Jump to content
منتدى البحرين اليوم

ابحث في المنتدى

Showing results for tags 'الاسراء والمعراج'.

  • Search By Tags

    اكتب العلامات مفصولة بفواصل.
  • Search By Author

Content Type


Forums

  • قسم المناسبات
    • هنا البحرين
    • اخبار العالم
    • منتدى الفعاليات والتغطيات الخارجية
    • البحرين اليوم في سطور
  • القسم العام
    • أقرأ
    • منتدى ديوانية الأعضاء
    • منتدى السفر والسياحة
    • المنتدى الديني
    • منتدى النقاش
    • منتدى القصص والعبر
    • التراث والتاريخ
    • منتديات الأسرة
    • منتدى الحيوانات والنبات والطيور والأسماك
    • منتدى المواضيع العامة
  • القسم التجاري
    • الإعلانات المبوبة
    • تداول الاسهم العالمية
  • قسم الفن والطرب والدراما
    • الاخبار الفنية
    • منتدى المسرح
    • مشاهير البحرين
    • مشاهير العرب
    • منتديات المسلسلات والبرامج والافلام
    • مسلسلات 2023
  • قسم الشعر والأدب
    • منتدى الشعر والخواطر الادبي
  • القسم التعليمي
    • المنتدى الدراسي الجامعي
    • المنتدى الدراسي
    • The English forum
  • قسم التقنيات
  • منتديات الترفيه
    • منتدى الرياضه والسيارات
    • غرفة البحرين اليوم البالتوك
  • قسم بنك وفلوس المنتدى
  • القسم الاداري للاعضاء
    • اخبار بحرين تودي
    • خاص وسري
  • قسم ادارة المنتدى فقط
  • قسم الادارة العليا فقط

Find results in...

Find results that contain...


Date Created

  • Start

    End


آخر تحديث

  • Start

    End


Filter by number of...

