Jump to content
منتدى البحرين اليوم

لكل من يريد بحوث انا حاضرة ؟؟


Recommended Posts

  • Replies 575
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

وين الي طلبته منج خيتو se7.gif

 

تــــــــــــــــــــــ عــيــون الــحــور ssm6.gif ــــــــــــــــــــــحــــــاتـــــي

Link to comment
Share on other sites

ااااابي بحووووث sad.gif

 

توهاا بااديه المدرسه ومسندريينه sad.gif

 

ااااااااااااااااااابيي سوييييييييليي

 

اابي حق الدين 102

والقصد 122

 

اثتيناتهم خاتمه وعرض ومقدمه واسم المصدر

 

عاااااااااااااااااااااد سووووووووولي

Link to comment
Share on other sites

ااااابي بحووووث sad.gif

 

توهاا بااديه المدرسه ومسندريينه sad.gif

 

ااااااااااااااااااابيي سوييييييييليي

 

اابي حق الدين 102

والقصد 122

 

اثتيناتهم خاتمه وعرض ومقدمه واسم المصدر

 

عاااااااااااااااااااااد سووووووووولي

تفضلي

 

دين 102

 

 

الزواج في ظل الاسلام

 

المقدمة :

إن الزواج بلا شك هو أعظم و أهم حادثة تقع في حياة الإنسان، والزواج هو سنة اجتماعية، كانت متعارفة منذ العصور القديمة بل منذ بداية الحياة البشرية. وهو عهد مقدسا يوجد بين كل الأقوام والأمم المتدينة وغيرها، و في جميع العصور والأمكنة. وفي هذا العهد المقدس يبدأ الزوجان أي الرجل و المرأة حياة مشتركة ويتعاهدان بأن يكون كل منهما معينا وأنيسا وشريكا للآخر في أحزانه وأفراحه. والزواج حاجة طبيعية للإنسان. فكما أنه يحتاج إلى الطعام والشراب. فهو بحاجة إلى الزواج في سنين معينة. فكل من الفتى و الفتاة يشعر في مرحلة البلوغ بأنه يحب الجنس المخالف ويحب الاتصال به. فالزواج حاجة طبيعية أقرتها كل المجتمعات البشرية والأديان السماوية. وبالأخص الدين الإسلامي الذي أمر اتباعه بالزواج وحذرهم من العزوبة. فليس الزواج أمرا مكروها، بل هو برأي الإسلام أمر مستحب وواجب في بعض الموارد. ولو كان بقصد القربة لكان عبادة. وقد أكد الرسول والأئمة الأطهار على الزواج كثيرا. فقال الرسول :" ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج ".

وقال أمير المؤمنين : " تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: " من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج " .

وقال الإمام الصادق : " ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب " .

وقال الرسول الأكرم : " ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره " .

وقال رسول الله : " رذال موتاكم العزاب ". وقال : " أكثر أهل النار العزّاب " .

فليس حب المرأة و تكوين العائلة مذموما بل هو من علامات الإيمان في الإسلام.

قال الإمام الصادق : " من أخلاق الأنبياء حب النساء " .

وقال أيضا : " ما أظن رجلا يزداد في الإيمان إلا ازداد حبا للنساء " .

وقال رسول لله : " قرة عيني في الصلاة ولذّتي في النساء " .

وقال أبو عبد الله : " أكثر الخير في النساء " .

لعل بعض القرّاء يتعجبون لهذه الأحاديث ويقولون: أن الأنبياء والأئمة المعصومين أرفع من أن يحبوا النساء ويلتذّوا بهن. ولكن يجب أن يلتفتوا إلى أن الأنبياء والأئمة المعصومين هم بشر كسائر الناس، يلتذّون باللذات الجسمية كالأكل و الشرب والنكاح ولم يتركوها، لكنهم لم يتولهوا بها ولم يجعلوها هدفهم في الحياة، بل إنهم يتابعون هدفا عظيما، فهم عباد الله المخلصون. الأنبياء بشر يعيشون كسائر الناس ويستفيدون من اللذات والنعم الإلهية لكنهم يرتبطون بالله عن طريق الوحي، ولكنهم معصومون لا يرتكبون الذنوب والأخطاء، وهذا هو امتيازهم على الآخرين.

وفي مشروعنا هذا نتطرق إلى معنى الزواج و فوائده، وموانعه، وأهدافه، و الزواج المحرم ، والزواج من الأقرباء، و الخطبة و الخطوبة ، و المهر ، و مقدار الصداق . و أيضا نوضح في هذا المشروع ماهية الزواج المؤقت و شرعيته، و تساؤلات حول أحكام الزواج ، و قول الرسول صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم في تحريم الزواج المؤقت، و الحقوق و الواجبات المترتبة على رابطة الزواج، كما نتطرق إلى موضوع دفع شبهات عن نظام ديننا الحنيف الإسلام. و نبذة عن الطلاق ، والحقوق الزوجية في ظل ديننا الإسلامي.

*************

ما معنى الزواج؟ :

الزواج صيغة تعاقدية بين المرأة والرجل تقول على أساسه علاقة زوجية بينهما يحكمها نظام من الحقوق والواجبات الشرعية والقانونية التي تختلف باختلاف الأديان والقوانين، وهذه الصيغة التعاقدية تعطي لكل من الرجل والمرأة حقا جنسيا في جسد الآخر، وتتشكل على أساسها خلية اجتماعية يعيش الرجل و المرأة فيها معا تحت سقف واحد، ويتمكنان بفضلهما من إنجاب الأولاد، وتكوين الأسرة، وإشباع غريزة الأبوة والأمومة فيهما.

ولأن الغريزة الجنسية وغريزة الأمومة والأبوة غريزتان أصيلتان في الإنسان، فإن إشباعهما يخلق شعورا بالتكامل لدى الرجل والمرأة؛ الأمر الذي يعني شخصيتهما وحياتهما، ويؤدي إلى استمرار النسل.

 

فوائد الزواج :

إن الزواج وتشكيل الحياة الأسرية المشتركة هو أحد وأفضل العادات الاجتماعية الإنسانية، ينبع من فطرة الناس وخلقهم الخاص. وهو سنة مقدسة ومفيدة ارتضته جميع الأمم على طول التاريخ. والزواج من ضروريات الحيات الإنسانية وتركه أمر غير متعارف وشذوذ عن السنة الاجتماعية. ولو قام الزواج على أساس العقل والفكر وعلى أساس الموازين الصحيحة فإن له منافع وفوائد مهمة نذكر بعضها:

1.كسب الاستقلالية :

يعتبر الفتى والفتاة قبل الزواج جزءا من أفراد العائلة وتبعا لهم، وهم يريدون الاستقلال لكنهم محرومون من هذا الحق المشروع. فيصرف نتاج عملهم على الأسرة. فلا استقلال لهم في التصميم والمقررات، بل عليهم اتباع القوانين والضوابط التي يعينها لهم الوالدان، ولكن تتغير حياة الشاب والشابة عند الزواج وتتخذ شكلا جديدا، وتحصل على الاستقلال. ففي هذه الحياة الجديدة يصبح الفتى والفتاة زوجا وزوجة، ويشكلان هيكلا اجتماعيا صغيرا، فيصلان إلى الاستقلال ويتحملان المسؤولية. ويكون لهما هدف في الحياة ويصرف نتاج عملهما على أسرتهما الجديدة. فيتحملان مسؤولية إدارة الأسرة الجديدة ويكونان هما المقررين والمشرعين لقوانين الأسرة لا تابعين. وبهذا يبدأان حياة مستقلة جديدة.

2.الأنس والراحة :

إحدى خصوصيات وحاجات الإنسان الطبيعية هي الإنس والمودة والألفة. فالوحدة صعبة ومؤلمة. فالإنسان يحتاج إلى إنسان آخر يكون أمينا وصالحا ومواسيا ورحيما وكاتما للسر ليأنس به ويشكو له ويظهر له أسراره وينتفع بتسليه ومواساته وتلطفه، وبهذا يحصل على الراحة والطمأنينة. وهو بحاجة إلى صديق مخلص يطمئن به يظهر له مودته الخالصة، ولا يبخل هو بإبداء الود له.

أفضل شخص يمكنه تأمين وسد هذه الحاجة الطبيعية هو الزوج، امرأة أو رجل. فكل الصداقات والحب أمر موقت ومحدود إلا الحب والصداقة بين الزوجين فهو دائم وغير محدود؛ لأنهما يكونان واحدا ولهما هدف مشترك، يحتاج كل منهما إلى الآخر أكثر من غيرهما. الراحة والطمأنينة التي تحصل بسبب الزواج مهمة جدا حتى اعتبرها الله تعالى من آياته العظيمة فقال: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .

نلاحظ في هذه الآية أن الراحة والطمأنينة اعتبرت أعظم نتيجة للزواج. والحقيقة هي هذه. ففي الزواج منافع أخرى كإشباع الغريزة الجنسية، لكن أكبر فائدة وأعظمها هي راحة النفس والاستقرار والطمأنينة التي تحصل للزوجين بسبب الزواج. ويمكن القول بأن أفضل نعمة يحصل عليها الإنسان هي الزوج الصالح و المناسب.

قال الإمام الرضا : " ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها ومالها " .

3.حفظ العفة والصيانة من الذنب :

بسبب الزواج تقع الغريزة الجنسية وهي من أقوى الغرائز الإنسانية تقع في مسيرها الطبيعي وتصان من الذنب والانحراف. فالغريزة الجنسية الكامنة في وجود كل إنسان غريزة قوية جدا لو وضعت في مسيرها الحقيقي والطبيعي تكون لها فوائد كثيرة إضافة إلى عدم ضررها. وإن لم توجد الوسيلة المشروعة لها فلعلها تخرج الإنسان عن مسيره الطبيعي وتجبره على الانحراف وارتكاب الذنب. والوسيلة الوحيدة الطبيعية والمشروعة لإشباع هذه الغريزة هي الزواج وتشكيل الأسرة. فبعد أن يتزوج الإنسان ويحصل على الوسيلة المشروعة لإشباع هذه الغريزة الجنسية يستطيع بقوة الإيمان الحفاظ على عفته والابتعاد عن الزنا واللواط والنظر إلى غير المحارم. ولكن يصعب على غير المتزوج حفظ نفسه وغريزته الجنسية. ولهذا يمكن أن نصف الزواج بأنه عامل مهم للحفاظ على الدين. وقد أشارت الأحاديث إلى ذلك.

قال رسول الله :" من تزوج أحرز نصف دينه " .

وقال ( ص) : " من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة " .

وقال ( ص) أيضا : " يا معشر شباب من استطاع منكم الباه فليتزوج فإنه أغض للنظر وأحسن للفرج، ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء " .

وقال أيضا : " ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه ، يقول : يا ويلاه! عصم هذا مني ثلثي دينه فليتق الله في الثلث الباقي " .

4.الراحة وتعادل الأعصاب :

قال العلماء : إن إشباع الغريزة الجنسية في حينه وبالنحو الصحيح والترشح المعتدل للبيضات أمر ضروري لسلامة الجسم والروح. وتركه يسبب بعض الأمراض النفسية والروحية وأحيانا الجسمية. فإن لم تشبع الغريزة الجنسية في حينها بالنحو الطبيعي والصحيح فقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض من قبيل: ضعف الأعصاب والاضطراب، والحزن و اليأس والخمول والذبول والتشنج، والحدة في المزاج، والتشاؤم والانعزال، وأحيانا تؤدي إلى القرحة في المعدة وسوء الهضم والصداع... فالسبيل الصحيح والمشروع لإشباع الغريزة الجنسية هو الزواج. والطرق الأخرى ليست طبيعية وهي انحراف ومعصية ولها آثار سيئة و خطرة. فالذي يحب سلامة جسمه وروحه عليه بالزواج.

5. التوالد وتكثير النسل :

من ثمرات الزواج العظيمة، وجود الأطفال وبقاء النسل البشري. فلا يجب احتقار التوالد وتكثير النسل لأن الهدف من خلق العالم هو وجود الإنسان وتكامله. فالتوالد وتربية الإنسان الموحد والصالح والمحسن، هو ما يريده الله تعالى. فوجود الولد الصالح برأي الإسلام هو عمل صالح للوالدين طمأنينة وهدف ويجعل حياتهما ذات صفاء وحركة ورونق خاص. وأن الولد هو من ثمرات الزواج. ولهذا ذكرت الأحاديث أن تكثير النسل هو أحد أهداف الزواج.

قال رسول الله : " تناكحوا تكثروا؛ فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط " .

وقال أيضا : " ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا، لعل الله يرزقه نسمة تثقل الأرض بلا إله إلا الله " .

6.التعاون في الطاعة ونيل الثواب :

الزواج أمر مقدس وقيم من وجهة نظر الإسلام، ولو كان بقصد القربة فإنه يعتبر عبادة وله ثواب أخروي. إضافة إلى ذلك ن المؤمن، زوج صالح ومؤمن وموافق له، يستفيد من ترغيبه، وتشجيعه وإرشاده وعونه لأداء الأعمال الصالحة والسير نحو الله تعالى. ولهذا فالزوج المؤمن والصالح من النعم الإلهية العظيمة التي تنفع الإنسان في الدنيا والآخرة.

عن أبي ذر أنه قال لرسول الله في مباضعة الرجل أهله : أنلذ يا رسول الله! ونؤجر؟ قال: " أرأيت لو وضعته في حرام أكنت تأثم؟ قال: نعم. قال: فكذلك تؤجر في وضعك الحلال ".

وقال رسول الله : " من سعادة المرء الزوجة الصالحة ".

7.السلامة والأمن الاجتماعي :

إن الزواج وتشكيل العائلة أمر ضروري لسلامة المجتمع وأمنه وسعادته. فلو كان أساس الأسر مستحكما وأن الشباب يتزوجون في الوقت المناسب ويرتبطون بالأسرة؛ فسيقل الفساد والطغيان والقتل والسرقة والجرائم، والاعتداء والانحراف وعدم الأمن والانتحار والإدمان؛ لأنه وكما تبين الإحصاءات إن أكثر هذه الأمور تصدر من أفراد محرومين من وجود العائلة وأحضانها الدافئة.

وقت الزواج :

إن طبيعة الإنسان وخلقته الخاصة تعين سن الزواج وهو سن البلوغ، فيبلغ الولد سن السادسة عشرة وتبلغ البنت عند العاشرة، فعند ذلك يحق لهما الزواج شرعا. ولكن من الأفضل أن يؤخر الزواج عند الشاب إلى سن 17 أو 18 وفي البنت إلى سن 14 أو 15 سنة. فليس لها في بداية البلوغ نمو وتعقل كاف، فقد يجلب لهما الزواج في هذه السنين مشاكل و اختلافات. إضافة إلى ذلك فإن الغريزة الجنسية في السنتين أو الثلاث الأولى من بعد البلوغ لم تشتد وهي ضعيفة بعد فلا يصعب تحملها على الشاب في هذه السنين. فيمكن القول بأن أفضل وأنسب مرحلة للزواج عند الفتيان هي سن 17 أو 18 و عند الفتيات 14 أو 15 سنة. وإن تأخير الزواج عن هذه السنين المذكورة ليس مناسبا وقد يوجد أعراضا سيئة جسمية أو روحية أو اجتماعية. فإن الغريزة الجنسية تشتد في هذه السنين وتوجد ضغطا شديدا على الفتى والفتاة. ولا مفر منها إلا الإشباع المشروع. فالحاجة الجنسية هي كالحاجة إلى الماء والغذاء. فهل يمكن أن نقول للجائع أو العطشان: امتنع عن الطعام والشراب؟ وهل يمكن لفعل آخر كالرياضة والتنزه واللعب أن يصرف الإنسان الجائع عن التفكير في الطعام والشراب؟ فالحاجة الجنسية هي كالجوع والعطش بل هي أشد وأقوى منهما. فإن لم تشبع عن الطريق المشروع فلعلها تحرف الإنسان نحو الذنب، فيصعب السيطرة عليها وكبح جماحها. فلا ينبغي الغفلة عن العواقب الدنيوية والأخروية السيئة للانحرافات الجنسية. فلو فرضنا أن الشاب استطاع إمساك عنان الغريزة الجنسية بقوة الإيمان بقوة الإيمان والعفة والحياء، فماذا يمكنه أن يفعل لعواقبها السيئة الروحية والجسمية؟ ولهذا، يجب المبادرة للزواج في سنين مبكرة مهما أمكن.

 

موانع الزواج :

إن كل شاب يميل نحو الزواج وتكوين الأسرة بشكل فطري، وإن غريزته الجنسية تشجعه على تحقيق ذلك، وعليه إجابة حاجته الطبيعية بسرعة وتكوين الأسرة. وليس الأمر كذلك في الخارج فيؤخر الزواج عن السنين الطبيعية لما بعدها. وسبب هذا التأخير هو بعض المواقع الحقيقية أو الخيالية وسنشير إلى بعضها:

قبل كل شيء نذكر أن الزواج أمر سهل وحاجة طبيعية. الرجل والمرأة ركنا الزواج الأصليان، اللذان يعقدان ميثاق الحياة المشتركة في خطبة العقد، ويشتركان في إدارة حياتهما ويكونان وفيين حتى نهاية عمرهما, ويقدم الرجل حسب حاله وإمكانه شيئا أو مبلغ من المال بوصفه علامة الصداقة للزوجة ويسمى مهرا وصداقا. فأصل الزواج هو تحقيق هذا الأمر البسيط بدون أية تشريفات ويجب تحقيقه بدون تكلف كسائر الحاجات الطبيعية، ولكن خرجت هذه الحقيقة البسيطة عن مسيرها الصافي والمستقيم وأضيفت إليها بعض الآداب والعادات والتوقعات الزائدة وغير الضرورية، كمراسيم العقد والعرس الثقيلة، والمهر الغالي والجهاز الكثير، والفرش والأواني وأثاث المنزل، وطلب البيت المستقل. أصبحت هذه القيود الزائدة جزءا أصليا في الزواج فجعلته أمرا صعبا. فجذور أكثر الموانع تعود لهذه القيود غير اللازمة التي إن لم تكسر لم تزل موانع الزواج. والآن نشير إلى بعض هذه الموانع:

1.الفقر والفاقة :

من البديهي أن كل شاب يحب أن يتزوج ويستقر في حياته، وأن غريزته الجنسية تهديه لهذا الأمر، لكن كثيرا من الشباب وخلافا لميلهم الباطني يمتنعون عن الزواج في حينه، وعذرهم هو عدم قدرتهم على أداء مصاريف العقد والعرس، والحصول على المنزل وأثاث البيت اللازم. وبهذه الأعذار يقضون أفضل مراحل شبابهم في الوحدة والعزوبية ليتزوجوا في وقت ليسوا فيه بحاجة إلى الزواج، وقد يحرم البعض من هذه النعمة العظيمة إلى آخر عمرهم ويعيشون عزابا.

