Jump to content
منتدى البحرين اليوم

محمد الصفار

نجوم المنتدى
  • مشاركات

    113
  • انضم

  • آخر زيارة

Everything posted by محمد الصفار

  1. الشفير - السماء أقرب لأنفاسي من أمي، و أمي أقرب للسماء من أنفاسي. - الأشياء في النهار كما تحلو لنا، و في الليل ... كما تحلو للنهار. - أقتبس من علامات الجدران وضوء الحب. - لا يأتيني ليل إلا و تسامرت مع الخطوات المبهمة. - أمي، أتطرقين الباب؟ - سبع أبحر، و سبع جنات، و سبع سماوات، و سبع..، و سبع..، و سبع خلجات في نفسي. - خطواتي لا أثر لها، و التراب يناغيني. الظل الوارف/ الأبجدية
  2. بسمه تعالى الأحبة الأعضاء تم عرض الموضوع على إدارة المنتدى كي تتوسع المشاركة، و نحن في انتظار ردهم و إن شاء الله خير مع التحية و المحبة
  3. القارب المهشّم عند الشلال الغريب أنا طائر الفينيق، تذروني الريح ثم أمتطيها، فيكون العالم تحت ظلي أنا التنين يقذف اللهب، ناري هي وقود العشاق و خيمة اللقاء الخفي أنا الرماد الذي لا يُحاصر، و أنا المهرجان الأبدي ها أنا أعصف بنفسي كي يهدأ العالم ها أنا أبكي كي لا يموت الناس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كيف أخمد و أنا حركة الأنفاس حين ترقب الحبيب كيف أُسجن و أنا رقصة الرمل في حضرة المطر أعلميني أيتها الروح، هل تتبعتني حينما كنت جدولاً تحت أقدام الأطفال هل شعرتي بسعادتي هل فهمتي حزني لا أعود، إلا حينما تحترق القلوب حرف الغربة/ شفاه الزمن [email protected]
  4. بسمه تعالى العزيزة رحبيات كل المحبة و التحيات أحب اللون الأزرق، مثل زرقة السماء و البحر مثل زرقة الحبر اللي يكتب قصايد أحب المواويل، و هذا فن بدون رتوش و لا إضافات من قلب المنشد إلى قلب المستمع أحب من الممثلين الكثير، فلكل ممثل ميزته و قدراته روبرت دي نيرو مثلاً هذه الصعوبات ستجدين معانيها في موضوع (كتابات) جزء من هذه القصص و سبب كتابتي لها هي الصعوبات التي مررت بها. الحب، اختصرت اللغة العربية كل عاطفة البشرية في حرفين لكن، هل تستطيع البشرية الاستمرار من دون الحب؟ هو الحب الذي يجعلنا نتمسك بذكريات اليوم الفائت و نتلهف لرسم اليوم القادم و نعيش كل اليوم الحاضر الحب أهديه لكم جميعاً محبكم محمد الصفار
  5. مكالمة هاتفية ميتٌ و كأني نائم. أحاول جهدي أن أنهض من هذا السبات، أن أُحرك رأسي تجاه المكان، أن أفتح عينيّ قبالة الأشخاص، أن ألحظ بطرف عيني الباكينَ حولي، دعوت أن أُحرك لساني على الأقل لأُخبرهم بالحقيقة، لكن دعواتي لم تُستجب. ميتٌ و كأني لازلتُ حياً. لم يمض على وفاتي وقت طويل، لكن وفاتي نفسها استغرقت وقتاً طويلاً. هذا للعلم فقط، فلا يعرف أحدٌ هذه الحقيقة. إني ميتٌ الآن، و لا داعي للصمت. أعرف أنه قد أحزنهم موتي، لكن في الحقيقة أسعدني ذهابي هذا، كان رغبة طالما حلمتُ بها و قد تحققت. موتي كان أمنيتي. * * * أتكلمُ و كأني بشر. اسمي مخالفٌ لما أنا عليه، و لن أذكر لكم اسمي، أنا الميت. لكن هاأنا ذا أطلب منكم الهدوء و السكينة و التصديق لما يقال لكم. اعذروني ليس من ميت فعلها قبلي لكن هناك سبب يدعوني لذلك، قد لا يكون ذا أهمية لكم – شأن حياتي – غير أنها ستكون ذات أهمية لابني. و ابني هو الذي سيلحق بي عما قريب. * * * أرنو و كأني أُبصر. رفعتُ أعلاماً و بيارق منذ طفولتي. المسيرة في المواكب، الاحتفالات، المهرجانات، التظاهرات، وحتى استلام الشهادات، رفعتها كما البيرق. لم يكن عندي أدنى شك في رفضي و لا عدم انتمائي، ما رغبتُ أن أستظل تحت هراء أحد. كان عندي كفايتي من الغضب و العنف، و ذلك مهم جداً حتى يمكن على الأقل بلع الريق في جفافه. صادفتُ كل العبارات و الشعارات و الهتافات، ما كان عندي استعداد للالتصاق بما أرادوه، دائماً ما أحسستُ بنقصٍ ما، و كلما ترسمنت جهةٌ فقدتُ إيماني بها. و في نهاية الأمر فقدتُ أي رغبة في الإيمان، إنما آمنتُ بما رأيتُ ربي فيه. الإيمان أصعب من الكفر. واقفٌ و كأني ثابت. أستنهض كل قوة في خلاياي، العظام بالذات، و التي أُحس منها بالآلام العظيمة – الهراوات تكون أصلبُ من العظام بعض الأحيان – واقفٌ حتى شارفتُ على الانهيار. * * * محبطٌ و كأني واثق. لم أقرأ في جامعيتي أكثر مما يربطني بالوظيفة المفقودة المستحيلة. كل الطلاب مرجومون مهزومون منتهكون، و إن كانوا على قدر وافر من الحظ، فإنهم مشوهون. إن ابني في جامعته، و لربما هو مهزومٌ كما كان أبوه. * * * غاضبٌ و كأني أُولد. في مجتمع الزكاة يوجد صنفان من البشر، الزكيّ و النتن. هل يجب الاقتناع بأن الرؤى لا تكون إلا بأسباب؟ ذات مرة و أنا أُغامر بالنوم، حلمتُ، كأشد ما يكون للحلم من وطأة. غير أني لم أُدرك من الحلم إلا شكوى أحدهم يقول: "طلبنا من وزارة الصحة أن توفر باصات للأطفال لتنقلاتهم – على العموم، لم أعرف لماذا طلب الأخ ذلك من وزارة الصحة إلا في نهاية الحلم – لكن الوزارة لم تكن لتسمعنا، الآن قاموا بتوفير الباصات لتخدم مناطق محدودة و محددة، و لما تذمّرنا سحبوا الباصات، يا ناس! جثث الأطفال تملأ المكان!". عندها استيقظتُ فزعاً و منبه الساعة يرن على موعد الفجر. لماذا كان عليّ أن أنام لأتكلم بحرية، و عندما أنام فعلاً تنتابني الكوابيس؟ * * * متأمّلٌ و كأني أنا. ذلك العرض المسرحي الهائل، هذا الممثل الباهر الفاتن، ذلك الأداء العميق الفتّاك. عرقهُ المنهمر الدموي، لماذا كل هذا؟ في أي لحظة في العرض و في كلها أحسستُ بما يشبه الحقيقة، أو على سبيل الاجتراء، الحياة. كنتُ أسمع خطواتهم تدب على الخشبة معلنةً وقوفهم و شهادتهم، و بالأخص ذلك الممثل، عيناه لا تفصحان لا عن نفسه و لا عن الشخصية، إنهما يحتفظان بأسرار الأشياء. شأنه شأن كل الممثلين، تدهسهم الخشبة و الكاميرا و أقدام الناس. هاهو ممثلنا جالس في كواليسه متأمّلاً، باذلاً ببذخ كل الحنان في آلامه. عيناه الآن تخترقان المكان. تُرى، ما الذي يفكر به الممثل؟ هائمٌ و كأني موجود. تمزق قلبي بشدة لأنه لم يكن مستعداً بعد للحب. هاهي أمامي الفتاة التي لا تُوصف. تهزني بعنف و بوادر دموع في عينيها، ألقت عليّ كلاماً كثيراً، ثم: تعطف عليّ، تحنن يا ظالم. أمسك يدي، لأجل كل هذا الحب ، أرجوك. ……. عانقني، إني أنهار ألا ترى. دعني أدفن رأسي في صدرك، امسكني، ضُمني إليك. لكني كنت سلبياً جداً، فلم أُحرك ساكناً و لا سكنّتُ متحركاً. كنتُ دائماً أُحس بحرارة حبها يملأ المكان الذي يجمعنا، أيّاً كان. كانت تحبني حتى الجنون، لكني كنت دائماً متبلّداً، أبتعدُ عنها لسبب في داخلي لستُ أستطيع تحديده. أنا و هي الآن وحدنا في هذه الغرفة، أستشعر ثقل طلبها و ضراوته، و أُحس بوهجٍ في مشاعرها لا يمكن هزيمته. أردتُ أن أفردَ ذراعيّ على اتساعهما و أضمها كأشد ما يكون، شعرتُ بحب جارف مفاجئ تجاهها، لكني وقفتُ جامداً، تحركتْ أصابعي لا شعورياً فكانت تلك إشارةً لها. رمت بنفسها عليّ، قذفتْ بكل الحب في صدري و بكت كحرقة الفقد، لقد انتصرت على جبني. جرت دموعي صاخبة هادرة لكن بصمت و دون أي صوت، لم تكن بأقل من دموعها، لم أعرف حتى الآن ما الذي أبكاني، لكن بعد برهة أحسستُ بقوة ذراعيّ تعصرها، و هي لم تعترض بل ازدادت التصاقاً بي. تعانقنا لساعة كاملة. * * * أحيا و كأني أُقتل. هاأنا ذا أقود السيارة و معي ابني، أقود و لا أكترث بالحياة. الشارع لا يكتفي بالسيارات و لا بأحزان بائعي الياسمين من الأطفال. الشارع ليس مُلكاً للشمس، إنه مُلكٌ للنفط. عيناي تبصرانه و لا يمكنني الاحتفاظ به. إليكم الآن كيف أموت. تسارع عندي الشارع و الزمن و الطبيعة. فجأة توقفت الطبيعة، و انتشر الشارع، أما الزمن فواصل تسارعه. ابتسمتُ لدى سماعي الأشياء كلها، برقت عيناي في لحظة لم أدركها. مات دماغي. سكت الدماغ و أنا أقود السيارة لكن السيارات الأخرى و ابني لا يعرفون. نحن – أنا و ابني و السيارة – نصطدمُ بالسيارة الأمامية ثم الجانبية ثم كل السيارات المسرعة التي بالخلف. مقدمة السيارة تسحقني، و تهشم رأسي ابني. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كان يحلو له في طفولته حينما الريح تداعب البيت، أن يُسند رأسه إلى الباب و يتركه يتهادى به حتى ينام واقفاً. و كنتُ حينها أضع راحتي على رأسه ثم أضمه و أحمله على كتفي كالذبيحة. الآن هو ذبيحة لكني لن أحمله. ميتٌ و كأنه نائم. * * * راحلٌ و كأني أعود. كان بودي البقاء، لكن كل ما كان يمكن للمرء الاحتفاظ به ذهب- في حياتي و موتي على السواء - لكن الله هو الوحيد الذي يحتفظ لنا بأشيائنا. هاأنا ذا أُنهي كلامي دون أن أُخبركم عن السبب الذي جعلني أتحدث معكم. ذلك أن الموتى يحتفظون دائماً بأسرارهم، و أنا لا أُريد أن أختلف عنهم مطلقاً.
