Jump to content
منتدى البحرين اليوم

قصة رعـــــــــب >_<


Recommended Posts

الفصل الاول

 

لم تكن (هانا)متيقنة،ماالذي أيقظها من نومها. هل هي أصوات الطقطقة الخافتة...أم هو اللهيب الصفر المشتعل؟!

إعتدلت،جالسة في فراشها وهي تحدق في فزع الى النيران ،التي تحاصرها.

كان باب دولاب ملابسها قد إحترق تماما..وداخله يموج باللهب ..واوراق احائط تتجعد ثم تتساقط، والنيران تمتد منرف إلى آخر حتى المرآة احترقت تماما وهي تعكس أمام(هانا)هذا الظلام الحالك..خلف حائط اللهب المتراقص!

ثم إمتلأت الحجرة بالنيران..وبدأت (هانا)تختنق بحلقات الدخان الكثيف.لم تكن حتى الآن قد صرخت طلبا للنجدة.لكنها صرخت على كل حال،وهيتغالب الموت،إختناقا!

ماأجمل ان تكتشف،أن كل هذا ،لم يكن سوى حلم.وجلست (هانا)في فراشها..قلبها يدق،ويدق..وحلقها جاف كالحطب..لانيران تقرقع.ولالهيب أصفر يتصاعد..ولادخان خانق..كله حلم..حلم مخيف..حقيقة..لكنه حلم!

حدثت(هانا)نفسها: (واو..كان حلما مخيفا بكل تأكيد!).

ثم غاصت في فراشها.وأراحت رأسها على الوسادة..وانتظرت حتى تنتظم دقات قلبها في صدرها.ثم رفعت عينيها الزرقاوين إلى سقف حجرتها..وأخذت تحدق في لونه الأبيض الهادئ!

دفعت الملاءة بقدميها..ونظرت إلى ساعة المكتب..إنها الثامنة والربع!

وأدهشها ذلك: (إنني أشعر وكأنني أنام منذالأزل!!ترى في أي يوم نحن؟ من الصعب أن أتابع الأيام هذا الصيف..يبدو وكأنها جميعا قدتداخلت في بعضها !)

كانت (هانا)تقضي هذا الصيف وحيدة..معظم أصدقائهارحلوامع عائلاتهم لقضاءالإجازةبعيدا..والبعض الآخرانتظم في المعسكرات الصيفية!

مالذي يمكن أن تفعله فتاة في الثانية عشر من عمرها_لتقطع الوقت في مدينة صغيرة مثل (جرين وود فولز)؟قرأت الكثير من الكتب،وشاهدت برامج التلفزيون لفترات طويلة.. ودارت بدراجتها حول المدينة مرات ومرات..تبحث عن شخص تعرفه،كي تقضي معه الوقت!

إنه الملل..

لكن اليوم كان مختلفا.!

أنزلقت من سريرها،وعلىوجهها ابتسامة..اختارت (هانا)ملابس زاهية..بنطلوناأخضر.وبلوزة برتقالية بدون أكمام..

ومشطت شعرها الاشقرالقصير بالفرشاة سريعا.ثم هبطت إلى الصالة..وعبرتها إلى المطبخ.وقد تصاعدت منه رائحة طبق البيض والبسطرمة الذي تعده والدتها..

وغردت بسعادة:صباح الخير..جميعا..جميعا!

كانت سعيدة..حتىوهي ترى شقيقيهاالتوءم(بيل)و(هيرب).وكانا فيالسادسة من عمرهما!

وحشان صغيران..هكذاتصورتهما دائما..فهما أقدر الناس علىالازعاج والضجيج في جرين وود فولز..كانا يتقاذفان كرة مطاطية زرقاء عبر المائدة..وأمهما تصيح فيهما:كم مرة حذرتكما من اللعب بالكرة ،داخل المنزل؟!

قال(بيل) :مليون مرة!

وضحك(هيرب)علىشقيقه المضحك..

كانا مشاغبين على الدوام!

وقفت (هانا)خلف أمها..واحتضنتها بقوة..

صاحت الام: (هانا)توقفي..كنت سأقع فوق البيض !

وقلدها التوءم: (هانا)توقفي..(هانا)توقفي!

قفزت الكرة من طبق (هيرب)إلى الحائط،فاصطدمت به ثم ارتدت طائرة في الفضاء لتسقط فوق الموقد ،على بعد بوصات من إناء البيض..

واستدرات الام(مسز فير تشايلد).قالت لهما مهددة،وهي تلوح بالشوكة أمامهما :أذا سقطت الكرة في إناء البيض المقلي ..فسوف تأكلانها معه..وستكون طبقكما الخاص!

ضحك الطفلان ضحكات عالية..وابتسمت (هانا)فظهرت (غمازة) في خدها وهي تقول:إنهما يهرجان كثيرا اليوم!

قالت (مسز فير تشايلد):هكذاهما دائما.منذ متى كانا في حالة نرضى عنها؟!

