راااسم الجراااح Posted يناير 3, 2006 Report Share Posted يناير 3, 2006 البحث عن الذات -------------------------------------------------------------------------------- - أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك. قال العصفور: -لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟ - لا أدري..ما رأيك أنت ؟ -إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك . - وما هو جنسي ؟ - إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار . *** - أيها الحمار الطيب..أريد أن انهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك . قال الحمار : - لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟ - ماذا تعتقد ؟ - قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار . - فماذا أكون ؟ - إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حموريّةً مني ! لعلك بغل . *** - أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر، وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن . قال البغل : - كُـنْ..مَن يمنعك ؟ - تمنعني ذلَّتي وشدّة طاعتي . - إذن أنت لست بغلاً . - وماذا أكون ؟ - أعتقد أنك كلب . *** - أيها الكلب الهُمام..أريد أن اطلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك . - هل أنت كلب ؟ - لا أدري..طول عمري أسمع المسؤولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر . - لماذا لا تستطيع ؟ - لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً . - ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً . - إذَن فماذا أكون ؟ - هذا ليس شغلي..إعرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك . - بحثت كثيراً دون جدوى . - ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر . *** - أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إنفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم . إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد . قال البحر : - أأنت زَبَد ؟ - لا أدري..ماذا تعتقد ؟ - لحظةً واحدة..دعني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً . أوووه..اللعنة..أنت مواطن عربي ! - وما العمل ؟ - تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت . - إبلعني، إذن، أيها البحر العظيم . - آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك . - كيف أنتحر إذن ؟ - أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء . - ليس في بيتي كهرباء . - ألقِ بنفسك من فوق بيتك . - وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟! - مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟ - ومن يعطيني ثمن الحبل ؟ - لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك . - ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟! - إسمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً . - أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ماهي هذه الطريقة ؟ - إبقَ حَيّـاً ! Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
قبسٌ من نور Posted يناير 27, 2006 Report Share Posted يناير 27, 2006 نعم .. هذا هو حال المواطن العربي لو بقي حيًا فهو تائه و متخبط و إن أراد الموت فقد خشيه !! لو بقي حيًا بحث عن ذانه من بين كل الذوات .. و إن تأمل واقعه لوجد أن هناك من يحصي عدد أنفاسه و يلهث وراءه و يخنق كل تحركاته و تطلعاته .. و إن أراد الموت فإما أنه لا يجد ما يميته أو أنه يخشى الموت أصلاً. لا أعتقد أن هذا المواطن سيجد ذاته ما دام قد رضخ للذل و أعلن الخنوع .. و لكن يبقى الأمل .. أن ينهض عربي ليجد الذات التي يبحت عنها كل عربي. شكرًا على هذه المساهمة المميزة و بانتظار المزيد منك Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.