  6. بسمه تعالى عزيزتي رحبيات كل الحب و التقدير لشخصكم الغالي و أتمنى أن حبكم السامي يكون في محله محمد الصفار شخص بسيط يبادل المحب محبة و يبادل المسيء لشخصي بالصفح بالنسبة إلى كوني شيعي أم لا فأنا مسلم شيعي، و أصدقائي و أنسابي و جيراني و زملائي من السنة و الشيعة، بل البيت الذي أستأجره ملك لأستاذ فاضل من أهل السنة إن موضوع السني و الشيعي، لا يعرّف الهوية بقدر ما يزيد الغربة إذا كنت سأحب لكوني شيعي أو سني فذلك سيؤلمني، و لا أعتقد أنكم ترضون لي ذلك، كما أني لا أعتقد أنكم تقصدون ذلك تحديداً غير أنه من الواجب الالتفات إلى كل العالم و ليس إلى الجانب الذي تشرق عليه الشمس أو الذي يضيئه القمر فقط العالم جميل بكم و أرحب و أحب و أحلى، و خصوصاً الإنسان الذي يحمل الحب بداخله المحبة و المودة و كل معاني المسرة أهديها لكم خادمكم محمد الصفار
  7. بسمه تعالى بالعكس عزيزتي نجمة الليل، أنتي ما منج اقصور، أنا المقصر معاج و مع الأعضاء و سامحوني. و إن شاء الله الظروف اللي منعتج ما تعود و لا تحرمنا طلتج علينا
  8. بسمه تعالى الله يعافيكم و ألف شكر على هذه المتابعة الممتازة عزيزتي نجمة الليل
  9. بسمه تعالى العزيزة نجمة الليل، كل تحيات الود الأخت ميرو الحلوة، شكراً على هذه المشاركة الخفيفة أما عن الممثلتين رشا و رنا فهما خامتان جيدتان، أتوقع لهما العطاء الكثير، و أتمنى أن تظهر إبداعاتهما سريعاً. حسين عبد علي مثال ممتاز للمثل الشاب الواعي الطموح، صاحب هدف و مبادئ. حسين يتمتع باللياقة الفنية - و هي غير العضلية - الكافية لبلوغ أعلى مراتب التمثيل. رشا و رنا و حسين ممثلون أتمنى ألا تنقطع أعمالهم و شكراً مرة ثانية على هذه المشاركة
  10. بسمه تعالى أهلاً و سهلاً بنسيبتي العزيزة روح الروح و أهلا بكل اللي موجودين في المنتدى محبة و تحية
  11. بسمه تعالى الفنان يوسف بوهلول، مو مجرد فنان نشوفه في الشاشة هو إنسان يتمتع بكل ما يحتاجه الصديق في صديقه، و الأخ لأخوه، و التلميذ من أستاذه فنان و أستاذ و صديق و أخ عزيز مع المحبة و التحية و ما أوفيك قدرك يا بو خليفة
  12. بسمه تعالى كل التوفيق و أمنيات النجاح الخالصة لكم، يا شيمو. سلامي و محبتي لجميع طاقم العمل، و إن شاء الله نشوف إبداعكم قريب.
  13. بسمه تعالى هلا فيك الحبيب السعدون و الله واحشنه
  14. بسمه تعالى يميني تخط كلماتكم العفو خادمكم محمد الصفار
  15. بسمه تعالى كل الشكر و التحية لكم عزيزتي أنين الليل، و هذا من ذوقكم الرفيع و لطفكم الشديد و تمثيلي ماله قيمة بدون أحباب مثلكم و تحياتي للجميع و سلام أكثر حرارة للأخت نجمة الليل و عساها على القوة محبكم محمد الصفار
  16. رؤى الممثل عندما يكون للممثل فرصة أخيرة، فإنه يغرق. تصطدم الصور التي تتخلق في ذهن الممثل، في يقظته و نومه، تصطدم بشعوره الأول. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسناً، فلقد بدأت البروفة. هاهم الممثلون قد تجمعوا، المخرج ينتظر، المكان يتنفس. ماذا يعتمل في صدر كل واحد منهم؟ بماذا يوحي إليه المشهد الذي أمامه؟ كيف يبدأ؟ هل سيبدأ؟ قد ينتهي التدريب و لم تبدأ البروفة بعد! بعد تدريب مطوّل، و إعادات لازمة و غير لازمة، و بعد عرق و إهانة، يعود ذلك الكائن الغير مرئي إلى بيته. حاملاً شيئاً مقدساً خُلق فيه للتو، الشخصية. ذلك الجنين الذي لا يراه هو، و لا يوجد مسّاح سوبرسونك كي يتعرف على شكله، إنه موجود، يتحرك، يضرب برجليه، لكنه مخفي. عند هذه اللحظات، يبدأ الحلم، و تستيقظ الرؤيا. خطواته بدت و كأنها تدوس في عميق، كأنه لا يذهب إلى مكان لكنه يتحرك، هو يسمع غير ما يسمعه أحد، هو يتكلم غير ما تكلم به من قبل، يشير إلى الفراغ. يبدو العرق بارداً حيناً، و حاراً حارقاً حيناً آخر. إنه متعب، إن كلامه غير مفهوم و صوته غير مسموع، و بصره يرى أشخاص أكبر حجماً و أغرب أشكلاً مما قد يراه في حياته كلها، و هم يتكلمون أيضاً و لكن بأصوات فيها حشرجة المكائن و الألات. إنهم يقتربون، إنه يبتعد. في الصباح، و بينما هو يقرأ جرائد الصباح، و يشرب قهوته، يعيد البحث عن نفسه، فقد أمسك بها الجنين.