وهنا يجب القول: إن الفقر أمر مؤلم يمكنه الحيلولة دون الزواج المبكر، لكن الأفراد غير متساوين في هذا الأمر. فإن البعض فقير حقيقة، أو لم يجدوا عملا أبدا، أو هم عاجزون عن العمل بسبب المرض، أو أن أجورهم قليلة لا تكفي حتى لأنفسهم وحدهم. فإن عذر هكذا أفراد في تأخير الزواج مقبول، فكيف يمكن أن نقول لمن لا يقدر على أداء نفقة العائلة: عليك أن تتزوج في أول فرصة تسنح لك؟ بل من الأفضل لهكذا أفراد أن يحفظوا عفتهم وطهارتهم، ويصبروا ويسعوا بعون الله ليحصلوا على رزق وأجور مشرعة ثم بعد ذلك يتزوجون.

يقول تعالى في القرآن الكريم :

{ وليَستَعْفِف الّذينَ لا يجدونَ نكاحاً حتى يغنيهم الله منْ فضلهِ }

فهؤلاء الشباب يعيشون حالة صعبة جدا، فمن جهة يرغبون في الزواج وتكوين الأسرة كسائر الشباب، وغالبا ما تشتد بهم الغريزة الجنسية، ومن جهة أخرى فهم محرومون من القدرة المالية التي تعينهم على الزواج. فعلى أية حال عليهم بالصبر والسعي واستمداد العون الله تعالى، ويدعونه ليهيئ لهم ما يمكنهم أن يتزوجوا به.

ويجب على أولياء هؤلاء الشباب أن يسعوا ما بوسعهم لرفه حاجاتهم وإيجاد العمل المناسب لهم وأداء مصاريف زواجهم. وعلى رأسهم الحكومة الإسلامية فهي مكلفة بإيجاد عمل مناسب لهؤلاء الأفراد، وما داموا عاطلين عن العمل وليس عمل يجب أن تعطيهم مصروفات الزواج ونفقات عيالهم من بيت المال.

وليس كل الذين يؤخرون الزواج هم فقراء حقيقة، فليس الزواج صعبا جدا كما نظنه. بل إن التصورات والطلبات والطموحات غير المناسبة للشباب جعلت الزواج صعبا هكذا.وأن مراسيم العقد والعرس الباهظة ومصاريف المهر والجهاز الثقيلة جعلت الزواج بصورة شبح مخيف ومرعب. فيظن الشباب أن هذه المراسيم الثقيلة جزء لا ينفك عن الزواج ومن علامات شخصيتهم. فيتصور الشاب أنه لأجل أن يتزوج يجب أن يكون له بيت مستقل، ويملك أثاثا منزليا كاملا، وأن يقيم مراسيم العرس بشكل مهيب، ويجب أن يعيش بعد الزواج مع عائلته براحة ورفاه تام، ولأنه محروم من هكذا إمكانات في بداية شبابه فإنه يرجح تأخير الزواج.

لكن جميع هذه التصورات خاطئة. وهي ليست ضرورية لأجل الزواج. فإن لم يوجد البيت المستقل فيمكن الزواج في بيت مستأجر، بل يمكن الزواج في غرفة أو غرفتين من بيت أهل الزوج أو أهل الزوجة. ويمكن العيش على الفرش البسيطة، ولا يجب شراء السجاد الثمين. ويمكن البدء بحياة بسيطة مع مراعاة القناعة والاقتصاد. وبرأيي إن الزواج المبكر والتواضع في العيش أرجح من تأخيره لأجل القيام بالتجميلات والتشريفات الثقيلة؛ لأن القناعة والحياة البسيطة لا تعقبها آثار سيئة، في حين أن تأخير الزواج يتبعه غالبا آثار سيئة جسمية وروحية وحتى دينية وأخلاقية مؤلمة. لو عرف كل من الشاب والشابة مقامهما، وتركا التصورات والتوقعات والطموحات، وكان لهما تفاهم وقناعة بما لديهما من إمكانات لأمكنهما أن يتمتعا في بداية شبابهما بنعمة الأنس والمحبة وأن يصانا من عواقب العزوبة السيئة. ويمكنهما الحصول على الأثاث واللوازم البيتية بالتدريج.

وخلاصة القول: إن الزواج وإشباع الغريزة الجنسية هو كالغذاء حاجة طبيعية يجب أداؤها في حينها. كالإنسان الجائع الذي يأكل ما يجد أمامه من طعام، ولا يمتنع أبدا عن تناول الطعام بسبب عدم وجود الطاولة والمائدة المنظمة والأواني الجيدة والثمينة وغيرها، فالزواج هو حاجة طبيعية أيضا يجب القيام به في وقته ويجب أن لا يؤخر بسبب التوقعات والطموحات.

2.الاستمرار في طلب العلم :

العامل الثاني الذي يسبب تأخير الزواج هو مواصلة التحصيلات الثانوية أو الجامعية. أكثر الفتيان و الفتيات يرغبون في الاستمرار بطلب العلم حتى إتمام الثانوية وإذا أمكن الحصول على الدرجات العليا في الجامعة, ومن جهة أخرى يتصورون أن الزواج لا يناسب التحصيل والتعلم, لأن الزواج مسؤولية. تقيد الإنسان, لأن الزواج يؤدي نفقة الأسرة في حين أنه لم يجد عملا بعد, وليس له دخل وعائد ينفقه على نفسه وزوجته. فهو لا زال يرتزق من أبيه, فلا يستطيع أداء نفقة عائلته, إضافة إلى ذلك فهو يفكر بأن عليه بعد الزواج أن يدير شؤون الزوجة, ولن يجد الفرصة للقراءة والتعلم. وهكذا تتصور الفتاة بأن الزواج يمنعها من الدراسة, وهذا ما تعتقده أسر الولد والبنت أيضا. لهذا لا يزوجونهم في حين دراستهم.

فالنتيجة هي كما تشاهدون: ارتفع سن الزواج, والفتى والفتاة يجبران أنفسهما على مخالفة ميولهما الباطنية وتأخير الزواج حتى انتهاء الدراسة, وبالأخص في المدن الكبيرة.

ومع أنهم يقعون تحت أشد الضغوط لقوة الغريزة الجنسية, لكنهم يتحملونها لأنهم يعتبرون بالاستمرار في الدراسة أمرا ضروريا لمستقبلهم, لكن الغريزة الجنسية هي حقيقة فلا يمكن إطفاؤها بهذه الأعذار. إن لم تشبع عن طريقها الطبيعي والمشروع, يخشى أن يشبع عن طريق غير مشروع. فإن سبب الطغيان, والمفاسد الأخلاقية, والانحرافات الجنسية والاعتداء غير المشروع و النظر إلى غير المحارم, ووجود بعض الأمراض الجسمية والنفسية التي تشاهد عند الشباب هو تأخير الزواج وعدم الإشباع المشروع.

لا تخفى مشاكل الشباب الأخلاقية والاجتماعية على العلماء والمفكرين, بل إنها أرعبت الجميع, فيخشى المربون والمفكرون من انحراف الشباب الجنسي وهم بصدد طريق حل له, ويوصون بإيجاد متنزهات سليمة, ومكتبات, وحدائق, وإعداد الأفلام والمسرحيات, وأماكن الرياضة لهم, ليشغلوهم بذلك ويملئوا أوقات فراغهم كي لا ينحرفوا ولا يرتكبوا الذنوب.

وأنا لا أنكر ضرورة إيجاد وسائل الانشغال السليمة للشباب ويجب على المسؤولين القيام بهذا الأمر, وإن ذلك يمكنه الحد من المفاسد الأخلاقية, ولكن أية واحدة مما ذكر لا تلبي الحاجة الطبيعية ومتطلبات الغريزة الجنسية. فالغريزة الجنسية حقيقة طبيعية تجذب الإنسان نحو الجنس المخالف وتزيد الإشباع, ولا يمكن حرفها عن المسير الطبيعي باللعب والأعمال الأخرى. كما لا يمكن دفع الجوع و العطش باللعب وبقية الأعمال, فيجب أن نسعى لرفع موانع الزواج وإشباع هذه الحاجة الطبيعية.

 

الطريق لحل هذه المشكلة:

برأيي أنه يمكن حل هذه المعضلة, إن المشكلة الأساسية هي أننا نتصور أن الزواج لا يتفق مع الاستمرارية في الدراسة, وبما أن الدراسة و الاستمرارية بها أمر ضروري فيجب تأخير الزواج عن موعده المعين, في حين ليس الأمر كذلك, فالزواج لا يخالف الاستمرارية بالدراسة. فالذي جعلهما غير متفقين هو ليس أصل الزواج بل التقيد بآداب ورسوم غير صحيحة ولا نافعة. فيمكن حل هذا المعضل لو تفاهم وتعاون الفتى والفتاة وأسرتهما ومسئولي الدولة والمراكز العلمية والجامعية مع بعض في حلها.

فلا تقول أسرة الفتاة: إن مصاريف و نفقات الزوجة هي على عاتق الرجل, ويجب أن أزوج ابنتي لرجل يملك بيتا مستقلا, ويمكنه أداء كل نفقات الأسرة حالا, ويرفع نفقات معيشة ابنتي عن عاتقي. بل يجب أن تقول: لو بقيت البنت في بيتي لعدة سنين أخرى لإتمام دراستها فعلي أداء مصروفاتها, لذلك يمكنني أن أزوجها الآن وأساعد الأسرة الجديدة ما بوسعي حتى تصل إلى حالة الاكتفاء.

وعلى أسرة الولد أن لا تقول: لا نزوج ابننا حتى يمتلك بيتا وأثاثا ويمكنه أداء نفقات أسرته حتى لا يكون عبئا على عاتقنا, بل تقول: لو بقي في بيتنا لعدة سنين أخرى حتى يتم دراسته فنحن مجبرون على تأمين كل مصارفه ومتطلباته. فالأفضل أن نزوجه ونعينه بقدر الإمكان. ليعلم الشاب والشابة أنه يجب عليهما الزواج في سن البلوغ فيجب تحقيقه عن طريقه المشروع وأن أفضل مرحلة للزواج هي سنين البلوغ. وبعد ذلك يجب أ يفكروا في دخل أسرتهم المالي, وينتبهوا إلى أنهم يريدون الاستمرار في الدراسة, لذلك لا يمكنهم إيجاد حياة مستقلة جدا, لذلك عليهم أن يلائموا متطلباتهم و رغباتهم مع وضعهم الفعلي. فيغضوا أنظارهم بشكل مؤقت عن البيت المستقل والأمور الزائدة والكماليات. ويرضوا بأن يعيشوا في غرفة من بيت العروس أو العريس أو أي مكان آخر, ويبدؤوا حياة بسيطة لفترة معينة ولا ينجبوا الأطفال حتى يتموا الدراسة؛ لأن الاثنين يشتغلان بالدرس, فليبتعدا عن الأمور التي تشغلهما عن الدراسة ويقوما بأمور البيت بتعاون فيما بينهما ويعيشا حياة بسيطة جدا.

وبإمكان مسئولي الدولة والمراكز العلمية أن يمنحوا الطلبة والجامعيين قروضا للزواج ويعدوا لهم أقساما داخلية وإمكانات أخرى.

وبإمكان المراكز الخيرية أيضا أن تمنحهم قروضا للزواج أو منحا.

ويمكن لأسرة الولد والبنت بالتعاون فيما بينهم وإرضاء الزوجين بأن يوجدوا لهما حياة بسيطة وسعيدة. وبهذا يتمتع الفتيان والفتيات في بداسة الشباب بالأنس والمودة وتكوين الأسرة، ويصانون من الذنب والانحراف والأمراض النفسية الأخرى، ويستمرون بدراستهم براحة وفراغ بال. ثم يبدأون العمل بعد إتمام دراستهم فيشترون الأثاث ويحققوا رغباته الباطنية

أعترف أن الاقتراح المذكور أمر غير مألوف، وأن تحقيقه صعب في البداية بل يعتبر محالا، ولكن لو فكرنا وتأملنا بدقة وتحققنا في جوانب الأمر لصدقنا بإمكانه وضرورته. فما هو الحل المناسب والأفضل من هذا لنجاة النسل الشاب ومنع المفاسد الأخلاقية والانحرافات والاعتداءات الجنسية؟ فبرأيي إن الاقتراح المذكور هو أفضل بل هو الطريق الوحيد لحل مشاكل الشباب ويمكن تحقيقه عمليا.

ولكن يجب أن نزيل العادات والرسوم والقيود ليكون الأمر ممكنا، ويتطلب هذا الأمر جهدا ثقافيا وسعيا لتستعد أفكار الشباب والأسر لتقبله والعمل به. فنأمل أن يكرس المصلحون والمسئولون جهودهم في هذا الصدد ويبذلوا الجهود لحل هذا المعضل الاجتماعي الكبير. وعلى أية حال يجب كسر هذا السد وارتفاع موانع الزواج عند تحصيل العلم. وفي الختام نوصي الشباب بأن يبدأوا هذا الأمر ويتقدموا، ويذكروا حاجتهم الطبيعية بدون حياء لأسرتهم ويطلبوا منهم أن يهيئوا لهم الوسائل البسيطة للزواج.

 

أهداف الزواج :

إن الزواج في حياة الشاب هو بداية الاستقلال والحياة وهو هدف له. وهذا الهدف يحرض الشاب والفتى على العمل والسعي والجد، فيدرس ليحصل على وثيقة وعمل وراتب، ويشتري أو يعد البيت والوسائل اللازمة فيه، وبالتالي يتزوج، أو يتعلم صنعة أو فنا ليحصل على شغل ودخل، وليس الزواج بلا هدف، فللزواج أهمية خاصة من بين الحوادث التي تحدث في مراحل الحياة وهو يعين مصير الإنسان. فيجب معرفة هدف الزواج، ثم الإقدام عليه بدقة وبشكل مدروس.

للزواج فوائد ومنافع عديدة يمكن لكل منها أن تكون هدفا ومحركا. كاللذة وإشباع الغريزة الجنسية والشهوانية، الاستقرار في الحياة وكسب الاستقلال، وإنجاب الأطفال وإبقاء النسل، والحصول على المؤنس والصديق والمعين وكاتم الأسرار والعطوف والشريك في الحياة. فيمكن لأي من هذه الأمور أن يكون هدفا للزواج، ولا ينبغي الغفلة عن الآثار والنتائج الأخرى، لكن عامل الغريزة الشهوانية يقوم بأكبر دور، ويجعل المنافع الأخرى تابعة له، ويقر الإسلام هذه المنافع حتى اللذة وإرضاء غريزة الشهوة. فالإسلام دين الفطرة وتنشأ أحكامه وقوانينه من فطرة الإنسان وخلقته الخاصة. فإن الإنسان يحتاج فطريا وطبقا لخلقته الخاصة إلى الزواج وإرضاء الغريزة الجنسية، لم ينه الإسلام عن هذه الحاجة بل أكد عليها بالطريق المشروع وجعلها عبادة وأمرا عباديا.

ولكن بما أن الإسلام يعرف الإنسان بأنه موجود مختار وأفضل المخلوقات ولم يخلق للتمتع الحيواني بل لهدف أرفع هو تهذيب النفس وتزكيتها وتربيتها وإيصالها إلى الكمال ونيل مقام القرب الإلهي الشامخ، فيريد منه أن لا يتعلق بالدنيا، ولا يغفل عن هذا الهدف السامي في جميع حركاته وسكناته وأفكاره حتى في أكله وشربه وزواجه، ويعتبر الدنيا مزرعة الآخرة ويعد الزاد لآخرته من أعماله.

