Jump to content
منتدى البحرين اليوم

دعوة لزيارة الزايد


Recommended Posts

بقلم: علي سيار

 

 

من جديد تعود مدينة المحرق إلى الذاكرة، ولكن هذه المرة من خلال شخصية تاريخية فذة، إنه عبدالله الزايد الذي اقتحم عالم الصحافة، في مغامرة أشبه بمغامرة شخص يتسلق جبال الألب، دون أن يتعرّف على متعرجاتها ودروبها ومخاطرها، بل ودون أن تكون لديه أدنى فكرة عن الأدوات التي يتعيّن عليه أن يستخدمها في الصعود إلى قمتها. غير أن ذلك لم يكن ليثنيه عن تحقيق حلمه، فقد كانت إرادة الفعل عنده من القوة والعزيمة، بحيث لم تترك أمامه خياراً آخر، غير أن يخوض التجربة.. وليكن بعد ذلك ما يكون.

 

وهكذا انتصرت إرادة الفعل عند الزايد، وتحقق حلمه الطموح... وجاء اليوم الذي شهدت فيه أسواق البحرين ومقاهيها، أشخاصا يجوبون الشوارع، وهم يحملون على أياديهم رزماً من ورق مطبوع، ينادون عليه، هي جريدة "البحرين". لقد ترك عبدالله الزايد وراءه تجربة صحفية أشبه بالكنز، قدّر لها أن تضع المنطقة كلها، وليست البحرين وحدها، على أعتاب مرحلة جديدة وعالم جديد، لم يسبق لأحد قبله أن قام بارتياد مواقعه المجهولة. لقد كانت جريدة البحرين بكل مقاييس تلك الحقبة، أشبه بالفنار الذي كان يستهدي به السراة في ليل الخليج الطويل..! لقد اقتحم الزايد بإصداره جريدة "البحرين" في تلك الحقبة المبكرة من القرن الماضي، عالم الركود والسكون، وحرّك الزمن الساكت، وفتح أمام أبناء الخليج أبواباً كانت موصدة، منها انطلقت طاقاتهم تبدع حبراً يتمدّد على "البحرين" الجديدة، نثراً، وشعراً، وخواطر، وأحلاماً كانت حبيسة الصدور. بل لعلي أقول بأنها أصبحت خلال عمرها القصير منتدى ثقافياً، يلتقي عليه الشاعر الكويتي بزميله البحريني، والمثقف العماني أو الشارقي بنظيره السعودي، مشكّلة بذلك مرتكزاً ثقافياً حرك مكامن الإبداع في الشارع الخليجي الساكن، وأشاع فيه روح التلاحم والتواد المفقود بين أطراف الجسم الخليجي المبعثر..! *** وفي هذا اليوم الذي تحتفل فيه مدينة المحرق، بعودة عبدالله الزايد إلينا من جديد، وحين ها نحن نراه واقفاً أمامنا منتصباً بقامته داخل فناء بيته، يعلمنا معنى الريادة ومعنى العزيمة ومعنى الإصرار... وهي المعاني ذاتها، التي تداخلت مع نسيج السيدة النادرة مي محمد آل خليفة، والتي هي بعد أن طالعتنا بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة الثقافي، الذي أعاد إلى المحرق بعض وجهها الحقيقي، كحاضنة وراعية لتاريخ وتراث هذه المدينة الصامدة في وجه الزمن، ها هي ذي تنفض الغبار ثانية، عن موقع آخر من المواقع الريادية للحركة الثقافية، هو بيت عبدالله الزايد، أبوالصحافة ورائدها، وكأني بها تريد للمحرق أن لا تفقد بريقها، وأن تستعيد دورها الثقافي وريادتها التاريخية، فكراً وأدباً وتحضراً.

 

 

نقلاً عن اخبار الخليج

 

اتمنى من الكل ما يفوت هذه الزيارة لبيت عبدالله الزايد رائد الصحافة . :)

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...