Jump to content
منتدى البحرين اليوم

.. (( مذكرات إنسان )) ..


Recommended Posts

رواق السجن المظلم المعتم السواد يثير في النفس رعبا كبيرا .. الرطوبة العالية تخنق الأنفاس .. تقدمت بخطى متعثرة ماسكة بمعطف المفتش كطفلة صغيرة متعلقة بأثواب والدها وبين الفينة والأخرى يلتفت إليها المفتش محاولا التخفيف من روعها .. وبعد منعرجات وممرات داخل السجن وصلا إلى الزنزانة المطلوبة.

 

قال لها المفتش بهدوء: في هذه الزنزانة الانفرادية يقبع المجرم, ازدادت دقات قلبها الصغير وراحت أنفاسها تخرج قوية بلا انقطاع, قال المفتش بهدوء أنا معك لا تقلقي ولا تخشي شيء. أخرجت من حقيبة يدها مسجلها الصغير وأوراق وقلم .. وراحت ترسم في مخيلتها ملامح هذا المجرم الذي فاقت جرائمه كل التصورات. فقد راح ضحيته كثير من الأعيان ورجال الأعمال والسياسة .. تخيلته قويا بعضلات ضخمة وتقاسيم وجه قاس .. تخيلته مملوء الوجه بآثار الضرب والجراح .. تخيلته أصلعا ونصف أسنانه ساقطة.. تخيلته بعيون زائغة مثل عيون الذئاب الماكرة, رسمت له في مخيلتها صورة مجرم من المجرمين الدين الفت مشاهدتهم في أفلام الإجرام, اليوم ستحقق سبقا صحفيا عظيما بمحاورتها اخطر مجرم. . أشعل احد الحراس ضوء الرواق فتراءى لها في الزنزانة شبح شخص هزيل يجلس وراء طاولة صغيرة يطالع كتابا . تفا جئت للأمر.. وسألت نفسها مجرم ويقرأ كتاب.. تراه أي نوع من المجرمين هو ؟ نادته بصوتها العذب فلم يلتفت إليها أو حتى ألقى لها بالا وواصل تجاهله لها وكأنه يعيش عالمه الخاص كأنه يعيش خارج أسوار الزنزانة.

 

صرخ المفتش بقوة : أنت ألا تسمع .. أم أن الصمم أصابك ؟

 

 

لكنه لم يلتفت إليه إطلاقا وواصل تجاهله لمحيطه فأشتد غيض المفتش واستشاط غضبا وراح يصرخ: مجرم مجرم...

 

 

نهض ذاك الشبح من مكانه وراح يتقدم بهدوء نحوهما.. ارتبكت هي وسقط القلم من بين أناملها .. وتراجعت إلى الخلف مرعوبة وراح ذاك الشبح يتقدم نحوهما حتى وصل إمامهما ولم يعد يفصل بينهم إلا القضبان الحديدية فقد كان قريبا جدا أمسك بيده القضبان الحديدية فتأملته فإذا به عكس ما تخيلته تماما شاب فارة الطول.. اسمر اللون ذو عينان واسعتان وابتسامة عذبة حتى وان كانت تحمل كثير من الحزن.. فأحست بالانشراح والأمان ولم تصدق إن صاحب هذه الابتسامة الرقيقة يقتل ويسطو..

 

وراح المفتش يواصل استفزازه ويقول له: مجرم.. مجرم. وكررها كذا مرة.

 

ابتسم الشاب وقال بهدوء: هذا اسمك سيدي المفتش ؟؟ " تشرفنا.

 

.استشاط المفتش غضبا من هذه الكلمات وراح الشرر يتطاير من عينيه وقال له: أنت وقح

 

ضحك الشاب وقال : وهذا اسمك العائلي ..

 

فصدرت منها ضحكة راحت تداريها بيديها قبل أن يلاحظها المفتش.. وتعجبت أيما عجب أهذا الساحر الرائع أهذا البارع الهادئ محترف إجرام . ولم تصدق ما ترى. أما المفتش فأطبق الصمت ولم ينطق ببنت شفه..