  17. بسمه تعالى مساء الأنوار و السعادة عزيزي سويلم حياك الله في أي وقت، أما بالنسبة للدرما بشكل عام، فقد أصبحت للعرض و الطلب أي أن الممثل يتم اختياره على عوامل تكون جودة تمثيله ليست من الأولويات - و لا أقول أني ممثل جيد و لا أقول أن غيري ليس بالممثل الجيد، أنا أحدد كلامي بالمنتجين، و هذا خاص بسياستهم الإنتاجية و ما يرونه يساعد على تسويق منتجاتهم. أما بالنسبة للدراما السعودية فهي انتاج بشري كبير و متواصل و متنوع. أما عن فناني السعودية، فلا يحق لي تقييمهم، فسيكون ذلك رأياً شخصياً خاصاً لممثل يجتهد كما يجتهد غيره فربما أظلم نفسي قبل ظلمي للآخرين. و عن الفنانة منى فيروز فليس لي اتصال مباشر معها، و لكني أتمنى أن أرى مشاركاتها اللطيفة في الدراما المحلية و الخليجية. و سامحونه على الإطالة سيدي العزيز سويلم خادمكم محمد الصفار
  18. بسمه تعالى هلااااااااااااااااااااااااااااااا حيا الله شيماء الأمورة وين من زمان ما شفناج، شخبارج و دراستج شلونها، طمنيني عليج موفقة دايماً إن شاء الله و سلمي على الوالد
  19. النهر - مقبض الباب لا يفتح الباب، مقبض الباب سلاحه. - الهزيمة هي أن تجد نفسك أحد آثار الخيل. - الهزيمة متعتنا. - من فضلك! دع الوقت يمر. - تنفسي وجهي، تشممي شعري، امسحي على ساعدي و عضدي، توكئي على كتفي، بالله عليكِ. - اختلط عليهم الأمر، فأخذوا رأسي استكمالاً لأحد التماثيل في الميدان. - بالله عليكِ، الأجهزة تبرق من حولي، يبحثون عما يؤكد استنتاجاتهم، و عروقي تشابكت مع الأسلاك و الأنابيب، بالله عليكِ افعلي شيئاً بشرياً واحداً. لا أدري إن كنت مريضاً، أم أني أحقق التكنولوجيا؟ - ارحمني بجعلي أمشي على الطريق، فعلى الأقل لن يطردني. - قديماً استطاعت البيوت أن تهمس للمارة، أما الآن، فتستطيع الآذان أن تتحمل انهيار البيوت. - مات الماء في أحد الينابيع، فتركوه في الهواء الطلق يتحلل بعيداً عن طريق الهوادج. - اغتنم الفرصة و تنفس، ألا تجد الصدر ليس به إلا القلب، و أما بقيته فيملؤها الهواء؟ - تكلم حتى يخرج الهواء الفاسد. - ستقول: لماذا يُباد و يُفنى الجميع بكافة الأشكال تحقيقاً للحرية، و تمثال الحرية نفسه لا يحمل سلاحاً؟ قطار الاكسبرس / في الغفلة.
  20. ألف لام راء الوداع - و الآن … أنا لا زلتُ هنا ألتقط نفسْي. - جالس أراقب الوقت، باكرٌ على موتي، و لو كان باستطاعتي لما سالت عيناي. - أنا عديم الأشياء. - بدا الوقت كأنه عصراً. - يقال إنهم رسموا له وحشاً على الحائط/ جدار الشارع المكتظ، و ألصقوا به الأبواب و التهم و البيوت و الناس و برميل القمامة. - أطلت عليه الشمس، ثم غطست في الغيم. - وجدت نفسي عائماً في ظلام الغرفة، ظننتُ أني أغرق معها، لكني أدركت لاحقاً أني أُخرج أحشائي و تجاويفي وجوفي من كل مكان من جسدي. - أردت اللمسة الأخيرة، لكني كنت عاجزاً. أردت أن أملأ بها جوفي علّه يشتعل، غير أنها قد امتصتها الغرفة و تناثر في الجو. - كل الأحلام مرعبة.
  21. المسابير ما فائدة الإخلاص في مواجهة الشمس؟ * * * الأرض رحبة و قلوب الناس تنتهي. هل سيمتد الزمن؟ * * * لا أجمل من أن تعبر اليوم متناثراً لتزهر. تسطع الشمس فاقعة في أعين كل الناس، و الناس يعملون بلا هدف و لا قيمة. القيمة لا يصنعها الناس، و هم لا يستفيدون منها أيضا. إن القيمة عندهم بلا قيمة. سنعود إلى استنزاف كلمات العقل من أجل التحدث عما يربح. تحدثوا طويلاً. هو كل ما نملك، عن النساء، عن الأموال، عن السياسة، و أعضاء التجمعات و الجمعيات و الكثير، الكثير مما يمكننا التحدث عنه. لكننا لسنا نتحدث عما يُحدثه الهواء في الماء. إن غيرنا هو من يتحدث عنه. و يتحدثون الآن عن إنتاج الطاقة – الكهربائية في الوقت الحالي، ثم لاحقاً الميكانيكية – من البشر! كأن تأكل وجبةً عالية السعرات الحرارية، ثم تقفُ أمام أحد الأجهزة و تضع يديك على المجسات، فتشحن الطاقة بذلك، و ربما صرت تُخزن الطاقة لما بعد، أو ربما تبيعها للمستشفيات أو المصانع، أو حتى – إن كنت رجل خير – تتبرع بها للمناطق المنكوبة، أو حفلات الزواج الجماعي و غير ذلك. إن هذا الاختراع العلمي المدهش سوف لن يوفر الطاقة بشكل أكبر و حسب، بل إنه سوف يهدئ من روع مرضى السمنة، أو العصبيين، و سوف يُخفف العبء على الفتيات السمينات اللواتي يردن النحافة و يتبعن رجيماً قاسياً. بل إن العائلة أصحاب الأجسام المنتفخة سيكونون بنفس ثراء الملوك – و هذا ما لا يرتضيه