وهكذا بعد مقاومة مشاعر الاشمئزاز وصل تفكيري لأن أقتل الصرصور، ولأني أفتقد الشجاعة اللازمة لقتله بضربة واحدة فإني فكرت في حلول أخرى
ولم أجد سوى الماء الذي كنتُ أغسل به الصحون، فأخذت أرش عليه الماء من الصنبور وهو يتحرك في كل اتجاه، وتمكنت من إحاطته بالكثير من الماء وكلما حاول الابتعاد أرسلتُ عليه جرعة كبيرة من الماء، وكنتُ أفكر في شعور هذا الصرصور في تلك اللحظة، فقد كان يقاسي ويعاني بسبب هذه الفياضانات التي ما إن تتوقف حتى تعود من جديد، طوّقت حركته وشعرتُ أنه وصل إلى مرحلة كبيرة من التعب والإعياء
وبدأ يحتضر
في تلك اللحظة حصرته في إناء وملأته بالماء، وكان يحاول الخروج ولكن محاولات الصرصور كلها باءتْ بالفشل، ولأني لستُ قاسية لهذا الحد فقد تركته يموت دون أن أراقبه، وخرجتُ من المطبخ وأنا أفكر هل ما قمتُ به جريمة أم دفاع عن النفس ؟
جاء زوجي وأخبرته بما حصل، فرد بالقول
- أنتِ قاسية القلب ! حرام تعذبين هذا الكائن بهذه الطريقة ! كان عليكِ أن تقتليه بسرعة بدل هذا التعذيب !
ولكني لم أشعر أني قمتُ بتعذيبه، رغم أن طريقة موته كانتْ طويلة استغرقت تفكيرا ووقتا ومزاجا خاصا، ولكنْ بمجرد أن سمعتُ كلام زوجي شعرتُ بتأنيب الضمير، وقد أردف قائلا
- ربما لم يمت، ربما خرج من الإناء وسينتقم منك !
قلتُ له وأنا أتوجه إلى المطبخ
- مستحيل، لأنه كان يحتضر ومن المؤكد أنه مات إلا اذا كان من الجن !!
انتظروا التكملة فلا بد أن أتفقد طفلي الآن