انضم

  • Start

    End


Group


AIM


MSN


Website URL


ICQ


Yahoo


Jabber


Skype


البلد - المنطقة


الهواية


من الذي اخبرك عن منتدى البحرين اليوم


رصيدي هو

  1. قصة المعراج في الديانة الزرادشتية و تأثير الديانات الزرادشتية و المانوية الفارسية على الديانات الإبراهيمية الثلاثة و خاصة" على تكوين معتقدات دين الإسلام معراج زرادشت على ظهر حصان طائر الى السماء: دونت كتب الزراداشتية منذ 2,600 سنة أن أول من آمن بزراداشت بعد (نزول الوحي) عليه كانت زوجته (هافويه) و إبن عمه (ميتوماه) و قد خلدت الرسوم الحجرية و كتب الزرادشتيين قصة معراج زرادشت منذ 2,600 سنة. صعد (النبي) زرادشت إلى السماء بواسطة طائر كبير يشبه إلى حد ما الثور المجنح الآشوري و كان لزرادشت موعد مع الإله (أهوارا مازدا) أي الإله النور لكي يعلمه الحكمة و يعطيه الشرائع. و قد رافق زرادشت من السماء الأولى إلى السماء السابعة ملاك عظيم. و قد استأذن زرادشت الإله لمشاهدة جهنم أيضاً، فرأى فيها المدعو (أهرمن) أي (إبليس) !!. ثم مر الزمان بعدة أجيال على معراج زرادشت أخذت خلالها ديانة زردشت في بلاد الفرس في الإنحطاط و التقهقر و رغب المجوس بإحيائها في قلوب الناس، فانتخبوا شاباً من أهل زرادشت كان إسمه (أرتاويراف) و أرسلوا روحه إلى السماء. وقع على جسده سُبات و كان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها و يأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة و إرشاد رئيس من رؤساء الملائكة إسمه (سروش) فجال من طبقة إلى أخرى و ترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. و لما اطلع على كل شيء أمره (أورمزد) الإله الصالح (سند و عضد مذهب زردشت) أن يرجع إلى الأرض و يخبر الزردشتية بما شاهد. و قد دُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها و كل ما جرى له أثناء معراجه في كتاب (أرتاويراف نامك) قال: قدمت القدم الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم في حومت، و رأيت أرواح أولئك المقدسين الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. و يوجد عرش و مقعد باه باهر رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من (سروش) المقدس و من الملاك (آذر) ما هذا المكان، و من هم هؤلاء الأشخاص ؟ و ما قصدهم من قولهم (طبقة الكواكب) فهي الحياط الأول أو الأدنى من فردوس الزردشتية، و أن (آذر) هو الملاك الذي له الرئاسة على النار، و(سروش) هو ملاك الطاعة و هو أحد المقدسين المؤبدين، أي الملائكة المقرَّبين لديانة زردشت، و هو الذي أرشد (أرتاويراف) في جميع أنحاء السماء و أطرافها المتنوعة إلى طبقة القمر، و هي الطبقة الثانية، ثم تليها طبقة الشمس و هي الطبقة الثالثة في السموات.و هكذا أرشده إلى باقي السموات. و بعد هذا ورد في الفصل ال(11) و أخيراً قام رئيس الملائكة (بهمن) من عرشه المرصع بالذهب فأخذني من يدي و أتى بي إلى حومت و حوخت و هورست بين أورمزد و رؤساء الملائكة و باقي المقدسين، و جوهر زردشت السامي العقل و الإدراك و سائر الأمناء و أئمة الدين. و لم أرى أبهى منهم رِواء و لا أبصر منهم هيئة. و قال بهمن: هذا أورمزد. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً إنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس و الملاك آذر قائلاً: إحملا أرتاويراف و أرياه العرش و ثواب الصالحين و عقاب الظالمين أيضاً. و أخيراً أمسكني سروش المقدس و الملاك آذر من يدي و حملاني من مكان إلى آخر، فرأيت رؤساء الملائكة أولئك، و رأيت باقي الملائكة. ثم ذكر أن أرتاويراف شاهد الجنة و جهنم، و ورد في الفصل (101): أخيراً أخذني سروش المقدس و الملاك آذر من يدي و أخرجاني من ذلك المحل المظلم المخيف المرجف و حملاني إلى محل البهاء ذلك و إلى جمعية (أورمزد) و رؤساء الملائكة فرغبت في تقديم السلام أمام أورمزد، فأظهر لي التلطف قائلا": يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين، يا رسول عبدة أورمزد، إذهب إلى العالم المادي و تكلم بالحق للخلائق بحسب ما رأيت و عرفت، لأني أنا الذي هو أورمزد موجود هنا. من يتكلم بالإستقامة و الحق أنا أسمعه و أعرفه فكلم أنت الحكماء. و لما قال أورمزد هكذا وقفت مبهوتاً لأني رأيت نوراً و لم أرَى جسماً، و سمعت صوتاً و عرفت أن هذا هو أورمزد. قصة الإسراء المعراج: النبأ عن المعراج في ليلة الإسراء ورد في القرآن في (سورة الإسراء 17: 1): {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا * إنه هو السميع البصير} كما هو واضح لنا فإن مصدر الآيات الواردة في هذه السورة هنا هو كتاب الأساطير الفارسية المسمى (أرتاويراف نامك) السابق ذكره و المكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام (أردشير بابكان) ملك الفرس. هناك قصة إسراء و معراج عند الهنود عبدة الأصنام أيضاً واردة في كتاب يدعى (إندره لوكاكمتم) و يعني (السياحة إلى عالم إندره) قال فيه الهنود إن (إندره) هو إله الجو و ذُكروا فيه أن شخصاً إسمه (أرجنة) وصل إلى السماء و شاهد قصر إندره السماوي و هو قصر في بستان، و فيه ينابيع أبدية تروي النباتات الخضراء النضرة الزاهية. و في وسط ذلك البستان السماوي توجد شجرة تسمى (بكشجتي) أي شجرة الحياة. و يعتقد الزردشتية أيضا" بوجود شجرة تُسمى (حوابة) و معناها (مروية بماء رائق فائق)، تأتي المياه في من الأنهار إلى الشجرة فتنبت هناك كل النباتات على اختلاف أنواعها. إذن كل هذه الروايات و القصص متشابهة عند الفرس و الهنود و المسلمين فأي الثقافات كانت أسبق ؟ و أيها أثر في الآخر ؟ و الإجابة هي أن الثقافة الفارسية كانت هي الأسبق و قد أثرت في كل من الثقافة الهندية و الإسلامية، فنجد خرافة الإسراء و المعراج هذه في هاتين الثقافتين و هي ليست الشيء الوحيد الذي تأثر به كتب التراث من الثقافة الفارسية و الديانة الزرادشتية فهناك أمور أخرى تفرض نفسها على ساحة الفكر و الملاحظة، كموضوع الحور و الغلمان المخلدون و كلنا ملم بهذه الأمور و نعرف ما ورد عنها في القرآن و في كتب السيرة و الأحاديث النبوية و مصدر كل هذه القصص التعاليم هو كتب الزرادشتية إذ لا نجد أي أثر لها مطلقاً في كتب التوراة اليهودية أو الأناجيل المسيحية، لكنها ذكرت في كتب الزردشتية و الهنود. و من المعتقدات الزرادشتية الأخرى التي تأثرنا بها غير موضوع الحور هو موضوع الجن و الميزان أي ميزان الحسنات و السيئات: (1) كلمة (الجن) مشتقة من لغة الفرس القديمة، لأنها وردت في كتاب ال(أفِستا) و هو كتاب الزردشتية المقدس و دستور ديانتهم، بهذه الصورة و الصيغة: (جيني) و معناها (الروح الشريرة)، فأخذ المسلمون هذا الإسم من الزردشتية و هو أيضا" لم يرد في التوراة العبرية و لا الأناجيل السريانية (2) الذرات الكائنات: ورد في الأحاديث أنه لما عرج محمد إلى السماء، رأى أنه إذا نظر آدم إلى الأسودة التي عن يمينه ضحك، و إذا نظر إلى التي عن يساره ناح و بكى. و الأسودة هم أرواح أشخاص لم يولدوا بعد، و يسميهم المسلمون (الذرات الكائنات)، و قد اتخذوا الإعتقاد بوجودها من قدماء الزردشتية الذين كانوا يعتقدون بهذا الإعتقاد. (3) قصة خروج (عزازيل) أي إبليس من جهنم: اتَّخذ المسلمون قصة خروج عزازيل من جهنم من الزردشتية، ورد في (قصص الأنبياء ص 9): خلق الله عزازيل، فعبد عزازيل الله تعالى ألف سنة في سجن، ثم طلع إلى الأرض فكان يعبد الله تعالى في كل طبقة ألف سنة، إلى أن طلع على الأرض الدنيا. (4) و ورد في كتاب (عرائس المجالس ص 43) أن إبليس يعني عزازيل أقام ثلاثة آلاف سنة عند باب الجنة بالأمل أن يضر آدم و حواء لامتلاء قلبه بالحسد ! (5) و ورد في كتاب (بوندهشينه فصل 1 و 2) أن (أهرمن) يعني (إبليس)، كان و لا يزال في الظلام غير عالم بالأشياء إلا بعد وقوعها، و حريصاً على إيصال الضرر للآخرين و كان في القعر .. في (المنطقة المظلمة) و لم يكن يعرف بوجود أورمزد، و أخيراً طلع من تلك الهاوية و أتى إلى المحل الباهي، و لما شاهد نور أورمزد ذلك اشتغل بالأضرار (6) توجد مشابهة بين هاتين الروايتين، و هي أن كلا" من عزازيل و أهرمن دخلا الوجود في سجن أو في الهاوية، ثم صعد كل منهما من هناك، و بذلا جهدهما في الإضرار بخلق الله ! و هناك معتقدات زرادشتية أخرى تأثرنا بها نذكر منها: (1) نور محمد: ورد في (قصص الأنبياء) أن محمداً قال: أول ما خلق الله نوري (ص 2 و 282) و جاء في كتاب (روضة الأحباب) أن محمداً قال: لما خُلق آدم وضع الله على جبهته ذلك النور، و قال: يا آدم، إن هذا النور وضعتُه على جبهتك هو نور إبنك الأفضل الأشرف، و هو نور رئيس الأنبياء الذي يُبعَث. ثم انتقل ذلك النور من آدم إلى ذريته، حتى وصل إلى عبد الله بن عبد المطلب، و منه إلى آمنة لما حبلت بمحمد. مصدر هذه القصة هو في كتب الزردشتية، لأنه ورد في كتاب فارسي يُدعى (مينوخرد) أن الخالق خلق هذه الدنيا و جميع خلائقه و رؤساء الملائكة و العقل السماوي من نوره الخصوصي. و تذكر الأسطورة الفارسية النور الذي كان في أول رجل خلق على الأرض، و يقصدون بهذا آدم أبو البشر، ثم انتقل من واحد إلى آخر بالتتابع، و هذا يوافق ما ذُكر في الأحاديث بخصوص نور محمد (2) الصراط المستقيم: يعتقد المسلمون إن محمداً قال: إنه بعد دينونة يوم الدين الأخيرة يُؤمر جميع الناس بالمرور على الصراط المستقيم، و هو شيء ممدود على متن جهنم بين الأرض و الجنة. و قالوا إن الصراط هو أدق من الشعرة و أحدُّ من السيف، فيقع منه الكفار و يهلكون في النار. أولاً إشتقاق كلمة (صراط) أصلها ليس من اللغة العربية، لأن كلمة (صراط) معربة من أصل فارسي، و تعني (الجسر الممدود) أو (القنطرة) التي قال الزردشتية إنها توصِّل الأرض بالجنة، فالعبارة مأخوذة من كتاب بهلوي يسمى (دينكرت جزء 2 فصل 81 في قسمي 5 و 6) و نصه: إني أهرب من الخطايا الكثيرة. أحافظ على نقاوة و طهارة سلوكي و إني أؤدي عبادتك لكي لا أعاقب بعقاب جهنم الصارم، بل أعبر على الصراط، و أصل إلى ذلك المسكن المبارك المملوء من العطريات و المسر و الباهر دائماً. فكيف وصلت هذه العقائد الزرادشتية إلى بلاد العراق و الشام و منها إلى الجزيرة العربية ، و الإجابة على السؤال هو: قبل تكوين الدين الإسلامي من خلال وصول الدين الفارسي للجزيرة العربية، و بعد تكوين و نشؤ الإسلام: من خلال التأثيرات الفارسية في نشوء التشيع و التصوف و الدعوة للاشتراكية عند أبي ذر الغفاري و بعض أراء المعتزلة و غير ذلك أيضا". و البعض يرى دورا" للتأثير الفارسي (أثناء تكون الدين الإسلامي) من خلال الدور الكبير الذي يظن أنه كان لسلمان الفارسي . تأثير الزرادشتية و المانوية و المجوسية على الإسلام: هناك أمور عديدة أخذها الرهبان النصرانيين الموحدين من الأديان الفارسية، و تعتبر من الأمور الأساسية التي أقاموا عليها عقيدتهم الجديدة: دين الإسلام أولا" - من الدعوة المانوية أو الدين المانوي: من هو (النبي) ماني مؤسس الديانة المانوية أو المانيشية ؟ في القرن الثالث الميلادي أصبح (ماني) مؤسساً للديانة المانوية أو المانيشية. نشأت هذة الديانة في الشرق الأوسط و انتشرت غرباً حتي المحيط الأطلسي و شرقاً حتى المحيط الهادي و ظل هذا الدين منتشراً لأكثر من ألف سنة ! .. كانت هذة الديانة خليطا من البوذية و المسيحية و الزرادتشية لكن هذة الديانة أعلنت أنها تلقت وحيا" بمعاني أخرى لم تعرفها هذة الديانات الأخرى. و على الرغم من أن هذة الديانة نقلت الكثير من أفكار و تعاليم المسيحية الغنوصية (المسيحية الأصلية و ليست التثليثية) و البوذية إلا أن افكار زرادشت كان لها فيها أكبر الأثر و كان من رأي (ماني) أنه لا يوجد إله واحد في هذا الكون إنما يوجد صراع مستمر بين إثنين من الآلهة أحدهما هو الشر و الآخر هو الخير و هذا المعنى قريب من معنى الخير و الشر الموجود في الديانة المسيحية لكن ماني كان يرى أن الخير لا يقل خطورة عن الشر، فكلاهما على درجة واحدة من القدرة و بناء" على ذلك فما دام الشر قويا" كالخير انحلت المشكلة التي واجهت الديانات الأخرى كالمسيحية و اليهودية و هي التساؤل الأزلي الذي واجه الإنسان: كيف يكون الله خيرا" مطلقا" و يقوم بصنع الشر في هذا العالم ؟!، فالديانة المانيشية ترى أن الخير و الشر هما توأمان وجدا معا" ليتصارعا معا" إلى الأبد، و ما دام الخير و الشر متلازمان في الجسم الإنساني تلازم الروح و الجسم فلا يصح أن يساعد الإنسان على التكاثر لأن التكاثر معناه إضافة أجسام جديدة و أرواح جديدة و لذلك حرم ماني العلاقات الجنسية بين الرجل و المرأة و حرم أكل اللحوم و شرب النبيذ و لهذه الأسباب كان صعبا" على عامة الناس أن يؤمنو بهذة الديانة، فآمن بها الصفوة فقط من الأتباع المخلصين، أما المؤمنون العاديون بهذه الديانة و كانوا يسمونهم (المستمعون) فكان لهم عشيقات و هؤلاء العاشقون و العشيقات كانوا لا يمتنعون عن الجنس و أكل اللحوم و شرب النبيذ. إذا" كان هناك الصفوة من (الرهبان و الكهنة) و هؤلاء كانوا ممنوعون منعا" باتا" من الزواج و أكل اللحوم و شرب النبيذ فكانت الجنة الموعودة من نصيب هؤلاء الصفوة فقط ولد ماني سنة 216 ميلادية في بلاد العراق التي كانت في ذلك الوقت جزءا" من الإمبراطورية الفارسية و كان ماني فارسيا" منحدرا" من أسرة ملكية و أغلب الفارسيين في زمانه ذاك كانوا يؤمنون بديانة النبي زرادشت أما هو فقد نشأ في كنف أسرة مسيحية غنوصية (غير تثليثية) و كانت له رؤى دينية منذ أن كان في الثانية عشرة من العمر و كان يبشر بديانته الجديدة هذه، لكنه لم يوفق في بادىء الأمر في بلده لذلك ارتحل إلى الهند و مصر و هناك تمكن من أن يجعل أحد الحكام يؤمن به و بدعوته فعاد إلى بلاد فارس سنة 242 م حيث استمع إليه الملك الفارسي (شابور الأول) و سمح له بأن يدعو إلى ديانته. ظل ماني يدعو إلى ديانته حتى عهد الملك الفارسي (هرمز الأول) أي طيلة حوالي ثلاثين عاما" إلى أن طفح الكيل و ثار عليه كهنة الديانة الزرادتشية التي كانت الدين الرسمى للإمبراطورية الفارسية فاعتقل و أعدم سنة 276 م بأمر من الملك الفارسي (بهرام) في جنديسابور في عهد الإمبراطورية الساسانية. هناك كتابات تصف ماني في تجواله و هو يرتدي سروالا" واسعا" أصفر اللون و عباءة زرقاء و بيده عصا طويلة من الأبانوس، متأبطا" على الدوام كتاب خطه بنفسه باللغة البابلية (و هي اللغة الأرامية المشرقية في ذلك الوقت) فمعظم كتبه كانت باللغة السريانية بالإضافة إلى كتاب خطّه في مدح الملك الفارسي شابور الأول مخطوط باللغة الفارسية القديمة. و قد كتب عنه الروائي المعروف أمين معلوف رواية (حدائق النور) التي تحكي عن حياته. المراجع: ^ Boyce، Mary (2001)، Zoroastrians: their religious beliefs and practices، Routledge، صفحة 111، "He was Iranian, of noble Parthian blood..." ^ Ball، Warwick (2001)، Rome in the East: the transformation of an empire، Routledge، صفحة 437، "Manichaeism was a syncretic religion, proclaimed by the Iranian Prophet Mani" فراس السواح - كتاب (دين الإنسان) - البارقليط (أو الفارقليط): تقول الرواية الإسلامية أن (النبي) المحمد قال عن نفسه أنه هو المبشر به من قبل عيسى المسيح، و هي مقولة رددها من قبله أتباع (النبي) ماني، و هي صيحة أطلقها الفقه المانوي عن (ماني) دفاعا" و ذودا" و قد فرض على أتباعه الإعتراف بها، بل و حتى يدعم هذا الإعتراف أضافها إلى صلواته فهو إذا" يهوي ساجدا" فليس إلا ليختتم صلاته بالتحية و السلام على هذا النبي قائلا": مبارك هادينا البارقليط رسول النور. و قد ألف (النبي ماني) كثيرا من الكتب و الرسائل التي ضمنها مذهبه. و ذكرت كثير من المصادر الغربية و الشرقية أسماء هذه الكتب التي كتب معظمها باللغة السريانية، كما أشارت هذه المصادر إلى الموضوعات المهمة في هذه المؤلفات. ففي كتاب (سفر الأسرار) تناول المؤلف فيما تناول من الأبحاث: باب ذكر الديصانية، و كتاب (الأصلين) و لعله نظير رسالة العفاريت (كوان) التي تقص قيام الشياطين ب(حرب السماء) و منها أتى تعبير (رجوم الشياطين) الذي حاول من خلاله المسلمون الأوائل تفسير ظاهرة النيازك و الشهب في حرب النجوم الشيطانية هذه، و نجد فيه قصصا" أخرى من قصص الأبطال. و هناك أيضا" كتاب يدعى كتاب (براجماتيا) أو (كتاب الأصل) و لعله كتب كتكملة أو تتمة لكتاب (الأصلين) كتاب (الإنجيل الحي) أو (الإنجيل) فقط بدون كلمة الحي الذي يحتوي على إثنين و عشرين بابا" (هي عدد حروف الألف باء السريانية) يعتبر الفلسفة الدينية الحقيقية التي أنزلها هذا (المخلص الإلهي) على ذوي الإرادة الطيبة (جموع