Jump to content
منتدى البحرين اليوم

مجدم

الاعضاء الفعالين
  • مشاركات

    99
  • انضم

  • آخر زيارة

عن مجدم

Previous Fields

  • الجنس
    ذكر
  • من الذي اخبرك عن منتدى البحرين اليوم
    مادري
  • سنة الميلاد
    2002

مجدم الانجازات

Newbie

Newbie (1/14)

0

الشهرة

  1. جزاك اللة خير ياسيدنا علي الموضوع الطيب والذي اكثر من رائع والذي شدني للقراءة ارجو الاتحرمنة من مشاركاتك
  2. جزاك اللة خير علي الموضوع الطيب والرائع واللة يجعلة في ميزان حسناتك
  3. جزاك الله خير علي الموضوع الطيب
  4. جزاكم الله خير علي المرور
  5. جزاكم الله خيرياخواني علي المرور ومشكورين وانشاء الله دوم مننحرم من ردكم ومشاركتكم نصيحتكم
  6. الحمد الله علي نعمت الاسلام اخرج الناس من الظلومات الي النور ويستبدلون بغيرة
  7. ياريت يكون منتدي الطبي حق المواضيع هذي فايدة للجميع
  8. جزاك الله خير علي الموعظة الطيبه
  9. <div align="left"></div><marquee>أسباب النصر وأسباب الهزيمة</marquee> في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثرت فتوح المسلمين حتى هزموا الروم بأجنادين وفِحَل ودمشق والأردن وفلسطين وحمص وغير ذلك، فلما رأى ملكهم هرقل كثرة هزائمهم قال لأحدهم: أخبروني ويلكم عن هؤلاء القوم الذين تلقونهم أليسوا بشرًا مثلكم؟ قال: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قال: نحن أكثر منهم أضعافًا. قال: فما بالكم تنهزمون إذا لقيتموهم؟ قال: من أجل أنهم إذا حملوا علينا وقاتلونا صدقوا ولم نصبر، وإذا حملنا عليهم وقاتلناهم صبروا ولم نصدق. فقال: فما بالكم لستم مثلهم؟ قال: من أجل أن القوم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يظلمون أحدًا ويتناصحون فيما بينهم، ومن أجل أنَّا نشرب الخمور ونركب الحرام وننقض العهد ونغضب ونظلم ونأمر بسخط الله وننهى عن ما يرضي الله ونفسد في الأرض، فقال هرقل: صدقتني وما لي في صحبتكم من خير وأنتم هكذا. فهل عرف أهل الإسلام أسباب النصر وأسباب الانهزام؟ في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثرت فتوح المسلمين حتى هزموا الروم بأجنادين وفِحَل ودمشق والأردن وفلسطين وحمص وغير ذلك، فلما رأى ملكهم هرقل كثرة هزائمهم قال لأحدهم: أخبروني ويلكم عن هؤلاء القوم الذين تلقونهم أليسوا بشرًا مثلكم؟ قال: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قال: نحن أكثر منهم أضعافًا. قال: فما بالكم تنهزمون إذا لقيتموهم؟ قال: من أجل أنهم إذا حملوا علينا وقاتلونا صدقوا ولم نصبر، وإذا حملنا عليهم وقاتلناهم صبروا ولم نصدق. فقال: فما بالكم لستم مثلهم؟ قال: من أجل أن القوم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يظلمون أحدًا ويتناصحون فيما بينهم، ومن أجل أنَّا نشرب الخمور ونركب الحرام وننقض العهد ونغضب ونظلم ونأمر بسخط الله وننهى عن ما يرضي الله ونفسد في الأرض، فقال هرقل: صدقتني وما لي في صحبتكم من خير وأنتم هكذا. <marquee>فهل عرف أهل الإسلام أسباب النصر وأسباب الانهزام؟ </marquee>