قالت (هانا) وهي تنظر من النافذة إلى السماء الصافية :مزاجي اليوم في غاية الاعتدال.

نظرت إليها أمها في شك قائلة:وكيف ذلك؟

هزت (هانا)كتفيها:هذاماأشعربه!

لم تكن (هانا)راغبة في أنتطلع أمها على الكابوس الذي هاجمها في الحلم،وكيف أنها الآن سعيدة،لأنها مازالت علىقيد الحياة.قالت: أين أبي؟

قالتالأم وهي تقلب البيض في المقلاة :ذهب مبكرا إلى العمل ..بعض الناس لايحظون بإجازة طوال الصيف!!

وأضافت :وانت كيف ستقظين اليوم؟

فتحت (هانا) الثلاجة.تناولت علبة من عصير البرتقال،وقالت:كالعادة,,سأتجول قليلا في الخارج!

تنهدت الأم وهي تقول:إنني آسفة لهذا الصيف الممل ياعزيزتي..فكما تعرفين ..لم يكن لدينا امال الكافي لتشتركي في معسكر صيفي..ربما في العام القادم...

قاطعتها(هانا)بمرح: صدقيني..إنني أقضي صيفا ممتازا!

تحولت إلى شقيقيها وسألتهما : مارأيكما في حكايات الأشباح التي قصصتها عليكما بالأمس؟

/أجاب (هيرب) بسرعة:لم نشعر بالخوف!

أضاف (بيل):ليس فيها شي مخيف.

أصرت (هانا)علىرأيها..قالت:غيرصحيح..كنتما في غاية الرعب والفزع!

قال(هيرب):كنا نتظاهر بذلك!

رفعت علبة العصير البرتقال،وقالت: هل يرغب أحدكما في كوب من العصير؟

سألها (هيرب):هل به قطع برتقال؟

تظاهرتبأنها تقرأ المكتوب على العلبة وقالت:نعم..إنه ممتلئ بها!

أعلن (هيرب):إنني أكره البرتقال!

أدار (بيل)وجهه قائلا:وأنا أيضا!

لم تكن هذه المناقشة هي الاولى إنها تتكرر في كل صباح.قال(بيل):هل يمكن أن أشرب عصير تفاح؟

أكدهيرب:أنالاأريد عصيرا..أريد لبنا!

قالت بمرح:واحد عصير تفاح..وواحد لبن

وعلقت أمها: إن مزاجك اليوم،رائق حقا!

وناولت (هانا)شقيقها عصير التفاح ..لكنه سكبه فورا على الأرض.

بعد الإفطارقامت(هانا)بمساعدة أمها في تنظيف المطبخ.قالت(مسز فير تشايلد)وهي تنظر من النافذة:السماء اليوم خالية من السحب.سوف تصل الحرارة هذا النهار الى 19 درجة.

ضحكت (هانا)فقد اعتادت أمها أن تقدم لهم تقريرا جويا كل يوم .ثم قالت:سأقوم بجولة طويلة بالدراجة ،قبل أن تشتد الحرارة!

وقفت أمام الباب الخلفي ،وجذبت إلى رئتيها نفسا عميقا .كان الهواء الساخن يبدو رطبا ومنعشا ،بينما عيناها تتبعان فراشتين بالوان صفراء وحمراء تطيران معا فوق أزهار الحديقة..

سارت خطوات على حشائش الحديقة في اتجاه الجراج . سمعت على البعد صوت موتور ماكينة تهذيب الحشائش.. رفعت رأسها إلى السماء الصافية، فواجه وجهها أشعة الشمس الساخنة !عندئذ،تناهى إلى سمعها صوت يصرخ محذرا:هيه..أحترسي.

وشعرت بألم حاد في ظهرها ..أعقبها صرخة فرع أطلقتها وهي تسقط على الارض!

Link to comment
Share on other sites

الفصل الثاني

 

سقطت (هانا) على الارض ،وهي تعاني الالم في كوعيها وركبتيها .لكنها استدارت بسرعة لترى من الذي فعل بها هذا، فشاهدت صبيا على دراجته.قال لها بسرعة:انني آسف..لم أرك بالمرة!ثم نزل من فوق الدراجة،وألقى بها على الحشائش.

تساءلت(هانا) :أنني أرتدي ملابس زاهية..خضراء وبرتقالية ..كيف يمكن ألا يراني؟!

وقفت على قدميها ..وأخذت تفرك ركبتيها لتتخلص منالحشائش،وهي تزمجر غاضبة!

قال الصبي بهدوء:حاولت أن أتوقف!

تفحصته (هانا)بعينيها.كانشعره من اللون الاحمر الفاتح ...برتقالي اللون تقريبا،،مثل الذرة المشوية،بني العينين،ووجهه ملئ بالنمش.