 

قال الشاب: ماذا تريد مني أيها المفتش اعتقد أن دورك انتهى.. والتحقيق أغلق ونهايتي قاب قوسين أو أدنى.

 

.

رد عليه المفتش : هناك صحفية تريد أن تجري معك حوار أن تكتب لك مذكرات .

 

 

رد عليه بتهكم: وهل اعجز أنا على كتابة مذكراتي ..؟ وراح يتفرس فيها ونظر إليها من قمة رأسها إلى اخمص قدميها وقال بهدوء : أسف انسني لن اصنع لك مجدا ولن أتركك ترتقي سلم المجد على ظهري ..

 

أدركت بحسها الصحفي إنها أمام إنسان غير عادي ولو ضاعت فرصتها معه اليوم فلن تواتيها فرصة أخرى.. وقالت له: لا أنا فقط أريد أن اكتب الحقيقة كل الحقيقة... أريد أن يعرف الناس تاريخ إجرامك وحياتك حقيقتك كمجرم سأجعلك أشهر من نار على علم وسأعنون المذكرات بمذكرات مجرم..

 

نظر إليها باستخفاف وقال لها بصوت حزين: كيف تقولين عني مجرم والقضاء لم يحسم أمره بعد؟ كيف تحكمين علي والقضاء لم يحكم علي أولي بعد؟ .. أنت يا آنسة لا تصلحين كصحفية وبنظرتك هذه إلى الأشياء وسطحيتك لن تصلي إلى شيء في حياتك كلها وتفشلين في الحياة حتما, الصحفي الجيد يا آنسة هو الذي لا يضع إحكاما مسبقة للأشياء مهما كانت هذه الأشياء عظيمة أو تافهة .. تبعثرت الكلمات من حلقها ولم تدري ما تقول واكتشفت أنها أمام شخص اكبر منها فكرا وفهما للحياة بل حتى انه يفهم أحسن منها طبيعة عملها فزاد إصرارها على فك الاعتراف منه مهما كلفها الأمر من ثمن..

 

قالت له : اعترف لك بأني أخذت عنك حكما مسبقا فمن خلال كلامك اكتشفت فيك انك إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ..

 

رد عليها بهدوء: اعرف نفسي ولست احتاج إلى من يعرفني بشخصي وأطفق إلى طاولته راجعا.. أما المفتش فراح يدخن بنهم وقد ازدادت عصبيته وراح يتمتم بكلام مبهم وراحت تناديه وترجته أن يرجع.رجع إليها تحت إلحاحها المتزايد ونظر إلى عينيها الحالمتين وإصرارها وقال بهدوء: لما تريدين كتابة مذكراتي ما جدوى ذلك ؟ أردفت قائلة : سأصدقك القول , في الأول كنت أريد الشهرة كنت أريد أن اكتب عنك لا يهمني من الأمر كله إلا السبق الوصول إلى اعترافك قبل العدالة قبل أي إنسان .. قبل أن أراك كنت أتخيلك بصورة وحش كاسر.. حتى إني خفت أن ادخل وحدي وأكلمك حتى وأنت وراء القضبان الحديدية لكن يشهد الله علي إني شعرت بالأمان وأنا أتابع كلماتك وارى شخصية أخرى غير التي تخيلتها بل شخصية مميزة حتى في عالمي الذي أعيشه لم أرى مثلها بل إني اشعر بالأمان وأنا أمامك.

 

 

نظر إليها وقال ساخرا: تصلحين أن تكوني ممثلة لكن كصحفية لا اعتقد..

 

ردت عليه قل ما شئت فلن القي إلى سخريتك بالا, بل أراها عذبة جميلة لا تصدر إلا عن شخص حكيم .. التفت المفتش إليها وقال لا داعي لوجودي أذا فأنتي ألان غير خائفة ردت عليه اذهب إلى شئنك شكرا لك سيدي المفتش.