الملوك، و هو أحد الجوانب السلبية في الاختراع لا أُخفيه عليكم – و ستشتعل الأرض بالطاقة، و سيكون العالم منيراً بهيجاً يضيء المجرة، و لن يحتاج رواد الفضاء إلى شحن الوقود لمركباتهم الفضائية، سيكونون هم الوقود. ــــــــــــــــــــــــــــ الناس سيكونون وقود أنفسهم بعدما كانوا وقود السياسة و العسكر. ــــــــــــــــــــــــــــ بمجرد أن تمسك الهاتف الثابت و المتحرك - و هو غير ما ذهب إليه أدونيس١ – بمجرد إمساكك إياه فسوف يعمل و يشحن طاقة لفترة تعتمد على الوجبات التي في معدتك. سيكون توليد الطاقة صديقاً للبيئة، سيكون العالم نقياً، بل إن المنزل في الأوقات الحميمية بين الزوج و زوجته – في حال أدخلوا الطاقة الميكانيكية – سيكون في تلك الأحوال و بتوصيلات في السرير، سيكون مكيفاً على حسب الفصل. هكذا هو العلم، هكذا هو العقل، لن يحتاج العالم إلى الحروب و الصراعات، الكل لديه طاقته، الطاقة لا تفنى و لا تُستحدث٢، فلتكن طاقتنا من أجسادنا، طاقتنا ملكنا. في حال المخيمات في البر و ما شابه، سيستطيع الناس توليد الكهرباء و التكييف بمجرد أكلهم للباجه! فليأكل الجميع في كل مكان و في كل الأوقات، فليمارس الناس الرذيلة في كل وقت و مكان – حتى في السيارات، لن نحتاج البترول. فليمثل الممثلون – سنحتاج طاقتهم أيضاً – فليصرخ السياسيون، فلترقص الراقصات، فليتعبد المتعبدون – حسب المخترع، فإن المساجد و الكنائس و المعابد و غيرها ستتحول إلى مناجم - يا لفرحتنا، يا لسعادتنا، نُصلى و نولّد الطاقة، الحمد لك يا رب. * * * الفقراء و الأطفال لا يستفيد العالم من موتهم، هم لا يتحولون إلى نفط. يجب على المتنفطين أن يستحدثوا طريقةً جديدةً لمعالجة مرض الثورة. الثورة حسب لندل و مندل تتحد في اقترابها البشري و تفترق في اقترانها المادي، و هي وباء يجتاح البشر، مفيد من ناحية و مربك من ناحية أخرى. فلنترك الثورة كي لا يصيبنا الوباء فيطوقوننا، عافانا الله و إياكم. الله جلّ و علا سكب النفط في الأرض كي تُولِّد الطاقة – هانحن نتحدث عن الطاقة مرة أخرى – و الأرض وسيلة المقبرة. شاهدتُ المقبرة مراراً و أنا صغير. وفاة جدي كانت غريبة عليّ. كنتُ أستغربُ الموت، أما الآن فلا. كان جدي قائماً يصلي المغرب، و سمعته يذكر: "إنّا أنزلناه في ليلة القدر…"، ثم سكت مبتسماً ينظر أمامه، فالتفتُ لأرى ماذا شاهد، فلم أجد غير الحائط عليه رسمٌ لفارس له وجهٌ من نورٍ شاهراً سيفه، رجعت ببصري لجدي فإذا هو ممددٌ على الأرض ميتاً. * * * على العموم، مات جدي أم لم يمت، لا يعنيكم ذلك. نحن الآن نسبق الموت، لن يصلنا قبل 1200 عام، ما أجمل الاستمرار في الحياة! سوف تتغيّر الآن الشرايين و الأوردة و الخلايا. سيضعون مواداً مصنّعة ذات أشكالٍ بيضاوية ميكروية لتطلي الجدران الداخلية للأوعية الدموية. هذه البيوض، ما إن تصل إلى الأوعية الدقيقة في الدماغ و غيره حتى تكون أدق ما يمكن، ثم تكون بمثل المجسات التي – عن بعد و بالاتفاق مع الطبيب – سوف تنقل حالة الفرد الصحية و السياسية و مكانه حتى يسهل التوجه إليه في الأوقات اللازمة. ما فائدة الإخلاص على كوكب يحتوي البشر؟ * * * أقود سيارتي و أنا متهالكٌ على كتفيّ، و رائحة القرية تسابقني. أزداد تأملاً. الأطفال وقوفاً في صباحهم و شعرهم مسرّح و مبلل، مفروق على الجانب للأولاد، و في الوسط مع جدائلٍ للبنات. ابتساماتهم ناعمة. لكنني متهالكٌ من الرؤيا، ، الرؤيا التي تسطع عادةً في الغفوة أو النوم. كنتُ أود أن أُحدّثكم عن النوم، لكنكم تعرفونه بلا شك. عموماً، فلا بأس من الحديث عما رأيت. كان قلبي منتبهاً و جسدي مستلقٍ. في كل بيت ستُهرس أجساد أهله، و سيصطبغُ باللون الأحمر، و لا شيء سوى العظام يحمل اللون الأبيض في داخل البيت. هؤلاء الناس كثيرٌ منهم كانوا الأطفال الواقفين في انتظار باصاتهم. إنها الرؤيا التي أزعم أنني رأيتها، و لن أختلف مع أحدٍ في تكذيبه لها. غير أن ذلك لا يضير، إن تقنية الاستزراع الآني القادمة، سوف تؤتي نتائجها دائما بسرعة. سيأخذون الخلايا من الأجساد المدمرة، و يُجرون جسراً بين خلاياها و بين خلايا أحد الأحياء لمدة لا تزيد على الأسبوع الواحد، و سيرجع ذلك الجسد بيولوجيا و بواسطة الطاقة الكهرومغناطيسية، سيرجع حيّاً. و سيكون لكل فرد – ممن دخل هذه التقنية – جسدان بروح واحدة، و ستتحرك بأوامرها – سنخدع الموت! كل طفل سيكون طفلان، كل رسّام سيكون رسّامان، الجميع سيتضاعف، و ربما تنفع هذه التقنية أيضاً للمخابرات و أجهزة الأمن، فالاستفادة من القتلى – داخل أو خارج – ستكون في الحالة القصوى، لن يكون هناك أية معارضة، سيتضاعف المطيعون. حتى الأطفال المشاغبون سندهسهم بالسيارات و نأخذهم للاستزراع الآني و نُدمجهم بالأطفال المطيعين، و هكذا فالجميع مطيع، يا للبهجة. الحمد للتكنولوجيا و خالقها. * * * كل الغضب ليس له أية أهمية. نحن. أ و ليس البناء أفضل من الهدم؟ غير أن تلويح الأيدي صار يشكّل هاجساً عالمياً، لمن نلوّح؟ و كم من الوقت يجب أن ترتفع الأيدي؟ و من هم الذين سيلوِّحون؟ و في أي ساعة يجب أن يُبث هذا الخبر؟ الأيدي ليست لأجل أن تكون خاوية، الأيدي لأجل العمل. هذه الأيدي لا بد أن تُقطع، لأنها تصنع كل شيء. و القطع ليس بالسيف، هناك تغييرات مهمة تحدث على كل الأصعدة، حتى في الموت و التقطيع، ستحدث مناهج جديدة في الممارسة الـ...، و ستُدرّس في المدارس الثانوية. الحرب ستكون مسابقة، و لن تكون مُفجعة. ستكون باهرة، مفيدة، مهمة، و التقنيات ستتطور، و سيكون المكان كالحلبة. غير أن المكان قد تغيّر، حدث ما يشبه الكرات الكهربائية اللامرئية معلّقة في الهواء، و أي كائن حيّ أو ميت، ستصعقه هذه الكرة و في أسرع من طرفة عين سيكون قد تلاشى و لا يُعرف له موضع. لقد مرّت العديد من السيارات في هذا المكان و اختفت. هذه الكرة لها طاقة عظيمة لكنها تُستنفذ بتكرار الاقتناص، و الحمد للحرب. * * * الحرب يا وثيقة الاعتماد، يا حسابنا الجاري. ـــــــــــــــــــ 1 أدونيس أحد الناس الذين يمكن رؤيتهم. 2 لافوازييه، قد أعلن في إحدى استنتاجاته ذلك حسب ما يمكن و ما لا يمكن.
  22. بسمه تعالى روابي الخير كل الخير في صباحكم و مساءكم أنا في أتم سعادة مادامتم تطلون علي بوجوهكم المشرقة الله لا يحرمني منكم
  23. بسمه تعالى العزيزات الغاليات جمال الليل و السما و البحرين، نجمة الليل أنين الليل بوح الليل وعد السماء روح الروح أجمل بنات الكون دلوعة البحرين الأعزة الكرام شباب البحرين العنيدوو زورو العجم بو فجر و كل الغالين على قلبي و نفسي، عذراً على طول الغياب لانشغالي الكبير و دمتم لي سالمين و لا يحرمني الله من طلتكم اللطيفة الغالية على قلبي العزيز المحرقي 3000 بعد أجمل تحية اشلون تصير ممثل: 1- ليست المسألة في أدوات التمثيل - و إن كانت مهمة. 2- ليست المسألة في الشكل و البنية - و إن كان لهما تأثير. 3- ليست المسألة في عمر و جنس الممثل - و إن كان لهما فاعلية أدائية. إذا في ماذا تتلخص المسألة؟ في: 1- الوعي و الثقافة. 2- الروح الإنسانية الخلاّقة و المبدعة. 3- المستوى الأخلاقي و السلوكي. 4- الحب. عزيزي المحرقي 3000 كثيرون لا يلتفتون لهذه النقاط الأربعة، و يحصلون على فرصة التمثيل، و ربما يشتهرون، و لكن للأسف يصبحون كالنجوم البعيدة، شيء ما في السماء، لا يدفئون و لا ينفعون، بل و ربما الأسوء، حينما ينحرفون. من المهم جداً محرقي، أن تبدأ البنية التمثيلية و الفنية بشكل عام في نفسك و قلبك و عقلك، صدقني لا يستفيد الناس من صورك بقدر ما يستفيدون من حبك لهم، و دفاعك عنهم، هل تريد أن تقف مع مظلوم في وجه ظالم؟ هذا هو الممثل/ الفنان، و ليس مجموعة صور و أعمال في الإرشيف. إذا كنت تريد التمثيل فضع هدفاً كبيراً و عالياً أمامك و حاول الوصول إليه، و ليكن التمثيل جزءاً من حياتك، حينها سوف تستفيد من كل شيء يمر أمامك، و سوف تمتص كل آلام العالم و سعاداته، حينها فقط سوف تصبح الممثل. و إني أشكرك عظيم الشكر على هذا السؤال الجميل. مع كل محبتي و خالص أمنياتي خادمكم محمد الصفار
  24. النظام الشمسي مهما يكن الأمر فقد تولت الريح شأن التصرف معنا. * * * كان الحي غارقاً في معادن السيارات، سيارات الجيران، الزوار، ميني باص، كراج الجيران، السيارات العابرة، السيارات المتوقفة التي يعلوها الغبار، و التي من طول المدة صار لا يعرف لمن كانت، و سيارات تأتي في الليل مرة و في الفجر مرة أخرى، سيارات فخمة و حقيرة و متوسطة. سيارات تتوقف و أخرى تمضي. عشرات الأيام كان الحي لا يعني شيئاً، و لم تكن تلك مشكلة. سكان الحي أيضاً كانوا لا يعنون شيئاً، لا داخل بيوتهم و لا خارجها. و أنا كنت من ضمن الأطفال الذين لم يكن يهمهم ما إذا كان الحي بسكانه يعني شيئاً أما لا، كنت أريد أن أحصل على الوقت الكافي لأفعل كل ما يدور في خلدي. إن وجودنا –نحن الأطفال- كان عبئاً على أهالينا و على الجيران، نحن نريد حياة أفضل، حياة