Jump to content
منتدى البحرين اليوم

Recommended Posts

رب 202

 

 

المقدمة:

 أهمية الموضوع ومبررات اختياره:

 توفيق الحكيم من اكبر المؤلفون العرب والمصريين واكثرهم تعارفا لدى الشعوب العربية.

 توفيق الحكيم له دور فعال في نشر الثقافة العربية والاجتماعية منذ بداياته التاليفية

 لتوفيق الحكيم صلة باكثر من مساق دراسي من مساقات التعليم .

 

 أهداف الورقة:

على ضوء اهمية الموضوع يمكن تحديد اهداف الورقة البحثية كالاتي:

التعرف على هذا الاديب والمؤلف الكبير وبدايته.

 توضيح دور توفيق الحكيم في تطوير النهضة الثقافية في العالم العربي.

رصد ابرز المراحل الانتقالية للمسرح التي عاشها توفيق الحكيم.

 تحليل المشكلات والصعوبات التي واجهها توفيق الحكيم في مسيرته الادبية.

 

أبعاد الورقة وحدودها:

 مراعاة جانب التاريخ من خلال الرجوع الى بدايات توفيق الحكيم الادبية ومراحلها الانتقالية.

 التعرف على مجالاته الادبية وتسلسلها في الموضوع.

 التعرف على ابرز المحاور التي ستتناولها ورقة العرض.

 التعرف على اقسام مسرح توفيق الحكيم الثلاثة: الذهني, الامعقول, الاجتماعي.

 

 

 

 

العرض:

- "ابرز مراحل حياة توفيق الحكيم"

 

المرحلة الاولى: "التعريف بالاديب ونشاته"

توفيق الحكيم الرائد الأكبر للمسرح الـحديث ، والكاتب الفنان العظيم الذي حاول أن ينقض مقولة كبرت بريفر القائلة: " إلى يومنا هذا لا توجد دراما عربية، بل توجد فقط دراما باللغة العربية. لأن جميع المسرحيات التي ظهرت في لغة محمد ليست إلا ترجمات، وعلى أحسن الفروض تقليدات تحاكي الأعمال الأوروبية ". إنه توفيق الحكيم الذي غذى الفن الدرامي و جعله فرعا هاما من فروع الأدب العربي ؛ وخير دليل على ذلك أعماله المسرحية التي تربو على الخمسين باختلاف أنواعها وشخصياتها ، لذا كان جديرا أن يطلق عليه اسم ( والد المسرح العربي ).

أمـا عن السيرة الذاتيـة للحكيـم فنعرف أنه ولـد فـي مدينـة الإسكندريـة عـام 1898 مـن والـد مصـري فـي قريـة (الدلنجـات ) إحـدى قـرى مركـز ( ايتاي البـارود ) بمحافظـة البحـيرة.

لكنَ هناك من يـؤرخ تاريخاً آخر لولادة توفيـق الحكيـم ـ رغم تأييد الحكيـم نفسه لهذا التاريخ ـ وذلك حسبما أورده الدكتور إسماعيـل أدهـم والدكتور إبراهيـم ناجي فـي دراستهمـ‏ا عـن الحكيـم حيث أرَخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية ( الرمل ) فـي مدينة الإسكندرية. لكنَ أرجح الآراء تأكد على أنّ تاريخ مولده كان عام 1898.

اشتغل والد الحكيم بالسلك القضائي، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، وكانت أمه سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي لذا كانت صارمة الطباع، تعتز بعنصرها التركي أمام زوجها المصري، وتشعر بكبرياء لا حد له أمام الفلاحين من أهله وذويه.

وكثير ما أقامت هذه الأم الحوائل بين الطفل توفيق وأهله من الفلاحين، فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي، وبدأت تختلج في نفسه أنواع من الأحاسيس والمشاعر نتيجة لهذه العزلة التي فرضتها والدته عليه، فنشأت في نفسه بذور العزلة منذ صغره ، وقد مكّنه ذلك من أن يبلغ نضجاً ذهنياً مبكراً.

 

المرحلة الثانية : " بداياته التعليمية"

وقضى الطفل مرحلته الابتدائية بمحافظة البحيرة، ثم انتقل إلى القاهرة ليواصل دراسته الثانوية. وكان لتوفيق عَمّان بالقاهرة، يعمل أكبرهما معلماً بإحدى المدارس الابتدائية، بينما الأصغر طالباً بكلية الهندسة، وتقيم معهما أخت لهما. ورأى الوالد حفاظاً على ابنه أن يجعله يقيم مع عمّيه وعمتـه. لعل هؤلاء الأقارب يهيئون له المنـاخ المناسب للدراسة والتفرغ للدروس وتحصـيل العلم والتفرغ له.

 

المرحلة الثالثة: " حياته العاطفية"

وفي أواخر دراسته الثانية من تعليمه الثانوي عرف الحكيم معنى الحب فكان له أكبر الأثر في حياته. وقصة هذا الحب أنه أحب فتاة من سنه كانت ابنة أحد الجيران، الذي اتصلت أسباب الصلة بين عائلتها وبين عمة توفيق، ونتيجة لزيارة هذه الفتاة لمنزل عمته فقد تعلق الحكيم بها إلى درجة كبيرة، إلا أنه للأسف فإن نهاية هذا الحب هو الفشل، حيث أن هذه الفتاة ساءت علاقتها بعمة توفيق أولاً، كما أنها أحبت شخصاً آخر غير توفيق. وكانت لهذه الصدمة وقعها في نفس الحكيم، الذي خرج بصورة غير طيبة عن المرأة من خلال هذه التجربة الفاشلة.

وقد عاصر هذه العلاقة العاطفية بين الحكيم وفتاته اهتمامه بالموسيقى والعزف على آلة العود، وعنيّ بالتمثيل وراح يتردد على الفرق المختلفة التي كانت تقيم الحفلات التمثيلية في المسارح، ومن أهمها: ( فرقة عكاشة ) التي قدّم لها الحكيم العديد من أعماله.

 

المرحلة الرابعة: " توفيق و ثورة 1919م"

وفي هذه المرحلة انفجرت ثورة 1919. وكان لها الأثر الكبير في نفوس الشباب لأنها تعادي الإنجليز الذين يستغلون بلادهم، وكانت بزعامة سعد زغلول، لذا اشترك فيها الكثير من الشبان آنذاك. ورغم أنها فشلت وتم القبض على سعد زغلول وعلى الحكيم ـ الذي هو أيضاً اشترك فيها ـ وغيرهم، إلا أنها كانت ينبوعاً لأعمال الكثير من الأدباء والفنانين، لأنها أشعـلت الروح القومية في قلوبهم فأسـرعوا يقدمون إنتاجهم الذي يفيـض بالوطنيـة، فكانت أولى أعمال الحكـيم " الضيف الثقيل ". وبعد انقضاء فترة السجن في المعتقل درس الحكيم القانون بناءً على رغبة والده الذي كان يهدف من تعليم ابنه أن يحصل على الدكتوراه في القانون.

ونتيجة لاتصال الحكـيم بالمسرح العربي فقد كتب عدة مسرحيات كانت مواضيعها شرقية ويدل على ذلك عناوينها: "المرأة الجديدة " و" العريس " و " خاتم سليمان " و" علي بابا ".

 

- "انتقال توفيق الحكيم الى باريس":

بعد ذلك عزم الحكـيم على السفر إلى فرنسا لدراسة الحقوق، فأرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسـرح والتمثيل ويتفرغ لدراسة القانـون هناك. وكان سفره إلى باريس عام 1925. وفي باريس تطلـع الحكـيم إلى آفاقٍ جديدة وحياةٍ أخرى تختلف عن حياة الشـرق فنهل من المسرح بالقدر الذي يروي ظمأه وشوقه إليه.

وفي باريس عاصر الحكيم مرحلتين انتقاليتين هامتين في تاريخ المسرح هناك، وكان ذلك كالتالي:

1) المرحلة الأولى: وعاصر الحكيم فيها مرحلة المسرح بعد الحرب العالمية الأولى. عندما كانت ( المسارح الشعبية ) في الأحياء السكنية، أو (مسارح البوليفار) تقدم مسرحيات هنري باتاي، وهنري برنشتن، وشارل ميريه، ومسرحيات جورج فيدو الهزلية. وكانت هذه المسرحيات هي المصدر الذي يلجأ إليه الناقلون في مصر عن المسرح الغربي.

 

2) المرحلة الثانية: وتتمثل في الحركة الثقافية الجديدة التي ظهرت شيئاً فشيئاً في فرنسا. وتعتمد على مسرحيات ابسن وبراندللو وبرنارد شو وأندريه جيد وكوكتو وغيرهم .

وكان هناك أيضاً مسرح الطليعة في مسارح ( ألفييه كولومبييه، والايفر، والاتلييه ). فاطّلع الحكيم على هذه المسارح واستفاد منها لمعرفة النصوص المعروضة وأساليب الإخراج فيها. وحاول الحكيم خلال إقامته في فرنسا التعرف على جميع المدارس الأدبية في باريس ومنها اللامعقول، إذ يقول الحكـيم عن ذلك: " إن اللامعقول والخوارق جزء لا يتجزأ من الحيـاة في الشرق ".

وخلال إقامة الحكيم في فرنسا لمدة ثلاث سنوات استطاع أن يطلع على فنون الأدب هناك، وخاصة المسرح الذي كان شغله الشاغل، فكان نهار أيامه يقضيه في الإطلاع والقراءة والدراسة، وفي الليالي كان يتردد على المسارح والمحافل الموسيقية قاضياً فيها وقته بين الاستفادة والتسلية.

وفي فرنسا عرف الحكيم أن أوروبا بأكملها أسست مسرحها على أصول المسرح الإغريقي. فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم وقام بقراءة المسرحيات اليونانية تراجيدية كانت أو كوميدية التي قام بكتابتها الشعراء المسرحيون اليونانييون. كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة.

 

وإضافة على اطلاعه على المسرح الأوروبي انصرف الحكيم إلى دراسة القصة الأوروبية ومضامينها الوطنية مما حدا به إلى كتابة قصة كفاح الشعب المصري في سبيل الحصول على حريته، فكتب قصة " عودة الروح " بالفرنسية، ثم حولها فيما بعد إلى العربية ونشرها عام 1933 في جزأين.