سألته(هانا) :لماذا تقود دراجتك في فناء بيتنا؟

ضاقت عيناه،وقال:فناء بيتكم!!منذ متى؟!!

قالت بحدة:من قبل أن أولد!

جذب ورقة شجر من شعرها..وأشار إلى بيتها وقال:هل تقيمين في هذا المنزل؟

هزت رأسها،وهي تجيب :نعم.

ثم أستطردت:وأنت..أين تقيم؟

قال:في المنزل المجاور!

ونظر بكله تجاه منزل أحمر،مبني بطراز منازل الريف الخشبية..على الطريق العام!

نظرت إليه في دهشة قالت:ماذا؟!لايمكن أن تعيش هناك!

سألها:ولم لا؟

قالتوهي تتفحص وجهه:إنه منزل خال ..إنه مهجور منذ غادرته عائلة(دودسون)!

قال:لكنه ليس خاليا الآن..فأناأعيش فيه مع أمي!

تملكتها الحيرة..كيف حدث ذلك..كيف يكون هناك سكان في المنزل المجاور دون أن تعرف!(لقد كنت ألعب مع التوءم في الحديقة الخلفية بالامس..ولم أر أحدا!)وحملقت في الولد : (إنني متأكدة من أن هذا المنزل كان مظلما وخاليا!)

سألته:ماأسمك؟

قال: (داني ).. (داني أندرسن)أخبرته بإسمها وقالت:حسنا ..نحن جيران ..إن عمري 12 سنة..وأنت؟

أجاب:وأنا كذلك!

وانحنى يفحص دراجته،وأخرج من بين الاسلاك كتلة من الحشائش.

ثم سألها متشككا:لكني لم أرك هنا من قبل..

أجابت :وكيف لم أرك أنا أيضا في حياتي !

هز كتفيه .ولمعت عيناه..وملأت وجهه إبتسامة خجول!

قالت (هانا) وهي تحاول أن تجد حلا لهذا اللغز:يبدو أنكم حضرتكم هنا قريبا!

ركز تفكيره في الدراجة وقال:هيه! قالت:منذ متى تسكنون هنا؟ قال: منذ فترة!

فكرت (هانا)..مستحيل..لايمكن أن ينتقل إلى هنا دون أن أعرف!

ولكن ..قبل أن تواصل حدثيهامعه..أرتفع صوت مشاغب يصيح: (هانا)..(هانا)..(هيرب) لايريد أن يعطين (لعبة الولد)

كان (بيل)يقف على السلم الخارجي متكئا على الباب السلكي ..

صاحت (هانا) :أين ماما؟ سوف تعطيها لك!

قال:حسنا

وصفق الباب وراءه وذهب ليبحث عن أمه!

تحولت (هانا)لتكمل حديثها مع (داني)لكن كان قد تلاشى في الهواء!

Link to comment
Share on other sites

الفصل الثالث

 

يصل البريدعادة قبل الظهر بقليل...

أسرعت (هانا)تعبر ممر البيت إلى آخره حيث يوجد صندوق البريد..فتحته،ونظرت إلى داخله ..ليس به خطاب لها ..ولاأية خطابات أخرى !

شعرت بخيبة أمل..أسرعت عائدة إلى حجرتها،وراحت تكتب رسالة تأنيب إلى (جيني بيس)صديقتها المفضلة!

عزيزتي جيني!

أرجو أن تكوني سعيدة في المعسكر ..تقضين فيه وقتا ممتعا..ولكن أرجو ألا يكون ممتعا كثيرا..لأنك أخلفت وعدك لي ..هل تذكرين مااتفقنا عليه،وهو أنك ستكتبين ليكل يوم خطابا..لكن بالرغم من مرور كل هذه الأيام..لم يصلني منك،ولاحتى مجرد بطاقة صغيرة .إنني أشعر بملل لامثيل له ..لاأعرف ماذا أفعل؟هل تتصورين الياة هنا في (جرين وود فولز)دون أصدقاء..أو شخص قريب منك!إنه يشبه الموت تماما!

إنني أشاهد التلفزيون ..وأقرأ الكثير من الكتب . هل تتصورين أنني قد انتهيت من قراءة جميع الكتب المقررة علينا قراءتها في الأجازة ؟..لقد وعدنا أبيبأن يأخذنا جميعا إلى المعسكر في الغابات ..ولكنه يعمل حتى في الإجازات الأسبوعية..لذلك لا أعتقد أنه سيتمكن من الوفاء بوعده!

ملل!

في الليلة الماضية ،شعرت بالضيق..أخذت التوءم ،إلى الفناء الخارجي .وأشعلنا نيران معسكر وتظاهرنا بأننا نقيم في مخيم.ثم رويت لهما مجموعة كبيرة من القصص المخيفة!ومعأنهما لايعترفان بأنها قصص مخيفة ..إلا أنني أشعر أنهما تمتعا كثيرا.