فهدف الإنسان المؤمن من الزواج يسمو على الأهداف الحيوانية، بل هو أمر مقدس يساعد على حصول التقوى والتقرب إلى الله تعالى. فالإنسان المؤمن يتزوج بهدف العمل بسنة الرسول الأكرم وتلبية حاجة الغريزة الجنسية بالطريق المشروع ويصون نفسه عن الانحراف وارتكاب الذنب، ويثقل الأرض بإنجاب الأولاد الصالحين والموحدين ويترك لنفسه من الباقيات الصالحات. فيتزوج ليحصل على الراحة والسكينة في ظل بناء الأسرة الدافئ ويقوم بتكاليفه بقلب مطمئن و فارغ، ويستعين بزوجته المؤمنة والصالحة في سلوك الصراط المستقيم والسير إلى الله تعالى؛ لأن تهذيب النفس وتزكيتها وأداء التكاليف الشرعية أمر صعب جدا يحتاج إلى معين ومساعد، وأفضل فرد يمكنه تقديم العون في هذا السبيل هي الزوجة المؤمنة، الزوجة التي ترغبه بالقيام بالأعمال الصالحة والحسنة وأداء الفرائض والمستحبات وتصونه عن ارتكاب الذنب والانحراف. فللزوجة أهمية كبيرة، فلو كانت مؤمنة وورعة فإنها تهدي الزوج إلى الخير والسعادة ولو كانت سيئة فإنها تسوقه نحو وادي الانحراف والنار. فإن كان في ذلك شك فانظروا إلى المثال التالي:

إن الزوجة الطموحة والجاهلة والمغرورة والمتكبرة والمسرفة والمبذرة، تحرض زوجها على الظلم والاعتداء وعدم الإنصاف والغلاء والغش والغضب والسرقة وأخذ الرشوة، والمعاملات غير المشروعة، ومع وجود هكذا زوجة يصعب جدا مراعاة التقوى والورع. وخلافا لهذا، الرجل الذي يتمتع بزوجة مؤمنة ذات عقل وقناعة ومحسنة وتقية، فيمكنه أداء تكاليفه بكل راحة، فيجتنب الظلم والاعتداء والغضب والغش والرشوة وغيرها بل يشترك في الأمور الخيرية ما بوسعه ويساعد المحرومين والمستضعفين؛ لأن زوجته أيضا لا تريد غير هذا، وتوافقه في سلوكه وأفعاله.

مثال آخر: تصوروا إنسانا مجاهدا يريد أداء وظيفته ويحارب الباطل، فلو كانت له زوجة مؤمنة وعارفة أمكنه الاشتراك في ساحة الحرب ومحاربة العدو براحة بال، لأن زوجته قالت له: اعمل بتكليفك، فأنا أحفظك في غيابك في بيتك و أموالك وأولادك. وأدعو لك بالنصر والسلامة. فإن رجعت سالما استقبلتك بحرارة، وإن عدت جريحا أرعاك بحنان وسعة صدر، وإن نلت فيض الشهادة أصبر على هذه المصيبة، وأرعى أولادك ما بوسعي، فتصوروا أمل هذا الجندي في النصر وانتصاره. وخلافا له لو كانت عنده زوجة جاهلة ومغرورة وضعيفة الإيمان، فإنه إما أن يتخلف عن أداء وظيفته ونيل فيض الجهاد أو يذهب إلى ساحة الحرب بيأس وخوف واضطراب.

أجل، فالزوجة الصالحة والمؤمنة وحسنة الأخلاق من أفضل النعم الإلهية، تساعد الإنسان على تهذيب نفسه وتزكيتها، وعلى صعوده إلى الله تعالى. ويجب أن يكون هذا الأمر من أهم أهداف الزواج. ولهذا قال أمير المؤمنين في جواب الرسول الأكرم عندما سأله عن حال الزهراء في صباح ليلة الزفاف وقال: يا علي كيف وجدت أهلك؟ قال: نعم العون على طاعة الله. فبين أمير المؤمنين في هذه العبارة القصيرة قيمة المرأة وهدف الزواج. فلم يتحدث عن المال والجمال ورعاية البيت والزوج بل قال: فاطمة نعم العون على طاعة الله.

 

الزواج المحرم:

يحرم الزواج من بعض النساء في الإسلام، وهن على أقسام:

القسم الأول: المحارم:

المحارم هم الذين يقربون من الإنسان قرابة شديدة، ويعتبر كل منهم محرما للآخر. ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام:

1.المحرم النسبي: كالأم والأب والجد، والجدة، والبنت وأولادها وأحفادها فما نزل. والولد أو الابن وأولاده وأحفاده وما نزل. والعم والعمة والخال والخالة(ويجوز لأولادهم التزاوج) وعم الأب والأم وعمتهما و خالهما وخالتهما.

2.المحرم الرضاعي: تحرم بعض النساء على بعض الرجال بسبب الرضاعة. وتكون الرضاعة سببا للحرمة بين الأطفال إذا توفرت فيها الشروط الخاصة المذكورة في الرسائل العملية. ومنها:

1.أن يرضع الطفل من المرأة يوما وليلة بشكل تام أو 15 مرة بشكل متوال ولا يشرب اللبن أو الطعام في فواصل الرضاعة.

2.أن يرضع عن طريق امتصاص الثدي لا عن طريق الزجاجة المستعملة للرضاعة.

3.أن يدر الحليب بسبب الزواج.

4.أن يدر الحليب بسبب الزواج لا الزنا.

 

فلو أرضعت المرأة طفلا مع توفر هذه الشروط المذكورة فإنه يحرم على المرتضع هؤلاء الأفراد:

أولا: المرأة المرضعة وتسمى الأم الرضاعية. ثانيا: زوج المرضعة الذي يعود له لبنها ويسمى الأب الرضاعي، ثالثا: والدا المرضعة فما صعد، الرابع: جميع أطفال المرضعة. الخامس: أولاد أطفالها وأحفادها فما نزلوا. السادس: إخوة المرضعة وأخواتها. السابع: عم المرضعة وعمتها. الثامن: خال المرضعة وخالتها. التاسع: أبناء زوج المرضعة الذي يعود له لبنها، فما نزلوا. العاشر: والدا زوج المرضعة فما صعدوا. الحادي عشر: إخوة الزوج وأخواته. الثاني عشر: عم الزوج الذي يعود له اللبن وعمته وخاله وخالته فما صعدوا.

3. المحرم السببي: وهم الذين يحرمون على الإنسان بسبب الزواج كأم الزوجة وأبو الزوج، وبنت الزوجة(من غير زوجها هذا) وابن الزوج(من غير هذه الزوجة) وزوج الأم، وزوجة الأب، وزوجة الابن، وزوج البنت(الصهر)، وأخت الزوجة مادامت الزوجة حبالته ونكاحه.

ويعتبر هؤلاء الأفراد من المحارم، ولا يجوز الزواج لهم شرعا، ويجوز النظر إليهم أيضا إلا أخت الزوجة التي يحرم الزواج منها فلا يجوز النظر إليها.

 

القسم الثاني: الزواج من الكفار:

لا يجوز للمرأة والرجل المسلم الزواج من الكفار لا بالعقد الدائم ولا بالعقد المؤقت.

ولا يجوز للرجل المسلم أن يتزوج امرأة من أهل الكتاب كاليهود والنصارى بالعقد الدائم، ويجوز له تزوجها بالعقد المؤقت. ولا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من أهل الكتاب حتى المؤقت.

القسم الثالث:

من زنى بعمته أو خالته لا يمكنه أن يتزوج ابنتهما. ومن لاط برجل أو غلام لا يجوز له أن يتزوج أمه أو أخته أو ابنته. وإن كان قد تزوجها فإن عقده باطل، ويجب أن يفترقا وإن كان لهما طفل.

 

الزواج من الأقرباء:

إننا نعلم أن الإسلام حرم الزواج من المحارم كالأخت و الأخ وأولادهما والخال والخالة والعم والعمة، والأب والأم والجد والجدة. ولكنه أجاز الزواج من غير المحارم كابنة العم وابن العم وابنة الخال وابن الخالة وابن الخالة وبنت العمة وابن العمة وبنت الخال وابن الخال وسائر الأقرباء البعيدين والقريبين. وهنا يطرح سؤال وهو: هل من الأفضل أن يتزوج الإنسان من أقربائه أم من غيرهم؟ إن للزواج من الأقرباء مزايا من دون شك، وهي أولا: إن لأفراد الأقرباء معرفة كبيرة بأخلاق وسلوك الطرف الآخر، لأنهم معاشرون لبعضهم. ثانيا: تستحكم الرابطة النسبية بين الأقرباء ويساعد ذلك في صلة الرحم الذي أوصى الإسلام به. ثالثا: يتساهل الأقرباء في مقدمات الزواج ومستلزماته كمراسيم العقد والمهر والجهاز والأثاث. رابعا: يكون الزواج أكثر ثباتا واستحكاما بسبب القرابة، ويقوى الالتزام برعاية الآداب والأخلاق والعفو والصفح. خامسا: يقل الطلاق في هكذا زواج؛ لأنه لو حدث بينهما نزاع واختلاف، يتدخل في ذلك كبار الأقرباء ويصلحون فهذه الامتيازات سبب رغبة الناس بالزواج من الأقرباء.

ولكن يعتقد أكثر العلماء بأنه لا يصلح الزواج من الأقرباء القريبين كبنت العم وابن العم، وبنت العمة وابن العمة وبنت الخالة وابن الخالة وبنت الخال وابن الخال، بل يمنعون ذلك أحيانا. يقول هؤلاء العلماء: إن العيب الكبير في هكذا زواج هو احتمال تولد أطفال مشوهين وناقصين. قالوا: أثبتت الإحصاءات أن عدد الأطفال المعلولين وناقصي الخلقة والمتخلفين روحيا وجسميا، والمصابين ببعض الأمراض الدموية، والتشنجات المرتبطة العظام، والعمى المقترن بالحمق، وبعض أنواع جنون الشباب، والصم، والبكم، يكثرون في زواج القرابة نسبة للزواج من الأسر البعيدة. ولو بحثتم في أحوال هكذا أطفال لوصلتم إلى هذه النتيجة، التي أثبتها الإحصاء.

ولا يدعي العلماء بأن الأطفال الناقصي الخلقة يختصون بالزواج النسبي، لأنهم يوجدون عند غيرهم أيضا. ولكنهم يكثرون في زواج الأنساب. وأيضا لا يدعون أن مصير هكذا زواج ينتهي إلى ذلك؛ لأن كثيرا من حالات الزواج النسبي لا يوجد فيها طفل ناقص أبدا. بل يقول العلماء: لو حققنا في الزواج النسبي وفي غيره وقايسنا الأطفال العليلين فيهما لكان الأطفال الناقصين في الزواج النسبي أكثر منهم في غيره.

يقول العلماء: إن علة هذه النواقص هي الأمراض الإرثية. وقالوا: إن بعض الأمراض تنتقل إلى الأطفال بالتوارث من الآباء والأمهات والأجداد. وعامل التوارث هو وجود الصبغيات الناقصة والمعابة عند أحد الآباء والأجداد التي تنتقل منهم إلى الأبناء وتجعله ناقصا ومعلولا. هذه الصبغيات تنتقل أحيانا من الأب فقط وأحيانا من الأم فقط وأحيانا تنتقل بواسطتهما معا، وعند ذلك يكون احتمال ظهور المرض عند الطفل كبيرا.

ولهذا ففي الزواج من الأقرباء يحتمل وجود صبغيات المرض في أحد الآباء والأجداد فتنتقل إلى الأب من طريق وإلى الأم من طريق آخر، وبالتالي تجتمع في أحد الأطفال أو بعضهم وتصيب الطفل بذلك المرض. ويقل هذا الاحتمال في الزواج النسبي.

وبما أن إنجاب الأولاد الناقصين في الزواج بين الأقرباء هو احتمال كبير، يكون من الأفضل اجتنابه.

وهنا أجلب انتباهكم لرأي أحد المتخصصين في علم النفس من أمريكا إذ يقول:" تبين مطالعات علماء علم الوراثة أن أكثر الزواج النسبي يسبب أطفالا متخلفين, وليس كل زواج نسبي يسبب هذه النتيجة، كما يعيش الآن ملايين الأفراد وهم سالمون ولدوا نتيجة زواج الأقرباء. وفي كثير من الدول وبخاصة أمريكا واسكندنافيا، يجرى فحص دقيق للجينات الوراثية عند الزوج والزوجة، وعندما تكون النتيجة موجبة يتم الزواج.

ويعتقد بعض العلماء المتخصصين في هذا الأمر أنه كما منع زواج الأخ و الأخت، يجب منع زواج بنت العم وابن العم وبنت الخالة وابن الخالة، وبنت الخال وابن الخال، بالتدريج أو يكون زواجهما موكولا لتقديم وثيقة من مؤسسة الشؤون الوراثية لتقليل الأطفال المتخلفين جسميا وذهنيا. وسبب كثرة الأطفال المتخلفين في زواج القرابة هو أن العلماء يعتقدون بأنه يوجد أكثر من ألفي مرض وراثي ويمكن لأي فرد سليم أن يكون حاملا لاثنين أو ثلاثة من الصبغيات المسببة لهذه الأمراض الوراثية. وبما أنه في زواج القرابة يكثر وجود الصبغيات المتشابهة والمرضية، فيزداد احتمال مرض الأطفال وتخلفهم، ويتضاعف هذا الخطر في زواج القرابة ثلاثين ضعفا. ولكن الأزواج من الأقرباء القريبين ولهم أطفال سالمون فليحسن حظهم لم يكن لديهم صبغيات مرضية متشابهة ولهذا تخلصوا من هذا الخطر المهم. في الدول الاسكندنافية توجد لكل فرد جنسية ووثيقة صحية تعتبر شجرة النسب للأفراد وتبين إلى أي حد كانوا مصابين بالأمراض، وعندما يريد شخصان الزواج تراجع هذه الجنسية الصحية، وتصدر لهما إجازة الزواج.

يعتقد الخبراء في علم الوراثة أن عدد الأطفال المرضى والناقصين في الزواج النسبي بين الأقرباء أكثر منهم في الزواج غير النسبي، ولهذا يرجح الكاتب لامتناع عن الزواج بين بنت العم وابن العم وبين الأقرباء أمثل بنت لخل وبنت الخالة؛ إذ رغم أن تولد الأطفال المرضى من هذه الأسر هو احتمال فقط، ويحتمل تحققه في الأسر الأخرى أيضا، لكنه احتمال كبير، وبالنظر إلى المشاكل والصعاب الناتجة عنه فالأفضل الحيلولة دون محققة أيضا؛ لأنه لا تخفى على أحد حياة هؤلاء الأطفال الصعبة والمؤلمة، والمشاكل والأتعاب التي يلاقيها ممرضوهم وممرضاتهم.

وهنا يطرح سؤال وهو: لو كان زواج الأقرباء مضرا، لحرمه الإسلام، فليس الخطر بتلك العظمة والشدة حتى يستلزم التحريم.

ولعل إشكالا آخر يخطر بذهن القارئ وهو: إن لم يكن صحيحا زواج ابن العم وبنت العم، لم يكن النبي ليزوج ابنته فاطمة للإمام علي لأنهما كانا ابن عم وبنت عم. في حين تحقق ذلك الزواج بواسطة الرسول وكانت ثمرته أطفالا سالمين كالإمام الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.

وأجيب عن ذلك بأنه: كما لاحظتم سابقا ليست القرابة هي الوحيدة المسببة لوجود الأطفال الناقصي الخلقة، بل كون أحد الآباء والأجداد مريضا، فيسبب انتقال صبغيات وجينات ذلك المرض إلى أولادهم، فيمكن للزوجين القريبين أن يكونا حاملين لصبغية ذلك المرض فيزداد احتمال تولد طفل ناقص. فلو تيقنوا من عدم إصابة أجدادهم بهذا المرض يمكنهما الزواج براحة بال. ولهذا اعتادت بعض الفرق من الناس على الاحتفاظ بشجرة النسب لأنفسهم، يسجلون فيها مرض الأفرا د وسلامتهم.

لذلك يمكن القول في زواج فاطمة بالإمام علي . أن النبي كان يعلم بسلامة آبائه وأجداده وعدم إصابتهم بالنقص و المرض، لذلك ينعدم احتمال وجود الصبغيات المرضية ولا يتوجه إليهم احتمال أي خطر، ولذلك وافق على هذا الزواج.

تقدم أن إذن الولد والبنت ضروري في صحة العقد ويبطل الزواج بدونه. لذلك يجب أن يكون برنامج الزواج كما يلي: عندما يأتي رجل لخطبة البنت، يجب على والديها التحقيق في جميع خصائصه وصفاته هو وأسرته، ثم بيان ذلك من دون زيادة أو نقيصة للبنت، فإن وافقت يأتي دور الرؤية. وبعد ذلك يعينون وقتا ليرى فيه كل من الولد والبنت الآخر، ويتعرفا بواسطة الحديث مع بعض على أخلاق كل منهما، في مجلس أو عدة مجالس. فإن أرتضى كل منهما الآخر، يأتي دور الآباء فيتحدثون ويهيئون مراسيم الخطبة والعقد والزواج. ومع الأسف فإن كثيرا من الأسر لا تلتزم بهذا البرنامج في تزويج بناتها. بالأخص أهل المدن والناطق البعيدة في الدولة. فالمسنون عندما يخطب منهم رجل ويرتضونه، يجيبونه بالإيجاب قبل التشاور مع البنت. ويقيمون مراسيم الخطبة وتعيين المهر من دون الأخذ برأيها، وتستسلم أكثر الفتيات لهذا الوضع، وتقبل الزواج دون رأي ولاكلام لها في هذا الأمر. وفيهن التي لا ترضي الزوج ولا ترضى بهذا الزواج قلبا، ولكنها لا تجرؤ على المخالفة، أما حياء وخجلا أو للخوف من تهديد الوالدين وعصبيتهما، فلا تقول شيئا لكنها حزينة قلبا تنتظر وقوع حادثة تلغي الخطوبة. تتم مرحلة الخطوبة ويستعد الآباء لإعداد مراسيم خطبة العقد. وهنا ترى الفتاة أن الخطر قريب فتظهر مخالفتها، لكنها تواجه رد الفعل الشديد لوالديها. أي عيب في هذا الزوج؟ أتريدين البقاء في البيت دائما؟ لو ألغينا هذه المراسيم فسوف نفتضح أمام الصديق والعدو، فيكثرون عليها الكلام حتى تضطر إلى السكوت. ولكن لو استمرت مخالفة البنت فسوف يشتد رد فعل الأبوين، فيغضبان ويرفعان أصواتهما بوجهها، ويلطمان وجوههما ويهددان البنت بالضرب والإخراج من المنزل، وقد يضربانها، لكي ترضى بالزواج.

