجها إلى الحضيض الأسفل إلا خطوة من خطوات الشيطان، وعبث تعده بعض البنات عبثا بريئا بزعمها: أنت أعلى أنت أغلى أنت أنقى يا أخيه فاحذري أخية: وفكري في عواقب الأمور قبل أن تضعي رقما، أو تخضعي بالقول لوغد متلاعب بأعراض المسلمين، والشواهد على هذا كثيرة، والحقائق والوقائع أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر في عجالة إن العلاج الناجع، والحل الناجح لمثل هذه القضايا، إلا تخوض الفتاة غمارها، ولا تقترب حولها، ولا تفكر بذلك مجرد تفكير، ولتعلم أنها اليوم تملك أمرها، وتحفظ شرفها، وتحمي عرضها، بامتناعها عن سماع كلمة واحدة، وإغلاق سماعة الهاتف في وجه كل عابث ومتلاعب، وألا تجعل للشيطان عليها سبيلا، فلا تجعل الهاتف في غرفتها فهي بذلك تقطع سبل الشر، وتغلق طرق الغواية، وتدفع الريبة عن نفسها ووالله إن الشاب إذا واجهته الفتاة بصرامة فأغلقت في وجهه السماعة، وإن عاود الاتصال أسمعته ما لا يرضيه، والله إنه لا يجرؤ على الاتصال أو العبث وعلى سبيل المثال: فتاة سمعت متصلا يحاول الخضوع لها في القول، فأغلقت السماعة، ثم حاول مرة ثانية فدعت عليه دعوة شديدة، فما عاود الاتصال فمثل تلك الفتاة يقول عنها الشباب: لا فائدة فيها، ما يمكن الوصول إليها" هنا يقدم السحيم للفتيات طرق قطع الطريق على المعاكسين حتى ينزجروا ويبتعدوا عنهن وهو اغلاق الخط فى وجه الشاب أو الدعاء عليه أو شتمه أو نصحه وبين السحيم بعض طرق خداع الشباب للفتيات فقال : "وأذكر لك شيئا من وسائل المعاكسين لتكوني منها على حذر من وسائل المعاكسين: الاتصال أول مرة ثم يبدي اعتذرا لطيفا، يكون مثار إعجاب الفتاة الاتصال بدعوى أنهم اتصلوا عليه سواء على الجوال أو النداء (البيجر) ثم يسأل عن البيت أو يدعي تقديم خدمة الاتصال بزعم أنه لديه مشاكل، وأنه يحتاج من يقف بجانبه، وإلى من يستمع منه، ليستدر عطف الفتاة، لتشاركه في حل مشكلاته، وكأنها حلال المشاكل الاتصال بزعم أنه يعرفها أو يعرف أهلها وأنه معجب بها، وقد يكون استقى تلك المعلومات عن طريق أخته مثلا، أو عن طريق تصيد أحد الأطفال عبر سماعة الهاتف ليأخذ منه المعلومات الكاملة عن البيت وأهله، وهذا من الأخطاء التي تترتب على رد الأطفال على الهاتف الاتصال والسكوت عدة مرات وتحمل الكلمات الجارحة، وإظهار سعة الصدر، أو الفرح بتلك الكلمات ولو كانت جارحة ما دامت منك! الاتصال بدعوى أنه يبحث عن زوجة وأنه بحث وبحث ولم يجد، فيرجو أن تساعديه وأنه سمع عن حصافة عقلك ونباهتك ويريد منك أن تخدميه وكل هذه محاولات لبدء الحديث واستماع الشكوى، ومن ثم تسجيل الصوت كخطوة أولى، يليها ما بعدها من خطوات شيطانية آثمة ومهما يكن من أمر فلا تخدعي، وإياك أن تستدرجي، وحذار من الخطوة الأولى، فهي الزلة المهلكة، وإن كنت وقعت في الخطوة الأولى، فالرجوع أيسر من السقوط في الهاوية، واقطعي كل صلة، ولا تتركي له فرصة ليهددك بصوتك أو صورتك، لا تستمعي إليه، وفي كل مرة أغلقي السماعة، وإن أردت الخلاص فلا تردي على الهاتف إلا بقدر الحاجة من غير خضوع بالقول وإن كان صادقا في تهديده فإنه سيفضح نفسه، وإن تجرأ وفضحك بين أهلك أو عند إخوانك بإرسال شريط بصوتك أو حتى أشرطة، فو الله لأن يفتضح أمر الفتاة بين أهلها أنها اتصلت أو كلمت شابا غريبا ثم يؤدبوها على غلطتها خير لها ألف مرة من أن تفتضح أنها زانية –أجارك الله - مع العلم أن كثيرا من الشباب إنما يهددون فقط؛ لأنهم سيفتضح أمرهم، وربما تعرف أصواتهم فينالهم من العقاب ما ينالهم وإن كنت وقعت في اول حفرة فكلمك شاب أو كلمتيه، فاتركيه واهجريه فورا فلا هو محب ولا هو عاشق ولهان، ولا أدل على ذلك من أن الفتاة لو ادعت أنها أصيبت بسرطان مثلا أو فشل كلوي لقطع علاقته معها، وفر منها فراره من الأسد وإذا أظهر الشاب أنه (قيس) القرن العشرين! وأنه يذوب وجدا في محبوبته فلتجرب الفتاة، ولتطلب منه إثبات صدق دعواه، بأنها مريضة وتحتاج إلى عين –مثلا – أو كلية، أو أن والدتها – مثلا – أو والدها في المستشفى ويحتاج إلى عين أو كلية! فلا شك أنه سيثبت أنه لا هو بـ (قيس) ولا هي ليلى! وفي البنات بدائل! ولو وقعت فتاة في شباك المكالمات فأظهرت للشاب أن أهلها عزموا على تزويجها وإن عليه أن يتقدم لخطبتها، فسترى النتيجة بعينها ويصبح الأمر كما قيل: إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى إذا كل ما تحلمين به من معاكس أو يصوره لك إنما هي احلام يقظة عما قليل تستيقظين منها، فأفيقي أخية قبل أن تفيقي على صفعة قوية أفيقي من سكرة الحب الموهوم، والزواج المزعوم، قبل أن تندمي وحينها لا ينفع الندم" وكما قلت الخلل فى المجتمع هو عدم تفعيل الشرعية فالمكالمات الهاتفية معروف أنها مسجلة ومن ثم يجب تعليم الفتيات أن عليهن عند التعرض لمعاكسة أت تبلغ والديها أو القضاء وعلى القضاء ان يقوم بالتحقيق فى الأمر ويقوم بعقاب المعاكس بالجلد ولكن هيهات أن يعاقب أولاد الأغنياء فى مجتمعاتنا فالمال والواسطة والرشوة هى السائدة ومعظم القضاة فاسدون فى بلادنا ثم بين السحيمالصفات المشتركة للمعاكسين فقال : "إن شباب المعاكسات نسخة واحدة، يتفقون في أنهم مخادعون، محتالون، وللحب يدعون ويظهرون، وأنهم للزواج يسعون ويريدون، وهم كذابون أفاكون ويتفقون في أنهم ينصبون شباك الوهم في طريق بنات المسلمين يرمون الأرقام أمام الأقدام، وهذا دليل على الخسة والوضاعة، فليست هذه أفعال الرجال، والرجال منهم براء، ولكنهم تعودوا الاصطياد في الماء العكر إن من يريد الزواج يأتي البيوت من أبوابها، لا أن يتسور بيوت المسلمين عبر الأسلاك، فهذه أساليب الأراذل من بني الإنسان فكيف ترتضي الفتاة معاكسا ساقطا يكون زوج المستقبل، وشريك العمر إن شابا كهذا لا عهد له ولا ذمة، فالذي رمى لك اليوم رقما رماه لعشرات غيرك والذي اتصل بك اليوم اتصل بغيرك والذي زعم حبك زعمه لسواك والذي وعدك بالزواج وعد به أخريات فمثل هذا عهوده مستحيلة ولا تقول الفتاة عن من يكلمها إنه يختلف عن الآخرين يا بنت الإسلام استمعي نغما أشدوه بإشفاق صوني بحيائك مملكة من شهد جمال دفاق الدرة أنت فلا تدعي كفا تمسسك بلا واق كوني بالحشمة شامخة بجمالك فوق الأعناق كوني حورية جنتنا في الخلد جوار الخلاق ما طاب الحسن من امرأة ترميه بوحل الأسواق بل حسن المرأة حشمتها يكسوه جمال الأخلاق" وكان ينبغى على السحيم ألا يقصر الأمر على الشباب فالأغنياء معظمهم سواء شباب او شيوخ أو فيما بينهم يقومون بهذا وكذلك الطبقات ألأقل يتواجد فيها البعض من المعاكسين وكل هذه النصائح بلا فائدة إلا نادرا لأن المجتمعات قائمة على فساد شامل من خلال القوانين الوضعية ومرادات الطبقة الحاكمة وهى الاستيلاء على السلطة والثروة والاستمرار على الكراسى دون نظر لشرع وفى النهاية بين الرجل وجهة نظر خاطئة فى الحب فقال: "أخيرا: إياك وصحبة السوء، ومن تدعوك لخوض تجربة مريرة يسمونها الحب" فالحب وهى الانشغال بفرد ما انشغالا نفسيا مباح طالما أن المحب أو المحبة يطيع الله ثم قال السحيم: "أو من تدعوك للتعرف على صديق لها أو على أخيها، فإنما هي من أتباع الشيطان الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير إن بعض الفتيات تفعل هذا بزعمها أو بتلبيس الشيطان عليها لتضمن زوجا، أو لتحدد فارس احلامها، أو لتعيش الحب وكل هذه أوهام وخيالات، هي في حقيقتها سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد عنده الحسرة والندامة أخيتي: اتقي الله وراقبيه في السر والعلانية، واعلمي انه سبحانه أنعم عليك بنعم شتى، فلا تعصيه بنعمه، ولا تحاربيه بها، واستعملي تلك النعم والجوارح في شكره وفي مرضاته قال ربك ومولاك: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) واعلمي أن رسولك قال (ص): البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم فأنت ولا شك تخشين وتكرهين أن يطلع عليك أحد من أهلك وأنت تتصلين اتصالا مريبا" كل ما قاله الرجل من نصائح كما قلنا لا يفير من واقعهنا المر شيئا لأن المجتمعات من أعلاها فاسدة وهى لا تريد أن ينصلح الحال لأن انصلاح الحال سيجعل أول المعاقبين هم الطبقة الحاكمة
  6. نقد كتاب الحلية في حرمة حلق اللحية الكتاب تأليف أبي الحسن الموسوي التبريزي وهو يدور حول حرمة حلق أوتقصير اللحية وفى مقدمته قال التبريزى : "وبعد فهذه رسالة مختصرة في حکم مسألة حلق اللحية فأقول: مستعينا بالله، استدل علي الحرمة بالأدلة الثلاثة من الکتاب والسنة والسيرة القطعية" ثم استهل الرجل الكتاب بذكر دليله من القرآن على حرمة حلق اوتقصير اللحية فقال: "أما الکتاب فبما حکاه الله سبحانه عن قول الشيطان اللعين لأتخذن من عبادک نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتکن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" قوله: نصيبا مفروضا اي مقطوعا واجبا فرضته لنفسي و هو من قولهم فرض له في العطاء «ولأمنينهم» الأماني الکاذبة من طول العمر وبلوغ الأمل «ولآمرنهم» بشق آذان الأنعام وتحريم ما أحل الله سبحانه «والتبکيک» هوالشق و قد کانوا في الجاهلية يشقون آذان الانعام إذا ولدت خمسة أبطن والخامس الذکر ويرد علي الاستدلال بالآية ان غاية ما يدل عليه الآية دعوي تعميم التغير للحسي کالخصاء والمعنوي ولکن عد حلق اللحي من تغيير خلق الله عرفا ممنوع جدا سلمنا لکن من أين ان مطلق التغير يکون حراما ويلزم من ذلک تخصيص الاکثر المستهجن عقلا و کيف يقال بکون المراد من التغير مطلق التصرفات المغيرة للأشياء کتقطيع الأشجار و شق الأنهار و حفر الآبار لإخراج المياه أوالنفط أو غيرهما و کنحت الأحجار والجبال واحداث الطرق و غير ذلک مما لا يحصي والمراد من تغيير خلق الله ظاهرا الخروج عن حکم الفطرة وترک الدين الحنيف قال الله تعالي فأقم وجهک للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذالک الدين القيم ويؤيده ما رواه في تفسير البرهان عن تفسير العياشي عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام في هذه الآية ان تغيير خلق الله هو تغيير دينه وامره، و فيه أيضا عن محمد بن يونس عن بعض أصحابه عن ابي عبد الله عليه السلام هوامر الله بما أمر به" التبريزى هنا فهم الآية فهما خاطئا فالذى أمر به الشيطان هو تغيير العضاء الصابتة وأما الأشياء المتغيرة فى الجسم كالشعر والافر فقد أباح الله حلقها وتقصيرها فى قوله تعالى " لتدخلن المسجد الحرام محلقين رءوسكم ومقصرين" وقوله تعالى : ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله" وكلمة الرءوس تطلق على كل ما يطول فى الإنسان والروايات فى سنن الفطرة تطلب تقليم الأظافر وتهذيب الشعر ثم ذكر ما اعتبره أدلة الروايات فقال: "أما السنة فبروايات، منها ما رواه في المستدرک عن الجعفريات قال: أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد حدثني موسي حدثنا ابي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن ابي طالب قال: قال رسول الله (ص): حلق اللحية من المثلة ومن مثل فعليه لعنة الله و (فيه) مضافا الي عدم کون طريق صحيح لنا الي الکتاب المذکور وان کان نفس سند الکتاب مما لا شبهة في صحته، ان الظاهر من الرواية انها في مورد حلق شخص لحية الأخر قصاصا وانتقاما وعدوانا وذلک من أجل عده له نحوا من التوهين والتنکيل بالنسبة اليه ويؤيده عدم تعارف حلق اللحية في تلک الأزمنة بل انها کانت من شئون المروة والمجد عندهم مضافا الي عدم دلالة لفظة المثلة علي المطلوب فإن المثلة ليست هي مجرد قطع عضو من الأعضاء بل المأخوذ في مفهومها هو جهة التوهين والعدوان والا ليصح استعمال کل واحد من المثلة والقطع مکان الآخر وليس کذلک، فالرواية في مقام ان حلق لحية الغير عدوانا وتنکيلا من مصاديق المثلة اعتبارا فيترتب عليه ما يترتب علي المثلة من الحرمة و هذا مما لا نمنع منه " هنا الرجل يقول أن الحديث ليس دال على حرمة حلق أو تقصير اللحية لأن المراد به أن ينتقم شخص من اخر بحلق لحيته ثم قال: "ومنها: ما رواه ثقة الإسلام الکليني عن علي بن محمد عن ابي علي محمد بن إسماعيل بن موسي بن جعفر عن أحمد القسم العجلي عن أحمد بن يحيي المعروف بکرد عن محمد بن خداهي عن عبد الله بن أيوب عن عبد الله بن هاشم عن عبد الکريم بن عمر والخثعمي عن حبابة الوالبية قالت: رأيت أمير المؤمنين في شرطة الخميس ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري والمارماهي والزمار ويقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال: يا أمير المؤمنين و ما جند بني مروان؟قال: فقال له: أقوام حلقوا اللحي وفتلوا الشوارب فمسخوا " وقال العلامة المجلسي قدس سره في مرآة العقول بعد الحکم بأن الحديث مجهول سندا انه استدل به علي حرمة حلق اللحية بل تطويل الشارب ويرد عليه انه انما يدل علي حرمتهما أو حرمة أحدهما في شرع من قبلنا لا في شرعنا فان قيل: ذکره ذلک في مقام الذم يدل علي حرمتهما في هذه الشريعة أيضا قلنا: ليس الامام في مقام ذم هذين الفعلين بل في مقام ذم بيع المسوخ بهذا السبب کما ان مسوخ بني إسرائيل مسخوا لصيد السبت و ذکرهم هنا لا يدل علي تحريمه، نعم يدل بعض الاخبار علي التحريم و في سندها أو دلالتها کلام ليس هذا المقام محل إيراده " ورواه الصدوق في کمال الدين فراجع، و عندي ان ما ذکره قدس سره من ان الذم غير متوجه الي تحريمهما بل انه راجع الي بيعهم المسوخ کلام وجيه جدا، نعم بناء علي دلالته علي الحرمة في شريعتهم يمکن ان يقال باستصحاب الحرمة وتحقيق الکلام في استصحاب أحکام الشرائع السابقة في الأصول فراجع الرسائل والکفاية و غيرهما وان أبيت إلا عن کون الحديث دالا علي الحرمة و کون الذم راجعا الي تحريمهما فنقول: من المحتمل ان يکون موضوع الحرمة هو مجموع الأمرين من الحلق والفتل و علي کل حال فالحديث قاصر سندا و دلالة " الرجل هنا اعترف بكون الرواية قاصرة سندا و دلالة والخبل فى الرواية هو ظهور بنى مروان فى عهد على بينما المعروف أنهم أولاد أبى سفيان وهو خطأ تاريخى فى الرواية يبطلها فبنى مروان كانوا بعد معاوية وأولاده وهم من كانوا يحاربون على فى التاريخ وتخالف الرواية أن من مسخوا كانوا أصحاب السبت ثم قال: (ومنها): ما رواه صاحب السرائر نقلا عن کتاب الجامع لأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي صاحب الرضا قال: سألته عن الرجل هل يصلح له أن يأخذ من لحيته قال: أما من عارضيه فلا بأس واما من مقدمها فلا ورواه علي بن جعفر في کتابه إلا انه قال في آخره فلا يأخذ ورواه الحميري أيضا في قرب الاسناد عن عبد الله بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه مثله کما في الوسائل لشيخنا الحر العاملي قدس سره ثم قال: إي في الوسائل هذا محمول علي عدم الزيادة علي قبضته " و هذا الحديث وان کان معتبرا من حيث السند الا انه غير دال علي الحرمة فإن الظاهر منه ان النهي عن الأخذ عبارة أخري عن الأمر بالإعفاء کما في الرواية الآتية ولذا حمله المحدث المذکور علي عدم الزيادة عن القبضة ومن الواضح ان إعفاء اللحي ليس واجبا شرعا کما ان الزائد علي القبضة ليس حراما بل انه مذموم فلا دلالة للرواية علي المطلوب " الرجل يعترف بأن الرواية عن الرضا لا تدل على حرمة خلق أو تقصير اللحية (و منها): ما عن الفقيه في باب غسل يوم الجمعة و دخول الحمام مرسلا عن رسول الله (ص) انه قال: حفوا الشوارب واعفو اللحي ولا تشبهوا باليهود والظاهر ان المراد من قوله (ص) ولا تشبهوا باليهود هو النهي عن إطالتها علي ما ذکره المحدث الکاشاني و ذلک لأن اليهود کانوا لا يأخذون من لحاهم بل يطيلونها ومن الواضح ان إعفاء اللحي ليس واجبا کما عرفت في الرواية السابقة" ويعترف التبريزى هنا بأن الرواية لا تدل على وجوب إعفاء اللحي وهو اعتراف يتناقض مع لفظ الرواية " واعفو اللحى" وذكر اليهود هنا يتعارض مع ذكر المجوس فى الرواية التالية: "و منها: ما عن المعاني بإسناده عن علي بن غراب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (ص) «حفوا الشوارب واعفوا اللحي ولا تشبهوا بالمجوس» وفيه: ما عرفت آنفا ان أعفي اللحي ليس واجبا ثم من المحتمل وقوع التصحيف في الرواية والصحيح ولا تشبهوا باليهود بدل لا تشبهوا بالمجوس فاذا فالمحتمل اتحاد هذه الرواية مع سابقتها وليس کل واحدة منهما رواية علي حدة ويؤيد وقوع التصحيف فيها ما رواه الصدوق عن رسول الله (ص) ان المجوس جزوا لحاهم و وفروا شواربهم واما نحن نجز الشوارب و نعفي اللحي و هي الفطرة فأمر رسول الله (ص) بالاحفاء والإعفاء علي عکس ما فعله المجوس لأنه هوالفطرة، (فالإنصاف) ان دلالة الحديث علي المطلوب غير تام مضافا الي ما فيه من ضعف السند " وهنا يعترف التبريزى بكون رواية المجوس هى الأخرى غير دالة على وجوب اعفاء اللحى وهو ما يتعارض مع الأمر فى قوله " واعفوا اللحي" ثم قال: "ومنها: ما عن عوالي اللئالي للشيخ ابن ابي جمهور الأحسائي رواه عن حماد بن زيد عن مخالد عن الشعبي عن جابر قال: قال رسول الله (ص) ليس منا من سلق ولا خرق ولا حلق والسلق: رفع الصوت عند المصيبة والخرق، تبذير المال و صرفه فيما لا يصح والحلق: هي حلق اللحية (ولکن) فيه ان من المحتمل قريبا ان المراد من الحلق هو حلق لحية الغير عدوانا وتنکيلا بقرينة عدم تعارف حلق اللحية في تلک الأزمنة کما قلنا سابقا " والرواية ليس فيها أى دليل على اللحية وإنما هى دليل على حرمة حلق أى شعر وهو ما يبطلها لعموم اللفظ فيها ثم قال : "ومنها: ما عن الصدوق في الخصال قال: حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن خالد الطيالسي قال حدثنا عبد الله بن عوف عن ابي نجران التميمي قال حدثنا عاصم بن حميد الخياط عن ابي بصير قال: سمعت أبا عبد الله يقول ثلاثة لا يکلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزکيهم ولهم عذاب اليم الناتف شيبه والناکح نفسه والمنکوح في دبره و فيه أن الرواية مخدوشة سندا و دلالة اما الأول فلاشتمال السند علي عبد الله بن عوف و هو من المجاهيل کما يظهر من مراجعة کتب الرجال و کذا اشتماله علي ابي نجران فإنه أيضا لم يوثق في الرجال نعم يظهر مما رواه الکشي عن حنان بن سدير انه کان إماميا و کان يشرب النبيذ فإنه قال: قلت لأبي عبد الله ان لي قرابة يحبکم إلا انه يشرب هذا النبيذ قال حنان وابو نجران هوالذي کان يشرب النبيذ إلا انه کني عن نفسه قال فقال أبو عبد الله فهل کان يسکر؟ فقال: قلت اي والله جعلت فداک انه ليسکر فقال: فيترک الصلاة قال ربما قال للجارية صليت البارحة فربما قالت: نعم قد صليت ثلاث مرات وربما قال للجارية يا فلانة صليت البارحة العتمة فتقول لا والله ما صليت لقد أيقظناک وجهدناک، فأمسک أبو عبد الله يده علي جبهته طويلا ثم نحي يده ثم قال له قل له يترکه فان زلت به قدم فان له قدما ثابتا بمودتنا أهل البيت " واما دلالة، فإن النتف ليس هو مجرد ازالة الشعر يقال نتف الريش أوالشعر إذا نزعه فلا دلالة فيه علي حرمة الحلق لأن الحلق غير النتف ولعل التعبير بالنتف في الرواية من جهة بيان ان ازالة الشعر من الوجه علي هذا الوجه من أجل تشبه نفسه بالنساء أوالمرد فيکون حراما من أجل التشبه واما تسرية الحکم للحلق مع انتفاء موضوع التشبه کما هو کذلک بالنسبة إلي زماننا فلا تدل عليه الرواية " هذه الرواية هى الأخرى حتى لو قلنا بصحتها فليس فيها دليل على حرمة حلق أو تقصير اللحية لأنها تتحدث عن نتف الشيب والشيب يتواجد فى شهر الجسم كله رأسا ولحية وعانة وتحت الإبط وغيرهم ثم قال : "ومنها ما رواه في المستدرک للنوري عن تاريخ الکازروني انه ذکر في حوادث السنة السادسة من الهجرة بعد ان ذکر کتابة رسول الله (ص) الي الملوک وانه کتب کسري الي عامل اليمن باذان أن يبعثه اليه وانه بعث کاتبه بانويه ورجلا آخر يقال له خرخسک اليه «ص» قال: و کانا قد دخلا علي رسول الله (ص) و قد حلقا لحاهما واعفيا شواربهما فکره النظر إليهما وقال: وويلکما من أمرکما بهذا قالا: أمرنا بهذا ربنا يعنيان کسري فقال رسول الله (ص) لکن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقصر شاربي الخبر و عن تاريخ الطبري السنة 6 ذکر الحديث و سمي عامل کسري علي اليمن بأذان واسم قهرمانه بانويه و کان کاتبا حسابا واسم الرجل الآخر خرخسرة وعلق عليه بعض الأفاضل بقوله وهذا الحديث لا يعبأ به لاشتماله علي رجال طعنوا فيهم منهم محمد بن حميد الرازي" الرواية صدقت أو كذبت تتعارض مع روايات حف الشارب وهو حلقه وليس كما فى هذه الرواية " أمرني بإعفاء لحيتي وقصر شاربي" ثم قال : "وبالجملة فنفس النقل مما لا حجية فيه واما دلالته ففيه المحتمل ان المراد منه النهي عن التشبه به من حيث مجموع الأمرين من إعفاء الشوارب و حلق اللحي لا خصوص اللحية (و منها): الروايات الناهية عن التشبه بأعداء الدين فيکون حلق اللحية حراما من أجل التشبه بأعداء الدين (و فيه): ان الظاهر منها هو قصد التشبه وقد ذکر شيخنا الأعظم الأنصاري في المکاسب في ذيل النبوي المشهور المحکي عن الکافي والعلل لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ان في دلالته قصورا، لأن الظاهر من التشبه تأنث الذکر وتذکر الأنثي لا مجرد لبس أحدهما لبس الأخر مع عدم قصد التشبه انتهي فعلي هذا يکون مورد الحرمة صورة قصده من الحلق عد نفسه اعتبارا منهم واما السيرة القطعية ومما يستدل به علي الحرمة البناء العملي من المتشرعين في جميع العصور من صدر الإسلام إلي يومنا هذا بکونه من المنکرات بحيث لا يرتکبه الا مرتکبي الهوي والشهوات ويکفي هذا التسالم منهم في جميع الأجيال والأعصار علي کونه منکرا وحراما في التدليل علي الحرمة حيث يستکشف منه ان کون الحرمة امرا مرتکزا لديهم مما تلقوها من النبي واوصيائه صلوات الله عليهم أجمعين فاذا فالقول بالحرمة في المسألة مما لا شک فيه ولا ريب يعتريه " لا أدرى الرجل يقول بحرمة حلق اللحية أو تقصيرها ومع هذا فند كل الأدلة التى جاء بها من الروايات فكيف يحرمها ولا دليل على ذلك؟ وهو فى النهاية يستدل بأدلة واهية كحكاية التشبه فهو يقول بحرمة التشبه " فيکون حلق اللحية حراما من أجل التشبه بأعداء الدين " ومع هذا اعداء الدين مختلفون فمنهم من يحلق اللحية كما قال فى المجوس" ويؤيد وقوع التصحيف فيها ما رواه الصدوق عن رسول الله (ص) ان المجوس جزوا لحاهم و وفروا شواربهم "ومنهم من يطيلها كما قال هو عن اليهود " والظاهر ان المراد من قوله (ص) ولا تشبهوا باليهود هو النهي عن إطالتها" فكيف نكون فى الوسط والفرق الكافرة كل منها له نظام مناقض للأخر ؟ طبقا لهذا الكلام فنحن فى النهاية نتشبه بأحد فرق الأعداء وهو كلام يتعارض مع كتاب الله الذى أباح حلق كل الرءوس وتقصيرها وكلمة الرءوس تعنى كل ما يطول من الجسم حلق اللحية كلها أو تقصيرها كلها مباح وإطالتها مقدارا معينا مباح كما هو الحال فى كل شعر الجسم وأما تركها حتى تصبح كشعر النساء فهو إسراف لأنه هذا يحتاج لغسلها فى الوضوء والاغتسال وهو ما يستهلك مقدارا أكبر من الماء كما أنها عرضة لحمل الأتربة والوساخة باستمرار نتيجة طولها وعرضها الكبير
  7. قراءة فى كتاب الاغتصاب أحكام وآثار الكتاب تأليف هاني بن عبدالله بن محمد الجبير وهو يدور حول موضوع اغتصاب النساء وفى مقدمته قال الجبير: "وبعد : فالفقه الإسلامي بأدلته العامة وقواعده وضوابطه يتسع ليشمل حياة المكلفين بجميع جوانبها، فمهما حدث من مسائل ونوازل ومستجدات فسيجد الباحث المتأمل توصفيا شرعيا يجلى حقائقها ويبين أحكامها وفي هذه الأوراق نظرات عجلى لجملة فروع، يشملها كلها أنها إجراءات وأحكام في بعض قضايا الاغتصاب والحمل السفاحي رتبتها في مسائل يتفرع عن كل مسألة منها فروع" وقد بدأ الجبير الكتاب بتعريف الاغتصاب فقال: "المسألة الأولى : تعريف الاغتصاب: الاغتصاب في اللغة افتعال من غصب والغصب : أخذ الشيء ظلما يقال غصبه منه وغصبه عليه وغصب فلانا على الشيء : قهره, وغصب الجلد: أزال عنه شعره نتفا وقال في اللسان: وتكرر في الحديث ذكر الغصب , وهو أخذ مال الغير ظلما وعدوانا وفي الحديث أنه غصبها نفسها أراد أنه واقعها كرها , فاستعاره للجماع وهذا المعنى الأخير هو الذي شاع استعماله حتى غلب في العرف فصار الإكراه على الجماع يسمى اغتصابا ولكن لما كان جماع الرجل امرأته ولو بالكره , ليس فيه اعتداء ولا ظلم لها إذ الجماع حق له لا يجوز لها الامتناع عنه إلا لموجب شرعي ؛ فقد خص الاغتصاب بالإكراه على الوقاع المحرم وعليه فإن الاغتصاب هو الإكراه على الزنا واللواط والزنا هو كل وطء وقع على غير نكاح صحيح ولا شبهة نكاح ولا ملك يمين " وللخروج من مشكلات تعريف اغتصاب المرأة يكون التعريف الصحيح هو جماع أى امرأة دون رضاها عدا زوجة المغتصب إن كان له زوجة وإلا كان زنى إن تم بالرضا ثم حدثنا الجبير عن حكم اغتصاب المرأة فقال: "المسألة الثانية : حكم الاغتصاب : الاغتصاب إكراه على الزنا والزنا حرام من المحرمات الظاهرة المعلومة بالضرورة قال تعالى : "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" وفي الزنا من الشرور والمفاسد الشيء الكثير قال ابن القيم : "والزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين وذهاب الورع وفساد المروءة وقلة الغيرة ومن موجباته غضب الرب بإفساد حرمة عياله ومنها سواد الوجه وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت ومنها ظلمة القلب وطمس نوره ومنها ضيق الصدر وحرجه " ويزيد الاغتصاب أنه إكراه على ممارسة الزنا فهو أشد حرمة من مجرد الزنا أما المكره فإنه لا إثم عليه قال تعالى : " وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه" وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله "ص"قال: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " وقد روي أن امرأة استكرهت على عهد رسول الله "ص"فدرأ عنها الحد وروي عن عمر بن الخطاب أن امرأة استسقت راعيا فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت فرفع ذلك إلى عمر فقال لعلي : ما ترى فيها قال إنها مضطرة فأعطاها عمر شيئا وتركها وهذا لا إشكال فيه بحمد الله لكن اختلف أهل العلم هل يكره الرجل على الزنا أم لا على قولين : القول الأول : أنه لا يمكن إكراهه فإذا أكره فزنى حد على زناه وهو مذهب أبي حنيفة والحنابلة القول الثاني : أنه يمكن إكراهه فإذا أكره فزنى درأ عنه الحد وهو مذهب الشافعية واستدل أصحاب القول الأول بأن الوطء لا يكون إلا بالانتشار والإكراه ينافيه فإذا وجد الانتشار انتفى الإكراه فيلزمه الحد واستدل أصحاب القول الثاني بعموم النصوص الواردة في رفع الحرج عن المكره وبأنه لا فرق بين الرجل والمرأة فإذا لم يجب عليها الحد لم يجب عليه أيضا ولأن الانتشار قد يكون لفحولة الشخص أكثر مما يكون دليلا على الطواعية ولعل الأقرب من هذين القولين أن من أكره على الزنا يدرأ عنه الحد إعمالا لقاعدة درء الحد بالشبهة " الجبير هنا لم يقل لنا حكم الإسلام فى المغتصب وكل ما قاله ونقله أن لا عقاب على المغتصبة وحكم المغتصب خو حد الحرابة لأنه أفسد فى الأرض بارتكاب جرائم متعددة : الأولى الجماع المحرم الثانية الإكراه على الجماع المحرم أى إكراه على إتيان كفر الثالثة فضح المرأة وعائلتها الرابعة وهى محتملة إنجاب طفل أو طفلة بلا زواج الخامسة جرح المرأة إذا كانت عذراء جرحا لا يمكن القصاص منه بسببه وكل هذا يستوجب قتله لأنه بذلك مفسد فى الأرض انتهك العرض وجرح الجسم وخلط النسب إذا كان المغتصبة متزوجة وفى هذا قال تعالى : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم" فالمسألة هنا ليست مسألة زنى لكون الجماع هنا إكراه للمرأة فالزنى يكون برضا الزناة ثم تناول بم يحصل الإكراه فقال: "المسألة الثالثة بم يحصل الإكراه: لا خلاف أن إكراه المرأة على الزنا إذا كان إكراها ملجئا أنها غير مؤاخذة , كما لو أضجعت المرأة وفعل بها الزنا قهرا لأنها والحال ما ذكر غير مكلفة ولا إرادة لها واختلف أهل العلم فيما لو أكرهت المرأة – أو الغلام – على الزنا بالتهديد بالقتل ومنع الطعام والضرب ونحو ذلك هل يكون إكراها أم لا وسبب الخلاف أن هذا المكره يستطيع الفعل والامتناع فهو مختار للفعل ولكن ليس غرضه نفس الفعل وإنما مراده دفع الضرر عن نفسه وذكر بعض أهل العلم شروطا للإكراه منها : 1- أن يكون الإكراه من قادر بسلطان أو تغلب 2- أن يغلب على ظنه نزول الوعيد به , والعجز عن دفعه والهرب منه 3- أن يكون مما يلحق الضرر به والذي يظهر لي أن الله تعالى رفع المؤاخذة عن المكره والإكراه خلاف الرضا والمحبة وهو حمل إنسان على عمل أو ترك بغير رضاه بحيث لو ترك بدون إكراه لما قام به ومعلوم أن الناس يتفاوتون في ما يحملهم على العمل أو الترك فمنهم من يغلب عليه الخوف والضعف فأدنى الأمور تحمله على ما يحب ومنهم ذو البأس الذي لا يحمله على الفعل إلا كثير الإكراه والشرع بحمد الله لا يساوي بين مختلفات ولا يفرق بين متماثلات فتحديد مناط الإكراه يختلف باختلاف الناس فما رأوه إكراها فهو كذلك وأما عند الحكم فإنه يعمل بدلالة الحال ؛ إذ دلالة الأحوال يختلف بها دلالة الأقوال في قبول دعوى ما يوافقها ورد ما يخالفها" الإكراه يحدث طالما ليس هناك رضا وكما قال الجبير تختلف المغتصبات فى قوة التحمل فالممانعة ليست فقط فى المقاومة الجسدية بالضرب والخدش والعض وإنما هناك ممانعة نفسية تظهر فى عدم الاستجابة لعملية الجماع فبعضهن قد يغمى عليهن وبعضهن قد تتيبس أعضاء الجسد فيهن وبعضهن قد لا ينفتح مهبلهن إلا بالإكراه وهناك اغتصاب يتم دون دراية المغتصبة بعملية الاغتصاب إلا بعد تمامها ولا تحدث فيها أى مقاومة جسدية أو نفسية حيث يقوم المغتصب بتخدير المغتصبة ومن ثم فالاغتصاب طبقا لهذا يكون رفض سواء أحست المغتصبة أو لم تحس بالاغتصاب ثم تناول الجبير عقاب المغتصب فقال: "المسألة الرابعة : عقوبة المغتصب : من اختطف امرأة مكابرة فهو محارب لله , وممن يسعى في الأرض بالفساد وهو مشمول بقوله تعالى : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم" وهذا هو ما تضمنه قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية رقم 85 في 11/11/1401هـ ومما جاء فيه : " إن جرائم الخطف والسطو لانتهاك حرمات المسلمين على سبيل المكابرة والمجاهرة من ضروب المحاربة والسعي في الأرض فسادا المستحقة للعقاب الذي ذكره الله سبحانه في آية المائدة سواء وقع ذلك على النفس أو المال أو العرض ولا فرق في ذلك بين وقوعه في المدن والقرى أو الصحارى والقفار كما هو الراجح من آراء العلماء رحمهم الله تعالى قال ابن العربي يحكي عن وقت قضائه : دفع إلي قوم خرجوا محاربين إلى رفقة فأخذوا منهم امرأة مغالبة على نفسها من زوجها ومن جملة المسلمين معه فيها فاحتملنها ثم جد فيهم الطلب فأخذوا وجيء بهم فسألت من كان ابتلاني الله به من المفتين فقالوا : ليسوا محاربين ؛ لأن الحرابة إنما تكون في الأموال لا في الفروج فقلت لهم : إنا لله وإنا إليه راجعون ألم تعلموا أن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال , وأن الناس كلهم ليرضون أن تذهب أموالهم وتحرب من بين أيديهم , ولا يحرب المرء من زوجته وبنته ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفروج " وقطعا الاغتصاب هو فساد فى الأرض ومن يكون عقابه عقوبة الفساد فى الأرض كما قال الجبير ثم تناول إجهاض الحامل عن طريق الاغتصاب فقال: "المسألة الخامسة: إجهاض الحامل عن طريق الاغتصاب : 1- تعريف الإجهاض : الإجهاض في اللغة مصدر أجهض ، يقال أجهضت الناقة إذا ألقت ولدها فهي مجهض ويطلق على إلقاء الحمل ناقص الخلق أو ناقص المدة والأغلب استعماله في الإبل واستعمال الاسقاط في بني آدم ولا يخرج استعمال الفقهاء لكلمة إجهاض عن هذا المعنى "وقد يعبر عنه بالإسقاط والإلقاء والطرح والإملاص ، وكلها مترادفات والإجهاض يكون عفويا تلقائيا دون تحريض خارجي وقد يكون عمدا بفعل فاعل ودوافع الإجهاض مختلفة منها سلامة الأم ودفع الخطر عنها ، ومنها ستر جريمة الزنا وتذكر الإحصائيات الرسمية أن حالات الإجهاض التي تتم سنويا بشكل غير نظامي تتجاوز سبعين مليون إجهاض في البلدان النامية فقط وفق احصائيات منظمة الصحة العالمية ويموت من جراء الإجهاض أكثر من مليوني امرأة سنويا لكونه غالبا يتم بطرق بدائية أو على أيدي غير المؤهلات 2- حكم الإجهاض : لا يخلو الإجهاض إما أن يكون قبل نفخ الروح أو بعد نفخ الروح ، ونفخ الروح يكون بعد مرور مائة وعشرين يوما عن عبدالله بن مسعود قال حدثنا رسول الله "ص"وهو الصادق المصدوق: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" هذا في نفخ الروح وقد ورد في التخلق أنه يكون قبل ذلك عن حذيفة بن أسيد أن النبي "ص"قال : " إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظاما ثم قال يا رب ذكر أو أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك الحديث "" قال ابن رجب : " أما نفخ الروح فقد روى صريحا عن الصحابة رضي الله عنهم أنه إنما ينفخ فيه الروح بعد أربعة أشهر كما دل عليه ظاهر حديث ابن مسعود " أ – حكم الإجهاض بعد نفخ الروح : اتفق الفقهاء على تحريم اسقاط الجنين بعد مرور أربعة أشهر على تكوينه في بطن أمه ، حيث ينفخ فيه الروح وبذلك يصير نفسا آدمية وإسقاطها قتل بلا خلاف ويستوي عند الفقهاء ما إذا كان في بقاء الجنين خطر على الأم أو لا وذلك أن قتل النفس المحترمة لا يجوز بحال قال تعالى : {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ولا يجوز التضحية بنفس معصومة لإنقاذ نفس أخرى ، كما لا يحل لمن أصابته مخمصة أن يقتل آدميا ويأكله لينقذ نفسه من الهلاك إذ ليست احدى النفسين أولى بالحياة من الأخرى لكن اختارت اللجنة العلمية للموسوعة الفقهية التي تصدرها وزارة الأوقاف بالكويت جواز إسقاط الجنين وإن نفخ فيه الروح إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد لإنقاذ أمه من هلاك محقق ، وقالت : " الحفاظ على حياة الام إذا كان في بقاء الجنين في بطنها خطر عليها ، أولى بالاعتبار لأنها الأصلية وحياتها ثابتة بيقين"مو مخ 04 وبهذا الاختيار أفتت هيئة كبار العلماء في قرارها رقم 140 في 20/6/1407هـ حيث تضمن : " بعد إكمال أربعة أشهر للحمل لا يحل إسقاطه حتى يقرر جمع من المختصين الموثوقين أن بقاء الجنين في بطن أمه يسبب موتها وذلك بعد استنفاد كافة الوسائل لإنقاذ حياته " ب – حكم الإجهاض قبل نفخ الروح: اختلف الفقهاء في حكم الإجهاض قبل نفخ الروح على أقوال أشير إليها بإيجاز فيما يلي : القول الأول : الإباحة مطلقا ، وقال به بعض الحنفية,وقال به بعض الشافعية والحنابلة فيما قبل الأربعين يوما فقط القول الثاني : الإباحة إذا كان الإجهاض لعذر وهو مذهب الحنفية القول الثالث : الكراهة وهو قول عند الحنفية والمالكية والشافعية القول الرابع : التحريم وهو مذهب المالكية والاوجه عند الشافعية والمذهب عند الحنابلة وعند اعتبار آراء الفقهاء في حكم الإجهاض قبل نفخ الروح يتبين لنا ما يلي : 1- أن الإجهاض قبل نفخ الروح وتمام الأشهر الأربعة الأولى من عمر الجنين يختلف في حكمه وحقيقته عن الإجهاض بعدها 2- أن الإجهاض في هذه المرحلة لا يعتبر قتلا لآدمي 3- أن بعض من منع من الإجهاض نظرة بإتلاف بيض الصيد في الحرم "مما يشعر أن ملحظ المنع عندهم أن الإجهاض إتلاف وإفساد لغير ما هو ضار فيشمله التحريم " ومنهم من علل المنع بأن النطفة بعد استقرارها صارت مهيأة لنفخ الروح 4- أن للجنين حرمة منذ تكونه بدليل أن الشرع جاء بتأخير تنفيذ الحد على الحامل حتى تضع حملها حفاظا عليه وقد صدر في حكم الإجهاض قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية المتضمن ما يلي : " لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جدا ، إن كان الحمل في الطور الأول وهي مدة الأربعين وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر متوقع جاز إسقاطه ، أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقة في تربية أولاد أو خوفا من العجز عن تكاليف معيشتهم أو تعليمهم أو من أجل مستقبلهم أو اكتفاء بما لدى الزوجين من أولاد فغير جائز ولا يجوز إسقاط الحمل إن كان علقة أو مضغة إلا إذا قررت لجنة طبية موثوقة أن استمراره خطر على سلامة أمه بأن يخشى عليها الهلاك من استمراره جاز إسقاطه بعد استنفاد كافة الوسائلة لتلافي الأخطار " وتضمن المادة 24 من نظام مزاولة مهنة الطب البشري أنه يحظر على الطبيب إجهاض امرأة حامل إلا إذا اقتضت ذلك الضرورة لإنقاذ حياتها ومع ذلك يجوز الإجهاض إذا لم يكن الحمل قد تم أربعة أشهر وثبت أن استمراره يهدد صحة الأم بضرر جسيم 3- إجهاض الحمل من سفاح : لم يتعرض الفقهاء المتقدمون لهذه المسألة بخصوصها ولعل ذلك لعدم تفريقهم بين الحمل من سفاح وغيره ولا يخلو الحمل من سفاح إما أن يكون برضى الطرفين أو نتيجة اغتصاب أ – الحمل من سفاح برضى الطرفين : وقد ذهب بعض المتأخرين إلى جواز إجهاض الحمل قبل نفخ الروح إذا كان الحمل ناشئا عن زنا سواء كان الزنا بالتراضي أولا قال الرملي : " لو كانت النطفة من زنا فقد يتخيل الجواز فلو تركت حتى نفخ الروح فلا شك في التحريم " ومنع ذلك بعض الباحثين استدلالا بقصة الغامدية حينما جاءت إلى النبي "ص"واعترفت بالزنا وأبلغته بحملها فقال : "أما لا فاذهبي حتى تلدي" ووجه الاستدلال أن النبي (ص) أخر إقامة الحد على المرأة وإقامته واجبة حفاظا على حياة الجنين ومع أن أمه قد وقعت في الزنا المحرم, وعدم استفصال النبي "ص"عن عمر الجنين يدل على حرمة إسقاطه مطلقا وعند محاولة الوصل لرأي مختار في هذه المسألة وحيث إن إباحة إجهاض الحمل الناشيء عن زنا يترتب عليه انتشار الفاحشة وشيوعها وسهولة الوصول إليها وهو مؤدي إلى تقليص الحياة الزوجية وانتشار الأمراض الفتاكة وحيث إن جمهور أهل العلم يمنعون من إجهاض الحمل الشرعي الناشيء من نكاح صحيح ولو تراضى الزوجان على ذلك وحيث إن الحمل في مدة الأربعين يغلب عليه وصف النطفة وهي في الأصل نطفة غير محترمة لكونها من زنا مع أن النطفة يجوز إلقاؤها بالعزل وحيث أجازت هيئة كبار العلماء إسقاط الحمل في هذه المرحلة لمصلحة شرعية أو دفعا لضرر متوقع لذا فإن الظاهر لي جواز إسقاط الحمل في الطور الأول من الحمل قبل مرور أربعين يوما وتحريمه بعد ذلك إذا كان ظاهر حال المرأة أنها ليست ممن اعتاد الفجور والفساد أما من اعتادت عليه فإنه يتجه القول بالتحريم مطلقا لها إعمالا لقاعدة المعاملة بنقيض القصد وسدا لذريعة الفساد والله أعلم" وكل ما ذكره الجبير فى الفقرات السابقة لا علاقة له بحمل الاغتصابومن ثم لن نناقشه بعدم تعلقه بموضوع الكتاب وإنما سنناقش التالى وهو المتعلق بالموضوع: "ب – الحمل الناشيء عن الاغتصاب : الاغتصاب هو الإكراه على الزنا ، وهو مما انتشر في بعض المجتمعات انتشارا مخيفا ففي دراسة أجريت في ألمانيا تبين أن واحدة من كل سبع نسوة قد اغتصبت ، وفي الولايات المتحدة وجد أن "25" من البنات قد تعرضن للاغتصاب وليس في إجهاض الحمل الناشيء عن الاغتصاب نقل للفقهاء المتقدمين أو المتأخرين فيما وقفت عليه من مراجع وأما المعاصرون فإن فتاواهم تتضافر على جواز إجهاض هذا الحمل قبل مرور مائة وعشرين يوما وتحريمه بعدها لكونه قد نفخ فيه الروح ففي فتوى مفتي مصر الصادرة في 26/6/1419هـ ما يلي : " لا مانع شرعا من تفريغ ما في أحشاء أنثى من نطفة نتيجة الاختطاف والإكراه على المواقعة بشرط أن لا يكون قد مر على هذا الحمل مائة وعشرين يوما، لأنه لا يحل في هذه الحالة إسقاط الجنين لكونه أصبح نفسا ذات روح يجب المحافظة عليها " ويدل على هذا الرأي أن إجهاض الحمل قبل نفخ الروح فيه ليس قتلا وإنما هو إتلاف لما يمكن أن يكون آدميا ولا تكون الجناية على الحي الذي نفخت فيه الروح كالذي لم تنفخ فيه الروح ، فيكون خاضعا للأعذار والحاجات وقد وجدنا أن من الفقهاء من أباح الإجهاض لعذر كما لو انقطع لبن الأم وليس لأب الصبي ما يستأجر به الظئر ويخاف هلاكه كما أن آثار الحمل من سفاح على الأم قد تكون كبيرة وقد لا تتحملها نفسيا, وهو يفتح باب القالة السوء عليها لعدم التفريق بين الإكراه والرضا في الزنا, مع أنها لا ذنب لها ولا يد في الجريمة, ويمكن التخفيف من آثار ذلك دون إضرار بأحد ومن مقررات الشريعة الإسلامية أن الضرر يزال والضرر الأشد يزال بالضرر الأخف وهذا كله يقوي القول بجواز إجهاض الحمل الناشيء عن الاغتصاب قبل نفخ الروح وأما بعده فهو باق على الأصل لا يحل اسقاطه إلا أن يكون في بقائه خطر على حياة أمه والله أعلم" قطعا يجب أن نفرق بين حالين : الأول المغتصبة المتزوجة فهذه إن حملت يجب إسقاط حملها لأنه خلط فى الأنساب الثانى المغتصبة غير المتزوجة وهذه يجب إسقاط حملها منعا للفضيحة وعملا على أن تتزوج مستقبلا لأن نادر جدا من الرجال من يقبل زواج مغتصبة ونادر من يتحمل تربية طفل ليس ابنه نتج من جريمة إذا فى كلا الحالين يجب إسقاط الحمل لمنع الفساد التالى : - خلط الأنساب - عقاب المغتصبة على غير جريمة ارتكبتها بتحمل نفقات تربية طفل وهو ما يخالف قوله تعالى " ولا تزر وزارة وزر أخرى" - عنوسة المغتصبة - طلاق المرأة المتزوجة لعدم تحمل الزوج - حدوث مشاكل نفسية لدى أولاد المتزوجة - معايرة البعض لأسرة المغتصبة بموضوع الاغتصاب - معايرة الأولاد وغيرهم لابن الاغتصاب إن عاش وهو ما يجعل يصاب بالأمراض النفسية أو ينتحر - فضيحة أسرة المغتصبة لأن بعض ممن لا يفقه الإسلام سعتبر هذا عيبا وحراما ونقيصة فى حقهم وكل هذا الإيذاءات أى الحرج وهو الضرر يصيب أطراف متعددة وقد حرم الله ما فيه أذى على المؤمنين والمؤمنات فقال : "وما جعل عليكم فى الدين من حرج" ثم تناول الجبير قضية منع حمل المغتصبة فقال: "المسألة السادسة : منع حمل المغتصبة : قد يحصل أن يعتدى على امرأة وتفعل بها فاحشة الزنا عن طريق الإكراه فهل يجوز إعطاؤها عقارا يمنع الحمل عنها بعد حصول الاعتداء أم لا ؟ ومما سبق في المسألة الثالثة من جواز إجهاض الحمل نتيجة اغتصاب فإن منع الحمل أولى بالجواز والإباحة وقد صدرت عدة فتاوى من شخصيات وهيئات علمية بجواز التحكم المؤقت في الإنجاب عن طريق استخدام وسائل منع الحمل إذا دعت لذلك حاجة معتبرة ولم يترتب على ذلك ضرر" بالقطع الكثير من حالات الاغتصاب لا يتم التبليغ عنها خوفا من الفضيحة وفى أثناء ذلك ينمو الجنين ومنع الحمل ممكن فى اليوم الأول من ارتكاب الجريمة حيث هناك حبة تؤخذ وتقوم بقتل الحيوانات المنوية شرط أن يكون هذا فى فترة 24 ساعة الأولى بعد الجماع وقد يكون لها مفعول غير مؤكد فى اليوم التالى ومن ثم يجب على الطبيبات إعلام النساء بوجود تلك الحبة وأن من تعرضت للاغتصاب عليها ان تلجأ للطبيبة على الفور كى تعطيها الحبة منعا للحمل ثم تناول الجبير قضية إعادة غشاء البكارة عند العذراء المغتصبة فقال: "المسألة السابعة : رتق غشاء البكارة : 1- تعريف البكارة : البكارة : فعالة من البكر، وهو أول كل شيء والمرأة البكر هي العذراء وهي التي لم تجامع بنكاح ولا غيره ، وعلامة ذلك غشاء أو جلدة يكون في القبل يسمى غشاء البكارة أو الغشاء العذري وليس وجود الغشاء أو عدم وجوده دليل حتمي قاطع على حصول الوطء ، فإن بعض البنات يولدن دون غشاء بكارة كما قد تكون فتحة غشاء البكارة واسعة خلقة لا تتأثر بالوطء ، كما أن تمزقه قد يحصل نتيجة حادث عادي وقد تحتاج المرأة لإجراء عملية لفتح غشاء بكارة مقفل يمنع خروج دم الحيض ولكنه مع ذلك قرينة تدل على حصول الوطء من عدمه ومعنى رتق الغشاء العذري أي إصلاحه طبيا ليعود إلى وضعه قبل التمزق 2- حكم رتق غشاء البكارة : أ – لا خلاف بين الباحثين المعاصرين ممن وقفت على رأيه أن تمزق غشاء البكارة إذا كان سببه قد حصل بسبب وطء في عقد نكاح صحيح أنه يحرم رتقه سواء كانت المرأة متزوجة أو مطلقة أو أرملة لأنه بذلك لا مصلحة فيه ب – كما أنه لا خلاف بينهم أن تمزق غشاء البكارة إذا كان بسبب زنى اشتهر بين الناس إما نتيجة صدور حكم على الفتاة بالزنى أو لتكرره منها واشتهارها به فإنه يحرم على الطبيب رتق غشاء البكارة لعدم المصلحة واشتماله على المفسدة ج – واختلف الباحثون في حكم رتق غشاء البكارة إذا كان سبب التمزق حادثا ليس وطئا أو إذا كان بسبب زنى لم يشتهر بين الناس على قولين : الأول : أنه لا يجوز الرتق مطلقا الثاني : أنه يجوز في هذه الحالات واستدل من منعه بعدة أدلة منها : أن رتق غشاء البكارة يسهل إرتكاب الزنى وفيه اطلاع على العورة دون موجب ضروري وأنه قد يؤدي إلى اختلاط الانساب, إذ قد تحمل المرأة من جماع سابق ثم تتزوج بعد الرتق فيلحق الحمل بالزوج, ولأنه نوع من غش الزوج والغش محرم وأما الضرر اللاحق بالمرأة فيكفي في منعه إعطاؤها شهادة طبية بحقيقة حالها واستدل من أجاز بأن الستر مندوب إليه في الشرع والرتق يحقق ذلك وأنه يمنع انتشار الفاحشة وإشاعة الحديث حولها وهذا له أثر تربوي عام في المجتمع وأن المرأة في هذه الحالات بريئة من الفاحشة وفي اجراء الرتق قفل لباب سوء الظن فيها وقد اختار د محمد الشنقيطي والشيخ عز الدين الخطيب وغيرهما تحريم الرتق مطلقا والحقيقة أن المتأمل لهذه العملية والذي يريد توصيف حكمها الشرعي كما أنه لا يغفل عن أثرها وكيفية تطبيقها فإنه لا يمنعه ذلك من النظر الواقعي الذي ينزل الحكم عليه وتأمل رجلا تقدم لخطبة فتاة يبرز لها أهلها قبل العقد تقريرا طبيا بزوال عذريتها نتيجة اغتصاب لا ذنب لها فيه أو أثرا لعملية احتاجت لإجرائها فهل هذا الحل الذي اقترحه أصحاب الفضيلة محققا للغرض؟ وكيف يمكن أن يتساوى حال المرأة التي وقعت في الزنا ومن زالت بكارتها بغير الوطء؟ هذه الأسئلة تحتاج لجواب أعتقد أنه لن يتفق مع ما اختاروه ولعل أقوى ما يتمسك به من منع الرتق أنه فيه سدا لذريعة انتشار الفساد وسهولة ارتكاب الزنى للعلم بإمكان الرتق بعد ذلك ، وهذا وجيه جدا لكن إعطاء المرأة شهادة طبية عند زوال بكارتها بغير ذنب منها يفتح أيضا الباب للفاسدات بأخذ شهادات طبية مماثلة ومعلوم أن كتابة التقرير الطبي سهل وأيسر من اجراء عملية الرتق وحيث إن أهل العلم عرفوا البكر بأنها التي لم تجامع ووصفوا من زالت بكارتها بغير الوطء بأنها بكر حقيقة وكما قال ابن قدامة : " وإذا ذهبت عذريتها بغير جماع كالوثبة أو لشدة حيضة أو بإصبع أو عود ونحوه فحكمها حكم الإبكار " وعليه فإن الظاهر لي أن من زالت بكارتها بغير وطء فإنه يجوز إصلاح غشائها العذري لكونها بكرا ورتق غشاء البكارة دليل على حالها التي هي متصفة به فلا يكون في ذلك غش ولا تدليس ولا كذب وكشف العورة لذلك كشف لها لمصلحة وهو جائز للحاجة وأما زوال البكارة بسبب الزنى فإنه لا يظهر لي وجه جواز برتقه، وتبقى بعد ذلك الحاجة إلى ضبط هذا الإجراء وعدم السماح به إلا تابعا للعملية التي تم فيه علاجها من الحادث الذي تسبب في تمزق البكارة والله أعلم " ما سبق من حديث لا علاقة له بجريمة الاغتصاب والقول فيه أنه لا يتم رتق غشاء بكارة إلا بحكم قضائى حيث يكون على زوال البكارة بلا جماع شهود أو وجود دليل ما مقبول فى القضاء ورتق غشاء البكارة للعذراء المغتصبة واجب بحكم القضاء ويتم أخذ المغتصبة من قبل القاضى للمشفى وهى منتقبة وبواسطة طبيبات وممرضات ومن المستحسن أن يتم استدعائهن من بلد أخر وفى المسألة قال الجبير : "3- رتق غشاء البكارة في حالات الاغتصاب : معلوم أن الاغتصاب إكراه للمرأة على ممارسة جنسية ، ونحتاج عند بيان حكم الرتق في هذه الحالة إلى بيان مقدمات : أولا : المكره غير مؤاخذ : المكره إكراها تاما غير مكلف إجماعا ولا إثم عليه قال تعالى :"إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان قال الشافعي : "إن الله تعالى لما وضع الكفر عمن تلفظ به حال الإكراه أسقط عنه أحكام الكفر ,كذلك سقط عن المكره ما دون الكفر، لأن الأعظم إذا سقط سقط ما هو دونه من باب أولى" وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله "ص"قال : ""إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"" ثانيا : البكارة قد تزول بغير وطء وقد تبقى مع حصول الوطء: وهذا مما يعرفه الأطباء ويقررونه وإن كان الغالب أن زوال البكارة قرينة على حصول الوطء وقد سبق ثالثا: إذا تزوج الرجل على أنها بكر فبانت ثيبا فلا ترد في ذلك فقد روى الزهري أن رجلا تزوج امرأة فلم يجدها عذراء فأرسلت إليه عائشة إن الحيضة تذهب العذرة وكذلك ورد عن الحسن والشعبي وإبراهيم النخعي أن الرجل إذا لم يجد امرأته عذراء فليس عليه شيء للعذرة فإن الحيضة تذهب العذرة ، والوثبة والتعنس والحمل الثقيل وهو قول الثوري والشافعي واسحاق وأصحاب الرأي وهو رواية عن الإمام أحمد وهذا إذا كان زوال البكارة بما لا تأثم فيه المرأة أما لو كان زوالها بزنى هي فيه آثمة فإن للزوج فسخ النكاح لأنه يتبين به عدم عفتها وبناء على المقدمات الثلاث السابقة وحيث إن المغتصبة ونحوها غير آثمة ولا هي زانية لغة ولا شرعا ، ولا ينسب إليها ما لم تفعله ولم ترض به وقد ابتليت ببلاء كبير يمكن إزالته ومن تزوجها وقد زالت بكارتها بسبب ليس من قبلها ولم تأثم به فإنه لا يكون مغشوشا ولا مخدوعا إذ كان السلف يعتبرون من زالت عذريتها بغير الوطء بكرا ليس لزوجها فسخ نكاحها كما سبق ومن تأمل المصلحة المترتبة على رتق المغتصبة فإنه لايظهر لي مانع من إجراء عملية رتق الغشاء العذري لمن اغتصبت سواء كانت كبيرة أو قاصرة ، لكن بشرط أن يكون إجراؤها مبنيا على الإجراء الجنائي الذي يثبت التعرض للاغتصاب وأن لا يجري الطبيب الرتق بدون ذلك سدا لباب التلاعب والتحايل وقد صدرت فتوى مفتي مصر في 26/6/1419هـ تتضمن : " أنه لا مانع شرعا من العمليات الجراحية التي تجرى للأنثى التي اختطفت وأكرهت على مواقعتها جنسيا لإعادة بكارتها " كما لا يلزمها ولا أهلها إطلاع الخاطب الذي يتقدم لها بذلك والله أعلم " كما قلت سابقا رتق الغشاء يكون بحكم قضائى وعلى القاضى تنفيذه للحكم بنفسه بأخذ المغتصبة منقبة من المحكمة للمشفى بعد أن يستدعى المختصات للقيام بالعملية وهناك أمر ينبغى قوله أن هناك حالات تستدعى من القضاء أن يقوم بعملية نقل الأسر من بلد إلى بلد أخرى بعيدة منعا للمشاكل المستقبلية وهى نقل القاتل المعفو عنه أو القاتل قتل خطأ هو وأسرته من بلده لبلد أخر لا تعرف أسرة القتيل عنها شىء منعا لحدوث الثأر فى المستقبل نقل أسرة المغتصبة من بلدتها لبلد أخرى بعيدة منعا لأى ضرر نفسى لهم ومنعا من قيامهم بالتعرض لأسرة المغتصب وهذا النقل يكون برضا تلك الأسر حيث يتم توفير بيت ووظائف لتلك الأسرة فى البلدة المنقولين لها كما يكون النقل غير مباشر بمعنى ألا يكون عقب انتهاء الحكم فى قضية الاغتصاب وإنما بعدها بمدة شهر مثلا فى عمليات نقل أسرة المغتصبة حتى لا يشعر أحد بالجريمة إلا من شهدوها والذين يأخذ عليهم القاضى عهدا بعدم الكلام عن الجريمة لأحد
  8. قراءة فى كتاب إتحاف الزميل بحكم الرقية بالتسجيل المؤلف عامر بن محمد فداء بن محمد بن بهجت وهو يدور حول جواز الرقية المسجلة على شريط وسماعها من مسجل صوتى أو حتى من على الحاسوب وفى هذا قال فى مقدمته : "أما بعد فبعد أن من العلي القدير على العبد الفقير بإتمام كتاب (الأحكام المتعلقة بالتسجيلات الصوتية)، استعنت به -سبحانه- على إعادة النظر فيه مسألة مسألة تمهيدا لنشره، مع اعترافي بقلة البضاعة، وضعفي في هذه الصناعة، فالله يعفو ويسامح، وآمل ممن نظر فيه من المشتغلين بالعلم والفقه أن لا يحرمني من ملاحظاته وإضافاته وإفاداته، فالعلم رحم بين أهله" وقد استهل الكاتب كتابه بتعريف الرقية فقال: أولا: تعريف الرقى: هي (ألفاظ خاصة يحدث عندها الشفاء من الأسقام والأدواء والأسباب المهلكة) ومن المقرر أن الرقية بالقرآن والسنة مشروعة، فقد قال الله عز وجل: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} ، وقال سبحانه: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} وقال النبي (ص)عن سورة الفاتحة: «وما يدريك أنها رقية» ، وقال (ص): «اعرضوا علي رقاكم لا باس بالرقى ما لم يكن فيه شرك» " الرقية المفترض أنها دعاء بالشفاء وليست ألفاظ خاصة يحدث عندها الشفاء من الأسقام فعند قول الرقية لا يحدث غالبا الشفاء لأن الدعاء فيه ما يستجاب ومنه ما لا يستجاب حسب مشيئة الله كما قال تعالى : "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء" وأما قوله أنها مشروعة بقوله تعالى" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" و"قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء" فيكذبه أن القرآن يفسر بعضه بعضا وقد قال " وشفاء لما فى الصدور"فالقرآن يشفى الكفر والنفاق فى الصدور فقط ولا يشفى أمراض الجسد ولا الجنون وأما قوله عن الفاتحة أنها رقية فيقال عنه نفس ما قيل أنها من ضمن القرآن وهى شفاء لما فى الصدور من الوسوسة التى هى الكفر والنفاق كما قال تعالى : "الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس" ثم بين المؤلف صورة القضية التى يعرضها الكتاب فقال: "صورة المسألة: لهذه المسألة صور وتطبيقات موجودة في الواقع، فمنها: 1. أشرطة تباع في التسجيلات باسم الرقية الشرعية بصوت قارئ من القراء، يتضمن الشريط آيات مختارة يزعم أنها آيات الرقية من أمراض معينة ليشغلها المريض أو المسحور أو غيرهما بنية الاستشفاء بتلك القراءة واعتبارها رقية. 2. قناة فضائية للرقية الشرعية يسجل فيها صاحبها بالصوت والصورة وهو يقرأ آيات وأدعية فيجلس أمام الشاشة بعض المرضى بنية الاستشفاء والرقية. وقبل الشروع في هذه المسألة أقدم بالكلام على ثلاث مسائل: المسألة الأولى: هل الرقية اجتهادية أم توقيفية؟ المسألة الثانية: هل النفث شرط في الرقية؟ المسألة الثالثة: حكم رقية أهل الكتاب للمسلمين. فأما المسألة الأولى: هل الرقية اجتهادية أم توقيفية؟ فقد اختلف فيها أهل العلم على قولين: القول الأول: أن الرقية توقيفية، وهو قول اللجنة الدائمة بتوقيع المشايخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، عبد العزيز آل الشيخ، بكر أبو زيد، صالح الفوزان، عبد الله بن غديانودليله: 1. أن الرقية دعاء وذكر وتلاوة قرآن، وهذه عبادات، والعبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل ونوقش: بأنها وإن كانت عبادات فهي من باب الاستشفاء والطب والتداوي، وباب الطب والتداوي اجتهادي تجريبي: 2. أن القول بكون الرقى اجتهادية يفتح باب الخرافات والبدع على مصراعيه كما هو مشاهد ونوقش: بأنها وإن كانت اجتهادية فإنها مقيدة بما ثبت بالتجربة مما لم يثبت منعه شرعا، كما قال النبي (ص): «اعرضوا علي رقاكم لا باس بالرقى ما لم يكن فيه شرك» 3. أن الورد المعين بوصفه وعدده قد يفيد في حال دون حال، إما لاختلاف الراقي أو المرقي أو نوع المرض ودرجته أو مجموع ذلك، فكيف يزعم أحد أن ورده الذي حدده مجرب نافع مطلقا. 4. أن من شروط الرقية أن تكون معلومة المعاني، وكثير من المجربات لا يعقل معناها ولا تعرف حقيقتها ولا يدرى ثبوتها ونوقش: بأننا نشترط في الرقية التي لم ترد في النص معرفة معناها القول الثاني: أن الرقية اجتهادية، وقد ورد ما يدل عليه عن عدد من العلماء، فمنهم ابن تيمية حيث نقل عنه ابن القيم (أنه (كان كثيرا ما يقرأ في أذن المصروع {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} ، ومنهم ابن القيم ~ حيث قال: (ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة فما الظن بكلام رب العالمين الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء) ومنهم السفاريني، ومنهم الشيخ ابن باز ، وشيخنا عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -حفظه الله- والشيخ ناصر العقل والشيخ الراقي عبد الله السدحان ودليل هذا القول ما يلي: 1. عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال: «اعرضوا علي رقاكم لا باس بالرقى ما لم يكن فيه شرك» ووجه الدلالة: أنه أقر الرقى التي لم يرد بها النص بشرط خلوها من الشرك. 2. عن جابر قال: نهى رسول (ص)عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله (ص)فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقى قال فعرضوها عليه فقال: «ما أرى باسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» وجه الدلالة: أنهم كانوا يرقون بما لم يرد به نص ولم ينكر عليهم (ص). 3. عن أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نابنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال: لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى ناتي أو نسأل النبي (ص)فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي (ص)فقال: «وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم» وجه الدلالة: أنه اجتهد في تخصيص الرقية بسورة معينة وهي سورة الفاتحة فأقره النبي (ص)، ولو كان الأصل في الرقية التوقيف لأنكر عليه اجتهاده فيما ليس محلا للاجتهاد والذي يترجح -والله أعلم- أن الرقى اجتهادية لما ذكر من الأدلة، بشروط ثلاثة: 1. خلوها من الشرك والمحرم ووسائلهما. 2. أن تكون بكلام مفهوم. 3. أن لا يعتمد الراقي ولا المرقي عليها بل يعتمد على الله ويتخذها سببا لا مؤثرة بذاتها" روايات الرقية هناك روايات تعارضها مثل "إن الرقى والتمائم والتولة شرك " رواه ابن ماجة ومثل" أن رجلا قال يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقى من العقرب قال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه "رواه أحمد ومسلم والبيهقى" حسب هذه الروايات الرقى محرمة وهناك روايات أخرى تبيح بعض الرقى دون الباقى مثل : "لا رقية إلا من عين أو حمة أو لدغة أو دم يرقأ" رواه أبو داود الدعاء ومنه الرقى التى هى كلام تشفى الأمراض وما شاكلها تخريف لأن لو كان الدعاء ومنه الرقى تشفى فالسؤال الآن لماذا خلق الله الأدوية ووصف بعضها فى القرآن مثل عسل النحل بقوله "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس "ولو كان النبى(ص) وهو لم يقل شىء من تلك الروايات يعلم بأثر الدعاء أو الرقية لشفى نفسه والصحابة من الأمراض ولشفى الناس باعتبار أن هذا معجزة أم أنه كان يأمر الناس بها وينسى نفسه ؟ قطعا لا ثم قال : "المسألة الثانية: هل النفث شرط في الرقية؟ ثبت عن عائشة أن رسول الله (ص)كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها ومع ثبوت النفث في عدة أحاديث فقد اختلف العلماء في مشروعيته، قال الإمام النووي: (فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. قال القاضي: وأنكر جماعة النفث والتفل في الرقى، وأجازوا فيها النفخ بلا ريق، وهذا المذهب والفرق إنما يجيء على قول ضعيف) ومع أن المرجح هو قول الجمهور وهو مشروعية النفث إلا أنني لم أقف على قائل من المتقدمين بأنه شرط لصحة الرقية، قال ابن القيم: (فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه فإذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس كانت أتم تاثيرا وأقوى فعلا ونفوذا ويحصل بالازدواج بينهما كيفية مؤثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية) والله أعلم." النفث والتفل كلام لا أساس له لأنه ينقل الأمراض إذا كان الراقى مصابا لشىء وهناك روايات تحرم النفث فى الماء لهذا السبب مثل : 1/765- عن أَبي سعيدٍ الخدريِّ" أَنَّ النبيَّ(ص)نَهَى عَنِ النَّفخِ في الشَّرابِ فَقَالَ رَجُلٌ: القذَاةُ أَراها في الإِناءِ؟ فقال: أَهْرِقْهَا. قال: فإِنى لا أُرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: فَأَبِنْ القَدَحَ إِذًا عَنْ فِيكَ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. 2/766- وعن ابن عباس أن النَّبيّ(ص)نَهَى أَن يُتنَفَّسَ في الإِنَاءِ، أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح "أنَّ النَّبيَّ (ص) كان لا ينفُخُ في الطَّعامِ ولا في الشَّرابِ" المعجم الأوسط للطبرانى ومن هذه الروايات يتبين حرمة النفخ لعدم نقل الأمراض بين الناس فكيف يحرم النفخ هنا ويباح هناك مع أن السبب واحد وهو منع المرض وهو فى حالة المرض أشد منعا ثم قال عن رقية الكتابيين للمسلمين: "المسألة الثالثة: حكم رقية أهل الكتاب للمسلمين: اختلف العلماء في حكم رقية أهل الكتاب للمسلمين على قولين: القول الأول: الجواز، وهو مروي عن أبي بكر الصديق وبه قال الشافعي حيث جاء في كتاب الأم: (أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ فقال: نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله أو ذكر الله فقلت: وما الحجة في ذلك؟ قال: غير حجة , فأما رواية صاحبنا وصاحبك فإن مالكا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر ارقيها بكتاب الله فقلت للشافعي: فإنا نكره رقية أهل الكتاب فقال: ولم وأنتم تروون هذا عن أبي بكر ولا أعلمكم تروون عن غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خلافه وقد أحل الله جل ذكره طعام أهل الكتاب ونساءهم وأحسب الرقية إذا رقوا بكتاب الله مثل هذا أو أخف) القول الثاني: المنع، وهو قول الإمام مالك ودليله: 1. ما روي أن عبد الله بن عباس {تكلم في مجلسه فقال: {نهى النبي (ص)عن رقى أهل الكتاب فقال له رجل: يا ابن عم رسول الله (ص)أحيانا توجعني عيني فآتي إلى فلان اليهودي فيرقيها فأستريح أو كما. قال: فقال له عبد الله بن عباس {: (إن الشيطان يضع يده على عينك فيوجعها ثم يوسوس لك حتى تاتي إلى فلان اليهودي فإذا وضع يده عليها وتكلم بكلامه رفع الشيطان يده عن عينك أو كما قال ونهاه عن أن يعود لمثلها) 2. سدا للذريعة فإنه لا يدري أيرقون بكتاب الله تعالى أو بما يضاهي السحر من الرقى المكروهة والقول الأول أرجح لصحة الأثر الوارد فيه -والله أعلم- ويتفرع من هذه المسألة أنه لا يشترط في الرقية نية التعبد من الراقي لأن الكفار لا تصح منهم النية" والكلام هنا كلام باطل حيث يدعو الكفار للمسلمين وهو أمر يدعو للضحك فإذا كنا نقول أنهم حرفوا كتاب الله فكيف نلجأ لكفر كعلاج وما هو بعلاج أساسا لأن العلاج له سبب وهو التداوى عند الأطباء ثم قال عن حكم الرقية بتشغيل المسجل على آيات القرآن : "إذا تقرر ما سبق، فما حكم الرقية بتشغيل المسجل على آيات القرآن؟ اختلف العلماء في هذا على قولين: القول الأول: المنع وعدم صحة الرقية بالمسجل، وهو قول اللجنة الدائمة بتوقيع المشايخ: عبد العزيز بن باز وعبد العزيز آل الشيخ وعبد الله بن غديان وبكر أبو زيد وصالح الفوزان، وهو قول الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ أحمد الحجي الكردي ودليله: 1. أن الرقى توقيفية، وهذه الطريقة في الرقية محدثة. وقد سبق الكلام عن هذه المسألة، وترجح أن الرقية اجتهادية. 2. أنه لا بد في الرقية من النفث. وقد سبق الكلام على هذه المسألة، وذكر أن النفث ليس شرطا لصحة الرقية. 3. أن في مباشرة الراقي القراءة بنفسه معان تقوم فيه لا بد من اعتبارها ويناقش: بأن هذا من باب الكمال، وليس شرطا لصحة الرقية ونفعها، وقد رخص بعض العلماء في رقية الكتابي مع كفره كما سبق. 4. أن الرقية لا تصح بغير نية ويناقش: بأن الكتابي لا تصح منه النية ولا العبادة، ومع هذا فرقيته صحيحة كما ورد عن أبي بكر وقال به الشافعي -كما سبق-. 5. أن الرقية لا تصح بدون وجود أركانها، وهي: الراقي والمرقي والرقية ويناقش: بأن الأركان هنا متحققة وموجودة فالراقي هو القارئ الذي سجل الشريط، أو هو المسجل، ثم ما الدليل على اشتراط وجود هذه الأركان؟. القول الثاني: الصحة والجواز وهو قول الشيخ ابن جبرين -حفظه الله- والشيخ خالد المصلح ، ويخرج قولا للشيخ ابن باز ، وقول بعض الرقاة كالشيخ الراقي عبد الله السدحان والشيخ الراقي أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني وقال: (وقد ثبت عند أثبات المعالجين نفع وفائدة هذه الطريقة للحالات المرضية)ودليله: 1. قول الله عز وجل: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} 2. قوله سبحانه: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} وجه الدلالة: أن الله وصف القرآن بأنه شفاء، والذي يصدر من المسجل قرآن فكان شفاء 3. وقال النبي (ص)عن سورة الفاتحة: «وما يدريك أنها رقية» وجه الدلالة: أنه وصف الفاتحة بأنها رقية، فإذا قرئت حصلت الرقية سواء كان ذلك بالمسجل أم لا. 4. قال (ص): «اعرضوا علي رقاكم لا باس بالرقى ما لم يكن فيه شرك» وجه الدلالة: أن "الرقى" جمع معرف بأل وهي من صيغ العموم، فدخل فيه جميع الرقى مباشرة كانت أم مسجلة. 5. أن الرقى اجتهادية فما ثبت نفعه أخذ به، وقد ثبت نفع هذه الطريقة بالتجربة ويناقش: بأننا لو سلمنا بأن الرقى اجتهادية فإن بعض الرقاة ينفي نفع هذه الطريقة، ويعتبرها من الدجل، حيث قال الراقي منير عرب: (لا يمكن العلاج عبر الانترنت ولا التليفون ولا غيره دون حضور المريض الي مكان العلاج أو أن المريض يرقي نفسه بنفسه أو يرقيه أحد من أهله أو ليذهب به الي أحد الرقاة المعروفين عندك في البلد الذي أنت فيه وان كنت من سكان المملكة فعليك بسؤال مكاتب الدعوة والارشاد وهم يدلوك علي أهل الرقية ولا تصدق المدعين الذين يعالجون عن بعد فكل من يدعي أنه يعالج عن بعد مسافة أو غير ذلك فهو دجال) ويرد: بأن المثبت مقدم على النافي، وكون أحد الرقاة لم يثبت لديه نفع هذه الطريقة لا يعني أنها غير نافعة 6. التخريج على رقية الكتابي، فإذا كانت رقية الكتابي صحيحة، فمن باب أولى رقية المسلم المسجلة 7. أن النفث ليس شرطا لصحة الرقية الترجيح: ليس لمثلي أن يجزم بالترجيح في مثل هذه المسائل الاجتهادية لكن لعل الأولى أن تحمل أدلة القول الأول على الرقية الكاملة الفاضلة، وأدلة القول الثاني على الرقية المجزئة المفضولة، ولعل في هذا جمعا بين الأدلة وهو أولى من إعمال أدلة أحد الفريقين دون الآخر" بالقطع الكتاب كله قائم على باطل فالتداوى يكون عند الأطباء وليس بمجرد كلمات حتى لو كانت القرآن لأن الله قال أنه شفاء لما فى الصدور فإن فسرناه بالنفوس كانت علاجا للكفر والنفاق وحتى لو فسرناه بالجسد فكل الرقى باطلة إلا ما كانت فى القفص الصدرى وهو ما لا يقوله مسلم وفى الحالتين تكون كل الرقى بالقرآن باطلة لأنه لم يرد شىء فى رقية الصدر فى الروايات وكما سبق القول لو كان الكلام القرآنى يشفى أمراض الجسد فلما قال الله أن العسل فيه شفاء للناس فى قوله تعالى "ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس" إذا كان هناك دواء واحد هو الرقى فما الحاجة لذكر العسل ؟وما الحاجة إلى رواية تداووا عباد الله فإن لكل داء دواء؟