أأنت تعرفين خوفي الشديد من قصص الأشباح..حتى أنني بدأت أشعر بأن هناك خيالات تتحرك بين الأشجار ..اليس هذا مضحكا..لقد نجحت في أن أخيف نفسي !

جيني ..لا تضحكي ..أنت أيضا لاتحبين حكايات الأشباح!

أما عن أخباري الجديدة. فهي ليست كثيرة .لقد انتقل إلى جوارنا ولد يعيش في منزل (دودسون)القديم،غريب بعض الشئ !لقد رأيته مرة واحدة فقط ..وقد أكتب عنه أكثر في المرات القادمة..الآن جاء دورك لتكتبي ..هيايا(جيني)لقد وعدتني بذلك..هل قابلت أولادا غرباء في المعسكر؟!!وهل شغلوك عن الكتابة لي.؟!!أتمنى..إذا لم تكتبي لي ..أن يصيبك الالم في جسمك...

المخلصة: (هانا)

وضعت (هانا) رسالتها في مظروف ..وكان مكتبها الصغير بجوار نافذة حجرة نومها فلما انحنت على المكتب ،تمكنت من رؤية المنزل المجاور لهم!

تساءلت عماإذا كانت هذه الحجرة المواجهة حجرة (داني)؟!

ودفعت برأسها من النافذة لترى الممر .. كانت الستائر مسدلة على النافذة ..فلم تتمكن من رؤية المنظر الداخلي تماما!

وقفت على قدميها .. مشطت شعرها بسرعة..ثم حملت الخطاب وأسرعت إلى الباب الخارجي !

سمعت أمها تنهر التوءم في مكان ما في المنزل،وهما يضحكان كلما صرخت فيهما.

فتحتف الباب الأمامي وقالت :انا ذاهبة إلى الخارج!

ولابد أن أحدا لم يسمعها ..كان الوقت حارا حرارة مابعد الظهيرة..

وكان والدها قد قام بتقليم الحشائش في اليوم الماضي..فشاعت رائحه الحشيش المنعشة ..

ألقت نظرة على منزل (داني).لم تر أثرا للحياة فيه..فالباب الخارجي مغلق،وحجرة المعيشة،تبدو من نافذتها الواسعة..خالية..ومظلمة تماما!

قررت (هانا)أن تسير إلى قلب المدينة ..لترسل الخطاب من مكتب البريد ..وكان عليها أن تقطع مسافة ثلاثة بنايات كبيرة..تنهدت..ماذاتفعل غير ذلك ..وفكرت وهي واجمة،أن السير إلى المدينةسيساعدعلى قضاء الوقت الثقيل!

سارت (هانا)على رصيف الشارع ..وقد تناثرت عليه أوراق الشجرونثار الحشائش المقطوعة من الحدائق..

ومرت (هانا)على السيدة(كويلتي)في بيتها المبني من الطوب الأحمر .كانت السيدة(كويلتي)منحنية على أرض الحديقة تنظفها من الحشائش الذابلة.

صاحت بها(هانا) : أهلا..كيف حالك يامسز(كويلتي )؟!!

لكنها لم ترفع رأسها ،أوتجيب عليها .وفكرت(هانا) غاضبة: (إنها ليست صماء..أنا متأكدة أنها سمعتني)!

عبرت الطريق إلى الجهة الأخرى ..وارتفع صوت موسيقى من من منزل في ركن الطريق ..يكرر قطعة من الموسيقى الكلاسيكية.وكلما أعادها كرر أخطاءه ثانية مرة ومرات ..ابتسمت (هانا)..وفكرت(من حسن الحظ أنه لايسكن بجوارنا)!

ثم قطعت باقي المسافة إلى المدينة .

كان مكتب البريد الأبيض يتصدر الميدان الصغير ..وقد رفع العلم على سارية ترتفع في الجو لاتحركه نسمة هواء ..وحول الميدان يوجد البنك،وصالون حلاقة،وبقالة صغيرة،ومحطة وقود..ثم بعض المحلات الأخرى..مثل كافتيريا هاردر،للجيلاتي..ومطعم يمتد خلف الميدان.

خرجت سيدتان من محل البقالة.ورأت (هانا)الحلاق (ايرني)يجلس داخل الصالون،يقرأفي مجلة..

ععبرت الميدان ووضعت الخطاب في صندوق البريد الموجود أمام الباب الأمامي لمكتب البريد.

واستدارت آخذة طريقها إلى البيت..لكنها توقفت عندما سمعت الصيحات الغاضبة..

كانت الصرخات صاردة من وراء مكتب البريد..كان صراخ رجل،مختلطا بصراخ بعض الأولاد،وبالمزيد من الآهات..

وراحت تجري إلى ماخلف مكتب البريد،متجهة إلى مصدر الصيحات الغاضبة..

وصلت إلى بداية الحارة الضيقة ..في اللحظة التي ارتفعت فيها صرخة ألم عالية!