لا قدرة للبنت المظلومة على التهديدات فتضطر إلى الصمت، لأنها ترى جميع الأبواب مغلقة أمامها ولامنحنى لها. وعلى أية حال تحل ليلة العقد ويحظر المدعوون في هذه الحفل الذي يعتبر عزاء بالنسبة للعروس التي تجبر على إجراء صيغة العقد. ويجلس حولها الأقارب والأصدقاء. وفي هذا الحال يأتي العاقد ليأخذ الأذن من البنت في تزويجها لهذا العريس الغير مرغوب، ولا تجد البنت بدا من هذه الحالة سوى الجواب بنعم ولكنه إذن يصدر من اللسان لا من القلب.

وبعد ذلك تتم مراسيم الزواج على هذا المنوال. ويرسلون البنت المظلومة الى بيت الحظ كما يقال، ويرسلونها إلى بيت لا تحبه ولا تحب صاحبه، وليست نتيجة الزواج كهذا سوى التعاسة والمرارة؟ فقد ذهبت البنت إلى بيت رجل تنفر منه بكل وجودها، ولا تظهر له المحبة، وتظهر بوادر عدم التوافق بينهم. وبالتالي يحدث اختلاف والنزاع الدائمي بينهما. أو ينتهي أمرهما إلى الطلاق والفراق، أو يتظاهران إلى العيش في هذا السجن الإجباري والعذاب الدائم. وواضح مصير أطفال هكذا أسرة تعيسة وغير منسجمة.

وتقع مسؤولية كل هذه التعاسة على عاتق الآباء والجهلاء والمتكبرين الذين لم يأخذوا برأي ابنتهم عند اختيار الزوج لها وفرضوا عليها هذا الزواج من دون الاهتمام بميولها الداخلية، وفي الحقيقي حرموا البنت من حقها المشروع، أي الحرية في اختيار الزوج، وهذه خيانة كبيرة جدا لا تخلو من الجزاء الدنيوي والأخروي.

 

العرس أو الزواج:

من المعتاد بين الناس أن ينقل جهاز العروس إلى بيت الزوج قبل ليلة العرس، وتزيين حجرة العروس بواسطة أقربائها. وتزين العروس وترتدي الملابس النظيفة والجديدة، وهكذا الرجل، وبعد ذلك تؤخذ العروس إلى بيت الزوج مع جمع من أقربائها وأقرباء الزوج بفرح وترديد للأناشيد السارة، ومراسيم خاصة عند الشعوب المختلفة، وليس الإسلام مخالفا لهذه التشريفات بل يؤيدونها إن لم يكن فيها فعل غير مشروع.

قال رسول لزوجاته عند عرس الزهراء : "زين الزهراء وعطرناها وافرشن حجرتها لنأخذها إلى بيت زوجها".

وقال لبنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار: "سايرن الزهراء إلى بيت زوجها ورددن الأناشيد وانشرن السرور ولا تقلن مالا يرضي الله تعالى".

وإن كان الزوج متمكنا ماليا فليحسن أن يقيم وليمة في تلك الليلة ويدعو لها أقربائه وأصدقائه وجيرانه وبعض الفقراء والمساكين. وتستحب الوليمة للعرس، وقد جاء التأكيد عليهما في قول الرسول لعلي عند زواج الزهراء : "يا علي! يجب إعداد وليمة في الزواج". ففي الزواج يشعر الزوجان بالشخصية والعظمة وأنما مرفعا الرأس أمام الأصدقاء والأقرباء ويعلنان ابتداء حياتهما الجديدة بتلك الحفلة. وبالأخص النساء فهن يعرن اهتماما أكبر لهذه المراسيم ويعتبرنها دليلا على المحبة، وعدمها إهانة لهن. ومن الضروري ذكر بعض الأمور:

أولا: لا تخرجوا عن الاعتدال في حفلات الزواج، اجتنبوا التشريفات الزائدة والإسراف والتبذير، فليس من الصحيح إقامة حفلات العرس في نواد وفنادق راقية وغالية الثمن، والأفضل إقامة حفلات معتدلة وصرف الباقي من المال في سبيل الخير، ومنه لتزويج الفتيات والفتيان الفقراء والمحتاجين؟ وبهذا تسرون قلوب عباد الله، ولذلك أثر في مستقبل حياتكم.

ثانيا: احذروا وقوع عمل مخالف للشرع في أعراسكم. لا تبدءوا الحياة الجديدة بأفعال مخالفة للشرع. لا مانع من ترديد الأناشيد والأشعار والتصفيق والضحك والمزاح ولكن اجتنبوا الغناء والموسيقى المحرمة واختلاط النساء بالرجال. ولتراعي النساء الحجاب الإسلامي في كل الأحوال ولا يظهرن أمام الرجال الأجانب حاسرات الرأس والوجه. وبالأخص العروس. وأوصي العريس أن لا ينظر إلى النساء غير المحارم.

في غرفة العرس:

ليلة العرس ليلة حساسة جدا. في هذه الليلة يصبح الفتى زوجا والفتاة زوجة، ويبدءان حياتهما الجديدة، ويفترقان عن الأبوين ويستقران. ويصلان إلى أمنيتهما وهي اللذة المشروعة. وعلى الزوجين شكر الله الذي رزقهما هذه النعمة العظيمة، فقد حصلا على المعين العطوف والأنيس والمواسي. وحصلا على زوج وبيت وحياة زوجية وما أحسن أن يبدءا حياتهما الجديدة باسم الله وطلب العون منه. ومن المستحب أن تتوضأ العروس قبل ذلك، وتدخل غرفة العرس وهي على وضوء. قال الرسول لعلي : "عندما تدخل العروس إلى بيتك، انزع حذاءها لتجلس، ثم أغسل رجليها، ثم رش الماء في أطراف المنزل.فإن فعلت ذلك أبتعد الفقر عن دارك ودخله الغنى، وتنزل الرحمة والبركة من الله على رأس العروس. وتصان من الابتلاء بمرض الجنون والجذام والبرص"

ويستحب للزوج أن يطلب من زوجته أن تصلي ركعتين لله، ويصلي هو أيضا، وبحمد الله بعد الصلاة، ويصلي على النبي وآله، ثم يرفع يديه بالدعاء ويقول:

"اللهم ارزقني ولدا وأجعله تقيا زكيا ليس في خلقه زيادة ولا نقصان وأجعل عاقبته إلى الخير".

وبعد إتمام الصلاة والدعاء، ليتحدثا معا ويأنسا بعضهما. وليكن حديثهما حلوا، وليعلما أنها ليلة فرح وسرور وزفاف. ليلة إظهار العشق الحب والعلاقة والوفاء والإخلاص. ليلة تخلد فيها الذكريات الحلة أو المرة، الجميلة أو الحزينة.

 

الخطبة:

تكون الخطبة بواسطة الرجل أو أقربائه وأصدقائه، والأفضل أن تقوم بواسطة الأقرباء، لأن ذلك احتراما لهم ويسبب الألفة بين الأسرتين. إضافة إلى ذلك فهي أكثر شرفا واعتبارا وأهيب للرجل. إن خطبة الرجل للمرأة هي طبقا لقوانين الخلقة ويستهجن خلافها. فالرجل هو المديد دائما والمرأة مراده، أو الرجل هو الطالب والمرأة مطلوبة. فالطلب والعشق مراد من الرجل، ومن المرأة الحياء والدلال. ومن الرسوم المعتادة في الخطبة أن يقدم الرجل خاتما أو لباسا أو مجوهرات للمرأة، وهذه سنة حسنة، لأنها تترك أثرا طيبا في نفس المرأة، وتعتبر ذلك دليلا على صدق الرجل وحبه، وبذلك تشعر برفعة شخصيتها فيزداد حبها وعلاقتها به. وفي هذه المراسيم يجلب الرجل الحلويات إلى بيت العروس، وهذا أيضا يؤثر في إيجاد المحبة، وبعد ذلك تقوم أسرة العروس في المقابل بتقديم ساعة أو خاتم أو لباس ومقدار من الحلويات إلى العريس.

وبذلك يصبح الرجل خطيب المرأة، ويعد أحدهما الآخر بأن يكونا زوجين في المستقبل القريب، وذلك بإجراء مراسيم العقد.

وفي مرحلة الخطوبة وقبل إجراء الخطبة والعقد، لا تكون البنت محرما للرجل، ولا يحق لهما شرعا التمتع والتلذذ ببعضهما، وعليهما أن ينتظرا إجراء العقد. وليعلما بأن مرحلة الخطوبة مرحلة حساسة وقد تؤدي لكوارث بسبب عدم الاهتمام، وتتبدل علاقة الحب إلى يأس. ويجب أن يكون الارتباط بين الأسرتين مستمرا. ويحسن بالشاب أن يقدم هدية للفتاة بين الحين والآخر, وإذا سافر يتصل بخطيبته بواسطة الرسائل أو الهاتف ويسألها عن حالها ويجلب لها هدية من السفر. وعلى البنت وأسرتها أن تقابله بالمثل وبذلك تظهر وفاءها وحبها.

ليس لأيام الخطوبة ثبات واستحكام لازم، وقد تتعرض للانحلال والتزلزل بسبب حوادث بسيطة، فيجب على الشاب والشابة وأسرتيهما أن يراقبوا أقوالهم وأفعالهم لئلا تسبب الانحلال والفراق.

إن الشاب والفتاة لم يتزوجا شرعا في مرحلة الخطوبة، لكنهما تعاهدا على ذلك، وعليهما الوفاء بعهدهما، فيجب على الشاب أن لا يفكر أبدا في فتاة أخرى سوى خطيبته، وعلى الفتاة أن تغض طرفها عن كل الشباب، وتنتظر الزواج من خطيبها.

كونوا أوفياء بالعهد الذي اتخذتموه عن الخطوبة، ولا تلغوا هذا العهد المقدس بأعذار جزئية وصغيرة. وإن جاءكم خطيب آخر فلا تقبلوه وأجيبوا بالنفي،فأنتم بشر وعليكم الوفاء بالعهد.

ويمكنكم إلغاء الخطوبة لو كان لديكم عذر موجه ومنطقي، وذلك لو أحس الشاب أو الشابة من خطيبه أنه فاقد لأحد أو بعض الموازين الضرورية والمهمة للزواج. كأن يكتشف أن طرفه المقابل غير ملتزم بالأحكام الشرعية الإلهية، أو أنه سيئ الخلق، أو شارب للخمر، أو مقامر، أو تارك للصلاة، أو مدمن للمواد المخدرة، أو سارق ومجرم. فمن البديهي أن هكذا زواج لا يقترن بالسعادة والهناء، فما أحسن أن ينحل منذ البداية. وفي هذا الفرض يكون من الضروري فسخ الخطوبة لدفع الضرر.

وفي هذه الحالة أيضا يجب حل المسألة بشكل سلمي مع مراعاة الأخلاق والمقررات الإسلامية، واجتناب الهتك والسب والحقد والإيذاء.

ومن الجدير بالذكر أن الهدايا التي تعطى قبل صيغة العقد تتعلق بالشخص المهدي نفسه ويجوز له المطالبة بها وإرجاعها؛ لأن الهدية كانت معلقة بالزواج ولأنه لم يقع الزواج فيمكن استردادها. وهذا يختص بالهدايا التي تبقى وتدوم كالخاتم والملابس والمجوهرات وأمثالها، ويمكن المطالبة بها ويجب على الآخر إعطاؤها. لكن الأشياء التي لا تبقى كالحلويات والفواكه، لا يمكن إرجاعها ويجب أن لا يطالب بها. وعلى أية حال يجب العفو في هكذا موارد ولا يجب التشديد، فإن تحمل الأضرار الصغيرة أفضل من تحمل الصعاب المؤلمة.

 

الخطوبة:

اعتاد بعض الناس على أن يخطبوا الولد والبنت سن الزواج، أو يخطبوهما منذ الطفولة أو الرضاعة. لم تقرأ صيغة العقد في مراسيم الخطوبة. بل يتم ذلك بتبادل خاتم الخطوبة والملابس والحلويات. وفي هذه المراسيم يقرر والدا البنت والولد أن يزوجوهما في الوقت المناسب. وتتم هذه المراسيم لكي يحفظ الشاب والشابة من الزواج من غيرهما، وهنا يطرح هذا السؤال: هل أن الخطوبة سنة جيدة أم لا؟

برأيي أنه لا إشكال في الخطوبة لو كانت في سني الزواج في حالة أن الفتاة والفتى يتمتعان بالنضج والوعي الكافيين، ويمكنهما معرفة المصالح والأضرار التي تصيبهما، وبشرط التحدث مع البنت والولد ورضاهما. ولكن لو خطب الصبي والصبية في مرحلة الطفولة أو بداية الشباب والفتوة وأريد تزويجهما في السنين القادمة، فأنا لا أرجح ذلك، ولا أرى صلاحا فيه؛ لأن الفتى والفتاة لا يتمتعان بنمو ورشد كاف في سني الطفولة، ولا يمكنهما تشخيص منافعهما ومصالحهما، ولعلهما لا يرتضي أحدهما الآخر بعد أن يكبرا، وعند الزواج، ولكن بما أنهما كانا في مرحلة الخطوبة لسنين متعددة فلا يجرأ آن على الرفض وفسخ الخطوبة، إضافة إلى ذلك فإنهما يواجهان مخالفة الوالدين والأقرباء الشديدة. وبالتالي فإنهما مجبران على حياة مملوءة بالعذاب والمرارة والألم، ويؤدي ذلك عادة إلى الطلاق، والمسؤول عن كل هذه الآلام والتعاسة هما الوالدان اللذان خطبا الولد والبنت في زمن الطفولة وقبل بلوغهما العقلي.

 

المهر:

من المسنون أن يقدم عند الزواج سيئا لزوجته، يسمى في الاصطلاح مهرا وصداقا. فكما تكون الخطبة في جهة الرجل، فالمهر يقدم للمرأة من جانبه أيضا. والرجل هو الذي يذهب إلى المرأة ويخطبها ويبدي لها المحبة لا العكس، ولإثبات صدقه وجلب اهتمام المرأة يجب أن يقدم لها شيئا بوصفه مهرا، ليست المرأة سلعة تشترى حتى تباع بواسطة المهر، بل هي محبوبة الرجل وعليه لإثبات صدقه والسيطرة على قلبها أن يقدم لها مقدارا مما يملك. لا تصغر ولا تحتقر شخصية الرجل بالخطبة وإعطاء المهر، بل إن هذا يلازم الرجولة. ولو إن المرأة قامت بهذا العمل تتزلزل شخصيتها. تتمتع المرأة بجمال ونعومة وجاذبية خاصة تجعل الرجل أسيرا وعاشقا لها وتجذبه عتبة دارها لخطبتها.

أدركت المرأة بإلهام فطري أنها محبوبة الرجل وأن عزتها وحرمتها في أن لا تضع نفسها مجانا تحت اختياره بل تجعل نفسها أكثر محبوبة بواسطة إظهار الدلال وعدم الحاجة. فالمرأة ظمآنة للمحبة والعطف وتحب رجلا يحبها من صميم قلبه، وتعتبر المهر دليلا على صدق كلامه. ليس المهر مبلغا للتعامل، بل هو من علائم صدق الرجل، ولهذا يسمى صداقا. لا تبيع المرأة نفسها بالمهر، بل تختبر صدق الرجل في إظهاره للعشق والعلاقة بهذه الوسيلة فيرتاح بالها، وهذه هي فلسفة المهر.

 

وهناك فلسفة أخرى لتشريع المهر وهي عبارة عن إيجاد الأرضية المناسبة للمرأة ليمكنها أداء التكاليف التي أوجبها عليها الخالق تعالى. لكل من الرجل والمرأة خلقة خاصة ؛ فالرجل بمنزلة الزارع والمرأة بمنزلة المزرعة، والرجل بمنزلة البستاني والمرأة بمنزلة البستان. والرجل يغرس نطفة الطفل في رحم المرأة وبعد ذلك لا تجعل الطبيعة منذ ذلك الوقت. فهي مضطرة بسبب خلقتها الخاصة لتحمل مرحلة الحمل والولادة والنقاهة الناتجة عنها، وهي مرحلة خطيرة وصعبة جدا. ولا بد لها من رضاعة الطفل من عصارة روحها لمدة سنتين، وبعد ذلك تسعى لفترة من الزمن لحفظه وحراسته وتربيته. في حين لم يدع الخالق مسؤوليات ثقيلة كهذه في عهدة الرجل، بل هو تمتع بحرية أكبر وأوسع. لذلك يجب أن تتواجد أرضية مناسبة وراحة بال،حتى يمكن للمرأة تحمل هذه المسؤوليات الصعبة. وتشريع المهر هو لإيجاد تلك الأرضية التي تساعد المرأة علة أن تضع نفسها تحت اختيار الرجل، لغرس الطفل وتتقبل المسؤوليات الناتجة عن ذلك. تشتري المرأة بالمهر الذي يقدمه الرجل لها أثاثا بسيطا لحياتها، فيرتاح بالها لأنها لو حملت حملا فإنها تستطيع في هذا الجو الآمن وتقوم بالمسؤوليات الجديدة التي وضعت على عاتقها. وبالطبع إن تربية الطفل وحفظه وحراسته هي وظيفة مشتركة بين الرجل والمرأة، لكن الرجل يتمتع بقسم أكبر من الحرية، ويمكنه التخلي عن أداء تلك المسؤوليات في حين إن المرأة بمقتضى خلقتها الخاصة مضطرة للعمل بهذه الوظائف والتكاليف.