المؤمنين أو أتباع هذه العقيدة أي القطيع)، و قد ألحق بالإنجيل كتاب آخر عن مذهب الجنستيكية هو كتاب (كنز الحياة). و يحدد (ماني) في هذه (التعاليم) قواعد الأخلاق و فروض الدين للصديقين و السماعين، و قد ترجمت جميع الكتابات الريانية إلى اللغة البهلوية منذ عصر مبكر. و من كتب (ماني) الأخرى كتاب ألفه باللغة البهلوية الجنوبية الشرقية و هو كتاب (الشابورغان) الذي ألفه بإسم (سابور الأول) الملك العظيم الذي يشار إليه كثيرا" و هو يتناول المبدأ و المعاد. و قد عثر على بعض أجزاء من كل من كتب (الشابورغان) و (الإنجيل) ضمن نصوص تورفان. و يشمل كتاب (الكفلايا) تعاليم هذا (النبي) التي جمعت بعد موته و قد أصبح بأيدينا جزء كبير منه متوفر باللغة القبطية، و لعله كان منقولا" عن اليونانية. و أخيرا يوجد الكثير من كتب (ماني) و خطبه التي كتبها بنفسه حسب المناسبات، و كان يوجه الخطابات إلى تلاميذه الممتازين أو إلى الجماعات المانوية في مختلف البلاد، التي تواجدت في المدائن و بابل و ميسين و الرها و الأهواز و أرمينيا و الهند، مما يبين الدعوة المانوية أثناء حياة مؤسسها (ماني). و توجد مجموعة من هذه الخطابات باللغة القبطية مخطوطة على أوراق البردي التي اكتشفت في مصر. و في موضع آخر من الكتاب يذكر الكاتب إسم كتاب آخر لماني إسمه (إردنج). و قد نسجت كل أنواع الخرافات حول كتاب ماني (إردنج). و قد أشار الباحث ألفريك إلى أن كتاب (إردنج) الشهير هذا لا يعدو كونه نسخة لإنجيل ماني لكنها نسخة مزينة بالصور. ثانيا" - من الديانة الزرادشتية: يروي أتباع دين (النبي) زرادشت كثيرا" عما صحب ولادته من المعجزات و الخوارق و العادات و الإشارات، و أنه انقطع منذ صباه إلى التفكير و التأمل، و مال إلى العزلة، و أنه في أثناء ذلك رأى سبع رؤى، ثم أعلن رسالته فكان يقول: إنه رسول الله بعثه ليزيل ما علق بالدين من الضلال، و ليهدي الناس إلى الحق. و قد ظل يدعو الناس للحق سنين طوالا" فلم يستجب لدعوته إلا القليل، فأوحي إليه أن يهاجر إلى بلخ ! في تشابه شديد و مثير مع سيرة (النبي) رسول دين الإسلام محمد الذي قام بالهجرة في سبيل نشر و نصرة دعوته الجديدة !! و في كتاب (الدين في الهند و الصين و إيران) تتكلم الكاتبة (أبكار السقاف) عن حال زرادشت في بدء الدعوة و الكلام الذي نورده هو جزء من كتاب (الأفستا): عن هذه النبوة و الرسالة و الوحي المنزل ينبعث قسم من الجاتها الحديث الفقهي و هو عن هذا النبي الرسول يحدث: إنه إلى التفكير و العزلة انقطع زردشت منذ درجت به مدارج الحداثة من الصبا إلى الشباب و حتى تخطت به مراحل الشباب للشباب فجرا و للشباب غروبا" و عن الحقيقة باحثا" راح يطوي طيات الصحراء تهجدا و متجهدا" طواه غار في جبل (سبالان) حيث بدأت أولى بشائر نبوته و رسالته حوالي سن الأربعين من العمر، بالرؤيا ثم بالكلام ثم المعراج إلى السماء ! (35) في بحث للباحث فراس السواح عن زرادشت يقول: بعد تلقيه الرسالة انطلق زرادشت يبشر بها في موطنه و بين قومه مدة عشر سنوات، و لكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد. فلقد وقف منه الناس العاديون موقف الشك و الريبة بسبب ادعائه النبوة و تلقي وحي السماء، بينما اتخذ منه النبلاء موقفاً معادياً بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة، و وعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفاً على النخبة في المعتقد التقليدي. و لما يئس النبي من قومه و عشيرته عزم على الهجرة من موطنه، فتوجَّه إلى مملكة خوارزم القريبة، حيث أحسن ملكها (فشتاسبا) استقباله، ثم اعتنق هذا الملك هو و زوجته الديانة الزرادشتية و عمل على نشرها في بلاده. فهل كانت (سيرة زرادشت) مصدر إلهام مدونوا التوراة اليهودية لبعض سير أنبيائهم المزعومين كالنبي صالح مثلا" و رواة السيرة النبوية الإسلامية لنبي الإسلام في حياته و أفعاله ؟ .. نعتقد أن هذا الأمر بات واضحا" جدا" و بات من الواضح من هو (النبي) الأصلي و الذي أسقطت صفاته و سيرته على بعض أنبياء التوراة و على شخصية رسول الإسلام (النبي) المحمد أو المعمد. و يورد الباحث السوري فراس السواح أيضا" في بحث له بعنوان: (ميلاد الشيطان، زرادشت نبي التوحيد نبي الثنوية) ثلاثة تواريخ مرجحة لميلاد زرادشت، أحدهم يرجع بزرادشت إلى أواسط القرن الثاني عشر قبل الميلاد (1,200 ق.م.) استنادا" للبحث الفيلولوجي للجاثا، و تاريخ آخر و هو الذي ورد في كتاب الأفستا و هو أوائل القرن السادس قبل الميلاد (600 ق.م.)، و التاريخ الأخير حوالي سنة (900 ق.م.) و يقول أن هذا التاريخ الأخير يلقى الآن تأييد معظم الباحثين - آخر الأنبياء: قال نبي الإسلام عن نفسه أنه آخر الأنبياء و المرسلين. و لكن هذا ما قاله النبي زرادشت من قبله أيضا": أيها الناس إنني رسول الله إليكم، لهدايتكم بعثني الإله في آخر الزمان، أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا فجئت إلى الحق هاديا" و لأزيل ما علق بالدين من أوشاب، بشيرا" و نذيرا" بهذه النهاية المقتربة جئت (36) ثم كرر الأمر ذاته (النبي) ماني الذي قال عن نفسه أيضا" بأنه آخر الأنبياء !! - التوحيد: دعا الإسلام إلى التوحيد و نبذ باقي الآلهة المزيفة (فلا إله إلا الله، و لكننا نجد أن زرادشت أيضا" دعا إلى التوحيد و إلى نبذ كل الآلهة الأخرى فلا إله سوى أهورا مزدا ! لكن في مرحلة متأخرة بعد زرادشت أصبح (أهورا مزدا) إله الخير، و (أهريمان) إله الشر، فكانت تلك الخطوة إنتقال للديانة الزرادشتية من التوحيد للثنوية أو تثنية