Link to comment
Share on other sites

الفصل الرابع

 

اسرعت(هانا)تقطع بقية الطريق جريا ،وهي تصيح:هيه..ماذا حدث!

كانت الحارة ضيقة تمتد خلف مكتب البريد ،وهي مكان يستعمله الأولاد للاختباء أثناء لعبهم..

شاهدت السيد(تشيسنى)مدير المكتب وهو يهز بقبضته مهددا كلبا رفيعا هزيلا.بني اللون..مثلما رأت ثلاثة أولاد..عرفت منهم (داني)وكان يحاول الاختباءوراء الولدين الآخرين ،اللذين لاتعرف (هانا)أيا منهما..كان الكلب محنى الرأس وهو يطلق نباحا أليما متقطعا،وقدانحنى عليه أحد الولدين،وهوطويل ونحيف وله شعر أشقر مشعث.كان يحاول تهدئة الكلب؟

ورفع رأسه مواجها مستر(تشيسني)وصاح فيه:إياك أن تضرب كلبي بالأحجار!

تقدم الولد الثاني خطوات غاضبا.كان قصيرا..تبدو عليه الشراسة..وله شعر أسود كالأسلاكالشائكة..حدق في مستر(تشيسني)،وقد جمع قبضتيه في قوة إلى جانبيه.

ابتعد(داني)عنهما..وقد ضاقت عيناه من الخوف،وبدا وجهه شديد الشحوب!

زمجر مستر(تشيسني)غاضبا:ابعدوا عن هنا..

كان رجلانحيفا ..أحمر الوجه..أصلع تماما..وله شارب كبير مشعث تحت أنفه الطويل..

وكان يرتدي بدلة كاملة من الصوف ..أغلق أزرارها قال له الولد الأشقر ،وهو يهدئ الكلب:ليس من حقك أن تؤلم كلبي!

رد رجل البريد في قسوة:هذه أملاك الحكومة ،وتقدم نحوهم مهددا!

تراجع (داني)من شدة الخوف.بينما تشبث الآخران بمكانهما،وهما يحدقان باحتقار في وجه المدير.

فكرت(هانا)إن الولدين أضخم حجما من(داني)..لابد أنهما أكبر منه سنا!

قال الولد الأشقر:سوف أخبر والدي أنك آذيت كلبي (راستي)!

انفجر مستر(تشيسني) صارخا:وأخبره أيضا أنك مخطئ ..وأنك تتصرف بوقاحة وعدم احترام .ولا تنس أن تخبره أنني سأبلغ الشرطة ضدكم أنتم الخنافس الثلاثة .لو أمسكت بكم هنا مرة أخرى !

صرخ الآخر غاضبا :نحن لسنا خنافس!

ثم استدار الثلاثة .وغادروا الحارة جريا ..والكلب يجري في خط متعرج بين أرجلهم ، بينما ذيله المقطوع يهتز بشدة...

تجاوز مستر (تشيسني)(هانا)كالعاصفة ...وهو يطلق على الولدين لعناته مغمغما ،كأنما يتحدث إلى نفسه . وبينما هو مندفع غاضبا كالسهم ،أتجاه الباب الأمامي لمكتب البريد ، دفع (هانا)في طريقه دون قصد .

حدثت (هانا)نفسها:ياله من أحمق ..ماذا يريد ؟وماهي مشكلته..إن الاولاد جميعا في (جرين وود فولز) يكرهونه ،لسبب وحيد ، هو أنه يكرههم .. فهو دائما يصيح فيهم ليتوقفوا عن اللعب في الميدان ، ولكي يتوقفوا عن عزف الموسيقى ،أو التحدث بصوت مرتفع .

وفكرت(هانا) :غريبة.أنه يتصرف وكأن المدينة كلها ملكا له !

وتذكرت عيد (الهالوين) الماضي . وهو عيد المرح والضحك..اذ اتفقت مجموعة-هي منهم-على رش نوافذ مستر (تشيسني) بالبوية .ولكن -لخيبة أملهم -كان مستعدا لهم ..فقد وقف في النافذة الامامية الرئيسية ،وفي يده بندقية ضخمة .وهكذا فروا خائفين دون أن يقتربوا منه ..

استدارت (هانا)في طريقها إلى العودة ،وهي تفكر في (داني) وكيف أنه كان شديد الخوف..

أما صديقاه..فقد ظهرت عليهما القوة ..بل والعنف..عبرت الميدان ..وتجولت بنظراتها بحثا عن أي مظهر من مظاهر الحياة.. كان(ايرني)مايزال جالسا في محله ذي الضوء المتوهج..غاطسا في مقعده،وقد دفن وجهه في المجلة.وعبرتسيارة الطريق إلى محطة الوقود..بينما رأت سيدة لا تعرفها تسرع الخطى في طريقها إلى البنك قبل أن يغلق أبوابه!

لكنها لم تر أثرا (لداني)أو أحدا من صديقيه!