وفي عام 1928 عاد الحكـيم إلى مصر، وعيّن وكيلاً للنيابة عام 1930، وفي عام 1934 نقل مفتشاً للتحقيقات بوزارة المعارف، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم مديراً للدعاية والإرشاد بوزارة الشؤون الاجتماعية. وخلال هذه الفترة لم يتوقف الحكيم عن الكتابة في مجالات المسرح والقصة والمقال الأدبي والاجتماعي والسياسي، إلى أن استقال من عمله الحكومي في عام 1944 وذلك ليتفرغ لكتاباته الأدبية والمسرحية.

وفي نفس العام انضم إلى هيئة تحرير جريدة أخبار اليوم، وفي عام 1954 عيّن مديراً لدار الكتب المصرية، كما انتخب في نفس العام عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية. وفي عام 1956 عيّن عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي عام 1959 عيّن مندوباً لمصر بمنظمة اليونيسكو بباريس، وبعد عودته عمل مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971، كما ترأس المركز المصري للهيئة الدولية للمسرح عام 1962 وحتى وفاته.

 

- الجوائز التي نالها توفيق الحكيم:

وفاز توفيق الحكيم بالجوائز والشهادات التقديرية التالية:

1) قلادة الجمهورية عام 1957.

2) جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.

3) قلادة النيل عام 1975.

4) الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975.

كما أطلق اسمه على فرقة ( مسرح الحكيم ) في عام 1964 حتى عام 1972، وعلى مسرح محمد فريد اعتباراً من عام 1987.

وخلال حياة الحكيم في مصر ظهرت لنا كتاباته أدبية كانت أو مسرحية أو مقالات أو غيرها. وترك لنا الحكيم الكثير من الآثار الأدبية المتنوعة في أساليب كتاباتها، كما ترك لنا ذلك الرصيد الهائل من المسرحيات التي تنوعت بين ذهنية واجتماعية وأخرى تميل إلى طابع اللامعقول.

 

 

 

- مسرح توفيق الحكيـم:

بالنسبة للمسرح فقد كانت أول أعمال الحكيم المسرحية هي التي تحمل عنوان " الضيف الثقيل ". ويقول عنها في كتابه سجن العمر ما يلي:

" … كانـت أول تمثيليـة لي في الحجـم الكامل هي تـلك التي سميتها " الضيف الثقيل " … أظن أنها كتبت في أواخر سنة 1919. لست أذكر على وجه التحقيق … كل ما أذكر عنها ـ وقد فقدت منذ وقت طويل ـ هو أنها كانت من وحي الاحتلال البريطاني. وأنها كانت ترمز إلي إقامة ذلك الضيف الثقيل في بلادنا بدون دعوة منا " .

وبالنسبة للمسرح عند الحكيم فقد قسم الحكيم أعماله المسرحية إلي ثلاثة أنماط رئيسية:

 

أولاً: المسرح الذهني ( مسرح الأفكار والعقل )

كتب الحكيم الكثير من المسرحيات الذهنية من أشهرها:

 

1) مسرحية " أهل الكهف ". ونشرت عام 1933.

تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق. وقد لاقت نجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.

والجدير بالذكر أن المسرح القومي قد افتتح بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضة فيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسه الذي عزا السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرض عملياً.

إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذا الصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل. وكانت لكل منهم علاقات وصلات اجتماعية تربطهم بالناس والحياة، تلك العلاقات والصلات التي كان كلاً منهم يرى فيها معنى حياته وجوهرها. وفي حينها وعندما يستيقظون مرة أخرى يسعى كل منهم ليعيش ويجرد هذه العلاقة الحياتية، لكنهم سرعان ما يدركون بأن هذه العلاقات قد انقضت بمضي الزمن؛ الأمر الذي يحملهم على الإحساس بالوحدة والغربة في عالم جديد لم يعد عالمهم القديم وبالتالي يفرون سريعاً إلى كهفهم مؤثرين موتهم على حياتهم.

 

2) مسرحية " بيجماليون ". ونشرت عام 1942.

وهي من المسرحيات الذهنية الشهيرة للحكيم، وهي من المسرحيات التي اعتمد فيها الحكيم على الأساطير، وخاصةً أساطير الإغريق القديمة.

والأساطير إدراك رمزي لحقائق الحياة الإنسانية التي قد تكون قاسية. وهدفها خلق نوع من الانسجام بين الحقائق الإنسانية حتى تستطيع أن تستجمع إرادتنا وتوحد قوانا ويتزن كياننا المضطرب.

وحسب هذا المفهوم استغل الحكيم الأساطير وخاصةً الأساطير اليونانية، فكتب ثلاث مسرحيات أحداثها مستوحاة من التراث الإغريقي الأسطوري وهي: " براكسا " و" بيجماليون" و" الملك أوديب ". ولكنه بثّ في هذه المسرحيات أفكاره ورؤيته الخاصة في الموضوع الذي تتحدث عنه كل مسرحية.

 

3) مسرحية " براكسا " أو " مشكلة الحكم ". ونشرت عام 1939

وهي أيضاً مستقاة من التراث الإغريقي. ويظهر الحكيم من خلال هذه المسرحية وهو يسخر من الإطارالإغريقي من النظام السياسي القائم في مصر وهو الديموقراطية التي لم تكن في تقدير الحكيم تحمل سوى عنوانها. وفي هذه المسرحية التي تحمل الطابع الأريستوفاني جسدّ الحكيم آراؤه في نظام الأحزاب والتكالب على المغانم الشخصية والتضحية بالمصالح العامة في سبيل المنافع الخاصة.

 

4) مسرحية " محمد ". ونشرت عام 1936.

لم تتجلى الموهبة العبقرية للحكيم كما تجلت في مسرحيته " محمد " وهي أطول مسرحياته بل أطول مسرحية عربية. وربما بسبب طولها فإنه من الصعب وضعها على المسرح. وقد استقى الحكيم مادتها من المراجع الدينية المعروفة. والمسرحية بمثابة سيرة للرسول عليه السلام، إذ أنها تشمل فقرات من حياة الرسول تغطي أهم جوانب تلك الحياة.

وهناك الكثير غير هذه المسرحيات الآنفة الذكر كتبها الحكيم، ومن أشهر مسرحياته: " شهرزاد " و " سليمان الحكيم " و " الملك أوديب " و " إيزيس " و " السلطان الحائر" … وغيرها.

 

ثانياً: مسرح اللامعقول

يقول الحكيم في مجال اللامعقول:

" … إنّ اللامعقول عندي ليس هو ما يسمى بالعبث في المذاهب الأوروبية …ولكنه استكشاف لما في فننا وتفكيرنا الشعبي من تلاحم المعقول في اللامعقول … ولم يكن للتيارات الأوروبية الحديثة إلا مجرد التشجيع على ارتياد هذه المنابع فنياً دون خشية من سيطرة التفكير المنطقي الكلاسيكي الذي كان يحكم الفنون العالمية في العصور المختلفة… فما إن وجدنا تيارات ومذاهب تتحرر اليوم من ذلـك حتى شعرنا أننـا أحـق من غيرنا بالبحث عـن هـذه التيارات في أنفسنا … لأنها عندنا أقدم وأعمق وأشد ارتباطاً بشخصيتنا ".

 

ولقد كتب الحكيم في هذا المجال العديد من المسرحيات ومن أشهرها:

1) مسرحية " الطعام لكل فـم ".

وهي مزيج من الواقعية والرمزية. ويدعوا الحكيم في هذه المسرحية إلى حل مشكلة الجوع في العالم عن طريق التفكير في مشروعات علمية خيالية لتوفير الطعام للجميع، فهو ينظر إلى هذه القضية الخطيرة نظرته المثالية نفسها التي تعزل قضية الجوع عن القضية السياسية. فالحكيم لا يتطرق هنا إلى علاقة الاستعمار والإمبريالية والاستغلال الطبقي بقضية الجوع ولا يخطر بباله أو أنه يتناسى عمداً أن القضاء على الجوع لا يتم إلا بالقضاء على الإمبريالية التي تنهب خيرات الشعوب نهباً، ولا يتم ذلك إلا بالقضاء على النظام الرأس مالي الاستغلالي وسيادة النظام الاشتراكي الذي يوفر الطعام للكل عن طريق زيادة الإنتاج والتوزيع العادل.

 

2) مسرحية " نهر الجنون ".

وهي مسرحية من فصل واحد، وتتضح فيها أيضاً رمزية الحكـيم. وفيها يعيد الحكيم علينا ذكر أسطورة قديمة عن ملك شرب جمـيع رعاياه من نهر كان ـ كما رأى الملك في منامه ـ مصدراً لجنون جميع الذين شربوا من مائه، ثمّ يعزف هو ورفيق له عن الشرب، وتتطور الأحداث حتى ليصّدق رعاياهم فعلاً أن هذين الاثنين الذين لم يشربا مثلهم ـ بما فيهما من اختلاف عنهم ـ لا بدّ وأنهما هما المجنونان إذاً. وعلى ذلك فإنّ عليهما أن يشربا أيضاً مثلما شربوا. وقد جردّ الحكيم مسرحيته من أي إشارة إلى الزمان والمكان. وهكذا فإننا نستطيع أن نشعر بصورة أكثر وضوحاً لاعترض الحكيم ضد هذا القسر الذي يزاوله المجتمع على الإنسان فيجبره على الإنسياق و التماثل.

وهناك العديد من المسرحيات الأخرى المتسمة بطابع اللامعقول، ومن أهمها: " رحلة إلى الغد " و " لو عرف الشباب ". وفي المسرحية الأولى منهما يسافر رجلان خمسمائة سنة في المستقبل. وفي الثانية يسترد رجل مسن شبابه. ويحاول هؤلاء جميعاً التكيف مع حياتهم الجديدة ولكنهم يخفقون.

ويخرج الحكيم من هذا بأنّ الزمن لا يقهر، والخلود لا ينال، لأنهما أبعد من متناول أيديّنا. وإلى جوار فكرة الزمن يشير الحكيم إلى النتائج الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن البحث العلمي والتقدم فيه.

 

ثالثاً: المسرح الاجتماعي

خصائص مسرح توفيق الحكيم:

يمكن أن نجمل أهم مميزات مسرح توفيق الحكيم فيما يلي:

1) التنوع في الشكل المسرحي عند الحكيم. حيث نجد في مسرحياته: الدراما الحديثة، والكوميديا، والتراجيوكوميديا، والكوميديا الاجتماعية.

2) جمع الحكيم بين المذاهب الأدبية المسرحية في كتاباته المسرحية. حيث نلمس عنده: المذهب الطبيعي والواقعي والرومانسي والرمزي.