 

وأطفق المفتش راجعا تاركا إياها تكلم الشاب من وراء القضبان وحارسان يراقبان الوضع من بعيد عم الصمت بينهما سرعان ما بددته بسؤالها : ماذا كنت تقرا عندما دخلنا إليك أول وهلة ؟... قال شعرا .. استبد بها العجب وقالت متعجبة : تقرأ شعرا قال وهو يتعجب من دهشتها اجل اقرأ شعرا للكاتب الاسباني لوركا وقد قرأت من قبل للمتنبي وللصعاليك ولأمرا ألقيس .. ولابن الرومي , ولابن زيدون و...و..و...و... وأعلم من الشعر والأدب ما لم تحيط به علما .

 

 

وقالت له وماذا قرأت أيضا .. وراح يعدد لها الكتاب وانجازاتهم ومواطن الجمال في كتابتهم ومواطن الضعف وأشياء جميلة في الأدب والفكر وغرق بها إلى أعماق التاريخ وطار بها إلى حضارة بابل ليحط بها إلى حضارة اليونان وينقلها إلى حضارة الانكا والمايا بأمريكا اللاتينية ولم يترك لها حضارة إلا ذكرها وعدد لها مناقبها وانجازاتها وعدد لها الشعراء العرب وذكر لها صفاتهم وحياتهم وقارن بينهم وبين شعراء اليونان وما أخذه العرب من فلسفة اليونان و.و....و..و..و .. وضعت يدها على فمها وهي تكاد تصرخ وقد أحست بإشفاق كبير على هذا الرائع الغريب.. وقالت له : لا لا لا ,محال أن تكون مجرما, لا, أنت بريء .. لا ,أنت الإنسان بفطرته الأولى ..

 

 

 

ابتسم وقال : قلنا لا يجب أن تكون لديك أحكاما مسبقة .. واستأنس المسكين بوجودها وحديثها العذب وراح يسرد عليها حياته ببساطة الأطفال.. أخبرها أن والده طيار متقاعد وأمه طبيبة أما هو فيحمل شهادة جامعية..

 

وتشعب الحديث بينهما وكانت كل يوم تزوره تكتشف فيه شيء جديد, أشياء غير موجودة عند كثير من الناس أشياء جميلة حالمة رائعة كل يوم تكتشف فيه شخصا كانت تبحث عنه. اكتشفت إنسان لم تكن تتصور انه موجود إلا في الأحلام..

 

قالت له يوما : أنت أكيد لم تقتل ..

 

رد عليها قائلا : بلا قتلت .

 

قالت له: لا أنت كاذب أكيد أن هناك أمرا ما خطأ

 

قاطعها قائلا : بل هي الحقيقة ..

 

مدت يدها الرقيقة إليه وقالت بنبرة عذبة ساحرة : لما فعلت هذا أنت اكبر شئنا من هذا, أنت أعظم من هذا الفعل المشين وسقطت عبراتها على خديها الحمراوين, فشعر المسكين وهو يرى دموعها تنهمر أن شيئا انكسر بداخله قالت : ربما أنت مريض سيعالجونك ويطلقون سراحك ..

 

رد عليها : فحصني الخبير النفسي وقال أني في كامل قواي العقلية وأنا أدرك ذلك جيدا فتئا لا أعاني من شيء.

 

قالت محال محال, أكيد هناك خطأ ما أنت لست قاتلا ولا مجرما.

 

قال بهدوء لكنها الحقيقة ويجب أن تعرفي لما فعلت هذا... وراح يسرد عليها اعترافاته قائلا:

 

 