تنهدت وقالت لنفسها :من الافضل أن اعود إلى البيت ،وأشاهد مسلسل (المستشفى العام)..

عبرت الطريق ،واتجهت إلى البيت!

كانت الاشجار الضخمة.بفروعها المتشابكة،وأوراقها العريضة المتعانقة،وكأنها كتلة كثيفة حجبت ضوء الشمس!كان الجو باردا تحت ظلالها..وكانت في منتصف الطريق تقريبا،عندما تسلل الخيال من وراء شجرة ضخمة.

في البداية تصورت أنه ظل جذع شجرةمن الاشجار..لكن عندما استطاعت أن تركز نظراتها جيدا..اكتشفت أنه خيال شخص واضح .حدقت فيه بقوة ..وبذلت مجهودا،لكي تتأكد مماتراه!كان واقفا بجوار ظلال زرقاء داكنة ..يرتدي ملابس سوداء..قامته طويلة ونحيفة..أماوجهه فقد كان مختفيا تماما في الظلام! وشعرت برعدة تجتاح جسمها كله..

وببطء رفع يده..وأشار إليها لتقترب. تراجعت خطوة،وقلبها يكاد أن يقفز من صدرها!

(هل يوجد شخص حقيقي هنا؟

لم تكن متأكدة..حتى سمعت الهمس (هانا)..خيال نحيف أسود،يشير إليها بذراعين ،كأنهما فرعان من العظام ..هامسا لها،همسات جافة غير آدمية!

استدارت خلفها ،وحاولت أن تجري ..لكن ساقيها،أصبحتا ضعيفتين.وعجزت قدماها عن الحركة.لكنها استنفرت طاقتها ،وأرغمت نفسها على الجري بكل سرعة

Link to comment
Share on other sites

الفصل الخامس

 

 

اجتازت (هانا)الطريق وهي تلهث..

هل هو يتبعها؟

منبين الظلال المتحركة ،ناداها صوت هامس في جفاف الموت: (هانا)..(هانا).

فكرت:إنه يعرف اسمي!

قاومت لتتنفس ..وأجبرت قدميها على مواصلة الحركة ..ثم توقفت..واستدارت خلفها.صاحت وقدتقطعت أنفاسها:من أنت؟!ماذا تريد؟!لكنه تلاشى..وخطر لها أن ذلك كله مجرد خداع نظر..وإن كانت عيناها مازالتا تنظران بقلق إلى مابين الاشجار.

(لا ..مستحيل..إن خداع النظر لا ينادي باسمك!)

لكنها أكدت لنفسها:لاشئ هنا يا(هانا).لاشئ.

واستعادت أنفاسها!(إنك تخترعين الكثير من قصص الأشباح ..حتى أصبحت تخيفك أنت!

وشعرت ببعض الهدوء..فأسرعت تقطع باقي الطريق إلى بيتها !!

فيما بعد..وعلى مائدة الطعام..قررت (هانا)ألا تذكرشيئا لوالديها عن الظل الغامض..

بدلا من ذلك..أخبرتهما عن الأسرة التي تسكن في المسكن المجاور .عندئذصاح والدها في دهشة:إيه..؟أسرة تسكن في منزل (دودسون)؟

قالت:نعم..لديهم ولد في مثل عمري ..اسمه (داني)له شعر برتقالي ونمش في وجهه!

قالت مسز(فير تشايلد)وهي تمنع التوءم من دفع كل منهما للآخر:شئ جميل!

سألت والدها:كيف انتقلوا إلى هنا دون أن نشعر بهم..

قبل أن يجيب والدها..انقلب مقعد شقيقها (هيرب)إلى الخلف،فسقط برأسه على الأرض ،وارتفع صراخه!

اندفع إليه الأبوان..وبدأفي مساعدته ..وصرخ(بيل)بحرارة:انا لم أدفعه..صدقوني..لم أدفعه.

غضبت (هانا)إذ لم يهتم أحد بأخبارها الهامة..أسرعت تضع طبقها في المطبخ ،وصعدت إلى حجرتها..اتجهت إلى مكتبها الصغير ..أزاحت الستائر عن النافذة،وأطلت برأسها..نظرت إلى الستائر المسدلة على شباك المنزل المجاور..وتساءلت: (داني)..هل أنت هناك؟..وماذا تفعل الآن؟!

* * *

بحثت عن (داني)..دون جدوى..

أخيرا ..وبعد أيام..رأته في فناء منزله الخلفي..

كان يلعب بكرة من كور التنس..يقذفها بقوة إلى الحائط ..ثم ترتدإليه فيتلقفها ،وفي كل مرة تصطدم بالحائط الخشبي الأحمر تصدر صوتا ..طاخ!

أسرعت تجري فوق الحشائش..وهي تردد:هاي!

استدار(داني)..نظر أليها ..قال:هاي!

ثم عاد يلعب بالكرة!