3) نتيجة لثقافة الحكيم الواسعة واطلاعه على الثقافات الأجنبية أثناء إقامته في فرنسا فقد استطاع أن يستفيد من هذه الثقافات على مختلف أنواعها. فاستفاد من التراث الأسطوري لبعض هذه الثقافات، ورجع إلى الأدب العربي أيضاً لينهل من تراثه الضخم ويوظفه في مسرحياته.

4) استطاع الحكيم في أسلوبه أن يتفادى المونولوج المحلي الذي كان سمة من سبقه. واستبدله بالحوار المشع والحبكة الواسعة.

5) تميزت مسرحيات الحكيم بجمال التعبير، إضافة إلى حيوية موضوعاتها.

6) تزخر مؤلفات الحكيم بالتناقض الأسلوبي. فهي تلفت النظر لأول وهلة بما فيها مـن واقعية التفصيلات وعمق الرمزية الفلسـفية بروحها الفكهة وعمق شاعريتها… بنزعة حديثة مقترنة في كثير من الأحيان بنزعة كلاسيكية.

7) مما يؤخذ على المسرحيات الذهنية عند الحكيم مسألة خلق الشخصيات. فالشخصيات في مسرحه الذهني لا تبدوا حيةً نابضةً منفعلة بالصراع متأثرةً به ومؤثرةً فيه.

8) تظهر البيئة المصرية بوضوح في المسرحيات الاجتماعية. ويَبرُز الحكيم فيها من خلال قدرته البارعة في تصوير مشاكل المجتمع المصري التي عاصرتها مسرحياته الاجتماعية في ذلك الوقت. وأسلوب الحكيم في معالجته لهذه المشاكل.

9) ظهرت المرأة في مسرح توفيق الحكيم على صورتين متناقضتين. كان في أولاهما معادياً لها، بينما كان في الأخرى مناصراً ومتعاطفاً معها.

10) يمكن أن نستنتج خاصية تميز مسرح الحكيم الذهني بصفة خاصة ومسرحه الاجتماعي ومسرحه المتصف بطابع اللامعقول بصفةٍ عامة وهي النظام الدقيق الذي اتبعه في اختياره لموضوعات مسرحياته وتفاصيلها، والبناء المحكم لهذه المسرحيات الذي توصل إلى أسراره بعد تمرس طويل بأشهر المسرحيات العالمية

 

 

- وفاته:

وفي يوليو من عام 1987 غربت شمس من شموس الأدب العربي الحديث ورمز من رموز النهضة الفكرية العربية، شمس سيبقى بريقها حاضراً في العقلية العربية جيلاً وراء جيل من خلال ذلك الإرث الأدبي والمسرحي الذي أضافته للمكتبة العربية. فقد رحل نائب الأرياف توفيق الحكيم عن عمر يزيد على الثمانين، بعد حياة حافلة بالعطاء عمادها الفكر وفلسفتها العقل وقوامها الذهن.

 

 

 

الخاتمة:

- بعد مرور ما يقارب خمس عشرة سنة من رحيل المؤلف الكبير توفيق الحكيم , فان مؤلفاته ومسرحياته ما زالت تتشر عطاؤها للناس على اختلاف اجناسهم واعمارهم.

 

- لقد استطاع توفيق الحكيم خلال الاعوام التي عاشها في مصر وفي اوروبا نشر الثقافة العربية وتلوينها بالوان جميلة تهيئ القارى لقرائتها كما انه علم من اعلام الادب العربي والتاريخ يشهد له بذلك من خلال مؤلفاته وحياته التي عاشها بين العمل والادب والمسرحيات التي ما زالت تخلد وتذكر باسم توفيق الحكيم فهو ساهم في الارتقاء بهذه الامة وجعلها من الامم الراقية المثقفة ورفعها وجعلها بين الامم المتقدمة المتحضرة.

 

 

 

 

المصادر:

 

1. د . نادية رءوف فرج . "المسرح المصري الحديث" , مكان الطبع : مصر , الناشر: مؤسسة الكتاب الاسلامي, سنة الطبعة:1995م.

 

2. د . شوقي ضيف . "الأدب العربي المعاصر" , مكان الطبع : بيروت / لبنان , الناشر: دار الفكر العربي , سنة الطبعة: 1991م.

 

3. توفيق الحكيم . "سجن العمر" , مكان الطبع : بيروت / لبنان, الناشر : دار المعارف اللبنانية , سنة الطبعة: 1995م.

 

4. أحمد شوقي قاسم . "المسرح الإسلامي روافده ومناهجه", مكان الطبع : القاهرة / مصر , سنة الطبعة :1992م.

Link to comment
Share on other sites

السلام عليكم

 

هذا بحث عن الجاحظ

 

الفهرس

 

رقم الصفحة الموضوع

1 الغلاف

2 الفهرس

3 المقدمة

3 معالم حياته

4 ثقافته

5 معالم شخصيته

6 مؤلفاته

6 من مؤلفات الجاحظ الكثيره

7

8

9 خصائصه الفنيه

10 نماذج من كتاباته

11

12 توهج إنجازات الجاحظ المبكره

13

14

15 المصادر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة:

لأن الجاحظ كان غزير العلم.. مستوعبًا لثقافات عصره.. فقد كانت مراجعه في كتبه تمتد لتشمل القرآن الكريم والحديث النبوي والتوراة والإنجيل وأقوال الحكماء والشعراء وعلوم اليونان وأدب فارس وحكمة الهند بالإضافة إلى تجاربه العلمية ومشاهداته وملاحظاته الخاصة.

 

 

 

 

 

معالم حياته

 

هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي العربي ، ولد في البصرة سنة 160هـ . توفي أبوه وهو طفل ، وتعلم في أحد كتاتيب البصرة ، وتلقى اللغة والفصاحة شفاها من العرب في المربد . اتصل بالعلماء والأدباء الذين تصدروا الحركة الفكرية والأدبية ، وكانت البصرة مجمعا للعلماء والأدباء يجتمعون في مسجدها ، فتتلمذ عليهم ، وهم الذين عرفوا بالمسجديين . ثم شخص إلى بغداد ، وأخذ عن كبار علمائها في اللغة والأدب والدين .

 

نشأ نشأة الفقراء الذين يعتمدون على أنفسهم ؛ فكان يبيع الخبز والسمك بناحية من البصرة ، وكانت أمه تمونه في حداثته ، ويظهر أنها ضاقت بإقباله على الكتب والدراسة ؛ لأنه لما طلب يوما طعاما جاءت له بطبق به كراسات ، فقال لها : ما هذا؟ قالت: هذا هو الذي تجيء به ، فخرج مغتما ، وجلس في الجامع ، فلما رآه يونس بن عمران قال له : ما شأنك ؟ فحدثه ما صنعت أمه ، فاصطحبه معه إلى منزله ، وقدم إليه الطعام ، وأعطاه خمسين دينارا ، فمضى الجاحظ إلى السوق ، واشترى دقيقا وطعاما ، ومشى إلى داره مزهوا ، والحمالون من ورائه ، فلما رأت أمه ذلك دهشت وقالت : من أين لك هذا ؟ فكانت إجابته ردا على سخريتها بكتبه ، إذ قال لها : من الكراريس التي قدمتها إلي .

 

ما كاد الجاحظ يكتهل حتى ذاع صيته ببغداد وسامراء ؛ فاتصل بالخلفاء والوزراء ؛ ذلك أن المأمون قرأ كتاب " الإمامة " للجاحظ فأعجب به ، فاستدعاه ، وطلب منه أن يؤلف كتابا في " العباسية " فألفه ، فعينه في ديوان الرسائل ببغداد ، ولكن الجاحظ لم يبق بالديوان غير ثلاثة أيام ، واستعفى .

 

وفي عهد المعتصم استخدمه محمد بن عبدالملك الزيات كاتبا له ، فانقطع إلى ابن الزيا

 

كان الجاحظ في عصر كل من المأمون والمعتصم والواثق وسنوات من عصر المتوكل يكثر التردد على بغداد ، ويقيم بها ، ويتصدى للتدريس والتعليم والمناظرة

 

اتصل الجاحظ بالفتح بن خاقان ، الحسن بن وهب ، وإبراهيم بن العباس الصولي، وأحمد بن أبي دؤاد

 

تقدمت بالجاحظ السن ، وأصيب بالفالج ( الشلل النصفي ) فلزم بيته حتى توفي سنة 255هـ عن ست وتسعين سنة قضاها في القراءة والتأليف .

 

ثقافته

 

كان منهوما إلى القراءة والاستزادة من العلم والأدب ، حتى قالوا إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويقيم بها ليقرأ ما بها .

ولهذا لم يند عنه شيء مما كتب في اللغة والأدب وعلم الكلام والاجتماع والحيوان والنبات والجماد والتاريخ والجغرافية والطب وغيرها ، ولم يغفل عن شيء مما ترجم من اليونانية والفارسية والهندية والسريانية أيام المنصور والرشيد والمأمون

وكانت ثمرة هذا كله أن صار علما في الأدب والعلم.

ولم يكتب أحد في تمجيد الكتاب وإيثاره بالحب والصداقة مثل ما كتبه الجاحظ في كتابه الحيوان .

 

وحسبنا أن معاصريه شهدوا له بأنه كان إذا امسك كتابا استوعبه من أوله إلى آخره ، وأنهم لم يروا قط ولم يسمعوا عن أحد أحب الكتب كما أحبها الجاحظ

 

وكثيرا ما كان يذهب إلى المربد بالبصرة ليلقى الشعراء والخطباء والنسابين والرواة، ويستوعب ثمرات القرائح وشوارد اللغة والأدب والأخبار ، كما كان ينتجع البلاد والبوادي للقاء الأعراب ، ليستفتيهم في كلمة أو تعبير ، وليتلقى منهم الفصاحة شفاها.

 

عاصر الجاحظ كثيرا من الأعلام في اللغة والأدب والدين والفلسفة ؛ فاتفق مولده مع مولد الشافعي . وعاصر الجاحظ الأصمعي العلامة اللغوي الكبير ، كما عاصر أبا عبيدة معمر بن المثنى العالم الراوية اللغوي ، وعاصر الخليل بن أحمد وسيبويه والكسائي . وكان من معاصريه أبو زيد الأنصاري .

 

وقد أخذ الجاحظ اللغة والأدب من هؤلاء الثلاثة : الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد

 

وأخذ النحو عن الأخفش الأوسط . وأخذ الحكمة عن صالح بن جناح اللخمي .

 

ودرس أصول الاعتزال على شيخ المعتزلة أبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظام .

 

وحدث الجاحظ عن ثمامة بن الأشرس وهو من زعماء المتكلمين ، وعن يزيد بن هارون ، والقاضي أبي يوسف وغيرهم

 

وقد عاصر الجاحظ من الشعراء بشار بن برد وأبا نواس ومسلم بن الوليد وأبا العتاهية وأبا تمام والبحتري وابن الرومي.

 

وعاصر من الكتاب ابن المقفع وإبراهيم الصولي وابن قتيبة وابن الزيات ويحيى بن خالد البرمكي وعمرو بن مسعدة والحسن بن وهب .

 

 

 

وعاصر من علماء الحديث والفقه البخاري ومالكا والشافعي وأحمد بن حنبل .

 

وتردد على مجالس ابن وهب وابن الزيات وغيرهما من كبار الكتاب

 

 

معالم شخصيته

 

1. قوة حجته

2. دقة ملاحظته.

3. حرية فكره

4. اعتماده على التجربة.

5. اعتماده على العقل

. 6 مرحه وخفة روحه

 

7. تدينه.

 

 

 

 

مؤلفاته

 

خرج الجاحظ عن زهاء ثلاثمائة وستين مؤلفا في ألوان شتى من المعرفة . ذاك أقصى تقدير وصلت إليه كتب الجاحظ ، الذي يقول فيه المسعودي : " ولا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتبا منه " . على أن أدنى ما تنزل إليه في التقدير، أن تكون مائة ونيفا وسبعين كتابا .

 

الحق أن الخمود الذهني وهبوط الهمم كان لهما معظم الأثر في ضياع هذه النفائس وفقدها ، والحق أن الفوضى السياسية التي منيت بها الأمم الإسلامية في مسائها الأول ، والتي كانت قائمة على التدمير والتخريب والانتقام جعلت تهدم في هذا الصرح الفكري ، حتى أتت على كثير من قواعده ، ولم تبق إلا وشلا من محيط.

 

ومهما أحزننا فقد كثير من آثار الجاحظ ؛ فإن مما يجلب إلينا العزاء ، أن تبقى الأيام منها قدرا لا يستهان به ولا بنفاسته ، قد سار بعضه بين الأدباء فكان له فضل كبير في تقويم ألسنتهم ، وتأدبهم ، وحمت بعضه الآخر خزائن متناثرة في أرجاء المعمورة .

 

وقد عمل الأستاذ عبدالسلام محمد هارون على جمع وتحقيق وإخراج مكتبة الجاحظ.

 

 

ومن مؤلفات الجاحظ الكثيرة:

1. الحيوان.

2. البيان والتبيين.

3. العثمانية.

4. التاج في أخلاق الملوك.

 

5. البخلاء.

6. رسالة في فضائل الأتراك.

 

7. رسالة في الأخلاق المحمودة والمذمومة

 

8. رسالة في كتمان السر وحفظ اللسان.

9. رسالة ي المعاد والمعاش.

10. رسالة في ذم أخلاق الكتاب.

11. رسالة في القيان.

12. رسالة في الحنين إلى الأوطان.

13. رسالة في الجد والهزل.<O

 

14. رسالة في نفي التشبيه

 

15. رسالة في معنى كتابه في الفتيا.

16. رسالة إلى أبي الفرج بن نجاح

 

17. رسالة في النابتة

 

18. رسالة في الحجاب

19. رسالة في مفاخر الجواري والغلمان

 

20. رسالة في البغال

 

21. رسالة فصل ما بين العداوة والحسد.

 

22. رسالة في الرد على النصارى

 

23. رسالة في الحاسد والمحسود

 

24. رسالة في التربيع والتدوير

 

25. رسالة في تفضيل النطق على الصمت.

 

 

. رسالة في مدح التجار وذم عمل السلطان.

 

2. رسالة في العشق والنساء.

 

3. رسالة في الوكلاء.

4. رسالة في استنجاز الوعد .

5. رسالة في بيان مذاهب الشيعة.

6. رسالة في طبقات المغنين.

7. رسالة في الفرق بين النبي والمتنبي .

8. رسالة في نظم القرآن.

.9 رسالة في اللصوص

10. رسالة في الأصنام

.11 رسائل في مسائل القرآن

12. رسالة في تصويب علي في التحكيم

13. رسالة في وجوب الإمامة

14. رسالة في بيان مذاهب الشيعة

15. رسالة في معاوية وبني أمية

16. رسالة في ذكر ما بين الزيدية والرافضة

17. رسالة في الرد على المشبهة.

18. رسالة المخاطبات في التوحيد

19. كتاب البرصان والعرجان

 

صنع الجاحظ هذه الكتب جميعا . ولم يكن همه هم غيره من المؤلفين ، في الجمع والرواية والحفظ ، وإنما كان كده أن يبتكر وأن يطرف ، وأن يخلق للناس بديعا ، يمسح على جميعها بالدعابة والهزل ، ويشيع الفكاهة في أثناء الكلام ؛ فجمع بذلك قلوب القارئين إليه ، واستولى منهم بذلك على شتى ميولهم إلى ما يكتب ، فصبوا إليه وأغرموا به غراما.

 

وطرق الجاحظ في كتابته أبوابا عجيبة ، وتقرب إلى العامة وحرص أشد الحرص على استرضائهم . ولم ينس في ذلك أن يستميل إعجاب الخاصة في المعارف العالية ، والسياسات الرفيعة

 

 

 

خصائصه الفنية

 

 

1. أدبه صورة لنفسه.

2. واقعي طبيعي .

3. تحليل النفوس.

4. الفكاهة.

 

5. الاستطراد.

6. مزايا تعبيرية

تخيره اللفظ السمح ، وتجافيه عن الثقيل

قد ينبذ اللفظ ويستعمل معناه

قد يستخدم ألفاظا لا عهد للأدباء بها

كان يرى ألا تغير نكته أو ملحة حكيت عن العوام ، وألايلحن في حكاية نقلت عن معرب فصيح اللسان يكثر التصفية والتزويق في ألفاظه ، لأن التعمق الشديد مظنة الزلل

نصح للكاتب أن يعاود موضوعه ليشذبه وينقحه ، وحذره الاغترار بنفسه

-كان ينزع دائما إلى التكرار الذي يفصح به عن المعنى ويقويه ويؤكده ، ولكنه تكرار خادع ، يخيل إلى القارئ أن الجمل المتلاحقة ذوات معان متعدد ة ، فإذا أنعم النظر وجدها تؤدي معنى واحدا أو معاني متقاربة ، ولعله في هذا متأثر بالأسلوب الخطابي ، لأنه يذكر في كتابه البيان والتبيين أن التكرار من خصائص الخطابة

-قصر الجمل وتوازنها وموسيقيتها مما يؤثر في النفس ويلذ العقل والشعور والأذن

-تنوع التعبير من خبر إلى استفهام ، ومن استفهام إلى تعجب ، ومن تعجب إلى أمر ، وتنوع أسلوبه من تقرير وتدليل إلى أخبار وقصص ، ومن جدل إلى تمثيل ، وتنوع الألوان من نثر يحبره إلى استشهاد بالقرآن الكريم والحديث الشريف ، ومن أمثال وأشعار ، وهكذ

-أكثر من استعمال اسم التفضيل

-متانة الصياغة ، وجمال التركيب ، والملاءمة بين اللفظ والمعنى وإيثار البلاغة الرائعة والسلاسة الممتعة ، وخفة الروح ، وبراعة الاستشهاد والاقتباس ، والبعد عن الخيال المعقد والمبالغة المغرقة والتكلف الكريه

 

نماذج من كتاباته

 

من رسالة الحاسد والمحسود

 

" الحسد ـ أبقاك الله ـ داء ينهك الجسد ، ويفسد الأود، علاجه عسر، وصاحبه ضجر ، وهو باب غامض ، وأمر متعذر ، فما ظهر منه فلا يداوى ، وما بطن منه فمداويه في عناء

 

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء

 

وقال بعض الناس لجلسائه : أي الناس أقل غفلة؟

 

فقال بعضهم : صاحب ليل ، إنما همه أن يصبح ، فقال إنه لكذا وليس كذاك

 

وقال بعضهم : المسافر إنما همه أن يقطع سفره ، فقال إنه لكذا وليس كذاك

فقالوا له : فأخبرنا بأقل الناس غفلة ، فقال : الحاسد إنما همه أن ينزع الله منك النعمة التي أعطاكها ، فلا يغفل أبدا

 

ويروى عن الحسن أنه قال: الحسد أسرع في الدين من النار في الحطب اليابس

 

وما أوتي المحسود من حاسد إلا من قبل فضل الله تعالى إليه ونعمته عليه، قال الله تبارك وتعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة ، وآتيناهم ملكا عظيما".

والحسد عقيد الكفر ، وحليف الباطل ، وضد الحق ، وحرب البيان، وقد ذم الله تعالى أهل الكتاب فقال:"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا ، حسدا من عند أنفسهم ، من بعد ما تبين لهم الحق .

فمنه تتولد العداوة ، وهو سبب كل قطيعة ، ومنتج كل وحشة ، ومفرق كل جماعة ، وقاطع كل رحم بين الأقرباء ، ومحدث التفرق بين القرناء ، وملقح الشر بين الخلطاء .

يكمن في الصدور كمون النار في الحجر ، ولو لم يدخل ـ رحمك الله ـ على الحاسد بعد تراكم الهموم على قلبه ، واستمكان الحزن في جوفه ، وكثرة مضضه ، ووسواس ضميره ، وتنغيص عمره ، وكدر نفسه ، ونكد لذاذة معاشه ، إلا استصغاره لنعمة الله تعالى عنده ، وسخطه على سيده بما أفاده الله عبده ، وتمنيه عليه أن يرجع في هبته إياه، وألا يرزق أحدا سواه، لكان عند ذوي العقول مرحوما ، وكان عندهم في القياس مظلوما.

وقد قال بعض الأعراب : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد، نفس دائم ، وقلب هائم ، وحزن لازم ، والحاسد مخذول ومأزور ، والمحسود محبوب ومنصور ، والحاسد مهموم ومهجور ، والمحسود مغشي ومزور.

والغل ينتج الحسد ، وهو رضيعه ، وغصن من أغصانه ، وعون من أعوانه ، وشعبة من شعبه ، وفعل من أفعاله، وحدث من أحداثه.