  9. قراءة فى كتاب أحكام المولود من الولادة إلى البلوغ الكتيب تأليف عمر بن غرامة العمروي وهو يدور حول الأحكام المتعلقة بالطفل حتى مرحلة البلوغ وفى هذا قال المؤلف فى مقدمته: "أما بعد : فهذه نصيحة فيما يتعلق بالأحكام المتعلقة بالمولود من ولادته إلى بلوغه فأقول " ثم عدد العمروى الأحكام فقال: "أولا : المطلوب بعد ولادته : 1- استحباب البشارة لقوله تبارك وتعالى : { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} وقوله { أن الله يبشرك بيحيى }" البشارة هنا إلهية وهى بشارة متعلقة بما قبل الولادة وحتى الحمل وهى فى حقنا ممتنعة ومن ثم فهى ليست حكم لازم خاصة ان الكثير من الولادات تتم فى حضور الآباء فى المشافى والبيوت ثم قال: "2- استحباب الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى لحديث أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ) " هذا الكلام لم يحدث لأن لا فائدة من قول أى كلام للمولود لأه لا يفهم شىء أى لا يغلم بشى كما قال تعالى : " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا" ثم قال: "3- استحباب تحنيكه عندما يولد – والتحنيك مضغ تمرة ثم يدلك بها حنك المولود – لما في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال ( ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمره ) وزاد البخاري ( ودعا له بالبركة )" خذا كلام لا يمكن أن يفعله النبى(ص) مع حكم الرضاعة خاصة فى نصف العام الأول لقوله تعالى : "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" فالنبى(ص) يعلم أن الجهاز الهضمى للرضيع لا يقبل طعام فى الشهور الأولى وسوف يتسبب فى حدوث مغص أو ألم فى بطن الرضيع ثم قال: ثانيا : المطلوب في اليوم السابع: "1- حلق الرأس والتصدق بوزن الشعر فضة , لقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة لما ولدت الحسن ( احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين ) هذا كلام لا أساس له فالمولود شعره يكون قليل جدا وأحيانا بلا شعر كما أن الروايات الأخرى تقول ان فاطمة كانت فقيرة وليس معها مال هى وزوجها حتى أن مهرها كانت درعا لعدم وجود مال حتى أنها كانت تقوم بأعمال البيت بدون خادم وذهبت لطلب خادم فكيف ستتصدق بثروة ليست معها؟ ثم قال : "2- التسمية : وتجوز في اليوم الأول أو الثالث إلى اليوم السابع يوم العقيقة لقوله صلى الله عليه وسلم ( ولد لي الليلة غلام فسميته بأسم أبي إبراهيم ) وعلى الوالد أن يحسن اسم مولوده " التسمية أمر واجب باسم مباح والمفترض أن تكون معروفة قبل الولادة بالاتفاق بين الوالدين أو يفوضان أحد لاختيار الاسم وسيان تم اختيار الاسم قبل أو بعد الولادة بمدة قليلة ولكن لا ينبغى تأخيره ثم قال : "3- الختان : وهو من سنن الفطرة لقوله صلى الله عليه وسلم ( الفطرة خمس : الختان , والاستحداد , وقص الشارب , وتقليم الأظافر , ونتف الأبط ) ولقوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أتاه فقال : قد أسلمت يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم ( ألق عنك شعر الكفر واختتن ) ووقت الختان : قيل في أيام الأسبوع الأولى من ولادته , وقيل إلى مشارفه سن البلوغ . والصحيح والأفضل هو اليوم السابع لحديث جابر قال ( عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام )[ وهو واجب في حق الرجال , ومكرمة في حق النساء لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأم عطية : ( أشمي ولا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل ) وختان المرأة جلدة كعرف الديك فوق الفرج " الختان هو تغيير لخلقة الله التى خلق الناس عليها وهو استجابة لقول الشيطان " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" ولم يبح الله تغيير شىء من الجسم إلا ما يطول وهو الشعر والأظافر ثم قال : "ثالثا : العقيقة وأحكامها : "1- العقيقة : ومعناها لغة : القطع , وشرعا : الذبح عن المولود ، حكمها : سنة مؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم وفعله , فأما قوله : فهو ما أخرجه البخاري في صحيحه عن سلمان الضبي قال : رسول الله صلى الله عليه ( مع الغلام عقيقة , فأهريقوا عنه دما , وأميطوا عنه الأذى ) وأما فعله : فلحديث ابن عباس , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عق عن الحسن والحسين كبشا وكبشا ) وفي رواية أخرى عن انس ( كبشين ) ولحديث سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه ) ووقتها : قال الإمام أحمد ( تذبح يوم السابع , فإن لم يفعل ففي أربعة عشر , فإن لم يفعل ففي إحدى وعشرين ) , لما رواه البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها 2- المثل والمفاضلة بين الذكر والأنثى : العقيقة في حق الجنسين مشروعة وليس هناك خلاف إلا في المفاضلة , فإنه يعق عن الغلام شاتان , وعن الأنثى شاة واحدة , لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة ) وفي رواية أخرى ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعق عن الجارية شاة وعن الغلام شاتان ) ومعنى متكافئتان : أي متساويتان في السن , والنوع , والجنس , والسمن . 3- هناك أحكام عامة يجب مراعاتها في العقيقة وهي : يجري في العقيقة ما يجري في الأضحية من الأحكام , من بلوغ السن , والسلامة من العيوب , والصدقة والإهداء , والأكل منها ويستثني من حكم الأضحية الاشتراك في الإبل , البقر , فلا يصح في العقيقة امتثالا لأمره صلى الله عليه وسلم رغبة في حصول المقصود من إراقة الدم عن الولد , فإذا عق ببقرة أو بدنة فلا بد أن تكون العقيقة بأحدهما كاملة عن مولود واحد . كما أن من الأمور التي يجب مراعاتها في عقيقة المولود , ألا يكسر من عظام الذبيحة شي , سواء حين توزيعها , أو عند الأكل , لما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه , وعن عائشة أيضا , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين : ( أن يبعثوا إلى القابلة برجل , وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها عظما وكان يقول : تقطع جدولا ولا يكسر لها عظم ) والجدول الأعضاء ." الخطأ أن الولد يذبح عنه شاتين والبنت شاة فى السبوع وهو يخالف أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وأغلب الناس لا يقدرون على ذبح الشاتين أو الشاة لكونهم فقراء أو متوسطى حال والله لا يفرض على المسلم ما فيه حرج أى أذى له وهذه العقيقة أذى حيث يستدين الرجل لعملها وفى تحريم الحرج قال تعالى "وما جعل الله عليكم فى الدين من حرج"كما أن الأمر ليس ورث حتى يتم التفرقة بين الولد والبنت فيه فالله لم يفرق بينهما إلا فى الورث والشهادة وجعل لهذا أسباب وأما حكاية الذبح فليس هناك سبب واضح لها وهو يناقض الحديث "عق رسول الله عن الحسن بشاة "رواه الترمذى فهنا العقيقة للولد شاة وفى القول شاتين وهو تعارض . ثم قال: "رابعا : واجبات الأبوين نحو مواليدهم: 1- يجب تربيتهم تربية إسلامية , لأن الله تعالى فطرهم على الإسلام كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) 2- يؤمر بالعبادات وهو في سن السابعة كما ورد في الحديث . 3- يجب تعريفه أحكام الحلال والحرام عند بلوغه سن التكليف . 4- يجب تربيته على حب الله وحب رسوله وتلاوة القران والعمل بالسنة المطهرة . 5- تعليمه التوحيد , والسيرة النبوية , وغرس التقوى والعبودية ومراقبة الله في قلبه , والرحمة والأخوة والإيثار والعفو والجرأة . 6- يجب تحذيره من الكذب والسرقة والخصام والسباب والميوعة والانحلال . 7- يجب نهيه عن التقليد لللآخرين , فيما يخالف تعاليم الإسلام وعن الإسراف وعن استماع الغناء , وعن التخنث والتشبه بالنساء والاختلاط المحرم والنظر إلى محارم الناس 8- يجب نهي البنت عن السفور والاختلاط بغير محارمها والتشبه بالرجال , كما يجب تعليمها العفاف والاحتشام وما يجب عليها أن تعمله فيما يرضي الله . 9- يجب الابتعاد عن جليس السوء , فإنه هو المؤثر الأول في حياة الطفل . 10- أمرهم بمراعاة حقوق الأبوين , والأرحام , والجيران , والمعلم والرفيق , والكبير والصغير " الكلام هنا متناقض بيت تربيته تربية إسلامية وبين أمره بالعبادات فى السابعة وتعليمه الحلال والحرام عند البلوغ وكله يخالف كتاب الله فتعليمه الأحكام يبدأ متى فهم الطفل معنى الكلام فالأحكام الأولى تتعلق بالتبول والتبرز وتغطية العورة وبعد ذلك إذا فهم قبل البلوغ يتعلم الاستئذان عند الدخول على الأبوين فى أوقات العورات الثلاث كما قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء" كما يعلمه الأبوين كيفية تناول الطعام وله أحكام متعددة مثل ألا يأكل شىء مما يؤلمه كعظم السمك أو عظام الدجاج أو يشرب شيئا ساخنا جدا الطفل يتعلم أمور كثيرة متعلقة باللباس ومتعلقة بالطعام والتعامل حتى مع الأخرين مثل حرمة ضرب ألاخرين أو شتمهم ثم قال : "خامسا : أسباب انحراف الأطفال : 1- حالات الطلاق وما يصحبها من شتات وضياع وغل وترك للأطفال , وعدم متابعتهم وسؤالهم عما ينقصهم . وتفقد أحوالهم ونفسياتهم وتلبية احتياجاتهم . 2- الفراغ الذي يتحكم في حياتهم . 3- مخالطة أهل الفساد ورفاق السوء . 4- سوء تربية ومعاملة الأبوين . 5- مشاهدة أفلام الجريمة والخلاعة . 6- تخلي الأبوين عن تربية أولادهم . وهذه الأسباب الستة تؤدي بهم إلى الظواهر المتفشية مثل ظاهرة التدخين , وظاهرة تعاطي المخدرات , وظاهرة الزنا واللواط , وسيحاسب الأولياء على إهمال أولادهم ويسألون عنهم يوم القيامة أمام رب العالمين لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , الأمام راع ومسئول عن رعيته , والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته , والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها , والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته , فكلكم راع ومسئول عن رعيته ) رواه البخاري" ما ذكره الرجل عن انحراف الأطفال ليسوا هم المتهمين به وإنما المتهم المجرم هو المجتمع لأنه لم يعلمهم الأحكام ولم يعاقب من يخطىء أمامهم جرائم الأطفال قبل البلوغ ليست جرائم لأنهم لا يفهمون فهم لم يصلوا لسن الرشد حتى يمكن معاقبتهم ومن هنا جاء القول برفع القلم عن الطفل والمراد منع العقاب الذى يعاقب به الكبار عنهم وعقابهم يتم بطرق أخرى وإدخال الطلاق من ضمن أسباب الانحراف هو تحريم لما أحل الله فلو كان المجتمع يطبق أحكام الله كما هى ما ضاع طفل ولكن لأننا نحكم بحكم غير الله فالأطفال يضيعون لأن الأبوين لا يطبقان أحكام الله فى الأطفال وقد بين الرجل فى نهاية الكتيب سبب التأليف وهو النصيحة فقال : "كتبت هذه النصيحة لي , ولإخواني من المسلمين و للمسئولين منهم في المستشفيات أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم "
  10. قراءة فى كتاب آداب الحجام الحجام فى الطب القديم كان نوع من الأطباء أو كان الأطباء هم من يمارسون عمل الحجامة ولكن منذ جلب الطب الحديث من الخارج تم ركل الحجامة خارج الطب الحكومى وأصبحت من ضمن الطب الشعبى التجريبى وهى مذكورة فى كتب الطب القديمة كما أنها مذكورة فى الروايات المنسوبة للنبى(ص) كتابنا فى المكتبة الشاملة بدون مؤلف وبالبحث فى فى الشبكة العنكبوتية لم اعثر إلا على صفحة موجود فيها الكتاب فى وجه الكتاب(فيس بوك) وليس لصاحب الصفحة اسم والصفحة تسمى دروس الحجامة للمبتدئين والكتاب يدور حول واجبات الحجام نحو المريض وهو ما يشبه واجبات الطبيب نحو المريض ومن ثم قال المؤلف فى مقدمته : "أما بعد :فإن من واجب الديانة على الحجام:جملة من الخصائص والصفات،قسم منها:لأنه مسلم من عامة المسلمين، وقسم :لأنه حجام يندرج فعله تحت فرع من فروع علم الطب،وقد وكلت إليه أرواح الناس ورعايتها،وسأذكر هذه الصفات والخصائص الواجبة على سبيل الإجمال. وهناك جملة من الآداب: وجودها في الحجام على سبيل الندب والاستحباب" وقد استهل المؤلف الكتاب بذكر دافع الحجام مبينا انه علاج المريض فقال: "فأقول : 1- الدافع : يجب أن يكون دافع الحجام الأول هو: علاج المريض،والمحافظة على حياته،غاضا النظر عن لونه وجنسيته،ووظيفته الاجتماعية،ومشاعره الشخصية،وأن لا تكون غايته هي جمع المال لا غير،وأن يفعل كل ذلك ابتغاء مرضاة الله جل وعلا. قال رسول الله (ص): ((إنما الأعمال بالنيات)) متفق عليه وقال-أيضا (ص)http://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gif( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )) أخرجه مسلم وفي الصحيح عن أنس (ص) أن النبي (ص)قال: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) . بداية ما دامت الحجامة فرع طبى فهى كأى فرع أخر مهمتها علاج المريض أو بيان ما هو مرضه كقسم الأشعة أو التحاليل وثانيا ما دام الحجام هو طبيب فيوجد دافعين له : الأول الحصول على مال ليعيش منه هو وأسرته الثانى علاج المرضى ثم بين المؤلف الواجب الثانى للحجام فقال: "2 - الصدق: لا تستقيم معاملة الحجام للمرضى إلا بعد مراعاة هذا الواجب والتزامه،فتكون أقواله وأفعاله وأخباره متفقة مع الحقيقة والواقع،ومن ثم تحمل الثقة والطمأنينة إلى المرضى،وترفع الشكوك والظنون السيئة عنهم . قال الله جل وعلا: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي (ص)قال: (( عليكم بالصدق،فإن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة،وما يزال الرجل يصدق ،ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا،وإياكم والكذب؛فإن الكذب يهدي إلى الفجور،وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال الرجل يكذب ،ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) . فيحرم على الحجام أن يخبر المريض بما يخالف الحقيقة والواقع،ويعتبر مسؤولا عن كل قول صادر عنه،متحملا للأضرار المترتبة عليه إذا كذب فيما أخبر " الصدق وهو قول الحقيقة فى الطب ليس فرضا وإنما حسب معرفة الطبيب بالمريض فإن كان إخباره الحقيقة يزيد من مرضه كان الواجب الكذب عليه كما فى القول " إذا دخلتم على المريض فنفسوا له فى أجله فإن ذلك لا يرد شيئا"وإن كان يعرف أنه لا يؤثر فيه أخبره بالحقيقة وبالقطع هناك مرضى لا ينبغى إخبارهم وهم الأطفال لعدم عقلهم الأمور والأدب الثالث هو نصيحة المرضى وفيها قال: "3- النصيحة للمرضى: تعتبر النصيحة للمرضى من أهم الواجبات التي ينبغي على الحجام مراعاتها،والقيام بها على الوجه المطلوب فمن حقوق المسلم على أخيه المسلم أن ينصح له،فيرشده إلى أصلح الأمور ،وخير حاله في الدنيا والآخرة ،ففي صحيح مسلم من حديث تميم الداري أن النبي (ص)قال: (( الدين النصيحة،قلنا: لمن؟قال:لله،ولكتابه،ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم )) وثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن جرير أنه قال: ((بايعت رسول (ص)على إقامة الصلاة،وإيتاء الزكاة ،والنصح لكل مسلم )) فالواجب على الحجام:القيام بواجب النصح للمرضى فيشير عليهم باختيار الأصلح،والأخف ضررا،ولو كان على سبيل فوات المصلحة الدنيوية عليه،فما عند الله خير وأبقى فإذا علم الحجام أن العلاج الأفضل لهذا المريض في بديل آخر غير الحجامة،أو دواء آخر ،وجب عليه إخبار المريض بذلك،ولا يمتنع عن نصحه خشية فوات مصلحة دنيوية " النصيحة هى نوع من العلاج فالطبيب إذا وجد الحالة ليست من تخصصه طلب من صاحبها الذهاب للتخصص الذى سيعالج فيه ثم بين الحكم الرابع وهو الوفاء بالوعد والمراد وفاء الحجام بمواعيد الجلسات فقال: "4- الوفاء بالوعد: الحجام قد يحدد مواعيد معينة لمرضاه،فيجب عليه شرعا الوفاء بهذه المواعيد،ولا يجوز له تأخير ذلك،إلا لوجود عذر شرعي يرخص له التخلف عن أداء هذه الالتزامات في المواعيد المحددة ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال:قال رسول الله (ص): (( آية المنافق ثلاث،إذا حدث كذب،وإذا وعد أخلف،وإذا ائتمن خان )) ." والوفاء بالوعد إلا فى حالات الاضطرار واجب وبين الرجل أن على الحجام ألا يكشف عورة المريض إلا لضرورة قاهرة فقال: "5- حفظ عورة المريض: دلت الأدلة الشرعية على وجوب حفظ العورات،وستر السوءات،وعدم النظر إليها بدون حاجة داعية إلى النظر قال تعالى: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون - وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن ... الآية } وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي (ص)قال: (( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل،ولا المرأة إلى عورة المرأة )) . وقد أجمع علماء الإسلام على وجوب ستر العورة عن أعين الناس ومن ثم فالحجام مطالب شرعا بالتزام هذا الأدب،ومراعاة حرمة العورة،فلا يجوز له أن يقوم بمطالبة المرضى رجالا كانوا أو نساء بالكشف عن موضع من العورة إلا بعد أن توجد الضرورة الداعية إلى ذلك الكشف وبالنسبة للمرأة المسلمة إن احتاجت للحجامة،فالأولى لها على الأصل أن تحجمها امرأة،فإن لم تجد وكانت محتاجة للحجامة جاز أن يحجمها رجل . قال الإمام العز بن عبد السلام ((ستر العورات والسوءات واجب،وهو أفضل المروءات وأجمل العادات،ولا سيما في النساء الأجنبيات،لكنه يجوز للضرورات والحاجات. أما الحاجات: فكنظر كل واحد من الزوجين إلى صاحبه،ونظر الأطباء لحاجة المداواة . وأما الضرورات: فكقطع السلع المهلكات،ومداواة الجراحات المتلفات )) فبين- رحمه الله-:أن نظر الطبيب إلى عورة مريضه لمداواة جراحة وغيرها يعتبر من المستثنيات من حرمة النظر إلى العورة،وذلك لمكان الضرورة والحاجة . فإذا جاز للحجام الرجل أن يحجم المرأة عند الضرورة إلى ذلك وجب أثناء الحجم أمور: أولا : عدم الخلوة بالمريضة . قال (ص): ((لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم )) أخرجه البخاري ثانيا: غض البصر عن غير موضع الحجامة قال تعالى: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون - وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن ... الآية } ثالثا : نصح المريضة بالحجاب الشرعي . رابعا : كشف الجزء المطلوب والضروري من جسمها لا غير وذلك للقاعدة الشرعية التي تقول: ((ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها)). قال الشيخ أحمد الزرقاء في شرحه لهذه القاعدةhttp://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gif(ما تدعو إليه الضرورة من المحظورات إنما يرخص منه القدر الذي تندفع به الضرورة فحسب،فإذا اضطر إنسان لمحظور فليس له أن يتوسع في المحظور،بل يقتصر منه على قدر ما تندفع به الضرورة فقط )) . فالحجام مضطر لمحظور وهو:الكشف والنظر إلى العورة،وهذا الاضطرار مقيد بموضع معين،فليس له مجاوزته في الكشف والنظر،ولا الزيادة على الوقت المحتاج إليه . فإن خالف هذا الواجب: فقد عرض نفسه للإثم،وكان للقاضي المسلم أن يحكم بتعزيره بما يستحق من العقوبة ." الخطأ هنا هو أن كشف العورة بلا ضرورة يستحق التعزير بينما كشف عورة الأخر بلا سبب شرعى هو جريمة فساد فى الأرض لأنه ما كشفها إلا لنية سيئو فى نفسه ثم بين أن على الحجام كتمان أسرار المريض إلا فى حالات اضطرارية لمنع الضرر عن المريض أو عن الآخرين فقال : "6- كتمان سر المريض: حفظ أسرار الناس ،وستر عوراتهم واجب كل مسلم،ويتأكد هذا الواجب على الحجام،وذلك:لأن المرضى قد يكشفون له شيئا من أسرارهم ،فيجب على الحجام لزاما أن يصون ما كشف له من أحوال مريضه،محيطا تلك الأسرار بسياج كامل من الكتمان . صح عن النبي (ص)أنه قال: (( من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة )). رواه مسلم وأبو داود واللفظ له وغيرهما عن أبي هريرة.وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي (ص)قال: ((لا يستر عبد عبدا في الدنيا،إلا ستره الله يوم القيامة )) . وعن ابن عباس عن النبي (ص)قال: (( من ستر عورة أخيه؛ ستر الله عورته يوم القيامة،ومن كشف عورة أخيه المسلم؛كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)) حديث حسن،أخرجه ابن ماجة في السنن. إلا أنه يجوز للحجام-وقد يجب- إظهار أسرار المريض في حالات خاصة،منها : أ - إذا كان هناك ضرر على مصلحة المريض..كأن يكون المريض مصابا بمرض نفسي قد يدفعه إلى إحداث ضرر بنفسه كالانتحار مثلا،فالواجب على الحجام عندئذ أن يخبر أهل المريض حتى يمنعوه عن إيقاع الضرر بنفسه. ب - إذا كان هناك ضرر على مصلحة إنسان آخر ..كأن يكون المريض مصابا بمرض تناسلي معد،وهو على وشك الزواج،وطلب منه المعالج تأخير زواجه إلى حين شفائه فرفض المريض ،فحينئذ يجب على المعالج إخبار أهل الزوجة منعا لوقوع الضرر بها إذا تم الزواج . ج - إذا كان هناك ضرر على المصلحة العامة..كأن تكون مهنة المريض سائق حافلة عامة،أو قائد طائرة ،وهو مصاب بمرض عصبي يفقده السيطرة على قواه كالصرع مثلا،فيجب على المعالج أن يمنعه من أداء مهنته هذه لوقوع الضرر بالآخرين،فإن لم يمتنع جاز للمعالج إخبار الجهات المعنية لمنعه " ثم بين المؤلف وجوب أن يكون الحجام على خلق فقال: "7- حسن الخلق : يتعامل الحجام مع الناس بشكل مستمر،وغالب هؤلاء الناس هم مرضى يحتاجون إلى الرعاية واللطف ،فيجب على الحجام أن يكون معهم كريما شفوقا،حسن العشرةطيب الكلام،مشاركا لهم مصائبهم،ومواسيا لهم،ومعبرا لمرضاه عن تمنياته الصادقة بالشفاء العاجل،والمعافاة الكاملة . في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لم يكن رسول الله (ص)فاحشا،ولا متفحشا،وكان يقول: (( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا )) وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله (ص)عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟فقال: (( تقوى الله وحسن الخلق )) وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟فقال: (( الفم والفرج )) حديث حسن أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد،والترمذي،وابن ماجة. وعند الطبراني وابن حبان في صحيحه عن أسامة بن شريك قال:كنا جلوسا عند النبي (ص)كأنما على رؤوسنا الطير،ما يتكلم منا متكلم،إذ جاء أناس فقالوا :من أحب عباد الله إلى الله تعالى ؟قال: (( أحسنهم خلقا )) حديث صحيح.انظر: صحيح الترغيب: (3/10 ) " قطعا لا يمكن أن يكون الحجام وهو نوع من الأطباء سيىء الخلق لأنه لو ثبت لمرة واحدة أنه خالف أحكام المهنة فقد وجب عقابه على حسب الجرم فإن شتم وجب جلده وإن ترك واجبه وهو علاج المرضى فمات أحدهم بسبب إهماله فقد وجب قتله أو دفع دية المريض وإن حاول التحرش أو الاغتصاب عوقب بعقوبة الفساد فى الأرض والكلام هنا عن دولة المسلمين وليس عن الأوضاع الحالية حيث لا يطبق الشرع ومتى عوقب الواحد على أول جريمة فلن يرتكب جريمة أخرى ثم بين أن على الحجام ان يكون متواضعا وهو تكرار للكلام عن حسن الخلق فالتواضع جزء من حسن الخلق وفى هذا قال الرجل: "8- التواضع : لابد للحجام أن يكون متواضعا،يقبل الحق أينما وجده،فيقبل مشورة غيره من الحجامين،طالبا قدر استطاعته الاستفادة منهم في سبيل علاج مرضاه.قال الله عز وجل: { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا } وعن أبي هريرة (ص) أن رسول الله (ص)قالhttp://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gif(ما نقص مال من صدقة،وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا،وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله))رواه مسلم وثبت في مسند الإمام أحمد،والبخاري في الأدب المفرد ،والحاكم في المستدرك،عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله (ص)يقول: (( من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته،لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان )) " ثم تكلم عن وجوب تعليم الحجام لغيره أصول الحجامة فقال: "9- التعليم : يجب أن يكون الحجام مستعدا دائما لتعليم إخوانه الجدد في صناعة الحجامة،والذين لا تزال معارفهم قاصرة،وتنقصهم الدربة والخبرة في هذه الصناعة التي تصدوا لتعلمها،والعلاج بها أخرج البخاري ومسلم عن أنس عن النبي (ص)قالhttp://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gif( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله - عن النبي (ص)قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )) ." وبين المؤلف وجوب تعلم الحجام أحكام التعامل مع المرضى فى الإسلام حتى لا يقع فى خطأ فقال: "10- التأصيل الشرعي أو التفقه في الدين : يجب على الحجام المسلم أن يعرف الأمور الشرعية المتعلقة بصناعة الحجامة التي تصدى للعلاج بها،حتى لا يقع في محذور يخالف شريعة الإسلام،فإن للحجامة بعضا من الأحكام الشرعية الخاصة بها. وقد عرفت – أيها الحجام – شيئا منها قبل،وسأذكر بعضا منها – بمشيئة الله- عند الحديث عن الأحكام الفقهية المتعلقة بالحجامة . عن معاوية قال: قال رسول الله (ص): (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) متفق عليه " والفقرة القادمة هى من ضمن حسن الخلق الذى تحدث عنه من قبل فالمساعدة وتفريج الكروب من حسن الخلق ومن ثم يعتبر هذا تكرار فالمفروض أن يكون هذا داخل ضمن حسن الخلق وفى هذا قال المؤلف: 11"- تفريج كرب المريض،وتقديم المساعدة لكل محتاج : من واجب الأخوة الإسلامية:أن يدفع المسلم عن أخيه الضرر قدر استطاعته،وأن يقوم بمساعدته في أي وقت وحين،والحجام المسلم مندرج في عموم هذا الواجب، فعليه مساعدة الناس قدر استطاعته،وعلاجهم في أي وقت كان في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله (ص)قال(( المسلم أخو المسلم،لا يظلمه،ولا يسلمه،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )) والفقرة التالية وهى التلطف والحلم والرفق من ضمن حسن الخلق السابق ذكره وفيها قال : "12- التلطف بالمريض،والرفق به،والحلم في استجوابه عند علاجه : على الحجام أن يكون رفيقا متلطفا في تعامله مع مريضه،مراعيا مستوى المريض النفسي والثقافي،مخاطبا إياه على قدر عقلهوأن يستمع الحجام للمريض باهتمام إلى شكواه عن عائشة قالت:قال رسول الله (ص): ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه،ولا ينزع من شيء إلا شانه )) رواه مسلم .وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)للأشج: (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة )) رواه مسلم ثم يدعو الحجام للمريض بالشفاء والعافية. أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة أن رسول الله (ص)كان إذا أتى مريضا أو أتي به،قال: ((أذهب الباس،اشف وأنت الشافي،لا يغادر سقما)) . وفي الصحيحين عنها أن النبي (ص)كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: (( اللهم رب الناس، أذهب الباس،اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك،شفاء لا يغادر سقما )) . وعن ابن عباس أن النبي (ص)دخل على أعرابي يعوده،وكان إذا دخل على من يعوده قال: (( لا بأس،طهور إن شاء الله )) رواه البخاري وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال:عادني رسول الله (ص)فقال: (( اللهم اشف سعدا،اللهم اشف سعدا،اللهم اشف سعدا )) . ثم يذكر المريض بالأدعية المأثورة الصحيحة التي تقال عند المرض موصيا له بالتوبة والاستغفار،لما في ذلك من توثيق صلة المريض بربه،وزيادة اعتماده عليه سبحانه جل وعلا،فهو المفرج للكروب،والمعافي للأمراض،والرافع للبلاء،لا رب سواه ولا إله غيره . قال سبحانه: { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلا ما تذكرون } سورة النمل،آية:62." ثم بين وجوب متابعة الحجام للمستجد فى مجال الحجامة فقال : "13- مواكبة التطور العلمي : على الحجام متابعة كل ما هو جديد في مجال تخصصه،وذلك للاستفادة مما يجد من أبحاث حول الحجامة،والعلم الحديث كما نرى ونسمع يأتينا بين الحين والآخر بما هو جديد ونافع للحجامة وفوائدها،فينبغي للحجام الاهتمام بذلك من أجل فائدة نفسه ومرضاه،وتطبيق تلك الفوائد عند العلاج بالحجامة " وبالقطع كل مسلم كمطالب بزيادة علمه كما قال الله على لسان رسوله(ص) " وقل رب زدنى علما" ثم ألقى الرجل كبمة جامعة فى نهاية الكتاب فقال: طوختاما لبعض الآداب المتعلقة بالحجام،وبكلمة جامعة، أقول: يجب على الحجام أن يستند في جميع أعماله ،وأقواله،وكل تصرفاته إلى أحكام شريعة الإسلام،مبتعدا عن الأدران والشهوات والشبهات،مهتما بحسن لباسه،وطيب رائحته،ونظافة بدنه،وأن يكون حسن الأخلاق،سليم القلب، عفيف النظر،صادق اللهجة، معتقدا أن الشفاء من عند الله جل وعلا،وأنه مهما استخدم من علاج،فلابد من وجود تقدير الخالق سبحانه – مسبقا- العافية لهذا المريض بهذا الدواء،ناقلا الحجام هذا الاعتقاد الجازم إلى المريض ،فكم من مرض يسير كانت به نهاية صاحبه،وكم من علة شديدة،ومرض عضال حصل منه الشفاء والبرء بإذن الله عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه-قال :قال رسول الله (ص): ((لكل داء دواء،فإذا أصيب دواء الداء برىء بإذن الله عز وجل )) أخرجه مسلم ." والكتاب به نقص فلم يذكر المؤلف أدوات الحجامة والآداب أو الأحكام المتعلقة بها كما لم يذكر المكان الذى تجرى فيه الحجامة والأحكام الجارية فيه
  11. نقد كتاب آداب الاستسقاء الكتاب تأليف الإمام الحافظ أبي زكريا يحيى بن شرف النووي(631 - 676هـ) وهو يدور حول احكام الاستشقاء وفد استهل الكتاب بتعريف الاستسقاء فقال: "آداب الاستسقاء: [تعريف الاستسقاء، وبيان حكمه] وهو طلب السقيا، وهو سؤال الله تعالى أن يسقي عباده عند حاجتهم وهو مستحب لأهل الأمصار، والقرى،والبوادي، والمسافرين، والنساء، والمنفرد" بالقطع الاستسقاء ليس مستحبا وإنما يكون واجبا عند ندرة الماء أو عدمه لأن حياة الناس والحيوانات والنباتات تعتمد عليه وقوله النووى أنه مستحب يخالف كونه واجب بقوله "وينبغي للإمام أن يستسقي بالناس" وقوله " فإن تركه الإمام لم يتركه الناس" وهو كلام متناقض ثم حدثنا عن الآداب المستحبة للإمام أو نائبه فقال: "[الآداب المستحبة للإمام أو نائبه] وينبغي للإمام أن يستسقي بالناس، وكذا نوابه في البلدان فإن تركه الإمام لم يتركه الناس وإذا أراده الإمام أو نائبه؛ خطب الناس، ووعظهم، وذكرهم، ثم أمر من ينادي في الناس بصوم ثلاثة أيام، وبالخروج من المظالم - في الدماء، والأموال، والأعراض ومصالحة المتشاحنين، وبالتقرب إلى الله تعالى بما يستطيعون من صدقة، وعبادة، ودعاء، وتلاوة، وغيرها" وما قاله النووى هنا كله كلام ليس عليه دليل من الوحى وإنما هو ابتداع لعبادات لعبادات ليست موجودة فى الوحى من صوم ثلاث أيام والتقرب بالصدقة والدعاء ونجد أن الاستسقاء يحدث بدعاء الإمام كما طلب الإمام موسى(ص) السقيا لقومه فى قوله تعالى : "وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين " فإن استجاب الله فبها وحسنت وإن لم يستجب للإمام كان على الكل أن يستسقى والمراد ان يدعو الله طالبا السقيا ثم قال النووى: "[الآداب المستحبة لمن خرج للاستسقاء]: ثم يخرجون في الرابع صياما، في ثياب بذلة - وهي الثياب التي يلبسها في تصرفاته في بيته - بلا زينة، ولا طيب، ويتنظفون بالماء والسواك، وقطع الروائح الكريهة" وبالقطع الاستسقاء فى اليوم الرابع هو ابتداع لعبادة ليس عليها دليل من الوحى واما لبس الملابس البذلة فلم يحدد الله لاستجابة الدعاء نوع من الملابس وإنما شرط الدعاء هو اخلاص النية لله تعالى وأما التنظف بالماء والسواك فهو ضرب من الخبل فالقوم يطلبون الماء فكيف يسرفون فيه بالتنظف به وقطع الروائح الكريهة وهم يحتاجونه للشرب ؟ ثم قال : "[من يستحب له الخروج] ويخرج معهم الشيوخ، وغير ذوات الهيآت من سائر النساء، والعجائز، والصبيان، والبهائم ويخرجون كلهم مشاة إلا مريضا، أو زمنا ونحوه،متخشعين، متواضعين، متضرعين، خاضعين، ذاكرين الله تعالى ويحترز الخارج عن الأمور المهوشة؛ فيقضي أشغاله قبل خروجه ويقرب طهارته من خروجه؛ لئلا يعرض له مدافعة الحدث وينبغي: أن يخفف غذاءه وشرابه تلك الليلة ويتصدق في طريقه بما تيسر ويخرج في طريق ويرجع في آخر ويقرب من الإمام لفضيلة الصفوف الأول وليسمع الخطبة، وليشاهد أفعاله ويبكر بالخروج ليتمكن من ذلك ويخرجون إلى الصحراء - إلى فضاء واسع -ويحترز عن النظر إلى المحرم - إلى امرأة أو أمرد -، وعن احتقار الناس، والفكر في معايبهم" نلاحظ الخبل وهو تضييع مجهود الناس والحيوانات فى المشى حتى يعرقوا حتى يخرجوا للخلاء ومن ثم يفقدون الماء فى أجسامهم فى وقت يحتاجون فيه للماء نلاحظ أن السقيا تطلب بمجرد دعاء من واحد هو الإمام ومن الممكن فى صلاة جماعة أو حتى يطلب الإمام من الناس أن يدعو الله فى ساعة كذا فى يوم كذا وهم فى بيوتهم الدعاء يجوز فى أى مكان ولكن السقيا فى القرآن نجد أنها تحققت بطلب واحد فقط وفى هذا قال تعالى : "وإذ استسقى موسى لقومه" ونجد أن الناس اخترعوا روايات مختلفة عن صلاة الاستسقاء مع أنه مجرد دعاء فقط فلم يقل الله أن هناك صلاة للاستسقاء وإنما طلب السقيا هو دعاء كما قال تعالى : "وإذ استسقى موسى لقومه"ونجد النووى يذكر التالى: "[أحكام صلاة الاستسقاء] فإذا اجتمعوا في الصحراء؛ صلوا صلاة الاستسقاء في وقت صلاة العيد، بعد ارتفاع الشمس ولا يؤذن لها، ولا يقام، بل يقال: «الصلاة جامعة»ثم ينوي صلاة الاستسقاء، ويكبر تكبيرة الإحرام رافعا يديه ويصليها ركعتين، كصلاة العيد؛ فيأتي بعد تكبيرة الإحرام بدعاء الافتتاح، ثم يكبر سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات زوائد، يذكر الله تعالى بين كل تكبيرتين من السبع والخمس، ويستحب: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم»،ثم يتعوذ، ثم يقرأ الفاتحة، ثم يقرأ في الركعة الأولى: سورة {ق}، وفي الثانية: {اقتربت الساعة}، ويجهر بالقراءة ولو أدرك مسبوق الإمام وقد كبر التكبيرات أو بعضها؛ لم يقض ما فاته منها" وما ذكره النووى هنا هو اختياره من الروايات التى هى روايات متناقضة فى طرق الصلاة المذكورة ثم زاد ايضا ما يسمى خطبة الاستسقاء وكل هذا تصعيب لأمور سهلها الله فالسقيا هى مجرد دعاء فقط دون أى شىء أخر ومن ثم قال: "[أحكام خطبة الاستسقاء] ثم يخطب خطبتين بعد الصلاة، ولو قدمها على الصلاة جاز؛ لكن الأفضل تأخيرهما وأركانهما، وشروطهما، وآدابهما كخطبة الجمعة، إلا أنه سيأتي في الأول الأولى بالاستغفار «تسع مرات»، وفي الثانية «سبع مرات»: «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه»ويكثر من الاستغفار فيهما، ويختم كلامه به، ويكثر من قوله تعالى: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا} الآية ويستحب أن يدعو في الأولى بالدعوات التي سنذكرها - إن شاء الله تعالى -ويكون في الخطبة الأولى، وثلث الثانية، مستقبل الناس، مستدبر القبلة، ثم يستقبل القبلة، ويبالغ في الدعاء سرا وجهرا، وإذا أسر؛ دعا الناس سرا، ويرفعون أيديهم في الدعاء رفعا بليغا، وظهور أكفهم إلى السماء، وفي وقت تكون بطونها إلى السماء وحسن أن يكون - في سؤاله رفع القحط، والجهد - ظهور الكف إلى السماء، وفي سؤال الغيث، وإنزال المطر، والسقيا - إلى الأرض ويستحب عند تحوله إلى القبلة أن يحول رداءه وينكسه فالتحويل: أن يجعل ما على عاتقه الأيمن على عاتقه الأيسر، وما على الأيسر على الأيمن والتنكيس: أن يجعل أعلاه أسفله ومتى جعل الطرف الأسفل الذي على الأيسر على عاتقه الأيمن، والطرف الأسفل الذي على شقه الأيمن على عاتقه الأيسر، جعل التحويل والتنكيس جميعا ويفعل الناس بأرديتهم عند ذلك بفعل الإمام؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفاؤلا بتغيير الحال إلى الخصب، ويتركونها محولة إلى أن ينزعونها مع الثياب في بيوتهم وإذا فرغ من الدعاء أقبل بوجهه على الناس، وحثهم على طاعة الله تعالى، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا للمؤمنين والمؤمنات، وقرأ آية من القرآن أو آيتين، ويقول: «أستغفر الله لي ولكم»، ثم ينصرف هو والناس قال الشافعي: ويكثر من الاستغفار، ومن قوله: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا} قال الشافعي: ويكثر من الاستغفار حتى يكون أكثر كلامه؛ يبدأ به دعاءه، ويفصل به بين كلامه، ويختم" وكل ما قيل هنا فيه مخالفات لكتاب الله منها: الأول تحديد مرات الاستغفار مرة بتسعة ومرة بسبعة بدون أى دليل من الوحى أو حتى الروايات وتعديد الاستغفار كعدمه فمرة واحدة بإخلاص كافية بينما سبعين مرة وهو رمز اكبر عدد ممكن لا تجعل الله يغفر للمستغفر أو لمن يستغفر له كما قال تعالى : "استغفر لهم أولا تستغفر إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك" الثانى استقبال القبلة واستدبارها عند الدعاء وهو كلام يخالف أن التوجه للقبلة يكون فى شىء واحد وهو الصلاة كما قال تعالى "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" ونلاحظ الاستدبار والاستقبال فى الخطبة وليس فى الصلاة الثالث الدعاء بظهور الأكف وببطونها للسماء وكلاهما مخالف لقوله تعالى " ليس كمثله شىء" فالله طبقا للقول لايشبه الخلق فى وجود جهة لهم ومن ثم فلا رفع للأيدى فى أى دعاء بدليل جواز ان يدعو الإنسان راقدا على أى جنب أو قاعدا أو واقفا فكل الهيئات جائزة ومن تلك الهيئات ما لايمكن الإنسان من رفع يديع كالرقود على البطن وهى أحد الجوانب وفى هذا قال تعالى: ""وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما" الرابع حكاية تحويل الرداء وكأن محرد مسك الملابس من جعة وتحويلها سيأتى بالمطلوب وهو كلام باطل فالسقيا أى الاستسقاء هو مجرد دعاء بإخلاص ثم آتانا النووى بأدعيى فى نظره مباحة وهى: "فصل في الأدعية المستحبة في خطبة الاستسقاء وغير الخطبة منها: * «اللهم اسق عبادك، وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت» * «اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين» * «اللهم اسقنا غيثا، مغيثا، مريئا، مريعا، نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل، هنيا، غدقا، مجللا، سحا، عاما، طبقا، دائما» * «اللهم على الظراب، ومنابت الشجر، وبطون الأودية» * «اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا؛ فأرسل السماء علينا مدرارا» * «اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين» * «اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض» * «اللهم ارفع عنا الجهد، والجوع، والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك» * «اللهم امنن علينا بمغفرة ما قارفنا، وإجابتك في سقيانا، وسعة رزقنا» * «اللهم أمرتنا بدعائك، ووعدتنا إجابتك، وقد دعوناك كما أمرتنا؛ فأجبنا كما وعدتنا» * «اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» * «لا إله إلا الله العظيم الحكيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم» ويستحب إذا كان فيهم رجل مشهور بالصلاح أن يستسقون به؛ فيقولوا: * «اللهم إنا نستسقي، ونتشفع إليك بعبدك فلان» ويستحب أن يتوسل بينه وبين الله تعالى بصالح عمله" والأخطاء فيما سبق هى: -أن القول التالى «لا إله إلا الله العظيم الحكيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم» دعاء والدعاء طلب والقول ليس فيه أى طلب - التوسل بالرجل المشهور بالصلاح وهو كلام يدل على أن المسلمين منهم فسدة وهو كلام باطل فكل المسلمين صالحين لا يوجد منهم فاسد وإلا كان كافرا وليس مسلما والله خلص الناس من التوسل وهو جعل واسطة بينه وبين خلقه ومع هذا يعيدنا الرجل هو والروايات التى اعتمد عليها لعمل الكفار الذى قال الله عنه : "والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"
  12. نقد كتاب اختراق المواقع وتدميرها رؤية شرعية الكتاب تأليف عبد العزيز بن إبراهيم الشبل وهو يدور حول حكم اختراق المواقع على الشبكة العنكبوتية وتدميرها وفى هذا قال : "فهذه وريقات في حكم اختراق المواقع وتدميرها، أحببت أن أجلي فيها الحكم الشرعي بحسب استطاعتي، كما أني حاولت أن أكون محايدا غير متأثر بضغط الواقع أو الأشخاص حسب طاقتي، ومن الله أستمد العون والتوفيق" وقد استهل البحث بتعريف الموقع العنكبوتى فقال: "المبحث الأول: التوصيف الفقهي للموقع: الموقع (web site) هو عبارة عن مكان على الإنترنت، يمكن أن تجد فيه معلومات عن شيء معين وبالنظر إلى ما اختاره كثير من الفقهاء من اشتراط شرطين في ضابط المال، وهما: الشرط الأول: أن يكون الناس قد تعارفوا على عد الشيء مالا. الشرط الثاني: أن يكون فيه نفع مباح مطلقا وإذا طبقنا هذين الشرطين على المواقع الإلكترونية نجد أن ضابط المال ينطبق على أكثر المواقع الإلكترونية، فهي أموال تعارف الناس على عدها مالا، فهم يبيعونها ويشترونها، ويأجرونها، ويتبرعون بها، إلى غير ذلك من أوجه التصرف المباح كما أن أكثر مواقع الإنترنت تتضمن نفعا مباحا، سواء أكان هذا النفع عبارة عن خدمات تعليمية، أو طبية، أو تجارية، أو ترفيهية، أو غيرها من أوجه النفع الذي يصعب حصرها لكن هذا الضابط لا يندرج تحته تلك المواقع التي تقدم خدمات ومعلومات محرمة، كالمواقع الجنسية، أو مواقع السحر والشعوذة." هذا التعريف هو تعريف خاطىء فالموقع العنكبوتى ليس مكان واقعيا لأن من يدخله يدخله من أى مكان فى العالم فيتواجد عنده ولذا سموها مواقع افتراضية ثم تحدث الشبل عن كيفيات الاعتداء فقال: "المبحث الثاني: كيفية الاعتداء على المواقع: استخدام الناس للإنترنت اتسع من كونه خاصا بالجيش الأمريكي، ثم الجامعات الأمريكية، إلى كونه عاما لكل الناس، فمن يملك جهازا حاسوبيا، وشبكة إنترنت فإنه يستطيع الولوج إلى عالم الإنترنت، ويمكنه الاستفادة من المزايا العديدة التي توفرها الشبكة الإلكترونية. إن الإقبال الهائل على الإنترنت، وسرعة نموها، أدى إلى إيجاد مشكلات كثيرة جدا في الإنترنت، فكما أن الإنترنت تنمو بسرعة، فمشكلاتها تنمو معها كذلك بسرعة، وتقف وسائل الحماية عاجزة عن إيجاد الحلول لكل تلك المشكلات، وأضحت حماية المعلومات والبيانات المتوفرة على شبكة الإنترنت قضية مؤرقة للحكومات والشركات والأفراد على حد سواء، حتى إن كثيرا من وزارات الدفاع تمتلك فرقا ذات مهارات إلكترونية عالية، ولا يستغرب بعض الباحثين قيام حرب عالمية ثالثة، ولكنها حرب إلكترونية والاعتداء الإلكتروني له دوافع عديدة، ومنها: الدافع العقدي، والدافع العسكري فنجد هناك من يخترق بعض المواقع؛ لأنها تخالف ما يعتقده حقا، فعلى سبيل المثال: كثير من القراصنة (hackers) المسلمين وغير المسلمين يقومون بمهاجمة المواقع الجنسية محاولين تدميرها وتعطيلها. وتقع في أحيان عديدة هجمات بين المسلمين وغيرهم، وبين السنة والشيعة، ومن أكثر الهجمات شهرة بين السنة والشيعة، الهجمات التي وقعت في عام الموافق لعام ، كانت نتيجتها المئات من المواقع المخترقة وتنشط عمليات اختراق المواقع أثناء الحروب والنزاعات أو الاعتداءات العسكرية، مثل ما حدث في الغزو الأمريكي للعراق، فقد قامت مجموعة من القراصنة (hackers) المتعاطفين مع العراق، أو الذين يرفضون الموقف الأمريكي، بمهاجمة العديد من المواقع الرسمية والتجارية الأمريكية، وأشارت التقارير إلى أن ما مجموعه ألف موقع تعرض لهجمات منها موقع البيت الأبيض، مع أن الأنظمة التي ترصد تلك الهجمات في بعض الأيام عجزت أن ترصد كل الهجمات. وعندما هاجمت روسيا جورجيا قام مجموعة من الروس بشن هجمات على بنية الاتصالات التحتية لدولة جورجيا أدت إلى الحد من قدرة الحكومة الجورجية وفي الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على غزة تنادى كثير من القراصنة (hackers) لضرب المواقع الإسرائيلية، وكذلك حاول إسرائيليون ضرب المواقع التابعة لحماس وغيرها. وقوة الهجمات تختلف بحسب قوة الهجوم وضعفه، وقوة الموقع المستهدف وضعفه، فقد يقتصر الهجوم على وضع صورة أو عبارة على الصفحة الرئيسية على الموقع، أو تعطيل الموقع عن العمل بضع دقائق، وقد يستطيع المهاجم مسح محتويات الموقع كاملة، أو قد يستولي على الموقع ويحتله ويضع فيه ما يشاء. والقراصنة (hackers) المهاجمون طرائق قدد، فمنهم المحترف الذي يستطيع برمجة بعض البرامج الخبيثة، واكتشاف الثغرات الصعبة، ومنهم المتوسط، ومنهم المبتدئ الذي لا تعدو معرفته أن يقوم بتعلم استخدام برنامج معين، يبحث له عن الثغرة ويقوم بمهاجمتها، أو غير ذلك من أعمال الهجوم، فالمحترف كمن يستطيع تصنيع السلاح، وأما المبتدئ فهو كمن قام بشراء سلاح ناري، ثم قام باستخدامه، فاستخدامه لا يحتاج إلى معرفة عميقة، ولكن ضرره قد يكون كبيرا. ومن أشهر الطرق التي يتبعها القراصنة (hackers) عند مهاجمتهم للمواقع ما يلي: الطريقة الأولى: طريقة استغلال الثغرات: وذلك أن كثيرا من المواقع تحتوي على ثغرات، فيقوم المهاجم بالبحث عن الثغرات، ثم يقوم بمهاجمة الموقع عن طريق تلك الثغرة، وقد يستطيع التحكم ببعض محتويات الصفحة، وقد يستطيع الحصول على اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة بإدارة الموقع، ومن ثم يقوم بالاستيلاء على الموقع واكتشاف الثغرة قد يكون ميسورا؛ وذلك باستخدام بعض البرامج التي تقوم بالبحث عن ثغرات المواقع، وقد يأخذ المخترق بعض الثغرات التي تم الإعلان عنها، فيبحث عن موقع لم يقم بسد تلك الثغرة فيقوم باستغلالها وقد يبحث المهاجم عن الثغرات بشكل عشوائي، فيخترق أي موقع يجد فيه هذه الثغرة، وقد يبحث عن ثغرات في مواقع بلد معين، أو موقع معين، وهذا أصعب مما قبله. وأصعب من ذلك اختراق الخوادم الخاصة بشركات الاستضافة، فهي عبارة عن أجهزة ضخمة تضم العديد من المواقع التي تعد بالمئات أو الآلاف، والحماية الأمنية الخاصة بها، والدعم الفني المقدم لها يعد متقدما جدا، وهو بالطبع يختلف من شركة إلى أخرى، ومع ذلك فهي ليست بمنأى عن الهجمات الإلكترونية، واختراقها أشد ضررا، فمن يستطيع الاختراق فإنه يستطيع التحكم بمئات المواقع. الطريقة الثانية: طريقة هجمات حجب الخدمة (Denial of Service):وهو:"نوع من الهجوم على الشبكات من خلال إغراقها بالبيانات والرسائل غير المهمة؛ من أجل منعها من العمل. الكثير من هذه الهجمات مثل ضربة الموت (Ping of Death) والدموع (Teardrop) تستغل الهفوات والأخطاء البرمجية الموجودة في بروتوكولات TCP/IP من أجل القيام بالأعمال التخريبية." فعلى سبيل المثال تم الهجوم على شبكة سي إن إن (CNN) وذلك عن طريق نشر فيروس يحمل اسم " Anticnn.exe" يعرض العلم الصيني مصغرا في إحدى زوايا الموقع، وحين يقوم أي مستخدم بالنقر على هذا العلم تظهر نافذة منبثقة تحتوي على شريط تحميل وصورة للزعيم الصيني الراحل"ماوتسي تونغ " مؤسس الحركة الشيوعية في الصين، وتظهر تحت الصورة عبارة مكتوب عليها:" إنه عمل العلم الأحمر: قم بعمل معقول للتعبير عن وطنيتك"، ثم يقوم الفيروس بعد ذلك بمحاولة الاتصال بموقع شبكة سي إن إن وعمل ضغط هائل عليه باستخدام أوامر HTTP و أوامر GET . وكثيرا ما يطلب المهاجمون من بعضهم - خاصة إذا كان يجمعهم هدف معين - التكاتف من أجل تدمير موقع معين، وذلك باستخدام بعض البرامج الشهيرة لتوجيه الضربات الإلكترونية، فيقوم المهاجمون بتنزيل البرنامج وتنصيبه على أجهزتهم، ثم بعد ذلك يتم الاتفاق على وقت معين، ومن ثم تبدأ المجموعة بالهجوم، وذلك بإدخال بيانات الموقع المستهدف، ثم يقوم بالضغط على إحدى إيقونات البرنامج، ومن ثم يقوم البرنامج بتوجيه ضربات متتابعة للموقع المستهدف، وكثير من المواقع لا تصمد أمام الهجمة، وبعضها يتم تعطيلها مدة قصيرة فقط، وبعضها لا تفيد معها مثل هذه الهجمات لتقدم وقوة النظام الأمني للموقع. الطريقة الثالثة: الدخول والبحث الجماعي في موقع معين. هناك بعض الطرق السهلة والتقليدية التي لا تحتاج إلى خبرة أو برامج متقدمة، وهي قريبة من الطريقة التي قبلها، والنتيجة فيها واحدة، وهي حجب الخدمة مؤقتا، والطريقة باختصار: تتفق مجموعة كبيرة من المهاجمين على الدخول إلى الموقع في وقت واحد، ثم يقومون بالبحث سويا عن كلمة معينة، وتكون تلك الكلمة من الكلمات التي تتكرر بكثرة، مثل (the)(to)(which)، فإذا كان العدد كبيرا، وقدرة الموقع لا تتحمل هذا العدد الضخم، فإن الموقع يتعطل عن الخدمة مؤقتا، قد تكون المدة قصيرة جدا، ولكن الموقع إذا كان مشهورا قد تتأثر سمعته بين رواده ومثل ذلك - أيضا - الدخول الجماعي على موقع معين، والضغط على زر التحديث، مما يؤدي إلى تعطل الموقع مؤقتا، كما فعلت مجموعة فرنسية في عام عندما طلبت من أعضائها الدخول إلى مواقع فرنسية حكومية والضغط المستمر على زر التحديث (Refresh) في المتصفح لمدة ساعة كاملة، الأمر الذي أدى إلى توقف عمل بعض المواقع، بسبب كثرة عدد المستخدمين الذين انهالوا على الجهاز الخادم للصفحة بطلباتهم الإلكترونية المتكررة لعرض الصفحة. الطريقة الرابعة: إيجاد كلمة السر الخاصة بمشرف الموقع. وذلك عن طريق تخمين تلك الكلمة، أو تجربة كل الاحتمالات، أو عن طريق ما يعرف بالهندسة الاجتماعية (Social Engineering)، سواء أكان ذلك بالحصول عليها من المشرف عن طريق تجاذب أطراف الحديث معه، حتى يزل لسانه بذكر كلمة المرور، أو عن طريق الدخول إلى مقر الموقع أو الشركة وإيهام من في المكان أنه أحد المصرح لهم بالدخول، ثم قد يجد كلمة المرور على أحد الأجهزة، كما يفعل كثير من الموظفين عندما يضع كلمات المرور المهمة على ورقة لاصقة بشاشة الحاسوب، فإذا حصل القرصان على كلمة المرور، فإنه يستطيع الاستيلاء على الموقع." هنا وصف الرجل بعض طرق تعطيل أو تدمير المواقع على حسب قدرة المهاجمين وبعد ذلك قسم الرجل المواقع وحكم مهاجمة كل منها فقال: "المبحث الثالث: أقسام المواقع، وحكم الاعتداء على كل قسم. يمكن تقسيم المواقع باعتبارات متعددة، والتقسيم الذي يخدمنا في هذا المبحث، هو تقسيم المواقع إلى مواقع محترمة يحرم التعدي عليها، ومواقع غير محترمة. القسم الأول: المواقع المحترمة التي يحرم الاعتداء عليها: وهي المواقع التي جمعت عنصرين رئيسين: العنصر الأول: أن يكون الموقع فيه منفعة مباحة في الشريعة، إذ إن من شرط المال في الشريعة أن يكون ذا منفعة مباحة، ومن شرط الضمان في مسائل الإتلاف أن يكون المال متقوما في الشريعة، أي يكون ذا قيمة معتبرة في الشرع وعلى ذلك فإذا كان الموقع يتضمن منفعة مباحة، كالخدمات التعليمية أو التجارية أو الحكومية أو الطبية أو غيرها فإنه يكون مالا متقوما شرعا، يحرم التعدي عليه إذا استوفى العنصر الثاني. أما إذا كان الموقع من المواقع التي تتضمن منافع محرمة، كالمواقع الجنسية، أو مواقع السحر والشعوذة، أو مواقع القمار، أو غيرها مما هو على شاكلتها، فإنه لا مالية لهذا الموقع في الشرع. العنصر الثاني: أن يكون صاحب الموقع معصوم المال والدم، وهو المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن، فلا يجوز التعدي على أموال هؤلاء؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد حفظ أموالهم، وحرم الاعتداء عليها. والآن أكثر المواقع هي مواقع مسلمين أو معاهدين فلا يجوز التعدي عليها. فأي موقع استوفى هذين العنصرين حرم الاعتداء عليه. القسم الثاني: المواقع غير المحترمة: وهي المواقع التي اختل فيها أحد الشرطين أو العنصرين، فإما أن تكون مواقع تحتوي على منفعة محرمة، كالمواقع الجنسية، أو مواقع يملكها شخص غير محترم المال، وهي المواقع التي يملكها الحربيون. حكم الاعتداء على هذا القسم من المواقع: لا خلاف في أن هذه المواقع لا مالية لها إذا تحققنا أنها غير محترمة، كما أنه لا خلاف في عدم وجوب الضمان فيها إذا كانت غير محترمة. ولكن الخلاف في مشروعية الإقدام على الاعتداء على تلك المواقع بالإتلاف أو الاختراق أو حجب الخدمة ونحوها من صنوف الاعتداء، هل هو مشروع أو لا؟ وسبب الخلاف في هذه المسألة هو: النظر في المصالح والمفاسد، فمن غلبت عنده المصالح أفتى بالمشروعية، ومن غلبت عنده المفاسد أفتى بالمنع. وإليك خلاف الفقهاء المعاصرين في مشروعية الاعتداء على المواقع غير المحترمة: القول الأول: جواز إتلاف المواقع إذا كانت غير محترمة، وقد أفتى بذلك جمع من المشايخ المعاصرين، ومنهم من كانت فتواه عن مواقع محرمة كالمواقع الجنسية، ومنهم من كانت فتواه عن مواقع الدول الحربية، أو عن الدول الحربية والدول التي تدعمها، وممن قال بهذا القول مفتي السعودية سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، ولجنة الفتوى في الأزهر القول الثاني: عدم جواز اختراق المواقع غير المحترمة، وهذا القول قال به بعض المفتين المعاصرين. أدلة القولين: أدلة القول الأول: الدليل الأول: أن هذا الفعل داخل في عموم قوله تعالى:"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون" [آل عمران: ]. الدليل الثاني: عموم قوله تعالى:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه ... " ، وتدمير المواقع التي تدعو إلى الفساد داخل في هذا العموم. الدليل الثالث: أن تدمير مواقع الدول الحربية التي تحارب الإسلام والمسلمين، والتي احتلت أرضهم، وأخرجت المسلمين من ديارهم، هو من الجهاد في سبيل الله؛ إذ إن أساليب الجهاد في سبيل الله قد تنوعت وتعددت في هذا العصر، ومن هذه الطرق الحديثة للجهاد الجهاد الإلكتروني، وعلى ذلك فالقيام باختراق مواقع الدول الحربية وتدميرها وتعطيلها داخل في عموم الجهاد في سبيل الله، ويثاب من قام بهذا العمل على فعله. الدليل الرابع: أن هذه المواقع من قبيل الضرر، والضرر إن كان يزول من غير ضرر وجب إزالته، وكذا إن زال بضرر أخف منه، أما إن لم يزل إلا بضرر أعلى وأكثر فلا يزال، بل يحتمل أدنى الضررين لدفع أعلاهما. فإن كانت محاربة مواقع الفساد بمثل هذه الوسائل لا ينتج عنها ضرر أكبر من ضرر وجود تلك المواقع، فإن هذا من أعمال القربات ومن الجهاد في سبيل الله. الدليل الخامس: أن في تدمير المواقع المحرمة كفا لأذاها ودفعا لشرها، فيشرع تدميرها. أدلة القول الثاني: الدليل الأول: أن تدمير المواقع المحرمة يؤدي إلى مفسدة أكبر، وهي أن من دمرت مواقعهم الإلكترونية سيقومون بمهاجمة المواقع العربية والإسلامية، وما يتم تدميره من مواقعهم سيتم تدمير أكثر منه من المواقع الإسلامية، وعلى ذلك فضرر هذا الفعل أكثر من نفعه فلا يقدم عليه. الدليل الثاني: أن هذا العمل من مسؤولية الدول والمؤسسات العامة، وليس ذلك إلى الأفراد، ولو أراد الأفراد إتلاف المواقع الجنسية ونحوها فإنهم لن يستطيعوا إتلاف معشار معشارها، والعلاج الأفضل لها يكون باتخاذ وسائل الحذر والحماية العامة، بحجب المواقع الفاسدة في الدول الإسلامية، وتطوير البرامج لمراقبة هذا الحجب، ونشر الوعي والحذر العام، وهذه جهود لا تستطيعها إلا المؤسسات والدول. الدليل الثالث: أن تتبع المواقع الفاسدة من أجل إتلافها قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فقد يعلق بقلب الإنسان منها شيء، وتكون المفسدة التي حدثت من اطلاعه على تلك الأمور أعظم من مفسدة الإتلاف. الموازنة بين الأقوال والترجيح: . كلا الفريقين يرون أن هذه المواقع لا مالية لها، وأنها أموال غير محترمة شرعا. . كما أن الجميع نظر إلى المصالح في هذه المسألة، وأعمل المصالح بحسب ما يراه هو أنه الأقرب لتحقيق المصلحة ودفع المفسدة، أو ارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما. . ولكنهم اختلفوا بناء على نظرتهم إلى الفعل الذي يحقق أكبر قدر من المصالح، أو يدفع أكبر قدر من المفاسد. فالمجيزون لتدمير المواقع غير المحترمة في الشريعة رأوا أن ذلك يحقق أكبر قدر من المصالح، ويدفع الضرر الحاصل من هذه المواقع، كما أنه من الجهاد في سبيل الله، مع تنبيههم إلى أن هذا الفعل يجب ألا يترتب عليه مفسدة أعظم. وأما المانعون فرأوا أن المفاسد التي قد تترتب على هذا الفعل هي أعظم من المفاسد التي تترتب على الترك، وعلى ذلك غلبوا جانب الترك؛ لأنه أعظم مصلحة. . والذي أراه راجحا - والعلم عند الله - ألا يحكم على هذه المسألة بعمومها، بل يقال: إن الحكم يدور على قواعد: إعمال المصالح ودرء المفاسد، فمتى غلبت مصلحة الاختراق عمل به، ومتى غلبت مفسدته ترك. . وإذا أردت تطبيق هذا الضابط على الواقع المشاهد في تدمير المواقع فإني أقول - ومن الله أستمد التوفيق -: إن المواقع غير المحترمة - كما سبق - إما مواقع لأناس حربيين، وإما مواقع مشتملة على أمور محرمة كالطعن والافتراء على هذا الدين الحنيف، وكالمواقع الجنسية، وغيرها. وإذا نظرنا إلى النوع الأول، وهي مواقع الحربيين، فلا اعتراض - حتى عند المانعين - على أن الهجمات الإلكترونية إذا كانت بضوابطها الشرعية داخلة في الجهاد في سبيل الله، وقد سبق لك أن عددا من الدول اتخذت فرقا إلكترونية من أجل دعم جيوشها في الحروب، وإذا كانت الجيوش تسعى إلى شل قدرة العدو، فإن من أقوى قدراته في هذا الزمان: قدرته الإلكترونية؛ إذ إن كثيرا من الأمور الحيوية تدار بطريقة إلكترونية. وعلى ذلك فالقواعد التي قررها العلماء في أحكام الجهاد في سبيل الله تطبق على هذه المسألة، وتضبط شوارد مسائلها، ولكن يبقى تنبيهات على هذه المسألة: التنبيه الأول: أن تحديد الحربي من غيره ليس لآحاد الناس، بل هو راجع إلى أهل الحل والعقد، خاصة في هذه الأزمنة التي أصبحت فيها أغلب الدول دولا معاهدة لا حربية، وعلى ذلك فلا يجوز الإقدام على التدمير والاختراق بمجرد أخبار تتداول بين عامة الناس، أو نداءات تطلق في هذا المنتدى أو ذاك، من غير رجوع إلى أهل الحل والعقد، ويمكننا هنا أن نستأنس بقوله تعالى:"وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا"? التنبيه الثاني: لو تم تعيين هذا البلد أنه بلد حربي، فإنه يبقى أمر آخر، وهو تحديد أن هذا الموقع تابع لهؤلاء الحربيين، وهذا وإن كان سهلا في بعض الأحيان - كما في المواقع الحكومية، أو المواقع التي تنتهي بامتداد البلد الحربي - ولكن في أحيان كثيرة يكون من الصعوبة تحديد بلد صاحب الموقع، خاصة مع انفتاح التجارة، ووجود الشركات العالمية، والشركات المتعددة الجنسيات. التنبيه الثالث: أن كثرة التجاوزات في مسألة إتلاف المواقع أدت إلى منع بعض المفتين منها؛ سدا للذريعة، وهو قول متوجه. وأما النوع الثاني من المواقع، وهي المواقع المشتملة على المنافع المحرمة، فكما سبق هي لا حرمة لها، ولكن هل الأولى الإقدام على اختراقها وتدميرها؟ الذي أراه أن المصلحة في كثير من الأحيان عدم الإقدام على الاختراق والتدمير، وذلك للأمور التالية: الأمر الأول: أن في هذا تعريضا للمسلم لفتنة الشبهات والشهوات، فهو سيبحث عن هذه المواقع من أجل تدميرها، فيطلع عليها وينظر فيها، ولا يأمن على نفسه من أن يعلق بقلبه شيء منها. الأمر الثاني: أن في هذا إضاعة للأوقات، لأنه مهما أوتي من قوة فلن يستطيع تدمير كل المواقع الفاسدة على الإنترنت، ولو استغل وقته وقدراته في أمر آخر من تبليغ الدعوة، ونشر الإسلام على شبكة الإنترنت لكان أولى له، وأنفع للإسلام والمسلمين. الأمر الثالث: أن هذا الفعل قد يعرضه للمساءلة ثم العقوبة، فقد يخترق موقعا جنسيا أو موقعا للقمار وهو في بلد غير مسلم، يمكن لصاحب هذا الموقع أن يحصل على تصريح لإنشاء مثل هذه المواقع، فيعاقب الشخص الذي اخترق هذه المواقع، في مقابل منفعة يسيرة جدا، لا تعدو في كثير من الأحوال أن تكون إيقافا للموقع أياما معدودة. ولا أنكر أنه في أحيان عديدة تكون فائدة تدمير الموقع أكثر من ضرره، فأذكر أن أحد المواقع التي أنشأها بعض نصارى العرب، كان يتضمن تشويها وكذبا متعمدا على الإسلام وعلمائه، من ذلك أنهم يكتبون فتاوى ملفقة تتعلق بالجنس ونحوه، ثم يضعون فيها الديباجة المعتادة لبعض جهات الفتوى، كاللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية، أو لجنة الفتوى في الأزهر، وينشرون تلك الفتاوى المكذوبة في مواقعهم، ويقولون هؤلاء هم المسلمون وهذه فتاوى علمائهم، وهؤلاء لا ينفع معهم نصح ولا حوار، والطريقة التي تم فيها تزوير تلك الفتاوى تنطلي على بعض الناس، وبعد مدة علمت أن هذا الموقع تم اختراقه مرات عديدة من بعض القراصنة المسلمين حتى توقف أصحابه عن النشر، وكف شرهم. وكذلك فإن بعض المواقع الفاسدة لا يستطيع أصحابها وضعها على محركات البحث؛ خوفا من تعرف القراصنة عليها، ثم تدميرها، ويكون تداولها عبر المجموعات البريدية، ولا شك أن في هذا تحجيما لها، وتضييقا للنطاق الذي تنتشر من خلاله." ما ذكره الشبل هنا كلام خاطىء فقبل الكلام عن أحكام المواقع يجب أن يعلا نت يقول الحكم أنه لا توجد دولة للمسلمين حاليا لأنها ماتت من قرون بعيدة وإنما الموجود دول أكثرية ناسها مسلمون حقا او بالأسماء وتحكم بحكم غير الله ومن ثم فالحديث عن تدمير المواقع أو تعطيلها هنا حديث باطل فلابد أولا أن تكون هناك دولة المسلمين التى تحكم بحكم الله حتى يمكن الحديث عن حرب وثانيا من يتكلمون عن أقوال الكفار التى هى موجودة فى المواقع والتى تهاجم الإسلام تناسوا الحقيقة وهى : أن الله أثبت أقوال الكفار فى القرآن ورد عليها ومن ثم لا يمكن أن يكون علاج مشكلة مواقع الكفار بتدميرها أو تعطيلها وإنما بالرد عليها بقيت كلمة أخيرة وهى المواقع التى اتفقت الكثير من الدول على تحريمها أو تجريمها وهى المواقع الناشرة لفاحشة الزنى بكل أنواعه وهذه يتم مهاجمتها حاليا ليس بناء على حكم الله وإنما بناء على قوانين الدول التى تحكم بغير شرع الله ما أتكلم عنه هنا هو بناء على عدم وجود دولة المسلمين وأما عندها وجودها فالواجب هو : أن تكون للدولة شبكة خاصة بها ليس لها اتصال مع الشبكة العالمية كنوع من الأمن الجهادى وفى حالة عدم القدرة على بناء تلك الشبكة مدة تستخدم الدولة خاصية الدخول المحدود حيث تقوم الدولة بمنع كل المواقع المحرمة حسب الشرع سواء كانت مواقع للمعادين المعتدين أو مواقع نشر الفاحشة وبالقطع أى موقع ينشر أقوال الكفار لا يتم منع دخوله وإنما يتم الدخول للرد عليه فإن حذف أهله الردود أو حرفوها تم نقل كلامهم لموقع مسلم مع الرد عليها وتعطيل الدخول على تلك المواقع ثم تحدث الشبل عن عقوبة المعتدى على المواقع المباحة فقال: "المبحث الرابع: عقوبة المعتدي على المواقع التي يحرم الاعتداء عليها، وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: اختراق الموقع مع الاستيلاء عليه. في أحيان كثيرة يستطيع القراصنة الإلكترونيين اختراق الموقع الإلكتروني والاستيلاء على محتويات هذا الموقع، ويصبح كأنه المالك الأصلي لهذا الموقع. وأغلب الأحيان يستطيع مالك الموقع الأصلي أن يسترجع موقعه بعد مدة، وذلك عن طريق مراسلة الشركة المستضيفة لموقعه، ومن ثم ترسل الشركة المضيفة له اسم مستخدم وكلمة مرور جديدة على بريده الخاص الذي اختاره صاحب الموقع في البداية ولكن قد تكون قدرات القرصان الإلكتروني عالية، والاحتياطات الأمنية لصاحب الموقع ضعيفة فيضيع الموقع منه، أوقد يضطر صاحب الموقع إلى اللجوء إلى القضاء لاستعادة الموقع، أو سلوك إجراءات طويلة من أجل إرجاع الموقع، خاصة إذا كان الموقع مملوكا لشركة معروفة، والموقع مسجلا باسمها، فتتمكن الشركة في النهاية من استرجاع الموقع، ولكن المشكلة تكمن إذا كان الموقع مسجلا باسم افتراضي، ثم تم الاستيلاء على الموقع، وعلى البريد الخاص بصاحب الموقع. في المبحث السابق كان الكلام في حكم الاختراق، وفي هذا المبحث سأتكلم في عقوبة من اخترق موقعا محترما. إذا تم اختراق الموقع ثم تم الاستيلاء عليه، وحجب صاحبه من التحكم فيه، وأصبح الذي يتحكم في الموقع ويديره هو القرصان الذي استولى عليه، فما الحكم في هذه الصورة؟ الذي أراه في هذه الصورة أن يطبق عليها أحكام الغصب ، فالموقع وإن كان موقعا افتراضيا فهو يتمتع بكثير من خصائص الموقع الحقيقي، والضرر الذي يترتب على الاستيلاء على الموقع الافتراضي قد يكون مماثلا للاستيلاء على المكان الحقيقي أو أكثر. ومن الأحكام التي ترتب على الغصب: أولا: يجب على الغاصب رد المال المغصوب إلى من غصبه منه، فيجب إرجاع المغصوب إلى محله الذي غصبه منه، وحتى وإن كان ذلك المكان بعيدا فإذا حكمنا بأن الاستيلاء على المواقع المحترمة محرم، وأن حكم ذلك حكم الغصب، فإنه يجب على من استولى على موقع من المواقع أن يرد الموقع إلى صاحبه. والدليل على ذلك: أ- ... عموم الأدلة الدالة على حرمة الأموال المعصومة، ومن ذلك قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" وقوله (ص):"كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه" وقوله (ص):"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام " ب- ... ومن الأدلة الواردة في مسألتنا بخصوصها قوله (ص):"لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جدا، ومن أخذ عصا أخيه فليردها". ? ج- ... وأيضا من الأدلة ما روي عن النبي (ص) أنه قال:"على اليد ما أخذت حتى تؤديه". ? ? ورد الموقع قد يكفي فيه إرجاع اسم المستخدم والرقم السري لصاحب الموقع الأصلي، وقد يلزم معه - أيضا - إرجاع بعض المعلومات والبيانات إذا كان المستولي على الموقع قد قام بأخذها، ولا يجوز للمستولي على الموقع أن يرجع الموقع مع احتفاظه ببعض البيانات أو المعلومات، حتى وإن أرجع تلك البيانات كاملة لصاحبها؛ لأن صاحب الموقع له الحق بالاستئثار بتلك البيانات وحده، والاستفادة منها استفادة مالية أو غير مالية. ثانيا: على الغاصب ضمان منافع المال المغصوب، ومن ذلك أجرة المال المغصوب مدة الغصب. وقد اختلف الفقهاء في ضمان المنافع، فالجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة يرون وجوب ضمان المنافع مدة الغصب. وأما الحنفية فيرون أن المنافع لا تضمن، واستثنى متأخروهم من ذلك: الوقف، ومال اليتيم، والمال المعد للاستغلال. وإذا أردنا تطبيق هذا الخلاف على مسألتنا هذه فإنه يمكن القول: - إن مذهب الجمهور هو أن المستولي على الموقع يجب عليه أجرة الموقع في مدة الغصب؛ لأنه فوت على صاحب الموقع منفعة متوقعة في تلك المدة. - وأما مذهب متقدمي الحنفية فهو أنه لا ضمان عليه، فلا يجب عليه دفع أجرة تلك المدة. - وأما مذهب متأخري الحنفية فهو أن الموقع إذا كان وقفا، أو كان ليتيم، أو كان الموقع من المواقع التي تأجر خدماتها عبر الإنترنت، مثل مواقع الاستضافة، أو المواقع ذات الاشتراك المدفوع، فإنه يجب على المستولي على الموقع دفع الأجرة عن تلك المدة التي غصب فيها الموقع. أما إن كان الموقع ليس وقفا، وليس مالا ليتيم، وليس معدا للاستغلال فإنه لا يجب عليه الضمان عند متأخري الحنفية. والراجح - والله أعلم -? هو القول الأول. ثالثا: التعزير: التعزير عقوبة غير مقدرة شرعا على فعل شيء محرم، والغصب من الأمور المحرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعلى ذلك فإن للقاضي أن يعزر الغاصب بما يراه مناسبا له من العقوبة، ورادعا لغيره من الإقدام على مثل هذا الفعل، وقد نص بعض العلماء على تعزير الغاصب، حتى وإن عفا عنه صاحب الحق" تكلم الرجل هنا كلاما صحيحا ولكنه حيرنا بنقل آراء الفقهاء المتعارضة ومن ثم فذنب الاعتداء على الموقع بمعنى الاستيلاء عليه وإدارته لمصلحته كفارته هى : أولا التوبة لله وهى الاستغفار ثانيا إعادة الموقع لصاحبه ثالثا إعادة ما أخذه الغاصب من ربح من الموقع هذا فى حالة عدم وجود دولة المسلمين وأما فى حالة وجودها فلا يوجد مواقع لأفراد وإنما هى مواقع جماعية تصدر كلها عن مجموع المسلمين فى الدولة ولكن بفرض وجود موقع فردى وهذا غير ممكن فى دولة المسلمين لأنها دولة منظمة فيحب تطبيق حد السرقة على الغاصب وهو المستولى على الموقع وفى حالة رده قبل القبض عليه فلا عقاب عليه ثم حدثنا عن جريمة افساد محتويات الموقع فقال : :المطلب الثاني: اختراق الموقع مع إفساد محتوياته. إذا تم اختراق الموقع، ثم قام المخترق بإتلاف محتويات الموقع، فإن المعتدي يعاقب بثلاثة أمور: الأمر الأول: ضمان ما أتلفه، فيلزم المعتدي على المواقع بالإتلاف ضمان ما أتلفه من برامج ومعلومات وبيانات، والضمان يكون بدفع قيمة ما كان قيميا، ومثل ما كان مثليا. ويلحظ هنا أن أكثر المواقع تحتفظ بنسخة من الموقع احتياطا؛ وذلك تحسبا لمثل هذه الحالات، وهنا يجب على المعتدي فقط إعادة الموقع إلى ما كان عليه قبل الاعتداء، فيدفع قيمة إرجاع الموقع إلى وضعه السابق. الأمر الثاني: التعويض عن الضرر الذي أصاب صاحب الموقع. الأمر الثالث: التعزير، ومن التعزير ما جاء في النظام السعودي لمكافحة جرائم المعلوماتية في المادة الثالثة منه:" يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين: كل شخص يرتكب أيا من الجرائم المعلوماتية الآتية: ... - الدخول غير المشروع إلى موقع إلكتروني، أو الدخول إلى موقع إلكتروني لتغيير تصاميم هذا الموقع، أو إتلافه، أو تعديله، أو شغل عنوانه." قطعا أى جريمة افساد اى اتلاف لمال حكمه هو حكم قصة الغنم والحرث وهو إعادة الموقع لسابق عهده على حساب المفسد ولا عقاب عليه سوى هذا وعليه أن يتوب من هذا إذا كان هو من قام بالفساد أو أمر غيره به ثم تحدث عن اختراق المواقع بلا إفساد أو استيلاء عليها فقال: "المطلب الثالث: اختراق الموقع من دون استيلاء ولا إفساد. في أحيان عديدة يخترق بعض القراصنة بعض المواقع الإلكترونية، لكنهم لا يستولون عليها، ولا يقومون بإفساد تلك المواقع، ولكنهم يدخلون ويطلعون على محتويات الموقع وأسراره، وقد يكون السبب من ذلك إثبات الذات واستعراض القدرات، أو قد يكون الغرض من ذلك التجسس على صاحب الموقع، سواء أكان التجسس لأغراض تجارية أو سياسية أو غيرها، كما أن الاختراق قد يكون من أجل ابتزاز صاحب الموقع أو تهديده، إلى غير ذلك من الأسباب الداعية إلى مثل هذا الاختراق. وهذه المسألة داخلة في التجسس الذي نهانا الله سبحانه وتعالى عنه في قوله"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" [الحجرات: ]، وقد جاءت السنة المطهرة بالنهي عن التجسس في أحاديث عديدة، منها: قوله (ص):"إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ?ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا" والتجسس ليس فيه عقوبة مقدرة، وإنما فيه التعزير" جريمة التجسس عقوباتها مختلفة حسب الجريمة التى ترتكب بناء على معلومات التجسس فإن أدت لسرقة قطعت الأيدى وإن ادت لقتل قتل المتجسس ومن قام بالجريمة هو أو غيره وإن أدت إلى إفساد فى الأرض كابتزاز النساء وحضهم على ارتكاب الفاحشة قتل بحد الحرابة وهكذا
  13. نقد كتاب أأنتم أعلم بأمور دنياكم أم الله ... إسقاط على أرض الواقع الكتاب تأليف محمود الشيشكلي والكتاب يناقش المقولة المنسوبة للنبى(ص) أنتم اعلم بأمور دنياكم" واستهل الرجل الكتاب بمقولة رائعة عن كون علمنا من علم الله تعالى فيقول: "الله هو الأعلم طبعا سيكون الجواب على هذا السؤال وبكل وضوح موجود أصلا في نفس السؤال لكل من يقر ويؤمن بالله، ولكن ومن أجل أن يتحول ذلك إلى تصديق عن دليل علمي موضوعي تطمئن له النفس نذكر على الجملة بالآية: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".لا بل وعلى اعتبار أن علمنا هو من علم الله يكون القول: "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض" و أقله ألا ننسى: "فألهمها فجورها وتقواها"وعلى اعتبار أن الإسلام الحقيقي في أصله هو (بالمفهوم المتداول) دين ودنيا أو بالأحرى هو دين حياة قائم على نظام يعبر عن قوانين وجدت لخير الإنسان ورحمة به وبتوازن فطري وعلمي كل في موضعه المناسب وتبعا لبرمجة الكتاب وعبر الفطرة السليمة في طريق مستقيم هو الذي يصل بالإنسان إلى السعادة والسلام ومن الدنيا بدءا إلى الآخرة نهاية، فإن ما سبق لا بد أن ينطبق وبنظرة شمولية على كل الأمور محكماتها ومتشابهاتها، على مبدأ: "آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب" ومع أن المقدمة رائعة إلا أن الرجل يقول أن الرواية قادحة فى عصمة الرسول(ص) التى يعتبرها عصمة كاملة فيقول: "ومن هنا نعبر إلى أمر على سبيل المثال مستخرج من حادثة تأبير النخل (حيث قال: أن النبي (ص)مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا (الشيص: هو ثمر صغير سيء غير ناضج)، فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم) صحيح مسلم والتي يستدل بها أعداء الإسلام على عدم عصمة رسول الله فيرد عليهم وللأسف بعض المسلمون وإن كان بنية حسنة (والنية الحسنة فقط لا ترد اتهاما ولا تصنع لا مجدا ولا حضارة ولا ... ) للدفاع عن الإسلام أن عدم العصمة فقط في أمور الرسول (ص)الشخصية التي تعد اجتهادا فقط وعلى ذلك أمثلتهم كثيرة و لا تعبر عن الرسالة ... وما أدري كيف ... ويدمجون ما سبق فيها، دون الأمور الشرعية التي فيها كامل العصمة وقسم آخر قد يقول أن الحديث ضعيف أو حديث آحاد إلى غير ذلك. " بالقطع لا يوجد عصمة للرسول(ص) سوى عصمته من الأذى وهى التى فيها نص واضح صريخ وهوقوله تعالى : " والله يعصمك من الناس" وأما العصمة من الذنوب فلا وجود لها فى النصوص وإنما الموجود ما يضادها وهو ارتكابه الذنوب كما فى قوله تعالى : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" وقوله : " واستغفر لذنبك" ويحاول الشيشكلى أن يلوى عنق الروايةكى ادل على العصمة الكاملة التى لا وجود بها فيقول: "والسؤال دخولا في صلب الموضوع: أنه لو اعتبرنا الحديث قد تم فعلا فإني أجد فرقا بين صورته ولفظه وبين المعنى الذي فهم به بزيادة من قبلنا وبمعنى أن لفظ أنتم أعلم بأمور دنياكم قد زيد عليها في فهمنا وعقولنا كلمة زائدة هي (مني) فأصبح التركيب يفهم ويعقل (أنتم أعلم بأمور دنياكم مني) مما يوحي لنا مع هذه الزيادة الخطأ اعتراف رسول الله بخطئه وتراجعه عنه وبالتالي استنتاجنا لعدم عصمته في مثل هذه الأمور. والرد على ذلك يكون: لم لا يكون الموضوع على وزن أنه عندما أقول لأشخاص أن مشروعا اقتصاديا مربحا أكثر ومضمونا أكثر بكيفية اقترحها لمن يستطيع تحمل تكاليفه والصبر حتى تحصيل مرابحه ثم يأتي قسم منهم يشتكي حاجته إلى المادة والقطاف الأسرع والعدد الأكبر ولعدم قدرته على التحمل والصبر بسبب ظروفه والتزاماته الحالية، فان ذلك لا يعني إلا أن كلامي هو الأكمل والأصح وليتضح أن الأمر على وزن المثل أو القول أنا نصحتك لكنك حاليا أدرى بظروفك وبإسقاط على الحادثة نرى أن البلاد التي تعتمد التأبير اليدوي يكون النخيل فيها متقاربا ويكون الأمر بغاية جمع أكثر وأحسن وأسرع للتمر منه بدون تأبير في حين من تعتمد على التلقيح الطبيعي ولا تأبر يدويا يمتد النخيل فيها على الأغلب على أماكن واسعة، الأمر الذي يحدث وخاصة قديما في البلاد ذات المساحات الواسعة التي كان سيصعب شمولها بالتأبير اليدوي، وخاصة مع علو أشجارها، أو ربما ما قد كان من التأبير الطبيعي أصلا مع أمهات النخيل في عصر سيدنا آدم ومن الفردوس الأول. والسؤال أولا بتسلسل يكون من أين يأتي الغذاء والذي أكثره ماء للتمر سيكون الجواب من الأرض عبر جذع النخل، وبالمتابعة فان زادت عدد حبات التمر بالتأبير اليدوي ستزيد كمية سحب الماء من التربة وإن زاد الأخير وكانت الأرض في منطقة حارة أدى ذلك إلى جفافها أكثر وربما تصحرها على المدى الطويل وخاصة مع تقارب النخيل مع بعضها لزيادة عدد النخلات وبالتالي فإن النخيل بدون تأبير يدوي سيكون مقتصدا بسحب الماء ومحافظا على عدم جفافها مع تباعد بين النخلات وحيث يقول ويوصي القدماء بالمباعدة ما بين النخلات عند زراعتها. وفي الأمثال الواردة في الكتب القديمة المهتمة في هذه الأمور: "تقول النخلة للنخلة: ابعدي ظلي من ظلك، أحمل مثلي حملي وحملك! ". وتقول النخلة لزارعها: "ضع أختي بعيدا عني وخذ حملها مني! " وكأن في ذلك إشارة إلى أن إراحة الأرض وعدم إجهادها بسحب أكبر للماء بما سبق ذكره سيعطي وإن كان بعد حين نفس المحصول مع زيادة هنا أقلها هي الحفاظ على الأرض من الجفاف والتصحر ومن ثم المساعدة بالحفاظ على التربة ومنع انجرافها أمام الرياح عودة إلى زيادة في سوء المناخ، و بالتالي يجب أن لا يكون الأمر مقصورا على مصلحتنا دون النظر إلى مصلحة أحفادنا ولا مقصورا على القطاف السريع دون الحفاظ على حياة الأرض وتلوث الهواء. ثانيا: إن خروج التمر على شكل شيص وسواء كله أو أكثره لا يعني أن هذا سيستمر في السنوات التي بعدها إنما الأمر قد يحتاج لصبر ولفترة زمنية قد تطول لتحسن النخلة إنتاجها وهذا ما يؤكده نخل البلاد التي لا تعتمد التأبير اليدوي. ثالثا: قد يكون الشيص في مرحلة ما مستودعا للماء والغذاء المركز الذي سيساعد فيما بعد في مد التمر الصحيح بما يلزمه عوضا عن الاستمداد المباشر والكامل والدائم من الأرض مما يخفف العبء عليها وخاصة في بعض الأوقات الصعبة مع الأخذ بعين الاعتبار لتخفيف عدد النخلات بتوزيعها على مساحة أكبر. رابعا: أن ما قاله رسول الله (ص)لصحابته لا يعني إلا أن كلامه صحيح وأن ما دون ذلك قد أبيح لهم تبعا لظروفهم وأعبائهم، وربما مع الأخذ بعين الاعتبار قوة الأرض وقتئذ بالنسبة لوقتنا التي فيه قد استنزفت قدرة تحملها الأمر الذي يستدعي منا على ذلك إعادة النظر. إلى غير ذلك (وحتى لو فرضنا جدلا أن ما سبق- رغم وضوحه وخرقه للنظرة القديمة على الأقل- لا يصح) من الاحتمالات الكثيرة التي قد تظهر وخاصة مع تقدم العصر من تقنيات كهرومغناطيسية ونانو تكنولوجية وغيرها تحتاج بحوثا بتكاتف أيدي والتي بفكرتها الأساسية تصل بنا إلى الحفاظ على الأرض من الجفاف والتصحر وربما إلى طريقة علمية تمكن من إعادة إحياء للأرض الميتة، وغيرها مما يمكن أن ينطبق ويقاس عليه الأمر نفسه برسمه وبمنهجه العلمي الموضوعي اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وحياتيا على نهج: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"." حاول الرجل هنا أن يقول الرواية وقعت أى حدثت بالفعل وأنها لا تدل على أن النبى(ص) جاهل بأمر التأبير وإنما هو عالم علم عميق بالتأبير فأعطاهم حلا يفيدهم فى المستقبل البعيد ويفيد حتى أحفادهم بينما هم كانوا يريدون شىء يفيدهم فى السنة التى هم فيها ومن ثم فكلمة دنياكم لا تعنى الدنيا ككل وإنما أنتم أعلم بأمور حالكم وهو الوقت الذى هم فيه ويستمر الشيشكلى فى نهجه مدافعا عن كون الرواية وقعت بالفعل ولكن الناس فهموها خطأ فيضرب لنا مثالا بفعل السامرى حيث قدم لبنى إسرائيل العجل الذهبى ليعبدوه محققا لهم رغبتهم التى قالوها لموسى(ص) بعد عبور البحر والنجاة " وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" وهو أمر عاجل ظن هو وهم أنه يفيدهم فى الدنيا ونسوا أمر الآخرة وفى هذا قال: "فالموضوع هو تسوية بالتوازن المهندس والمبرمج بحكمة لنفخ بالروح وصولا إلى قيام حياة طيبة وعلى ذلك وبإقرأ الكتاب الأولى والثانية يمكن أن يقول الإنسان من نفسه الله أكبر وبمعنى يتجاوز المعنى التقليدي من دون معارضته إلى: الله أكبر مما تتصوره أوتتخيله أيها الإنسان وأكبر مما يتبدى لك سواء في أفق نفسك في الأولى إلى الله أكبر مع الثانية ولغيرك وفي أفق العلوم القادمة، وهكذا وبصدق تتابع إلى أن تشهد من نفسك وعلى نفس النهج أنه: لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...قال تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة الصف نعم يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ولكن الدور الأكبر والمساعد لمن في الداخل فالمشكلة هي في عدم الاتباع لرسول الله من جهة الاستواء على صف واحد وإن الاستواء من إقامة الصلاة ولو استوينا على صف واحد باتجاه هدف واحد ولم ندع فرجا للشياطين لاستوت قلوبنا، نعم لا ننكر أن أيادي علماء كثر هي ممدودة للخير ولكنها غالبا ليست مجتمعة وعلى صف واحد ولا حتى على مصطلحات واحدة بل إن الكثير منهم ليظن أنه الناجي دون غيره وما النجاة إلا بالتجمع القلبي قبل الجسدي أمام شياطين الجن والإنس، إذ لا يفيد السفينة ومع قوة من عليها إلا أن يجتمع تجديفهم وحتى طاقاتهم الكامنة على اتجاه واحد وتبعا لبوصلتها ومن دون أن يدعوا فرجا تغرق سفينتهم وبذلك تكون المناعة القوية التي إذا قويت وأقيمت لا يستطيع أي فيروس اختراقها ومن جهة أخرى ومع وجود السامري ونهجه ولكل زمان ولكل مجال علمي وسواء ديني أو دنيوي: سامري يسير على نهج السامري الأول (ومن دون معارضة المعنى التقليدي) يقبض قبضة من أثر الرسول ويعلم الناس الخير ويدعيها لنفسه وكذلك ألقى و يلقي مشجعا لهم في بناء عاجل قد يعده تحديثي للحياة إلا أنه في حقيقته لا تحديثي أصلا وإن كانت الأنفس لتنذهل به وتخور بخواره فكثير منها لا يتحدث أصلا إذ أن هذا البناء من جهة وإن تحدث مظهره إلا أنه جسدي لا حياة طيبة حقيقية فيه ومن جهة أخرى قولي لا يتعدى الأذان إلى القلب وإن كان يعزف على أوتار النفس فيطربها ولكنه يبقيها وحب الدنيا كالأفعى ترقص على صوت الناي في مكانها، فلا يبين لها كيف تقوم من حلمها أو تنهض في حياتها، وليسيطر عليها فلقد أبصر هذا السامري من مداخل السيطرة على الأنفس وبما يصطادها من شهواتها مالم يبصروا به طمعا في الخلافة التي ظنها استعباد للعباد وكما الشيطان الأكبر وكذلك سولت له نفسه ولم يكن معه في الحقيقة إلا أثر لعصارة زيتية كانت بمجهود غيره ولغاية أن يظهر كخليفة في الأرض وكمنارة لغيره ومن دون أن يصدق مع نفسه ويبدأ بإنارة قلبه أن استوقد من أثر هذه العصارة نارا فلما أضاءت ما حوله من الناس واستناروا شيئا ذهب الله بنوره وتركه في ظلمات لا يبصر إذ نفد مخزونه من أثر الزيت ولم يكن قد تعلم عقل أو عصر الزيتون بنفسه وبالتالي لم يكن أصلا أهل لأن يعلم الناس الخير النافع لحياتهم، لأن هذا السامري لم ينفع نفسه بحياة طيبة حقيقية ولم ينر قلبه أصلا، قال تعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" لا بل إن الطامة الكبرى عندما ينفخ وفي الشباب خاصة عاطفة وحماسا وحتى علما (التي وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام مصاعب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والحياتية) لأنها لم تكن موجهة نحو تحريك حس ديني صادق يحول المعرفة إلى سلوك حي والعلم إلى عمل حي والقول إلى فعل حي والنص إلى حضارة حية والحياة بتجددها وترقيها من تمكين إلى تمكين أكبر." وحجة الشيشكلى هنا حجة واهية لأن الـمران مختلفان جدا فتأبير النحل هو أمر مباح بينما عمل العجل وعمله أمر محرم والنية فى الرواية خى نية حسنة وهى نفع القوم ولكن النية فى عمل العجل وما بعده كانت نية سوء وهى انتفاع السامرى وحده سواء بالزعامة أو بأخذ المال ككاهن للعجل ويستمر الشيشكلى فى الكلان فيضرب مثلا اخر بعيدا عن موضوع التأبير فيحدثنا عن فتح مكة وعن تفريق الجنود فى نواحى مختلفة ومعهم مشاعل النار حتى يظن الكفار أن عدد المؤمنين كببرا جدا عن عددهم فلا يحاربوا والمثل هو الأخر بعيد عن تأبير النخل فلم يكن أمر توزيع النيران تجربة فاشلة كما فشل التأبير ومن ثم لاوجه للمقارنة كما أن نفع أمر النيران انتهى بمجرد فتح مكة ولكن طبقا لدفاع الشيشكلى الأول فإن التأبير كان ضارا فى أوله مفيدا فيما بعد وفى هذا قال : "لا بل إن البعض من هؤلاء السامرة ليضحي بأولادنا ملقيا بهم ومضحيا بهم وراكب أمواجهم لمآرب سياسية أو غيرها وعلى حد قوله في سبيل الله، ناسيا أن سبيل الله في أصله هو ذلك الكوثر الذي فيه الماء والطاقة للحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، الذي يحيى بها الإنسان وأهله من بعد موت وينمو محافظ عليها ناهض بها وسابح نحو حياة أعلى لا تنتهي ولا يظمئ بعدها أبدا، والتي بها فقط يطمع الإنسان زيادة أن يوصلها إلى غيره جهادا يبدأ من الكلمة الطيبة لا قتلا وسفكا للدماء، وكما فعل رسول الله (ص)بحكمته يوم فتح مكة عندما حاصرها بجيشه وأمر أصحابه بأن ينقسموا إلى مجموعات صغيرة كل منها يشعل نارا لتبدو بكثرة النيران ذات كتائب كثيرة لن يكون لأهل مكة ولا حتى التفكير بمواجهتها، وما كان ذلك إلا رحمة منه (ص)بما يفيض من قلبه حتى نحو أعدائه، قد تجلى طرف منها في قوله (ص)لأحد المسلمين يوم فتح مكة: بأن اليوم يوم المرحمة ردا على قول الرجل متحمسا أن اليوم يوم الملحمة، ومن دون أن ننسى معاتبته الشديدة جدا (ص)لسيدنا خالد: في حادثة الرجل الذي قال: لا إله إلا الله إتقاءا للقتل بالسيف. فالإتمام لـ"نور الله ولو كره الكافرون" لا بد قائم رغم كل شيء وطريقه الرجعى إلى إقرأ الكتاب وبنور من الله فإما بالحسنى والعودة معا إلى الإحياء والإنقاذ والإصلاح مع سنة رسول الله (ص) الحكيمة في المعالجة وإقامة الصلاة والإسقاط على أرض الواقع وبتوكل على الحي الذي لا يموت من خلال الرجوع بقلوب تعقل على هيئة الخضوع إلى ربها الحي الذي بيده الروح وحده وهو على كل شيء قدير، مع الأخذ بالأسباب وإعادتها وإقامتها في موضعها المناسب الذي وجدت من أجله وبتوازن حكيم مادي ومعنوي في إسقاطها على الأرض إقتداءا واعتصاما بالنهج النبوي الشريف والحكيم. ولنقول معه حقا: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " سورة الفاتحة أو بالسلاسل والعذاب المادي والمعنوي." وحدثنا الرجل عن نقطة حرب الإسلام فقال: "قال تعالى: "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون" ولينطبق المثل: (إذا أردت أن تحيي دينا فحاربه) وربما في ذلك المكر الخير لله بالشياطين وبمكرهم الخبيث وهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم نفخا فإذا بالنار المقدسة لتتوهج عن ذلك بقوة ولتضيء النور من جديد على نفس النهج القديم. ذلك النهج الذي لم يوجد أحسن منه إيجابية إذ تحمل (ص)من قومه ما تحمل حبا ورحمة أن يأخذهم إلى نهضة وصلة مع الله، لقد صبر وتيقن ظنه وبتثبيت من الله أنه سيقدر الخير في هداية قومه على يديه رغم ما عانى فلم يستعجل أمر الله ولم يكن كصاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم." والخطأ فى الفقرة هو أن صاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم والحقيقة أن يونس (ص) لم يظن هذا الظن وإنما ظن ظنا خاطئا وهو عدم قدرة الله وهو نص الاية التى تقول : "وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه" وتناول الشيشكلى موقف القرآنيين من الرواية التى نفوا حدوثها ووصفهم بأوصاف الجهل والدجل فقال: "ربما نلتمس للخلف اليتيم عذرا أمام حذرهم من البعض الذي يدعي القراءة الصحيحة للقرآن ويسمون أنفسهم بالقرآنين فإذا بالكثير منهم لا قرآني ولا علمي ولا موضوعي أصلا، نعم كلمة حق ولكن وإن كان لا يدري فأريد بها باطل هو هدم أساس القراءة الحكيمة التي هي الطريق الأسرع والأقوى وقل الوحيد للوصول إلى نهضة وقيام حياة طيبة مادية ومعنوية والاستعاضة عنها بأساس خارجي هو على شفا جرف هار على نهج الأعور الدجال، أي لا قرآني أصلا لأنه لا يسعى إلى قراءة رشيدة وحكيمة تسير على نهج وهدي السنة النبوية الشريفة وإحيائها بإسقاط من جديد على أرض الواقع عوضا عن هدمها والقول بعدم صلاحيتها إلا لزمانها ومكانها التي وجدت فيه ونسيان أن الحكمة في جوهرها معالجة وبناء للنفس قبل الجسد، وبناء للفئة المؤمنة الأولى بدءا في مكة قبل بناء الدولة في المدينة والتي وإن قامت على قوانين ونظم حكيمة فإنها لن تكون قيمة إلا بتأسيس للنواة الأولى للحضارة الروحية والمادية معا قبل الانطلاق إلى بقية العالم لإحيائه ولإنقاذه ممن يفسد فيها ويسفك الدماء. ومن دون أن ننسى أنه ليس كل علم ينفع، بل إن ما ينفع هو العلم الحكيم الموضوع في مكانه وحتى في زمانه بشكل مناسب كل في موضعه على أساس متوازن فطري وعلمي حكيم ورغم أنه يستحيل من جهة إلا أن يكون باعتماد على الله وبإذن وقبول منه وفي ذلك يكون القول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" (إلا أنه من جهة الأخذ بالأسباب لا بد أن يكون بتقديم متفاني قدر ما يستطيع الإنسان وأهله: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " وبتصحيح لقول البعض: (رأينا الإسلام في الخارج ولم نر مسلمين ورأينا المسلمين في الداخل ولم نر إسلاما) ولنكون دقيقين في الكلام نقول - ومع تقديرنا لحسن نية الكثير منهم - أن ما رأيتموه هو نظم وقوانين ربما دقيقة ولكن ذلك يعتبر من مظاهر الإسلام دون روحه وبالتالي الأولى أن لا يطلق عليه إسلام لأنه في حقيقته بدون روح بل أمور في أغلبها قد عود وبرمج الناس على قوانينها من صغرهم، وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، و ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام أقل فتنة وانزلاق، أما في الداخل وإن كانت لا توجد تلك المظاهر إلا أنه لا يزال يوجد فيه ذلك النبض الحي وشعلة المشكاة والتي وإن كانت ضعيفة يبقى الأمل في أن تتوهج وتطلع من جديد، وخاصة أن الرسول (ص)بسنته النبوية الشريفة وبالخاصة في العبادات الجماعية هو من خطط وبرمج أصلا للمحافظة عليها ....." وكل ما ذكره الرجل فى الفقرات السابقة والتالية هو خروج عن موضوع التأبير فهو كلام عام يمدح فى السنة وأن منهج القرآنيين منهج فاشل والمفترض أن يناقش ما قالوه فى كتاباتهم ويفنده بدلا أن يشتمهم فقط دون أن يفيدنا بشىء فى الموضوع واستمر الشيشكلى فى هجومه على القوم فقال: "قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون " هذه النفس التي هي واحدة في جوهرها رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة ويبقى الدواء يسعى ويطوف أصلا حول أمر معالجتها وإحيائها، لا بل إن تحديثه موجود أصلا في السنة النبوية الحكيمة وإن لم يظهر سابقا فذلك لعدم لزومه بوجود طب وقائي شريف معجز بالإضافة إلى أن ذلك لا يعني أنه غير مكنون فيها وقد أوتيت جوامع الكلم (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله) لكنه يحتاج إلى قراءة عربية مبينة واضحة على نفس النهج لا أعرابية شطحية تشوه على الأصلية ولا عجمية غير مفهومة ... أو قل لا شرقية ولا غربية بل نورانية تستقي من نور النبوة، وأخشى على من لم يسعى لأن يفقه أسرار لغة القرآن الحضارية أن ينطبق عليه القول: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون " الشيشكلى يطالبنا بقراءة رشيدة للروايات والقرآن ومع هذا فإنه يعلن وجود علوم إسلامية خفية ويستشهد بقناة ألمانية أظهرت معرفة القدامى من المسلمين بتقنية المصغرات فى صناعة السيوف الدمشقية وأيضا باكتشاف باحق للمحاسبة الإسلامية فيقول: "شيء أخير ألا يعتبر التاريخ من المكتبة فكيف سنأخذ منه آيات بينات وبتحقيق ولا نأكله لما وكيف سيقرأ تحت ضوء أقرأ الكتاب وبنور من الله ..وخاصة أن النظر إلى بعض تناقضات التاريخ أمر محير بين صوره السوداء وصوره الحسنة وكل ينظر من وجهة نظر مختلفة فمنهم من يغلب هذه على تلك وربما يصل إلى أن يكفر من يقول غير ما يقول وذاك يفعل العكس وآخر وقف صامتا إلى غير ذلك بالإضافة إلى أمر آخر أنه على الرغم من الكثير مما قد أفني من المكتبة أو سرق أو حفظ لنا عند أعدائنا .. أو ضاع أو أهمل أو دس إلا أنه في المكتبة نفسها وربما تحت جدرانها و في أقبيتها الأثرية المهجورة كنوز ثمينة لم تلمس بعد وربما إن استخرجت مستقبلا ومع التقنيات المتطورة يتوسع النظر الجزئي وبشمول لمجالات عديدة وليترابط بأجزائه وصولا الى استكمال الصورة ونضرب لذلك ومن خلال برنامج من قناة tv ألمانية موجود على اليوتيوب باسم علوم الإسلام الدفينة مثالا عرفه الألمان عن حضارة أجدادنا التي أكثرنا لم يعرف عنها وعن فضلها على الحضارة الغربية إلا القليل ولا يزال يشعر بعقدة النقص تجاه الغرب على لسان الألمان أنفسهم .....إلى غير ذلك من الأمثلة الكثير كأسرار صناعة السيف الدمشقي الذي اكتشف الألمان أن فيه ما يشبه تقنية النانو تيكنولوجي التي هي عنوان العصر المقبل ... وما أدري كيف استطاع أجدادنا الوصول إلى القدرة على ترتيب الذرات على مستوى النانو من دون أن يكون لهم المجهر الالكتروني الضوئي المادي المناسب ... هل كان عندهم ما يشبهه أو يحل محله ويطابقه ... وما أدري .....و بالقياس لربما يظهر في المستقبل من الكتب الدفينة أو حتى المسروقة ما يجعل من كفة الصور الحسنة في التاريخ ترجح على كفة الصور السيئة ... وأضرب مثالا جديدا بالنسبة لدي هو موضوع المحاسبة الإسلامية بين التأصيل والتطبيق للدكتور سامر قنطقجي المحترم الذي ما كان ليسمع بها أكثرنا (رغم أن البعض كان يذكرها خجلا) لولا أنه استخرجها بجهده وعلى مدى سبع سنوات من تلك المكاتب، الأمر الذي نرجو أن يتابع فيه في نفس المجال الاقتصادي وفي غيره من العلوم الإسلامية المركونة على الرفوف." والكلام هنا لا علاقة به بموضوع التأبير ويستمر الرجل فى الحديث عن مكتبتنا ويقصد به كتب التراث مبينا أن الأيام ربما تظهر لنا التوراة والإنجيل الأصليين فيقول: "وحتى نخفف من الاتهام بشطح الخيال نعود لنذكر مثالا يمكن أن نعبر منه إلى ما سبق وذلك أنه يقال وبعد كل هذا الوقت بدأت تظهر من جديد أناجيل دفينة مفقودة فيها شيء ما ... لا بل إن بعض أثار مكتبتنا نفسها لتشير إلى يوم قد تظهر فيه التوراة و الإنجيل الدفينين والأصليين وإلى مقال قادم بعنوان: (هل يستوي الأحياء والأموات؟: عبر الأذان: الدعوة التامة من الله ورسوله إلى الحياة الطيبة في الآخرة والدنيا)فهل من آذان تسمع وتجيب المؤذن اقتداءا بالسنة تمهيدا لإقامة الصلاة أم في آذانهم وقرا ...أم لا يزال هناك من يحسب أنه يحسن صنعا وإصلاحا في الأرض فإذا به يفسد ويقطع ما أمر الله به أن يوصل من إقامة للصلاة وهو الذي قد استخدم بدءا كمسرى لوسوسة في صدور الناس أو كوسيلة داخلية لنهج خارجي من شياطين الجنة والناس قد برمجت عن بعد لاسلكيا ومن دون أن يعي ذلك تحضيرا لهدم البنيان المعنوي والمادي أساسات وجدران وليتابع هدمه وقد طوعت له نفسه قتل أخوته بضربات يحسبها القاضية وليهزأ موسوسا بقول قديم لكن النهج واحد: إنه لا دليل علمي موضوعي على الحياة الآخرة؟ فهل ذلك حق أم باطل وهل هناك أدلة علمية موضوعية وبإذن الله تخنس وسوسة الشياطين وتدك ما هيئوه ببرمجة وتسقط ما بيدهم من سحر حديث لا بل تقلبه على الساحر أم نبقى مصرين ومجتمعين على مواجهته بسيوف خاوية لا نريد لها أن تمد بالحياة والقوة. ... ؟؟؟ وهل نفقه ما يدور حول رقاب أبنائنا وما يفعل وسيفعل ببناتنا فندافع عن حياتهم قبل إكمال إنهائها، هل نفقه لنقدم لحياتنا ولنتعاون فندك أسوار الشياطين بإقامة صلاة الحياة باستواء على صف واحد ولنعمل لكي يكون ابننا "رجلا سلما لرجل واحد عوضا عن أن يكون رجلا فيه أو في عقله أربعة شركاء متشاكسون قال تعالى: "ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون " و بإقامة الوجه للدين حنيفا كل حسب استطاعته وموقعه ومن دون أن ندع فرجا للشياطين ليفرقونا من جديد، وهنيئا لمن يكون في الصف الأول قبل غيره ماديا ومعنويا نحو قبلة حضارة الحياة المعنوية والمادية حتى ينفخ فينا الروح ولننهض من موتنا وصولا إلى ما خلقنا من أجله، قال رسول الله (ص): (لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) متفق عليه ... و إن لم نستطع فأقله أن ننقل ما سمعنا أو فقهنا إلى من هو أفقه منا وأقدر، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه و رب مبلغ أوعى من سامع، يقول الله تعالى: "هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" وربما كما يقول الدكتور العمري في بوصلته التي نتفق معه فيها على جوهرته الفريدة (إقرأ الكتاب): ومن السهل جدا أن نرفض لكن هذا الرفض سيكون معناه النهائي الانقراض، ولو رفضنا فسيأتي جيل آخر في مكان آخر ليقرر القرار الصحيح، في مفترق الطرق." وما سبق من كلام هو طرح لرءوس مواضيع بلا إجابة منه ومع هذا فان الرجل فى أكثر من نصف الكتاب بعد عن الموضوع الأصلى وهو تأبير النخل وعلم الناس بأمور دنياهم وجررنا لموضوعات بعيدة عنه تماما كموضوع مهاجمة القرآنيين والمكتبة واكتشافات الألمان والتوراة والإنجيل الأصليين وروايات التأبير بها رواية واحدة صحيحة المعنى وليس فيها عبارة أنتم أعلم بأمور دنياكم وهى: 6201- [139-2361] حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ، وأبو كامل الجحدري ، وتقاربا في اللفظ . وهذا حديث قتيبة ، قالا : حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)بقوم على رؤوس النخل ، فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ فقالوا : يلقحونه ، يجعلون الذكر في الأنثى فتلقح ، فقال رسول الله (ص): ما أظن يغني ذلك شيئا , قال : فأخبروا بذلك فتركوه ، فأخبر رسول الله (ص)بذلك فقال : إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ، فإني إنما ظننت ظنا ، فلا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا ، فخذوا به ، فإني لن أكذب على الله عز وجل. 6203 و6204" رواه مسلم هذه الرواية لا تتحدث عن علم وإنما تتحدث عن ظن الرسول(ص) ومن ثم فدفاع الشيشكلى طبقا لهذه الرواية عن كون التأبير كان عن علم عميق بما يفيد القوم فى المستقبل البعيد هم ومن بعدهم هو دفاع لا أصل له وهناك رواية تجمع بين الظن وبين أنتم أعلم بأمور دنياكم فتقول: 937 حدثنا أبو كامل الجحدري ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن سماك بن حرب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)في نخل ، فرأى قوما في رءوس النخل يلقحون ، فقال : ما تصنعون ، أو ما يصنع هؤلاء ؟ قال : يأخذون من الذكر ويجعلون في الأنثى ، فقال : ما أظن هذا يغني شيئا ، فبلغهم ذلك ، فتركوه ، فصار شيصا ، فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم ، وإني قلت لكم ظنا ظننته ، فما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله تبارك وتعالى" رواة البزار " والرواية هنا هى الأخرى تفند دفاع الشيشكلى عن العلم العميق والروايات الأخرى التى تفرق بين أمر الدين والدنيا مثل: (24920) 25433- حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ، وهشام بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة ، أن النبي (ص)سمع أصواتا ، فقال : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : النخل يؤبرونه يا رسول الله ، فقال : لو لم يفعلوا لصلح ، فلم يؤبروا عامئذ ، فصار شيصا ، فذكروا ذلك للنبي (ص)، فقال : إذا كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به ، وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي" مسند أحمد 6992- حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ؛ أن رسول الله (ص)سمع صوتا في النخل فقال : ما هذا ؟ قال : يؤبرون النخل فقال : لو تركوها لصلحت , فتركوها , فصارت شيصا , فاخبروه بذلك , فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم فأما أمر أخرتكم فإلي" مسند البزار" والحادثة من الممكن أن تكون قد وقعت بالصيغة الأولى التى قلت أنها صحيحة المعنى وأما ياقى الصيغ فمحال أن يقولها النبى(ص)لسبب بسيط وهو أن الدين هو من يحكم أمور الدنيا ومن أمور الدنيا فى الدين أن يكون حكم ما يصلحكم في دنياكم هو التخصص الوظيفى حيث كل صاحب مهنة مباحة هو العلم بما يصلح الأشياء المتخصص فيها ومن ثم عبارة ما يصلحكم فى دنياكم تعنى ما ينفعكم فى أمور وظائفكم أى معايشكم
  14. نقد كتاب إتحاف الإخوان في حكم مصافحة النسوان الكتاب تأليف رياض بن محمد المسيميري وسببه تأليفه فى رأى المؤلف شيوع تصافح الرجال والنساء فى المجتمعات المعاصرة وفى هذا قال المؤلف: "وبعد فمما عمت به البلوى في زماننا هذا كثرة الاختلاط بين الرجال والنساء وما تبعه من تهاون في الحجاب وكثرة في الحديث والكلام بل وصل الأمر إلى حد المصافحة بين الرجال والنساء الأجنبيات إما جهلا أو تجاهلا مما جعل من الأهمية بمكان بحث المسألة شرعا وتحري الحق عدلا إفادة للأمة وإبراء للذمة" قطعا مقدمة تدل على الجهل بكتاب الله حيث قال تعالى فى أسباب الوضوء " أو لا مستم النساء" فدل هذا على جواز المصافحة حيث أنها تلامس وقد استهل المسيميرى الكتاب بتعريف المصافحة فقال: "المصافحة: تعريف المصافحة: قال الفيومي في المصباح ص 130: (صافحته مصافحة: أفضيت بيدي إلى يده) , وقال ابن فارس: " صفح " الصاد والفاء والحاء: أصل صحيح مطرد يدل على عرض، وعرض، ومن ذلك صفح الشيء عرضه ومن الباب: المصافحة باليد، كأنه ألصق يده بصفحة يد ذاك (المعجم: 2/ 293) تعريفها اصطلاحا: قال الحطاب المالكي: قال فقهاؤنا: المصافحة: وضع كف على كف مع ملازمة لهما قدر ما يفرغ من السلام وأما اختطاف اليد إثر التلاقي فمكروه وقال ابن حجر في الفتح (11/ 54): " المصافحة هي: مفاعلة من الصفحة، والمراد بها: الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد قلت: وقد بوب البخاري: باب: الاخذ باليد، وصافح حماد ابن زيد ابن المبارك بيديه وقال الحافظ في الفتح (11/ 56) (وقال ابن بطال: الأخذ باليد هو مبالغة المصافحة، وذلك مستحب عند العلماء)" ومما سبق يتبين أن المصافحة هى تلامس كفوف الأيدى عند التقابل سواء بحائل كالقفاز أو بتلاقى جلود الكفوف ثم نحدث المسيميرى عن حكم المصافحة فقال: "حكم المصافحة: قال النووي في الأذكار (ص 426): (فصل في المصافحة): اعلم أنها سنة مجمع عليها عند التلاقي " وقال ابن بطال: المصافحة حسنة عند عامة العلماء (الفتح / 11/ 55) وروينا في صحيح البخاري (6263) عن قتادة قال: قلت لأنس أكانت المصافحة في أصحاب النبي (ص)؟ قال نعم وروينا في صحيحي البخاري (4418) ومسلم (2769) في حديث كعب بن مالك - في قصة توبته قال: فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني وروينا - بالإسناد الصحيح - في سنن أبي داود (5213) عن أنس قال: " لما جاء أهل اليمن، قال لهم رسول الله (ص): ((قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة)) قلت: وقد عزا الحديث إلى الأدب المفرد وسنن أبي داود ابن حجر العسقلاني وصحح إسناده بلفظ: أقبل أهل اليمن، وهم أول من حيانا بالمصافحة الفتح (11/ 54)وعند الترمذي من حديث أنس قال: قال رجل يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟قال: " لا " قال: أفيقبله؟ قال: (لا) قال فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: (نعم) قال الترمذي هذا حديث حسن القول بالكراهية: قال ابن حجر في الفتح (11/ 55)قال ابن عبد البر: روى ابن وهب عن مالك أنه كره المصافحة، والمعانقة، وذهب إلى هذا سحنون وجماعة، وقد جاء عن مالك جواز المصافحة، وهو الذي يدل عليه صنيعه في الموطأ، وعلى جوازه جماعة العلماء سلفا وخلفا والله أعلم قلت: ولا ريب أن الصواب الذي لا محيد عنه هو مشروعية المصافحة واستحبابها بين الرجال مع الرجال وبين النساء مع النساء!! كما أنه لا بأس من المصافحة بين الرجال ومحارمهم إذا أمنت الفتنة" مل الروايات هنا تبيح المثافحة ومع هذا نجد المخرفون يقولون بكراهيتها كما نلاحظ أن الروايات كلها تتحدث عن مصافحة الرجل للرجل ولم تذكر التصافح المختلط وهو ما يعنى أنه كان ينبغى على المؤلف ألا يذكرها لعدم أهميتها أو علاقتها بموضوع الكتاب ومع أنه ذكر ما لا علاقة له بالموضوع فإنه عاد وذكر مسألة أخرى وهى تقبيل اليد فقال: "فائدة: حكم تقبيل اليد قال الحافظ ابن حجر: (11/ 56): قال ابن بطال: وإنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك، وأنكر ما روى فيه، وأجازه اخرون واحتجوا بما روي عن عمر أنهم: لما رجعوا من الغزو- حيث فروا- قالوا: نحن الفرارون، فقال: بل أنتم العكارون أنا فئة المؤمنين قال: فقبلنا يده قال ابن حجر: قلت: حديث ابن عمر أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود قال: وقبل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي (ص) حين تاب الله عليهم وقبل أبو عبيدة يد عمر حين قدم- أى بلاد الشام-، وقبل زيد بن ثابت يد ابن عباس حين أخد ابن عباس بركابه قال ابن بطال: وذكر الترمذي من حديث صفوان بن عسال أن يهوديين أتيا النبي (ص) فسألاه عن تسع ايات الحديث وفي اخره فقبلا يده ورجله، قال الترمذي حسن صحيح قال الحافظ: (11/ 57): (حديث أبي لبابة أخرجه البيهقي في الدلائل وابن المقري وحديث كعب وصاحبيه أخرجه ابن المقري، وحديث أبي عبيدة أخرجه سفيان في جامعه وحديث ابن عباس أخرجه الطبري وابن المقري، وحديث صفوان أخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وصححه الحاكم) وقال أيضا: " وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقري جزء في تقبيل اليد سمعناه أورد فيه أحاديث كثيرة واثارا، فمن جيدها حديث الزارع العبدي، وكان في وفد عبد القيس قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي (ص) ورجله أخرجه أبو داود، ومن حديث مزيدة العصري مثله، ومن حديث أسامة بن شريك قال: قمنا إلى النبي (ص) فقبلنا يده وسنده قوي، ومن حديث جابر أن عمر قام إلى النبي (ص) فقبل يده " ومن حديث بريدة في قصة الأعرابي والشجرة فقال يا رسول الله ائذن لي أن أقبل رأسك ورجليك فأذن له وأخرج البخاري في الأدب المفرد من رواية عبد الرحمن بن رزين قال: أخرج لنا سلمة بن الأكوع كفا له ضخمة كأنها كف بعير فقمنا إليها فقبلناها وعن ثابت أنه قبل يد أنس وأخرج أيضا أن عليا قبل يد العباس ورجله وأخرجه ابن المقري وأخرج من طريق ابن مالك الأشجعي قال: قلت لابن أبي أوفى ناولني يدك التي بايعت بها رسول الله (ص) فناولنيها فقبلتها قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (11/ 57): قال النووي: تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه أو صيانته أو نحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهية، وقال أبو سعيد المتولي: لا يجوز" كل الروايات التى ذكرها الرجل فى موضوع تقبيل اليد وهو ملامسة من نوع أخر لا علاقة بها بموضوع الكتاب وهو التلامس بين جلود الرجال والنساء ومن ثم قنصف الكتاب حتى الان ليس فيها نص فى الموضوع ثم ذكر الرجل منافع التصافح فقال : "فوائد المصافحة واثارها: 1 - مغفرة الذنوب عن البراء - قال: قال رسول الله (ص): ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا)) (صحيح أبي داود 4343، الصحيحة 525) قلت: وهذا الحديث فيه فضل التصافح ومغفرة الله- تعالى- للمتصافحين قبل تفرقهما لما فيه من الإقتداء بالنبي (ص) الذي كان يصافح أصحابه ويعانقهم فضلا عن إظهار حسن النية وسلامة القلب من الضغائن والشحناء 2 - إشاعة المحبة بين المتصافحين: المصافحة لها أعظم الأثر في إشاعة المحبة بين المتصافحين، فإذا كان نبيا (ص) يقول: في الحديث الصحيح من حديث أنس " أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم " فإذا كان السلام المجرد سببا في حصول المحبة فمن باب أولى أن تتحقق المحبة إذا اقترن بالسلام مصافحة بالأيدي, والتحام بالأكف، وهو أمر مشاهد ملموس لا ينكره أحد 3 - بعث الطمأنينة في النفوس لا ريب أن السلام في أصله اللغوي والشرعي والعرفي هو تعبير عن نبذ الكراهية، وتجنب البغضاء وإظهار لحسن النوايا، وسلامة الصدور، ونحن نشاهد كم لإلقاء التحية من الأثر الفاعل في نفوس الغرباء الذين نصادفهم في حياتنا اليومية حيث ينقلب التوجس إلى ارتياح والتردد إلى إقدام والخوف إلى أمان والتجهم إلى ابتسام فكيف يكون الحال حين يقترن بالسلام مصافحة؟! لا شك إنه أحرى وأولى في بناء الطمأنينة وصناعة الوئام" والرجل هنا يتحدث عن فوائد المصافحة وليس عن مضارها وهو ما يعنى أنها مباحة لأن لها فوائد للمجتمع ثم تناول الرجل مصافحى الرجال للنساء فقال: "حكم مصافحة النساء الرجال: أجمع علماء الأمة سلفا وخلفا على تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية عنه وعلى هذه جرى العمل في المذاهب الأربعة المتبعة ودلت النصوص الثابتة على تحريم ذلك ومنها: "- حديث عائشة قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي (ص) يمتحنهن بقول الله تعالى: ((يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن)) (سورة الممتحنة:10) قالت: من أقر بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقر بالمحنة , فكان رسول الله- (ص)- إذا أقررن بذلك من قولهن , قال لهن- رسول الله (ص)-: انطلقن فقد بايعتكن، لا والله ما مست يد رسول الله - (ص)- يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام (صحيح البخاري 11/ 345، صحيح مسلم 13/ 10)" هذا حديث ليس فيه دليل على حرمة المصافحة بين الرجال والنساء فقول الرواية لا والله ما مست يد رسول الله - (ص)- يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام يعنى الحرمة ويعنى أن عائشة لم تشاهد يلمس يد امرأة أمامها ولو أخذنا القول على ظاهره فمعناه أنه لم يلمس يد امرأة حتى زوجاته وكلام عائشة هنا -إن صح وهو غير صحيح- يعنى أن غيرها يمكن أن يكون شاهده وهو يصافح النساء ثم قال: "- حديث أميمة بنت رقيقة قالت: أتيت رسول الله (ص) في نسوة نبايعه فقلنا: نبايعك يا رسول الله , على أن لا نشرك بالله شيئا, ولا نسرق, ولا نزني, ولا نقتل أولادنا, ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا, ولا نعصيك في معروف, فقال رسول الله- (ص): " فيما استطعتن واطقتن " قالت: فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول الله فقال: " إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة [الترمذي 4/ 151 [النسائي: 7/ 149] [ابن ماجه 2/ 959] [الموطأ 538] [مسند أحمد 6/ 357] [ابن حبان 10/ 417] وقال: (الترمذي حسن صحيح، وقال ابن كثير في تفسيره 4/ 352: هذا إسناد صحيح تفسير]" الشاهد فى الرواية " إني لا أصافح النساء" وهذا أمر خاص بمن قاله وهو قطعا ليس النبى(ص)فلا يوجد تحريم على المسلمين أو المسلمات لأنه لم يقل لا تصافح النساء الرجال أو الرجال النساء كما أن القول لا يدل على التحريم الإلهى لأنه خاص بالقائل" لا أصافح" فلم يقل أن الله حرم المصافحة والرواية تتعارض مع القران فى أن المبايعة للنساء هى للمهاجرات وأميمة المذكور عنها الحديث فى التاريخ لم تكن من المهاجرات الأخيرات التى نزلت فيهن اية الامتحان لأن بعض النسوة كن يهاجرن للانفصال عن أزواجهن رغبة فى شىء دنيوى وليس رغبة فى الإسلام وإنما من المهاجرات الأوليات المعروف إسلامهن من سنوات بعيدة ومن ثم فلماذا ستبايع هى والنسوة؟ ثم قال: "- وعند الطبري بسند صحيح من حديث معقل بن يسار قال: قال رسول الله (ص) لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" الحديث هنا فى الزنى وليس فى المصافحة لأنه ذكر أن المس مرتبط بالحل وعدم المس نرتبط بالحرمة والحلال للزوج هو الجماع بالزواج والحرام للأخر هو جماع الزنى والمس فى القران يعنى الجماع كما فى قوله تعالى: "لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة" فهنا لا عقاب والمراد لا نفقة على من طلق المراة قبل أن يجامعها أى يدخل بها أو يعطيها المهر ثم قال: "- عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله (ص) كان لا يصافح النساء في البيعة " (أحمد 2/ 213) وحسنه الألباني في الصحيحة 2/ 56" نفس ما قلته سابقا عن أن هذا المر خاص بالقائل وليس تحريما للتصافح ثم قال: "- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص): " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " قال الشنقيطي: قدمنا أن المرأة كلها عورة يجب عليها أن تحتجب وإنما أمر بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة، ولا شك أن مس البدن للبدن أقوى في إثارة الغرائز، وأقوى داعيا إلى الفتنة من النظر بالعين وكل منصف يعلم ذلك (الأضواء: 6/ 603) قال النووي في (الأذكار ص 428): (وقد قال أصحابنا كل من حرم النظر إليه حرم مسه، بل المس أشد)" الرواية هنا لم يذكر فيها اللمس لا صراحة ولا ضمنا وهى رواية لم يقلها النبى(ص)لأنه لو قالها لقالها أيضا فى الرجل لكونه عورة هو والمرأة كما قال تعالى " فلما بدت لهما عوراتهما " ثم نقل الرجل لنا من بطون الكتب أقوال كلها تخالف كتاب الله فقال: "وقال في الحافظ في الفتح (8/ 636): تعليقا على حديث عائشة في البيعة: " قد بايعتك كلاما: أي يقول ذلك كلاما فقط، لا مصافحة باليد، كما جرت العادة بمصافحة الرجال " وقال في الفتح: (11/ 55): (ويستثنى من عموم الأمر بالمصافحة: المرأة الأجنبية، والأمرد الحسن) قال ابن مفلح في الاداب: (2/ 257): (فتصافح المرأة المرأة، والرجل الرجل والعجوز والبرزة - غير الشابة - فإنه تحرم مصافحتها للرجل، ذكره في الفصول، والرعاية وقال ابن منصور لأبي عبد الله - أي الإمام أحمد-: تكره مصافحة النساء؟ قال: أكرهه وقال محمد بن عبد الله بن مهران: إن أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - سئل عن الرجل يصافح المرأة: قال: لا وشدد فيه جدا قلت: فيصافحها بثوبه؟ قال: لا قال ابن مفلح: والتحريم اختيار الشيخ تقي الدين - يعني ابن تيمية - وعلل بأن الملامسة أبلغ من النظر وقال في كشف القناع (2/ 155): " والتحريم مطلقا اختيار الشيخ تقي الدين " وقال العلامة ابن باز في مجلة الجامعة الإسلامية: (قد علم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن المرأة ليس لها أن تصافح أو تقبل غير محارمها من الرجال سواء أكان ذلك في الأعياد أم عند القدوم من السفر أو لغير ذلك من الأسباب، لأن المرأة عورة وفتنة، فليس لها أن تمس الرجل الذي ليس محرما لها سواء أكان ابن عمها أم بعيدا منها وليس لها أن تقبله أو يقبلها، لا نعلم بين أهل العلم رحمهم الله خلافا في تحريم هذا الأمر وإنكاره لكونه من أسباب الفتن ومن وسائل ما حرم الله من الفاحشة والعادات المخالفة للشرع) وقال في الفتاوى (10/ 133) (لا يجوز للرجل أن يصافح المرأة الأجنبية لقوله (ص): (إني لا أصافح النساء) وقالت اللجنة الدائمة في الفتوى (1742): (لا يجوز أن يضع رجل يده في السلام في يد امرأة ليس لها بمحرم ولو توقت بثوبها) وقال الشيخ بكر أبو زيد في الحراسة ص 85: " تحريم مس الرجل بدن الأجنبية حتى المصافحة للسلام " وقال الشيخ ابن عثيمين (لا يجوز للمرأة أن تمد يدها إلى رجال ليسوا من محارمها لتصافحهم ولا يجوز للرجل أيضا أن يمده يده إلى امرأة ليست من محارمه ليصافحها) وقال الشيخ ابن جبرين (المرأة الأجنبية لا يحل لها مصافحة الأجانب، ولو كانوا أبناء عمها أو أبناء خالتها كما أنه لا يحل لها كشف الوجه وإبداء الزينة ولو كانوا من أقاربها غير المحارم) وقال الشيخ صالح الفوزان: (لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية) قال الألباني في الصحيحة (2/ 55): (وجملة القول أنه لم يصح عنه (ص) أنه صافح امرأة قط حتى ولو في المبايعة، فضلا عن المصافحة عند الملاقاة، فاحتجاج البعض بجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته، مع أن المصافحة لم تذكر فيه، واعرضه عن الأحاديث الصريحة في تنزيهه (ص) عن المصافحة، لأمر لا يصدر من مؤمن مخلص، لا سيما وهناك الوعيد الشديد فيمن يمس امرأة لا تحل له) وقال الدكتور سعيد رمضان البوطي في فقه السيرة ص 431: (ولا أعلم خلافا بين العلماء في عدم جواز ملامسة الرجل بشرة امرأة أجنبية) وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في الأضواء (6/ 602): (اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه، ولا يجوز له أن يمس شيء من بدنه شيئا من بدنها) وقال الشيخ محمد بن علي الصابوني في روائع البيان (2/ 264): (أقول الروايات كلها تشير إلى أن البيعة كانت بالكلام، ولم يثبت عنه (ص) أنه صافح النساء في بيعة أو غيرها، ورسول الله (ص) عند ما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لها لسلوك طريق الاستقامة، وإذا كان رسول الله (ص) وهو الطاهر، والفاضل، الشريف الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته، وسلامة قلبه لا يصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن مع أن أمر البيعة أمر عظيم الشأن فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء مع أن الشهوة فيهم غالبة، والفتنة غير مأمونة، والشيطان يجري فيهم مجري الدم؟!)" كب هذه النقول لا تساوى عند الله شىء لأنها كلها تخالف كون ملامسة النساء توجب الوضوء فلو كان التصافح حرام لكان ذنبا يجب الاستغفار منه وليس أمرا مباحا لأنه يوجب الوضوء عند حدوثه للصلاة كما قال تعالى " أو لا مستم النساء" ثم حدثنا الرجل عن المضار المزعومة لمصافحة الرجال للنساء فقال: "المفاسد المترتبة على مصافحة النساء للرجال: * إثارة الشهوة لدى الطرفين غالبا: فإذا كان النظر من بعد مثيرا للشهوة، ومشعلا للفتنة، فكيف إذا تلامست الأكف بعضها ببعض فلا ريب والحالة هذه أن تلتهب الأحاسيس وتتدفق المشاعر الساخنة ويحضر الشيطان! * ذوبان الحياء لدى النساء شيئا فشيئا فالمرأة التي لا تمتنع من مصافحة الرجال الأجانب كلما مدوا إليها أيديهم ستجد نفسها مع الوقت ضفيقة الوجه، جريئة الإقدام على ما هو أبشع وأفظع من مجرد المصافحة * ذبول الغيرة لدى الرجال على نسائهم، فالزوج أو الولي حين يرى زوجته تصافح الرجال صباح مساء، وكأنه أمر مباح فإن حجم الغيرة على أهله ومحارمه تأخذ في الانحسار بمرور الوقت حتى يقبل منها ما هو أشد حرمة وأبلغ جرما - عياذا بالله- قال العلامة الشنقيطي في (الأضواء 6/ 603): " وقد أخبرنا مرارا أن بعض الأزواج من العوام يقبل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويسمون ذلك التقبيل الحرام بالإجماع سلاما " * مصافحة المرأة للرجل الأجنبي، تشجيع للرجل على محادثة المرأة وملاطفتها وربما مداعبتها وممازحتها سيما مع تكرار المصافحة في ميدان العمل أو الدراسة المختلطة الاثمة" قطعا المصافحة بين الرجال والنساء مباحة وهى فى الغالب تحدث بين الرجال والنساء الأقارب وقليلا ما تحدث بين الأغراب وهى ليست تعبيرا جنسيا ولكنها تعبير فى الغالب عن حالة الاشتياق بين الاخوة والأخوات أو للخالات والعمات .. الغريب أن هناك روايات تبين أن الرسول(ص) كانت تلامسه النساء الغريبات والقريبات وهو يلامسهن دون ان ينكر هذا ومن تلك الروايات: _"روى البخاري (2789) ومسلم (1912) عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله (ص) يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله (ص) فأطعمته وجعلت تفلي رأسه"الرواية وهناك غيرها تثبت عكس ما قالوا فالاطعام فى الفم وتفلية الرأس توجب الملامسة - جاءت بنت هبيرة إلى رسول الله (ص)وفي يدها فتخ فقال كذا في كتاب أبي أي خواتيم ضخام فجعل رسول الله (ص)يضرب يدها فدخلت على فاطمة بنت رسول الله (ص)تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله (ص) فانتزعت فاطمة سلسلة في عنقها من ذهب وقالت هذه أهداها إلي أبو حسن فدخل رسول الله (ص)والسلسلة في يدها فقال يا فاطمة أيغرك أن يقول الناس: ابنة رسول الله وفي يدها سلسلة من نار. الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5155 " الدليل على التلامس" فجعل رسول الله (ص)يضرب يدها" - كنا إذا حضرنا مع النبي (ص)طعاما لم نضع أيدينا، حتى يبدأ (ص)، فيضع يده. وإنا حضرنا معه، مرة، طعاما. فجاءت جارية كأنها تدفع. فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ (ص) بيدها. ثم جاء أعرابي كأنما يدفع. فأخذ بيده. فقال (ص) (إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه. وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها. فأخذت بيدها. فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به. فأخذت بيده. والذي نفسي بيده! إن يده في يدي مع يدها الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2017 زيد عن أنس " أن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد (ص) فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت " وأخرجه ابن ماجه من هذا الوجه الدليل" فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ (ص) بيدها" 4117- حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، قالا : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان (ح) وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا يحيى الحماني ، حدثنا خالد بن سعيد بن العاص ، قال : سمعت أبي يذكر ، عن عمه خالد بن سعيد ، قال : قدم على النبي (ص)حين قدم من مهاجر الحبشة ومعه بنته أم خالد ، فجاء بها إلى (ص) وعليها قميص أصفر قد أعجب الجارية قميصها ، وقد كانت فهمت بعض كلام الحبشة ، فراطنها (ص) بكلام الحبشة ، فقال : سنه سنه وهي بالحبشية حسن ثم قال لها : أبلي وأخلقي ، ثم أبلي وأخلقي ، قال : فأبلت والله ثم أخلقت ، ثم أبلت ثم أخلقت ، ثم مالت إلى ظهر (ص) فوضعت يدها على موضع خاتم النبوة ، فأخرها أبوها ، فقال النبي (ص): دعها. " الدليل على التلامس "ثم مالت إلى ظهر (ص) فوضعت يدها على موضع خاتم النبوة" 596- حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا علي بن بحر ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا جعفر بن زياد الأحمر ، عن ابن سنان الشامي ، عن عروة بن رويم ، عن أبي ثعلبة الخشني ، قال كان (ص) إذا قدم من سفر بدأ في المسجد فصلى فيه ركعتين ثم بدأ ببيت فاطمة ثم أتى بيوت نسائه قال فدخل عليها فوضعت يدها على خده وقالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي قد اخلولقت ثيابك فقال : يا فاطمة ، بعث الله أباك بأمر لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله بأبيك عزا حتى يبلغ حيث يبلغ الليل. الدليل على التلامس "فوضعت يدها على خده" 23982- حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسن بن موسى حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال كنا في البحر وعلينا عبد الله بن قيس الفزاري ومعنا أبو أيوب الأنصاري فمر بصاحب المقاسم وقد أقام السبى فإذا امرأة تبكي فقال ما شأن هذه قالوا فرقوا بينها وبين ولدها قال فأخذ بيد ولدها حتى وضعه في يدها فانطلق صاحب المقاسم إلى عبد الله بن قيس فأخبره فأرسل إلى أبي أيوب فقال ما حملك على ما صنعت، قال: سمعت (ص) يقول: من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين الأحبة يوم القيامة. الدليل على التلامس "فأخذ بيد ولدها حتى وضعه في يدها" بالقطع الكثير من تلك الروايات سواء بإعلان عدم المصافحة أو بالمصافحة الكثير منها مخالف بكتاب الله وكان يمكن الاستعاضة عن كل هذا بقوله تعالى فى اية الوضوء "أو لامستم النساء
  15. نقد كتاب أمارات النبوة الكتاب من تأليف أبو اسحاق ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني والعنوان معناه الأدلة على النبوة والكتاب قائم على باطل وهو وجود آيات أى معجزات للنبى(ص) هى ما تدل على نبوته مع أن الله نفى إنزال آيات أى معجزات للنبى الأخير(ص) يراها الناس فقال: "وما منعنا أن نرسل بالأيات إلا أن كذب بها الأولون" ومع منع الآيات طالب الله رسوله(ص) إن كان تكذيبهم له يفوق قدرته على الصبر أن ينزل لباطن الأرض أو يصعد للسماء إذا كان يريد معجزة أى آية ولن يحصل عليها فقال : "وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية" والغريب أن القدماء معظمهم إلا نادرا كلهم جعل الآيات وهى المعجزات هى أدلة نبوة محمد(ص) مع أن الله جعل الأمارات كلها عقلية منها مثلا : أنه لم يكن يعرف الكتابة ولا القراءة كما قال تعالى "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون" أنهم كانوا يعرفونه شخصيا قبل البعثة كما قال تعالى : "قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون" أنهم سيرون الآيات وهى الدلائل العقلية على صدق محمد (ص) والكتاب المنزل عليه من خلال أنفسهم ومن خلال المخلوقات فى الآفاق كما قال تعالى "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" والغريب أن القوم لم يعملوا حساب أن النبى(ص) ميت وأن من بعده لم يروا تلك المعجزات ومن ثم لا مجال لتصديقه بالمعجزات لعدم رؤيتها عيانا وإنما المجال هو للأدلة العقلية والآن لروايات الجوزجانى: 1- نا ابو النعمان نا حماد بن زيد نا ايوب يوما فقال بعني بعيرك يا جابر امتعك خمس اواقي فنقدني خمس اواقي وزادني قيراطا ثم وهبه لي بعد 2- اخبرنا ابو الدحداح نا ابراهيم نا ابو نعيم عن زكريا سمعت عامرا يقول حدثني جابر بن عبد الله انه كان يسير على جمل له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه فلما قدمنا اتيته بالجمل فنقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل في اثري فقال تراني انما ماكستك خذ جملك ودراهمك فهما لك" الروايتان لا علاقة لهما بالمعجزات وليس فيهما دليل على النبوة رجل اشترى جمل من رجل وأعطاه حقه ثم تنازل عنه الجمل لمن اشتراه منه بلا ثمن هذا الخلق للمؤمنين وليس خاص بالنبى(ص) بدليل أن الله طلب من المسلمين الدائنين التنازل عن ديونهم لمن لا يقدر على سدادها فقال "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون" 3- اخبرنا ابو الدحداح نا ابراهيم نا قبيصة نا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا" تخالف الرواية أن الله طالبه بقول لا لمن يستأذن من المنافقين فقال: "فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج قل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين" 4- اخبرنا أبو الدحداح نا ابراهيم حدثني محدث قال نا عمر بن عبد الوهاب انا عامر بن صالح الخزاز عن ابيه عن الحسن عن سعد قال نزلنا منزلا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد اذهب الى تلك العنز فاحلبها قال وعهدي بذلك المكان وما فيه عنز حافل فحلبتها قال لا أدري كم مرة ثم وكلت بها انسانا وشغلتني الرحلة فذهبت العنز فاستبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت الرحلة شغلتني فذهبت العنز فقال ان العنز ذهب بها طالبها" الخطأ وجود معجزة حلب عنزعجفاء ليس فيها لبن عدة مرات وتزول اللبن فى كل مرة وهذه الرواية تخالف الرواية القادمة فالعنز هنا عجفاء فلم يكن فى الشياه واحدة مليئة وهو قولهم" وما فيه عنز حافل" بينما فى الرواية القادمة هى عنز سوداء ضخمة ضرعها ملىء باللبن وهو قولهم " فانظر الى الشاة وراء الشجرة فاحلبها فاذا هو بعنز سوداء ضخمة الضرع "وهو تناقض والتناقض الثانى أن الإنسان الذى وكل سعد له العنز اخذها وسار بعيدا عن القوم وهو قول الرواية "ان العنز ذهب بها طالبها " وهو ما يناقض أنه العنز ضاعت وحاول الإنسان إيجادها فلم يقدر وهو قول الرواية القادمة" فاذا صاحبه يدعوه يا سعد حين فرغ من الرحيل جاءه يسعى فقال ان العنز قد ذهبت قال اضعتها قال ما فارقت يداي عنقها وما ادري كيف انسلت" وفى هذا قال : 5- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا ابو توبة نا معاوية بن سلام حدثني عبد الله بن زيد الجرمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينطلق هو وابو بكر رضي الله عنه فيخرجان الى الجبل فيدرسان القرآن حتى اذا امسيا رجعا فطافا بالبيت وصليا ما قدر لهما فقال ابو بكر يا رسول الله انطلق بنا الى اهلنا لعلنا نجد شيئا نأكله فأخذ الكلام عبد لأبي بكر ... البيت فقال ابو بكر يا سعد عندك شيء تطعمنا فقال عندي حفنة من زبيب فجلسنا فقدم ... فقال سعد يا رسول الله مر ابا بكر فليعتقني فقد طال عملي فبارز ابو بكر فقال يا رسول الله ما لنا خادم يخدمنا غيره فقال رسول لله صلى الله عليه وسلم اعتق سعدا يا ابا بكر اعتق سعدا يا ابا بكر فهذا خير فتح الله لك باب العبيد والاماء ان شاء فاعتقه ابو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد ان كان لك شيء فالحق به وان شئت ان تلحق بنا اذا خرجنا فإنا لن نألوك خيرا قال مالي من ولد ولا والد الحق به غيركما فلما خرجا الى المدينة لحق بهما فكان سعد يرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي بكر اذا سافرا فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة فنزل الجيش ذات يوم وليس معهم طعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد هل معك شيء قال نعم عندي صاع من تمر خبأته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي بكر فقال ائت به فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فدعا بالبركة ثم قال ائت بالأنطاع من جلود فبسط الانطاع بعضها الى بعض وبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التمر على الانطاع ثم قال يا سعد اذن في الناس هلموا الى الغداء فاقبل الناس فجعلوا يزدحمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا ولا تعجلوا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ الحلاب فانظر الى الشاة وراء الشجرة فاحلبها فاذا هو بعنز سوداء ضخمة الضرع فجعل يحلب في قدحه ثم ياتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول اسق القوم فجعل يسقيهم في قدحه ثم ياتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقو اسق القوم فجعل يسقيهم ثم يرجع يملأه فيسقيهم حتى صدر الجيش عن شبع وروى ولبن فلما ان شبعوا قال اقبض اليك سائر اتمرك فجمع بعضه الى بعض فاذا صاعه كما كان فجعله في وعائه ثم اذن في الرحيل فدعا سعد صاحبا له فأعطاه العنز فقال اجعل يدك من وراء عنقها وضمها اليك حتى أرحل لرسول اله صلى الله عليه وسلم وابي بكر فاذا صاحبه يدعوه يا سعد حين فرغ من الرحيل جاءه يسعى فقال ان العنز قد ذهبت قال اضعتها قال ما فارقت يداي عنقها وما ادري كيف انسلت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا فقال اني كنت اعطيت صاحبا لي العنز يمسكها فما ادري كيف انسلت فذهبت فقال اركب عنك ودعها." هذه الرواية فيها زيادات كثيرة كمعجزة صاع التمر التى أكل منها الجيش ومع هذا لم ينقص منها أى شىء 6- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي من اهل جوبر نا مروان بن معاوية عن وايل بن داود نا عبد الله البهي قال اطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة من عنب الجنة" الخطأ هنا إطعام النبى(ص) خديجة وهما فى الأرض من عنب الجنة وهو ما يناقض ان الجنة فى وما فيها من عنب فى السماء السابعة كما قال تعالى "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى" فكيف حدث هذا ؟ 7- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا ابو نعيم نا كامل بن العلاء سمعت ابا صالح عن ابي هريرة قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فاذا سجد وثب الحسن والحسين عليهما السلام على ظهره فاذا رفع راسه رفعه رفعا رفيقا فيضعهما ثم اذا سجد عادا حتى قضى صلاته ثم اقعدهما على فخذه احدهما على اليمنى والآخر على اليسرى . قال ابو هريرة فقمت اليه فقلت لا ابلغهما قال لا فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما رضي الله عنهم." المعجزة هنا وجود ضوء من غير وسيلة من وسائل البشر أضاءت للحسن والحسين حتى دخل دار أمهما 8- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا محمد بن جعفر حدثني سعد بن اسحاق بن كعب بن عجرة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جده قتادة بن النعمان انه قال كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر فقلت لو اغتنمت الليلة شهود العتمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم ابصرني ومعه عرجون يمشي عليه فقال مالك يا قتادة ها هنا هذه الساعة فقلت اغتنمت شهود الصلاة معك يا رسول الله فاعطاني العرجون فقال ان الشيطان قد خلفك في اهلك فاذهب بهذا العرجون فاستضئ به حتى تاتي بيتك فتجده في زاوية البيت فاضربه بالعرجون فخرجت من المسجد فأضاء العرجون بمثل الشمعة نورا فاستضأت به فأتيت اهلي فوجدتهم رقودا فنظرت في الزاوية فاذا فيها قنفذ فلم ازل اضربه حتى خرج." الخطأ هنا العلم بالغيب وهو وجود الشيطان وهو القنفذ فى بيت أبو قتادة وهو ما يخالف أن النبى0ص) نفى علمه بالغيب فقال " ولا أعلم الغيب " كما طلب الله منه أن يقول "قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء" 9- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا حجاج بن المنهال وعمرو بن عاصم قالا نا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان اسيد بن خضير وعباد بن بشر كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس فخرجا من عنده فأضاءت عصا احدهما مثل السراج فكانا يمشيان في ضوئها فلما ارادا ان يتفرقا الى منازلهما اضاءت عصا هذا وعصا هذا" لو اعتبرنا هذا الكلام معجزة فليست من أمارات النبوة وإنما من أمارة الصحابة 10- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم حدثني عبد الله ابو محمد اخبرني الحجاج نا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن محمد بن حمزة الاسلمي عن ابيه قال انفر بنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء فاضاءت اصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم وان اصابعي لتنير" نفس الكلام هنا المعجزة لصحابى وليس للنبى(ص) ومن ثم فهى خارجة عن أمارات النبوة 11- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب نا محمد بن عبيد نا طلحة عن عطاء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حراء فجاءه جبريل عليه السلام فقال يا محمد هذه خديجة تحمل حيسا في حلاب وقد ارسلني الله اليها بالسلام فجاءت خديجة فقال معك حيس قالت نعم يا رسول الله قال ان جبريل اخبرني ذاك وقد اخبرني ان الله ارسله اليك بالسلام فقالت خديجة يا رسول الله اله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام" ليس هنا أى معجزة 12- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا ابو النعمان نا حماد بن زيد عن ابي مخلد مولى ابي بكرة عن ابي العالية عن ابي هريرة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فصفهم ودعا فيهن بالبركة وقال اجعلهم في مزودك فاذا اردت ان تاخذ منه شيئا فادخل يدك فخذه ولا تنثره قال فجعلته في مزودي قال فوهبت منه رواحل في سبيل الله وكنت اكيل منه واطعم فكان في حقوي حتى وقع يوم قتل عثمان رضي الله عنه فذهب." المعجزة هنا بقاء التمر كما هو بل زيادته عن قدره تلأصلى سنوات زادات على العشرة 13- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب نا علي بن الحسين نا الحسين بن واقد نا ابو غالب عن ابي امامة قال ارسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى باهلة وهم على طعام فرحبوا بي واكرموني وقالوا كل قلت جئت لأنهاكم عن هذا الطعام اني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم اليكم لتؤمنوا به فكذبوني وزبروني فانطلقت وانا جائع ظمآن وقد نزل بي جهد شديد فاتيت في منامي بشربة من لبن فشبعت ورويت وعظم بطني فقال القوم اتاكم رجل من خياركم واشرافكم فزبرتموه اذهبوا فأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي فاتوني بطعام فقلت لا حاجة لي بطعامكم وشرابكم ان الله قد اطعمني وسقاني فانظروا الى حالتي التي انا عليها قال فآمنوا بي وبما جئتهم به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ." هذه معجزة لصحابى وليس للرسول(ص) وهو كلام جنونى وهو أن ما حلم الرجل به فى المنام أطعمه وارواه فى الحقيقة ومما سبق يتبين أن معظم ما ذكره الرجل ليس فيه معجزات منسوبة إلى النبى(ص) أقل من النصف والبعض الأخر معجزات لصحابة والبعض الثالث ليس فيه معجزات
  16. نقد كتاب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم معان ، وفوائد ، وأحكام الكتاب تأليف إسلام منصور عبد الحميد وهو يدور حول الاستعاذة وفى مقدمته قال : "هذه هي رسالة في معان وفوائد وأحكام الاستعاذة ، وهي جزء من مشروع كتاب في التفسير سميته ( فتح الوهاب بمعان وفوائد وأحكام كلام رب العباد ) وسأبذل جهدي بإذن الله – سبحانه وتعالى - أن تتابع هذه الرسائل الواحدة ردف الأخرى حتى يكتمل الكتاب بأخر سورة في القرآن ، سورة الناس ومنهجي في هذا الكتاب يفهم من خلال عنوانه ، فسأعرض فيه الآية ، ثم معاني المفردات ، ثم المعني الإجمالي ، ثم الفوائد والعبر ، ثم الأحكام الشرعية المتعلقة بالآية وقد يقول قارئ هذه الرسالة بعد قراءتها : أنك لم تتعرض لمباحث كثيرة في الاستعاذة ، كأوقات الاستعاذة وأنواعها ، أو أنني لم أذكر بعض الأحكام العقدية كالاستعاذة من الجن فأقول :- أن المقصود بالاستعاذة التي في أول القراءة هي قولك " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وهذا ليس له علاقة بأنواع الاستعاذة وأوقاتها ، ومما يدل على ذلك أنني ما وجدت أحدا ذكر هذه المباحث في كتب التفسير مما وقفت عليه في هذا الموطن ، وإنما ذكروه في مكانه ، كما في سورة الأحقاف ، والجن وغيرها من المواطن " كعادة الفقهاء ومن يدرسون الفقه إلا ما رحم الله نجد المؤلف يلجأ إلى كتب اللغة لبيان معانى الألفاظ القرآنية وهو توجه خاطىء فلا تفسير لكلام الله إلا بكلام الله نفسه ومن ثم نقل الرجل من بطون الكتب فى معانى كلمات الاستعاذة التالى: "أولا : معاني المفردات: تأويل قوله: (أعوذ): (عوذ) العين والواو والذال أصل صحيح يدل على الالتجاء إلى الشيء، ثم يحمل عليه كل شيء لصق بشيء أو لازمه فقوله: «أعوذ» مشتق من العوذ، وله معنيان : أحدهما : الالتجاء والاستجارة ، والتحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى : 1- يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه ، وهو عياذي؛ أي ملجئي 2- وفي حديث حذيفة: تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا ، عودا بالدال ، قال ابن الأثير: وروي بالذال المعجمة قال ابن سراج : ومن رواه بالذال المعجمة فمعناه سؤال الاستعاذة منها كما يقال غفرا غفرا , وغفرانك أي نسألك أن تعيذنا من ذلك , وأن تغفر لنا والله أعلم كأنه استعاذ من الفتن • والثاني: الالتصاق ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى : 1- يقال: «أطيب اللحم عوذه» وهو ما التصق منه بالعظم ، قال ثعلب: قلت لأعرابي: ما أطيب اللحم؟ قال: عوذه 2- ويقولون لكل أنثى إذا وضعت: عائذ وتكون كذا سبعة أيام ، وإنما سميت لما ذكرناه من ملازمة ولدها إياها، أو ملازمتها إياه 3- وناقة عائذ: عاذ بها ولدها 4- ومعوذ الفرس: موضع القلادة تأويل قوله: من الشيطان الشيطان واحد الشياطين وله ثلاثة معان أولها وهو أصحها : البعيد مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير ومما يدل على ذلك من كلام العرب 1- شطنت داري من دارك - يريد بذلك: بعدت 2- ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان: نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت, والفؤاد بها رهين 3- وبئر شطون أي : بعيدة القعر 4- والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده الثاني : المتمرد ، وهو قريب من الأول ، بل إن البعض يقرن بينهما قال الطبري : والشيطان، في كلام العرب: كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء ، وإنما سمي المتمرد من كل شيء شيطانا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله، وبعده من الخير ومما يستدل به على هذا المعنى : 1- قول الله تعالى(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) فجعل من الإنس شياطين ، مثل الذي جعل من الجن 2- وفي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر قال : قال رسول الله (ص) يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن " فقلت أللإنس شياطين ؟ قال " نعم قلت فيه القاسم أبو عبد الرحمن ، قال العجلي : ثقة يكتب حديثه وليس بالقوي وفيه علي بن زيد ، ضعفه الإمام أحمد ، ويحيي بن معين ، والبخاري وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والنسائى وفيه معان بن رفاعة ، ضعفه بن معين وأخرجه النسائي في ( الاستعاذة / بـ الاستعاذة من شر شياطين الإنس ) من حديث أبي ذر قلت :وفيه عبيد بن خشخاش ، ضعفه الدارقطني وفيه أبو عمر الدمشقي ، قال الدارقطني : متروك ، وقال الذهبي : واه وفيه عبد الرحمن المسعودي ، اختلط بآخره ، كما قال ذلك الإمام أحمد ، وابن نمير ، وابن عمار ، ومحمد بن سعد وقد ضعفه الشيخ الألباني في ( ضعيف النسائي / ح 424 ) قلت : وكذلك مما يدل على ضعفة نكارة متنه ، إذ كيف يجهل حذيفة أن للإنس شياطين ، وقد جاء القرآن مصرحا بذلك ، وكان حذيفة يحرص على تعلم الشر مخافة أن يدركه ومع ضع هذا الحديث فالأدلة على أن للإنس شياطين من السنة الصحيحة كثيرة جدا ، ولكني أقتصر على الآية ، والتبيه على ضعف الحديث لشهرته 3- وعن عمر بن الخطاب أنه ركب برذونا فجعل يتبختر به فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه وقال ما حملتموني إلا على شيطان ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي إسناده صحيح فقولك "من الشيطان" أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي، وتلاوة كتابه • الثالث : من الاحتراق مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار أو مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، وشاط إذا احترق ، وشيطت اللحم إذا دخنت ولم تنضج ، واشتاط الرجل إذا احتد غضبا ، واشتاط إذا هلك ؛ قال الأعشى: قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل الرد على من قال أنه من الاحتراق : 1- قول أمية ابن أبي الصلت: أيما شاطن عصاه عكاه ثم يلقى في السجن والأكبال ولو كان فعلان، من شاط يشيط، لقال أيما شائط، ولكنه قال: أيما شاطن، لأنه من "شطن يشطن، فهو شاطن" 2- وقال سيبويه العرب : تقول تشيطن فلان إذا فعل فعل الشياطين ولو كان من شاط لقالوا تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانا ومنهم من يقول أن الكل صحيح في المعنى تأويل قوله: (الرجيم) الرجيم : فعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كف خضيب، ولحية دهين، ورجل لعين، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون وله ثلاثة معان • الأول : الرمي ، وهو أصحها ، فـ أصل الرجم الرمي، بقول كان أو بفعل ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم (ص) : ( لئن لم تنته لأرجمنك ) ، ومن الرجم بالفعل قول قوم نوح قوله تعالى: ( لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين) • الثاني : الملعون والمشتوم : وكل مشتوم بقول رديء أو سب فهو مرجوم • الثالث : الطرد : فـالرجيم : أي: المطرود من رحمة الله وعن الخير كله لأن الله جل ثناؤه طرده من سمواته ، ورجمه بالشهب الثواقب كما قال تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين) وقال تعالى ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد) لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب) وقال تعالى ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم) إلى غير ذلك من الآيات وقريب منه ما ذكره القرطبي في المعنى الرابع والأول أشهر وأصح " تناول الرجل المعانى اللغوية ورد على على بعضها وهو كلام لن يستفيد المسلم منه أى شىء فالمسلم يجب أن يعرف المعنى القرآنى وليس المعنى اللغوى ففائدة الكتب هى التعليم والإنسان العادى لا علاقة له بتلك اللغويات ولا تهمه وإنما هى تزيد حيرته فوظيفة العالم هى توصيل الحكم مباشرة بدون لف أو دوران وبعد ذلك تعرض إسلام لمعنى الاستعاذة فى القرآن فقال : "ثانيا :معنى قول القائل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى : (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) وقال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) وقال تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها وهو : أن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه إلى طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة والمصافاة ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل كما قال تعالى : ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) وقال تعالى ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وقال ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) وقد أقسم للوالد آدم عليه السلام أنه له لمن الناصحين وكذب فكيف معاملته لنا وقد قال ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) فـ معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب الله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله ولهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه الفرق بينها وبين اللياذة والعياذة تكون لدفع الشر واللياذ يكون لطلب جلب الخير كما قاله المتنبي يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به ممن أحاذره لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ولا يهيضون عظما أنت جابره " الأخطاء فى الفقرة هى : ألأول أن معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب الله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه وهو كلام خاطىء لأن الاستعاذة الكلامية تكون قبل النزغ وهو الوسوسة والآيات تتحدث عن العمل بعد النزغ وهو الوسوسة كما فى الجملة"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله" ومن ثم فالمراد ليس الاستعاذة الكلامية وإنما المراد طاعة الله فى ألأحكام التى تزيل ما ترتب على عمل النزغ وهو الوسوسة ومن ثم فالاستعاذة هى تعنى الاستغفار أى التوبة إلى الله وهو تذكر الله أى العودة إلى البصر وهو الحق كما قال تعالى "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" ومن ثم فالاستعاذة بعد عمل النزغ تعنى الاحتماء بطاعة الله بالتوبة والاستمرار في طاعة أحكام الله الأخرى ومن ثم فلا علاقة للاستعاذة الكلامية وهى قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قال : "ثالثا : الفوائد والعبر من الاستعاذة : 1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تمهيد للجو الذي يتلى فيه كتاب الله وتطهير له من الوسوسة واتجاه بالمشاعر إلى الله خالصة لا يشغلها شاغل من عالم الرجس والشر الذي يمثله الشيطان 2- الرد على مذهب الجبرية والقدرية ، فلو كان الإنسان مجبورا ما أمر بالاستعاذة ، ولو كان هو الذي يخلق أفعاله لأعاذ نفسه بدون مستعيذ ، لكن الإنسان له إرادة ومشيئة لا تنفذ إلا بإرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى 3- وجود والشياطين وأن لهم حقيقة ، فلولا أن للشياطين حقيقة ما أمر الله بالستعاذة منهم 4- تسلط الجن على الإنس ، وأنهم ممكنون من ذلك ولكن ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) 5- توثيق الصلة بالله : فالذين يتوجهون إلى الله وحده ويخلصون قلوبهم لله لا يملك الشيطان أن يسيطر عليهم مهما وسوس لهم فإن صلتهم بالله تعصمهم أن ينساقوا معه وينقادوا إليه وقد يخطئون لكنهم لا يستسلمون فيطردون الشيطان عنهم ويثوبون إلى ربهم من قريب 6- حاجتنا التامة إلى الله ، فلولا الاحتياج غليه لما كان في الاستعاذة فائدة 7- الإقرار بالفقر التام للعبد ، والغنى التام لله سبحانه وتعالى ، فقولك: (بالله) إشارة إلى الغني التام للحق، وقول العبد (أعوذ) إقرار على نفسه بالفقر والحاجة 8- الإقرار بقدرة الحق سبحانه وتعالى على جلب النفع وتحصيل الخير ودفع الضر ، فقولك: (بالله) إقرار بأن الحق قادر على تحصيل كل الخيرات ودفع كل الآفات 9- أن غير الله غير موصوف بهذه الصفة فلا دافع للحاجات إلا هو، ولا معطي للخيرات إلا هو، فعند مشاهدة هذه الحالة يفر العبد من نفسه ومن كل شيء سوى الحق فيشاهد في هذا الفرار سر قوله:{ ففروا إلى الله } 10- أن قوله: (أعوذ بالله) اعتراف بعجز النفس وبقدرة الرب 11- لا وسيلة إلى القرب من الله إلا بالعجز والانكسار 12- أن الإقدام على الطاعات لا يتيسر إلا بعد الفرار من الشيطان، وذلك هو الاستعاذة بالله 13- أن أجل الأمور التي يلقي الشيطان وسوسته فيها قراءة القرآن، والصلاة ، لأن من قرأ القرآن ونوى به عبادة الرحمن وتفكر في وعده ووعيده وآياته وبيناته ازدادت رغبته في الطاعات ورهبته من المحرمات ، ومن خشع في صلاته فقد أفلح في الدنيا والآخرة ، فلهذا السبب صارت قراءة القرآن ، والصلاة من أعظم الطاعات، فلا جرم كان سعى الشيطان في الصد عنهما أبلغ، وكان احتياج العبد إلى من يصونه عن شر الشيطان أشد 14- الشيطان عدو الإنسان كما قال تعالى:{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا } 15- الرحمن مولى الإنسان وخالقه ومصلح مهماته 16- قال تعالى:{ لا يمسه إلا المطهرون }فالقلب إذا تعلق بغير الله ، واللسان إذا جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بد من استعمال الطهور، فلما قال: { أعوذ بالله } حصل الطهور، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: { بسم الله} 17- لك عدوان أحدهما ظاهر والآخر باطن، وأنت مأمور بمحاربتهما قال تعالى في العدو الظاهر:{ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } وقال في العدو الباطن:{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا }فاطر: 6 فكأنه تعالى قال: إذا حاربت عدوك الظاهر كان مددك الملك، كما قال تعالى:{ يمددكم ربكم بخمسة ءالاف من الملئكة مسومين } وإذا حاربت عدوك الباطن كان مددك الملك كما قال تعالى:{ إن عبادى ليس لك عليهم سلطان } 18- محاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر؛ لأن العدو الظاهر إن وجد فرصة ففي متاع الدنيا، والعدو الباطن إن وجد فرصة ففي الدين واليقين، وأيضا فالعدو الظاهر إن غلبنا كنا مأجورين، والعدو الباطن إن غلبنا كنا مفتونين، وأيضا فمن قتله العدو الظاهر كان شهيدا، ومن قتله العدو الباطن كان طريدا، فكان الاحتراز عن شر العدو الباطن أولى، وذلك لا يكون إلا بأن يقول الرجل بقلبه ولسانه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) 19- كأنه تعالى يقول يا عبدي ، ما أنصفتني ، أتدري لأي شيء تكدر ما بيني وبين الشيطان ؟ إنه كان يعبدني مثل عبادة الملائكة، وكان في الظاهر مقرا بألوهيتي ، وإنما تكدر ما بيني وبينه لأني أمرته بالسجود لأبيك آدم فامتنع، فلما تكبر نفيته عن خدمتي،فعادى أباك، وامتنع من خدمتي، ثم إنه يعاديك منذ زمن وأنت تحبه، وهو يخالفك في كل الخيرات وأنت توافقه في كل المرادات، فأترك هذه الطريقة المذمومة وأظهر عداوته فقل : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) 20- إن نظرت إلى قصة الشيطان مع أبيك آدم ، فإنه أقسم بأنه له من الناصحين، ثم كان عاقبة ذلك الأمر أنه سعى في إخراجه من الجنة، وأما في حقك فإنه أقسم بأنه يضلك ويغويك فقال : { فبعزتك لأغويتهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين } فإذا كانت هذه معاملته مع من أقسم أنه ناصحه فكيف تكون معاملته مع من أقسم أنه يضله ويغويه 21- إنما قال: (أعوذ بالله) ولم يذكر اسما آخر، بل ذكر قوله (الله) لأن هذا الاسم أبلغ في كونه زاجرا عن المعاصي من سائر الأسماء والصفات لأن الإله هو المستحق للعبادة، ولا يكون كذلك إلا إذا كان قادرا عليما حكيما فقوله: (أعوذ بالله) جار مجرى أن يقول أعوذ بالقادر العليم الحكيم، وهذه الصفات هي النهاية في الزجر، وذلك لأن السارق يعلم قدرة السلطان وقد يسرق ماله، لأن السارق عالم بأن ذلك السلطان وإن كان قادرا إلا أنه غير عالم، فالقدرة وحدها غير كافية في الزجر، بل لا بد معها من العلم، وأيضا فالقدرة والعلم لا يكفيان في حصول الزجر، لأن الملك إذا رأى منكرا إلا أنه لا ينهى عن المنكر لم يكن حضوره مانعا منه، أما إذا حصلت القدرة وحصل العلم وحصلت الحكمة المانعة من القبائح فههنا يحصل الزجر الكامل؛ فإذا قال العبد (أعوذ بالله) فكأنه قال: أعوذ بالقادر العليم الحكيم الذي لا يرضى بشيء من المنكرات فلا جرم يحصل الزجر التام 22- لما قال العبد (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دل ذلك على أنه لا يرضى بأن يجاور الشيطان، وإنما لم يرض بذلك لأن الشيطان عاص، وعصيانه لا يضر هذا المسلم في الحقيقة، فإذا كان العبد لا يرضى بجوار العاصي فبأن لا يرضى بجوار عين المعصية أولى 23- الشيطان اسم، والرجيم صفة، ثم إنه تعالى لم يقتصر على الاسم بل ذكر الصفة فكأنه تعالى يقول إن هذا الشيطان بقي في الخدمة ألوفا من السنين فهل سمعت أنه ضرنا أو فعل ما يسوءنا؟ ثم إنا مع ذلك رجمناه حتى طردناه، وأما أنت فلو جلس هذا الشيطان معك لحظة واحدة لألقاك في النار الخالدة فكيف لا تشتغل بطرده ولعنه فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) 24- لقائل أن يقول: لم لم يقل: «أعوذ بالملائكة» مع أن أدون ملك من الملائكة يكفي في دفع الشيطان؟ فما السبب في أن جعل ذكر هذا الكلب في مقابلة ذكر الله تعالى؟ وجوابه كأنه تعالى يقول: عبدي إنه يراك وأنت لا تراه، بدليل قوله تعالى:{ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }وإنما نفذ كيده فيكم لأنه يراكم وأنتم لا ترونه، فتمسكوا بمن يرى الشيطان ولا يراه الشيطان، وهو الله سبحانه وتعالى فقولوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم 25- أدخل الألف واللام في الشيطان ليكون تعريفا للجنس؛ لأن الشياطين كثيرة مرئية وغير مرئية، بل المرئي ربما كان أشد 26- الشيطان مأخوذ من «شطن» إذا بعد فحكم عليه بكونه بعيدا، وأما المطيع فقريب قال الله تعالى:{ واسجد واقترب } والله قريب منك قال الله تعالى:{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } وأما الرجيم فهو المرجوم بمعنى كونه مرميا بسهم اللعن والشقاوة وأما أنت فموصول بحبل السعادة قال الله تعالى: { وألزمهم كلمة التقوى } فدل هذا على أنه جعل الشيطان بعيدا مرجوما، وجعلك قريبا موصولا، ثم إنه تعالى أخبر أنه لا يجعل الشيطان الذي هو بعيد قريبا لأنه تعالى قال: { ولن تجد لسنة الله تحويلا }فاعرف أنه لما جعلك قريبا فإنه لا يطردك ولا يبعدك عن فضله ورحمته 27- كأنه تعالى يقول: إنه شيطان رجيم، وأنا رحمن رحيم، فابعد عن الشيطان الرجيم لتصل إلى الرحمن الرحيم 28- الشيطان عدوك، وأنت عنه غافل غائب، قال تعالى:{ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم } فعلى هذا لك عدو غائب ولك حبيب غالب، لقوله تعالى: { والله غالب على أمره } فإذا قصدك العدو الغائب فافزع إلى الحبيب الغالب، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده 29- فرق بين أن يقال: «أعوذ بالله» وبين أن يقال: (بالله أعوذ) فإن الأول لا يفيد الحصر، والثاني: يفيده، فلم ورد الأمر بالأول دون الثاني مع أن الثاني أكمل وأيضا جاء قوله: «الحمد لله» وجاء قوله: «لله الحمد» وأما هنا فقد جاء «أعوذ بالله» وما جاء قوله «بالله أعوذ» فما الفرق؟ قوله: (أعوذ بالله) لفظه الخبر ومعناه الدعاء، والتقدير: اللهم أعذني، ألا ترى أنه قال: { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } كقوله: «أستغفر الله» أي اللهم أغفر لي، والدليل عليه أن قوله: { أعوذ بالله } إخبار عن فعل العبد ، وهذا القدر لا فائدة فيه إنما الفائدة في أن يعيذه الله، فما السبب في أنه قال: «أعوذ بالله» ولم يقل أعذني؟ والجواب أن بين الرب وبين العبد عهدا كما قال تعالى: { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم }وقال:{ وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم } فكأن العبد يقول أنا مع لؤم الإنسانية ونقص البشرية وفيت بعهد عبوديتي حيث قلت: «أعوذ بالله» فأنت مع نهاية الكرم وغاية الفضل والرحمة أولى بأن تفي بعهد الربوبية فتقول: إني أعيذك من الشيطان الرجيم" كل ما ذكره الرجل من فوائد للاستعاذة كلام لن يستفيد منه المسلم عملا فكثرة الكلام عن الفوائد بلا خطوات عمل حقيقية للخروج من وسوسة الشيطان هو كلام فارغ فالاستعاذة الحقيقية لا تحتمل تسطير كل هذه الصفحات وإنما هى التالى: الحماية التى أرادها الله للمسلم بعد النزغ وعمله هى : التوبة من الذنب المرتكب والعودة لطاعة بقية الأحكام والتوبة تكون دوما بالاستغفار وقد تتطلب أمورا أخرى حسب الذنب المرتكب فمن أخذ حق احد يعيده ومن قتل يذهب لأهل القتيل للقصاص أو كى يعفو عنه ثم تكلم الرجل عن أحكام الفقه المتعلقة بالاستعاذة فقال : "رابعا : الأحكام الفقهية المتعلقة بالاستعاذة: وهي ثلاثة عشر مسألة المسألة الأولى : مشروعية الاستعاذة عند قراءة القرآن داخل الصلاة وخارجها لقول الله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) (النحل:98) قال الشوكاني :فلا شك أن الآية تدل على مشروعية الاستعاذة قبل قراءة القرآن وهي أعم من أن يكون القارئ خارج الصلاة أو داخلها " كما قلت هناك فهم خاطىء للاستعاذة فالقوم اعتبروها مجرد ألفاظ تقال فهنا أوجبوا أو استحبوا قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة مع أن الآية تطلب الاستعاذة بعد القراءة فقد ذكر الله القراءة أولا واتبعها بالاستعاذة ومن ثم فلا يوجد دليل على ما ذهبوا إليه ومن ثم فالمعنى أن يحتمى المسلم بطاعة حكم الله وهو سماع القرآن أى الإنصات له من وسوسة الكافر الملعون مصداق لقوله بسورة الأعراف"فإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ". ثم قال: "المسألة الثانية : حكم الاستعاذة ( هل هي واجبة أم مستحبة ؟) اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال : القول الأول ، وهو الراجح إن شاء الله أن الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة – وغيرها- سنة ، وليست بفرض وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء ، وبذلك قال أبو حنيفة ، والشافعي قال الشافعي : ولا آمر بها في شيء من الصلاة وإن تركها ناسيا ، أو جاهلا ، أو عامدا لم يكن عليه إعادة ولا سجود سهو ، وأكره له تركها عامدا ، وأحب إذا تركها في أول ركعة أن يقولها في غيرها والدليل على ذلك : أن النبي - (ص)- لم يعلمها الأعرابي حين علمه الصلاة , ولو كانت فرضا لم يخله من تعليمها قال الشافعي : وإنما منعني أن آمره أن يعيد أن النبي(ص)علم رجلا ما يكفيه في الصلاة فقال : كبر ثم اقرأ ( قال ) ولم يرو عنه أنه أمره بتعوذ ولا افتتاح فدل على أن افتتاح رسول الله - (ص)- اختيار وأن التعوذ مما لا يفسد الصلاة إن تركه القول الثاني : أن الاستعاذة تجب عند قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وبذلك قال ابن حزم :وفرض على كل مصل أن يقول إذا قرأ " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " لا بد له في كل ركعة من ذلك دليلهم الدليل الأول : أخذا بظاهر قول الله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وهي عامة الرد أن هذا العام مخصوص بحديث الأعرابي كما تقدم ، من كلام الشافعي الدليل الثاني : مواظبته - (ص)- على الاستعاذة في الصلاة بعد الاستفتاح وهو ثابت عنه - (ص)- وعن الصحابة والتابعين الرد أن كل هذه الآثار دليل على مشروعيتها ، والمشروع يكون مستحبا ويكون واجبا والاستدلال به على الوجوب مخالف لإجماع السلف ، فقد كانوا مجمعين على أنه سنة القول الثالث ، ومن قال به : قال الإمام مالك : لا يتعوذ في شيء من الفريضة , ولا التطوع إلا في صلاة القيام في رمضان , فإنه يبدأ في أول ليلة بالتعوذ فقط ثم لا يعود الرد عليه :قال ابن حزم : وهذه قولة لا دليل على صحتها , لا من قرآن , ولا من سنة صحيحة ولا سقيمة ; ولا أثر ألبتة ; ولا من دليل إجماع , ولا من قول صاحب , ولا من قياس ; ولا من رأي له وجه " بالقطع لا علاقة للصلاة بالاستعاذة الكلامية لأن الصلاة هى قراءة القرآن وهو ذكر أى وحى الله ومن ثم الاستعاذة لا مستحبة ولا مفروضة فى الصلاة فلو كان فيها شىء صحيح ما اختلف القوم وذكر كل منهم دليل منسوب للنبى(ص) زورا فالنبى(ص) لا يمكن ان يقول القول ونقيضه ثم قال : طالمسألة الثالثة : صيغ الاستعاذة وصفة التعوذ للاستعاذة أربع صيغ : أولاها وأفضلها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا قول أبي حنيفة ، والشافعي ، لقول الله تعالى(فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وهو اختيار أبي عمرو ، وعاصم وابن كثير رحمهم الله قال الشافعي : وأحب أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثانيا : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وهي رواية عن أحمد ، وهي قراءة حفص من طريق هبيرة ، لـ خبر أبي سعيد ولقول الله تعالى ( فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) وهذا متضمن لزيادة ثالثا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم وهي رواية أيضا عن أحمد ، واختيار نافع ، وابن عامر ، والكسائي ، لقوله تعالى (فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) رابعا : أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهو واختيار حمزة الزيات ، ومحمد بن سيرين ، لظاهر قوله (فاستعذ بالله) قال ابن قدامه : وهذا كله واسع , وكيفما استعاذ فهو حسن قال الشافعي : وأحب أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وأي كلام استعاذ به أجزأه المسألة الرابعة : هل يستعذ قبل القراءة أم بعدها ؟ (زمن الاستعاذة ) للقراء والفقهاء في محل الاستعاذة من القراءة ثلاثة أقوال : أصحها : أنها قبل القراءة , وهو قول الجمهور , وذكر ابن الجزري الإجماع على ذلك , ونفى صحة القول بخلافه واستدلوا على ذلك بما رواه أئمة القراء مسندا عن نافع عن جبير بن مطعم أنه (ص)كان يقول قبل القراءة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقد دل الحديث على أن التقديم هو السنة فقد ثبت عن النبي (ص)وعن السلف الاستعاذة قبل القراءة والذين نقلوا صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام ذكروا تعوذه بعد الافتتاح قبل القراءة والاستعاذة قبل القراءة لنفي وساوس الشيطان عند القراءة , قال الله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) فإنما أمر الله بتقديم الاستعاذة قبل القراءة لهذه العلة أما قول من قال : الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة شاذ وهذا القول منسوب إلى مالك واستدلوا بظاهر الآية { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } فدل على أن الاستعاذة بعد القراءة , والفاء هنا للتعقيب قال ابن العربي : انتهى العي بقوم إلى أن قالوا : إن القارئ إذا فرغ من قراءة القرآن حينئذ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومن أغرب ما وجدناه قول مالك في المجموعة في تفسير هذه الآية : { فإذا قرأت القرآن } الآية قال : ذلك بعد قراءة أم القرآن لمن قرأ في الصلاة , وهذا قول لم يرد به أثر , ولا يعضده نظر ولو كان هذا كما قال بعض الناس إن الاستعاذة بعد القراءة لكان تخصيص ذلك بقراءة أم القرآن في الصلاة دعوى عريضة لا تشبه أصول مالك , ولا فهمه , والله أعلم بسر هذه الرواية قال الجصاص: قوله : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } يقتضي ظاهره أن تكون الاستعاذة بعد القراءة , كقوله : { فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا } لأن الفاء للتعقيب ، ولكن هذا ليس بصحيح ; لأن هذه الفاء للحال كما يقال : إذا دخلت على السلطان فتأهب أي : إذا أردت الدخول عليه فتأهب وقد جرت العادة بإطلاق مثله ، والمراد إذا أردت ذلككقوله تعالى : { وإذا قلتم فاعدلوا } وقوله : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } وليس المراد أن تسألها من وراء حجاب بعد سؤال متقدم وكقوله تعالى : { إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة }كما قال : { إذا قمتم إلى الصلاة } معناه , إذا أردتم القيام إلى الصلاة , وكقوله : إذا أكلت فسم الله ; معناه : إذا أردت الأكل وكذلك قوله { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } معناه : إذا قرأت فقدم الاستعاذة قبل القراءة , وحقيقة معناه : إذا أردت القراءة فاستعذ وكقول القائل : إذا قلت فاصدق وإذا أحرمت فاغتسل يعني قبل الإحرام , والمعنى في جميع ذلك إذا أردت ذلك كذلك قوله : { فإذا قرأت القرآن } معناه : إذا أردت قراءته وهناك قول ثالث وهو :أن الاستعاذة قبل القراءة وبعدها , ذكره الإمام الرازي ، ونفى ابن الجزري الصحة عمن نقل عنه أيضا المسألة الخامسة : التعوذ بعد الاستفتاح وليس قبله قد جاءت النصوص مصرحة بأن التعوذ بعد دعاء الاستفتاح فعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) أنه كان إذا قام إلى الصلاة استفتح ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من (همزه ونفخه ونفثه )وهذا الحديث وإن كان فيه المقال المتقدم فقد ورد من طرق متعددة يقوي بعضها بعضا منها : ما أخرجه ابن ماجه من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي (ص)بلفظ : { اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه } ، وأخرجه أيضا البيهقي ومنها ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث جبير بن مطعم : أنه { رأى النبي (ص)صلى صلاة فقال : الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه } ومنها ما أخرجه أحمد عن أبي أمامة بنحو حديث جبير ومنها عن سمرة عند الترمذي ومنها عن عمر موقوفا عند الدارقطني ، وهو أيضا عند الترمذي هذا مع ما يؤيد ثبوت هذه السنة من عموم القرآن والحديث مصرح بأن التعوذ المذكور يكون بعد الافتتاح بالدعاء المذكور في الحديث وقال الأسود : رأيت عمر حين يفتتح الصلاة يقول : سبحانك اللهم وبحمدك , وتبارك اسمك , وتعالى جدك , ولا إله غيرك , ثم يتعوذ " كما قلت الاستعاذة الكلامية التى حاول القوم نشرها لا تفيد المسلم بأى شىء ومن ثم فالحديث عن صيغها هو كلام لا فائدة منها لأن المراد من الاستعاذة كما قلت عمل وهو التوبة من الذنب وكل المسائل المترتبة على الاستعاذة فى الصلاة فيما بعد قائم على نفس الخطأ وهى: المسألة السادسة : هل يتعوذ في الركعة الأولى فقط ، أم يتعوذ في كل ركعة ؟ اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين : القول الأول وهو الأرجح :أن التعوذ عند افتتاح الصلاة خاصة ، وأنها تختص بالركعة الأولى وهو رواية عن أحمد ، وهو قول ابن حزم ، وهو ما رجحه ابن القيم ، وابن حجر والشوكاني ، كما سيأتي وهو ما رجحه الزيلعي في نصب الراية وعلى هذا ، فإذا ترك الاستعاذة في الأولى لنسيان أو غيره , أتى بها في الثانية والدليل على ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة – - قال : كان رسول الله (ص)إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين , ولم يسكت وهذا يدل على أنه لم يكن يستفتح ولا يستعيذ ولأن الصلاة جملة واحدة فالقراءة فيها كلها كالقراءة الواحدة قال الشوكاني : والحديث يدل على عدم مشروعية السكتة قبل القراءة في الركعة الثانية , وكذلك عدم مشروعية التعوذ فيها وحكم ما بعدها من الركعات حكمها , فتكون السكتة قبل القراءة مختصة بالركعة الأولى , وكذلك التعوذ قبلها ، وقد رجح صاحب الهدي الاقتصار على التعوذ في الأول لهذا الحديث القول الثاني : يستعيذ في كل ركعة وهذا هو قول ، أبي حنيفة ، والشافعي ، والرواية الثانية عن أحمد دليلهم الدليل الأول : قول الله سبحانه وتعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } فيقتضي ذلك تكرير الاستعاذة عند تكرير القراءة الرد عليه قال ابن حجر في التلخيص : اشتهر من فعل رسول الله (ص)التعوذ في الركعة الأولى , ولم يشتهر في سائر الركعات ، أما اشتهاره في الأولى فمستفاد من الأحاديث المتقدمة، وأما عدم شهرة تعوذه في باقي الركعات فإنما لم يذكر في الأحاديث المذكورة، لأنها سيقت في دعاء الاستفتاح وعموم قوله : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ } يقتضي الاستعاذة في أول ركعة في ابتداء القراءة قال الشوكاني : الأحاديث الواردة في التعوذ ليس فيها إلا أنه فعل ذلك في الركعة الأولى الدليل الثاني : ولأنها مشروعة للقراءة , فتكرر بتكررها , كما لو كانت في صلاتين الرد عليه قال السرخسي :وهذا فاسد فإن الصلاة واحدة فكما لا يؤتي لها إلا بتحريمة واحدة فكذا التعوذ والله أعلم المسألة السابعة : هل يتعوذ للسورة التي بعد الفاتحة ؟قال ابن حزم : وليس على الإمام والمنفرد أن يتعوذا للسورة التي مع أم القرآن ; لأنهما قد تعوذا إذ قرآ ومن اتصلت قراءته فقد تعوذ كما أمر , ولو لزمه تكرار التعوذ لما كان لذلك غاية إلا بدعوى كاذبة , فإن قطع القراءة قطع ترك أو أراد أن يبتدئ قراءة في ركعة أخرى تعوذ - كما أمر - وبالله تعالى التوفيق المسألة الثامنة : هل يسر بالاستعاذة أم يجهر؟ قال السرخسي :يتعوذ المصلي في نفسه إماما كان أو منفردا ; لأن الجهر بالتعوذ لم ينقل عن رسول الله (ص)ولو كان يجهر به لنقل نقلا مستفيضا والذي روي عن عمر - رضي الله تعالى عنه - أنه جهر بالتعوذ تأويله أنه كان وقع اتفاقا لا قصدا أو قصد تعليم السامعين أن المصلي ينبغي أن يتعوذ كما نقل عنه الجهر بثناء الافتتاح قال ابن قدامة :ويسر الاستعاذة , ولا يجهر بها , لا أعلم فيه خلافا قال ابن تيمية : في رجل يؤم الناس , وبعد تكبيرة الإحرام يجهر بالتعوذ , ثم يسمي ويقرأ , ويفعل ذلك في كل صلاة ؟الجواب : إذا فعل ذلك أحيانا للتعليم ونحوه , فلا بأس بذلك , كما كان عمر بن الخطاب يجهر بدعاء الاستفتاح مدة , وكما كان ابن عمر وأبو هريرة يجهران بالاستعاذة أحيانا وأما المداومة على الجهر بذلك فبدعة , مخالفة لسنة رسول الله (ص)وخلفائه الراشدين فإنهم لم يكونوا يجهرون بذلك دائما , بل لم ينقل أحد عن النبي (ص)أنه جهر بالاستعاذة , والله أعلم المسألة التاسعة : هل يتعوذ المأموم ؟ قال ابن قدامة :إن كان في حقه قراءة مسنونة , وهو في الصلوات التي يسر فيها الإمام , أو التي فيها سكتات يمكن فيها القراءة , استفتح المأموم واستعاذ , وإن لم يسكت أصلا , فلا يستفتح ولا يستعيذ , وإن سكت قدرا يتسع للافتتاح فحسب , استفتح ولم يستعذ قال ابن منصور : قلت لأحمد : سئل سفيان أيستعيذ الإنسان خلف الإمام ؟ قال : إنما يستعيذ من يقرأ قال أحمد : صدق وقال أحمد أيضا : إن كان ممن يقرأ خلف الإمام قال الله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } وذكر بعض أصحابنا أنه فيه روايات أخرى , أنه يستفتح ويستعيذ في حال جهر الإمام ; لأن سماعه لقراءة الإمام قام مقام قراءته , بخلاف الاستفتاح والاستعاذة والصحيح ما ذكرناه المسألة العاشرة : هل يستعيذ المسبوق؟قال ابن قدامة :والمسبوق إذا أدرك الإمام فيما بعد الركعة الأولى لم يستفتح , وأما الاستعاذة , فإن قلنا : تختص بالركعة الأولى لم يستعذ نص على هذا أحمد وإن قلنا : يستعيذ في كل ركعة استعاذ ; لأن الاستعاذة في أول قراءة كل ركعة , فإذا أراد المأموم القراءة استعاذ ; لقول الله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } المسألة الحادية عشر : إن شرع في القراءة قبل الاستعاذة قال ابن قدامة :وإن شرع في القراءة قبل الاستعاذة , لم يأت بها في تلك الركعة ; لأنها سنة فات محلها المسألة الثانية عشر : هل يتعوذ إذا قطع القراءة ؟ قال ابن مفلح :إن قطعها قطع ترك وإهمال على أنه لا يعود إليها أعاد التعوذ إذا رجع إليها , وإن قطعها بعذر عازما على إتمامها إذا زال عذره كفاه التعوذ الأول , وإن تركها قبل القراءة فيتوجه أن يأتي بها ثم يقرأ ; لأن وقتها قبل القراءة للاستحباب فلا يسقط بتركها إذن ; ولأن المعنى يقتضي ذلك , أما لو تركها حتى فرغ سقطت لعدم القراءة وفي الموسوعة الفقهية : إذا قطع القارئ القراءة لعذر , من سؤال أو كلام يتعلق بالقراءة , لم يعد التعوذ لأنها قراءة واحدة وفي( مطالب أولي النهى ) : العزم على الإتمام بعد زوال العذر شرط لعدم الاستعاذة ، أما إذا كان الكلام أجنبيا , أو كان القطع قطع ترك وإهمال فإنه يعيد التعوذ , قال النووي : يعتبر السكوت والكلام الطويل سببا للإعادة المسألة الثالثة عشر : خطأ قول القائل : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأن الله لم يقل ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) إنما قال الآية ، وأمر بالاستعاذة " ومن ثم فالاستعاذة الكلامية كلام باطل وإنما هى استعاذة عملية