وقد أشارت الأحاديث إلى هذه الفلسفة أيضا، فعن الصادق قال:"إنما صار الصداق على الرجل دون المرأة وإن كان فعلهما واحدا لأن الرجل إذا قضى حاجته منها قام عنها ولم ينتظر فراغها فصار الصداق عليه دونها لذلك". لذلك فإعطاء الصداق من جانب الرجل سنة محمودة وقد أقرها الإسلام.

ويمكن أن يكو ن الصداق مالا ونقدا أو ملكا أو ذهبا وفضة أو أي شيء ثمين آخر، ويمكن للرجل أن يتقبل عملا يعود نفعة للمرأة والأفضل أن يكون شيئا تبقى عينه ويسبب الاطمئنان للمرأة.

 

مقدار الصداق:

لم يحدد مقدار معين للصداق بل يرتبط مقداره بالتوافق بين الرجل والمرأة.

قال أبو جعفر : "الصداق ما تراضيا عليه من قليل أو كثير".

عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام قال: "إني لأكره أن يكون المهر أقل من عشرة دراهم لئلا يشبه مهر البغي". فلا يصح أن تجعل المرأة نفسها في معرض الرجل مجانا.

 

ماهية الزواج المؤقت:

يتميز الإسلام عن غيره من التشريعات باعترافه إلى جانب الزواج الدائم بنوع آخر من أنواع الزواج هو الزواج المؤقت هل لنا بتعريف الزواج المؤقت؟؟

الزواج المؤقت هو علاقة زوجية مؤقتة تنشأ بعقد يذكر فيه المدة والمهر إلى جانب العنوان الزوجي ويتميز عن الزواج الدائم بالإضافة إلى الأجل المحدد بعدم ترتب لإرث أو النفقة عليه إلا إذا اشترطت المرأة لنفسها ذلك.

 

شرعية الزواج المؤقت:

إن شرعية الزواج المؤقت موضع خلاف بين المسلمين الشيعة من جهة والسنة من جهة أخرى إلى ما يعود هذا الخلاف بينهما حوله؟؟

يتفق المسلمون على أن النبي شرع هذا الزواج في ظروف خاصة ولكن فريقاً منهم وهم أهل السنة يرون أن النبي رفع هذه الشريعة ونسخ هذا الحكم وبذلك تحول الحلال إلى حرام لكن المصادر الإسلامية الشيعية تروي انه لم ينسخ وان مسألة المنع جاءت من قبل عمر بعد النبي ولم تأتِ من قبل النبي نفسه وإذا كان من المعروف إن أحداً لا يملك أن يحرم شيئاً حلله رسول الله فلا بد من أن نحمل تحريم عمر بن الخطاب للزواج المنقطع على انه تحريم إداري ينطلق من منطقة محصورة في مدة معينة ..

في أي حال فإن الفقه الشيعي اعتبر أن تشريع هذا الزواج بقي حلالاً بينما اعتبره الفقه السني حراماً وقد كتب الشيعة والسنة في أبحاثهم الفقهية الكثير من المداخلات التي تؤيد هذا الرأي أو ذاك ولا تزال المسألة موضوع جدل دائم كغيرها من المسائل التي يختلف فيها السنة والشيعة..

 

استمرارية التحليل:

يؤكد البعض أن إباحة المتعة كانت ضرورية في فترة معينة لذا عمر بن الخطاب حرمها بعد ذلك؟؟

إذا كانت الضرورة هي التي أباحت المتعة وهي شعور النبي بوجوب حماية المسلمين في بعض الغزوات من الضغط الجنسي فإن هذه الضرورة موجودة في كل زمان ومكان فهناك الكثيرون ممن يعيشون الضغط الجنسي دون أن يتمكنوا من الزواج فإن كانت الضرورة هي التي أملت على رسول الله تشريعها فإن الضرورة التي أملت وجودها ليست محصورة في ذلك المكان أو في ذلك الزمان بل هي موجودة الآن بشكل أقسى مما كانت عليه في زمان النبي وبالتالي ليس هناك أي مبرر لنسخها لأنها ضرورة ممتدة في الزمان والمكان.

 

تساؤلات حول أحكام الزواج:

يقال إن الأحكام الواردة في القرآن بصدد الزواج،الطلاق،العدة،الميراث لا تتعلق بالزواج المؤقت لذا فإنه غير شرعي ومن هذه الآيات قوله تعالى: :{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون(6) َإِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } (المؤمنون5-6) {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } (الطلاق4) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} (الطلاق1) مارد الشيعة على ذلك؟؟

بالنسبة للآية الأولى فتشمل الزواج الدائم والزواج المنقطع لأن الزواج المنقطع زواج كالدائم وقوله تعالى:{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون(6) َإِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} يشمل الزوجة الدائمة والمؤقتة فالمرأة التي تعق عقد قران منقطع هي زوجة، زوجة مؤقتة لا فرق بينهما وبين من يتزوجها الرجل ثم يطلقها بعد ذلك.

أما آيات العدة والطلاق فتختص بالزواج الدائم بعد الدخول لا بالزواج بشكل مطلق لأن الزواج في بعض الحالات يكون بلا عدة كما في حال لا يتضمن الزواج الدخول أو كان الزواج بعد سن اليأس فليست العدة من خصائص الزواج الدائم دائماً هذه العدة المذكورة ثلاثة قروء أو اكثر هي من خصائص الزواج الدائم وللزواج المنقطع مع الدخول عدة أيضاً هي حيضتان أو خمسة وأربعون يوماً.

لم يذكر القرآن عدة للزواج المنقطع؟

صحيح لأن القرآن الكريم لم يتحدث عن تفاصيل أحكام الزواج المنقطع الذي تذكره الآية: }فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً{ (النساء 24) تحدثت عن السنة وتحديد العدة في القرآن }وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ{ (البقرة228) من أحكام الزواج الدائم وليس من أحكام الزواج المطلق وكذلك الطلاق فهو من أحكام الزواج الدائم لأن الزواج المنقطع أمره بيد الطرفين.

 

الرسول وتحريم الزواج المؤقت:

يقول المسلمون السنة إن الرسول حرم المتعة بعد تحليها فهل حدث ذلك فعلاً؟؟

يروي السنة أحاديث عن الرسول وأخرى عن على بأن النبي حرم المتعة والملحوظ انهم يذكرون أنه حرمها في موقعين ولكن لو كان قد نسخها فعلاً لما كان هناك مبرر لإباحتها اليوم وتحريمها غداً ثم أباحتها من جديد الأمر الذي يدل على أن هذا التحريم ليس واقعياً وحقيقياً وما يؤكد ذلك ما جاء من عمر عندما قال: (متعتان كانتا على عهد الرسول حللهما وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما ) ومن المعلوم أنه ليس لعمر حق في تحريم ما احله الله.

 

الأئمة وتحريم الزواج المؤقت:

يقال إن علياً قال: (أن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأهلية؟؟

يدل على أن النبي أحل المتعة ولم يحرمها في وقت آخر أنهم يرون أن علي قوله: (لولا ما نهى عنه عمر من أمر المتعة مازنا إلا شفى (أو لا شقي) ومن المعروف شهرة حلية المتعة ودعوة الأئمة إليها وهم أولاد علي و أعرف بما نطق به لشيعته وممارستهم لها الأمر الذي يدل على أن هذه الرواية غير صحيحة.

 

الحقوق والواجبات المترتبة على رابطة الزواج :

إن الزواج عقد, وهو كأي عقد يترتب حقوقا وواجبات متقابلة على كلا الطرفين, من أهمها:

1. دفع مقابل لأحد الزوجين: وهذا الحق إما أن يترتب للزوجة على الزوج ويسمى مهراً كما هو الحال في النظام الإسلامي إما أن يكون حقاً للزوج على الزوجة وهذا هو نظام الدولة الذي عرف في التشريع الروماني وأقرته الكنيسة المسيحية ثم ألغته القوانين المدنية في معظم البلاد التي كانت تأخذ به, إلا أن الأعراف لدى بعض الطبقات في هذه البلاد حتى الآن تقضي بتطبيق هذا النظام.

2. نفقة الأسرة: وتترتب بموجب النظام الإسلامي على الزوج فمهما كانت المرأة غنية لا تجبر على المشاركة في نفقات البيت, وتميل معظم المجتمعات التي تسمح للمرأة بالعمل, إلى أن تأخذ بنظام المشاركة بين الزوجين في نفقات الأسرة المعشية.

3. رئاسة الأسرة: لما كان كل مجتمع لابد أن يكون به رئيس أو مسؤول ولما كانت الأسرة مجتمعاً صغيراً فإن من الطبيعي أن يكون لها مسؤول أول, هذا المسؤول حسب النظام الإسلامي هو الزوج. وليس في ذلك أي انتقاض من حقوق المرأة أو امتهان لشخصيتها وكرامتها, والمرأة في ظل الإسلام عزيزة كريمة لها من الحقوق الهامة أكثر مما للمرأة في أي مجتمع آخر, إلا أن طبيعة عمل الزوج على الأغلب وكونه أقدر على تحقيق مصالح الأسرة والإشراف على شؤونها هو الذي حدا بالإسلام إلى أن يقرر مسؤولية الرجل عنها.

4. ترتيب الأولاد: تقوم الأسرة بإشراف الزوج والزوجة على تربية الأولاد حتى سن معينة وتختلف هذه السن باختلاف المجتمعات وبدء السن الدراسية في الدارس, وحتى مع وجود المدرسة تبقى للأسرة مهام تربوية عظيمة.

5. احترام عقد الزوجية : ويترتب على الزوج أن يحترم كل من الزوجين عقد الزوجية, وإذا حصل أن خان أحد الزوجين هذه العلاقة فإن بعض المجتمعات تعاقب الخائن وتفسخ عقد الزواج بينهما, بينما لم تجد مجتمعات أخرى أي سبب يبرر فصم عقد الزواج حتى ولو كان هذا السبب خيانة زوجية, وبهذا تقول معظم الكنائس المسيحية, التي أخذت تتساهل بعض الشيء بتأثير الواقع, فتسمح بالتفريق بين الزوجين في حالة الخيانة الزوجية,كما أن القوانين المدنية الحديثة حتى في البلاد المسيحية, أخذت بالتفريق بين الزوجين لهذا السبب.

 

دفع شبهات عن نظام الإسلام في الزواج:

1.تعدد الزوجات: أباحت الشريعة الإسلامية للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة إلى أربعة, وقد أثارت هذه الإباحة تعليقات كثيرة من خصوم الإسلام, وللإجابة على هذه التعليقات لابد من الإشارة إلى عدة أمور:

* ليس معنى إباحة الشيء الأمر به, فالإسلام في إباحته للتعدد لم يأمر به كما نعلم, وإنما شرعه مراعياً الفطرة الإنسانية والرغبة في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تترتب على حظر التعدد أو تحريمه تحريماً تاماً.

* يشترط لمن يعدد أن يعدد أن يعدل بين زوجاته في الإنفاق فمن لم يستطيع العدل أو لم يأمن على نفسه من الوقوع في التميز بين زوجاته كان اثماً في تعداده.

* ويجب أن يكون قادراً على الإنفاق على الزوجات وأولادهن, والأصل أن هذا من شروط الزواج حتى بواحدة وهذا ما يقاضيه حديث رسول الله "ص": (من استطاع منكم الباءة فليتزوج) فالاستطاعة جسدية ومالية.

* هذا ولابد أن نلاحظ هنا أن تعدد الزوجات كان نظاماً معروفاً قبل الإسلام وكانت بعض المجتمعات تبيح التعدد بلا قيود,فجاء الإسلام ليحدد العدد فيجعله لا يزيد على أربعة وليشترط العدل والقدرة على الإنفاق.

وحين أباح الإسلام هذا الإسلام هذا التعدد فإنه عالج أسباباً كثيرة تدعو إليه, منها:

1. أن تكون المرأة عقيماً ويريد الرجل ذرية وخلفاً, فإذا لم يكن نظام التعدد قائماً كان على الرجل أن يطلق زوجته رجاء الذرية من زواجه الجديد, وفي هذا ما فيه من إساءة للمرأة التي تفضل في مثل هذه الحالة البقاء في بيتها مع زوجها ولو شاركتها زوجة جديدة.

2. ويشبه هذا أن تكون المرأة مريضة لا تستطيع القيام بواجباتها الزوجية, ولا شك أن بقاء مثل هذه المرأة مع زوجها, مع السماح له بأن يتزوج عليها أصون لكرمتها وأحفظ لحقوقها.

3. والتعدد يكون في كثر من الأحيان تصحيحاً لغلط وقع بين رجل وامرأة وكانت المرأة فريسة هذا الغلط إذا يؤذيها في سمعتها وكرامتها, ولا دافع لذلك الأذى إلا بأن يتزوجها ولو كان متزوجاً, وقد يكون التعدد واقياً من خطأ قد يقع أو من المؤكد أنه سيقع إذا لم يكن هذا الزواج.

4. وقد تدخل الدولة في حرب يترتب عليها فناء عدد كبير من رجالها فتصبح النسبة بين عدد الرجال والنساء متباعدة جداً كما حصل في بعض الدول بعد الحرب العالمية الثانية, يبدو لنا أنه في مثل هذه الحالة يكون نظام التعدد لازماً للإبقاء على تماسك المجتمع وبقاء العلاقات بين الرجال والنساء مشروعة, ثم إن التعدد سيتيح لهذه الأمة أن تعيد ترميم كيانها البشري من جديد.

وليس هذه الأسباب هي كل شيء في الموضوع, وإنما هي أمثلة عن الحكم التي يمكن أن نلمسها من إباحة التعدد, بحيث أن أي دارس فاحص خبير يعالج لأمور بعمق,سيكشف أن منع التعدد ضار بالمرأة أبلغ الضرر,

وان من يقول بعكس هذا يقف عند ظواهر الأمور, وتستولي على نفسه أحوال جزئية لبعض النساء ولا ينظر إلى المصلحة الحقيقية كل النساء.

 

الحقوق الزوجية في الإسلام :

نستطيع أن نقسم الحقوق التي يرتبها الإسلام على عقد الزواج إلى ثلاثة أنواع:

1. حقوق مشتركة بينهما

2. حقوق للزوج على زوجته

3. حقوق للزوجة على زوجها

أما الحقوق المشتركة , فمنها حل الحياة أو العشرة الزوجية إذا أنها لا تحل في الإسلام إلا بالزواج وهي حق للزوجين على السواء, ومنها حرمة المصاهرة, إذا يحرم عليه أن يتزوج من أصوله زوجته وفروعها وفروع أبنائه وفروع أبنائها وبناتها كما تحرم زوجته على أصوله وفروعه أي على آبائه وأجداده وأبنائه وفروع أبنائه وبناته, ومنها أن يتوارثا فيما بينهما , فإذا مات أحد الزوجين ورثه الآخر, فيرث الزوج زوجته إذا ماتت قبله, وترثه إذا مات قبلها.

أما حقوق الزوج على زوجته فمنها حق الطاعة, والقرار في البيت, فلا تخرج إلا بإذنه, وقد فصل العلماء كيف يكون ذلك, ومنها ثبوت نسب من تأتي به من ولد أنه له.

وأما حقوق الزوجة على زوجها فمنها حق المهر , وهو من قبيل معاونة الزوج للزوجة على الاستعداد للحياة الزوجية, ومنها حق النفقة, هذا ما يقضيه توزيع الحقوق والواجبات بينهما, فإذا كان على المرأة أن تقوم على رعاية البيت وتدبير شؤون الأولاد, فإن على الزوج أن يقوم بالأعباء المالية, ومنها حق العدل, والعدالة توجب عليه أن يعاملها بالمعروف, وألا يؤذيها بالقول أو بالفعل, وقد قال رسول الله : خير كم خير كم للنساء, وخير كم خير كم لأهله, وأنا خيركم لأهلي.

 

*************

الخاتمة :

قال تعالى في كتابه العزيز: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } أي لا تنصفوا ولا تعدلوا يا معاشر أولياء اليتامى {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم} أي ما حل لكم ولم يقل من طاب لكم لأن معناه فأنكحوا الطيب { مِّنَ النِّسَاء } أي الحلال منهن أي من اللاتي يحل نكاحهن دون المحرمات اللاتي ذكرن في قوله حرمت عليكم أمهاتكم الآية ويكون تقديره على القول الأول إن خفتم أن لا تعدلوا في نكاح اليتامى إن نكحتموهن فأنكحوا البوالغ من النساء وذلك أنه إن وقع حيف في حق البوالغ أمكن طلب المخلص منهن بتطييب نفوسهن والتماس تحليلهن لأنهن من أهل التحليل وإسقاط الحقوق بخلاف اليتامى فإنه إن وقع حيف في حقهن لم يمكن المخلص منه لأنهن لسن من أهل التحليل ولا من أهل إسقاط الحقوق وقوله { مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } معناها اثنتين اثنتين وثلاثا ثلاثا و أربعا أربعا فلا يقال أن هذا يؤدي إلى جواز نكاح التسع فإن اثنتين وثلاثة وأربعة تسعة لما ذكرناه فإن من قال دخل القوم البلد مثنى وثلاث ورباع لا يقتضي اجتماع الأعداد في الدخول ولأن لهذا العدد لفظا موضوعا وهو تسع فالعدول عنه إلى مثنى وثلاث ورباع نوع من العي جلّ كلامه عن ذلك وتقدس وقال الصادق لا يحل لماء الرجل أن يجري في أكثر من أربعة أرحام من الحرائر { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ } بين الأربع أو الثلاث في القسم أو النفقة وساير وجوه التسوية { فَوَاحِدَةً} أي فتزوجوا واحدة { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي واقتصروا على الإماء حتى لا تحتاجوا إلى القسم بينهن لأنهن لا حق لهن في القسم { ذَلِكَ } إشارة إلى العقد على الواحدة مع الخوف من الجور فيما زاد عليها { أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } أي أقرب أن لا تميلوا وتجوروا عن ابن عباس والحسن وقتادة ومن قال معناه أدنى أن لا تكثر عيالكم فإنه مع ضعفه في اللغة ففي الآية ما يبطله وهو قوله أو ما ملكت إيمانكم ومعلوم أن ما يحتاج إليه من النفقة عند كثرة الحرائر من النساء مثل ما يحتاج إليه عند كثرة الإماء وقيل كان الرجل قبل نزول هذه الآية يتزوج بما شاء من النساء.