عشت وسط البؤساء وأنا غني .. عشت مع المحرومين والكادحين ورأيت كيف يستغلونهم أرباب المال والجاه والسلطان كيف يستعبدون الإنسان ويسرقون منه لقمه أبناءه ويشيدون من دموع المساكين قلاعا ومن جماجمهم ضياع واسعة ويغمسون دم المساكين بخبزهم القذر.. رأيت كيف يمشي أولاد المحرومين حفاة عراة وأولاد الأسياد يستعبدونهم ولا يشعرون بآلامهم لا يشعرون حتى بلهيب جوع الأطفال وحرقة دموع الثكلى والأكثر من هذا هضموا حقوق لهم ورموهم للإحزان ودنيا الألم.رأيت كيف يبيت الفقير المعدم على الطولي ويموت فلانا من التخمة رأيت كل هذا بعيني .. رأيت كيف ينتحر أب لأنه لم يوفر خبزا لوليده وكيف يموت الوليد جوعا وتصبح الأم لقمة سائغة في فم الأسياد.. أليست هذه جريمة في حق البشر جميعا في حق الإنسان نفسه... أرادت أن تتكلم فقاطعها وراح يسترسل في حديثه.. وكان صوته جميل ببحة الحزن التي فيه سحر رقيق شفاف عذب كماء زلال.. قال حاولت أن أصلح أن اثني الجبارين عن جبروتهم أن احتكم إلى القانون فسخر مني الأسياد وزادوا سطوة على الضعفاء وبطشا بالأبرياء من اجل ماذا ؟ من اجل المال ؟ من اجل دنيا زائلة من اجل السراب من اجل اللاشيء يعذب الإنسان أخوه الإنسان.. فكرت وفكرت ورأيت أن هناك ناس لا بد أن يموتوا كي يحيا الآخرين بسلام لا بد أن يموت واحدا قاس القلب ترفضه الحياة من اجل أن يعيش الآلاف من البؤساء يحلمون بالربيع يحلمون بلقمة خبز نظيفة وخرقة تستر لهم أجسادا عارية وهكذا بدأت حياة السطو والنهب على الأثرياء والأسياد وقتلت منهم الكثير .. صدقيني كل المال الذي سطوت عليه لم استأثر به لنفسي بل وزعته على الفقراء والبؤساء والذين لا يجدون كبسولة دواء يعالجون بها أنفسهم وكم أدخلت البهجة في نفوس المساكين من الأطفال والرجال الضعفاء كانت بسمة على ثغر طفل فقير خير لي من الحياة كلها بل حياتي نفسها رخيصة أمام دعاء عجوز وبسمة رضيع يتيم هذه هي الحكاية من أولها إلى أخرها وتصرفي فيها كما شئت ..

 

ضربت نكلتا يديها القضبان الحديدية وقالت له باكية: ليس هكذا تحل المشاكل هناك قانون هناك أعراف هناك أشياء كثيرة كنت تستطيع فعلها..

 

رد عليها بأسف: القانون يا آنستي يصنعه الأقوياء ليحطموا به كرامة الضعفاء ويسلبون به لقمة المحتاج.. القانون هذا يا آنستي لا يحمي حتى نفسه فكيف يحمي من لم يجد لقمة خبز يسد بها الرمق أو خرقة يستر بها الجسد . . أنت صحفية انظري إلى الدنيا من حولك انظري إلى الشباب التائه انظري إلى المنتحرين انظري إلى البؤساء في الشوارع.. وانظري إلى قصور الأسياد ومآكل الأسياد ومراقدهم ومراقصهم انظري فلا اعتقد انك لا تعرفي مثل هذه الأمور. حتى انتم في الصحافة لا تهتمون إلا بفلان وفلان ويموت البائس جوعا ولا يسمع به احد وتموت كلاب الأسياد فتنزلوا خبرها في الجرائد.. أنا يا آنسة غير نادم على ما فعلت بل أراه ربما الواجب الذي يفعله كل شريف آبي وصدقيني ضميري مرتاح.