  17. قراءة فى كتاب أسرار التكرار في القرآن الكريم الكتاب تأليف ثامر سليمان الحامد وهو يدور كما هو المفروض فى العنوان حول التكرار في القرآن الكريم ولكن ثلثى الكتاب تقريبا لا علاقة له بالقرآن وإنما هو تاسيس للتكرار اللغوى من خلال استعراض آراء اللغويين والنقاد وفى هذا قال الحامد فى المقدمة: "فإن للتكرار في تراثنا العربي شأنا كبيرا؛ فقد عني به المتقدمون، ولم يغفل عنه المتأخرون، إلا أن هناك أمورا يجب ألا تخفى على كل من له عناية بأدبنا العربي الأصيل.ومن هنا جاء هذا البحث ليعطي إضاءة حول هذا المصطلح، ويجيب عن بعض الأسئلة التي تعرض على القارئ، أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقني في عرض ما يفيد، إنه على كل شيء قدير." ثم استعرض الرجل تاريخ المصطلحات فى اللغة العربية فقال: "إن مما تميزت به اللغة العربية أنها لغة حية، تنمو وتتطور مع كل مرحلة من مراحل الحياة التي يمر بها المجتمع، وهذا ينطبق على المصطلحات، فنجد أن المصطلحات في بدايتها تدل على الجوانب المحسوسة، ثم ما تلبث أن تتطور تلك المعاني، وتدل على معان أخرى بعيدة عن المعاني المحسوسة، وقد تتطور المعاني غير المحسوسة في اللغة، وهذا دليل على أن اللغة تتطور وتنمو، ولا تلتزم بمعان محدودة. وإذا كان شأن اللغة كذا، من تطور إلى آخر، فهذا يدفعنا إلى الحاجة الشديدة إلى ضبط هذه المعاني والمصطلحات؛ لذا شهدت اللغة العربية فيضا من المصطلحات الجديدة في العصر الإسلامي الأول، ثم فيما تلاه من العصور، فلو نظرنا إلى مصطلح الصلاة نجد أن معناه الدعاء، لكنه في عصر الإسلام تطور هذا المصطلح، فأصبح يدل على معنى آخر، وهو التعبد إلى الله بأعمال مخصوصة في أزمان مخصوصة، تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم ثم جاءت بعد ذلك الترجمة، فأضفت على العربية مصطلحات جديدة، فتعاظمت الحاجة إلى تنمية المصطلحات، والملاحظ أن تطور العلم وتقدمه لا بد أن يكون معه تطور في المصطلحات، وتقدم فيها، فمثلا لو نظرنا إلى غالب المصطلحات - سواء كانت في النحو أو اللغة أو البلاغة - سنجد أن معانيها محسوسة. وسيكون بحثي في علم المصطلح عن مصطلح التكرار، وما دلالة هذا المصطلح، وما المراحل التي مر بها هذا المصطلح، والتعريفات الاصطلاحية للتكرار، ثم نقد هذه التعاريف، وتقييمها" وفى الباب الأول عرف التكرار لغويا فنقل لنا من بطون الكتب فقال: "الباب الأول: أولا: تعريف مصطلح التكرار لغة: التكرار مصدر من كرر يكرر تكرارا، والكر: الرجوع، يقال: كره وكر بنفسه، يتعدى ولا يتعدى، والكر: مصدر كر عليه يكر كرا وكرورا وتكرارا: عطف، وكر عنه: رجع، وكر على العدو يكر، ورجل كرار ومكر، وكذلك الفرس، وكرر الشيء وكركره: أعاده مرة بعد أخرى، ويقال: كررت عليه الحديث وكركرته إذا رددته عليه، وكركرته عن كذا كركرة إذا رددته، والكر: الرجوع على الشيء، ومنه التكرار التكرار: عبارة عن الإتيان بشيء مرة بعد أخرى ثانيا: صيغة تفعال: وذكر أهل العربية أن جميع المصادر التي جاءت على تفعال هي بفتح التاء إلا مصدرين: تبيان، وتلقاء، وقال بعضهم: تنضال أيضا، وأما أسماء الأجناس والصفات فقد جاءت منها عدة أسماء على تفعال بكسر التاء: تجفاف، وتمثال، وتمساح، وتقصار، وهي المخنقة القصيرة، وتمراد، وهو بيت صغير يتخذ للحمام، ورجل تيتاء، وهو العذيوط، وتبراك، وتعشار، وترباع، وهي أسماء أمكنة، وقالوا: مر تهواء من الليل بمعنى هوي، ورجل تنبال؛ أي: قصير، وتلعاب؛ أي: كثير اللعب، وتلقام؛ أي: سريع اللقم، وقالوا - أيضا -: ناقة تضراب، إذا ضربها الفحل، وثوب تلفاق؛ أي: لفقان فخلاصة القول أنها مصدر جاء على المشهور بفتح التاء. قال أبو سعيد: اعلم أن سيبويه يجعل التفعال تكثيرا للمصدر الذي هو للفعل الثلاثي، فيصير التهدار بمنزلة قولك: الهدر الكثير، والتلعاب بمنزلة اللعب الكثير، وكان الفراء وغيره من الكوفيين يجعلون التفعال بمنزلة التفعيل، والألف عوضا من الياء، ويجعلون ألف التكرار والترداد بمنزلة ياء تكرير وترديد، والقول ما قاله سيبويه؛ لأنه يقال: التلعاب، ولا يقال: التلعيب، قال سيبويه: وأما التبيان فليس على شيء من الفعل لحقته الزيادة، ولكنه بني هذا البناء فلحقته الزيادة " وكلامه عن صيغة تفعال كلام لا لزوم له فى الكتاب لأنه لم يعرف التكرار وإنما كله استعراض لمعانى كلمات على الوزن ثم استعرض مصطلح التكرار فقال: "ثالثا: تعريف مصطلح التكرار اصطلاحا: التكرار في الاصطلاح: تكرار كلمة أو جملة أكثر من مرة لمعان متعددة؛ كالتوكيد، والتهويل، والتعظيم، وغيرها وهو أن يكرر المتكلم اللفظة الواحدة باللفظ والمعنى، والمراد بذلك تأكيد الوصف، أو المدح، أو الذم، أو التهويل، أو الوعيد، أو الإنكار، أو التوبيخ، أو الاستبعاد، أو الغرض من الأغراض وهو ذكر الشيء ثانيا بعد ذكره أولا، وكثرته بذكره ثالثا، والمراد بالكثرة ما فوق الواحد، وإنما شرط الكثرة؛ لأن التكرار بلا كثرة لا يخل بالفصاحة، وإلا قبح التوكيد اللفظي " ومما سبق نجد أن الحامد بين أن التكرار نوعان : الأول التكرار اللفظى والثانى تكرار المعنى وظهر للحامد أنه هناك أخطاء فى هذا فانتقد المصطلح فقال: "رابعا: نقد المصطلح: من خلال المصطلحات السابقة يظهر لي أن مصطلح التكرار مصطلح يحتاج إلى إعادة النظر فيه؛ إذ إنه مصطلح فيه شيء من الاضطراب، وهذا ما جعل النقاد يقفون منه موقفا مختلفا؛ فمنهم من فهم من التكرار معنى العيب والنقص، ومنهم من فهم منه نوعا من أنواع البلاغة وفنا من فنونها؛ ولذلك اختلف العلماء والمفسرون في وصف القرآن بالتكرار، هل في القرآن تكرار؟ أو لا يوجد في القرآن تكرار؟ فمن نظر إلى أن التكرار عيب من عيوب الكلام ونقص فيه، نفى أن يكون في القرآن تكرار، فوقع في إشكالية المصطلح، فماذا يمكن أن يطلق على التعدد في قوله تبارك وتعالى في سورة الرحمن: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}؟ فوقع في حرج، فمنهم من أطلق عليه: "متشابه" استنادا لقوله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم .... } وعلى هؤلاء نورد تساؤلا: التشابه يقتضي الاختلاف، فمن أطلق على الآيات التي وردت في سورة الرحمن - على سبيل المثال - متشابهات، فما الاختلاف الذي بينها؟! فأي تشابه لا بد أن يقتضي بعض الجوانب التي يكون فيها اختلاف، فما هي جوانب الاختلاف؟ ومنهم من قال: إن التكرار فن من فنون البلاغة، وليس عيبا، وهؤلاء القائلون بهذا لم يريدوا تغيير المصطلح، فنفوا الإشكالية التي ترد عليهم، وقسموا التكرار إلى قسمين: قسم حسن، وقسم قبيح، وجعلوا التكرار الذي في القرآن من القسم الحسن. وفي رأيي أن القسمين فيهما إشكالية؛ ولذلك حصل هذا الاختلاف في نفي الظاهرة وإثباتها في القرآن، فلو أطلقنا على هذه الظاهرة التعدد لخرجنا من إشكالية المصطلح، وأطلقنا التكرار على ما يتضمن عيبا في الكلام، لكان هذا أسلم للمصطلح، وأدق له، وأبعد عنهم الخلاف في التسمية." على حد علمى أن سواء سميت إعادة اللفظ تكرار أو إعادة أو غير هذا فهذا لن يغير من الحقيقة شىء وكلام النقاد لا قيمة له أساسا لأنه مبنى على غير أساس من كتاب الله فمن قال أن التكرار الكلامى كالبسملة أو جملة فبأى آلاء ربكما تكذبان مثلا عيب مخطىء لأن التكرار قاله الله فى الكتاب لسبب كما قال تعالى "ما نثبت به فؤادك" وحاول الحامد التفرقة بين التكرار والإعادة فقال: "خامسا: الفرق بين مصطلح الإعادة والتكرار: أن التكرار يقع على إعادة الشيء مرة، وعلى إعادته مرات، والإعادة للمرة الواحدة، ألا ترى أن قول القائل: أعاد فلان كذا لا يفيد إلا إعادته مرة واحدة؟ وإذا قال: كرر هذا، كان كلامه مبهما، لم يدر أعاده مرتين أو مرات؟ وأيضا فإنه يقال: أعاده مرات، ولا يقال: كرره مرات، إلا أن يقول ذلك عامي لا يعرف الكلام؛ ولهذا قالت الفقهاء: الأمر لا يقتضي التكرار، والنهي يقتضي التكرار، ولم يقولوا: الإعادة، واستدلوا على ذلك بأن النهي: الكف عن المنهي، ولا شيء في الكف عنه ولا حرج، فاقتضى الدوام والتكرار، ولو اقتضى الأمر التكرار للحق المأمور به الضيق والتشاغل به عن أموره، فاقتضى فعله مرة، ولو كان ظاهر الأمر يقتضي التكرار، ما قال سراقة للنبي (ص): ألعامنا هذا أم للأبد؟ فقال النبي (ص): ((لو قلت: نعم، لوجبت))، فأخبر أن الظاهر لا يوجبه، وأنه يصير واجبا بقوله، والمنهي عن الشيء إذا عاد إلى فعله لم يقل: إنه قد انتهى عنه، وإذا أمر بالشيء ففعله مرة واحدة لم يقل: إنه لم يفعله، فالفرق بين الأمر والنهي في ذلك ظاهر ومعلوم" والتفرقة بين الكلمتين كمصطلحين ضرب من الخيال فمن قال ان الأمر لا يقتضي التكرار، والنهي يقتضي التكرار مخطىء فى كلامه فقد تكررت أوامر مثل أقيموا واستغفروه أو استفغروا وتوبوا إليه فى القرآن فثبت أن كلام الفقهاء وهم منهم كما أن بعض المنهى عند تكرر والبعض الأخر ذكر مرة واحدة مثل " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء" ومثل "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن" وكلمة الإعادة قد تقتضى معنى فعل مرة واحد كإعادة الأمانة لصاحبها وقد تقتضى التكرار كالبدء وهو الخلق فى قوله " كما بدأنا أول خلق نعيده " فالإعادة هنا تكرار لفعل الخلق مرة ثانية ثم حدثنا الحامد عن التكرار والبلاغة فقال: "سادسا: مصطلح التكرار والبلاغة: مهما تقول البعض فلا يستطيع أحد إنكار ما لهذا الأسلوب البلاغي من أهمية بالغة، يدركها من تذوق الكلام، وعرف مداخله ومخارجه، ويحرم منها من فسد ذوقه، وشيوعه في الكلام العربي قديما وحديثا خير شاهد ودليل على أنه ظاهرة معروفة، وإنما يكمن جمالها في حسن توظيفها. وعليه: فالحكم على التكرار "جزافا" أمر لا تقره قواعد العلم السليم، ولكن يمكننا أن نقول في الحكم عليه: "إنه أمر نسبي؛ بمعنى أنه تارة يحسن ويجمل، وذلك إذا فطن المتكلم لمواطن استخدامه، وقد يقبح إذا أساء المتكلم استخدامه، كأن يستخدمه في غير موضعه. ولذا نجد العديد من الشعراء قد استخدم التكرار فأجاد، بينما استخدمه البعض فأخفق؛ فالأمر يعود إلى المستخدم ذاته، هل استطاع أن يوظف هذا التكرار توظيفا بلاغيا مفيدا، أم أنه عجز أمامه، وألقى بالتكرار عشواء في ثنايا كلامه، فصار مستهجنا؟ وإذا استعرضنا كلام الشعراء والأدباء وجدنا به ضروبا من هذا الفن الذي عانق السماء في مواضع، ولم يجاوز الحضيض في أخرى، وسنعرض ذلك في الأبواب اللاحقة إن شاء الله." كعادة الكثيرين الرجل هنا يلتمس عذرا للقرآن بكلام الشعراء وغيرهم ولا يمكن أن نشبه كلام البشر بكلام الخالق فمن يحتاج لهذر هو النقاد الذين يبنون كلامهم على غير كتاب الله فالمقياس الأول والأخير لأى شىء هو كتاب الله كما قال تعالى " وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله"ومن ثم من يحتاج للعذر هو النقاد لأنهم اعتمدوا على هواهم فى تفسيراتهم ولم يبنوا كلامهم على الأساس الوحيد لأى علم وهو كتاب الله ثم كتب فقرة كبيرة عن التكرار فى القرآن أكثرها ليس عن أسباب التكرار فى القرآن فقال : "سابعا: التكرار والقرآن: وها هنا معنى دقيق في التحدي، ما نظن العرب إلا قد بلغوا منه عجبا، وهو التكرار الذي يجيء في بعض آيات القرآن، فتختلف في طرق الأداء، وأصل المعنى واحد في العبارات المختلفة؛ كالذي يكون في بعض قصصه لتوكيد الزجر والوعيد، وبسط الموعظة، وتثبيت الحجة ونحوها، أو في بعض عباراته لتحقيق النعمة، وترديد المنة، والتذكير بالنعم، واقتضاء شكرها، إلى ما يكون من هذا الباب، وهو مذهب للعرب معروف، ولكنهم لا يذهبون إليه إلا في ضروب من خطابهم؛ للتهويل والتوكيد والتخويف والتفجع، وما يجري مجراها من الأمور العظيمة، وكل ذلك مأثور عنهم، منصوص عليه في كثير من كتب الأدب والبلاغة. بيد أن وروده في القرآن مما حقق للعرب عجزهم بالفطرة عن معارضته، وأنهم يخلون عنه لقوة غريبة فيه لم يكونوا يعرفونها إلا توهما، ولضعف غريب في أنفسهم لم يعرفوه إلا بهذه القوة؛ لأن المعنى الواحد يتردد في أسلوبه بصورتين أو صور، كل منها غير الأخرى؛ وجها أو عبارة، وهم على ذلك عاجزون عن الصورة الواحدة، ومستمرون على العجز لا يطيقون ولا ينطقون. فهذا لعمرك أبلغ في الإعجاز، وأشد عليهم في التحدي؛ إذ هو دليل على مجاوزتهم مقدار العجز النفسي الذي قد تمكن معه الاستطاعة أو تتهيأ المعاريض حينا بعد حين، إلى العجز الفطري الذي لا يتأول فيه المتأول، ولا يعتذر منه المعتذرون، ولا يجري الأمر فيه على المسامحة. وقد خفي هذا المعنى - التكرار - على بعض الملحدة وأشباههم، ومن لا نفاذ لهم في أسرار العربية ومقاصد الخطاب، والتأتي بالسياسة البيانية إلى هذه المقاصد، فزعموا به المزاعم السخيفة، وأحالوه إلى النقص والوهن، وقالوا: إن هذا التكرار ضعف وضيق من قوة وسعة، وهو - أخزاهم الله - كان أروع وأبلغ وأسرى عن الفصحاء من أهل اللغة والمتصرفين فيها " وفى الفصل الثانى استعرض الرجل آراء النقاد فى التكرار فقال : "الفصل الثاني: أولا: آراء العلماء في مصطلح التكرار: أولا: رأي عبدالقاهر الجرجاني: والسبب في ذلك يشرحه الإمام الذواقة "عبدالقاهر الجرجاني" فيقول: لأنك إذا حدثت عن اسم مضاف، ثم أردت أن تذكر المضاف إليه، فإن البلاغة تقتضي أن تذكره باسمه الظاهر ولا تضمره، وتفسير هذا أن الذي هو الحسن الجميل أن تقول: جاءني غلام زيد وزيد، ويقبح أن تقول: جاءني غلام زيد وهو ثم يستشهد بقول دعبل: أضياف عمران في خصب وفي سعة = وفي حباء وخير غير ممنوع وضيف عمرو وعمرو يسهران معا = عمرو لبطنته والضيف للجوع ويقول المتنبي: بمن أضرب الأمثال أم من أقيسه = إليك وأهل الدهر دونك والدهر ثم يبين عبدالقاهر في تحليل دقيق كيف أن هذا الذكر أبلغ بكثير من الإضمار، فلو قيل: وضيف عمرو وهو يسهران معا، أو: وأهل الدهر دونك وهو، لعدم حسن ومزية لا خفاء بأمرهما، ليس لأن الشعر ينكسر، ولكن تنكره النفس ، وينفي عبدالقاهر أن يكون هذا الإضمار سببا للبس، بل السبب عائد إلى سماجة هذا الأسلوب، وأنه لا يوازي إعادة الظاهر في إشباع المعنى وفي استقامته وتوكيده، إلى غير ذلك من الأغراض البلاغية التي يحكمها الذوق. وزاد واستشهد بقول النابغة: نفس عصام سودت عصاما = وعلمته الكر والإقداما وقال: لا يخفى على من له ذوق حسن هذا الإظهار، وأن له موقعا في النفس، وباعثا للأريحية،لا يكون إذا قيل: نفس عصام سودته، شيء منه ألبتة ثانيا: رأي الفراء: تحدث الفراء في كتابه "معاني القرآن" عن تكرار الحروف، فأجاز الجمع بينهما إذا اختلف المعنى، ومنعه إذا اتحد، ومعنى هذا أنه لا يجيز التكرار في المعنى واللفظ إلا ما كان لتشديد المعنى، ومثله قول الشاعر: من النفر اللاء الذين إذا هم = تهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا ألا ترى أنه قال: "اللاء الذين" ومعناهما الذين، استجيز جمعهما لاختلاف لفظهما، ولو اتفقا لم يجز، لا يجوز "ما ما قام زيد"، ولا "مررت بالذين الذين يطوفون"، وأما إذا قال القائل: "ما ما قلت حسن" فهو جائز؛ لأن المعنى مختلف، فالأولى نافية، والثانية في مذهب "الذي". أما إذا اتحد في مثل قوله تعالى: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} فذلك حسن لما فرقت بين "أنكم" وبين خبرها بإذا. والفراء يجيز تكرار الجمل بشرط أن يكون هناك غرض بلاغي؛ كالتغليظ - مثلا - في قوله تعالى: {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} ، والكلمة قد تكررها العرب على التغليظ والتخويف، فهذا من ذاك ثالثا: رأي ابن جني: يتلخص رأي ابن جني فيما يلي: أ- ترديد الجمل وتكرارها يكسب القول صفة الكلام ويجعله تاما. ب- أن التأكيد اللفظي وإطالة الكلام من طرق العرب، كما كان الإيجاز لهم طريقا. ج- تكرار الكلمة بعينها ثقيل، ويجوز في مواضع العناية والاهتمام، أو عند إرادة تقوية المعنى. د- زيادة المبنى زيادة في المعنى، وتكرار الكلام مع اختلاف أفانينه من ضروب البلاغة. ه- تكرار الجمل وإسهاب الكلام مطلوب في مواضعه. رابعا: رأي "ابن فارس" ت 395 هـ: قال ابن فارس: ومن سنن العرب: التكرير والإعادة وإرادة الإبلاغ بحسب العناية بالأمر ثم استشهد بقول الحارث بن عباد: قربا مربط النعامة مني = لقحت حرب وائل عن حيال فكرر قوله: "قربا مربط النعامة مني" في رؤوس أبيات كثيرة عناية بالأمر، وأراد الإبلاغ في التنبيه والتحذير ويرى ابن فارس - كما يرى علماؤه - أن ما جاء في كتاب الله عز وجل من التكرار مثل قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} جاء على هذه السنة من سنن العرب. خامسا: رأي "الثعالبي" ت 429 هـ: قسم الثعالبي التكرار إلى عدة أمور، فقال: 1 - زيادة بغيضة لا تفيد شيئا، ومن المستحسن حذفها. 2 - زيادة يتم الكلام بدونها، ولكن لا بأس بها في موضعها؛ لما فيها من تفخيم اللفظ، وتأكيد المراد. 3 - زيادة تعتبر حشوا مستغنى عنه في نظم الكلام، ولكنه حسن في مكانه. وقد مثل للزيادة الأولى بـ "صداع الرأس" ومثل للثانية بقول النابغة: لعمري وما عمري علي بهين = لقد نطقت بطلا علي الأقارع وأما الزيادة الثالثة فكقول طرفة فسقى ديارك غير مفسدها = صوب الربيع وديمة تهمى والثعالبي يؤيد مذهب التكرار؛ لأنه - كما قال - سنة "من سنن العرب في إظهار العناية بالأمر" " ما ذكره الرجل هنا من آراء عن التكرار فى كلام العرب وليس عن التكرار فى القرآن إلا ما ندر ومن ذلك القول " أما إذا اتحد في مثل قوله تعالى: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} فذلك حسن لما فرقت بين "أنكم" وبين خبرها بإذا" وهنا اللغوى الناقل عنه وكذلك هو غفل عن حقيقة وهى أن القول هو حكاية الله قول الكفار وليس هذا قول الله وكثير من كلام القرآن هو حديث عن أقوال الكفار والمنافقين وهو ليس كلاما إلهيا حتى يعتبر به فى الاستدلال على أى موضوع ثم تحدث الحامد عن مصطلح التكرار في القرآن عند النقاد فقال: "ثانيا: آراء العلماء في مصطلح التكرار في القرآن: أولا: ابن قتيبة: قال ابن قتيبة: "وكانت وفود العرب ترد على رسول الله (ص) للإسلام، فيقرئهم المسلمون شيئا من القرآن، فيكون ذلك كافيا لهم، وكان يبعث إلى القبائل المتفرقة بالسور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مثناة ومكررة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم". ثانيا: رأي الإمام الفخر الرازي: قال الإمام الفخر الرازي في "التفسير الكبير" اعلم أنه تعالى لما ذكر قصص الأولين قال: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك} والفائدة في ذلك أمور: أولها: أن الانتفاع بالدليل العقلي المحض إنما يحصل للإنسان الكامل، فأما إذا ذكرت الدلائل، ثم أكدت بأقاصيص الأولين صار ذكر هذه الأقاصيص كالموصل لتلك الدلائل العقلية إلى العقول. الوجه الثاني: ذكر هذه القصص سبب لإيصال الدلائل والجواب عن الشبهات إلى قلوب المنكرين، وسبب لإزالة القسوة والغلظة من قلوبهم، فثبت أنها أحسن الطرق في الدعوة إلى الله تعالى. الفائدة الثالثة: أنه (ص)كان يذكر هذه القصص من غير مطالعة كتب ولا تتلمذ لأحد، وذلك معجزة عظيمة تدل على النبوة. الفائدة الرابعة: أن الذين يسمعون هذه القصص يتقرر عندهم عاقبة الصديق والزنديق، والموافق والمنافق، فإذا تكررت هذه الأقاصيص على السمع فلا بد وأن يلين القلب وتزول العداوة ويحصل في القلب خوف يحمله على النظر والاستدلال الخامسة: أن ظهور الفصاحة ومزيتها في القصة الواحدة إذا أعيدت أبلغ منها في القصص المتغايرة. فهذا هو الفائدة فيما تكرر من كتاب الله في قصة موسى وفرعون وسائر ثالثا: رأي الإمام بدر الدين الزركشي: ذكر الإمام الزركشي عدة فوائد في تكرار القصص في القرآن ، وفي تكرار قصة موسى خاصة، قال: وإنما كررها لفائدة خلت عنه في الموضع الآخر، وهي أمور: أحدها: أنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا، ألا ترى أنه ذكر الحية في عصا موسى عليه السلام، وذكرها في موضع آخر ثعبانا؟ ففائدته أن ليس كل حية ثعبانا، وهذه عادة البلغاء. الثانية: تسلية لقلب النبي (ص) مما اتفق للأنبياء مثله مع أممهم؛ قال تعالى: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك} الثالثة: أن إبراز الكلام الواحد في فنون كثيرة وأساليب مختلفة لا يخفى ما فيه من الفصاحة. الرابعة: أن الدواعي لا تتوفر على نقلها كتوفرها على نقل الأحكام؛ فلهذا كررت القصص دون الأحكام. الخامسة: أن الله تعالى أنزل هذا القرآن، وعجز القوم عن الإتيان بمثل آية لصحة نبوة محمد (ص)، ثم بين وأوضح الأمر في عجزهم بأن كرر ذكر القصة في مواضع؛ إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله بأي نظم جاؤوا، وبأي عبارة عبروا. السادسة: أنه لما سخر العرب من القرآن قال: {فأتوا بسورة من مثله} وقال في موضع آخر: {فأتوا بعشر سور} فلو ذكر قصة آدم - مثلا - في موضع واحد واكتفى بها، لقال العربي بما قال الله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله} "إيتونا أنتم بسورة من مثله"، فأنزلها سبحانه في تعداد السور دفعا لحجتهم من كل وجه. السابعة: أن القصة الواحدة من هذه القصص كقصة موسى مع فرعون، وإن ظن أنها لا تغاير الأخرى، فقد وجد في ألفاظها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير، وتلك حال المعاني الواقعة بحسب تلك الألفاظ. رابعا: رأي جلال الدين السيوطي: ذكر السيوطي جملة فوائد في تكرير القصص، ونقل آراء كثير من العلماء في هذا الشأن، لكنني سأنقل رأيه في الحكمة في عدم تكرير قصة يوسف وسوقها مساقا واحدا في موضع واحد دون غيرها من القصص، وبضدها تتبين الأشياء: أحدها: أنها اختصت بحصول الفرج بعد الشدة، بخلاف غيرها من القصص؛ فإن مآلها إلى الوبال؛ كقصة إبليس وقوم نوح وهود وصالح. ثانيها: إنما كرر الله قصص الأنبياء وساق قصة يوسف مساقا واحدا إشارة إلى عجز العرب، كأن النبي (ص) قال لهم: إن كان من تلقاء نفسي فافعلوا في قصة يوسف ما فعلته في سائر القصص. قال السيوطي: وظهر لي جواب ثالث، وهو أن سورة يوسف نزلت بسبب طلب الصحابة أن يقص عليهم - كما رواه الحاكم في مستدركه - فنزلت مبسوطة تامة؛ ليحصل لهم مقصود القصص من استيعاب القصة، وترويح النفس بها، والإحاطة بطرفيها. وجواب رابع: إن قصص الأنبياء إنما كررت لأن المقصود بها إفادة إهلاك من كذبوا رسلهم، والحاجة داعية إلى ذلك؛ لتكرر تكذيب الكفار للرسول (ص)، فلما كذبوا أنزلت قصة منذرة بحلول العذاب، كما حل على المكذبين؛ ولهذا قال الله تعالى في آيات: {فقد مضت سنت الأولين} ، {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن} وقصة يوسف لم يقصد منها ذلك، وبهذا - أيضا - يحصل الجواب عن حكمة عدم تكرير قصة أهل الكهف، وقصة ذي القرنين، وقصة موسى مع الخضر، وقصة الذبيح." كلام النقاد هنا كلام غير مبنى على كلام الله فالتكرار يختلف حسب المخاطب فإذا كان الله يخاطب المؤمن فالتكرار هو عملية تثبيت للفؤاد وهو القلب على الإسلام كما فى تكرار القصص كما قال تعالى "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك" وإذا كان يخاطب الكفار فالغرض هو إعادة تنبيههم كما فى قوله " فبأى آلاء ربكما تكذبان"حتى لا يكون لهم حجة عند الله والمؤمنين أن الرسالة لم تبلغهم كما قال تعالى "لئلا يكون للناس عليكم حجة" وقال " أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون" وأما حكاية توزيع القصص على سور متعددة أو وجودها فى سورة واحدة فهو أمر لا علاقة له بالتكرار فى القصص التى ذكرت مرة واحدة مثل قصة يوسف أو قصة طالوت أو قصة أهل الكهف وفى الفصل الثالث استعرض أنواع التكرار ولكنه لم يذكر سوى التكرار اللفظى فقال : الفصل الثالث أولا: أنواع التكرار عامة: التأكيد اللفظي: هو تكرار اللفظ، إما بمرادف نحو: {ضيقا حرجا} بفتح الراء، والعرب تقدم الأشهر ثم تؤكده تقول: "أسود غربيب"، فاستشكل بقوله تعالى: {وغرابيب سود} [والجواب أن (سود) بدله؛ لأن توكيد الألوان لا يتقدم]، فتأمل، وإما بلفظه، ويكون في الاسم نحو: {دكا دكا} وفي الفعل، نحو: {فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} وفي اسم الفعل، نحو: {هيهات هيهات لما توعدون} وفي الحرف نحو: {ففي الجنة خالدين فيها} وفي الجملة نحو: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} ومن هذا النوع تأكيد الضمير المتصل بالمنفصل، نحو: {فاذهب أنت وربك} والمنفصل بمثله، نحو: {وهم بالآخرة هم كافرون} وتأكيد الفعل بمصدره، وهو عوض عن تكرار الفعل مرتين، وفائدته دفع توهم المجاز في الفعل، نحو: {وسلموا تسليما} ، {وتسير الجبال سيرا} والأصل في هذا النوع أن ينعت الوصف المراد؛ كقوله تعالى: {اذكروا الله ذكرا كثيرا} {وسرحوهن سراحا جميلا} وقد يضاف وصفه إليه، نحو: {اتقوا الله حق تقاته} ، وقد يؤكد بمصدر فعل آخر، نحو: {وتبتل إليه تبتيلا} والتبتل مصدر (بتل)، أو اسم عين نيابة المصدر، نحو: {أنبتكم من الأرض نباتا} أي: إنباتا؛ إذ النبات اسم عين، والحال المؤكدة، نحو: {ويوم أبعث حيا} ، والتكرير أبلغ من التأكيد، وله فوائد، منها: التقرير، وقد قيل: الكلام إذا تكرر تقرر، ومنها: زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول، وهو مع التأكيد يجامعه ويفارقه، ويزيد عليه وينقص عنه، فإن التأكيد قد يكون تكرارا وقد لا يكون، وقد يكون التكرير غير تأكيد صناعة، وإن كان مفيدا للتأكيد معنى، ومنه ما وقع فيه الفصل بين المكررين؛ كقوله تعالى: {إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} والتأكيد لا يفصل بينه وبين مؤكده والكلام الابتدائي المجرد، والطلبي المؤكد استحسانا، والإنكاري المذكور وجوبا، فهذه الأقسام الثلاثة ظاهرة الجريان بأسرها في إفادة الحكم دون إفادة لازمه؛ لأن المؤكد إذا ذكر كان التأكيد راجعا بحسب الظاهر إلى الفائدة لا إلى اللازم، وتأكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه نحو قوله: ولا عيب فيهم غير أن ضيوفهم = تلام بنسيان الأحبة والوطن" ثم تحدث عن أهداف التكرار فقال: "ثانيا: أغراض مصطلح التكرار في القرآن الكريم: ذكر الزركشي في كتابه: "البرهان في علوم القرآن" عدة فوائد للتكرير في القرآن: أولا: التأكيد: كقوله تعالى: {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} وكذا قوله تعالى: {وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين} الثاني: زيادة التنبيه على ما في التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول، ومنه قوله تعالى: {وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} فإنه كرر فيه النداء لذلك. الثالث: إذا أطال الكلام وخشي تناسي الأول أعيد ثانيا تطرية له وتجديدا لعهده؛ كقوله تعالى: {ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} ومثله: {لا تحسبن الذين يفرحون} ثم قال: {فلا تحسبنهم} الرابع: في مقام التعظيم والتهويل؛ كقوله تعالى: {الحاقة ما الحاقة} وقوله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} الخامس: في مقام الوعيد والتهديد؛ كقوله تعالى: {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} السادس: التعجب؛ كقوله تعالى: {فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر} ، فأعيد تعجبا من تقديره وإصابته الغرض، على حد: قاتله الله ما أشجعه! السابع: لتعدد المتعلق؛ كما في قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} فإنها وإن تعددت فكل واحد منها متعلق بما قبله، وإن الله تعالى خاطب بها الثقلين من الإنس والجن، وعدد عليهم نعمه التي خلقها لهم، فكلما ذكر فصلا من فصول النعم طلب إقرارهم واقتضاءهم الشكر عليه، وهي أنواع مختلفة وصور شتى." وما قاله الحامد من تعدد الأغراض حسب الكلام اللغوى عبر عنه القرآن بتثبيت الفؤاد بالتكرار أو بتنبيه الأفراد حتى لا يكون لديهم حجة فى دخولهم النار وفى الفصل الرابع كلمنا عما سماه أسرار التكرار فى القرآن والقرآن ليس فيه أسرار فهو كلام عربى أى واضح مبين فقال : "الفصل الرابع: أسرار مصطلح التكرار: وسنضرب فيه أمثالا من القرآن الكريم؛ لنبين سر هذا التكرار البليغ في كتاب الله المثال الأول: وإنما كرر في القرآن، فقال عز وجل: {فيهما فاكهة ونخل ورمان} لتفضيل النخل والرمان على سائر الفواكه، وذلك [أسلوب] اللغة العربية؛ كما قال تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم} وكرر هؤلاء للتفضيل على النبيين، ولم يخرجوا منهم " الخطأ الأول تفضيل فواكه عند الله على فواكه وهو ما يخالف أنها عند الله واحدة المكانة ولكن النفضيل عند الناس كما قال تعالى " ونفضل بعضها على بعض فى الأكل" والثانى تفضيل الخمسة على باقى النبيين(ص) وهو ما يخالف أن الله ذكر التفاضل بينهم ولم يحدد المفضلين لأنها ليست أفضلية فى المكانة وإنما أفضلية فى العطايا الدنيوية لأن الله طلب من المسلمين عدم التفرقة بين النبيين(ص) فقال على لسانهم " لا نفرق بين أحد منهم " ثم قال: "المثال الثاني: قوله: {لقد جئت شيئا إمرا} وبعده: {لقد جئت شيئا نكرا} لأن الإمر العجب والمعجب، والعجب يستعمل في الخير والشر، بخلاف النكر؛ لأن ما ينكره العقل فهو شر، وخرق السفينة لم يكن معه غرق، فكان أسهل من قتل الغلام وإهلاكه، فصار لكل واحد معنى يخصه." قطعا المعنى واحد فالإمر هو النكر فالخرق منكر والقتل منكر وهنا الكلام كلام بشر وليس كلام الله ثم قال: "المثال الثالث: {ألم أقل إنك} وبعده: {ألم أقل لك إنك} لأن الإنكار في الثانية أكثر، وقيل: أكد التقدير الثاني بقوله: {لك}، كما تقول لمن توبخه: لك أقول، وإياك أعني، وقيل: بين في الثاني المقول له لما لم يبين في الأول." هنا الكلام كلام بشر وليس كلام الله ثم قال: "المثال الرابع: - قوله في الأول: {فأردت أن أعيبها} وفي الثاني: {فأردنا أن يبدلهما ربهما} وفي الثالث: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما} لأن الأول في الظاهر إفساد، فأسنده إلى نفسه، والثالث إنعام محض، فأسنده إلى الله عز وجل، والثاني إفساد من حيث القتل إنعام من حيث التأويل، فأسنده إلى نفسه وإلى الله عز وجل." هنا الكلام كلام بشر وليس كلام الله ثم قال: "المثال الخامس: قوله: {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا} اختار التخفيف في الأول؛ لأن مفعوله حرف وفعل وفاعل ومفعول، فاختار فيه الحذف، والثاني مفعوله اسم واحد، وهو قوله: (نقبا) وقرأ حمزة بالتشديد، وأدغم التاء في الطاء في الشواذ فما استطاعوا بفتح الهمزة وزنه استفعلوا، ومثلها: استخذ فلان أرضا؛ أي: أخذ أرضا، وزنه استفعل، ومن أهراق ووزنه استفعل، وقيل: استعمل من وجهين، وقيل: السين بدل التاء، ووزنه افتعل." لم يقل الرجل لنا هنا أسرار قرآنية ولا فائدة فكله كلام لغوى عن علم الصرف والنحو ثم قال: "المثال السادس: {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} هناك نوعان من الاختلاف بين الآيتين - وإن كان موضوعهما واحدا، فالآية الأولى خطاب من الله تبارك وتعالى إلى بني إسرائيل يذكرهم بنعمه عليهم، ويمن عليهم بأنه نجاهم من آل فرعون الذين يسومونهم سوء العذاب، والثانية خطاب من موسى (ص)إلى قومه يذكرهم بنعم الله عليهم، ويذكرهم خاصة بتلك النعمة الكبرى، وهي تنجيتهم من آل فرعون الذين يسومونهم سوء العذاب، بالإضافة إلى التغيير في صيغة الفعل: "نجيناكم"، و"أنجاكم"، الأول: متعد بالتضعيف، والثاني: متعد بالهمزة، والأول بضمير المتكلم، والثاني بضمير الغائب. ولكن انظر إلى الجزء الخاص بالعذاب الذي كان يوقعه آل فرعون ببني إسرائيل، إن فيه اختلافا بين الآيتين يحدث تغييرا في الصورة: {يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم} {يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم} إن الفارق بين العبارتين حرف واحد، هو الواو التي جاءت في الآية الثانية قبل كلمة (يذبحون)، ولكن انظر كم أحدث الحرف الواحد من الاختلاف بين الصورتين! في الصورة الأولى ينحصر العذاب في قتل الأولاد واستحياء النساء، وفي الثانية يصبح هذا الأمر واحدا فقط من ألوان العذاب التي تصب على بني إسرائيل، وإن كان السياق يوحي بأنه من أبرزها وأشدها وأخبثها؛ إذ أجمل (سوء العذاب)، وفصل قتل الأولاد واستحياء النساء." لا يوجد فرق فالمعنى واحد فحرف الواو هنا بيس معناه التعديد وإنما معناه التفسير فالواو هنا بمعنى أى التفسير ثم قال: "المثال السابع: قوله: {وسلام عليه يوم ولد} في قصة يحيى، {والسلام علي} في قصة عيسى، فنكر في الأول وعرف في الثاني؛ لأن الأول من الله تعالى، والقليل منه كثير؛ كما قال الشاعر: قليل منك يكفيني ولكن = قليل لا يقال له قليل ولهذا قرأ الحسن: (اهدنا صراطا مستقيما)؛ أي: نحن راضون منك بالقليل. ومثل هذا في الشعر كثير، قال: وإني لراض منك يا هند بالذي = لو ابصره الواشي لقرت بلابله بلا وبألا أستطيع وبالمنى = وبالوعد حتى يسأم الوعد آمله والثاني من عيسى (ص)والألف واللام لاستغراق الجنس، ولو أدخل عليه التسعة والعشرين والفروع المستحسنة والمستقبحة لم تبلغ عشر معشار: سلام الله عليه، ويجوز أن يكون ذلك وحيا من الله عز وجل، فيقرب من سلام يحيى، وقيل: إنما دخل الألف واللام لأن النكرة إذا تكررت تعرفت، وقيل: نكرة الجنس ومعرفته سواء، تقول: لا أشرب ماء، ولا أشرب الماء، فهما سواء." كما قلنا الكلام الصادر من الخلق يختلف عن الكلام الصادر من البشر إلا أن يكون وحيا وكلام عيسى(ص) هنا وحى لأنه قاله وهو رضيع والرضيع لا يحسن الكلام او لا يتكلم أساسا ومن ثم فالمعنى واحد فى الجملتين ثم قال: "المثال الثامن: قوله: {نسيا حوتهما فاتخذ سبيله} وفي الآية الثالثة: {واتخذ سبيله} لأن الفاء للتعقيب والعطف، فكان اتخاذ الحوت للسبيل عقيب النسيان فذكر بالفاء، وفي الآية الأخرى لما حيل بينهما بقوله: {وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} زال معنى التعقيب، وبقي العطف المجرد، وحرفه الواو" الجمل فى سياقات كلامية مخالفة فالأول كلام الله والثانى كلام الفتى ومن ثم فهو ليس بتكرار لأنه صادر من اثنين وليس من واحد
  18. نقد كتاب تفسير آية"أقم الصلاة لدلوك الشمس" الكتاب تأليف علي بن عبد الرحمن العويشز القضيب وفى مقدمته قال: "وفي هذا البحث المتواضع أعرض لتفسير آية من آيات الأحكام التي تبيين المواقيت الزمانية لأعظم عبادة عملة شرعها رب الأرباب وملك الملوك جل في علاه وتقدس أبين مواقيت الصلاة من خلال تفسيري لآية الإسراء : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا }ومن الآيات التي بين الله جل ذكره فيها مواقيت الصلاة قوله تعالى في سورة الإسراء : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } " بداية الآية ليست فى مواقيت الصلاة فالصلاة هنا الدين اى حكم الله والآية ليس فيها تفصيل للأوقات الخمسة المعروفة عند الناس وتفسير الآية هو : "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " طلب الله من نبيه (ص)أن يقم الصلاة والمراد أن يطيع الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"لدلوك الشمس حتى غسق الليل والمراد من طلوع الشمس حتى بداية ظلمة الليل وهى طرفى النهار مصداق لقوله بسورة هود"وأقم الصلاة طرفى النهار"ويبين له أن المقام أى المطاع هو قرآن الفجر وهو كتاب النور وقرآن الفجر كان مشهودا والمراد وكتاب النور أى الصلاة كان مفروضا طاعته من كل مؤمن مصداق لقوله بسورة النساء"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"ويبين له أن من الليل عليه أن يتهجد به أى أن يعمل بكتاب النور نافلة له أى فرض عليه وهذا هو بقية قوله بسورة هود"وزلفا من الليل "فيجب طاعة كتاب الله وقت الصحو فى النهار والليل ويبين له نتيجة طاعته وهى أن يبعثه ربه مقاما محمودا والمراد أن يدخله خالقه مكانا حسنا هو الجنة ودعونا نتتبع الوقت فدلوك الشمس هو طلوعها وغسق الليل هو مجىء ظلام الليل ومن ثم فهى دليل على النهار فقط وبداية الليل وهو وقت الصحو ثم قال: "وفيها مسائل : المسألة الأولى : مناسبة الآية لما قبلها : لا شك أن الترتيب التوقيفي للآيات القرآنية بحد ذاته علم عظيم من علوم هذا الكتاب العزيز ، وضرب من ضروب العظمة التي حيرت العقول ، وأخذت بمجامع الألباب ومن هذه الآيات التي تبدو لأول وهلة أن لا صلة لها بين جاراتها قوله تعالى: { أقم الصلاة لدلوك الشمس } وذلك أن الآيات قبلها تتحدث عن وحدانية الله عز وجل ، وتقرير البعث والنشور ، وامتنانه على خلقه جل في علاه بهذه النعم التي يسوقها للعباد ، وتخويفه سبحانه لهم من سخطه وأليم عقابه ، وأن الله تعالى ثبت ونصر عبده ونبيه محمد- (ص)- من كيد الكفار المحاربين له والشانئين لدعوته ودينه ، وبين سبحانه أن هذه سنة سنها الله عز وجل في نصر عباده المؤمنين على أعدائهم ، بعد ذلك أمره بإقامة الصلاة فما العلاقة والمناسبة بين إقامة الصلاة وما قبلها من قضايا ؟ يوضح لنا الإمام البقاعي ذلك قائلا : " ولما قرر أمر أصول الدين بالوحدانية ، والقدرة على المعاد، وقرر أمرهم أحسن تقرير ، واستعطفهم بنعمه ، وخوفهم من نقمه ، وقرر أنه سبحانه عصمه (ص)من فتنتهم بالسراء والضراء بما أنار به من بصيرته ، وأحسن من علانيته وسريرته ، صار من المعلوم أنه قد تفرغ للعبادة ، وتهيأ للمراقبة ، فبدأ بأشرفها فوصل بذلك قوله تعالى { أقم } أي حقيقة بالفعل ، ومجازا بالعزم عليه { الصلاة } بفعل جميع شرائطها و أركانها ومبادئها وغاياتها ، بحيث تصير كأنها قائمة بنفسها ، فإنها لب العبادة بما فيها من خالص المناجاة " وكذلك نجد الإمام أبي عبد الله القرطبي رحمه الله تعالى يشير إلى شيء من ذلك بقوله :" لما ذكر مكايد المشركين أمر نبيه عليه السلام بالصبر والمحافظة على الصلاة وفيها طلب النصر على الأعداء ومثله : { ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين } أقول : بهذين النقلين يمكن معرفة طرفا من مناسبة الآية لما قبلها من الآيات والله أعلم وأحكم" البحث أساسا فى أوقات الصلاة طبقا للآية ومن ثم فالكلام عن علاقة الآية بما قبلها وما بعدها ليس منه أى فائدة خاصة مع تنوع الموضوعات وما نقله خاصة الثانى لم يربط الآيات ثم قال: "المسألة الثانية : الأمر بإقامة الصلاة : لم تأتي آية واحدة تأمر بمجرد أداء الصلاة ، وإنما الأوامر الربانية تأتي بإقامة هذه الشعيرة العظيمة من شعائر ديننا الإسلامي قيقول الله تبارك وتعالى : { وأقم الصلاة لذكري } وقوله جل ذكره : { وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون } وغيرها من الآيات إن هذا الأمر يدل على عناية الله سبحانه بهذه الصلاة ، وعظم قدرها عنده جل وعلا ، وأن المسلم لا يطالب بفعل هذه الصلاة كيفما اتفق ، وإنما المطلوب من المسلم أن يقيمها حق القيام فيصلي الصلاة الشرعية بشروطها ، وأركانها ، وواجباتها ، وخشوعها ، ومستحباتها ، وبروحها ، حتى يكون لها الأثر في حياته وسلوكه واستقامته على أمر الله عز وجل قال الله عز من قائل : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر الصلاة الشرعية التي جمع فيها المصلي قلبه على الله ، وينطرح بين يديه ، ويقبل عليه بكليته وإلا فنحن نرى كثيرا من المصلين يقعون في الفواحش والمنكرات ، بله الموبقات ، والسبب –والعلم عند الله – أن صلاة كثير من الناس لا روح فيها ولا خشوع عن ضمرة بن حبيب أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: ( إن أول شئ يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا)" ما ذكره الرجل عن كون المقصود بالصلاة فى الآيات القرآنية خاصة ما ذكرها هو الصلاة المعروفة يخالف ان كلمة الصلاة ورد معظمها فى الصلاة بمعنى الدين إلا أن ينص الله على أنها الصلاة المعروفة كما فى صلاة الحرب "فأقمت لهم الصلاة" والصلاة المعروفة كفرض لا تنهى عن الفحشاء والمنكر وإنما الوحى هو ما ينهى الله فيه عن الفحشاء والمنكر بدليل أن صلاة المنافقين لم تمنعهم من الكفر وهو ارتكاب الذنوب المتعددة كما قال تعالى" إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" فصلاتهم لم تمنعهم من الظن الخاطىء في الله بظنهم قدرتهم على خداع الله ومراءاة الناس والكسل وغير ذلك وجملة وأقيموا الصلاة تعنى " أقيموا الدين" في كل ما وردت فيه من الآيات خاصة مع ارتباطها بإيتاء الزكاة التى تعنى عمل الطهارة من الذنوب بطاعة الله ثم قال : "المسألة الثالثة :المراد بدلوك الشمس : أصل الدلوك من الميل والشمس تميل إذا زالت أو غربت وقيل من الدلك والإنسان عند الزوال يدلك عينيه لشدة ضوء قال ابن عطية : "الدلوك هو الميل في اللغة فأول الدلوك هو الزوال وآخره هو الغروب ومن وقت الزوال إلى الغروب يسمى دلوكا لأنها في حالة ميل فذكر الله تعالى الصلوات التي تكون في حالة الدلوك" وللعلماء في الدلوك قولان: أحدهما: أنه زوال الشمس عن كبد السماء قاله عمر وابنه وأبو هريرة وبن عباس وطائفة سواهم من علماء التابعين وغيرهم الثاني : أن الدلوك هو الغروب قاله علي وبن مسعود وأبي بن كعب وروي عن بن عباس قال الماوردي : "من جعل الدلوك اسما لغروبها فلأن الإنسان يدلك عينيه براحته لتبينها حالة المغيب ومن جعله اسما لزوالها فلأنه يدلك عينيه لشدة شعاعها" وقال أبو عبيد : "دلوكها غروبها ودلكت براح يعني الشمس أي غابت "وأنشد قطرب : هذا مقام قدمى رباح ذبب حتى دلكت براح براح بفتح الباء على وزن حزام وقطام ورقاس اسم من أسماء الشمس ورواه الفراء بكسر الباء وهو جمع راحة وهي الكف أي غابت وهو ينظر إليها وقد جعل كفه على حاجبه قال تقي الدين ابن تيمية –رحمه الله-: "وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معينه كليهما، أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعا، فتأمله فإنه موضوع عظيم النفع وقل ما يفطن له وأكثر آيات القرآن دالة على معنيين فصاعدا فهي من هذا القبيل مثال ذلك قوله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل فسر الدلوك بالزوال وفسر بالغروب وليس بقولين بل اللفظ يتناولهما معا فإن الدلوك هو الميل ودلوك الشمس ميلها ولهذا الميل مبتدأ ومنتهى فمبتداه الزوال ومنتهاه الغروب واللفظ متناول لهما بهذا الاعتبار" ولهذا الاختلاف في تفسير الدلوك ذهب قوم إلى أن صلاة الظهر يتمادى وقتها من الزوال إلى الغروب لأن الله سبحانه علق وجوبها على الدلوك وهذا دلوك كله قاله الأوزاعي وأبو حنيفة في تفصيل وأشار إليه مالك والشافعي في حالة الضرورة وسيأتي الكلام على تحديد أوقات الصلاة في المسألة الثامنة –إن شاء الله تعالى-" ما ذكر عن أن دلوك الشمس غروبها أو زوالها عند الظهر خطأ واضح فالدلك المعروف يبدأ من مكان وينتهى فى مكان وقد ذكر نهاية الدلك بقوله " إلى غسق الليل" وهو بداية الليل ومن ثم فالمراد بدلوك الشمس طلوعها أى شروقها ثم قال : "المسألة الرابعة : المراد بغسق الليل : روى مالك عن ابن عباس قال: " وغسق الليل اجتماع الليل وظلمته"وقال أبو عبيدة : "الغسق سواد الليل"قال ابن قيس الرقيات : إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا وقد قيل: غسق الليل مغيب الشفق وقيل : إقبال ظلمته قال زهير : ظلت تجود يداها وهي لاهية حتى إذا جنح الإظلام والغسق يقال غسق الليل غسوقا والغسق اسم بفتح السين وأصل الكلمة من السيلان يقال غسقت العين إذا سالت تغسق وغسق الجرح غسقانا أي سال منه ماء أصفر وأغسق المؤذن أي أخر المغرب إلى غسق الليل وحكى الفراء غسق الليل وأغسق وظلم وأظلم ودجا وأدجى وغبس وأغبس وغبش وأغبش وكان الربيع بن خثيم يقول لمؤذنه في يوم غيم أغسق أغسق يقول أخر المغرب حتى يغسق الليل وهو إظلامه الثالثة لذا فقد اختلف العلماء في آخر وقت المغرب فقيل وقتها وقت واحد لا وقت لها إلا حين تحجب الشمس وذلك بين في إمامة جبريل فإنه صلاها باليومين لوقت واحد وقيل :من غروبها إلى غياب الشفق وسيأتي –إن شاء الله –" نفس ما قيل فى الدلوك يقال فى الغسق وهو طلوع الليل أى بدايته بعموم الظلام ونلاحظ اختلاف القوم مع أن الأمر واضح بقوله حتى غسق الليل فالشمس تنتهى ببداية الليل والشمس والليل يتقابلان فى نهاية الشمس وهو النهار وبداية الليل فلا يمكن ان يتقابلا مثلا فى الربع أو الثلث أو النصف ثم قال : "المسألة الخامسة : قرآن الفجر : انتصب قرآن من وجهين : أحدهما : أن يكون معطوفا على الصلاة ، ويكون المعنى وأقم قرآن الفجر أي صلاة الصبح، قاله الفراء وقال أهل البصرة : انتصب على الإغراء أي: فعليك بقرآن الفجر ، قاله الزجاج "وعبر عنها بالقرآن خاصة دون غيرها من الصلوات لأن القرآن هو أعظمها إذ قراءتها طويلة مجهور بها حسبما هو مشهور مسطور قال أبو محمد البغوي في تفسير قرآن الفجر :"يعني صلاة الفجر سمي صلاة الفجر قرآنا لأنها لا تجوز إلا بقرآن"" قرآن الفجر يعنى قرآن النور وهو الخيط الأبيض كما قال تعالى "حتى يتبين الخيط ألبيض من الخيط السود من الفجر" فالقرآن هو النور كما قال تعالى "نور على نور"ومن ثم فالمعنى وكتاب النور إن كتاب النور كانت طاعته مفروضة ثم قال: "المسألة السادسة : شهود قرآن الفجر: قال ابن كثير -رحمه الله-:"عن عبد الله بن مسعود عن أبي هريرة عن النبي (ص)في هذه الآية وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار وأسند البخاري إلى أبي هريرة أن النبي (ص)قال :"فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر"يقول أبو هريرة أقرؤا إن شئتم وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا و عن أبي هريرة عن النبي (ص)في قوله وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح وفي لفظ في الصحيحين من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي (ص)قالhttp://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gif يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بكم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون) وقال عبد الله بن مسعود:" يجتمع الحرسان في صلاة الفجر فيصعد هؤلاء ويقيم هؤلاء"وكذا قال إبراهيم النخعي ومجاهد وقتادة وغير واحد في تفسير هذه الآية " الروايات المذكورة عن اجتماع ملائكة النهار وملائكة الليل فى الأرض كلها روايات كاذبة لأن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" كما أن زيادة صلاة الجماعة على الفرد25 مرة تناقض كتاب الله في وجود أجر واحد لكل الأعمال غير المالية وهو عشر حسنات كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" فالشهود هنا يعنى الطاعة طاعة كتاب الله ثم قال: "المسألة السابعة : دلالة الآية على أوقات الصلاة قال القرطبي: "وهذه الآية بإجماع من المفسرين إشارة إلى الصلوات المفروضة قال الكلبي في التسهيل: "هذه الآية إشارة إلى الصلوات المفروضة فدلوك الشمس زوالها والإشارة إلى الظهر والعصر وغسق الليل ظلمته وذلك إشارة إلى المغرب والعشاء وقرآن الفجر صلاة الصبح" وقال ابن سعدي:" ففي هذه الآية ذكر الأوقات الخمسة للصلوات المكتوبات " القوم يتكلمون وكأن الأوقات موجودة فعلا فى الصلاة فحتى لو سلمنا بتفسيراتهم فلا يمكن أن يكون إلا ثلاثة وهى دلوك الشمس غسق الليل الفجر فأين الخمسة إذا كانت الأوقات المذكورة لفظا ثلاثة حسب تفسيراتهم ؟ ثم قال : "المسألة الثامنة :تحرير مواقيت الصلاة: قال ابن قدامة:أجمع المسلمون على أن الصلوات الخمس مؤقتة بمواقيت معلومة محدودة، وقد ورد في ذلك أحاديث صحاح جياد، نذكر أكثرها في مواضعها إن شاء الله تعالى والعمدة في هذا الباب عند أهل العلم من القرآن قوله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } الآية وشبيهاتها ومن السنة حديثان هما : الأول :حديث عبد الله بن عمرو أن نبي الله (ص)قال: ( إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول ثم إذا صليتم الظهر فاته وقت إلى أن يحضر العصر فإذا صليتم العصر فاته وقت إلى أن تصفر الشمس فإذا صليتم المغرب فاته وقت إلى أن يسقط الشفق فإذا صليتم العشاء فاته وقت إلى نصف الليل) وفي لفظ عند مسلم : (وقت الظهر ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق ووقت العشاء إلى نصف الليل ووقت الفجر ما لم تطلع الشمس) والحديث الثاني حديث ابن عباس - -أن النبي - (ص)-قال: (أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين فصلى الظهر في الأولى منهما حين كان الفيء مثل الشراك ثم صلى العصر حين كان كل شيء مثل ظله ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم ثم صلى العشاء حين غاب الشفق ثم صلى الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظل كل شيء مثله لوقت العصر بالأمس ثم صلى العصر حين كان ظل كل شيء مثليه ثم صلى المغرب لوقته الأول ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض ثم التفت إلي جبريل فقال يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك والوقت فيما بين هذين الوقتين) وسأعرض لأوقات الصلاة فيما يلي بشيء من التفصيل فأقول : وقت صلاة الظهر : - أجمع أهل العلم على أن دخول وقت الظهر بزوال الشمس عن كبد السماء - واختلفوا في آخر وقتها على قولين : القول الأول: أن آخر وقتها إذا صار ظل كل شيء مثله سوى ظل الزوال ، وهوقول مالك والثوري والشافعي والأوزاعي وأبي يوسف ومحمد وأبي ثور وداود ودليلهم حديث ابن عباس أن جبريل أم النبي في يومين ، فصلى الظهر في اليوم الأول حين زالت الشمس ، وصلى الظهر في اليوم الثاني حين صار ظل كل شيء مثله ، ثم قال جبريل : (يا محمد : هذا وقت الأنبياء من قبلك ، والوقت فيما بين هذين اليومين) القول الثاني : أن وقت الظهر إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه، وهو قول أبي حنيفة وسبب الخلاف في ذلك: اختلاف الأحاديث ؛وذلك أنه ورد في إمامة جبريل أنه صلى بالنبي (ص)الظهر في اليوم الأول ،حين زالت الشمس، وفي اليوم الثاني حين كان ظل كل شيء مثله، ثم قال:" الوقت ما بين هذين " وروي عنه (ص): ( إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم ،كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة ،فعملوا حتى إذا انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا ،ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين ،فقال أهل الكتاب: أي ربنا أعطيتهم ونحن كنا أكثر عملا قال الله تعالى: هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا :لا قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء) فذهب مالك والشافعي إلى حديث إمامة جبريل وذهب أبو حنيفة إلى مفهوم ظاهر هذا وهو أنه إذا كان من العصر إلى الغروب أقصر من أول الظهر إلى العصر على مفهوم هذا الحديث فواجب أن يكون أول العصر أكثر من قامة وأن يكون هذا هو آخر وقت الظهر قال أبو محمد بن حزم : وليس كما ظنوا وقد امتحنت الأمر فوجدت القامة تنتهي من النهار إلى تسع ساعات وكسر قال القاضي: أنا الشاك في الكسر وأظنه قال وثلث قال ابن عبد البر: خالف أبو حنيفة في قوله هذا الآثار والناس وخالفه أصحابه وأولى القولين بالصواب القول الأول والله تعالى أعلم " بداية أحاديث ألأوقات متناقضة كالتالى : التناقض الأول فى وقت الصبح فمرة ما لم تطلع الشمس وهو قولهم "ووقت الفجر ما لم تطلع الشمس" وقولهم " إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول "ومرات عند برق النهار والبرق هو الضوء أى أشعة الشمس وهو إسفاره كما فى قولهم"ثم صلى الفجر حين برق الفجر الليل"وقولهم " ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض" التناقض الثانى هو كون صلاة المغرب وصلاة العشاء مشتركان فى غياب الشفق فى قولهم"ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق" وقولهم" ثم صلى العشاء حين غاب الشفق" وهو تناقض لكونهما فى وقت واحد الثالث ان نهاية صلاة العشاء مرة نصف الليل فى قولهم "ووقت العشاء إلى نصف الليل" ومرة ثلث الليل فى قولهم" ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل" وهو تناقض ظاهر فالنصف غير الثلث وأما رواية القراريط فهى تخالف كتاب الله فى عدم اتحاد أـجر من أسلم من الكتابيين مع المسلمين فى عهد النبى(ص) فكلهم أجرهم واحد كما قال تعالى"إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"وقد بين الله أنهم يأخذون أجرهم مرتين كباقى المسلمين فى قوله تعالى : "الذين أتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا" ثم قال : "مسألة : يعرف الزوال بزيادة الظل بعد تناهي قصره ، وبيان ذلك : أن الشمس إذا طلعت صار لكل شاخص ظل طويل من جهة المغرب ، ولا يزال الظل يقصر مع ارتفاع الشمس ، حتى يتوقف عن النقصان ،والشمس في وسط السماء ،فإذا بدأ بالزيادة ولو شعرة فهو الزوال وإذا أردت ضبط آخر وقت الظهر : فضع علامة عند بداية الزيادة ، واحسب مقدار طول الشاخص من عند العلامة لا من الشاخص ، والظل الذي يكون بين الشاخص والعلامة هو الذي يسميه الفقهاء بظل الزوال ، أو بفيء الزوال ؛ أي :الظل الذي زالت عليه الشمس وقت صلاة العصر : - يدخل وقت العصر بخروج وقت الظهر ؛ أي من مصير ظل كل شيء مثله سوى فيء الزوال على القول الصحيح كما تقدم ؛ لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : (ثم إذا صليتم الظهر فإنه وقت إلى أن يحضر العصر) - أما آخر وقت العصر ففيه خلاف قوي بين العلماء على ثلاثة أقوال : القول الأول : أن آخره إذا صار ظل كل شيء مثليه سوى فيء الزوال ، وما بعده إلى غروب الشمس فوقت ضرورة وهو قول الشافعي ،والثوري ، وروي عن أحمد القول الثاني : أن آخره إذا اصفرت الشمس وما بعده إلى غروب الشمس فوقت ضرورة وهو مذهب المالكية ، وقول الإمام أبي ثور ،والأوزاعي، وأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن، ورواية عن الإمام أحمد ، وهي أصح عنه ، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية القول الثالث : أن العصر ليس له وقت ضرورة ، بل كله وقت جواز إلى غروب الشمس وهو قول أبو حنيفة والراجح هو القول الثاني والدليل عليه حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا : (فإذا صليتم العصر : فإنه وقت ما لم تصفر الشمس) أما وقت الضرورة فالدليل عليه مجموع حديثين : الأول : حديث أبي هريرة يرفعه: (ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر) متفق عليه والثاني : حديث أنس قال : (سمعت رسول الله يقول : (تلك صلاة المنافق ، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان ، قام فنقرها أربعا ، لا يذكر الله فيها) فحديث أنس بن مالك يدل على أن تأخير العصر إلى قرب غروب الشمس أمر مذموم ،وذلك أنه وصف تلك الصلاة التي تصلى في هذا الوقت بصلاة المنافق ،لكن من أخرها إليه فصلاته أداء لا قضاء ؛ لحديث أبي هريرة المتقدم ، وهذا هو وقت الضرورة ويكون حديث عبد الله بن عمرو محددا لنهاية وقت الاختيار وبداية وقت الضرورة أما حديث ابن عباس في إمامة جبريل للنبي ، وفيه أنه صلى به العصر في اليوم الأول حين كان ظل كل شيء مثله ، وصلى به في اليوم الآخر حين كان ظل كل شيء مثليه ، وفي آخر الحديث قال جبريل : (يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك ، والوقت فيما بين هذين اليومين) فإنه لا يعارض حديث عبد الله بن عمرو ؛ لأن حديث عبد الله بن عمرو دل على زيادة في وقت العصر فوجب الأخذ بها وبهذا الترجيح تجتمع الأدلة ولا تتعارض والله أعلم وقت صلاة المغرب : - أجمع أهل العلم على أن أول وقت المغرب إذا غربت الشمس - أما آخر وقتها : فاختلف العلماء فيه على قولين : القول الأول : أنه ينتهي بمغيب الشفق الأحمر ، وهو قول الحنابلة ، والحنفية ، وبعض أصحاب الشافعي، والثوري ، وإسحاق ، وأبي ثور واستدلوا بأدلة منها :ما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا http://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gifفإذا صليتم المغرب : فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق) عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله (ص): (أنه أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة ثم أمره يعني : بلالا ، فأقام المغرب حين وقعت الشمس ) وفي اليوم الثاني : ( أخر المغرب حتى كان عند سقوط الشفق) ثم أصبح فدعى السائل : فقال : (الوقت بين هذين) والمراد بالشفق الوارد في الأحاديث هو الشفق الأحمر لا الأبيض ، والأدلة على ذلك كثيرة : قوله : (ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق أخرجه مسلم ،والثوران إنما يطلق على الحمرة دون البياض قول ابن عمر : (الشفق : الحمرة) القول الثاني : أنه ليس لها إلا وقت واحد ، عند مغيب الشمس ، وهو أشهر الروايات عن مالك ، وقول الشافعي ودليلهم حديث ابن عباس في إمامة جبريل عليه السلام: وفيه (أنه صلى المغرب في اليومين حين غربت الشمس) قال ابن رشد المالكي:وسبب اختلافهم في ذلك معارضة حديث إمامة جبريل في ذلك لحديث عبد الله بن عمر وذلك أن في حديث إمامة جبريل أنه صلى المغرب في اليومين في وقت واحد وفي حديث عبدالله ووقت صلاة المغرب مالم يغب الشفق فمن رجح حديث إمامة جبريل جعل لها وقتا واحدا ومن رجح حديث عبد الله جعل لها وقتا موسعا وحديث عبد الله خرجه مسلم ولم يخرج الشيخان حديث إمامة جبريل أعني حديث ابن عباس الذي فيه أنه صلى بالنبي (ص)عشر صلوات مفسرة الأوقات ثم قال له الوقت ما بين هذين والذي في حديث عبد الله من ذلك هو موجود أيضا في حديث بريدة الأسلمي خرجه مسلم وهو أصل في هذا الباب قالوا وحديث بريدة أولى لأنه كان بالمدينة عند سؤال السائل له عن أوقات الصلوات وحديث جبريل كان في أول الفرض بمكة والقول الراجح -والله تعالى أعلم –هو القول الأول لظهور أدلته ، أما حديث ابن عباس في إمامة جبريل عليه السلام للنبي (ص)، فإنه محمول على تأكيد الاستحباب وكراهية التأخير ، جمعا بينه وبين الحديثين المتقدمين وما في معناهما ، وعلى فرض التعارض : فإن حديثي ابن عمرو وأبي موسى مقدمان ؛ لأنهما متأخران ، فيبينان آخر الأمر بالمدينة وقت صلاة العشاء : - أجمع أهل العلم على أن وقت العشاء يبدأ بمغيب الشفق ، والمراد بالشفق هو الحمرة على الأرجح من قولي العلماء كما سبقت الإشارة إليه - أما آخر وقت العشاء ففيه خلاف قوي : القول الأول : أن وقت العشاء يمتد إلى طلوع الفجر القول الثاني : أن وقت العشاء ينتهي بانتصاف الليل القول الثالث : بالتفصيل ؛ فوقت الاختيار ينتهي بانتصاف الليل ، وما بعده فوقت ضرورة إلى طلوع الفجر وسبب الخلاف في ذلك: تعارض الاثار ففي حديث إمامة جبريل أنه صلاها بالنبي (ص)في اليوم الثاني ثلث الليل وفي حديث أنس أنه قال أخر النبي (ص)صلاة العشاء إلى نصف الليل خرجه البخاري وروي أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي (ص)أنه قال لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى نصف الليل وفي حديث أبي قتادة ليس التفريط في النوم إنما التفريط أن تؤخر الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى والراجح-والعلم عند الله - هو القول الثاني : أنه ينتهي بانتصاف الليل ، وليس له وقت ضرورة ، وهو قول ابن حزم وبعض الشافعية وبعض الحنابلة ، واختاره من العلماء المعاصرين الشيخ ابن عثيمين والدليل عليه : حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا : (فإذا صليتم العشاء : فإنه وقت إلى نصف الليل) أخرجه مسلم واستدل القائلون بأن ما بعد نصف الليل إلى طلوع الفجر وقت للعشاء إما وقت اختيار ، أو وقت ضرورة بحديث أبي قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : (أما إنه ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يصل حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى)فقالوا : إن هذا الحديث يدل على أن كل وقت متصل بالآخر ، وعليه : فإن وقت العشاء لا يخرج إلا بدخول وقت الفجر والجواب عن هذا الاستدلال أن يقال : إن حديث أبي قتادة عام مخصوص بغيره ، فكما خص منه وقت الفجر فإنه غير متصل بالظهر بالإجماع ، فكذا يخص منه أيضا وقت العشاء بالسنة ، كما سبق في حديث عبد الله بن عمرو الذي يدل على انتهاء وقت العشاء بانتصاف الليل وهنا ثلاثة تنبيهات : الأول : يتوهم كثير من الناس أن الليل ينتصف عند الساعة الثانية عشرة وهذا تصور خاطئ ، والصواب : أن انتصاف الليل يعرف بمضي نصف الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، فإذا كانت الشمس تغرب الساعة السادسة ، والفجر يطلع الساعة الرابعة ، فإن نصف الليل يكون الساعة الحادية عشرة تماما ، وبه يخرج وقت العشاء الثاني : يؤخر بعض الناس وخاصة النساء صلاة العشاء إلى ما قبل النوم ،ويكون التأخير في بعض الأحيان إلى ما بعد نصف الليل ، وهذا خطأ كبير ينبغي التنبه له وتحذير الآخرين منه الثالث : أن راتبة العشاء وهي ركعتان بعد العشاء يخرج وقتها بانتهاء وقت العشاء ، وبعض الناس قد يؤخرها إلى آخر الليل ، وحينئذ يكون فعلها قضاء لا أداء وقت صلاة الفجر : أجمع العلماء على أن وقت الفجر يدخل بطلوع الفجر الثاني قال ابن قدامة : (وهو البياض المستطيل المنتشر في الأفق ، ويسمى الفجر الصادق) ويخرج وقت الفجر بطلوع الشمس ، لدليلين : الأول : عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : (إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس) أخرجه مسلم الثاني : عن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال : (من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح) متفق عليه " ما نقله المؤلف من بطون الكتب هو استعراض لتعارضات واختلافات الأحاديث التى كلها فى النهاية أحاديث آحاد أى ظنية ومع هذا التعارض وضرب كل فريق لأحاديث الفرق الأخرى بالجرح والكلام لا يوجد ما يعتمد عليه فيها واعتراف المؤلف يتعارض الروايات هو فى قوله" وسبب الخلاف في ذلك: تعارض الآثار" ولا يتبقى أمامنا سوى كتاب الله