لها طعم الماء، لها قانون السماح للمرور، قانون المحبة و التسامح و الأشياء الصغيرة، كخبز حجي عابد. كان رجلاً صالحاً، و لم يكن له أولاد، و ربما لم يكن هذا اسمه الحقيقي ربما اشتق من كثرة عبادته. كان من الفقر بحيث لم نكن نجد عنده طعام أو بقايا طعام. لكنه كان يصنع لنا خبزه الخاص به. كان يأخذ بقايا الخبز و يقطّعها إلى قطع صغيرة و يضعها تحت الشمس لتيبس، ثم يرش عليها محلول السكر و ينتظر حتى تجف. عندما نأتي للعب في إيوان بيته، يقدم لنا هذا الخبز. ذلك الخبز الذي لا ينسى. * * * إيوانه كان مليئاً بالأطفال، يصرخون، يركضون، يتدافعون و يتشاجرون، يضحكون ملئ أنفسهم، يكسّرون و يحطمون، يلتقون و يفترقون، لكننا قبل الافتراق، كنا نأخذ درساً مجانياً في القرآن، في التجويد و التلاوة. نستمتع بقصصه عن الأنبياء و الأولياء و عن أبطال التاريخ و الفوارس، نحفظ بعض الأناشيد القصيرة، و نأكل الخبز. * * * ذات يوم و نحن نعيش طفولة بيت حجي عابد، حدث ما أوقف الزمن أياماً طويلة. كان ذلك الطفل يركض، و دونما انتباه جرحته قطعة حديد كانت بارزة في رقبته، و كنت أرى ذلك، فتدفق الدم بقوة و حرارة و كنت أنظر إليه و لا أستطيع الكلام من شدة دهشتي، لم يشعر الطفل بهذا الجرح، لكن سرعان ما بدأت حركته تخف، و أحس بحرارة الدم، فوضع يده على رقبته و سقط. لم أستطع أن أخرج أي صوت ممكن، جحظت عيناي و توقفت عن التنفس. ظل الطفل يفحص برجليه إلى أن مات. كان ذلك الموت هو الموت بعينه. بعد هذا الحادث بقى جارنا صامتاً معتكفاً مدة طويلة، حتى خرج من داره ذات يوم و وقف يتأمل الناس و الجيران، توقف الكون بضعة دقائق، ثم أخرج سكيناً خبّأها خلف ظهره و طعن بها عنقه، فأخذ يتلوى قليلاً و يحاول الإمساك بالجدار ثم هوى. تقوّس ظهره حتى هدأ. أحسست بأهمية أن لا أتكلم بعد الآن. إنني أحب هذا الرجل، لكني لا أستطيع أن أموت مثله. لم يتمكن أحد من سد الهوة التي تركها جارنا. * * * إن المعادن لها أهميتها و قدرتها الرهيبة على تغيير البشرية و العالم الكوني. بعد استخراج المعدن من الأرض، تبدأ النفس في التصلّب. أعرف أنه ليس من المقبول الامتناع عن المعادن، و رفض انتماء الكوكب للكون، و تحويل المصدر إلى ثروة، لكن هل يمكن للمعدن أن يمنع تغيّر الكوكب؟ ما هي أهمية المعدن في زمن الرغبات البشرية؟ الحديد، الفوسفور، الألمنيوم، النحاس؟ إذا كانت المعادن هي أدوات السلطة البشرية، فما هي أدوات العدالة؟ إن إحدى أدوات الفرض و الاستغلال، هي التحويل المعدني للبشر. وضعهم داخل الكيان المعدني، تسييرهم وفق حدود و شروط و قوانين المعدن. صارت المعادن أدوات، بل صارت الكل. كل شيء يمكن اعتباره ذاتياً و بشرياً، صار وفق شروط المعدن، و حركة المعدن و قيمة المعدن. كل ما يتكون من المعدن هو ذاته، و ليس لنا سلطة عليها. إن المعادن هي مردة النبي سليمان، خرجوا بعد طول حبس و انتظار، و علينا أن نواجه هجومهم الشرس علينا، نحن الأفاقين الكفرة. * * * كانت المعادن تحاصرني، سيارات الحي، سكين حجي عابد، قطعة الحديد التي قطعت رقبة صديقي، أعمدة إنارات الشوارع الباسقة، الدشات، الساعات، كل شيء معدني. أحس المعدن يقترب من روحي، يرمي بثقله و كثافته و وزنه النوعي على أنفاسي. صارت السيارات ترعبني، إلى الحد الذي لم أستطع أن أتعلم القيادة بسهولة، في أحد امتحانات القيادة، و أنا أقود السيارة كان طفل يجري و توقف فجأة فتذكرت ذلك الحادث الذي وقع في حيّنا. و حيّنا كان ضيقاً و يختنق بالسيارات الواقفة على جانبيه، جاء أحد الشباب المتهور يقود سيارته بسرعة في ذلك الزقاق، و إذا بطفل كان يركض لاهياً انطلق من بين السيارات الواقفة فصدمه ذاك الشاب، و لما كان الطريق ضيقاً فلم يرتد الطفل بل التصق بالسيارة، و جعلت السيارة تضربه بالسيارات الواقفة حتى هرست جسده تماماً. عندما توقف الشاب، كان كتف و عمود الطفل الفقري قد برزا من لحم جسده. ذلك الطفل، كان أخي محمد. جعلت أصرخ و لا أعي ما أفعل حتى اصطدمت سيارة الفحص بعمود النور و تحطمت. * * * إن بلاغة الرعب ليست في الحطام الذي تسببه، بل في هاوية الخيال التي تدفعك من حافتها. لكن، مثلما للرعب بلاغة، فلي بلاغتي أنا أيضاً، و لن أتخلى عن مقدرتي البلاغية. عملت في كراج بعيدا عن حينا، و لم أكن أعرف الكثير عن السيارات، و رغبت مخلصاً أن أعلو على السيارات، أن أفتتها، أن تكون لي الغلبة و الرجعة، أن أضع المارد في قمقمه. صاحب الكراج كان من