كان يرتدي قميصا رياضيا أزرق،فوق بنطلون ذي لون أسود،مخطط بخطوط صفراء.

اقتربت منه (هانا)ووقفت بجانبه!قالت محرجة:لم أرك منذ أيام!أجاب باختصار:إيه..آه!

انفجرت قائلة:رأيتك في الحارة خلف مكتب البريد! قال:هاه!!

وراح يدير الكرة في يده دون أن يقذفها !قالت:رأيتك منذ أيام. مع صديقيك..إن مستر(تشيسني)رجل أحمق..أليس كذلك!

تظاهر (داني)بالابتساموقال:عندما يصرخ..يصبح وجههشديد الاحمرار..تماما مثل قطعة طماطم!

(هانا) :إنه يتصور نفسه شخصية هامة.. وهو يزهو بأنه موظف كبير! (داني):هيه!

(هانا) : ماذا تفعل هذا الصيف..تتجول فقط مثلي؟

قال:تقريبا..طاخ..

وأخطأالكرة..فجرى خلفها ليلحق بها في الجراج!

فلما أخذ وجهته عائدا..حملق في وجهها ..وكأنه يراها لأول مرة..رغم الملابس الصيفية الزاهية. التي ترتديها!

قال:لقد رأيت معي صديقي(ألان)و(فريد)..إنني أتجول معهما عادة..وهما زميلان لي في المدرسة!!

سألت نفسها:كيف يكون له أصدقاء من المدرسة..وهو لم ينتقل إلا حديثا؟!!

أفسحت له الطريق ليتمكن من الإمساك بالكرة وهي تسأله:ماهي المدرسة التي تذهب إليها!

قال:مدرسة(مابل أفينيو)المتوسطة!طاخ!

صاحت(هانا) :إنها نفس مدرستي !

وتعجبت ..إنها لم تره فيها من قبل ؟!

وضع يده على عينيه ليتجنب أشعة شمس مابعد الظهيرة وسألها:هل تعرفين (ألان ميلر)!

هزت رأسها :لا!

(داني) : (فريد دارك)؟!!

(هانا) :لا..في أيسنة دراسية أنت؟

(داني) :السنة الثامنة هذا العام..

واستدار ليلعب بالكرة ..طاخ!

(هانا) :وأنا كذلك ..هل تعرف (جاني بيس)؟

داني:لا..

هانا:و(جوش جودمان)؟

داني:لا

هانا،وكأنها تفكر بصوت عال:غريبة!!

سألت(هانا) :كيف نكون في نفس السنة الدراسية ،ولانعرف زملاءنا؟

استدار إليهاوهو يحك شعره الاحمر بيد واحدة: لست أدري!

كررت (هانا):شئ غريب!

سار (داني)إلى داخل الظلالازرق للمنزل حملقت (هانا) فيه بقوة..بينما بدا (داني)وكأنه سوف يتلاشى في الظل!

فكرت: (مستحيل!كيف نكون في نفس الفصل الدراسي ولايرى كل منا الأخر ..هل هو كاذب؟هل يخترع كل القصة!)

لقد اختفى تمام في الظل ..انتظرت حتى تتأكد!سألت نفسها:أين هو؟إنه مايزال مختفيا..هل هو شبح؟!شبح؟!

وقفزت الكلمة إلى عقلها.. عندما ظهر (داني)مرة أخرى..كان يحمل سلما معدنيا واتجه إلى الجدار!!

اقتربت (هانا)وسألته:ماذا تفعل؟

قال وهو يصعد السلم :أحضر كرتي..

وارتفع صوت حذائه الرياضي فوق المدرجات المعدنية!

اقتربت أكثر ..وقد شعرت فجأة بالبرد:لاتصعد إلى هناك!

صعد تقريبا إلى منتصف السلم..حتى كاد رأسه أن يصل إلى مستوى المزراب..نظر إليها من أعلا..

قال وهو يواصل الصعود:إنني متسلق بارع..أتسلق كل شئ..إن أمي تقول لي دائما إن مكانك هو السيرك..أو ماشابه ذلك!

وقبل أن تتمكن من الرد عليه ،كان قد وصل إلى السقف المنزلق..وقف فوقه وقد فتح قدميه..ورفع يديه عاليا في الفضاء ،وقال:هل رأيت؟!

لم تستطيع (هانا)أ ن تغالب شعورها بالتوقع ،لشئ مخيف ،يمكن أن يحدث،وهي تصرخ متوسلة: (داني)..أرجوك.

تجاهل صرختها الحادة..وانحنى ليلتقط كرة التنس من المزراب!

وأمسكت أنفاسها وهو يصل إلى الكرة!

فجأة..فقد توازنه ..اتسعت عيناه من الدهشة..انزلقت قدماه على السطح ..رفع يديه كمن يحاول أن يمسك شيئا حملقت (هانا)،عاجزة عن فعل أي شئ بينما (داني)يهوي برأسه من فوق السطح!!