ورأيت الله جل ثناؤه ذكر الجنة في كتابه فحلاها بأحسن حلية ، وزينها بأحسن زينة ، وجعلها دار أوليائه ، ومحل أنبيائه ، ففيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فذكر في كتابه ما من به عليهم من السرور والكرامة عندما دخولها وبوأها لهم ، فقال : " إن المتقين في جنات وعيون ، ادخلوها بسلام آمنين ، ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين . لا يمسهم فيها نصب ما هم منها بمخرجين ".

 

 

 

 

فما أنزلهم دار كرامة إلى بعد ما نزع الحسد والغل من صدورهم ، ولو لم ينزع ذلك من صدورهم ، ويخرجه من قلوبهم لافتقدوا لذاذة الجنة ، ولتدابروا وتقاطعوا وتحاسدوا ، لأنه عز وجل فاضل بينهم في المنازل ، ورفع درجات بعضهم فوق بعض في الكرامات ، وسني العطيات

ما قد تجهله عن الجاحظ

 

•الجاحظ الشاعر له ديوان شعر جمعه محمد جبار المعيبد ونشره في مجلة المورد ثم عاد ونشره في كتاب شعراء بصريون.

•الجاحظ رئيس فرقة الجاحظية من المعتزلة .

 

 

 

 

 

توهج إنجازات الجاحظ المبكره

توهج منجزات الجاحظ المبكرة - البعوض والمنفلوطي: لعبة الكرّ والفرّ - ناظم عودة

البعوضة تغمس خرطومها في جلد الجاموس

كما يغمس الرجـل أصابعـه في الثريـد

ــ الجاحظ ــ

 

كان من عادة المنفلوطي أن يكتب موضوعاته الأدبية في الليل، يقول: إنني لا أميل إلي الكتابة في بياض النهار، ولا أحب أن أخطّ حرفاً علي ما أحبّ وأرتضي إلاّ في ظلام الليل وهدوئه (ص 225 ــ النظرات ج 1). وعندما دأب المنفلوطي علي عادته الكتابية تلك، فإنه لم يخطر في باله أن يقع في يوم ما فريسة كرّ البعوض علي أذنيه وما انكشف من جسده الذي يدثره عادة بدثار من لباسٍ فضفاض؛ تلك الكسوة البلدية التي لم تفارق بدنه قطّ، وهو يتطلع إلينا من خلال أغلفة كتبه. إنّ البعوض الذي يتقن استراتيجية اللسع وامتصاص الدماء، يقاومه المنفلوطي بالمطابقات البلاغية البديعية كاستراتيجية يتقنها، بعد أن تعجز المذبّة عن قراع كتائب البعوض الشرسة التي تستعمر جسده، وتنشر إبرها اللاسعة علي أديمه، فيصف الكاتب اندحار قواته الذابّة عن حرمة بدنه بهذه الكلمات: شعرت بطنين البعوض في أذني، ثم أحسست بلذعاته في يدي، فتفرّق من ذهني ما كان مجتمعاً وتجمّع من همّي ما كان مفترقاً، ولم أر بدّاً من إلقاء القلم وإعداد العدّة لمقاومة هذا الزائر الثقيل...فتحت النوافذ لأخرج ما كان داخلاً، فدخل ما كان خارجاً (ص 226 نفسه). وعلي الرغم من هذه البلاغة القوية التي تقارع لسعات البعوض بأضداد الأفعال والكلمات: تفرّق وتجمع ، مجتمعاً ومفترقاً، أخرج ودخل، داخلاً وخارجاً، إلاّ أن الحملة التي يشنها البعوض استمرت، واستمر معها تقهقر المنفلوطي، ووسائل قراعه البلاغية. لكنه لم يشعر باليأس البتة، فبعد فشل المطابقات البديعية، أراد أن يجرّب مطابقات أخري، فرغب في عقد مقارنة بين البعوض والإنسان، ليرغب عنه هذا الزائر الثقيل كما يصفه، وتنتهي المجابهة. قال المنفلوطي (وهو كاتب ينحدر من صلب الكتّاب الوعاظ بامتياز): لم أر في حياتي أمة ينفعها تفرقها ويؤذيها تجمعها غير أمة البعوض، فما أضعف هذا الإنسان، وما أضل عقله في اغتراره بقوته واعتداده بنفسه، واعتقاده أنّ في يده زمام الكائنات يصرّفها كيف يشاء ويسيرها كما يريد! وأنه لو أراد أن يذهب بنظام هذا الوجود، ويأتي له بنظام جديد لما كان بينه وبين ذلك إلاّ أن يرسل أشعة عقله دفعة واحدة، ويشحذ سيف ذكائه، ويبتعث عزيمته ويقتدح فكرته (ص 226 نفسه).

لا شكّ في أنّ الفكرة الوعظية التي تنطوي عليها مقارنة المنفلوطي بين فعل البعوض وفعل الإنسان، ليست من بنات أفكاره المحضة، بل إنه يستغيث بالتراث، في هذه المرّة، وبأحد الخلفاء المشهور ببطشه؛ وهو أبو جعفر المنصور، الخليفة العباسيّ الثاني، الذي أزعجته ذبابة تطوف فوق أنفه، فاستدعي، كما يروي السيوطيّ في تاريخ الخلفاء، مقاتل بن سليمان، فسأله: لمَ خلق الله الذباب؟ قال: ليذل به الجبارين (ص 230 تاريخ الخلفاء أبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن السيوطي 911هـ ، دراسة وتحقيق مصطفي عبد القادر عطا مؤسسة الكتاب العربية ط 3، بيروت، لبنان).

إنّ القارئ لهذه القصة سيلحظ أنّ المنفلوطي حوّل القضية إلي حرب ضروس بينه وبين البعوض، فعبّرت كلماته عن بيان حربيّ لتلك المعركة، وهو محقّ في ذلك، فهذا الحيوان الصغير له حيله وخدعه في الهجوم والدفاع، يخدع العين بزوغان طيرانه المتعرج، وخفة حركته، ومعرفته بالألوان التي توفر غطاء صالحاً للاختباء، والأكثر دهاءً من ذلك هو إجادته الحرب النفسية، ففي الوقت الذي يكون الملسوع في قمة اضطرابه وفشله في صدّه وتصاعد آلام لسعاته الجارية مع الدورة الدموية، فإنه يضاعف هجومه من حيث لا يدري خصمه، وهكذا تنطوي الحرب علي مفارقات شتي، الصغير يصرع الكبير، غير العاقل يصرع العاقل، الضعيف يصرع القويّ، الحيوان يصرع الإنسان، البعوض يري عدوه بوضوح والإنسان لا يري من عدوه شيئاً سوي استماع صوته المثير الرعب في بدنه.

بعد أن قَلَبَ المنفلوطي القضية إلي حرب شعواء بينه وبين البعوض، فما أسلحة الطرفين؟ بعد أن شحذ كل منهما عدّته وذخيرته للقضاء علي الآخر، وما علاقة القارئ بهذه الحرب؟

يعدد الجاحظ في كتاب الحيوان خصال البعوض، وخصائصه الجسمانية التي تثير الرعب أينما حلّ، وعندما نقرأ ما كتبه الجاحظ عن البعوض، لن نستغرب مما كتبه المنفلوطي، فثمة شعراء وصفوا وقائع مثيرة جرت بينهم وبين هذا الحيوان الشرس، وثمة سكان عملوا الرُقَي والطلاسم لإبعاده عن سكناهم، فكأنّ المنفلوطي أراد أن يستميل القارئ إلي جانبه في هذه الحرب، فهذا القارئ يتمتع بأفق تاريخي لنزاعات مماثلة لما وقع للمنفلوطي. وتلك إحدي وسائل هذا الكاتب في حربه التي عدّ عدّتها بعناية، فقد استهل حكايته بتنويه لا يكشف عن غايته بيسر، فالهدف الحقيقيّ من وراء إشارته إلي عادته في الكتابة ليلاً يكمن في رغبته في دفع لوم اللائمين، أولئك الذين ربما عذلوا المنفلوطي علي وقت الكتابة، الذي هو وقت غارات البعوض.

قدّم الجاحظ في كتاب الحيوان وصفاً للبعوض مثيراً للرعب، ولا نظن أنّ المنفلوطي، المشهور ببلاغته التراثية، قد نسي أن ينهل من معين بلاغة الجاحظ، ذي الأسلوب الفريد، والبيان الناصع، الذي جمع في كتبه حدود البلاغة عند الأعراب والفرس والهنود والروم واليونان. وإذا كان الأمر كذلك، فلا ريب في أنّ المنفلوطي قرأ غرّة مؤلفات الجاحظ وهو (كتاب الحيوان)، الذي جمع فيه بعضاً من خصال البعوض، ونشر نتفاً من قصائد الغارات المتبادلة بين الإنسان وهذا الحيوان الصغير.

نقل الأبشيهي في (المستطرف) أنّ الجاحظ كان مبهوراً من صفة البعوض، فقال مدوناً ذلك الانبهار: (مَن علّم البعوض أن وراء جلد الجاموس دماً، وأنّ ذلك الدم غذاء لها، وأنها إذا طعنت في ذلك الجلد الغليظ نفذ فيه خرطومها مع ضعفه، ولو أنك طعنت فيه بمسلات شديدة المتن، رهيفة الحدّ، لانكسرتْ؟ فسبحان من رزقها علي ضعفها بقوته. (المستطرف في كل فن مستظرف ج 2 ــ 224). ويقول الجاحظ في صفة ذلك الخرطوم المثير للعجب: وللبعوض خرطوم، وهي تُشَبَّهُ بالفيل إلا أن خرطومها أجوف، فإذا طعن به في جوف الإنسان والبهيمة فاستقي به الدم من جوفه قذفت به إلي جوفها، فهو لها كالبلعوم والحلقوم) (ص 169 ــ ج7 ــ كتاب الحيوان).