  19. نقد كتاب المنهل القدسي في فضائل آية الكرسي الكتاب تأليف أحمد بن محمد الشرقاوي من المعاصرين وفى مقدمة الكتاب قال: "وهذه الرسالة الوجيزة حول أية كريمة هي أعظم آي القرآن ، جمعت من الأحاديث النبوية ما يدل على فضلها وفوائدها " وبعد هذا ذكر الرواية الرئيسية فى آية الكرسى فقال: "آية الكرسي حصن منيع لقارئها 1- روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله(ص)بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله (ص)قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي (ص)(يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة) قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك، وسيعود) فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله (ص)(إنه سيعود) فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله (ص)قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله(ص): (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك) قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه كذبك، وسيعود) فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله (ص): (ما فعل أسيرك البارحة) قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي) قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح – وكانوا أحرص شيء على الخير – فقال النبي (ص): ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة) قال: لا، قال: ( ذاك شيطان ) 2 - ووقع مثل ذلك لمعاذ بن جبل، روى هذا الحديث الطبراني في المعجم الكبير ونصه عن بريدة قال بلغني أن معاذ بن جبل أخذ الشيطان على عهد رسول الله (ص)فأتيته فقلت بلغني أنك أخذت الشيطان على عهد رسول الله (ص)قال نعم ضم إلى رسول الله (ص)تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله (ص)فقال لي هو عمل الشيطان فرصدته ليلا فلما ذهب هون من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا عدو الله ، وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك لأرفعنك إلى رسول الله (ص)فيفضحك فعاهدني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله (ص)فقال ما فعل أسيرك ؟ فقلت عاهدني أن لا يعود قال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثانية فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك وعاهدني على ألا يعود فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله (ص)لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ فقال لي يا معاذ ما فعل أسيرك ؟ فأخبرته فقال لي إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فقلت يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة لأرفعنك إلى رسول الله (ص)فيفضحك فقال إني شيطان ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان أنفرتنا منها فوقعنا بنصيبين ولا يقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا فإن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قال آية الكرسي وخاتمة سورة البقرة (آمن الرسول ) إلى آخرها فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله (ص) لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ بن جبل فلما دخلت عليه قال لي ما فعل أسيرك ؟ قلت عاهدني أن لا يعود وأخبرته بما قال فقال رسول الله (ص)صدق الخبيث وهو كذوب قال فكنت أقرؤهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا - ووقع مثل ذلك لأبي أسيد الساعدي كما في المعجم الكبير للطبراني ونصه رواه الطبراني عن شيخه يحي بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله كما قال الذهبي ، قال ابن أبي حاتم : وقد تكلموا فيه ، وبقية رجاله وثقوا وعن مالك بن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي الخزرجي وله بئر بالمدينة يقال لها بئر بضاعة وقد بصق فيها النبي (ص)فهي يبشر بها ويتيمن بها قال فلما قطع أبو أسيد تمر حائطه جعله في غرفة فكانت الغول تخالفه إلى مشرته فتسرق تمره وتفسده عليه فشكا ذلك إلى رسول الله (ص)فقال تلك الغول يا أبا أسيد فاستمع عليها فقالت الغول يا أبا أسيد اعفني أن تكلفني أن أذهب إلى رسول الله (ص)وأعطيك موثقا من الله أن لا أخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك وأدلك على آية تقرؤها في بيتك فلا تخالف إلى أهلك وتقرؤها على إناثك فلا تكشف غطاءه فأعطته الموثق الذي ضبى به منها فقالت الآية التي أدلك عليها هي آية الكرسي ثم حكت أسنانها تضرط فأتى النبي (ص)فقص عليه القصة حيث ولت فقال النبي (ص)صدقت وهي كذوب 4- ووقع مثل ذلك أيضا لأبى بن كعب : روى ابن حبان في صحيحه بسنده عن ابن أبى بن كعب أن أباه أخبره : أنه كان له جرن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ما أنت ؟ جنى أم إنسى؟ قال : جنى قال : فناولنى يدك ، فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب قال هذا خلق الجن قال قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد منى ، قال فما جاء بك؟ قال بلغنا أنك تحب الصدقة ، فجئنا نصيب من طعامك قال فما ينجينا منكم ؟ قال هذه الآية التي في سورة (البقرة ) { الله لا إله إلا هو الحى القيوم } من قالها حين يمسى أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسى ، فلما أصبح أتى رسول الله (ص)فذكر ذلك له فقال (صدق الخبيث ) 5 – وروى الإمام الترمذى في السنن عن أبى أيوب الأنصارى أنه كانت له سهوة فيها تمر ، وكانت تجئ الغول فتأخذ منه ، فشكا ذلك إلى النبى (ص)فقال : اذهب فإذا رأيتها فقل : باسم الله أجيبى رسول الله قال : فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى رسول الله (ص)فقال :ما فعل أسيرك ؟ قال : حلفت أن لا تعود قال : كذبت وهي معاودة للكذب قال : فأخذها مرة أخرى ، فحلفت أن لا تعود ، فأرسلها فجاء إلى النبي (ص)فقال : ما فعل أسيرك ؟ قال : حلفت أن لا تعود ، فقال : كذبت وهى معاودة للكذب فأخذها فقال : ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي (ص)، فقالت : إني ذاكرة لك شيئا ، آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره فجاء إلى النبي (ص)فقال : ما فعل أسيرك ؟ قال : فأخبره بما قالت ، قال : صدقت وهي كذوب ومن جملة هذه الأحاديث السابقة يتبين لنا جانب من جوانب عظمة هذه الآية الكريمة ، فهي لقارئها حصن منيع وهي حرز أمان للبيت الذي تقرأ فيه فلا يلجه شيطان ، فعلى كل مسلم أن يداوم على قراءتها في الصباح وفي المساء وحين يأوي إلى فراشه حتى يوكل الله عز وجل له من يحفظه في صباحه ومسائه وفي يقظته ومنامه " الروايات السابقة كلها روايات كاذبة لوقوع التناقضات فيها ومخالفتها للقرآن: التناقض الأول من وقعت له الحادثة فمرة أبوهريرة ومرة معاذ بن جبل ومرة أبو أسيد ومرة ابى بن كعب ومرة أبو ايوب الثانى نوع الجنى ذكر مرة كما فى القول "إنى شيطان ذو عيال " ومرة أنثى كما فى القول "فحلفت ألا تعود" الثالث نوع الزكاة فمرة كما فى رواية أبو هريرة زكاة رمضان ومرة الصدقة أو بالأحرى تمر الصدقة كما فى رواية معاذ الرابع مكان تخزين الزكاة فمرة غرفة فى رواية أبو أسيد ومرة جرن كما فى رواية أبى ومرة سهوة الخامس الحامى وهو طارد الشيطان مرة آية الكرسى فقط كما فى روية أبو هريرة وأبو أسيد و أبى و أبو أيوب ومرة فى رواية معاذ آية الكرسى وخاتمة سورة البقرة السادس مرات المجىء ثلاث فى معظم الرواية والرواية المناقضة هى رواية أبى فقد اتى مرة واحدة السابع سبب السرقة فمرة هو السرقة من اجل العيال كما فى رواية أبو هريرة"إنى شيطان ذو عيال" بينما فى رواية معاذ كان يلتقم التمر أى يأكله بنفسه الثامن صورة الجنى فمرة كالفيل فى رواية معاذ ومرة كالكلب فى رواية أبى بالقطع لا يمكن أن تحدث الحكاية عدة مرات بنفس الأحداث لخمسة أشخاص قد تقع لشخصين وتكون من المصادفة تشابهها فى الأحداث وأما مخالفتها للقرآن فهى: الأول ظهور الجن للبشر وهو ما يخالف أنهم لا يظهرون لهم بدليل أنهم لم يظهروا للنبى(ص) عندما سمعوا القرآن وهو لم يعلم أنهم سمعوا القرآن إلا بعد أن اخبره الله بسماعهم فقال : " قل أوحى إلى أنه استمع إلى نفر من الجن" الثانى علم النبى(ص) بالغيب وهو كون السراق شيطان أو غول وهو لم ير ولم يكن موجودا وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه " ولا أعلم الغيب" وقال " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء" الثالث أن مجرد تلاوى القرآن تحمى من الشيطان أو غيره وهو ما يخالف أنه تلاوة القرآن لا تحمى القارىء ولا غيره وإلا ما السبب فى ارتكاب الذنوب والجرائم من قبل القراء وفى البيوت التى تقرأ فيها ألآية وغيرها ؟ زد على هذا أن النبى(ص) مع أنه كان يقوم الليل بالقرآن هو وبعض المؤمنين معه إلا أن الله ابتلاهم بمصائب مختلفة كالجوع والخوف ونقص الثمرات وفى هذا قال تعالى "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات" ثم ذكر المؤلف روايات أخرى فقال: "آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله : 6- وروى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبى بن كعب قال قال رسول الله (ص) يا أبا المنذر: أتدرى أى آية من كتاب الله أعظم؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال يا أبا المنذر أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت (الله لا إله إلا هو الحى القيوم ) ؟ قال فضرب بصدرى وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر وأورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول 1/337 وقال أما قوله إن لها لسانا وشفتين فمعناه إن قراءة القارئ بها تصعد إلى الرحمن فتقدسه عند ساق العرش ، والتقديس سؤال الحراسة لقارئها ، لأن القدوس له تقديس الأشياء فإذا تقدست بقيت على هيئتها وتحصنت من الآفات فقراءة العبد الآية اعتراف بما تضمنته من صفات ، وتجديد الإيمان به فيقع لقراءته حرمة تنتهي إلى ساق العرش فتقدس فجعل ثواب التقديس حراسة العبد لكل ما هيأ الله له من الحال المحمودة والموعود فيها والله أعلم أهـ نوادر الأصول 1/337 : 339 – لأبي عبدالله محمد الحكيم الترمذي " الخطأ كون آية الكرسى أعظم الآيات وهو ما يخالف ان القرآن كله عظيمكما قال تعالى "ولقد أتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم" ثم قال: "اشتمال آية الكرسي على اسم الله الأعظم: 7- روى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أسماء بنت يزيد ا قالت سمعت رسول الله (ص)يقول في هاتين الآيتين { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } و { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إن فيهما اسم الله الأعظم 8- وروى الإمام الحاكم في مستدركه بسنده عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبى أمامة عن النبى (ص)قال ( إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور : سورة البقرة وآل عمران وطه ) قال القاسم فالتمستها فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وفي سورة آل عمران { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وفي سورة طه { وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما } الآية 111 " الخطأ في الروايتين وجود اسم أعظم لله يجيب به الدعاء ويعطى به السؤال وهو يخالف أن الله لم يذكر شىء عن وجود اسم أعظم له فى الوحى ولو كان له وجود فعلى فما هى حاجتنا للجد والإجتهاد فى أمور الحياة إذا كان الدعاء بالاسم سيجلب لنا الرزق والصحة والنصر وكل ما نتمناه ونحن قعود فى بيوتنا أليس هذا جنونا ؟ثم لماذا لم يدعو النبى والمسلمون بهذا الاسم لينتصروا مثلا فى أحد أو فى أول حنين أو ليرفعوا الجوع والنقص فى الأنفس والأموال والثمرات الذى أخبرهم به الله فى سورة البقرة ؟قطعا لمعرفتهم بعدم وجوده. ثم قال: "آية الكرسي سيدة آي القرآن 9- عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)( لكل شيئ سنام وسنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن ، هي آية الكرسي " الخطأ وجود سيدة لآى القرآن ويخالف هذا كون القرآن كله سواء بسبب وحدة المصدر ووجوب الإيمان بها والعمل بها والسؤال الآن إذا كان هناك سيدة فأين السيد ؟وإذا كان هناك سادة فى القرآن فأين الآيات العبيد ؟والخطأ الثانى وجود سنام آى علو القرآن ويخالف أن القرآن كله على مصداق لقوله تعالى "وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم ". ثم قال: "قارئها دبر كل صلاة في ذمة الله 1 – وروى الطبراني في المعجم الكبير وفي كتاب الدعاء بسنده عن عبد بن حسن بن حسن بن علي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله (ص)من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله - عز وجل - حتى الصلاة الأخرى " الخطأ هو نفع العمل الحالى فى الغفران مستقبلا عدة ساعات حتى ولو ارتكب ذنوب وهو ما يخالف أن الحسنات تذهب السيئات قبلها وليس بعدها كما قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات"وهو ما فسره القول إن الإسلام يهدم ما قبله ثم قال: "قارئها دبر كل صلاة من أهل الجنة : وروى الطبرانى والنسائى وابن حبان وابن السنى وغيرهم عن أبى أمامة قال قال رسول الله (ص)(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) * يقول ابن حجر في كتابه الكاف الشاف في تخريجه للحديث الذي أورده الزمخشرى في الكشاف : عن على قال سمعت نبيكم (ص) على أعواد المنبر وهو يقول "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ، ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد ومن قرأها إذا أخذ مضجعه أمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله " أخرجه البيهقي في شعب الايمان من طريق ابن إسحاق عن حبة بن جوين العرفي سمعت على بن أبى طالب يقول : فذكره دون قوله "ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد " وذكر ما بعده وفي إسناده نهشل بن سعيد وهو متروك وكذلك حبة العرفي ، وأخرجه أيضا من حديث أنس بلفظ " من قرأ في دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي حفظ إلى الصلاة التي تليها ، ولا يحافظ عليها إلا نبى أو صديق أو شهيد " وإسناده ضعيف وصدر الحديث أخرجه النسائي وابن حبان من حديث أبى أمامة ، وإسناده صحيح ، وله شاهد عن المغيرة بن شعبة عند أبى نعيم في الحلية من رواية ابن كعب القرظى عنه وغفل ابن الجوزي فأخرجه في الموضوعات الكاف الشاف بها مش الكشاف 1 / 33" الحديث باطل لأنه يحتوى خبلا وهو أن المانع من دخول القارىء الجنة هو الموت وهذا معناه أنه فى الجنة قبل الموت مع أنه لم يدخلها لكونه فى الدنيا كما أن معناه أيضا أنه لا يدخل الجنة بعد الموت والرواية التالية التى تقول بحماية غيره كالجيران بسبب قراءته تخالف أن ثواب العمل لمن عمله كما قال تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" ثم قال: "لطائف حول الآية الكريمة: يقول صاحب روح البيان : " وبالجملة فإن آية الكرسي من أعظم ما ينتصر به على الجن فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها تأثيرا عظيما في طرد الشياطين عن نفس الإنسان وعن المصروع وعمن تعينه الشياطين مثل أهل الشهوة والطرب وأرباب سماع المكاء والتصدية وأهل الظلم والغضب إذا قرئت عليهم بصدق" والكلام السابق هو كلام المخابيل الذين لا يعملون بالأسباب فلو كانت تنفع فى كل هذا فلماذا المسلمون مهزومين حاليا والظلم عام فى بلادهم ومصابين بالأمراض ثم قال : "ومن عظمة هذه الآية الكريمة اشتمالها على اسم الله ( ظاهرا" ومضمرا" سبع عشرة مرة وفي ذلك يقول ابن المنير المالكى وإنما فضلت لما فضلت به سورة الإخلاص من اشتمالها على توحيد الله وتعظيمه وتمجيده وصفاته العظمى ،قال أحمد : وكان جدى يقول:اشتملت آية الكرسي على ما لم تشتمل عليه آية من أسماء الله ( وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم الله تعإلى ،ظاهر في بعضها ومستكن في بعض ، ويظهر لكثير من العادين منها ستة عشر إلا على بصير حاد البصيرة لدقة استخراجه الأول : الله ، الثانى : هو ، الثالث : الحى ،الرابع : القيوم ،الخامس : ضمير ( لا تأخذه ) ، السادس ضمير له، السابع : ضمير عنده الثامن : ضمير إلا باذنه ،التاسع : ضمير يعلم ، العاشر : ضمير عليه ،الحادى عشر : ضمير شاء ،الثانى عشر: ضمير كرسيه ،الثالث عشر ضمير ولا يؤوده،الرابع عشر: وهو ، الخامس عشر: العلى ،السادس عشر : العظيم فهذه عدة الأسماء البينة وأما الخفي : فالضمير الذي اشتمل عليه المصدر في قوله (حفظهما) فإنه مصدر مضاف إلى المفعول ، وهو الضمير البارز ، ولا بد له من فاعل وهو الله ، ويظهر عند فك المصدر فيقول : ولا يؤوده أن يحفظهما هو " الرجل ذكر أن الله ذكر 17 مرة ولكنه عد16 فقط مع أن هناك كلمات ليس بها ضمير مثل يعلم شاء ثم قال: "وعن روعة نظم هذه الآية الكريمة يقول الزمخشرى فإن قلت كيف ترتبت الجمل في آية الكرسي من غير حرف عطف ؟ قلت ما منها جملة إلا وهى واردة على سبيل البيان لما ترتبت عليه والبيان متحد بالمبين ،فلو توسط بينهما عاطف لكان كما تقول العرب بين العصا ولحائها ،فالأولى بيان لقيامه بتدبير الخلق وكونه مهيمنا عليه غير ساه عنه والثانية لكونه مالكا لما يدبره والثالثة لكبرياء شأنه والرابعة لإحاطته بأحوال الخلق ،وعلمه بالمرتضى منهم المستوجب للشفاعة وغير المرتضى والخامسة لسعة علمه وتعلقه بالمعلومات كلها أو لجلالة وعظم قدره وقال الغزالي إنما كانت آية الكرسي سيدة الآيات لأنها اشتملت على ذات الله وصفاته وأفعاله فقط ليس فيها غير ذلك ومعرفة ذلك هي المقصود الأقصى في العلوم وما عداه تابع له ولم تجتمع كل هذه المعاني والمقاصد في آية سواها حتى سورة الإخلاص ليس فيها إلا التوحيد والإخلاص أقول ومن عجائب ما في هذه الآية أن عدد كلماتها خمسون وذكر اسم الله - عز وجل - فيها سبعة عشرة مرة والصلاة خمس وهي في الآخرة خمسين وعدد ركعاتها سبع عشرة مرة وهكذا فإن الصلاة صلة بين العبد والرب وهي نعمة ورحمة وسكينة وطمأنينة وهدى وشفاء ونور وعصمة وكذلك آية الكرسي ، ولذلك حثنا رسول الله (ص)على المداومة على قراءتها لما فيها من السمو والرقي والهداية والرحمة والسكينة والرضا والنور والهدى " ما ذكر من كون عدد كلماتها 50 خطأ فهى60 بعد الواوات وحرف الباء وبدونهم51 كلمة"الله1 لا2 إله3 إلا4 هو5 الحى6 القيوم7 لا8 تأخذه9 سنة10 و11لا12 نوم13 له14 ما15 فى16 السموات17 و18ما19 فى20 الأرض 21من 22ذا23 الذى24 يشفع25 عنده26 إلا27 ب 28إذنه29يعلم 30ما31 بين32 أيديهم33 و34ما35 خلفهم36 و37لا38 يحيطون39 ب 40شىء41 من42 علمه43 إلا44 ب 45ما46 شاء 47وسع 48كرسيه49 السموات50 و51الأرض52 و53لا54 يؤدوه55 حفظهما56 و57هو58 العلى59 العظيم60 " ثم قال : "مما سبق يتضح لنا فضل الآية الكريمة وما فيها من ثمرات ونفحات يحظى بها من داوم على قراءتها فهذه الآية جامعة لمعان يستحضرها المؤمن كلما قرأها فيزداد إيمانا وتسليما ويقينا وتثبيتا وهداية ومعرفة ، وارتقاء وسموا في معارج القبول ومدارج الوصول ومراقي القرب ومنازل الوداد والحب ، كلما قرأ آية الكرسي وجال في أرجائها وطاف في آفاقها ازداد حصانة ومنعة وحفظا من إبليس اللعين وجنوده وأعوانه من الشياطين حقا إنها آية عظيمة لعظمة ما ورد فيها من تعظيم لله - جل جلاله - ، وهى آية عظيمة لما لقارئها من الأجر العظيم ، ولأنها له حرز وحصن منيع ودعوة المصطفي (ص)بالمحافظة عليها عقب كل صلاة لما فيها من معان يحتاج المؤمن إلى استحضارها واستذكارها بلسانه وعقله وقلبه وسائر جوارحه * ما أحوج المسلم إلى أن يعيش في ظلالها ويحيا بتعاليمها ويسمو باستظهارها والتدبر فيها * وقارئها في حفظ الله ورحمته وفي كنفه وذمته ، قريب من جنته ، ليس بينه وبينها إلا الموت " ما قاله هنا كلام مكرر عن حمايتها المزعومة ومن ثملن نتعرض له لسبق التعرض للموضوع ونزيد هنا بعضا من الروايات الذى ذكرت فيها الآية مع نقدها : "من قرأ آية الكرسى لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى "الخطأ أن من قرأ آية الكرسى تولى الله قبض نفسه بنفسه وهو يخالف أن كل من يموت يقبض نفسه ملك الموت مصداق لقوله تعالى "قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ". "من قرأ حم المؤمن إلى إليه المصير وآية الكرسى حين يصبح حفظ بهما حتى يمسى ومن قرأهما حين يمسى حفظ بهما حتى يصبح "رواه الترمذى والخطأ أن قراءة حم المؤمن وآية الكرسى تحفظان من الضرر ويعارض هذا أن الله يبتلى بالخير وهو النفع وبالشر أى بالضرر مصداق لقوله تعالى "ونبلوكم بالخير والشر فتنة "ولو كانت القراءة تمنع الضرر لاستخدمها المسلمون فى الحروب ومن ثم فلن يجرحوا أو يقتلوا ولكن الواقع يخبرنا بوقوع الجراح والقتل فيهم رغم قراءتهم للقرآن . - كان شيطان يأتى النبى بيده شعلة من نار فيقوم 000فأتاه جبرائيل فقال له قل أعوذ بكلمات الله التامات 000فقال ذلك فطفئت شعلته وخر على وجهه وفى رواية نبئت أن جبريل أتى النبى فقال إن عفريتا من الجن يكيدك فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى رواه ابن أبى الدنيا فى مكايد الشيطان والخطأ أن الشيطان كان يريد حرق النبى (ص)بالنار وهو يخالف أن الجن خفى بينما الناس فى عالم الظاهر ولا يمكن أن يتصلوا زد على هذا وجود تناقض بين رواية الإستعاذة بالدعاء "أعوذ بكلمات الله التامات 00وبين رواية قراءة آية الكرسى . - من صلى 16ركعة يقرأ بعد الفاتحة ما شاء الله ويقرأ فى أخر الركعتين آية الكرسى 30 مرة وفى الأوليين 30 مرة قل هو الله أحد يشفع فى 10 من أهل بيته كلهم وجبت عليهم النار والخطأ وجود شفاعة للكفار المستوجبين النار وهو ما يخالف قوله تعالى "ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع "فهنا لا يطاع أحد فى أهل النار ومن ثم فلا شفاعة فيهم
  20. نقد كتاب نزول سورة هل أتي الكتاب تأليف علي الحسيني الميلاني وهو يدور حول أن سورة الدهر نزلت فى على وفاطمة وأولادهما وفى هذا قال الميلانى فى مقدمته: "وبعد، فهذه رسالة وضعتها بتفسير آيات من سورة الدهر النازلة في أهل البيت علي ضوء روايات أهل السنة، وقد سميتها ب نزول سورة هل أتي في أهل بيت المصطفي وجعلتها في فصلين، سائلا الله تعالي أن ينفع بها عموم المؤمنين" وقد بين الميلانى الآيات النازلة فى القوم محددا إياها بالقول التالى: "اعلم أن والآيات المقصود بها الاستدلال في هذه السورة هي قوله تعالي «إن الأبرار يشربون من کاس کان مزاجها کافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما کان شره مستطيرا ويطعمون الطعام علي حبه مسکينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمکم لوجه الله لا نريد منکم جزاء ولا شکورا» إلي قوله تعالي «إن هذا کان لکم جزاء وکان سعيکم مشکورا» فقد نزلت هذه الآيات في أهل بيت رسول الله (ص) أعني: عليا وفاطمة والحسن والحسين" قبل الكلام حول الرواية أقول إن القوم ما وجدوا آية فى كتاب الله فيها مدح لمسلم إلا إلا وجعلوا هذا المسلم هو على أو فاطمة أو الحسن والحسين وهو كلام لا يتفق مع وجود مئات المسلمين أو آلافهم فى عهد النبى(ص) وهذا أسلوب لا يمكن أن يكون من العدل وإنما هو يؤسس للعائلة المقدسة وهى عائلة للأسف متواجدة فى معظم الأديان إن لم يكن كلها وهو أثر من آثار تحريف وحى الله فرسالات الله كلها نزلت لتنهى وجود العوائل المقدسة عائلات الأغنياء أو الأكابر ولتثبت النظام الإلهى "إنما المؤمنون إخوة" يحكى الميلانى الحكاية فيقول: "وذلک:إن الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله (ص)، فنذر علي صوم ثلاثة أيام، وکذا فاطمة الطاهرة، وخادمتهم فضة، لئن برئا؛ فبريء الحسن والحسين وليس عندهم قليل ولا کثير، فاستقرض أمير المؤمنين ثلاثة أصوع من شعير، وطحنت فاطمة منها صاعا، فخبزته خمسة أقراص، لکل واحد قرصا، وصلي علي صلاة المغرب، فلما أتي المنزل ووضع الطعام بين يديه للإفطار، أتاهم مسکين وسألهم، فأعطاه کل منهم قوته، ومکثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا ثم صاموا اليوم الثاني، فخبزت فاطمة صاعا آخر، فلما قدم بين أيديهم للإفطار أتاهم يتيم وسألهم القوت، فأعطاه کل واحد منهم قوته فلما کان اليوم الثالث من صومهم، وقدم الطعام للإفطار، أتاهم أسير وسألهم القوت، فأعطاه کل واحد منهم قوته ولم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوي الماء فرآهم النبي (ص) في اليوم الرابع، وهم يرتعشون من الجوع، وفاطمة قد التصق بطنها يظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فقال:واغوثاه يا الله، أهل بيت محمد يموتون جوعا فهبط جبرئيل فقال: خذ ما هناک تعالي به في أهل بيتک فقال: وما آخذ يا جبرئيل؟فأقرأه: «هل أتي" أقول: هذا هو الخبر في شأن نزول السورة في أهل البيت، کما ذکر بعض علمائنا، والقدر المهم في وجه الاستدلال هو نزول الآيات في حقهم بسبب إطعامهم ما کان عندهم من الطعام ثلاثة أيام المسکين واليتيم والأسير، ويقاؤهم بلا طعام وهم صيام وقد اتفق الفريقان علي نزول السورة في أهل البيت فأصل الخبر موجود في کتب کلا الفريقين في التفسير والحديث والتراجم والمناقب، وإن اختلفت ألفاظ الخبر في بعضها عن البعض الآخر" للأسف حتى لو اتفق السنة والشيعة وسائر الفرق على سبب النزول فهو يخالف الآيات المذكورة فى التالى : الآيات تتحدث عن الأبرار وهم كل المسلمين بل أول صفحة من السورة وما بعدها تتحدث عن المسلمين وهى لا تتحدث عنهم بصيغة الماضى وأفعال على والعائلة مضت وإنما تتحدث عن المسلمين جميعا بصيغة المضارعة وهذا يعنى أن تلك الأمور تتكرر من الكل فى المواقف والأحداث المختلفة زد على هذا لو سلمنا لنزولها فى العائلة فهذا معناه أنهم ليسوا فى الدرجة الأولى من الجنة لأن أدواتهم من فضة كما فى السورة : " وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكوابا كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا" بينما أدوات الدرجة الأولى من الذهب وهى للمجاهدين وعلى فى تاريخنا من المجاهدين ومن ثم تكون الرواية مكذوبة الرواية فيها تناقضات هى : -أن بيت على طبقا لحديث الخوخة أو الباب كان أمام منزل الرسول(ص)فهل قعد النبى(ص) أربعة ايام لم يتذكر ابنته وأسرتها وهم على بعد خطوات ؟ ألم يلاحظ عدم مجىء على لصلوات الجماعة ؟ ألم يلاحظ غياب أحفاده؟ -وجود خادمة اسمها فضة لعلى وفاطمة وهو كلام يتعارض مع رواية شهيرة عن أن فاطمة ذهبت للرسول(ص) وقد مجلت يداها أى فسدت من كثرة العمل حتى يعطيها خادم فلم يعطها وأمرها بالصبر - أن الصاع تصنع منه خمس أقراص وهو كلام للضحك على المجانين فالصاع لا يصنع خمسة أقراص فقط بل يصنع عشرات الأقراص -الأمر الأهم أنه كان لا يوجد أسرى فى المدينة وحتى بفرض وجودهم فلن يتركهم المجاهدون يذهبون ويجيئون فى المدينة على حريتهم لأنهم لو كانوا يتركونهم ليسألوا الناس لهربوا كما ان الأسر يكون فى ميدان الحرب وبعد الحرب كان يطلق سراحهم بمقابل أو بدون مقابل ومن المعروف تاريحيا أن على وفاطمة تزوجوا فى السنة الثانية ولو أنجبت الحسن والحسين فسيكون هذا مثلا فى السنة الخامسة وهى سنة لم يكن فيها حروب لجلب أسرى للمدينة لأن غزوة الخندق لم يكن فيها قتال حتى يكون فيها أسرى لقوله تعالى " وكفى الله المؤمنين القتال" -لو صدقنا أن الحكاية حدثت فمحال أن يكون الحسين إلا رضيعا وقتها أو حتى عنده ثلاثة سنوات والحسن خمسة والأطفال لا يعقلون معنى الأثرة خاصة الضع أو من هو قريب منهم وبين الميلانى المعضلة وهى أن السورة مكية بينما أحداث الرواية مدنية فقال: "فقيل:«معلوم أن سورة الدهر مکية بالاتفاق، وعلي لم يدخل بفاطمة إلا بعد غزوة بدر، وولد له الحسن في الثانية من الجهرة، والحسين في السنة الرابعة من الهجرة، بعد نزول سورة الدهر بسنين کثيرة، فقول من يقول: إنها نزلت فيهم، من الکذب الذي لا يخفي علي من له علم بنزول القرآن وأحوال آل البيت وقال القرطبي في تفسيره 19/ 182 في صدد آية: «ويطعمون الطعام علي حبه»: والصحيح أنها نزلت في جميع الأبرار، ومن فعل فعلا حسنا، فهي عامة».قال: «وقد ذکر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين، في قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثا لا يصح ولا يثبت قال الحافظ ابن حجر في تخريج الکشاف: 180 رواه الثعلبي من رواية القاسم بن بهرام، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس ومن رواية الکلبي عن ابن عباس في قوله تعالي «يوفون بالنذر ويخافون يوما کان شره مستطيرا ويطعمون الطعام علي حبه مسکينا ويتيما وأسيرا» وزاد في أثنائه شعرا لعلي وفاطمة » ثم قال: «قال الحکيم الترمذي: هذا حديث مزوق مفتعل لا يروج إلا علي أحمق جاهل ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي عبدالله السمرقندي، عن محمد بن کثير، عن الأصبغ بن نباتة ... فذکره بشعره وزيادة ألفاظ. ثم قال: وهذا لا نشک في وضعه». أقول:ويتلخص هذا الکلام في کلمتين: الأولي إن سورة الدهر مکية، نزلت قبل أن يتزوج أمير المؤمنين من الزهراء في المدينة، وقبل ولادة الحسنين، بسنين کثيرة والثانية: إن هذا الحديث مفتعل عند الحکيم الترمذي، وموضوع عند ابن الجوزي والعمدة هي الکلمة الأولي ...والأصل في هذا الکلام، هو ابن تيمية الملقب عند أتباعه ب «شيخ الإسلام» ورغم ما قاله أهل السنة فى متن وسند الحديث إلا أن الميلانى أبى إلا أن يكمل الكلام فبين من روةى عنهم من الصحابة والتابعين ومن ورد فى كتبهم من أهل الحديث من أهل السنة فقال: "الفصل الأول: سند الحديث ورواته: لقد ورد حديث نزول السورة المبارکة في کثير من کتب أهل السنة المعتمدة، في مختلف العلوم، من التفسير والحديث والمناقب وتراجم الصحابة ...فمن رواته من الصحابة والتابعين، کما في کتب أهل السنة: أمير المؤمنين.وعبدالله بن العباس.وزيد بن أرقم.وسعيد بن جبير.والأصبغ بن نباتة وقنبر مولي أميرالمؤمنين.والحسن.ومجاهد وعطاء وأبو صالح وقتادة والضحاک هذا، والخبر مشهور برواية ابن عباس، رواه عنه: سعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاک، وأبو صالح، وعطاء ... وهؤلاء أئمة أئمة المفسرين عند القوم ومن رواته من أکابر العلماء الأعلام في مختلف القرون، نکتفي بذکر جماعة، وهم: 1 - الحسين بن الحکم الحبري الکوفي، المتوفي سنة 286، رواه في تفسيره. 2 - أبو جعفر الطبري، المتوفي سنة 310، علي ما في کفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب. 3 - ابن عبدربه القرطبي المالکي، المتوفي سنة 328، في کتاب العقد حيث ورد الحديث في احتجاج المأمون، وسنذکره. 4 - سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفي سنة 360، کما في طريق الحافظ أبي نعيم والحافظ الحسکاني. 5 - أبو عبيدالله المرزباني، المتوفي سنة 384، کما في طريق الحافظ الحسکاني. 6 - أبو عبدالله الحاکم النيسابوري المتوفي سنة 405، کما في طريق الحافظ الحسکاني، وفي کفاية الطالب: رواه في مناقب فاطمة. 7 - عبدالغني بن سعيد، المتوفي سنة 409 - والمترجم له في أغلب المصادر کما في هامش سير أعلام النبلاء 17/ 268 وقال الذهبيع: «وقد کان لعبد الغني جنازة عظيمة تحدث بها الناس، ونودي أمامها: هذا نافي الکذب عن رسول الله» - وقد رواه الحافظ الحسکاني، عن أبي نعيم، عنه ... 8 - أبو بکر ابن مردويه الأصفهاني، المتوفي سنة 410، رواه في تفسيره کما في غير واحد من الکتب کالدر المنثور. 9 - أبو نعيم الأصفهاني، المتوفي سنة 430، رواه في ما نزل في علي، وعنه غير واحد کالحافظ الحسکاني. 10 - أبو إسحاق الثعلبي، المتوفي سنة 427، رواه في تفسيره الکبير. 11 - أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، المتوفي سنة 454، رواه عنه الحافظ الحسکاني. 12 - عبيدالله بن عبدالله الحافظ المعروف بالحکم الحسکاني، المتوفي سنة 470، رواه في کتابه شواهد التنزيل علي قواعد التفضيل. 13 - الفقيه المحدث ابن المغازلي الشافعي الواسطي، المتوفي سنة 483، رواه في کتابه مناقب علي بن أبي طالب. 14 - علي بن أحمد الواحدي، المتوفي سنة 481، رواه في تفسيره. 15 - أبو عبدالله الحميدي الحافظ، المتوفي سنة 488، رواه في فوائده کما في کفاية الطالب. 16 - الحسين بن مسعود البغوي، المتوفي سنة 516، رواه في تفسيره. 17 - جار الله محمود بن عمر الزمخشري، المتوفي سنة 638، رواه في تفسيره الکشاف. 18 - أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي البغدادي، المتوفي سنة 550، رواه عنه ابن الجوزي. 19 - المتوفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي المکي، المتوفي سنة 568، رواه في مناقب أمير المؤمنين. 20 - أبو موسي المديني، المتوفي سنة 581، رواه في الذيل کما في أسد الغابة وغيره. 21 - الفخر الرازي، المتوفي سنة 606، رواه في تفسيره الکبير. 22 - أبو عمرو ابن الصلاح، المتوفي سنة 643، رواه، کما في کفاية الطالب. 23 - الشيخ محمد بن طلحة الشافعي، المتوفي سنة 652، رواه في کتابه مطالب السؤول. 24 - سبط ابن الجوزي، المتوفي سنة 654، رواه في کتابه تذکرة الخواص. 25 - أبو عبدالله الکنجي الشافعي، المقتول سنة 658، رواه في کفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب. 26 - نظام الدين الأعرج النيسابوري، من أعلام العلماء في القرن السابع، في تفسيره المعروف. 27 - القاضي البيضاوي، المتوفي سنة 685، في تفسيره الشهير. 28 - محب الدين الطبري المکي الشافعي، المتوفي سنة 694، رواه في الرياض النضرة. 29 - حافظ الدين النسفي، المتوفي سنة 701 أو 710، في تفسيره. 30 - أبو إسحاق الحمويني- شيخ الحافظ الذهبي- المتوفي سنة 722، رواه في کتابه فرائد المسطين. 31 - علاء الدين الخازن، المتوفي سنة 741، في تفسيره. 32 - القاضي عضد الدين الإيجي، المتوفي سنة 756، في کتابه المواقف في علم الکلام. 33 - ابن حجر العسقلاني، الحافظ، المتوفي سنة 852، في الإصابة، بترجمة فضة. 34 - جلال الدين السيوطي، المتوفي سنة 911، في تفسيره الدر المنثور. 35 - أبو السعود العمادي، المتوفي سنة 982، في تفسيره المعروف. 36 - عبدالملک العصامي، المتوفي سنة 1111، في سمط النجوم العوالي. 37 - القاضي الشوکاني، المتوفي سنة 1173، في تفسيره فتح القدير. 38 - شهاب الدين الآلوسي، المتوفي سنة 1270، في تفسيره الکبير روح المعاني." المشكلة أن اسم الصحابى أو التابعى أو الكتاب أو كاتبه لا يهم عند تناول أى رواية فالمهم هو اتفاقها مع كتاب الله اولا وثانيا ألا يوجد تناقضات داخلية فى الرواية وثالثا ألا تتناقض مع روايات أخرى ثم ذكر روايات للحديث فقال: "ومن نصوص الحديث بالأسانيد: ... أما الرواية عن أمير المؤمنين ، فهي عند الحافظ القاضي الحسکاني حيث قال:«أخبرنا أحمد بن الوليد بن أحمد- بقراءتي عليه من أصله- قال: أخبرني أبي أبو العباس الواعظ، حدثنا أبو عبدالله محمد بن الفضل النحوي- ببغداد، في جانب الرصافة، إملاء سنة 331 - حدثنا الحسن بن علي بن زکريا البصري، حدثنا الهيثم بن عبدالله الرماني، قال: حدثني علي ابن موسي الرضا، حدثني أبي موسي عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب، قال: لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) فقال لي: يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديک لله نذرا أرجو أن ينفعهما الله به، فقلت: علي لله نذر لئن بري حبيباي من مرضهما لأصو من ثلاثة أيام، فقالت فاطمة: وعلي لله نذر لئن بري ولداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام، وقالت جاريتهم فضة: وعلي لله نذر لئن بري سيداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ... » وذکر حديث إطعامهم المسکين واليتيم والأسير، قال:«فلما کان اليوم الرابع، عمد علي- والحسن والحسين يرعشان کما يرعش الفرخ- وفاطمة وفضة معهم، فلم يقدروا علي المشي من الضعف، فأتوا رسول الله، فقال: إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعا، فارحمهم يا رب واغفر لهم، هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم فهبط جبرئيل وقال: يا محمد! إن الله يقرأ عليک السلام ويقول: قد استجبت دعاءک فيهم، وشکرت لهم، ورضيت عنهم، واقرأ «إن الأبرار يشربون من کاس کان مزاجها کافورا- إلي قوله- إن هذا کان لکم جزاء وکان سعيکم مشکورا»» وأما الرواية عن زيد بن أرقم، فهي عند الحافظ القاضي الحسکاني أيضا، رواها بسنده: «عن زيد بن أرقم، قال: کان رسول الله (ص) يشد علي بطنه الحجر من الغرث، فظل يوما صائما ليس عنده شيء، فأتي بيت فاطمة، والحسن والحسين يبکيان، فقال رسول الله (ص): يا فاطمة! أطعمي ابني. فقالت: ما في البيت إلا برکة رسول الله. فألعقهما رسول الله بريقه حتي شبعا وناما واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير، فلما أفطر وضعاها بين يديه، فجاء سائل فقال: أطعموني مما رزقکم الله فقال رسول الله (ص): يا علي! قم فأعطه. قال: فأخذت قرصا فأعطيته ثم جاء ثان، فقال رسول الله (ص): قم يا علي! فأعطه؛ فقمت فأعطيته.وبات رسول الله طاويا وبتنا طاوين، فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين، ونزلت هذه الآية: «ويطعمون الطعام علي حبه مسکينا ويتيما وأسيرا».ثم إن الحديث بطوله اختصرته في مواضع» أما الرواية عن ابن عباس، فهي المشهورة کما ذکرنا من قبل، ومن ذلک: وما رواه الحبري: «حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا حبان، عن الکلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله:«ويطعمون الطعام علي حبه ... »: نزلت في علي بن أبي طالب أطعم عشاه وأفطر علي القراح». والواحدي: «قال عطاء: عن ابن عباس، وذلک أن علي بن أبي طالب آجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة، حتي أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه، فجعلوا منه شيئا ليأکلوه يقال له الحريرة، فلما تم إنضاجه أتي مسکين، فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتي يتيم فسألى فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتي أسير من المشرکين فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلک. وهذا قول الحسن وقتادة» وابن مردويه: «حدثني محمد بن أحمد بن سالم، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري، حدثني محمد بن النعمان بن شبل، حدثني يحيي بن أبي روق الهمداني، عن أبيه، عن الضحاک، عن ابن عباس ... » فذکر الحديث، وفيه نزول الآية في أهل البيت وأبو نعيم: «أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا بکر بن سهل الدمياطي، أخبرنا عبد الغني بن سعيد، عن موسي بن عبدالرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، في قوله تعالي «ويطعمون الطعام علي حبه» قال: وذلک أن علي بن أبي طالب آجر نفسه ليسقي نخلا بشيء من شعير ليلة، حتي أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه، فجعلوا منه شيئا ليأکلوه يقال له الحريرة، فلما تم إنضاجه أتي مسکين فأخرجوا إليه الطعام، ثم عملا الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتي يتيم، فسأل فأطعموه، ثم عملا الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتي يتيم، فسأل فأطعموه، ثم عملا الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتي أسير من المشرکين، فسأل فأطعموه. وطووا يومهم ذلک» والحاکم الحسکاني .. رواه بأسانيد کثيرة «2» .. ذکرنا واحدا منها ومنها: قوله: «حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني، حدثنا جعفر بن محمد العلوي، حدثنا محمد، عن محمد بن عبدالله بن عبيدالله، عن الکلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالي «ويطعمون الطعام علي حبه» قال: نزلت في علي وفاطمة، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة، فأطعموا مسکينا ويتيما وأسيرا، فباتوا جياعا، فنزلت فيهم هذه الآية» ومنها: الحديث بسند آخر، سنذکره فيما بعد إن شاء الله والبغوي: «أنبأنا أحمد بن إبراهيم الخوارزمي، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أنبأنا عبدالله بن حامد ... » إلي آخره کما سنذکره في الکلام حول أسانيد الثعلبي. وسبط ابن الجوزي: «أنبأنا أبو المجد محمد بن أبي المکارم القزويني- بدمشق سنة 642 - قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد العطاري، أنبأنا الحسين بن مسعود البغوي ... » إلي آخره کا تقدم. وابن المغازلي الواسطي: «أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع، أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد بن عبدالله بن خالد الکاتب، حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي، حدثني عمر ابن أحمد، قال: قرأت علي أمي فاطمة بنت محمد بن شعيب بن أبي مدين الزيات، قالت: سمعت أباک أحمد بن روح يقول:حدثني موسيس بن بهلول، حدثنا محمد بن مروان، عن ليث بن أبي سليم، عن طاووس في هذه الآية «ويطعمون الطعام ... »: نزلت في علي بن أبي طالب، وذلک أنهم صاموا وفاطمة وخادمتهم، فلما کان عند الإفطار- وکانت عندهم ثلاثة أرغفة- قال: فجلسوا ليأکلوا، فأتاهم سائل فقال: أطعموني فإني مسکين، فقام علي فأعطاه رغيفه، ثم جاء سائل فقال: أطعموا اليتيم، فأعطته فاطمة الرغيف، ثم جاء سائل فقال: أطعموا الأسير، فقامت الخادمة فأعطته الرغيف. وباتوا ليلتهم طاوين، فشکر الله لهم، فأنزل فيهم هذه الآيات» والحمويني، رواه بأسانيد له عن عبدالله بن عبدالوهاب الخوارزمي، بسنده عن القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس ... بطوله، المشتمل علي الأشعار ... وأبو عبدالله الکنجي، رواه بإسناده الآتي ذکره، عن الأصبغ، باللفظ المشتمل علي الأشعار کذلک وستأتي في غضون البحث أسانيد أخري من کلمات العلماء حول الحديث: ... ص: 28 ثم إن غير واحد من العلماء يصرحون بشهرة هذا الخبر، وينسبون روايته إلي عموم المفسرين: وقال القرطبي: «وقال أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة وجارية لهما اسمها فضة» وقال سبط ابن الجوزي «قال علماء التأويل: فيهمنزل ... » وقال الآلوسي: «والخبر مشهور».بل لم يذکر بعضهم قولا غيره، کالنسفي، قال- بعد الآيات، حتي «ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا» -: «نزلت في علي وفاطمة وفضة جارية لهما، لما مرض الحسن والحسين نذروا صوم ثلاثة أيام، فاستقرض علي من يهودي ثلاثة أصوع من الشعير، فطحنته فاطمة کل يوم صاعا وخبزت، فآثروا بذلک ثلاث عشايا علي أنفسهم مسکينا ويتيما وأسيرا، ولم يذوقوا إلا الماء في وقت الإفطار» " الروايات التى ذكرها فيها تناقضات عدة هى : الأول نوعية الطعام فمرة أقراص كما فى القول "واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير "ومرة حريرة كما فى القول" فجعلوا منه شيئا ليأکلوه يقال له الحريرة " ومرة أرغفة كما فى القول" أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة"والقول" وکانت عندهم ثلاثة أرغفة" الثانى المقترض فمرات على كما فى القول " فاستقرض أمير المؤمنين ثلاثة أصوع من شعير "ومرة رسول الله(ص) كما فى القول "واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير" الثالث عدد الأقراص فمرة خمسة كما فى القول" فخبزته خمسة أقراص" ومرة ثلاثة كما فى القول " وکانت عندهم ثلاثة أرغفة" الرابع التناقض بين كون الشعير قرض فى قولهم" فاستقرض أمير المؤمنين ثلاثة أصوع من شعير" وبين كونه ليس قرض وإنما أجر على عمل فى النحل كما فى قولهم" آجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة، حتي أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير" الخامس الشىء المقترض فمرة أقراص كما بالقول" واقترض لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير "ومرة أصوع كما فى القول " فاستقرض علي من يهودي ثلاثة أصوع من الشعير" السادس الطاحن فمرة فاطمة هى من طحنت كما فى القول "وطحنت فاطمة منها صاعا "ومرة على من طحن كما فى القول" فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه" السابع من أعطوا الثلاثة فمرة النبى(ص) هو من أمر على بالإعطاء كما فى القول "فقال رسول الله (ص): يا علي! قم فأعطه. قال: فأخذت قرصا فأعطيته"ومرة تبرع الخمسة من انفسهم كما فى القول" فأعطاه کل منهم قوته، ومکثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا" الثامن على وفاطمة وفضة هم من نذروا من انفسهم النذر كما فى القول " فنذر علي صوم ثلاثة أيام، وکذا فاطمة الطاهرة، وخادمتهم فضة، لئن برئا "ومرة الرسول(ص) هو من امرهم بالنذر كما فى القول" لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) فقال لي: يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديک لله نذرا" وهناك أخطاء فى الروايات كإطعام الرسول(ص) الطفلين بلعابه وهو كلام جنونى خاصة أن حالة الجوع كانت فى أول الهجرة وليس فى سنة خمسة هجرية أو بعدها ومن كل هذه التناقضات يتبين عدم صحة الحادثة برمتها لعدم اتحاد الروايات