دين 102

 

 

الزواج في ظل الاسلام

 

المقدمة :

إن الزواج بلا شك هو أعظم و أهم حادثة تقع في حياة الإنسان، والزواج هو سنة اجتماعية، كانت متعارفة منذ العصور القديمة بل منذ بداية الحياة البشرية. وهو عهد مقدسا يوجد بين كل الأقوام والأمم المتدينة وغيرها، و في جميع العصور والأمكنة. وفي هذا العهد المقدس يبدأ الزوجان أي الرجل و المرأة حياة مشتركة ويتعاهدان بأن يكون كل منهما معينا وأنيسا وشريكا للآخر في أحزانه وأفراحه. والزواج حاجة طبيعية للإنسان. فكما أنه يحتاج إلى الطعام والشراب. فهو بحاجة إلى الزواج في سنين معينة. فكل من الفتى و الفتاة يشعر في مرحلة البلوغ بأنه يحب الجنس المخالف ويحب الاتصال به. فالزواج حاجة طبيعية أقرتها كل المجتمعات البشرية والأديان السماوية. وبالأخص الدين الإسلامي الذي أمر اتباعه بالزواج وحذرهم من العزوبة. فليس الزواج أمرا مكروها، بل هو برأي الإسلام أمر مستحب وواجب في بعض الموارد. ولو كان بقصد القربة لكان عبادة. وقد أكد الرسول والأئمة الأطهار على الزواج كثيرا. فقال الرسول :" ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج ".

وقال أمير المؤمنين : " تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: " من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج " .

وقال الإمام الصادق : " ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب " .

وقال الرسول الأكرم : " ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره " .

وقال رسول الله : " رذال موتاكم العزاب ". وقال : " أكثر أهل النار العزّاب " .

فليس حب المرأة و تكوين العائلة مذموما بل هو من علامات الإيمان في الإسلام.

قال الإمام الصادق : " من أخلاق الأنبياء حب النساء " .

وقال أيضا : " ما أظن رجلا يزداد في الإيمان إلا ازداد حبا للنساء " .

وقال رسول لله : " قرة عيني في الصلاة ولذّتي في النساء " .

وقال أبو عبد الله : " أكثر الخير في النساء " .

لعل بعض القرّاء يتعجبون لهذه الأحاديث ويقولون: أن الأنبياء والأئمة المعصومين أرفع من أن يحبوا النساء ويلتذّوا بهن. ولكن يجب أن يلتفتوا إلى أن الأنبياء والأئمة المعصومين هم بشر كسائر الناس، يلتذّون باللذات الجسمية كالأكل و الشرب والنكاح ولم يتركوها، لكنهم لم يتولهوا بها ولم يجعلوها هدفهم في الحياة، بل إنهم يتابعون هدفا عظيما، فهم عباد الله المخلصون. الأنبياء بشر يعيشون كسائر الناس ويستفيدون من اللذات والنعم الإلهية لكنهم يرتبطون بالله عن طريق الوحي، ولكنهم معصومون لا يرتكبون الذنوب والأخطاء، وهذا هو امتيازهم على الآخرين.

وفي مشروعنا هذا نتطرق إلى معنى الزواج و فوائده، وموانعه، وأهدافه، و الزواج المحرم ، والزواج من الأقرباء، و الخطبة و الخطوبة ، و المهر ، و مقدار الصداق . و أيضا نوضح في هذا المشروع ماهية الزواج المؤقت و شرعيته، و تساؤلات حول أحكام الزواج ، و قول الرسول صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم في تحريم الزواج المؤقت، و الحقوق و الواجبات المترتبة على رابطة الزواج، كما نتطرق إلى موضوع دفع شبهات عن نظام ديننا الحنيف الإسلام. و نبذة عن الطلاق ، والحقوق الزوجية في ظل ديننا الإسلامي.

*************

ما معنى الزواج؟ :

الزواج صيغة تعاقدية بين المرأة والرجل تقول على أساسه علاقة زوجية بينهما يحكمها نظام من الحقوق والواجبات الشرعية والقانونية التي تختلف باختلاف الأديان والقوانين، وهذه الصيغة التعاقدية تعطي لكل من الرجل والمرأة حقا جنسيا في جسد الآخر، وتتشكل على أساسها خلية اجتماعية يعيش الرجل و المرأة فيها معا تحت سقف واحد، ويتمكنان بفضلهما من إنجاب الأولاد، وتكوين الأسرة، وإشباع غريزة الأبوة والأمومة فيهما.

ولأن الغريزة الجنسية وغريزة الأمومة والأبوة غريزتان أصيلتان في الإنسان، فإن إشباعهما يخلق شعورا بالتكامل لدى الرجل والمرأة؛ الأمر الذي يعني شخصيتهما وحياتهما، ويؤدي إلى استمرار النسل.

 

فوائد الزواج :

إن الزواج وتشكيل الحياة الأسرية المشتركة هو أحد وأفضل العادات الاجتماعية الإنسانية، ينبع من فطرة الناس وخلقهم الخاص. وهو سنة مقدسة ومفيدة ارتضته جميع الأمم على طول التاريخ. والزواج من ضروريات الحيات الإنسانية وتركه أمر غير متعارف وشذوذ عن السنة الاجتماعية. ولو قام الزواج على أساس العقل والفكر وعلى أساس الموازين الصحيحة فإن له منافع وفوائد مهمة نذكر بعضها:

1.كسب الاستقلالية :

يعتبر الفتى والفتاة قبل الزواج جزءا من أفراد العائلة وتبعا لهم، وهم يريدون الاستقلال لكنهم محرومون من هذا الحق المشروع. فيصرف نتاج عملهم على الأسرة. فلا استقلال لهم في التصميم والمقررات، بل عليهم اتباع القوانين والضوابط التي يعينها لهم الوالدان، ولكن تتغير حياة الشاب والشابة عند الزواج وتتخذ شكلا جديدا، وتحصل على الاستقلال. ففي هذه الحياة الجديدة يصبح الفتى والفتاة زوجا وزوجة، ويشكلان هيكلا اجتماعيا صغيرا، فيصلان إلى الاستقلال ويتحملان المسؤولية. ويكون لهما هدف في الحياة ويصرف نتاج عملهما على أسرتهما الجديدة. فيتحملان مسؤولية إدارة الأسرة الجديدة ويكونان هما المقررين والمشرعين لقوانين الأسرة لا تابعين. وبهذا يبدأان حياة مستقلة جديدة.

2.الأنس والراحة :

إحدى خصوصيات وحاجات الإنسان الطبيعية هي الإنس والمودة والألفة. فالوحدة صعبة ومؤلمة. فالإنسان يحتاج إلى إنسان آخر يكون أمينا وصالحا ومواسيا ورحيما وكاتما للسر ليأنس به ويشكو له ويظهر له أسراره وينتفع بتسليه ومواساته وتلطفه، وبهذا يحصل على الراحة والطمأنينة. وهو بحاجة إلى صديق مخلص يطمئن به يظهر له مودته الخالصة، ولا يبخل هو بإبداء الود له.

أفضل شخص يمكنه تأمين وسد هذه الحاجة الطبيعية هو الزوج، امرأة أو رجل. فكل الصداقات والحب أمر موقت ومحدود إلا الحب والصداقة بين الزوجين فهو دائم وغير محدود؛ لأنهما يكونان واحدا ولهما هدف مشترك، يحتاج كل منهما إلى الآخر أكثر من غيرهما. الراحة والطمأنينة التي تحصل بسبب الزواج مهمة جدا حتى اعتبرها الله تعالى من آياته العظيمة فقال: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .

نلاحظ في هذه الآية أن الراحة والطمأنينة اعتبرت أعظم نتيجة للزواج. والحقيقة هي هذه. ففي الزواج منافع أخرى كإشباع الغريزة الجنسية، لكن أكبر فائدة وأعظمها هي راحة النفس والاستقرار والطمأنينة التي تحصل للزوجين بسبب الزواج. ويمكن القول بأن أفضل نعمة يحصل عليها الإنسان هي الزوج الصالح و المناسب.

قال الإمام الرضا : " ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها ومالها " .

3.حفظ العفة والصيانة من الذنب :

بسبب الزواج تقع الغريزة الجنسية وهي من أقوى الغرائز الإنسانية تقع في مسيرها الطبيعي وتصان من الذنب والانحراف. فالغريزة الجنسية الكامنة في وجود كل إنسان غريزة قوية جدا لو وضعت في مسيرها الحقيقي والطبيعي تكون لها فوائد كثيرة إضافة إلى عدم ضررها. وإن لم توجد الوسيلة المشروعة لها فلعلها تخرج الإنسان عن مسيره الطبيعي وتجبره على الانحراف وارتكاب الذنب. والوسيلة الوحيدة الطبيعية والمشروعة لإشباع هذه الغريزة هي الزواج وتشكيل الأسرة. فبعد أن يتزوج الإنسان ويحصل على الوسيلة المشروعة لإشباع هذه الغريزة الجنسية يستطيع بقوة الإيمان الحفاظ على عفته والابتعاد عن الزنا واللواط والنظر إلى غير المحارم. ولكن يصعب على غير المتزوج حفظ نفسه وغريزته الجنسية. ولهذا يمكن أن نصف الزواج بأنه عامل مهم للحفاظ على الدين. وقد أشارت الأحاديث إلى ذلك.

قال رسول الله :" من تزوج أحرز نصف دينه " .

وقال ( ص) : " من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة " .

وقال ( ص) أيضا : " يا معشر شباب من استطاع منكم الباه فليتزوج فإنه أغض للنظر وأحسن للفرج، ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء " .

وقال أيضا : " ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه ، يقول : يا ويلاه! عصم هذا مني ثلثي دينه فليتق الله في الثلث الباقي " .

4.الراحة وتعادل الأعصاب :

قال العلماء : إن إشباع الغريزة الجنسية في حينه وبالنحو الصحيح والترشح المعتدل

Link to comment
Share on other sites

لو سمحتي لاتردين لي طلبي الله يخليج

ابي بحث عن الاستنساخ (البشري) دين 104

وبحث ثاني عن الارسال التلفزوني فيز 316

مرض الكوليرا او التيفائيد او السل حيا 315

مدعم بالصور

 

واكون لج شاكرة

Edited by أسيرة الحب
Link to comment
Share on other sites

لو سمحتي لاتردين لي طلبي الله يخليج

ابي بحث عن الاستنساخ (البشري) دين 104

وبحث ثاني عن الارسال التلفزوني فيز 316

مرض الكوليرا او التيفائيد او السل حيا 315

مدعم بالصور

 

واكون لج شاكرة

ان شاءاالله حبوبة بدور لج

Link to comment
Share on other sites

بقيت تقرررير ثلاث صفحات حق كيم 111 و حيا111 وجولوجيا 111 ssm11.gif

تفضلي تقرير جيو

 

جيو 111

________________________________________

الدكتور فاروق ألباز

 

 

المقدمة

المعلقة: دكتور فاروق الباز الجيولوجي المصري الشهير وصاحب ألقاب عديدة منها: "سيد القمر والمريخ وكوكبنا الأرض". عمل مستشاراً لرؤساء دول وشيوخ، وكان من أول العلماء الذين أدركوا أهمية استكشاف الصحراء بعد أن ساهم عمله الرائد في دراسة الصور القمرية في إنجاح أول هبوط للإنسان على سطح القمر.

مشواره بدأ من قرية صغيرة في مصر، قرية الزقازيق حيث ولد من أب كان أول من تعلم من قريته في الأزهر، ومن أم يعتبرها مثالاً للذكاء الفطري الذي اقتاد به في أخذ أهم القرارات في حياته.

دراسته وسفره إلى أميركا

د. فاروق الباز: والدي -الله يرحمه- كان يقول: "الواد فاروق ده واد ذكي قوي". كنت أنا وأنا صغير أو في المدرسة الثانوية كان أملي إن أنا أدخل كلية الطب وأبقى جراح متميز، وأبقى جراح في المخ، حاجة -يعني- تبقى متقدمة للغاية. لما خلصت الثانوية العامة المواد بتاعتي.. المجموع الكلي ما سمح ليش إن أنا أدخل كلية الطب، ودية كانت صدمة في حياتي، سمح لي إن أنا أدخل إما كلية العلوم أو كلية طب الأسنان، فرحت على كلية العلوم في جامعة عين شمس لأنها قريبة مننا، يعني ما كانش عندي الفلوس -يعني- النص قرش نركب مواصلة ممكن الواحد يمشيها في ساعة كده أو ساعة ونص. فالمهم رحت على كلية العلوم وقلت عندهم أيه؟ فقالوا لي إحنا هنا بندرس لكل واحد، أول ما تدخل لازم تأخد تختار مواد الرياضيات والكيميا والجيولوجيا.. الكيمياء، والطبيعة، والأحياء، والجيولوجيا. فأنا قلت الجيولوجيا ديه أيه؟! كنت لسه ما سمعتش كلمة "جيولوجيا" خالص، قال لي: جيولوجيا دي بتاع الناس اللي بيروحوا الجبل بيأخذوا عينات من الصخور، قلت. أيوه أنا عايز ده!! لأني من أيام الكشافة أنا كنت بأجمع الصخور، بأجمع عينات وقلت أنا عايز أخذ الجيولوجيا وأخذ معها كيميا وطبيعة وأحياء وكذا.. فالهم ده كان بدأ المشوار بتاع الجيولوجيا الأول.

المعلقة: بعد أن حصل فاروق على شهادة البكالوريوس من جامعة عين شمس التحق بمجموعة من خمسة جيولوجيين مصريين في بعثة منحته شهادة الدكتوراه من أميركا.

حلم عظيم كان يراود الجيولوجي الشاب، فقد جال العالم كله، زار أهم المناجم، وجمع آلاف العينات ليعود بها إلى مصر مسلحاً بمعرفته الواسعة وجميع الأجهزة اللازمة لإنشاء معهد جيولوجي ينافس أشهر المعاهد العالمية، ولم يكن ليقبل بأقل من ذلك.

د. فاروق الباز: لما رجعت على مصر بكل هذا لحماس بكل هذا التخطيط قيل لي إن أنا مفروض أروح أدرس كيميا في المعهد العالي بالسويس، وأنا ما أعرفش المعهد العالي بالسويس ده أيه، أو الغرض منه أيه، وأنا معايا دكتوراه في الجيولوجيا، أروح أدرس كيميا إزاي؟! فأنا قلت للراجل: أنا معايا دكتوراه في الجيولوجيا أدرس كيميا إزاي أنا؟! قال لي: ما أنت مكتوب كده إن أنت واخد بكالوريوس كيميا جيولوجيا، قلت له: أيوه، أنا واخد بكالوريوس كيميا وجيولوجيا ده كان 8 سنوات قبل كده، إحنا.. النهارده بعد 8 سنوات تخصصت في الجيولوجيا. قال لي: يعني يا سيدي مش هتعرف تفتح كتاب وتقرأ chapter بـ chapter وتدرسه؟ قلت له: أنت كنت عايز أي واحد يفتح أي كتاب ويفتح ويقرأه ويدرسه للعيال جيب أي واحد من الشارع بتجيب واحد دكتوراه في الجيولوجيا ليه؟! المهم أنا كنت فاكر إن لا يمكن -يعني- إن الحكومة بتعمل كده، وخصوصاً عشان في ذلك الوقت كان فيه مبدأ الحكومة بتتكلم عليه، وكان بيتكتب في الأهرام والأخبار مانشيت كده كبير "الرجل المناسب في المكان المناسب"!! [ها.. ها.. ها] المهم قلت.. حاولت أكلم ناس ما حدش يرد عليه حاولت أكلم ما عرفتش، رحت الوزارة أقول لهم يا أخوانا كذا ما حدش.. يقول لي: لأهم ده كده.. واسمك مكتوب في الورقة دي وأنت تروح أنت مع خمسة تانيين مكتوبين كده في الورقة واسمك هناك حتروح آه هادرس كيميا إزاي؟! أنا أروح للوزير، لو الوزير فهمني أدرس كيميا ليه أروح تاني يوم، أروح للوزير وأقعد في المكتب عنده ما يرضاش يقابلني، كل يوم أروح ما يرضاش يقابلني، رحت 3 أشهر أروح من 9 الصبح لحد 2.5 قاعد في المكتب من بره وهو يطلع ويخرج وما يرضاش يقابلني 3 أشهر ومدير المكتب بتاعه أصعب عليه يقول لي: يا بني روح جيب كارت من حد، أقول له: ما عنديش كارت من حد، يا بني ما واسطة ما عنديش واسطة.

أصعب عليهم مرة يجيبوا لي شاي، مرة يدوني سيجارة، مرة كذا.. كل يوم، 3 أشهر، وبعدين رحت قلت.. الوزير مش راضي يقابلني، كان فيه وكيل وزير، قال لي: الوزير مش راضي يقابلك.. مش راضي يقابلك عشان أنت.. رافض تستلم العمل، ما تروح يا فاروق استلم العمل وتعالى على طول، وأنا بعدها بأسبوع أنا هأخذك هو لأنه كان وكيل وزارة وهأدخلك للوزير على طول. قلت والله أعملها الحكاية ديه، ليه؟ لأن كانت مراتي كانت حامل وكانت النمرة (2) في الطريق.