يتبين عبر هذين الاقتباسين، أن الجاحظ كان في الاقتباس الأول يصف الغرابة في كائن دقيق الخلق، فاعل الأثر، وموضع الغرابة عند الجاحظ يكمن في تجاور القوة والضعف في آن، ويكمن في أن هذا الحيوان الصغير ذو معرفة أيضاً، ولذلك فهو يتساءل عن كيفية اهتدائه إلي أن وراء جلد الجاموس السميك دم، وأن ذلك الدم غذاء له. فجلد الجاموس الغليظ الذي لا تخترقه المسلات الشديدة المتن والرهيفة الحد، يخترقه خرطوم البعوض بسهولة، فكيف بجلد المنفلوطي الرقيق؟ حتي أن الجاحظ قدّم لوحة تصويرية ذات بلاغة مخيفة، ربما قرأها المنفلوطي، فقضّ مضجعه، قال الجاحظ واصفاً عملية غارة البعوض علي جلد الجاموس: البعوضة تغمِس خرطومها في جلد الجاموس، كما يغمس الرجل أصابعه في الثريد. (ص399 / ج 5). وإذا ما كان الجاحظ يقدّم لقرائه بلاغة مخيفة فقط، فإنّ إبراهيم النظّام يروي للجاحظ واقعة يهجم البعوض فيها علي نبطيّ في البصرة فيموت النبطي شرّ ميتة. قال الجاحظ، حدثني إبراهيم النظّام قال: وردنا فم زقاق الهفة، في أجمة البصرة، فأردنا النفوذ فمنعنا صاحب المسْلَحَة، فأردنا التأخر إلي الهَوْر الذي خرجنا منه، فأبي علينا. فوردنا عليه وهو سكران وأصحابه سكاري، فغضب علي ملاّح نبطيّ، فشدّه قِماطاً، ثم رمي به في الأجمة، علي موضع أرض تتصل بموضع أكواخ صاحب المسْلَحَة. فصاح الملاّح:

اقتلني أيّ قتلة شئت وأرِحْني، فأبي وطرحه، فصاح، ثم عاد صياحه إلي الأنين، ثم خَفَتَ، وناموا في كِلَلِهِم وهم سكاري. فجئت إلي المقموط، وما جاوز وقت عتمةٍ، فإذا هو ميّت، وإذا هو أشدّ سواداً من الزنجيّ، وأشدّ انتفاخاً من الزقّ المنفوخ، وذلك كله بقدر ما بين العشاء والمغرب. فقلت: إنها لمّا لَسَبَتْه ولَسَعَتْه من كلّ جانب علي لَسع إن اجتماع سمومها فيه أرْبَتْ علي نهشة أفعي بعيداً. فهي ضرر ومحنة، ليس فيها شيء في المرافق. (ص 399 ــ 400 ــ ج5).

وبعد ذلك، بعد أن أرعبت هذه الحادثة النظّام والجاحظ، فلا ريب في أنها أرعبت المنفلوطي وهو يستعدّ لالتقاط أولي كلمات قصته، فكيف يترك أذنيه وديعة لدي خراطيم البعوض؟ لكنه من ناحية أخري، لم يدع الفرصة تفوته، فهو كاتب يبحث عن موضوع صالح لقصةٍ جديدة، اعتاد قراؤه أن يجدوا فيها موعظة، فربما في الأمر خدعة، ربما لم يهجم البعوض علي المنفلوطي قط، بل ابتكر حيلة فنية، لترويج معني من المعاني المثيرة، المتعلقة بالبعوض والإنسان، لأنّ الكاتب ابتدأ بحكاية البعوض، وانتهي بحكاية ضعف الإنسان، وبمقتضي ذلك فإنّ قصة المنفلوطي هذه ذات أصول ثقافية مرجعية، فهو استقي من الجاحظ وصفه، وتشديده علي الاعتبار من عجائب خلق هذا الحيوان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصادر:

1. جريدة (الزمان) العدد 1397 التاريخ 2003 - 1

2. الإنترنت." www.alshaby.com."

 

 

تحياتي،،،،

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

بحث الجاحظ فيه كل الي تبونه المقدمة والخاتمة والفهرس والموضوع:

 

المقدمة

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم......

 

فيما يخص هذا البحث الذي بين يديك وللحقيقة أقول فان لتقديمي هذه الخلاصة قد واجهت الكثير من العقبات منها عدم وجود مراجع تحتوي على حياة الكاتب وإقبال كل الفتيات إلى استعارة الكتب لوحدة الموضوع . الا ان من جد وجد ومن زرع حصد , فقد حصلت بتوفيق من الله وارادة مني على ما يلزمني لإنهاء بحثي ..

 

وقعت عيناي ووقع اختياري على الجاحظ لعدة أسباب أهمها كتاباته العملاقة والمتميزة واسلوبه الشيق والطريف .

 

ان مضمون بحثي يتلخص في بعض النقاط التي تناولتها وهي حياته , نشأته , نسبه . عصره , مصادر ثقافته , صفاته وأخلاقه , شخصيته وعقله وصولا إلى موته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهرس

 

المقدمة 1

الفهرس 2

حياته ونشأته 3

لقبه 3

نسبه 3

عصره وشخصيته 4

مصادر ثقافته 5

صفاته واخلاقه 6

منافع كتبه 7

سر عدم زواجه واثاره 8

عقله 9

اسلوبه 10

موته 10

الخاتمة 11

المراجع 12

 

 

 

الجاحظ

 

حياته ونشأته

ولد أبو عثمان في البصرة حوالي سنة 160هجرية (776) ميلادية و مات فيها سنة 255هجرية(869)ميلادية وقد اختلف آراء المؤرخين حول تاريخي ولادته وموته . ألا إن معظمهم اتفق على ما ذكرناه. فيا قوت ،مثلاً، يزعم إن الجاحظ قال عن نفسه انه أسن من أبي نواس سنه آي انه ولد سنة 150، غير إن هذا الزعم لا يستند إلى أساس(1).

ونشأ في البصرة نشأة فقيرة في أول أمره، باع في أثناء ذلك الخبز و السمك في سيحان، احد انهر البلدة.ولربما أفاد من هذه التجارة سهل له العيش الكريم وطلب العلم في الكتاب ، ومخالطة المسجديين العلماء و الأدباء ، واكتراء حوانيت الوارقين لأجل المطالعة . وما إن أتيح له حتى انقطع إلى مناهل المعرفة المتشبعة يغرف من معينها بنهم لا يعرف الاتواء. وفي البصرة إذا تعلم الجاحظ. وفيها عكف على المطالبة و الدرس. بيد إن هذه النشأة فيها لم تمنعه من زيارة سواها من عواصم العلم و الاستفادة من حلقاتها (2).

 

لقب الجاحظ

لقب أبوه عثمان بالجاحظ لانه مشوه الخلق جاحظ العينين . فكان لا يعجبه هذا اللقب فتبرم بمن يدعوه به. ولهذا كان يجهد نفسه في أن يقرر في أذهان الناس إن اسمه ((عمرو)9 وانه يحب أن يدعى بهذا الاسم وان اسم ((عمرو)) ارشق الأسماء واخفها أظرفها أسهلها مخرجاً. وكان يسمه ((الاسم المظلوم)) لانهم الصقوا به الواو التي ليست من جنسه ولا فيه دليل عليها ولا اشاره إليها . وكان يقول : أن هذا الاسم لم يقع في الجاهلية والإسلام الأعلى فارس مذكور ، أو ملك مشهور ، أو سيد مطاع ، أمثال عمرو بن هاشم ( جد النبي صلى الله عليه وسلم ). وعمرو بن سعيد الأكبر ، وعمرو بن العاص ، وعمرو بن معد يكرب (3).

 

نسبه

وكان لحق الاضطراب مولد الجاحظ ومماته هكذا الحق نسبه أيضا, فجعله بعضهم كنانياً صليباً وجعله بعضهم الأخر كنانياً بالولاء. وقد يكون التعليل الثاني اقرب إلى الصحة من التعليل الأول في نظر الكثيرين. وزعم بعضهم انه كان مولى لأبي القلمس الكناني النساء, احد حكام العرب وأول من نسأ الشهور على العرب في الجاهلية فأحل لهم منها ما احل , وحرم ما حرم.

وقيل:(( كان فزارة جد الجاحظ أسود, وكان جمالا لعمرو بن قلع الكناني)).

 

ومن هنا تطرق الشك إلى عربية أبي عثمان, فتساءل بعضهم: هل كان من أسرة عربية سامية أم من العناصر الأفريقية التي عرفت الرق .

قد لا يكون اللون من الأدلة على أعجمية الرجل , إذ إن السواد كان شائعا عند العرب , وكان مجال اعتداد فيما بينهم أحيانا (4).

 

(1)اسم الكتاب: الجاحظ في حياته وادبه وفكره ص17

(2)اسم الكتاب: الجاحظ دراسة عامة ص10

(3)اسم الكتاب: الجاحظ في حياته وادبه وفكره ص157

(4)اسم الكتاب: الجاحظ دراسة عامة ص10

 

عصره

كما عرف القرن الثامن عشر في فرنسة بقرن فولتير ، عرف العصر الذي عاش فيه أبو عثمان ، وهو العهد الذي بلغت فيه الخلافة العباسية أو بها ، بعصر المأمون ، بل بعصر الجاحظ على حد قول بعضهم . ما هي مميزات ذلك العصر وما كانت عليه حينذاك البصرة وبغداد، هاتان المدينتان اللتان تنتقل صاحبنا في ها سحابه عمره؟ قبل أن جعل العباسيون من بغداد ، القرية الصغيرة الحاتمة على صفات دجله، عاصمة تزهو بقصور شامخة قامت على أنقاض صروح كسرى ، قبل هذا الأزهار الكاسف لاذي عرفته مدينة الرشيد ، كانت البصرة حاضرة العلم والتجارة . كانت سوقها ((المربد)) ملتقي التجار و المثقفين و الغويين و الشعراء يتبارون فيها الرأي و السلع . وكانت خضرتها الخصبة تستهوى المتمولين فيؤمونها انتجاعاً للراحة و اللهو (1).

 

 

شخصية الجاحظ

شخصية الجاحظ شخصية فذه و لاشك ، تميزت بشمول الثقافه ، و قوه المنطق، وحده الذكاء ، و لباقه التصرف ، على ميل الى الاستقلال في الراي .

طَبع ابو عثمان على الظرف و الفكاهة ، فكان يفتش عن النادرة حتى ولو نت عليه ، قال يوماً

" ما اخجلنى احد الا امرأتان ، رأيت في العسكر ، وكانت طوبلة القامه ، و كننت على طعام ، فاردت ان امازدها.

فقلت لها : انزلي معنا .

فقالت : اصعد انت حتى ترى الدنيا!!.

وأما الاخرى فانها اتتنى ، وانا على باب داري ، فقالت : لي اليك حاجه اريد ان تمشي معي . فقمت معاه الى ان اتت بي الى صائع يهودي و قالت له مثل هذا؟!! وانصرفت . فسألت الصاءع عن قولها فقال: انها اتت الى بفص و امرتنى ان انقش عليه صورة شيطان فقلت لها : يا ستى ما رايت الشيطان فأتت بك وقالت ما سمعت ؟!!.