  10. حكمة محبة الله توبة عبدة أيّها المسلم، هل لك أن تعلَمَ بعضَ الحِكَم لمحبّةِ الله لتوبةِ عبده وفرَحِه بها أشدَّ الفرح؟! نعَم، مِنَ الحِكَم العظيمة لمحبّة الله لتوبةِ التائبين أنَّ أسماءَ الله الحسنى تتضمَّن صفاتِه العلا، وتدلّ على هذه الصّفات العظمى، وهذه الأسماءُ تقتضِي ظهورَ آثارِها في الكَون، فاسمُ الله الرّحمنُ الرّحيم يدلّ على اتِّصاف الله جلّ وعلا بالرّحمة كما يليق بجلالِه، ويقتضي أن يوجدَ مخلوقًا مرحومًا، واسمُ الله الخالقُ يدلّ على اتِّصاف الله تعالى بالقدرةِ على الإيجادِ والخَلق، ويقتضي إيجادَ الله للمخلوقات من العَدَم، واسمُ الله الرازقُ يدلّ على اتِّصاف الله بإمدادِ الخَلق بالرّزق، ويقتضِي وجودَ مخلوقٍ مرزوق، واسمُ الله التوّابُ يدلّ على اتِّصال الله بقَبول التوبةِ مهما تكرَّرت، ويقتضِي إيجاد مذنِبٍ يتوب من ذنبِه فيتوب الله عليه، وبقيّةُ أسماءِ الله الحسنى على هذا النّحوِ، كلٌّ منها يدلّ على ذاتِ الله العَظيم، ويدلُّ على صفةِ الله العُظمى التي يتضمَّنها ذلك الاسم، ويقتضِي كلُّ اسمٍ من أسماءِ الله الحسنى ظهورَ آثارِه في هذا الكون، قال الله تعالى: فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير {الروم:50}. والمقصودُ أنَّ قبولَ توبةِ المذنِب مُقتضَى اسمِ اللهِ التوّاب، وثوابُ التّائب أثرٌ من آثارِ هذا القَبول، قال الله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون {الشورى:25}. ومِنَ الحِكَم لمحبّةِ الله لتوبة التائبين أن الله تعالى هو المحسن لذاته ذو المعروف الذي لا ينقطع أبدًا، فمن أطاع الله بالتوبة أحسن إليه وأثابه في الدنيا والآخرة، ومن ضيع التوبة أحسن إليه في الدنيا وعاقبه في الأخرى بسوء عمله وما ربك بظلام للعبيد {فصلت: 46}. ومن الحِكَم لمحبّةِ الله تعالى لتوبةِ عبدِه عفوُ الله وشمول رحمتِه للعصاة مع قدرتِه على العقاب، وفي الحديث: "إن الله كتَب كتابًا عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي سبَقت غضبي" رواه البخاري(3)، إلى غير ذلك من الحِكَم التي لم نطَّلع إلاّ على القليل منها. وتصحُّ التوبة من بعض الذنوبِ، ويبقى الذنبُ الذي لم يتُب منه مؤاخَذًا به، والتّوبةُ بابُها مفتوحٌ لا يغلَق ولا يُحَال بين العبدِ وبينها حتى تطلعَ الشمس مِن المغرِب، فعند ذلك يغلَق بابُ التوبة ولا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنَت من قبلُ أو كسَبت في إيمانها خيرًا، عن زِر بن حُبيش عن صفوانَ بن عسّال رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله فتح بابًا قِبَل المغرِب، عرضُه سبعون عامًا للتوبة، لا يغلَق حتى تطلعَ الشمسُ منه" رواه الترمذيّ وصححه والنسائي وابن ماجه(4). وقد وَعَد الله على التوبةِ أعظمَ الثواب وحُسن المآب، فقال تعالى: التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين {التوبة:112}، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير {التحريم:8}، وقال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:68-70}، قال بعض المفسرّين: يجعَل مكانَ السيّئةِ التوبة، فيعطِيهِم على كلِّ سيّئة عمِلوها حسنةً بالنّدم والعَزم على عدَم العودةِ فيها. وعن أنس رضي الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "للهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبده حين يتوب إليه من أحدِكم كان على راحلته بأرضِ فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابُه، فأيِس