رحت خدتها ورحنا على السويس وكان معانا البنت الصغيرة وطلعت أنا في الدور التاني بتاع المعهد ده معهد حاجة كده مكان خربان، المعهد ده اتقفل

-على فكرة- بعدها بسنتين ولا كانت له لازمة حتى، وطلعت في الدور التاني عشان أستلم العمل، وقعدت أملى الورق يمكن نص ساعة أو ساعة ونزلت. وأنا نازل من على السلم قابلت واحد صاحبي كان معيد معايا كان معيد في.. في الفيزيا أما أنا كنت معيد في الجيولوجيا في جامعة أسيوط زمان قبلها بـ 8 سنين، قال لي: أيه يا فاروق أنت جيت ليه؟ إحنا عارفينك مطلع روحهم في الوزارة، جدع أنت..، أنت جيت هنا ليه؟

قلت له: أنا عشان الدكتور فلان الفلاني قال لي: روح استلم العمل وتعالى أنا هأدخلك للوزير.. أنا هأدخلك للوزير ونحل المشكلة على طول.. قال لي: آه يا بطل، الكلام ده نفسه حصل لي أنا من سنتين، أنا واخد دكتوراه في الهندسة النووية وأنا هنا دلوقتي من روسيا من جامعة موسكو، وأنا دلوقتي بأدرس صوت وضوء، أنا باجي هنا غصب عني عشان استلمت العمل، أنت طول ما أنت مش مستلم العمل ما عندهمش، يوم ما تستلم العمل يقدروا يجيبوك بالبوليس، يجيبوك هنا زي ما بيجيبوني، بيغصبوا عليَّ أنا جابوا عساكر البوليس بتجيبني من البيت، لما يرعبوا أمي يجيبوها هنا عشان آجي هنا عشان أدرس صوت وضوء، أنا بقالي سنتين، أنا كرهت نفسي، أنا كرهت البلد، أنت باصص على إنسان مهلهل، أنت باصص.. وابتدأ يهتز ويعرق، أنا بقيت خايف هيموت، قعدت جنبه أهديه لما هدي قعدنا نتكلم شوية وأقول له: ربنا يسهل كذا.. كذا، وأنا هأروح أكلم الراجل وأعمل كذا.

المهم خلصت أنا الكلام معاه لما هدي قعدت معاه يجي ساعة، وطلعت تاني على الراجل اللي أنا استلمت معاه العمل، وقلت له: أنا فيه الورق اللي أنا استلمت به العمل؟ والنبي عايز أغير فيه حاجة كده، قال لي: أيه؟

قلت له: بس أغير حاجة، وريهوني، اداني الورق رحت مقطعة وقلت له: أنت لا شوفتني ولا أنا شوفتك!!

المعلقة: يومها يمشي فاروق إلى جامعته القديمة وقد أضناه التعب، الحل لا يأتي إلا بعد سنة كاملة عندما يغادر بصحبة زوجته إلى أميركا بشكل سري ودون أن يخبر أحداً من عائلته نظراً للظروف السياسية السائدة في مصر آنذاك.

د. فاروق الباز: أنا وصلت أميركا في ديسمبر 66، وابتديت عشان أدور على عمل في.. من البداية من يناير 67 في الجامعات اللي أنا أعرفهم، الناس اللي يعرفوني الأساتذة، فاتضح إن كل الجامعات في الأماكن اللي أنا أعرفها مش عايزين حد جديد، كلهم أجروا ناس من أول العام الدراسي، ما فيش حد بيؤجر من نص العام الدراسي، فبديت أقدم طلبات عمل في الشركات، بديت أكتب وأكتب جوابات وأبعت جوابات من كل فج عميق، المهم قعدنا نبعت أما بعت 120 طلب!!

عمله في وكالة ناسا

 

 

المعلقة: جواب رقم (121) يبعثه الدكتور فاروق رداً على إعلان للمحطة الفضائية (ناسا)، إذ كانوا يبحثون عن خبراء جيولوجيين مختصين بدراسة القمر، لم يكن التخصص مجاله، لكن الحاجة للوظيفة لم تترك أمامه الخيار، ودهشته كانت كبيرة عندما جاء الرد بالإيجاب وبعرض فوري لاستلام العمل.

[فاصل إعلاني]

د. فاروق الباز: رحت وبعد.. قعدت أقرأ هم بيعملوا أيه وعايزين أيه والناس عايزين أيه، وبعدين واحد كان بيشتغل في واحد جيولوجي في نفس المجموعة اللي أنا فيها وقال لي: الشغلة دي زي الزفت إحنا بنقرأ تقارير.. بنقرأ تقارير وبنيجي بنلخصها ونديها للرؤساء، نقرأ تقارير ونلخصها ونديها للرؤساء، اللي إحنا فيها دياً، شغلة زي الزفت وخلاص أنا عايز أمشي من هنا وكذا كذا.

فسكت وأنا لسه -يعني- لسه واصل، فالمهم قلت أنا أقرأ التقارير زي ما بيقولوا فين التقارير بتاعتك وأنا أقرأ لك أنا ألخص لك أنا.

إداني شوية منهم عشان أقراهم لقيتهم حاجة تقارير بديت أقرأ ولخصت وإديت له. المهم سمعت منه إن الجيولوجيين هيعملوا اجتماع.. الجيولوجيين بتوع (الناسا) كلهم هيعملوا اجتماع في واحد من مراكز (ناسا) فقلت له: ممكن أروح؟ قال لي: آه، روح أنت، أنا مش عايز أروح.

قلت له: أروح مكانه يعني، رحت فكان 3 أيام الاجتماع، لقيت القصة كلها إن الجيولوجيين بتوع ناسا دول اللي هم كان عندهم 25 جيولوجي.. فاهمين الدنيا كانوا بيشتغلوا على حكاية القمر دي بقالهم من سنة 60، يعني بقالهم سبع سنين فاهمين القصة ومعظمهم واخدين.. واخدين دكتوراه في الحكاية دي فلقيت إنهم كل واحد منهم بيقف بيتكلم على فوهة أو جبل أو حاجة منخفضة على سطح القمر، أو قبة من (التضاريس) وينزل يقعد، كل واحد ياخد ساعة يتكلم على حاجة ما، أول يوم كده مشي كله من 9 لـ 5، تاني يوم من نفس القصة، تالت يوم نفس القصة، في تالت يوم أنا قاعد معايا راجل أنا ما بقيتش عارف ما بقيتش عارف راسي من رجليه في الكلام اللي بقولوه ده، يعني مش فاهم القصة مش عارف أربطها، فقلت أنا أسأل حد يمكن عندهم كتاب أو بحث أو حاجة.. عمل تقسيم عشان أفهم هم بيتكلموا على أيه، فراجل عجوز كان جنبي، قلت يمكن ده راجل طيب إكمنه [لأنه] عجوز هيسمع يفهمني يعني قلت له: فيه كتاب أو مجلة أو مقالة عن كل أنواع التضاريس في القمر ومكانها؟

قال لي: يعني أيه؟ قلت له: يعني تقسيم لتضاريس القمر وموجودة فين. قال لي: ما إحنا عارفين هم أيه وهم فين، قلت أخرس، هم عارفين أنا لازم أعرف.

المعلقة: تجنباً للإحراج ورغبة منه في المعرفة يتوجه الدكتور فاروق إلى المكتبة على أمل أن يجد هناك أجوبة على تساؤلاته.

د. فارق الباز: رحت دخلت الباب، فتحوا لي الباب وادوني مفتاح، لقيت صور متكومة في النص وعليها تراب وبلاوي، رحت للراجل بتاع المكتبة قلت له: عايزين ننضف الصور دي، أنا عايز ترابيزات عشان نرتبها، عشان نحطها كل.. الصور متاخدة من أمتى وأي يوم، قال لي: ما.. على مين.. على طول. خدت الصور دي كله قعدت أنضف في التراب اللي عليها وأرتبها وأحط الأرقام أحطها بالأرقام بتاعتها كلها، ورتبتهم وجبتهم خد مني الحكاية دية حوالي 3 أيام كاملة بس أرتب الصور، من 9 الصبح لـ 6 بالليل، وبعدين خدت الصور دي كلها، قعدت آخدها واحدة.. واحدة أبص هي فيها أيه وآخد كارت كده صغير 3×5 بوصة واكتب الرقم بتاع الصورة وفيها أيه وأحطها، وآخذ التانية أحطها. بعضهم خد بسيط يمكن ياخد مني 5، 6 دقايق وبعضهم يمكن ياخد ساعة على ما أفسرها وأشوف فيها أيه وكذا كذا.

المهم.. الصور دي كلها واحدة.. واحدة ودي كانت جميع الصور اللي خدوها للقمر من محطة قمرية قبل الرواد سنة 65 و66، كان فيه 4322 صورة فكان عملت لنفسي 4322 ورقة عن الصور دي.

جهوده ودوره في هبوط أول إنسان على سطح القمر

المعلقة: لثلاثة أشهر كاملة يصب الدكتور فاروق جميع طاقاته على دراسة الصور المنتقاة لينتهي بنتيجة مذهلة: خريطة لسطح القمر و 16 موقعاً أساسياً لهبوط السفينة، اكتشاف يضعه فوراً على قائمة المتحدثين في الاجتماع الدوري.

د. فاروق الباز: في الاجتماع اللي بعده على طول زي ما الناس بتقوم بتقف ساعة وتدي القصة بتاعتها، فأنا وقفت وخدت البتاعة بتاعتي والصور وقعدت أقول لهم القصة بتاعتي دي، عجبتهم القصة في الكلام وأخذ الكلام ورايح وجاي وبدؤوا يسألوني أسئلة، الأسئلة خدت لها كمان ربع ساعة زيادة عن الوقت، في وسط الأسئلة، الراجل العجوز اللي كان قاعد جنبي المرة اللي قبلها قام وقف، وقال: أنا عايز أقول لكم إن الراجل الصغير اللي واقف قدامكم ده -مش عارف اسمي حتى بعد ما قدموني.. لما كنا هنا المرة اللي فاتت سألني: هل فيه كتاب أو بحث فيه تضاريس.. تقسيم لتضاريس القمر ومكانها؟ وأنا قلت له: إحنا عارفين هم أيه وهم فين، بس أنا عايز أشكره على الملأ عشان هو فهمني إن إحنا لا كنا عارفين هم أيه ولا هم فين.. وراح قاعد.

المعلقة: خلال فترة قصيرة يتحول دكتور فاروق من مجرد موظف مجهول إلى سكرتير لجنة اختيار مواقع الهبوط على سطح القمر، ثم وبدفعة أخرى من حماسه العلمي إلى رئيس لفريق تدريب رواد الفضاء في العلوم والتقاط الصور، بعد أن صب جهده لإقناعهم بضرورة جلب عينات من سطح القمر إلى ارتقاء بمهمة (أبوللو) من سباق سياسي بحت غايته الاستجابة إلى أمر رئيس الدولة إلى رحلة استكشاف علمية.

د. فاروق الباز: أهم شيء في مشروع أبوللو هو إن كانت مجموعة صغيرة جداً من الناس اللي مسؤولة عن كل شيء، بس بالنسبة لهم كان أبوللو حياتهم، إحنا كنا نقول: أبوللو هو الملك، أبوللو ملكنا لا.. لا يعلو عليه أحد ولا يأتي قبله شيء. فكان فيه ولاء رهيب وكانت الناس كلها بتشتغل يعني إما كنا نفكر في عملنا كنا نفكر إن إحنا محظوظين للغاية إن إحنا سمح لنا إن إحنا نشارك بهذا الجهد، لأن إحنا بنعمل حاجة بتحقق حلم الإنسان، من يوم أن خلق الإنسان على الأرض ينظر إلى القمر بانبهار ويتعجب، ويتفكر، وإحنا الآن فينا، في إيدنا فرصة إن إحنا نوصل الإنسانية كلها إلى القمر لنتعجب سوياً.

في أول هبوط على سطح القمر كان هناك -ليس فيه من شك- رعب كبير جداً بالنسبة إلنا إحنا شخصياً، أولاً كان عندنا صداقات مع رواد الفضاء، ثانياً: إحنا كنا عارفين إن إحنا عملنا تفسير لكل ما رأيناه في الصور على سطح القمر نتيجة لخبرتنا بسطح الأرض، فهل ياترى كل شيء هيبقى تمام يعني.

أول ما (نيل أرمسترونج) بص وشاف إن هو نازل لقى نفسه لو ساب السفينة تنزل كما هي هتنزل في النص فوهة، نتيجة لارتطام النيازك والشهب والفوهة دي مليانة جلاميد من الصخور تبقى مصيبة، يعني ممكن السفينة تنقلب أو ما تهبطش خالص، فهو بدل ما إنه يخليها تمشي زي ما هي راحة في سكتها أخذ في إيده العملية وقعد يبعدها ونزل وإحنا عارفين إنه عنده كمية محدودة جداً من الوقود فهو زميله قعد يحكي له، يقول له: الوقود اللي فاضل كذا، ويقول له كام ثانية فاضلة، الوقود اللي فاضل كذا وكام ثانية وإحنا قلب.. كل قلوبنا بقت هتتوقف، ليه؟ لأن إحنا عارفين إن هو الوقت بتاعه محدود، ولو كان وقفت السفينة والوقود

وخلص وهو لسه عالي هتتدش والاتنين يروحوا، الاتنين يموتوا، ونزل السفينة بفن رهيب وفاضلة فيها 6 ثواني وقود.

المعلقة: "خطوة بسيطة لإنسان وقفزة عظيمة للإنسانية". كانت هذه هي أول كلمة قالها (نيل أرمسترونج) عندما خطا خطوته الأولى على سطح القمر وقد حمل معه صفحة من القرآن الكريم تكريماً للأستاذة، الرحلة توجت بالنجاح، وتلتها رحلات أخرى عمل فيها دكتور فاروق على تدريب الرواد في مجال الجيولوجيا وعلى توسيع قاموسهم العربي، حتى أن استطاع (الفريد وردن) في رحلة (أبوللو 15) أن يرسل من القمر تحية كاملة باللغة العربية حين قال.

د. فاروق الباز: مرحباً أهل الأرض، من عندنا إليكم سلام.

أمنياته للعالم العربي ومصر

المعلقة: بعد انفصال يدوم ست سنوات يعود الابن الضال إلى وطنه العربي في رحلة حول دول الخليج مبعوثاً من الحكومة الأميركية، شهرته تسبقه بسنوات فيحل ضيفاً على رؤساء دول وشيوخ، ويعمل فيها بعد مستشاراً علمياً لأنور السادات. لكنه اليوم يختار الحياة في أميركا، حيث يرأس مركز أبحاث الفضاء في جامعة (بوسطن) ويقوم بدراسة الصحراء بهدف اكتشاف إمكانات المياه الجوفية مستعيناً بصور الأقمار الصناعية وزياراته العديدة لصحاري العالم. تركيزه على الصحراء العربية (…) حنينه لمصر، ومحاضراته المتكررة في الدول العربية قد وفرت له جسراً بين العرب.

د. فاروق الباز: شعرت إن الله -سبحانه وتعالى- إداني حياة يعني بدعة، أنا عشت حياة وشفت حاجات في حياتي أنا يعني ممكن 20 واحد ما يشوفوهاش، فتعرضت لحاجات عظيمة جداً وزرت العالم وشوفت الدنيا، وشوفت الفضاء كله وشوفت.. شوفت، القمر في عيون الرواد، بعد ده كله علاقاتي مع الناس كلها في رؤساء الدول في كل مكان وزمان.. شاعر إن أنا أخذت الكتير جداً في حياتي، والجيولوجيا دفعت لي.. ادتني كتير، فأنا لازم أرد الدين، أرد الدين أولاً للجيولوجيا لعلمي، وأرد الدين لبلدي مصر، وأرد الدين للشعب اللي أنا منه في العالم العربي.

كان واحد من الآمال بتاعتي طول عمري وأنا بأشتغل في الصحاري إن إحنا نعمل معهد للأبحاث الصحراء العربية، وياما تكلمت في الحكاية دي مع.. في مصر، في الأردن، في الإمارات، في قطر، في السعودية، في ليبيا، في المغرب ياما أنا قلت محاضرات، وياما أنا قلت إن إحنا.. أنادي بإنشائها، ليه؟ لأن عارف إن إحنا لم ندرس الصحراء كجيولوجيين لأن باقي العالم لم يدرس الصحراء، فإحنا إذا انتظرنا إن العالم هو يدرس الصحراء لنا مش.. هننتظر لآلاف السنيين. طبعاً في العالم العربي أنا بأحزن لما باشوف الدول العربية أولاً مفككة، العراك السياسي ما بينهم، اللبخ الإداري اللي موجود، و.. أو الخيبة الإدارية والسياسية والكذا، طبعاً الواحد بيتأثر، لأن أنا كواحد بأبص على العالم العربي من منظار بعيد.. من الفضاء بأجد إنه ليس هناك حقيقة سبب وجيه أن يكون العالم العربي أو الدول العربية منحطة بهذا الوضع، أو يعني في قاع الدول النامية، يعني مفيش في العالم العربي من أوله لآخره رئيس دولة يفهم حقيقةً ما هو العلم وكيف يفيدنا العلم؟ كيف يفيد الصناعة؟ وكيف يفيد التنمية؟ وكيف يفيد الناس؟

معظم الناس تفتكر إن العلم والمعرفة والأبحاث العلمية دي رفاهية، بعض الناس يقولوا لك: لماذا نوضع فلوس في معهد مثل هذا؟ هيطلع لنا أيه؟ أنا لما آجي أرد على السؤال ده أرد عليه عمداً من غير.. ما يكملش، أقول: للمعرفة. العالم العربي وصل إلى الذروة في قديم الزمن لأنهم كانوا يهتموا بالمعرفة، بس عشان نعرف، بس، مش عشان استفيد أو أجيب فلوس أو أجيب قروش أو.. أو دولارات، عشان أعرف، إن ما كانش أنا عندي الحس بإن المعرفة مهمة السلام عليكم، هنفضل خربان، أو أنا شعرت، عندي حس أن المعرفة في حد ذاتها -وإن لم يكن فيها أي فائدة- مهمة يبقى أنا هأوصل إلى أعلى الدرجات.