 

لئن دلت هذه النادرة على شيء فانما تدل على ميل فطري الى التهكم و السخرية ، فالجاحظ احب التهكم للتهكم ، بصرف النظر عن الغايه . كان المرح في صميم طبيعته، وكانت النكته على آسله لسانه(2).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(1)اسم الكتاب: الجاحظ في حياته وادبه وفكره ص7

(2) اسم الكتاب: الجاحظ في حياته وادبه وفكره ص73

 

مصادر ثقافته

كان العلم في عصر الجاحظ يؤخذ من كتاب الحي حلقات المساجد والرحلات إلى الأفاق. وخضوعاً لهذا الاتجاه تلقى أبو عثمان معارفه على أكابر علماء عصره, وأخذ الفصاحة من علماء المربد عكاظ الإسلام(1).

 

رأينا كيف إن الجاحظ رغم فقره في أول أمره كان يذهب إلى الكتاب في البصرة ويكتري دكاكين الوراقين يحتبس فيها ليلا للمطالعة, ويتصل بشيوخ العلم وأئمة الأدب رغبة منه في المعرفة (2).

 

وكان لشدة نهمه الفكري يستوفي قراءة كل كتاب يقع في يده , فهو بعد خروجه من الكتاب توسع في مذاهب الأدب والدين والعلم والفلسفة على أيدي طائفة من العلماء فكان لهم اثر واضح في نمو عقله(3).

وتدل كتب الجاحظ على حذقه في جميع الثقافات التي تناولها في كتبه, فهو موسوعي المعرفة, وقد أودع في كتبه الكثير من آرائه الفلسفية والفكرية وثمرات اهتماماته العلمية التي غلب عليها طابع الأدب. على أن في مصنفاته ما يعاب عليه, فهي كلها تقريبا تفتقر إلى حسن التنظيم في التحرير والتبويب, وقد أكثر الجاحظ فيها من الاستطراد وملأها بالنوادر(4).

ولأن الجاحظ كان غزير العلم.. مستوعبًا لثقافات عصره.. فقد كانت مراجعه في كتبه تمتد لتشمل القرآن الكريم والحديث النبوي والتوراة والإنجيل وأقوال الحكماء والشعراء وعلوم اليونان وأدب فارس وحكمة الهند بالإضافة إلى تجاربه العلمية ومشاهداته وملاحظاته الخاصة(5).

رغب الجاحظ في العلم وهو حدث فان يذهب إلى الكتاب في البصرة مع ما هو فيه من خصاصة. ثم عمد إلى دكاكين الوراقين يكثر بها ويبيت فيها للنظر , ولم يقع في يده كتاب إلا استوفى قراءته. ثم اتصل بشيوخ العلم وأئمة الادب فاخذ عن ابي عبيدة والاصمعي وابي زيد الانصاري وابي الحسن الاخفش. وتخرج في الكلام والاعتزال على ابي اسحق النظام. وكان يشهد المربد , وسمع اللغة من الاعراب شفاهاً. وحدث عن جماعة من الفقهاء كأبي يوسف صاحب ابي حنيفة, ويزيد ابن هارون , والسري بن عبدويه. وروى عنه المربد, ويموت بن المزرع وابو بكر السجستاجي وسواهم ويرى بعضهم انه تعلم الفارسية واتقنها, ويتتدلون على ذلك بكثرة ما ورد من ألفاظها في كتبه.(6).

 

(1)اسم الكتاب:الجاحظ دراسة عامة ص20

(2)اسم الكتاب:الجاحظ دراسة عامة ص21

(3)اسم الموقع:www.google.com

(4) اسم الموقع:www.google.com

(5) اسم الموقع:www.google.com

(6) اسم الكتاب:الجاحظ ص 15

 

صفاته و أخلاقه

صفاته:

كان الجاحظ دميم الخلقية قصيراً، اسود، بارز العينين، ولذلك لقب بالجاحظ . يحدثنا هو عن شوهته فيقول : "ذكرت للمتوكل لاعلم أولاده ، فلما استحضرني استبشع منظري، فأمر لي بعشرة آلاف دينار وصرفنى "،إلا إن هذه الصفات التي غالباً ما تقود الإنسان إلى التأزم النفسي ، و الشعور بالنقص ، وبالتالي إلى النقمة على الحياة لم تؤثر في الجاحظ .... فقد كان حلو الحديث ، حسن المحاضرة ، حاضر الجواب ، سريع النكتة ، ناعم السخرية ، يحب اللهو و الطرب ، وله ولع شديد بالضحك و الاضحاك ،مكانه لا ينظر إلى الحياة إلا من وبعدها المشرق. ينفذ بعقله إلى المدركات الخفيفة ، و يراها بوضوح تام ... ولذا فقد أدرك ذاته و فهمها و تقبل عيوبها ،وتبنى محاسنها .

كما أدرك واقع الحياة بروح مرحة راضية على إن ما تميز به الجاحظ إلى جانب علمه و بيانه و مناظراته الفلسفية، هو نزعته إلى السخرية و التهكم إلى جانب المرح و الدعابة (1).

 

الأخلاق:

إذا كان الجاحظ مصوراً اجتماعياً بارعاً ، فقد كان أيضا مرشداً أخلاقيا، بليغ الأثر . فهو إذا حمل على المرائين و المستثمرين و الحاسدين و المكدين وصغار النفوس فما كانت التسلية رائدة بقدر ما كان الإصلاح عن طريق رده الفعل .

بين انه ما اكتفى بومف ، أو نفذ، ما يجري ، بل معنى إلى ابعد ، معنى نحو الأكمل ويرشد إلى الطرق الفضلي التي ستنو بالكائن البشري نحو تحقيق مثله الأعلى في الحياة .

إن الجاحظ ، العامل يوحي القائل ((بل أمر بالمعروف و النهي عن المنكر )). وضع اكثر من فصل في السلوك الخلق ، وتتخلص آرؤة المناقبية بشيء من المحافظة الاجتماعية و التمسك بالفضائل التي يفخر بها المسلم ، ومنها الإحسان والبر بالوعود و الكرم و التعاضد و الواجب الانسانى و الاعتدال في الطلب اللذه وتسليط الاراده على الهوى . وهذه الصفات قمينة بتوطيد ركيزه المجتمع الخلقية (2) .

 

كان الجاحظ مشوه الوجه جهما, ناتئ العينين, قصير القامة لا تنفتح العين على ابشع منه منظرا . وكان الى ذلك خفيف الروح, حسن المعاشرة, ظريف الحديث, طيب النكتة, مطبوعا على السخر والتهكم. وليس سخره بالجارح الحاد وانما هو لطيف ناعم, مصور لنفسه المرحة التواقة الى الدعاب. وكان شديد الذكاء حسن الفراسة, محباً للتكسب, ولا يعتد بما ياخذ به الناس أنفسهم وينتحلونه من الرسوم والعادات , وانواع العصبية المذهبية وفقد دافع عن العرب, ورد على الشعوبية في كتابه البيان والتبيين.ولكنه لم يبخس الاعاجم حقهم في كثير من كتبه, وقد يتخذ من ذلك سبيلا للتكسب(3).

 

 

 

(1) اسم الموقع: www.stqtion192.com

(2) اسم الكتاب: الجاحظ في حياته وادبه وفكره ص143

(3) اسم الكتاب: الجاحظ ص 51

 

 

كتبه:

ويعد الجاحظ من أغزر كتّاب العالم ؛ فقد كتب حوالي 360 كتابًا في كل فروع المعرفة في عصره… وكان عدد كبير من هذه الكتب في مذهب الاعتزال.. وبحث مشكلاته.. والدفاع عنه… لكن التعصب المذهبي أدى إلى أن يحتفظ الناس بكتب الجاحظ الأدبية.. ويتجاهلوا كتبه الدينية فلم يصل إلينا منها شيء.(9)

ومن أشهر وأهم كتب الجاحظ كتابا "البيان والتبيين" و"الحيوان".

ويعتبر البيان والتبيين من أواخر مؤلفات الجاحظ.. وهو كتاب في الأدب يتناول فيه موضوعات متفرقة مثل الحديث عن الأنبياء والخطباء والفقهاء والأمراء… والحديث عن البلاغة واللسان والصمت والشعر والخطب والرد على الشعوبية واللحن والحمقى والمجانين ووصايا الأعراب ونوادرهم والزهد.. وغير ذلك. (1).

 

منافع الكتب:

يتخلص الجاحظ من سرد منافع كتابه خاصه الى منافع الكتب على الجمله. وهذا أهم - قسم في مقدمته ، فيقول مخاطباً المنتقد:-

ثم لم أرك رضيت بالطعن على كل كتاب لي بعينه، حتى تجاوزت ذلك الى ان عبت وضع الكتب كيف ما دارت بها الحال، وكيف تصرف بها الوجوه.وقد كنت اعجب من عيبك البعض بلا علم ، حتى عبت الكل بلا علم . ثم تجاوزت ذلك الى نصيب الحرب، فعبت الكتاب.

ونعم الدخر و العقده هو ونعم الجليس و العده!نعم النشرة و الزهة!ونعم المتسفل و الحرفة!ونعم اىنيس ساعه الوحدة ! ونعم المعرفة ببلاد الغربه ! ونعم القرين و النخيل ! ونعم الوزير و النزيل .

 

و الكتاب وعاء ملىء علماً، وظرف حشى ظرفاً، اناء شحن مزاحاً وجداً. ان شئت كان ابين من سبحان وائل ، وان شئت كان اعياً من باقل . وان شئت ضحكت من نوادره، وان شئت عجبت من غرائب فرائده. وان شئت الهتك طرائفه ، وان شئت أشجتك مواعظه . ومن لك بواعظ مله ، و بزاجر مغر ، وبناسك فاتك، وبناطق اخرس، وببادر حلر! وفي البلاد الحار.(2).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(1)اسم الكتاب:الجاحظ دراسة عامة ص:25

(2)اسم الكتاب:الجاحظ في حياته وادبه وفكره ص 195-196

 

 

سر أبي عثمان في عدم زواجه

ذكرت في مقال سابق بأن أبا عثمان الجاحظ لم يتزوج قط، وأنه لم يكون أسرة ولا ارتبط بأصهار وأقارب وما يتبع ذلك من مشاكل ومشاغل كثيرة، , وانه صرف جل وقته في مطالعة الكتب وتحرير مؤلفاته. لكن هذا لا يعني أنه كان منصرفا عن المرأة، أو راغبا عنها، لا، بل يذكر مترجموه انه ربما كان يتخذ الجواري، لكن التسري أو اتخاذ الجارية ليس كالزواج من ناحية المشاغل الكثيرة، والجارية ليست كالزوجة في طلباتها ورغباتها وحقوقها، وكذلك من ناحية ولادة أطفال وما يترتب على ذلك من أشياء كثيرة. والذي يبدو لي من كتابات أبي عثمان أن هناك شيئا آخر صرفه عن الزواج، فما هو يا ترى؟

 

أكاد أجزم بأنه ليس رغبته في التفرغ لتحرير مؤلفاته وترتيب أوراقه، وإنما شيء آخر غير هذا، ألا وهو ضعف ثقته في المرأة --- نعم كان الجاحظ لا يثق في المرأة ، أعني من ناحية الحفاظ على عهد الزوجية وعدم الخيانة، ولك عزيزي القاريء ان تستعرض بعض القصص التي يوردها الجاحظ عن النساء والتي تظهر سرعة تفريط المرأه في عهد الزوجية ، واستجابتها لكثير من المغريات المحيطة المتمثلة في الرجال الآخرين، لتجد مصداق ما أزعم هنا.