منها، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلِّها وقد أيِس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمةٌ عندَه، فأخذ بخِطامها ثم قال من شدّةِ الفرح: اللهم أنت عبدِي وأنا ربُّك، أخطأ مِن شدّةِ الفرح" رواه مسلم(5). وأسعدُ الساعاتِ والأيّام على ابنِ آدم اليومُ الذي يتوبُ الله فيه عليه؛ لأنه بدونِ توبةٍ كالميِّت الذي انقطَع عملُه، وبالتوبة يكون حيًّا، عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: لما أنزل الله توبتَه في تخلُّفه عن غزوة تبوك: وانطلقتُ أتيمم رسولَ الله يتلقّاني الناسُ فوجًا فوجًا، يهنّئونَني بالتوبةِ ويقولون لي: لتَهنِك توبةُ الله عليك، فسلَّمتُ على رسول الله وأساريرُ وجهِه تبرُق، وكان إذا سُرَّ استنارَ وجهُه كأنه فِلقةُ قمر، فقال: "أبشِر بخيرِ يومٍ مرَّ عليك منذ ولدَتك أمّك" رواه البخاري ومسلم(6). والتوبةُ عبادةٌ عالِية المقام، قام بها الأنبياءُ والمرسَلون والمقرَّبون والصّالحون، وتمسَّكوا بعُروتها، واتَّصفوا بحقيقتِها، قال الله تعالى: لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم {التوبة:117}، وقال تعالى عن الخليلِ إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم {البقرة:128}، وقال عن موسى عليه الصلاةُ والسلام: فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين {الأعراف:143}. والمسلمُ مضطرّ إلى التوبة ومحتاجٌ إليها في حالِ استقامتِه أو حالِ تقصيره، يحتاج إلى التوبةِ بعد القُرُبات وبعدَ فعل الصالحات، أو بَعد مقارَفَةِ بعضِ المحرّمات. يا أمَّةَ الإسلام، أذكِّر نفسي وأذكِّركم جميعًا بالتوبةِ إلى الله عزّ وجل، بالتمسُّك بالكتابِ والسنة والبُعد عن البِدَع والخرافاتِ والمحدَثات في الدِّين التي قطَّعت أوصالَ الأمة الإسلامية، وأحذِّرُكم ونفسي من كبائرِ الذنوب ليحفظَكم الله عزّ وجل من شرورِ أعداء الإسلام ومكرِهم وكيدِهم، فإنَّ أعداءَ الإسلام لن ينالوا مِن المسلمين إلاّ بغياب التّوبةِ عن الأمّةِ، ولم تتفرَّق الأمّةُ الإسلامية إلاّ باختلافِ مشاربها وباختلافِ أفهامِها، فاجعَلوا مشربَكم من معينِ كتاب الله وسنّةِ رسولِه ، واجعَلوا أفهامَكم تبَعًا لفَهم الصحابةِ والتابعين ومن تَبِعهم بإحسانٍ؛ يُصلِح الله لكم دنياكم وأُخراكم. قال الله تعالى: وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير {هود:3}. فسارِع أيّها المسلم إلى التوبَةِ من كلّ ذنب، السّرُّ بالسرّ والعلانية بالعلانية، وداوم عليها بعد القرُبات أو الإلمام بشيءٍ من المحرمات، قال الله تعالى: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين {الزمر:54-58}. وإيّاك أيها المسلم، إيّاك وأماني الشيطانِ وغرورَ الدنيا وشهواتِ النفس والطمَعَ في فُسحةِ الأجَل، فتقول: سأتوب قبلَ الموت، وهل يأتي الموت إلاّ بغتةً؟! وأكثرُ الناس حِيل بينَه وبين التّوبةِ والعياذ بالله لعَدَم الاستعدادِ للموت وغَلَبة الهوى وطولِ الأمل، فأتاهم ما يوعَدون وهم على أسوَأ حال، فانتقلوا إلى شرِّ مآل. ومِنَ النّاس مَن وفِّق للتوبة النصوح بعد أن أسرفوا على أنفسِهم أو قصَّروا في حقِّ الله أو حقوقِ العباد، فصاروا من الصالحين والصّالحاتِ، ذكرُ سِيرتِهم توقِظُ القلوبَ الغافلة، ويقتدِي بها السائرون على الصِّراط المستقيم والآمُّونَ للنهج القويم.
