طبعاً الصافع ينسى لأنه حين يفعلها لا يرى من أمامه ولا تسيطر عليه تلك
اللحظة التي ينسلخ فيها عن إنسانيته إلا سمة الجبروت وإثبات القوة ، ولكنه
في غمرة سطوته تلك لا يتذكّر أن ذاك المصفوع سيظل يستعيد تلك اللحظة
المشؤومة ويتحيّن الفرصة ليرد الصاع صاعين كما يقولون على الأقل
من باب (( ما يضيع حق وصاحبه موجود))
أو من منطلق الحكمة القائلة (( كما تدين تدان))
وأيضاً من باب (( من جدّم يلاقي))
أي من بدأ بالفعل سيلاقي مثله ، لذا كله فالمصفوع لا ينسى
لأن اللحظة المريرة تظل متجسدة في وجدانه حتى تحين لحظة الانتقام ،
وهو مثل يضرب في التحذير من الظلم والتعجل في إصدار الفعل دون تفكير