الميكانيكيين المهرة، و لا أدري لماذا قبلني للعمل عنده،لا أستطيع أن أخفي خوفي منه، كان ضخماً مفتول العضلات، و به كرش كبيرة لا تمكنه من رؤية قدميه عندما ينظر إليهما منتصباً. يده تتغلب على اعتراض السيجارة، فلا تكاد تبرز من بين إصبعيه، و كان يحب الشراب. كنت أخشاه تماماً، و لست أحبذ أي مناقشة معه، إن أخطأت فهذا يعنى نهاية لحم خدي. لكنه مع ذلك كان حكيماً، صادقاً. و كنت أطمئن حينما يقول للزبون " على ضمانتي"، أثق تماماً أن العطل قد صلّح كلياً و لا داعي للشك و لن تكون هناك أية شكوى. تعلمت الكثير من الخبرات و المهارات منه مباشرة، و لازمته مدة طويلة، و كنت أسافر معه لجلب قطع غيار أصلي أو مستعمل، مكائن، سيارات مستعملة، و العديد من الأشياء التي كانت تملأ حياتي. لم أكن أهتم لراتبي، فقد كنت أشاركه مصروفات الكراج، و مصروفاته هو أيضاً، ما دمت أعطي والدتي حصة منه، فلا أدقق بعدها فيم صرفت بقية الراتب. "و مثلما تتحقق النتائج المفترضة، تتكون المصادر المنتقاة، عندها تحدث طفرة نوعية في أساليب الإنتاج، و تحتل الطبقة العاملة قمة الهرم التقدمي، من المسؤوليات و حتى التكوين العقائدي" أمي رحلت. جاءتها في المنام يد فيها ذهب و فضة و جواهر، و قالت لها: تعالي لتأخذيها. المعدن موجود في العالم الآخر. * * * لا يستطيع أي كائن أي يكون ككونية أمي، و لا أن يدور في فلك من أفلاكها. الكواكب السيّارة تتبع النجم و تخلقاته و صلواته، إشراقاته و انفعالاته. أما النجم فحين يموت، يثقب الكون برمّته، و يجعل بقية الكائنات تنظر إليه و إلى الوحشة التي هم فيها. و على كل الاعتبارات الكونية، فقدت الجاذبية. لا أرض تحتفظ بي، و لا سماء تضعني في أفلاكها. إني أحد الأجرام التائهة. صرت أحب التسارع، و تضاغط كثافة الهواء على وجهي. قدت دراجة نارية، و سيارات السباق على المدرج القديم، عملت في إعداد السيارات لتكون سيارات سباق، و دخلت في سباقات بنفسي. السيارة تنضغط و المسافة تتبعثر. * * * حلبات السباق الممتلئة بالناس و السيارات المهتاجة المثارة عن كل جزء من جسمها، شهوة لا يحتملها إلا المتسابقين الأشداء، شهوة عارمة قاتلة. المكانيك يلاحظ عجلة اسطوانات الماكينة، الإطارات و يرش الكثير من الماء، و يبدأ طقس الشهوة. الماء كرمز التطهير و الخلق، الماء كأساس و نهاية الرغبة، إنها الغادة التي لا يتوقف جسدها عن الشوق للملاعبة و الممارسة، هذا المعدن الحي الشبق الفتّاك، هذه الأنثى العنيدة، هاأنا أدوس بقدمي على شهوتك و أتملكها، هاأنا أجعلك تصرخين و ترتعشين و تضربين بالأقدام على الأرض، ثم تتأوهين فتنطلقين كما انفلات النظر على الهاوية. * * * كان كل ذلك عنف متاجر به، شهوة مراهن عليها، حب معدني. إن غياب الشمس عن حياتي لم يعطني الفرصة لأصهر المعادن، لأن أحدد اتجاه الشرق، لأن أعرف ما إذا كنت أعرف فعلاً أم أني جاهل. حلبات السباق تجارة عالمية، و أنا لا أريد العالم أن يفضح لحظات لذّتي. كل الأحياء فقدوا اتجاه الدوران الكوني، صاروا كويكبات مجنونة مبعثرة لا تهتم بمن تصطدم و لا من صدمها، لا تدرك ما إذا كانت هناك كويكبات غريبة أم لا، ما إذا كانت تعرف هدفها أم لا. هاأنذا أقود هذا الغول، أمسك عنق الوحش بقوة، هذه السيارة الصلبة، أسرع بها رويداً رويداً و لا أشعر بذلك. السيارة تفوق وقوف الأشجار على الرصيف، تلغي حدود الشارع، تنطلق نحو غاية لست أعرفها تماماً. لا أسمع سوى صوت احتكاك الهواء بالسيارة و صفيره المتواصل، الأضواء تتحد و يتكون نفق من النور، و أنا ذاهب إليه. أشعر أني سأموت. إن سرعة السيارة فائقة، و لا أنوي رفع قدمي عن دواسة البنزين و لا أفكر في ذلك، أشعر أنه يجب أن تنتهي حياتي الآن، يجب أن أغمض للأبد، أن أصل إلى مكان لا تصله الكواكب و لا المعادن. بصري مثبت على النفق المنير، و صوت أمي يذكّرني بالاستيقاظ مبكّراً. هاهو وجه أمي يعتلى النور أمامي، بابتسامتها الخفيفة الرقيقة، تنظر إليّ بحنان و شوق، إني قريب جداً يا أمي.
  25. بسمه تعالى أشكرك يا وعد على هذا الرد الجميل، و كنت أتمنى أن يشاركك الآخرون في هذا الموضوع. عموماً يا عزيزتي، فالإساءة لهذا الدين و رموزه لها أسباب و أصول، و هذا ما سيكون عليه الموضوع التالي، كي نعرف ما الذي سنفعله لاحقاً. عندما ننتهي من هذا سنتوجه إلى موضوع آخر و هو القيم التي لازالت حية عند هذا الجيل و القيم التي استبدلها. مع المحبة و تمنيات السعادة
×
×
  • Create New...