  11. مراعاة هذه الآداب في هذا الدعاء؟ وقد بيّن لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحوالاً وأوقاتًا يكون فيها الدعاء أقرب إلى الإجابة فلنتحرّها ، ولنكثر من الدعاء فيها فذلك قَمِن أن يحقق لنا الإجابة ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" رواه مسلم . وروى الترمذي من حديث أبي أمامة قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الدعاء أسمع ؟ قال : (جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات). والله تعالى يستجيب كل دعوة من العبد المسلم متى كانت خالصة بريئة من الإثم والكذب، فقد روى الترمذي من حديث عبادة بن الصامت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال : "ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم". وخير الأدعية ما أثر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا موردٌ لك ذروًا منها لعلك تدعو به حين تصفو نفسك وتسمو روحك . فعن أنس قال : "كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". متفق عليه . وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى". رواه مسلم. وكان عليه الصلاة والسلام يأمر أصحابه أن يدعو بهذا الدعاء : "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني". وهذا دعاء جامع يجمع الدنيا والآخرة . ومن أدعيته عليه الصلاة والسلام : "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي من كل خير، واجعل الموت أمانًا لي من كل شر". هذا وفي ذلك الدعاء مآخذ أخرى لا أرى ما يدعو إلى الإفاضة فيها ، فحسبي ما قدمت ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  12. فضل التوبة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أمّا بعد: فاتقوا الله أيّهَا المسلمون، فإنَّ تقواه فوزٌ وفلاحٌ وسعادة ونجاح. واعلموا عبادَ الله أنَّ عزَّ العبد في كمالِ الذلّ والمحبّة للربّ جل وعلا، وأنَّ هوان العبد وصَغاره في الاستكبارِ والتمرّد على الله والخروجِ على أمره ونهيِه، بمحبَّةِ ما يكرهُه الله وبُغض ما يحبّه الله، فإنّه بذلك يناله الصَّغار والعَذاب من ربِّه. قال الله تعالى: من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور {فاطر:10}. وقال تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}. والعبادة بجميعِ شُعبها وأنواعِها هي التي يتحقَّق بها الذلُّ والخضوع والمحبَّة لله تعالى. ومِن أعظمِ أنواع العبادةِ التوبةُ إلى الله، بل إنَّ التوبةَ العظمى هي أفضلُ العِبادة وأوجبُها على العبدِ، وهي التوبةُ من الكفرِ والنّفاق، قال الله تعالى عن هودٍ عليه الصلاة والسلام: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين {هود:52}، وقال تعالى داعيًا المنافقين إلى التوبة: فإن يتوبوا يكن خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير {التوبة:74}. والتوبةُ واجبةٌ علَى المكلَّفين جميعًا من كلِّ ذنبٍ كبير أو صَغير، قال الله تعالى: وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون {النور:31}، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا {التحريم:8}. ومعنى التّوبةِ الرّجوعُ إلى الله بتركِ الذّنب الكبير أو الصغير، والتوبةُ إلى الله مما يَعلَم من الذنوب ومما لا يَعلَم، والتوبةُ إلى الله من التّقصير في شكرِ نِعَم الله على العبد، والتوبةُ إلى الله مما يتخلَّل حياةَ المسلم من الغفوَةِ عن ذكرِ الله عز وجل، عن الأغرِّ المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أيّها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليومِ مائةَ مرّة" رواه مسلم(1). قال أهل العلم: "للتّوبةِ النصوح ثلاثةُ شروط إن كانت بين العبدِ وربِّه، أحدُها أن يقلِعَ عن المعصية، والثاني أن يندَمَ على فِعلها، والثالث أن يعزِمَ أن لا يعودَ إليها أبدًا، وإن كانت المعصيَةُ تتعلَّق بحقِّ آدميٍّ فلا بدَّ أن يردَّ المالَ ونحوه ويستحلّه من الغيبة، وإذا عفَا الآدميّ عن حقِّه فأجرُه على الله. واللهُ قد رغَّب في التوبةِ، وحثَّ عليها، ووعَد بقَبولها بِشروطِها، فقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وأخبر النبيّ بأنَّ جميعَ ساعاتِ اللّيل والنّهار وقتٌ لتوبةِ التائبين وزمَنٌ لِرجوع الأوّابين، عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ تعالى يبسُط يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار ويبسُط يدَه بالنهار ليتوب مسيءُ الليل حتى تطلعَ الشّمس مِن مغربها" رواه مسلم(2). ما أعظمَ كَرمَ الرّحمن، وما أجلَّ فضلَه وجودَه على العبادِ، هؤلاء خلقُه يعصونَه بالليل والنهار، ويحلمُ عليهم، ولا يعاجِلهم بالعقوبة، بل يرزُقهم ويعافِيهم، ويغدِق عليهم النّعَم المتظاهِرَة ويدعوهم إلى التّوبَة والنّدَم على ما فرَط منهم، ويعِدُهم المغفِرةِ والثّواب على ذلك، ويفرَح بتوبةِ العبد أشدَّ الفرح، فإن استجاب العبدُ لربِّه وتاب وأناب وجَد وعدَ الله حقًّا، ففاز بالحياةِ الطيّبة في الدّنيا وحسنِ الثواب في الأخرى، وإن ضيَّع التوبةَ زمنَ الإمهال وغرَّته الشهواتُ والآمال عاقَبه الله بما كسَبَت يداه، ولا يظلم ربك أحدا {الكهف:49}، ولا خيرَ فيمن هلَك مع رحمةِ أرحمِ الراحمين.
  13. الزهد في الدنيا قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "ازهد في الدنيا يحبك الله". {صحيح سنن ابن ماجه: 3310}. الزهد في الدنيا: هو ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا وإن كان حلالاً والاقتصار على الكفاية والورع وترك الشبهات، فللزهد في الدنيا حقيقة وأصل وثمرة، أما حقيقته فهو عزوف النفس عن الدنيا وانزواؤها عنها طوعًا مع القدرة عليه. وأما أصله فهو العلم والنور الذي يشرق في القلب حتى ينشرح به الصدر، ويتضح به أن الآخرة خير وأبقى، وأن نسبة الدنيا إلى الآخرة أقل من نسبة حصى إلى جوهرة. وأما ثمرته فهي القناعة من الدنيا بقدر الضرورة، وهو قدر زاد الراكب. فالأصل نور المعرفة، فيثمر حال الانزواء، ويظهر على الجوارح بالكف إلا عن قدر الضرورة في زاد الطريق. لقد ذم اللَّه تعالى الدنيا وزهّد فيها في كثير من الآيات، وأكثر القرآن مشتمل على ذم الدنيا والزهد فيها وصرف الخلق عنها وترغيبهم في الآخرة ودعوتهم إليها. قال تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب × قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد {آل عمران: 14، 15}، وقال تعالى: وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون {العنكبوت: 64} فهذا من اللَّه جلّ وعلا تزهيد في الدنيا وتقليلها وتحقيرها وترغيب في حسن المرجع إلى اللَّه تعالى في الآخرة التي هي الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقضاء بل هي مستمرة أبد الآباد. وقد حثّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث على الزهد في الدنيا لأنها كما قال صلى الله عليه وسلم : "لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء". {صحيح سنن الترمذي: 1889}. وقال صلى الله عليه وسلم : "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". {أخرجه البخاري}. وزاد في رواية أخرى: "وعُدّ نفسك من أهل القبور". {صحيح سنن الترمذي: 1902}. وكان صلى الله عليه وسلم يرغّب في الآخرة لأنها هي دار المقر وما الدنيا فيها إلا كما قال صلى الله عليه وسلم : "واللَّه ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم، فلينظر بم يرجع". {أخرجه مسلم}. فما الدنيا بالنسبة إلى الآخرة في قصر مدتها وفناء لذاتها ودوام الآخرة ودوام لذاتها ونعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي البحر. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "لو كان لي مثل أحد ذهبًا، ما يسرني أن لا تمر عليّ ثلاث ليالٍ وعندي منه شيء إلا شيئًا أرصده لدين". {أخرجه البخاري}. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الزهد في الدنيا، بحيث إنه لا يحب أن يبقى بيده شيء من الدنيا إلا لإنفاقه فيمن يستحقه، وإما لإرصاده لمن له حق، وإما لتعذر من يقبل ذلك منه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها". {صحيح سنن الترمذي: 1936}، و"ما ترك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند موته درهمًا ولا دينارًا، ولا عبدًا ولا أَمة، ولا شيئًا إلا بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضًا جعلها صدقة". {أخرجه البخاري}.
  14. الرقية في ضوء القرآن والسنة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: معنى الرقية معنى الرقية في أصل الفعل رقى من الرقى والترقي وهو الصعود والارتفاع، ورقأ بالهمز أي سكن وارتفع وكأن الرقية ما يزول به المرض ويرتفع ويسكن به الألم والرقية هي العوذة بمعنى اللجوء لمن يحتمي به. {لسان العرب} روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل". {مسلم (2204)} وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً". {ح 5678 ك الطب} وفي رواية الترمذي وأحمد: "إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً، علمه من علمه وجهله من جهله". وفي رواية "إن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، إلا داءً واحدًا قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم". فهذا بيان من الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى يبشر فيه المبتلين بأن الله عز وجل كما قدر المرض فقد قدر الشفاء، وكما أنزل الداء فقد وضع له الدواء، وأن الناس يتفاوتون في تشخيص الأمراض ومعرفة الدواء، فمنهم من يعلم ومنهم من يجهل، "علمه من علمه وجهله من جهله" وأن الشيخوخة والهرم ليس له دواء. القرآن شفاء للقلوب هل القرآن الكريم شفاء؟ القرآن الكريم شفاء للقلوب من أمراض الجهل والشك والريب فهو شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قال تعالى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين *قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون {يونس:57-58}. وقال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا {الإسراء:82}. وقال تعالى: ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد {فصلت:44}. هل في القرآن شفاء للأبدان؟ روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت: إن سيد الحي سليم(1) لُدغ، فهل فيكم من راقٍ؟ فقام معها رجلٌ منا ما كنا نظنه يُحسن رقية، فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطاه غنما، وسقونا لبنا، فقلنا: أكنت تحسن رقية؟ قال: ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب، فقلت: لا تحركوها حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك فقال: ما كان يدريه أنها رقية، أقسموا واضربوا لي بسهم معكم. الرقية بالقرآن قال ابن القيم: فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأن لم يكن، وهو أسهل دواء وأيسره، ولو أحسن العبد التداوى بالفاتحة لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء. ومما يُرقى به المريض المعوذات "سورة الإخلاص وسورتا المعوذتين"، ففي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأفسح بيده رجاء بركتها. {متفق عليه} وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات. {ح2192} الرقية بالأذكار النبوية ومما يُرقى به المريض ما ثبت في الصحيح من حديث عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا في جسده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". {رواه مسلم} وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد. اشتكيت؟ فقال: نعم. قال: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك". {رواه مسلم} وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهم رب الناس أذهب الباس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذكار والأدعية التي يتعوذ ويسترقي بها كثير يُلتمس في مظانه من كتب الحديث والكتب التي جمعت أذكار النبي صلى الله عليه وسلم وأدعيته الثابتة بالأسانيد الصحيحة. وهنا سؤال لابد أن نبحث عن إجابته: هل الأدوية النبوية التي جاءت بها السنة مما يستشفى به؟ والجواب: أن كتب السنة النبوية تضمنت أبوابًا عديدة في الطب والتداوي مثل كتاب المرضى وكتاب الطب في صحيح الإمام البخاري وفيه عشرات الأحاديث في آداب التداوي، والعجيب أن بعض الناس ممن لا عقل له ينكر هذه الأحاديث، أو يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها بناءً على ما كان لديه من خبرات بشرية، بل إن بعض السفهاء تكلم عن بعض هذه الأحاديث فوصفها بالقذارة، وإنما القذارة في قلوب دنسها الجهل والبدعة في الدين وتحكيم الأهواء والعقول في نقد كلام الرسول صلى الله عليه وسلم . إن نبينا صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم واختصرت له الحكم، وعصمه ربه في تبليغ شرعه ورسالته فقال سبحانه: وما ينطق عن الهوى *إن هو إلا وحي يوحى *علمه شديد القوى {النجم:3-5}. ولو كانت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في التداوي والرقى مما اعتمد فيه على الخبرات البشرية السائدة في عصره كما يزعم هؤلاء لوجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين هذا للأمة كما فعل في قصة تأبير النخل وقوله صلى الله عليه وسلم : "أنتم أعلم بأمور دنياكم". {رواه مسلم} ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يجزم بهذه الأمور ويؤكدها، بل وينسبها إلى وحي الله عز وجل ولهذا قال للرجل الذي جرب العسل في التداوي فلم ينتفع به أخوه المريض: "صدق الله وكذبت بطن أخيك". {رواه البخاري} أولا: رقية شرعية ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما ذكرناه من قبل من أدعية وتعوذات ولا يدخل في هذا النوع إلا ما صحت به السنة، وعلى هذا فحديث الرقية الشرعية الطويل الذي يقرأ به أكثر المعالجين لا يدخل في هذا القسم لأنه من الأحاديث الضعيفة التي لا تقوم بمثلها حجة. وهذا النوع من الرقى مستحب. ثانيًا: رقية عادية، لا تستند إلى نص شرعي، ويدخل في ذلك مطلق الدعاء، وما يستخدمه بعض الناس من أعشاب أو نباتات مجربة، وهذا جائز ما لم يكن فيه شرك أو مخالفة شرعية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "اعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"، وقوله: "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل". {رواهما مسلم} ويدخل في هذا القسم ما يستخدمه الأطباء من أدوية وعقاقير ثبت بالتجربة نفعها. ثالثًا: رقية بدعية وهي التي تستخدم فيها أوراد وأحراز لا أصل لها، ويخلط فيها بين الصحيح والسقيم ولا يأمن أن يدخل فيها سحر السحرة ودجل الدجالين والمشعوذين، وذلك كالأوراق التي يطلقون عليها العهود السليمانية، نسبة إلى نبي الله سليمان عليه السلام ويدخل في هذا الأوراق التي يطلب من الناس تصويرها وتوزيعها بأعداد معينة كالورقة المنسوبة للشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية، والورقة المنسوبة للسيدة زينب وأمثال ذلك كثير لا يحصى. رابعًا: رقية شركية وهي التي يُدعى فيها غير الله، ويستخدم فيها الشياطين، وسحر السحرة وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون {البقرة:102}. ويدخل في هذا عمل الكهان والعرافين. وفي الصحيح: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .. وفي سنن أبي داود وابن ماجه ومسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك". {صحيح} شروط الرقية (1) أن تكون من الكتاب والسنة. (2) أن تكون باللغة العربية محفوظة ألفاظها، مفهومة معانيها لئلا يدخل فيها شيء من الشرك. (3) أن يعتقد أنها سبب من الأسباب، لا تأثير لها إلا بإذن الله، والله عز وجل هو الشافي المعافي لا شفاء إلا شفاؤه. ومما ينبغي أن يتغطن له المؤمن أن اللجوء إلى الله تعالى والعياذ به والإلحاح في الدعاء والابتهال وحضور القلب بين يدي الله عز وجل، والتوسل إليه سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا من أنفع الوسائل لدفع الضرر وطلب العافية، ولهذا فإنه من غير المناسب أن يترك المبتلى بالمرض ذلك، ويتعلق قلبه بدواء حسي أو طبيب معالج وقد عرف يقينًا أن الدواء والعلاج والرقية ما هو إلا مجرد سبب من الأسباب المباحة، وأن وراء السبب مسبب الأسباب الشافي المعافي مدبر الأمر الحي القيوم سبحانه. ولأجل هذا كره النبي صلى الله عليه وسلم الاسترقاء وهو سؤال وطلب الرقية من الراقي، وكره الكي وإن لم ينه عنه فقال "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهي أمتي عن الكي" وفي لفظ "وما أحب أن أكتوي". ووصف السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب بأنهم الذين لا يسترقون أي لا يطلبون الرقية من أحد ولا يكتوون أي لا يلجأون إلى الكي ولا يطلبونه لعلاج ولا يتطيرون أي يتشاءمون، وعلى ربهم يتوكلون. {رواه البخاري} العلاج بالقرآن ليس مهنة انتشار ظاهرة المعالجين بالقرآن. لقد ظن بعض الناس أن العلاج بالقرآن يمكن أن يصبح مهنة فاحترفوه، ودرج الكثير منهم على قلة علمهم على الاسترسال في هذا الأمر، وخلطوا بين ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين الضعيف والمكذوب، وأخذوا يخاطبون الجان بزعمهم ويعتمدون قوله وربما يستعينون به مع ما في ذلك من محاذير لا يزداد بها الناس إلا رهقًا كما قال ربنا تبارك وتعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا {الجن:6}. وحاول بعضهم تعلم حيل السحرة، وسجع الكهان والعرافين فشوهوا الصورة النقية للقرآن ولصحيح الأذكار. فيا أخي القارئ اعلم أن القرآن ليس علاجًا، فالعلاج قد ينفع وقد لا ينفع وربما يضر، ولكن القرآن شفاء كما قال ربنا عز وجل، وشتان بين العلاج وبين الشفاء والشفاء في القرآن وصحيح الأذكار لا يحتاج إلى واسطة ولكن قد تحتاج إلى معلم يعلمك كيف تقرأ القرآن الكريم ويعلمك صحيح الأذكار، ولكنك لا تحتاج إلى معالج، فأنت المضطر الملهوف، ودعاؤك أرجى أن يقبله الله عز وجل وهو القائل: أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء {النمل:62}. فليكن لجوءنا إلى الله وحده، وضرورتنا إلى الله وحده: "يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف". {صحيح الترمذي} واعلم أن كل شيء بقدر الله، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت رقى نسترقي بها، ودواءً نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال صلى الله عليه وسلم : "هي من قدر الله". {صحيح الترمذي} والحمد لله رب العالمين (1) السليم: اللديغ وقد قيل: هو من السلامة، وإنما ذلك على التفاؤل له بها خلافًا لما يُحذر عليه منه.. {لسان العرب}
×
×
  • Create New...