  21. نقد كتاب مشروعية الاستخارة وأنها ليست من الاستقسام بالأزلام البحث تأليف لطف الله الصافي الگلپايگاني وهو يدور الاستخارة والاستقسام وهو نقد لمقال كتبه محمود شلتوت أحد شيوخ الأزهر السابقين وفى هذا قال الصافى: "قال الله تعالي (حرمت عليکم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أکل السبع إلا ما ذکيتم وما ذبح علي النصب وان تستقسموا بالأزلام) قرأت في (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب بالقاهرة جزء في تفسير القرآن الکريم للأستاذ الشهير (الشيخ محمود شلتوت) ووقفت فيه علي ما کتب حول تفسير هذه الآية الکريمة وقوله تعالي (وان تستقسموا بالأزلام)، وما اختاره فيه وقد ألحق فيما ألحق بالاستقسام بالأزلام، من الطرق بالحصي و ضرب الفول والرمل، الاستخارة من الله تعالي بالقرآن الکريم، وحبات السبحة المأثورة من أئمة أهل البيت و زعم أن کل ذلک ينافي احتفاظ الانسان بعقله، وان القرآن المجيد يصير بذلک- والعياذ بالله- أداة الشعوذة ولا يخفي عليک أنه إنما قال ما قال، لأنه لم يتحصل أولا معني الاستقسام بالأزلام، وثانيا لم يتفهم حقيقة الاستخارة، وانها لم ترد في مورد استقل العقل بحسن فعله أو ترکه، أو حکم الشرع برجحان فعله أو ترکه، ولا تنافي کرامة القرآن المجيد وكونه کتاب الهداية والإرشاد بالتي هي أقوم، کما أنه لا ينافي ذلک التبرک به وبآياته، وقراءته لأجل الثواب، و حصول بعض المقاصد کشفاء الأمراض مما هو مجرب ومأثور في الأحاديث الکثيرة المتواترة." الرجل يرفض ما جاء فى بحث شلتوت عن حرمة الطرق بالحصي وضرب الفول والرمل، الاستخارة من الله تعالي بالقرآن الکريم، وحبات السبحة وهو يرجع هذا إلى تأثر شلتوت بالثقافة المادية فيقول: "غير أن التأثر بالثقافة المادية المسيطرة علي الأفهام والمشاعر، يريد أن لا يقبل تأثير عالم الغيب في عالم الشهادة، ويريد أن لا يؤمن بعلل غير مادية وتأثيرات غيبية، فينکر أثر التوکل والتفويض والدعاء والصدقة ولذا تري بعضهم ينکرون معجزات الأنبياء، وما صدر منهم من خرق العادات في عالم المادة، کقلب العصا بالثعبان، ومعجزة صالح، وحوت يونس، واحياء الموتي، وابراء الأکمه والأبرص، و نصرة النبي (ص) بالملائکة ومن لا ينکر ذلک منهم يؤوله، ويري الإيمان به ضربا من الإيمان بالخرافات، ويعد إنکاره نوعا من الثقافة. وفتح باب ذلک في الکتاب والسنة، يقلب الشريعة ظهرا لبطن- أعاذنا الله من شر هذه الثقافات-." الصافى هنا يرجع ما قاله شلتوت إلى شيوع الثقافة المادية وهو كلام ألقاه على عواهنه دون تقديم أى دليل وهو يعيب على الرجل أنه يعيد الأمور إلى الأخذ بالأسباب مع أن الله هو من طالبنا بذلك فى أقوال عدة منها : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" وقوله : " خذوا حذركم" وقوله: " قل انظروا ماذا فى السموات والأرض" وقوله : " ثم ارجع البصر كرتين" ويكرر الرجل ان ما قاله شلتوت حول الطرق بالحصي وضرب الفول والرمل، الاستخارة من الله تعالي بالقرآن الکريم، وحبات السبحة فيقول عنها انها مظهر إيمانى فيقول: "وفي الاستخارات المأثورة التي هي ليست إلا مظهرا من مظاهر الإيمان بالله وطلب الخير أومعرفته منه أيضا يتبعون هذه الثقافة التي ليست من التفکير الإسلامي بشيء، فينکرونها، ويلحقونها تارة بأفعال المشرکين وعاداتهم، و تارة بما لم يرد فيه حديث ورواية، ولم يثبت شرعيته من جانب الشرع." وشرع الصافى فى نقل ما قاله شلتوت ورد عليه فقال: "هذا ولزيادة البحث حول تفسير هذه الجملة الشريفة القرآنية، (وان تستقسموا بالأزلام)، نذکر کلام الشيخ المذکور، ثم نتکلم حول تفسيرها بحول الله وقوته قول الشيخ محمود شلتوت في الاستخارة بالقرآن و حبات السبحة المأثورة من أئمة أهل البيت وتعريضه بأنه يشبه من وسائل الاستقسام: "قال الشيخ محمود شلتوت (ويلحق بهذا النوع الذي حرمه الله علي الإنسان احتفاظا بعقله، ما يشبه من وسائل الاستقسام التي يعتادها الناس اليوم کالطرق بالحصي، و ضرب الفول والرمل، والاستخارة بحبات السبحة، ومن أقبح أنواع الاستخارة الاستخارة بالقرآن الکريم الذي جرت به عادة بعض المسلمين، وصار شأنا معروفا حتي عند أهل العلم والدين، وما کان الله ليرضي أن يکون کتاب هدايته وارشاده بالتي هي أقوم في الحياة العقلية والروحية والعملية، أداة الشعوذة أو لعبة يد عابث أومضلل أو محتال). بداية لم يقل شلتوت أن من يقومون بتلك الضروب من الخبل هم الشيعة كما أوهمنا الصافى بتكرار كلامه أن هذا عمل أهل البيت وإنما قال بالنص الذى نقله الصافى "جرت به عادة بعض المسلمين"ولأن شلتوت عاش ومات فى مصر الحالية فهو يتحدث فى الغالب عما يقوم به بعض الصوفية والغجر والدجالين فى مصر وهو أمر ما زال مستمرا فى بعض جهات مصر الحالية ثم ذكر الصافى الأقوال فى تفسير الاستقسام بالأزلام فقال: "أقول: في تفسير الاستقسام بالأزلام أقوال: القول الأول: أن المراد بالاستقسام بالأزلام، طلب معرفة الخير والشر ، وما قسم في مستقبل الحياة واستعلامها، من عند الأصنام. وعلل بعضهم حرمة ذلک علي تضمنه العقيدة بالأصنام، و رده بعضهم بأن ذلک لم يکن في جميع الأحوال عند الأصنام، فربما کان مع الرجل زلمان، يستقسم بهما إذا شاء. ويرد ذلک بأن هذا لا ينافي کون العلة تکريم الأصنام، فإن الظاهر أن الأصل في ذلک عندهم أن يکون عند الأصنام، وعند تعذر الحضور في بيت الصنم يستقسم بما معه من الأزلام، کما أن الظاهر أن هذا ليس من العلة المنحصرة، فيمکن أن يکون لحرمته علل اخري. وكيف کان، قال في لسان العرب (قال الأزهري): الاستقسام مذکور في موضعه، والأزلام کانت لقريش في الجاهلية مکتوب عليها أمر و نهي، وافعل ولا تفعل، قد زلمت وسويت ووضعت في الکعبة، يقوم بها سدنة البيت فإذا أراد رجل سفرا أو نکاحا، أتي السادن، فقال: اخرج لي زلما. فيخرجه وينظر إليه، فإذا خرج قدح الأمر، مضي علي ما عزم عليه، وان خرج قدح النهي، قعد عما أراده، و ربما کان مع الرجل زلمان، وضعهما في قرابه، فإذا أراد الاستقسام أخرج أحدهما). وقال أبو البقاء في تفسيره (کانت سبعة عند سادن الکعبة، عليها أعلام، کانوا يحکمونها فإن أمرتهم ائتمروا، وان نهتهم انتهوا). و روي الطبري في تفسيره عن ابن إسحاق، قال: کانت هبل أعظم أصنام قريش بمکة، وكانت في بئر في جوف الکعبة، وكانت تلک البئر هي التي يجمع فيها ما يهدي للکعبة. وكانت عند هبل سبعة أقداح، کل قدح منها فيه کتاب- إلي أن قال: - کانوا إذا أرادوا أن يجيبوا غلاما، أو أن ينکحوا منکحا، أو أن يدفنوا ميتا، أو يشکوا في نسب واحد منهم، ذهبوا به إلي هبل بمائة درهم وبجزور، فأعطاها صاحب القداح الذي يضربها، ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون، ثم قالوا: يا إلهنا هذا فلان بن فلان، قد أردنا به کذا وكذا، فاخرج الحق فيه، الخ. وهذا کما تري يدل علي عدم انحصار الاستقسام بالأزلام بمعرفة الخير والشر، بل يعمها ومعرفة الحق عند اختلافهم فکأنهم يحکمونها أو يحکمون الصنم الذي يستقسمون بالأزلام عنده. وقال القفال: ذکر هذا في جملة المطاعم، لأنه مما أبدعه أهل الجاهلية، وكان موافقا لما کانوا فعلوه في المطاعم، وذلک أن الذبح علي النصب إنما کان يقع عند البيت، وكذا الاستقسام بالأزلام کانوا يوقعونه عند البيت إذا کانوا هناک. وقال بعضهم: وانما حرم ذلک لأنهم کانوا يحملون تلک الأزلام عند الأصنام وهذا القول هو اختيار جمهور کما نقل الرازي في تفسيره. إلا أن سياق الآية يأبي عن ذلک، فإن الله تعالي قال في أول السورة (أحلت لکم بهيمة الأنعام) ثم ذکر استثناء أشياء بقوله تعالي (إلا ما يتلي عليکم). وفي هذه الآية الکريمة ذکر تلک الصورة المستثناة، واستثناء الاستقسام علي هذا التفسير من العموم المستفاد من قوله تعالي (أحلت لکم بهيمة الأنعام) مع أنه ليس من المطاعم علي هذا القول لا يستقيم، و ذکره في جملة المطاعم أيضا ينافي هذا القول و توجيه القفال بعيد من الظاهر. القول الثاني: ما نقله الرازي و غيره و هو أن الاستقسام هو الميسر المنهي عنه وقال: إنه قول المؤرج وكثير من أهل اللغة، و هو أن الاستقسام هو الميسر المنهي عنه، والأزلام، قداح الميسر. والي هذا يرجع ما حکي عن مجاهد من أنه کعاب فارس والروم التي کانوا يتقامرون بها، وما حکي عن أبي سفيان بن وکيع من أنه هو الشطرنج وهذا القول إن کان راجعا إلي أن الاستقسام هو من افراد الميسر المنهي عنه، يرجع إلي القول الثالث المروي عن أهل البيت الطاهرة عليهم السلام، وإن کان المراد منه الاستقسام بمطلق الميسر، يرده السياق والظاهر، کما رددنا به القول الأول. نعم تفسير الأزلام بقداح الميسر وبما يتقامرون به لا ينافي هذا السياق. القول الثالث: وهو القول الحق لأنه مروي عن أئمة أهل البيت الذين جعلهم النبي (ص) عدلا للقرآن، وقال (إنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض). وهذا القول کما في (مجمع البيان) وغيره، روي عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين، وابنه جعفر بن محمد الصادق و هو (إن الأزلام عشرة، سبعة لها انصباء، و ثلاثة لا أنصباء لها، وكانوا يعمدون إلي الجزور فيجزءونه أجزاء، ثم يجتمعون عليه، فيخرجون السهام ويدفعونها إلي رجل، و ثمن الجزور علي من تخرج له التي لا أنصباء لها، وهو القمار، فحرمه الله تعالي). و ذکر هذا القول، أبوالسعود في تفسيره إلا أنه ترک التنويه بذکر قائله ، فقال: وقيل هو استقسام الجزور بالأقداح علي الانصباء المعهودة. و ذکره البيضاوي والسيوطي و غيرهما وقال الآلوسي في (روح المعاني): وقيل المراد بالاستقسام بالأزلام، استقسام الجزور بالأقداح علي الانصباء المعلومة، أي طلب قسم من الجزور أوما قسم الله تعالي منه، وهذا هوالميسر وقد تقدم ذلک وروي علي بن إبراهيم عن الأئمة الصادقين رضي الله تعالي عنهم، ورجح بأنه يناسب ذکره مع محرمات الطعام انتهي کلام الآلوسي. وهذا القول، هو القول الموافق لسياق الآية وما قبلها من الآيات. ومن هذا القول يعرف المنصف أن الأمة لو تمسکوا بالکتاب والعترة، واخذوا العلم من أهله، واتبعوا هدي أهل البيت أمنوا من الضلال والاختلاف ومن القول بغير علم و تفسير القرآن بالرأي، ويعرف أن رسول الله (ص) لم يأمر الامة بالرجوع إلي أهل بيته إلا لفضائل اختصهم الله بها، ولأن الله تعالي أمره بذلک. وقد فسر الزمان سر ذلک، فصدر منهم في المعارف الإسلامية والعلوم الحقيقية من التوحيد والتفسير والفقه والحديث والأخلاق والآداب و شرح معالم الإنسانية، ما لم يصدر عن أحد بعد رسول الله (ص)، قد اعترف بذلک الموافق والمخالف" ما نقله الصافى هنا من تفسيرات هو عينه ما قاله شلتوت فى تفسيره حيث قال : "والأزلام قطع من الخشب تشبه السهام والاستقسام هو طلب معرفة مستقبل الحياة عن طريق هذه القطع الخشبية وذلك أنهم إذا أرادوا سفرا أو غزوا أو زواجا أو بيعا وترددوا فيما يريدون أخير هو فيقدمون عليه أم شر هم فيحجمون عنه عمدوا إلى هذه الأزلام فأجالوها فى الأقداح ......" ص228 وص229تفسير القرآن الكريم لمحمود شلتوت والرجل لم يتعرض للشيعة فى تفسير الآيات وكما قلنا ما ذكره عن بعض المسلمين يشير بذلك إلى ما يجرى فى فرق موجودة فى مصر هم بعض الصوفية والغجر والدجالين واستمر فى البحث قائلا: "ثم إن من جميع ذلک يظهر أن لا وجه لإلحاق الاستخارة بالقرآن المجيد وبحبات السبحة، بالاستقسام بالأزلام لوجود الفرق بين الاستقسام بالأزلام وبين الاستخارة فإن حقيقة الاستقسام علي القول الأول الذي ظهر لک ضعفه، يرجع إلي الشرک، واستعلام ما يکون في المستقبل، وطلب معرفة الخير والشر من الأصنام. والاستخارة حقيقتها، الدعاء، وطلب الحاجة، ومعرفة الخير من الله تعالي علام الغيوب. والفرق بينهما، هو الفرق بين الشرک والتوحيد، مع أنه ليس في الاستخارة طلب معرفة ما يقع في مستقبل الحياة مثل الموت والمرض ووجدان الضالة وغيرها مما يکون مآله طلب معرفة الغيوب. وانما يستفاد منها إذا کان مؤداها الخير، أن الأمر کيف وقع، ووقع أم لم يقع، يکون فيه الخير، وان ما يقع هو اصلح الأمرين أو الامور ومثل هذا إنما يؤثر في الإقدام علي الفعل أو ترکه، ولهذا ورد النهي عن التفؤل بالقرآن دون الاستخارة به. فإن التفاؤل إنما يکون فيما سيقع کشفاء المريض وقدوم المسافر وغيرهما، بخلاف الاستخارة، فإنها طلب لمعرفة الرشد وما فيه الخيرة فعلي هذا الاستخارة بالقرآن الکريم وبالسبحة، ليست مخالفة للکتاب، ولا مانعا من هدايته وارشاده للتي هي أقوم، ولو قلنا بالقول الأول في تفسير الاستقسام. واما بحسب القول الثاني والثالث، فلا ارتباط بين الاستقسام والاستخارة أصلا، ولا وجه لإلحاقها به" نص ما قاله شلتوت فى تفسيره هو : "ويلحق بهذا النوع الذى حرمه الله على الإنسان احتفاظا بعقله ما يشبهه من وسائل الاستقسام التي يعتادها الناس اليوم کالطرق بالحصي، وضرب الفول والرمل، والاستخارة بحبات السبحة، ومن أقبح أنواع الاستخارة الاستخارة بالقرآن الکريم الذي جرت به عادة بعض المسلمين" الرجل هنا لم يقل أن الاستقسام هو الاستخارة وإنما قال ما يشبهه والتشابه يكون فى بعض دون بعض لأنه لو كان تشابها تاما لكان هو نفسه وقبل المضى فى بقية البحث أقول الاستقسام بالأزلام هو أى قسمة ظالمة نتيجة لعبة ما يختار فيها المقتسمين كل واحد شىء ما فبعضهم يدفع مالا سواء نقدا أو عينا وبعضهم يأخذ مالا دون وجه حق أى بألفاظ أخرى جماعة يخسرون مالهم وجماعة يكسبون مال الخاسرين ومن ثم لا علاقة له بالغيب ثم قال : "وبعد ذلک، فلا بأس بذکر بعض ما ورد في الاستخارة من الأحاديث فنقول: دلت الروايات من طرق العامة علي استحباب الاستخارة ومطلوبيتها: فمنها: ما أخرجه أحمد والبخاري و غيرهما من أرباب السنن والمسانيد عن جابر بن عبد الله، قال: کان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الامور کلها کالسورة من القرآن، يقول (إذا هم أحدکم بالأمر فليرکع رکعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرک بعلمک، واستقدرک بقدرتک) الحديث.ومنها: ما أخرجه أحمد في مسنده، ج 1 ص 168، قال رسول الله (ص): (من سعادة ابن آدم، استخارته الله، ومن سعادة ابن آدم، رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم، ترکه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم، سخطه بما قضي الله عز و جل). وعن انس بن مالک، لما توفي رسول الله (ص)، قال: کان رجل ملحد (يلحد)، واخر يضرح، فقالوا: نستخير ربنا. فبعث (فنبعث) إليهما، فأيهما سبق ترکناه فأرسل إليهما، فسبق الله صاحب اللحد، فألحدوا له. و هذا الحديث يدل علي أن الاستخارة بالسبحة جائزة، لا إشکال في جوازها. واما الأخبار من طرقنا، فأکثر من أن تحصي: فمنها: ما رواه ثقة الإسلام في (الکافي) بسند صحيح، قال: قال أبوعبد الله (صل رکعتين، واستخر الله. فوالله ما استخار الله مسلم إلا خار له البتة). ومنها: ما روي عن البرقي في (المحاسن) عن أبي عبد الله عليه السلام، قال (قال الله عز و جل: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال، فلا يستخيرني). ومنها: ما روي عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله قال: قلت له: ربما أردت الأمر، تفرق مني فريقان، أحدهما يأمرني، والآخر ينهاني. قال: فقال (إذا کنت کذلک، فصل رکعتين، واستخر الله مائة مرة ومرة، ثم انظر أجزم الأمرين لک، فافعله، فإن الخيرة فيه إن شاء الله). وفي رواية عن أبي الحسن (ثم انظر أي شيء يقع في قلبک، فاعمل به) وفي رواية اليسع القمي عن أبي عبد الله (انظر إذا قمت إلي الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يکون من الإنسان إذا قام إلي الصلاة، أي شيء يقع في قلبک، فخذ به، وافتح المصحف، فانظر إلي أول ما تري فيه، فخذ به إن شاء الله تعالي). وربما يستخار لرفع التحير و طلب تعرف ما فيه الخيرة بالسبحة، و هي أيضا مروية في طرقنا عن الصادق ، وكذا بالرقاع، و هي أيضا مروية عن أبي عبد الله. بحث حول الاستسقام (مشروعية الاستخارة)، ص: 8 ومنها: ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام (إذا أراد أحدکم شيئا، فليصل رکعتين، ثم ليحمد الله وليثن عليه، ويصلي علي محمد واهل بيته، ويقول: اللهم إن کان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي، فيسره لي واقدره، وان کان غير ذلک، فاصرفه عني)، الحديث. ومنها: ما روي في (الکافي) عن أبي جعفر قال (کان علي بن الحسين إذا هم بأمر حج وعمرة أوبيع أو شراء أوعتق، تطهر، ثم صلي رکعتي الاستخارة وقرأ فيهما سورة الرحمن والحشر، والمعوذتين وقل هوالله أحد إذا فرغ و هو جالس في دبر الرکعتين، ثم يقول: اللهم إن کان کذا وكذا خيرا لي في ديني و دنياي وعاجل أمري واجله، فصل علي محمد واله ويسره لي علي أحسن الوجوه واجملها، اللهم وان کان کذا وكذا شرا لي في ديني و دنياي واخرتي وعاجل أمري واجله، فصل علي محمد واله واصرفه عني). ومنها: ما روي عن محمد بن خالد أنه سأل أبا عبد الله عن الاستخارة. فقال: (استخر الله في آخر رکعة من صلاة الليل، وانت ساجد، مائة مرة ومرة)، قال: کيف أقول؟ قال (تقول: أستخير الله برحمته، أستخير الله برحمته). وغيرها مما هو مذکور في جوامع الحديث." ذكر الرجل روايات السنة والسبعة وليس فيها رواية واحدة تقول الاستخارة بالقرآن عدا رواية وهى رواية اليسع القمى عن أبى عبد الله وفيها يقول " وافتح المصحف، فانظر إلي أول ما تري فيه، فخذ به إن شاء الله تعالي" وهى رواية لو أخذ الإنسان بها فإنه سيكفر لأنه نظر قد يقع على أمر مثل هيت لك أو اكفر أو اقتلوا يوسف أو ذرونى أقتل موسى أو استحيوا نساءهم أو غير ذلك من أقوال الكفار هل سيأخذ المسلم بتلك الأقوال التى معظمها محرم؟ أو مثلا يريد تسمية ابنه أو ابنته قد يقع نظره أول ما يقع على كلمة نار أو سقر أو جهنم أو إبليس أو الشيطان فهل سيسمى بهم الأولاد ؟ قطعا لا ومن ثم فكلام شلتوت صحيح عن حرمة ذلك العمل وحكايى الأخذ بالسبحة وهو السبق من الرواية التالية" وعن انس بن مالک، لما توفي رسول الله (ص)، قال: کان رجل ملحد (يلحد)، واخر يضرح، فقالوا: نستخير ربنا. فبعث (فنبعث) إليهما، فأيهما سبق ترکناه فأرسل إليهما، فسبق الله صاحب اللحد، فألحدوا له" هو ضرب من الجنون للتالى : أولا ليس هذا قول من النبى(ص) أو فعل منه حتى يمكن الأخذ به عند الفريقين؟ ثانيا لو اعتبرنا السبق حكم فهو حكم ظالم لأن القوم عندما استبقوا كما زعموا حدثت مصيبة كاذبة أكل الذئب ليوسف(ص) ومثلا لو تسابق الناس إلى الاستحواذ على الأراضى فسيكون هذا ضرب من الجنون الذى يعنى توزيع الثروة بالظلم حيث أن المعاقين لن يصيبوا شىء منها ومثلا من ذهب لخطبة امرأة أولا ستكون من نصيبه ولو رفضت زواجه لأنه السابق إلى الخطبة ثم قال : "ولا يخفي عليک أنه يستفاد من مجموع هذه الأحاديث أن الاستخارة نوعان: النوع الأول: مجرد طلب الخير بالدعاء، کما دلت عليه رواية محمد بن خالد. النوع الثاني: طلب تعرف ما فيه الخير من الله تعالي، أو طلب العزم علي ما فيه الخيرة، کما دل عليه خبر اليسع القمي واحاديث الاستخارة بالرقاع وبالقرآن المجيد وبالسبحة و حديث إسحاق بن عمار. ومحل هذا النوع، تحير المستخير في أمرين مباحين، أومستحبين، بل ومکروهين إذا لم يکن طريق لمعرفة رجحان أحدهما علي الآخر، لا من الشرع ولا من العقل، ولا من أحد يشاوره. فإذا صار حاله کذلک، ولم يأت منه الجزم علي أحد الطرفين، يستخير الله تعالي لرفع تحيره و تحصيل الجزم علي أحد الطرفين، ويعمل علي مؤدي استخارته، ويبني علي أن ذلک هوالأرجح، کما أنه يصير أرجح أيضا من جهة أداء استخارته إليه وكونه عملا بما خار الله تعالي له." الاستخارة هى دعاء وليست صلاة لأن الصلوات معروفة محددة من زاد عنها فقد ابتدع ولم تذكر بهذا الاسم فى القرآن ومن يلجأ لها فى الأمور الاختيارية كاختيار زوج أو زوج أوعمل ما او تسمية ابن او ابنة أو غير هذا او غير هذا من الأمور المباحة فله ذلك ولكن هذاا الدعاء لا يعنى عن التفكير لأن الله قد لا يظهر للداعى أى علامة تدل على اختيار ما بل إن بعض العلامات كالأحلام قد تكون معكوسة فهى تقول بزواج فلانة ومع هذا يتزوج عيرها وأحيانا يظهر لها فى الخلم زواج امراة متزوجة ومن ثم فالتفكير فى هذه الأمور الاختيارية هو الحل ومع التفكير وحتى الدعاء قد لا يكونان حلا فمثلا تفكر فى زواج فلانة وتستخير وتتخذ القرار وتفاجىء عند الذهاب لخطبتها انها خطبت لغيرك ومن ثم على المسلم أن يعرف أن الزواج واختيار الأسماء والوظائف وغيرها من الخيارات هى أمور لا تعتمد على جهده وفكره وحده رغم أن مثلا القانون الوضعى قد يجعل طريق المتفوق دراسيا واضح وهو التعيين كمعيد فى الجامعة لأنه كان الأول على القسم أو على الكلية ويفاجىء المتفوق أن الظلمة من أساتذة الجامعة قد تركوه وعينوا قريبا لهم رغم أنه لم يحصل على أى ترتيب فى الأوائل المفروض تعيينهم وحتى فى دولة العدل من باب الآيثار يخص المسلم أخاه بوظيفته التى يتمناها ويمسك وظيفة أخرى حبا له أو تضطر ظروف كثرة اقبال شباب المسلمين على كليات أو أقسام معينة أن تطلب إدارة الكليات من الطلاب أن يغير بعض أقسامهم برضاهم أولا فإن وافق النسب الوظيفية المطلوبة فبها وحسنت وإلا اضطرت الإدارة إلى عمل امتحان لكل من تقدم للأقسام المقبل عليها حتى تستبعد العدد الزائد الذى عليه أن يختار أقسام أخرى تحتاج دولة المسلمين إلى موظفين فيها
  22. قراءة فى كتاب شكوى القرآن الكتاب تأليف محمد اليعقوبي وهو من المعاصرين وهو يدور حول فضائل القرآن وأوصافه ويذكر الرجل فى المقدمة آية هجر القرآن وما حولها فيقول: "ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا،الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا، ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا، وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا، وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا، وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا، ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا: وقد بين الرج كون القرآن هو طريق معرفة الله وأنه طريق صلاح النفس فقال: "القرآن طريق الوصول إلى المعرفة بالله تبارك وتعالى فمن اراد الله سبحانه وطلب الوصول اليه لان أول الدين معرفته تبارك وتعالى فعليه بالقرآن فقد ((تجلى الله تعالى في كتابه لخلقه ولكن لا يبصرون))، كما هو مروي عن أمير المؤمنين ومن اراد اصلاح نفسه وتهذيبها وتخليصها من امراضها فعليه بالقرآن ومن اراد اصلاح مجتمعه وإقامة أمره على السلام والسعادة والطمأنينة فعليه بالقرآن فانه الدليل لكل هدى والمرشد لكل خير وصلاح, ومن العجب انك حين يعطل جهاز تذهب إلى الجهة المصنعة له لكي تصلحه فان صانع الشيء خبير به, واذا مرضت ـلاسمح الله ـفتذهب إلى الطبيب المختص لكي يعالج المرض, ثم عندما تريد ان تصلح النفس الانسانية ذات الاسرار الغامضة الخافية عن صاحبها فضلا عن غيره, أو ان تضع نظاما يكفل للبشرية سعادتها واصلاحها تلتمس العلاج عند نفس البشر الناقصين العاجزين القاصرين. ولا تذهب إلى صانع هذا الانسان وخالقه ومصوره والعارف بالنفس البشرية" كما بين أن التجربة فى عهد النبى(ص) أثبتت فاعلية القرآن فى تغيير الأخلاق وتوجه المجتمع نحو العدل فقال: "وقد صدقت ذلك أي فاعلية القرآن في اصلاح النفس والمجتمع التجربة العظيمة لرسول الله (ص)فان مقارنة بسيطة بين مجتمع ما قبل الاسلام وما بعده والنقلة الضخمة التي حصلت للأمة من أناس همج جهلة متشتتين قد تفشت بينهم الرذائل يتفاخرون بالمنكرات والقبائح إلى أمة متحضرة كريمة الاخلاق ذات نظام لم ولن تعرف البشرية البعيدة عن الله سبحانه مثله وبفترة قصيرة وكل ذلك ببركة هذا الكتاب الكريم وحمله العظيم." وبعد هذا بين اليعقوبى حاجة الناس فى عصرنا إلى العودة لطاعة القرآن كى يعود العدل والصلاح بدلا من جعله موجود كشكل او صورة فى بعض الأمور فقال: "حاجتنا إلى اعادة القرآن إلى الحياة: فنحن اذن بحاجة إلى اعادة فاعلية القرآن في حياة المسلمين واخراجه من عزلته بحيث اقتصر وجوده على المآتم التي تعقد للموتى والعوذ والاحراز وقد ورد في بعض الكلمات ((إن آخر هذه الأمة لاينصلح الا بما صلح به أولها))، وقد صلح أولها بالقرآن فاذا اردات الأمة ان تستعيد عافيتها وتعود إلى رشدها فعليها بالقرآن, عن المقداد عن رسول الله (ص)انه قال في حديث: ((فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله امامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل))، وقال أمير المؤمنين في بعض خطبه: ((واعملوا ان هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لايضل, والمحدث الذي لا يكذب, وما جالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى ونقصان من عمى , واعلموا انه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لاحد قبل القرآن من غنى فاستشفعوه من ادوائكم واستعينوا به على لأواءكم فان فيه شفاءا من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا به وتوجهوا اليه بحبه ولا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله, واعملوا انه شافع مشفع وقائل ومصدق وانه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه فانه ينادي مناد يوم القيامة: ((الا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن))، فكونوا من حرثته واتباعه واستدلوه على ربكم واستنصحوه على انفسكم واتهموا عليه اراءكم واستغشوا فيه اهواءكم)) " ما ذكره الرجل صحيح وما رواه عن على كلام صحيح ولكن يد الوضع لمتجعل القول سليما فى قوله "ينادي مناد يوم القيامة: ((الا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن))فهذا القول لم يذكره الله فى الوحى كما أنه لو صدر قول مثل هذا فلن يخص القرآن وإنما سيعمم الكلام على الوحى المنزل من أول آدم(ص) وحتى محمد(ص) ثم ذكر اليعقوبى اهتمام النبى(ص) بالقرآن فقال : "اهتمام النبي (ص) وأهل بيته بالقرآن: ولقد بلغ اهتمام اهل البيت بالقرآن اقصاه حتى قال الإمام السجاد : ((لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد ان يكون القرآن معي)) لقد أمر رسول الله (ص)بتلاوة القرآن" وما ذكره اليعقوبى من الاهتمام يبدو هنا ناقصا فقد ذكر قول واحد عن السجاد ولم يكلف نفسه ذكر شىء عن النبى(ص) وتحت عنوان شرح لبعض اوصاف القرآن ذكر بعض الأوصاف للقرآن فقال: "شرح لبعض اوصاف القرآن: ولكن هذا الشرح الاجمالي لصفات القرآن غير كافية, لذا أرى من الضروري تقديم شرح اكثر تفصيلا لبعض هذه الصفات مما لها آثار اجتماعية أو أخلاقية تاركا البعض الآخر إلى التفاسير المطولة في موارد الآيات التي ذكرتها, وانما اذكر هذه الاوصاف ليس فقط للتعرف على القرآن بل للتعرف على أهل البيت لأنهم عدل الكتاب وهما صنوان لا يفترقان فاذا كان القرآن ينطق بالحق فانهم مع الحق والحق معهم وهو لايأتيه الباطل وهم معصومون وهو الكتاب قيمومة وسلطنة على الناس وهم ائمتهم وهكذا:" بالقطع القول عن كون أهل البيت عدل الكتاب فهو كلام باطل فلا شىء مع كتاب الله فلم يأمر الله ان نتحاكم إلى بشر كأهل البيت وإنما أنمرنا أن نتحاكم إليه أى إلى كتاب الله وهو الوحى المنزل فقال : "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله" وقال : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" وأما كونهم الأئمة معصومون من الخطأ وهو ارتكاب الذنوب فهذا ما لا دليل عليه من وحى وإنما الدليل على ضده وهو أن الرسول الأخير(ص) أذنب كما قال تعالىله : " واستغفر لذنبك" وقال : " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" وأما كونهم أهل البيت فلا دليل عليه فأهل البيت هم زوجات النبى(ص) وبناته وقد انتهى وجود أهل البيت بموتهن والدليل على كون النساء أهل البيت قول الملائكة لزوجة إبراهيم(ص) فى الآيات التالية: " وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد" صم ذكر الوصف الأول وهو كون القرآن مبارك فقال "مبارك أي كثير البركة وهو كذلك من عدة جهات فهو مبارك في محل صدوره لانه نازل من الله تبارك وتعالى المتفضل المنان مفيض النعم التي لاحصر لها ولا عد, ومبارك في محل نزوله وهو قلب رسول الله (ص)الرحيم الكريم الذي ارسل رحمة للعالمين ومبارك في اثاره ففيه الهداية والخير والسعادة في الدنيا والاخرة وفيه نظام حياة البشرية وقوامها وحفظ كيانها وفيه السلام والطمأنينة, ومبارك في حجمة فهو كتاب واحد الا ان جميع ارباب العلوم والمعرفة يغترفون منه وهو معين لا ينضب فتجد الأصولي والفقيه والنحوي والاديب والمفكر والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والطبيب والمشرع والحاكم يأخذون منه ويستدلون بآياته ومع ذلك يبقى خالدا معطاء وهذا دليل نزوله من الله فان هذا كله مما لايمكن لكتب عديدة ان تضمه وتحويه وهو مبارك بعدد الذين اهتدوا على يديه وتنورت قلوبهم وعقولهم ببركته." وكان يكفى اليعقوبى أن يقول أنه نافع فى كل الأحوال ثم ذكر الوصف الثانى فقال: "عزيز: أي يصعب مناله فانه في كتاب مكنون وحقائقه العليا محفوظة في اللوح المحفوظ وما هذه الكلمات الا امثال لتقريب تلك المعاني إلى اذهان البشر المستأنسة بالماديات والتي لاتسمو لتنال تلك الحقائق, نعم, يمسها ويصل اليها ويعيها المطهرون الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهم آل محمد (ص)وقد سمعت أمير المؤمنين يقول: اننا لا نملك علما أكثر من فهم لهذا الكتاب, وهو عزيز بمعنى يندر وجود مثله وهو كذلك لانه كلام من ليس كمثله شيء, وهو عزيز أي ممتنع عن ان ينال بسوء, فيكون بمعنى الآيه الشريفة" وعزة القرآن أى منعته تتمثل فى كونه فى مكان لا يقدر أحد على أن ينال منه بتحريف أو محو أو غير ذلك وهوكعبة الله التى لا يقدر أحد على ـن يقرر أن يرتكب فيه جريمة صغرت أو كبرت وليس أن يفعلها كما قال تعالى : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم" ثم تحدث اليعقوبى عما عاينه من فضل القرآن عليه فقال: "الحياة في كنف القرآن: وقد جربت الحياة في كنف القرآن وعشت في رعايته سنين في ريعان الشباب كنت أختمه في السنة عشرين إلى خمس وعشرين مرة حتى خالط لحمي ودمي وفكري ولساني وقلبي وكنت مع تلاوتي له اقرأ بامعان في تفسيرين مهمين أجلهما واعترف لهما بالفضل في تكوين شخصيتي العلمية والفكرية هما (الميزان) و (في ظلال القرآن) حتى اكملتهما ولخصت رؤوس افكارهما حتى أرجع اليهما باستمرار فتنقدح في ذهني تلك الأفكار وفي روحي وقلبي تلك اللحظات السعيدة فماذا وجدت في رحاب القرآن,؟ وماذا سيجد من يعيش في رعاية القرآن؟ سيرى عظمة الله سبحانه تتجلى في آياته وقوانينه وسننه وقدرته على كل شيء, فالأرض جمعيا قبضته والسموات مطويات بيمينه والعزة لله جميعا والقوة والملك له وحده فهو الذي يرث الارض ومن عليها وإليه مرجع العباد وهو اقرب اليهم من حبل الوريد ويحول بين المرء وقلبه ولا يملك شيء لشيء نفعا ولا ضرا الا بإذنه, فعندئذ يتصاغر امام حامل القرآن كل ما سوى الله تبارك وتعالى مهما عظم ظاهرا أو حاول اولياؤه وأتباعه تعظيمه والنفخ في صورته فاذا قدرة الله تلقف ما يأفكون فلا إرم ذات العماد ولا فرعون ذو الاوتاد ولا صاحب الكنوز التي تنوء مفاتيحه بالعصبة اولي القوة, اما حامل القرآن فقوته متصلة بالله فلا يخشى ما سواه" ثم حدثنا اليعقوبى عن أن الجاهلية وهى الكفر قبل عهدالنبى(ص) عاد فى عصرنا وأصبح المسيطر على حياة البشر وأن من يتسمون بأسماء المسلمين مسلمون بالأسماء إلا من رحم الله فقال: "جاهلية اليوم: إن البشرية تعيش اليوم جاهلية جديدة ـ-وان تسمى بعضهم بالاسلام ـ-بحسب المفهوم الذي يعطيه القرآن للجاهلية إذ انه لا يعتبرها فترة زمنية انتهت بطلوع شمس الاسلام بل هي حالة اجتماعية تتردى اليها الأمة وينتكس اليها المجتمع كلما اعرض عن شريعة الله " ثم ذكر الرجل أنه سيورد أربعون رواية فى فضل القرآن وسوف أعلق على الرواية الصحيحة بصحيحة المعنى وأما الروايةالخاطئة التى لا يصح نسبتها للنبى(ص) فسوف أعلق عليها لبيان مخالفتها لكتاب وقد قال اليعثوبى: "الأربعون حديثا في فضل القرآن وآثاره وآداب تلاوته: وسأكتفي هنا بذكر نصوص الأحاديث مع جعل عنوان مناسب لمضمونها وتصنف الأحاديث بحسب المضامين أما شرحها وبيان ما فيها من نكات فيمكن أن يكون له محل آخر وسوف لا أتحدد بالعدد أربعين لأن الأخبار التي حثت على حفظ أربعين حديثا لا نفهم منها انها بشرط لا عن الزيادة فالزيادة خير إذن. 1 -ضرورة تعلمه: عن ابي عبد الله قال: ((ينبغي للمؤمن ان لا يموت حتى يتعلم القرآن أو ان يكون في تعليمه)) صحيح المعنى وعن رسول الله (ص)قال: ((لايعذب الله قلبا وعى القرآن)) صحيح المعنى ذ"وعنه (ص)قال: ((خياركم من تعلم القرآن وعلمه)) كون من علم القرآن وعلمه هو الأفضل يخالف أن المجاهد هو أعظم أجرا كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" "وعنه (ص)قال: ((حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة)) الخطأ وجود عرفاء أى أمراء أى أسياد لأهل الجنة يوم القيامة وهو ما يخالف كون المسلمين جميعا اخوة كما قال تعالى " اخوانا على سرر متقابلين" "وعنه (ص)قال: ((القرآن غني لاغنى دونه ولا فقر بعده)) صحيح المعنى "وعنه (ص)قال: ((إذا قال المعلم للصبي: بسم الله الرحمن الرحيم فقال الصبي بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلم)) الخطأ إثابة الأبوين على شىء لم يعملاه وإنماعمله ولدهما وهوما يناقض قوله تعالى : ولا تزر وزارة وزر أخرى" وقال "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" "وعن أبي عبد الله - قال: ((الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة)) صحيح المعنى "2 -تعلم القرآن أعظم نعمة: عن النبي (ص)انه قال: ((من قرأ القرآن فظن أن أحدا أعطي افضل مما أعطي فقد حقر ما عظم الله, وعظم ما حقر الله)) صحيح المعنى 3 ـ-القرآن شافع مشفع وخصم مصدق عن الرسول (ص)انه قال في حديث: ((إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وماحل مصدق, ومن جعله امامه قاده إلى الجنة , ومن جعله خلفه ساقه إلى النار, وهو الدليل يدل على خير سبيل, وهو كتاب فيه تفصيل وبيان تحصيل ـ-إلى ان قال ـ-لاتحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه ,مصابيح الهدى ومنار الحكمة)) الكلام المذكور هنا صحيح المعنى وأما بقية الرواية فلا نعرفها 4 -صفة قارئي القرآن "عن أبي عبد الله انه قال: ((ينبغي لمن قرأ القرآن اذا مر بأية من القرآن فيها مسألة أو تخويف ان يسأل عند ذلك خير ما يرجو ويسأله العافية من النار ومن العذاب)) هذا الكلام بلا دليل فقراءة القرآن لا يجب قطعها للدعاء أو غيرها "وعن رسول الله (ص)((إني لأعجب كيف لا أشيب اذا قرأت القرآن)) هذا القول يتعارض مع رواية شيبتنى هود وأخواتها كما يتعارض مع الرواية بعده فلا سؤال فيها وإنما اقشعرار للجلود وطمع وهى: "ومن خطبة أمير المؤمنين في وصف المتقين قال: ((اما الليل فصافون اقدامهم تالين لأجزاء الكتاب يرتلونه ترتيلا, يحزنون به انفسهم ويستثيرون به تهيج احزانهم, بكاء على ذنوبهم, ووجع كلوم جراحهم, واذا مروا بآية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم وأبصارهم فاقشعرت منها جلودهم ووجلت قلوبهم فظنوا ان صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في اصول آذانهم, واذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعا وتطلعت انفسهم اليها شوقا, وطنوا انها نصب اعينهم)) الخطأ فى الرواية هو الاكثار من الحزن عند القراءة وهو يخالف نهى الله نبيه (ص)عن الحزن أكثر من مرة "ولا تحزن "فإذا كان الله يطالبه بعدم الحزن فى القرآن فكيف يحزنه بنزول القرآن وقراءته 5 -وجوب اكرام حملة القرآن وحرمة الاستخفاف بهم "عن رسول الله (ص)قال: ((ان أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين فلا تستضعفوا اهل القرآن حقوقهم, فان لهم من الله العزيز الجبار لمكانا)) الخطأ كون أهل القرآن في أعلى درجة وهو ما يخالف أن الدرجة العليا للمجاهدين كما قال تعالى"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" "6 -ثواب من يصعب عليه تعلم القرآن وحفظه عن الصادق قال: ((من شدد عليه القرآن كان له أجران ومن يسر عليه كان مع الاولين)) "وعنه - قال: ((ان الذي يعلج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له أجران)) " الخطأ وجود أجرين فى الروايتين للشاق عليه القرآن وهو ما يخالف أن اجر الكل واحد وهو عشر حسنات كما قال تعالى : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" "7 -وجوب قراءة البسملة قبل سورة عن الصادق : ((إذا أم الرجل القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قرين الإمام فيقول: هل ذكر الله يعني هل قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فان قال نعم هرب وان قال لا ركب عنق الإمام ودلى رجليه في صدره فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم)) الخبل مجىء شيطان للسيطان وهروب الذى جاء إذا كان الإمام قرأ البسملة فلو كانت قراءة البسملة تجعل الشياطين تهرب فلماذا لم يهرب الشيطان الأول ثم لماذا خص الإمام بشيطانه بينما القرين موجود مع الكل؟ "8 -استحباب قراءة القرآن عند زيارة القبور في (من لا يحضره الفقيه) عن الامام الرضا : ((ما عبد عبد مؤمن زار قبر مؤمن فقرأة عنده انا انزلناه في ليلة القدر سبع مرات الا غفر الله له ولصاحب القبر)).وفي رواية اخرى: ((امن من الفزع الاكبر)) وفي معناه رويات عديدة." أن عمل الحى ينفع الميت وهو ما يخالف أن ما ينفع الإنسان هو سعيه أى عمله هو وليس عمل غسره كما قال تعالى " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" "وفي أخرى استحباب اضافة سورة الفاتحة والمعوذتين والتوحيد وآية الكرسي كل منها ثلاث مرات, وورد في ثوابها: ((ان الله يبعث اليه ملكا يعبد الله عند قبره ويكتب له وللميت ثواب ما يعمل ذلك الملك فاذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول الا صرفه الله عنه بذلك الملك الموكل حتى يدخله الله به الجنة)). نفس الخطأ السابق وهو نفع عمل الغير للميت والخطأ الثانى وجود ملاك فى الأرض عند القبروهو ما يناقض أن الملائكة فى السموات لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ". "9 -فضل تعلم القرآن في الشباب وآثاره عن الصادق قال: ((من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه, وجعله الله من السفرة الكرام البررة, وكان القرآن عنه حجيزا يوم القيامة, يقول: يارب ان كل عامل قد اصاب أجر عمله غير عاملي, فبلغ به اكرم عطائك, قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة, ثم يقال له: هل ارضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يارب قد كنت ارغب له فيما هو افضل من هذا, قال: فيعطى الأمن بيمينه والخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له اقرأ آية فاصعد درجة, ثم يقال له: هل بلغنا به وارضيناك؟ فيقول: نعم)) الخطأ الأول اختلاط القرآن باللحم والدم والقرآن كلام والكلام لا يمكن أن يختلط باللحم والدم الثانى أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن وهو ما يخالف كون الجنة درجتين فقط واحدة للمجاهدين وهم السابقون وواحدة للقاعدين وهم أهل اليمين وفى هذا قال تعالى" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" "10 -ضرورة تعليم الاولاد القرآن عن الرسول الله (ص)في حديث إلى ان قال: ((ويكسي ابواه ـ أي حامل القرآن ـىحلتين ان كانا مؤمنين ثم يقال لهما هذا لما علمتماه القرآن)) صحيح المعنى وفي حديث عن أمير المؤمنين - قال: ((ان الله ليهم بعذاب أهل الارض جميعا حتى لا يحاشي منهم أحد اذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات, فاذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات والولدان يتعلمون القرآن رحمهم فأخر ذلك عنهم)) الخطأ منع العذاب عن أهل الأرض بصلوات الشيب وتعلم الولدان للقرآنوهوما يخالف أن مانعالعذاب إما عدم مجىء موعد العذاب وإما استغفارهم كما قال تعالى " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" 11 -أقسام قراء القرآن وصفة القاريء الحق عن أبي جعفر قال: ((قراء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس, ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده وأقامه إقامة القدح, فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فاسهر به ليله واظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عنه فراشه, فباولئك يدفع الله البلاء وبأولئك يديل الله من الاعداء وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء, فوالله لهؤلاء في قراء القرآن اعز من الكبريت الاحمر)) الخطأ الأول دفع البلاء بقراء القرآن والبلاء واقع حتى بالقراء مع غيرهم كما قال تعالى " ونبلوكم بالشر والخير فتنة" الثانى نصر الله المسلمين على الأعداء بسبب القراء وهو ما يخالف أن سبب النصر نصر المسلمين لله أى طاعتهم لوحيه كما قال تعالى " إن تنصروا الله ينصركم" الثالث إنزال الغيث بسبب القراء وهو ما يخالف أنه قضاء الله السابق بإنزاله لأنه ينزل على الكفار وليس عندهم قراء للقرآن كما ينزل على المسلمين "وعن رسول الله ((ص)) قال: ((يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله, ولا تعزز به فيذلك الله, يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله به, ولا تزين به للناس فيشينك الله به)) معنى صحيح إن كان يراد به التواضع مع المسلمين وعدم التعزز عليهم 12 -فهم القرآن مرتبة قريبة من النبوة عن رسول الله (ص)من حديث قال: ((من ختم القرآن فانما ادرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لايوحى اليه)) صحيح المعنى 13 -الطريق الاكمل لقراءة القرآن ان تبدأ من أوله إلى آخره وليس بأن تقرأ سورا متفرقة عن الزهري قال: ((قلت لعلي بن الحسين : أي الأعمال أفضل قال: (الحال المرتحل) قلت وما الحال المرتحل, قال: فتح القرآن وختمه, كلما جاء بأوله ارتحل في آخره)) وفي النهاية سئل: أي الأعمال افضل فقال: الحال المرتحل, فقيل: وما ذلك, قال: الخاتم المفتح هو الذي يختم القرآن بتلاوته ثم يفتتح التلاوة من أوله شبهه بالمسافر يبلغ بالمنزل فيحل فيه ثم يفتتح السير أي يبدأه وكذلك قراءة أهل مكة اذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أول سورة البقرة" الخطأ كون أفضل الأعمال الحال المرتحل وهو قراءة القرآن وهو ما يخالف كون الجهاد أفضل الأعمال بدليل أن الله فضل المجاهدين على القاعدين مهما قرئوا من القرآن "فقال فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
  23. قراءة فى كتاب فتية الكهف الكتاب تأليف محمد مهدي الآصفي وقد استهل الكتاب بما سماه المؤلف أجواء القصة: "أجواء القصة: من هم هؤلاء الفتية؟ الرواية التاريخية تقول إنهم من شباب القصر، وشباب القصر نموذج خاص من الشباب، يعيشون اجواء التحلل والترف والفتنة والفساد، وليس يتوفر لأحد من الفتنة والفساد ما يتوفر لشباب القصر، حيث ينعمون بالمال ويعيشون الترف والفراغ، وكل ذلك مفسدة للشباب وليس شيء في حياة الإنسان من أسباب الاغراء والفتنة يؤدي إلى التحلل والفساد مثل أجواء القصر ففي قصة يوسف (ص) ، وأنها أقدمت على خيانته، وشهد على ذلك شاهد من أهلها، لم يزد على أن قال: (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك) ويضاف إلى ذلك أن هذه المنطقة كانت مقرا لسلطان الملك الوثني الذي اضطهد النصارى بحدود سنة (250م)، وهو الملك داقيوس أو داقينوس أو داقيانوس، وكانت سلطته في هذه الفترة من التاريخ سلطة واسعة، وإذا اضيف الترف إلى (السلطان) كان تربة خصبة للفساد في مثل هذه الاجواء كان يعيش فتية أهل الكهف، ينعمون بالمال والسلطان، ويعيشون حياة البذخ والترف وهذا هو البعد الأول من الموضوع ولابد من أن نضيف إلى هذا البعد البعد الثاني لاجواء القصر; حتى تكتمل صورة الجو النفسي والوسط الاجتماعي الذي كان يعيشه هؤلاء الفتية لقد كانوا يعيشون دور الشباب من حياتهم يقول الله تعالى عنهم: (إنهم فتية)، وفي مرحلة الشباب تنفتح الغرائز، وتلتهب الاهواء والشهوات، وينجذب الإنسان فيها إلى الفتن بقوة لا يعرفها الإنسان في أية فترة أخرى من حياته، وهذه الفترة من حياة الناس فترة طيش وتحلل عادة في مثل هذه الاجواء النفسية والاجتماعية، كان يعيش هؤلاء الفتية تحت سلطان الاهواء، داخل نفوسهم من جانب، وفي ظل الفتن في ساحة الحياة من جانب آخر" البداية خاطئة فلا يوجد دليل على كون أهل الكهف كانوا من الأغنياء أو من شباب القصر بتعبير الآصفى وغالبا لا يؤمن أحد من الأغنياء أو أهل القصر بتعبير الرجل إلا نادرا مثل زوجة فرعون وفى هذا قال تعالى "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" وأتباع الأنبياء كانوا دوما من المحتاجين والفقراء وحكاية كون أهل الكهف كانوا يعيشون فى عهد ملك يسمى داقيوس أو داقينوس أو داقيانوس حسب تعبير الآصفى أو حتى دقلديانوس لا دليل عليها من الوحى ولا هى تهمنا فى شىء فقومهم حسب القرآن كانوا كفرة كما قال تعالى : "هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه إلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين" ومن ثم فلم يكونوا نصارى مضطهدين ولا غير ذلك لأنهم كانوا يعبدون آلهة متعددة وتحت عنوان الإيمان قال : " الإيمان: يقول تعالى: (إنهم فتية آمنوا بربهم) إن الإنسان يخترق حصار المادة والحس إلى رحاب الغيب بالايمان وحصار الحس حصار ضيق، ورحاب الغيب رحاب واسعة، ومن بؤس الإنسان وشقائه أن يبقى سجينا محاصرا في مساحة الحس، ولا يتمكن أن يخترق هذا الحصار إلى الغيب وعامل الاختراق هو المعرفة، ونتيجة المعرفة هي الايمان والإيمان بالغيب أهم أبعاد شخصية الإنسان يقول تعالى: (آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) وقد جعل الله تعالى الايمان تحت اختيار الإنسان، وسلطان ارادته بصورة كاملة في الحالات السوية له; فهو مسألة عقلية نفسية داخلية، وخاضعة لسلطان ارادة الإنسان ولكن الطاغوت يحاول أن يسلب ارادة الناس، ويجردهم من القدرة على الاختيار، فيطيعونه حتى في الايمان والتشخيص والعرفان والانكار، وليس فقط في الطاعة والتبعية في النظام والاعمال بل ينكرون ما ينكره الطاغوت ولو كان معروفا، ويعرفون ما ينكره الطاغوت ولو كان منكرا، ويرون الاشياء والالوان والقيم كما يراها الطاغوت، ويؤمنون ويكفرون كما يريد الطاغوت وقد انكر فرعون على السحرة إذ آمنوا بموسى (ص) دون أن يستأذنوه (قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون) وهذا هو ما يطلبه الطاغوت من الناس، وأقصى مراحل الاستكبار والاستضعاف فاذا اخترق الناس حصار الارهاب والتبعية الذي يفرضه المستكبرون، ثارت ثائرتهم، واعتبروا ذلك اختراقا لسلطانهم ونفوذهم، وهددوا، وتوعدوا، وعذبوا، واضطهدوا الذين تجرأو أن يفكروا ويتعقلوا الاشياء بانفسهم من دون استئذان وقد كان جزاء سحرة فرعون عندما آمنوا بالله تعالى من دون استئذان فرعون أن قطع أيديهم وارجلهم من خلاف: (لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين) " وكل ما سبق لا علاقة بالقصة موضوع الكتاب ثم قال: "وقد كان الشوط الأول من التمرد في حياة هؤلاء الفتية، أن آمنوا بالله من غير استئذان الملك، وسمحوا لأنفسهم أن يفكروا ويتعقلوا الاشياء كما تعقلها عقولهم، وتهواها قلوبهم، لا كما يعقلها الملك ويهوى وكان هذا الايمان محظورا في اجواء القصر أشد الحظر، ممنوعا أشد المنع ومن عجب أن القصر بقدر ما يضم بين جدرانه من التحلل من القيم، والفساد، يضم كذلك الارهاب الفكري والسياسي بابشع صوره والايمان بالله هو بداية التمرد، وتكون هذه البداية داخل النفس ورغم ذلك، لا يعفي الطاغوت صاحبه من العقوبة والاضطهاد وهذه البداية هي أشق مراحل التمرد وليس في مراحل التمرد السياسي والحركي مرحلة أشق من الايمان، والمشقة هنا نفسية داخلية، فإذا آمن الإنسان، واخترق جدار الارهاب، هانت عليه الأشواط اللاحقة من العمل واستطاع هؤلاء الفتية اجتياز هذه العقبة، واستطاعوا أن يغافلوا الطاغية ويفاجئوه بايمانهم، ويواجهوه بالامر الواقع وهذه هي المرحلة الاولى من التمرد" الآصغى هنا مصر على كون أهل الكهف من شباب قصر الملك وهو كلام كما قلنا لا يتفق مع كون المؤمنون دوما ممن هم فى احتياج وفقر إلا فى حالات شاذة لا يمكن القياس عليها فلو قال ان أحدهم من الأغنياء لكان كلاما معقولا ولكن أن يكونوا جميعا من الطبقة التى هى تحارب الإسلام دوما فى كل العصور فهو شىء لايصدق ثم قال: "القيام والنهضة يقول تعالى: (إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذن شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الرواية التاريخية لا تذكر في قصة هؤلاء الفتية أنهم ثاروا وقاموا وأعلنوا التمرد في اجواء القصر، وتكتفي بقصة ايمانهم وهجرتهم إلى الكهف ولكن القرآن يروي القصة الكاملة، ويؤكد أن هؤلاء الفتية قاموا وثاروا في أجواء القصر، واعلنوا التمرد، واخترقوا جو الارهاب الحاكم في القصر يقول تعالى: (إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض) ودوت هذه الصرخة في اجواء القصر، ومزقت السكوت الرهيب الذي كان يفرضه الدكتاتور داقيوس، فأرعبته وهزت عرشه بقوة وقد تضمنت هذه الصرخة: 1 ـ الدعوة إلى الله رب السموات والأرض: (ربنا رب السماوات والأرض) وكان الحاكم داقيوس قد حجبهم بمكره عن رب السموات والأرض، فلما عرفوا أن رب السموات والأرض هو ربهم أعلنوا ذلك بقوة 2 ـ الرفض للطاغوت والاصنام والآلهة التي يتخذها الناس من دون الله: (لن ندعو من دونه إلها) وفي هذه النقطة يكمن ظل التحدي والتمرد، ويكمن سخط وغضب الجبابرة والطغاة، ويكمن كل عذاب واضطهاد الدعاة إلى الله 3 ـ التقبيح والإنكار على من يقول بالوهية احد غير الله: (لقد قلنا إذن شططا) 4 ـ الاحتجاج على قومهم، ومطالبتهم بالبينة والحجة على ما يقولون: (لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا)وأشد ما يكون الامر على الطاغية أن تتفجر الثورة والتمرد من داخل قصره، كما حصل للحاكم داقيوس في قصره، وكما حصل لفرعون عندما اعلن موسى (ص) وهو ربيب قصره، الدعوة إلى الله تعالى إن الطاغية في هذه الحالة يفقد الثقة بكل أحد في قصره، ويهتز عرشه وكبرياؤه بقوة، ولا يعود يثق بأحد من بلاطه وحاشيته، ولا يعود يثق به أحد، ويفقد بذلك هيبته وشموخه بعد أن ارتفعت الدعوة إلى الله من داخل جدران قصره وليس شيء يثير الظالمين والمستكبرين كمن يسلبهم هيبتهم ; فإن هؤلاء الطغاة يحكمون الناس بهذه الهيبة، وهي هيبة كاذبة بالتأكيد، ولكنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتثبيتها بالبطش والقتل والسجن والتعذيب، فإذا هابهم الناس تحكموا في رقابهم، وفرضوا عليهم ما يريدون من معيشة ونظام وعمل وفكر وثقافة ودين ونظرية الظالمين في الحكم هي (اكذب حتى يصدقك الناس، وارعب حتى يرهبك الناس)فإذا تعرض احدهم لاسقاط هيبة الطاغية ثارت ثائرته وطاش صوابه; لأنه يسلب بذلك كل شيء في ملكه وسلطانه" يصر الرجل على وجود ملك فى القصة مع أن القرآن لم يذكر الملك وتعبير القرآن على لسانهم واضح وهو قومنا أى أن المجتمع كله كان يعبد آلهة متنوعة والدعوة تهز المجتمع كله وليس مجرد من فى القصر فحتى المعوزين والطبقة الوسطى يعارضون الدعوة باعتبارها تسفيها لعقولهم وسب لآباءهم بعدم العقل ومن ثم يقف المجتمع كله فى البداية فى وجه الدعوة مكذبا إياها ولكن الأشد فى مواجهة الدعوة هو الأغنياء لأنها تقويض للنظام المالى القائم على الظلم حيث تريدالدعوة تطبيق العدل فى الأقوات حسب ما قال الله حيث لا يوجد غنى ولا فقير كما قال تعالى " سواء للسائلين" ثم قال : "إن صرخة حق صريحة وواضحة وجريئة في وجه الطاغية، تعادل سنين من العبادة عند الله وقد ورد في الحديث: ((إن كلمة حق عند سلطان جائر تعادل عبادة سبعين سنة))وسر هذه القيمة لكلمة الحق في وجه السلطان الجائر، أن هذه الكلمة تسقط الظالم، وتجرئ الآخرين عليه، وتزعزع ثقته بكل شيء حتى بنفسه وما من شيء يعكر صفو حياة الظالم، ويسلب عنه راحته واستقراره، ويطرد النوم من عينيه ويؤرقه، مثل كلمة حق جريئة يعلنها المظلوم في وجهه وسيرة الموحدين على طول التاريخ طافحة بالامثلة الحاكية لذلك، خصوصا في سيرة أهل البيت واتباعهم المخلصين منها ما روي مسندا عن يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي الكوفة من منزلي، فلقيني أبو بكر بن عياش فقال لي: امض بنا يا يحيى إلى هذا فلم أدر من يعني، وكنت أجل أبا بكر عن مراجعته، وكان راكبا حمارا له، فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم، التفت إلي وقال: يا ابن الحماني، إنما جررتك معي وجشمتك ان تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذه الطاغية قال: فقلت: من هو يا أبا بكر؟ قال: هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى فسكت عنه ومضى وأنا أتبعه، حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وتبينه، وكان الناس ينزلون عند الرحبة فلم ينزل أبو بكر هناك، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الأزرار قال: فدخل على حماره وناداني: تعال يابن الحماني فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر وقال له: أتمنعه يا فاعل وهو معي؟! فتركني، فما زال يسير على حماره حتى دخل الإيوان، فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الإيوان على سريره، وبجنبتي السرير رجال متسلحون، وكذلك كانوا يصنعون، فلما أن رآه موسى رحب به وقربه وأقعده على سريره، ومنعت أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أتجاوزه، فلما استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف، فناداني فقال: ويحك! فصرت إليه ونعلي في رجلي وعلي قميص وإزار، فأجلسني بين يديه، فالتفت إليه موسى فقال: هذا رجل تكلمنا فيه؟ قال: لا، ولكني جئت به شاهدا عليك قال: في ماذا؟ قال: إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر قال: أي قبر؟ قال: قبر الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله (ص) وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع ارض الحائر وحرثها وزرع الزرع فيها فانتفخ موسى حتى كاد أن ينقد، ثم قال: وما أنت وذا؟ قال: اسمع حتى أخبرك ثم ذكر له رؤيا طويلة تتضمن خروجه إلى قومه بني غاضرة، واعتراض عشرة خنازير له، وتخلصه منها برجل من بني أسد، وسيره إلى نينوى وتشرفه بالحائر الشريف، وأن على الباب منه جماعة كثيرة، فأراد الدخول فقال له الآذن: لا تقدر على الوصول في هذا الوقت; لأنه كان وقت زيارة ابراهيم خليل الله ومحمد رسول الله، ومعهما جبرائيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير، وأنه انتبه وجرى له في اليقظة مثل ما رأى في النوم، إلا أن الخنازير كانت في اليقظة عشرة من اللصوص، وفي دخوله الحائر لم يكن هناك آذنفقال له موسى: إنما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك، وتالله إن بلغني بعد هذا الوقت أنك تحدث بهذا لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علي فقال له أبو بكر: إذن يمنعني الله وإياه منك; فإني إنما أردت الله بما كلمتك به فقال له: أتراجعني يا ماص؟! وشتمه، فقال له: اسكت أخزاك الله وقطع لسانك فأزعل موسى على سريره ثم قال: خذوه فأخذوا الشيخ عن السرير وأخذت أنا، فو الله لقد مر بنا من السحب والجر والضرب ما ظننت أننا لا نكثر الأحياء أبدا وكان أشد ما مر بي من ذلك أن رأسي كان يجر على الصخر، وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي، وموسى يقول: اقتلوهما ابني كذا وكذا ـ بالزاني لا يكني ـ وأبو بكر يقول له: أمسك قطع الله لسانك وانتقم منك اللهم إياك أردنا ولولد نبيك غضبنا، وعليك توكلنا فصير بنا جميعا إلى الحبس، فما لبثنا في الحبس إلا قليلا، فالتفت إلي أبو بكر ورأى ثيابي قد خرقت وسالت دمائي فقال: يا حماني، قد قضينا لله حقا واكتسبنا في يومنا هذا أجرا، ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله" خرج الآصفى عن سياق القصة كما فعل سابقا وحكى حكايةعن مواجهة الحاكم وليس عن مواجهة القوم جميعا وهى مواجهة أعظم صعوبة ثم قال: طالاعتزال يقول تعالى: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فاووا إلى الكهف) سيظهر لنا من هذا الجزء من الآية، أنه كان لهؤلاء الفتية بعد الايمان بالله اعتزال وأوي إلى الكهف والثاني غير الأول بظاهر الآية وإذا أردنا أن ننظم مراحل عمل هؤلاء الفتية نستطيع أن نقول: إنهم آمنوا أولا، ثم قاموا فقالوا: (ربنا رب السماوات والأرض) ثانيا، ثم اعتزلوا قومهم وما يعبدون إلا الله ثالثا، ثم أووا إلى الكهف رابعا إذن الاعتزال غير الأوي إلى الكهف; فقد اعتزلوا قومهم وما يعبدون إلا الله قبل أن يأووا إلى الكهف وأقرب معاني الاعتزال في هذه الصورة أنهم قاطعوا مجتمع القصر، ولم يخالطوهم كما كانوا يخالطونهم من قبل، ولم يعاشروهم كما كانوا يعاشرونهم من قبل، وهذه الحالة هي حالة الانفصال والمقاطعة النفسية والبراءة وفي هذه الحالة ينتزع الإنسان نفسه من الوسط الذي يعيش فيه انتزاعا كاملا، رغم أنه يعيش في نفس الوسط، ويدخل معهم في الاسواق ويعاملهم ويتعاطى البيع والشراء والدراسة والعمل في الاسواق والدوائر والمدارس معهم، لكنه لا يتأثر ولا يخضع لمؤثرات الوسط الثقافية والحضارية والسياسية مطلقا، وكأن بينه وبين هذه المؤثرات في ذلك الوسط عازلا قويا، يقطع كل تأثير من الوسط الذي يعيش فيه علما بأن للوسط الحضاري والثقافي والاعلامي الذي يعيش فيه الإنسان تأثيرا قاهرا على عقله وقلبه والمؤمن الذي يعيش في وسط غير وسطه، وفي غربة حضارية وثقافية واجتماعية، يستهلكه لا محالة الوسط الذي يعيش فيه، وتقهره العوامل الثقافية والحضارية والإعلامية على الاندماج العقلي والعاطفي في هذا الوسط ; كما لو صببنا كأسا من الماء العذب الحلو في بحيرة مالحة، فإن البحيرة تستهلكه لا محالة وهذا الحكم يجري في المجتمع كما يجري في التفاعلات الفيزيائية، من غير فرق إلا أن يعزل المؤمن نفسه بعازل نفسي قوي عن المؤثرات والعوامل القاهرة في ذلك الوسط، فعندئذ يعيش في ذلك الوسط في حصانة كاملة، رغم أنه يمكن أن يتعاطى في ذلك الوسط كل ما يتعاطاه الناس من شؤون عمله ومعيشته وهذا هو حال الإنسان المؤمن عندما يعيش في حالة غربة حضارية وثقافية في مجتمع غير مجتمعه، كما حدث ذلك للمسلمين في بدء ظهور الإسلام في مكة" نجح الآصفى هنا فى التعبير هن حكاية الاعتزال وهى اعتزال طاعة قوانين المجتمع لطاعة أحكام الله وليس اعتزال الناس فى المعيشة وكعادته ذهب بنا بعيدا عن سياق القصةبحديثه عن الغزو الثقافى الحالى ومايقوم به المعتزلون حاليا فقال: " وكما حدث ذلك في عصرنا في فترة الغزو الثقافي، والغارة الحضارية التي تعرضت لها بلادنا في العالم الإسلامي، ثم بدأت بالانحسار والحمد لله وهو على ما اعتقد تفسير لقوله (ص) ((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء)) ومن الطبيعي أن الإنسان إذا كان غريبا في بيئة، يأخذ بالأنس والاندماج النفسي بتلك البيئة ثقافيا وحضاريا بالتدريج، ولكن هذا الاندماج العقلي والعاطفي مع الأوساط الجاهلية يؤدي إلى استهلاك الحالة الإيمانية بالتدريج، فلابد أن يفصل نفسه في مثل هذه الحالة بعازل نفسي قوي عن المؤثرات الثقافية والحضارية في ذلك الوسط، في الوقت الذي يمارس فيه نشاطه في السوق والجامعة والدوائر والشارع بشكل طبيعي، كما لو لم يكن بينه وبين ذلك المجتمع عازل من هذا النوع وفي مثل هذه الحالة يتحرر الإنسان بشكل كامل من مؤثرات الوسط الذي يعيش فيه، في الوقت الذي يؤدي فيه دوره العملي في المجتمع بصورة كاملة وشأن هذا العازل شأن العازل في الفيزياء; فالعامل الذي يمارس عمله في مد الأسلاك الكهربائية، يمكن أن يمارس عمله بصورة طبيعية في أخطر الحالات، إذا كان يستخدم العازل الذي يعزله عن التيار الكهربائي وهذه الحالة من المفاصلة النفسية حالة صعبة من دون ريب، وليس أشق على الإنسان من أن يعيش في المجتمع حياة طبيعية، يدخل ويخرج مع الناس في مداخل الحياة ومخارجها، في الوقت الذي ينتزع فيه نفسه من ذلك الوسط انتزاعا كاملا وهذه هي الهجرة الكبرى في حركة الإنسان إلى الله، والهجرة في المساحة الجغرافية من مكان إلى مكان هي الهجرة الصغرى ورغم كل المتاعب والمشاكل التي تستتبعها الهجرة الصغرى، فإنها دون الهجرة الكبرى بمراحل وقياس الهجرة الكبرى إلى الهجرة الصغرى مثل قياس الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر ; فإنه رغم كل متاعب الجهاد الأصغر، وما يتطلبه من التضحية والقتل في سبيل الله وإنفاق الأموال والأنفس، فإن الجهاد الأكبر ـ داخل النفس ـ أصعب وأشق بمراحل كثيرة من الجهاد الأصغر" ونحن عنوان التقوى عازل استمر الرجل فى بعده عن سياق القصة فقال: "التقوى عازل: وبمناسبة الحديث عن العازل النفسي أقول: إن التقوى من اقوى العوازل النفسية التي تحمي الإنسان من (الاهواء) و (الفتن) ولسنا نعرف عازلا اقوى من هذا العازل والتقوى لباس يحفظ الإنسان من الاهواء والفتن، كما أن اللباس يحفظ الإنسان من الحر والبرد ومن اعين الناس، ويستر سوأة الإنسان يقول تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير)، فاذا حفظ الإنسان نفسه بملابس واقية ودافئة، فليس عليه بأس أن يخرج من البيت في يوم شديد البرد، فلا يمسه ولا يضره من البرد شيء، وكذلك الإنسان إذا تسلح بالتقوى، فليس عليه بأس من سلطان الهوى والفتن \ولو أن الناس خرجوا إلى الشارع من دون ملابس تستر سوآتهم، لأشبهوا الحيوانات، ولكن الله تعالى أكرم الإنسان باللباس الذي يستر سوأة جسمه، فكذلك التقوى لباس يستر سوأة النفس من الاهواء والشهوات والغرائز، فيلطفها ويعدلها ويرققها بالشكل الذي يناسب كرامة الإنسان والتقوى حصن يحصن الإنسان من الاهواء والفتن والشياطين، كما أن الحصون تحمي الناس من سطو الاعداء وبطشهم يقول امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: ((إن التقوى دار حصن عزيز، والفجور دار حصن ذليل)) فالتقوى حصن منيع يمنع الاعداء من البطش والسطو، والفجور حصن ذليل، لا يمنع احدا ولا يحفظ من عدو وكما أن الإنسان لو تحصن بحصن منيع لما خاف عدوا ولا سارقا، ولا سبعا ضاريا، كذلك من تحصن بحصن التقوى يقول امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: ((عباد الله، إن تقوى الله حمت أولياء الله محارمه)) وإذا اصبح الإنسان في حمى الله بالتقوى من الاهواء والفتن والشياطين، فلا يمسه منها سوء ولا أذى، وليس للهوى والشيطان عليه سلطان وأهم من ذلك كله أن التقوى تمنح صاحبها قدرة على الانتباه المبكر، فإذا تعرض الإنسان لخطر سطو الشيطان تذكر فورا، وأخذ العدة الكاملة لمواجهة الشيطان والهوى ارأيت اجهزة الانذار المبكر؟ كذلك التقوى، فلا يتمكن الشيطان أن يغزو الإنسان على حين غرة وغفلة يقول تعالى: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) وإن الشيطان لا يقتحم عليهم قلوبهم، وإنما يمسهم طائف منه فقط فإذا مسهم من الشيطان طائف تذكروا فورا، وبصورة مبكرة، فإذا هم مبصرون ولن يستطيع الشيطان أن يقتحم على أحد قلبه وصدره وعقله، وهو في مثل هذه الدرجة العالية من التذكر والبصيرة، والقدرة على المواجهة" انتهى مقال التقوى عازل وهو لا علاقة له بالقصة حيث لم يذكر أهل الكهف أبدا فى المقال ثم قال: "الأوي إلى الكهف: يقول تعالى: (فأووا إلى الكهف) ذكرنا أن الأوي إلى الكهف غير الاعتزال، والآية الكريمة صريحة في ذلكhttp://vb.7mry.com/images/smilies/frown.gifوإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فاووا إلى الكهف) الاعتزال مقاطعة نفسية، والأوي إلى الكهف هجرة، والاعتزال والهجرة يكمل احدهما الآخرغير أن الاعتزال من الهجرة الكبرى، والأوي إلى الكهف من الهجرة الصغرى والهجرة الكبرى تجري داخل مساحة النفس، والهجرة الصغرى في الرقعة الجغرافية من الأرض، ولا تقاس الهجرة الكبرى بالهجرة الصغرى ; فإن الاعتزال والمقاطعة النفسية جهد نفسي شاق، في انتزاع النفس وتحريرها من سلطان الأهواء والمغريات، والهجرة الصغرى جهة لانتزاع الإنسان نفسه من الوسط الاجتماعي الذي يألفه، والعلاقات الاجتماعية والأسرية، والموقع الاجتماعي والاقتصادي، وهذه المجموعة هي مجموعة (الوشائج) التي يرتبط الإنسان عن طريقها بالمجتمع والوسط الاجتماعي بينما في الهجرة الكبرى ينتزع الإنسان نفسه من الأهواء العميقة النفسية، وهي (الولائج) المتحكمة والمؤثرة داخل النفس والفرق بين الهجرتين هو الفرق بين (الوشائج) و (الولائج) ; فإن الهجرة الكبرى هي مقاومة الولائج وانتزاع النفس منها، بينما الهجرة الصغرى هي انتزاع النفس من مجموعه الوشائج ولا شك أنه عملية صعبة، ولكن شتان بين الانتزاعين: أن ينتزع الإنسان نفسه من الولائج المتحكمة في نفسه، وأن ينتزع نفسه من الوشائج التي تربطه بالوسط والمجتمع ولا شك أن الأول أشق من الثاني بكثير إن الهدف من الهجرة الكبرى تحرير النفس من سلطان الاهواء والهدف من الهجرة الصغرى أن يخرج الإنسان من دائرة سلطان الطاغوت ونفوذه ; فإن الطاغوت لا يطيق الدعوة إلى الله تعالى في دائرة نفوذه وسلطانه، بكل شكل; لأن هذه الدعوة تصادر ـ في النتيجة ـ كل سلطانه ونفوذه، وهو يشعر بعمق هذه الدعوة، ولذلك لا يكاد يسمح لأحد أن ينهض بالدعوة إلى الله في دائرة نفوذه وسلطانه، ويعمل لخنق كل صوت والقضاء على كل من يحمل هذه الرسالة إلى الناس، من دون رحمة، ومن دون تردد ولذلك فمن الخطأ في مثل هذه الحالة ألا يهاجر من دائرة نفوذ الطاغوت، ولا يفر بدينه، ويبقى في متناول بطش الظالم وسطوته; فإنه في هذه الحالة لابد أن يؤول حاله إلى احد أمرين: إما الخضوع لإرادة الطاغية والتخلي عن موقع الدعوة إلى الله، أو أن يمكن الطاغية من رقبته وكل منهما خسارة والصحيح هو أن يهاجر بدينه من قبضة الظالم وهذا هو معنى (الأوي إلى الكهف) في قصة الفتية الجزاء" رغم حديث الرجل عن طلب أحدهم أن يذهبوا للكهف ليس هروبا وإنما يأسا من إيمان القوم فقد استمر فى الفقرة التالية فى البعد عن سياق القصة فقال: "من رقائق الثقافة الاسلامية العلاقة بين الجزاء والعمل ومساحة الجزاء هي الدنيا والآخرة، ومساحة العمل هي الدنيا فقطولابد لكل عمل من جزاء، ولا ينفك العمل عن الجزاء وبتعبير أدق: العمل يستبطن الجزاء، والجزاء من سنخ العمل يقول تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) إن الذي يجاهد في الله، ويسعى إلى تحقيق مرضاة الله، يهديه الله سبل مرضاته، ويعينه الله على تحقيق مرضاته والوصول إليها" ثم عاد للسياق فقال: "وفي آيات سورة الكهف نجد أن هؤلاء الفتية لقوا جزاء عملهم عاجلا في الدنيا في ثلاث مراحل: في مرحلة الايمان بالله يقول تعالى: (إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى) ، وفي مرحلة القيام والنهضة واعلان التمرد على الطاغية يقول تعالى: (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها) ، وفي مرحلة الأوي إلى الكهف يقول تعالى: (فاووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا) فلنتأمل في هذه المراحل الثلاثة من الجزاء في المرحلة الاولى: لما آمنوا بالله زادهم الله تعالى هدى على هداهم وهنا الجزاء من جنس العمل; بوضوح أن الايمان هداية، فإذا اهتدى الإنسان بهدي الله زاده الله تعالى هدى على هداه كما أن الإنسان إذا اختار سبيل الضلالة يعاقبه الله، فيزيده ضلالا على ضلاله يقول تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) " نلاحظ هنا الفهم الخاطىء بزيادة الإيمان فمعنى زيادة الإيمان هى الاستمرار على الإيمان والعمل به فالهدى واحد وهو لا يتغير وهو الوحى ثم قال: "وفي المرحلة الثانية: (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض) وليس من شك أن هذا القيام وتلك الدعوة لا يتمان من دون قوة قلب ورباطة جأش فإذا قاموا بهذه الدعوة في وجه الطاغية، آتاهم الله المزيد من رباطة الجأش، وربط على قلوبهم: (وربطنا على قلوبهم) يعني قوينا قلوبهم، ولولا أن الله تعالى يقوي قلب عبده، لما تمكن من مثل هذه الحركة الجريئة والشجاعة، ولا استطاع أن يواجه الطاغية بمثل هذه القوة، بل ما استطاع أن يتخذ القرار بذلك ; فإن الخطوة الاولى في مثل هذه الاعمال الكبيرة هي اتخاذ القرار والنية والعزموسلام الله على الامام الصادق حيث يقول: ((لا يضعف جسد عما قويت عليه النية)) فإذا قوي الإنسان على النية والعزم والقرار، هانت عليه المراحل الاخرى من العمل، وأعانه الله عليها وشد على يدهولكن لابد من أن يقوم وينهض ليشد الله على يده، فإن لم يقم ولم يحاول لا يرزقولولا دعم الله تعالى وتأييده لأولئك الفتية الذين نهضوا في جو القصر بالدعوة إلى الله، لم يتمكن أي منهم أن يقوم فيقول في وجه الطاغية: (لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذن شططا) ولا شك أن العزم والنية أيضا لا تتم إلا بتأييد الله تعالى ودعمه، فإن الله تعالى يسبغ تأييده ودعمه واسناده على عبده مرتين: مرة للنية والعزم والقرار والوقوف، وهذا عام شامل لكل الناس، ومن الناس من ينتفع بهذا الرزق الإلهي الشامل، ومن الناس من يفرط فيه، ويضيعه، ومرة أخرى ينزل دعمه واسناده على الذين يعزمون، وينهضون ويقومون، وهذا رزق خاص، يخص به الله تعالى الذين يقومون وينهضون برسالة التوحيد وفي المرحلة الثالثة: يقول تعالى: (فاووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا) والحمد لله الذي ارانا صدق وعده فيما رزقنا من ابتلاء الهجرة; فقد وجدنا ماوعدنا ربنا حقا، ونشر لنا من رحمته، وهيأ لنا من أمرنا مرفقا وصدق الله العلي العظيم وكل الذين ابتلاهم الله تعالى بالهجرة وجدوا صدق وعد الله، بما فتح الله تعالى لهم من أبواب رحمته وآفاق العمل والحركة، وفيما هيأ لهم من المرافق في حركتهم وعملهم والحمد لله رب العالمين" ونلاحظ هنا أن الرجل لم يذكر القصة كاملة فقد اكتفى بطلب الايواء إلى الكهف وأما بقية القصة من نومهم وكلبهم وما تلا ذلك حتى بعثهم وموتهم مرة أخرى فلم يذكرها مع ان الكتاب هو أن عن أهل الكهف وهو قصور فى الكتاب كان ينبغى تداركه