الإلهة. - أسماء الله: الإسلام لله عدة أسماء حسنى و ذكر عددها (لله 99 إسما" في الإسلام) و كذلك قال زرادشت ، نقرأ في نفس الكتاب: فسأله زرادشت أن يعلمه هذا الإسم فقال له أنه هو (السر المسؤول) و أما الأسماء الأخرى فالإسم الأول هو (واهب الأنعام) و الإسم الثاني هو (المكين)، و الثالث هو (الكامل)، و الإسم الرابع هو (القدس أو القدوس) (37)، و الإسم الخامس هو (الشريف)، و الإسم السادس هو (الحكمة)، و الإسم السابع هو (الحكيم)، و الإسم الثامن هو (الخبرة)، و الإسم التاسع هو (الخبير)، و الإسم العاشر هو (الغني)، و الإسم الحادي عشر هو (المُغْنِي)، و الإسم الثاني عشر هو (السيد)، و الإسم الثالث عشر هو (المنعم)، و الإسم الرابع عشر هو (الطيب)، و الإسم الخامس عشر هو(القهار)، و الإسم السادس عشر هو (محق الحق)، و الإسم السابع عشر هو (البصر)، و الإسم الثامن عشر هو(الشافي)، و الإسم التاسع عشر هو (الخلاق) و الإسم العشرون هو (مزدا أو العليم بكل شيء) (38) كما نرى الكثير منها في تشابه كبير أو تطابق مع أسماء الله الحسنى في الإسلام مثل المتمكن أو القادر و القدير و الكامل و القدوس و الحكيم و الغني و المنعم و القهار و البصير و الشافي إلخ .. و هو بكل شيء عليم !!! - المعراج: قال رواة السيرة و الحديث عن ان النبي عليه الصلاة والسلام أنه قد عرج به الملاك جبريل إلى السماء للقاء ربه في سدرة المنتهى، و القصة نفسها نجدها مروية في سيرة النبي زرادشت: ثم أخذ كبير الملائكة بيد زرادشت و عرج به إلى السماء حيث مَثُل في حضرة الإله أهورا مزدا و الكائنات الروحانية المدعوة ب(الأميشا سبنتا)، و هناك تلقَّى منه الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه و لجميع بني البشر (39). و صفحات (الجاثا) هي سجل آخر لهذه العقيدة أي عقيدة المعراج إلى السماء. عقيدة على صفحات الجاثا تسجلها سطور تقول أن النبي زرادشت نفسه قد تحدث بهذا الحدث قائلا": أيها الناس، إني رسول الله إليكم فإنه يكلمني وحيا" بواسطة رسول من الملائكة، به و إليه رفعني، فإليه بي أسرى كبير الملائكة و إلى حضرته قادني، و لي هناك متجليا"، تجلى الإله و عرفني الشريعة و علمني ما هو الدين الحق فقد سلمني إليكم هذا الكتاب (40) في تشابه كبير أو تطابق مع قصة (النبي) اليهودي موسى التوراتية عندما نزل من الجبل بعد لقائه و حواره مع الرب يهوة فخاطب و سلم شعب إسرائيل شرائع (حمورابي) مدعيا" أن الرب تجلى له في شجرة نورانية و عرفه الشريعة و علمه ما هو الدين الحق و سلمه إليهم هذا الكتاب و كما نرى هذا التشابه الكبير يتكرر أيضا" مع رواة السيرة النبوية الإسلامية لقصة (نبي) الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام في معراجه إلى السماء السابعة مع الملاك جبريل على البراق المجنح و لقائه لله النوراني في سدرة المنتهى حيث عرفه على الشريعة و علمه الدين الحق و كيفية و عدد الصلوات اليومية و أوحى له بسور و أيات هذا الكتاب (القرآن) الكريم الذي أنزل عليه بالحق !!! - بعض الطقوس و العبادات: فرض نبي الإسلام خمس صلوات يوميا" على أتباعه من المسلمين و هي صلاة الصبح و الظهر و العصر و المغرب و العشاء. و في الدين الزرادشتي، الذي ظهر قبل الإسلام بوقت طويل، دعا النبي زرادشت أتباعه من (المؤمنين) إلى خمس صلوات في اليوم، تقام عند الفجر و الظهيرة و العصر و المغرب و منتصف الليل (41). و في الديانة المانوية الصلاة هي فريضة تؤدى في مواقيت معلومة و بحركات جسدية معينة من القيام و الركوع و السجود و عددها أربع صلوات في اليوم: الصلاة الأولى تقام عند الزوال و الثانية صلاة العصر تليها صلاة المغرب عقب غروب الشمس و بعد المغرب تجيء صلاة العشاء و كل صلاة تؤدى في إثنتي عشر ركعة و سجدة و لكل ركعة من الركعات و سجدة من السجدات صيغة معينة و من الكتاب المانوي الكريم تلاوة أي أيضا" بطريقة خاصة و لهجة معينة و رنة خاصة (42) و كما أن للمسلمين قبلة هي المسجد الحرام، للمصلين أيضا" في الديانتين الزرادشتية و المانوية قبلة هي مصدر الضوء: الشمس أو القمر. و كما أن على المسلم الوضوء قبل الصلاة، كذلك كان مفروضا" على الزرادشتيين و على المانويين ذلك، فتسبق الصلاة عند أتباع الديانة الزردشتية عملية الوضوء التي تتضمن غسل الوجه و اليدين و القدمين (43) فرض الإسلام على المسلمين صوم ثلاثين يوما" في السنة و كذلك فرض ماني على أتباعه الصوم. فالصوم في الدين المانوي فريضة هي صيام ثلاثين يوما" من كل سنة، و سبعة أيام من كل شهر و هي تنحصر في أن يمسك الصائم إذا ما نزلت الشمس الدلو و أما الإفطار فكان عند غروبها (44) - مفاهيم يوم القيامة و الصراط المستقيم و الثواب و العقاب و كتاب الإنسان: من الأمور التي أطال القرآن في وصفها هي (الآخرويات) أي يوم القيامة و الحساب و مسألة الثواب و العقاب إلخ.. نجد أيضا" هذه الأمور واردة بإسهاب في الدين الزرادشتي، فللإنسان حياة أخرى غير حياته (الدنيا) هذه، وله روح تبقى بعد موته ثم تعود لتلتقي بجسدها الذي كانت قد فارقته. فالأرواح بتصور الزردشتية بعد مغادرتها للأجسام عقب الموت تبقى في برزخ (المينوغ) تنتظر يوم القيامة بشوق و ترقُّب لكي تلتقي من جديد بأجسادها التي تبعث يومها من التراب (45). و الإنسان في حياته يكون مخيرا" بين عمل الخير أو الشر، و في الحياة الأخرى يكون الجزاء، فكل أعمال الإنسان إنما هي محفوظة، فعلى الإنسان (حفظة) هي موكلة عليه من الملائكة تحصي عليه السيئات و تحسب له الحسنات و تسطرها في هذا (كتاب)، و في يوم