Jump to content
منتدى البحرين اليوم

الوفاء بالعهد


Recommended Posts

وقع في زمان رسول الله(صلى الله عليه وآله).

 

ويا تُرى هل يعقل أن يدّعي رسول الله(صلى الله عليه وآله) كذباً انشقاق القمر ثمّ لا ينفضح كذبه؟

 

وقد يعترض على قصّة شقّ القمر بأنّها لو كانت واقعية لانعكست في كلّ تواريخ العالم; فإنّ انشقاق القمر ليس بأمر هيّن ولا يجلب انتباه الكثيرين.

 

وقد أجاب عن ذلك الشيخ آية الله مكارم في پيام قرآن(1): بأنّ شقّ القمر لا يراه من كان في النصف الثاني من العالم; لخلو الاُفق منه لدى وجوده في النصف الآخر هذا من ناحية، ومن ناحية اُخرى كان وقته بعد نصف الليل في حين أنّ أكثر الذين يمكنهم مشاهدته في النصف الآخر كانوا نياماً، ومن ناحية ثالثة يمكن افتراض كون قسم من العالم قد استتر القمر فيه بالسحاب، ومن ناحية رابعة إنّ شقّ القمر ليس كالصاعقة ولا كالخسوف والكسوف الكليّين ممّا يجلب الأنظار بصوته أو بسبب مفاجأته العالم بالظلام، ومن ناحية خامسة لم تكن وسائل تدوين التاريخ وكتبه منتشرة في ذلك الزمان، إذن لم يكن عدم ذكر حادث ما في غير التاريخ الإسلامي دليلاً على عدمه، أو موجباً لإثارة التعجّب منه.

 

 

* * *

 

 

____________

 

1- پيام قرآن 8: 321 ـ 322.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

الصفحة 223

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

إخبار أنبياء سابقين عن نبوّة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

 

مضى أنّ من وسائل إثبات النبوّة هو إخبار نبيٍّ سابق عن نبوّة النبي المأخّر وهذا متحقّق بشأن نبوّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)لإخبار التوراة والإنجيل عنها، وإن عُمّي عليها في التوراة والإنجيل الحاليين فلا شكّ في وجودها بوضوح في التوراة والإنجيل زمن الرسول(صلى الله عليه وآله) بدليل أنّ القرآن أخبر بذلك، في حين أنّه لو كان كاذباً لفضحه الكفّار في ذلك الزمان بأسهل ما يكون.

 

وقد أخبر القرآن عن ذلك في عدّة آيات:

 

1 ـ (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون)(1).

 

2 ـ (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون)(2).

 

3 ـ (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيل)(3).

 

 

____________

 

1- س 2 البقرة، الآية: 146.

 

2- س 6 الأنعام، الآية: 20.

 

3- س 7 الأعراف، الآية: 157.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

الصفحة 224

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

الصفحة 225

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

تجميع قرائن مختلفة على نبوّة نبيّنا(صلى الله عليه وآله وسلم)

 

إنّ القرائن المختلفة من ظروف البيئة وظروف النبيّ وأوصافه وأوصاف أتباعه وما إلى ذلك تدلّ بمجموعها دلالة أقوى من دلالة الإعجاز على صدقه، من قبيل: صدقه وأمانته طيلة حياته قبل النبوّة من ناحية، ورفعة مستوى المعارف المعطاة من قبله من ناحية اُخرى، ومستوى دناءة بيئته علماً ومعرفةً وانهماكاً في الخرافات وما إلى ذلك ممّا لا يحتمل عادة انبثاق تلك الظروف عن نظم وقوانين وأخلاقيّات وقيم من أرفع ما يمكن أن يكون من ناحية ثالثة، وعلى الرغم من كون النبيّ نفسه اُمّياً لا يقرأ ولايكتب من ناحية رابعة، وأمثال ذلك من القرائن والدلائل.

 

فها هو نبيّنا محمّد(صلى الله عليه وآله) كان اُمّياً لا يقرأ ولا يكتب كما ورد ذلك في القرآن: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَاب وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُون)(1)، والفارق كان عظيماً بين مستوى المعارف الموجودة في القرآن ومستوى ثقافة الرسول(صلى الله عليه وآله)الظاهريّة والعاديّة قبل نبوّته: (قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُون)(2).

 

 

____________

 

1- س 29 العنكبوت، الآية: 48.

 

2- س 10 يونس، الآية: 16.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

الصفحة 226

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

وكانت شبه الجزيرة العربيّة منهمكة في الضلال والخرافات والحروب والرذائل: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلال مُّبِين)(1).

 

وأيّ ضلال أشدّ من صنع الصنم بأيديهم من الخشب أو الحجر ثمّ عبادته: (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُون)(2)؟ أو من صنع إله من التمر ثمّ أكلهم إيّاه؟ أو من وأد البنات: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُون أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُون)(3)؟ أو من الحروب والعداوات والاعتداءات الدائمة ضمن قوميّة واحدة: (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَة مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا)(4)؟ أو من خرافيّة عباداتهم: (وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَة)(5)؟ أو من تفاخرهم الخرافي بالعدد حتّى بالأموات: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر)(6)، أو ما إلى ذلك؟ وبهذا اتضح انطباق دليل آخر من أدلّة النبوّة على نبوّة نبيّنا(صلى الله عليه وآله).

 

 

____________

 

1- س 3 آل عمران، الآية: 164.

 

2- س 37 الصافّات، الآية: 95.

 

3- س 16 النحل، الآية: 58 ـ 59.

 

4- س 3 آل عمران، الآية: 103.

 

5- س 8 الأنفال، الآية: 35.

 

6- س 102 التكاثر، الآية: 1 ـ 2.

 

 

 

ملاحظة :. سوف اكمل الموضوع عندما ارى اقبالا

 

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...