لــــــهـفة أيام زمان

[نــوف]

اذا اردت اثارة شجون شخص ما فما عليك الا تذكيره بالماضي. وربما كانت هذه نقطة الضعف المشتركه لدى بنى البشر في مختلف بقاع الارض رغم اختلاف اجناسهم والوانهم وعقائدهم. ورغمامتداد السنوات فان احداث الماضي تظل راسخه في الذهن بحلوها ومرها وتدفقت الاحاسيس وامتلآ القلب بالرذاذ لتهطل على شواطىء الروح امطار مباركة تعيد اخضرار الايام التى طوتها السنون والغريب ان الذكريات الاليمة نفسها تعود باللهفة وكأنما غيرت جلدها لتأخذ شكلا محببا يقربها الى النفس ويمنحها دفئا لذيذا حتى ليشعر المرء بالحنين اليها والشوق لآيامها الغابرة.

ويظل الشعراء واكثر الناس ارتباطا بالماضي واشدهم حنينا لاحداثه المنصرمه وكثيرا مايعبرون عن ذلك صراحه في قصائدهم حتى انهم يرون في العذاب القديم متعه ونشوة وانطلاقا يقول احدهم:-

 

رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه

 

اما المحبون فهم اسري الماضي لا يجدون في سواه متعه ولا يطمئنون الا عندما يغيبون بين صفحاته الحميمه.

اما النساء فان الماضي عندهن غائب لايعود ولا يرغبن مطلقا في تقليب دفاتره وربما كان هذا احد الاسرار التى مازالت عصية على الفهم.... والتفسير.

 

 

وتحياتي لكم