  24. نقد كتاب تلقيح الأفهام في وصايا خير الأنام الكتاب جمع عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بنعمر مقبول الأهدل المتوفى 1250هـ وموضوع الكتاب كما قال جامعه : "هذه أحاديث نبوية ووصايا مصطفوية، جمعتها رجاء أن ينفعني الله بها وكل من وقف عليها بفضل الله ومنه" بداية قبل الدخول فى الكتاب أقول أن وصايا الأنبياء عامة وهى وصية واحدة بالتزام الإسلام دينا وهى تؤدى بألفاظ عديدة وأما الوصايا الجزئية فلا يقولها أى نبى لأنها فى الغالب تؤدى لفهم خاطىء وفى الوصية العامة قال تعالى : "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون" والآن لتناول الروايات: "الحديث الأول: أخرج البيهقي عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! أوصني، قال: " أوصيك بتقوى الله؛ فإنه أزين لأمرك كله، قلت: زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله؛ فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، قلت: زدني! قال: عليك بطول الصمت؛ فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك،" الأخطاء فى الرواية هى: الأول الأمر بطول الصمت وهو ما يخالف قوله تعالى " وقولوا للناس حسنا" "الحديث الثاني: أخرج ابن السنى ، عن عثمان بن موهب مولى بني هاشم، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله(ص) لفاطمة: " ما يمنعك أن تسمعيني ما أوصيتك؟! تقولين إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم! برحمتك أستغيث - زاد هارون - أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين". هذه ليست وصية وإنما دعاء الحديث الثالث: أخرج أحمد ، عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! أوصني! قال: " إذا عملت سيئة؛ فاتبعها حسنة "، قال: قلت: أمن الحسنة لا إله إلا الله؟! قال: " هي أفضل الحسنات ". الخطأ لا إله إلا الله أفضل الحسنات وهو ما يخالف أن افضل الحسنات الجهاد كما قال تعالى" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" الحديث الرابع: أخرج أبو داود ، والنسائي ، أن رسول الله، (ص)، أخذ بيد معاذ، وقال: " والله يا معاذ! إني لأحبك، فأوصيك أن لا تدعن دبر كل صلاة، أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ". الخطأ النهى عن عدم ترك القول عقب الصلاة فالنهى لا يكون إلا فى المحرم الحديث الخامس: أخرج ابن السنى ، في عمل اليوم والليلة، عن أنس، أن النبي (ص) أوصى رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر، وقال: " إن مت؛ مت شهيدا "." الخطأ من قرأ سورة الحشر يكون شهيد والشهيد لا يكون سوى مجاهد لأن الشهداء يكونون فى الحرب كما قال تعالى: "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء" الحديث السادس: أخرج البخاري، في صحيحه ، عن البراء، أن النبي، (ص)، أوصى رجلا فقال: " إذا أردت مضجعك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك،وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجات ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، أمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي ... أرسلت ". الحديث السابع: أخرج ابن سعد وأحمد ، عن ضرغامة بن عليبة بن حرملة العنبري، قال: حدثني أبي، عن أبيه قال: أتيت رسول الله، (ص)، فقلت: يا رسول الله! أوصني؟! قال: " أتق الله، فإذا كنت في مجلس فقمت منه فسمعتهم يقولون ما يعجبك فأته، وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فاتركه ". الخطأ الجلوس عند يماع ما يعجل السامع وتركه عند سماع ما يكره وبالقطع الوصية لا يمكن أن تكون هكذا وإنما إذا سمعت ما يوافق دينك وإذا سمعت الكفر وهو الاستهزاء بدينك فاترك المجلس كما قال تعالى: وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزىء فلا تقعدوا معهم" الحديث الثامن: أخرج ابن أبي الدنيا، في كتابه الإخلاص ، وابن أبي حاتم ، والحاكم، وصححه ، والبيهقي في الشعب عن معاذ بن جبل ، قال لرسول الله، (ص)، حين بعثه إلى اليمن: أوصني؟ قال: " أخلص دينك؛ يكفك القليل من العمل ". الخطأ هو كفاية القليل من العمل والإنسان مسلم أو كافر حياته من صحوة حتى نومه كلها أعمال متوالية حتى و لو لم يتحرك من مكانه مثل الأكل والشرب مع أن المسلم مطالب بالمشى فى مناكب الأرض كما قال تعالى "هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه" الحديث التاسع: أخرج الحاكم وصححه ، عن ابن عباس، قال: قلت: يا رسول الله! أوصني؟! قال: " أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، وأعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، وأقر الضيف، وأمر بالمعروف، وأنه عن المنكر، وزل مع الحق حيث زال ". بالقطع الرسول(ص) لا يوصى بوصايا خاصة متعددة لأن المفهوم من تلك الوصايا أن بقية الأعمال ليست واجبة وإنما وصايا الأنبياء(ص) عامة لأن الوحى فيه تفصيل الأعمال الحديث العاشر: أخرج البخاري ومسلم ، وأبو داود الترمذي ، والنسائي عن أبي هريرة، وأبي الدرداء كلاهما، قال: أوصاني رسول الله، (ص)، بثلاث لا أدعهن في سفر ولا حضر: صوم ثلاث أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام " وأخرج الأصفهاني ، في الترغيب، عن أنس، قال: أوصاني رسول الله، (ص)، فقال: " يا أنس! صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين "." والخطأ الأول العهد لصحابى واحد بعهد خاص وهذا يخالف كون الإسلام رسالة عامة للكل مصداق لقوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "والخطأ أيضا صيام ثلاثة أيام كل شهر وهذا يخالف أن النبى (ص)يعلم أن الإفطار بثلاثين حسنة فى الثلاث وجبات بينما الصوم بعشر حسنات فقط ومن ثم فلن يوصى به . الحديث الحادي عشر: أخرج الطبراني ، وابن حبان في صحيحه ، واللفظ له، عن أبي ذر، قال: أوصاني خليلي، صلي الله عليه وسلم، بخصال من الخير: أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أنظر إلى من هو دوني، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني أن أقول الحق ولو على نفسي وإن كان مرا، وأوصاني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز من كنوز الجنة ". كما قلت لا وصية بأعمال معينة فى الإسلام وإنما وصيةعامة تشمل كل الأعمال وكون لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة تحريف لأن الكنز يكون خفى وهذا شىء ظاهر كما وكنوز الجنة ليست عمل سواء فعل او قول وإنما هى المتع المختلفة الحديث الثاني عشر: أخرج الطبراني عن أبي سلمه ، قال: قال معاذ: قلت: يا رسول الله! أوصني؟! قال: " اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، وأذكر الله عند كل حجر وشجر، وإذا عملت سيئة؛ فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر والعلانية بالعلانية ". الخطأ عمل حسنة علنية بسبب السيئة العلنية وعمل الحسنة خفية إذا كانت السية خفية كلام فارغ فالحسنات تكون حسب الظروف وليس حسب نوعية السيئات الحديث الثالث عشر: أخرج البخاري ، عن أبي هريرة، أن رجلا، قال للنبي، (ص)، أوصني؟! قال: " لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب ". وأخرج الحكيم الترمذي، في نوادر الأصول ، والبيهقي ، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بوصية قصيرة فألزمها، قال: " لا تغضب يا معاوية بن حيدة؛ إن الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل". والخطأ هو النهى عن الغضب وهو تخريف لأن النبى(ص)لو تكلم لقال لا تغضب للشيطان والغضب لله مطلوب إذا اعتدى على حد من حدوده وذلك كما غضب موسى (ص)بسبب عبادة قومه للعجل وفى هذا قال تعالى "ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتمونى من بعدى "كما أن الله أباح للمؤمنين الغضب فقال "وإذا ما غضبوا "ولولا الغضب ما كان هناك أمر بمعروف أو نهى عن منكر الحديث الرابع عشر: عن سعد بن أبي وقاص، قال: أتى رجل رسول الله، (ص)، فقال: يا رسول الله! أوصني، وأوجز؟! فقال: " عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع؛ فإنه فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه ". الخطأ النهى عن الطمع عامة دون تحديد وهو ما يخالف وجود طمع مشروع كدخول الجنة كما قال تعالى : "وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات" الحديث الخامس عشر: أخرج البخاري، في تاريخه ، وابن أبي الدنيا، في الصمت ، والبيهقي ، عن أسود بن أصرم المحاربي، قال: قلت: يا رسول الله! أوصني؟! قال: " هل تملك لسانك؟! قلت: فما أملك إذا لم أملك لساني!، قال: " فهل تملك يدك؟! قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي! قال: " فلا تقل بلسانك إلا معروفا، ولا تبسط بيدك إلا إلى خير ". كما قلنا الوصايا الجزئية لا يقولها نبى فالوصية عندهم عامة حتى لا يفهم منها إباحة أو تحريم غيرها وهنا قد يفهم الرجل أن الفرج والرجل مثلا عليه ألا يملكهم فيزنى أو يضرب بهما الحديث السادس عشر: اخرج أبو يعلي ، عن عبد الله بن مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي، (ص)، فقال: أوصني، فقال: " دع قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ". كما قلنا الوصايا الجزئية لا يقولها نبى فالوصية عندهم عامة حتى لا يفهم منها إباحة أو تحريم غيرها وهنا قد يظن السامع إباحة غير الثلاثة الحديث السابع عشر: أحرج الأصفهاني، في الترغيب ، عن أنس ، قال: قال رسول الله، (ص)، يا أنس! إن حفظت وصيتي؛ فلا يكونن شيء أحب إليك من الموت ". كلام لا يمكن أن يقوله النبى(ًص) لأن الوصاة تتعلق بالحياة أى ينفذها الموصى بها فى الحياة ومن ثم حب الموت كأشد ما يكون يتعارض مع الوصية الحديث الثامن عشر: أخرج الطبراني ، عن أم أنس قالت: قلت: يا رسول الله! أوصني؟! قال: أهجري المعاصي؛ فإنها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض؛ فإنها أفضل الجهاد، وأكثري من ذكر الله؛ فإنه لا يؤتى الله بشيء أحب إليه من ذكره ". الخطا أن أفضل الجهاد الحفاظ على الفرائض وهو ما يناقض كون الجهاد بالمال والنفس هو أقضل العمل كما قال تعالى : "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" الحديث التاسع عشر: أخرج محمد بن نصر المروزي ، والطبراني ، عن عبادة بن الصامت، قال: أوصاني خليلي بسبع خصال، قال: " لا تشركوا بالله شيئا وأن قطعتم أو حرقتم أو صلبتم، ولا تتركوا الصلاة متعمدين؛ فمن تركها متعمدا فقد خرج من الملة، ولا تركبوا المعصية؛ فإنها تسخط الله، ولا تشربوا الخمر؛ فإنها رأس الخطايا كلها، ولا تفروا من الموت، وإن كنتم فيه، ولا تعص والديك؛ وإن أمراك برمي الدنيا كلها فاطرحها، ولا تضع عصاك عن أهلك وأنصفهم من نفسك ". الأخطاء: الأول عدم الشرك حتى ولو قطعوا أو صلبوا أو أحرقوا ووهو ما يخالف سماح الله بالكفر الظاهرى فى قوله تعالى إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" الرجل قال ان الأمور سبعة بينما هم 8 وهم1- لا تشركوا بالله شيئا وأن قطعتم أو حرقتم أو صلبتم، 2-ولا تتركوا الصلاة متعمدين؛ فمن تركها متعمدا فقد خرج من الملة، 3-ولا تركبوا المعصية؛ فإنها تسخط الله، 4-ولا تشربوا الخمر؛ فإنها رأس الخطايا كلها، 5-ولا تفروا من الموت، وإن كنتم فيه، 6-ولا تعص والديك؛ وإن أمراك برمي الدنيا كلها فاطرحها، 7-ولا تضع عصاك عن أهلك 8-وأنصفهم من نفسك الحديث العشرون: أخرج البزار ، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله، (ص): " ألا أخبركم بوصية نوح ابنه؟! قالوا: بلى، قال: " أوصى نوح ابنه، فقال: يا بني أني موصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، أوصيك بلا إله إلا الله؛ فإنها لو وضعت في كفة ووضعت السموات والأرض في كفة لرجحت بهن، ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله، وبقول سبحان الله العظيم وبحمده، فإنها عبادة الخلق، وبها تقع أرزاقهن، وأنهاك عن اثنتين الشرك والكبر؛ فإنهما يحجبان عن الله، قال: فقيل: يا رسول الله! أمن الكبر أن يتخذ الرجل الطعام فيكون الجماعة عليه، أو يلبس القميص النظيف ؟! قال: ليس ذلك يعني الكبر إنما الكبر من يسفه الحق ويغمص الناس". قطعا نوح(ص) كان أوصى ابنه بالإسلام فلم يسلك فكيف يوصيه بتلك الأقوال وقد ظل على كفره حتى مات كما قال تعالى" يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين " الحديث الحادي والعشرون: أخرج الخرائطي ، والبيهقي ، وأبو نعيم ، أنه (ص)، قال لمعاذ: " أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، ولين الكلام، وبذل السلام، وخفض الجناح ". بالقطع تقوى الله تشمل كل شىء ومن ثم لن يعدد النبى(ص) تلك الوصايا الجزئية لأنه أوصاه بكل شىء بوصية التقوى الحديث الثاني والعشرون: أخرج الترمذي وحسنه، والنسائي ، وابن ماجه ، والحاكم وصححه، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله (ص) يريد سفرا، فقال: أوصني، فقال: رسول الله (ص): " أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل شرف، فلما مضى قال: اللهم أزو له الأرض وهون عليه السفر ". نفغس الخطأ السابق وهو الوصية العامة ثم وصايا جزئية قليلة الحديث الثالث والعشرون: أخرج الطبراني ، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله (ص): " أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كله، عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله؛ فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، عليك بطول الصمت إلا من خير ؛ فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك، وإياك وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، عليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية أمتي، أحب المساكين وجالسهم، وأنظر إلى من تحتك، ولا تنظر إلى من فوقك؛ فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك، صل قرابتك وإن قطعوك، قل الحق ولو كان مرا، لا تحف في الله لومة لائم، ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحى لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه، يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق ". الأهطاء هنا عدة سبق تناول بعضها كطول الصمت وبعضها ككثرة الضحك تميت القلب وتورث الفقر تخالف كون الضحك وهو السرور مطلوب لأن الله نهى نبيه (ص)عن الحزن فقال "ولا تحزن ولا تك فى ضيق مما يمكرون " والحديث مؤلف من عدة روايات سابقة تم جمعها فى رواية واحدة الحديث الرابع والعشرون: أخرج أبو داود ، والترمذي ، عن أبي نجيح العرباض بن سارية، قال: وعظنا رسول الله، (ص)، موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا؟! قال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضواعليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ". الخطأ الوصية بسنة النبى(ص) والخلفاء وهو خطأ من ناحيتين الأولى هو العلم بالغيب ممثل فى وجود الخلفاء الراشدين وهو غيب لا يعلمه إلا الله والثانية ترك الوصية بكتاب الله وهو كلام لا يمكن أن يقوله النبى(ص) حيث يترك كلام الله الحديث الخامس والعشرون: أخرج البيهقي في الدلايل عن أم سلمه قالت: كانت عامة وصية رسول الله (ص) عند موتة: "الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم "، حتى تلجلجها في صدره، وما يفيص به لسانه ". بالقطع كما قلنا الوصايا الجزئية لا يقولها النبى(ص) وإنما وصيته خاصة عند الوفاة هى لا تموتن إلا وأنتم مسلمون كما فعل الرسل(ص) من قبله الحديث السادس والعشرون: أخرج الإمام أحمد ، والطبراني في الكبير ، عن معاذ ، قال: أوصاني رسول الله، (ص)، بعشر كلمات قال: " لا تشرك بالله، وإن قتلت وحرقت، ولا تعص والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن الصلاة متعمدا، فمن ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه الذمة، ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية؛ فإن المعصية تحل سخط الله، وإياك والفرار من الزحف؛ وإن هلك الناس، وإن أصاب الناس موت فاثبت، وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عصاك أدبا، وأخفهم في الله عز وجل ". سبق تناول الرواية فهى مكررة مع اختلاف فى بعض الكلمات الحديث السابع والعشرون: أخر الديلمي ، عن سمرة، قال: قال رسول الله، (ص): " أوصيكم بتقوى الله، والقرآن؛ فإنه نور الظلمة ". المستفاد طاعة الله هى طاعة القرآن الحديث الثامن والعشرون: أخرج الديلمي ، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله، (ص): " أوصيك بتقوى الله، وأن تمت وأنت خفيف الظهر ". بالقطع كما قلنا الوصايا الجزئية لا يقولها النبى(ص) وإنما وصيته عامة والوصية بخفة الظهر تحرم ما احل الله للمسلم من متاع الدنيا كما قال"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق" الحديث التاسع والعشرون: أخرج أحمد ، وأبو يعلي ، عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا جاءه فقال: أوصني فقال: " سألتني عما سألت عنه رسول الله، (ص)، من قبلك، أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله، وتلاوة القرآن، فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض ". وفي رواية، جاء رجل إلى النبي، (ص)، فقال: أوصني؟! فقال: " عليك بتقوى الله، فإنه جماع كل خير " فذكر نحوه، وزاد: "وأخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان ". الرهبانية هى الخوفانية والخواف لا يجاهد العدو وإنما الشجاع هو الذى يواجه العدو وكون الذكر هنا فى الأرض يخالف رواية سابقة تقول أن الذكر فى السماء وهى الحديث الأول وهو قوله" فإنه ذكر لك في السماء" الحديث الثلاثون: أخرج الطبراني ، عن أبي الدرداء، قال: " أوصاني رسول الله، (ص)، بسبع: لا تشرك بالله شيئا؛ وإن قطعت أو حرقت، ولا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من تركها فقد برئت منه الذمة، ولا تعص والديك؛ وإن أمراك أن تخرج من الدنيا؛ فأخرج منها، ولا تنازع الأمر أهله، ولا تفرن من الزحف؛ وإن هلكت وفر أصحابك، وأنفق على أهلك من طولك ، ولا ترفع عنهم العصا، وأخفهم في الله ". سبق تناول الحديث بألفاظ أخرى مرتين فى رقم19 ورقم29وفيه تناقض عددى فهو يقول سبعة وعد 9 هم1-لا تشرك بالله شيئا؛ وإن قطعت أو حرقت، 2-ولا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من تركها فقد برئت منه الذمة، 3-ولا تعص والديك؛ وإن أمراك أن تخرج من الدنيا؛ فأخرج منها، 4-ولا تنازع الأمر أهله، 5-ولا تفرن من الزحف؛ وإن هلكت6- وفر أصحابك، 7-وأنفق على أهلك من طولك ، 8-ولا ترفع عنهم العصا، 9-وأخفهم في الله الحديث الحادي والثلاثون: أخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم والطبراني بسند رواته ثقات، أن معاذ بن جبل أراد سفرا فقال: يا رسول الله أوصني؟! فقال: " اعبد الله ولا تشرك به شيئا "، قال: يا رسول الله زدني؟! قال: " إذا أسأت فأحسن، وليحسن خلقك للناس ". كما سبق القول لا يمكن ان يوصى بالوصية العامة ثم يأتى بتفصيل عمل أو عدة أعمال قليلة فقط الحديث الثاني والثلاثون: أخرج أحمد ، بسند حسن، أنه، (ص)، قال لأبي ذر: " أوصيك بتقوى الله في سرك وعلانيتك، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسألن أحدا شيئا؛ وإن سقط سوطك، ولا تقبض أمانة، ولا تقض بين أثنين ". الخطأ النهى عن السؤال مع وجود أسئلة واجبة كسؤال العالم للجاهل"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" الحديث الثالث والثلاثون: أخرج الطبراني ، عن أميمة مولاة رسول الله، (ص)، قالت: كنت أصب على رسول الله، (ص)، وضوئه فدخل رجل فقال: أوصني؟! قال رسول الله، (ص): " لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار، ولا تعص والديك؛ وإن أمراك أن تخلى من أهلك ودنياك [فتخله] ، ولا تشربن الخمر فإنها مفتاح كل شر، ولا تتركن الصلاة متعمدا، فمن فعل ذلك؛ برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، ولا تفرن يوم الزحف، فمن فعل ذلك؛ باء بسخط الله، ومأواه جهنم وبئس المصير، ولا تزدادن في تخوم أرضك، فمن فعل ذلك؛ يؤتى به يوم القيامة على رقبته من مقدار سبع أرضين، وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عصاك عنهم، وأخفهم في الله ". سبق تناول الحديث ثلاث مرات فى16و26و30 الحديث الرابع والثلاثون: أخرج ابن عساكر ، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله، (ص): " أي أخي! إني موصيك بوصية؛ فأحفظها لعل الله أن ينفعك بها: زر القبور؛ فإنها تذكر بالآخرة بالنهار أحيانا ولا تكثر، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزن قلبك، فإن الحزين في ظل الله معرض لكل خير، وجالس المساكين وسلم عليهم إذا لقيتهم، وكل مع صاحب البلاء تواضعا لله وإيمانا به، والبس الخشن الضيق من الثياب؛ لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ، وتزين أحيانا لعبادة ربك؛ فإن المؤمن كذلك يفعل تعففا وتكرما وتجملا، ولا تعذب شيئا مما خلق الله بالنار ". هناك عدة اخطاء نكتقى منها بالتالىك الأول طلب الحزن وهو ما يناقض النهى عن الحزن فى قوله تعالى" ولا تحزن ولا تك فى ضيق مما يمكرون" الثانى لبس الخشن من الثياب وهو تحريم لما أحل الله من زينة وهى متاع الدنيا كما قال تعالى"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق" الحديث الخامس والثلاثون: أخرج الطبراني ، عن عبد الله بن مسعود، قال: " أوصاني رسول الله، (ص)، أن أصبح يوم صومي دهينا مترجلا، قال: ولا تصبح يوم صومك عبوسا، وأجب دعوة من دعاك من المسلمين ما لم يظهر المعازف فلا تجبهم، وصل على من مات من أهل قبلتنا، وإن قتل مصلوبا أو مرجوما، ولأن تلقى الله بمثل قراب الأرض ذنوبا؛ خير لك من أن تبت الشهادة على أحد من أهل قبلتنا ". الخطأ هنا وجود رجم فى الإسلام فلا يوجد رجم فى الوحى المنزل من عند الله الحديث السادس والثلاثون: أخرج أبو يعلى ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، (ص): " أوصيك يا أبا هريرة! بخصال أربع: لا تدعهن أبدا ما بقيت: عليك بالغسل يوم الجمعة، والبكور إليها، ولا تلغ ولا تله، وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر؛ فإنه صيام الدهر، وأوصيك بالوتر قبل النوم، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما، وإن صليت الليل كله فإن فيهما الرغائب ". الأخطاء عدة ا÷مها ان حدد أربع خصال بينما عدهم7 وهم 1-عليك بالغسل يوم الجمعة،2- والبكور إليها، 3-ولا تلغ 4-ولا تله، 5-وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر؛ فإنه صيام الدهر،6- وأوصيك بالوتر قبل النوم، 7-وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما، وإن صليت الليل كله فإن فيهما الرغائب الحديث السابع والثلاثون: أخرج أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، عن رجل من بلهجيم ، قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: " إياك وإسبال الإزار؛ فإن إسبال الإزار من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة ". الخطأ كون إلإسبال افزار من المخيلة والمخيلة هى كل ما يعجب الإنسان ويعره فقد يعجبه اللباس القصير أو اللباس العارى الذى يظهر العورات الحديث الثامن والثلاثون: أخرج ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، عن شداد بن دأوس، قال: " زوجوني، فإن رسول الله، (ص) أوصاني أن لا ألقى الله عزبا". المستفاد وجوب الزواج على من ملك المهر الحديث التاسع والثلاثون: أخرج الديلمي ، عن علي بن أبي طالب ، قال: قال رسول الله، (ص): " أوصيك يا علي لا تشرك بالله شيئا؛ وأن قطعت ". هذه وصية عامة صحيحة الحديث الأربعون: أخرج الطبراني ، والبيهقي عن أبي سعيد بن زيد، قال: قال رسول الله، (ص): " أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي رجلا صالحا من قومك ". وصية لا يقولها النبى(ص) فالاستحياؤ من الله لا يكون كالاستحياء من الرجل الصالح فمثلا جماع المراة الحلال لا يستخى فيه المرء من الله لكونه خلال بينما يستحى من أن يفعله امام الرجل الصالح لحرمة فعله أمام الناس الحديث الحادي والأربعون: أخرج الطبراني، في الصغير ، عن أبي سعيد، قال: جاء رجل إلى رسول الله، (ص)، فقال: يا رسول الله أوصني، قال : " عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير". هذه وصية عامة صحيحة الحديث الثاني والأربعون: أخرج الأمام أحمد ، والبخاري، في التاريخ ، عن جرموز بن أوس، قال: قال رسول الله، (ص): " أوصيك أن لا تكون لعانا ". الخطأ حرمة اللعن فلعن الكفار مباح كما قال تعالى "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" الحديث الثالث والأربعون: أخر البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، عن طلحة بن مصرف، قال: " سألت ابن أبي أوفى،هل أوصى النبي، (ص)؟، قال: لا، قلت: فكيف كتب على الناس الوصية؟! أو أمروا بها ولم يوص، قال: أوصى بكتاب الله ". هذه وصية عامة صحيحة وهذه الرواية تتعارض مع رواية أم سلمة رقم 25التى تقول بالصلاة وما ملكت أيمانكم
  25. نقد كتاب جريمة بناء الكنائس في الجزيرة العربية الكتاب هو بحث من تأليف علوي السقاف وسبب تأليف الكتاب هو ما يدور فى دول الكفر عن حقوق الإنسان وحقه فى وجود معبد له أى مكان وفى هذا قال: "فهذه وريقات عن حرمة بناء الكنائس في جزيرة العرب دفعني لكتابتها ما يتردد كثيرا هذه الأيام في المحافل والمؤتمرات وما يسمى بمنظمات الحقوق العالمية وتقارير وزارة الخارجية الأمريكية وغيرها من الدعوة لبناء الكنائس في الجزيرة العربية، يغيظهم كونها حرم الإسلام ومعقله وقاعدته الأولى، ويردد ذلك معهم في بعض وسائل الإعلام من أعاروا عقولهم لغيرهم وأثاروا الشبهات والشكوك حول هذه المسألة القطعية من دين الإسلام" قبل الدخول فى الموضوع كل من يتكلم فى الموضوع ممن ينقل من كتب القدماء يتبنى وجهة نظر خاطئة كما هو الحال فى موضوع السبى فهم يحللونه ويبيحونه مع أن كتاب الله يحرمه فالأسرى أيا كان نوعهم يطلق سراحهم بعد نهاية الحرب كما قال تعالى : "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها" من يتبنون وجهة النظر تلك وهى هتك واغتصاب نساء الكفار تحت مسمى السبى يتناسون أن الكفار سيفعلون نفس الجريمة فى نساء المسلمين لو انتصروا عليهم ومن يتبنون وجهة نظر حرمة بناء الكنائس فى الجزيرة العربية أو غيرها سيجعلون دول الكفر ترد بالمثل وهو منع بناء المساجد فى بلاد الكفر التى يتواجد بها جماعات من المسلمين ثم قال السقاف: "نقلت فيه طرفا من النصوص الدالة على تحريم ذلك، وأقوال العلماء في المسألة مع الرد على شبهات المعاصرين و (جزيرة العرب أو شبه الجزيرة العربية يحدها غربا: بحر القلزم، وهو المعروف الآن باسم: البحر الأحمر، وجنوبا: بحر العرب، ويقال له: بحر اليمن، وشرقا: الخليج العربي، والتحديد من هذه الجهات الثلاث بالأبحر المذكورة محل اتفاق بين المحدثين، والفقهاء، والمؤرخين، والجغرافيين، وغيرهم. وممن أفصح عن هذا التحديد بالنص: ابن حوقل، والاصطخري، والهمداني، والبكري، وياقوت، وهو منصوص الرواية عن الإمام مالك، وتفيده الرواية عن الإمام أحمد؛ رحم الله الجميع، ويحدها شمالا ساحل البحر الأحمر الشرقي الشمالي وما على مسامتته شرقا؛ من مشارف الشام والأردن والعراق، وعليه؛ فالأردن، وسوريا، والعراق؛ ليست في محدود جزيرة العرب وهو ما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : (جزيرة العرب: هي من بحر القلزم إلى بحر البصرة، ومن أقصى حجر اليمامة إلى أوائل الشام، بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم، ولا تدخل فيها الشام، وفي هذه الأرض كانت العرب حين البعث وقبله ... )) وهذا يعني أن دول مجلس التعاون كلها واليمن داخلة تحت مسمى الجزيرة العربية على الراجح من أقوال العلماء. وهناك أقوال أخرى فندها الشيخ بكر أبو زيد في كتابه الماتع (خصائص الجزيرة العربية) فليراجعها من شاء. أما الأدلة: فقد وردت أحاديث صحيحة تحرم الإذن بوجود دين آخر مع الإسلام في جزيرة العرب وهي تقتضي تحريم بناء معابد لغير المسلمين من كنائس وغيرها من باب أولى، ومن ذلك حديث عبدالله بن عباس (لا تكون قبلتان في بلد واحد) وفي لفظ: (لا تصلح قبلتان في أرض واحدة) رواه أبو داود" الرواية لو عقلها من يفسرون لا يمكن لرسول الله (ص) ان يقولها لأن معناها ألا يوجد فى بلاد المسلمين كلها وليس فى شبه الجزيرة أى معبد من معابد الكفار هذا لو فسرت القبلة لالمسجد وأما لو فسرت بالدين فلها معنى محرم وهو طرد الكفار المعاهدين من بلادهم ثم قال : "وحديث عائشة رضي الله عنها: (لا يترك بجزيرة العرب دينان) رواه أحمد، وحديث أبي عبيدة ابن الجراح (لا يبقين دينان بأرض العرب) رواه البيهقي." هذه الروايات تخالف الوحى وحتى التاريخ المعروف ففى عهد النبى(ص) نفسه حتى موته بقى الكفار من اليهود فيها فى خيبر وغيرها وعاهدهم كما يقول التاريخ على زراعة الأرض كما بقى المنافقون وبنوا معبدا هو مسجد الضرار فلماذا لم يطردهم النبى(ص) ويهدم مسجدهم؟ ثم ماهى جزيرة العرب المزعومة ؟ لا يوجد جزيرة أساسا فهى شبه جزيرة زد على هذا أن القوم لو فهموا معنى الرواية حقا لكان عليهم ارتكاب جرائم متعددة هى إما إكراخ الكفار على الإسلام وهو ما حرمه الله بقوله " لا إكراه فى الدين " وإما طرد الكفار المعاهدين من ديارهم بلا جريمة ارتكبوها مخالفين وجوب التزام المسلمين بالعهد طالما التزم به الكفار المعاهدين كما قالوا تعالى " فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم" كما يخالف أن المطرودين وهم المخرجين هم من طردوا أى أخرجوا المسلمين كما قال تعالى "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم" ويقول السقاف: "وعلى هذا جرى عمل الأمة قرونا طويلة ابتداء من عصر خير القرون، وحتى وقت متأخر من التاريخ الإسلامي، فأجلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهود خيبر ونجران وفدك، ووضع الشروط المشهورة بالعمرية وفيها: (أنا شرطنا على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا كنيسة ولا فيما حولها ديرا ولا قلاية ولا صومعة ، وفي كتاب (الأموال) لأبي عبيد القاسم بن سلام، و (مصنف ابن أبي شيبة) بإسناد ضعيف عن عكرمة قال: سئل ابن عباس عن أمصار العرب أو دار العرب هل للعجم أن يحدثوا فيها شيئا؟ فقال: (أيما مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه بناء ولا بيعة ولا يضربوا فيه ناقوسا ... ). قال القاضي تقي الدين السبكي: (وقد أخذ العلماء بقول ابن عباس هذا وجعلوه مع قول عمر، وسكوت بقية الصحابة إجماعا) . وفهم هذه الدلالة من أهل القرون المفضلة من غير الصحابة علماء التابعين وحكامهم، فقد روى عبدالرزاق في مصنفه عن عمه وهب بن نافع قال: (كتب عمر بن عبدالعزيز إلى عروة بن محمد أن يهدم الكنائس التي في أمصار المسلمين، قال: فشهدت عروة بن محمد ركب حتى وقف عليها ثم دعاني فشهدت كتاب عمر وهدم عروة إياها، فهدمها) ، وروى عن معمر عن إسماعيل بن أمية أخبره: (أنه مر مع هشام بحدة وقد أحدثت فيها كنيسة فاستشار في هدمها فهدمها هشام) وروى عن الحسن البصري قال: (من السنة أن تهدم الكنائس التي بالأمصار القديمة والحديثة) والآثار في هذا كثيرة جدا" كل هذه الآثار لا قيمة لها لأن الروايات كلها فى أسانيدها متكلم فيها والأهم من ذلك أن الله حرم هدم أى معبد يذكر فيه اسمه ولو كان معبدا لغير المسلمين فقال : "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا" ثم كيف يكون من البر هدم معابد الكفار المعاهدين وهو اعتداء سافر عليهم مع أن الله أمرنا بالإحسان إليهم والعدل معهم فقال : "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين "؟ فهنا حرم الله طردهم من ديارهم لأنهم لم يطردوا المسلمين من ديارهم وكما أن هناك روايات فى الموضوع سبق ذكرها عن عدم بقاء دينان فى الجزيرة المزعومة التى لا وجود لها هناك روايات أخرى تبين أن الخلفاء أبقوا على الكفار فيها مثل : "عن بُجَالَةَ قال : كنتُ كاتبا لجُزْءِ بن معاويةَ عمّ الأحنفِ بن قيسٍ إذ جاءنا كتابُ عمرَ قبل موتهِ بسنةٍ اقتلوا كل ساحِرٍ وفرقُوا بين كلِّ ذي محرمٍ من المجوسِ وانهوهُم عن الزمزمةِ فقتلنا في يومٍ ثلاثةَ سواحرِ وفرّقنا بين كلِّ رجل من المجوسِ وحريمهُ في كتابِ اللهِ وصنعَ طعاما كثيرا فدعاهُم فعرضَ السيفَ على فخذهِ فأكلوا ولم يزمزمُوا وألقَوا وقرَ بغلٍ أو بغلينِ من الورقٍ ولم يكن عمرُ أخذَ الجزيةَ من المجوسِ حتى شهد عبد الرحمن بن عوفٍ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوسِ هجرَ" رواه أبو داود هنا عمر لم يطرد المجوس من هجر ومن قبله أبو بكر وقد أخذ منهم الجزية وكما أخذها من مجوس عجر أخذها من نصارى تغلب كما فى الروايات التالية: "قال عبد الرزاق في المصنف 19392 – أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ كُرْدُوسٍ التَّغْلِبِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «إِنَّهُ قَدْ كَانَ لَكُمْ نَصِيبٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَخُذُوا نَصِيبَكُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ , فَصَالَحَهُ عَلَى أَنْ أُضَعِّفَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ , وَأَلَّا يُنَصِّرُوا الْأَبْنَاءَ" "وفي المغني لابن قدامة: (بنو تغلب بن وائل من العرب من ربيعة بن نزار، انقلبوا في الجاهلية إلى النصرانية، فدعاهم عمر إلى بذل الجزية، فأبوا وأنفوا، وقالوا: نحن عرب خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض باسم الصدقة، فقال عمر: لا آخذ من مشرك صدقة، فلحق بعضهم بالروم، فقال النعمان بن زرعة:يا أمير المؤمنين! إن القوم لهم بأس وشدة، وهم عرب يأنفون من الجزية، فلا تعن عليك عدوك بهم، وخذ منهم الجزية باسم الصدقة، فبعث عمر في طلبهم فزدهم وضعف عليهم من الإبل من كل خمس شاتين، ومن كل ثلاثين بقرة تبيعين، ومن كل عشرين دينارا دينارا، ومن كل مأتي درهم عشرة دراهم، وفيما سقت السماء الخمس، وفيما سقى بنضح أو غرب أو دولاب العشر، فاستقر ذلك من قول عمر، ولم يخالفه أحد من الصحابة، فصار اجماعا. " طبقا لهذه الروايا وغيرها لم ينقذ الخلفاء لا أبو بكر ولا عمر حكاية عدم بقاء دينان فى الجزيرة بدليل وجود المجوس والنصارى فى تلك الروايات ثم قال السقاف : (لهذا أجمع العلماء على تحريم بناء المعابد الكفرية مثل: الكنائس في بلاد المسلمين، وأنه لا يجوز اجتماع قبلتين في بلد واحد من بلاد الإسلام، وألا يكون فيها شيء من شعائر الكفار لا كنائس ولا غيرها، وأجمعوا على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا أحدثت في الإسلام) بل وأجمعوا (على أن بناء المعابد الكفرية ومنها الكنائس في جزيرة العرب أشد إثما وأعظم جرما) وأقوالهم في هذا كثيرة جدا، منها: 1 - قال الإمام محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة: (ليس ينبغي أن تترك في أرض العرب كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار) 2 - وفي المدونة الكبرى (قلت: أرأيت هل كان مالك يقول: ليس للنصارى أن يحدثوا الكنائس في بلاد الإسلام؟ قال: نعم كان مالك يكره ذلك) 3 - وقال الإمام الشافعي: (ولا يحدثوا في أمصار المسلمين كنيسة ولا مجتمعا لصلواتهم ... 4 - وقال الإمام أحمد: (ليس لليهود ولا للنصارى أن يحدثوا في مصر مصره المسلمون بيعة ولا كنيسة ولا يضربوا فيه بناقوس) 5 - وقال أبو الحسن الأشعري: (إرادة الكفر كفر وبناء كنيسة يكفر فيها بالله كفر، لأنه إرادة الكفر) 6 - وقال ابن قدامة: (ويمنعون من إحداث البيع والكنائس والصوامع في بلاد المسلمين لما روي في شروطهم لعبد الرحمن بن غنم) 7 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرسالة القبرصية): (اتفق المسلمون على أن ما بناه المسلمون من المدائن لم يكن لأهل الذمةأن يحدثوا فيها كنيسة ... والمدينة التي يسكنها المسلمون والقرية التي يسكنها المسلمون وفيها مساجد المسلمين لا يجوز أن يظهر فيها شيء من شعائر الكفر لا كنائس ولا غيرها) وقال: (من اعتقد أن الكنائس بيوت الله، وأن الله يعبد فيها، أو أن ما يفعله اليهود والنصارى عبادة لله وطاعة لرسوله، أو أنه يحب ذلك أو يرضاه، أو أعانهم على فتحها وإقامة دينهم، وأن ذلك قربة أو طاعة فهو كافر) 8 - وقال القاضي تقي الدين السبكي: (فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع، وكذا ترميمها) 9 - وقال الحافظ ابن القيم: (ولا يمكنون من إحداث البيع والكنائس كما شرط عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الشروط المشهورة عنه ... وهذا مذهب الأئمة الأربعة في الأمصار، ومذهب جمهورهم في القرى، وما زال من يوفقه الله من ولاة أمور المسلمين ينفذ ذلك ويعمل به مثل عمر بن عبدالعزيز الذي اتفق المسلمون على أنه إمام هدى) 10 - وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: (لا يجوز أن يبنى في الجزيرة معابد للكفرة لا النصارى ولا غيرهم، وما بني فيها يجب أن يهدم مع القدرة. وعلى ولي الأمر أن يهدمها ويزيلها ولا يبقي في الجزيرة مبادئ أو معاقل للشرك لا كنائس ولا معابد، بل يجب أن تزال من الجزيرة، حتى لا يبقى فيها إلا المساجد والمسلمون) وقال: (أجمع العلماء رحمهم الله على تحريم بناء الكنائس في البلاد الإسلامية وعلى وجوب هدمها إذا أحدثت وعلى أن بناءها في الجزيرة العربية كنجد والحجاز وبلدان الخليج واليمن أشد إثما وأعظم جرما لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب ونهى أن يجتمع فيها دينان وتبعه أصحابه في ذلك ولما استخلف عمر رضي الله عنه أجلى اليهود من خيبر عملا بهذه السنة ولأن الجزيرة العربية هي مهد الإسلام ومنطلق الدعاة إليه ومحل قبلة المسلمين فلا يجوز أن ينشأ فيها بيت لعبادة غير الله سبحانه كما لا يجوز أن يقر فيها من يعبد غيره) 11 - وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية قولهم: (كل مكان يعد للعبادة على غير دين الإسلام فهو بيت كفر وضلال، إذ لا تجوز عبادة الله إلا بما شرع الله سبحانه في الإسلام، وشريعة الإسلام خاتمة الشرائع، عامة للثقلين الجن والإنس وناسخة لما قبلها، وهذا مجمع عليه بحمد الله تعالى .... ولهذا صار من ضروريات الدين: تحريم الكفر الذي يقتضي تحريم التعبد لله على خلاف ما جاء في شريعة الإسلام، ومنه تحريم بناء معابد وفق شرائع منسوخة يهودية أو نصرانية أو غيرهما؛ لأن تلك المعابد سواء كانت كنيسة أو غيرها تعتبر معابد كفرية؛ ... فجزيرة العرب: حرم الإسلام وقاعدته التي لا يجوز السماح أو الإذن لكافر باختراقها، ولا التجنس بجنسيتها، ولا التملك فيها، فضلا عن إقامة كنيسة فيها لعباد الصليب، فلا يجتمع فيها دينان، إلا دينا واحدا هو دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه ورسوله محمدا، ولا يكون فيها قبلتان إلا قبلة واحدة هي قبلة المسلمين إلى البيت العتيق، ... وبهذا يعلم أن السماح والرضا بإنشاء المعابد الكفرية مثل الكنائس، أو تخصيص مكان لها في أي بلد من بلاد الإسلام من أعظم الإعانة على الكفر وإظهار شعائره ... عائذين بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهداية، وليحذر المسلم أن يكون له نصيب من قول الله -تعالى-: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم (25) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم (26) فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم (27) ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم} محمد: 25 - 28" وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.) 12 - وجاء في فتوى وزارة الأوقاف الكويتية: (إن إنشاء أي دار للعبادة لغير المسلمين في دار الإسلام لا يجوز، وكذلك لا يجوز تأجير الدور لتكون كنائس، ولا تحويل الدور السكنية لتكون كنائس أو معابد لغير المسلمين، وذلك لإجماع علماء المسلمين على أنه لا تبقى في دار الإسلام مكان عبادة لغير المسلمين) 13 - وقال الشيخ عبدالرحمن البراك (ومما يؤسف له أن بعض المسلمين استجابوا للكفار في بناء الكنائس، فها هي بعض البلاد الإسلامية في أطراف الجزيرة العربية؛ جزيرة الإسلام، ها هم أذنوا للنصارى في بناء معابدهم، وقد جاء في الحديث لا تكون في أرض قبلتان، فلا تجتمع قبلة اليهود والنصارى مع قبلة المسلمين) وهكذا، فأنت ترى أن علماء المسلمين وفقهاءهم قديما وحديثا أجمعوا على حرمة بناء الكنائس في البلدان الإسلامية وأنها في جزيرة العرب أشد إثما لما تمتاز به هذه الجزيرة من خصائص فهي (وقف في الإسلام على أهل الإسلام، وهي وديعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته، التي استحفظهم عليها في آخر ما عهده النبي صلى الله عليه وسلم، فهي دار طيبة، لا يقطنها إلا طيب، ولما كان المشرك خبيثا بشركه؛ حرمت عليه جزيرة العرب ... وإنه إذا ما عدت يوما نفسها مثل أي قطر من الأقطار، ترضى بمداخلة ما هو أجنبي عن الإسلام؛ فإنها تعمل على إسقاط نفسها من سجل التاريخ، وتقضي على ميزتها البارزة في خريطة العالم، فيخفت احترام العالم الإسلامي لها، وتفقد رهبة شراذم الكفر منها، وتفتح مجالا فسيحا للقوى الشريرة العاتية. وإنه إذا تقدمت الفتن، والبدع، والأهواء، والنحل، وضروب الغزو الفكري؛ تضرب فارهة على صخرة هذه الجزيرة؛ فقد تجللت حينئذ من كل ويل تيارا، وأذنت بمشاكل ذات أحجام مختلفة في التمرد، وإذا تشربت النفوس بهذه الأنماط المتناثرة على جنبتي الصراط المستقيم؛ تشكلت الحياة إلى مزيج من الأهواء والضلال البعيد، وهذا إيذان بدك آخر حصن للإسلام، وتقليص لظله عن معاقله في هذه الجزيرة المسكينة فالله طليب الفعلة لذلك، وهو حسيبهم ... وإن المتعين على أهل هذه الجزيرة، وعلى من بسط الله يده عليهم وعليها: المحافظة على هذه الميزات والخصائص الشرعية؛ ليظهر تميزها، وتبقى الجزيرة وأهلها مصدر الإشعاع لنور الإسلام على العالم. وليعلم أنه كلما قوي هذا النور؛ امتد هذا الإشعاع، وكلما ضعف وتضاءل في هذه الجزيرة وأهلها؛ تقاصر. ولا حول ولا قوة إلا بالله) ومما يثيره اليوم الجهلة تارة، والمغرضون تارة أخرى، في وسائل الإعلام وغيرها، قولهم: كيف لا نسمح لهم ببناء الكنائس في بلادنا وقد سمحوا لنا ببناء المساجد في بلادهم؟!، ولو منعناهم من ذلك فسيمنعون المسلمين من بناء المساجد والصلاة فيها، وأنه ينبغي أن نعطي رعاياهم حريتهم الدينية كما أعطوا رعايا المسلمين حريتهم الدينية، وأن من العلماء المعاصرين من أفتى بجواز ذلك اعتمادا على رأي أبي حنيفة في الجواز، ... إلخ ورد هذه الشبه من وجوه: الأول: أن المساجد دور يعبد فيها الله عز وجل وحده، أما الكنائس فهي معابد كفرية، يكفر فيها بالله عز وجل ويعبد معه غيره –المسيح وأمه-، فهل يستويان؟! {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} " المقارنة بين المساجد والكنائس وغيرها فى كونها كفرية ليست موجودة فى الآية لأن العلة التى ذكرها الله هى " يذكر فيا اسم الله كثيرا" والأماكن ليست كافرة لأن الكفر يطلق على الناس فقط وليس على أى مكان مهما مورس فيه الكفر وإلا كانت الكعبة معبد كفرى أيام المشركين حسب التاريخ لوجود الأصنام بالمئات فيها ثم قال : "الثاني: أن دعوى منحهم المسلمين الحرية في ممارسة تعاليمهم الدينية عارية عن الصحة، فهاهم يمنعون المسلمين من أقل حقوقهم الشخصية: كتعدد الزوجات، ولبس الحجاب، وإنشاء بنوك إسلامية، وتطبيق أحكام الإسلام عليهم، وغير ذلك، بحجة أن أنظمة البلد العلمانية تحظر ذلك، أفلا يحق للمسلمين أن يمنعوهم من بناء الكنائس لأن تعاليم دينهم الإسلامي تمنع ذلك؟" هناك فارق بين الكفار المعاهدين أى الذميين فى بلادنا وكفار الخارج فلا يمكن أن تعاقب كفار الداخل على جرائم كفار الخارج لقوله تعالى " ولا تزر وزارة وزر أخرى" فالمسلم ملزم بالعهد وهو الذمة طالما التزم بها المعاهدين كما قال تعالى " فما اسقاموا لكم فاستقيموا لهم" ثم قال: "الثالث: أن مواطني الدول الغربية قد اعتنق كثير منهم الإسلام، فالمساجد تعتبر عندهم من حقوق المواطنة وليس للوافدين من المسلمين، أما دول الجزيرة العربية فالأصل أنهم كلهم مسلمون ومن تنصر منهم فهو مرتد عن دين الله وحكمه في الشرع معروف، فلمن تبنى الكنائس؟ أللعمالة الوافدة غير المستقرة؟! مالكم كيف تحكمون؟! الرابع: أن الإذن لهم ببناء كنائس في ديار الإسلام بحجة سماحهم للمسلمين ببناء المساجد في بلادهم يقودنا إلى قضية أخرى وهي الإذن لهم بالدعوة للنصرانية بين المسلمين بحجة أنهم يسمحون للمسلمين بأن يدعوا إلى الإسلام في بلادهم، فهل يقول بذلك مسلم؟! (بل من يجوز ذلك بحجة ما يسمى بحرية الاعتقاد فهو كافر مرتد وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم) كما أنه يقودنا إلى قضية ثالثة: وهي الإذن لأصحاب الديانات الأخرى كالبوذية والهندوسية وغيرها ببناء معابد لهم، بل قد يكون أتباع هذه الملل في بعض دول الخليج -من العمالة الوافدة- أكثر من النصارى، فتصبح الجزيرة العربية مسرحا لديانات الكفر والشرك، وهي التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يكون فيها دينان" الرجل يخالف هنا الواقع فدول الكفر سمحت لوجود مساجد للوافدين وهناك دول أساس ليس بها مسلمين من أهل البلد والقضية لا تعالج هكذا لأننا نتكلم فى غياب دولة المسلمين التى ماتت من قرون كثيرة والدول الحالية فى بلادنا كلها لا تحكم بحكم الله فحكمها هو حكم بلاد الكفر والوضع سيكون مختلف تماما لو أن القرآن طبق فساعتها سيهاجر المسلمون فى بلاد الكفر لدولة المسلمين وبدلا من أن يسافر أو يهاجر المسلمون لبلاد الكفر هروبا بدينهم من السلطات الحاكمة أو هروبا من الفقر الاقتصادى التى تفرضه السلطات الحاكمة سيمكثوا فى بلادهم ولن يخردجوا منها وبدلا من أن تقوم السلطات الحاكمة فى بلادنا باستقدام العمالة الكافرة من الخارج لن يحدث هذا لأن المسلمون هم من سيعملون الأوضاع الموجودة أساسا خاطئة ومن ثم لا يمكن أن يطبق حكم الإسلام عليها ثم قال : "الخامس: أنه لو ترتب على منع بناء الكنائس في بلاد المسلمين منع بناء المساجد في بلاد الكفار، فإن درء مفسدة تلويث بلاد المسلمين وجزيرة العرب –خاصة- بدين النصارى المنسوخ، أولى من المحافظة على مصلحة مكاسب بعض المسلمين في بلاد الكفر، وعلى المسلمين القادرين على الهجرة أن يهاجروا، وعلى العاجزين أن يصلوا في بيوتهم، كما أفتى بذلك الشيخ عبدالرحمن البراك " هذه الحجة تصلح عندما توجد دولة المسلمين وأما فى الوضع الحالى حيث دول المنطقة تحارب كل من يطلب بالعدل وتطبيق الشرع فلا تصلح القوم يشرعون على هوى الحكام وليس بناء على نصوص الوحى ثم قال: "السادس: أن مما يدل على اعتبار الخصوصية ومراعاتها وأنها قاعدة معتمدة عند العقلاء من كل ملة، أن دولة الفاتيكان تمنع من بناء معابد غير الكنيسة فيه، وذلك لما يرونه من كون الفاتيكان معقلا للنصرانية وملاذا لأهلها، فالجزيرة العربية وفيها البلد الحرام والكعبة المشرفة أولى بذلك، كيف لا؟! وهي ملاذ المسلمين، ومنتهى مقاصدهم، وعلى هذا الأصل الذي يقر به عقلاء كل ملة، جاءت النصوص النبوية في بيان كون هذه الجزيرة جزيرة الإسلام لا يجتمع فيها دينان، ولكن لو سمح الفاتيكان ببناء المساجد فيه، هل يكون هذا مسوغا لنا في الإذن ببناء الكنائس في جزيرة العرب؟ الجواب: لا، فلسنا تبعا للفاتيكان، إن منع منعنا وإن بنى بنينا!، فالإسلام يعلو ولا يعلى عليه، وقد تقدم أن التسوية بين دور التوحيد ومعابد الكفر، سفه وضلال نعيذ منه كل مسلم." الرجل هنا يحدث الناس وكأنهم جهلة فالفاتيكان ليس دولة بمعنى دولة حقيقية لأن مساحته حوالى نصف ميل طولا وعرضا فى مدينة روما وليس فيها مكان للسكن أو الزرع أو الصنع أو غير هذا من صفات الدولة وسكان كنائسه كلهم رجال إلا نادرا ومن ثم لا يوجد مكان أساسا فيه لتواجد مسلم أو غير ذلك فالدولة هى مكان يتواجد فيها الرجال والنساء وفيها مساكن والفتاتيكان لا يوجد فيها مساكن أو حتى مكان للعمل الوظيفى ثم قال: "السابع: أن حرمة بناء الكنائس في بلاد المسلمين مما انعقد عليها الإجماع، نقل ذلك كثير من أهل العلم منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية وتقي الدين السبكي والشيخ ابن باز وغيرهم كثير، فلا وجه لما ذكره بعض المعاصرين عن تجويز الإمام أبي حنيفة ذلك مع أن القاضي تقي الدين السبكي قد أوضح المراد بكلام أبي حنيفة فقال: (ولعل أبا حنيفة إنما قال بإحداثها في القرى التي يتفردون بالسكنى فيها على عادتهم في ذلك المكان، وغيره من العلماء بمنعها لأنها في بلاد المسلمين وقبضتهم وإن انفردوا فيها فهم تحت يدهم فلا يمكنون من إحداث الكنائس لأنها دار الإسلام ولا يريد أبو حنيفة أن قرية فيها مسلمون فيمكن أهل الذمة من بناء كنيسة فيها. فإن هذه في معنى الأمصار فتكون محل إجماع) - ومما يؤيد أن مراد أبي حنيفة خلاف ما زعمه هذا المعاصر أنه قول غير معتمد في المذهب، وجماهير علماء الأحناف بما فيهم صاحباه أبو يوسف ومحمد بن الحسن على عدم اعتبار هذا الفهم لكلام الإمام، ويرون حرمة بناء الكنائس في الأمصار -أي المدن- التي يقطنها مسلمون. و على هذا تضافرت كتبهم، ففي (الهداية شرح البداية للمرغيناني) (2/ 162): (ولا يجوز إحداث بيعة ولا كنيسة في دار الإسلام ... وقيل: في ديارنا يمنعون من ذلك في القرى أيضا لأن فيها بعض الشعائر، والمروي عن صاحب المذهب [يعني أبا حنيفة] في قرى الكوفة لأن أكثر أهلها أهل الذمة، وفي أرض العرب يمنعون من ذلك في أمصارها وقراها لقوله عليه الصلاة والسلام لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) وفي (المبسوط للسرخسي) (15/ 134) و (بدائع الصنائع للكاساني) (4/ 176) قولهم: (فإنهم يمنعون من إحداث الكنائس في أمصار المسلمين)، ونقل الزيلعي الحنفي الإجماع في (تبيين الحقائق) (باب: العشر والخراج والجزية) فقال: (قال في الفتاوى الصغرى: إذا أرادوا إحداث البيع والكنائس في الأمصار يمنعون بالإجماع)، وفي (حاشية ابن عابدين) (4/ 202) [لا يجوز إحداث كنيسة في القرى، ومن أفتى بالجواز فهو مخطئ، ويحجر عليه ... وفي الوهبانية: إنه الصحيح من المذهب الذي عليه المحققون، إلى أن قال: فقد علم أنه لا يحل الإفتاء بالإحداث في القرى لأحد من أهل زماننا بعدما ذكرنا من التصحيح، والاختيار للفتوى وأخذ عامة المشايخ، ولا يلتفت إلى فتوى من أفتى بما يخالف هذا، ولا يحل العمل به ولا الأخذ بفتواه، ويحجر عليه في الفتوى، ويمنع، لأن ذلك منه مجرد إتباع هوى النفس، وهو حرام، لأنه ليس له قوة الترجيح، لو كان الكلام مطلقا، فكيف مع وجود النقل بالترجيح والفتوى؟!، فتنبه لذلك، والله الموفق. مطلب: تهدم الكنائس من جزيرة العرب ولا يمكنون من سكناها قال في (النهر): (والخلاف في غير جزيرة العرب، أما هي فيمنعون من قراها أيضا لخبر لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) اهـ. قلت: الكلام في الإحداث مع أن أرض العرب لا تقر فيها كنيسة ولو قديمة فضلا عن إحداثها] انتهى كلام ابن عابدين." ما ذكره الرجل عن وجود إجماع يناقض القرآن كما يناقض وجود مجوس عجر ونصارى تغلب فى الجزيرة المزعومة فى عهد عمرومن قبله أبو بكر كما فى التاريخ المعروف والإجماع عند القوم لا قيمة له فى وجود نص أو فى وجود نصوص مضادة ثم قال : الثامن: أن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في جلسته المنعقدة بالقاهرة في 10/ 10/2000م أصدر بيانا قال فيه (التأكيد الحاسم بأن الجزيرة العربية وقلبها المملكة العربية السعودية هي الحصانة الجغرافية لعقيدة الإسلام، لا يجوز شرعا أن يقوم فيها دينان، ولا يجوز بحال أن يشهر على أرضها غير دين الإسلام، كما تستنكر هيئة رئاسة المجلس العودة إلى المطالبة ببناء كنائس على أرض السعودية بعد أن حسم هذا الأمر سابقا في حوار مطول مع الفاتيكان عبر اللجنة الإسلامية العالمية للحوار، واتفق على إغلاق هذا الملف وعدم إثارته ثانيا). وأخيرا، و (بناء على جميع ما تقدم فإنه ليس لكافر إحداث كنيسة في [جزيرة العرب]، ولا بيعة، ولا صومعة، ولا بيت نار، ولا نصب صنم؛ تطهيرا لها عن الدين الباطل، ولعموم الأحاديث، وعليه؛ فليس للإمام الإذن بشيء منها، ولا الإبقاء عليه؛ محدثا كان أو قديما) " السقاف أو غيره عليهم أن يقولوا الحقيقة وهى أن سبب المشكلة هم الحكام فهم استقدموا العمالة الكافرة لشبه الجزيرة الحالية وهم بدلا من أن يواجهوا الحقيقة المرة ويواجهوا الحكام بأفعالهم المحرمة طبقا لأقوال الفقهاء يتكلمون عن وضع ملزم فيه الحكام حسب سياسة العلمانية التى يحكمون بها أن يقيموا لهم كنائس كما سمحت دول الكفر بـإقامة المراكز الثقافية الإسلامية فى دول الغرب وفى كل مركز مسجد ودول الخليج وأكبرها السعودية المراكز مسماة باسمها فى دول الكفر المشكلة لا تخص الفقهاء من الأساس لأنهم يتكلمون عن وضع ليس موجود فعليا وهو وجود دولة المسلمين والوضع الحالى مخالف للأحكام الإسلام ومن يدافع عنهم السقاف ويستشهد بفتاوى شيوخهم أقاموا معابد للكفر مؤخرا بل سمحوا بوجود نوادى المنكر كالمراقص ودور الخيالة والمسارح المختلطة واستدعاء المصارعين العراة للفرجة عليهم فى بلاد يقال عنها أنها تحكم الشريعة الإسلامية
×
×
  • Create New...