القيامة سيجد الإنسان إعماله و فكره مسجلة، ما له و ما عليه، في هذا الكتاب الذي جرت بتسطيره أقلام (الحفظة) من الملائكة التي كانت تحصي أعماله و فكره في الحياة الدنيا (46). و الحساب يكون على أساس عمل الإنسان في حياته الأولى، خيره و شره. فبعد مفارقتها الجسم تَمثُل الروح أمام الإله (ميثرا) قاضي العالم الآخر (و هو رئيس فريق الأهورا الذين يشكلون مع الأميشا سبنتا الرهط السماوي المقدس) الذي يحاسبها على ما قدمت في الحياة الدنيا من أجل خير البشرية و خير العالم. و يقف عن يمين ميثرا و عن يساره مساعداه (سرواشا و راشنو) اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب، فيضعان حسناته في إحدى الكفتين و سيئاته في الأخرى. و هنا لا تشفع للمرء قرابينُه و طقوسه و عباداته الشكلانية، بل أفكاره و أقواله و أفعاله الطيبة. فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، و من رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم (47). ثم يكون بعد ذلك (الصراط المستقيم) أي الجسر الذي ستعبره الروح، و هذا الجسر مقام فوق الجحيم و يؤدي إلى الفردوس، و يكون واسعا" أمام الروح الخيرة فتجتازه مطمئنة، و ضيقا" جدا" أمام الروح الشريرة فما تلبث أن تهوي في الجحيم، نقرأ: الصراط إنما هو مد فوق هاوية الجحيم، هاوية قرارها الظلمة من فوقها تندلع اللهب، و لكن لئن كان الصراط قد مد فوق هاوية الجحيم فإنما هو أيضا" مد تؤدي نهايته إلى جنة المأوى (بردوس أو الفردوس) (48). بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، و هو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس، و لكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر و تسقط من عليه لتتلقَّفها نار جهنم (49) - المهدي المنتظر: عقيدة المهدي المنتظر هي من العقائد المعروفة عند رواة الإسلام. ورد في سنن الترمذي و غيره: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صوسلم): المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا" و عدلا" كما ملئت جورا" و ظلما"، يملك سبع سنين. و هذا مذكور أيضا" في الدين الزرادشتي ! جاء في كتاب (الملل و النحل) للشهرستاني: و مما أخبر به (زرادشت) في كتاب (زند أوستا) أنه قال: سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه (أشيزريكا) و معناه :الرجل العالم، يزين العالم بالدين و العدل، ثم يظهر في زمانه (بتياره) فيوقع الآفة في أمره و ملكه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك (أشيزريكا) على أهل العالم، فيحي العدل و يميت الجور، و يرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول، و تنقاد له الملوك، و تتيسر له الأمور، و ينصر الدين و الحق، و يحصل في زمانه الأمن و الدعة و سكون الفتن و زوال المحن (50) تأثيرات أخرى من الأديان الفارسية على الديانتين اليهودية و المسيحية: لم يقتصر تأثير الدين الفارسي على الإسلام، بل سبقته في التأثر بذلك الأديان اليهودية و المسيحية؛ تأثير الديانة الزردشتية و المانوية على الديانة اليهودية: يقول الباحث حبيب سعيد في كتابه (أديان العالم) عن فترة ما بعد السبي البابلي: لا يدهشنا أن نرى اليهودية بعد السبي تتأثر بدين زرادشت و لو أن آثار هذا الدين لم تبد ظاهرة في الديانة اليهودية إلا بعد قرنين من الزمن. في هذه الفترة من التاريخ ظهرت كتابات الرؤى في الأدب العبري تحمل بين طياتها آثارا" واضحة، لا خفاء فيها من عقائد زرادشت عن السماء و جهنم، و عن الدينونة بعد الموت و عن نهاية العالم، كما ظهرت عقيدة الكهنوت الملائكي، و ثنائية الخير و الشر تحت سلطان قوتين متضاربتين، لكل منهما زعيمها و قائدها، رئيس الملائكة ميخائيل للخير و إبليس للشر. يضاف إلى هذه العقائد فكرة ملكوت المسايا (المهدي المنتظر) الذي سيسود العالم يوما ما (53). و كمثال على ذلك مفهوم الشيطان، فلم يعرف العبريين (الشيطان) بصورته الكاملة كمنبع للشر في هذا العالم إلا بعد النفي لبابل و اختلاطهم بغيرهم من أصحاب الأديان المختلفة. و يقول الباحث عباس العقاد في كتابه (إبليس ص 103): و يتضح من مقارنات الأديان أن العقيدة تعزل قوة الشر و تحصرها في (الشخصية الشيطانية) كلما تقدمت في تنزيه الإله و استنكرت أن يصدر منه الشر الذي يصدر عن الشيطان، و لهذا لم يشعر العبريون الأوائل بما يدعوهم إلى عزل الشيطان أو إسناد الشرور إليه، لأنهم كانوا يتوقعون أن تصدر من الإله أعمالا" كأعمال الشيطان، و كان العمل الواحد عندهم ينسب تارة" إلى الشيطان و تارة" أخرى إلى الإله كما حدث في قضية إحصاء الشعب على عهد الملك (و النبي) داوود، فإنه في المرة التي ورد فيها إسم الشيطان بصيغة العلم قيل أنه هو الذي أغرى داوود بإحصاء الشعب كما جاء في الإصحاح ال21 من سفر (الأيام الأول)، و لكن الرواة التوراتيين يروون هذه القصة بعينها في سفر (صموئيل الثاني) فيقولون: {حمي غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داوود قائلا" إمضي و أحصي إسرائيل و يهوذا} (54). و في كتاب (الله ص 78) للعقاد نقرأ: و لم يكن اليهود يتكلمون عن (الشياطين) قبل السبي أو قبل الإقامة فيما بين النهرين فتكلموا عن الشيطان بعد أن شبهوه ب(أهريمان) الذي كان يمثل الشر و الفساد عند المجوس (55). تأثير الديانة الزردشتية و المانوية على الديانة المسيحية: تأثرت المسيحية أيضا" بالأديان الفارسية، سواء" بطريقة مباشرة عن طريق الإقتباس المباشر، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق الأخذ من اليهودية التي هي في الأصل متأثرة بالدين الفارسي. يقول الباحث جاك دوشن جيلمان مترجم (أناشيد زرادشت) عن تأثيرات زرادشت في اليهودية و التي مهدت لدعوة المسيح: إن تطور المعتقدات في فلسطين عن الرؤيا اللاهوتية، مثل مفاهيم مملكة الله و الحساب في اليوم الآخر و يوم القيامة و الإنسان وابن الإنسان و أمير هذا العالم و أمير الظلام، و المخلص، كانت تربة قادرة على استقبال و تفسير رسالة الحياة و الكلمة و موت يسوع (56)، و كمثال على ذلك نورد مفهوم غواية الشيطان للمسيح: حيث أننا نجد في الأناجيل الثلاثة الأولى ذكر القصة القائلة بأن الشيطان أدخل المسيح في تجربة، و حاول بث الشك في نفسه: {ثم مضى به إبليس إلى جبل عالٍ جداً و أراه جميع ممالك الدنيا و مجدها، و قال له: أعطيك هذا كلَّه إن جثوت لي ساجداً. فقال يسوع: إذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد (متى 4: 8-10)، و لكننا نجد نفس قصة هذه الأسطورة أيضا" في سيرة النبي زرادشت: و عندما شب على الطوق جاء الشيطان لكي يجربه و وضع في يده سلطان الأرض كلِّها مقابل تخلِّيه عن مهمته القادمة، و لكن زرادشت نهره و أبعده عنه (57). نقرأ أيضا" في كتاب (ميلاد الشيطان، زرادشت نبي التوحيد، نبي الثنوية) للباحث فراس السواح: هذه المواجهة بين المخلِّص و الشيطان نجدها أيضاً في الأدبيات الدينية البوذية و المسيحية. فعندما كان البوذا جالساً جلسة التأمل الأخيرة التي قادته إلى المعرفة المطلقة أرسل رئيس العفاريت الشريرة (مارا) زبانيته الذين أحاطوا بالشجرة التي كان يجلس تحتها المعلم، فحاولوا إخافته و بث الرعب في قلبه بكل الوسائل، لكنه بقي هادئاً مستغرقاً في تأمله الباطني. ثم هبط مارا بنفسه و رماه بكل أسلحته، و لكنها تحولت إلى براعم زهور معلقة حول رأسه في الهواء. و ما أن حلَّ الصباح حتى استنارت جنبات البوذا بالعرفان و اخترق بعقله و روحه جوهر الحقيقة. و في إنجيل (متى) نقرأ: أن إبليس أخذ يسوع إلى البرية، بعد أن هبط عليه الروح القدس، ليجرِّبه لمدة أربعين يوماً، ثم مضى به إبليس إلى جبل عالٍ جداً و أراه جميع ممالك الدنيا و مجدها، و قال له: أعطيك هذا كلَّه إن جثوت لي ساجداً. فقال يسوع: إذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد (متى 4: 7-10) المصادر: (1) ميلاد الشيطان - زرادشت نبي التوحيد نبي الثنوية - فراس السواح http://www.maaber.org/nineth.../spiritual_traditions_2.htm راجعوا أيضا" كتاب دين الإنسان - فراس السواح (2) كتاب (الله) - عباس العقاد ص81 دار الهلال 1954 (3) الأدب الفارسي القديم - باول هورن، ترجمة د.حسين مجيب المصري ص102 مكتبة الأنجلو 1982 و الإقتباس من حاشية للمترجم (4) قصة الحضارة - ويل ديورانت ج2 ص425 الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001 (5) ميتهرا - في النص الأصلي (6) الدين في الهند و الصين و إيران - أبكار السقاف ص 248 و ص 249 طبعة (العصور الجديدة) 2000 (9) ترانيم زرادشت - ترجمة للجاثات، إعداد و ترجمة جاك دوشن جيلمان و ترجمها إلى العربية د.فيليب عطية - جاثا 51 ص145 الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993 (10) فجر الإسلام - أحمد أمين ص162 الهيئة المصرية العامة للكتاب 1996 (11) الهرطقة في الغرب - د. رمسيس عوض ص53 دار سينا للنشر 1997 (12) الدين في الهند و الصين و إيران ص314 (13) الملل و النحل - الشهرستاني ج1 ص244 طبعة مصطفى البابي الحلبي 1976 (14) فجر الإسلام ص171 (15) أديان العالم - حبيب سعيد ص157 دار التأليف و النشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة (16) الأدب الفارسي القديم ص95 و الإقتباس من حاشية للمترجم (17) الهرطقة في الغرب ص 52 و ص 54 (18) إيران في عهد الساسانيين - أرثر كريستنسن ترجمة د. يحي الخشاب ص187،188،192،195 الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998 (19) فجر الإسلام ص30 (20) السابق ص31 (21) السابق ص32 (22) السابق ص32 (24) فجر الإسلام ص 107 (25) من تاريخ الإلحاد في الإسلام - د.عبد الرحمن بدوي ص24 مكتبة النهضة المصرية 1945 (26) الدين في الهند و الصين و إيران ص 323 (27) فجر الإسلام ص 167،168،169 (28) من تاريخ الإلحاد في الإسلام ص28،29 (29) الدين في شبه الجزيرة العربية - أبكار السقاف ص 64،69 طبعة العصور الجديدة 2000 (30) السابق ص 69،70 (32) شخصيات قلقة في الإسلام - د.عبد الرحمن بدوي ص32،33 مكتبة النهضة المصرية 1946 (33) الدين في الهند و الصين و إيران ص318 (34) فجر الإسلام ص155 (35) الدين في الهند و الصين و إيران ص293 (36) السابق ص291 (37) هكذا وردت في النص و يبدو أن المقصود (القدوس) (38) كتاب (الله) ص82 (39) ميلاد الشيطان (40) الدين في الهند و الصين و إيران ص292 (41) ميلاد الشيطان (42) الدين في الهند و الصين و إيران ص315 (43) ميلاد الشيطان (44) الدين في الهند و الصين و إيران ص314،315 (45) ميلاد الشيطان (46) الدين في الهند و الصين و إيران ص285 (47) ميلاد الشيطان (48) الدين في الهند و الصين و إيران ص287،288 (49) ميلاد الشيطان (50) الملل و النحل - الشهرستاني ج1 ص239 (51) الهرطقة في الغرب ص54 (52) السابق ص55 (53) أديان العالم ص160،161 (54) إبليس - عباس العقاد ص 103 سلسلة كتاب الهلال 1958 (55) كتاب (الله) ص 78 (56) ترانيم زرادشت" ص8 (57) ميلاد الشيطان (58) فقه السنة - السيد سابق ج2 ص 93 مكتبة المسلم 1983 (59) قصة الحضارة ص 437
×
×
  • Create New...