 

إذن فلكل ما سبق انصرف أبو عثمان الجاحظ عن الزواج وبقي وحيدا إلى آخر حياته. لكن لحسن الحظ هذه الوحدة عادت عليه بالنفع والفائدة، لأنها أعطته وقتا ثمينا للكتابة وتحرير الكثير من مؤلفاته، ولولاها لما حصلنا على الحيوان مثلا ، أو البيان والتبيين، أو الرسائل التي كتبها في مواضيع شتى كثيرة(1).

 

 

أثاره:

خلف الجاحظ مؤلفات كثيرة جعلها بعضهم ثلاثمائة وستين كتابا وهي دون ذبك فيما نعلم لانه أضيف الى الجاحظ كتب ليست له . وذكرت كتب تكرارا باسماء مختلفة .على انه مهما يكن من شي فان اثاء الجاحظ في غاية الخصب. ونظرة الى ما اثبت منها في مقدمة الحيوان ,معجم الادباء , تطلعنا على طائفة جليلة , تربى على المائة بين مؤلف كبير ورسالة صغيرة .وفيما عالج مختلف الاغراض والموضوعات فكتب في الادب والشعر والديانات والعقائد والامامة ونبوة والمذاهب الفلسفية .وبحث السياسة والاقتصاد وتحصين الاموال , وغش الصناعات , والاخلاق وطبائع الاشياء, وحيل اللصوص وحيل المكدين وذوي العاهات كالحول والعور والعجان والبرصان. وتكلم علىالعصبية وتأثير البيئة فكتب في القحطانية والعدنانية والصدحاء والهجاء, والسودان والحمران,والرجال والنساء وفي أي موضع يغلبن ويفضلن , وفي أي موضع يكن الفلوبات و المغضولات (2).

 

 

 

 

(1) اسم الموقع:www.google.com

(2)اسم الكتاب: الجاحظ ص64

 

 

عقله

لئن حسب الجاحظ للمعاينة او الحماسة، على وجه الاطلاق ، حساباًكبيراً ، فهولم يقف عندها لانها قد تخادع احياناً ((ولعمري ان العيون لتخطئ، وان الحواس لتكذب ، وما الحكم القاطع الا للذهن، وما الاستبانة الصحيحة الاللعقل ، اذا كان زما ما على الاعضاء ، وعياراً على الحواس)).

ذلك ان للامور حكمين: حكم ظاهر للحواس ، و حكم باطن للعقول، و العقل هو الحجة، فلذا بنصح بالذهاب الى ما يريه العقل لا الى ما تريه العين، او بالاجرى ينصح باخضاع ما تريه العين الى رقابه العقل.

 

وايمانه بالعقل هذا جعله يشكك في كل امر حتى يبلغ فيه اليقين . فالافكار المسبقه في النظر الى الامور حاول ان يتجنبها ، قبل (باكون) قدر استطاع ومن هنا كان نقاشه في شوؤن كثيرة سمحها ولم يرض عنها عقله ، ومن هنا محاجته (ارسطو)في قضايا رأي فيها غير رأيه، بل ومن هنا نقذه اللاذع لاعياء العلم في عصره وللسخافات الرائحة و الاساطير.(1).

 

 

في خدمة العقل وضع أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الشهير بالجاحظ -لجحوظ واضح في عينيه- 96 عامًا هي كل عمره، ووضع كل ثقافة العرب واليونان والفرس التي عرفها عصره والتي جمعها الجاحظ ووعاها.

كان الجاحظ منهوم علم لا يشبع، ومنهوم عقل لا يرضى إلا بما يقبله عقله بالحجج القوية البالغة.

 

كان الجاحظ موسوعة تمشي على قدمين، وتعتبر كتبه دائرة معارف لزمانه، كتب في كل شيء تقريبًا؛ كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء والسلطان والجند والقضاة والولاة والمعلمين واللصوص والإمامة والحول والعور وصفات الله والقيان والهجاء.

أما عن منهجه في معرفة الحلال والحرام فيقول : "إنما يعرف الحلال والحرام بالكتاب الناطق، وبالسنة المجمع عليها، والعقول الصحيحة، والمقاييس المعينة" رافضًا بذلك أن يكون اتفاق أهل المدينة على شيء دليلاً على حله أو حرمته؛ لأن عظم حق البلدة لا يحل شيئا ولا يحرمه، ولأن أهل المدينة لم يخرجوا من طباع الإنس إلى طبائع الملائكة "وليس كل ما يقولونه حقًا وصوابًا".

 

فقد كان الجاحظ لسان حال المعتزلة في زمانه، فرفع لواء العقل وجعله الحكم الأعلى في كل شيء، ورفض من أسماهم بالنقليين الذين يلغون عقولهم أمام ما ينقلونه ويحفظونه من نصوص القدماء، سواء من ينقلون علم أرسطو، أو بعض من ينقلون الحديث النبوي (2).

 

 

(1)اسم الكتاب: كلمات المائة ص55

(2) اسم الموقع:www.google.com

 

 

أسلوبه الفنّيّ في الترسّل‏

دَرَجَ الكتّابُ –عادة - على اتّباع أساليب تُسْتَهَلُّ بها الرسائل وتُختتم، فاصطلحوا على أنّ "الأصل في الرسائل أن تُبْتَدَأ بالبسملة، ثم يُذكر اسم مُرْسِلها واسم مَنْ أُرسلت إليه، وما يكنّى به، وأحياناً لقبه ورتبته، مع تقديم الفاضل على المفصول، ثم تُورد عبارة السّلام، تليها (أمّا بعد)، التي غالباً ما تكون مفتاحاً للدخول في موضوع الرسالة، أو التحميد الذي يتقدّمها أحياناً، فيأتي قبلها، وهي أشبه ما تكون بلازمةٍ قلّما يُستغنى عنها" (43). بيد أنه ليس لزاماً أن يتبّع المترسّل هذا النهج، أو أن يلتزم نهجاً معيّناً لا يحيد عنه، فليس ثمّة أسلوب محدّد بعينه يسلكه الكتّاب عامة، أو كاتب ما في كلِّ رسائله، فلكلٍّ أسلوبه الخاصّ به، ولكلّ مقامٍ مقال

أسلوبه:ويمتاز أسلوب الجاحظ بالسلاسة الممتعة التي تشد إليها القلوب والأسماع, وكثيرا ما يطبع أسلوبه بشيء من السخرية, يتجلى فيها الجمال الفني في السبك والتعبير.

وقد كان للجاحظ أسلوب فريد يشبه قصص ألف ليلة وليلة المتداخلة… إذ أن شهرزاد تحكي لشهريار قصة… ثم يحكي أحد أبطال هذه القصة قصة فرعية.. وتتخلل القصة الفرعية قصة ثالثة ورابعة أحيانًا..ثم نعود للقصة الأساسية.. فالجاحظ يتناول موضوعًا ثم يتركه ليتناول غيره.. ثم يعود للموضوع الأول.. وقد يتركه ثانية قبل أن يستوفيه وينتقل إلى موضوع جديد… وهكذا (1).

 

 

موته:

إما موته فقد كان سببه ما أصيب به من داء الفالج والنقرس الشبيه بداء المفاصل.ولا يعول على ما قيل انه أصيب بذلك لجمعه بين السمك واللبن على مائدة احمد بن أبي دؤاد – ما لم يكن شديد الحساسية بالنسبة إلى هذا الجمع- لا سيما وهو كان يشكو علته قبل اتصاله بالقاضي , ولقد ذكرنا في حيوانه وسماها العلة الشديدة. ومن المعقول إن تكون تلك العلة الشديدة غير العلة التي أقعدته إذ كان يشكو من حصاة في الكلى لا ينسرح البول معها. ولم يقعد الداء ابا عثمان الا بعد ان جاوز الثمانين فمكث مدة سر من رأى ثم انتقل

Link to comment
Share on other sites

هذي تكملة بحث الجاحظ (( الخاتمة والمراجع)) ...

 

 

الخاتمة

 

لقد انتهيت وبحمد الله من هذا البحث بعد ان تطرقنا لبعض من جوانب حياة الكاتب والاديب العربي " الجاحظ " .

 

ان هذا البحث افادني كثيرا حيث اعتبرت من بعض موافق الجاحظ واذكرت الكثير من الاشياء.

 

وفي النهاية لا يسعني الا ان اقول ان على الرغم من الصعوبة التي واجهتها الا انني سعية بالنهاية والنتيجة التي توصلت اليها..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

 

1.

اسم الكتاب:الجاحظ في حياته وادبه وفكره

مؤلف الكتاب: جميل جبر دكتور في الاداب

دار النشر: دار الكتاب اللبناني –دار الكتاب المصري

سنة الطبع: 1411ه – 1991م.

الطبعة: الأولى.

مكان الطبع: لبنان و مصر

 

 

 

2.

اسم الكتاب: الجاحظ دراسة عامة

مؤلف الكتاب: استاذ الادب اعربي في المعهد الانطوني

دار النشر: دار الثقافة

سنة الطبع: 1994م.

الطبعة: الأولى.

مكان الطبع: بيروت – لبنان.

 

 

3.

اسم الكتاب: كلمات المائة

مؤلف الكتاب: ابو عثمان عمروا بن بحر الجاحظ(ت 255ه )

دار النشر: المطبعة العلمية.

سنة الطبع: 1422ه

الطبعة: الأولى.

مكان الطبع: قم المقدسة

 

 

 

4.

www.Google.com

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...