 

انهارت باكية وقالت ليتني عرفتك من قبل

 

 

 

.. في اليوم التالي حكمت المحكمة بإعدامه .. جاءت إليه شاحبة ضعيفة ودموعها تنهمر سيلا دافئا على خديها .. تقدمت إلى القضبان ورمت أناملها المرتعشة إلى يده إما هو فرفع يده بهدوء وسكينه ومسح عنها الدموع المنهمرة وكانت دموعها تلك كقطرات ندى عذبة على ورود حمراء.. قالت له : بحثت عنك طيلة حياتي ولما وجدتك أخذوك مني هكذا أخذوك عنوه من قلبي أخذوك هكذا من الحياة كحلم هارب وراحت تبكي بلا توقف ولم يصبر المسكين وانهمرت دموعه ثخينة دافئة .. وانكسر قلبها وهي ترى دموعه تنهمر من مآقيه صافية طاهرة وراحت تقبل يديه بلهفه وقالت : لا تمت فأني احبك وراحت تنتحب نحيب الثكلى أما هو المسكين لا يعرف أيواسي نفسه أم يواسي هذه البائسة التي أشركها آلامه وإحزانه في أخر أيامه وراح يترجاها أن تكفكف مدامعها وامتزجت الدموع بالدموع ولم تعد تسمع سوى شهقات البكاء وحشرجة الأنفاس ودقات القلوب التي راحت تردها أصوات الزنزانة صدا .. صمتت لحظة وقالت له: أنت خائف أطبق الصمت ولم يقل شيء.. قالت له قل شيئا الوقت يأخذك مني الوقت آه لهذا الوقت ليته يتوقف ويتركك لي.. تكلم قل أنت خائف..

 

 

رد عليها: قال انه الموت.. كيف لا أخاف الموت .. أنا إنسان يا اغلي من روحي وهذه حياتي ستزول بعد لحظات كيف لا أخاف لكن اكتبي أني مت وضميري مرتاح.. وشهقت شهقت وخرت مغمى عليها.. حملوها خارجا أما هو فرفع بصره إلى السماء كأنه يترجى السماء أن لا تنزل عليه القضاء .. في اليوم الأخير أتته شاحبة ضعيفة كوردة استبد بها خريف قاس. أمسكت بيديه وبقيت صامته لا تلوي على شيء وقد تعلقت عيناها الواسعتان يعيناه اللتان أضناهما الكرى والألم وبقيا كذلك طويلا قال بهدوء هل أتممت مذكرات مجرم. أطبقت الصمت .. ولم ترد, قال متى : تنشريها .؟

 

 

وانهمرت الدموع من عيونها سيلا قالت بعد..... ولم تستطع أن تتمم كلامها وراحت تشهق بالبكاء.. قال لها اقتربي.. اقتربت منه مد أنامله المرتعشة ومسح عنها دموعها وقال بصوت عذب: لا دموع بعد اليوم.. لكن دموعها أبت أن تتوقف وبكى هو وبكى الحارسان واغرورقت عيون المفتش دمعا.. قالت بصوت متهدج ضعيف :

 

 

من لي بعدك .. ابعد أن وجدتك تذهب بلا رجعه .. وطرحت عليه عديد الأسئلة وهو صامت لا يجيب ولا يرد عليها فقط راح يمرر أنامله على شعرها الملتوي الكستنائي ومرة على مرة يمسح دموعها بأطراف أنامله .. أمسكت يده بين يديها ورفعتها إلى ثغرها يبطئ وطبعت عليها قبلة دافئة وبللتها بفيض دموعها العذب ..

قبل أن ينبلج الفجر أعدموه وعلقوه في ساحة المدينة ليراه الناس أعدموه وبسمة مقبورة على ثغره تتطلع إلى السماء إلى نور الشمس التي لم تشرق, قبل أن يعدموه قال لهم أمهلوني أرى الشمس فلم يمهلوه.. وخرجت مذكراته في الجريدة تحت عنوان مذكرات إنسان .. بكى كل من قرأها ودعوا له بالرحمة وسمى المساكين مواليدهم باسمه تيمنا به أما المفتش فاستقال في اليوم الذي أعدموه وانسحب وحيدا يأكل الندم قلبه.. أما تلك البائسة فما زالت تزور قبره في كل عيد تبكي على تربته ما شاء الله لها أن تبك سنين عدة إلى أن وجدوها يوما جثة هامدة ممدة على قبره فاحتاروا في آمرها ودفنوها معه في قبره .. وأصبحت مذكرات إنسان التي كتبتها كتاب كشف الكثير

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...