Link to comment
Share on other sites

الفصل السادس

 

 

 

صرخت(هانا)وأغلقت عينيها ..وفكرت:يجب أن أستدعي النجدة.ازدات ضربات قلبها.وأرغمت نفسها لتفتح عينيها وهي تنظر إلى الارض ..بحثا عن (داني)لكن..ولدهشتها الشديدة..كان يقف أمامها..وعلى وجهه ابتسامة خبيثة!!!

أطلقت صرخة دهشة:إيه::هل أنت بخير؟!!

وتذكرت وهي تنظرإليه بشدة ..إنه لم يصدر صوتا ..لقد سقط دون أي صوت!

أجاب بهدوء:نعم .إنني بخير..ألا تعرفين أن اسمي هوالمتهور..نعم إن أمي تسميني دائما(داني المتهور اندرسون)!.

قالت:كان من الممكن أن تسقط قتيلا!

أجاب بسرعة: مستحيل!

واستدار مبتعدا عنها وبدأيواصل اللعب مرة أخرى!

قالت(هانا) :لقد سقطت ورأسك إلى أسفل..كيف وصلت إلى الأرض واقفا على قدميك!

هز كتفيه وأجاب ببرود:السحر!

وجاءها صوت أمها،التي كانت تقف على السلم الخلفي : ( هانا)..(هانا)..

استدارت(هانا)،وصاحت:ماذاهناك؟

الأم: سوفأخرج لمدة ساعة..هل يمكنك ظان تحضري لتعتني (ببيل)و(هيرب)؟

تحولت ‘لى (داني)وقالت:يجب أن أذهب..

قال وهويلقي إليها ابتسامة غامضة:إلى اللقاء!

وظلت (هانا)تسمع صوت الكرة حتى عبرت الممر إلى بيتها ..ومرةأخرى ،استعادت صورة (داني)وهويسقط من السطح..ولم تنقطع تساؤلاتها:كيف فعل ذلك ؟!كيف هوى إلى الارض واقفا دون صوت؟!!

قالت أمهاوهي مشغولة بالبحث عن مفاتي السيارة في حقيبتها: لن أتغيب أكثر منساعة..ترى كيف حال الجو في الخارج.. يبدو أن السحب تتجمع ،وان السماء ستمطر.

وجدت مفاتيح السيارة.. قالت: لاتتركيهما يتقاتلان ..بقدر الإمكان .وصفقت الباب وراءها..

وظهر بيل وهيرب وجذبا هانا الى حجرتهما..وهما يصيحان:هيا نلعب السلم والثعبان..

كانت تكره هذه اللعبة السخيفة..لكنها تنهدت ووافقت!

* * *

بعد العشاء..صعد الصغيران مع أبويهما ..وهما يتصايحان ..كل منهما يريد أن يكون آخر من يستحم..كانا يكرهان الاستحمام تماما!

نظفت (هانا) المطبخ..ثم صعدت إلى حجرتها..أخذت تدور داخل الحجرة..ثم اتجهت إلى الكتب..ضغطت برأسها على زجاج النافذة البارد..وسلطت نظراتها على بيت (داني)عبر الممر الذي يفصل مابين البيتين.

أنها لم تر أحدا داخل البيت من قبل ....بل إنها لم تر (داني)وهو يدخل أو يخرج من المنزل ..ليس (داني )فقط..وإنما ،لا هو ولا غيره!

واخترق عقلها العديد من الاسئلة :كيف انتقل (داني)وعائلته إلى هنا.دون أن تلحظ ذلك؟!كيف يكون تلميذا في مدرستها ،وفي نفس السنة الدراسية،ولاتراه حتى مرة واحدة؟!وكيف لاتعرف أصدقاءه..ولا يعرف هوأحدا من صديقاتها!أليس ذلك كله شيئا غريبا؟!

(إنني لاأتصور ذلك!ولاأخترع شيئا!)

وماذا يحدث لوكان (داني)حقيقة شبحا؟!

أتجسس عليه!!

وقررت أن تتسلل إلى منزله..وتنظر من نافذة المطبخ..وأسرعت إلى الباب الخلفي ،دفعت الباب السلكي ،وأغلقته وراءها ..كان الليل مازال دافئا..

في خطوات سريعة،قطعت (هانا)فناءهم الداخلي..وارتفعت أصوات صراصير الحقول..وهاهوذا أمامها يقف منزل (داني)منخفضا..مظلما..كان السلم مازال مرتكزا على الحائط الخلفي ..عبرت الممر الفاصل بين بيتها وبيته..وتسللت على الحشائش..ثم صعدت درجات السلم الثلاث أمام الباب الخلفي ..كان باب المطبخ مغلقا..وقفت أمامه تمام وضعت رأسها على النافذة..ونظرت إلى داخل المطبخ ..وصرخت!

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...