ابتدينا دراسة الصحراء ابتديت أشعر بالحنين لبلادنا، فالرحلات الجيولوجية للصحاري يعني طمأنت هذا الحنين الأجيال اللي قبلنا لما جت هنا بقى يحاولوا يخفوا إنهم عرب، وحتى لما يُسألوا أمال منين يعني واحد مثلاً يقول: من لبنان، أو يقول من سوريا، وما يقولش كلمة "عربي" خالص ولا ينطقها عشان متخوفين إنهم مش هيعرفوا يعيشوا مع الناس دي، لأن الناس دي كلها يعني متماشية مع إسرائيل وكلمة عربي دياً معناها إنك زي الزفت، فكانوا بيتخوفوا منها. إنما الجيل بتاعنا لما جينا هنا ما كانش فيه أنا.. فينا أي واحد ناوي يعيش هنا خالص، إحنا جايين نتعلم ونرجع أنا ما كانش فيه أي فكر عندي إن أنا هأعيش في أميركا إطلاقاً، وأنا خلصت الدكتوراه وتزوجت من زوجتي الأميركية وقلت لها: إحنا رايحيين على مصر وهنعيش هناك طول عمرنا.

الهجرة فرضت علي، يعني أنا لم.. يعني ما كنتش عندي فكرة الهجرة أو ما كنتش بأخطط له إطلاقاً، كان عندي مأزق، وكان الهجرة مخرج من مأزق ما كانتش مخطط.

ذكرياتي للفترة ليه أليمة؟ بس لإن أنا ما عملتش اللي أنا كنت عايز أعمله لمصر، يعني أنا لم.. لم أتأثر يعني دي ما أثرتش على.. على حبي للبلد وحبي للناس وحبي لـ.. وولائي للبلد وللعرب أو كذا، كان ممكن جداً يعني أقول: دا هم اللي طردوني، هم علموا كذا، يلعن أبوهم. ممكن، بس لا.. لا ما أثرش أنا في خالص أثر في فقط لا غير لأن أنا لم أفعل ما كنت متصوراً أن أفعله لمصر في مصر

الخاتمة

عالم عربي في تكنولوجيا الليزر وعلوم الفضاء وقد عاد هو الآخر بعد حصوله على الدكتوراه من جامعة أميركية عريقة، وأمله أن يتمكن من توظيف علومه في خدمة التنمية والنهضة العلمية في بلاده بعد أن رفض إغراءات كبيرة للهجرة الدائمة والبقاء في أميركا.

ولكنه حين عاد إلى وطنه وجد إهمالا وعدم رغبة من الجهات العلمية في التعاون معه أو وضعه في المكانة اللائقة بعلمه وخبرته، فكان أن حزم حقائبه وقفل عائدا إلى اميركا ليجد مركزا علميا رفيعا بانتظاره وتسهيلات مالية وحياتية تفوق الخيال.

Link to comment
Share on other sites

وهاي تقرير كيم

 

الجدول الدوري

 

المقدمة

برنامج الجدول الدوري

مر الجدول الدوري لترتيب العناصر بمراحل عديدة منذ أن تقدم به مندليف معتمدا في ترتيبه للعناصر على تسلسل كتلها الذرية ثم ما ترتب على اكتشاف الإلكترون وظهور مفهوم العدد الذري على يد موزلي سنة 1914 مما أدى إلى إعادة ترتيب العناصر وفقا لتسلسل أعدادها الذرية

تم بناء الجدول الدوري بحيث

يوافق ترتيب العناصر فيه مبدأ البناء التصاعدي

يزيد كل عنصر عن العنصر الذي يسبقه بإلكترون واحد يعرف بالإلكترون المميز

يتفق ترتيب المستويات الفرعية تبعا للزيادة في الطاقة مع ترتيب العناصر في الجدول الدوري الطويل.

Periods الدورات الأفقية:

عددها 7 بكل دورة عدد معين من العناصر بحيث يوجد تغير تدريجي في الصفات الفيزيائية والكيميائية لعناصر الدورة.

Groups المجموعات الرأسية:

عددها 18 مجموعة بكل مجموعة عدد معين من العناصر بحيث تتشابه هذه العناصر في خواصها الكيميائية وتتدرج في خواصها الفيزيائية.

تطور جدول الترتيب الدوري

• تصنيف العناصر إلى مجموعتين هما الفلزات Metals واللافلزات Non-Metals

• ثلاثيات دوبراينر Dobreiner : تصنيف للعناصر على أساس العلاقة بين الكتل الذرية للعناصر وخواصها الكيميائية حيث وجد هذا العالم الألماني أن فلزات الكالسيوم والاسترانشيوم والباريوم لها خواص كيميائية متشابهة وكتلها الذرية هي 40، 88، 137 ولاحظ أن الكتلة الذرية للاسترانشيوم تساوي تقريبا متوسط الكتلة الذرية للكالسيوم والباريوم ووجد أيضا أن هذه العلاقة صحيحة بين عناصر الليثيوم والصوديوم والبوتاسيوم وكذلك بين عناصر الكلور والبروم واليود

• لم يستمر تصنيف دوبراينر طويلا والسبب أنه لا ينطبق إلا على عدد محدود من العناصر ورغم ذلك يعتبر تصنيف دوبراينر مهما لأنه أعطى اتجاها جديدا في تفكير العلماء

• ثمانيات نيولاندز Newlands: رتب العالم الكيميائي الإنجليزي نيولاندز العناصر التي كانت معروفة لديه ( 1864م ) وهي 63 عنصرا حسب تزايد كتلتها الذرية ووجد أنه إذا بدأ بعنصر ما فان العنصر الثامن يشبه في خواصه الكيميائية خواص العنصر الذي بدأ به

• جدول مندليف Mendeleev: ( عام 1869 م ) اعتمد العالم الروسي دمتري مندليف على فكرة نيولاندز في ترتيب العناصر في دورات أفقية ومجموعات رأسية حسب تزايد كتلتها الذرية وفي نفس الوقت تشابهها في الخواص الكيميائية إذا ( جدول مندليف ) هو ترتيب العناصر تبعا للتدرج التصاعدي في كتلها الذرية على أساس تكرارية خواص العناصر بصورة دورية

• جدول موزلي ( عام 1913 م ) رتب العالم الإنجليزي موزلي العناصر ترتيبا تصاعديا حسب أعدادها الذرية

المجموعات

تنتمي العناصر في الجدول الدوري إلى ثمانية مجموعات.

المجموعة هي السطر العمودي.

عناصر المجموعة الواحدة تتشابه في الصفات وتشكل بمجموعها عائلة واحدة.

انظر إلى الجدول الدوري العلوي:

بعض المجموعات لها أسماء خاصة.

بعض المجموعات ليس لها أسماء خاصة ولكنها تعرف بأرقامها.

العناصر الانتقالية لها صفاتها الخاصة.

 

الدورات:

تمثل الدورات الصفوف الأفقية في الجدول الدوري.

هنالك عنصران في الدورة الأولى هما الهيدروجين H، والهليوم He.

الدورة الثانية تشمل ثمانية عناصر تبدأ من الليثيوم Li وتنتهي بالنيون Ne.

تقسم المجموعات إلى:

1. مجموعات يسار الجدول 1A ; 2A

2. مجموعات يمين الجدول 3A ; 4A ; 5A ; 6A ;7A ; 0

3. مجموعات وسط الجدول [ العناصر الانتقالية ] 3B ; 4B ; 5B ; 6B ; 7B ; 8 ; 1B ; 2B

خاتمة تاريخية:

حاول العلماء منذ قرون تنظيم الحقائق المعروفة لديهم بطريقة ما ينتج عنها نظام معين يساعدهم على سهولة دراستها، واكتشاف حقائق جديدة وحتى القرن السابع عشر كانت الأفكار الكيميائية مبعثرة لا يجمعها أي تصنيف ولكن عندما حدد (روبرت بويل) مفهوم العنصر تسارع العلماء للبحث عن العناصر مما أدى إلى التفكير بتصنيفها على أساس التشابه والاختلاف في طبيعتها.

Link to comment
Share on other sites

وهاي تقرير حيا

 

حيا 111

 

 

البدائيـــــــــات

 

المقدمـة:

مملكة البدائيات

تشتمل هذه المملكة على مخلوقات حية كثيرة تتميز بخصائص مشتركة جعلت العلماء يضعونها في هذه المجموعة من هذه الخصائص أنها :

1- أنها وحيدة الخلية وذات تركيب بسيط .

2- بدائية النواة حيث لا يوجد غشاء نووي يحيط بالمادة الوراثية فتكون على شكل كتل صغيرة مبعثرة في السيتوبلازم تضم هذه المملكة البكتريا التي تعتبر أكثر المخلوقات الحية انتشارا على سطح الأرض وتنقسم البكتيريا إلي شعبتين :

*شعبة البكتيريا

*شعبة البكتيريا السيانية (البكتيريا الخضراء المزرقة (

وسنتعرف في التالي تعريف البكتيريا وبيئتها والكثير من المعلومات المهمة عنها...

 

العـــــــرض:

ما هي البكتيريا ؟

 

هي مخلوقات حية مجهرية وحيدة الخلية بسيطة التركيب بدائية النواة لا نستطيع رويتها بالعين المجردة

ويمكن الاستدلال على وجود البكتيريا من نشاطها .

فقد تسبب :

- أمراض للإنسان

- تحلل الجثث وبقايا المخلوقات الحية وغير ذلك

- فساداً للأطعمة

 

بيئة البكتيريا :

 

توجد في كل مكان تقريبا حتى في البيئات ذات الظروف القاسية كما توجد في الهواء والماء والتربة و داخل أمعاء الإنسان وفي أجهزة الهضم لبعض الحيوانات المجترة.

 

تكوين الجراثيم :

 

أولا : و على سبيل المثال لو أردناً تصنيف البكتريا على حسب الشكل والتجمع فأننا سنجد التصنيف التالي :-

 

نوع البكتيريا : البكتيريا الكروية

شكلها : كروية الشكل

وجودها : أحادية أو ثنائية أو رباعية أو سبحية أو عنقودية .

من امثلتها : بكتيريا الالتهاب الرئوي والسحايا

 

نوع البكتيريا : عصوية

شكلها : شبيهة بالعصا

وجودها : احادية او ثنائية او سبحية

من امثلتها : بكتيريا التيفوئيد والدفتيريا

 

نوع البكتيريا : حلزونية

الشكل : حلزونية

من امثلتها : بكتيريا التيفوئيد والدفتيريا

 

 

• تركيب الخلية البكتيرية :

 

 

•تتركب الخلية البكتيرية من :

1-الزوائد ويوجد نوعان من الزوائد هما :

أ-الأسواط : وتوجد بعض أنواع البكتريا وتنشأ من الغشاء السيتوبلازمى وتستخدمها البكتريا في الحركة

ب-النتوءات : وتوجد غالبا في البكتريا الممرضة لتساعدها في الالتصاق بخلايا العائل .

 

2-الطبقة السطحية : وتوجد في جميع الخلايا البكتيرية ويصعب رؤيتها أثناء الفحص المجهري في بعض أجناس البكتريا لرقتها وتهتكها .

 

3-الغلاف الخلوي ويتكون من :

أ- الجدار الخلوي : وهو الذي يعطي الخلية البكتيرية شكلها المحدد

ب- الغشاء السيتوبلازمى : وهو غشاء رقيق يحيط بمحتويات الخلية ويتحكم في مرور المواد من وإلي سيتوبلازم الخلية .

 

4-السيتوبلازم : وهو الجزء الهلامي الموجود داخل الغشاء الخلوي وتوجد فيه التراكيب الخلوية المختلفة

 

*أنماط التغذية في البكتيريا تكون ذاتيــة وغير ذاتيــة.

 

•تتم التغذية في البكتريا في نمطين :

1-التغذية الذاتية : ويتم هذا النمط في البكتيريا التي تحتوي على أصباغ اليخضور حيث تقوم بعملية التمثيل الضوئي .

 

2-التغذية غير الذاتية : ويتم هذا النمط في عدة صور وهي :

أ – التغذية الرمية : وتقوم البكتيريا التي تتغذى بهذه الطريقة بالهضم خارج الخلية ليتم تحليل بقايا المخلوقات الحية وكذلك الجثث ثم يتم امتصاصها لتحصل منها على حاجتها من المركبات الغذائية .

 

ب – التغذية التطفلية : وتقوم البكتيريا التي تتغذي بهذه الطريقة بالالتصاق بخلايا العائل سواء الداخلية أو الخارجية لتحصل على غذائها من هذا العائل الحي وغالباً تسبب له المرض كالبكتيريا المسببة لمرض الزهري ( السفلس ) والسيلان اللذان يصيبان الجهاز التناسلي .

 

ج – التغذية التكافلية : ويحدث هذا النمط من التغذية في البكتريا التي تعيش متكافلة مع مخلوقات حية أخري كالتي تعيش في أمعاء الإنسان أو التي تعيش في جذور النباتات البقولية .

 

تتكاثر البكتيريا بإحدى الطرق التالية :

1-الانقسام الثنائي : التكاثر بهذه الطريقة في ظروف البيئة العادية المناسبة وتتكاثر بسرعة هائلة جدا فتنقسم الخلية البكتيرية كل 20 دقيقة إلي خليتين متماثلتين

 

2- التكاثر الجنسي : وفيه يتم انتقال المادة الوراثية من خلية مانحة إلى خلية مستقبلة ثم يحـــدث الانقسام لينتج سلالة جديدة تجمع صفــــات الخليتين الأصليتين .

 

للبكتيـريا طريقــــة تساعدها على حفظ الفرد مــن الظــروف البيئية غير المناسبــة وهــي تكـــوين الجراثيم ولا يتم فيــه زيـــادة عدديــة بل تقوم الخلية البكتيرية بإحاطة نفسها بغلاف سميك يتحمل الظروف البيئة غير المناسبة لعدة سنوات وعندما تكون الظروف البيئية مناسبة للبكتيريا فإن الجراثيم تتحرر لتكون خلايا بكتيرية نشطة .

 

أهمية البكتيريا :-

 

أقترن اسم البكتيريا عادة عند عامة الناس بالمرض ، ولكن ينبغي عدم التغافل عن فوائد البكتيريا فقد خلقها الله سبحانه وتعالي لتسهم في المحافظة على توازن النظام الحيوي . ولها أهمية كبيرة على سطح الأرض . فكما أن بعضها ضار للمخلوقات الحية فبعضها نافع أيضاً.

 

 

 

 

فوائد البكتيريا :

1- تحليل جثث المخلوقات الميتة لتتغذى عليها وبذلك تعمل على تحويل المركبات العضوية المعقدة إلى مركبات بسيطة يستفيد منها النبات لتصنع مواد غذائية جديدة وبذلك تتخلص البيئة من الجثث المتراكمة .

 

2- تقوم بتثبيت النيتروجين الجوي (البكتريا السيانية) في خلايا جذور بعض النباتات الفول والبرسيم .

 

3- تستخدم في صناعة الكثير من المواد الغذائية ومنها على سبيل المثال : -

أ - صناعة الخل ب - وتحويل الحليب إلي لبن رائب (زبادي)

ب - صناعة بعض أنواع الجبن .

 

4- تستخدم في إنتاج العديد من المركبات الطبية ومنها إنتاج فيتامين B وفيتامين K وإنتاج هرمون الأنسولين وأنتاج مادة الآنترفيرون ، وأنتاج حامض اللاكتيك وإنتاج الأنزيمات الهاضمة للسليلوز والبروتينات .

 

5- تدخل في كثير من الصناعات مثل :

- صناعة الجلود

- تعطين ألياف الكتان وجعلها صالحة للنسيج .

- استخراج النشا البدائي من جذور النباتات .

 

6- تستخدم بعض أنواع البكتيريا في المكافحة البيولوجية أي أنها تستخدم للقضاء على بعض المخلوقات الحية التي تفتك بمقدرات الإنسان الحيوية

 

7- بعض أنواع البكتيريا لها القدرة على التهام بقع الزيت التغذي عليه وبذلك تخلص البيئة من التلوث بآثار النفط وخاصة في البحار والمحيطات .

 

 

 

 

 

الخــــاتمة:

وبعد التعرف على مملكة البدائيات وما تحتويه من كائنات حية صغيرة مثل البكتريا وتكوينها وتركيبها وأنماط التغذية التي تتناولها وطرق تكاثرها وفوائدهـا للبيــئة, تبقى أضرارهـا فالبكتيريـا لهـا أضرار متعددة فهي تسبب:

1- (البكتيريا الطفيلية ) العديد من الأمراض للإنسان.

2- فساد الكثير من الأطعمة.

3-تسهم في تسوس الأسنان حيث تحول بقايا المواد السكرية على سطوح الأسنان إلى حمض اللبن الذي يعمل على تحليل وإتلاف الكالسيوم.

 

 

 

المرجـع: http://www.schoolarabia.net/asasia/duroos_...oundation-4.htm

http://members.lycos.co.uk/biolessons/new_page_155.htm

Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.

×
×
  • Create New...